Haneen
2014-07-14, 11:53 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 21/05/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
سوريا وجيوب السيطرة
بقلم: جاكي خوري،عن هآرتس
عباس مستعد برغم كل شيء
بقلم: عكيفا الدار،عن هارتس
الواقع الآن غير مهيأ لتنازلات
بقلم: حاييم شاين، عن اسرائيل اليوم
صمت الخراف
بقلم: حاييم آسا،عن معاريف
عباس يسير على حبل دقيق
بقلم: شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
</tbody>
سوريا وجيوب السيطرة
بقلم: جاكي خوري،عن هآرتس
‘عاصمة الثورة السورية’ كان لقب مدينة حمص حتى وقت أخير مضى. ولكن منذ تحقق في بداية الشهر الاتفاق بين النظام السوري وقوات الثوار، وأدى الى انسحاب المئات منهم من المدينة، حظي نظام الاسد بـ تفوق مزدوج: استراتيجي ومعنوي ايضا. فالمعركة في سوريا التي دخلت السنة الرابعة بعيدة عن النهاية، واصبحت مثابة حرب استنزاف كل طرف يحاول الحصول على مزيد من الاراضي كي يحظى بانتصارات موضعية تمنحه فضائل في الساحة السياسية أو في كل مفاوضات مستقبلية.
يحاول النظام ضمان سيطرته في المدن الكبرى من دمشق العاصمة في الجنوب وحتى حلب في الشمال وكذا في اتجاه الغرب، بهدف الاحتفاظ بارض تتضمن قاطع الشاطيء ومدينة اللاذقية التي تعتبر معقل الرئيس بشار الاسد.
وحسب التقديرات المختلفة، يريد الاسد ان يضمن السيطرة على التجمعات السكانية الكبرى حتى بداية شهر حزيران قبيل اجراء الانتخابات للرئاسة التي يتنافس فيها، كي يتمكن من الادعاء بان أغلبية الشعب السوري شاركت في الانتخابات.
الى جانب القتال بين الثوار وجيش الاسد، والذي يجري هذه الايام اساسا في مناطق سيطرة الثوار، يدير معارضو النظام معارك شديدة بينهم وبين أنفسهم. فاللاعبون المركزيون في المعارك هم رجال منظمة الدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ الذين يقاتلون قوات الجيش السوري الحر والجبهة الاسلامية. وفضلا عن الرغبة في السيطرة على مناطق استراتيجية، هناك المواجهة الايديولوجية في داعش أعلنوا انهم يقاتلون من أجل اقامة دولة اسلامية وفقا لمبادىء متطرفة لا تنسجم والموقف الذي تقدمه المعارضة السورية عن اقامة دولة حرة وعلمانية. خريطة نشرتها مؤخرا منظمة ACAPS التي تعنى بتقدير الاحتياجات الانسانية في حالات الطوارىء والازمات المعقدة، وكذا خرائط اخرى نشرها باحثون واستراتيجيون في العالم العربي، تعرض صورة سيطرة المنظمات المختلفة في سوريا وان كان في مناطق عديدة في شمالي الدولة، في شرقها وفي وحدودها الجنوبية، من الصعب الاعلان عن سيطرة كاملة لهذا الطرف او ذاك. ومع خروج الثوار من حمص، يمكن الافتراض حاليا بان المدينة، التي تقع في وسط الدولة، خرجت من دائرة المعارك. والتفسير بذلك يوجد في بث التلفزيون السوري وفي القنوات الفضائية الاخرى التي عرضت على مدى بضعة ايام صور مواطنين من سكان حمص يدخلون الى مركز المدينة والى البلدة القديمة التي كانت محاصرة لنحو سنتين. وفي النظام يبرزون حقيقة أن المحور بين دمشق في الجنوب وبين حمص مفتوح ويسيطر عليه بكامله الجيش السوري.
وحسب تقديرات محافل في الدولة، تستند الى تقارير ميدانية، فان المعركة الحاسمة التالية ستقع في ضواحي دمشق الشرقية الغوطة الشرقية. في سوريا يبلغون بانه منذ بداية نيسان تدور في المنطقة معارك شديدة تتضمن قصفا من الجو.
ويحاول جيش الاسد، دون نجاح كبير، هزيمة ميليشيات الجيش السوري الحر ومقاتلي الجبهة الاسلامية. وتشرح محافل في المعارضة بان النظام يجد صعوبة في هزيمة الثوار كون هؤلاء يستغلون شبكة الانفاق لضرب خطوط تموين النظام، ويهاجمون وحدات الجيش بوسائل حرب العصابات. وتعتبر مدينة دوما عاصمة الضاحية وكانت بين المدن الاولى التي ثارت ضد النظام ويتمركز فيها الاف المقاتلين الى جانب السكان المدنيين الامر الذي يجعل من صعب على النظام تحقيق سيطرة في المنطقة.
معارك شديدة تدور منذ أسابيع في منطقة مدينة الشاطيء قصب التي تقع على الحدود مع تركيا. وفي اذار الماضي نجح الثوار لاول مرة في الوصول الى شاطيء البحر المتوسط وسيطروا على معبر الحدود. وفي هذه الايام يحاول النظام صد الثوار شمالا وشرقا ومنع تقدمهم وسيطرتهم على الطريق المؤدي الى مدينة ميناء اللاذقية. وتدعي المعارضة بان المعارك في قصب أحرجت الاسد وحلفائه كون هذه المنطقة تعتبر حتى وقت اخير مضى منطقة توجد تحت سيطرة النظام الكاملة. وبلغ الجيش السوري بوقف تقدم الثوار بل وفي تراجعهم، ولكن تقريرا لصحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية افاد هذا الاسبوع بان المعارك في قصب بعيدة عن النهاية، وانه رغم سيطرة الجيش السوري في عدة تلال نقاط استراتيجية، فان الثوار ايضا يتمترسون في المناطق الجبلية التي تمنع تقدم جيش النظام.
وخلافا لحمص ودمشق تبدو صورة الوضع معقدة ومركبة اكثر بكثير في مدينة حلب، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية في شمالي الدولة. وتتوزع السيطرة في المدينة بين قوات النظام، التي تسيطر على الاحياء الجنوبية وبين الجبهة الاسلامية التي تسيطر في البلدة القديمة، في الاحياء الشمالية وفي الضاحية الشمالية. وتسيطر داعش في الضاحية الشرقية، اما في الضاحية الغربية فتسيطر قوات الجيش السوري الحر.
وتسيطر قوات الاكراد التي تتماثل مع نظام الاسد في ثلاث مدن مركزية في شمالي الدولة بينما قوات داعش تسيطر في المدن والقرى التي توجد شرقي حلب وفي عدة محاور تؤدي الى مدينة أركا. وتعتبر هذه معقل المنظمة التي تحاول في الاشهر الاخيرة توسيع سيطرتها باتجاه مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا وباتجاه دير الزور، جنوب شرق أركا على مسافة غير بعيدة من الحدود العراقية. وتدور اهم المعارك قرب الحدود بين داعش وقوات الجيش السوري الحر والجبهة الاسلامية وليس ضد النظام.
في دير الزور نفسها توجد سيطرة للنظام في عدة احياء وفي عدة قواعد عسكرية بما في ذلك المطار العسكري، اما في الاحياء الاخرى فتتوزع السيطرة بين الجيش السوري الحر وبين جبهة النصرة التي تعتبر ذراع القاعدة. اما الضواحي الغربية والشرقية من دير الزور فتقع في معظمها تحت سيطرة الجيش السوري الحر. وهذه مناطق واسعة يكاد لا يكون فيها اي تواجد لداعش، التي معظم مقاتليها انسحبوا الى منطقة أركا أو الحسكة في أعقاب المعارك مع الجيش السوري الحر وميليشيات الثوار.
ولا تزال مدينة القامشلي المجاورة للحدود التركية تحت سيطرة النظام وقوات كردية موالية، ولكن في كل يوم تقع في المدينة اشتباكات مع وحدات الجيش السوري الحر.
في محافظة درعا في جنوب الدولة يسيطر الجيش السوري اساسا في الاجزاء الشمالية وفي الطريق الدولي الى دمشق. اما قوات المعارضة، بما فيها الجيش السوري الحر والجبهة الاسلامية فتسيطر في الاجزاء الجنوبية قبيل الحدود مع الاردن. في هذه المنطقة أيضا تستمر بلا انقطاع صراعات القوى. ويتهم النظام الحكومة الاردنية بمساعدة الثوار بل وجرى الحديث في الماضي كثيرا عن محاولة الثوار اقامة منطقة فاصلة عن جدار الحدود مع الاردن حتى خط وقف النار في هضبة الجولان. وتروي محافل في الجيش السوري، بانه ‘في هذه الجبهة تدور كل يوم حرب ضروس لمنع سيطرة الثوار’. ويريد رجال النظام ان يخلقوا هنا تواصلهم الجغرافي. معظم الميليشيات المسلحة في هذا القاطع هي من الجبهة الاسلامية والجيش السوري الحر.
رغم التفوق النسبي للاسد، والذي يظهر في الخريطة، وسيطرته في المدن الكبرى والمجالات الكبرى في الدولة، فان احدا في سوريا لا يرى نهاية الحرب في الافق. يحتمل أن بعد شهر سينتخب الاسد مرة اخرى ويعلن عن نفسه كمنتصر كبير، ولكنه هو ايضا يعرف بان هذا ليس هو النصر الذي تطلع عليه، ومشكوك أن يتمكن هو في جيله أو أحد آخر أن يعلن عن اعادة بناء سوريا. ففي المعارضة سيواصلون خوض حرب استنزاف بأمل ان توفر الولايات المتحدة وغيرها من الدول الدعم الذي يحطم التعادل الدموي القائم. ولكن في الغرف المغلقة، يعترف رجال المعارضة بانهم عديمو الحيلة، وبعد مؤتمر جنيف 2 ليس لهم حقا من يعتمدوا عليه، باستثناء ‘الشعب السوري’ على حد تعبيرهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عباس مستعد برغم كل شيء
بقلم: عكيفا الدار،عن هارتس
ماتت الرباعية منذ زمن لكن ‘شروط الرباعية’ بقيت هي الوصايا الثلاث لـ ‘مسيرة السلام’ بين اسرائيل والفلسطينيين: الامتناع عن العنف، والاعتراف بالدولة الجارة وقبول الالتزامات والاتفاقات السابقة معها. وتطلب الادارة الامريكية الى الرئيس محمود عباس أن تتبنى حكومته الجديدة هذا الثالوث المقدس. وتمسك الاتحاد الاوروبي بالثالوث ايضا. ولا يكتفي وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بأن تفي حكومة الوحدة الفلسطينية بهذه الشروط بل يطلب أن تحتضنها حماس.
أجل إنها شروط لا نظير لها في أهميتها. وهي مهمة وعامة حتى إنه من المناسب أن تحترمها كل دولة باحثة عن السلام، واسرائيل ايضا. إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان هو الذي أقر قاعدة ‘اذا أعطوا فسيأخذون واذا لم يعطوا فلن يأخذوا’ فتعالوا نفحص اذا عن مبلغ وفاء نتنياهو بهذه الشروط.
منع العنف: على حسب معطيات ‘بتسيلم’ قتلت قوات الامن الاسرائيلية في المناطق منذ بدء الانتفاضة الثانية في ايلول 2000 الى 2013 نحوا من 5 آلاف فلسطيني منهم نحو من 1000 حدث تحت عمر الثامنة عشرة. وأُدين سبعة جنود فقط بجنايات تتصل بموت ستة مدنيين فقط. وفي السنوات 2005 2013 انتهى 8.5 بالمئة فقط من ملفات التحقيق التي فتحت في منطقة شاي بشبهة أن اسرائيليين أضروا بفلسطينيين أو بأملاكهم، انتهت الى تقديم لائحة اتهام. ويقرر تقرير حقوق الانسان الاخير الذي صدر عن وزارة الخارجية الامريكية أن أكثر ‘هجمات ارهاب’ المستوطنين لا تبلغ الى المحاكم.
تزعم إمنستي الدولية في تقريرها الاخير أن ‘اليد اللينة التي يستعملها الجيش الاسرائيلي على المستوطنين الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين، والقوة المفرطة التي يستخدمها الجيش على الفلسطينيين الذين تظاهروا اعتراضا على العنف الاسرائيلي، تُحدث وضعا يعتقد معه مستوطنون كثيرون أنهم يستطيعون الهجوم على فلسطينيين والاضرار بأملاكهم دون خشية أن يُحاكموا أو أن تكفهم السلطات في اسرائيل عن ذلك’.
اعتراف بالحق في دولة: تطلب خريطة طريق الرباعية من سنة 2003، التي ترجمت في تلك السنة الى قرار بالاجماع عن مجلس الامن، تطلب الى اسرائيل أن تنشر اعلانا لا لبس فيه يصادق على التزامها برؤيا الدولتين: ‘التي تشمل دولة فلسطينية مستقلة ذات وجود، تحيا في سلام وأمن الى جانب اسرائيل’. ولم تُجر الحكومتان برئاسة نتنياهو تباحثا في هذا الشأن ولم يُتخذ فيهما أصلا أي قرار. ولم تغير مؤسسات حزب نتنياهو نفسه موقفها الذي يرفض انشاء دولة فلسطينية بصورة مطلقة. ويسهل أن نصف رد الوزيرين نفتالي بينيت واوري اريئيل على اقتراح قرار في الحكومة يشمل كلمتي ‘دولة فلسطينية’.
احترام الالتزامات والاتفاقات السابقة: ندد مارتن اينديك رئيس فريق التفاوض الامريكي في محاضرة ألقاها الاسبوع الماضي في واشنطن بـ ‘النشاط الاستيطاني غير المكفوف الجماح في ذروة المباحثات’. ولم يذكر اينديك أن هذا النشاط هو نكث لالتزام اسرائيلي بتجميد البناء في المستوطنات ألبتة حتى من اجل الزيادة الطبيعية. وهذا الالتزام مع الوعد بنقض جميع البؤر الاستيطانية التي أنشئت منذ آذار 2001 ثابت بتقرير ميتشيل وخريطة الطريق التي وافقت عليها حكومة الليكود. وقد زاد عدد المستوطنين في الضفة منذ ذلك الحين من 220 ألفا الى 360 ألف نسمة (من غير شرقي القدس). وسجل ثلث الزيادة في المستوطنات شرقي مسار جدار الفصل.
إن البناء ‘غير المكفوف الجماح’ في المستوطنات والبؤر الاستيطانية تجسد نكثا لشروط الرباعية الثلاثة: فهو يستتبع اعمال عنف، ويشوش على احتمال انشاء دولة ذات بقاء في الضفة الغربية وشرقي القدس، وهو نكث سافر لالتزامات واتفاقات. وبرغم ذلك يعترف عباس بحكومة نتنياهو ليبرمان بينيت بل هو مستعد لأن يجري معها تفاوضا افتراضيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الواقع الآن غير مهيأ لتنازلات
بقلم: حاييم شاين، عن اسرائيل اليوم
سمعت وزيرة القضاء تسيبي لفني عدة مرات تقول في خيبة أمل ممزوجة بأسى إنه لا يُعرف في اسرائيل المبدأ المهم جدا في انجلترا الذي يقول إنه توجد اشياء لا تُفعل، وهو مبدأ يعبر عن وجود معايير سلوك ملزمة على الصعيدين الشخصي والعام، دون حاجة الى سن قانون أو قضاء.
لفني على حق، فهناك اشياء لا تُفعل، لكن من المؤسف جدا أنها لا تلتزم بهذا المبدأ حينما يكون الحديث عن سلوكها هي نفسها. فلا أعرف دولة سليمة اخرى تلاقي فيها المسؤولة عن التفاوض السياسي الطرف الآخر لقاءا خاصا بعد أن استقر رأي الحكومة قبل ذلك بوقت قصير في اجتماعها العام أو بواسطة مجلس وزاري مصغر، على وقف التفاوض وهو قرار مركب ذو جوانب دولية عظيمة الاهمية.
يدرك كل عاقل أن لفني وأبو مازن لم يتحدثا في اجازته للدكتوراة وانكار الكارثة. ومن المؤكد أنهما لم يتبادلا الفكاهات، فأبو مازن كما هو معلوم ليس بذي حس دعابة (وكانت افضل فكاهة سمعتها منه مؤخرا تتصل بقدرته على اقناع حماس بالاعتراف بدولة اسرائيل). قد يكون من المنطق أن نفرض أن لفني أثارت أمامه اقتراحات خلاقة تبين كيف يتم الالتفاف على قرار الحكومة غير المستعدة لاجراء تفاوض مع الشركة الارهابية بين السلطة وحماس. والرئيس اوباما وجون كيري ومارتن اينديك يرون أن اللقاء بلا شك تعزيز لرأيهم أن اسرائيل مسؤولة عن فشل المحادثات لأن لفني ما زالت تراود أبو مازن نوعا من المراودة المصيرية.
تضاف لفني الى قائمة تزداد طولا لرؤساء وزراء ووزراء واعضاء كنيست واكاديميين كانوا على يقين من أنهم يملكون مفتاح احراز سلام مع الفلسطينيين، وهو سلام قريب في متناول اليد كما يرون. وهذه هي المسيحانية الحديثة في افضل صورها. وهي قائمة بحث اعضاؤها بكل ثمن تقريبا عن طريقة لتخليد اسمائهم في التاريخ باحراز ما لا يُصدق. وكان التنافس بينهم في مقدار التنازلات التي تقوم بها اسرائيل وفي القدس وجبل الهيكل ايضا. وتبين لفرسان التنازلات أن الشريك الفلسطيني غير اتجاهه واختفي في لحظة الحسم. يجب على تسبي لفني أن تسوغ استمرار وجودها في الائتلاف الحكومي وأن تحاول انقاذ شرفها المفقود الذي داسه عناد الفلسطينيين أكثر من مرة واحدة، لكن لماذا تفعل ذلك على حساب سلامة الحكم؟.
حللت في السبت الاخير ضيفا على حماي في القدس. وقد كان مدة سنين طويلة محاضرا في الادب الالماني في جامعة في نيويورك. وأطلعني على كتاب اولاد مصور طبع في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي في المانيا. يعرض الكتاب والصور فيه اليهود على صورة أوغاد غايتهم كلها السيطرة على الاملاك الالمانية والاضرار بالجمهور بنشر الامراض وأخذ البنات الالمانيات لانفسهم. وذلك تحريض متعمد بغيض. ونرى في الصورة الاخيرة في الكتاب بقايا اليهود مضروبين مذلولين مطرودين من المانيا، ترتفع في مواجهتهم مجموعة من الفتيان بلباس الشباب الهتلريين. وكان هذا الكتاب شيئا متلقفا في المانيا وكان موجودا في كل بيت تقريبا، وكان مقدمة لاعمال فظاعاتهم. تتابع السلطة الفلسطينية التحريض على اليهود. والاسلوب مشابه والكلام مشابه تقريبا. فيجب على حكومة اسرائيل أن تشترط شرطا واحدا فقط لاستمرار التفاوض وهو وقف التحريض في السلطة فورا لأنه لن ينشأ سلام أبدا من غير ذلك. ولا حاجة الى أي برهان آخر على جدية نوايا الفلسطينيين السلمية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
صمت الخراف
بقلم: حاييم آسا،عن معاريف
المفاوضات السياسية انهارت. فقد القت بها الولايات المتحدة عن طاولتها بمثابة ‘أنتم الاسرائيليين قررتم شنق أنفسكم؟ من حقكم! ولكن لا تأتوا الينا بالشكاوى ولا تتباكوا ولا تقولوا إن عملية نزع الشرعية التي حصلت الان على زخم آخر، هي بسبب اللاسامية’.
نحن، الذين طلبنا من أبو مازن الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي، نحن في الطريق الى وضع افتراضي لن تكون فيه اسرائيل بعد اليوم دولة يهودية. فضم المناطق بحكم الامر الواقع ووتيرة الولادة في المناطق يشيران الى ذلك بوضوح. وفي قاموس ابن سوسان هذا هو تعريف السخافة: ‘تنفيذ عمل أو اتخاذ قرار يؤدي الى وضع معاكس لما هو مرغوب’.
أردنا الا نقسم القدس، والقدس تنقسم من تلقاء نفسها. منذ اليوم يمكن لممثل سياسي فلسطيني أن ينتخب لرئاسة البلدية سخافة؟ نعم، حسب تعريفها.
نحن نكره الفاشية. اليهودية هي مناهضة للفاشية بشكل جيني. ولكن عندما يغدو الابرتهايد البديل الوحيد لعدم ضياع اسرائيل كدولة يهودية، فهذه هي السخافة بعينها.
نحن لسنا فقط في مسار سخيف، بل انه لا يوجد أي استخفاف، غيظ، عدم ارتياح، غضب. لا شيء. نسير نحو الحائط كعصبة إمعات. فقط لسبب واحد: اذا كان احد ما سيقول كلمة نقدية عن السخافة المواظبة هذه فانه سيصنف على الفور كـ ‘يساري’ حقير، و ‘شارة الثمن’ ستريه من أين تبول السمكة.
معنى كل هذا هو أننا وصلنا الى وضعية فظيعة. السياسيون الذين يمثلون الجانب سوي العقل يخافون ان يمسك بهم متلبسين بذنب اليسارية، والطرف اليميني يهدد علنا ضد كل ‘مظهر يساري’ والكل يصمت. هذا على ما يبدو كأن الدولة سرقتها مخلوقات متهكمة كل همها هو الحكم وليس لها أي هم آخر، ونحن، الشعب، نفتح أفواهنا منذهلين أمامهم بإحساس مطلق من عدم التصديق، ونعرب أيضا عن عدم ثقتنا بهم، ولكننا نواصل التحرك على محور الضياع، المحور الذي عرفناه في اماكن اخرى قبل بضع عشرات السنين.
نحن نفعل هذا لانفسنا بسبب منظومة سياسية عليلة سمحت للمتهكمين بان يأخذوا الدولة. وليس فقط كحكم بل كل الصلة. الاعلام، الجمهور. ليس صعبا أن نفهم ماذا يحصل هنا، عندما يتبين من هم الاصدقاء الافضل لرئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت اسحق لفني، دان مرغليت (صديق سابق) وعدد آخر من كبار رجالات الاعلام.
نحن صامتون، ساكتون وخانعون لترهات كل أنواع السخفاء وعدد آخر من عباقرة الاستراتيجية لدرجة أنه يخيل احيانا أننا نوجد داخل مزحة ثقيلة متواصلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عباس يسير على حبل دقيق
بقلم: شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
كان إحياء محمود عباس لـ ‘المصالحة’ بين حماس وم.ت.ف، في ظاهر الامر، اجراءً مطلوبا لاستعمال ضغط على اسرائيل لاجراء تفاوض ذي معنى. لكن عباس قد يجد نفسه مع عدم رغبة حكومة اسرائيل في فعل ذلك في مسار الثيران الى الذبح، الذي يفضي به الى اتفاق والى جولة عنف برغم أنفه، إلا اذا ألغى الامريكيون ‘المهلة’ التي فرضوها على أنفسهم.
يرى عباس منذ اشهر كثيرة ضعف حماس التي تبكي من قرارها التاريخي في 2006 على الانضمام الى المعركة الانتخابية والفوز فيها. وقد انقضى الدعم الذي حصلت عليه من ايران وتركيا وقطر وحكومة محمد مرسي في مصر. وكل ذلك على أثر التغييرات التي جرت على مؤيداتها وفي مقدمتها مصر، والرأي المخيب للأمل وهو أنها لا تستطيع التأليف بين التمسك بالحكم والاستمرار على المقاومة العسكرية لاسرائيل. إن حكومة الوحدة من وجهة نظر حماس مفر سيُمكنها من أن تسقط عنها المسؤولية عن ادارة ‘مشكلات’ القطاع، وفي مقدمتها دفع الأجور وازمة الكهرباء والماء.
إن عباس الذي يريد بمصالحة حماس أن يعيد اسرائيل الى التفاوض على الحدود، مع الافراج عن السجناء وتجميد البناء في المستوطنات، وبمشاركة امريكية أقوى، لا ينوي التوصل الى ذلك بشروط حماس. ففي الاسبوع الاخير عرض عباس شروطا لافشال المسار أو لاجرائه اذا لم يكن من ذلك مناص مع جباية ثمن باهظ من حماس. ففي حين تصر حماس على ألا تعترف حكومة الوحدة التي ستؤلف بموافقتها باسرائيل، وأن يُمكنها دخولها الى م.ت.ف من صلات جديدة بالعالم وأن تستطيع الحفاظ على قوتها العسكرية أعلن عباس أن ‘حكومة الوحدة ستكون حكومة تكنوقراط مستقلين، لا تُعينها المنظمات، وتعترف باسرائيل، وتتحلل من الارهاب وتحترم الاتفاقات الدولية’.
لم ينشر عباس الى الآن الامر الرئاسي لبدء المشاورات لتأليف الحكومة، وامتنع عزام الاحمد، مندوب فتح الى المحادثات في غزة، عن عقد مؤتمر صحفي مع إنهاء لقاءاته هذا الاسبوع. إن اجراءات عباس هذه هي سير على ‘حبل دقيق’. فقد يوجد متمنيا تجديد التفاوض في حين تكون اسرائيل والولايات المتحدة مشغولتين بأمورهما. ولن يسهل عليه أن يبين للجمهور الفلسطيني الذي كان يطلب المصالحة منذ سنين كثيرة، ومعظم الصراع بين حماس وفتح يجري على تأييدها لماذا لا يُتم الاجراء.
حتى لو أُتم اجراء مصالحة، فان عباس لا يستطيع أن يعود ويتجه الى الامم المتحدة ممثلا للفلسطينيين جميعا في نطاق ‘فلسطين في خطوط 1967′ التي اعترف بأنها دولة، للموافقة على عضويتها فيها، فان احتمال اعطاء هذه الموافقة دون تغيير حاد في موقف حماس المعروفة بأنها منظمة ارهاب، هو احتمال ضعيف. قد يُجر عباس مع عدم وجود بديل آخر الى العمل مخالفا تصريحاته وموقفه الذي يرفض العنف، ويوسع الصدع الاول الذي ظهر هذا الاسبوع في صورة قوله إن ‘اجهزة الامن الفلسطينية لم تنفذ أي خطأ فيما يتعلق بالتزاماتها الامنية. إن كل عمل عسكري على المستوطنين الاسرائيليين أو الجيش الاسرائيلي وقع خارج مناطق سيطرتنا’. أي أن عباس يحد من مسؤوليته بصورة متكلفة ويدعي السذاجة فيما يتعلق بالمنطقة أ وربما المنطقة ب أيضا، برغم أن العمليات في المنطقة ج صدرت عن فلسطينيين يسكنون هذه المناطق.
إن تطور هذا السيناريو لا يخدم الاطراف سوى اولئك الذين يرون العنف تسويغا لسياستهم وفرصة لاحراز اهدافهم بالقوة. وبينت جولات العنف في العقدين الاخيرين أن ذلك لم يحدث واضطر الطرفان الى الاستجابة الى الاقتراح الامريكي للعودة الى طاولة التفاوض. فينبغي أن نأمل أن يستطيع الامريكيون عرض اقتراحهم قبل أن يتفجر عنف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 21/05/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
سوريا وجيوب السيطرة
بقلم: جاكي خوري،عن هآرتس
عباس مستعد برغم كل شيء
بقلم: عكيفا الدار،عن هارتس
الواقع الآن غير مهيأ لتنازلات
بقلم: حاييم شاين، عن اسرائيل اليوم
صمت الخراف
بقلم: حاييم آسا،عن معاريف
عباس يسير على حبل دقيق
بقلم: شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
</tbody>
سوريا وجيوب السيطرة
بقلم: جاكي خوري،عن هآرتس
‘عاصمة الثورة السورية’ كان لقب مدينة حمص حتى وقت أخير مضى. ولكن منذ تحقق في بداية الشهر الاتفاق بين النظام السوري وقوات الثوار، وأدى الى انسحاب المئات منهم من المدينة، حظي نظام الاسد بـ تفوق مزدوج: استراتيجي ومعنوي ايضا. فالمعركة في سوريا التي دخلت السنة الرابعة بعيدة عن النهاية، واصبحت مثابة حرب استنزاف كل طرف يحاول الحصول على مزيد من الاراضي كي يحظى بانتصارات موضعية تمنحه فضائل في الساحة السياسية أو في كل مفاوضات مستقبلية.
يحاول النظام ضمان سيطرته في المدن الكبرى من دمشق العاصمة في الجنوب وحتى حلب في الشمال وكذا في اتجاه الغرب، بهدف الاحتفاظ بارض تتضمن قاطع الشاطيء ومدينة اللاذقية التي تعتبر معقل الرئيس بشار الاسد.
وحسب التقديرات المختلفة، يريد الاسد ان يضمن السيطرة على التجمعات السكانية الكبرى حتى بداية شهر حزيران قبيل اجراء الانتخابات للرئاسة التي يتنافس فيها، كي يتمكن من الادعاء بان أغلبية الشعب السوري شاركت في الانتخابات.
الى جانب القتال بين الثوار وجيش الاسد، والذي يجري هذه الايام اساسا في مناطق سيطرة الثوار، يدير معارضو النظام معارك شديدة بينهم وبين أنفسهم. فاللاعبون المركزيون في المعارك هم رجال منظمة الدولة الاسلامية في العراق والشام ‘داعش’ الذين يقاتلون قوات الجيش السوري الحر والجبهة الاسلامية. وفضلا عن الرغبة في السيطرة على مناطق استراتيجية، هناك المواجهة الايديولوجية في داعش أعلنوا انهم يقاتلون من أجل اقامة دولة اسلامية وفقا لمبادىء متطرفة لا تنسجم والموقف الذي تقدمه المعارضة السورية عن اقامة دولة حرة وعلمانية. خريطة نشرتها مؤخرا منظمة ACAPS التي تعنى بتقدير الاحتياجات الانسانية في حالات الطوارىء والازمات المعقدة، وكذا خرائط اخرى نشرها باحثون واستراتيجيون في العالم العربي، تعرض صورة سيطرة المنظمات المختلفة في سوريا وان كان في مناطق عديدة في شمالي الدولة، في شرقها وفي وحدودها الجنوبية، من الصعب الاعلان عن سيطرة كاملة لهذا الطرف او ذاك. ومع خروج الثوار من حمص، يمكن الافتراض حاليا بان المدينة، التي تقع في وسط الدولة، خرجت من دائرة المعارك. والتفسير بذلك يوجد في بث التلفزيون السوري وفي القنوات الفضائية الاخرى التي عرضت على مدى بضعة ايام صور مواطنين من سكان حمص يدخلون الى مركز المدينة والى البلدة القديمة التي كانت محاصرة لنحو سنتين. وفي النظام يبرزون حقيقة أن المحور بين دمشق في الجنوب وبين حمص مفتوح ويسيطر عليه بكامله الجيش السوري.
وحسب تقديرات محافل في الدولة، تستند الى تقارير ميدانية، فان المعركة الحاسمة التالية ستقع في ضواحي دمشق الشرقية الغوطة الشرقية. في سوريا يبلغون بانه منذ بداية نيسان تدور في المنطقة معارك شديدة تتضمن قصفا من الجو.
ويحاول جيش الاسد، دون نجاح كبير، هزيمة ميليشيات الجيش السوري الحر ومقاتلي الجبهة الاسلامية. وتشرح محافل في المعارضة بان النظام يجد صعوبة في هزيمة الثوار كون هؤلاء يستغلون شبكة الانفاق لضرب خطوط تموين النظام، ويهاجمون وحدات الجيش بوسائل حرب العصابات. وتعتبر مدينة دوما عاصمة الضاحية وكانت بين المدن الاولى التي ثارت ضد النظام ويتمركز فيها الاف المقاتلين الى جانب السكان المدنيين الامر الذي يجعل من صعب على النظام تحقيق سيطرة في المنطقة.
معارك شديدة تدور منذ أسابيع في منطقة مدينة الشاطيء قصب التي تقع على الحدود مع تركيا. وفي اذار الماضي نجح الثوار لاول مرة في الوصول الى شاطيء البحر المتوسط وسيطروا على معبر الحدود. وفي هذه الايام يحاول النظام صد الثوار شمالا وشرقا ومنع تقدمهم وسيطرتهم على الطريق المؤدي الى مدينة ميناء اللاذقية. وتدعي المعارضة بان المعارك في قصب أحرجت الاسد وحلفائه كون هذه المنطقة تعتبر حتى وقت اخير مضى منطقة توجد تحت سيطرة النظام الكاملة. وبلغ الجيش السوري بوقف تقدم الثوار بل وفي تراجعهم، ولكن تقريرا لصحيفة ‘الاخبار’ اللبنانية افاد هذا الاسبوع بان المعارك في قصب بعيدة عن النهاية، وانه رغم سيطرة الجيش السوري في عدة تلال نقاط استراتيجية، فان الثوار ايضا يتمترسون في المناطق الجبلية التي تمنع تقدم جيش النظام.
وخلافا لحمص ودمشق تبدو صورة الوضع معقدة ومركبة اكثر بكثير في مدينة حلب، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية في شمالي الدولة. وتتوزع السيطرة في المدينة بين قوات النظام، التي تسيطر على الاحياء الجنوبية وبين الجبهة الاسلامية التي تسيطر في البلدة القديمة، في الاحياء الشمالية وفي الضاحية الشمالية. وتسيطر داعش في الضاحية الشرقية، اما في الضاحية الغربية فتسيطر قوات الجيش السوري الحر.
وتسيطر قوات الاكراد التي تتماثل مع نظام الاسد في ثلاث مدن مركزية في شمالي الدولة بينما قوات داعش تسيطر في المدن والقرى التي توجد شرقي حلب وفي عدة محاور تؤدي الى مدينة أركا. وتعتبر هذه معقل المنظمة التي تحاول في الاشهر الاخيرة توسيع سيطرتها باتجاه مدينة الحسكة في شمال شرق سوريا وباتجاه دير الزور، جنوب شرق أركا على مسافة غير بعيدة من الحدود العراقية. وتدور اهم المعارك قرب الحدود بين داعش وقوات الجيش السوري الحر والجبهة الاسلامية وليس ضد النظام.
في دير الزور نفسها توجد سيطرة للنظام في عدة احياء وفي عدة قواعد عسكرية بما في ذلك المطار العسكري، اما في الاحياء الاخرى فتتوزع السيطرة بين الجيش السوري الحر وبين جبهة النصرة التي تعتبر ذراع القاعدة. اما الضواحي الغربية والشرقية من دير الزور فتقع في معظمها تحت سيطرة الجيش السوري الحر. وهذه مناطق واسعة يكاد لا يكون فيها اي تواجد لداعش، التي معظم مقاتليها انسحبوا الى منطقة أركا أو الحسكة في أعقاب المعارك مع الجيش السوري الحر وميليشيات الثوار.
ولا تزال مدينة القامشلي المجاورة للحدود التركية تحت سيطرة النظام وقوات كردية موالية، ولكن في كل يوم تقع في المدينة اشتباكات مع وحدات الجيش السوري الحر.
في محافظة درعا في جنوب الدولة يسيطر الجيش السوري اساسا في الاجزاء الشمالية وفي الطريق الدولي الى دمشق. اما قوات المعارضة، بما فيها الجيش السوري الحر والجبهة الاسلامية فتسيطر في الاجزاء الجنوبية قبيل الحدود مع الاردن. في هذه المنطقة أيضا تستمر بلا انقطاع صراعات القوى. ويتهم النظام الحكومة الاردنية بمساعدة الثوار بل وجرى الحديث في الماضي كثيرا عن محاولة الثوار اقامة منطقة فاصلة عن جدار الحدود مع الاردن حتى خط وقف النار في هضبة الجولان. وتروي محافل في الجيش السوري، بانه ‘في هذه الجبهة تدور كل يوم حرب ضروس لمنع سيطرة الثوار’. ويريد رجال النظام ان يخلقوا هنا تواصلهم الجغرافي. معظم الميليشيات المسلحة في هذا القاطع هي من الجبهة الاسلامية والجيش السوري الحر.
رغم التفوق النسبي للاسد، والذي يظهر في الخريطة، وسيطرته في المدن الكبرى والمجالات الكبرى في الدولة، فان احدا في سوريا لا يرى نهاية الحرب في الافق. يحتمل أن بعد شهر سينتخب الاسد مرة اخرى ويعلن عن نفسه كمنتصر كبير، ولكنه هو ايضا يعرف بان هذا ليس هو النصر الذي تطلع عليه، ومشكوك أن يتمكن هو في جيله أو أحد آخر أن يعلن عن اعادة بناء سوريا. ففي المعارضة سيواصلون خوض حرب استنزاف بأمل ان توفر الولايات المتحدة وغيرها من الدول الدعم الذي يحطم التعادل الدموي القائم. ولكن في الغرف المغلقة، يعترف رجال المعارضة بانهم عديمو الحيلة، وبعد مؤتمر جنيف 2 ليس لهم حقا من يعتمدوا عليه، باستثناء ‘الشعب السوري’ على حد تعبيرهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عباس مستعد برغم كل شيء
بقلم: عكيفا الدار،عن هارتس
ماتت الرباعية منذ زمن لكن ‘شروط الرباعية’ بقيت هي الوصايا الثلاث لـ ‘مسيرة السلام’ بين اسرائيل والفلسطينيين: الامتناع عن العنف، والاعتراف بالدولة الجارة وقبول الالتزامات والاتفاقات السابقة معها. وتطلب الادارة الامريكية الى الرئيس محمود عباس أن تتبنى حكومته الجديدة هذا الثالوث المقدس. وتمسك الاتحاد الاوروبي بالثالوث ايضا. ولا يكتفي وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بأن تفي حكومة الوحدة الفلسطينية بهذه الشروط بل يطلب أن تحتضنها حماس.
أجل إنها شروط لا نظير لها في أهميتها. وهي مهمة وعامة حتى إنه من المناسب أن تحترمها كل دولة باحثة عن السلام، واسرائيل ايضا. إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان هو الذي أقر قاعدة ‘اذا أعطوا فسيأخذون واذا لم يعطوا فلن يأخذوا’ فتعالوا نفحص اذا عن مبلغ وفاء نتنياهو بهذه الشروط.
منع العنف: على حسب معطيات ‘بتسيلم’ قتلت قوات الامن الاسرائيلية في المناطق منذ بدء الانتفاضة الثانية في ايلول 2000 الى 2013 نحوا من 5 آلاف فلسطيني منهم نحو من 1000 حدث تحت عمر الثامنة عشرة. وأُدين سبعة جنود فقط بجنايات تتصل بموت ستة مدنيين فقط. وفي السنوات 2005 2013 انتهى 8.5 بالمئة فقط من ملفات التحقيق التي فتحت في منطقة شاي بشبهة أن اسرائيليين أضروا بفلسطينيين أو بأملاكهم، انتهت الى تقديم لائحة اتهام. ويقرر تقرير حقوق الانسان الاخير الذي صدر عن وزارة الخارجية الامريكية أن أكثر ‘هجمات ارهاب’ المستوطنين لا تبلغ الى المحاكم.
تزعم إمنستي الدولية في تقريرها الاخير أن ‘اليد اللينة التي يستعملها الجيش الاسرائيلي على المستوطنين الذين يمارسون العنف ضد الفلسطينيين، والقوة المفرطة التي يستخدمها الجيش على الفلسطينيين الذين تظاهروا اعتراضا على العنف الاسرائيلي، تُحدث وضعا يعتقد معه مستوطنون كثيرون أنهم يستطيعون الهجوم على فلسطينيين والاضرار بأملاكهم دون خشية أن يُحاكموا أو أن تكفهم السلطات في اسرائيل عن ذلك’.
اعتراف بالحق في دولة: تطلب خريطة طريق الرباعية من سنة 2003، التي ترجمت في تلك السنة الى قرار بالاجماع عن مجلس الامن، تطلب الى اسرائيل أن تنشر اعلانا لا لبس فيه يصادق على التزامها برؤيا الدولتين: ‘التي تشمل دولة فلسطينية مستقلة ذات وجود، تحيا في سلام وأمن الى جانب اسرائيل’. ولم تُجر الحكومتان برئاسة نتنياهو تباحثا في هذا الشأن ولم يُتخذ فيهما أصلا أي قرار. ولم تغير مؤسسات حزب نتنياهو نفسه موقفها الذي يرفض انشاء دولة فلسطينية بصورة مطلقة. ويسهل أن نصف رد الوزيرين نفتالي بينيت واوري اريئيل على اقتراح قرار في الحكومة يشمل كلمتي ‘دولة فلسطينية’.
احترام الالتزامات والاتفاقات السابقة: ندد مارتن اينديك رئيس فريق التفاوض الامريكي في محاضرة ألقاها الاسبوع الماضي في واشنطن بـ ‘النشاط الاستيطاني غير المكفوف الجماح في ذروة المباحثات’. ولم يذكر اينديك أن هذا النشاط هو نكث لالتزام اسرائيلي بتجميد البناء في المستوطنات ألبتة حتى من اجل الزيادة الطبيعية. وهذا الالتزام مع الوعد بنقض جميع البؤر الاستيطانية التي أنشئت منذ آذار 2001 ثابت بتقرير ميتشيل وخريطة الطريق التي وافقت عليها حكومة الليكود. وقد زاد عدد المستوطنين في الضفة منذ ذلك الحين من 220 ألفا الى 360 ألف نسمة (من غير شرقي القدس). وسجل ثلث الزيادة في المستوطنات شرقي مسار جدار الفصل.
إن البناء ‘غير المكفوف الجماح’ في المستوطنات والبؤر الاستيطانية تجسد نكثا لشروط الرباعية الثلاثة: فهو يستتبع اعمال عنف، ويشوش على احتمال انشاء دولة ذات بقاء في الضفة الغربية وشرقي القدس، وهو نكث سافر لالتزامات واتفاقات. وبرغم ذلك يعترف عباس بحكومة نتنياهو ليبرمان بينيت بل هو مستعد لأن يجري معها تفاوضا افتراضيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الواقع الآن غير مهيأ لتنازلات
بقلم: حاييم شاين، عن اسرائيل اليوم
سمعت وزيرة القضاء تسيبي لفني عدة مرات تقول في خيبة أمل ممزوجة بأسى إنه لا يُعرف في اسرائيل المبدأ المهم جدا في انجلترا الذي يقول إنه توجد اشياء لا تُفعل، وهو مبدأ يعبر عن وجود معايير سلوك ملزمة على الصعيدين الشخصي والعام، دون حاجة الى سن قانون أو قضاء.
لفني على حق، فهناك اشياء لا تُفعل، لكن من المؤسف جدا أنها لا تلتزم بهذا المبدأ حينما يكون الحديث عن سلوكها هي نفسها. فلا أعرف دولة سليمة اخرى تلاقي فيها المسؤولة عن التفاوض السياسي الطرف الآخر لقاءا خاصا بعد أن استقر رأي الحكومة قبل ذلك بوقت قصير في اجتماعها العام أو بواسطة مجلس وزاري مصغر، على وقف التفاوض وهو قرار مركب ذو جوانب دولية عظيمة الاهمية.
يدرك كل عاقل أن لفني وأبو مازن لم يتحدثا في اجازته للدكتوراة وانكار الكارثة. ومن المؤكد أنهما لم يتبادلا الفكاهات، فأبو مازن كما هو معلوم ليس بذي حس دعابة (وكانت افضل فكاهة سمعتها منه مؤخرا تتصل بقدرته على اقناع حماس بالاعتراف بدولة اسرائيل). قد يكون من المنطق أن نفرض أن لفني أثارت أمامه اقتراحات خلاقة تبين كيف يتم الالتفاف على قرار الحكومة غير المستعدة لاجراء تفاوض مع الشركة الارهابية بين السلطة وحماس. والرئيس اوباما وجون كيري ومارتن اينديك يرون أن اللقاء بلا شك تعزيز لرأيهم أن اسرائيل مسؤولة عن فشل المحادثات لأن لفني ما زالت تراود أبو مازن نوعا من المراودة المصيرية.
تضاف لفني الى قائمة تزداد طولا لرؤساء وزراء ووزراء واعضاء كنيست واكاديميين كانوا على يقين من أنهم يملكون مفتاح احراز سلام مع الفلسطينيين، وهو سلام قريب في متناول اليد كما يرون. وهذه هي المسيحانية الحديثة في افضل صورها. وهي قائمة بحث اعضاؤها بكل ثمن تقريبا عن طريقة لتخليد اسمائهم في التاريخ باحراز ما لا يُصدق. وكان التنافس بينهم في مقدار التنازلات التي تقوم بها اسرائيل وفي القدس وجبل الهيكل ايضا. وتبين لفرسان التنازلات أن الشريك الفلسطيني غير اتجاهه واختفي في لحظة الحسم. يجب على تسبي لفني أن تسوغ استمرار وجودها في الائتلاف الحكومي وأن تحاول انقاذ شرفها المفقود الذي داسه عناد الفلسطينيين أكثر من مرة واحدة، لكن لماذا تفعل ذلك على حساب سلامة الحكم؟.
حللت في السبت الاخير ضيفا على حماي في القدس. وقد كان مدة سنين طويلة محاضرا في الادب الالماني في جامعة في نيويورك. وأطلعني على كتاب اولاد مصور طبع في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي في المانيا. يعرض الكتاب والصور فيه اليهود على صورة أوغاد غايتهم كلها السيطرة على الاملاك الالمانية والاضرار بالجمهور بنشر الامراض وأخذ البنات الالمانيات لانفسهم. وذلك تحريض متعمد بغيض. ونرى في الصورة الاخيرة في الكتاب بقايا اليهود مضروبين مذلولين مطرودين من المانيا، ترتفع في مواجهتهم مجموعة من الفتيان بلباس الشباب الهتلريين. وكان هذا الكتاب شيئا متلقفا في المانيا وكان موجودا في كل بيت تقريبا، وكان مقدمة لاعمال فظاعاتهم. تتابع السلطة الفلسطينية التحريض على اليهود. والاسلوب مشابه والكلام مشابه تقريبا. فيجب على حكومة اسرائيل أن تشترط شرطا واحدا فقط لاستمرار التفاوض وهو وقف التحريض في السلطة فورا لأنه لن ينشأ سلام أبدا من غير ذلك. ولا حاجة الى أي برهان آخر على جدية نوايا الفلسطينيين السلمية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
صمت الخراف
بقلم: حاييم آسا،عن معاريف
المفاوضات السياسية انهارت. فقد القت بها الولايات المتحدة عن طاولتها بمثابة ‘أنتم الاسرائيليين قررتم شنق أنفسكم؟ من حقكم! ولكن لا تأتوا الينا بالشكاوى ولا تتباكوا ولا تقولوا إن عملية نزع الشرعية التي حصلت الان على زخم آخر، هي بسبب اللاسامية’.
نحن، الذين طلبنا من أبو مازن الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي، نحن في الطريق الى وضع افتراضي لن تكون فيه اسرائيل بعد اليوم دولة يهودية. فضم المناطق بحكم الامر الواقع ووتيرة الولادة في المناطق يشيران الى ذلك بوضوح. وفي قاموس ابن سوسان هذا هو تعريف السخافة: ‘تنفيذ عمل أو اتخاذ قرار يؤدي الى وضع معاكس لما هو مرغوب’.
أردنا الا نقسم القدس، والقدس تنقسم من تلقاء نفسها. منذ اليوم يمكن لممثل سياسي فلسطيني أن ينتخب لرئاسة البلدية سخافة؟ نعم، حسب تعريفها.
نحن نكره الفاشية. اليهودية هي مناهضة للفاشية بشكل جيني. ولكن عندما يغدو الابرتهايد البديل الوحيد لعدم ضياع اسرائيل كدولة يهودية، فهذه هي السخافة بعينها.
نحن لسنا فقط في مسار سخيف، بل انه لا يوجد أي استخفاف، غيظ، عدم ارتياح، غضب. لا شيء. نسير نحو الحائط كعصبة إمعات. فقط لسبب واحد: اذا كان احد ما سيقول كلمة نقدية عن السخافة المواظبة هذه فانه سيصنف على الفور كـ ‘يساري’ حقير، و ‘شارة الثمن’ ستريه من أين تبول السمكة.
معنى كل هذا هو أننا وصلنا الى وضعية فظيعة. السياسيون الذين يمثلون الجانب سوي العقل يخافون ان يمسك بهم متلبسين بذنب اليسارية، والطرف اليميني يهدد علنا ضد كل ‘مظهر يساري’ والكل يصمت. هذا على ما يبدو كأن الدولة سرقتها مخلوقات متهكمة كل همها هو الحكم وليس لها أي هم آخر، ونحن، الشعب، نفتح أفواهنا منذهلين أمامهم بإحساس مطلق من عدم التصديق، ونعرب أيضا عن عدم ثقتنا بهم، ولكننا نواصل التحرك على محور الضياع، المحور الذي عرفناه في اماكن اخرى قبل بضع عشرات السنين.
نحن نفعل هذا لانفسنا بسبب منظومة سياسية عليلة سمحت للمتهكمين بان يأخذوا الدولة. وليس فقط كحكم بل كل الصلة. الاعلام، الجمهور. ليس صعبا أن نفهم ماذا يحصل هنا، عندما يتبين من هم الاصدقاء الافضل لرئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت اسحق لفني، دان مرغليت (صديق سابق) وعدد آخر من كبار رجالات الاعلام.
نحن صامتون، ساكتون وخانعون لترهات كل أنواع السخفاء وعدد آخر من عباقرة الاستراتيجية لدرجة أنه يخيل احيانا أننا نوجد داخل مزحة ثقيلة متواصلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عباس يسير على حبل دقيق
بقلم: شاؤول اريئيلي،عن هآرتس
كان إحياء محمود عباس لـ ‘المصالحة’ بين حماس وم.ت.ف، في ظاهر الامر، اجراءً مطلوبا لاستعمال ضغط على اسرائيل لاجراء تفاوض ذي معنى. لكن عباس قد يجد نفسه مع عدم رغبة حكومة اسرائيل في فعل ذلك في مسار الثيران الى الذبح، الذي يفضي به الى اتفاق والى جولة عنف برغم أنفه، إلا اذا ألغى الامريكيون ‘المهلة’ التي فرضوها على أنفسهم.
يرى عباس منذ اشهر كثيرة ضعف حماس التي تبكي من قرارها التاريخي في 2006 على الانضمام الى المعركة الانتخابية والفوز فيها. وقد انقضى الدعم الذي حصلت عليه من ايران وتركيا وقطر وحكومة محمد مرسي في مصر. وكل ذلك على أثر التغييرات التي جرت على مؤيداتها وفي مقدمتها مصر، والرأي المخيب للأمل وهو أنها لا تستطيع التأليف بين التمسك بالحكم والاستمرار على المقاومة العسكرية لاسرائيل. إن حكومة الوحدة من وجهة نظر حماس مفر سيُمكنها من أن تسقط عنها المسؤولية عن ادارة ‘مشكلات’ القطاع، وفي مقدمتها دفع الأجور وازمة الكهرباء والماء.
إن عباس الذي يريد بمصالحة حماس أن يعيد اسرائيل الى التفاوض على الحدود، مع الافراج عن السجناء وتجميد البناء في المستوطنات، وبمشاركة امريكية أقوى، لا ينوي التوصل الى ذلك بشروط حماس. ففي الاسبوع الاخير عرض عباس شروطا لافشال المسار أو لاجرائه اذا لم يكن من ذلك مناص مع جباية ثمن باهظ من حماس. ففي حين تصر حماس على ألا تعترف حكومة الوحدة التي ستؤلف بموافقتها باسرائيل، وأن يُمكنها دخولها الى م.ت.ف من صلات جديدة بالعالم وأن تستطيع الحفاظ على قوتها العسكرية أعلن عباس أن ‘حكومة الوحدة ستكون حكومة تكنوقراط مستقلين، لا تُعينها المنظمات، وتعترف باسرائيل، وتتحلل من الارهاب وتحترم الاتفاقات الدولية’.
لم ينشر عباس الى الآن الامر الرئاسي لبدء المشاورات لتأليف الحكومة، وامتنع عزام الاحمد، مندوب فتح الى المحادثات في غزة، عن عقد مؤتمر صحفي مع إنهاء لقاءاته هذا الاسبوع. إن اجراءات عباس هذه هي سير على ‘حبل دقيق’. فقد يوجد متمنيا تجديد التفاوض في حين تكون اسرائيل والولايات المتحدة مشغولتين بأمورهما. ولن يسهل عليه أن يبين للجمهور الفلسطيني الذي كان يطلب المصالحة منذ سنين كثيرة، ومعظم الصراع بين حماس وفتح يجري على تأييدها لماذا لا يُتم الاجراء.
حتى لو أُتم اجراء مصالحة، فان عباس لا يستطيع أن يعود ويتجه الى الامم المتحدة ممثلا للفلسطينيين جميعا في نطاق ‘فلسطين في خطوط 1967′ التي اعترف بأنها دولة، للموافقة على عضويتها فيها، فان احتمال اعطاء هذه الموافقة دون تغيير حاد في موقف حماس المعروفة بأنها منظمة ارهاب، هو احتمال ضعيف. قد يُجر عباس مع عدم وجود بديل آخر الى العمل مخالفا تصريحاته وموقفه الذي يرفض العنف، ويوسع الصدع الاول الذي ظهر هذا الاسبوع في صورة قوله إن ‘اجهزة الامن الفلسطينية لم تنفذ أي خطأ فيما يتعلق بالتزاماتها الامنية. إن كل عمل عسكري على المستوطنين الاسرائيليين أو الجيش الاسرائيلي وقع خارج مناطق سيطرتنا’. أي أن عباس يحد من مسؤوليته بصورة متكلفة ويدعي السذاجة فيما يتعلق بالمنطقة أ وربما المنطقة ب أيضا، برغم أن العمليات في المنطقة ج صدرت عن فلسطينيين يسكنون هذه المناطق.
إن تطور هذا السيناريو لا يخدم الاطراف سوى اولئك الذين يرون العنف تسويغا لسياستهم وفرصة لاحراز اهدافهم بالقوة. وبينت جولات العنف في العقدين الاخيرين أن ذلك لم يحدث واضطر الطرفان الى الاستجابة الى الاقتراح الامريكي للعودة الى طاولة التفاوض. فينبغي أن نأمل أن يستطيع الامريكيون عرض اقتراحهم قبل أن يتفجر عنف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ