المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 14/06/2014



Haneen
2014-07-14, 12:03 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي السبــــت 14/06/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف


ليس رئيس حكومة بل هاويا
بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس

اختبار التجميد للبيد
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

رئيس توفيقي
بقلم:حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم

إنتهى ذلك الى بكاء
بقلم:سيما كدمون،عن اسرائيل اليوم

ليس في جيب أحد
بقلم:أفيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت





</tbody>



ليس رئيس حكومة بل هاويا

بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس

قال يئير لبيد في خطبة تهديد في مؤتمر هرتسليا: اذا ضُمت الى اسرائيل حتى مستوطنة واحدة فان «يوجد مستقبل» لن يترك الحكومة فقط بل سيسقطها ايضا. وقال إن «الحدود النهائية» ينبغي رسمها «على الورق وعلى الارض بعد ذلك». وقد وخزه رئيس الوزراء ضمنا بقوله إنه هاوٍ في الشؤون الاستراتيجية لأن الخريطة المرسومة ستكون بدءاً للتفاوض لا نتيجة له.
يرى وزير المالية أن الحدود تحدد «على الارض». ويأتي الاتفاق «على الورق» بعد عشرات السنين وبعد مئات السنين فقط في احيان كثيرة. واذا فرضنا أن يعترف العرب بعد مسيرة طويلة بدولة اسرائيل أنها الوطن القومي للشعب اليهودي واذا تخلوا عن حق العودة ووقعوا على «نهاية المطالب والصراع» ووافقوا على خطوط «على الورق» – حتى لو كانت تلك الخريطة أقل القليل – فان ذلك سيحدث فقط حينما يعترفون بحقيقتين مركزيتين الاولى أن اسرائيل قوية جدا بحيث ستنتهي كل محاولاتهم للمس بأمنها في المستقبل الى تحطيم رؤوسهم. والثانية أنهم يخسرون في كل يوم يمر كما ثبت طول التاريخ الصهيوني كله «على الأرض» ايضا.
كان المتنبهون من المفكرين العرب يقولون ذلك منذ كانت حرب الايام الستة. فقد كانوا يقولون إننا اذا لم نُلين مواقفنا فسيستمر اليهود على الاستيطان ولن يبقى آخر الامر ارض للدولة. والزمان يعمل في مصلحة من يُقر حقائق على الارض كما أقر اليهود حقائق منذ أوائل القرن العشرين. وهؤلاء العرب لا المتنبئون اليهود المتشائمون – الذين يزعمون أن الزمان في غير مصلحتنا – على حق. ومن المؤسف أن لبيد يوالي المتشائمين.
كان من زعموا أن لبيد أظهر في هذه الخطبة تصميم رئيس وزراء في المستقبل وتبين بعد 48 ساعة فقط أن تهديده تهديد فارغ. فقد بين التصويت في انتخابات الرئاسة أن الحريديين حتى وهم في المعارضة هم الشركاء الطبيعيون للمعسكر الوطني. إن نتنياهو في الحقيقة لا يخطط لنبذ لبيد ولضم آريه درعي بدلا منه لكن اذا وقف وزير المالية في طريق الليكود السياسية أو التشريعية ورفض أن يلين فان تبديل الخيول قد يحدث. فسيستمر اولئك الذين غلبوا نتنياهو وأدوا الى انتخاب رؤوبين ريفلين للرئاسة في طريقهم المستقل للشؤون السياسية والتشريعية ايضا. وليس من العرضي أن رئيس الوزراء قد تبنى قانون الشعب وكأنه مبدعه وصائغه، في جهد منه لمُصالحتهم.
إرتبط رئيسا «يوجد مستقبل والبيت اليهودي» بـ «حلف إخوة» عن رغبة معلنة في تغيير قواعد لعب الجهاز السياسي. ومرت سنة ونصف وتبين أن ما كان هو ما بقي موجودا الآن تقريبا. بيد أن راحتي الجهاز في هذه المرة اكثر نقاءً بقليل. لكن هذا الوضع لن يستمر زمنا طويلا، فالمسائل الايديولوجية – السياسية المركزية يتوقع أن تبلغ مرحلة الحسم في الاشهر القريبة. وتدلنا التجربة في هذه الاحوال حتى في أنقى نظم الحكم على أن الجهة السياسية المتقدمة تُجازي اولئك الذين يُمكنونها من الحكم بسخاء. وقد ينشيء نتنياهو الذي أثار عليه مراكز القوة في حزبه، ائتلافا مع الحريديين لمُصالحة اولئك الذين يطمحون الى عزله عن رتبته العليا.
إن الغرور والثقة المفرطة بالنفس يجعلان لبيد ينتفخ أكثر من قوته السياسية الحقيقية ويُقرب تحقيق السيناريو المذكور آنفا. واذا ما نقض الحكومة فستكون نهاية حزبه كنهاية الحزب الذي ترأسه أبوه. فليس الذي خطب في هرتسليا رئيس وزراء محتملا بل هو هاوٍ في الاستراتيجية وفي السياسة ايضا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



اختبار التجميد للبيد

بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

عرض يئير لبيد هذا الاسبوع خطة سياسية. مُبارك ذلك عليه. وصحيح أن الخطة ليست أصيلة بصورة مميزة (فشاؤول موفاز يزعم وبحق أن أسسها مأخوذة من خطته). وصحيح أن الخطة لا تلائم كلام قاله لبيد في خلال المعركة الانتخابية وبعدها ايضا. لكن وقوع الامر متأخرا أفضل من ألا يقع ألبتة. والمخطط الصحيح غير الاصيل افضل من مخطط خلاق لا يقول شيئا. وحقيقة أن الشخص الذي بحث عن المال أصبح يبحث الآن عن برنامج عمل سياسي هي حقيقة مباركة وهي تشهد بأنه حتى وزير المالية يدرك الآن أننا اذا لم نبدأ طي الاحتلال وطي المستوطنات مبكرين فلن يكون هنا موجود ولن يكون هنا مستقبل. ولم نكن قط قريبين هذا القرب من نقطة عدم العودة التي تليها دولة واحدة وصراع أبدي واسرائيل الفاسدة الصورة.
لكن لبيد لا يستطيع أن يمحو من الذاكرة السنة الاخيرة. فقد بُنيت آلاف الوحدات السكنية في يهودا والسامرة منذ كان انشاء حكومة نتنياهو – لبيد – بينيت في نيسان 2013. وكل واحدة من هذه الوحدات السكنية هي مسمار آخر يُدق في جسم حل الدولتين النازف. وكل واحدة من هذه الوحدات السكنية مسجلة باسم الشخص الذي جاء ليحدث تغييرا هنا لأن سارة نتنياهو لم تُرد نفتالي بينيت في الحكومة. وبنيامين نتنياهو لم يُرد اوري اريئيل وزيرا للاسكان، لكن لبيد فرض على الزوجين نتنياهو بينيت واريئيل ايضا. وبدل أن يقود الى الحكومة كتلة وسط – يسار قوية (كان يمكن أن تضم الحركة وكديما وربما حزب العمل ايضا)، اختار انشاء محور هاذٍ مع حزب المستوطنين المتطرفين. وبدل أن يشكل حكومة تحرر اسرائيل من سلطة غوش ايمونيم، سلّم مقاليد الحكومة الى غوش ايمونيم. ولذلك يتحمل لبيد مسؤولية شخصية كاملة عن زخم البناء الذي لم يسبق له مثيل في المستوطنات في الـ 14 شهرا الاخيرة. ويوجد مستقبل هو الذي مكّن البيت اليهودي من السيطرة على اجهزة الدولة تلك التي تعمل الآن بكامل الجد لسلبنا جميعا المستقبل.
في المكان الذي يقف فيه التائبون لا يقف فيه حتى الصدّيقون الخالصون. لكن التائبين يجب أن ينطقوا بالتوبة. فلا يكفي أن يهمس لبيد في الغرف المغلقة قائلا إنه يريد أن ينضم الى الحلف الذي أخذ ينشأ بين اسحق هرتسوغ وتسيبي لفني. بل يجب على لبيد أن يتحمل المسؤولية عن الخطأ الاستراتيجي القاسي الذي اخطأه بعد الانتخابات الاخيرة. وعليه أن يعترف بأن الحلف بين الاخوة كان فكاهة سيئة. وعليه أن يبرهن بالاعمال على أنه يتحول تحولا فكريا ويستبدل كراهية الحريديين التي تنتج نواباً، بعمل جدي ومنهجي وغير ذي شعبية لانهاء الاحتلال.
إن الاختبار هو اختبار واحد وهو التجميد. فالمسيرة السياسية القديمة بمنزلة ميت يسير على قدميه. والمسيرة الجديدة لم تولد بعد. والفترة بين هاتين المسيرتين خطيرة لأنه لا يوجد فراغ في الشرق الاوسط ولا يوجد فراغ في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وحينما لا توجد محادثة يزداد خطر التصعيد. ولذلك توجد حاجة الى عمل سريع صارم يستبدل الحراك السلبي للمواجهة السياسية بحراك ايجابي للتقدم نحو وضع الدولتين. ويوجد فعل واحد فقط يمكن تنفيذه في خلال زمن قصير ألا وهو تجميد البناء في المستوطنات المعزولة وراء خط الفصل. ولن يفضي هذا التجميد الى سلام فوري، لكنه سيوقف النزف القاتل لحل الدولتين. وسيُقر حال الفترة التي يمكن فيها تحديد مسيرة سياسية من نوع آخر.
وهكذا اصبحت الكرة الآن مرة اخرى في رمات افيف ج، فاذا كان لبيد يقصد حقا ما قاله هذا الاسبوع فعليه أن يطلب تجميد البناء فورا. واذا اجتمع حزب يوجد مستقبل والعمل وميرتس والحركة وكديما حول هذا المطلب فسيتلاشى الشلل السياسي. واذا استمر لبيد في مقابل ذلك على كونه عبدا لأخيه بينيت فلن يكون مستقبل ليوجد مستقبل ولن يكون مستقبل لرئيسه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


رئيس توفيقي

بقلم:حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم

في 1816 جاءت الى القدس مجموعة مهاجرين من طلاب «الغائون» من فيلينا، بقيادة الحاخام مناحيم مندل وأسست فيها الطائفة الاشكنازية تارة اخرى. وفي 1840 دعت طائفة «المعتزلين» في القدس الحاخام موشيه ريفلين ليكون حاخامها. وكان لمجموعة المهاجرين اسهام مركزي في انشاء مركز يهودي مهم في المدينة القديمة وفي انشاء احياء في القدس خارج الأسوار. ودق طلاب الغائون وتدا في المدينة الخالدة وحققوا تمسكنا بها باعتبارها عاصمة اسرائيل الابدية.
كم هو مهم ورمزي أن يحظى أحد ابناء اولئك المهاجرين بعد هجرة تلك المجموعة الى البلاد بـ 200 سنة بأن ينتخب رئيسا عاشرا لدولة اسرائيل المستقلة وأن يحل في منزل الرئيس في القدس الكاملة الموحدة. واذا كان يوجد معنى لتحقيق حلم اجيال فان رئيسا من عائلة ريفلين هو واحدا منها.
أنهى انتخاب رؤوبين ريفلين رئيسا عاشرا لدولة اسرائيل الرحلة المحيرة المتعبة التي شهدناها. فلم يوجد في تاريخ الدولة منافسة جد محرجة وقبيحة مثلها. والان وقد اصبح يوجد رئيس منتخب ينبغي ان تطرح احداث الاسبوعين الاخيرين في مزبلة التاريخ وان تنسى. فلا شك انه انتخب الانسان الاكثر ملاءمة للمنصب بين المرشحين. وان شعب اسرائيل كله يقف اليوم وراءه ويراه مواطن الدولة الاول.
ان الرئيس المنتخب تلقى عليه مهمة ثقيلة جدا اساسها اعادة الكرامة الضائعة لمؤسسة الرئاسة التي قذفتها مناجيق قوية. وسيضطر ريفلين الى ان يقود بحكمة واعتدال وذكاء مركب المجتمع الاسرائيلي الذي فيه انقسامات لا عدد لها. وهو مركب دست جهات كثيرة على مر السنين عصياً في اطاراته وحرفته عن طريق رؤياه الى جوانب الطريق. ويفترض ان يتطلع اليهود والعرب، والمتدينون والعلمانيون، واليمينيون واليساريون الى بيت الرئيس وان يجدوا فيه البشرى المشتركة بين الجميع وهي الحق في العيش بسلام وامن وتساو في دولة يهودية ديمقراطية. وهو بيت يعبر عن كل الاشياء الرائعة التي تحدث في دولة اسرائيل، فانجازات الدولة كبيرة ويجب على الرئيس ان يسمو بها.
ان آراء الرئيس رؤوبين ريفلين السياسية معلومة منذ كان عضوا في حركة حيروت – وهو لم يخفها قط لنزاهته وصدقه، ويجب عليه في عمله الجديد ان يمتنع عن تحويل بيت الرئيس الى نقطة انطلاق لادارة سياسة مستقلة كما فعل سلفه.
ان المجتمع الاسرائيلي اليوم في مسار حيوي ضروري لاصلاح اخلاقه. فمن المهم لذلك ان يكون الرئيس المنتخب بريئا من كل عيب براءة يمكن ان تضمن منزلته وضرورة بيت الرئيس وقدرته على ان يقيم مرآة للمجتمع الاسرائيلي وينظر فيها ويتسامى خلقا وقيما.
ان وحدة الأمة هي في اساس مسؤولية الرئيس. ولا شك في أن رؤوبين ريفلين يستطيع ان يعبر عنها لأن قدرته على الحديث مع الجميع بتواضع واحترام كل انسان دونما صلة بآرائه تضمن قدرته على مسايرة كل واحد وواحدة لان الزعيم يفترض ان يكون انسانا ذا روح.
تهنئتنا لرئيس الدولة، ولتحيا دولة اسرائيل
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إنتهى ذلك الى بكاء

بقلم:سيما كدمون،عن اسرائيل اليوم

لم يكن يستطيع حتى من فاتته نتائج الجولة الثانية ألا يراها منعكسة على وجه رئيس الوزراء: فالتجهم كلمة أكثر ليونة من ان تصف وجه نتنياهو حينما اعلن رئيس الكنيست عن اسم الفائز. ويقال في حقه انه لم يحاول حتى ان يزيف، فانهم يقولون انه كان يدير حتى الساعة الرابعة فجرا أمس غرفة عمل بغرض تعويق فوز ريفلين. فمعارضة الزوجين نتنياهو للرئيس القادم واضحة جدا وشفافة جدا بحيث لن يوجد أي داع للتظاهر بغير ذلك.
قبل ذلك بمساء واحد ضحكت سارة نتنياهو مستمتعة حينما قال آتياس في مراسم البركات السبع في عرس ابنة درعي، بلغة مشحوذة وسأل نتنياهو لمن تصوت ولم يسأله من مرشحك. ولم تنجح سارة في ضبط نفسها. ودوى قولها: «يا اريئيل، كنت طيبا دائما». أمس في الكنيست تعزز الرأي السائد وهو ان نتنياهو برغم تأييده لم تكن الورقة التي وضعها في صندوق الاقتراع للمرشح الفائز.
فاز ريفلين أمس فوزا كبيرا لأنه لم يهزم فقط سائر المرشحين بل هزم رئيس الوزراء ورئيس اسرائيل بيتنا، وخصومه في الليكود ومن كانت الى أمس السيدة الاولى وحرص ريفلين في خطبة فوزه على ان يذكر انها لم تعد كذلك، فقد اصبح لاسرائيل منذ الآن سيدة اولى جديدة. ويجوز لنا ان نذكر ان ذلك انتهى الى بكاء مرة اخرى. وقد كسب ريفلين وهو انسان حساس تلك الدموع بصدق بعد حملة انتخابية مرهقة قاسية وبعد جولتي تصويت مرهقتين للاعصاب.
ذكر مسؤولون كبار في الليكود امس ان فوز ريفلين انقذ الليكود، وانقذ الائتلاف الحكومي وانقذ نتنياهو قبل الجميع. ان فوز ريفلين في الحقيقة لا يجعل نتنياهو فائزا، لكن لو خسر ريفلين لكان نتنياهو هو الخاسر الاكبر. فخسارة ريفلين اكثر شيء مخيف يمكن ان يحدث لنتنياهو كما ذكر أمس شخص رفيع المستوى، وما كان ميدان الليكود ليغفر له وما كان وزراؤه ليغفروا له. ولو حدث ذلك لتم تصوير الليكود على انه حزب مختلف في الرأي منقسم ولتم تصوير نتنياهو على انه رئيس حركة ضعيف غير مجد. ولو خسر روبي، يقول ذلك الشخص، لكان ذلك بدء نهاية حكومة نتنياهو. يوجد غير قليل من الاشخاص كسبوا امس لهذا الفوز اولهم الوزير جدعون ساعر الذي واجه رئيس الوزراء بلا خوف وعارض بشدة كل محاولات الغاء مؤسسة الرئاسة أو تأجيل الانتخابات وكان أول من اعلن تاييده لريفلين. وكذلك ايضا حاييم كاتس الذي ادار مقر عمل ريفلين، ونفتالي بينيت الذي اضطر اعلانه تأييد ريفلين، نتنياهو الى اصدار اعلان تأييده.
لكن ينبغي ألا نخطيء فالحريديون هم الذين جلبوا الفوز لريفلين في الجولة الثانية وهم الذين انتقلوا بعد الجولة الاولى الى تأييد ريفلين. فقد تذكر الحريديون في الساعة بين نتائج الجولة الاولى والتصويت في الجولة الثانية ان عندهم صدودا اساسيا عن مئير شتريت، وقد عبروا عن هذا الصدود في حكومة شارون الاولى حينما اعترضوا على انتخاب شتريت وزيرا للتربية. وها هم الان يضطرون الى ان يبتوا امر أي الشيئين اكثر تأثيرا فيهم: هل عدم تدينه أم اصله الطائفي. وبعبارة اخرى هل يصوت لشتريت لأنه شرقي أم لا يصوت له لأنه غير متدين.
في ذلك الوقت كان زئيف الكين يجلس الى ثلاثة من اعضاء الكنيست من «ديغل هتوراة» ويحاول اقناعهم بالتصويت لريفلين، وهذا حزب لا يحب الخسارة وكان من السهل اقناعهم بأن التصويت لشتريت يعني الخسارة. وجرت ايضا مكالمات هاتفية مع اعضاء من الليكود لم يصوتوا لريفلين في الجولة الاولى واضطروا الآن الى مواجهة احتمال ان يكون فوز شتريت معناه الزيادة في قوة محور هرتسوغ – لفني – لبيد، وزيادة قوة لفني في داخل حركتها.
كل ذلك افضى الى التحول – الثاني في ذلك اليوم – واعاد اصواتا الى ريفلين. وتوجد رسالة لما حدث امس في الكنيست وللتحولين اللذين حدثا بفرق ساعة واحدة وعصفا بالكنيست وهي انه برغم فرح لفني لانها نجحت في ان تنقل مرشحا من حزبها مسافة بعيدة جدا، وبرغم الرضى في احزاب المعارضة التي تعاونت لاول مرة – اثبت الحريديون مرة اخرى انهم حينما يتحدون يكونون قوة قوية مؤثرة. واثبتوا مرة اخرى انه لا يمكن الاعتماد عليهم. اذا كان هرتسوغ يعتقد ان الحريديين سيعاقبون نتنياهو في المرة القادمة وانهم سيؤيدون مرشحا من اليسار، فينبغي ان يفكر مرة اخرى. وقد نقل الحريديون امس رسالة الى الليكود تقول ان السير مع الحريديين مجدي عليه.
لكنهم نجحوا ايضا في نقل رسالة مهمة الى اليسار وهي انه يجدر بهم ان يفكروا مرة اخرى في حلف مع الحريديين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



ليس في جيب أحد

بقلم:أفيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت

إذن يوجد لنا أخيرا رئيس، رؤوبين ريفلين. من جملة الخيارات التي عرضت لا بد أنه لم يكن الخيار الاسوأ. فريفلين هو رجل مبادىء. بمعنى انه من حيث المبدأ كل المرشحين كانوا رجال مبادىء غير أن لريفلين كان ايضا سجل يمكن أن يسند الكلمات العالية.
لريفلين توجد مبادىء. وهي معروفة. وهو يتمسك بها. وهذه المبادىء تتضمن تلك المفاهيم السياسية التي أعارضها بشدة. فريفلين يؤيد ضم المناطق لاسرائيل. وأعتقد أن هذا الموقف لا يستوي مع الرغبة في وجود دولة ذات اغلبية يهودية صلبة. من جهة اخرى، في الوقت الذي يريد فيه معظم مؤيدو الضم أن يأكلوا الكعكة وان يبقوها كاملة – بمعنى ان يضموا المناطق دون أن يمنحوا حقوقا للسكان بمعنى استمرار الوضع الحالي الذي لا يطاق – يعتقد ريفلين بانه يجب منح حقوق المواطن للعرب الذين يضمون والعيش مع أغلبية صغيرة نسبيا.
اعتقد أن هذا نهج مغلوط، بل وخطير، ولكن خلافا لمفاهيم الابرتهايد لدى قسم من شركائه في الطريق ليس مرفوضا أخلاقيا. ولفرحتنا، فان منصب الرئيس ليس منصبا تنفيذيا. ما كنت اريد ريفلين رئيسا للوزراء. أما رئيسا؟ فلماذا لا.
معقول الافتراض بان ريفلين سيبدي هنا وهناك ملاحظات تكون ساخرة في نظري. انا سأتعايش مع هذا. فاذا كنت أتوقع من رجال اليمين ان يبتلعوا كرئيس رجلا يساريا (وكل شيء نسبي) مثل بيرس – شخص لم يكن الامتناع عن الاعراب الرأي ابدا منارا لطريقه – أعتقد انه يجدر بي أن اقبل بذات القدر من الانفتاح انتخاب رجل يميني مثل ريفلين.
في مواضيع اخرى مواقف ريفلين بالتأكيد تثير العطف. فهو ليس فقط نظيف اليدين ولم يثرى في ظروف غير واضحة في اثناء خدمته العامة بل انه مؤمن كبير بالبرلمانية ايضا. سمعته يتحدث عن السياسة المناسبة في نظره ولم يكن بوسعي الا أن اتفق معه: كنيست مستقلة، نقدية، تصر على رأيها – بالتأكيد.
يؤمن ريفلين بالسياسة النزيهة والعادلة، التي يجري فيها نقاش فكري مفتوح. وهو يؤمن بالرسمية. أنا أيضا، أفترض ان مواقفه لن تضيف له النقاط لدى رئيس الوزراء. وهذا سبب آخر للترحيب بتعيينه. فمن الافضل رئيس يعرف كيف يتنازع مع أصحاب الفخامة على مبادئه من كلب مدلل يهز ذيله على صوت سيده ورب نعمته، أصحاب المئة وأصحاب الرأي. ريفلين ليس رجل أحد – على الاقل في السنوات الاخيرة. وهذا مفرح. في عالم أصبحت الوساطة فيه اسم اللعبة، حيث قدر اكبر من السياسيين يتميزون بعمود فقري مرن، بالذبذبة الدائمة بين الاحزاب والايديولوجيات وبالعلاقات الغريبة مع اصحاب المال، ثمة شيء مواسٍ في «تصلب» ريفلين، في عناده على العمل حسب مبادئه. عنده أنت على الاقل تعرف أين تقف.
كما أن التواضع الذي أدار فيه ريفلين حملته يعجبني. فهو لم ينتفخ، لم يعلن أنه الحل لكل مشاكل الامة. لم يعطِ العلامات لمصوتيه مثل اللاسياسيين الذين بعض من الجمهور سحر بهم للحظة. في عصر نتنياهو، التواضع هو فعل تآمري. سبيل الملك (الملك بيبي) هو الصراخ بأصوات عالية ببضاعتك، وتعظيم الاحابيل. لم يكن لريفلين أحابيل، وحتى عندما أشاح الملك بأنفه لم يتأثر ريفلين.
ثمة أسباب وجيهة للافتراض باننا حتى لو لم نتفق معه، فان الرئيس المنتخب لن يحرجنا ولن يوقع علينا العار. اذا واصل التصرف بتواضع وكافح في سبيل السياسة المناسبة، يمكنه أن يكون أكثر من رمز. اني أتمنى له النجاح.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ