Haneen
2014-07-14, 11:52 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 19/05/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
لفني أخلت بقرار الحكومة لانها تؤمن بالحوار والاتصالات والمفاوضات.. وماذا سيفعل بيبي لها؟
بقلم: بن كاسبيت،عن معاريف
عشرات الملايين في اوروبا وفي آسيا اجتازوا تجارب النزوح الاكراهي.. هذا ما حصل لنحو 700 الف من عرب فلسطين.. كل شعب ونكبته
بقلم: بن – درور يميني،عن يديعوت
عاصفة في لبنان بسبب الصحفية اللبنانية حنين غدار التي تُتهم بأنها شاركت في مؤتمر حضره وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
يعلم المشير السيسي أنه اذا أراد أن يعيد الى مصر مكانتها بصفتها مسؤولة عن حل المشكلة الفلسطينية فلا يستطيع أن يتبرأ من منظمة حماس التي تحكم غزة
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
لا يتحدثون عن النازية الجديدة اليهودية
بقلم: يوسي سريد،عن هآرتس
</tbody>
لفني أخلت بقرار الحكومة لانها تؤمن بالحوار والاتصالات والمفاوضات.. وماذا سيفعل بيبي لها؟
بقلم: بن كاسبيت،عن معاريف
إذن هل علم أم لم يعلم؟ هذا منوط بمن تسأل. طريقة نظام الحكم المتبعة في البلاد (الديمقراطية البرلمانية)، والتي تدعو تسيبي لفني ونفتالي بينيت (او عمرام متسناع واوريت ستروك على التوالي) الى ذات الائتلاف، تخلق اوضاعا غامضة كهذه لا يمكن لاحد فيها أن يقول بكامل المسؤولية اذا كان رئيس الوزراء علم بان وزيرة العدل التقت برئيس السلطة الفلسطينية أم لا. واذا كان علم، فهل أقر؟ واذا كان أقر، فهل فعل هذا بالفم المليء، أم بالغمز؟
الجواب: علم، اقر، بالغمز. مثلما هو الحال دوما. من جهة، نتنياهو لا يريد للفني أن تلتقي أبو مازن. الى أن نجح في دفع المفاوضات نحو الضياع، فماذا حصل أن برزت فجأة؟ ولكنها ضغطت. نتنياهو لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان تستقيل لفني من الحكومة الان. يحتمل أن تكون ألمحت له بانه اذا منعها من لقاء أبو مازن فانها ستستقيل، وعندها اضطر لان يشد على اسنانه. واتفق على أن يتظاهر بانه لم يعلم، وهي كأنها لا تجري مفاوضات، واذا ما انكشف الامر فان الجميع سينفون للجميع. بيبي أراد أن تكون له حجة غيبة أمام زئيف الكين ويريف لفين، المديرين العامين الجديدين له في الليكود. وهذا بالضبط ما حصل. اللقاء انكشف (ابرموفيتش في القناة 2)، وعندها بدأت تبرز الروايات. بيبي علم، لم يعلم، أقر، لم يقر، هكذا هو الحال دوما لدى نتنياهو، لا يمكن للمرء أن يعرف في أي مرة ماذا قصد الشاعر.
إذن تصادف وجود لفني في لندن. وأبو مازن ايضا. وفجأت طرحت فكرة اللقاء. لماذا لا، في واقع الامر؟ غريب قول هذا، ولكن منذ تشكلت حكومة نتنياهو الحالية، أحد لم يلتقِ مع ابو مازن. لفني نفسها لم تره منذ بضع سنين. ولما كان هو لا يزال الشريك الرسمي خلف سور الفصل، ولما كان هو لا يزال على رأس الشعب الذي يسكن الى جانبنا (وبيننا)، ولما كان تعاونه الامني مع اجهزة الامن لا يزال قائما وموجودا (وفي نهاية الاسبوع انقذ حياة الصحفي آفي يسسخروف من موقع “والا” على الانترنت)، فقد قالت لفني لنفسها: لماذا لا أجلس للحظة مع ابو مازن، اشرب معه القهوة وأتحدث عن الحياة ومعناها؟
هذا هو التفسير من جهتها. نفتالي بينيت سيشرح امورا اخرى. هو سيقول ان الحكومة قررت تعليق المفاوضات مع الفلسطينيين، صحيح؟ وأبو مازن يوجد في ذروة مسيرة مصالحة مع حماس، التي ترفض وجود اسرائيل، صحيح؟ اذن لماذا ينبغي لنا ان نلتقي به؟ هنا ايضا توجد حجة ما. فنحن بالضبط نحاول المس بشرعية ابو مازن في العالم، مع خطوة الوحدة مع حماس، هكذا سيقول بينيت، إذن لماذا تزعج هي؟
إذن هذا هو، ستجيبه لفني، من شدة ما نحاول، فان ما قرره العالم هو القاء المسؤولية عن الطريق المسدود في المفاوضات علينا بالذات. وحتى الامريكيون يتهمون المستوطنات، وبكلمات اخرى – اوري اريئيل، في تفجير المفاوضات. هذا ليس فقط اينديك، هذا ايضا كيري واوباما. بحيث أنه من المجدي أن نفهم الواقع الذي نوجد فيه، ستقول لفني، افتراضيا، لبينيت.
وهاكم التناقض: اذا كانت لفني التقت في لقاء مفاوضات مع ابو مازن، فانها أخلت بقرار الحكومة. ولكن في محيطها يقولون ان هذه لم تكن مفاوضات. فماذا كانت هذه؟ ولما كانت لفني التقت كيري من قبل، وكذا ابو مازن التقى كيري من قبل، ولما كانت كل الاطراف (باستثناء اسرائيل) لا تزال تدعي بان “باب المفاوضات مفتوح”، فلا يوجد وضع لا يكونون فيه تحدثوا هناك عن الامكانيات والصياغات.
إذن لفني أخلت بقرار الحكومة. من جهة اخرى، هذه ايديولوجيتها. هذا ما تؤمن به. بالحوار، بالاتصالات، بالمفاوضات، وليس بالمحظورات والمقاطعات. وفضلا عن ذلك، مثلما قال أمس احد المقررين، ماذا سيفعل بيبي لها؟ سيقيلها. لنراه.
ومثلما هو الحال دوما، فان المسؤول عن هذه المهزلة هو وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان (ففي واقع الامر هو من يفترض به أن يلتقي ابو مازن، وليس لفني). “اذا لم تكن هي تدير مفاوضات، فلتلتقي بقدر ما تريد”، قال ليبرمان، “من جهتي فليلعبا الداما”. هكذا هو ايفات: مثل بيبي، باستثناء أنه اكثر بساطة بكثير، بدون غمزات وتلويات، مباشرة والى الموضوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عشرات الملايين في اوروبا وفي آسيا اجتازوا تجارب النزوح الاكراهي.. هذا ما حصل لنحو 700 الف من عرب فلسطين.. كل شعب ونكبته
بقلم: بن – درور يميني،عن يديعوت
شهر أيار يدعونا، بفارق اقل من اسبوع لاحياء ذكرتين. في 9 يار احتفل العالم الحر بالانتصار على الالمان في الحرب العالمية الثانية. وفي 15 ايار جرت أحداث يوم النكبة في أرجاء العالم. انتصار قوات التحالف على المانيا لم ينتهِ باحتفالات المصالحة. بل العكس، بين 12 و 16 مليون الماني عرقي طردوا من دول وسط أوروبا مع نهاية الحرب وبعدها. بين 600 الف الى 2 مليون قتلوا في اثناء الطرد، الذي تضمن عددا لا يحصى من المذابح والاعتداءات. سفينة اللاجئين فيلهم غوستلوف اغرقت في كانون الثاني سنة 1945 من قبل الاسطول الروسي وكان عليها 9.500 شخص. من يتذكر؟ رغم ذلك فان ممثلي المهزومين واللاجئين لم يدعوا الى احتفالات 9 ايار. وروايتهم لم تعرض. وها هم اولئك الذين احتفلوا بالانتصار، انتقلوا بعد اقل من اسبوع الى الطرف الاخر، لغرض احداث احياء الظلم الذي احيق بالفلسطينيين. وهم لم يحلموا باحياء النكبة الالمانية. احيوا النكبة الفلسطينية.
هنا وهناك طرحت فكرة لدفع تعويضات للمطرودين الى المانيا. الدول ذات الصلة، مثل تشيكيا وبولندا، رفضت الفكرة تماما. لا احد يتنكر للاعتداءات وللطرد الوحشي. ولكنها توضح بانه اذا ما ادعى ضدنا احد فاننا سنطالب بتعويضات من المانيا على اضرار الحرب. والزمن يمر. والجراح تلتئم. لا تعويضات. وبالتأكيد لا عودة. المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان تصدت هنا وهناك لدعاوى المطرودين. ورفضتها رفضا باتا.
الالمان العرقيون، والكثيرون منهم ابرياء، لم يكونوا الوحيدين الذي اضطروا الى اجتياز النزوح الاكراهي. عشرات الملايين في اوروبا وفي آسيا اجتازوا تجارب مشابهة في ذاك العقد، قبله وبعده. هذا ما حصل لنحو 700 الف من عرب فلسطين. هذا ما حصل لـ 850 الف يهودي. نكبة يهودية ايضا، فلسطينية ايضا، المانية ايضا وكانت ايضا نكبة بولندية، ونكبة هندية، النكبة كانت النمط الوحشي لذاك الزمن. نكبة عالمية. كل شعب ونكبته.
حسب الباحث الفلسطيني المتشدد، عارف العارف، فان نحو 13 الف من عرب فلسطين قتلوا في حرب الاستقلال. ينبغي الاسف على كل قتيل. وينبغي أن يضاف انه حسب مقياس موضوعي لعدد المصابين، بالنسبة للسكان او لعدد الفارين والمطرودين – فان النكبة الفلسطينية هي أخفها. وفقط لغرض التشبيه، في تبادل السكان في تلك السنوات، بين بولندا واوكرانيا، قتل نحو 100 الف نسمة من اصل 1.4 مليون طردوا من محافظات وطنهم. فهل احد ما ينظم احتفالات في ارجاء العالم لذكراهم؟ وها هي بالذات النكبة الفلسطينية تخلد في أرجاء العالم.
الفلسطينيون عانوا. كل المبعدين عانوا. وقد دفعوا ثمنا على افعال الزعماء. الفلسطينيون اوقفوا على رأسهم الحاج امين الحسيني. في السنوات الاخيرة انكشفت المزيد فالمزيد من الشهادات على دور الرجل في تشجيع ابادة اليهود. كما أنه اوضح بان “شرطنا الاساسي للتعاون مع المانيا كان يد حرة لابادة يهود فلسطين والعالم العربي”. وقد كان بين مبادري “فرهود” في العراق، الاعتداء الاول ضد اليهود في دولة عربية، بالهام نازي. وقد أقام وحدات من المسلمين النازيين. عمل ضد صفقة تحرير اطفال يهود. وكان من مبادري “حملة أطلس″ التي كان يفترض ان تسمم مياه الشرب في فلسطين لقتل ربع مليون يهودي. لم يكن الوحيد الذي تماثل في تلك الايام مع النازيين. فوزي القاوقجي وآخرون كانوا بالضبط في ذات الجانب.
هنا وهناك طرحت ادعاءات بانه “لا صلة بين مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وبين اللاجئين اليهود من البلدان العربية. هذا ادعاء سخيف. سلسلة اعمال اعتدائية اجتازها اليهود في الاربعينيات، ولا سيما في العام 1948، في عدن، في سوريا، في ليبيا، في العراق، في المغرب كان خليطا من مناهضة الصهيونية واللاسامية. كما أن قرار الجامعة العربية في تلك السنة، بمصادرة الحسابات البنكية لليهود قضى بان ينقل المال لتمويل الجهد الحربي ضد “التطلعات الصهيونية في فلسطين”. كان هذا صراعا عربيا، أدارته الجامعة العربية واللجنة العربية العليا، برئاسة الحسيني، بحيث أن هناك سخف ما في الادعاء بان “لا صلة”.
مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تخلدت لان العالم العربي عارض بشكل ثابت كل اقتراح لاعادة تأهيلهم. وحتى قرار 194 للجمعية العمومية للامم المتحدة الذي يمنح امكانية العودة بشروط معينة، عارضه العرب لانه كان يستوجب الاعتراف بدولة يهودية حسب قرار التقسيم. في السنوات الاخيرة اصبح هذا القرار سلاحا، لغرض فرض العودة الجماعية، رغم أنه لا توجد أي سابقة تاريخية لعودة جماعية من هذا النوع. كما أنه لا يوجد مثل هذا الحق. وفي كل حال، كان قرار 194 واحدا فقط في سلسلة قرارات. قرارات الجمعية العام 393، 394 و 513، التي اتخذت لاحقا توجد في مكانة قانونية مشابهة، استوجبت نقل المسؤولية واستيعاب اللاجئين الى الدول العربية. من يعرف؟ من يتذكر؟ هكذا بحيث أن كل الذين شاركوا في احتفالات النكبة في الاسبوع الاخير لا يخدمون حل المشكلة. هم يخدمون رواية الدعاية التي تخلد المشكلة. ويطورون وهم العودة. فقد أوضح الناطقون العرب المرة تلو الاخرى بان مطلب العودة يستهدف هدفا واحدا: تصفية دولة اسرائيل.
رغم الحقائق الاساسية المعروفة والواضحة، تحولت النكبة الفلسطينية، بما في ذلك في نظر بعض الاكاديميين الى “الجريمة الاكبر في العصر الحديث”. الكذبة تنتصر. في الجامعات الامريكية، درج طلاب من التيار المناهض لاسرائيل الى توزيع “اوامر اخلاء” في منازل الطلبة لاستعراض فعلة الطرد الاجرامية التي ارتكبتها اسرائيل. ويتماثل معظم الطلاب مع الضحايا. فهم لا يعرفون الحقائق الاساسية. لا يعرفون عن النكبة اليهودية والعالمية. لا يعرفون عن الصلة العربية بالنازيين. لا يحيون النكبة الالمانية، لان المانيا كانت الطرف المعتدي. ولكنهم يحيون النكبة الفلسطينية رغم أن الطرف العربي كان المعتدي.
توجد حاجة الى المصالحة، توجد حاجة الى الاعتراف بالظلم. فاتسلاف هافل عندما كان رئيس تشيكيا، قام بفعل نبيل. اعتذر عن الفظائع التي ارتكبتها تشيكيا ضد الالمان الابرياء. اسرائيل، مثل هافل، يجب أن تطلب المغفرة عن المعاناة التي لحقت بالابرياء ايضا. المغفرة. لا التعويض ولا العودة. وينبغي الامل في أن يفهم العالم العربي فيطلب المغفرة عن اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم والدعوات للابادة وتعاون قسم من زعمائه مع النازيين.
ان الاعتراف بالظلم يجب أن يكون على المستوى الانساني. لا السياسي. في لندن وفي موسكو لم يتبنوا في 9 ايار الرواية الالمانية. لا توجد اي حاجة لتبني الرواية العربية عند الانتقال الى الشرق الاوسط. المصالحة لم تتحقق من خلال دعاية الاكاذيب التي تجعل ولادة اسرائيل جريمة. المصالحة لا تتحقق الا عندما تنتصر الحقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عاصفة في لبنان بسبب الصحفية اللبنانية حنين غدار التي تُتهم بأنها شاركت في مؤتمر حضره وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
يحظر القانون اللبناني اجراء علاقات بنا، فلا مصافحة ولا تبادل كلام ولا التقاط صور مشتركة بيقين، بل ولا الوجود مع العدو الاسرائيلي في الغرفة نفسها. ومن عُثر على أنهم فعلوا ذلك ومنهم ملكة جمال لبنان، حوكموا وحكم عليهم بثلاث سنوات سجن.
إن المعسكرين، معسكر المؤسسة العلمانية وقادة الرأي العام، ومعسكر محور سوريا – ايران – حزب الله، غارقان الآن في حرب على مشاركة الصحفية الآسرة حنين غدار، المحررة الرئيسة للموقع الاخباري ذي الشعبية “لبنان الآن”، في مؤتمر في واشنطن. فقد دُعيت لتحاضر في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وفاجأت. اختارت غدار بدل الحديث عن تقصيرات واخفاقات وهو ما توقعوه منها في بيروت، أن تهاجم حزب الله وألقت على المنظمة بكلام شديد المسؤولية عن الوضع البائس للمليونين من اللاجئين السوريين الذين فروا الى مخيمات في لبنان. وقالت مشتكية: إنهم مساكين ونحن نئن تحت العبء الانساني. نحن نشفق عليهم وهم في ورطة بيننا.
جاء الهجوم على غدار من مكان غير متوقع فقد تبين لكلاب حراسة حزب الله – ايران – سوريا اسم وزير الدفاع السابق اهود باراك في قائمة المشاركين في المؤتمر في واشنطن، فمضوا وألصقوا صورة ضخمة (مختلقة) لباراك وغدار، وأصبح أبواق نصر الله يقولون إن “دمها حلال”. وإن هذا العنوان في بيروت ليس لعبة اولاد بل هو دعوة الى البحث عنها وتخبئة عبوة ناسفة في سيارتها أو بيتها وتصفية حساب طويل معها.
غدار صحفية غير عادية في المشهد الاعلامي اللبناني. فقد نشرت قبل سنتين في “تابلت” اليهودية في نيويورك مقالة متحدية عن جدتها إبنة الطائفة الشيعية التي “تحب نصر الله وتصدق كل كلمة منه ولا تعتمد إلا عليه”. وكتبت غدار دون أن تفصل ما تعتقده هي نفسها في نصر الله تقول إن الاسرائيليين عند جدتي هم الأشرار وحزب الله هو البطل والمخلص.
إن الذين يبحثون عن غدار ينشرون الآن “اعلان براءة” من عائلتها و”اعتذارا” الى نصر الله. وليس من المؤكد أن هذه الاعلانات قد وجدت. إن وسائل الاعلام بالعربية تحارب غدار حرب تشهير. وفي مقابل ذلك صدرت الصحف باللغة الانجليزية في لبنان في حملة تأييد لها. ففي العربية يطلبون رميها في سجن وتصفيتها، وبالانجليزية يهاجمون حزب الله ويدافعون عن غدار.
أصبح الصراع بين المعسكرين صورة مرآة السياسة العليا في بيروت: فقد أنهى الرئيس ميشيل سليمان مدتي ولاية ويوجب القانون اجراء انتخابات وادخال رئيس جديد الى القصر، لكن حزب الله يعيق ذلك ويهدد ويرفض المرشحين. وفي كل لحظة يهتم شخص ما بتهييج المعارك بين المعسكرين وذلك يصرف الانتباه عن الشأن المشحون وهو انتخاب رئيس جديد. لكن غدار لا تتنازل فحينما عادت الى بيوت نشرت هجوما جديدا على حزب الله أعلنت أنها بالقياس اليهم تتحدث بصوت واحد فما قالته في واشنطن
ستقوله دون أن يطرف لها جفن في الوطن ايضا برغم ما تقوله جدتها. يقولون إنه كان يجب علي أن أطلب إذنا قبل أن افتح “فما كبيرا” في واشنطن، تقول مهاجمة، فلماذا لم يطلب نصر الله إذنا مني قبل أن يرسل مئات المقاتلين لمساعدة بشار الاسد في سوريا ويهرب اللاجئين إلينا؟.
في مسألة “الاحتكاك” باهود باراك، تقول غدار إنها لم تعتدِ على القانون فقد اهتمت مسبقا بأن تُبين أنها لن تدخل محاضرته ولن تأخذ السماعة الى أن يضمنوا لها أن باراك غير موجود في القاعة. وليست هي وحدها، ففي مؤتمر آخر في إمارة قطر، أصر المشارك اللبناني على أن يُسقطوا من قائمة الحضور إسم المشارك الاسرائيلي في المنتدى. وشعر الاسرائيلي بالاهانة فتوسل إليه اللبناني راجيا حياته فتنازل الاسرائيلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
يعلم المشير السيسي أنه اذا أراد أن يعيد الى مصر مكانتها بصفتها مسؤولة عن حل المشكلة الفلسطينية فلا يستطيع أن يتبرأ من منظمة حماس التي تحكم غزة
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
“أدعو حماس الى تحسين علاقاتها بمصر قبل أن تفقد مناصرة الشعب المصري بصورة نهائية”، قال المشير عبد الفتاح السيسي في مقابلة لمحطة التلفاز المصرية “سكاي” هذا الاسبوع. وجر كلامه فورا موجة تفسيرات في شأن نوايا المرشح المؤكد للرئاسة. فالسيسي يقترح على حماس باب هرب سياسيا يرمي كما يبدو الى تعجيل المصالحة بينها وبين منظمة فتح التي تؤيدها مصر، في مقابل موقفه الصارم الذي لا هوادة فيه من الاخوان المسلمين.
إن التقارير المصرية المتفائلة عن تقارب أو مصالحة على الأقل مع حماس أخذت تكثر. وأحدها هو اعلان احمد أبو راس، رئيس لجنة تنسيق المساعدة القطرية لغزة، الذي قال في نهاية الاسبوع إن مصر ستفتح معبر رفح لنقل مواد بناء الى القطاع. وقد تبرعت قطر بالمواد باعتبارها جزءا من منحة تبلغ من 400 مليون دولار أعلنها حاكم الدولة قبل سنتين. وقال أبو راس إن مصر ستفتح المعبر من اجل ذلك مرة واحدة في الاسبوع على الأقل يبدأ ذلك من شهر حزيران. وذكر أن اللجنة تنسق اعمالها مع “الجانب الاسرائيلي”، وأن نقل مواد البناء عن طريق اسرائيل سيجري مع نقل السلع من مصر. وتنفق قطر في ضمن ما تنفق عليه ايضا على بناء حي سكني في غزة مخصص للسجناء الامنيين الذين أطلق سراحهم من السجون الاسرائيلية ويشمل بين 200 – 300 وحدة سكنية.
وفي هذا الوقت ينتظرون في مصر الاعلان عن انشاء حكومة وحدة فلسطينية تؤلف من تكنوقراط غير منتمين سياسيا. وسيُمكن هذا الاعلان الذي يتوقع أن ينشر في الايام القريبة، مصر من فتح معبر رفح بصورة دائمة. وعلى حسب الاتفاقات التي صيغت بين السلطة الفلسطينية وحماس، ستدار الرقابة على معبر رفح بوساطة لجان مشتركة بين الطرفين وبذلك ستعترف مصر في واقع الامر بمشاركة حماس في الحكومة الفلسطينية.
تلقت حماس من مصر ضربات قاسية طول السنتين الاخيرتين. فقد اتهمت مصر مع هدم أكثر الأنفاق التي كانت تربط غزة بسيناء – وكان ذلك ضررا بالغا بموارد حكومة حماس الاقتصادية – اتهمتها بالتعاون العسكري مع الاخوان المسلمين ومنظمات ارهاب اخرى تعمل في سيناء. وتزعم مصر أن حماس ساعدت على تهريب محمد مرسي ونشطاء آخرين ينتمون الى حركة الاخوان من السجون قبيل نشوب الثورة في مصر في 2011. ومع ذلك من الواضح للسيسي أن القطاع لا يمكنه أن يبقى محاصرا من مصر واسرائيل معا. فاذا أراد أن يعيد الى مصر مكانتها بصفتها مسؤولة عن حل المشكلة الفلسطينية فانه لا يستطيع أن يتحلل من غزة.
تلقوا في حماس كلام السيسي بالمباركة، فقد أعلن محمود الزهار، المسؤول الكبير في حركة حماس، أن ذلك “الكلام يتساوق مع سياسة حماس التقليدية التي تعتمد على اقامة علاقات طيبة بجميع الدول العربية ولا سيما مصر”.
وسيضطرون في حماس ايضا أن يبتوا الامر في صورة حكمهم لغزة، لأن حكومة فلسطينية موحدة ستضطر الى تحمل مسؤوليتها عن العناية بغزة في مستوى الادارة الجارية وفي مجال توزيع الموارد.
وعدت الدول العربية المؤيدة للمصالحة بين حماس وفتح والتي تؤمن بأنها تخدم مصلحة اقليمية، كالسعودية واتحاد الامارات، وعدت في المحادثات التي أجرتها مع محمود عباس بأن تساعد الحكومة الجديدة.
على حسب تقرير صحفي في صحيفة “الوطن” السعودية، تم بحث المصالحة في بداية شهر نيسان بين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ورئيس الاستخبارات القطري. وقال هذا الاخير لمشعل إنه يجب على المنظمة أن تسارع في المصالحة لأن تأييد قطر لحماس تراه مصر عملا موجها عليها. وأضاف يقول إن السعودية ودول الخليج قطعت العلاقات السياسية ببلده كي تصد دعم قطر للاخوان المسلمين ولتوافق على سياستها فيما يتعلق بالحرب الاهلية في سوريا. وبين أبو راس أنه في ضوء ذلك واذا لم تنجح جهود المصالحة فان قطر ستزن سياستها نحو حماس من جديد. وأطلع مشعل قادة حماس على تفاصيل المحادثة وبعد زمن قصير وقع على اتفاق المصالحة بين المنظمة والسلطة.
لم تشمل جهود انشاء حكومة فلسطينية موحدة الى الآن تباحثا في تجريد حماس من سلاحها أو في بناء قوة عسكرية موحدة بين حماس وفتح. ويبدو أن هذه القضية ستؤجل الى ما بعد انتخابات السلطة الفلسطينية التي لم يحدد موعدها بعد.
سيوجب انشاء حكومة موحدة على اسرائيل أن تبت أمر كيف ستعاملها ولا سيما اذا حظيت هذه الحكومة باعتراف الدول الاوروبية والدول العربية التي تُحسب في الكتلة الموالية لامريكا. وما زال الرد الآلي هو القطيعة مع هذه الحكومة لكن هذا القرار قد تكون له آثار بعيدة المدى على قدرة السلطة الفلسطينية على الاستمرار على ادارة المناطق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا يتحدثون عن النازية الجديدة اليهودية
بقلم: يوسي سريد،عن هآرتس
لم يكن النازيون ايضا نازيين الى أن اصبحوا نازيين؛ لأنه ما الذي فعلوه من الافعال القبيحة في الحاصل حتى ذلك الحين: أحرقوا كنسا هنا وهناك، وهشموا واجهات زجاجية، ورشوا الصلبان المعقوفة على الجدران، وبصقوا على اليهود في الشوارع، وسن مندوبوهم في الرايخستاغ قوانين عنصرية. فلم يقتلوا ولم ينشئوا معسكرات ابادة بل هيأوا القلوب والاوغاد؛ وكان ذلك كل شيء. ولا يستطيع النازيون الجدد في ايامنا أن يفعلوا اكثر من ذلك، الى الآن. فلماذا تشكون من عاموس عوز الذي صور لنا صورتنا الذاتية، أعني “شباب التلال”.
لا يُحدثون عن النازية الجديدة اليهودية الاطفال في سن صغيرة محاولين تطعيمهم من جرثومة القومية في التربة الدينية. بل يحسن حصر العناية في أوبئة سوداء لآخرين. يستحق وزير التربية اذا أن يربت على كتفه لأنه اذا كان نتنياهو يخيف الكبار فان شاي بيرون يخيفهم وهم صغار. وهذا هو الاصلاح الوحيد الذي نجح نجاحا حسنا على يده الى الآن.
امتنع أب شاب من تل ابيب عن ارسال ابنه الى روضة الاطفال في يوم ذكرى الكارثة. وقد ابلغت الحاضنة التي تنفذ توجيهات المفتشين، ابلغت الآباء قبل ذلك عن نيتها أن تعامل “الموضوع″ بلطف. فهي لن تحصر العناية لا سمح الله في من مات بالنار ومن مات بالغاز بل ستروي فقط كيف فصل آنذاك الاولاد عن آبائهم ولم يعطونهم شيئا يأكلونه هناك ايضا. وقد بقي صغار ناجون آخرون في البيوت في ذلك اليوم لمزيد من الامن النفسي. وستكون لهم بعد ذلك فرص كثيرة لاتمام ما نقص.
وفي مدرسة ابتدائية في رمات هشارون استقرت آراء معلمات ومعلمين ذوي اخلاص تربوي على أن يعظموا هذه السنة يوم ذكرى ضحايا الجيش الاسرائيلي. ففي خلال المراسم وبحضور مئات الطلاب بين الـ 6 الى 12 من اعمارهم بث هناك فيلم يعتبر فخرا. ولن تستطيعوا التخمين لأنني لم أنجح أنا ايضا، حينما جاء والد هائج ليحدثني عن ذلك. فمن بين جميع الافلام اختير ذلك الفيلم الذي يوثق عمل التنكيل في رام الله حيث رمي بجنديين اسرائيليين ليموتا من النافذة وكان قاتلوهما الفلسطينيون يكشفون لعدسات التصوير أيديهم الملطخة بالدم.
سأل جدعون ليفي هنا قبل اسبوع: “هل تحبون أبناءكم”. اجل، أنتم تحبونهم لكنكم لا تحرسون نفوسهم. يبينون لكم أنه لا مناص: فالاولاد يسمعون صافرة الانذار ويخافون ويطلبون تفسيرا. فاذا كان الامر كذلك فأسكتوا الصافرات من اجلهم ودعوهم ينشأون اولادا سليمين قبل أن يسممهم نتنياهو وبيرون.
استطاعت مديرة المدرسة الى الآن أن تنقل رسائل قصيرة بين الآباء تقول إن “الحادثة غير المخطط لها” سيفحص عنها. مساكين معلمو اسرائيل الذين ما عادوا يعلمون ما الذي يتوقع منهم، والذين يشعرون بواجب ارضاء الوزراء الذين لا يفرقون هم أنفسهم بين يد ويد.
لو كنت على يقين من أن وزير التربية قرأ كتاب يانوش كوتشاك “كيف تحب الولد” وتغلغل الى نهاية نظريته: “المجتمع سلمك متوحشا صغيرا تدربه وتعلمه النهج المستقيم – وينتظر. وتنتظر الدولة وتنتظر الكنيسة. وهي تطلب وتنتظر وتقف في تأهب. فالدولة تطلب الشعور الوطني، والكنيسة تطلب الايمان، والجميع يطلبون التوسط والخضوع. فأما الولد القوي جدا فيحطمونه، وأما الهاديء فيدوسونه، وأما الفقير فيسدون طريقه الى الأبد” (هذا نص موجز). ولا أمل لك يا بيرون أن تضيف الى هذا الكلام لكن لا تقتطع منه على الأقل.
حينما يربى المجانين ومن يصيبونهم بالجنون، يحسن التأكد من أن الدراسة العليا تحافظ على التفكير السليم. لكن معهد الحقوق في جامعة تل ابيب قد أقام هذا الاسبوع محاكمته التمثيلية السنوية لـ “ذكرى طلاب المعهد وخريجيه الذين قتلوا في حروب اسرائيل”. وكان موضوع المحاكمة: “هل يحق لشركات الطيران ان تجبي سعر تذكرة مضاعفا من مسافرين سمينين” (نقلا عن اعلان في صحيفة هآرتس). وكان يرأس هيئة المحكمة القاضي حنان ملتسر من المحكمة العليا. وقد أثار حكماء الاكاديميا أحد المواضيع الساخنة في حياتنا اليومية، من مجثمه.
ما الذي تقولونه – هل يحق لشركات الطيران أم لا، لأنه ليس عندي رأي مصاغ. ومن المؤسف أنه لا يمكن إشراك القتلى في هذه المعضلة الوجودية ولا سيما السمينين منهم. والى أين في الحقيقة يطير اليهود في ليالي البلور الساخنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 19/05/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
لفني أخلت بقرار الحكومة لانها تؤمن بالحوار والاتصالات والمفاوضات.. وماذا سيفعل بيبي لها؟
بقلم: بن كاسبيت،عن معاريف
عشرات الملايين في اوروبا وفي آسيا اجتازوا تجارب النزوح الاكراهي.. هذا ما حصل لنحو 700 الف من عرب فلسطين.. كل شعب ونكبته
بقلم: بن – درور يميني،عن يديعوت
عاصفة في لبنان بسبب الصحفية اللبنانية حنين غدار التي تُتهم بأنها شاركت في مؤتمر حضره وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
يعلم المشير السيسي أنه اذا أراد أن يعيد الى مصر مكانتها بصفتها مسؤولة عن حل المشكلة الفلسطينية فلا يستطيع أن يتبرأ من منظمة حماس التي تحكم غزة
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
لا يتحدثون عن النازية الجديدة اليهودية
بقلم: يوسي سريد،عن هآرتس
</tbody>
لفني أخلت بقرار الحكومة لانها تؤمن بالحوار والاتصالات والمفاوضات.. وماذا سيفعل بيبي لها؟
بقلم: بن كاسبيت،عن معاريف
إذن هل علم أم لم يعلم؟ هذا منوط بمن تسأل. طريقة نظام الحكم المتبعة في البلاد (الديمقراطية البرلمانية)، والتي تدعو تسيبي لفني ونفتالي بينيت (او عمرام متسناع واوريت ستروك على التوالي) الى ذات الائتلاف، تخلق اوضاعا غامضة كهذه لا يمكن لاحد فيها أن يقول بكامل المسؤولية اذا كان رئيس الوزراء علم بان وزيرة العدل التقت برئيس السلطة الفلسطينية أم لا. واذا كان علم، فهل أقر؟ واذا كان أقر، فهل فعل هذا بالفم المليء، أم بالغمز؟
الجواب: علم، اقر، بالغمز. مثلما هو الحال دوما. من جهة، نتنياهو لا يريد للفني أن تلتقي أبو مازن. الى أن نجح في دفع المفاوضات نحو الضياع، فماذا حصل أن برزت فجأة؟ ولكنها ضغطت. نتنياهو لا يمكنه أن يسمح لنفسه بان تستقيل لفني من الحكومة الان. يحتمل أن تكون ألمحت له بانه اذا منعها من لقاء أبو مازن فانها ستستقيل، وعندها اضطر لان يشد على اسنانه. واتفق على أن يتظاهر بانه لم يعلم، وهي كأنها لا تجري مفاوضات، واذا ما انكشف الامر فان الجميع سينفون للجميع. بيبي أراد أن تكون له حجة غيبة أمام زئيف الكين ويريف لفين، المديرين العامين الجديدين له في الليكود. وهذا بالضبط ما حصل. اللقاء انكشف (ابرموفيتش في القناة 2)، وعندها بدأت تبرز الروايات. بيبي علم، لم يعلم، أقر، لم يقر، هكذا هو الحال دوما لدى نتنياهو، لا يمكن للمرء أن يعرف في أي مرة ماذا قصد الشاعر.
إذن تصادف وجود لفني في لندن. وأبو مازن ايضا. وفجأت طرحت فكرة اللقاء. لماذا لا، في واقع الامر؟ غريب قول هذا، ولكن منذ تشكلت حكومة نتنياهو الحالية، أحد لم يلتقِ مع ابو مازن. لفني نفسها لم تره منذ بضع سنين. ولما كان هو لا يزال الشريك الرسمي خلف سور الفصل، ولما كان هو لا يزال على رأس الشعب الذي يسكن الى جانبنا (وبيننا)، ولما كان تعاونه الامني مع اجهزة الامن لا يزال قائما وموجودا (وفي نهاية الاسبوع انقذ حياة الصحفي آفي يسسخروف من موقع “والا” على الانترنت)، فقد قالت لفني لنفسها: لماذا لا أجلس للحظة مع ابو مازن، اشرب معه القهوة وأتحدث عن الحياة ومعناها؟
هذا هو التفسير من جهتها. نفتالي بينيت سيشرح امورا اخرى. هو سيقول ان الحكومة قررت تعليق المفاوضات مع الفلسطينيين، صحيح؟ وأبو مازن يوجد في ذروة مسيرة مصالحة مع حماس، التي ترفض وجود اسرائيل، صحيح؟ اذن لماذا ينبغي لنا ان نلتقي به؟ هنا ايضا توجد حجة ما. فنحن بالضبط نحاول المس بشرعية ابو مازن في العالم، مع خطوة الوحدة مع حماس، هكذا سيقول بينيت، إذن لماذا تزعج هي؟
إذن هذا هو، ستجيبه لفني، من شدة ما نحاول، فان ما قرره العالم هو القاء المسؤولية عن الطريق المسدود في المفاوضات علينا بالذات. وحتى الامريكيون يتهمون المستوطنات، وبكلمات اخرى – اوري اريئيل، في تفجير المفاوضات. هذا ليس فقط اينديك، هذا ايضا كيري واوباما. بحيث أنه من المجدي أن نفهم الواقع الذي نوجد فيه، ستقول لفني، افتراضيا، لبينيت.
وهاكم التناقض: اذا كانت لفني التقت في لقاء مفاوضات مع ابو مازن، فانها أخلت بقرار الحكومة. ولكن في محيطها يقولون ان هذه لم تكن مفاوضات. فماذا كانت هذه؟ ولما كانت لفني التقت كيري من قبل، وكذا ابو مازن التقى كيري من قبل، ولما كانت كل الاطراف (باستثناء اسرائيل) لا تزال تدعي بان “باب المفاوضات مفتوح”، فلا يوجد وضع لا يكونون فيه تحدثوا هناك عن الامكانيات والصياغات.
إذن لفني أخلت بقرار الحكومة. من جهة اخرى، هذه ايديولوجيتها. هذا ما تؤمن به. بالحوار، بالاتصالات، بالمفاوضات، وليس بالمحظورات والمقاطعات. وفضلا عن ذلك، مثلما قال أمس احد المقررين، ماذا سيفعل بيبي لها؟ سيقيلها. لنراه.
ومثلما هو الحال دوما، فان المسؤول عن هذه المهزلة هو وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان (ففي واقع الامر هو من يفترض به أن يلتقي ابو مازن، وليس لفني). “اذا لم تكن هي تدير مفاوضات، فلتلتقي بقدر ما تريد”، قال ليبرمان، “من جهتي فليلعبا الداما”. هكذا هو ايفات: مثل بيبي، باستثناء أنه اكثر بساطة بكثير، بدون غمزات وتلويات، مباشرة والى الموضوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عشرات الملايين في اوروبا وفي آسيا اجتازوا تجارب النزوح الاكراهي.. هذا ما حصل لنحو 700 الف من عرب فلسطين.. كل شعب ونكبته
بقلم: بن – درور يميني،عن يديعوت
شهر أيار يدعونا، بفارق اقل من اسبوع لاحياء ذكرتين. في 9 يار احتفل العالم الحر بالانتصار على الالمان في الحرب العالمية الثانية. وفي 15 ايار جرت أحداث يوم النكبة في أرجاء العالم. انتصار قوات التحالف على المانيا لم ينتهِ باحتفالات المصالحة. بل العكس، بين 12 و 16 مليون الماني عرقي طردوا من دول وسط أوروبا مع نهاية الحرب وبعدها. بين 600 الف الى 2 مليون قتلوا في اثناء الطرد، الذي تضمن عددا لا يحصى من المذابح والاعتداءات. سفينة اللاجئين فيلهم غوستلوف اغرقت في كانون الثاني سنة 1945 من قبل الاسطول الروسي وكان عليها 9.500 شخص. من يتذكر؟ رغم ذلك فان ممثلي المهزومين واللاجئين لم يدعوا الى احتفالات 9 ايار. وروايتهم لم تعرض. وها هم اولئك الذين احتفلوا بالانتصار، انتقلوا بعد اقل من اسبوع الى الطرف الاخر، لغرض احداث احياء الظلم الذي احيق بالفلسطينيين. وهم لم يحلموا باحياء النكبة الالمانية. احيوا النكبة الفلسطينية.
هنا وهناك طرحت فكرة لدفع تعويضات للمطرودين الى المانيا. الدول ذات الصلة، مثل تشيكيا وبولندا، رفضت الفكرة تماما. لا احد يتنكر للاعتداءات وللطرد الوحشي. ولكنها توضح بانه اذا ما ادعى ضدنا احد فاننا سنطالب بتعويضات من المانيا على اضرار الحرب. والزمن يمر. والجراح تلتئم. لا تعويضات. وبالتأكيد لا عودة. المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان تصدت هنا وهناك لدعاوى المطرودين. ورفضتها رفضا باتا.
الالمان العرقيون، والكثيرون منهم ابرياء، لم يكونوا الوحيدين الذي اضطروا الى اجتياز النزوح الاكراهي. عشرات الملايين في اوروبا وفي آسيا اجتازوا تجارب مشابهة في ذاك العقد، قبله وبعده. هذا ما حصل لنحو 700 الف من عرب فلسطين. هذا ما حصل لـ 850 الف يهودي. نكبة يهودية ايضا، فلسطينية ايضا، المانية ايضا وكانت ايضا نكبة بولندية، ونكبة هندية، النكبة كانت النمط الوحشي لذاك الزمن. نكبة عالمية. كل شعب ونكبته.
حسب الباحث الفلسطيني المتشدد، عارف العارف، فان نحو 13 الف من عرب فلسطين قتلوا في حرب الاستقلال. ينبغي الاسف على كل قتيل. وينبغي أن يضاف انه حسب مقياس موضوعي لعدد المصابين، بالنسبة للسكان او لعدد الفارين والمطرودين – فان النكبة الفلسطينية هي أخفها. وفقط لغرض التشبيه، في تبادل السكان في تلك السنوات، بين بولندا واوكرانيا، قتل نحو 100 الف نسمة من اصل 1.4 مليون طردوا من محافظات وطنهم. فهل احد ما ينظم احتفالات في ارجاء العالم لذكراهم؟ وها هي بالذات النكبة الفلسطينية تخلد في أرجاء العالم.
الفلسطينيون عانوا. كل المبعدين عانوا. وقد دفعوا ثمنا على افعال الزعماء. الفلسطينيون اوقفوا على رأسهم الحاج امين الحسيني. في السنوات الاخيرة انكشفت المزيد فالمزيد من الشهادات على دور الرجل في تشجيع ابادة اليهود. كما أنه اوضح بان “شرطنا الاساسي للتعاون مع المانيا كان يد حرة لابادة يهود فلسطين والعالم العربي”. وقد كان بين مبادري “فرهود” في العراق، الاعتداء الاول ضد اليهود في دولة عربية، بالهام نازي. وقد أقام وحدات من المسلمين النازيين. عمل ضد صفقة تحرير اطفال يهود. وكان من مبادري “حملة أطلس″ التي كان يفترض ان تسمم مياه الشرب في فلسطين لقتل ربع مليون يهودي. لم يكن الوحيد الذي تماثل في تلك الايام مع النازيين. فوزي القاوقجي وآخرون كانوا بالضبط في ذات الجانب.
هنا وهناك طرحت ادعاءات بانه “لا صلة بين مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وبين اللاجئين اليهود من البلدان العربية. هذا ادعاء سخيف. سلسلة اعمال اعتدائية اجتازها اليهود في الاربعينيات، ولا سيما في العام 1948، في عدن، في سوريا، في ليبيا، في العراق، في المغرب كان خليطا من مناهضة الصهيونية واللاسامية. كما أن قرار الجامعة العربية في تلك السنة، بمصادرة الحسابات البنكية لليهود قضى بان ينقل المال لتمويل الجهد الحربي ضد “التطلعات الصهيونية في فلسطين”. كان هذا صراعا عربيا، أدارته الجامعة العربية واللجنة العربية العليا، برئاسة الحسيني، بحيث أن هناك سخف ما في الادعاء بان “لا صلة”.
مشكلة اللاجئين الفلسطينيين تخلدت لان العالم العربي عارض بشكل ثابت كل اقتراح لاعادة تأهيلهم. وحتى قرار 194 للجمعية العمومية للامم المتحدة الذي يمنح امكانية العودة بشروط معينة، عارضه العرب لانه كان يستوجب الاعتراف بدولة يهودية حسب قرار التقسيم. في السنوات الاخيرة اصبح هذا القرار سلاحا، لغرض فرض العودة الجماعية، رغم أنه لا توجد أي سابقة تاريخية لعودة جماعية من هذا النوع. كما أنه لا يوجد مثل هذا الحق. وفي كل حال، كان قرار 194 واحدا فقط في سلسلة قرارات. قرارات الجمعية العام 393، 394 و 513، التي اتخذت لاحقا توجد في مكانة قانونية مشابهة، استوجبت نقل المسؤولية واستيعاب اللاجئين الى الدول العربية. من يعرف؟ من يتذكر؟ هكذا بحيث أن كل الذين شاركوا في احتفالات النكبة في الاسبوع الاخير لا يخدمون حل المشكلة. هم يخدمون رواية الدعاية التي تخلد المشكلة. ويطورون وهم العودة. فقد أوضح الناطقون العرب المرة تلو الاخرى بان مطلب العودة يستهدف هدفا واحدا: تصفية دولة اسرائيل.
رغم الحقائق الاساسية المعروفة والواضحة، تحولت النكبة الفلسطينية، بما في ذلك في نظر بعض الاكاديميين الى “الجريمة الاكبر في العصر الحديث”. الكذبة تنتصر. في الجامعات الامريكية، درج طلاب من التيار المناهض لاسرائيل الى توزيع “اوامر اخلاء” في منازل الطلبة لاستعراض فعلة الطرد الاجرامية التي ارتكبتها اسرائيل. ويتماثل معظم الطلاب مع الضحايا. فهم لا يعرفون الحقائق الاساسية. لا يعرفون عن النكبة اليهودية والعالمية. لا يعرفون عن الصلة العربية بالنازيين. لا يحيون النكبة الالمانية، لان المانيا كانت الطرف المعتدي. ولكنهم يحيون النكبة الفلسطينية رغم أن الطرف العربي كان المعتدي.
توجد حاجة الى المصالحة، توجد حاجة الى الاعتراف بالظلم. فاتسلاف هافل عندما كان رئيس تشيكيا، قام بفعل نبيل. اعتذر عن الفظائع التي ارتكبتها تشيكيا ضد الالمان الابرياء. اسرائيل، مثل هافل، يجب أن تطلب المغفرة عن المعاناة التي لحقت بالابرياء ايضا. المغفرة. لا التعويض ولا العودة. وينبغي الامل في أن يفهم العالم العربي فيطلب المغفرة عن اضطهاد اليهود ومصادرة أملاكهم والدعوات للابادة وتعاون قسم من زعمائه مع النازيين.
ان الاعتراف بالظلم يجب أن يكون على المستوى الانساني. لا السياسي. في لندن وفي موسكو لم يتبنوا في 9 ايار الرواية الالمانية. لا توجد اي حاجة لتبني الرواية العربية عند الانتقال الى الشرق الاوسط. المصالحة لم تتحقق من خلال دعاية الاكاذيب التي تجعل ولادة اسرائيل جريمة. المصالحة لا تتحقق الا عندما تنتصر الحقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عاصفة في لبنان بسبب الصحفية اللبنانية حنين غدار التي تُتهم بأنها شاركت في مؤتمر حضره وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
يحظر القانون اللبناني اجراء علاقات بنا، فلا مصافحة ولا تبادل كلام ولا التقاط صور مشتركة بيقين، بل ولا الوجود مع العدو الاسرائيلي في الغرفة نفسها. ومن عُثر على أنهم فعلوا ذلك ومنهم ملكة جمال لبنان، حوكموا وحكم عليهم بثلاث سنوات سجن.
إن المعسكرين، معسكر المؤسسة العلمانية وقادة الرأي العام، ومعسكر محور سوريا – ايران – حزب الله، غارقان الآن في حرب على مشاركة الصحفية الآسرة حنين غدار، المحررة الرئيسة للموقع الاخباري ذي الشعبية “لبنان الآن”، في مؤتمر في واشنطن. فقد دُعيت لتحاضر في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط وفاجأت. اختارت غدار بدل الحديث عن تقصيرات واخفاقات وهو ما توقعوه منها في بيروت، أن تهاجم حزب الله وألقت على المنظمة بكلام شديد المسؤولية عن الوضع البائس للمليونين من اللاجئين السوريين الذين فروا الى مخيمات في لبنان. وقالت مشتكية: إنهم مساكين ونحن نئن تحت العبء الانساني. نحن نشفق عليهم وهم في ورطة بيننا.
جاء الهجوم على غدار من مكان غير متوقع فقد تبين لكلاب حراسة حزب الله – ايران – سوريا اسم وزير الدفاع السابق اهود باراك في قائمة المشاركين في المؤتمر في واشنطن، فمضوا وألصقوا صورة ضخمة (مختلقة) لباراك وغدار، وأصبح أبواق نصر الله يقولون إن “دمها حلال”. وإن هذا العنوان في بيروت ليس لعبة اولاد بل هو دعوة الى البحث عنها وتخبئة عبوة ناسفة في سيارتها أو بيتها وتصفية حساب طويل معها.
غدار صحفية غير عادية في المشهد الاعلامي اللبناني. فقد نشرت قبل سنتين في “تابلت” اليهودية في نيويورك مقالة متحدية عن جدتها إبنة الطائفة الشيعية التي “تحب نصر الله وتصدق كل كلمة منه ولا تعتمد إلا عليه”. وكتبت غدار دون أن تفصل ما تعتقده هي نفسها في نصر الله تقول إن الاسرائيليين عند جدتي هم الأشرار وحزب الله هو البطل والمخلص.
إن الذين يبحثون عن غدار ينشرون الآن “اعلان براءة” من عائلتها و”اعتذارا” الى نصر الله. وليس من المؤكد أن هذه الاعلانات قد وجدت. إن وسائل الاعلام بالعربية تحارب غدار حرب تشهير. وفي مقابل ذلك صدرت الصحف باللغة الانجليزية في لبنان في حملة تأييد لها. ففي العربية يطلبون رميها في سجن وتصفيتها، وبالانجليزية يهاجمون حزب الله ويدافعون عن غدار.
أصبح الصراع بين المعسكرين صورة مرآة السياسة العليا في بيروت: فقد أنهى الرئيس ميشيل سليمان مدتي ولاية ويوجب القانون اجراء انتخابات وادخال رئيس جديد الى القصر، لكن حزب الله يعيق ذلك ويهدد ويرفض المرشحين. وفي كل لحظة يهتم شخص ما بتهييج المعارك بين المعسكرين وذلك يصرف الانتباه عن الشأن المشحون وهو انتخاب رئيس جديد. لكن غدار لا تتنازل فحينما عادت الى بيوت نشرت هجوما جديدا على حزب الله أعلنت أنها بالقياس اليهم تتحدث بصوت واحد فما قالته في واشنطن
ستقوله دون أن يطرف لها جفن في الوطن ايضا برغم ما تقوله جدتها. يقولون إنه كان يجب علي أن أطلب إذنا قبل أن افتح “فما كبيرا” في واشنطن، تقول مهاجمة، فلماذا لم يطلب نصر الله إذنا مني قبل أن يرسل مئات المقاتلين لمساعدة بشار الاسد في سوريا ويهرب اللاجئين إلينا؟.
في مسألة “الاحتكاك” باهود باراك، تقول غدار إنها لم تعتدِ على القانون فقد اهتمت مسبقا بأن تُبين أنها لن تدخل محاضرته ولن تأخذ السماعة الى أن يضمنوا لها أن باراك غير موجود في القاعة. وليست هي وحدها، ففي مؤتمر آخر في إمارة قطر، أصر المشارك اللبناني على أن يُسقطوا من قائمة الحضور إسم المشارك الاسرائيلي في المنتدى. وشعر الاسرائيلي بالاهانة فتوسل إليه اللبناني راجيا حياته فتنازل الاسرائيلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
يعلم المشير السيسي أنه اذا أراد أن يعيد الى مصر مكانتها بصفتها مسؤولة عن حل المشكلة الفلسطينية فلا يستطيع أن يتبرأ من منظمة حماس التي تحكم غزة
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
“أدعو حماس الى تحسين علاقاتها بمصر قبل أن تفقد مناصرة الشعب المصري بصورة نهائية”، قال المشير عبد الفتاح السيسي في مقابلة لمحطة التلفاز المصرية “سكاي” هذا الاسبوع. وجر كلامه فورا موجة تفسيرات في شأن نوايا المرشح المؤكد للرئاسة. فالسيسي يقترح على حماس باب هرب سياسيا يرمي كما يبدو الى تعجيل المصالحة بينها وبين منظمة فتح التي تؤيدها مصر، في مقابل موقفه الصارم الذي لا هوادة فيه من الاخوان المسلمين.
إن التقارير المصرية المتفائلة عن تقارب أو مصالحة على الأقل مع حماس أخذت تكثر. وأحدها هو اعلان احمد أبو راس، رئيس لجنة تنسيق المساعدة القطرية لغزة، الذي قال في نهاية الاسبوع إن مصر ستفتح معبر رفح لنقل مواد بناء الى القطاع. وقد تبرعت قطر بالمواد باعتبارها جزءا من منحة تبلغ من 400 مليون دولار أعلنها حاكم الدولة قبل سنتين. وقال أبو راس إن مصر ستفتح المعبر من اجل ذلك مرة واحدة في الاسبوع على الأقل يبدأ ذلك من شهر حزيران. وذكر أن اللجنة تنسق اعمالها مع “الجانب الاسرائيلي”، وأن نقل مواد البناء عن طريق اسرائيل سيجري مع نقل السلع من مصر. وتنفق قطر في ضمن ما تنفق عليه ايضا على بناء حي سكني في غزة مخصص للسجناء الامنيين الذين أطلق سراحهم من السجون الاسرائيلية ويشمل بين 200 – 300 وحدة سكنية.
وفي هذا الوقت ينتظرون في مصر الاعلان عن انشاء حكومة وحدة فلسطينية تؤلف من تكنوقراط غير منتمين سياسيا. وسيُمكن هذا الاعلان الذي يتوقع أن ينشر في الايام القريبة، مصر من فتح معبر رفح بصورة دائمة. وعلى حسب الاتفاقات التي صيغت بين السلطة الفلسطينية وحماس، ستدار الرقابة على معبر رفح بوساطة لجان مشتركة بين الطرفين وبذلك ستعترف مصر في واقع الامر بمشاركة حماس في الحكومة الفلسطينية.
تلقت حماس من مصر ضربات قاسية طول السنتين الاخيرتين. فقد اتهمت مصر مع هدم أكثر الأنفاق التي كانت تربط غزة بسيناء – وكان ذلك ضررا بالغا بموارد حكومة حماس الاقتصادية – اتهمتها بالتعاون العسكري مع الاخوان المسلمين ومنظمات ارهاب اخرى تعمل في سيناء. وتزعم مصر أن حماس ساعدت على تهريب محمد مرسي ونشطاء آخرين ينتمون الى حركة الاخوان من السجون قبيل نشوب الثورة في مصر في 2011. ومع ذلك من الواضح للسيسي أن القطاع لا يمكنه أن يبقى محاصرا من مصر واسرائيل معا. فاذا أراد أن يعيد الى مصر مكانتها بصفتها مسؤولة عن حل المشكلة الفلسطينية فانه لا يستطيع أن يتحلل من غزة.
تلقوا في حماس كلام السيسي بالمباركة، فقد أعلن محمود الزهار، المسؤول الكبير في حركة حماس، أن ذلك “الكلام يتساوق مع سياسة حماس التقليدية التي تعتمد على اقامة علاقات طيبة بجميع الدول العربية ولا سيما مصر”.
وسيضطرون في حماس ايضا أن يبتوا الامر في صورة حكمهم لغزة، لأن حكومة فلسطينية موحدة ستضطر الى تحمل مسؤوليتها عن العناية بغزة في مستوى الادارة الجارية وفي مجال توزيع الموارد.
وعدت الدول العربية المؤيدة للمصالحة بين حماس وفتح والتي تؤمن بأنها تخدم مصلحة اقليمية، كالسعودية واتحاد الامارات، وعدت في المحادثات التي أجرتها مع محمود عباس بأن تساعد الحكومة الجديدة.
على حسب تقرير صحفي في صحيفة “الوطن” السعودية، تم بحث المصالحة في بداية شهر نيسان بين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ورئيس الاستخبارات القطري. وقال هذا الاخير لمشعل إنه يجب على المنظمة أن تسارع في المصالحة لأن تأييد قطر لحماس تراه مصر عملا موجها عليها. وأضاف يقول إن السعودية ودول الخليج قطعت العلاقات السياسية ببلده كي تصد دعم قطر للاخوان المسلمين ولتوافق على سياستها فيما يتعلق بالحرب الاهلية في سوريا. وبين أبو راس أنه في ضوء ذلك واذا لم تنجح جهود المصالحة فان قطر ستزن سياستها نحو حماس من جديد. وأطلع مشعل قادة حماس على تفاصيل المحادثة وبعد زمن قصير وقع على اتفاق المصالحة بين المنظمة والسلطة.
لم تشمل جهود انشاء حكومة فلسطينية موحدة الى الآن تباحثا في تجريد حماس من سلاحها أو في بناء قوة عسكرية موحدة بين حماس وفتح. ويبدو أن هذه القضية ستؤجل الى ما بعد انتخابات السلطة الفلسطينية التي لم يحدد موعدها بعد.
سيوجب انشاء حكومة موحدة على اسرائيل أن تبت أمر كيف ستعاملها ولا سيما اذا حظيت هذه الحكومة باعتراف الدول الاوروبية والدول العربية التي تُحسب في الكتلة الموالية لامريكا. وما زال الرد الآلي هو القطيعة مع هذه الحكومة لكن هذا القرار قد تكون له آثار بعيدة المدى على قدرة السلطة الفلسطينية على الاستمرار على ادارة المناطق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا يتحدثون عن النازية الجديدة اليهودية
بقلم: يوسي سريد،عن هآرتس
لم يكن النازيون ايضا نازيين الى أن اصبحوا نازيين؛ لأنه ما الذي فعلوه من الافعال القبيحة في الحاصل حتى ذلك الحين: أحرقوا كنسا هنا وهناك، وهشموا واجهات زجاجية، ورشوا الصلبان المعقوفة على الجدران، وبصقوا على اليهود في الشوارع، وسن مندوبوهم في الرايخستاغ قوانين عنصرية. فلم يقتلوا ولم ينشئوا معسكرات ابادة بل هيأوا القلوب والاوغاد؛ وكان ذلك كل شيء. ولا يستطيع النازيون الجدد في ايامنا أن يفعلوا اكثر من ذلك، الى الآن. فلماذا تشكون من عاموس عوز الذي صور لنا صورتنا الذاتية، أعني “شباب التلال”.
لا يُحدثون عن النازية الجديدة اليهودية الاطفال في سن صغيرة محاولين تطعيمهم من جرثومة القومية في التربة الدينية. بل يحسن حصر العناية في أوبئة سوداء لآخرين. يستحق وزير التربية اذا أن يربت على كتفه لأنه اذا كان نتنياهو يخيف الكبار فان شاي بيرون يخيفهم وهم صغار. وهذا هو الاصلاح الوحيد الذي نجح نجاحا حسنا على يده الى الآن.
امتنع أب شاب من تل ابيب عن ارسال ابنه الى روضة الاطفال في يوم ذكرى الكارثة. وقد ابلغت الحاضنة التي تنفذ توجيهات المفتشين، ابلغت الآباء قبل ذلك عن نيتها أن تعامل “الموضوع″ بلطف. فهي لن تحصر العناية لا سمح الله في من مات بالنار ومن مات بالغاز بل ستروي فقط كيف فصل آنذاك الاولاد عن آبائهم ولم يعطونهم شيئا يأكلونه هناك ايضا. وقد بقي صغار ناجون آخرون في البيوت في ذلك اليوم لمزيد من الامن النفسي. وستكون لهم بعد ذلك فرص كثيرة لاتمام ما نقص.
وفي مدرسة ابتدائية في رمات هشارون استقرت آراء معلمات ومعلمين ذوي اخلاص تربوي على أن يعظموا هذه السنة يوم ذكرى ضحايا الجيش الاسرائيلي. ففي خلال المراسم وبحضور مئات الطلاب بين الـ 6 الى 12 من اعمارهم بث هناك فيلم يعتبر فخرا. ولن تستطيعوا التخمين لأنني لم أنجح أنا ايضا، حينما جاء والد هائج ليحدثني عن ذلك. فمن بين جميع الافلام اختير ذلك الفيلم الذي يوثق عمل التنكيل في رام الله حيث رمي بجنديين اسرائيليين ليموتا من النافذة وكان قاتلوهما الفلسطينيون يكشفون لعدسات التصوير أيديهم الملطخة بالدم.
سأل جدعون ليفي هنا قبل اسبوع: “هل تحبون أبناءكم”. اجل، أنتم تحبونهم لكنكم لا تحرسون نفوسهم. يبينون لكم أنه لا مناص: فالاولاد يسمعون صافرة الانذار ويخافون ويطلبون تفسيرا. فاذا كان الامر كذلك فأسكتوا الصافرات من اجلهم ودعوهم ينشأون اولادا سليمين قبل أن يسممهم نتنياهو وبيرون.
استطاعت مديرة المدرسة الى الآن أن تنقل رسائل قصيرة بين الآباء تقول إن “الحادثة غير المخطط لها” سيفحص عنها. مساكين معلمو اسرائيل الذين ما عادوا يعلمون ما الذي يتوقع منهم، والذين يشعرون بواجب ارضاء الوزراء الذين لا يفرقون هم أنفسهم بين يد ويد.
لو كنت على يقين من أن وزير التربية قرأ كتاب يانوش كوتشاك “كيف تحب الولد” وتغلغل الى نهاية نظريته: “المجتمع سلمك متوحشا صغيرا تدربه وتعلمه النهج المستقيم – وينتظر. وتنتظر الدولة وتنتظر الكنيسة. وهي تطلب وتنتظر وتقف في تأهب. فالدولة تطلب الشعور الوطني، والكنيسة تطلب الايمان، والجميع يطلبون التوسط والخضوع. فأما الولد القوي جدا فيحطمونه، وأما الهاديء فيدوسونه، وأما الفقير فيسدون طريقه الى الأبد” (هذا نص موجز). ولا أمل لك يا بيرون أن تضيف الى هذا الكلام لكن لا تقتطع منه على الأقل.
حينما يربى المجانين ومن يصيبونهم بالجنون، يحسن التأكد من أن الدراسة العليا تحافظ على التفكير السليم. لكن معهد الحقوق في جامعة تل ابيب قد أقام هذا الاسبوع محاكمته التمثيلية السنوية لـ “ذكرى طلاب المعهد وخريجيه الذين قتلوا في حروب اسرائيل”. وكان موضوع المحاكمة: “هل يحق لشركات الطيران ان تجبي سعر تذكرة مضاعفا من مسافرين سمينين” (نقلا عن اعلان في صحيفة هآرتس). وكان يرأس هيئة المحكمة القاضي حنان ملتسر من المحكمة العليا. وقد أثار حكماء الاكاديميا أحد المواضيع الساخنة في حياتنا اليومية، من مجثمه.
ما الذي تقولونه – هل يحق لشركات الطيران أم لا، لأنه ليس عندي رأي مصاغ. ومن المؤسف أنه لا يمكن إشراك القتلى في هذه المعضلة الوجودية ولا سيما السمينين منهم. والى أين في الحقيقة يطير اليهود في ليالي البلور الساخنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ