المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء عربي 241



Aburas
2012-11-06, 11:33 AM
أقـــــلام وأراء عربي {nl} (241){nl}ماذا قال محمود عبّاس؟ (مقال مهم){nl}حازم صاغيّة عن الحياة اللندنية{nl}اصطفاف اليمين الإسرائيلي: محاولة أخيرة للإمساك بدفة التاريخ!{nl}مرزوق الحلبي عن الحياة اللندنية{nl}عن ضرورات ربيع فلسطين{nl}باسل أبو حمدة(كاتب فلسطيني) عن القدس العربي{nl}اسرائيل واجهت كفاح اللاعنف الفلسطيني بالحديد والنار(ينتقد فيه قناة الجزيرة){nl}أ. د. علي الهيل(أستاذ جامعي وكاتب قطري) عن القدس العربي{nl}لن نتنازل عن حق العودة وستكون هناك انتفاضة ثالثة ورابعة؟{nl} ابراهيم الشيخ عن القدس العربي{nl}اعترافات ليفني{nl}فاروق جويدة عن الأهرام{nl}دعوة للتحقيق فى غارة إسرائيل على الغاز المصرى{nl}فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}لا أهلا ولا سهلا باللوبي الصهيوني!{nl}جمال لعلامي عن الشروق الجزائرية {nl}إسرائيل تضرب جنوب مصر{nl}الياس سحاب عن السفير اللبنانية{nl}معنى مواقف وليد جنبلاط المتغيّرة{nl}محمود حداد (مؤرخ واستاذ جامعي) عن النهار اللبنانية{nl}«حق العودة» .. أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!{nl}عريب الرنتاوي عن الدستور الأردنية{nl}حكاية «فك الارتباط»!{nl}صالح القلاب عن الرأي الأردنية{nl}إللي بدري بدري وإللي ما بدري بقول غاز !{nl}سلطان الحطاب عن الرأي الأردنية{nl}الأردن وتصريحات عباس وحق العودة{nl}عبد الله المجالي عن السبيل الأردنية{nl}إسرائيل وإضعاف السلطة{nl}رأي البيان الإماراتية{nl}“إسرائيل”واغتيال “أبو جهاد«{nl}أمجد عرار عن دار الخليج{nl}..وحرب دبلوماسية جديدة{nl}كلمة الرياض يوسف الكويليت {nl}ماذا قال محمود عبّاس؟{nl}حازم صاغيّة عن الحياة اللندنية{nl}لمن لا يزال ينوي «تحرير فلسطين من النهر إلى البحر»، يبدو كلام الرئيس محمود عبّاس عن صفد وعدم الإقامة فيها جريمة عظمى. ذاك أنّ فلسطين التاريخيّة كلّها «لنا»، أمّا العائدون إليها فسوف يقيمون في أيّ مكان يختارونه منها. وهذا مشروع للتنفيذ «الآن، الآن، وليس غداً».{nl}لهؤلاء لا تشكّل إسرائيل، بقوّتها وترسانتها النوويّة وصلتها العضويّة بالعالم الغربيّ والإقرار الكونيّ بوجودها، سوى تفصيل عابر.{nl}أمّا الذين يقولون بمبدأ الدولتين الإسرائيليّة والفلسطينيّة، فيعرفون أنّ عبّاس لم يخرج كثيراً عن خطّ يمتدّ من إعلان منظّمة التحرير الفلسطينيّة «النقاط العشر» أو «البرنامج المرحليّ» أواسط السبعينات ليجد تتويجه في مدريد 1991 وخصوصاً في أوسلو 1993. فإذا صحّ استنتاج التخلّي عن «حقّ العودة» من عبارة عبّاس، فهذا لا يعدو كونه خطأً تكتيكيّاً صرفاً لأنّ موقفاً كهذا يستحقّ أن يُعلن في سياق التفاوض والأخذ والردّ، لا أن يُقدّم كما لو أنّه هدية مجّانيّة ومسبقة.{nl}أبعد من ذلك وأهمّ أنّ «حقّ العودة» لا يستوي مع قيام الدولتين. وهذا إذا كان صحيحاً مبدئيّاً، خصوصاً بالنظر إلى التوازنات السكّانيّة، فإنّ صحّته تتعاظم اليوم: ففيما تتبدّى منطقة الشرق الأوسط أدياناً ومذاهب وجماعات تخاف واحدتها الأخرى، وتفكّر واحدتها بالانفصال عن الأخرى، يلزمنا الكثير من السذاجة كي نقتنع بأنّ يهود إسرائيل سيقبلون بـ»عودة» ما بين 5 و6 ملايين فلسطينيّ، عربيّ ومسلم، للعيش في ربوعهم. هذا وهم محض وظيفته الوحيدة إحراج فكرة الدولتين تمهيداً لإنهائها، خصوصاً حين تترافق الدعوة إلى «حقّ العودة» مع التهديد بالتحوّلات العدديّة والديموغرافيّة لصالح العرب.{nl}فمنطقةٌ تعجز عن حلّ مشكلة كركوك، ما بين تعريب وتكريد وتتريك، تبدو فيها مسألة عودة الفلسطينيّين إلى فلسطين الـ1948 أقرب إلى براءة مسكونة بكثير من الشيطانيّة التي لا تريد أيّ سلام ولا تريد أيّة نهاية لعذاب الفلسطينيّين. وهذا مع الاحتفاظ بالحقّ الكامل في التشكيك برغبة فلسطينيّي الـ1948 وذريّتهم في «العودة» إلى مكان لا تربطهم به إلاّ الأغاني المتناقصة العدد. فهؤلاء باتوا سوريّين ولبنانيّين وأردنيّين أكثر كثيراً ممّا هم فلسطينيّون، اللهمّ إلاّ إذا كان هناك جوهر فلسطينيّ لا يحول ولا يزول ولا يتغيّر ولا تسري عليه معايير الحياة والتاريخ، وهذا طبعاً وهم آخر.{nl}فالفلسطينيّ الذي يرسمه البعض على صورة كائن ما إن يفتح عينيه صباحاً حتّى يبدأ التفكير بالتحرير والعودة كائنٌ مُتخيّل غير موجود. أمّا الموجود في الواقع فإنسان يفكّر في شؤون عيشه وحياته وعمله وحمله جواز سفر وتعليمه أبناءه.{nl}وأغلب الظنّ أنّ محمود عبّاس كان شجاعاً في إعلانه عن أسطوريّة الأساطير. فهو يعرف أكثر منّا جميعاً كم أنّ الفلسطينيّين ضعفاء، ويعرف أنّ انشقاق قطاع غزّة عن الضفّة الغربيّة أكثر كثيراً من سوء فهم «أخويّ» بين حركتي «فتح» و»حماس». فوق هذا، وبعدما كان العالم مشغولاً عن الهمّ الفلسطينيّ، بات العرب أنفسهم مشغولين عنه بهمومهم المحلّيّة والوطنيّة التي تستدعي طاقات جبّارة لمعالجتها. وفي هذه الغضون تزداد إسرائيل صلفاً وتطرّفاً وغطرسة، هي التي لا يمكن الرهان على أيّ شيء إطلاقاً من دون مرونتها واستعدادها للمساومة.{nl}أمّا الذين لا زالوا يريدون «تحرير فلسطين من النهر إلى البحر»، فيعرف عبّاس، ونعرف، أنّهم لا يملكون لهذا الغرض إلاّ طائرة أيّوب. وما أدراك ما طائرة أيّوب (المصنّعة طبعاً في إيران!).{nl}اصطفاف اليمين الإسرائيلي: محاولة أخيرة للإمساك بدفة التاريخ!{nl}مرزوق الحلبي عن الحياة اللندنية{nl}الاصطفاف اليميني الجديد في إسرائيل بين حزبي الليكود و «إسرائيل بيتنا» ليس جديداً إلا في قرار خوض الانتخابات في لائحة انتخابية واحدة. فالتحالف بين الحزبين قائم من قبل، وتطابق وجهات النظر في القضايا الكبرى والصغرى بينهما قائم هو أيضاً. ومع هذا فهو يحمل دلالات أبعد من الاصطفاف الحزبي الداخلي في إسرائيل وأبعد من مجرّد تموضع اليمين حيال ما يُمكن أن يكون تموضعاً جديداً لقوى الوسط الليبرالي عشية الانتخابات المبكرة في كانون الثاني (يناير) المقبل. فما الذي حصل وما الذي يُمكن أن يحصل؟{nl}لقد تطورت السياسة الإسرائيلية الداخلية منذ أواسط التسعينات على أربعة محاور. الأول: نشوء إجماع واسع يقضي بتطبيع علاقة الدولة مع المراكز الاستيطانية الكبيرة واعتبارها نهاشية وجزءاً من إسرائيل ضمن أي تسوية مع الفلسطينيين. الثاني: إدارة الصراع وإطالة أمد الوضع القائم ما استطاعت إسرائيل إليه سبيلاً في كل ما يتصل بالمسألة الفلسطينية وتحويلها إلى مسألة خدمات بلدية وتسهيلات حركة التنقّل وما تحمله من نمو طفيف في حركة التجارة والعمل. الثالث: الانزلاق بالديموقراطية الإسرائيلية المحدودة إلى نوع خاص من الأبرتهايد المتدرّج تناصره غالبية إسرائيلية مُطلقة في ظلّ الإصرار على إعلان إسرائيل دولة يهودية (الاعتراف الأميركي بإسرائيل في 1947 تم بشطب «اليهودية» من المستند الذي وقّعه الرئيس الأميركي حينها)، وهو إصرار موجّه إلى الفلسطينيين في الداخل تحديداً ولتوفير غطاء لسياسات إسرائيلية نحوهم. الرابع: إحلال التهديد الإيراني ومخاطر التحولات العربية على إسرائيل بدل استحقاقات المسألة الفلسطينية وبناء الخوف اليهودي كمادة لتشكيل الواقع وإدارة السياسات نحو الداخل الإسرائيلي ونحو الخارج، أيضاً.{nl}وفي رأينا أن تحالف اليمين - اليمين يصب في هذه التطورات ويسعى إلى دفعها قدماً من خلال تحقيق أجندات انتخابية وحزبية داخلية. بمعنى، يُمكننا أن نتلهى بأسئلة التفاصيل الصغيرة وما تسربه الصحافة الإسرائيلية من تفاصيل مثيرة أكثر أو أقلّ عن تمهيديات التحالف ودوافعه. أو يُمكننا أن نبحث الآن عن شكل اصطفاف ما يُمكن اعتباره قوى الوسط الليبرالية مقابل اليمين. وقد تكون في هذا وذاك بقية إثارة إعلامية ما على غرار ما أشيع في تل أبيب من أن التحرك قصد الالتفاف على المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية الذي من المفترض أن يبتّ في أمر تقديم لائحة اتهام ضد زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» عريس التحالف اليميني الجديد. لكنني أرجح أن القصد من التحالف أبعد من هذه التفاصيل بكثير. فهو اصطفاف يُقصد به الكسب الانتخابي الاستثنائي لغرض ضمان التأييد لسياسات إسرائيلية مندفعة إلى أمام في المحاور التي أشرنا إليها آنفاً، لا سيما الملف الإيراني والمسألة الفلسطينية.{nl}فنتانياهو الذي خسر المعركة ولو موقتاً على الملفّ الإيراني في السجال مع الرئيس الأميركي أوباما يستعدّ لكسبها في جولتها المقبلة بعد الانتخابات في إسرائيل وأميركا. ونرجح أن سياسات إدارة الصراع مع الفلسطينيين ستشهد زخماً يُقصد به تكريس الوضع القائم كوضع نهائي، من ناحية اليمين الإسرائيلي على الأقلّ الذي قد يبادر إلى انسحاب من جانب واحد من مناطق السلطة الوطنية. أما الجديد فهو تجاوز الخطاب الديموغرافي الذي يبثّه الليبراليون وفلول اليسار. فإسرائيل يمينية متماسكة حول قيادة يمينية ستستطيع، وفق هذا التحالف، إدارة الملف الديموغرافي أيضاً بين البحر والنهر.{nl}بمعنى، أن هذا اليمين المدعوم شعبياً والمستند إلى إجماع يتجاوز القاعدة الشعبية لليمين نفسه، والفاعل تحت غطاء مواجهة الخطر الإيراني يعتقد أنه لم يعد ملزماً في هذه المرحلة التاريخية بأي شيء تجاه المسألة الفلسطينية والفلسطينيين عموماً، بمن فيهم الفلسطينيون في إسرائيل نفسها بأي شيء سوى ما تحقق لهم حتى الآن، ويسعى للاستفادة من انشغال المحيط العربي بسيولة أوضاعه وانهياراته. أما إذا لم يعجبهم فليبلّطوا البحر أو يشربوه! المقولة العرفاتية ذاتها معكوسة يقولها للفلسطينيين في الجبل ولأولئك في الساحل أيضاً!{nl}طبعاً، ستندفع عجلة هذا التوجّه أكثر في حال رحل الرئيس براك أوباما وحلّ محلّه رومني. فمن المرجح أن يحضر الملف الإيراني بكثافة كحدث وخطاب تنبري القيادة الإسرائيلية اليمينية بحجتهما وتحت غبارهما تبرّر سياسات معادية لحقوق الإنسان داخل إسرائيل ومعادية للمسألة الفلسطينية تماماً. فمن سيسألها، في ظلّ تهديد وجودي إيراني، أسئلة الديموقراطية عن حقوق الإنسان أو حقوق الفلسطينيين ومسألتهم!{nl}يحاول اليمين الإسرائيلي كأي يمين آخر أن يحلّ المسألة اليهودية حيث وصلت على طريقة اليمين التاريخية، من خلال التمترس في تخوم الهوية والشحن والتجييش والركون إلى القوة. وهو في هذا يخطو في تقديرنا آخر خطواته باتجاه استقدام السيولة في المحيط العربي إلى داخل فلسطين التاريخية. يعتبرها هو لحظة تاريخية للانقضاض على الواقع ليشكّله على هواه ونعتبرها آخر محاولاته للإمساك بدفة التاريخ.{nl}عن ضرورات ربيع فلسطين{nl}باسل أبو حمدة(كاتب فلسطيني) عن القدس العربي{nl}من محاسن الكوارث ولا سيما السياسية منها وما أكثرها أنها تشحذ الذاكرة وتغدو لحوحة في استحضار مرادفاتها ومثيلاتها ومتناقضاتها التي راحت تتراكم في الذاكرة الجمعية على مر السنين، وليس أفصح من الذاكرة الشفاهية في هذه الحالة والتي عادة ما ترفع القبعات لها وتدق نواقيس خطر ضياعها واندثارها قبل أن يصار إلى تدوينها وإدراجها ضمن قوائم التراث الانساني لا لشيء إلا لأن الانسانية باتت على قناعة، على ما يبدو، بأن الذاكرة الرسمية تكذب دائما.{nl}في الذاكرة الشفاهية الجمعية الفلسطينية، يحكى أن فلاحا كهلا تعرض لشتى أشكال الترغيب والترهيب والاغواء ليبيع أرضه لما كانت الوكالة الصهيونية تعمل جاهدة على استملاك أي قطعة أرض في فلسطين في مطلع القرن الماضي لتبني عليها مستعمراتها وتسكن فيها ما تيسر لها من يهود تستجلبهم من أوروبا، فعرض وكلاؤها على ذلك الرجل الفلسطيني مبالغ متصاعدة لإقناعه بالتخلي عن أرضه وفي كل مرة كان يرفض فيها، كانوا يضاعفون المبلغ حتى بلغ بهم الأمر أن قدموا له شيكا على بياض ليوقعه ويضع الثمن الذي يريد مقابل التنازل عن أرضه. {nl}الرد الذي ساقه الفلاح البسيط كان بسيطا ومدويا في آن ودخل الذاكرة الجمعية الفلسطينية من أوسع أبوابها بحيث لا تزال الأجيال تتناقله حتى يومنا هذا ولا أحد يتصور أنه سيمحى منها في يوم من الأيام. قال لهم حينها: حسنا، حتى لو قبلت وقمت بالتوقيع على الشيك 'الأسود'، يلزمكم أخذ توقيعات كل الفلسطينيين فرادى وجماعات كي يصبح عقد البيع ناجزا لأن أرضي تخصهم جميعا ولا يعود تقرير مصيرها لي وحدي.{nl}إذا ضمت هذه الحكاية الحقيقية لمجموع القصص الكثيرة الأخرى التي تروى عن فلسطينيين حملوا معهم مفاتيح بيوتهم وأوراق الطابو التي تثبت ملكيتهم التاريخية للأراضي والديار الفلسطينة من البحر إلى النهر ومن الناقورة حتى رفح ، فضلا عن سيعهم الحثيث إلى ترسيخ صور ماضيهم وممتلكاتهم وحياتهم في أذهان أجيالهم اللاحقة التي ولدت وترعرت في المنافي والشتات، فإن من حق أي منهم أن يستهجن ويدين ذلك المسلسل الطويل من محاولات التنازل عن أراض فلسطينية، والذي كانت آخر فصوله تصريحات رأس الهرم السياسي الفلسطيني التي عبر فيها عن عدم رغبته في العودة إلى مدينته الجبلية الوادعة صفد.{nl}من حق أي فلسطيني أو عربي أن يضع تلك التصريحات في دائرة التعدي على حقوق ذلك الكهل وابنائه وأحفاده التي كفلتها لهم الشرائع السماوية والأعراف الدنوية، مثلما من حقهم أن يتساءلوا عن الأسباب الكامنة خلفها وعن الدوافع التي تجعل شخصية يفترض بها حماية تلك الحقوق تقدم على خطوة بهذا الحجم ان كانت تنم على شيء، فإنها تنم عن أمرين إثنين لا ثالث لهما، فإما أن الرجل بائس يائس خلت جعبته من أي تطلعات ولو بحدها الأدنى، وهو أمر مستبعد لأنه يبدو بكامل عافيته النفسية قبل الجسدية، وإما أنه مصطف في الخندق المعادي لحقوق الشعب الفلسطيني خاصة وأن الجميع يعرف أن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم تحتل موقع القلب في القضية الفلسطينية برمتها، فلا قضية فلسطينية من دون لاجئين فلسطينيين، وبالتالي، فإن التنازل عن قضيتهم يعني بالضرورة التنازل عن القضية الأم. {nl}أما إذا كان الرجل قد تعب وأعياه طول البقاء على رأس العمل السياسي والكفاحي الفلسطيني المعمد بملايين الضحايا بين شهداء وجرحى وأسرى ومشردين وملاحقين ومضطهدين في المنافي القريبة قبل البعيدة، فإن بوسعه التحلي بما يكفي من الجرأة والشجاعة ليخرج على الملأ ويعلن تنحيه عن موقعه القيادي وليترك لأبناء الشعب الفلسطيني الخيار في أن يقودوا دفة قضيتهم بأيديهم وبالطريقة التي يرونها مناسبة، لا أن يفرض عليهم وعلى من سيأتي من بعدهم منطقا سياحيا في التعامل مع حقوقهم في زمن طال فيه سقف الحركة الصهيونية وربيبتها الدولة العبرية كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها الضفة الغربية بكل قراها وأريافها ومدنها بما فيها مدينة رام الله مقر رأس النظام السياسي الفلسطيني نفسه. {nl}تشي أدبيات الدولة العربية بالكثير من الوقفات والاشارات التي تدعو إلى إغلاق ملف اللاجئين الفلسطينيين، فقد دأب استراتيجيوها على تذكير صناع القرار فيها بطرح هذا الملف الساخن على طاولة أي مفاوضات تجري فيما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني حتى لو أغفله الجانب العربي أو الفلسطيني نفسه، وهذه إشارة قوية لا لبس فيها إلى أن الحركة الصهيونية تدرك تماما مكمن الخطر الذي يهدد دولتها المصطنعة، وهنا يلحظ نوع من التساوق المذهل بين هذه التوجهات من جهة وبين تصريحات رأس الهرم السياسي الفلسطيني من الجهة المقابلة، الذي نسي أن حق العودة للاجئ الفلسطيني هو حق فردي وشخصي لا يمكن التنازل عنه إلا من قبل صاحبه وصاحبه فقط، مثلما نسي أو تناسى أن الحديث هنا يدور حول الغالبية الساحقة من أبناء الشعب الفلسطيني.{nl}الجانب الآخر من تلك التصريحات المتعلق بعدم السماح بأي انتفاضة مسلحة فلسطينية طالما بقي رأس الهرم هذا متربعا على عرش سلطة مهترئة لا يقل خطورة عن التنازل عن حق العودة بأي شكل من الأشكال، إذ أنه يوحي بأن من أطلقه شخص ينتمي إلى إحدى الدول الاسكندنافية المسالمة وليس إلى أرض متفجرة على النحو التي هي عليه منذ عقود من الزمن ومبتلاة بالاعتداءات والحروب وشتى أنواع الصراعات، متناسيا أن طريق التخلص من كل هذه المعاناة يمر عبر الدم الأحمر لا السجادة الحمراء، التي يبدو أنه استمرأ نعومة وبرها ولم يعد يرى غيرها سبيلا للمضي قدما في مقاربة القضية الفلسطينية. {nl}مطلقو هذه الدعوات يعرفهم الشعب الفلسطيني حق المعرفة وقد شهد الكثيرين عبر سنوات معاناته الطويلة ممن باتوا يعرفون بكاسحات الألغام أو البلدوزرات السياسية، التي يعلو هديرها كلما أريد تمرير فكرة أو مشروع ما يقتطع من حقوق الشعب الفلطسني، وكلما برزت حاجة إلى تمهيد الطريق أمام تراجع ما عن مسار تحقيقها، فالذاكرة الجمعية الفلسطينية لا تزال طرية ونشطة، ولم ينس الفلسطينيون بعد أن انطلقت ثورتهم حتى قبل أن تحتل جحافل الدولة العبرية الضفة الغربية وقطاع غزة وأن عين ثوار الأمس كانت على الديار التاريخية قبل أن تبدأ مسيرة التراجع تدريجيا وعلى أيدي فلسطينية أولا بدأ من طرح البرنامج المرحلي العتيد وصولا إلى إتفاقية أوسلو، بينما النتيجة خواء بخواء.{nl}آن الأوان لينخرط أبناء الشعب الفلسطيني في ربيع العرب وأن يدركوا أن الطريق إلى ديارهم تمر بالضرورة بنبذ النظام السياسي الفلسطيني، الذي قاد كل سلسلة التراجعات التي وضعت قضيتهم في آخر سلم أولويات صناع القرار في المنطقة والعالم، خاصة وأن الفساد في النظم المحيطة بفلسطين يقف على طرفي نقيض مع حقوقهم التاريخية وأن النظام السياسي الفلسطيني بات يشكل حلقة مركزية في منظومة الفساد العربية. {nl}اسرائيل واجهت كفاح اللاعنف الفلسطيني بالحديد والنار{nl}أ. د. علي الهيل(أستاذ جامعي وكاتب قطري) عن القدس العربي{nl}إستفزني برنامج (الجزيرة) الوثائقي 'أستاذ الثورة: كفاح اللاعنف'. ركز البرنامج على شخصية أمريكية تُدعى (جانشير) نشر كتابا 'من الديكتاتورية إلى الديمقراطية'. تحدث عن كل زاوية في الأرض إنتفضت ضد حكامها الديكتاتوريين، وأثنى على التظاهر السلمي للوصول إلى الحرية والعدالة والديمقراطية أو كفاح اللاعنف وهو ما سبقه إليه بعقود (مهاتما غاندي) في فلسفته الثورية 'الثورة السلبية' Passive Revolution ضد الإنجليز في الأربعينات وبالتالي ليس صحيحا ما ذكرته المعلقة في البرنامج أن (جانشير) رائد هذا النوع من الثورات. رائع وجميل وأخاَّذٌ كل ما تفضل به (جانشير)، وجهوده في تشجيع الثوار السلميين حول العالم بمن فيهم ثوار الإنتفاضات الشعبية العربية. كل ذلك لا يدعو للإستفزاز وإنما يدعو إلى الفرح الجميل ويبعث على التفاؤل، ونحيي (الجزيرة) على إمتاعنا بوثائقي من هذا الوزن. بَيْدَ أنَّ الذي أثار استفزازي أن (جانشير) لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد لكفاح اللاعنف الذي يشنه أطفال فلسطين على مدى أكثر من ستين عاما وخلال انتفاضتي 2000 و1987 ؛ بصدورهم العارية وبالحجارة في مقابل طائرات الإف 16 والدبابات والقنابل الفوسفورية الأمريكية والأوروبية وغيرها من أسلحة تقليدية وغير تقليدية أهديت 'لإسرائيل' لقتل الفلسطينيين وأشقائهم العرب ولسنا في حاجة أنْ نخبر (جانشير) عنها فهو عالم كبير في التغيير الإجتماعي ويعرف عنها أكثر منا.{nl}يبدو أن (السيندروم syndrome) الأمريكي المتمثل في نظرية (مكيافيلي) 'الغاية تبرر الوسيلة'، وسياسة الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة وتبني قانون للعالم وقانون خاص بإسرائيل باعتبارها دولة فوق القانون، قد تمكن من (جانشير). وربما أنه خشي ما لم يخشاه (جون ميرشيمار وستيفن وُلت ونعومي تشومسكي وروجيه جارودي) من ملاحقة اللوبي 'الإسرائيلي' والقضاء على ما تبقى له من عمر وأحلام في تغيير العالم إلا عالم أطفال فلسطين.{nl}إن قتل 'إسرائيل' ومواجهتها كفاح اللاعنف الفلسطيني بالحديد والنار وهو كفاح أكثر مشروعية من أي كفاح آخر، فالشعب الفلسطيني يرزح تحت أطول إحتلال في العالم، وتعرض أطفاله ونساؤه دعكَ عن شبابه وشيوخه لآلاف حوادث القتل المتعمد وبدم بارد الموثقة أمريكيا وغربيا على أيدي العصابات الصهيونية، لم يرَ فيه (جانشير) أي شيء يُلفت الإنتباه. هل من وجهة نظر (جانشير) أن ذلك ما تفعله 'إسرائيل' منذ 1948 وما قبلها وحاليا بالإغارة على غزة تقريبا بشكل يومي وتعسفها وإرهابها في الضفة والقدس يختلف عن ما فعتله الأنظمة الصربية والجورجية والقيرغستانية والإيرانية والسورية والتونسية والليبية والبحرينية والسعودية واليمنية والمصرية وغيرها من أنظمة العنف والإرهاب التي أسهب (جانشير) في التفصيل فيها في البرنامج الوثائقي؟.{nl}كان على المعلقة في الوثائقي أن تلفت انتباه (جانشير) إلى ضرورة أن لا يكون إنتقائيا، ويتناول كفاح اللاعنف الفلسطيني من منظور إنساني قد طالما أنه يتباكى على الإنسانية المداسة بأحذية الديكتاتوريين وهو صحيح، ولكنْ ماذا عن الفلسطينيين (الذين هم من البشر كذلك) الذين منذ ما قبل 1948 وهم وبلدهم ومقدساتهم وكل حقوقهم تُداس بأحذية الديكتاتوريين والمجرمين الصهاينة بضوء أخضر أمريكي وأممي وأوروبي ومن غير أي تعليق من (مجلس الأمن الدولي). ونكرر... أن (جانشير) يعرفهم واحداً واحداً. يبدو أن المعلقة مطلوب منها فقط أن تلمع هذه الشخصية (جانشير) الذي إستقبل أحد الثوار السوريين الشعبيين واحتضنه وقبله على الطريقة العربية وهو أمر مفرح، وأثنى على الثورات الشعبية العربية وتخلص العرب من الديكتاتوريين وهو أمر مفرح أيضاً، غير أنه يحدث لأسباب غير صحيحة إلى حد ما، مهما كانت نوايا (جانشير) حسنة. لأن المصداقية غير موجودة بعدم تطرقه للاعنف الفلسطيني المعروف للقاصي والداني ولجانشير نفسه، ولجانشير نفسه بَيْدَ أنه لم يُبدِها لهم (لحاجة في نفس يعقوب قضاها). {nl}لن نتنازل عن حق العودة وستكون هناك انتفاضة ثالثة ورابعة؟{nl} ابراهيم الشيخ عن القدس العربي{nl}عندما قرأت ما قاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقناة الثانية الاسرائيلية، وجدت نفسي اكتب، لان ما صرح به رئيس السلطة الفلسطينية لا يتقبله اي عقل فلسطيني ولا عربي، فهو ضد انتفاضة ثالثة طالما بقي في منصبه كرئيس لهذه السَلطة، وليست هذه المرة الأولى التي يصرح بها بانه ضد اي انتفاضة وضد الكفاح المسلح.{nl}لان اندلاع اي انتفاضة على ما يبدو سيقضي على مكتسبات سلطته والناس المنتفعين من هذه السلطة، ولن يكون لهم مكان بين المنتفضين الذين سيكونون مستعدين للتضحية من اجل فلسطين، ويبدو ايضا ان رفضه لاي انتفاضة هو تعهداته للمجتمع الدولي ولدولة الاحتلال التي ينسق معها من اجل قمع واعتقال هؤلاء الذين نذروا انفسهم لفلسطين والاستشهاد من اجلها، بأنه لن يستخدم الكفاح المسلح الذي اسماه عنفا، وكأنه يعترف بأن ما يقوم به الشعب الفلسطيني من دفاع عن النفس ومقاومة الاحتلال بالعنف، ولم يبق امامه الا ان يصف هذه الاعمال بالارهابية، وكل ذلك من اجل ماذا، من اجل ارضاء الكيان الصهيوني الذي اعترف بقتل القائد الكبير ابو جهاد علنا، وهذا كان معروفا للشعب الفلسطيني.{nl}ولكن اسرائيل كانت تعرف مسبقا بأنه لن تصدر اي ردة فعل من هكذا سلطة اثرت الخنوع والخضوع ، لان هذه السلطة فقدت كل اوراق الضغط على اسرائيل من خلال تخليها عن مقاومة الاحتلال ولا تقيم اي اعتبار لأراء الشعب الفلسطيني، وحتى لو اعترفت كذلك اسرائيل رسميا بأنها قتلت ابو عمار، ومعروف ايضا بأن اسرائيل هي التي قامت بذلك، فماذا سيكون بمقدور السلطة ان تفعله، بالتأكيد لا شيء.{nl}ان اكثرية الشعب الفلسطيني تؤمن بان عودة الحقوق لا تأتي من خلال التمنيات وانتظار ما ستقدمه اسرائيل للشعب الفلسطيني من خلال المفاوضات والتنسيق مع الاحتلال، وهي لن تقدم شيئا والايام سوف تثيت ذلك، وانما الحقوق يجب استرجاعها وانتزاعها بالقوة لأن هذا العدو لا يفهم سوى هذه اللغة. {nl}ان الشعب الفلسطيني يريد وطنا لكل الفلسطينيين وليس دولة أو دويلة على مقاسات السلطة الفلسطينية ورئيسها الذي اعلن انه لن يعود الى مدينته صفد التي هُجر منها مع عائلته، لانه وافق على حل الدولتين في حدود العام1967 ، نفهم هذا الكلام الدبلوماسي الذي من خلاله يريد استدرار تأييد الشعب الاسرائيلي وجلب تأييد دولي من اجل التصويت في الامم المتحدة على وضع دولة غيرعضو لفلسطين.{nl}الا ان الشعب الفلسطيني يريد من يطمأنه على استرداد حقوقه وعودته الى وطنه الذي يحلم به، واذا اراد السيد عباس التخلي عن حقوقه فهذه هي مسألته الخاصة، ولكن لا يحق له اجبار الشعب الفلسطيني التخلي عن حقوقه وارضه وبيوته التي شُرد منها وما زال ابناء هذا الشعب يملكون مفاتيح هذه البيوت .{nl}ان المقاومة حق طبيعي كفلتها الشرائع السماوية وحق كفلته القوانين الدولية، وتبدو المقاومة حق طبيعي لمحتل اغتصب الارض وشرد ساكينها وارتكب المجازر وما زال يرتكب اعمال القتل والتشريد والاعتقال، وكأن كل هذا لا يكفي لأن يقوم الشعب الفلسطيني بانتفاضة ثالثة أو رابعة ضد الكيان المغتصب للارض، فالتاريخ لن يرحم الخانعين للاحتلال والمتقاعسين عن اداء واجبهم الوطني، واذا لم يضح الانسان من اجل وطنه فماذا يتبقى له ليضحي من اجله.{nl}اعترافات ليفني{nl}فاروق جويدة عن الأهرام{nl}خرجت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني بتصريحات جريئة عن فترة عملها في الموساد وكيف كانت تمارس الجنس وتقتل من أجل بلدها وأكدت انها علي استعداد لأن تفعل مرة أخري ما فعلته في شبابها من أجل بقاء دولة إسرائيل.{nl}وان ذلك أمر مشروع في الديانة اليهودية.. والمعروف من تاريخ حياة السيدة ليفني انها كانت من العناصر النسائية الهامة في جهاز الموساد وكانت تمارس الجنس مع شخصيات هامة للوصول إلي معلومات تفيد الكيان الصهيوني.. واعترفت ليفني أخيرا في حديث مع جريدة التايمز الأمريكية انها مارست الجنس وقامت بقتل عدد من الشخصيات الفلسطينية وعدد آخر من العلماء العرب في دول أوروبية وقامت بابتزاز هذه الشخصيات للحصول علي معلومات أو التخلص منها واغتيالها.. وتاريخ الدولة العبرية يؤكد انها من أكثر دول العالم التي استخدمت العلاقات الجنسية في اعمال المخابرات واعتمد جهاز الموساد علي عدد كبير من النساء في هذه الأنشطة القذرة وكانت ليفني من اهم واشهر عناصر الموساد في هذه العمليات خاصة في فترة شبابها, حين أقامت علاقات واسعة مع شخصيات عربية كبيرة وقعت في شراك هذه اليهودية الحسناء.. وإذا كانت ليفني علي استعداد لأن تفعل ذلك مرة أخري الآن فالشيء المؤكد انها لن تصل إلي نفس النتائج وربما نفس المستوي من الشخصيات, فقد كبرت وترهلت واصبح من الصعب عليها ان تنجح الآن في هذه المهمة امام عوامل السن والزمن والفتيات الروسيات اليهوديات الجميلات اللاتي ينتشرون في معظم العواصم العربية, وقبل هذا كله فلن تعد هناك أسرار في العواصم العربية يمكن ان تستفيد منها إسرائيل لأن لديها عشرات العملاء الذين يعرفون كل ما يجري وما يدور في مراكز القرار العربي بأدق التفاصيل والأسرار.. لا أدري متي تكتب السيدة ليفني اعترافاتها لتقول لنا من هي الشخصيات العربية المهمة التي مارست الجنس معها, ومن هم العلماء الذين قتلتهم في العواصم الأوروبية طوال السنوات الماضية.. تاريخ الدولة الصهيونية قام دائما علي سلاح المال والدعارة وهما اهم السلع التي صدرتها إسرائيل للعالم.{nl}دعوة للتحقيق فى غارة إسرائيل على الغاز المصرى{nl}فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}كل ما هو مطلوب الآن أن يفتح ملف التحقيق فى قضية الغارة الإسرائيلية على مكامن ثروة الغاز الهائلة التى تقع داخل الحدود المصرية. فالأمر أجل من أن يسكت عنه وأخطر من أن يتم التهاون فيه.{nl}(1) {nl}هو خبر طيب لا ريب، ان تشير التقارير العلمية إلى أن منطقة شرق البحر المتوسط تحفل بثروة هائلة من الغاز الطبيعى، وانه يتم الإعلان عن اكتشافات فى تلك المنطقة تجاوزت احتياطاتها 1.22 تريليون متر مكعب قدرت قيمتها الحالية بنحو 220 مليار دولار، لكن المفاجأة فى الأمر أن تقع تلك الثروة فى داخل حدود مصر الاقتصادية، وان يتم الاكتشاف لحساب بلدين هما إسرائيل وقبرص. والمؤسف، بل الصادم والمفجع، ألا تحرك مصر ساكنا، وان تقف متفرجة على ما يجرى، بل وان تبدى استعدادا لتمريره وغض الطرف عنه.{nl}رويت القصة فى الأسبوع الماضى، واستندت فيما ذكرت إلى تقارير وشهادات لثلاثة من أهل الاختصاص بالموضوع هم الدكتور نائل الشافعى خبير الاتصالات المصرى المقيم فى نيويورك، والدكتور خالد عبدالقادر عودة رئيس قسم الجيولوجيا بجامعة أسيوط والسفير إبراهيم يسرى مدير الشئون القانونية الأسبق بوزارة الخارجية، وهو من سبق ان رفع مع آخرين قضية فسخ عقد بيع الغاز الطبيعى المصرى لإسرائيل.{nl}خلاصة المعلومات الأساسية فى القضية أن ثمة جبلا غاطسا فى شرق البحر المتوسط يرتفع أعلى قاع البحر بنحو ألفى متر، يعرفه الجيولوجيون باسم إراتوستنيس. وهو العالم السكندرى الذى كان ثالث أمناء مكتبة الإسكندرية فى عصرها الذهبى (نحو 200 سنة قبل الميلاد) وكان أول من أشار إلى خصوصية تلك المنطقة فى شرق المتوسط، التى تمثل سفوح الجبل. ومنذ الستينيات بدا التنقيب فى المنطقة ومسحها جيولوجيا، إلى ان تحدثت التقارير التى ذاعت خلال السنوات الثلاث الأخيرة عن انها تضم احتياطات من الغاز هى الأكبر فى العالم، وانها تبشر بنقلة كبرى يمكن ان تحدث فى المنطقة المحيطة، لا تقل أهمية عن النقلة التى حدثت فى منطقة الخليج اثر اكتشاف النفط فيها خلال القرن الماضى. {nl}(2){nl}فى ختام مقاله الأسبوع الماضى وقفت عند السؤال: ما العمل؟ لم يكن ذلك هو السؤال الوحيد، لكننى اعتبرته عنوانا لقائمة الأسئلة الفرعية التى ينبغى أن تثار عند فحص القضية. ولا أظن أننا يمكن أن نختلف حول أهمية التثبت من المعلومات الأساسية الخاصة بالموضوع. وأبرزها ما يتعلق بموقع الاكتشافات التى تم الإعلان عنها وما إذا كانت تدخل حقا فى نطاق المنطقة البحرية الاقتصادية الخالصة لمصر. إذ المعلوم أن اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار الموقعة فى عام 1982 قدرت الحدود الاقتصادية البحرية بمسافة 200 ميل بحرى. وإذا ما ثبت ذلك فإننا نصبح بإزاء عدوان صريح على حدود الملكية المصرية يزعم للغير حقوقا واطماعا فى محيط الغير بالمخالفة للقانون الدولى.{nl}ادرى أن من يسرق وطنا لا يجد غضاضة ولا يستغرب منه أن يسرق بئرا، لكننا نتحدث عن تحرير الوقائع من الناحية القانونية لإثبات الحقوق، إلى جانب ذلك فإن جهدا يتعين ان يبذل لتحديد حجم الاحتياطيات من الغاز الكامنة فى تلك المنطقة وما هى الدول التى لها ان تستحوذ عليها أو تتشارك فيها. صحيح إسرائيل تتصرف فى الوقت الراهن كما لو أنها الجهة المسيطرة والمسئولة عن حقول غاز المتوسط، بدليل انها منخرطة فعليا فى عمليات بيعه وتصديره، إلا أن ذلك يعد من قبيل الاغتصاب والقرصنة الذى أرادت به أن تقيم أمرا واقعا تفرضه على الآخرين، مستلهمة فى ذلك خبرتها و«نجاحاتها» فى اغتصاب فلسطين وتهديد الأرض المحتلة. {nl}يتفرع عما سبق سؤال آخر عن ترسيم حدود مصر البحرية الاقتصادية، سواء فيما خص الجهة التى تتولى هذه العملية أو ما خص اتفاقات الترسيم الجزئية التى حدثت، ذلك اننى فهمت مما اجريته من اتصالات ان وزارة البترول والثروة المعدنية فى مصر ليست لها علاقة بهذه العملية، وقيل لى ان هيئة العمليات بالقوات المسلحة هى التى تتولى الترسيم، ثم تبعث به إلى وزارة البترول لكى يتولى خبراؤها التحرك فى الحدود المرسومة. وهو ما يثير بدوره عديدا من علامات الاستفهام والتعجب حول أسباب انفراد هيئة العمليات بتلك المهمة. ذلك ان هناك فرقا بين ان تكون القوات المسلحة طرفا فى العملية وبين ان تنفرد بها مستبعدة الجهات الفنية الأخرى التى ينبغى أن يكون لها كلمة فى الموضوع. والحالة التى نحن بصددها نموذج يشهد بأن ترسيم الحدود البحرية مع الجيران مهمة أكبر من ان تنفرد بها القوات المسلحة.{nl}الثابت ان مصر وقعت اتفاقية لترسيم الحدود مع قبرص اليونانية فى عام 2003. لكن تلك الاتفاقية لم تحدد نقطة البداية من الشرق مع إسرائيل، وكانت نتيحة ذلك ان إسرائيل قامت فى عام 2010 بحفر حقل «ليفياثان» على السفح الجنوبى لجبل إراتوستنيس، حيث اعتبرت قبرص ان لإسرائيل حقا فى تلك المنطقة، رغم ان ملكية السفح ثابتة لمصر منذ 200 سنة قبل الميلاد، وهو يبعد مسافة 190 كيلومترا فى حين يبعد عن ميناء حيفا بمسافة 235 كيلومترا. {nl}الأمر يتجاوز إعادة النظر فى اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص التى كانت مدخلا لإهدار حقوق مصر فى غاز شرق المتوسط، لأن التعامل الجاد مع الموضوع يقتضى إعادة ترسيم حدود مصر فى المنطقة الاقتصادية البحرية بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة، كذلك الحدود الاقتصادية الخالصة لتركيا واليونان المقابلة للساحل الشمالى من الإسكندرية للسلوم، ولا بأس من ترسيم الحدود مع جمهورية شمال قبرص التركية، وهو جهد لاشك انه سوف يحظى بتأييد ومساندة من تركيا.{nl}(3){nl} اعتمد فى استخلاص هذه النقاط على دراسة الدكتور خالد عبدالقادر عودة والدكتور نائل الشافعى. وعلى التقرير الذى أعدته لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى بمجلس الشورى. وقد لاحظت اتفاقا بين الأطراف الثلاثة على ضرورة إجراء مجموعة من التحقيقات لاستشكاف ملابسات التفريط فى حقوق مصر والاستهانة بمقومات وعناصر أمنها القومى. من تلك التحقيقات ما يلى: {nl} تحرى ملابسات إعلان الحكومة المصرية انهاء التعاقد على امداد إسرائيل بالغاز الطبيعى فى 22 أبريل من العام الحالى وبين إعلان شركة ATP للنفط والغاز الأمريكية بعد ثمانية أيام فقط (فى 30 أبريل) عن بدء تطويرها لحقل شمشون البحرى لحساب الحكومة الإسرائيلية وما يثير الحيرة فى هذا الصدد ان التزامن بين القرارين لا يمكن أن يكون مجرد مصادفة. وان الحكومة المصرية التزمت الصمت حينذاك، رغم أن حقل شمشون يقع داخل الحدود المصرية. أيضا لابد أن يستوقفنا أن إسرائيل سكتت بدورها عن إلغاء عقد الغاز مع مصر رغم انه يمثل نحو 43٪ من احتياجاتها. وهو سكوت ليس مألوفا ومريب أيضا، الأمر الذى يثير السؤال التالى: هل تمت العملية من خلال صفقة بين الطرفين، بمقتضاها سكتت الحكومة المصرية على عدوان إسرائيل على حقوقها، كما سكتت الحكومة الإسرائيلية عن فسخ مصر لعقد إمدادها بالغاز؟{nl}التحقيق فى ملابسات الانسحاب المفاجئ لشركة شل من امتياز شركة المتوسط المصرى (نمييد) الممنوح لها فى شمال شرق البحر المتوسط، الذى يشمل السفح الجنوبى لجبل إراتوستنيس فى شهر مارس عام 2011. بعد مضى سبع سنوات على إعلان الشركة فى شهر فبراير عام 2004 عن اكتشاف احتياطيات للغاز الطبيعى فى بئرين على عمق كبير فى شمال شرق البحر المتوسط. وحديث الشركة عن انها ستبدأ المرحلة الثانية من عملية الاستكشاف ــ التى تستمر أربعة أعوام ــ لتحويل المشاريع المكتشفة إلى حقول منتجة. لم يكن الانسحاب مفاجئا فقط لكنه كان مريبا بدوره أيضا، لأن الشواهد دلت على ان الشركة ظلت تعمل فى المنطقة لمدة سبع سنوات، وانها حققت نتائج ايجابية مبشرة جراء النجاحات التى حققها الحفر، إلا انها تخلت عن دورها بعد كل تلك الجهود والتكاليف، الأمر الذى يشى باحتمال التواطؤ مع إسرائيل لكى تستولى على نفس الموقع الذى توقعت مصر أن تتحول آباره إلى حقول منتجة.{nl} التحقيق فى تقاعس البروقراطية المصرية عن متابعة الرسائل والاتصالات التى وجهتها كل من اليونان وتركيا إلى القاهرة، لاتخاذ موقف إزاء التغول الإسرائيلى والتواطؤ القبرصى معها الذى استهدف نهب الغاز الواقع داخل الحدود البحرية المصرية. وقد بلغ ذلك التقاعس حدا دفع بعض المسئولين المصريين إلى الإعلان عن تمسكهم باتفاقية ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية مع قبرص، رغم ما فيها من اجحاف، بل ان وزير البترول المصرى السابق صرح ذات مرة بأن الاكتشافات القبرصية للغاز لا تقع ضمن الحدود البحرية المشتركة. وهو تصريح تكذبه الخرائط، فضلا عن ان الموضوع خارج عن اختصاصه. {nl}(4) {nl}انهى هذه الجولة بالتأكيد على عدة نقاط هى: {nl} ان ما حدث من جانب إسرائيل فى موضوع الغاز يمثل عدوانا على السيادة المصرية، واخلالا باتفاقية السلام المبرمة مع مصر. {nl} ان مصر من حقها ان تطالب إسرائيل وقبرص بحقها ونصيبها من الغاز المستخرج من بئرى ليفياثان وافروديت الواقعين فى سفح الجبل الغاطس إراتوستنيس بالتداخل مع المنطقة البحرية الاقتصادية المصرية التى تمثل جزءا من امتياز شركة شمال شرق المتوسط المصرى (نيميد) وقد منح لشركة شل عام 1999 وانسحبت منه الشركة بعد ذلك. {nl} إن الاتصالات الدبلوماسية والتحكيم الدولى خياران متاحان لمصر لكى تحصل على حقوقها أو لكى تثبتها عند الحد الأدنى. {nl} إن بوسع مصر ان توسع دائرة التحرك بالتعاون مع تركيا لإقامة محور يضم لبنان وغزة وقبرص التركية للحافظ على حقوق تلك الدول والاطراف فى الثروات الاقتصادية الموجودة فى باطن شرق البحر المتوسط. وانشاء ذلك المحور ضرورى لمواجهة محور إسرائيل ــ قبرص اليونانية. {nl} اثبتت التجربة ان ثمة ضرورة عاجلة لأن تسعى مصر لامتلاك القدرة على تصوير أراضيها ومياهها عن طريق قمر صناعى خاص من تصميمها، وهو مشروع يستحق اكتتابا شعبيا يؤسس لنواة وكالة الفضاء المصرية. {nl}ان النخبة المصرية مشغولة بمعاركها وحساباتها وحصصها، ولا اعرف ان كان بينها من هو مستعد لأن يفكر فى مستقبل الوطن وما يحيط به، لكننى أزعم أن هناك ضرورة لتقصى حقائق هذه القضية، لأننا إذا لم نعرف بعد إلى أين نحن ذاهبون، فينبغى ألا يستكثر أحد علينا أن نفهم ما يجرى حولنا وفى محيطنا.{nl}لا أهلا ولا سهلا باللوبي الصهيوني!{nl}جمال لعلامي عن الشروق الجزائرية {nl}مشكل اليمين الفرنسي المتطرف، والمدين بالولاء والطاعة لما يُعرف بـ"اللوبي اليهودي"، من أتباع وحاشية الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي، أنه يعتقد بأن حركات مشينة وتصريحات استفزازية، بوسعها أن تقلب مواقف الجزائريين، وتجعلهم يحنـّون إلى ماض استعماري، سيبقى الأحرار يلعنونه، ويظل قصاص الشهداء الأبرار يُلاحقه.{nl}هذا اللوبي الحاقد والمتغطرس، يُريد هذه المرّة الانتقام من الجزائر، بالتشويش عليها بالتدخل العسكري في مالي، وضرب الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل، في سياق صناعة "أفغانستان بيس"، سيكون هذه المرة ميدان حرب لتجريب السلاح بين معسكر فرنسا ومعسكر أمريكا!{nl}نعم، المعطيات والقرائن المتداولة على نطاق واسع، تؤكد أن قوى نافذة ومؤثرة داخل دواليب صنع القرار بفرنسا، تسعى إلى ليّ ذراع الجزائر، بخلق بؤرة توتر في بوّابة الصحراء الكبرى، وذلك بهدف خلط الأوراق وإجبار الجزائر ومعها كلّ الجيران، على الاستسلام للأمر الواقع، والدخول مضطرين غير مخيّرين في حرب الغالب فيها سيكون مغلوبا، حسب أغلب توقعات الخبراء العسكريين والاستراتيجيين!{nl}لا يُمكن، بل لا يجب، فصل حملة التكالب التي يشنها منذ فترة اليمين المتطرف، على الجزائر، تاريخا وثورة عن "اللعبة الخطيرة" والقذرة التي تناور من أجلها أجنحة متغلغلة في دواليب الحكم بفرنسا، والظاهر أن التشويش على زيارة فرانسوا هولاند، للجزائر من طرف هذا اللوبي، ما هو في الحقيقة إلا الشجرة التي تغطي الغابة!{nl}إن "الاتفاق" الحاصل بين الجزائر وواشنطن، على خلفية الزيارة الرسمية التي قامت بها وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، هيلاري كلينتون، هو أحد الأسباب التي أثارت جنون التيار الفرنسي الذي يخطط ويتآمر لبعث "استعمار جديد" يستهدف ظهر الجزائر ويضرب منطقة الساحل!{nl}عندما يردّ هولاند على سابقه ساركوزي، بإيفاد وزراء الخارجية والداخلية والفرانكفونية والتجارة والاقتصاد، في زيارات عمل إلى الجزائر، فإن ذلك قد يقرأ "مقاومة" لليمين المتطرف الذي اشترط ذات مرّة على لسان وزير الخارجية السابق، بيرنارد كوشنير، "انقراض" جيل الثورة لتحقيق "المصالحة" بين الجزائر وفرنسا!{nl}هل بإمكان كوشنير و"ساركو" ومن ولاهما من الحركى الذين يملأون فرنسا صخبا، ويستفيدون من قانون "تمجيدهم وتخليدهم"، أن ينقرضوا بالجملة والتجزئة؟إذا كان الجواب بـ"نعم"، فإن جواب جيل الاستقلال في الجزائر، سيكون بـ"لا"، لأن بن مهيدي وعميروش ولابوانت وبن مهيدي وزيغوت وزبانة وغيرهم من الشهداء، مازالوا أحياء لا يموتون!{nl}عندما يصرّح وزير الإنعاش في حكومة هولاند، ويردّ على وزير دفاع ساركوزي، بالقول، أن حركته البذيئة والوقحة، شخصية ولا تعبّر عن الموقف الرسمي الفرنسي، فإن في هذا دليل ولو جزئي، عن "الفتنة" التي تفتـّت "الأشقاء الفرقاء" في فرنسا، وبرهان آخر على الصراع من أجل مراجعة الحسابات!{nl}إن رعشة "اللوبي اليهودي" من تكفير فرنسا الرسمية عن ذنوبها، بالاعتذار عن جرائمها الاستعمارية، وهو ما بدأ بالاعتراف بمجازر 17 أكتوبر 1961، حتى وإن كان اعترافا بالتجزئة والتقسيط، تقرأه هذه الحملة العدائية ومحاولة استهداف الجزائر في ظهرها، بعدما فشلوا في التصدي لها وجها لوجه!{nl}إسرائيل تضرب جنوب مصر{nl}الياس سحاب عن السفير اللبنانية{nl}مع أن اخبار الغارة الاسرائيلية على المجمع العسكري في الخرطوم، ما زالت تتفاعل منذ أيام، فان الملاحظ - لسوء الحظ - أن هذه التفاعلات كانت وما زالت تأخذ مجالها في صحف العدو الاسرائيلي، وليس في الصحف العربية.{nl}المعنى الاول والابرز لذلك ان عداوة الكيان الصهيوني للمنطقة العربية بأسرها، قد تراجعت الى أكثر مما يظن أكثرنا تشاؤماً، وأن بلدان الوطن العربي، قد انخرطت حتى أذنيها في مشكلاتها الداخلية، والمشكلات في ما بينها، حتى كأن اسرائيل قد تحوّلت في وسط الوطن العربي الى كيان محايد، او الى كيان مسالم لا يضمر اي شر لما تبقى من ارض فلسطين، ولمحيطها العربي الاوسع.{nl}ان بامكاننا اولاً ان نضيف الغارة الاسرائيلية على الخرطوم الى الغارة الاسرائيلية على العراق، ثم الغارة الاسرائيلية على سورية، في مسلسل بسط النفوذ الصهيوني العسكري على محيط عربي واسع، وليس فقط على ارض فلسطين، او جوارها العربي القريب، في احتلالها المطول لجنوب لبنان وللجولان السوري ولسيناء المصرية، مثلاً.{nl}ان اسرائيل قد تدخلت تدخلاً مباشراً ووجهت ضربة عسكرية، في عمق الجبهة الجنوبية، للامن القومي لدولة مصر العربية. اضافة بالطبع الى انتهاك أمن السودان العربي.{nl}ليس هذا هو التدخل الاسرائيلي الاول في هذه المنطقة الحساسة من حدود الامن الاستراتيجي العربي، والمصري بشكل خاص. المعنى الواضح لهذا الحدث الاخير، عطفاً على ما سبقه من احداث، انه لم يعد يجوز الاكتفاء بالمقولة الاستراتيجية التقليدية التي تؤكد ان الكيان الصهيوني يشكل تهديداً لمصر في حدودها الشمالية - الشرقية، بل انه يمثل تهديداً واقعياً وفعلياً ودائماً للامن القومي المصري بالذات، في كامل حدوده الشمالية والشرقية والجنوبية، بما في ذلك الخطر الأكبر المتمثل باحتمالات تهديد مجرى تدفق النيل الى مصر.{nl}هل يجوز بعد كل ذلك ان يظل الحديث داخل مصر، عن اتفاقيات «كامب دافيد»، لا غرض له الا إصدار البيانات التي لا هدف لها سوى اثارة مزيد من الاطمئنان الاستراتيجي لكل من الولايات المتحدة واسرائيل؟{nl}هل يجوز ان يبعث رئيس الجمهورية المصرية المنتخب حديثاً، الى رئيس دولة الكيان الصهوني، يخاطبه فيها على أنه «الصديق العظيم»، ثم يذيلها بتوقيع «صديقك الوفي»؟{nl}هل يجوز التصرف بهذه المسألة الاستراتيجية الحيوية لمصر، بهذه الخفة، وبهذا القدر من ابتذال هدف الحفاظ على أطيب العلاقات، مع الولايات المتحدة ومع الكيان الصهيوني، مهما ارتكب هذا الأخير من أفعال سياسية واقتصادية وعسكرية هي في صميم تهديد الامن القومي العربي بشكل عام، والامن الاستراتيجي لمصر بشكل خاص؟{nl}ان كل شهوات «جماعة الاخوان» المسلمين للاستقرار طويلاً في مقاعد الحكم الوثيرة التي جلسوا عليها أخيرا في القاهرة، لا تبرر واحداً في المئة من غض الطرف عما طالما كانت اسرائيل تمثله من خطر استراتيجي على مصر بالذات، وما تمثله بشكل خاص غارتها العسكرية الاخيرة على مصنع عسكري في الخرطوم.{nl}ان هذا التفسير الاسرائيلي لا يبرر الغارة نفسها، ولا يبرر الصمت المصري الرسمي، كأن الطائرات الاسرائيلية كانت في نزهة سياحية، انه على العكس من ذلك ادعى الى إعادة نظر استراتيجية عميقة في طبيعة العلاقات الشاذة التي كانت تربط بين مصر واسرائيل طوال عهدي انور السادات وحسني مبارك.{nl}ليس المطلوب الذهاب الى حرب مصرية اسرائيلية، المطلوب بكل بساطة إعادة النظر في العلاقات الشاذة، على ضوء المصالح القومية الاستراتيجية لمصر، وعمقها العربي والافريقي، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.{nl}معنى مواقف وليد جنبلاط المتغيّرة{nl}محمود حداد (مؤرخ واستاذ جامعي) عن النهار اللبنانية{nl<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/11-2012/عربي-241.doc)