المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواقع الالكترونية التابعة لتيار دحلان 198



Haneen
2014-06-09, 12:23 PM
<tbody>
الثلاثاء: 14-1-2014



</tbody>

<tbody>
شؤون فتح

مواقع موالية لمحمد دحلان 198



</tbody>

المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان


اخبــــــــــــــار . . .




مصادر أمنية مصرية رفيعة تكشف التفاصيل كاملة لمخطط القيادة المصرية لتصفية حركة حماس بغزة

الكرامة برس

نقلت وكالة 'رويترز' عن مسؤول امني مصري كبير قوله إن القاهرة ستعمل على تصفية وتدمير حركة حماس في قطاع غزة مستخدمة كل الطرق .

وأكد أربعة من المسئولين الأمنيين والدبلوماسيين المصريين للوكالة أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت وسيشمل دعم العناصر المناهضة لحماس في قطاع غزة مشيرين إلى أن القاهرة الآن أكثر حرصا على تدمير حماس المسلحة على حدودها لأنها تهدد امن مصر القومي.

وحسب المسؤول الأمني المصري فان القاهرة لن تستطيع التخلص من الإرهاب الذي تشنه جماعة الإخوان في مصر دون التخلص من حماس في غزة مشيرا إلى أن مصر ستقدم دعما لوجستيا لمن يرغب في مناهضة حماس.

وتابع المسؤول الأمني أن قادة حماس بإمكانهم أن ينفوا أن لهم دور في سيناء ولكن نحن نحكم حسب مصادرنا ومعلوماتنا فقط وليس نفيهم. وأوضح أن العمل لانطلاق أحداث في غزة مهم لان العالم لن يصمت بعد ذلك عندما يرى حماس تتصرف بعنف تجاه الشعب في غزة حسب قوله.
وكان اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، قد هدد أمس الأول حركة حماس في غزة بالرد عليها بعمل عسكري إذا لم تسلم القطاع للسلطة الفلسطينية.

وأشار، خلال لقائه ببرنامج 'مصر كل يوم' على قناة 'المحور 2'، إلى أن حماس وقعتها 'مهببة ' وسنحاسب كل من عبث بأمن مصر وقت الثورة، كما أن مصر ستحاسب كل من أجرم في حقها.


العبرة في الخواتيم........ عرفات وشارون.. إنها الاقدار!

الكرامة برس

مات شارون...

وقبله مات عرفات، وتبين مؤخراً انه مات مسموماً، أي قتيلاً.

الاتهام التلقائي موجه إلى شارون، عندما كان شارون في الحكم فإن تهديدات جريمة قتل عرفات خرجت منه.... إذن هو المتهم المباشر بالقتل.

يُصر القدر أن يروي الحكاية ويحدد العبر على طريقته..

الكاتب الصحفي عبد الرحمن ابو عرفة قال ' عرفات المقتول، خلال ثلاثة أيام، نظمت له ثلاث جنازات مهيبة في قارات العالم القديم الثلاث، أوروبا،إفريقيا واسيا. أمر لم يحدث في التاريخ، إنه ميت حي.. فهل هناك جنازة بعد الجنازة؟؟

عرفات وبعد عقد من قتله.. لم تزل له صورة واحدة من أي مكتب رسمي، وكأنه رئيس مازال على رأس عمله! انه ميت حي.. فهل هناك صور تُعلق في مكاتب رسمية لأموات؟؟

عرفات، المقتول والمدفون، فُتح قبره وزاره الناس في القبر.. انه ميت حي، فهل هناك ضيوف يزورون الميت في قبره؟؟

عندما سيصبح ذلك ممكناً وتُنفذ وصيته، سيتم نقل جثمانه الى القدس ليدفن فيها، عندما يتحقق ذلك يمكن القول انه ميت حي.. فهل هناك ميت يغير مكان اقامته؟؟

لم يمض يوم، رغم السنوات، لا يُذكر به اسم عرفات في الصحف وفي وسائل الأعلام.. انه ميت حي، فهل هناك ميت صانع للخبر؟؟

اذا كان هذا هو حال المقتول فما هو حال القاتل؟ شارون لم يُقتل، حتى الامس كان حيا، واليوم ميتا، هل هناك فرق غير التنفس.. لقد كان الحي الميت، هل قام خلال السنوات بما يدل على انه حي؟

شارون لم يُقتل، ولكنه قتيل، كان الحي الميت، فهل اختلفت حالته عن القتيل؟

شارون امضى السنوات في غرفة مغلقة، كأنها القبر، عرفات يستلق في قبر كأنة القصر.. لا احد يزور شارون في قبره.. ليس هناك لزوم للملبس ولا للطعام ولا للزهور ولا لإي مظهر من مظاهر الحياة؟

اكاليل الزهور لم تذبل لحظة على قبر عرفات.. فزعماء العالم يزورونه في قصره، وكأنهم يأخذون التوجيهات قبل محادثاتهم الرسمية.

قاتل ومقتول، حي وميت، ميت حي، وحي ميت.. ثم ميت ميت، معادلة سرها أكبر من سر السم الذي قتل به ياسر عرفات، السم يحتاج ترياقاً ليعيد الحياة.. عرفات حي بلا ترياق، شارون لم تفلح ترسانات الترياق باعادته الى الحياة. يحكم على الانسان بالموت او يحكم على الانسان بالسجن المؤبد، هل حدث ان نفذ الحكمان معاً؟

مجرد خواطر.. ليس للشماتة.. ولكنها للعبر.. القدر يكتب التاريخ على هواه، والبشر تَقتل او تُقتل على هواها!

لكن العبرة في الخواتم.


في مثل هذا اليوم من عام 1991 تم إغتال قادة فتح (أبو إياد) (وأبو الهول)

الكرامة برس

في مثل هذا اليوم، الموافق 14 كانون ثاني عام 1991، استشهد الرجل الثاني في حركة فتح صلاح خلف ( أبو اياد ) وهايل عبد الحميد ( ابو الهول ) عضوي اللجنة المركزية لحركة فتح وفخري العمري ( أبو محمد ) عضو المجلس الثوري لحركة فتح ،عندما اطلق المدعو ' حمزة ابو زيد ' احد حراس أبو الهول النار عليهم في احد المنازل في تونس.

وحسب الروايات فان القاتل هو من جماعة أبو نضال ومرتبط مع الموساد الإسرائيلي وعمل ضمن حراس أبو الهول قبل عام من يوم ارتكاب الجريمة .... وكان مخططه منذ البداية اغتيال أبو اياد ....

ويثور تساؤل ... كيف نجح هذا القاتل بالعمل ضمن حراس أبو الهول بالرغم انه كان معروفا بتصرفاته المريبة قبل ذلك ... خاصة أن أبي الهول ومن ثم أبي إياد كانا مسئولان وضليعان وخبيران في موضوع الأمن ...؟؟؟؟!!!

انطلاقة الثورة أمل جديد للتغيير

الكرامة برس

في ليلة الفاتح من يناير 1965 كانت العملية الفدائية الأولى التي زلزلت الكيان الصهيوني في عقر دارهم، فكان أول الرصاص شارك فيها قادة عظام هم من كتبوا تاريخ فلسطين وسطروا حروفه من نور ونار بدمائهم الزكية، فكانت انطلاقة الديمومة التي نعيش عامها التاسع والأربعين من عمرها المديد.

كثير من القوى كانت في ذلك التاريخ لم تقدر على صنع شيئ لقضية الشعب الفلسطيني، فكانت المبادرة من ياسر العمار ورفاقه التي لفتت انتباه العالم كل العالم بقوة إلى أن هناك شعب سُلبت أرضه، وشُرد من دياره تحت إرهاب السلاح، فصنع هؤلاء الرجال لأبناء شعبهم وطن من قلب الجراح حيث يولد الكبرياء، فمن قلب الجراح ولدوا ومن الجرح يولد الكبرياء.

بعد انطلاق هذه الشرارة أصبح الكل يتساءل عن هؤلاء الذين أوجعوا كيانا هزمت أمامه جحافل الجيوش فصدر البيان الأول شديد اللهجة، نابع من عزيمة الرجال 'باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني'، فكان الإعلان عن انطلاقة أعظم ثورة عرفها التاريخ المعاصر لتضع قضية شعب مقهور على سلم اهتمامات القوى الفاعلة في العالم.

إن من صنع التاريخ وجعل لشعبه قضية بعد أن كانوا جماعة من اللاجئين الذين لاحول لهم ولا قوة يصطفون على أبواب وكالة الغوث الدولية، قادر على الاستمرار في العطاء حتى تحقيق حلم المشروع الوطني الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، فلم تكن تلك شعارات كما يتغنى بها البعض بل كانت شعارات وأفعال تحققت على أرض الواقع بالفعل المقاوم والسياسي معاً، 'فبالعمل العسكري نزرع وبالعمل السياسي نحصد، ومجرم من لا يزرع ولا يحصد' هذا من الشعارات الخالدة التي لم تقف عند كونها شعارات بل كانت بالعمل الناجز.

إن ما تمر به القضية الفلسطينية من تهويد للقدس واستمرار الصلف الإسرائيلي في بناء المستوطنات واستمرار وجود جدار الضم الذي يخنق الضفة الغربية بالإضافة إلى حصار قطاع غزة، وما تمر به الحالة الفلسطينية من تشرذم يدعو أبناء حركة التحرر الوطني إلى لملمة شتاتهم والاجتماع على كلمة رجل واحد، فقد جمع قادتنا الأوائل كل العالم حول قضيتنا الوطنية، فلماذا لم نكن قادرين على جمع شتاتنا والتوحد على قلب رجل واحد؟! فلتكن الذكرى التاسعة والأربعون من عمر ثورتنا المجيدة هذه الذكرى العطرة التي تذكرنا بالشهداء الكبار والأسرى مهجة القلوب وآلاف الجرحى الذين سطروا أروع ملاحم البطولة والفداء،، لتكن دافعا للجميع نحو التوحد والاصطفاف وتصحيح البوصلة نحو القدس .... عاشت الثورة ...عاشت الانطلاقة المجيدة ...عاشت فتح.

وإنها لثورة ..حتى النصر ..حتى النصر..حتى النصر


الشبح (مصطفى حافظ) مَن هو القائد الذي هزم شارون؟

الكرامة برس

أخيرا مات شارون يوم 11/1/2014، بعد ستة وثمانين سنة، وامتلأت صحف 'إسرائيل' ببطولات شارون ومسيرته الحربية، وشخصيته الكريزماتية، غير أن كل الوثائق والقصص، التي أوردتها الصحفُ عن شارون، تتخطى هزيمته على يد مناضلٍ مصريٍ كبير، لم نُفلح بعد في كتابة سيرته وبطولاته، إنه الشهيد البطل مصطفى حافظ.

هو الوحيدُ، الذي هزم شارون، فقد أسمى شارونُ، مصطفى حافظ (الشبح)، لقد كان مصطفى حافظ، الضابط المصري، الذي كلفه الرئيس جمال عبد الناصر بقيادة الكفاح الفدائي ضد 'إسرائيل' في أواسط خمسينيات القرن الماضي، فقام بعمليات فدائية جرئية في عمق فلسطين.

كان مصطفى حافظ شابا طموحا، يتميِّز بالشخصية القيادية، وهو ربما الوحيد، الذي حصل في الجيش المصري على رتبة عميد، وهو في سن الرابعة والثلاثين.

استطاع مصطفى حافظ، أن يهزم شارون هزيمة ساحقة، وكان شارون في تلك الفترة قائدا لكتيبة 101 وهي أقوى كتائب إسرائيل، ركَّزت كل جهودها، لهزيمة وحدات المتطوعين الفدائيين في قطاع غزة.

أدخل شارون فرقة من الجيش الإسرائيلي، إلى بيت مصطفى حافظ في غزة لاغتياله، في أوائل عام 1956، ولكنه لم يكن في منزله، فقد كان شديد الحذر، فجُنَّ شارون وفرقتُهُ، ونسف غرفته وبوابة المنزل وغادر المكان.

ثم قام بإدخال وحدة بحرية أخرى، ولكنه فشل في المرة الثانية أيضا، مما جعل بن غريون وموشيه دايان يوبخان شارون وكتيبته، ونقل ملف الشبح إلى القسم الخارجي للمخابرات الإسرائيلية(الموساد)، وهذا ما دفع الموساد في تلك الفترة أن تنفذ خطةً كبرى، وهي اغتياله بطرد ناسف في شهر يوليو 1956، بعد أن أعلنت عن جائزة، قدرها مليون دولار، لمن يقدم معلومات عن الشبح (مصطفى حافظ) كما يروي يوسيف برجمان في كتابة أشهر ثلاث قصص استخبارية.

هذا البطل الخالد خلدته غزةُ، فأسمت مدرسةً وشارعا باسمه، وللأسف لم تُخلده فلسطين بوثائق تاريخية، ومناهج دراسية، وأفلام ومسلسلات، تعزز التضامن العربي مع قضيتنا، تجعل أبناءنا يعرفون، بأن مصطفى حافظ، ليس اسما لمحسنٍ كريمٍ، تَبَرَّعَ لإنشاء المدرسة، وليس اسما لشخصية ثريَّة، أو رئيس حزبٍ سياسي، سكَنَ في الشارع، كما قال لي شابٌ جامعي، لا يعرف شيئا عن هذا الاسم!


الحية : لا يوجد ترتيبات قريبة لزيارة الأحمد الى قطاع غزة

أمد

قال خليل الحية القيادي في حركة حماس إن حركته ماضية في طريق تحقيق المصالحة، بغض النظر عمّن يسعى لإفشالها. حسب قوله.

وأكد الحية في تصريحات صحفية أن "حماس" ستعمل على تطبيق الخطوات العملية لتحقيق المصالحة، بالرغم مما أسماه بمحاولات التخريب التي تمارسها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية. حسب إدعاءه

وأوضح الحية أن الزيارة المتوقعة لوفد حركة فتح برئاسة عزام الأحمد إلى غزة، تأتي في إطار تهيئة الظروف لتحقيق المصالحة، نافيا وجود موعد محدد أو ترتيبات لهذه الزيارة .



"تمرد - غزة" تتوعد بنشر فساد مسؤول داخلية حماس

أمد

اتهمت "تمرد – غزة" حركة حماس بمحاولة اختراق صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".

وأوضحت في بيان لها أصدرته صباح اليوم الثلاثاء، أن حركة حماس ومسؤول داخليتها والتابعين لهم حاولوا اختراق صفحتهم الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".

وأكدت "تمرد – غزة" أنهم تمكنوا من استعادة صفحتهم الرسمية وسوف يقومون بنشر وثائق أصلية وسجل مالي من داخل مكتب مسؤول داخلية حماس، وسوف يبدأ نشرها بداية من يوم السبت القادم على الصفحة الرسمية.

وتابعت "تمرد – غزة": "نتحدى فتحي حماد من إنكار توقيعه على هذه الوثائق أو توقيع وكيل وزارته أو مدير مكتبه، ولتعلم حماس ومرتزقتها أنهم ليسوا ببعيدين عن أيادينا وأننا نستطيع الوصول لأي شيء نريده وذلك بفضل الله تعالى وتوفيقه".


حراك شعبي فلسطيني في مواجهة خطة كيري

أمد

بدأت شخصيات سياسية ومجموعات شبابية حراكاً شعبياً لمواجهة خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري في شأن عملية السلام، تتضمن دعوات إلى التظاهر اليوم تعبيراً عن رفض الخطة الأميركية.

وبادرت مجموعة من الشخصيات السياسية إلى جمع تواقيع قوى وشخصيات ونشطاء على بيان يدعو إلى رفض خطة كيري، في شكلها الحالي، ورفض أي خطة تنتقص من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

ودعا البيان السلطة الفلسطينية إلى عدم التوقيع على أي اتفاق تحت أي مسمى، «اتفاق إطار» أو غيره، لا ينطلق من الالتزام الواضح والقاطع بالحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة المتمثلة بإنهاء الاحتلال، وحق تقرير المصير الذي يشمل إقامة دولة فلسطينيّة على حدود 1967 ذات سيادة وعاصمتها القدس، وإقرار حق العودة وفق القرار الدولي 194 الذي يضمن حق العودة والتعويض.

وحذرت القوى والشخصيات الموقعة على البيان من التوقيع على «اتفاق إطار» يتضمن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهوديّة بأيّة صيغة كانت، وينتقص من السيادة الفلسطينيّة على القدس والأغوار، ويمس بحق اللاجئين في العودة، ولا يضمن إزالة المستوطنات وما تسمى «الكتل الاستيطانيّة»، مقابل ما وصفه البيان بـ «صيغ عامة فضفاضة»، لا تضمن الحقوق الوطنيّة الفلسطينيّة. ولفت إلى أن «التجارب الفلسطينيّة والعربيّة السابقة أثبتت أن أي غموض في الاتفاقات تفسره إسرائيل – في ظل اختلال ميزان القوى – بصورة تناسبها، فهي الدولة المحتلة والمدعومة من الولايات المتحدة».

ودعا الموقعون إلى إنهاء التفرد الأميركي في رعاية المفاوضات الثنائيّة، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات في إطار الأمم المتحدة بالتزامن مع استكمال التوجه إلى الأمم المتحدة بالبناء على خطوة رفع مكانة فلسطين إلى دولة بصفة مراقب، عبر الانضمام إلى الاتفاقات والوكالات الدوليّة.

وطالب الموقعون إعطاء الأولويّة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنيّة على أساس وطني وديموقراطي وشراكة سياسيّة حقيقيّة تتيح لمختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني المشاركة وفقاً لما تحصل عليه كل قوة في الانتخابات.

ووقع على البيان عدد من القوى مثل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» و «حزب الشعب» و «المبادرة الوطنية» كما وقعت على البيان شخصيات مثل الدكتور مصطفى البرغوثي والدكتورة حنان عشراوي والدكتور ممدوح العكر وهاني المصري والقيادي الحمساوي يحيى موسى وغيرهم.

وقال المصري، مدير مركز مسارات: «إن المبادرين إلى البيان يعتزمون عقد مؤتمرات وطنية في الوطن والشتات لبحث الخطوات اللازمة لأي مشروع سياسي مقبل، واتخاذ موقف شعبي منه».

إلى ذلك دعا نشطاء شباب جميع الفلسطينيين في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني والشتات التجمع في الميادين العامة في الحادية عشرة من صباح اليوم تعبيراً عن رفضهم استقبال جون كيري ورفض خطته.

ودعا النشطاء إلى تظاهرة في ميدان المنارة وسط رام الله. وقال النشطاء في بيان لهم: «إن ملامح «اتفاق إطار» كما يحمله المبعوث الأميركي باتت واضحة، واصفاً إياها بـ «الكارثية» وأنها تهدف إلى «تصفية القضية الفلسطينية».

وقدم البيان مجموعة من النقاط التي تضمنتها خطة كيري مثل الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. وحذر من أن «الاعتراف بيهودية الدولة يعني اعترافاً فلسطينياً بأن فلسطين هي أرض يهودية وأننا كفلسطينيين زوّار فقط، وهو يضرب أيضاً الرواية الفلسطينية التاريخية في الصميم، ويتنازل عن حقوقنا التاريخية وحقوق فلسطينيي الداخل (48) وحقوق اللاجئين».

ولفت إلى أن المطروح لحل قضية اللاجئين هو عودة بضعة آلاف فقط، وتجنيس البقية في الدول العربية أو إرسالهم إلى مناطق السلطة الفلسطينية.

وقال: «إن العاصمة الفلسطينية المقترحة هي الأحياء العربية الشرقية في القدس، لا سيما ذات الوجود السكاني العالي مثل بيت حنينا وشعفاط وكفر عقب، أما البلدة القديمة بما فيها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة فتبقى تحت رعاية دولية وإسرائيلية».



انجاز دبلوماسي هام : توقيع اول اتفاقية باسم فلسطين مع الدنمارك

أمد

تم اليوم في مقر وزارة الخارجية الدنماركية في العاصمة كوبنهاغن توقيع اتفاقية رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني في الدنمارك بين كل من الدنمارك وفلسطين. وقد وقع الاتفاقية عن الجانب الدنماركي وزير الخارجية الدنماركي هولغر نيلسن وعن الجانب الفلسطيني سفير فلسطين في الدنمارك عمرو الحوراني.

وهذه هي الاتفاقية الاولى التي يتم توقيعها باسم فلسطين في الدنمارك وبموجب هذه الاتفاقية سيتم منح بعثة فلسطين في الدنمارك وضع دبلوماسي كامل يماثل الوضع الدبلوماسي لسفارات الدول المستقلة في الدنمارك ويعتمد على نفس البنود الواردة في اتفاقية فيينا حول التمثيل الدبلوماسي.

وقد جرت مراسم التوقيع في مقر وزارة الخارجية الدنماركية في كوبنهاغن بحضور كبار موظفي وزارة الخارجية الدنماركية وممثلين عن الاحزاب السياسية في الدنمارك بينما حضرها من الجانب الفلسطيني اعضاء بعثة فلسطين في الدنمارك.

وبعد التوقيع على الاتفاقية القى كل من وزير الخارجية الدنماركي هولغر نيلسن وسفير فلسطين عمرو الحوراني كلمات بهذه المناسبة.

وزير الخارجية الدنماركي هولغر نيلسن اكد في كلمته على دعم الدنمارك لجهود الرئيس محمود عباس في السعي لانجاز اتفاق سلام مع اسرائيل وكذلك جهوده في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية واضاف ان هذه الخطوة تأتي دعما من الدنمارك لحل الدولتين.

أما السفير الفلسطيني عمرو الحوراني فقد نقل في كلمته تحيات سيادة الرئيس محمود عباس وشكره للدنمارك على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني لديها واعتبر هذه الخطوة تأتي مكملة لتصويت الدنمارك بنعم على رفع مكانة فلسطين في الامم المتحدة واكد على ان هذه الاتفاقية تشكل نقلة نوعية في العلاقات الدنماركية الفلسطينية التي سيتم العمل على تنميتها في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. كذلك شكر السفير الحوراني الدنمارك على دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني مؤكدا ان استمرار هذا الدعم السياسي والاقتصادي يساهم في الاسراع في انهاء معاناة شعبنا المستمرة منذ عقود سواء تحت الاحتلال او في مخيمات اللجوء.



مقـــــــــالات . . .




وقاحة "قناة الجزيرة الصفراء" يجب أن تتوقف!

امد / حسن عصفور

لا تكف القناة "الصفراء" التابعة لبلدة قطر عن استفزازها للشعب الفلسطيني مشاعرا وتاريخا دون أن تدرك أن صمت القيادة الرسمية عن "عارها الاعلامي" لاسباب غير معلومة أو معلومة لا يهم، يمكن أن يشكل لها "حائط صد" من الغضب الشعبي الفلسطيني يصل الى حد الغاء كل أثر لها فوق أرض فلسطين، ولا يسمح لها بأي عمل أو حضور مهما كان شكله، فقد مدة ليست بعيد خصصت مساحتها المسمومة للهجوم على الرمز التاريخي للشعب الفلسطيني و"اب الحركة الوطنية المعاصرة" ياسر عرفات، في الوقت الذي حاولت استخدام اغتياله لتمرير رسائل "تخريبية وتشويهية" ضد القيادة الفلسطينية، مساحة مدسوسة قوبلت بحالة غضب عامة داخل وخارج فلسطين، وهدد شبابها بحرق مكاتب تلك القناة المتخصصة في تشويه فلسطين تاريخا وثورة وقضية، لكن القيادة الرسمية حالت دون غضب شباب الوطن..

وانتفضت بعض المؤسسات وأعلنت أنها ستقاضي تلك المحطة الصفراء، وظننا بأن تلك المؤسسات، ومنها نقابة المحامين، لن تتوقف حتى تعيد للرمز تقديره من تلك القناة الحاقدة، وكان "الظن اثم" بغياب الفعل البياني من تلك المؤسسات، ولأن القناة ومن يقوم عليها من "فئة حاقدة كريهة وكارهة" لم تعد تقيم وزنا لردات فعل أهل فلسطين معتقدة أن اجهزة الأمن الرسمية وبعض اصحاب المصالح سيمثلون لها "جدارا عازلا" ضد اي غضب مما تقوم به من "سفالة سياسية" تصل الى حد أن تستفز كاتبا بريطانيا لا يمكن اتهامه بأنه ضد "الديمقراطية" ليكتب في صحيفة لندنية مستغربا ما قامت به تلك القناة يوم "موت شارون"، روبرت فيسك القامة الاعلامية الدولية لم تحمل اذنيه ما قالته تلك القناة بنعيها المجرم والجزار شارون لتصفة بـ"الصديق الاسرائيلي"، ثم تستضيف رجل دين يهودي متطرف ليقول ما لا يمكن لفلسطيني غفرانه لتلك القناة المشبوهة سياسيا وأمنيا، قناة سمحت لرجل دين يهودي أن يبرئ شارون من كل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، من قبية حتى غزة مرورا بالمجرزة الكبرى في صبرا وشاتيلا..

قناة "الجزيرة" بكل لغاتها جاءت لخدمة الهدف الأميركي الاستعماري لتقسيم المنطقة، وكما وصفها الكاتب الاعلامي المصري محمد حسنين هيكل بأنها أخطر مشاريع الاعلام، وهو يتحدث عن معرفة مباشرة كونه كان ضيفا دائما عليها لفترة طويلة، فنطق بالحق بعد صمت، والاعتراف بالخطأ فضيلة تحسب له ولثورة مصر التي كشفت اركان المؤامرة الأميركية واسقطتها مع اسقاط حكم الاخوان..

ما قالته "الجزيرة" بوصفها شارون بـ"الصديق الاسرائيلي" ومحاولتها لطمس مجازره ومحو جرائمه ليست عملا سهوا ولا سقطة سياسية، وبالتأكيد لا يمكن اعتبارها "حرية رأي" و"رأي آخر"، فالجريمة والمجزرة لا يمكن لأي كان غير صاحبها أن يعتبرها "وجهة نظر"، وما قامت به تلك القناة هو تكريس لدورها الرئيسي لخدمة مشروع الصهيونية المعاصر لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني المعاصر، قناة تمارس كل أشكال التضليل والتزوير التاريخي والسياسي لتشويه تاريخ الثورة الفلسطينية وقيادتها، مستندة الى قوة خاصة تقف لحمايتها، لكن يبدو أن نهايتها في فلسطين اقتربت ولن يصبح حالها بعد اليوم كما حالها بالأمس، مهما حاولت بعض أطراف المصالح حمايتها..

ما قامت به الجزيرة من عمل ترويجي لـ"الصديق الاسرائيلي" – اب المجازر ضد شعب فلسطين – هو جزء من انتقامها من موقف أهل فلسسطين نحو ثورة مصر التي أسقطت مشروع أصحاب القناة الاستعماري وكشفت حقيقتهم وعرت كل مستورهم وكذبهم، وأنهت اكذوبة الجماعة الارهابية التي سقطت بأقدام شعب مصر، لذا ليس غريبا عليها أن تصف "عنوان المجزرة والجريمة شارون" بـ"الصديق الاسرائيلي"، وهو ذات الوصف الذي استخدمه قبلها المعزول محمد مرسي في رسالته الى رئيس دولة الكيان الشاروني – مرادف للفاشي – شمعون بيريز، عندما خاطبه في رسالة منشورة بـ"الصديق الوفي"، وقبلهما خاطب رئيس وزراء قطر المطاح به ضمن "الانقلاب العائلي" حمد بن جاسم وخلال مناقشة الحرب على غزة، مندوب دولة الكيان في مجلس الأمن بـ"الصديق الاسرائيلي"..هي ثقافتهم ولغتهم الحقيقية التي يؤمنون بها بأن دولة الكيان صديقتهم وفي قطر البلدة حاميهم..

لا مجال للصمت على تلك القناة الحاقدة على شعب فلسطين وثورته المعاصرة، وكفى أصجاب المصالح صمتا على تلك القناة، وعلى ابناء فلسطين العاملين بها أن يقرروا كما قرر أبناء مصر بالاختيار بين البقاء في قناة "السفالة السياسية" او الانحياز لشعبهم وقضيته الوطنية، ولا مكان لتبريرات ساذجة كان بالامكان السكوت عليها في ظرف مختلف، أما بعد ما فعلته لتبيض سجل المجرم الأكبر فلا مكان لنصف الكلام..

على أحفاد ياسر عرفات وأحفاد ضحايا المجازر التي ارتكبها الجزار شارون أن ينتفضوا ضد قناة الانحطاط السياسي كي لا يعود لها أثر في أرض فلسطين..

وعل نقابة محامي فلسطيني أن تستذكر دعواها ضد تلك القناة السافلة، وايضا تلتفت نقابة الصحافيين الى معركة أكثر قيمة من بعض معاركها الصغيرة، وتلاحق تلك القناة لاغلاقها وترحيلها كليا من بلادنا ولتطردها الى حيث مقرها الاساسي في تل ابيب ومنطقة "هرتسيليا" حيث مبنى الجاسوسية الشهير باسم الموساد..لا مكان للمساومات الرخيصة بعد اليوم!

ملاحظة: نلمس مع بيان اللجنة التنفيذية وحراك شعبي محتمل أن روحا كفاحية تخرج من بين "الركام السياسي" الطويل..المهم أن تصبح "الأقوال افعالا"!

تنويه خاص: لا نعرف حقيقة أن الكرة الذهبية ذهبت لمن يستحق أم حرم منها من يستحق بسبب الديانة من أجل الدعاية..بلال ريبيري حصد كل شيء الا رضا أهل المال في "الفيفا"!.


لماذا يا “جزيرة” قطر...؟؟؟

الكوفية برس / راسم عبيدات

بعد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق"شارون" والذي تاريخه حافل بالقمع والمجازر ضد الأمة العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة،ويكفي ان نستذكر هنا ما إرتكبه بحق قطاع غزة من أعمال قمع وتنكيل في السنوات الأولى من السبعينات من القرن الماضي،عندما كانت المقاومة تحكم القطاع ليلاً والإحتلال نهاراً،وستبقى مذبحة صبرا وشاتيلا الشاهد الأبرز على جرائم شارون ومذابحه،وفي الوقت الذي قاطعت فيه الكثير من الدول جنازته،او كان حضورها على مستوى متدني،وجدنا قناة"جزيرة"" مشيخة النفط القطرية،تأبى أن يكون لها موقفاً مشرفاً يتيماً،حيث وصفت شارون بالصديق الإسرائيلي،وأستضافت حاخاما صهيونياً متطرفاً،دافع بشراسة عن شارون وبأنه لم يرتكب أي مذبحة لا بحق الشعب الفلسطيني او العربي،والجزيرة دورها المشبوهة والقذر،ليس مقتصرا على هذه القضية،وهي من انيط بها التخريب والتشويه للعقول العربية والإسلامية،وبث الفتن المذهبية والطائفية بين مكوناتها ومركباتها الإجتماعية،وضرب وتشويه أية قيادات او مواقف عربية،لها إنتماءات وطنية وقومية عربية،وعلى الجميع ان يدرك بأن تلك القناة وجدت ليس إعتباطاً أو أن لها اهداف ربحية وإقتصادية أو التغني بنشر حرية الرأي،بل لها أجندات واهداف خبيثة جداً،كجزء من ماكنة إعلامية ضخمه تلعب دوراً مركزياً في قلب الحقائق وتزويرها ودس السم بالعسل،وهي وجدت وبأوامر وتعليمات مباشرة من المخابرات الأمريكية المركزية"السي أي أيه"،والتي ثبت باعتراف مديرها العام السابق وضاح خنفر علاقتها بالمحطة،فقد أنيط بها هدف مركزي هو صناعة رأي عام وجماهير تثق بها وتؤمن وتصدق ما تبثه من أخبار وتقارير وصور وتغطية للأحداث،ولتحقيق هذا الهدف والغاية والوصول الى قلوب الناس والجماهير واختراق عقولهم وتغيير أفكارهم ومفاهيمهم وهز قناعاتهم ومعتقداتهم ومبادئهم وغسل أدمغتهم،فقد بدأت الجزيرة مشوارها ومسيرتها،ليس على غرار منظر ومؤدلج الدعاية النازية "غوبلز" اكذب وثم أكذب وأستمر في الكذب حتى تعتقد الناس بانك تقول الحقيقة،بل من خلال نقل الخبر الصادق والامين في البداية حتى تصبح مصدر ثقة للمشاهد والمواطن،ومن ثم تبدأ شيئا فشيئا دس السم في العسل للمواطن لتصل الى الهدف والمخطط المرسوم،وحقيقة هذا الدور للجزيرة بدات تتضح ملامح خطوطه من خلال التغطية للاحداث على الساحة الفلسطينية وخصوصا بعد الحسم العسكري الذي قامت به حماس في غزة،ليبلغ هذا الدور القذر ذروته في نشر ما يسمى بوثائق ويكليكس والتنازلات الفلسطينية في ما يسمى بالمفاوضات،حيث كان هناك قصدية في تشويه الموقف الفلسطيني،ليس بغرض حماية الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية والدفاع عنها،بل لغرض دفع الساحة الفلسطينية الى المزيد من الشرذمة والانقسام وعدم التوحد خدمة لاهداف واغراض امريكية واسرائيلية وحماس"الإخوان المسلمين" بأنها التيار "المقاوم والرافض للتنازلات"والذي يجب أن يكون بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية،وأيضاً في التقرير الذي بثته"الجزيرة"حول إحتمالية وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل أبا عمار مسموماً بمادة "البولونيوم، ليس الهدف منه تسليط الضوء على قضية الشهيد ابو عمار وكشف قتلته،بقدر ما هو توقيت يشير الى نوايا خبيثة وأجندات مخفية،هدفها أيضاً ادامة عامل الانقسام في الساحة الفلسطينية،ودفع الوضع الفلسطيني الداخلي الى التأزم وربما الاقتتال الداخلي،ولينكشف هذا الدور التامري بشكل اكثر سفوراً ووقاحة على قضايا ومصالح الامة العربية،تحديدا في القضايا الليبية والسورية والمصرية حيث تحت يافطة وذريع الديمقراطية ومساندة ودعم "الثورات" العربية،البست الأنظمة،النظام الليبي السابق والنظام السوري الحالي والنظام المصري الذي جاء على انقاض نظام الإخوان المسلمين، اثواب الشياطين والمعاداة لمصالح شعوبها،واشادت بدور قوى"الثورة"والمساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها القوى الغربية الاطلسية لهذه القوى في سبيل "حماية المواطنين الابرياء من القتل"،مع عمليات تضخيم وتحوير وتهويل لما يجري،وبث صور مفبركة ومشاهد مرعبة عن جرائم مفترضة تقشعر لها الأبدان،ولتتكشف الحقائق بأن تلك القوى ليس لها علاقة لا بالثورة ولا بالثوار،وهي ليست أكثر من عصابات قتلة وإجرام،كما هو حال داعش وما يسمى بجبهة النصرة والسلفية الجهادية والقاعدة وما يسمى بكتائب بيت المقدس في سوريا،اما في ليبيا فهناك عصابات ومافيات تتصارع على النفوذ والثروات والمراكز والامتيازات،وفي مصر بعد سقوط نظام الإخوان هناك،وجدنا ما تقوم به "الجزيرة" من دور قذر،من خلال التحريض على العنف والقتل والتضخيم والتهويل لحجم المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها الإخوان المسلمين،ولتتضح اهداف هذا القوى ومعها "الجزيرة" وجوقة الفضائيات المطبلة من نفس الجوقة بالسيطرة على ثروات ليبيا ووضعها تحت الحماية العسكرية الغربية،والعمل على تقسيم سوريا الى اكثر من دولة وادخالها في اتون حروب اهلية وطائفية،وإسقاط المشروع القومي العربي في مصر،وبما ينهي الصراع مع اسرائيل ويوسع من عملية التطبيع والعلاقات معها.

نعم ما تقوم به "الجزيرة" من خداع وتضليل وقلب للحقائق و"الفبركات" و"الهوبرات" الإعلامية ونشر التقارير والأخبار المجزوءة والخارجة عن سياقها،جداً خطير وله أهداف وأجندات مشبوهة،خادمة لقوى معادية لشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية،والان يتكشف هذا الدور بشكله الخطر على صعيد مصر،حيث ضاقت الحكومة المصرية ذرعاً بالدولة " الميكروسكوبية"قطر وتدخلاتها في الشأن الداخلي المصري،مما إستدعى سفيرها لدى مصر،وتحذيره من مغبة التدخل في الشأن المصري،فهذا امر يمس بسيادة مصر وامنها القومي،وكذلك تواطؤ ومشاركة قناة"الجزيرة" لقوى الإخوان في تحريضها على اعمال العنف والفوضى والمس بالأمن القومي المصري،حيث الأخبار الكاذبة والملفقة والمفبركة والمضخمة لمسيرات ومظاهرات وإحتجاجات افتراضية ووهمية.

بات من الملح والضروري ان تعمل الجماهير الفلسطينية،على طرد قناة "الجزيرة" من الأراضي الفلسطينية،فهي تشكل خطراً داهماً على المصالح العليا للشعب الفلسطيني ووحدته.



إعادة السيف إلى غمده

الكوفية / صلاح خلف ( أبو إياد )

( عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول شئون الأمن القومي لمنظمة التحرير الفلسطينية ).

شهد العام المنصرم تغييرات عاصفة وغير متوقعة في النظام العالمي السائد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ونشهد الآن قيام توازن عالمي جديد لم تتضح معالمه بعد وسيتأثر العالم كله بما في ذلك الشرق الأوسط بالنظام الجديد.

ورغم هذه الفترة المضطربة فإن الشعب الفلسطيني وممثله منظمة التحرير الفلسطينية يرون وجود فرص جديدة للسلام في الشرق الأوسط. ومع نجاح حركة التغيير في الإتحاد السوفياتي وأوروبا الشرقية وجنوب أفريقيا وغيرها في إزالة النظم العفنة والمعتقدات المتحجرة، فإن شعب فلسطين جزء من هذه العملية التاريخية بالرغم من خصوصية الظروف والتحديات التي يواجهها.

ولقد طرحت عملية التغيير قضايا كبيرة مثل حق تقرير المصير والحرية وحقوق الإنسان، ولا يمكن للنضال الفلسطيني أن يظل معزولاً وسط بيئة عالمية تقر بتلك الحقوق لكافة الشعوب.

وضمن هذا الإطار فإن م.ت.ف تعتبر برنامجها السياسي الراهن القائم على القبول بدولتين فوق أرض فلسطين المتنازع عليها منذ قرن كامل، مضافاً إليه الانتفاضة غير العسكرية لشعبها في الأراضي المحتلة، أمرا متماشيا مع روح العصر، وينطلق قرار م.ت.ف بالاعتراف بإسرائيل والدعوة إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على جزء فقط من أرض آبائنا وأجدادنا القدماء من اعتبارات براغماتية بحتة تتمثل في الانفتاح والاستعداد بالتخلي نهائيا عن الخلافات والتوجهات والافتراضات القديمة.

وتؤمن م.ت.ف بأن مبادرتها السلمية قد اخترقت " حائط برلين " الذي كان يقف عقبة كبيرة في وجه تسوية النزاع، وأضحت الآن مهمة كل الذين يسعون حقا للسلام توسعة ذلك الاختراق لإزالة الحواجز المتبقية في وجه حياة حرة ومسالمة للعرب واليهود في الأراضي المقدسة.

ولم تمر القضية الفلسطينية في تاريخها بظروف دولية ومحلية أكثر ملاءمة للتسوية في الظروف الراهنة، فقد خفت حدة التنافس الكوني بين القوى العظمى إلى درجة كبيرة، كما تم تخفيض سباق التسلح وأخطار الدمار النووي إلى حدها الأدنى وتظهر القوتان العظيمتان استعدادا للتعاون لتسوية النزاعات الإقليمية كما حصل في أفغانستان وانجولا وكمبوديا وغيرها، ويرى الغرب أن " التهديد السوفياتي " يكاد يزول تماما نتيجة التغييرات الداخلية العميقة التي يمر بها الإتحاد السوفياتي، ونتيجة لقيام السوفيات بإعادة تقييم لالتزاماتهم في العالم الثالث، كما أن الشيوعية كعقيدة تعيش في حالة احتضار في الوقت الذي يتم فيه إعادة التأكيد على القيم الإنسانية الأساسية.

ويرى البعض بأن حقبة الوفاق الدولي الجديدة والتغييرات المصاحبة لها ستؤدي إلى تخفيف الضغوط على إسرائيل للتوصل إلى تسوية، ولكن م.ت.ف ترى الأمور بشكل مختلف فرغم أن احتمالات وقوع حرب عالمية بسبب أزمة الشرق الأوسط قد تضاءلت، فإن استمرار النزاع سيولد بالضرورة أخطارا محلية على إسرائيل وعلى المصالح الحيوية للعالم الغربي في المنطقة.
ومن بين هذه الأخطاء العودة إلى التطرف القومي ( الواضح فعلا في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي )، وتصاعد الأصولية الإسلامية حتى في أوساط الفلسطينيين، وتزايد خطر الحرب النووية والكيماوية او البيولوجية ( خصوصا على ضوء جهود إسرائيل الهائلة في هذه المجالات )، وأخيراً زيادة عدم الاستقرار الداخلي في دول الشرق الأوسط المقربة من الغرب.

وقد لا يكون حل القضية الفلسطينية بمفردة كافيا لإزالة كل تلك المخاطر ولكنه بالتأكيد سيسهم إلى حد كبير في نزع فتيل التفجير منها، والأمر المؤكد هو أن غياب حل منصف للقضية سيضاعف من التوترات القائمة والمحتملة إلى درجة قد تصبح معها السياسات البراغماتية والعلنية المماثلة لسياسة م.ت.ف الحالية غير ممكنة وغير ذات معنى.

ويلقي هذا الوضع عبئا فريدا على الإسرائيليين الذين ما زالوا يعارضون التسوية، ويظهر الضرورة القصوى لاستمرارية مشاركة الولايات المتحدة في لعب دور بناء في عملية السلام، وتشكل سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية انتكاسة من حيث عودتها للنظام الفكري والسياسي القديم متحدية بذلك كافة التغييرات الايجابية التي تجري على نطاق عالمي، ولم تعد الفكرة القائلة بامكانية استمرار حكم كولونيالي إلى أجل غير مسمى لشعب مصمم على نيل حريته وتقرير مصيره بنفسه فكرة مقبولة أو قابلة للحياة مع إشراف القرن العشرين على نهايته، ولكن هذا بالضبط ما تقدمه خطة شامير، نسبة إلى رئيس وزراء إسرائيل اسحق شامير، للفلسطينيين في مقابل استعدادهم للتفاوض وإنهاء النزاع على أساس الاعتراف المتبادل.
التردد الأمريكي

ان الحقيقة المذهلة والمؤلمة في آن واحد لا تتمثل في موقف شامير وأمثاله من الاسرائيليين وإنما تتجلى في موقف الولايات المتحدة، وبينما بذلت م.ت.ف كل جهد ممكن من جانبها لإظهار حسن النية والمرونة تجاه الولايات المتحدة، نجد الأخيرة غير راغبة أو غير قادرة على الابتعاد عن المواقف والسياسات الإسرائيلية الرسمية الأكثر تطرفاً، وبدلاً من أن تصغي الإدارة الأمريكية للأصوات الإسرائيلية العاقلة من أمثال أبا إيبان وعيزرا وايزمن ويهشوفاط مركابي وغيرهم قامت بتبني خطة شامير بكاملها، والواقع أن الولايات المتحدة لم تظهر حتى الآن أي قدر من الحياد أو الإنصاف في تعاملها مع القضية الفلسطينية.

فقد وعد الرئيس ريجان علنا بحوار " بناء وشامل " مع منظمة التحرير عند اتخاذه لقرار إجراء محادثات أمريكية – فلسطينية في ديسمبر / كانون أول 1988م، ولكن في الحقيقة لم يتم بحث أي مواضيع جادة حتى الآن، كما ترفض الولايات المتحدة الإجابة عن الأسئلة الجوهرية في المحادثات في الوقت الذي قامت به إدارة بوش من جانب واحد بتخفيض مستوى الحوار الأمريكي – الفلسطيني.

ونتيجة لذلك فإن منظمة التحرير الفلسطينية ليس لديها أي تصور واضح أو عميق لسبب امتناع الولات المتحدة عن تأييد الحل القائم على دولتين في فلسطين، أو للأسباب الكامنة وراء اعتراض الولايات المتحدة على ذلك الحل، وهذه المسألة جوهرية بالنسبة لمنظمة التحرير، وبالتالي فإنها حريصة على توضيح أبعادها.

تشعر م.ت.ف بانها قد نجحت في إثبات نواياها الحسنة، وإن بإمكان الولايات المتحدة عمل المزيد لإثبات أنها غير مقيدة تماما بفعل علاقتها الخاصة بإسرائيل، ويأتي إحياء وتقوية الحوار في تونس ضمن السياق المطلوب، ولكن الأهم والأكثر واقعية ضرورة قيام الولات المتحدة بالتأكيد على موقفها الرافض لسياسة إسرائيل الاستيطانية في الأراضي المحتلة، واتخاذها لإجراءات تضمن وضع حد لكافة السياسات الاستيطانية في تلك المناطق تماشيا مع ما أعلنه جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا في مايو / أيار 1989م.

ومن المسائل الهامة الأخرى في هذا الصدد مسألة الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفياتي، ومن المعروف أن القضية المركزية في مجال حقوق الإنسان بالنسبة لأمريكا ولسنوات طويلة كانت ضمان حرية الهجرة للهيود السوفيات، ولكن في نفس اللحظة التي رفع فيها الاتحاد السوفياتي الحظر المفروض على هجرة اليهود السوفيات قامت الولايات المتحدة من خلال التنسيق مع إسرائيل بإغلاق أبوابها في وجه أولئك المهاجرين متجاوزة بذلك " حقوق الإنسان " والرغبات أو التفضيلات الخاصة للمهاجرين، ولقد اغتنم شامير فرصة وفود آلاف المهاجرين في تبرير تمسكه بسياسة " إسرائيل الكبرى " مستخدما إياها في الوقت نفسه كرد حاسم على المشاغل الديمغرافية " السكانية " التي تقوم عليها سياسة حزب العمل الأرض مقابل السلام ولا يمكن للفلسطينيين أن يصدقوا الولايات المتحدة بأراضيها الواسعة ومواردها الهائلة أنها تعجز عن امتصاص عشرات الالآف من المهاجرين سنوياً.

ولا يمكنهم أن يصدقوا كذلك أنه لا تترتب أية أخطار على توريد تلك الأعداد إلى إسرائيل، آخذين بالاعتبار ميل القيادة الإسرائيلية الحالية إلى توسيع نطاق تواجدها الاستيطاني " الكولونيالي " في المناطق المحتلة.

وكذلك لا يمكن للفلسطينيين أن يستوعبوا تأييد الولايات المتحدة لحق اليهود السوفيات في الذهاب إلى إسرائيل ومعارضتها لحق الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم، وبالتالي فإن م.ت.ف تدعو الولايات المتحدة إلى مراجعة قرارها بالحد من الهجرة اليهودية إليها نظراً لتأثير تلك الهجرة الخطيرة في حال استمرارها على النزاع وعلى آفاق السلام.

وان بادرة كهذه كفيلة بإظهار صدق النوايا الأمريكية تجاه الفلسطينيين بدون أن تؤدي إلى توتير العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية، كما إن بادرة كهذه ستكون مؤشراً على تصميم الولايات المتحدة علىالابتعاد ولو بمقدار بسيط عن السياسة الإسرائيلية المتطرفة والمعرقلة للسلام.

ورغم أن هذا الأمر قد يبدو غريبا لأول وهلة، فإن لإسرائيل والشعب الفلسطيني أهدافا متشابهة يمكن التوفيق بينها، فإسرائيل تريد ان تكون سيدة مصيرها أي دولة مستقلة وآمنة تعيش بسلام مع جيرانها، ونحن لا نطالب لأنفسنا بأكثر من تلك الحقوق.

ان حكومة إسرائيل تؤمن بأن أهداف كل من الدولتين المقترحتين متعارضة وتنفي إحداهما الأخرى، فهي ترى بأن استقلال وأمن وسلام إسرائيل مسألة ممكنة التحقيق فقط في حال حرمان الفلسطينيين من تلك الحقوق أو في حال تقييد حق الفلسطينيين في تلك الأمور تقييدا شديدا ولكن الفلسطينيين يؤمنون الآن بأن مصير مساعي الشعبين للاستقلال والأمن والسلام متشابك أو متداخل فإما أن ينجحا معا أو يفشلا معاً.

وان خطة السلام الفلسطينية مبنية على ذلك الاعتقاد وعلى تلك القناعة، وتم تقديم تلك الخطة إلى إسرائيل في نوفمبر / تشرين الثاني 1988م بعد أن تبنى المجلس الوطني الفلسطيني وهو أعلى سلطة سياسية للشعب الفلسطيني، قرارات تدعو إلى حل يستند إلى قيام دولتين في فلسطين والى تقسيم أرضها بين الشعبين.

والخطة الفلسطينية بسيطة، ان إسرائيل ستعيش بسلام مع الدولة الفلسطينية التي ستقوم في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية، ان هذا الحل النهائي سيكون جزءا من اتفاق عربي – إسرائيلي شامل يحقق السلام بين الدولة الإسرائيلية والدول العربية، وبالتالي تزول هواجس إسرائيل الأمنية من ناحية ويتفرغ العرب لاستثمار مواردهم وطاقاتهم في بناء مستقبل مزدهر وآمن لأولادهم، وضمن إطار ذلك السلام الشامل سيكون الفلسطينيون مستعدين لتقبل أي ضمانات وترتيبات أمنية محلية أو إقليمية أو دولية لا تمس سيادة أي دولة من الدول المعنية.

وكانت منظمة التحرير الفلسطينية تدرك أثناء تقديمها لخطة السلام الخاصة بها مدى الصعوبات التي ستواجهها والتي يأتي في مقدمتها ضرورة إزالة العوائق النفسية الموجودة لدى الإسرائيليين والفلسطينيين قبل بدء أي مفاوضات جادة، ويدرك الفلسطينيون أن ما يزيد على نصف قرن من الكره والخوف وسفك الدماء مسألة لا يمكن تجاوزها بوثيقة واحدة أقرها مجلسهم الوطني، ولقد عبر العديدون في إسرائيل وفي الغرب عن شكوكهم تجاه نوايانا الحقيقية، ولا بد من التغلب على هذه الشكوك، سواء كانت مبررة أو غير مبررة، اذا أريد لحلقة الموت والدمار أن تتوقف، وكان ذلك هدف م.ت.ف الرئيس طوال العام الماضي.

ولقد عملنا خلال الفترة المذكورة بدون أية مساعدة، لا بل أحيانا في مواجهة معارضة نشطة، من قبل الأطراف الأخرى المعنية بالنزاع في محاولة إعطاء إجابات على الأسئلة الحائرة لشعبنا ولإسرائيل وليهود العالم وللرأي العام العالمي، وبينما لا يزال بعض الفلسطينيين يتشككون في مدى صدق نوايا إسرائيل حول رغبتها في السلام، فإن العديد من الإسرائيليين لا يزالون مقتنعين بأن منظمة التحرير منخرطة في خطة شيطانية هدفها النهائي تدمير إسرائيل وهذه القناعة وللأسف الشديد تجد من يتبناها في الغرب.

وفي التحليل النهائي، لن يطمئن الفلسطينيون إلى نوايا إسرائيل الحقيقية إذا لم تقر لهم بحق تقرير المصير، ولن يقتنع الإسرائيليون بأن م.ت.ف تسعى للعيش معهم بسلام إلا عبر الممارسة الفعلية للحياة السلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولكن إلى أن يتحقق ذلك الأمر للطرفين ستظل عملية السلام معرضة للإجهاض من قبل المتشائمين والرافضين في الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني قبل أن تستكمل عملية توليد الثقة اللازمة للحؤول دون الانزلاق مرة أخرى إلى دائرة العنف، ولا بد من الرد على كافة الظنون والشكوك.

لقد تنازلت منظمة التحرير عن حلمها في إقامة دولة ديمقراطية عربية – يهودية في فلسطين ما قبل 1948م، ولقد فعلنا ذلك بعد إدراكنا أن ذلك الحلم ممكن التحقيق فقط في حال وجود إجماع عربي – يهودي عليه، ولا يمكن بناء دولة موحدة ثنائية القومية بدون موافقة القوميتين، ولن تكون الدولة الموحدة ثنائية القومية قادرة على الحياة إذا فرض أحد طرفيها قيامها بالقوة على الطرف الآخر.

وقد يأتي اليوم الذي يقرر فيه يهود إسرائيل وعرب فلسطين، نتيجة للثقة المتبادلة التي تولدها فترة من التعايش السلمي والتعاون، إقامة شكل من أشكال الاتحاد فيما بينهم لأنه يخدم مصالحهم، ولكن إلى ان يحين ذلك اليوم يظل أفضل سبيل لحفظ مصالح كل من الشعبين بقاؤهما منفصلين كل في حاله.

ولم تتنازل منظمة التحرير الفلسطينية عن الحقوق الأساسية لشعب فلسطين، وليس في نيتها ان تتنازل عن تلك الحقوق، ولقد أصدرنا اشارات كثيرة عديدة لإثبات جدية مبادرتنا السلمية، فقد احتفظنا بحقنا في مقاومة الاحتلال بكافة السبل ولكن انتفاضتنا اعتمدت أشكال النضال غير العسكري رغم أن البنادق الإسرائيلية مستمرة في قتل الفلسطينيين، ولقد اعترفنا بقراري الأمم المتحدة 242 و 338 وقمنا بإدانة الإرهاب بكافة أشكاله، وقبلنا حق إسرائيل في الأمن والسلام رغم استمرارها في إنكار ذلك الحق لشعبنا، كما أعلنا عن استعدادنا للجلوس مع أي مسؤول إسرائيلي لبحث خلافاتنا بالرغم من أن القانون الإسرائيلي يحرم على المواطنين الإسرائيليين أي شكل من أشكال الاتصال بمنظمة التحرير الفلسطينية.

ولكن يجب الا يساء فهم المرونة التي أظهرناها حتى الآن على أنها تشكل استعدادا للتنازل عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في أرضه في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، فهذا تنازل لن نقدمه أبداً من جانب واحد أو بأي شكل آخر، وكلما أدرك الجميع ذلك مبكراً كلما اقترب إحلال السلام في الشرق الأوسط.

إن منظمة التحرير الفلسطينية ليست على استعداد لعقد اتفاق منفصل مع إسرائيل على حساب الدول العربية الأخرى.
وتسعى منظمة التحرير إلى حل فلسطيني – إسرائيلي كجزء لا يتجزأ من تسوية عربية إسرائيلية يتم التفاوض حولها في مؤتمر دولي للسلام وذلك لضمان تسوية دائمة وثابتة لكل الأطراف المعنية.
إجابات لإسرائيل
لابد لمنظمة التحرير الفلسطينية من تقديم اجابات علىالأسئلة الرئيسية التي يطرحها الإسرائيليون ويهود الشتات وأنصارهم في أوروبا والولايات المتحدة :

ان اقتراح مشروع حل يقوم على إنشاء دولتين في فلسطين ليس مرحلة أولى في خطة لتصفية الدولة اليهودية، فإن خطة كهذه لا بد وأن تقوم على ثلاث افتراضات وهي:

(1) ان الشعب الفلسطيني المحكوم حاليا بيد حديدية سيقرر ذات يوم اخضاع شعب آخر يوازيه أو يفوقه عدداً (2) ان الدولة الفلسطينية الصغيرة التي ستنشأ في الضفة الغربية وقطاع غزة ستحظى مستقبلا بقوة عسكرية قادرة على هزيمة أقوى دولة في الشرق الوسط (3) ان المجتمع الدولي سيقف متفرجا وهو يشاهد تصفية الدولة اليهودية، ان هذه الافتراضات تصور الفلسطينيين على أنهم اساطين في الخداع والمكيدة وصانعي معجزات وتصف العالم ككل بالافلاس الأخلاقي التام، وبالتالي لا تشكل تلك الافتراضات الثلاث أي أساس لرفض عرض سيؤدي قبوله إلى إحلال السلام والازدهار في الشرق الأوسط، ان الحل القائم على دولتين في فلسطين والذي تبناه المجلس الوطني الفلسطيني يبز ( يتفوق على ) هدف الدولة الواحدة المنصوص عليه في الميثاق الوطني الفلسطيني، كما أن قبول إسرائيل بمقترح الدولتين يبز ( يتفوق على ) التزامها بإقامة " إسرائيل الكبرى ".

.. لن تكون الدولة الفلسطينية قاعدة لأي عمليات إرهابية فلسطينية أو غير فلسطينية ضد إسرائيل، وبما أن منظمة التحرير تتوقع عدم ثقة إسرائيل بكلامها حول هذه النقطة، فإن المنظمة ترى ضرورة النص على ترتيبات أمنية وتوقيع إتفاقات أمنية حول التعامل مع أي حالات اعتداء إرهابي على إسرائيل.

.. من الصحيح إن الموافقة على مبادرة م.ت.ف للسلام أو على سياستها لم تصدر عن جميع الفلسطينيين ولا عن كافة المنظمات الفلسطينية.

فبعض الفلسطينيين داخل وخارج الأراضي الفلسطينية المحتلة أصدروا تصريحات معارضة لسياسة م.ت.ف وقاموا بأفعال تتعارض مع موقفها، وان م.ت.ف ترفض تلك التصريحات وتتبرأ من تلك الأفعال، ولكن وجود أقلية رافضة أمر متوقع ولا يجب أن يؤخذ كدليل على عجز منظمة التحرير عن الوفاء بالتزاماتها، فمنظمة التحرير المدعومة بالغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني في المناطق المحتلة وفي الشتات لديها السلطة للتوصل إلى السلام ولديها القوة لتثبيت ذلك السلام، ولا يأتي التحدي الحقيقي لقدرة م.ت.ف على تحقيق السلام في الواقع من المنظمات الفلسطينية الرافضة وإنما يأتي من الإسرائيليين أو من غيرهم نتيجة لإحباطهم لآمال الشعب الفلسطيني، وإذا نجحوا في قتل أو سحق آمال الفلسطينيين في السلام فلا يمكن لأي قوة منع إغراق الشرق الأوسط مرة أخرى في مستنقع العنف.

.. الأردن ليس فلسطين، ولا يمكن للفلسطينيين أو للأردنيين أن يقبلوا بالضفة الشرقية بديلا عن وطن فلسطيني، وإن قادة إسرائيل الذين اعتادوا على المناداة بذلك، بمن فيهم شامير يهدفون عن سابق وعي وتصميم إلى زعزعة استقرار المنطقة، وهكذا يتضح ان التهديد الحقيقي لاستقرار الأردن لا يأتي من الفلسطينيين بل من إسرائيل بالرغم من حجج الذين يجادلون بعكس ذلك، ولا تقل فكرة فرض اتحاد كونفدرالي أردني – فلسطيني بالقوة خطورة عن القول بأن الأردن بديل لفلسطين فالاتحاد الكونفدرالي يفترض وجود دولتين أو أكثر تتفق فيما بينها على إقامته، وأي اتحاد يقوم بين دولة ولا دولة إنما هو نوع من الاغتصاب أكثر منه كونفدرالية وبالتالي سيظل مزعزعاً، ولذا لا بد للاتحاد الكونفدرالي الأردني – الفلسطيني أن ينتظر قيام دولة فلسطينية قادرة على أن تقرر بمحض إرادتها إقامة اتحاد كونفدرالي مع الأردن بافتراض توصل الشعب الأردني إلى نفس القناعة، وبعد هذا التوضيح يمكننا القول أن م.ت.ف ترحب بقيام إتحاد كونفدرالي أردني – فلسطيني بموافقة الناخبين في كلا الدولتين، وقد تبنى المجلس الوطني الفلسطيني مرارا قرارات بهذا المعنى.

قد لا تكون دولة فلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة كافية بذاتها لحل مشكلة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل أوضاع لا انسانية في مخيمات متفرقة في العالم العربي، وبالتالي ستظل القضية الفلسطينية تهدد السلام في الشرق الأوسط إلى أن يتم حل مشكلة فلسطينيي الشتات، ولذا فإننا نصر على إدراج " حق العودة " على جدول المفاوضات الخاصة بتسوية النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وإذا خلصت النوايا لدى أطراف النزاع يمكن حل تلك المشكلة بالشكل الذي يخدم المصالح الحيوية لإسرائيل وفلسطين والمنطقة.
وأخيرا في معرض الاجابة على الذين يتساءلون عما إذا كان هناك بديل عن الانتفاضة نقول نعم يوجد، فالانتفاضة ثورة فلسطينية غير مسلحة قامت في وجه فقدان الفلسطينيين لحقوقهم ولأراضيهم وهي ستتوقف في اللحظة التي يتم فيها تقديم وعد أو التزام أكيد للفلسطينيين حول حقوقهم السياسية بما فيها حقهم في تقرير المصير في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، ولن تتوقف الانتفاضة بناء على أي وعد مبهم ببدء مفاوضات تستبعد حق تقرير المصير، وللأسف نجد ان وعوداً مهمة كهذه تشكل جوهر مقترح السلام الإسرائيلي.

ومن أبرز مكونات المقترح الإسرائيلي للسلام القول " ان إسرائيل تعارض إنشاء دولة فلسطينية في قطاع غزة وفي المنطقة الواقعة بين إسرائيل والأردن " والخطة الإسرائيلية كلها موجهة نحو انكار الحقوق السياسية للفلسطينيين.
وهكذا فإن إسرائيل ترفض التعامل مع منظمة التحرير كما أكد شامير مرارا أن المنظمة تريد دولة فلسطينية كما ترفض إسرائيل التحدث إلى أي شخص تختاره منظمة التحرير للسبب نفسه.
وعلاوة على ذلك تقترح إسرائيل إجراء انتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة لاختيار فلسطينيين يتولون إدارة شؤون " الحياة اليومية " في المناطق المحتلة، باستثناء الشؤون الأمنية والخارجية وكل ما يتعلق بالمواطنين الإسرائيليين، وبكلام آخر فإن إسرائيل تريد من فلسطينيين منتخبين " إدارة " الأراضي الفلسطينية في ظل الاحتلال العسكري وعلى أساس أن نصف مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة التي تمت مصادرتها ستبقى في أيدي المستوطنين الإسرائيليين الذين يشكلون الآن 4% فقط من سكان المناطق المحتلة، والذين لن يكونوا خاضعين للسلطة الفلسطينية كما تطالب إسرائيل بإبقاء الضفة الغربية وقطاع غزة مفتوحين أمام المزيد من الاستيطان الإسرائيلي.
وتشترط إسرائيل إنهاء الانتفاضة للسماح بإجراء الانتخابات وتقول إسرائيل إنه لا بد من إنهاء الانتفاضة على الرغم من أن الوضع النهائي للأراضي المحتلة كما تراه لن يتضمن حق تقرير المصير، علاوة على أن إسرائيل لن تبحث ذلك الوضع النهائي - ما دون حق تقرير المصير - قبل مضي ثلاث سنوات على إنهاء الانتفاضة وإجراء الانتخابات، وهكذا ينص مقترح السلام الإسرائيلي على أن الهدف النهائي للمحادثات حول حل دائم للقضية الفلسطينية هو تحقيق السلام مع الأردن وليس مع الفلسطينيين.
وما تزال إسرائيل ترفض أن تبحث مع أي فلسطيني سواء رشحته منظمة التحرير أو لم ترشحه، أي أمر سوى شكليات ومتطلبات إجراء الانتخابات، وبكلام آخر فإن إسرائيل ترفض أي محاولة فلسطينية لاستكشاف الأهداف النهائية للانتخابات كما ترفض أي حوار عقلاني معها هدفه إقناعها بتعديل أفكارها غير المقبولة من الفلسطينيين.

وتسمي إسرائيل كل هذا مبادرة سلام، وبوجود هكذا مبادرة سلمية فمن يحتاج لإعلان الحرب ؟ ان منظمة التحرير الفلسطينية تحث الحكومة الإسرائيلية في مراجعة موقفها.
ان لإسرائيل الحق في الاستقلال والأمن والسلام، لكنها تقلل من ذلك كله بإنكارها الحق نفسه على الفلسطينيين، إن الفلسطينيين يمدون يدهم، ونحن نأمل بأن يتقدم أصحاب الرؤية السليمة والشجعان على الجانب الإسرائيلي بيد ممدودة لنا في المقابل وقبل أن يفوت الأوان.

(نشر المقال في ربيع 1990 قبل استشهاد أبوإياد بنحو تسعة أشهر)


لماذا يكذب المسؤول؟

الكوفية برس / رامي الغف

الكذب صفة ذميمة، وصاحبها شخص منبوذ، والذي يُمارس الكذب ويَعرف عنه الآخرون هذه الصفة يُقابل بالغبن وبالاستياء والتهميش والإقصاء، ويفقد ثقة المحيطين به والقريبين منه، هذا على المستوى العام فالثقافة السائدة في مجتمعنا الفلسطيني، تُقصي الأشخاص الذين يمارسون هذا الفعل وتضعهم في أدنى مراتب السُّلم الاجتماعي، لكن هناك كذب آخر يرتدي لبوس المسؤولية والعطاء والإخلاص، فأصبح جزءاً من ثقافتنا اليومية وأعني الثقافة السائدة في مؤسساتنا ووزاراتنا ودوائرنا الحكومية، وهي ثقافة هجينة تحكمها الممارسات السلبية لبعض مسئولينا، فمفاهيم مثل 'الواسطة'و'المحسوبية'و'قرابة المسئول' و'الحاشية العائلية' والسعي إلى الحصول على 'الاستثناءات وكسر الأنظمة' هي قيم مستمدة من ثقافة اعتادت على التراتبية والهبات، ولم تتشرب بعد قيم النظام والواجبات لذلك شاعت أنماط سلوكية من نوع النفاق الإداري والاستجداء والتزلف ومن خلالها ارتقى إلى مراتب المسؤولية أشخاص تنقصهم الكفاءة والقدرة والجدارة فاستعاضوا عنها بالتضليل والهالة الإعلامية الخادعة، فأصبح إعطاء نصف الحقيقة وحجب النصف الآخر جزءاً من سلوك بعضهم وممارساتهم، وأعني بالكذب والتضليل الأسلوب الذي تنتهجه بعض القطاعات الحكومية ومسئوليها في الحديث عن مهامها ومسؤولياتها وأعمالها، فالرسائل الإعلامية التي تضخها هذه القطاعات عبر وسائل الإعلام المحلية هي رسائل مثقلة بالإنجاز والتفاني والإبداع والتطور، وجميع برامج هذه الجهات ومشروعاتها ناجحة ومتميزة وتحقق الأهداف المرجوة منها وربما حصلت على جوائز عالمية ومحلية، في حين أن واقع هذه القطاعات يقول خلاف ذلك.


نعني بالمسؤول هنا، الموظف الحكومي الذي تكون له قدرة واضحة وكبيرة على التعامل مع احتياجات المواطنين وتلبيتها، وفقا لصلاحيات قانونية يتمتع بها هو دون غيره، نتيجة لوجوده في هذا المركز الوظيفي أو ذاك، وبهذا يكون لوجوده في هذه الوظيفة (التي غالبا ما تكون قيادية) مساس مباشر مع حياة الناس، ويكون لقراراته وطريقة إدارته نتائج واضحة على النجاح أو الفشل في تحقيق ما يحتاجه الناس، تبعا لنوع الخدمة الوظيفية التي يقدمها.


إن المواطن في وطننا لاحظ تكرار حالات الكذب في التصريحات التي تتحدث عن تلبية الخدمات والاحتياجات، من لدن هذا المسئول أو ذاك، من بينهم وزراء أو سفراء أو وكلاء وزارات أو مدراء عامين، ومنهم من يتربع على منصب حساس، يمكنه من خلاله إذا اشتغل بضمير حي، أن يخدم الناس خدمة حيوية وكبيرة، بيد أن هناك مسئولين يكذبون على المواطن، بمعنى أوضح، يظهرون على شاشات التلفاز أو في الإذاعات، أو في الصحف ووسائل الإعلام الأخرى، ويعلنون قرب الانتهاء من انجاز المشروع الفلاني، أو سوف تنتهي معاناة كذا شريحة قريبا، او إننا توصلنا إلى حل المشكلة الفلانية بصورة نهائية، وهكذا تستمر التصريحات الكاذبة كأسلوب أتقنه بعض المسئولين لامتصاص نقمة الناس عليهم، وعلى وزاراتهم ودوائرهم، فضلا عن تقربهم للناس عندما تقترب الانتخابات او تكون هناك مصلحة قريبة للمسئول من المواطن.


نعم هناك مسئولون يكذبون على الناس في وضح النهار، وتمر أكاذيبهم من دون حساب، ويبقى المواطنون يتذكرون التصريحات بحسرة، مع نقمة تتزايد يوميا على بعض الأجهزة الحكومية التي يقودها أو يديرها مسئولون فاشلون ومنافقون وكاذبون، فهل يصح أن تستمر هذه الظاهرة في ظل نهج ديمقراطي تحرري؟؟ أليس من الصحيح أن تتحرك الجهات المعنية في الحكومة لكي تضع حدا لمثل هذه الأكاذيب، ونعني هنا برئاسة الوزراء، أليس من الواجب على أمانة رئاسة الوزراء أن تضع ضوابط واضحة المعالم تعاقب من خلالها من يكذب من المسئولين على المواطن؟ ثم أليس من الصحيح أن توضع في هذا الصدد، تشريعات واضحة سواء من السلطة التشريعية أو الجهات المعنية لكي تضع حدا للتصريحات الكاذبة؟ وهكذا الكثير من التصريحات التي لم تعد تنطلي على المواطن، وهذا ما يؤكد فقدان الثقة على نحو جدي، بتصريحات المسئولين، لذا لابد من معالجات قانونية تحد من هذه الظاهرة، التي لا ينحصر ضررها بالمسئول وحده، بل تتعدى شخصه إلى دائرته أو مؤسسته أو وزارته كلها، ناهيك عن الضرر الذي تلحقه بالأداء الحكومي على نحو عام.


وإذا كان المسؤول لا يعي حجم الضرر الذي يلحق بالمواطن نتيجة لتصريحاته، فحري بالجهات المعنية، أن تضع وتصدر القرارات الصائبة التي تحد من هذه الظاهرة، لأن تصاعد هذه الظاهرة وتناميها وتكرارها على نحو لافت، يؤكد عدم أهلية كثير من المسئولين للمناصب التي يشغلونها، ويؤكد أيضا عدم شعورهم بحجم مسؤولياتهم، ويؤكد قطعا طبيعة شخصية المسئول المتكونة من جملة سمات وصفات رديئة، مثل اللامبالاة والإهمال والاستئثار وسواها، مما يؤكد عدم أهليته لمنصبه، فضلا عن الحاجة القصوى إلى أسلوب الردع والمتابعة من اجل القضاء على هذه الظاهرة المستفحلة.


أعود إلى السؤال المطروح في العنوان، وهو لماذا يكذب المسؤول؟ وأميل إلى الإجابة التي تقول إن المسئول عندما يكذب ويستمرئ الكذب لأنه لا يجد في الإعلام من يقول له بأنك تستحق المحاسبة على هذا التضليل، ولا يجد من يذكّره بتصريحاته وأقواله ووعوده المتناقضة، ولا يجد من يقارن بين خططه أو خطط الجهة التي يقودها وبين النتائج التي حققها على أرض الواقع وليس على الورق وفي وسائل الإعلام، فما أحلى أن يكون المسئول صادقا في وعده وأن يتطابق ما يقوله أو يصرح به على أرض الواقع، ليكسب ثقة الجماهير، ويكون كلامه ذا مصداقية وتأثير على المستمعين، بل إن المسؤول الصادق والمتميز والحريص على سمعته ينبغي عليه أن لا يصرح بأي وعد لاسيما إذا كان مفرغا من مقومات النجاح، لئلا تخدش مصداقيته ويصاب الجمهور تبعا لذلك باليأس والقنوط من المواعيد الكاذبة التي ربما تتفاقم وتضحي وبالا على مطلقيها، وأخيرا ليعلم الكذابون والأفاكون إن حبل الكذب قصير وإن مطلقيه يتهاوون إلى الحضيض عاجلا أم آجلا ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، والعاقبة للصادقين.


أبوإياد وأبومحمد وأبوالهول الرقم الصعب في منظومة الأمن ..

الكوفية برس / م.أحمد منصور دغمش

في الذكرى الـ23 لإغتيال قادة الأمن الموحد ، صلاح خلف "أبوإياد" وهايل عبد الحميد "أبوالهول" وفخري العمري "أبو محمد" علي يد الغدر والخيانة من أعداء شعبنا وقضيتنا وبمباركة بعض الدول العربية والإقليمية والدولية في خدمة تصب بمصلحة العدو الصهيوني لما سطره جهاز مخابرات منظمة التحرير الفلسطينية من إنتصارات في حرب المعلومات والأمن وحماية المؤسسات والشخصيات وحتي الطلبة والجاليات الفلسطينية في الشرق والغرب حيث إستطاعت الحنكة المعلوماتية والإستطلاعية للثورة من إفشال عدة مخططات صهيونية علي قاعدة إسقاط ما يمكن إسقاطه فوقف السد المنيع أبو إياد ورفاقه في وجه جهاز الشين بيت والموساد وغيرهم من بعض أجهزة الأمن العربية العالمية التي وجدت لخدمة مصالح العدو فأوقعوا الرعب في قلوب الأعداء وخشيهم البعض وإحترمهم الكثيرين وخاف من غضبهم ما تبقي من هذا العالم الغير عادل فأصبحت أجهزة أمن العالم أجمع تترقب وتتابع وتحلل كل كلمة أو تصريح لأي من قادة الثورة وعندما كان يجتمع المجلس الثوري لحركة فتح يقف الأمن العالمي علي قدم وساق فاتحآ أذنيه للقرارات التي سينتجها الإجتماع "لذلك إفتقدناكم" كانت تتحرك حكومات وحكام ووزراء وحتي رؤساء وملوك وزعماء يسترضون ويستسمحون الزعيم الخالد ياسرعرفات إذا غضب لأنهم يعلمون علم اليقين أن فتح إذا قالت فعلت في ذلك الوقت وكانوا متأكدين أن هناك رجالآ تنتظر إشارة من أبو إياد أوأبو جهاد لتزلزل كيانات أنظمة ، مكالمة تليفونية من أبو إياد كانت تربك أوربا شرقها وغربها وتتوالي وفود المصلحين من الشرق والغرب كي تنفذ أوامر القيادة الفلسطينية ، تصدى جهاز الأمن الفلسطيني في تلك الحقبة من عمر ثورتنا لكل المؤامرات فأصبحت كل دولة تخشي علي مصالحها من غضب الثورة الفلسطينية وأصبح قادتها قرناء للملوك والرؤساء والزعماء ، كانوا أقل من هذه الأيام في العدد والإمكانيات لكنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع شعبهم وكانوا يمتلكون الإرادة وزمام المبادرة وتلك هي المقومات التي نفتقدها في هذا الزمن فنام أعدائنا ليلهم الطويل وهم متأكدين بأن رجال الأفعال قد رحلوا ، لذلك أقول "إفتقدناكم" نحتاج في هذا الزمن لعاطف بسيسو وأبو داود ، نحتاج لدلال المغربي ورفاقها ، إستفحلت فينا المصالح الشخصية وأصبحنا لا نبصر ولا نفكر ولا نحلم إلا بها ،، وطن يقطع ومقدسات تدنس وشعب يعاني ويلات في شقي الوطن وفي مخيمات اللجوء ،، مخيم اليرموك يفتقد أبوعمار وأبوجهاد وأبوإياد وغيرهم من الرجال الذين كانوا يقولون إذا رأيتمونا نتقدم في المعارك فإتبعونا وإن رأيتمونا نتراجع فقومونا ببنادقكم ، كانت المنافسات في ميادين العزّ وليس بالقصور والفنادق والشركات والثروات ، لن نعيش علي ذكريات الماضي طويلآ لأن الثقة بالمستقبل سيعيد مجد الإنتصارات رغم حالة الجزر التي تمرّ بها حركتنا إلا أن الأمل في مدرسة القادة العظام ما زال موجود وستعود الأيام لتثبت أن لا صوت يعلو فوق صوت البندقية ولا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية ولا صوت يعلو فوق صوت شعبنا الفلسطيني البطل ، سيعود الزمن الذي كان فيه الفلسطيني يعتزّ بفلسطينيته في كل مكان وستشرق شمس الحرية والكرامة علي كل فلسطين ، وسيبقي غرسكم طيب يا قادة الثورة بكافة أجنحتها العسكرية والسياسية والأمنية والإجتماعية والتعبوية والدبلوماسية والنقابات والمؤسسات والمجالس بكافة أشكالها فالغرس الطيب لا يثمر إلا طيب بعد وخصوصآ إذا ما كان مرويآ بدماء الشهداء حتي وإن طالت السنوات العجاف ، وحتمآ سيخرج شبل أو زهرة من أشبال وزهرات شعبنا ليرفع علم التحرير فوق أسوار القدس ومساجدها وكنائسها وستعلن أصوات المآذن وأجراس الكنائس بيان النصر والتحرير ..

رحم الله شهداء الثورة من قادة وكوادر وعناصر وفي مقدمتهم أبوعمار والشفاء للجرحي والحرية للوطن والأسري والعودة القريبة لأحضان الوطن والعهد هو العهد وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .


أسرى القدامى .. وحكاياتهم مع الأسر

الكوفية برس / عبد الناصر فروانة

الأديب المصري ” يوسف إدريس ” كان قد قال منذ زمن ” أيها الناس اقرأوا قصص غسان كنفاني مرتين، مرة لتعرفوا أنكم موتى بلا قبور، ومرة أخرى لتعرفوا بأنكم تجهزونها وأنتم لا تدرون” .

واليوم نقول اقرأوا قصص الأسرى القدامى وحكاياتهم مع الأسر ثلاث مرات ، مرة لتعرفوا فظاعة الاحتلال وعنجهيته في التعامل معهم ، ومرة أخرى لتعرفوا كم هي معاناتهم ومعاناة ذويهم مؤلمة وقاسية ، واقرأوها مرة ثالثة لتدركوا كم نحن مقصرون في إسنادهم وتجاه حقهم علينا ، وأن قصورنا هذا كان سببا في استمرار معاناتهم وإبقائهم في سجون الاحتلال .

” الأسرى القدامى ” ، مصطلح شمولي يحمل في ثناياه الكثير من الدلالات والمعاني ، منها ما هو مؤلم يكشف عن وجه الاحتلال البشع وعنجهيته وقسوة ممارساته ، ومنها ما هو مشرق يعكس شموخهم ، وثباتهم وصمودهم وإصرارهم على تمسكم بالأمل رغم الألم ، ومنها ما هو مخجل يفضح عجزنا وفشلنا جميعاً في تحريرهم .

ولهؤلاء قصص طويلة وحكايات لا تُنسى ، وتجارب جماعية وفردية ، تشكل نماذج فريدة ومميزة ، تحتاج بمجموعها إلى أشهر الكتاب والشعراء والمؤرخين لتدوينها وتوثيقها لتملأ مجلدات ومجلدات .

” الأسرى القدامى ” مصطلح يُطلقه الفلسطينيون على من هم معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية إعلان المبادئ ” أوسلو” وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من مايو / آيار عام 1994 ولا يزالوا في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، باعتبارهم ” قدامى الأسرى ” حيث أن أقل واحد منهم مضى على اعتقاله عشرين عاماً عاماً متواصلة ، فيما بعضهم أمضى في السجن من سنوات عمره أكثر مما أمضاه خارج السجن ، وبينهم من ترك أبنائه أطفالاً ، ليلتقي بهم شباناً داخل السجن ، فكبر الأبناء وهرم الآباء .

وهم من ذاقوا مرارة السجون وألم القيد وقسوة التعذيب بأشكاله الجسدية والنفسية ، وهم من عاصروا أجيال وأجيال ، فاستقبلوا آلاف الأسرى الجدد ، وودعوا أمثالهم ، فيما أجسادهم لا تزال مقيدة بين جدران السجون .

” الأسرى القدامى ” .. كريم وماهر يونس ، محمد الطوس وسمير أبو نعمة ، ابراهيم و رشدي أبو مخ ، وليد دقة وابراهيم اغبارية ، ضياء الفالوجي و محمود عيسى ونائل سلهب وغيرهم ، يعيشون أوضاعاً قاسية كباقي الأسرى ، فلا اعتبار لكبر سنهم أو لعدد السنين الطويلة التي أمضوها وآثارها السلبية عليهم جراء ظروف السجن وتأثيراتها ، ولا اكتراث لأوضاعهم الصحية الصعبة .. فالمعاناة مضاعفة ، وسنوات العمر تمضي وتمضي .

” قدامى الأسرى ” هم ليسوا مجرد أرقام ، وان كانت الإحصائيات مهمة في بعض الأحيان ، حيث بلغ عددهم مع بداية العام الجاري ثلاثين اسيراً فلسطينياً من مناطق جغرافية مختلفة ، بينهم ( 15 ) اسيراً مضى على اعتقالهم ربع قرن وما يزيد وهؤلاء يُطلق عليهم الفلسطينيون مُصطلح ” جنرالات الصبر ” ويقف في مقدمتهم الأسيران كريم وماهر يونس من قرية عرعرة وهي إحدى المناطق التي أحتلت عام 1948 واللذان مضى على اعتقالهما أكثر من واحد وثلاثين عاماً ..

وأعدادهم تناقصت بعدما أفرج عن ( 78 ) اسيراً منهم في اطار المفاوضات وعلى ثلاث دفعات ، ويؤمل أن تلتزم ” اسرائيل ” بما أتفق عليه وتُطلق سراح الباقي في الدفعة الرابعة ألمقررة نهاية آذار القادم .

فيما أطلق سراح المئات منهم من قبل وذلك في اطار صفقة التبادل مع ” شاليط ” وما تُعرف بـ ” وفاء الأحرار ” ، أو بعد قضاء مدة محكومياتهم .

أرقام مذهلة ، مؤلمة ، محزنة ، دخلت قسراً موسوعة ” غينس ” للأرقام القياسية العالمية ، ومصطلحات ثلاثة هي ” الأسرى القدامى ” ، ” عمداء الأسرى ” ، ” جنرالات الصبر ” دخلت القاموس الفلسطيني ووجد لها مكانة ثابتة فيه ، وباتت معتمدة للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولمن يتابعون شؤونها وهمومها وقضاياها ، وهي تحمل في ثناياها معاني ودلالات كبيرة ومؤلمة .

ولكل واحد من هؤلاء ” القدامى ” حكايته الطويلة وتجربته الخاصة مع الأسر وآلامه ومعاناته والتي تتشابك مع التجربة الجماعية في الكثير من جوانبها .

و( لا ) معنى لمفاوضات ناجحة ومثمرة يمكن أن تبقيهم أو تُبقي بعضهم في السجون ، أو أن تستثني ايا منهم ، كمقدمة للإفراج عن باقي الأسرى في اطار جدول زمني واضح وملزم ، كمقدمة أساسية لإحلال السلام العادل والاستقرار الدائم والشامل بالمنطقة .

تنويه : المقال سبق ونشر في يوم الأسير 2014 ، ونعيد نشره بعد تحديثه واجراء بعض التعديلات عليه

* أسير سابق ومختص بشؤون الأسرى
مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين


المسكوت عنه في ملف المصالحة

امد / م. عماد الفالوجي

لماذا يشعر المراقبون لملف المصالحة الفلسطينية أن هناك شيئا غامضا لا يعرفه الكثيرون ؟ لماذا يتقدم ملف المصالحة ثم يتأخر ؟ وطالما أن أطرافه يدركون أن استمرار الانقسام هو لمصلحة عدوهم وكلاهما يريد صادقا تحقيق المصالحة فلماذا لا تتحقق ؟

ما سأقوله هنا هو مجرد تخمين وتحليل ولا يرقى لدرجة المعلومة ولذلك فاحتمال الخطأ فيه وارد كما احتمال الصحة أيضا .

لاشك أن قرار تحقيق المصالحة على أرض الواقع هو قرار فلسطيني يخص أطرافه فقط ولا يوجد ضغط حقيقي من أي طرف خارجي لعدم إتمام تحقيق المصالحة الفلسطينية ، ولكن عندما يلتقي هوى المنقسمين مع أهواء خارجية يعتقد البعض أن هناك ضغوط أو مؤامرات خارجية ولا يكاد الكثيرون يرون الخط الرفيع الفاصل بين التقاء المصالح وبين الضغوط الحقيقية .

الانقسام وقع بإرادة فلسطينية وناتجة عن الخلاف السياسي الداخلي الذي تتطور لحالة من انعدام الثقة بين القوتين الكبيرتين المتقاسمتين للسلطة ما بين مؤسسة الرئاسة وما تمثله ومؤسسة الحكومة والتشريعي وما يمثله ، ولا أستبعد أن يكون هذا الخلاف تطور وتم دعمه ورعايته من قوى خارجية ولكنها لم تصنعه ، وهذه القوى الخارجية أرادت ان تحقق هدفا مرسوما وهو باختصار دفع حركة حماس للدخول في المعترك السياسي القائم وتكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكلة خاصة عندما أدرك واضعو السياسة الإقليمية أنه من المستحيل إنهاء أو إضعاف حركة حماس بشكل مباشر ، فكانت الخطة تقضي بإجراء الانتخابات التشريعية بعد أن حققت حماس فوزا كبيرا في الانتخابات البلدية ليكون الفوز الآخر في الانتخابات التشريعية وتشكل حماس حكومة منفردة وتمارس الحكم مدة كافية لتدرك حجم المسئوليات الملقاة على الحكومة ويتعامل المجتمع الدولي مع هذه الحكومة – العاشرة – ثم يحدث الانقسام لتحكم حماس منفردة وبدون غطاء الشرعية الفلسطينية قطاع غزة وتحقق نجاحا خاصا وتبقى قوية في ذات الوقت .

وفي نفس الوقت يبدأ الرئيس محمود عباس بعد التخلص من المعارضة المزعجة – حماس – بإدارة الصراع مع الكيان الاسرائيلي بطريقته الخاصة ويبدأ إدارة معركة دبلوماسية ويحقق فيها نجاحات مهمة مثل قرار الأمم المتحدة والاعتراف بدولة فلسطين ثم خوض مفاوضات شاقة وصعبة لتثبيت الحقوق الفلسطينية الممكن تنفيذها وفق المعطيات الموضوعية .

وبعد أن تكون حماس قد أرست دعائم حكمها وأصبحت سلطة لها علاقات إقليمية ودولية ومارست الفعل السياسي ومستحقاته وأصبح لديها مصالح وإنجازات كبيرة يجب حمايتها عندها يمكن عرض عليها نتائج المفاوضات وسيكون لديها حسابات أوسع من كونها حركة مقاومة فقط بل سيكون نظرتها للأمور أكثر اتساعا أو نضوجا وفهما لفقه الواقع والممكن .

وطيلة الفترة الماضية كان هناك خلاف لدى دوائر مهمة في صنع القرار الدولي حول الحكم على حركة حماس هل آن أوان قطف الثمرة بعد أن قدمت حماس الكثير من الإشارات لذلك واستعدادها للتعاطي الإيجابي بما يرضى به الشعب الفلسطيني خاصة وأن الرئيس محمود عباس أعلن أكثر من مرة أنه سيجري استفتاء عام على أي اتفاق يمكن التوصل إليه . هناك أطراف أكدت أن حماس أصبحت لاعبا سياسيا مهما ولكن أطراف أخرى أكدت أن الوقت لازال مبكرا للحكم على حماس .

تحقيق المصالحة يعني في جوهره أن تدخل حماس اللعبة السياسية الى جانب الرئيس محمود عباس وهما قادرين معا على تشكيل القوة الفلسطينية الأولى التي يمكن الارتكاز عليها لمواجهة المتطرفين أو المعارضين لمجرد المعارضة ، الرئيس محمود عباس يمتلك الغطاء السياسي الدولي مدعوما من أطراف المجتمع الدولي وحركة حماس تشكل عمودا ورافعا مهما في التأثير الشعبي والديني ، وهكذا تدور الأمور بين قبول ورفض ، وكلا الطرفين يدرك ما هو المطلوب منه ويجب التقدم دون الخوف من الفشل أو عدم القدرة في التنفيذ ، أحيانا يعتقد الرئيس محمود عباس أن الأمور نضجت ثم يكتشف أنه بحاجة الى المزيد من الوقت وأحيانا حماس تعتقد أنها قادرة على دفع ما هو مطلوب منها ولكنها تحسب الف حساب لكل خطوة قادمة .

وفي كل الأحوال فإن قرار تحقيق المصالحة هو فلسطيني بامتياز ولكن لتحقيق السياسة العامة المرسومة للمنطقة من القوى الأساسية المتحكمة في القرار ، وكل طرف يجب أن يدفع مستحقات ليست سهلة لتسير الأمور وفق السياسة العامة للمنطقة برمتها .


هل يفلت شارون من العقاب ؟

امد / واصف عريقات

آرئيل شارون صاحب التاريخ الحافل بالدماء والمجازر خرج من رحم الحركة التي أسسها فلاديمير جابوتنسكي ممثل التيار الفاشي وأحد أكبر رموز التطرف في تاريخ الحركة الصهيونية كما أنه يعد الأب الروحي لغلاة التطرف في إسرائيل ومنهم بيجين وشامير وقادة آخرين، وقد أصبحوا "أمراء التيار الجابوتنسكي"، وتبنوا نظرية الجدار الحديدي التي تنص على القتل والتدمير وتكبيد الخسائر الكبيرة التي تؤدي لتحويل (المتطرفين) إلى معتدلين على استعداد للمساومة، وكما أسس جابوتنسكي عصابة "الأرغون" ذراعا عسكريا لحركته عام 1937 وارتكبت أبشع المجازر بحق الفلسطينيين ، انخرط شارون مبكرا بعصابة الهاغاناة وشارك في تنفيذ مجزرة اللد عام 1948 والتي راح ضحيتها 426 كانوا في المساجد، وأسس شارون بأمر رئيس الوزراء ديفيد بن غور يون وحدة المهام الخاصة 101 ألتابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وقد اختار لهذه الوحدة سجناء جنائيين وأصحاب سوابق إجرامية في أغسطس 1953. وفي نفس العام نفذت تحت قيادته مذبحة قبية التي استشهد فيها 69 فلسطينيا، العديد منهم قتل أثناء اختبائهم في بيوتهم التي تم تفجيرها. كما تم هدم 45 منزلا و مدرسةً واحدة ومسجدا .

وتوالت جرائم شارون ومجازره في خان يونس ورفح وتقتيله البشر في معارك 1956 وقتله وتعذيبه ألأسرى من الجنود المصريين والفدائيين الفلسطينيين والعرب الآخرين في حرب 1967 و1973 وفي عملية اجتياح جنوب لبنان وحصار بيروت وارتكاب مجازر صبرا وشاتيلا عام 1982 ثم اقتحامه للمسجد الأقصى سنة 2000 واجتياح الضفة الغربية خلال عملية السور الواقي ومذبحة مخيم جنين عام 2002 اضافة لجرائم الإغتيال التي نفذها بحق القادة والمناضلين ومنهم الشهيد الشيخ احمد ياسين وابوعلي مصطفى وآخرين وحصاره البغيض للشهيد ابوعمار والتخطيط لقتله والقائمة تطول .

كان شارون قاتلا ولم يكن مقاتلا ...أرعنا أهوجا أخل بالشرف العسكري وطهارة السلاح جافاه الصواب في ادائه العسكري وانتفى عنده الإنضباط وحسن الأداء لذلك حوكم على فشله وتسببه بقتل 40 من حنوده وجرح المئات منهم عندما اتخذ قرارا خاطئا وخالف قيادته وتقدم على ممرات متلا في معركة اندحر فيها امام الجيش المصري عام 1956 .

يصفونه بالغدر والخيانة والكذب حتى لأقرب الناس اليه طمعا في امتيازات ومكاسب شخصية . ففي عدوانه على لبنان عام 1982 واجتياحه لأراضيها كذب على حكومته والقيادات الأخرى وأخفى عنهم نيته الوصول الى بيروت على آمل انجاز الهدف والانتصار بوقت قصير وتحقيق أمنيته وأسر الشهيد ابوعمار والقيادات الفلسطينية وتقديمهم للمحاكمة، لكن صمود الأبطال الشعب والفدائيين وفي مقدمتهم القادة الشهداء مدة 88 يوما جلب له العار والإنكسار وجن جنونه وآثر الإنتقام وارتكب جرائم الحرب في مجازر صبرا وشاتيلا التي ذهب ضحيتها الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين وعزل من موقعه العسكري وشكلت له لجان التحقيق وصدرت بحقه قرارات الإدانة وتعرض للإهانة .

لم يسلم من شر شارون بشرا او حجرا اوشجرا وكل شبر من أراضي فلسطين شاهد على عبث شارون وعلى جرائمه ومجازره التي جلبت له ولإسرائيل العار وبسبب جرائمه وسم ووسمت قيادات إسرائيل بمجرمي الحرب وأصبحوا مطلوبين للعدالة الدولية حيث أتقن استخدام المعدات التدميرية المحرمة دوليا من نابالم وقنابل شديدة الانفجار والمنثارية والفسفورية الحارقة والعنقودية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بأحدث الطائرات والمدافع والدبابات والسيارات المفخخة وبرع في تجاوزه للقيم الأخلاقية والأعراف والقوانين الدولية وحقوق الإنسان وأدار ظهره بل حارب أي توجه نحو السلم والسلام وشجع الإستيطان .

وعند الحديث عن جرائم ومجازر شارون لا يعني إبراء ذمة الآخرين من قيادات إسرائيل فكلهم يسيرون على ذات النهج الدموي. وإن لم يحاكم شارون في دنياه من العباد، فهناك رب العباد يتولى محاكمته في الآخرة، وإن جاءت مشيئة الله أن لا يقتل ببندقية شبل من أشبال فلسطين اوزهرة من زهراتها الذين اكتووا وذويهم بشروره وجرائمه وحتى يكون شارون عبرة لغيره لا بد من مواصلة العمل وتكثيف الجهود من أجل ملاحقة ومحاكمة النهج الدموي المستمر من بعده .

فجرائم الحرب والمجازر لا تنتهي بالتقادم ولا تنتفي حقوق المظلومين والمتضررين بمرور الزمن .


ماذا بعد 9 شهور من المفاوضات

امد / د.مازن صافي

إن القراءة الواقعية لنتائج تسعة شهور من المفاوضات تأخذنا إلى حقيقة واضحة أن الأمور تتجه نحو مأزق الجمود، وإن انتهت المدة دون أي ترتيبات على الأرض واتفاق حقيقي ومكفول سوف تتدحرج الأمور الى الهاوية، وهذا ما أكدت عليه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حيث قالت في بيانها أن العملية السياسية الراهنة مهددة بالانهيار ما لم تستند فعليا الى المرجعيات الدولية المتعارف عليها.

وبل أن اللجنة التنفيذية للمنظمة، في بيان أصدرته عقب اجتماعها برئاسة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في مدينة رام الله، مساء الاثنين، قد دعت اللجنة السياسية التابعة لها إلى إعداد خطة عملية بشكل فوري بشأن تنفيذ موجبات قرار الامم المتحدة الخاصة بعضوية دولة فلسطين ومستحقات ذلك في الانضمام الى الاتفاقيات والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.

ومن هنا يجب أن تطلق حملة إعلامية وحراك سياسي دبلوماسي ومكثف على مستوى العالم ومن خلال كافة السفارات والقنصليات والتواجد السياسي والإعلامي الفلسطيني، لتوضيح وجهة النظر الفلسطينية، وأن (إسرائيل) هي التي تتحدى الإرادة الدولية بصورة مطلقة وسافرة، وأن الوسيط الأمريكي حتى اللحظة لم يتقدم بأي إجراءات فعلية على الأرض إلزام الاحتلال الإسرائيلي للقيام بخطوات عملية وفورية تقود الى إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وإنجاح المساعي الدولية تجاه القضية الفلسطينية.

ويصادف اليوم مرور 17 عاما على توقيع نتنياهو وتحت ضغط أمريكي على بروتوكول الخليل في 14/1/1997 ولاحقا اتفاقية واي ريفر 23 تشرين أول 1998 التي جاءت بعد مفاوضات مضنية، شارك فيها كل طاقم الإدارة الأمريكية بجهد مكثف بما في ذلك الرئيس كلينتون شخصياً.

وبعد توقيع بروتوكول الخليل عاشت حكومة نتنياهو أزمة حادة حيث انسحب منها وزير العلوم الليكودي وهدد آخرون بالانسحاب، وفي شهر فبراير 1997 أقدم نتنياهو على التمدد الاستيطاني الواسع، فوافق على بدء البناء في جبل أبو غنيم، الأمر الذي فهمه الفلسطينيون أنه مساسا بالقدس وتعطيلا وبل نسفا لكل الجهود الدولية، والمستهجن أن غالبية الإسرائيليون وافقوا على هذا الفعل الاستيطاني.

واليوم تؤكد منظمة التحرير الفلسطينية أن التعثر في العملية السياسية الراهنة يعود أساسا إلى استمرار مواقف وممارسات حكومة نتنياهو في التوسع الاستيطاني غير المسبوق، وفي السعي إلى إلغاء مرجعيات عملية السلام المقرة دوليا واستبدالها بمرجعية تكرس ضم القدس والسيطرة المطلقة على أجزاء واسعة من الضفة الغربية بحجة الأمن تارة او الكتل الاستيطانية تارة أخرى.

إسرائيل غير جاهزة لاستحقاقات السلام، وتعمل بعكس التيار، وحكومة نتنياهو تخشى الانهيار في حال أقدمت على خطوة متقدمة في العملية السلمية، وبالتالي فإنها تضع كل العوائق، وتضخم اللاءات التي تعرف مسبقاً أنها مرفوضة فلسطينيا لا نقاش ولا قبول، ولهذا فهي "تدغدغ" المشاعر الدولية بحجة الأمن وأن (إسرائيل) أقلية في منطقة عربية ترفضها وفي بيئة تلفظ الغرباء، وتنشط الماكنة الإعلامية لكي تخدع العالم وتقلب الحقائق وتظهر الفلسطيني في صورة الإرهابي، بل أنهم يهددون الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهذا كله لكي يتعاطف معهم العالم، الذي سجل موافقة على الدولة الفلسطينية والحق الفلسطيني، وهذا ما أوضحته منظمة التحرير في بيانها الأخير حين أعلنت أن العملية السياسية الراهنة مهددة بالانهيار ما لم تستند فعليا الى المرجعيات الدولية المتعارف عليها والتي تحتوي على إنهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967 وقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة على أرضها وحدودها ومعابرها وسمائها، وعاصمتها القدس، وحق العودة وتقرير المصير.

وفي نفس السياق يمكن القول أن (المجتمع الدولي) يجب أن يقف موقف صلب وواقعي، بعيدا عن الشكليات والإعلام، وعليه أن يقوم بواجباته وتطبيق القانون الدولي بكافة بنوده على الاحتلال، لأن استمرار الاحتلال والاستيطان وبناء جدار الفصل العنصري والأفكار الجهنمية نحو تكراره على حدود فلسطين مع الأردن، هو الموت الحقيقي للسلام وللجهود ولمفاهيم تطبيق القانون الدولي .

ملاحظة: رأى وزير الاقتصاد الاسرائيلي نفتالي بنيت زعيم حزب "البيت اليهودي" بأن الرئيس الفلسطيني لا يرد السلام مع (اسرائيل)، وبأنه لا يختلف عن الرئيس ياسر عرفات سوى بالبدلة الأكثر جمالا التي يظهر بها، يؤكد أن (اسرائيل) تتجه نحو التصعيد بالتهديد وإشعال المنطقة بتصريحات إعلامية غرضها خلط الأوراق وإعادة الأمور الى مستوى التجمد والتأزم والعزلة.


لماذا يا "جزيرة" قطر...؟؟؟

امد / راسم عبيدات

بعد وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق"شارون" والذي تاريخه حافل بالقمع والمجازر ضد الأمة العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة،ويكفي ان نستذكر هنا ما إرتكبه بحق قطاع غزة من أعمال قمع وتنكيل في السنوات الأولى من السبعينات من القرن الماضي،عندما كانت المقاومة تحكم القطاع ليلاً والإحتلال نهاراً،وستبقى مذبحة صبرا وشاتيلا الشاهد الأبرز على جرائم شارون ومذابحه،وفي الوقت الذي قاطعت فيه الكثير من الدول جنازته،او كان حضورها على مستوى متدني،وجدنا قناة"جزيرة"" مشيخة النفط القطرية،تأبى أن يكون لها موقفاً مشرفاً يتيماً،حيث وصفت شارون بالصديق الإسرائيلي،وأستضافت حاخاما صهيونياً متطرفاً،دافع بشراسة عن شارون وبأنه لم يرتكب أي مذبحة لا بحق الشعب الفلسطيني او العربي،والجزيرة دورها المشبوهة والقذر،ليس مقتصرا على هذه القضية،وهي من انيط بها التخريب والتشويه للعقول العربية والإسلامية،وبث الفتن المذهبية والطائفية بين مكوناتها ومركباتها الإجتماعية،وضرب وتشويه أية قيادات او مواقف عربية،لها إنتماءات وطنية وقومية عربية،وعلى الجميع ان يدرك بأن تلك القناة وجدت ليس إعتباطاً أو أن لها اهداف ربحية وإقتصادية أو التغني بنشر حرية الرأي،بل لها أجندات واهداف خبيثة جداً،كجزء من ماكنة إعلامية ضخمه تلعب دوراً مركزياً في قلب الحقائق وتزويرها ودس السم بالعسل،وهي وجدت وبأوامر وتعليمات مباشرة من المخابرات الأمريكية المركزية"السي أي أيه"،والتي ثبت باعتراف مديرها العام السابق وضاح خنفر علاقتها بالمحطة،فقد أنيط بها هدف مركزي هو صناعة رأي عام وجماهير تثق بها وتؤمن وتصدق ما تبثه من أخبار وتقارير وصور وتغطية للأحداث،ولتحقيق هذا الهدف والغاية والوصول الى قلوب الناس والجماهير واختراق عقولهم وتغيير أفكارهم ومفاهيمهم وهز قناعاتهم ومعتقداتهم ومبادئهم وغسل أدمغتهم،فقد بدأت الجزيرة مشوارها ومسيرتها،ليس على غرار منظر ومؤدلج الدعاية النازية "غوبلز" اكذب وثم أكذب وأستمر في الكذب حتى تعتقد الناس بانك تقول الحقيقة،بل من خلال نقل الخبر الصادق والامين في البداية حتى تصبح مصدر ثقة للمشاهد والمواطن،ومن ثم تبدأ شيئا فشيئا دس السم في العسل للمواطن لتصل الى الهدف والمخطط المرسوم،وحقيقة هذا الدور للجزيرة بدات تتضح ملامح خطوطه من خلال التغطية للاحداث على الساحة الفلسطينية وخصوصا بعد الحسم العسكري الذي قامت به حماس في غزة،ليبلغ هذا الدور القذر ذروته في نشر ما يسمى بوثائق ويكليكس والتنازلات الفلسطينية في ما يسمى بالمفاوضات،حيث كان هناك قصدية في تشويه الموقف الفلسطيني،ليس بغرض حماية الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية والدفاع عنها،بل لغرض دفع الساحة الفلسطينية الى المزيد من الشرذمة والانقسام وعدم التوحد خدمة لاهداف واغراض امريكية واسرائيلية وحماس"الإخوان المسلمين" بأنها التيار "المقاوم والرافض للتنازلات"والذي يجب أن يكون بديلاً لمنظمة التحرير الفلسطينية،وأيضاً في التقرير الذي بثته"الجزيرة"حول إحتمالية وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل أبا عمار مسموماً بمادة "البولونيوم، ليس الهدف منه تسليط الضوء على قضية الشهيد ابو عمار وكشف قتلته،بقدر ما هو توقيت يشير الى نوايا خبيثة وأجندات مخفية،هدفها أيضاً ادامة عامل الانقسام في الساحة الفلسطينية،ودفع الوضع الفلسطيني الداخلي الى التأزم وربما الاقتتال الداخلي،ولينكشف هذا الدور التامري بشكل اكثر سفوراً ووقاحة على قضايا ومصالح الامة العربية،تحديدا في القضايا الليبية والسورية والمصرية حيث تحت يافطة وذريع الديمقراطية ومساندة ودعم "الثورات" العربية،البست الأنظمة،النظام الليبي السابق والنظام السوري الحالي والنظام المصري الذي جاء على انقاض نظام الإخوان المسلمين، اثواب الشياطين والمعاداة لمصالح شعوبها،واشادت بدور قوى"الثورة"والمساعدات العسكرية والمالية التي تقدمها القوى الغربية الاطلسية لهذه القوى في سبيل "حماية المواطنين الابرياء من القتل"،مع عمليات تضخيم وتحوير وتهويل لما يجري،وبث صور مفبركة ومشاهد مرعبة عن جرائم مفترضة تقشعر لها الأبدان،ولتتكشف الحقائق بأن تلك القوى ليس لها علاقة لا بالثورة ولا بالثوار،وهي ليست أكثر من عصابات قتلة وإجرام،كما هو حال داعش وما يسمى بجبهة النصرة والسلفية الجهادية والقاعدة وما يسمى بكتائب بيت المقدس في سوريا،اما في ليبيا فهناك عصابات ومافيات تتصارع على النفوذ والثروات والمراكز والامتيازات،وفي مصر بعد سقوط نظام الإخوان هناك،وجدنا ما تقوم به "الجزيرة" من دور قذر،من خلال التحريض على العنف والقتل والتضخيم والتهويل لحجم المسيرات والمظاهرات والاحتجاجات التي يقوم بها الإخوان المسلمين،ولتتضح اهداف هذا القوى ومعها "الجزيرة" وجوقة الفضائيات المطبلة من نفس الجوقة بالسيطرة على ثروات ليبيا ووضعها تحت الحماية العسكرية الغربية،والعمل على تقسيم سوريا الى اكثر من دولة وادخالها في اتون حروب اهلية وطائفية،وإسقاط المشروع القومي العربي في مصر،وبما ينهي الصراع مع اسرائيل ويوسع من عملية التطبيع والعلاقات معها.

نعم ما تقوم به "الجزيرة" من خداع وتضليل وقلب للحقائق و"الفبركات" و"الهوبرات" الإعلامية ونشر التقارير والأخبار المجزوءة والخارجة عن سياقها،جداً خطير وله أهداف وأجندات مشبوهة،خادمة لقوى معادية لشعبنا الفلسطيني وامتنا العربية،والان يتكشف هذا الدور بشكله الخطر على صعيد مصر،حيث ضاقت الحكومة المصرية ذرعاً بالدولة " الميكروسكوبية"قطر وتدخلاتها في الشأن الداخلي المصري،مما إستدعى سفيرها لدى مصر،وتحذيره من مغبة التدخل في الشأن المصري،فهذا امر يمس بسيادة مصر وامنها القومي،وكذلك تواطؤ ومشاركة قناة"الجزيرة" لقوى الإخوان في تحريضها على اعمال العنف والفوضى والمس بالأمن القومي المصري،حيث الأخبار الكاذبة والملفقة والمفبركة والمضخمة لمسيرات ومظاهرات وإحتجاجات افتراضية ووهمية.

بات من الملح والضروري ان تعمل الجماهير الفلسطينية،على طرد قناة "الجزيرة" من الأراضي الفلسطينية،فهي تشكل خطراً داهماً على المصالح العليا للشعب الفلسطيني ووحدته.



الإمارات والمواطنة السعيدة

امد / دكتور ناجى صادق شراب

سأبدا مقالة اليوم بمقدمة موجزة للوقوف على عمق دلالات مفهوم المواطنة السعيدة ، وتداعيات هذا المفهوم وإنعكاساته على بناء دولة حديثة قوية ، وعلى العلاقة بين الحاكم والمحكوم ـ وعلى العلاقات بين المواطنيين انفسهم. هذه المحاور الثلاث ألتى يمكن من خلالها فهم مفهوم المواطنة السعيدة الذي يقف وراء التطورات السياسية الإيجابية التي تشهدها دولة الإمارات بعد إثنتين وأربعين عاما.والمواطنة ليست مجرد شعار ، وليست مجرد مفهوم او كلمة عابرة ، وليست مجرد علاقة قانونية بين المواطن والدولة التي يعيش في كنفها ، هى أعمق وأبعد من كل ذلك، هى مؤشر على ما يحصل عليه المواطن من حقوق سياسية وإقتصادية وإجتماعية ومدنية ، هى إحساس المواطن بآدميته الكاملة ، وبهذا المعنى المواطنة ترادف مفهوم الحقوق المدنية الشاملة التي يتمتع بها المواطن. وبقدر إكتمال هذه الحقوق بقدر إكتمال المواطنة ، ولذا قد تكون لدينا مواطنة ناقصة ،او مواطنة سلبية ، ومواطنة تعيسه، ومواطنه مقهورة ، وغير ذلك من التصنيفات التي معيارها هو مستوى الحقوق القائمة .ومن الظواهر المهمة للمواطنة أن ظهورها قد إرتبط بنشأة الدولة القومية المعاصرة ،فكما أن معيار الحكم الرشيد هو ممارسة المواطن لحقوقه، أيضا المواطنة السليمة أساس لبناء دولة قوية . والمواطنة ليست أيضا مجرد حقوق يتمتع بها المواطن ، ولكنها ايضاواجبات يقوم بها المواطن أهمها الإنتماء والولاء الصادق، وإحترام القوانين ، وحدود الحريات الخاصة للآخرين ، وهنا التوافق بين الحقوق والواجبات ، بل إن إحساس المواطن بتوافر حقوقه يدفعه للقيام بواجباته دون فرض ذلك بقانون، او بالقوة ، فالمواطنة في النهاية هى إحساس وشعور تلقائي يشعر به الماطن يشعره أنه جزء من الكل، وان الكل لا يكتمل بدونه.وهذا العلاقة التلقائية تقف ورائه ركائز ثلاث للحقوق ، إحساسه بالحرية ، وبالمساواة مع الآخرين وبالعدالة التي تطبق على الجميع ، هذه الحقوق هى التي تخلق المواطنة السعيدة والكاملة .هذه المقدمة الموجزة كان لا بد منها لفهم مفهوم المواطنة السعيدة ، ومفهوم اسعد الشعوب، وهنا التساؤلات كثيرة ما المقصود بمفهوم المواطنة السعيدة ، وما تداعياتها السياسية على علاقات الحكم ؟ وعلى العلاقات بين المواطنيين أنفسهم؟ وما حدود دورها في بناء دولة حديثة معاصرة ؟ ولعل من أكبر إنجازات دولة الإمارات خلق ليس فقط المواطنة الواحدة المنتمية بولائها لدولة الإمارات العربية المتحدة ، بل المواطنة الراضية والسعيدة بإنتمائها لدولة الإمارات ، ومن مظاهر هذه السعادة الإعتزاز بالإنتماء الوطنى ، والتلاحم بين القيادة الحاكمة ومواطنيها ، وما رسالة شكرا خليفة إلا مظهرا وتجسيدا لهذه العلاقة التي تقوم على الرضا والقبول المتكامل، المواطن يعتز بمواطنيه ، والحاكم يعتزوأنه حاكما على مثل هذا شعب ، والشعب بالمقابل يعتز بحكامه ويعبر عن شكره وولائه ورضائه عن هذا الحكم الرشيدالذى يضع في أعلى أولوياته تلبية حاجات المواطن ليس الأساسية فقط ، بل الإرتفاع في هذه الخدمات إلى مستويات متقدمة من الرفاهية الإجتماعية . هذا الإنجاز هو ثمرة إثنتين وأربعين عاما من البناء والإستثمار في الإنسان في كل المجالات. ولدلالة هذا الإنجاز تكفى المقارنة عند قيام الدولة واليوم ، فعندما قامت الدولة كان مواطنى الدولة موزعين علي إمارات سبعة ، تفصل بينهم طرق وعرة من التواصل، وكان الولاء الأكبر للقبيلة والعشيرة ، بل وللإمارة نفسها ،واليوم الولاء ألأول الذي لا يعلوه ولاء هو لدولة الإمارات العربية المتحدة ، وهذا الذي يفسر لنا لماذا نجحت دولة الإمارات في الإندماج إلى درجة الإنصار ألإجتماعى والسياسى الكامل، مقارنة بتجارب تكاملية في المنطقة العربية فاشلة . والسبب في هذا النجاح يعزى إلى التلاحم بين الحاكم والمواطن ، فلم يشعر المواطن في الإمارات أن حكامه بعيدين عنه ، ولم يشعر أنه غير قادر على الوصول إلى باب من أبواب الحكام. هذه القاعدة كانت من ضمن العوامل التي قد ساهمت في بناء الدولة الحديثة ، والعامل الآخر الإستثمار المالى ووضع ثروة الدولة في مشاريع تنموية مستدامة ، اعطت ثمارها في الإنجاز القائمالذاتى الذي تعيشه الدولة..والذى وصل إلى مرحلة مهمة في التنمية المستدامة وهى رحلة التقدم الذاتى الذي يعتمد على كفاءات وخبرات مواطنيه وتخصصاتهم في كافة مجالات العمل التنموى ، وهو ما يعنى تقليل الإعتماد على الخارج، وتقليل فرص التبعية للخارج، وهذه احد شروط التنمية المستدامة . ومن الأبعاد المهمة في هذه المواطنة السعيدة إحساس المواطن في كل انحاء الدولة أن الفرصة متاحة امامه مثل اى مواطن في أى إمارة اخرى ، فانتفت فكرة الإستعلاء ، ومفهوم المواطنة ألأعلى ، فكل مواطنى الدولة ينتمون إلى نفس المواطنة ، ويتعاملون بنفس المساوة في ممارسة الحقوق والواجبات ، وفى التمتع بثروة الدولة ، وهنانصل إلى قلب المواطنة السعيدة التي تقوم على فكرة جوهرية وهى إن المواطن يشعر ويدين بهذه السعادة لإنتمائه لهذه الدولة ، والتي بدونها ماكان يمكن أن يصل إلى هذه الدرجة من السعادة . وهذا ألإحساس يعتبر من أهم عوامل الإنصهار الإجتماعى ، فالاساس في هذه المواطنة هو الإنتماء لدولة الإمارات ، وقد إمتدت هذه السعادة لتغطى كافة شرائح المجتمع على مستوى المرأة ، ومستوى الطفل ، الكل له نصيب ومتساو مع ألآخرين في هذا ألإنتماء. هذا النموذج في المواطنة السعيدة رسالة لكل الدول العربية التي تسعى للإستقرار والتنمية والتغلب على مشاكل التحول السياسي التي تشهدها العديد من الدول العربية.



الاعلام الشعبي

امد / بقلم: د.أسامه الفرا

هيمن الاعلام الحكومي على مدار عقود عدة على وسائل الاعلام المختلفة،امتلك خلالها بشكل حصري المادة الإخبارية الشحيحة، لم ينافسه أحد على عرشه فباتت الرتابة أكثر ما يميزه، حاله كرجل استيقظ متاخراً متثائباً، فلم يواكب الصباح بمستجداته ولم تخرجه تعابير وجهه من شرنقة خبر استقبل وودع الحاكم، ورغم ذلك انتزعت الصحافة مكانتها كسلطة رابعة لها من النفوذ والتاثير ما لا يمكن انكاره او تجاهله.

وقبل عقود كنا نمضي الكثير من الوقت في ضبط هوائي التفاز علنا نتمكن من التقاط صورة مشوشة للقناة المصرية الأولى، كنا نرقب متغيرات الطقس لا نريد للسحب أن توقف موجاتها، ونحملق بتركيز فائق في الشاشة كي نصل إلى ملامح الصوت أو الصورة، والجمع بينهما أضغاث أحلام، على الجانب الاخر دقات ساعة «بيغ بن» ينثرها المذياع في الشوارع، ليتبعها صوت رخيم معلناً «هنا لندن»، وصوت العرب يكابد وهو يشق طريقه إلينا، هذه هي مكونات الاعلام التي كانت تصلنا، فيما الصحافة المكتوبة نصل إليها بشق الأنفس.

تبدلت الأمور وازدحم الفضاء بالمعلومات، وباتت حيرتنا في الانتقاء مما هو في متناول أيدينا وطوع رغباتنا، والأهم ليس في تنوع ادوات الصحافة والاعلام ولكن ما باتت تتمتع به من رشاقة تمكنها من سبر أغوار الخبر، لم تكتف الصحافة بمكانتها كسلطة رابعة، بل تحولت لصناعة تنافس الصناعات الانتاجية الأخرى، خلال السنوات القليلة الماضية دخل رأس المال إلى غرف الصحافة المختلفة، ومنحها قدرة فائقة على الانتشار الأفقي والرأسي، وتحول الاعلام الخاص لقوة مؤثرة في توجيه الرأي العام، ومما لا شك فيه أن اصحاب رؤوس الموال ممن اقتحموا مجال الاعلام وضعوا نصب أعينهم جني المكاسب المالية من وراء استثماراتهم فيه ومن جانب آخر الاستفادة من قوة التأثير الذي يخلفها الاعلام على مكونات المجتمع الرسمية والشعبية، ما يمكن أن يسجل للاعلام الخاص أنه كشف عورة الاعلام الرسمي وأطاح به جانباً، وإذا ما قدر للاعلام الخاص أن يقتح آخر معقل للاعلام الرسمي المتمثل في وكالات الأنباء، فمن المؤكد أن ذلك سيكون بمثابة تخلي الاعلام الرسمي طوعاً أو كراهية عن دوره، فلن يكون بمقدوره الصمود أمام الملايين التي تحرك عجلة الاعلام الخاص.

بالمقابل، تقنية الاتصالات وما فتحته من ابواب واسعة في التواصل الاجتماعي «فيسبوك وتويتر» ومن قبلهما المواقع الالكترونية وما توفره الشبكة العنكبوتية من قدرات، خلقت اعلاماً جديداً، ينافس بجدية الاعلام الرسمي والخاص، وهو ما اصطلح على تسميته بالاعلام الشعبي، حيث يتطوع الملايين من البشر في صناعته، والقدرات البشرية التي تشارك في نقل وتوزيع الخبرفيه لا يمكن لأي جهة أخرى منافستها.

صحيح أن الاعلام الشعبي لا يعترف ببعض مستلزمات الاعلام من إخراج وصياغة صحفية وتحليل، ويتسم بالصفة العشوائية ولكن حتى هذه تجعله أكثر مصداقية كونه يخرج على طبيعته دون تجميل وبعيداً عن مبضع الرقيب وقنوات التوجيه، وهو أشبه ما يكون بوجبة شعبية لها مذاقها الخاص، من الواضح أن التطور المضطرد في تقنية الاتصالات وسهولة الوصول إليها والتعامل معها ستزيد من قدرة وفعالية الاعلام الشعبي، ليس فقط في نقل المعلومة وتداولها وإنما وهذا هو الأهم في صياغة الرأي العام، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار متطلباته التي باتت تقتصر على هاتف نقال هو في متناول الجميع.



أبوإياد وأبومحمد وأبوالهول الرقم الصعب في منظومة الأمن ..

امد / م.أحمد منصور دغمش

في الذكرى الـ23 لإغتيال قادة الأمن الموحد ، صلاح خلف "أبوإياد" وهايل عبد الحميد "أبوالهول" وفخري العمري "أبو محمد" علي يد الغدر والخيانة من أعداء شعبنا وقضيتنا وبمباركة بعض الدول العربية والإقليمية والدولية في خدمة تصب بمصلحة العدو الصهيوني لما سطره جهاز مخابرات منظمة التحرير الفلسطينية من إنتصارات في حرب المعلومات والأمن وحماية المؤسسات والشخصيات وحتي الطلبة والجاليات الفلسطينية في الشرق والغرب حيث إستطاعت الحنكة المعلوماتية والإستطلاعية للثورة من إفشال عدة مخططات صهيونية علي قاعدة إسقاط ما يمكن إسقاطه فوقف السد المنيع أبو إياد ورفاقه في وجه جهاز الشين بيت والموساد وغيرهم من بعض أجهزة الأمن العربية العالمية التي وجدت لخدمة مصالح العدو فأوقعوا الرعب في قلوب الأعداء وخشيهم البعض وإحترمهم الكثيرين وخاف من غضبهم ما تبقي من هذا العالم الغير عادل فأصبحت أجهزة أمن العالم أجمع تترقب وتتابع وتحلل كل كلمة أو تصريح لأي من قادة الثورة وعندما كان يجتمع المجلس الثوري لحركة فتح يقف الأمن العالمي علي قدم وساق فاتحآ أذنيه للقرارات التي سينتجها الإجتماع "لذلك إفتقدناكم" كانت تتحرك حكومات وحكام ووزراء وحتي رؤساء وملوك وزعماء يسترضون ويستسمحون الزعيم الخالد ياسرعرفات إذا غضب لأنهم يعلمون علم اليقين أن فتح إذا قالت فعلت في ذلك الوقت وكانوا متأكدين أن هناك رجالآ تنتظر إشارة من أبو إياد أوأبو جهاد لتزلزل كيانات أنظمة ، مكالمة تليفونية من أبو إياد كانت تربك أوربا شرقها وغربها وتتوالي وفود المصلحين من الشرق والغرب كي تنفذ أوامر القيادة الفلسطينية ، تصدى جهاز الأمن الفلسطيني في تلك الحقبة من عمر ثورتنا لكل المؤامرات فأصبحت كل دولة تخشي علي مصالحها من غضب الثورة الفلسطينية وأصبح قادتها قرناء للملوك والرؤساء والزعماء ، كانوا أقل من هذه الأيام في العدد والإمكانيات لكنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع شعبهم وكانوا يمتلكون الإرادة وزمام المبادرة وتلك هي المقومات التي نفتقدها في هذا الزمن فنام أعدائنا ليلهم الطويل وهم متأكدين بأن رجال الأفعال قد رحلوا ، لذلك أقول "إفتقدناكم" نحتاج في هذا الزمن لعاطف بسيسو وأبو داود ، نحتاج لدلال المغربي ورفاقها ، إستفحلت فينا المصالح الشخصية وأصبحنا لا نبصر ولا نفكر ولا نحلم إلا بها ،، وطن يقطع ومقدسات تدنس وشعب يعاني ويلات في شقي الوطن وفي مخيمات اللجوء ،، مخيم اليرموك يفتقد أبوعمار وأبوجهاد وأبوإياد وغيرهم من الرجال الذين كانوا يقولون إذا رأيتمونا نتقدم في المعارك فإتبعونا وإن رأيتمونا نتراجع فقومونا ببنادقكم ، كانت المنافسات في ميادين العزّ وليس بالقصور والفنادق والشركات والثروات ، لن نعيش علي ذكريات الماضي طويلآ لأن الثقة بالمستقبل سيعيد مجد الإنتصارات رغم حالة الجزر التي تمرّ بها حركتنا إلا أن الأمل في مدرسة القادة العظام ما زال موجود وستعود الأيام لتثبت أن لا صوت يعلو فوق صوت البندقية ولا صوت يعلو فوق صوت الوحدة الوطنية ولا صوت يعلو فوق صوت شعبنا الفلسطيني البطل ، سيعود الزمن الذي كان فيه الفلسطيني يعتزّ بفلسطينيته في كل مكان وستشرق شمس الحرية والكرامة علي كل فلسطين ، وسيبقي غرسكم طيب يا قادة الثورة بكافة أجنحتها العسكرية والسياسية والأمنية والإجتماعية والتعبوية والدبلوماسية والنقابات والمؤسسات والمجالس بكافة أشكالها فالغرس الطيب لا يثمر إلا طيب بعد وخصوصآ إذا ما كان مرويآ بدماء الشهداء حتي وإن طالت السنوات العجاف ، وحتمآ سيخرج شبل أو زهرة من أشبال وزهرات شعبنا ليرفع علم التحرير فوق أسوار القدس ومساجدها وكنائسها وستعلن أصوات المآذن وأجراس الكنائس بيان النصر والتحرير ..

رحم الله شهداء الثورة من قادة وكوادر وعناصر وفي مقدمتهم أبوعمار والشفاء للجرحي والحرية للوطن والأسري والعودة القريبة لأحضان الوطن والعهد هو العهد وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .



لازمة التحدي والصراع الاستيعابي

امد / بكر أبوبكر


سجلت حركة فتح مئات الصنائع البيضاء والإنجازات في الفكر السياسي العملاني الواقعي إذ استطاعت إخراج المناضلين من مفاهيم (الجمود) و(التقوقع) و (أحادية التفكير) ومضمون العمق القومي الواسع فارغ المضمون ، ومن ضيق الفكرانيات (الأيدولوجيات) الأقصائية تلك المكتفية بنفسها والمنكفئة على ذاتها إلى رحابة التفكير الحر والتعددية والتنوع والتسامح الذي أسس بحق لفكر (التشاركية) في ممارسة الديمقراطية بعد قيام السلطة الوطنية الفلسطينية في فلسطين والذي جعل من مفاهيم المدنية جزءا أصيلا من دستور فلسطين القادم.

مرت حركة فتح كما هو شأن حركة المجتمع ككل بانتكاسات وأزمات وكبوات لا شك في ذلك، ولكن قدرتها على تجاوز الآلاف منها تلك الصغيرة والكبيرة هي التي جعلت من عمر خمسين عاما على انطلاقتها شباب دائم وربيع متواصل وقدرة فائقة على ضغط الظلام بين نهارين.

(التحدي) سمة لازمة في شخصيته الفتحوي و(الحرية) سمة أخرى، فمن يتحدى يكون حرا ، و أنّى لعبد أن يتحدى سيده؟! لذلك استطاعت حركتنا- وما زالت- أن (تكسر) المستقرّ من المعادلات فكانت الرقم الصعب في معادلة الشرق الأوسط كما قال عنها الخالد فينا ياسر عرفات.

الصراع الاستيعابي أم الاقصائي؟

إن منطق الصراع في حركة فتح لم يكن يوما يسير باتجاه الحائط المسدود ، ولم يكن ليمثل قفزا بين الحبال، وانما كان في محصلته ونتيجته استيعاب وتقارب وإبقاء، لذلك وجدنا وما زلنا نجد اليوم بعد 50 عاما في حركة فتح مشارب ومسارب ومهابط وموانئ متعددة في ظل أن البئر واحدة والسماء واحدة والهدف فلسطين.

(الصراع) قد يكون اقصائيا كما حصل في تنظيمات اليسار التي لطالما انشقت على أسس فكرانية أو سياسية أو خارجية فشكلت فصائل وجبهات متعددة ، و لطالما كان الاقصاء لدى الفكرانيات الدينية على قاعدة التنزيه للشخص أو القيادة أو الرأي فكان لكل من فكّر بحرية أن طُلِب منه الخروج كما حصل مع د.اسماعيل الشطي في الكويت وثروت الخرباوي ومختار نوح من قيادات الاخوان المسلمين.

الصراع باعتباره شكل من أشكال الاضطراب داخل الشيء أوفي الكيان أو في ذات الانسان لا يتحدى (الافتراضات أو المسلمات أو الثوابت الأساسية ) التي يقوم عليها النظام التنظيمي أو المجتمعي أو الذاتي، ومتى ما حصل ذلك فان الانشقاق أوالحرب تكون النتيجة الحتمية له كما أشرنا.

لم يكن الصراع –عدا عن حالات محدودة- في مسيرة حركة فتح صراعا مؤداه الخروج أو الاحتراب حيث تتكتّل المعسكرات والجيوش وتتحارب بعنف ، وعلى العكس من ذلك شكّلت حركتنا قدرة على (إدارة الصراع) سواء ذلك الاقليمي أو الوطني أوالداخلي في سياق ثوابت الاستقلالية والوحدة والتعاون، و أننا موجودين بالضرورة في معادلات التغيير الوطنية والجماهيرية.



واقع قوى اليسار الفلسطيني ومستقبله ..!

امد / شاكر فريد حسن

من نافلة القول أن لقوى وفصائل اليسار الفلسطيني ، التي تعتبر قوى وفصائل تاريخية في ساحة العمل الوطني والنضالي الفلسطيني ، أدواراً هامة ورئيسية في المحطات المفصلية والانعطافات الوطنية السياسية والنوعية الفلسطينية ، حيث كان لها مشاركات واسعة وعظيمة على امتداد التاريخ الفلسطيني ، وإسهامات في بث الوعي ونشر الفكر الديمقراطي التنويري ، وحمل شعلة النضال والكفاح الوطني التقدمي الفلسطيني ، والمشاركة في نضال وانتفاضات شعبنا البطولية ضد الاحتلال ، ولأجل الاستقلال والحرية وبناء الدولة الوطنية المستقلة ، وفي تحقيق الكثير من الانجازات والنجاحات عبر مسيرة النضال ، وطرح المبادرات والبرامج والعمل الشعبي النضالي .

ولا شك أن حال القوى اليسارية الفلسطينية لا يختلف عن حال قوى اليسار في الوطن العربي ، فقد أصابها الضعف والترهل والانكفاء والانطفاء ، وتراجع دورها الريادي والطليعي والتعبوي ومكانتها كقوى نهوضية فاعلة في المجتمع الفلسطيني ، وانحسر مشروعها الديمقراطي المدني ، وتقلص أداؤها على كل المستويات مع انهيار منظومة الاتحاد السوفييتي السابق ، ومع بروز وصعود تشكيلات جديدة في الخريطة السياسية الفلسطينية ، وهي قوى التيار الإسلاموي ممثلة بحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ، اللتين حظيتا بالتعاطف والانحياز الشعبي ، الأمر الذي أضعف من حضور قوى اليسار ، التي وجدت نفسها منذ العام 1990 أمام معادلة جديدة في الساحة الفلسطينية .

ويضاف للعوامل التي أدت إلى تراجع القوى اليسارية الفلسطينية حالة التشتت والتفكك بينها ، وفشلها في توحيده صفوفها وتشكيل قطب يساري شعبي فلسطيني موحد ، يشكل قارب النجاة للشعب الفلسطيني وطبقاته الفقيرة الكادحة والمسحوقة ، رغم نجاحها في قضايا وطنية عديدة وإخفاقها في أخرى.

وفي ظل ما يشهده الواقع الفلسطيني ويعصف فيه من أزمة عميقة على مختلف الأصعدة ، تتجلى بشكل واضح في حالة الانقسام والتشرذم الداخلي وفشل كل محاولات رأب الصدع وإنجاز المصالحة الوطنية ، علاوة على التحولات الإستراتيجية الكبرى في المنطقة وما يترتب عليها من تغير في موازين القوى ، وما يرافقها من حالات عنف وطائفي ومذهبي وديني . وعلى ضوء الأزمة الحقيقية التي تعيشها حركة "حماس"بعد سقوط وفشل المشروع الإسلاموي في المنطقة العربية ، وربط مصيرها بمصير حركة "الإخوان المسلمين" ، وكذلك أزمة حركة "فتح" السياسية في ظل إخفاق المفاوضات ورهانها على اوسلو والدور الأمريكي . إزاء كل ذلك ، وأمام كل التطورات والتغيرات العاصفة والتقلبات السياسية ، هناك أسئلة وتحديات سياسية واجتماعية وثقافية ونضالية كثيرة وهائلة تواجه قوى اليسار ، التي من المفروض أن تشكل قوة ثورية تنهض بأوضاع الشعب وجموع الناس في ميادين العمل والكفاح ، وقوة إنهاض وإصلاح وتصحيح لاهتزاز واختلال المفاهيم والمعادلات الفلسطينية ، وهي أسئلة تحتاج إلى أجوبة واضحة .

إن الفرصة الآن مواتية أمام القوى اليسارية والمدنية والديمقراطية الفلسطينية للخروج من حالة الركود والسبات والانكفاء نحو حالة النهوض والمبادرة والفعل ، والعمل على نقد مسيرتها وبناء نفسها وتجديد ذاتها وبلورة إستراتيجية جديدة ، وتقديم نفسها كبديل سياسي واجتماعي وثقافي ونضالي لكسر معادلة الاستقطاب وإنهاء حالة الانقسام المدمرة في الشارع الفلسطيني . وهذا كله مرهون بقدرة هذه القوى على المراجعة النقدية والقراءة الصحيحة الشاملة العميقة لمجمل التحولات السياسية في المنطقة على قضية شعبنا الوطنية التحررية ، وإنهاء ظاهرة العمل الفوقي النخبوي ، والتغلغل بين أوساط الشعب والجماهير ، وكذلك مجابهة الأسئلة التي يفرضها الواقع الفلسطيني الراهن وصولاً إلى تشكيل جبهة يسارية فلسطينية موحدة وعريضة تضم كل المؤمنين بالخيار الديمقراطي ، وتدافع عن غالبية أبناء الشعب الفلسطيني من عمال وكادحين وعاطلين عن العمل ، وتكون بديلاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً يتجاوز خيار الإسلام السياسي الذي تمثله حركة حماس واثبت فشله في الحكم ، وخيار حركة فتح الذي تكشفت حقيقته أيضاً على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وعليها التعبير عن هويتها الفكرية الأيديولوجية بشكل واضح وبدون تأتأة .

إن تحقيق ذلك من شأنه أن يعيد لقوى اليسار الفلسطيني عافيتها ودورها ومكانتها ومجدها الغابر ، وبدون ذلك ستغرب شمسه وتزول ، وستختفي قواه عن مسرح الأحداث والتاريخ .



اليرموك وصمة عارٍ في جبين الأمة

امد / د. مصطفى يوسف اللداوي

(2)

اليرموك اسمٌ عريقٌ يحمل دلالةً عظيمة، ومعاني مجيدة، تهتز لذكره المشاعر، وتفيض معه الأحاسيس، وتتوارد به الأفكار، وتقفز إلى الذاكرة منه سيولٌ من الأحداث والذكريات، فهو أرضُ معركة، وساحةُ قتال، صال فيها خالدٌ، ومار فيها أبو عبيدة، ومشى فوق ترابها خيرةُ صحابة رسول الله، ودفن في جوفها رجالٌ خاضوا فيها أعظم معركةٍ صنعت للأمة مجداً، ورفعت للدين راية، وأدخلت الإسلام إلى الشام، فرفعت به شأن العرب، وصنعت منهم أمة، لتكون من بعده دمشق عاصمةً للدنيا، وحاضرةً للعالم، منارةً للهدى، وعلماً للإسلام، وسيفاً يدافع عنه، ويرفع رايته، نصرةً وجهاداً، ورباطاً وثباتاً.

مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية مساحةً، وأكثرها سكاناً، وأفضلها تنظيماً، وأجملها بناءً، وأكثرها خدماتٍ، وأحسنها موقعاً، إنه صنو مخيمي جباليا بقطاع غزة، وعين الحلوة في مدينة صيدا بجنوب لبنان، لجهة المساحة وعدد السكان، يعتز به الفلسطينيون، ويحرص على الإقامة فيه كثيرٌ من السوريين، إنه عاصمة المخيمات الفلسطينية في سوريا، وعنوانها الأبرز، ولعله أحد أهم عواصم الشتات واللجوء الفلسطيني، كان منذ أن نشأ في بداية خمسينيات القرن الماضي، معقلاً للرجال، ومنبعاً للأبطال، ومدرسةً للثوار، تخرج منه آلاف المقاتلين، ومئات القادة وكبار الضباط، ومنه خرج المدد المقاتل، والزحف الكبير إلى لبنان، ليشارك في الدفاع عن أرضه، والذوذ عن حياضه، نصرةً للمقاومة الفلسطينية واللبنانية، وفيه سقط آلاف الشهداء دفاعاً عن أرض العرب في لبنان، أو استشهدوا في عملياتٍ جهادية داخل فلسطين المحتلة، وغيرهم كثير من الأسرى والمعتقلين الذين قضوا سنواتٍ طويلة من عمرهم في سجون العدو الصهيوني ومعتقلاته.

لا يقوى أحدٌ على تجاوز مخيم اليرموك أو إهماله، فيخطئ في حقه ويضل في تصنيفه، وينكر أثره، أو يغمطه حقه، أو يخفي دوره، متجاهلاً معالمه، ومتجاوزاً مكانته وموقعه، فهو يتصدر المخيمات الفلسطينية، ويتقدم على كل التجمعات السكانية في الوطن والشتات، ولعله أحد الحواضر المدنية الفلسطينية الكبيرة، ففيه مدارسٌ ومعاهد، ومساجدٌ ومؤسسات، ومستشفياتٌ ومصحات، وأسواقٌ ومتاجر، وملاعبٌ ونوادي، وساحاتٌ وميادين، ومحكمةٌ وبلدية، ومراكز حكومية وأخرى أممية، وفيه كل التخصصات الطبية والمختبرات الفنية، ومكاتب الهندسة والعمران، ومكاتب المحامين وكتاب العدل، وغيرهم كثير ممن تزدهر بهم المدن وتتميز.

لا فلسطيني غريبٌ في مخيم اليرموك، ولا احساس فيه بالوحدة أو الغربة، ولا معاناة بين أهله، ولا ضيق أو تبرم بين سكانه، فالألفة والمودة تجمع أهله، وتنظم العلاقة بين ساكنيه، في نسيجٍ فلسطيني وطنيٍ حميم، لا يعرف الكراهية، ولا يستجيب لمعاني البغض، ولا يقيم وزناً لمفاهيم التمييز والفرقة، بل يتساوى سكانه، ويتعاون أهله، ويتكافئ شعبه، ويتضامنون فيما بينهم، فلا شكوى من جوع، ولا ضائقة من فقر، ولا احساس بالظلم أو الضيم، في تركيبةٍ سكانية فريدة، جمعت شمال فلسطين إلى جنوبها، مع أهل غزة وسكان الضفة الغربية، فضلاً عن المقدسيين وبدو النقب، وغيرهم كثير ممن فضل الإقامة فيه، والسكن بين شارعيه الكبيرين، اليرموك وفلسطين.

ما كان أحدٌ يظن أن هذا التجمع السكاني العمراني الكبير، الذي يسمى اليرموك، إنما هو مخيمٌ فلسطيني، يضم بين جنباته مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، ممن أكرهوا على الهجرة، وأجبروا على النزوح، فقد كان مدينةً زاهرة، وحاضرةً عامرة، ومباني عالية، وشوارع واسعة، وسوقاً نشطاً، لا يفتر ولا يهدأ، ولا يتعب ولا يمل، ولا ينام أهله، ولا تطفأ أنواره، ولا تتوقف فيه الحياة، ولا تسكن فيه حركة السيارات، ولا يشكو أهله من نقصٍ أو حاجة، ولا يعتذر سكانه عن إكرامِ ضيفٍ أو استقبال غريبٍ، لفقرٍ أو حاجة، فكل ما تشتهيه النفس موجودٌ، وما يحتاج إليه الناس متوفرٌ، بأسعارٍ زهيدة، وبكمياتٍ وفيرة.

والناس فيه آمنةٌ مطمئنة، ساكنةٌ راضيةٌ وادعة، لا يخافون من شئ، ولا يقلقون على شئ، ولا يفزعون من خطر، ولا يشكون من شر، فلا سرقاتٍ تؤرقهم، ولا جرائم تقلقهم، ولا أحداث تروعهم، أطفالهم يذهبون إلى مدارسهم، ويعودون إلى بيوتهم بسلامةٍ وأمان، وبناتهم يذهبن إلى وظائفهن والجامعات، فلا يخفن على أنفسهن، ولا يقلق عليهن ذووهن، ويعدن إلى بيوتهن ولو أظلمت الدنيا، وأرخى الليل على الكون سدوله، فلا يعتدي عليهن أحد، ولا يتحرش بهن شاذ، ويهب في حال تعرضهن للخطر كل الناس لنجدتهن ونصرتهن، ورد الخطر عنهن، وملاحقة ومعاقبة من حاول المساس بهن.

يعيش الفلسطينيون في اليرموك وفي كل المخيمات الفلسطينية على الحياد، يعرفون أنهم ضيوفٌ لاجئون، وسكانٌ مؤقتون، فلا يتدخلون في الشؤون العامة والخاصة للدولة السورية، ولا يقحمون أنفسهم في خصوصياتهم، وفيما هو حقٌ لهم وحدهم، رغم أنهم لا يشكون من سياسات الدولة تجاههم، فهي تحسن معاملتهم، وتسخى عليهم، ولا تفرق بينهم وبين السوريين في العطاء والخدمات، وفي الوظائف والفرص، وفي البعثات والهيئات، بل تمنحهم ما تمنح مواطنيها، وتعطيهم مما لديها.

أصاب اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك وفي عموم سوريا حزنٌ شديد، وألمٌ كبير، لما أصاب السوريين ولحق بهم، فقد دمرت بلادهم، وقتل عشرات الآلاف من أبنائهم، وشرد شعبهم، وضاع مستقبل أجيالهم، ونزلت بهم محنٌ وكوارث، لا يتصورها السوريون، ولا يتوقعونها في يوم، وظن الفلسطينيون أنهم بحيادهم ولجوئهم بمنأى عن الأحداث، وأن نار الحرب لن تطالهم، ولعنة الموت لن تصيبهم، وفوضى القذائف لن تصل إليهم، فما الذي أصاب مخيم اليرموك وأهله، وما الذي حل به، ومن الذي أقحمه في حمأة الأحداث السورية، وزج به في أتون الحرب، ونار الفتنة، فخرب عمرانه ودمر بنيانه، وشرد أهله، وجعله جزءاً من المعركة، وطرفاً في المعادلة، وأداةً في الحرب؟ ...



عهد الكيف

امد / سمير الاسعد

يثير اكتشاف المصنع الأخير لإنتاج المخدرات الثقيلة في مدينة طولكرم الخوف والقلق الشديدين بعدما أظهرت تحقيقات جهاز الأمن الوقائي أن المصنع يعمل بتقنيات عالية جدًا ومجهّز لإنتاج المخدرات الثقيلة (الهيروين والكوكايين) وانه يعمل بتقنيات تكنولوجية حديثة جدا ومعدات ضخمة وباهظة الثمن ووراء تشغيله عصابة منظمة تابعة للمافيا الإسرائيلية تعمل على تصنيع المخدرات الخطيرة وتقوم بترويجها .
المثير للسخرية أن حروب المافيا التي تنتشر في كل بقاع العالم وصلت أخيرا الى فلسطين وأصبحت تشترك مع المافيا الفلسطينية المشهورة عالميا والتي تعمل داخل المدن التي تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية في إنتاج يغطي منطقة الشرق الأوسط !! حيث استضافت مافيا فلسطين المافيا الإسرائيلية بعد نجاح الأخيرة في تدمير الشعب الإسرائيلي وتوسعت لتكتسح باقي دول المنطقة . وهذا ما قد يعتقده أي شخص في هذا العالم يسمع هذه الأخبار المبهرة لشعبنا الذي يسعى جاهدا لنسيان مصائبه بعهد جديد من صناعة الهروين والكوكايين .

الغريب في الأمر أننا لم ندرك أن هناك عمل منظم لقطاع الجريمة في فلسطين حيث كنا نسمع دائما أن هذه الأمور لم تصل الى حد أن تصبح ظاهرة وأنها اقتصرت فقط على محاولات فردية عقيمة لم ترقى الى ابعد من ذلك أبدا حيث جاءت المفاجأة قاسية عاصفة لتعلن حالة التردي التي وصلنا إليها والتي إن استمرت سوف تغرق وتدمر نضالاتنا الماضية وتهيأ لنا مستقبلا غامضا غير مبشر بخير .

المؤشرات تؤكد وجود حالة ريا وسكينة انتقلت من مصر الى دوار "السلام" في طولكرم لتسكن بجانب مديرية الشرطة وتنشأ معملا لزراعة الماريجوانا بتقنيات حديثة داخل منازل مغلقة فيها العديد من الأدوات والمعدات الخاصة في نمو النباتات بعيدًا عن أشعة الشمس، وهذا بحد ذاته صفعة قاسية لأجهزة الأمن واستهتار بهم وبكل قيم ومبادئ وتراث الشعب الفلسطيني بأكمله .

وقد نجحت هذه الفئة الضالة في التغلغل داخل المدينة وتجاوزت كل المحاذير واخترقت كافة الخطوط التي طليت باللون الأحمر ووصلت الى نقطة حرجة كان الوصول إليها صعبا قبل ذلك وتجاوزت حواجز العزة والكرامة والفخر ، إلا أننا نرفض تشبيهها بظاهرة السرقات التي انتشرت قبل ذلك والتي أصر البعض على تبرئة ساحة أجهزة الأمن في عدم منعها وانتشارها بالسرعة المناسبة بحجة أن حدوثها كان متوازيا مع دخول قوات الجيش الإسرائيلي للقيام بنشاطاته الأمنية الليلية والنهارية داخل المدينة وضواحيها.

التدمير لاسس وأركان اقتصاد الشعب الفلسطيني هو الهدف الرئيسي للسياسات الحكومية الإسرائيلية وتعتمد في ذلك على الاغلاقات للمناطق والمنافذ الفلسطينية من جهة وعلى عربدة المستوطنين وشراستهم التي اكتسبوها من حماية الجيش لهم ومن التسليح الذي يفتقده المواطن الفلسطيني للتضييق عليه من جهة أخرى ، وفي هذا الوقت اكتملت الدائرة وجاءت الخطوة الأخيرة لإجبار الفلسطينيين على نسيان همومهم وحقوقهم وأراضيهم وأسراهم ومقدساتهم بالاتجاه للمخدرات والكيف ذات القدرة التدميرية الفائقة والسريعة لعقل الإنسان الذي تحتاجه إسرائيل مشوشا غير مميز .

لقد أطبق الفخ أخيرا وسنصبح شعبا يتاجر بالمخدرات التي ستفتح ذراعيها على مصراعيها وستأخذنا بالأحضان بعد أن فشلنا في تجارتنا التي اقتصرت على تأجير وبيع العقارات وسوق البالي وافتتاح المطاعم والمقاهي التي زاد عددها عن عدد السكان ودلت كثرتها على راحة البال والرضا وعلى ازدهار قطاع السياحة داخل المدينة ذات المعالم السياحية وعلى رأسها الشوارع العريضة والتي حصلت على المرتبة الأولى في نظافتها وخلوها من الحفر والمطبات .

إن تخريب هذه المدينة الهادئة عمل لا يغتفر ومكافحة آفة المخدرات أولوية تتكاثف من اجلها الجهود وتتعاون كافة فئات المجتمع من اجل مكافحتها بكل ما أوتيت من قوة وشدة ، لا لين فيها ولا تهاون لأنه لا يوجد فرق بين من يعمل على انتشارها وبين العميل الذي يتعاون مع المخابرات الإسرائيلية من اجل تحطيم الروح المعنوية لشعبه ، وإطفاء جذوة النضال داخله وإيصاله لمرحلة اليأس والاعتماد على جرعات المخدر حتى يشبع إدمانه وينسى ما دون ذلك.

إن بيع الأراضي لليهود لا يقل خطرا عن الإدمان على المخدرات التي تغيب العقل وتفرغ الجيوب وتؤدي الى انتشار المزيد من الجرائم النوعية والتي ارتفعت وتيرتها كثيرا في الآونة الأخيرة ، لأن عمليات القتل والسرقة من اجل الحصول على المخدر ستكون أسهل في حالة الإدمان الشديد ، كذلك ستسهل عمليات الارتباط والخيانة تحت تأثير المخدر وتٌخترع وسائل جديدة تفوق سرعة تطور وسائل الاتصالات .

ومهما كانت المحاولات لإجبار الشعب الفلسطيني على نسيان حقه في كل شيء داخل وطنه وتغيير سلوكه إلا انه اكبر من ذلك وأقوى ولن يركع أو يخضع لنزوات الجسد وإيماءات الاحتلال مهما حصل لأنه ببساطة يرفض التبعية منذ سالف عصره ولم ينحن قبل ذلك حتى في أحلك الظروف وفي كل المواقع ، وستكون قدرته في عينه الساهرة لردع هذه الظاهرة والتخلص منها بشكل جماعي متسلحا بالوعي ومتابعة الإرشاد في البيت والمدرسة والشارع كي تبقى بيوتنا نظيفة معقمة خالية من المخدر .

إن مكافحة هذه الظاهرة لا يقع على عاتق الأجهزة الأمنية فقط بل هو جهد يشارك به كل شريف يخاف على نفسه وعلى أولاده وعلى أبناء شعبه ، وهذا جزء من النضال من اجل استرداد الأرض والحفاظ على الإنسان في كامل جاهزيته من اجل بقائه صامدا سليم العقل معافى .



أنا أعظم من شارون

الكرامة برس / طلال الشريف

أنا الفلسطيني طبيب الجراحة المهجر العائلة من بلدة حمامة المحاذية من الشمال الغربي لمجدل عسقلان الواقعة على ساحل جنوب فلسطين، وواحد من نسل فقراء العالم طببت آلافا من الصابرين الفقراء وساعدت في إرجاع البسمة للكثيرين بالكلمة الطيبة وامتداد المشاعر الإنسانية وتقديم الخدمة الطبية لهم، وشارون احتل بلدي ومات محتلا للآخرين، ونكد على الآخرين وقتلهم، فأين عظمته؟

مارست السياسة والثقافة والرياضة بعيدا عن الأنظار وأحيانا في صدارة الإعلام والشعبية، تزوجت من قدرت وأحببت، وراعيت أبنائي وأمهم كما لو أنهم أنا وربيتهم على احترام الناس الإنسان وعمل الخير وتجنب الإضرار بالآخرين وأوصلتهم لأعلى درجات العلم دون انتهاك أو سرقة حقوق الآخرين من كدي وزوجتي ولم أرد جمع المال من عمل خاص مكتفيا بالقليل الذي تساوى مع الجهد الكبير الذي بذلته وعانيت منه من تعب الدراسة والمال القليل حين كان بالكاد يكفي أو كما يقولون عالحركرك، ولم أنم خارج البيت لقصف وقتل الآخرين كما فعل شارون طوال عمره، بل كنت أنام بالمستشفى للسهر على حياة الإنسان، فأنا أعظم من شارون.

خالفت الكثيرين وبقيت مقتنعا بأن الإنسان هو أغلى ما يوجد على الأرض ولا يجوز انتهاك حقوقه ودافعت عن شعبي وعن الناس والإنسان ولم أقتل بعوضة، ولم أكن حربيا أو تاجرا، ولم أكن مراوغا أو كاذبا و منافقا، ولم أتسبب في معاناة أحد، ولم أحتل أرضا ولم أبن مستوطنة أو جدارا في أراضي الآخرين، ولم اكن مسئولا عن عصابة تجارية أو مالية مسلحة أو مزورة، وليس لي مزرعة عجول أو خيول واكتفيت بالأقرب للنباتي وأحببت الخضار والفاكهة والإحساس بالمظاليم، ولم أكن مغرما بالشاورما وأكل اللحوم مثل شارون .

قناعاتي وأفكاري تبلورت مبكرا في فكرة الإنسان الحر الذي لا يؤذي الآخرين مادام سويا، وانحزت للمظلومين اجتماعيا، وتعمقت لديّ فكرة العدل عامة، والعدل الاجتماعي خاصة، وكرهت الظلم والظالمين والمدعين الطهارة وكان شارون ظالما لشعب آخر بكامله، فأنا أعظم من شارون.

لم أتذكر أنني تحايلت على قانون أو زورت ورقة أو أخفيت منفعة احتاجها الناس، ولم أمسك عصا أهش بها الغنم أو هددت إنسانا أو حيوانا، ولا أحب السلاح الذي يقتل الإنسان ولا أغبط حامليه والمفاخرين به ومستخدميه أو متاجريه، وشارون جرح الناس بقصد إماتتهم وأنا جرحت الناس بقصد إحيائهم ورفع المعاناة عنهم ، وقطبت جراح سببها شارون للإنسان. فانا أعظم من شارون.

لا أوافق على مقاييس العظمة والشهرة التي أسالت الدماء أو ستسيلها، ولا أوافق على مقاييس البطولة إلا في الدفاع عن النفس وضد الظلم إذا هدد الحياة، فالحياة لديّ مقدسة وهي قيمي. فأنا أعظم من شارون الذي أسال الدماء غزيرة للإنسان.

لا أوافق على الأساطير وتلك الأعمال الخارقة والخارجة عن سعادة الإنسان وأمقت العنف ولا أحب التمثيل بالإنسان بعد موته.

مقاييس العظمة في نظري ليس فيما درج عليه الناس لنسيانهم ما عاناه الآخرين وتسبب لهم الضيق والحرمان في طريق الشهرة والعظمة،

العظمة والعفارم أبسط من كل تلك المقاييس التي يحملها ويمجدها الناس أو كما وصلتنا عبر التاريخ للأسف دون أن يعرف المطبلين والمزمرين بأن العظماء من الإنسان أكثر عددا من هؤلاء الجالسين على قارعة العظمة ورواياتها من أمثال شارون.

العظيم من لم يبن مجده على دماء الآخرين وظلمهم والعظيم في كل عصر هو من يحمل الخير والمساعدة والمخفف لمعاناة أخيه الإنسان ولم يقتله أو يتآمر عليه، فهل كان شارون عظيما؟

الإنسان العظيم وأمثالي من يفتشون في شريط حياتهم وبصراحة النفس للنفس ولم يتركوا فيها للآخرين ظلما إن لم يكن قد ظُلم من الآخرين، هنا العظيم المشارك في الحياة دون ضرر أو ضرار ولكن نفعا و بنى مشوار حياته في حدود امكانياته دون امتصاص عرق أو دم الآخرين حيث فعلها شارون وغيره ويفعلها آخرين.

مقاييس العظمة التي وضعت في حياة الناس هي مقاييس قاسية ولا تعني لي شيئا ولديّ انسجاما كافيا ورضا عن النفس بتقبل الحياة والموت والنوم دون ازعاج وقلق من ظلم أو تحايل أو انتهاك للإنسان .. أي إنسان.

أجمل ما في الحياة هو عدم الخوف من دفع الثمن للآخرين وأنا الفلسطيني البسيط أعظم من شارون في ذلك فلم ينم شارون وأمثاله لحظة دون أن يفكروا في دفع الثمن وتقديم الحساب كما اصطلحوه، وأنا الفلسطيني مقبل على الحياة لاسترجاع حقي ولذلك يخشاني شارون ولصوص الحياة كلهم.

هذا الذي أكتبه هو كلام خاص يحمل صفة العموم لكل من أدرك مفاهيم عظمة من نوع آخر وكلامي ليس تضخما في الأنا ولا جنونا للعظمة وهو موجه لكل من يتقبل لغة حوار بطريقة مختلفة.

ليس عظيما من تسأله مرتين للمساعدة وهو قادر فيتقاعس في أي زمان أو مكان وهو أناني وبالقطع كل أناني لا يكون عظيما بمقاييسي.

الانتهازي والاستغلالي والمنافق والكاذب والقاتل واللص والمستغيب والمتآمر لن يكون عظيما حتى لو كان شارون أو فرعون.

كل انسان يعرف ما فعل من خير ومن شر وتبقى صورة ظلم المظلومين في مخيلة الظالم مهما أرخى عليها من ستائر النسيان، ويبقى العظيم الحقيقي هو من عاش بسلام ذاتي حقيقي حتى لو اغتاله الآخرين. لا تترك موقفا لحب الإنسان ومساعدته فقد تمضي اللحظة المناسبة للخير ويحل بك الندم ولن تكون عظيما على الاقل في نظر سائلك في لحظة احتياج.