المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملف التركي 51



Haneen
2014-06-08, 12:17 PM
<tbody>
الثلاثاء 01/04/2014



</tbody>

<tbody>
ملف رقم (51 )



</tbody>

<tbody>




</tbody>


<tbody>
الانتخابات المحلية في تركيا



</tbody>



شهدت تركيا يوم أمس أعنف وأشرس انتخابات محلية جرت في الأزمنة الأخيرة، فقد شهدت هذه الانتخابات مد وجزر بين القطبين، حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المعارض، وقد شارك في هذه الانتخابات جميع الأحزاب السياسية من دون أي مقاطعة من أي حزب، حيث كان عدد الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات 25 حزبا، وفي مقدمتهم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض وحزب الحركة القومية.

قبل أن ندخل في موضوع الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا؛ هنالك بعض القضايا التي من الممكن أن يكون لها ردود فعل أو تأثيرات على هذه الانتخابات. في صيف العام الماضي شهدت تركيا حدثا يمكن القول بأنه الأخطر في عصر تركيا الحديث، وتعتبر هذه الحادثة الشرارة لبداية الثوران والغليان داخل تركيا ضد الحكومة التركية بقيادة رجب طيب أردوغان، ألا وهو أحداث حديقة "غيزي" التي بدأت قبل أقل من عام تقريبا، وشملت هذه الأحداث جميع المدن التركية، وكان الجميع يتوقع بأن يكون هذا الحدث بداية نهاية حقبة حزب العدالة والتنمية في تركيا، ولكن سرعان ما استطاع أردوغان إخماد نيران هذا الحدث؛ تلاها قضايا الفساد والرشوة وغسيل الأموال والتي شملت العديد من القادة الأتراك والمسؤولين وعلى رأسهم أردوغان ونجله. هزت هذه القضية وزلزلت حزب العدالة والتنمية، وأدت أيضا إلى استقالة العديد من النواب والمسؤولين من حزب العدالة والتنمية، وعملت على خلط ونثر جميع الأوراق لدى الحكومة التركية.

جميع هذه الأحداث التي جرت والتي كانت تؤثر بشكل سلبي وكبير على أردوغان وحكومته، والذي كان الجميع يتوقع بأن حزب العدالة والتنمية يلفظ أنفاسه الأخيرة؛ إلا أنه وعلى ما يبدو استطاع حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان قلب جميع الموازين لصالحه، وذلك من خلال نتائج الانتخابات المحلية التي جرت بالأمس.

تدارك أردوغان جميع هذه الأحداث بشكل سريع جدا قبل فوات الأوان، حيث أجرى تعديلات كبيرة بين صفوف الأمن في جميع أنحاء المدن التركية، كما وعمل على إعادة تشكيل الحكومة بتغييرات طفيفة بعد تورط العديد من النواب والوزراء في قضية الفساد والرشوة وغسيل الأموال، بالإضافة إلى أنه استعان بالرئيس التركي عبد الله غول من أجل أخذ بعض الصلاحيات لاستخدامها في إعادة ترتيب الأوراق قبل دخول الانتخابات وضياع الوقت فتفلت جميع الأمور من يد أردوغان.

نجح اردوغان في إعادة رص الصفوف في حزب العدالة والتنمية، وعمل على قلب جميع الموازين لصالحه وضم مؤيديه إلى جانبه، وذلك من خلال اتهام الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الحركات والقوى الأجنبية بالوقوف وراء جميع هذه المؤامرات، واتهامهم بأنهم يحاولون زعزعة الاستقرار الأمني والاقتصادي في تركيا بعد أن أصبحت تركيا من أهم الدول الإقليمية أمنا واقتصادا، كما أن وعد أردوغان بتحقيق حلم تركيا الأكبر عام 2023 هو أبرز الدعايات التي يقوم بها أردوغان بالترويج من أجل البقاء على سدة الحكم.

قبل الانتخابات بفترة قصيرة حدثت كارثة تراكمت على الكوارث السابقة التي هبت في وجه حزب العدالة والتنمية، بعدما قررت الحكومة إغلاق المدارس والمعاهد الخاصة، حيث بدأت المعركة بين كل من أردوغان وكولن زعيم حركة الخدمة، وتعتبر هذه الحركة من الحركات المؤثرة على الساحة التركية وتمتلك شعبية كبيرة لا يستهان بها. هذه الحادثة عززت من قوة الأحزاب الأخرى مثل حزب الشعب وحزب الحركة القومية، وذلك من خلال انضمام حركة الخدمة لصالح هذه الأحزاب، حيث كان حزب العدالة والتنمية في السابق يستفيد من أصوات حركة الخدمة في الانتخابات السابقة، ولكن حدوث فجوة بينهما أدى إلى تعزيز الأحزاب الأخرى ضد أردوغان وهو ما كان يقلق أردوغان وحزبه كثيرا، ولا تزال هذه الأزمة مستمرة إلى الآن.

أكثر الأزمات التي عصفت وأحرجت حزب العدالة والتنمية بشكل كبير هي قضية الفساد وغسيل الأموال والرشوة، بسبب تورط أردوغان ونجله بلال في هذه القضية بعد نشر أشرطة مسجلة تكشف مكالمة هاتفية بينهما، وأدت هذه الأزمة إلى زعزعة الثقة بين العديد من مؤيدي أردوغان الذين انسحبوا من حزبه وانضموا إلى الأحزاب الأخرى. ما إن تفاقمت الأحداث؛ حيث قام أردوغان بتوجيه بعض التهم من أجل حظر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" واليوتيوب، الأمر الذي أدى إلى صب الزيت على النار، ليس فقط لدى الشارع التركي وإنما على مستوى العالم. اتهم أردوغان بأن هنالك دولة موازية داخل الدولة التركية تقوم بأخذ الدعم من قوى خارجية تسعى إلى الإطاحة والقضاء على حزب العدالة والتنمية، وتقوم الدولة بمحاربة هذه القوة من أجل عدم السماح لها بتحقيق أهدافها والعمل على استمرارية استقلالية وأمن تركيا.

حيث قالت صحيفة (يني شفك) التركية إن النائب العام في إسطنبول صالح أوغلو أكد صحة الإدعاءات، وأنه تم التصنت على 2280 شخصا ومن بين هذه التسجيلات؛ تسجيلا صوتيا لرئيس الوزراء أردوغان ونجله بلال، يحث فيها نجله على أخذ الحيطة والتدابير اللازمة للحيلولة دون فضحه في أعمال فساد. من جانبه نفى رئيس الوزراء أردوغان خلال خطابه في اجتماع المجموعة البرلمانية للحزب صحة هذه التسجيلات، وأشار إلى أنها غير صحيحة وعارية عن الصحة تماما.

الجميع توقع تراجع حزب العدالة والتنمية بشكل كبير في هذه الانتخابات، وأن الحزب سوف يفقد الكثير من المدن والبلدات التي تمكن من الفوز بها في انتخابات عام 2009، ولكن استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات؛ جميعها كانت تشير إلى صالح حزب العدالة والتنمية، وكان استطلاع رأي أخير قبل موعد الانتخابات، قد نشر على موقع الأخبار التركية، وقد أجرته أربع شركات أبحاث مختلفة والتي كانت على النحو التالي:

استطلاع أو ري جي:
أجرت هذه الشركة استطلاعا للرأي في الشارع التركي للانتخابات المحلية المقبلة، ولفتت خلال الاستطلاع إلى التوتر الواقع بين الحكومة وحركة الخدمة، وبحسب الاستطلاع الذي أجرته هذه الشركة؛ تمكن حزب العدالة والتنمية الحاكم من الحصول على حصة الأسد؛ وذلك بعدما تمكن من حصد 45% من الأصوات، أما عن حزب الشعب الجمهوري المعارض فتمكن من حصد 30%. يأتي هذا الاستطلاع خصوصا بعد قضية الفساد والرشوة وغسيل الأموال التي طالت العديد من الأسماء في حزب العدالة والتنمية، وعلى ما يبدو بأن حزب العدالة والتنمية سيتمكن من كسب أكبر المدن التركية وهما أنقرة وإسطنبول، أما عن مدينة أزمير فتبقى على ما يبدو في يد حزب الشعب الجمهوري. ومقارنة بانتخابات عام 2011؛ فهنالك هبوط ملحوظ في نسبة الأصوات لحزب العدالة والتنمية وارتفاع بنسبة الأصوات مقارنة بانتخابات عام 2009.

استطلاع أندي-أر:
أجرت هذه الشركة استطلاعا للرأي في 30 مدينة مختلفة، وتم استطلاع آراء الشارع التركي لأي حزب سيتم التصويت خصوصا بعد فضيحة الفساد والرشوة، وكانت النتائج لصالح حزب العدالة والتنمية الذي تمكن من الحصول على نسبة

43%، وحزب الشعب الجمهوري بنسبة 29.3% والحركة القومية 13.6%. بذلك نرى بأن نسبة الأصوات ارتفعت 5% لدى حزب العدالة والتنمية مقارنة بانتخابات عام 2009.

استطلاع غيزيجي:
أجرت شركة غيزيجي استطلاعا للرأي لخمسة آلاف مواطن تركي، فكانت النتائج لصالح حزب العدالة والتنمية الحاكم بنسبة 40% و30% لصالح حزب الشعب الجمهوري المعارض، وكانت استطلاعات الرأي التي أجرتها هذه الشركة للانتخابات المحلية القادمة والانتخابات البرلمانية أيضا.

استطلاع كونسانسوس:
أجرت هذه الشركة استطلاعا للرأي حول الانتخابات المحلية المقبلة، حيث أشارت إلى أن النتائج تصب في صالح حزب العدالة والتنمية ولو بفارق قليل عن حزب الشعب الجمهوري، أي أن حزب الشعب الجمهوري في تصاعد مستمر، ولكن تبقى الصدارة لحزب العدالة والتنمية الحاكم كما تشير الاستطلاعات.

جاء اليوم المنتظر وبحسب موقع الأخبار التركي؛ ففي تمام الساعة 8:00 صباحا من يوم أمس الأحد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين الأتراك، فقد توجه إلى صناديق الاقتراع ما يقارب 52 مليون و695 ألف ناخب، لاختيار 1394 رئيس بلدية، وتم فتح 194 ألف و310 مركز اقتراع في أنحاء متفرقة من تركيا من أجل إجراء عملية التصويت. كما كان متوقعا؛ بدأت الانتخابات حاسمة منذ البداية، حيث توجه الأتراك إلى صناديق الاقتراع في ساعات الصباح من أجل الإدلاء بأصواتهم، وكانت شدة المنافسة بين جميع الأحزاب ضارية، بدءا من عملية التصويت حتى فرز بعض الاصوات في بعض المدن والبلدات التركية، ووقعت هنالك العديد من التوترات والمشاكل بين مناصري بعض الأحزاب في عدد من مراكز الاقتراع.

فقد نشرت صحيفة مليت التركية بأن العديد من كبار المسؤولين الأتراك أدلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع، وفي مقدمتهم الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، ودعا أردوغان خلال التصويت جميع الأتراك للتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، وأضاف خلال كلمة أمام الصحفيين بأن نسبة المشاركة عالية والكلمة الأخيرة تبقى للشعب التركي.

ونشرت صحيفة (يني شفك) التركية بأن نتائج الاصوات منذ البداية تشير إلى تقدم حزب العدالة والتنمية على باقي الأحزاب بشكل ملحوظ، فقد تقدم حزب العدالة والتنمية في العديد من المدن، وأكد من خلالها انتصاره وتقدمه على باقي الأحزاب الأخرى مخالفا جميع التكهنات والتوقعات التي كان البعض ينتظرها بسبب الأحداث التي عصفت بالحزب.
وكانت نتائج الانتخابات على النحو التالي:
حزب العدالة والتنيمة: 43.6%.
حزب الشعب الجمهوري: 25.7%.
حزب الحركة القومية: 17.6% وباقي النتائج توزعت على الأحزاب الأخرى.

فقد استطاع حزب العدالة والتنمية الفوز في 49 مدينة من أصل 81، بينما حقق حزب الشعب الجمهوري وحزب السلام والديمقراطية فوزا في 13 مدينة لكل منهما، وحزب الحركة القومية في 8 مدن، ومن أهم المدن التي تمكن حزب العدالة والتنمية من الفوز بها هي إسطنبول وأنقرة، وفي مدينة أنقرة تمكن حزب العدالة والتنمية من كسب المواجهة بعد حرب تعتبر الأشد مع حزب الشعب الجمهوري، بعدما كانت النتائج قريبة جدا بين كلا الطرفين، وتمكن حزب العدالة والتنمية من كسب المواجهة بنسبة 46.3%، وأضاف مرشح حزب العدالة والتنمية مليح غوكتشيك بأن الحزب تمكن من تحقيق فوز تاريخي في مدينة أنقرة، أما حزب الشعب الجمهوري فقد فاز في مدينة أزمير التي تعتبر قلعة للمعارضة التركية، ولكن تمكن حزب العدالة والتنمية ولأول مرة من الدخول في هذه المدينة عن طريق كسب بعض البلديات فيها.

نتائج الانتخابات لم تكن متوقعه بتاتا، فقد أحدثت صدمة لدى العديد من المسؤولين حتى أنهم أشاروا إلى وجود عمليات تزوير ولا يزالوا مصممين على أن هنالك عمليات تزوير وقعت في العديد من المناطق، حيث نشرت صحيفة ملي التركية بأن مرشح المعارضة التركية عن مدينة أنقرة منصور يافاش سوف يعترض على نتائج التصويت في مدينة أنقرة، لافتا إلى أن مدينة إسطنبول التي تعتبر أكبر المدن التركية تم فرز الأصوات فيها خلال ساعات، فلماذا استمر فرز الأصوات في مدينة أنقرة حتى ساعات الصباح.

وفي تطور آخر على مجريات النتائج نشر موقع الأخبار السابعة بأن حزب العدالة والتنمية خسر بعض المدن التي كان قد فاز بها عام 2009، وتمكن حزب الشعب الجمهوري من أخذها من أيدي حزب العدالة والتنمية وهي ثلاث مدن: بيتليس، بوردور

وكارس، واستطاع حزب العدالة والتنمية الفوز في مدينة أنطاليا التي تعتبر من أهم المدن التركية أيضا من يد حزب الشعب الجمهوري. وقد فقد حزب الحركة القومية كلا من المدن التالية: غوموشهاني، أوشاك في باليك إيسير. وفقد حزب الشعب الجمهوري مدينة تونجالي.

نشرت وكالة إخلاص التركية بأنه وبعد الإعلان عن نتائج الانتخابات قام رئيس الوزراء التركي بإلقاء كلمة أمام الحشود التي خرجت من أجل الاحتفال بهذا الفوز الذي حققه حزب العدالة والتنمية، فقام بتقديم الشكر الكامل للشعب التركي على نضالهم من أجل تحقيق استقلالية تركيا، كما قدم الشكر إلى الشعب الفلسطيني الذين كانوا ينتظرون فوزي، ووجه الشكر إلى الشعب المصري الذي يناضل من أجل الديمقراطية، مؤكدا بأن صناديق الاقتراع سحقت من كان يحاول المساس باستقلال وأمن تركيا، وأن الذين كانوا يسعون لنشر الفتن والفساد في تركيا من أجل إعادة تركيا إلى الوراء خسرو، وأكد على أن الشعب التركي لن يخضع ولن يستسلم. أما عن زعيم حزب الحركة القومية فقد أشار إلى شدة الانتخابات، مؤكدا بأن كل شيء لن يكون كما كان سابقا، لافتا إلى أن حزب العدالة والتنمية قام باستخدام الشعب التركي من خلال دعاياته وخطاباته الكاذبه، وفي نفس السياق نفى زعيم حزب الشعب الجمهوري الادعاءات التي أشارت إلى تقديم استقالته عقب النتائج، وأفاد بأن الحزب قدم نجاحا في الانتخابات، لافتا إلى أن الحزب سيقوم بتقييم المطلوب، والنظر إلى الأخطاء التي أخفق بها والعمل على تصحيحها. أكد نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث باسم الحكومة بولنت أرينتش بأن حزب العدالة والتنمية خاض معركة انتخابية صعبة، وذلك بسبب التطورات الأخيرة التي تعرضت لها تركيا، مشيرا إلى أن جميع الأحزاب الأخرى اتحدت ضد حزب العدالة والتنمية من أجل عدم السماح له بالفوز في الانتخابات، لافتا إلى أن حزب العدالة والتنمية قد حقق الانتصار اليوم وخسرت جميع الاحزاب الأخرى، وفي نفس السياق ذاته هنأ المرشح عن مدينة إسطنبول قدر توباش الشعب التركي، وقال إن الديمقراطية هي من حققت الانتصار، وهذا الانتصار أعطى درسا كبيرا للشعب التركي، وأن تركيا أصبحت نموذجا ينحذى به وستظل كذلك، لافتا إلى أن حزب العدالة والتنمية خاض معركة انتخابية صعبة. (صحيفة يني شفك).

نشرت صحيفة ملي التركية تقريرا حول نتائج الانتخابات، فيما لو كانت هذه الانتخابات ليست انتخابات محلية وإنما انتخابات عامة كيف ستكون النتائج، وأي حزب سوف يفوز وكم أعداد النواب، فكانت النتائج على النحو التالي: حزب العدالة والتنمية 284، حزب الشعب الجمهوري: 137، حزب الحركة القومية: 84، حزب السلام والديمقراطية: 45 نائبا. وهذه النتيجة لا تسمح لحزب العدالة والتنمية بإجراء أي تعديل على قانون الدستور كما كان في عام 2011.

وقالت صحيفة هرية التركية بأن نجاح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية كان متوقعا ولكن ليس بهذه النتيجة، وذلك بسبب الأزمات المتلاحقة التي مر بها الحزب، ولكن بحسب محللين اقتصاديين أشاروا إلى أن نجاح حزب العدالة والتنمية يعود إلى الاستقرار الاقتصادي في تركيا، وما حققه الحزب من نجاحات اقتصادية ومالية في البلاد منذ توليه السلطة عام 2002، من خلال تخفيض نسبة البطالة وارتفاع مستوى المعيشة وسياسة الحزب الجاذبة للاستثمار الأجنبي والارتفاع الملحوظ في حجم الاقتصاد. ومن المتوقع أن يكون لهذه النتائج انعكاسا إيجابيا على المستوى الاقتصادي التركي؛ بسبب الاستقرار السياسي الذي سيحل بعد هذه الانتخابات، وسيزداد الاستثمار الأجنبي مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الليرة التركية.

تناولت وسائل الإعلام التركية والعالمية مجريات الانتخابات التركية وأبدت اهتماما لم يسبق له مثيل من قبل، فقد قالت صحيفة (يني شفك) التركية بأن كل وسائل الإعلام تناولت الانتخابات على النحو التالي:
قناة الجزيرة: حزب العدالة في مقدمة الانتخابات.
تيليغراف: تمكن أردوغان من الفوز على جميع منافسيه في الانتخابات.
وول ستريت: الأصوات تظهر دعم أردوغان.
واشنطن بوست: انتخابات محلية حرجة في تركيا.
فايننشال تايمز البريطانية: الانتخابات خرجت عن كونها منافسة بين الحكومة والمعارضة لتصبح اختبارا للقوة بين أردوغان وفتح الله كولن.
صحيفة الجارديان: الفوز الهام الذي حققه حزب العدالة والتنمية، سيشجع أردوغان ليترشح للانتخابات الرئاسية المنتظر إجراؤها في آب/أغسطس المقبل.
صحيفة دي فولكس كرانت الهولندية: الانتخابات شهدت منافسة حادة بين مرشحي حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري المعارض في كل من العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول.
صحيفة لوفيغارو الفرنسية: أردوغان بات أقوى المرشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد النصر الذي حققه.
صحيفة بوليتيكن الدنماركية: غالبية الأتراك لم تأبه للانتقادات الموجهة لأردوغان.
وكالة إيرنا الإيرانية: التسجيلات الصوتية المنشورة ضد مسؤولين في الحكومة التركية، ومزاعم الفساد والعمليات الموجهة ضد الجيش لم تقلل من شعبية أردوغان.
أما عن الصحف التركية فقد أشارت الصحف على النحو التالي:

صحيفة يني شفك: تم دفن أعداء أردوغان في صناديق الاقتراع.
صحيفة زمان: تصارع حاد في النتائج بين الأحزاب.
صحيفة هبرتورك: انتصار أردوغان.
صحيفة هرية: احتفلوا يا مناصري أردوغان.

نشرت صحيفة ستار التركية مقالا بعنوان "لا يوجد أي تهديد، سوف تصبح تركيا قوة عظمى جديدة" للكاتب التركي يغيت بولوت، يقول الكاتب في مقاله إننا لن نتخلى عن هدفنا مهما حصل، وتركيا الآن تتقدم بشكل سريع نحو تحقيق هدف تركيا الكبرى عام 2023، وأن هذه المسيرة لن يستطيع أحد إيقافها، لافتا إلى أن هنالك العديد من القوى والجماعات تسعى بكل ما لديها من أجل الوقوف في وجه تركيا وعدم السماح لها بأن تكون قوة عظمى، وهم يهاجمون بكل وسائلهم وسوف يظلوا يهاجمون. ويضيف الكاتب في مقاله بأن حزب العدالة والتنمية منذ توليه السلطة عام 2002، جلب لتركيا الفخر والصمود والشرف والإيمان، مؤكدا بأن تركيا تولد الآن كقوة عظمى، وسيتم توسيع نطاق نفوذها في النظام العالمي الجديد.

كما نشرت صحيفة ميلاد التركية مقالا بعنوان "تركيا لا تدار من قبل الولايات المتحدة الأمريكية" للكاتب التركي علي أداك أوغلو، يقول الكاتب في مقاله إنه ولربما لأول مرة تعيش تركيا انتخابات متوترة لهذه الدرجة، ولكن بحمد الله لم يحصل أي حادث وتمكنت الديمقراطية من الفوز، حيث أظهرت نتائج الانتخابات بأن الشعب التركي وحزب العدالة والتنمية لم يتأثروا بقضايا الفساد وغسيل الأموال وأحداث غيزي، والأهم من ذلك هو أن الشعب يحب ويثق بأردوغان، لافتا إلى أن الشعب التركي يؤمن بأن حزب العدالة والتنمية يدير تركيا بشكل جيد، بالإضافة إلى أن شخصية رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان السياسية تضاهي كثيرا من رجال السياسة الآخرين، ونتائج هذه الانتخاب تؤكد على ما يلي: 1-تركيا تدار من داخل تركيا ولا تدار من الولايات المتحدة الامريكية، 2-الشعب التركي لا يوجه حسب وسائل الإعلام، وإنما يتوجه إلى صناديق الاقتراع حسب الضمير، 3- أصبحت تركيا لا تستند على مفهوم السياسة، وإنما أصبحت مركزا للخدمة، 4- الشعب التركي لا يرحم من يقوم بالكشف عن أسرار الدولة.

يمكن القول بأن نتائج الانتخابات المحلية غير المتوقعة؛ أعطت حزب العدالة والتنمية نفسا عميقا، وخصوصا لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بسبب الأزمات المتلاحقة التي هزب الحزب. تكمن أثار وإيجابيات هذه النتائج في الانتخابات الرئاسية القادمة المنتظر إجراؤها في آب/أغسطس المقبل، حيث أعطت الأمل والحافز بل والثقة لأردوغان كي يترشح لخوض معركة الانتخابات الرئاسية، فقد رأى محللون بأن الانتخابات المحلية هي مقياس تماما للانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن نتائج الانتخابات الرئاسية سوف تكون قريبه من هذه النتائج، بل ومن الممكن أن تزداد لصالح أردوغان، لأنه وبالرغم من كل التهم التي وجهت إليه والضغوطات التي تعرض لها؛ إلا أنه استطاع وبكل سهولة الفوز بالانتخابات المحلية. لا يمكن فرض نظريات حول كيفية استطاعة حزب العدالة والتنمية الفوز بالانتخابات في ظل الأزمات في الوقت الحالي، ولكن يمكن القول بأن سياسة أردوغان لصالح الشعب التركي تسير بشكل جيد، وبالتحديد من الناحية الاقتصاديه، واستمرار نهوض تركيا على مستوى العالم، لذا غالبية الشعب التركي يثقون كثيرا بأردوغان ويريدون الاستمرار في دعمه. مهما حدث ومهما سيحدث ضد حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان؛ سوف ينتصر في الانتخابات الرئاسية القادمة، والدليل الأكبر نتائج الانتخابات المحلية في ظل وجود ثغرات داخل الحزب، والازمات التي مر بها، إلا أنه حقق الفوز وبقي صامدا ووعد بالأكثر. بالإضافة إلى أن هذه النتائج وجهت صفعة قوية لحزب المعارضة والأحزاب الأخرى، وهذا سوف يؤدي إلى فتح ثغرات كبيرة داخل تلك الأحزاب من خلال استقالات بالجملة بسبب الفشل الذريع الذي لحق بهم، وعدم قدرتهم على الفوز بالرغم من صعوبة الوقت الذي مر على حزب العدالة والتنمية خلال عدة شهور.

نتائج الانتخابات المحلية جاءت على النحو التالي:
أنقرة: مليح غوكتشيك (حزب العدالة والتنمية).
إسطنبول: قدر توب باش (حزب العدالة والتنمية).
أدي يامان: فهمي كوتلو (حزب العدالة والتنمية).
أضنه: حسين زوزلو (حزب الحركة القومية).
أفيون: برهان الدين جودان (حزب العدالة والتنمية).
آري: سري ساكيك (حزب الديمقراطية والسلام).
أماسيا: جعفر أوزدمير (حزب العدالة والتنمية).
أنطاليا: مندرس تونال (حزب العدالة والتنمية).
أرتفين: محمد كوجا تبه (حزب العدالة والتنمية).
أيدن: أوزلام تشارجي أوغلو (حزب الشعب الجمهوري).
باليك إيسير: احمد أديب أوغور (حزب العدالة والتنمية).
بيلاجيك: سليم ياجي (حزب العدالة والتنمية).
بينغول: يوجال باراكازي (حزب العدالة والتنمية).
بيتليس: حسين أولان (حزب السلام والديمقراطية).
بولو: علاء الدين يلماز (حزب العدالة والتنمية).
بوردور: أوركون أرجينكيز (حزب الشعب الجمهوري).
بورصا: رجب ألتبه (حزب العدالة والتنمية).
تشانكالي: أولغور غوغهان (حزب الشعب الجمهوري).
تشانقري: عرفان دينتش (حزب العدالة والتنمية).
تشوروم: مظفر كولجو (حزب العدالة والتنمية).
دينيزلي: عثمان زولان (حزب العدالة والتنمية).
ديار بكر: غولتان غيشاناك (حزب السلام والديمقراطية).
إيديرنه: رجب كوركان (حزب الشعب الجمهوري).
إيلازيه: مجاهد ينلماز (حزب العدالة والتنمية).
إيرزنجان: جمال الدين باش سوي (حزب العدالة والتنمية).
إيرزروم: محمد سيكمان (حزب العدالة والتنمية).
إيسكي شيهير: يلماز بيوك إيرشان (حزب الشعب الجمهوري).
غازي أنتب: فاطمة شاهين (حزب العدالة والتنمية).
غيراسون: كريم أك سوي (حزب الشعب الجمهوري).
غوموش هانه: إرجان تشيمان (حزب العدالة والتنمية).
هكاري: ديلاك خطيب أوغلو (حزب السلام والديمقراطية).
هاتاي: لطفو سواش (حزب الشعب الجمهوري).
اسبارطه: يوسف ضياء غون أيدين (حزب الحركة القومية).
ميرسين: برهان الدين كوجامان (حزب الحركة القومية).
أزمير: عزيز كوجا أوغلو (حزب الشعب الجمهوري).
كهرمان ماراش: محمد إيركوش (حزب العدالة والتنمية).
قارص: مرتضى جانتا (حزب الحركة القومية).
قاستامون: تحسين باباش (حزب العدالة والتنمية).
قيصري: محمد أوز هاساكي (حزب العدالة والتنمية).
كركلار ايلي: محمد صيام أوغلو (حزب الشعب الجمهوري).
كر شيهير: يشار بهشاجي (حزب العدالة والتنمية).
كوجا ايلي: إبراهيم عثمان أوغلو (حزب العدالة والتنمية).
كونيا: طاهر أك يوراك (حزب العدالة والتنمية).
كوتاهيا: كامل ساراتش أوغلو (حزب العدالة والتنمية).
مالاطيا: أحمد تشاكير (حزب العدالة والتنمية).
مانيسا: جينكيز إيركون (حزب الحركة القومية).
ماردين: أحمد تورك (مرشح مستقل).
مولا: عثمان غورون (حزب الشعب الجمهوري).
موش: فيات آسيا (حزب العدالة والتنمية).
نيف شيهير: حسن انور (حزب العدالة والتنمية).
نيدا: فاروق أك دوان (حزب العدالة والتنمية).
أوردو: انور يلماز (حزب العدالة والتنمية).
ريزا: رشاد قصاب (حزب العدالة والتنمية).
ساكاريا: زكي توتشو أوغلو (حزب العدالة والتنمية).
سامسون: يوسف ضياء يلماز (حزب العدالة والتنمية).
سيرت: تونجار باكرهان (حزب السلام والديمقراطية).
سينوب: باقي إر غول (حزب الشعب الجمهوري).
سواس: سامي أيدن (حزب العدالة والتنمية).
شانلي أورفا: جلال الدين غوفانتش (حزب العدالة والتنمية).
تيكيردا: قدر بيراك (حزب الشعب الجمهوري).
توكات: أيوب إر أوغلو (حزب العدالة والتنمية).
طرابزون: اورهان فوزي غومروكتشو أوغلو (حزب العدالة والتنمية).
تونجلي: محمد علي بال (حزب السلام والديمقراطية).
أوشاك: نور الله جوهان (حزب العدالة والتنمية).
فان: بكر كايا (حزب السلام والديمقراطية).
يوزغات: كاظم أرسلان (حزب العدالة والتنمية).
زونغولداك: محرم أكديمير (حزب الشعب الجمهوري).
أكساراي: هالوك شاهين يازغي (حزب العدالة والتنمية).
بايبورت: ميتا ميميش (حزب العدالة والتنمية).
قارامان: إيرتول تشاليشكان (حزب العدالة والتنمية).
كرك كالي: محمد سايغلي (حزب العدالة والتنمية).
باتمان: صبري أوزديمير (حزب السلام والديمقراطية).
شرناك: سرهات قدر هان (حزب السلام والديمقراطية).
بارتن: جمال أكن (حزب الحركة القومية).
أرداهان: فاروق كوك سو (حزب العدالة والتنمية).
إيدير: مراد يكيت (حزب السلام والديمقراطية).
يالوفا: يعقوب كوتشال (حزب العدالة والتنمية).
كارابوك: رفعت غيلي (حزب الحركة القومية).
كيليس: حسن قره (حزب العدالة والتنمية).
أوسمانيه: قدر قره (حزب العدالة والتنمية).
دوزجي: محمد كلش (حزب العدالة والتنمية).