المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 560



Haneen
2014-05-29, 11:55 AM
<tbody>
اقلام وآراء
(560 )




</tbody>

<tbody>
الثلاثاء
22/04/2014



</tbody>

<tbody>




</tbody>




<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>



أقلام وآراء (560 )

<tbody>


<tbody>
سأقطع رأس حماس
فايز أبو شمالة / المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
كيف علّق الإسـرائيليون على تلويح عباس بحل السلطة
ياسر الزعاترة / فلسطين الان




</tbody>

<tbody>
المرابطون.. دروس المبادرة والإرادة
لمى خاطر / الرأي




</tbody>

<tbody>
الهولوكوست وفلسطينيون تحت الاختبار
عصام شاور / الرأي




</tbody>

<tbody>
ما بعد المصالحة
أسامة سعد / فلسطين اون لاين



</tbody>

<tbody>
مؤشرات
يوسف رزقة / الرأي



</tbody>


























</tbody>


مؤشرات
يوسف رزقة / الرأي
ملف المصالحة يتحرك. الحركة عادة لها أربع اتجاهات إضافة الي فوق وتحت. في أي الاتجاهات ستتحرك لقاءات غزة ؟ لا إجابة يقينية قبل انتهاء اللقاءات، ولكن هناك تمنيات بالنجاح. قد يكون وصول القيادي ابو مرزوق الى غزة من معبر رفح البري المغلق مؤشرا على أمرين إيجابيين:
الأول- رغبة حماس في إنجاح اللقاء، والتقدم به باتجاه الأمام، لذا حضر موسى ابو مرزوق بصفته رئيس وفد حماس للمصالحة منذ أن كان يرعى لقاءاتها عمر سليمان وزير المخابرات العامة. وبالتالي ربما يدعو ابو مرزوق عزام الأحمد وفتح الى البدء بتطبيق ما تمّ الاتفاق عليه في الملفات الخمس، بلا تردد، وبلا انتقائية مخلة، آخذين بالحسبان المأزق الذي دخلت فيه القضية من ناحية، والمأزق الذي دخلت فيه فتح وحماس من ناحية أخرى، بحكم التطورات المحلية والإقليمية والدولية. بحيث تشكل المصالحة طريقا لهما للخروج من المأزق، ولو بشكل نسبي.
والثاني- أن موافقة السلطات المصرية الحاكمة على مشاركة موسى ابو مرزوق في لقاءات المصالحة، يؤشر على انفراجة ما في علاقة السلطات مع حركة حماس، الأمر الذي يعني عودة الرعاية المصرية للملف، ومن ثمة إيقاف الهجمة الإعلامية المصرية ضد حماس. نعم ستعقد اللقاءات في غزة بدون وجود مصري فيها، ولكن الوجود المصري حاضر من خلال السماح لأبي مرزوق بالمشاركة، وهذا جيد، إن كان جزءا من توجه أوسع لتخفيف الحصار عن غزة.
لقاء المصالحة لا يهدف الى فتح الملفات للنقاش، فالنقاش انتهى بتوقيع الطرفين قبل أعوام، وإنما يهدف الي مناقشة آليات التنفيذ، ولكل ملف آلياته المحددة ومواقيته المحددة، وأهدافه المحددة، وبدخول الأطراف الى عملية التنفيذ الشامل والمتزامن، بلا انتقائية مخلة، يبدأ العد التنازلي لإنهاء الانقسام، والعودة الى الشراكة الوطنية في تحمل أعباء المستقبل.
بعض التصريحات تشير الى انتقائية غير مريحة، بتفضيل ملف على آخر خلافا لما اتفقت عليه الأطراف، وخلافا لمنطق العمل السياسي الناجح، الذي يعطي الأهمية نفسها لجميع الملفات، ويرى أن سفينة المصالحة تراعي مصالح جميع الأطراف ومصالح الشعب، وترفض سياسة الغالب والمغلوب، وسياسة حصار طرف لمطالب الطرف الآخر.
إعلاء كفة الوطن مهمة جميع الأطراف، وهذا لا يتحقق إلا بالتسامح، والتسامي على الحزبية، وعلى التخندق خلف ملفي الحكومة والانتخابات. التسامي أن ترى الوطن، وأن ترى الشركاء على قدم وساق. والتسامح أن تصدق في الإرادة والقول وأن تحب لأخيك ما تحبه لنفسك، وأن تترك المناورة الحزبية، وتغادر هدف إدارة المشكلة، الى هدف حل المشكلة.
هل ستشهد لقاءات اليومين نجاحا، وتقدما؟ بعد يومين سنقول، وسنجيب، على السؤال، والآن نحن في مرحلة الدعاء، ونضع يدنا على قلبنا، كما تعودنا في الماضي.





سأقطع رأس حماس
فايز أبو شمالة / المركز الفلسطيني للاعلام
سأقطع رأس حماس، وأعلقه على مآذن القدس، وأضع مكانه في قطاع غزة رأس السيد محمود عباس رئيساً، على أن نراقب التطورات الميدانية، ونتائج الأحداث بعد عام من قطع رأس حماس، ولنقرر بعد ذلك بموضوعية وعقل راجح؛ هل قطع رأس حماس سيضمن فتح المعابر المغلقة، ويفتح باب السفر لكل فلسطيني يتطلع للتواصل مع الخارج؟ وهل قطع رأس حماس سيضمن حرية الاستيراد والتصدير من وإلى قطاع غزة؟ هل سيدخل الأسمنت وباقي مواد البناء بلا حواجز إسرائيلية؟ وهل ستحل مشكلة انقطاع الكهرباء وعدم توفر الوقود؟ وهل سيوفر قطع رأس حماس فرصة عمل لكل فلسطيني يبحث عن مصدر رزق بالحلال؟ وهل سيضمن دفع رواتب الموظفين في موعدها، ويضمن الترقيات وتحسين الأجور؟ وهل قطع رأس حماس سيوفر وظائف جديدة لألوف الخريجين؟ هل سيفتح الطريق أمام إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية؟ هل قطع رأس حماس سيضمن عدم التوسع الاستيطاني اليهودي، وسيوقف تهويد القدس؟ هل قطع رأس حماس سيضمن للفلسطينيين قيام دولتهم على حدود 67، وعاصمتها القدس، وهو أضعف الإيمان؟ وهل سيحقق ذلك أحلام اللاجئين بالعودة إلى فلسطين؟
إذا تحقق ما سبق، فالشعب الفلسطيني سيقطع رأس حماس، وسيلقي به في بئر سحيقة، فالناس لا تعبد تنظيمات لحلاوة اسمها، والجماهير لا تعشق أفراداً لهم مسميات وظيفية، الشعب الفلسطيني يساند مواقف القيادة التي تحقق تطلعاته السياسية، ويقف خلف قرارات الحكومة الجريئة التي تراعي مصالحه. فإذا كانت معظم التصريحات الصادرة عن مسؤولي السلطة الفلسطينية تؤكد على أن الانقسام هو سبب البلاء الذي حل بالقضية الفلسطينية، وهو سبب فشل المفاوضات، وهو السبب في التوسع الاستيطاني، وهو السبب في تواصل الحصار المفروض على سكان قطاع غزة، وهو السبب المباشر لمعاناة الناس؛ فإنني أدعو قادة حركة حماس إلى إنهاء الانقسام فوراً، والتوجه للمصالحة دون تردد، وتسليم كل المناصب الحكومية للسلطة الفلسطينية، والتمسك بحديث السيد عزام الأحمد الذي قال: إن جميع مشاكل قطاع غزة ستحل فور إنهاء الانقسام، كما أن أزمة حماس مع مصر ستحل أيضا بشكل كبير عقب إنهاء الانقسام, حديث السيد عزام الأحمد البديع الرائع وثيقة تاريخية، واعتراف مسؤول بإمكان حركة حماس أن تستند إليه، وتنزوي جانباً لمدة عام، تعطي خلاله قيادة السلطة الفلسطينية كامل الصلاحيات لممارسة الحكم في قطاع غزة أسوة بالضفة الغربية، ولكن شرط عدم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية للسلطة الفلسطينية كما أقرت ذلك اتفاقية أوسلو التي ماتت، وتم دفنها بقرار الأمم المتحدة؛ الذي اعترف بدولة فلسطين بصفة مراقب سنة 2012. على جميع القوى السياسية أن تتوافق على قيادة وطنية فلسطينية تحاكي اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين، وتعمل على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية لدولة تحت الاحتلال.








ما بعد المصالحة
أسامة سعد / فلسطين اون لاين
أريد من القارئ العزيز أن يتخيل معى أن المصالحة قد تمت وأن الاتفاق الذي حدث فى الدوحة والقاهرة قد تم الاتفاق على تطبيقه, ووضعت جداول زمنية واضحة له، بعد أن تم التوافق على جميع النقاط العالقة، بالتأكيد ذلك سوف يشعر المواطن الفلسطيني بالسعادة الغامرة, وسيغرس فى المواطنين روح التفاؤل والأمل فى مستقبل أفضل، وهذا أمر جيد ومستحب, ولكن الاتفاق شيء وسلامة النوايا والتطبيق الأمين شيء آخر، وما اتفاق مكة عنا ببعيد، الأمر الذي يبقي الهواجس لدى المراقبين متفاعلة مع الأحداث مترقبة لكل تصريح أو تلميح قد يستشف منه النكوص عما تم الاتفاق عليه، أو تعثر السير فى مسار المصالحة، طبعًا إن لذلك ما يبرره, خصوصًا وأن مستوى الثقة متدنٍ جدًا بين الطرفين ولكل أسبابه ومبرراته.
ففتح تخشى أن تستغل حماس ورقة المصالحة من أجل التخلص من أزمتها المالية الخانقة, وكذلك محاولتها السيطرة على مؤسسات منظمة التحرير من خلال إصرارها على إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني لانتزاع قيادة المنظمة من حركة فتح، وهو الأمر الذي يعطي شرعية التمثيل للشعب الفلسطيني، عالميًا وإقليميًا للرئيس عباس, كونه رئيس اللجنة التنفيذية لهذه المنظمة، أما هواجس حركة حماس فتتمثل في خشيتها من أن تستغل حركة فتح المصالحة كورقة ضغط على نتنياهو بسبب فشل المفاوضات، وكذلك خوفها من أن تتعامل حركة فتح مع ملف المصالحة بشكل مجتزأ تقتطع منها ما يعزز موقفها أمام المجتمع الدولى ويعيد للرئيس عباس شرعيته المفقودة كرئيس للسلطة الوطنية, من خلال إجراء انتخابات الرئاسة والمجلس التشريعي "طبعا في حال فوزه" والاكتفاء بذلك. ناهيك عن الملفات العالقة الممثلة في ملف الأجهزة الأمنية والموظفين وما إلى ذلك من ملفات عالقة، كل ما سبق يمكن أن يؤدي إلى إفشال المصالحة لا محالة إن لم تسلم النوايا، بل إن النوايا وحدها لا تكفي, إذ يتوجب على الطرفين العزم الأكيد للسير فى ملف المصالحة حتى النهاية، لأن عوامل الفشل والتراجع -من وجهة نظري- أكثر بكثير من عوامل النجاح، فما يريده المواطنون أن تكون لهم حكومة تمثلهم فتسهر على راحتهم وتعمل على توفير احتياجاتهم، تعمل في إطارها كل مؤسسات الدولة ووزاراتها وأجهزتها تحت مبدأ سيادة القانون، بغض النظر عن توجهات الأشخاص الحزبية، التي لا مكان لها فى العمل الحكومي، وهو الأمر الذي أفسد العمل الحكومي منذ انتخابات 2006, حيث المشادات الحزبية والفصائلية أدت إلى فشل المنظومة الحكومية في القيام بدورها, حتى وصلنا إلى أحداث الحسم العسكري في عام 2007م.
الأمر الذي يجب ألا يغيب عن بال القيادة السياسية لكلا الطرفين, أن الحالة والمزاج الشعبي العام لا يقبلان مطلقًا أن يحدث ما حدث بعد اتفاق مكة، لأن كمية الإحباط والغضب الكامنة في نفوس المواطنين قد تنفجر فى وجه الجميع إذا لم يحسن الساسة تلمس حاجة الناس ورغباتهم والتعالى على المصالح الفئوية والحزبية الضيقة، من أجل الخروج من هذه الأزمة المستحكمة التي طال أمدها، فسبع سنين عجاف عانى فيها الجميع من مرارة الانقسام, كفيلة بأن ترأب الصدع وتعيد اللحمة لأبناء الوطن الواحد.
أخاطب الرئيس عباس كمواطن فلسطيني, وبصفته رئيسًا لكل الفلسطينيين: إن موقفك يا سيادة الرئيس سيحكم عليه التاريخ, فأنت تقف الآن على ثغر من ثغور الوطن, إما أن تذود عنه وإما أن يؤتى الوطن من قبلك، فمسؤوليتك أعظم من الجميع.
أتوقع أنا منك شخصيًا أن تعطي تعليماتك الواضحة لأعضاء الوفد القادم إلى غزة بأن يذللوا كل العقبات أمام تحقيق المصالحة, وأن تبعد عن هذا الملف كل شخص صاحب شخصية توتيرية بطبيعته، ثم أن تتابع التطبيق الدقيق والأمين لهذه المصالحة وترعاها كرعاية الأب لأسرته, فتحتضن الجميع وتراعي الجميع وتصبر على هذا وتكفكف دمع هذا وتهدئ من غضب هذا, حتى يشعر الجميع برعايتك ويُقبل عليك لتسير به نحو تحقيق أمانيه على قاعدة التوافق والرضا من قبل الجميع دون إقصاء أو تهميش أو إكراه لأحد ، قد يظن البعض أن هذا أمر مستحيل, فإرضاء جميع الناس غاية لا تدرك، ولكن لنا فى تجارب الشعوب عبرة وعظة, ودروس التاريخ تخبرنا أن الزعماء الحقيقيين هم أولئك الذين استوعبوا الجميع وتعالوا على الإساءة وفرشوا رداءهم للجميع, فكانوا كبارًا واستطاعوا أن يجتازوا بشعوبهم مراحل الخطر حتى وصلوا بهم إلى بر الأمان، فهل تكون كذلك يا سيادة الرئيس؟؟؟

كيف علّق الإسـرائيليون على تلويح عباس بحل السلطة
ياسر الزعاترة / فلسطين الان
ليست هذه المرة الأولى التي يلوّح فيها قادة السلطة بحلها، إن كان مباشرة من محمود عباس، أم من خلال مفاوضيه والناطقين باسمه وباسم فتح، لكنها فرصة لنقرأ ردة الفعل الإسرائيلية على التلويح الأخير الذي ورد بشكل غير مباشر في حوار لعباس مع صحيفة “المصري اليوم”، وبشكل شبه مباشر أثناء لقاء له مع أعضاء كنيست من اليسار قبل أيام، حيث قال: “أنا لا أحتاج بنيامين نتنياهو، أنا لا أحتاج أيضا رئيس الأركان، أرسلوا لي ضابطا صغيرا فأسلمه مفاتيح السلطة، خذ، وفي غضون ساعة أكون في الخارج”!!
وجهة النظر المستخفة بالتهديد جاءت على لسان نائب وزير الخارجية الإسرائيلي (زئيف ألكين)، والذي قال إن “القيادة الفلسطينية تنغمس في ملذات السلطة”، وأن “تحذيراتها بإعادة السلطة الكاملة على الضفة الغربية إلى إسرائيل لا أساس لها”. والتصريح للعلم تنويع على تصريحات كثيرة بنفس الروحية كررها آخرون سابقا في معرض الرد على ذات التهديد.
ردة الفعل الإسرائيلية الأخرى هي تلك التي تحذر من كارثة ستقع في حال تنفيذ التهديد، والتي تذكرنا بمصطلح “السيناريو الكابوس” في وصف الخطوة، والذي أطلقه الكاتب يهودا ليطاني قبل 12 عاما، وهو المصطلح الذي يقابل مصطلح “الاحتلال الديلوكس”، لكاتب آخر، أو “الاختراع العبقري المسمى سلطة فلسطينية”، للكاتب عكيفا الدار.
أمس الأحد، قال تقرير في يديعوت أحرونوت إن عباس “يفكر بتنفيذ خطوة دراماتيكية تغير وجه الشرق الأوسط (لاحظوا التعبير، وهو ليس مبالغة كبيرة)، ومن شأنها أن تورط إسرائيل”. وأضافت إن معنى “هذه الخطوة هي إلغاء اتفاقات اوسلو، وإلغاء مكانة السلطة الفلسطينية كصلاحية ذات سيادة. في مثل هذا الوضع ستكف السلطة عن الوجود، تتوقف عن توفير الخدمات للسكان، وهكذا تنتقل كامل المسؤولية عن السكان الفلسطينيين إلى إسرائيل. وسيضطر الفلسطينيون، إذا ما اتخذوا بالفعل مثل هذه الخطوة، إلى حل كل أجهزة الأمن الخاصة بهم ونزع سلاحها”.
لكن المحلل السياسي والأمني المعروف ناحوم برنياع كان يضع النقاط على الحروف بشكل أكثر وضوحا فيما يتصل بتداعيات خطوة من هذا النوع، وذلك في كلام يستحق التوقف، مع أن ليس جديدا بطبيعة الحال، وكان مقاله أمس الأحد أيضا بعنوان “ورقة اللعب الأخيرة”.
وفيما يصف برنياع الخطوة بأنها “انتحار بالقرب من بيتنا”، فهو يفصل فيما سيترتب عليها بالقول “إذا نفذ الفلسطينيون تهديدهم، فستكون لذلك نتائج دراماتيكية. في الجانب الفلسطيني ستحل السلطة وكل أجهزتها الأمنية، ولا يتلقى 40 ألف عامل أجورا بعد ذلك. ومن شبه المؤكد أن قيادتها السياسية العليا ستنشئ حكومة في المنفى تحت علم م.ت.ف. وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى أن يجد طريقة لملء مكان السلطة عبر إنشاء شرطة والاهتمام بالتربية والصحة والماء والصرف الصحي. وسيكف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اللذان يحولان اليوم أكثر من ملياري دولار إلى السلطة سنويا عن المنح. وستضطر حكومة إسرائيل إلى سد العجز، لكن ذلك سيكون فقط جزءا من النفقة المالية المطلوبة. يُقدر حساب حذر أُجري نهاية الأسبوع النفقة الإسرائيلية في السنة الأولى على الأقل من الاحتلال الجديد بعشرات مليارات الشواكل (الدولار يساوي 3.5 شيكل). فليس من السهل الإنفاق على مليونين ونصف المليون نسمة دون صناعة حقيقية ودون جهاز اقتصادي”.
يضيف برنياع قائلا “إن النفقة المالية هي الجزء السهل، لأن تفجير المحادثات قد يفضي إلى موجة عنف جديدة بتشجيع حماس التي ستحاول ملء الفراغ (سيكون استنزاف جنود العدو وموظفي إدارته المدنية سهلا بوجودهم داخل تجمعات السكان، وهذا هو البعد الأهم). وستواجه إسرائيل وضعا دوليا وقانونيا جديدا لأن كل بيت سيبنى في شرقي القدس والمناطق سيعتبر عملا غير قانوني بحسب وثيقة جنيف الرابعة. وهذا يعني مقاطعة تتسع مع إسرائيل كلها، وانكشافا لكل مسؤول إسرائيلي كبير: وزير أو جنرال مكلف أو متقاعد بأن يُعتقل في كل مطار في الغرب”.
نستعرض ذلك كله، ونحن غير مقتنعين البتة بجدية التهديد (كم مرة تكرر منذ 12 عاما، ومن سيأخذه على محمل الجد؟!)، ولكننا نفعل ذلك؛ أولا للتذكير بكارثة أوسلو التي تحصد قضية فلسطين ثمارها المرّة، وثانيا للتأكيد بأن من يهددون إنما يؤكدون بأن وجود تلك السلطة يشكل مصلحة للاحتلال قبل أي شيء، وإن كان حلها يحتاج إلى تفصيلات وترتيبات ليس هذا مجال الخوض فيها، لأنهم غير جادين أصلا حتى في إعادة النظر في دورها، فضلا عن حلها.
هذا هو المشروع الذي تدافع عنه حركة فتح، وبقايا منظمة التحرير، بينما تورطت حماس بدخول انتخابات تشريعية في ظله، فكانت هذه الحالة من التيه التي تعيشها القضية، ولن يضع حدا لها غير انتفاضة جديدة تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
المرابطون.. دروس المبادرة والإرادة-
لمى خاطر / الرأي
ماذا كانت ستصنع حناجر الذين اختاروا الرباط في المسجد الأقصى المبارك لو أنها اكتفت بإطلاق نداءات الاستغاثة في فضاء الأمة؟ وماذا كان يمكن أن يحدث لو أنهم قالوا: لا طاقة لنا بمواجهة جيش دولة، أو بالصمود في وجه عشرات محاولات اقتحام ساحات المسرى؟ وأن رباطنا سيجعلنا لقمة سائغة للاعتقال أو الاستشهاد دون أن يغني عن الأقصى شيئًا؟
تساؤلات كثيرة تطرحها حالة الرباط هذه التي بدأت بشكل منظّم منذ سنوات، وكان الفضل بعد الله في دوامها يعدو لجهود رجال الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الذين اجترحوا آليات عملية عديدة لنصرة المسجد الأقصى والذود عنه، ولم يركنوا لخيار العجز والتذرّع بقلة الحيلة أمام كيان مسلّح وغاشم ويملك اقتحام المسجد أو تقسيمه أو حتى الاستيلاء عليه جميعه!
إن المواجهات التي اشتعلت بشكل يومي في ساحات المسجد الأقصى مؤخراً بين المرابطين فيه من جهة، وقوات من جيش الاحتلال ومستوطنيه من جهة أخرى لم تفلح فقط في صدّ جميع محاولات الاقتحام والاستمرار في الرباط رغم سقوط عدد كبير من الجرحى، بل إنها كذلك طرحت دليلاً عملياً على أن الأقصى ما زال في كنف حماته والمدافعين عنه، وأن المقدّسات ما زالت خطاً أحمر وتجد من يستعدّ للموت في سبيل حمايتها، وهو ما يعني أيضاً أن استمرار المواجهات قد يوسّع رقعتها ويمتد إلى ساحات أخرى خارج حدود القدس، وهو أمر يبدو أن الاحتلال غير مستعد للمغامرة باستجلابه حاليًا.
من الواضح اليوم كم أن الدرس المستمدّ من تجربة المرابطين كبير وغنيّ، إنه درس استثمار قوّة الطرف الضعيف وصياغة التفوّق من حركتها وتوظيفه في المكان والزمان المناسبين لصناعة الإنجاز. وهو درس البحث عن الثغرات في جدار الجمود والولوج منها، بدل الانتظار على هوامش الحدث والتعلّل باستحالة الخطو تجاهها أو المسير وسط حقول الألغام، وفوق ذلك هو درس الإرادة المتأسسة على العقيدة، العقيدة الباعثة على الانطلاق بفعل وقودها، لا تلك الموظفة لتسويغ القعود أو تمييع متطلّبات فريضة الجهاد.
إن المسجد الأقصى الذي نستظلّ ببركته وتخشع مشاعرنا كلما مررنا بآياته التي جسدتها سورة الإسراء لوحة ناطقة تحثّ على النفير، لا ينتظر ترحيل طلب نصرته من حنجرة إلى أخرى، ولا الانشغال بشتم المقصّرين في حقّه كلما دهمه خطر، لأن دور وواجب كلّ مسلم أن يسأل عن دوره وإمكاناته هو لا أن يتساءل عن واجب غيره مكتفياً بشتم الواقع أو هجاء خذلان المسلمين إياه.
لكنّ ظاهرة استنهاض همة غيرنا وتجاهل واجبنا باتت من أهمّ سمات المرحلة، ومثلها استطابة لعب دور الضحية المنتظرة تضامناً ومناصرة، وغير الباحثة عن قدراتها وطاقاتها، وهو نوع من إعفاء الذات من المسؤولية والتصالح مع الضمير. رغم أن تجربة المرابطين في رحاب الأقصى تقول الكثير عن المبادرة والإقدام وخلخلة بُنى المستحيل، والقليل عن طلب النصرة من أمة أثخنتها الجراح وانشغل كل ثغر فيها بقضية إنسانه المستضام وحريته المستلبة.

الهولوكوست وفلسطينيون تحت الاختبار
عصام شاور / الرأي
أكثر ما يغيظني استغباء الشعوب واستحقارهم والتعامل معهم وكأنهم قطعان من الماشية، وكأن أصحاب تلك النظرة هم علية القوم ونخبته, فهم يعتقدون أنهم قادرون على خداع الناس ببضع كلمات أو آيات من القرآن إن لزم الأمر.
في آذار الماضي زار وفد أكاديمي فلسطيني بقيادة البروفيسور محمد سليمان الدجاني ما يسمى بمعسكرات الموت النازية في كراكاو و اوشفيتز في بولندا. الفلسطينيون اعتبروا الزيارة تطبيعية, وقد وصفها بعضهم بالخيانية, وقد تبرأت جامعة القدس التي يعمل فيها الدجاني وغيرها من الجامعات الفلسطينية من ذلك العار, وظننا أن القصة انتهت عند ذلك الحد.
تبين أن القصة لم تنته, بعد أن خرج علينا الدجاني ليبرر فعلته الشنيعة, وأكد أنه غير نادم على ما فعله, وأشاد بمن شجعه من الأوروبيين وغير الأوروبيين الذين اعتبروا ما أقدم عليه "بطولة" أو "شجاعة" يستحق عليها جائزة نوبل للسلام أو للانبطاح لا فرق، ثم جاء من بعده أحد تلامذته وهو سليم سويدان فكتب مقالاً بعنوان "في وجه العاصفة", ليبرر ما فعله, مبتدئًا بأن رحلته علمية وأنهم ما خرجوا إلا تطبيقًا لقوله تعالى: "وقل رب زدني علمًا"، ثم جاء بآيات عديدة ظنًا منه أنه يستطيع خداعنا, ولكنه بذلك أظهر لنا سطحية ما كان لها أن تكون في أكاديمي بدرجة سويدان.
المرتكز الأساس لسويدان والدجاني على براءة الزيارة أنها لم تكن مدعومة من العدو الإسرائيلي, وأن منظمتها هي جامعة فريدريش شيلر الألمانية. ولهدم ذلك المرتكز وإثبات أن الزيارة ليست بريئة نضع جانبًا من الحقيقة أمام القراء.
في عام 2011 نجح معهد إسرائيلي في حيفا في تشكيل "الاتحاد العالمي للبحث في معاداة السامية والعنصرية", والمكون من مجموعة مؤسسات من (إسرائيل) وأمريكا وأوروبا, ومنها جامعة فريدريش شيلر، والهدف الرئيس للاتحاد هو بعث الحياة من جديد في مفهوم "معاداة السامية", ويقوم على دعوة أكاديميين من مختلف أنحاء العالم وعقد مؤتمرات وورش عمل مكثفة وزيارات، وقد كانت زيارة الوفد الأكاديمي الفلسطيني من ضمن تلك النشاطات، أي أنهم أشبه بحقل التجارب قد يخرج من بينهم من يدافع عن السامية والمحرقة وعن التاريخ اليهودي المزور.
للحقيقة نقول: إن سليم سويدان ذكر جزءًا من حقيقة المحرقة في بولندا, حيث قال: لا تعتبر الهولوكوست مجزرة ضد اليهود فحسب, فضحايا الهولوكوست كانوا من اليهود والمثليين جنسيًا والمرضى النفسيين المعاقين جسديًا وغيرهم, ولكنه لم يذكر الخونة والجواسيس, حيث كان هؤلاء من بين من استهدفهم هتلر، ونحن نؤكد تلك الحقيقة, ونؤكد أيضًا أن عدد هؤلاء جميعًا لم يتجاوز المليون, واستهداف اليهود لم يكن على خلفية دينية فقط, بل لانحرافات جنسية وأمراض عقلية وعلى خلفية تهمة الخيانة، وإن كان الوضع كذلك فلماذا يحج أولئك المغفلون إلى قبور الخونة والشاذين؟ فزيارة إلى البحر الميت حيث أهلك الله قوم لوط تجزيهم وتكفيهم ويزدادون بها علماً وعظة.