تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 562



Haneen
2014-05-29, 11:56 AM
<tbody>
اقلام وآراء
(562 )




</tbody>

<tbody>
الخميس
24/04/2014



</tbody>

<tbody>




</tbody>




<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>



أقلام وآراء (562 )

<tbody>


<tbody>
جدلية البدايات والمآلات
يوسف رزقة / الرأي



</tbody>

<tbody>
الرّد بإلغاء اتفاقية أوسلو
فايز رشيد / الرسالة نت



</tbody>

<tbody>
الجزء الأخير من باب الحارة
وسام عفيفة / الرسالة نت



</tbody>

<tbody>
من الانقسام إلى المصالحة
أيمن أبو ناهية / فلسطين اون لاين



</tbody>

<tbody>
اتفاق غزة وأسباب تدعو إلى التفاؤل
عصام شاور / فلسطين اون لاين



</tbody>

<tbody>
هل تصحح حماس الخطأ؟!
عبد الله السعافين / فلسطين اون لاين



</tbody>

<tbody>
المصالحة توتر "نتنياهو"
خالد معالي/ الرأي



</tbody>

<tbody>
ما أكبر الفرح بالمصالحة!
فايز أبو شمالة / الرأي



</tbody>


























</tbody>


ما أكبر الفرح بالمصالحة!
فايز أبو شمالة / الرأي
فلسطينياً من لم يخفق قلبه طرباً للمصالحة الوطنية، بل ليس عربياً من لم ترفرف روحه في السماء فرحاً لإنهاء الانقسام، وإعادة الوحدة الوطنية التي ينتظرها الشعب، فالمصالحة أمنية كل حر، وغاية كل منتمٍ للوطن فلسطين.
إن التوصل لاتفاق إنهاء الانقسام على أسس وطنية لا يعني نهاية لانقسام بشكل عملي، فتطبيق بنود المصالحة لما يزل محفوفاً بالمخاطر الصهيونية التي لن تقف موقف المتفرج على وحدة القرار الفلسطيني، ووحدة الفعل الفلسطيني، ووحدة الرفض الفلسطيني للخضوع، لذلك ستحرص إسرائيل على وضع العراقيل في وجه التطبيق، وستقوم بالضغط المادي تارة، وستهدد باتخاذ إجراءات عقابية، ولكن حين تفشل إسرائيل في ثني الشعب عن المصالحة؛ ستحاول الإيقاع بالقرار الفلسطيني من خلال تقديم بعض الإغراءات لجر الفلسطينيين ثانية إلى طاولة المفاوضات، فإسرائيل تدرك أن استئناف المفاوضات هي الرصاصة التي ستقتل المصالحة، وإسرائيل تعرف أن استئناف المفاوضات هي العدو القذر للوحدة الوطنية.
لا شك أن الفضل في تحقيق المصالحة يرجع إلى حسن النوايا للكثير من أبناء الشعب الفلسطيني، ويرجع إلى قناعة كل الأطراف التي انقسمت بأهمية تحقيق الوحدة الوطنية، ولكننا يجب أن نعترف أن الفضل الكبير في تحقيق المصالحة يرجع إلى الصهاينة أنفسهم، فهم الذين كشفوا عن وجههم الغاصب، وهم الذين أكدوا على أطماعهم بكل أرض فلسطين، وهم الذين حسبوا أن الزمن يدور وفق ساعتهم التاريخية الكاذبة، فزادوا قتلاً للإنسان واغتصاباً للأرض، لقد مثلت المواقف العدوانية للصهاينة خير محفزٍ لكل من لديه حس بالوطن، لأن يعود إلى حضن الشعب، فهو الخيار الواقي من الانزلاق والضياع.
سينعكس الاتفاق بالإيجاب على حياة الناس في غزة والضفة الغربية، ويكفي الفلسطينيين فخراً أنهم سيبتسمون في وجه بعضهم البعض، وأنهم سيتقاسمون لقمة الخبز، وسيخففون عن بعضهم وجع الاحتلال، وسيكتشف الكثير من أبناء شعبنا أنه قد ظلم نفسه، حين تعصب بتشدد، وأنه قد حمل في صدره غلاً على أخيه وابن أخيه بلا داعٍ، ليصير الحوار السياسي بين الناس له أكثر من احتمال، حين يتعود الناس على مناقشة واقعهم بمنتهى الحرية والنقد الجريء، لتصير العلاقة قائمة على الاختلاف والتوافق، والإيمان بتعدد الآراء والمواقف.

جدلية البدايات والمآلات
يوسف رزقة / الرأي
بينما كان وفدا المصالحة يجريان لقاءات حوارية ذات مغزى لإنهاء الانقسام وإقامة الشراكة الوطنية المحترمة، كانت أجهزة أمن السلطة تمارس الاعتقال والاستدعاء ضد أبناء حماس وغيرهم في محافظات الضفة وكأن ما يحدث في لقاءات بيت هنية لا قيمة له، ولا اعتبار له.
في تقرير إخباري يرصد عادة إجراءات السلطة الأمنية، ورد فيه ليوم الأربعاء 23/4 ما يأتي:
في محافظة رام الله- اقتحمت أجهزة أمن السلطة بيت النائب في المجلس التشريع عن مدينة القدس ( إبراهيم ابو سالم)، وبعثت بمحتويات البيت ، وطلبت منه تسليم ابنه( ايوب).
في محافظة الخليل- اعتقل الأمن الوقائي الأسير المحرر( نزار عارف ابو اسنينة ).
في محافظة قلقيلية- اعتقل الوقائي ( علاء ابو صالح) عضو في حزب التحرير. واستدعى الأسير المحرر ( محمد عبد العزيز خرفان).
وفي طول كرم- اعتقل الوقائي الشيخ الداعية( عمار مناع). واعتقلت المخابرات ( طه حسين العليمي) 18 عاما. واستعدت المحرر( يحيى معمر) واحتجزوه لساعات. ويواصل المعتقل السياسي ( احمد ابو دياب) إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الخامس، لاعتقاله بدون تهمة محددة.
وفي سلفيت- اقتحم الوقائي منزل الطالب في جامعة النجاح ( محمد سليمان) بغرض اعتقاله.
هذه بعض أخبار محافظات الضفة المحتلة، في 23/4 ، كما نشرتها بعض الوكالات ، وهي تؤشر على حالة عدم مبالاة ، وعدم اكتراث من أجهزة أمن السلطة بما يجري في لقاءات المصالحة في غزة. وهو مؤشر قد يهدم روح التفاؤل التي سادت اللقاءات، والتي عبرت عن نفسها في البيان الختامي ببدء تشكيل حكومة التوافق الوطني في غضون خمسة أسابيع.
سؤال المحافظات لحماس ولفتح يقول : كيف سنثق في المآلات إذا كانت هذه هي البدايات؟ البدايات الناجحة تدل على نهايات مشرفة، والعكس بالعكس.
كيف نفهم اعتقالات الضفة في يوم استقبال حماس لوفد رئيس السلطة لحوار المصالحة؟ هل نفهمه على أن أجهزة الأمن ترفض المصالحة والشراكة، وتضع امام المجتمعين عوائق وعراقيل مشبعة بالعواطف وردود الأفعال؟ وهل لرئيس السلطة موقف آخر يتعارض مع إجراءات الأجهزة، أم أن الآمر على الأجهزة غيره ؟!
في غزة أطلقت حكومة هنية عددا من المحكومين بأحكام قضائية لأنهم ينتمون تنظيميا لفتح كبادرة حسن نية، وعلامة مصداقية على المصالحة. وما كان في الضفة هو اعتقالات إضافية، كان يمكن وقفها، أو تأجيلها لأسبوع مثلا! الدنيا ليست قصيرة وضيقة لهذه الدرجه! ( الدنيا مش هربانه) كما يقولون.
. كان الاعتقال والقمع أحد أسباب الانقسام في 2007 ، فكيف يكون طريقا لإقامة المصالحة اليوم ؟! المصالحة التي يمكن أن تحتفي بها حماس في الضفة هي تلك التي تكون سببا مباشرا وحاسما في وقف الاعتقالات ، وسببا في نشر الحريات، وإشاعة أجواء الشراكة التي تتطلبها الانتخابات القادمة.
لقد أفسدت الأجهزة الأمنية المسار الديمقراطي الوليد في 2006، وهي قادرة على إفساده الآن إذا فقدت قيادتها إرادة المصالحة، أو طلب منها آمر غير وطني العبث في المصالحة بحجج أمنية كاذبة.

المصالحة توتر "نتنياهو"
خالد معالي/ الرأي
وسط قلق بالغ؛ يتابع "نتنياهو" وزمرته من قادة دولة الاحتلال ما يجري في غزة من إجراءات وتطبيقات فورية للمصالحة الفلسطينية؛ كونها تؤثر على دولته بشكل كبير؛ لان الفلسطينيين وبرغم فارق موازين القوة إلا أنهم يملكون أوراق قوة يمكن لها حقيقة أن تقلق دولة الاحتلال ، وتجعل احتلالها للأرض الفلسطينية مكلفا وباهظا.
لان عالم اليوم لا يرحم الضعفاء، ولا يحترم من لا يحترم نفسه، والوقت يجري بسرعة، والفرص المتاحة تتقلص مع مرور الزمن؛ فان المصالحة الفلسطينية هي خطوة في الاتجاه الصحيح، والتوجه إلى المجتمع الدولي كجسد واحد وقيادة واحدة ضمن برنامج واحد؛ هو في صالح الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الثمن لذلك.
لا بد من التقييم واخذ العبر مما سبق، وهو ما لا بأس به، وهو كذلك المطلوب في ظل عقلية متفتحة ومنهجية علمية صحيحة، تتناسق وتتناغم مع سنن الكون والمغالبة، كون المصالحة أرخص بكثير من الانقسام على الشعب الفلسطيني.
الكل الفلسطيني فرح وتفاءل بعد سماع كلمتي هنية والاحمد؛ فالمصالحة تعني وقف النزيف الحاصل في الطاقات الفلسطينية، وتوحد الجهود في بوتقة التخلص من الاحتلال بشكل علمي سلس ومريح. يمكن القول انه طوال سنوات الانقسام وما قبل المصالحة من أحداث يؤسف لها؛ أبرزت الحاجة الملحة للتوافق وأوصلت إلى نتيجة مفادها: انه لا يمكن إلغاء الآخر، ولا يمكن الرهان على أسلوب واحد معين من المقاومة، أو أسلوب واحد من العمل السياسي، أو الارتهان للدعم الخارجي، ولا يمكن الوثوق بقادة الاحتلال الماكرين.
تاريخيا؛ مقارنة ما جرى في أوروبا بعد حربين عالميتين أكلتا الأخضر واليابس، وأدتا إلى نتيجة واحدة بعد ثمن فادح من ملايين القتلى، مفادها: ضرورة المصالحة، والتوحد في الاتحاد الأوروبي؛ لمواجهة التحديات العالمية المتصاعدة، وهو ما كان. أوروبا على عظم إمكانياتها وقوة دولها، كلا على حده، تتحد وتشكل جسم موحد للحفاظ على مكانتها وقوتها؛ فما بالنا نحن الشعب الفلسطيني الواقعين تحت الاحتلال؟! ألسنا أجدر بتوحيد القوى وتجميعها، خاصة أننا أمام احتلال شرس؟! كل العوامل جاهزة للمصالحة؛ فوحدة الدم والمصير، والهدف المشترك، والهم الواحد، هي أقوى من تهديد ووعيد “نتنياهو”، والذي أصلا لا ولن يتوقف عن التهديد والتلويح بعظائم الأمور.
ما أجمل لحظات تعانق الفتحاوي مع أخيه الحمساوي في منزل هنية بغزة؛ هذا العناق يوحد الصفوف، ويلقي خلفه كل المخاوف، والريبة المتبادلة، والتعصب والانغلاق، والفهم الخاطئ لطبيعة الأمور، ويفتح طريق نحو العمل المشترك الخلاق والبناء؛ للحاق بركب التحرير والتميز بين الشعوب.
من هنا برزت الحاجة إلى المقاومة الواعية التي تدمج بين العمل المقاوم والعمل السياسي بطريقة ذكية وعلمية، تختار الوقت والمكان المناسبين، بعيدا عن العواطف، وهذا يقع على كاهل قيادة القوى الفلسطينية على مختلف مشاربها وتوجهاتها. حان الوقت للإعلام الفلسطيني؛ ليعزز المصالحة بإبراز كل ما يقويها ويسرع فيها. وواجب الإعلام التركيز في المرحلة القادمة على ايجابيات المصالحة، وعدم الالتفات إلى المثبطين والمحبطين والمرجفين.
سواء رضي “نتنياهو” أو لم يرضى عن المصالحة؛ فهو يبقى عدو للشعب الفلسطيني، ورئيس حكومة احتلال تمارس التهويد والطرد والتجريف، وسرقة الأراضي صباح مساء في كل مدن وقرى الضفة، وتصريحاته الاختيار ين المصالحة أو حل السلطة؛ لا تفهم إلا في سياق واحد وهو أن المصالحة خسارة للاحتلال، ومصلحة فلسطينية بحتة تغيظ وتسوء الاحتلال وتقصر من عمره . المرحلة القادمة من المصالحة لن تسير على طبق من ذهب، وهذا معروف للجميع، وبروز المعيقات والصخور في الطريق من باب “فرق تسد” التي كانت ترضي الاحتلال هي إشكالية واقعة، وكل أولئك الذين كانوا مستفيدين من المرحلة السابقة لن يتبخروا بجرة قلم، وهو ما يستدعي تضافر جهود كل المخلصين قيادة وشعبا لإنجاح المصالحة.
الرّد بإلغاء اتفاقية أوسلو
فايز رشيد / الرسالة نت
بدايةً من الضروري التوضيح، بأن مباحثات السلطة الفلسطينية مع الجانب الصهيوني لم تنقطع حتى اللحظة، فصائب عريقات يتفاوض مع تسيبي ليفني في لقاءات ثلاثية برعاية المندوب الأمريكي الصهيوني مارتن إنديك، أو في لقاءات ثنائية بين الجانبين الفلسطيني و"الإسرائيلي"! ذلك يعني وفق ما يقول البعض من المراقبين إن تهديدات الرئيس عباس بقطع المفاوضات ليست أكثر من زوبعة في فنجان، وستعود المياه إلى مجاريها في استنئاف المفاوضات، وبخاصة أن أنباءً كثيرة تحدثت عن مفاوضات سرية مع الكيان الصهيوني تجري بعيداً عن التصريحات الإعلامية. المطلوب من السلطة إذا كانت جادة في عدم التفاوض، أن تقطع المفاوضات مرّةً واحدة وإلى الأبد، وإلا فالأمر ليس أكثر من مسخرة، وفي ذلك إضعاف كبير للجانب الفلسطيني .
على صعيد آخر، تسربت أنباء كثيرة عن اتفاقية الإطار التي كان يحملها جون كيري ليعرضها على الفلسطينيين و"الإسرائيليين" قبل الموقف الفلسطيني الأخير بوقف المفاوضات. جوهر هذه الاتفاقية، اقتراحات سبق للوزير الأمريكي أن عرضها على عباس، وكان عريقات قد وصفها "بالجنونية" لأنها تعكس وجهة النظر "الإسرائيلية" جملةً وتفصيلاً. جوهر اتفاقية كيري يحمل المقترحات التالية: إلغاء حق عودة اللاجئين الفلسطينيين ويتم تثبيتهم في الأماكن التي يعيشون فيها. إلغاء أية اتفاقيات أو قرارات سابقة بما في ذلك قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالحقوق الفلسطينية، وقرارات مجلس الأمن، وقرارات الجامعة العربية ذات الصلة. يستحق اللاجئون الفلسطينيون تعويضاً عن ممتلكاتهم شريطة أن ينطبق ذلك على "الإسرائيليين" (المهجّرين) من الدول العربية كالعراق، ومصر، واليمن وغيرها. عاصمة الدولة الفلسطينية في منطقة ضواحي القدس (بيت حنينا)، لذلك جاء النص على أن عاصمة الدولة الفلسطينية ليس القدس وإنما في القدس. منطقة الغور الفلسطينية لا تتبع الدولة الفلسطينية حالياً بل تخضع لترتيبات أمنية جوهرها تواجد: قوات "إسرائيلية" فيها مدة عشر سنوات، على أن تكون خاضعة للتفاوض بعد مضي هذه الفترة. يعترف الفلسطينيون "بيهودية دولة إسرائيل". إبقاء القدس موحدة. احتفاظ "إسرائيل" بالتجمعات الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة مع تبادل للأراضي بينها وبين "إسرائيل" شريطة وجود سيطرة "إسرائيلية" على حدود هذه الدولة وأجوائها، كما أن للقوات "الإسرائيلية" الحق في الدخول والمطاردة في أراضي هذه الدولة .
هذه هي اتفاقية الإطار التي عرضها كيري على الجانب الفلسطيني وهي تعبّر عن وجهة نظر "إسرائيل" جملةً وتفصيلاً. بل الأدق تعبيراً أنها تقف على يمين الجانب "الإسرائيلي". رغم ذلك فإن السلطة الفلسطينية مازالت تؤمن بوساطة الولايات المتحدة، بل ربما تذهب في أحيان كثيرة إلى اعتبارها وسيطاً نزيهاً؟! ثبت قطعاً أن الولايات المتحدة تُعتبر طرفاً في الصراع وليس وسيطاً، وآن الآوان للسلطة التخلص من وهم الوساطة الأمريكية، فهي في صميمها ناقل لوجهة النظر الصهيونية، وهي تصطف إلى جانب الحليفة "إسرائيل". وأي ممارسة لضغوطات أمريكية تكون على الجانب الفلسطيني وليس على الجانب الصهيوني .
على صعيد آخر، بدأت الدولة الصهيونية سلسلة عقوبات على الفلسطينيين بعد أن قامت السلطة بتوقيع 15 اتفاقية مع منظمات تابعة للأمم المتحدة من أجل الدخول فيها، منها معاهدة جنيف. العقوبات الصهيونية بدأت بتجميد تحويل أموال الضرائب الفلسطينية التي تجنيها "إسرائيل" والبالغة نحو 115 مليون دولار سنوياً. الأمر الذي سيؤثر سلباً على ميزانية السلطة ودفع رواتب الموظفين.
كما أن العقوبات ستطال مجالات المياه والكهرباء والوقود، وحركة التنقل للفلسطينيين على الطرق الخارجية والداخلية وبخاصة في المنطقة (ج) التي تتولى الإشراف الأمني عليها "إسرائيل". من العقوبات أيضاً: ارتفاع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي وهدم المنازل والاعتقالات والاغتيالات وغيرها .
في السياق يمكن القول، إن هذه العقوبات الصهيونية مطبقة حتى في ظل المفاوضات وفي ظل التجميد الفلسطيني لقرارات الانضمام إلى المنظمات الدولية، فالاستيطان فاق (في ظل المفاوضات) هذا العام السنة الماضية بنسبة 123% ثم الاغتيالات الصهيونية، والاعتقالات للفلسطينيين ارتفعت وتيرتها هي الأخرى.
كذلك هدم المنازل وتقييد حركة مرور الفلسطينيين على الحواجز "الإسرائيلية". علينا ألا ننسى أن الكيان الصهيوني لايزال يحاصر قطاع غزة لسنوات طويلة على التوالي. المقصود القول: إن هذه العقوبات مطبقة على شعبنا طالما ظل الاحتلال قائماً. فأين هو الجديد؟! من ناحية ثانية فقد جمّدت "إسرائيل" تحويل أموال الضرائب الفلسطينية من قبل عدة مرات فهذا ليس أيضاً بجديد هذا أولاً .
بإمكان السلطة الفلسطينية الرد على هذه العقوبات من خلال التمسك بالثوابت الفلسطينية، وإلغاء التنسيق الأمني مع العدو، إلغاء اتفاق باريس الاقتصادي، والتراجع عن كافة التنازلات التي قدمتها السلطة مجاناً للكيان الصهيوني. وتظل قمة الردود هي إلغاء اتفاقيات أوسلو وما نتج عنها من تبعات ولو أدّى ذلك إلى حل السلطة نفسها، وعودة الصراع إلى مربعه الأول! وليمارس الاحتلال دوره مباشرةً وليس بطريق غير مباشر، كما يمارسه حالياً.
اتفاقيات أوسلو هي أساس البلاء ويتوجب إلغاؤها. لعلني استحضر ما سبق وأن قاله الراحل المفكر الفلسطيني إدوار سعيد عنها "إن الحفل الاستعراضي المبتذل الذي عقده البيت الأبيض إنما يواري مؤقتاً هول جسامة الاستسلام الفلسطيني. لذا دعونا نسمي الاتفاق باسمه الحقيقي: صك الاستسلام الفلسطيني، معاهدة فرساي الفلسطينية.

الجزء الأخير من باب الحارة
وسام عفيفة / الرسالة نت
جزء جديد من مسلسل حارتنا الفلسطينية ضمن سلسلة حلقات "المصالحة"، هذه المرة التصوير في غزة، نظرا لانشغال القاهرة بأفلامها الطويلة.
الجمهور عادة يعشق النهايات السعيدة في المسلسلات، لأنها تعبر عن رغباته، ويرى نفسه في أبطال العمل الدارامي، لكنه يتضايق من النهايات المفتوحة التي تترك للمشاهد المجال لاختيار وتوقع الخاتمة.
المشاهد الفلسطيني لن يقبل اليوم تمديد مسلسل المصالحة، ويرى أن اللقاء في غزة يجب أن يكون الجزء الأخير، خصوصا أنه لم يعد بمقدور أي مخرج تلفزيوني أو سينمائي، إضافة المزيد من العقد والحبكات الدرامية أو المفاجآت لسيناريو الانقسام، كي يمتد أكثر.
بعض المسلسلات التي تعبر عن هموم وآمال المواطن العربي لاقت رواجا شعبيا في الأعوام الأخيرة مثل المسلسل السوري باب الحارة، حيث كانت المفاجأة بتمديده إلى جزء خامس خلال رمضان المقبل، الأمر الذي يفرض تحديا كبيرا على الكاتب والمخرج وحتى على الممثلين كي يقنعوا المشاهد العربي أنه لا يزال هناك جديد في الحارة الشامية يستحق المتابعة، وفي حال الاستنساخ للأجزاء السابقة سوف يكون العمل مملا، فلن يقبل المشاهد على سبيل المثال التكرار في زاوية المنافسة والصراع، ثم التصالح بين العقيد أبو شهاب والعقيد أبو النار، لأن المعالجة سوف تصبح ممجوجة وأي محاولات لبث روح الإثارة فيها يمكن أن تفشل.
نفس الأمر ينطبق على مسلسل حارتنا الفلسطينية، لن يتابع المواطن الفلسطيني بعد الآن، وعند انتهاء الجزء الأخير في غزة، أي تمديد لحلقات الصراع والاشتباك، ثم المصافحة والابتسامات بين عقيد الضفة وعقيد غزة، الشارع في انتظار نهاية واضحة تلبي تطلعات المشاهدين، الذين ينتظرون بعد ذلك تغيير المسلسل، حكاية جديدة، ووجوه جديدة.
صحيح أن هناك من يعز عليهم انتهاء مسلسل الانقسام والمصالحة، كما كان يحدث مع أبو غالب بائع البليلة في باب الحارة، لأنهم سيفقدون أدوارهم وامتيازاتهم، لهذا هاجموا في حارة الضفة الغربية بيت النائب في المجلس التشريعي إبراهيم أبو سالم، وصعدوا الاعتقالات، أملا في تمديد مسلسل الانقسام.
بقي أن أشير إلى أن إحدى الشخصيات الاعتبارية التي حضرت حفل استقبال وفد المصالحة القادم من الضفة عبر عن تفاؤله بنجاح المصالحة هذه المرة، وعندما سألته عن الدليل رد مازحا: كان طعام الغداء طيبا أكلنا بنفس طيبة لهذا سوف تنجح هذه الجولة.




هل تصحح حماس الخطأ؟!
عبد الله السعافين / فلسطين اون لاين
اتخذت حركة المقاومة الاسلامية حماس قراراً بالمشاركة في الانتخابات العامة التي جرت في 25 كانون أول 2005، واثقة من الحصول على نسبة كبيرة من مقاعد المجلس التشريعي، مسلحة بارث كفاحي هائل وسجل نضالي كبير سطره قادتها بدمائهم ومقاتلوها بتضحياتهم وبطولاتهم التي شكلت علامة فارقة في تاريخ الكفاح الفلسطيني من حيث جرأتها ونوعيتها وأثرها على العدو.
التناقض الصريح بين خطوة الانتخابات وبين الموقف السالف من اتفاقيات أوسلو وما تلاها مع الاحتلال - أي الرفض العملي بتصعيد العمل المسلح والمقاومة- غطى عليه رغبة الحركة في تثبيت شرعية سياسية لها الى جانب الشرعية الكفاحية، على أساس أن العمل من خلال النظام السياسي القائم -على سوئه- سيكون أقل تكلفة من العمل خارجه.
ويتكامل ذلك مع هدف آخر هو دحض اتهامات فتح ورئيس السلطة آنذاك المتكررة لحماس لها بأنها تريد اسقاط السلطة التي هي مقدمة للدولة وبالتالي افشال المشروع الوطني. حماس بدخول الانتخابات أرادت أن تقول ان هدفنا ليس اسقاط السلطة ولا افشال المشروع الوطني، ونحن نرغب في المشاركة في انجاز هذا المشروع بالعمل السياسي المتوازي مع خط المقاومة.
لم تجد قيادة حماس صعوبة في اقناع جمهورها بخطوة الانتخابات رغم تناقضها جوهرياً مع كل ما نشأ عليه الجيل الثاني في حماس من توجيه وتربية وتعبئة جوهرها رفض اتفاقات أوسلو ومخرجاتها وعلى رأسها السلطة. وتمكنت قيادة الحركة من توجيه هذا الشحن السياسي وتوظيفه في معركة المنافسة مع فتح على مؤسسات السلطة التي باتت أمراً واقعاً.
وفي العادة اذا كان لديك جمهور يشعر بالغبن ويقصى أفراده من الوظائف والمميزات ليل نهار لسبب واحد هو تفرد خصمه السياسي بالسلطة، فانه يسهل اقناع هذا الجمهور بالدخول في انتخابات تضع حداً أو تقلص من تفرد هذا الخصم بالسلطة ومميزاتها.
لكن هذا الجدل لم يقنع عدد من كوادر الحركة اليافعين، وجلهم من الجهاز العسكري، فانشقوا عن الحركة وانضووا تحت رايات مغرقة في التطرف عبرت عن نفسها في ظاهرة "امارة رفح" التي أعلنها الطبيب عبد الرحمن موسى من على منبر مسجده، وانتهى الأمر بقتله وجرح واعتقال مناصريه، ومن بينهم ثلة منشقة من خيرة مقاتلي كتائب القسام!!
بيد أن نتائج الانتخابات كانت مفاجئة لحماس كما كانت مفاجأة كبرى لفتح والاحتلال ولمعظم المراقبين الاقليميين. اذ حصلت حماس على أغلبية كبيرة، قادت وحسب النظام الداخلي للسلطة، الى تكليف رئيس كتلتها البرلمانية بتشكيل الحكومة.
فتح لم تستوعب للمرة الأولى في تاريخها أن تكون تابعاً أو مكملاً لأحد. وانطلقت حركة وأفراد في التعامل مع المتغير الجديد بتشنج واضح، واصرار على نهج الاقصاء والتفرد. فقررت عدم المشاركة في حكومة هنية، وهددت بقية فصائل منظمة التحرير ب(قطع المصروف)عنها ان هي شاركت! حتى التيارات غير المنضوية تحت م ت ف كالمبادرة الوطنية وكتلة الطريق الثالث، التزمت هي الأخرى بقرار المقاطعة بعد أن بات ذلك موقفاً اسرائيلياً أمريكياً وبالتالي أوروبياً.
لم تقرأ حماس المنتشية بالفوز ما بدأ رئيس السلطة يتعرض له من ضغوط أمريكية واسرائيلية للانقلاب على نتائج الانتخابات. واكتفت باعتبار أن هدف المقاطعة والحصار هو اظهار عجزها عن تشكيل الحكومة، فقررت وبعد مشورة الاخوان المسلمين في الخارج المضي قدما في تشكيل حكومة حمساوية صرفة، تلقت وعوداً من اخوان العالم وربما من بعض الأنظمة العربية بتوفير الدعم اللازم لاستمرار حكومة حماس في الامساك بمقاليد السلطة.
الابتعاد عن السطحية كان يقتضي أن يعيد هنية كتاب التكليف الى رئيس السلطة، وتكتفي حماس بأغلبية التشريعي، لكن ثلة من قصار النظر والمستوزرين في الداخل، ومشورة الاخوان المسلمين في الخارج، أدت الى تشكيل حكومة حمساوية صرفة، نتج عنها حصار فانعزال فاقتتال فانقسام.
لعل حماس بعد هذه التجربة المريرة التي أثخنت الحركة والقضية والشعب الفلسطيني بالجراح، تتعلم الدرس الأول وهو: عدم الاكتفاء باستشارة قواعدها التي لا خبرة لها بالسياسة رغم اخلاص ونقاء ولائها الحركي.
وثانياً: الاستماع الى أصحاب الرأي والاختصاص حتى لو كانوا من غير المنظمين، وثالثاً: استبعاد المستوزرين وطلاب السلطة من موقع التأثير ومحاسبتهم على ما اقترفت أيديهم من أخطاء حتى لو كانت بحسن نية،
.ورابعاً وهو الأهم، السير على طريق المؤسس الشيخ أحمد ياسين ومن معه في القيادة في التعامل مع تنظيم الاخوان المسلمين الدولي، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا النضال الوطني الفلسطيني، حيث رفض الشيخ الاستجابة الى مطالبات الاخوان المسلمين المصريين والأردنيين له بوقف الانتفاضة الأولى.
ومضى قدما في تشكيل الخلايا المقاتلة، وهو الفضل الذي نسبه لاحقاً اخوان الخارج لأنفسهم بلا رصيد. والآن في ظل عودة الحديث عن المصالحة بقوة، وانخراط الناس في التفاؤل والتشاؤم، يتلخص الأمر في رأينا في ان ما تريد فتح استرداده هو السلطة، وخاصة في جوانبها الادارية والفنية، وهو ما يشكل فرصة تاريخية أمام حماس لتصويب خطأ اقترفته في حق ذاتها قبل ثماني سنوات.

من الانقسام إلى المصالحة
أيمن أبو ناهية / فلسطين اون لاين
الآن جاء وقت المصالحة بعد انقسام طالت مدته بين شقي الوطن، وهذا قد انعكس على جميع مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية وأهم من هذا كله التراجع والتدهور للقضية الفلسطينية وهي مرحلة عاشتها دولة الاحتلال لم تحلم بها منذ نشأتها على الإطلاق. لا شك أن الاحتلال قد لعب دورا بارزا في إحداث هذا الانقسام وكانت له يد مباشرة في تعميق شرخه ولا داعي للخوض في هذا المجال فالمسألة واضحة وضوح الشمس من الخاسر الأول ومن المستفيد الأول من الانقسام.
طبعا الفلسطينيون هم الخاسرون الأول من الانقسام، وأن دولة الاحتلال هي المستفيد الأول والأخير من الانقسام ولها مصلحة كبيرة في استمراره والتي عملت جاهدة على تعزيزه واستثماره من أجل خدمة مصالحها وتنفيذ سياساتها العدوانية وفرض وقائع جديدة إضافية على الأرض خاصة في مواصلة قضم وضم الأراضي والممتلكات الفلسطينية بالاستيطان والجدار والشوارع الالتفافية والثكنات والحواجز العسكرية بالإضافة لهدم المنازل والاستيلاء على المياه والتهويد للمدن والمقدسات العربية وفرض الحصار الخانق على الضفة والقطاع ناهيك عن المداهمات والاعتقالات والاغتيالات اليومية.
غزة شهدت توقيع طرفي الانقسام على ما تم الاتفاق عليه من بنود المصالحة في مصر وهي كالتالي:
أولا: التأكيد على الالتزام بكل ما تم الاتفاق عليه بالقاهرة وكل التفاهمات الملحقة واعتبارها المرجعية عند التنفيذ.
ثانيا: يبدأ الرئيس بمشاورات تشكيل حكومة التوافق، بالتوافق وإعلان المدة القانونية المحددة خلال 5 أسابيع استنادا الى اعلان القاهرة والدوحة.
ثالثا: التأكيد على تزامن الانتخابات الرئاسية والتشريعية و"الوطني".
ويقوم الرئيس بتحديد موعد الانتخابات بعد مشاورات مع القيادات وتحديد موعد الانتخابات بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة.
رابعا: تم الاتفاق على عقد لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية في غضون 5 أسابيع من تاريخه.
خامسا: الاستئناف الفوري لعمل لجنة المصالحة المجتمعية ولجانها الفرعية استنادا لما تم الاتفاق عليه في القاهرة.
سادسا: التأكيد على تطبيق ما تم الاتفاق عليه في القاهرة للجنة الحريات العامة لاستئناف عملها وتطبيق قراراتها.
سابعا: التأكيد على ما تم الاتفاق عليه بخصوص المجلس التشريعي.
ولعلنا قد تداركنا أخيراً المخطط الذي يدبر وينفذ من قبل الاحتلال للقضاء على قضيتنا ومستقبل الدولة الفلسطينية، كما لعلنا قد تأكدنا من صدق نوايا الأجندات الإقليمية والدولية ووعودها الكاذبة لنا والتي كثيرا ما عولنا عليها وكانت عبارة عن وعود "رمادية" لذرها في العيون ليس إلا.
لا شك أن العوامل الإيجابية التي ترجح التفاؤل بنجاح تنفيذ الاتفاق هذه المرة، مثل المتغيرات الإقليمية العربية ومضاعفاتها على طرفي الانقسام؛ وكلاهما وجد نفسه أمام وعود "رمادية" وانه لا بديل عن المصالحة.
المهم أننا قد وصلنا إلى مرحلة فقدنا الثقة بكل الأجندات وكفرنا بكل السياسات الخارجية المبطنة بالسوء لنا ولقضيتنا الوطنية وأصبحت لدينا قناعة بعد شقائنا على مدار سنوات الانقسام الماضية أنه لابد أن نتقارب من بعضنا البعض ونتصالح مع بعضنا البعض ونرجع اللحمة الوطنية من جديد وأن نتغاضى عن صفحات الماضي الأليمة ونكون يدا واحدة لنواجه كل التحديات المحدقة من حولنا والتي تحول دون المصالحة، لكن السؤال الأهم ماذا بعد توقيع المصالحة؟ بمعنى تطبيقها على أرض الواقع، إذن ماذا علينا فعله لإنجاح المصالحة؟ وما هي السيناريوهات التي يجب اتباعها لرأب صدع الانقسام على المستويين السياسي والاجتماعي؟.
أولا: إبداء المرونة في المطالب وعدم فقدان الثقة بالآخر بالنظر إلى المصلحة الوطنية قبل أي شيء آخر.
ثانيا: الالتزام بما يتم التوقيع عليه خاصة في مراحل التنفيذ.
ثالثا: عدم الانجرار وراء أي مزاعم وأجندات خارجية والانصياع لها وليس المقصود هنا فقدان علاقات الصداقة الخارجية، فلا أحد ينكر فضلها علينا خاصة فما يتعلق بالدعم المادي، إنما ما أقصده هو جعل المصلحة الوطنية في المنزلة الأولى وبناء استراتيجية نضالية جديدة وجدية يتم الاتفاق من خلالها على الحد الأدنى، لمواجهة العقبات الداخلية التي تعيق المصالحة وكذلك التصدي للعقبات الخارجية المتمثلة بالتهديد والابتزاز الإسرائيلي للفلسطينيين بتجميد المستحقات الجمركية للسلطة الفلسطينية بالإضافة للتهديدات الأمريكية بقطع المساعدات.
رابعا: عدم إهمال الملف الأمني الذي هو واحد من أهم ملفات الخلاف وسبب رئيسي من أسباب الانقسام والعمل على تهيئة الأجواء من خلال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعدم السماح لأي انفلات أمني من جديد.
خامسا: العمل على رأب صدع الانقسام بإنهاء حالة الاحتقان المجتمعي والعمل على صفاء الأنفس التي تبدو قد شحنت بالضغينة والكره طوال فترة الانقسام وذلك بتفعيل لجان شعبية متخصصة في هذا المجال تمارس أعمالها على جميع المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية في المدارس والجامعات والنقابات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية ودور العبادة بإطلاق الندوات ومن خلال الخطب والدروس ولا ننسى دور الإعلام في هذا المجال سواء المرئي أو المسموع أو الصحف بتخصيص برامج ونشرات ومقالات يومية في هذا الجانب ووقف حملات التحريض الإعلامية المخجلة بحق قضيتنا والاهم حفظ كرامة المواطنين وصيانتها من خلال احترام حقوق الإنسان الفلسطيني.

اتفاق غزة وأسباب تدعو إلى التفاؤل
عصام شاور / فلسطين اون لاين
بسرعة فاقت كل التوقعات نجح وفدا المصالحة الداخلية أمس الأربعاء 23/04/ 2014 في الإعلان عن انتهاء الانقسام والتوقيع على اتفاق من سبعة بنود يشمل كل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة وإعلان الدوحة، ولكن الفرحة لم تظهر على جماهير شعبنا مخافة الفشل وتكرار ما حدث لاتفاق مكة وسواه من الاتفاقات وخاصة مع وجود أصوات مشككة سواء في إمكانية تطبيق الاتفاق أو في نوايا الآخرين.
إمكانية تعثر تطبيق المصالحة واردة ولكننا لا نتمناها ولا يجب أن نظل رهائن ذلك الهاجس المريع، ونؤكد على وجود فارق كبير بين مصير الاتفاقات السابقة والاتفاق الحالي مما يجعلنا أكثر تفاؤلا وإيمانا بإمكانية المضي قدما في تحقيق الوحدة الوطنية وذلك لعدة أسباب منها:
أولا: لقد مر على بداية الانقسام أكثر من سبع سنوات عجاف، كلها نكد وضغط وتوتر وأحوال معيشية صعبة في غزة وفي الضفة الغربية، وما تحمله شعبنا في السنوات السابقة كان كافياً ولا يمكنه الاستمرار على هذا الحال ولم يكن بإمكان القيادة الفلسطينية الاستمرار على هذا المنوال أكثر من ذلك، والحركتان؛ فتح وحماس تمثلان الجزء الأكبر من الشعب الفلسطيني ولا بد أن تستجيبا في النهاية لاحتياجات المواطنين.
ثانيا: كانت منظمة التحرير تعتقد بأنها قادرة على إنجاز اتفاق سياسي مع العدو الإسرائيلي ولكن بالرغم من الوعود الوردية لبوش ومن بعده أوباما إلا أن جميع الوعود تبخرت واستمر بناء المستوطنات في سنوات الانقسام بشكل غير مسبوق، كما أن حركة فتح إضافة إلى مأزقها السياسي عانت من مأزق داخلي كاد أن يهدد وحدتها وكان من الأنسب أن تتجه صوب الوحدة الوطنية.
ثالثا: استمرار الحصار على قطاع غزة شكل ضغطا كبيرا على حركة حماس وعلى قطاع غزة بالكامل، ورغم الإنجازات التي تحققت بفعل المقاومة إلا أن الشلل أصاب جميع مناحي الحياة وخاصة الاقتصادية منها، كما أن الجهود في إعمار غزة لم تتكلل بنجاح كامل، حماس أدركت بأنه لا يمكن لفصيل واحد إدارة قطاع غزة لسنوات طويلة ولا مفر من الوحدة الوطنية مع قليل من التنازلات المشروعة.
خلال سبع سنوات وصل الشعب والقيادة والجميع إلى نتيجة أنه لا يمكن التعايش مع الانقسام، ولا بد من طي صفحته ومن مواجهة المحاصرين للشعب الفلسطيني بدلا من مجابهة أعراض الحصار وآثاره المستمرة، لهذه الأسباب ولغيرها نشعر بأن اتفاق غزة مختلف عما سبقه من اتفاقات لم يكتب لها النجاح.