المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 28/05/2014



Haneen
2014-07-14, 11:56 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 28/05/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف


نتنياهو يريد أن يجعل «الحركة الإسلامية» في إسرائيل حركة إرهابية
إسرائيل على خطى السيسي
بقلم: اسرة التحرير،عن هآرتس

لا يمكن التخلي عن جدار الفصل
الاقدام على ضم اراض من الضفة الغربية الى اسرائيل من طرف واحد خطوة كارثية ستعرضنا لمقاطعة دبلوماسية من الأصدقاء
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

من يمنع الحرب التالية؟
إسرائيل بحاجة لرئيس يردع رئيس الحكومة إذا قرر شن حرب
بقلم: أمير أورن،عن هأرتس

المدينة التي تم خلطها
عملت إسرائيل خلال سنوات على توحيد مدينة القدس بتغيير الواقع الديمغرافي والثقافي للمدينة
بقلم: نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم









</tbody>



نتنياهو يريد أن يجعل «الحركة الإسلامية» في إسرائيل حركة إرهابية
إسرائيل على خطى السيسي

بقلم: اسرة التحرير،عن هآرتس
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يسعى الى ان يخرج عن القانون الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية، يعلل ذلك بتشبيهها بحركة كاخ التي وصفت في 1994 كمنظمة ارهابية. «لم تكن اي مشكلة في اخراج كاخ عن القانون. وعليه فلا ينبغي أن تكون مشكلة في عمل ذلك في حالة الحركة الاسلامية ايضا»، شرح أول أمس في جلسة الحكومة.
حركة كاخ، التي رفضت مشاركتها في الانتخابات بسبب ترويجها للعنصرية، عملت أيضا كمنظمة ارهابية، إذ كان بين اعضائها القاتل باروخ غولدشتاين، ولهذا فقد عُرفت بهذه الصفة في اسرائيل وفي دول اخرى. اما الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية فلا يعترف بدولة اسرائيل، قادته، ولا سيما زعيمه الشيخ رائد صلاح، يطلقون الترهات ضد الدولة، يحرضون ضد سياستها ويؤيدون المقاومة العنيفة التي تقوم بها المنظمات الفلسطينية. ولكن، اراء موازية ضد العرب، يمكن سماعها ايضا على لسان نشطاء متطرفين يهود، حاخامين بل ونواب. وبينما مواد القانون التي تعنى بالتحريض لا تطبق الا في حالات نادرة فقط، اذا ما طبقت، ضد العنصريين اليهود، فان يد الحكم رشيقة عندما يدور الحديث عن العرب. التشبيه بكاخ لا يزور فقط الحقائق بل ويوسع ايضا تعريف الارهاب لدرجة خطر المس بمبادىء الديمقراطية. وذلك، بينما لا تزال جماعات الارهابيين اليهود التي ترتكب جرائم «شارة الثمن» تعتبر كتجمعات غير مسموح بها فقط.
مثير للحفيظة على نحو خاص ادعاء الوزير اسرائيل كاتس، الذي تعلق بحجة أنه «في كل دول المنطقة هم خارج القانون»، فيما كان يقصد على ما يبدو الاخوان المسلمين، الذين يعرفون كحركة ارهابية في مصر، سوريا، السعودية، البحرين واتحاد الامارات. بالفعل، قدوة جديرة بالمحاكاة وجدها الوزير في هذه الدول التي تعد الديمقراطية، حرية التعبير وحرية التنظيم شمعة تضيء لها الطريق. في تلك الدول فانه حتى التلفظ ضد الزعماء يعد انتهاكا للقانون. فهل الوزير كاتس معني بأن يأخذ منها نموذجا في هذا الشأن ايضا؟ الجناح الشمالي للحركة الاسلامية ليس حزبا وليس مشاركا في السياسة الاسرائيلية. هذه حركة ايديولوجية دينية، معظم مبادئها تثير النفور في اوساط مواطنين كثيرين في اسرائيل، يهودا كانوا أم عربا. ولكن هذا النفور لا يمكنه أن يشكل ذريعة لحرمانها من الشرعية. الحكومة، التي فعلت ما يكفي لتعميق الشرخ بين اليهود والعرب يجب أن تسمح باستمرار النشاط القانوني للحركة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

لا يمكن التخلي عن جدار الفصل
الاقدام على ضم اراض من الضفة الغربية الى اسرائيل من طرف واحد خطوة كارثية ستعرضنا لمقاطعة دبلوماسية من الأصدقاء

بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
ذكر بنيامين نتنياهو في لقاء صحافي مع جفري غولدبرغ من شبكة لومبيرغ أن عددا أكبر من الاسرائيليين اصبحوا يميلون الى تأييد اجراء من طرف واحد. فعدد منهم يؤيدون ضم مناطق من يهودا والسامرة، وعدد يؤيدون انسحاب اسرائيل الى مناطق الكتل الاستيطانية مع ابقاء الجيش الاسرائيلي في مواقعه الحالية الى أن يوجد اتفاق مع الفلسطينيين.
لم يعبر رئيس الوزراء عن تأييد لهذه الخطوات. وقالت وزيرة القضاء تسيبي لفني التي قيل إنه توجد شحناء بينها وبين نتنياهو على أثر لقائها مع أبو مازن في لندن، قالت كلاما مشابها. فقد ذكرت أن «ذلك لن يجري ولن يكون» ما بقيت عضوا في الحكومة. الى الآن كان المركز السياسي واليسار الصهيوني مشغولين باجراء من طرف واحد يؤيد تحصن اسرائيل في الكتل الاستيطانية فقط. والآن بدأ نفتالي بينيت من البيت اليهودي اجراءً جديدا لاقتلاع جدار الفصل وضم الكتل الاستيطانية وربما أجزاء من المنطقة ج ايضا الى اسرائيل. وأسرع زئيف الكين من الليكود الى قول إنه ينبغي بدء الاعداد لتنفيذ هذه الخطوة. ويستحق هذان النوعان من الاجراء من طرف واحد التحليل.
في التمهيد للمحادثات السياسية مع الفلسطينيين ترك الطرفان جون كيري يتحدث عن التسوية الدائمة، وقد أشار عليه خبراء أن يتحدث عن التسوية الدائمة مع السعي الى اتفاق مرحلي تنسحب اسرائيل بحسبه وتحصر نفسها في الكتل الاستيطانية. ولو حدثت هذه الخطوة لمنحت اماكن نحو من 80 بالمئة من المستوطنين الشرعية.
كان كيري محفوفا بشعور سماوي بأنه قادر على أن يأتي في غضون سنة بتسوية مشكلة المناطق والحدود وأبناء اللاجئين الفلسطينيين في 1948 وهوية اسرائيل اليهودية، لكنه انهار. وبقي امكان تنفيذ ذلك باجراء من طرف واحد (دون اخراج الجيش الاسرائيلي من المناطق). ويؤسفني أن الحكومة لا تقبل ذلك ولا يقبله اكثر المعارضين معا.
والاجراء المقابل من طرف واحد وهو نقض الجدار وضم جزء من يهودا والسامرة الى اسرائيل، هو اقتراح غوغائي يتسلون به في البيت اليهودي والليكود. وهم يستطيعون أن يبيحوا لانفسهم التلذذ الذي يأتي بثمرات ايضا في سنة انتخابات داخلية في حزبيهم لأنهم يرون أن نتنياهو وتد صلب لن يدع هذا الاجراء يحدث. ذلك أولا لأن جدار الفصل مركب مهم في مكافحة الارهاب. في ايام الانتفاضة الثانية كان له اربعة مبادرين – اهود باراك وآفي ديختر ودان مريدور وحاييم رامون – اعتزلوا جميعا الحياة السياسية، وعارضه سائر المؤسسة. لكن الجدار أُقيم. وليس هو في الحقيقة الوسيلة الوحيدة لاحباط الارهاب لكنه مركب مهم في مكافحته؛ في يهودا والسامرة وفي غزة ايضا. ولوحظ مبلغ أهميته في الحدود مع مصر. وقد رفض اهود اولمرت بناءه وضرب الارهاب اسرائيل وامتلأت بالمتسللين من افريقيا. ولزم نتنياهو نهجا آخر فصار الفرق بين النتيجتين لا لبس فيه واضحا للناظر. فهل يُنقض في يهودا والسامرة؟ سيكون ذلك فتح باب للارهاب الفلسطيني
لكن معظم الاختلاف محصور في فكرة ضم مناطق من يهودا والسامرة باجراء من طرف واحد. واذا كانت دول صديقة لا تسلم بالبناء من طرف واحد في المستوطنات إلا بصعوبة فان اجراء الضم سيكون كارثيا. ويحسن قبل أن يحصد الساسة ارباحا من جمهور ناخبيهم أن يستوضحوا كيف سيكون رد حكومات صديقة. واليكم الصيغة: إنها ستستدعي سفراءها للخروج من اسرائيل للمشاورة في الوطن. وهذه هي الصيغة الدبلوماسية لقطع العلاقات في المستوى المنخفض. فمن يقترحون ضم الارض من طرف واحد ليسوا حكماء وهم لا يحذرون في كلامهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


من يمنع الحرب التالية؟
إسرائيل بحاجة لرئيس يردع رئيس الحكومة إذا قرر شن حرب

بقلم: أمير أورن،عن هأرتس
إعتاد يوسي سريد أن يصف كيف مُسحت «بالزيت» غولدا مئير زعيمة لحزب العمل ورئيسة للوزراء من قبله بعد موت ليفي اشكول: وعلل لوبا اليئيف ذلك بقوله «لأن غولدا تريد». وقد أنكرت غولدا في الحقيقة وأُخضعت لمعركة قصيرة.
يريد بنيامين (فؤاد) بن اليعيزر ورؤوبين (روبي) ريفلين وآخرون الرئاسة وهذا شرط ضروري لكنه غير كاف. فلو بقي حتى واحد منهما وحده دون منافس لتم التصويت بمقتضى القانون له أو عليه ولوجب عليه أن يحرز فيه اكثرية. فليس الرئيس مجرد رئيس مُحسن للكنيست أو رئيس لجنة الساسة، ولا يجوز أن تصبح الرئاسة تحقيق ما تصبو اليه النفس فقط، وجائزة على عمل حياة يحث عضو كنيست قديم رفاقه على منحه إياها. فليست الرئاسة راحة للمتعب وليس الرئيس مهرج البلاط؛ بل هي البلاط الملكي ولا سيما في وقت مصيري.
ليس الرئيس مجرد مُرضٍ لكل أحد بل ينبغي أن يكون رئيسا قويا لنفس السبب بالضبط الذي جعل دافيد بن غوريون يعمل على سلب المنصب صلاحياته واحباط انتخاب شخص سياسي ذي مكانة مستقلة جدا – رئيس الكنيست يوسف شبرنتسغ ـ رئيسا بعد موت حاييم وايزمن. ويُعد نموذج بن غوريون اليوم سواء اعتمدوا عليه أم خافوه، يُعد نموذجا للاستقرار التنفيذي. لكن ذلك لم يكن كذلك في الواقع. فقد كان حكم بن غوريون للحزب والحكومة والدولة مشحونا بالصراعات والدسائس والحيل والاستقالات. وقد أخذت المجموعة الواحدة في حسابها لكنها كانت أهم منه. وقد منحوه زمام السلطة لكنهم زموه (قيدوه). وفي واحد من القرارات المهمة على اقتراح بن غوريون الاستجابة للطلب الامريكي وهو ارسال كتيبة من جفعاتي الى الحرب الكورية في اطار قوة الامم المتحدة ولمواجهة السوفييت، اجتمعت الحكومة عند الرئيس وايزمن وجعلت موقف بن غوريون أقلياً.
ليس للرئيس صوت في اقتراعات الحكومة. وتنبع قوته من فرض أنه متحرر من الحسابات السياسية إن لم يكن ذلك انتقام ماض فهو على الاقل طموح الى المستقبل. وبرغم أن هذا الفرض ظهر كذبه في نهاية رئاسة اسحق نفون الذي لم يضبط نفسه وعاد الى السياسة، برهن نفون على مبلغ القوة التي يمكن أن تكون للرئيس، حينما حث رئيس الوزراء مناحيم بيغن على انشاء لجنة التحقيق الرسمية في مجزرة صبرا وشاتيلا، التي قصرت ايام بيغن في الحكم إن لم يكن ذلك بالفعل فنظريا.
كان ذلك مثالا واضحا على استعمال تأثير الرئيس، حينما أخرج رئيس الوزراء مع وزير الدفاع اريئيل شارون الدولة عن الاتزان وأدخلاها الى لبنان.
لكن نفون عمل بعد الفعل، ونشأ بسابقته معنى عملي حينما صد شمعون بيرس بيغن وشارون وصد بنيامين نتنياهو واهود باراك عن ايران وساعد على أن يجنب اسرائيل حربا لا حاجة اليها. يجب أن يكون الرئيس الذي يتلقى بمقتضى القانون تقارير عن جلسات الحكومة وبلاغات بمقتضى العادة ايضا من قادة الجيش والاستخبارات، يجب أن يكون وزنا يعادل تسرع رئيس الوزراء والقلة من شركائه. ولا ينبغي أن يكون ذلك دائما بل في حالات متطرفة فقط وألا يتأخر ذلك جدا بل أن يسبق الامور. ولهذا فان مشاركة بيرس في صد المغامرة الايرانية هي أهم اعماله الرسمية إذ كان رئيسا. وقد كان له شركاء في داخل الجهاز وفي بيت لورداته. ولهذا كان مرشح بيرس الشعوري للرئاسة بعده، لسبب ما هو أمنون لبكين شاحك.
ينبغي ألا ينفذ الرئيس أمر رئيس الوزراء، لكن عداوة نتنياهو الشخصية لريفلين ليست سببا كافيا لانتخاب شخص سرب الى المقاول السياسي دافيد أيفل اسرارا من غرفة لجنة انتخاب القضاة ولم يتحمل قط مسؤولية امنية أو سياسية. وكما يفترض أن يكون المستشار القانوني للحكومة أهلا لولاية عمل في المحكمة العليا، يجب أن يجسد الرئيس مع طهارة الاخلاق، أهلية مبرهنا عليها لوزارة الخارجية أو الدفاع. وتوجد مسألة تصور عام صغيرة اخرى، فالويل لاسرائيل اذا وجد فيها مع المستوطنين الذين يسيطرون على الليكود الذي يسيطر على الحكومة، رئيس يعارض مصالحة الاراضي مقابل السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


المدينة التي تم خلطها
عملت إسرائيل خلال سنوات على توحيد مدينة القدس بتغيير الواقع الديمغرافي والثقافي للمدينة

بقلم: نداف شرغاي،عن اسرائيل اليوم
ذات صباح، قبل بضعة ايام، جلست شابة يهودية مغطاة الرأس على عتبة قصيرة في مركز سوق اللحامين في الحي الاسلامي من البلدة القديمة في القدس. كتل كبيرة من اللحوم، معلقة تدلت في مداخل صف من دكاكين اللحوم. وكان أصحاب الدكاكين منشغلين في تلك اللحظة بشحذ سكاكينهم تمهيدا ليوم عمل آخر. وخلف الشابة ذات غطاء الرأس وقف زوجها بقبعة دينية كبيرة. وخرجت من اطراف لباسه خيوط طويلة. وكان يحمل بين يديه رضيعا صغيرا.
نظر الزوجان بصبر الى فتى عربي شاب ونشيط، صاحب بسطة لاصلاح البناشر، أصلح دراجة جلباها له. كل شيء بدا هناك موضوعيا، عاديا – إن شئتم. الشاب هو القبعة الدينية صافح الشاب العربي مع انهاء مهمة الاصلاح، شكره على عمله، دفع له وودعه بسلام.
على مسافة غير بعيدة من هناك، عاد الى منازلهم في حي بيت يسرائيل اصوليون أنهوا صلاة الفجر في الحائط الغربي (المبكى). توقف بعضهم قرب بسطات خضار عند باب العامود لشراء البندورة، الخيار والفجل. هناك أيضا، مثلما في سوق اللحامين، كل شيء كان سوي العقل كما يبدو. هادئا وساكنا.
على مسافة بضع عشرات أمتار فقط من باب العامود، قرب باب الساهرة، كان يمكن للمرء أن يوثق في تلك الايام تماما صورا مختلفة جوهريا: مارة يهود، يتعرضون المرة تلو الاخرى لرشق الحجارة؛ شرطة ورجال حرس الحدود يُمنعون أن يمتنعون عن الدخول الى مركز الشغب في حي باب حطة؛ اطلاق الالعاب النارية في اتجاه مباشر نحو افراد الشرطة.
كما كانت ايضا مسيرات وطنية حمل المشاركون فيها أعلام م.ت.ف وحماس وتوعدت باليهود. في أعماق سلوان تعرض للاعتداء المرة تلو الاخرى بالطوب وبالزجاجات الحارقة بيت يونتان، الموقع المتقدم للاستيطان اليهودي في مدينة داود التي تعج بالسياح.
قصة فرع البريد في العيساوية، التي يصدر اسمها كثيرا في العناوين بسبب أعمال الشغب والاخلال بالنظام الشديدة، يعكس جيدا الميول المتضاربة التي تسود اليوم في شرقي القدس.
فقد كافح السكان في العيساوية لسنوات بمساعدة جمعية حقوق المواطن كي تقيم البلدية وبريد اسرائيل فرعا أول لتوزيع البريد في القرية. ولكن في الليلة التي سبقت تدشين المبنى، أحرق مجهولون الفرع الجديد ورشوا عليه وبجواره شعارات ضد التطبيع والتعاون مع البلدية.
سكان الحي، الذين استيقظوا في الصباح ورأوا ما حصل لم يستسلموا او يخافوا من الخطوة العنيفة. فقد ازالوا آثار الحريق، رمموا وفتحوا الفرع بسرعة، وهذه ان شئتم خلاصة قصة القدس في هذه الايام: من جهة صدامات عنيفة، صعود في قوة حماس وتطرف وطني؛ وسجل الاخبار مليء بكل هذا.
من جهة اخرى: انخراط مفاجيء وجارف لعرب القدس في حياة المدينة، والذي يكاد لا يبلغ عنه في وسائل الاعلام المختلفة.
أن نكون أو لا نكون، معا

الحالة الطبيعية هي موضوع نسبي. خلافا للسؤال الذي يعرض اليوم ايضا في السنة الـ 47 لتحرير القدس – هل المدينة مقسمة أم موحدة؟ – من الاسهل الاختبار والتوثيق لمقاطع الحالة الطبيعية الكثيرة ومظاهر التعاون بين المجموعتين السكانيتين من انتاج الواقع.
خلافا للسؤال – «موحدة أم منقسمة؟» ـ من الاسهل الاختبار والتوثيق لمقاطع غير قليلة من الحالة غير الطبيعية، الفصل، الاغتراب، الانعزال وغير مرة العنف بين المجموعتين السكانيتين. حقيقة ان هذه تسكن الى جانب تلك، لا تلغي الواحدة الاخرى. صور الفصل والتقسيم تخلق الخلاف السياسي على مستقبل المدينة. صور التعاون والحالة الطبيعية تخلق واقع الحياة الواحدة الى جانب الاخرى والواحد الى جانب الاخر منذ 47 سنة.
الغالبية الساحقة من السكان اليهود والعرب في القدس – 85 في المئة من العرب و 80 في المئة من اليهود – لا يذكرون على الاطلاق كيف كان شكل المدينة المقسمة. فقد ولدوا في واقع المدينة الموحدة. هذا معطى أساس يشرح ميل الكثير من عرب شرقي القدس تفضيل استمرار الوضع القائم وعدم الانتقال الى العيش بسيادة فلسطينية.
اساس آخر يوجد فيه ما يشرح الميل شبه المعلن هذا من الكثير من سكان العرب في القدس، ينشأ من مكانة الاقامة لديهم. هذه المكانة تمنحهم سلسلة من الامتيازات المادية (مثل مخصصات التأمين الوطني)، لا يتمتع بها سكان السلطة الفلسطينية.
سكان القدس العرب يكسبون أربعة اضعاف فأكثر من نظرائهم في نطاق السلطة الفلسطينية. لديهم اماكن عمل مرتبة اكثر وشروط اجتماعية مناسبة. يتمتعون بجهاز الصحة في القدس، ويعرفون ايضا تقدير حرية التعبير، الحركة والعبادة الدينية المهيئة لهم كمقيمين في هذه المدينة.
عرب القدس يتعرضون للثقافة الاسرائيلية والغربية أكثر من أخوانهم الذين يعيشون في مناطق السلطة الفلسطينية. كل هذا يجعلهم ما يصفه الصحافي القديم داني روبنشتاين الخبير في شؤون شرقي القدس: «التوجه العربي الاسرائيلي لعرب شرقي القدس. وهم يشبهون اليوم احمد الطيبي اكثر مما يشبهون ابو مازن».
روبنشتاين، محاضر في جامعة بن غوريون يقول متأثرا: «هم أقرب عقليا الى عرب اسرائيل منهم الى عرب الضفة. وهم غير مستعدين بأي شكال أو حال الى تقسيم المدينة من جديد، ويطلبون ايجاد ترتيب سياسي يلبي تطلعاتهم الوطنية في اطار مدينة موحدة. وابو مازن هو الاخر، حسبما يشير روبنشتاين، وافق على هذا النهج: «فهو يطالب بعاصمة فلسطينية في القدس، ولكنه كف عن الحديث عن تقسيم المدينة. وهو يعترف بالحاجة الى ابقاء المدينة مفتوحة».
د.اسرائيل كمحي، مدير مركز بحوث القدس في معهد القدس للبحوث الاسرائيلية، يتابع منذ سنين المجموعتين السكانيتين. ويوضح كمحي بأنه في كل ما يتعلق بالحياة المجتمعية، علاقات الجيرة، واختلاط الجماعات السكانية – «المدينة لم تكن في اي مرة موحدة. دوما كانت فيها جماعات وتجمعات اهلية مختلفة تعيش حياتها، في الغالب دون الاختلاط الواحدة في حياة الاخرى. هكذا تدار ايضا حياة العلمانيين والاصوليين. هكذا عاشت القدس في سنوات الانتداب ايضا، قبل ان تقسم في 1948».
«من جانب آخر»، يقول كمحي، «المدينة مرتبطة بواسطة منظومات من البنى التحتية المشتركة. في كل هذه المجالات توجد علاقة وثيقة بين مقدمي الخدمات ومتلقي الخدمات. عندما يسمي سكان شرقي القدس هداسا هار هتسوفيم «هداسا العيساوية» فان هذا يدل على صلتهم بالمؤسسة. فالمستشفى يخدمهم كمرضى، كما أنه يشغل غير قليل من الاطباء، الممرضات وعاملي الطاقم العرب، الى جانب طاقم يهودي كبير».

مسيرة الارتباط

وبالفعل، من يعيش في القدس، بل وأكثر من ذلك من يفحص بحثيا، مثل كمحي وكاتب هذه السطور نسيج الحياة المشتركة في المدينة يكتشف الكثير مثل هذا. يكفي الصعود الى خطوط المواصلات العامة لنستوعب على الفور أن الكثير من السائقين هم عرب. الوضع مشابه ايضا في فرع السيارات العمومية وشركات السياحة، التي تعمل في شرقي القدس وتسفر سياحا لكل أجزاء المدينة.
صلات، احيانا مفاجئة، توجد بالطبع ايضا في مجال التجارة والعمل. في سوق بمحنيه يهودا قسم كبير من البسطات يديرها عرب، وكذا قسم من الباعة هم عرب. وحتى في حارة اليهود في القدس، قسم من اصحاب الدكاكين هم عرب، ويشغلون يهودا. المنطقة الصناعية في عطروت، التي تضررت بشدة في سنوات الانتفاضة، تشغل اليوم عربا ويهودا في مصانع المعادن، في مجال البناء، في النجارة وفي الكراجات.
كانيون (المجمع التجاري) المالحة ، وكانيون «الاخوان اسرائيل» في تلبيوت يعجان بالمشترين، يهودا كانوا أم عربا. والامر حتى واضح اكثر في متنزه المحلات الاعتبارية بين باب الخليل وبين حي ماميلا. هناك يجلس كأمر عادي يهود (واصوليون ايضا) وعرب في المقاهي، هؤلاء الى جانب اولئك.
هذا المتنزه خاص ايضا في أن «الاختلاط» موجود حتى داخل الدكاكين. في الكثير منها (مثل دكاكين الملابس والاحذية) ليس فقط الزبائن يأتون من المجموعتين السكانيتين بل والباعة ايضا: بائع أو بائعة يهوديين وبائع أو بائعة عربيين، يخدمون ويعطون احساسا مريحا للمجموعتين السكانيتين. واقع مشابه من الاختلاط، سواء في أوساط الزبائن أو في اوساط العاملين، يوجد ايضا في فروع رامي ليفي – في محيط القدس (في ميشور أدوميم، في منطقة بنيامين وفي غوش عصيون.)
واقع «الاختلاط» قائم ايضا في حدائق الملاهي والالعاب التي في خط التماس في داخل القدس- في حديقة الجرس التي يتدفق اليها الفتيان العرب، الذين يكاد لا يكون في احيائهم ملاعب رياضية وحدائق. ويأتي العرب ايضا الى عين ياعل وحديقة الحيوانات التوراتية، بل وغير مرة يرسلون أولادهم الى المخيمات الصيفية التي تقيمها هذه الاماكن. «الاختلاط» سيطر بشكل خاص على مجال الصيدلة – المجموعة السكانية اليهودية تتلقى خدماتها في هذا المجال من صيادلة معظمهم عرب.
«اختلاط» اكثر تشويقا قائم في مجال السكن. ومع أنه ضيق في حجمه، ولهذا فانه ليس مميزا، الا انه يولد العناوين الرئيسة، يخلق الاحتكاكات ويرفع غير مرة الى السطح النزاع الوطني. المعطيات عن هذا «الاختلاط»، التي جمعها المحامي يئير جباي، عضو مجلس بلدية القدس سابقا، مشوقة على نحو خاص.
يتبين أن عدد العرب الذين يعيشون اليوم في الاحياء اليهودية في القدس أعلى من عدد اليهود الذين يعيشون داخل احياء ذات اغلبية عربية. حسب معطيات مكتب الاحصاء المركزي، يسكن اليوم 2.537 يهودي داخل أحياء ذات أغلبية عربية، مثلا، مدينة داود قرب سلوان أو الحي الاسلامي في البلدة القديمة، اما في الاحياء ذات الاغلبية اليهودية – مثل التلة الفرنسية أو ارمون هنتسيف – فيسكن 3.378 من السكان العرب.

احتفال النور

«أسرلة» عرب شرقي القدس، كما يشير داني روبنشتاين، تسارع أكثر فأكثر بعد اقامة جدار الفصل على مسار غلاف القدس: «شبان عرب كانوا يسافرون قبل ذلك الى بيرزيت لاكتساب التعليم العالي، يفعلون ذلك اليوم في الجامعة العبرية في القدس او في الكليات في المدينة. يوجد ارتفاع في التسجيل للبجروت (الثانوية) الاسرائيلية، وفي شرقي المدينة تفتح المزيد فالمزيد من المؤسسات المهنية، مثابة المعاهد أو المراكز التعليمية، التي تستهدف تسهيل الانخراط في التعليم العالي في اسرائيل».
كل الاعمال اليدوية في غربي المدينة تعتمد، على حد قول روبنشتاين على قوة العمل العربية: «في كل المؤسسات – في هداسا، في الجامعة العبرية، في مخبز انجل». روبنشتاين يبالغ، ولكن قليلا فقط. يوجد ايضا عمال يدويون يهود، ولكن من يدخل مثلا الى رواق الكنيس الكبير في القدس، نافذة عرض اليهودية الارثوذكسية، سيتبين له أن كل عمال الصيانة والنظافة هناك تقريبا هم عرب.
كقاعدة، عدد اكبر من العرب يزورون مناطق معيشة اليهود ويستهلكون خدمات أو يعملون هناك، مما هو العكس. الاف اليهود والعرب يسافرون معا كل يوم في القطار الخفيف الذي يمر في احياء عربية ويهودية – من المزايا البارزة للاختلاط. وحدها البلدة القديمة استثنائية. هناك – الاختلاط، سواء في السكن او في مجال التجارة والعلاقات الانسانية – أوضح. الى مركز المشتريات الجديد في بيت حنينا شمالي القدس يأتي السكان اليهود من النفيه يعقوف وبسغات زئيف، ولا تزال هناك بضع عيادات اسنان «عربية» مثلا في العيساوية يأتي اليهود اليها (الاسعار أدنى بكثير)، ولكن كقاعدة «الاختلاط» الاقوى مثلما في البلدة القديمة لا يبدو ظاهرا في أجزاء اخرى من المدينة.
ما حصل في السنوات الاخيرة حول احتفال النور يجسد هذا جيدا. ففي السنة الاولى جرى الحدث في حارة اليهود فقط، و 100 الف شخص وصل اليه. في السنة الثانية اتسع ايضا الى حارة النصارى و 100 الف جاءوا اليه، وفي السنة الاخيرة حصل في الحي الاسلامي والارمني و 300 الف شاركوا فيه.
التجار، الذين في بداية الطريق هددوا وخافوا من فتح دكاكينهم «يكسبون اليوم المال»، وينتظرون بقصر نفس الاحتفال الرابع، الذي يحل بعد نحو شهر. كما أن الترميم المادي لشارع الواد، الذي يربط بين المبكى وباب العامود، والذي اصطدم بداية بشكوك لجنة التجار، انتهى مؤخرا بالنجاح.

ظلم في الشرق

الى جانب نسيج الحياة المشتركة هذا توجد منذ 47 سنة امام باب دولة اسرائيل الفوارق الهائلة بين شرقي المدينة وغربها في مجالات البنى التحتية والخدمات، والتي ردمت ولكن قليلا في السنوات الاخيرة. يمكن للمرء أن يكون مع أو ضد هذه التسوية السياسية أو تلك في القدس، ولكنه اذا كان انسانا فانه لا يمكنه أن ينفي الاهمال البارز في هذين المجالين في الجانب العربي. هذا لا يزال الخط الاكثر تجسدا الذي لا يزال يفصل بين شطري المدينة. يكفي السير في الشوارع والنظر في أكوام الكمامة والخردوات، والبحث عن الحدائق العامة، او مراكز العناية بالامومة والطفولة، الطرق والارصفة، المنشآت الرياضية والمدارس وحدائق الاطفال؛ في كل مقياس تقريبا – المناطق اليهودية تفوق بالمئات بل واحيانا بالالاف في المئة.
البلدية نفسها، وبعد ذلك مؤسسات البحث ومنظمات حقوق الانسان، وثقت الفوارق الهائلة. آخر من فعل ذلك هو عضو مجلس بلدية القدس، مئير مرغليت، من ميرتس الذي اصدر كراسا من خمسين صفحة يحلل المقدرات المخصصة للسكان العرب واليهود في ميزانية البلدية للعام 2011.
وجد مرغليت بأنه في افضل الاحوال 13.7 في المئة من ميزانية البلدية يستثمر في 38 في المئة من سكانها العرب. يدور الحديث عن نحو ضعف الميزانية البلدية مقارنة بعهد تيدي كوليك في رئاسة البلدية وارتفاع بنحو 40 في المئة مقارنة بعهد ايهود اولمرت واوري لوبليانسكي في رئاسة البلدية – ومع ذلك ستمر على ما يبدو سنوات كثيرة الى أن يتلقى السكان العرب من الجهاز البلدي والحكومية ما يتلقاه السكان اليهود.
في مجال الصحة فقط وقعت في شرقي المدينة ثورة حقيقية. بعض العيادات في شرقي المدينة، مثلا في جبل المكبر تعمل بواسطة صاحب امتياز، وهي من العيادات الرائدة في المدينة. صندوق المرضى الاول الذي دخل شرقي المدينة كان «ليئوميت» وبعدها جاءت الصناديق الاخرى. قانون الصحة الرسمي الذي يعوض الصناديق حسب عدد المرضى يحول «العمل التجاري» الى عمل مجدٍ من ناحيته. فهي تكسب والسكان يكسبون ايضا. مجال آخر حققته مصلحة المياه البلدية «جيحون» هو مجال الماء، حيث فيه ايضا طرأ تحسن تدريجي في شرقي المدينة وان كان العمل لا يزال كثيرا.
70 ألف من سكان شرقي المدينة، ممن يوجدون خلف جدار الفصل يعانون من الفوارق الاكبر. فالى هناك تكاد لا تصل البلدية. والشرطة الزرقاء هي الاخرى لا تبدي اي تواجد هناك، وفي الشوارع، التي هي تحت السيادة الاسرائيلية حسب القانون، تسيطر عصابات حماس غير مرة. نوع من الفراغ الذي مستقبله السياسي ليس واضحا حتى لاسرائيل، التي بادرت قبل نحو عقد من الزمان الى نوع من فك الارتباط غير الرسمي عنه.

يعملون في الميدان

على سؤال – من ينتصر على من وماذا يتغلب على ماذا؟ الفوارق، التي في السنوات الاخيرة تبذل جهود اكبر لتقليصها أم مسيرة أسرلة عرب شرقي القدس؟ يبدو أن الجواب هو أن الاسرلة هي التي تتغلب، ليس بالضربة القاضية ولكن بالنقاط. كل سنة يطلب نحو 800 من سكان شرقي المدينة الجنسية الاسرائيلية. نحو نصفهم يستجاب طلبه.
د. اسرائيل كمحي يعتقد ان السكان في شرقي المدينة يتحركون باتجاه اكثر اعتدالا. «فهم يعرفون الوضع القائم. يسلمون به. يعيشون الحياة اليومية، يسعون الى رفع مستواهم الاقتصادي، الحرص على تعليم الاولاد، على وجود ملعب له. ومن جهة اخرى فان السكان اليهود يلتقون الطرف العربي بطرفهم كل يوم تقريبا، في سلسلة من المجالات والانشغالات».
هل ستسأل القيادة السياسية عرب شرقي المدينة رأيهم اذا ما وعندما يحين وقت الحل؟ مشكوك جدا. ومع ذلك، كلما مرت السنوات يكون للواقع على الارض وانسجة الحياة المشتركة قوة خاصة بها، وهي كفيلة بأن تلقى معنى حتى على المستوى السياسي والوطني. ومثلما هو بناء الاحياء اليهودية خلف الخط الاخضر حقيقة على الارض؛ ومثلما هي عشرات الاف وحدات السكن في شرقي المدينة التي معظمها إن لم تكن كلها بنيت دون ترخيص هي حقائق على الارض، هكذا ايضا أنسجة الحياة المشتركة والاسرلة هي حقائق. عمليا تتصمم القدس في السنوات الاخيرة كمدينة ثنائية القومية. الايام ستقول أي تأثير سيكون لهذا على نمط الحل المستقبلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ