Haneen
2014-07-14, 12:05 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 18/06/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
العراق رمز فوضى إسلامية
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
مطلوب استراتيجية اختطاف
هناك دافع لدى السكان الفلسطينيين لتشجيع خطف الاسرائيليين
بقلم: حاييم آسا،عن هآرتس
لغز ودعاية
لا يستعمل نتنياهو التهديدات العاصفة وغير المتحققة مثل باراك
بقلم : أمنون ابرموفيتش،عن يديعوت
حماس على خطى حزب الله
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
لنحطم الأواني
علينا أن ننتقم للمختطفين
بقلم: كرني الداد،عن معاريف الاسبوعي
</tbody>
العراق رمز فوضى إسلامية
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
إن نجاح قوات داعش في جعل الجيش العراقي يهرب من مدن شمال شرق الدولة، وتقدمها الى الجنوب نحو بغداد عرض الاستراتيجية الامريكية في العراق كأنها أداة فارغة. وقد أظهرت قوات داعش المسلحة تفوق النظرية القتالية التي صاغتها في مواجهة قوى عسكرية محافظة صيغت في العراق بتوجيه امريكي وفي اطار المعايير والقيم الاخلاقية والعملياتية لحروب الماضي.
نشأ اتصال جغرافي خطير بين سوريا والعراق يربط أجزاء اسلامية محتلة في شرق سوريا بأكثر مساحة الارض العراقية في غرب الدولة وجنوبها. وتخضع هذه المناطق لسيطرة المنظمات الارهابية السنية التي تحقق حلم الخلافة الاسلامية بحسب خطط القاعدة وتوابعها حقا.
يظهر في المواجهات العسكرية المستمرة بوضوح تفوق عمليات حرب العصابات والارهاب المصمم والمسلح بسلاح متقدم وبأيديولوجية اسلامية متطرفة على الكتائب الشيعية العراقية التي تفر في كل اتجاه. وذلك أمر يثير الاهتمام لكن اسلوب القتال هذا المسمى «الكر والفر» هو جزء من النظرية القتالية الاسلامية منذ عصر محمد والذي مكّن على مر مئات السنين مسلحين رحالين يلبسون خرقاً ويحملون سيوفا محنية من التغلب على جيوش استعمارية ذات خبرة كبيرة.
إن نوايا الامريكيين الخيرة قادت منطقتنا الى الجحيم. وقائمة الفوضى التي أحدثوها في مصر وسوريا وافغانستان والعراق وايران وكوريا الشمالية وافريقيا طويلة، بل كادت اسرائيل تدفع ثمنا باهظا في الجولان ويهودا والسامرة بسبب مغامرة الامريكيين. وقد دفعت امريكا نفسها ايضا في اطار نواياها الخيرة قتلى ومالا كثيرا وخسارة حلفاء وسلاحا ذهب هدرا بسبب مغامراتها. وقد انسحبت مثل ولد مصفوع يشعر بالاهانة لتدير العالم من المقعد الخلفي لمركب التاريخ، وتعلمون أن القيادة من هناك داعية الى حوادث السير بيقين.
استُدعي الامريكيون وعرضوا الحاجة الى صد جهود «داعش»، وتضطر الولايات المتحدة في نفس الوقت الى اجراء صلة معوجة بدول اسلامية «زميلة» تدعم بالسلاح والمال هذه المنظمات الاسلامية المتطرفة خاصة بحجة أنها تعمل على مواجهة ايران عدوتها الشيعية وتوابعها (حكومة المالكي الشيعي، وادارة الاسد في سوريا وحزب الله في لبنان)، في حين تخشى تهديدات حركات «التكفير» هذه لها.
وفي اثناء ذلك يمد الامريكيين «المسلمين المعتدلين الاخيار» الذين يعملون ضد الاسد بسلاح متقدم، في حين تحول الهزائم والتحولات في ميدان القتال وفي الولاءات وتنقل الاسلاميين بين الجبهات، تحول هذه المساعدة الى عصا مرتدة. وهو ما يعزز آخر الامر المنظمات الاسلامية التي على شاكلة داعش والقاعدة.
توجب الشيفرة العملية الاسلامية التي توجه القاعدة وداعش العمل على «العدو القريب» وعلى «البعيد» بعد ذلك فقط. ولهذا يحتار «قادة» الخلافة الجديدة هل يُتمون في اطار «الربيع العربي» اجراءات السيطرة على النظم العربية السنية «الكافرة» في مصر واليمن والاردن ودول الخليج وأن يواجهوا ايران الشيعية بعد ذلك فقط أم يستمرون على المواجهة العسكرية بينهم وبين «حرس الثورة» في سوريا والعراق ولبنان.
في اطار التزام اوباما لحلفائه يجب على الامريكيين الحائرين أن يعززوا معاقلهم في خط صد الاسلاميين على الحدود الاردنية وفي الجولان وغزة وشبه الجزيرة العربية والخليج وتمكين الايرانيين (الذين يحكمون العراق أصلا) من علاج التهديد السني وحدهم.
اذا أراد الايرانيون مساعدة امريكية على الارهابيين السنيين في العراق وسوريا فليدفعوا بـ «عملة ذرية» واقليمية مبرهن عليها وإلا فانه يجب على امريكا أن تتنحى وتجلس جانبا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مطلوب استراتيجية اختطاف
هناك دافع لدى السكان الفلسطينيين لتشجيع خطف الاسرائيليين
بقلم: حاييم آسا،عن هآرتس
أمام تهديد الاختطافات مطلوب استراتيجية، سياسة يفترض أن تمنع أو تردع مثل هذا العمل. لاسفنا، بدلا من بلورة مثل هذه الاستراتيجية، سمحت القيادة الاسرائيلية للخصم بان يهاجم ويهاجم الى أن نجح.
من أجل خلق استراتيجية مناسبة، يجب أن نفهم أولا ماذا يحصل للخصم، حين يكون القصد هو قبل كل شيء الجمهور الفلسطيني. ليس جنرالاته، ليس الوزراء الذين في حكومته، بل وليس حتى رئيسه. الشارع هو اللاعب الرئيس. ففهم الامزجة السائدة هناك وحده يمكن أن ينتج استراتيجية ذات صلة حيال التطورات العنيفة، التي يعد الاختطاف في مركزها.
ولكن كيف نرى ميدان المعركة في نظر اولئك المسؤولين عن تعريفه؟ فقد تركز في الموقف السياسي للسكان الاسرائيليين الذين يسيرون يمينا. فحسب استطلاع الشهر الاخير، فان الجمهور الاسرائيلي يميني جدا (بتعابير عددية، اذا كان الوسط السياسي تمثله القيمة 3، فان اليمين المتطرف هو واحد واليسار المتطرف السياسي 5، فان الجمهور الاسرائيلي يوجد في 2.2. هذه الاستطلاعات يراها نتنياهو وبوغي ومستشاروهما. ويتضمن هذا العمى عدم النظر الى ما يحصل في الشرق الاوسط، ولا سيما في العراق وله تأثير معنوي على نشطاء الارهاب، وعلى السكان الذين يأتون من داخلهم أيضا. السكان الذين يمكن وصفهم كبرميل نفط مشتعل يتدحرج نحونا بسرعة متزايدة. ان اتخاذ القرارات السليمة ينبغي أن يتضمن فرضية العمل التالية: إذا لم أكن أرغب في المفاوضات السياسية (كما ينعكس من فشل المحادثات)، اذا كنت اواصل البناء في المناطق، واذا كنتيجة لهذه الامور وغيرها تعصف الخواطر في السجون – فاني ملزم بان أرفع الجاهزية العسكرية، الاستخبارية، التواجد في المنطقة الاشكالية، حظر حركة اليهود في الليل في المناطق الاشكالية، السماح بالنقل الآمن للجنود والمواطنين، وهكذا دواليك. اما اتهام السلطة؟ فهو كاتهام الخصم في النزال باطلاق النار. هذا ما يفعله نتنياهو. وهذا سخافة.
بالمناسبة، فان انعدام الفهم في موضوع الاختطافات، وهو التهديد الحقيقي والمعروف، ليس بذنب الجيش أو المخابرات الاسرائيلية. فهذان هما جسمان رائعان يعملان أكثر من «الممكن» على المستوى التكتيكي والعملياتي. ولعل هذه القدرات بالذات هي التي دفعت القيادة السياسية الى الرهان على أنه يمكن مواصلة دحرجة برميل النفط المشتعل لانهم هم – الاولاد العجيبون – سينجحون في اطفائه. وهم لم يكلفوا نفسهم عناء الفحص والاستيضاح العميق لعشرات محاولات الاختطاف التي احبطت في السنة الاخيرة. فلو فعلوا ذلك لاكتشفوا بان غير قليل من هذه احبطت بفارق شعرة: إما بالصدفة، أو بسبب اخطاء الخصم. وربما أيضا كانوا سيكتشفون بأنهم ذات يوم سينجحون في الاختطاف.
لماذا؟ بسبب الدافع المتعاظم لدى النشطاء، المنظمات، أشباه المنظمات، وبالاساس الدافع المتعاظم لدى السكان الفلسطينيين. فالعنصر السياسي أضاف النفط الى البرميل المشتعل، ولكن زعماءنا لم يتمكنوا من تشخيص هذا. لماذا؟ لانه لا توجد لديهم استراتيجية. ولهذا لم يكن هناك من يقرأ العنوان على الجدار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لغز ودعاية
لا يستعمل نتنياهو التهديدات العاصفة وغير المتحققة مثل باراك
بقلم : أمنون ابرموفيتش،عن يديعوت
قبل نحو دزينة من السنين، في اثناء الانتفاضة الثانية، توجه اليّ ضابط شاب مع ابتسامة جميلة – للسلام، لاخوة الشعوب، للاشتراكية وكل هذه الامور. اعتقلنا مطلوبا، قال، من الجهاد الاسلامي، ابن 27. تحت سرير ابنته الرضيعة وجدنا صندوق قنابل يدوية، بندقيتين كلاشينكوف، مئات الرصاصات، سكاكين وبلطة.
عندما أخذناه في السيارة العسكرية تحدثنا. كان بارد الاعصاب وقاطعا. قال: «انتم، اليهود يجب أن ترحلوا من هنا. ليس لكم مستقبل هنا. انتم عصافير ونحن بحر! سألته، كما روى الضابط، عن دولتين لشعبين وعن السلام. فقط اذا عدتم الى الدول التي جئتم منها، رد المخرب.
ماذا كنت ستقول له؟ سألني الضابط الشاب. لا أقول، أجبت، كنت آمل أن تفلت رصاصة وأتمنى أن تنغرس بالصدفة بين عينيه. هناك أناس ومنظمات، ليس هناك امكانية للحديث معهم. عندما تكون النزعة القومية المفترسة التي يلفها تزمت ديني، لا يكون هناك مترجم يتيح الحوار.
قبل نحو ثلاث سنوات تسلل ابناء بليعال الى بيت عائلة بوغل في ايتمار وذبحوا الابوين، طفلين وطعنوا حتى الموت رضيعة جعلوا رأسها مرشحا. لو عرفنا ان هناك طفلاً ورضيعاً آخرين، لذبحناهما هما ايضا، قالوا في التحقيق معهما، خسارة أننا لم نعرف. وقد حكم عليهم بـ 130 سنة سجن لكل واحد منهم.
وقد عثرت عليهم المخابرات بعد عمل كثيف، بل ومع ذلك بالصدفة. بالمقابل، حتى اليوم لم يعثر على أكلة لحوم البشر الذين قتلوا كوبي مندل ويوسي اشرم، الفتيين اللطيفين اللذين عثر على جثتيهما محطمتين ومفسدتين في مغارة في وادي حريتون. مر منذئذ نحو عقد ونصف. واضح تماما أن القتلة هم قرويون من المنطقة، ومع ذلك لم يصلوا اليهم بعد.
بينما تكتب هذه السطور ليس معروفا اذا كان طرأ تقدم حقيقي في التحقيق في اختطاف الفتيان في غوش عصيون. في مثل هذا الوضع ليس هناك سوى الامل أو الصلاة لنهاية طيبة.
لرئيس الوزراء نتنياهو سجل من الحذر وضبط النفس في استخدام القوة. ليست له سخونة العقل والفتيل القصير الذي لايهود اولمرت، وهو لا يستخدم التهديدات العاصفة وغير المتحققة مثل ايهود باراك. من جهة اخرى فهو عديم القدرة على تجنيد التأييد الدولي الذي كان لاسلافه وعديم الشجاعة السياسية لتحريك خطة سياسية ما. لديه كفاءة في العروض. وهو يتبنى وضعية قيادية، نظرة سينمائية، قميص أسود قصير الاكمام، يد موضوعة على خريطة مطرزة. من الصعب الصمود أمام الاغراء في كتابة عبارة على الصورة: العارض هو ممثل.
دعايته تبيض وجه ابو مازن. وباستثناء عزو الاختطاف نفسه له، عزا له كل مادة اتهام ممكنة. مع أنه يعرف كم تساعد السلطة وأجهزتها الامنية في منع العمليات، وكيف علم مثلا عن السيارة المحروقة. وهو يشير الى الضم الرمزي لحماس الى الحكومة كسبب للعملية بينما عشرات العمليات بالقوة انكشفت في السنتين اللتين سبقتا تشكيل هذه الحكومة.
حتى لو افترضنا، لغرض النقاش، بانه لا يوجد شريك ـ فلا تفسير بريء للجهد الوطني لزج مزيد من الميزانيات ومزيد من المستوطنين الى داخل الضفة الغربية. لقد كانت سنتا 2012 و 2013 من أكثر السنوات سخاء في تاريخ الاستيطان. وذهل وزير المالية لبيد حين اكتشف اين المال ـ بين ايتمار ويتسهار ـ ولكنه حرص على حفظ المبدأ في أن المال يذهب الى المال.
أما الوزير بينيت فقد كان في الماضي مساعد نتنياهو. وقد انقلبت الامور واليوم نتنياهو هو مساعد بينيت. حزب البيت اليهودي يرى نفسه والمستوطنين «اقلية قائدة». اوري اريئيل هو الوزير المؤثر في الحكومة. وهو ملتزم بكامله لدولة يهودا والسامرة التي تعقد اتفاق فوائض مع دولة مجاورة وصغيرة تسمى اسرائيل.
ان زج جمهور كبير الى المناطق طولا وعرضا في الضفة يجعل الجيش يتآكل، يستنزف الشرطة واجهزة الامن ويجبرها على شد أعضائها. وهنا تتراجع المصلحة الامنية أمام السياسية. فتفضيل تحرير قتلة على تجميد البناء هو مثال واضح على ذلك. اذا ما وعندما تقر خطة الضم التي تجري الان بسرور – فان منفذي العمليات التالين سينالون بطاقات هوية زرقاء ولوحة صفراء لمركبتهم. وعندها سيسهل عليهم باضعاف تنفيذ الارهاب وسنشهد لا سمح الله اعمال اختطاف كهذه مرتين في الاسبوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس على خطى حزب الله
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
سُئل رجال «الشباك» الذين عالجوا الافراج عن سجناء حماس في اطار صفقة شليط في تشرين الاول 2011 بعد الافراج عنهم فورا من سيكونون أول من يعودون الى الاشتغال بالارهاب من المفرج عنهم، في رأيهم، فكان جوابهم قاطعا إذ قالوا إنهم نشطاء المنظمة في منطقة الخليل.
فهذا هو التنظيم الاكثر تصميما وعنادا في الحركة، وسيفرح اعضاء الشبكات الذين بقوا في الخارج بالعودة الى استيعاب المخربين العظيمي التجربة من خريجي السجون الاسرائيلية، في صفوفهم.
منذ كانت الصفقة عاد الجيش الاسرائيلي و»الشباك» فاعتقلا بضع عشرات من السجناء المفرج عنهم من الضفة الغربية منهم عدد من رجال حماس في منطقة الخليل. وقد نفذت في هذه السنوات في المدينة وما حولها بقدر أكبر مما هو في مناطق اخرى في الضفة عدة عمليات لم تُحل الغازها بعد وفي مقدمتها قتل جندي جفعاتي غبريئيل كوبي في تشرين الاول من العام الماضي وقتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي في ليل عيد الفصح هذه السنة.
وقد حرص منفذو العمليات هذه كما يبدو على أمرين: درجة تنفيذ عالية ودرجة اخفاء شديدة. فقد عرف ذاك الذي أطلق عشرات الرصاصات على سيارة عائلة مزراحي في الطريق الى كريات أربع كيف يُعد لنفسه طريق هرب قبل ذلك، وأن يبتعد عن المكان سريعا وأن ينزل تحت الارض منذ ذلك الحين. ويبدو أنه يمكن أن تلاحظ خصائص مشابهة ايضا في قضية اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون.
في صباح أمس (السبت) عند افتتاح جلسة الحكومة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما قد أشار اليه اشارة خفية عند خروج السبت وهو أن حماس هي المسؤولة عن اختطاف الثلاثة. واعتمد نتنياهو على سلسلة معطيات استخبارية جُمعت في خلال يوم السبت. وفي الـ 48 ساعة الاخيرة اعتقلت اسرائيل في الضفة الغربية أكثر من 100 فلسطيني اكثرهم نشطاء من حماس والقليل منهم من الجهاد الاسلامي. وكان بين المعتقلين أكثر اعضاء قيادة حماس السياسية في الضفة ومنهم وزراء سابقون واعضاء في المجلس التشريعي. لكن كان بينهم ايضا نشطاء ميدانيون من سكان منطقة الخليل قد يعلمون شيئا ما عن الغلاف الخارجي على الأقل الذي عملت حول خلية الاختطاف.
جاءت معلومات تثير الاهتمام بصورة خاصة من الجانب الفلسطيني: فقد قالت التقارير إن نشيطين معروفين من حماس من سكان المدينة غادرا بيتهما في يوم الخميس ولم يعودا منذ ذلك الحين. والمعلوم بحسب التقرير أن اجهزة الامن الفلسطينية و»الشباك» لا يحجزهما. ويقول الفلسطينيون إن هذين الاثنين محسوبان في النواة العميقة الصلبة للحركة وقد قتل أقرباء لهما في صدامات مع قوات الجيش الاسرائيلي.
يحسن أن نتجنب وضع تيجان مبالغ فيه على رؤوس مخربين خطفوا فتيانا غير مسلحين وقد يمسون بهم. لكن ما عُلم حتى الآن عن العملية في ليل يوم الخميس يشهد على درجة تخطيط وتنفيذ عالية غير عادية اذا قيست بمحاولات اختطاف سابقة أحبطت اسرائيل أكثرها في السنوات الاخيرة. حينما اختطف حزب الله جنود الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا وقرب زرعيت بعد ذلك تم الحديث عن «عملية خاصة» قامت بها قوة ذات خبرة استعدت لمهمتها مدة أشهر. وتبدو عملية الاختطاف في غوش عصيون مثل الموازية الحماسية لذلك الجهد.
ترجم نتنياهو المعلومات المجتمعة عن الاختطاف الى معان سياسية كانت ادعاءات على قيادة السلطة وتهديدات لشريكتها الجديدة حماس في قطاع غزة. وكان المختصون أمس أكثر حذرا. فهم ايضا يشيرون الى احتمال عال أن يكون الاختطاف تم على يد خلية من حماس في منطقة الخليل.
لكنهم أقل تأكدا فيما يتعلق بالهرمية العملياتية التي أمرت بالعملية. فليس من المؤكد أن يكون جرى على الاختطاف قبل ذلك اجراء موافقة منظمة على يد القيادة السياسية والعسكرية لمنظمة حماس في قطاع غزة. وقد تكون هذه مبادرة محلية من نشطاء من الخليل أرادوا أن يسجلوا بأسمائهم انجازا وأن يضغطوا على اسرائيل كي يستخرجوا منها الافراج عن سجناء من السجون. وقد تمت عشرات المحاولات كهذه قبل اتفاق المصالحة بين فتح وحماس ولهذا ليس من الضرورة وجود صلة بين العملية والمصالحة هذا الى أن التخطيط لها قد استغرق زمنا طويلا بيقين. ولمزيد التأكيد زعم أمس ممثل قيادة حماس في القطاع أنها لا صلة لها بالعملية ولا تعلم من يقف وراءها.
تقرر في مشاورات أجراها نتنياهو مع قادة اجهزة الامن تشديد ملحوظ للخطوات الموجهة على حماس في الضفة تفوق موجة الاعتقالات الاخيرة لجباية ثمن العملية. وقد يطول حصر العناية في المنظمة عدة اسابيع دونما صلة بنتائج الجهد للعثور على المخطوفين. ومن المؤكد أن السلطة الفلسطينية التي ستندد بهذه الاجراءات علنا ستباركها سرا، فقد سبب الاختطاف احراجا شديدا للرئيس محمود عباس وقد يعرض للخطر ايضا استمرار مسيرة المصالحة الفلسطينية.
وما زالت اجهزة أمن عباس تساعد اسرائيل من وراء الستار في البحث عن الفتيان الثلاثة. وقال ضابط كبير من الجيش الاسرائيلي أمس: «لا نعتقد أنهم يعملون عندنا. فهم يساعدوننا صدورا عما يرونه مصلحة فلسطينية». وقد تكون لعملية على حماس في الضفة آثار ايضا على الوضع على حدود القطاع. فقد يزيد عدد القذائف الصاروخية المطلقة من القطاع تأييدا للخلايا في الضفة برغم أن قيادة المنظمة في غزة غير معنية بذلك. ويحتمل أن يتدهور الوضع تدهورا آخر يتجاوز التوتر الذي أحدثه الاختطاف.
يمكن بعد اكثر من 72 ساعة من الاختطاف أن نأمل تقدما ما في التحقيق يساعد «الشباك» على حل لغز المسار الذي سار فيه الخاطفون وطريقة عملهم وأن يقترب بذلك من مساعدي الخلية على الأقل. ويجب أن نأمل أن يكون الخاطفون برغم جهودهم قد خلفوا مجموعة أدلة تخدم المحققين. لكن من المؤسف جدا أن ذلك لا يضمن أن تنتهي القضية الى نهاية خيرة.
لأن خلايا الاختطاف في الضفة أبقت رهائنها أحياء في حالات قليلة فقط كما كتب هنا من قبل. فالخشية من الانكشاف أملت على نحو عام قتل المخطوفين في الماضي. ويحرص قادة الاذرع الامنية على التفاؤل نحو الخارج، لكن الخوف ما زال شديدا.
يبدو أن الخاطفين تمتعوا بميزة واحدة غير متوقعة منحتهم الشرطة إياها: فأمس بعد جهود الاخفاء مدة أكثر من يومين أُجيز آخر الامر اعلان أن أحد الفتيان استطاع أن يتصل من هاتفه المحمول بمركز طواريء شرطة منطقة شاي ليقول «خطفونا». وكانت المكالمة مبلبلة والخط مشوش ومع كل ذلك تقع الشبهة في أن مركز الشرطة والشرطي المسؤول لم يوليا الانذار أهمية كافية.
وهكذا خسروا ساعات ثمينة وحصل الخاطفون على هدية من المؤكد أنهم لم يحلموا بها وهي ست ساعات تقريبا من الهدوء الكامل استطاعوا فيها أن يخفوا المخطوفين وأن يحاولوا الطمس على بعض الآثار. وبعد الساعة الثالثة فجرا من يوم الجمعة فقط حينما أبلغت عائلة شاعر، مركز الامن الجاري لمستوطنة تلمون، عن غياب الابن غيلعاد، بدأ جهاز الأمن يشتغل بالقضية بجد. وفي ساعات الصباح الباكر فُتحت غرف عمل في «الشباك» وقيادة الوسط وبدأ عمل حثيث منظم للبحث عن الخاطفين وعن المخطوفين.
وعاد القائد العام للشرطة يوحنان دنينو أمس الى البلاد ليواجه كارثة اعلامية. فقد مكث القائد العام للشرطة نفسه خارج اسرائيل في وقت غير ناجح ويضاف هذا الى علاج مركز الشرطة الفاشل لاشارة التحذير.
واضطر دنينو الى قطع رحلة الى نيويورك حيث كان سيشارك في مؤتمر مع قادة شرطة نظراء. لكن استقرار الرأي على العودة تم اتخاذه متأخرا وعالجت الشرطة ازمة امنية شديدة مدة يومين بغير وجود رئيسها. والذي رأى دنينو وهو يحاول أن يدافع عن نفسه أمام السماعات أمس رأى انسانا مضغوطا محرجا بصورة مميزة.
ليس القائد العام للشرطة هو الوحيد الذي دُهن رأسه بالزبدة في هذه القضية التي يجب أن يُحقق فيها تحقيقا عميقا بعد ذلك. بل يبدو أن «الشباك» والجيش الاسرائيلي ايضا سيضطران الى تفسير حرية العمل المفاجئة التي تمتعت بها خلية الاختطاف دونما صلة بسلسلة النجاحات السابقة في احباط اعمال اختطاف. ويصدق ذلك ايضا على الحكومة التي دفعت قدما قبل اسبوع فقط بقلب جذل اقتراح قانون بينيت – شكيد للحد من حرية العمل في المفاوضة في اطلاق سراح مخربين، وقد تضطر هذه الحكومة الآن الى أن تواجه نتائج قراراتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لنحطم الأواني
علينا أن ننتقم للمختطفين
بقلم: كرني الداد،عن معاريف الاسبوعي
واحدا إثر واحد صعد مسؤولونا، رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان، وتحدثوا عن الاختطاف وعلى ما تم فعله من أجل إعادة الابناء الى الديار بسلام وبسرعة. وقد قالوا انه على نحو مؤكد يدور الحديث عن منظمة ارهابية اختطفتهم وان قوى الامن تفعل كل ما في وسعها من أجل انهاء القضية. اما المسؤولية عن الاختطاف فألقى بها مسؤولون على أبو مازن.
الحياة العادية لليهود في بلاد اسرائيل توقفت عندما بدأت تتوافد الشائعات عن الاختطاف. التصقنا بالمذياع، بالتلفزيون، بالانترنت وبالهواتف النقالة لنتلقط كل فتات معلومات، وكل شائعة. جلسنا وبكينا، اعددنا طاولة السبت وبكينا، حممنا الاطفال والبسناهم وحاولنا اخفاء دموعنا وقلقنا. شيء عميق واساس ناقص: ثلاثة فتيان لم يعودوا الى بيوتهم. فتياننا. لم يعطوا امهاتهم قبلة ووضعوا ملابس اسبوع في الغسالة بسرعة قبل السبت. لم يستحموا ويلبسوا ملابس السبت في الطريق الى الكنيس. نحن لا نعرف أين هم.
في الطريق الى البيت، بين السامرة وبنيامين، حركة السير تتدفق كالمعتاد. لا يوجد حاجز واحد. لا يوجد أي عرقلة لنمط حياة العرب. حقيقة ان الفلسطينيين اختطفوا ثلاثة يهود لا تشوش نسيج حياتهم، وهم يواصلون السفر في طرقنا، لا اغلاق، لا حظر تجول، لا معاناة، لا عقاب. فقط في البيوت اليهود يبكون، اما العرب فيحتفلون في الشوارع.
أنا اريد انتقاما. أنا لا اريد ان يتعاطى قادة الدولة وجهاز الامن مع هذا الاختطاف كحدث موضعي يجب حله واحتواء اعمال الشغب. انا أريد ان يجن جنوننا. ان نأخذ قرية ونبعدها الى الاردن.
أن نعتقل كل نشطاء حماس في يهودا والسامرة، ان نقصف أعشاش الارهاب في غزة، الا نقر عملية جراحة لزوجة أبو مازن، أن نغلق المساجد، ان نقطع الكهرباء، ان نحقق مع المعتقلين بكل وسيلة نجدها سليمة الى أن يعترفوا لنا أين ابناؤنا. أن ندفعهم لان يعانوا مثلما نعاني. إذ خلاف ذلك فانهم سيختطفون مرة اخرى. يجب أن نحطم الاواني.
لا حاجة الى مذبحة. يكفي أن نحطم بضعة قواعد لعب اعتدنا عليها كي نقوض المعادلة. فمثلا: نغير تعليمات فتح النار. في وقت التفتيشات رأينا المرة تلو الاخرى صور جنودنا يدخلون الى البلدة التي تعج بالارهابيين، وفي الوقت الذي كانوا يمرون فيه بين البيوت – كانوا يرجمونهم بالحجارة. وهم يردون مثلما أمروهم، ويطلقون الغاز المسيل للدموع. إذن تعالوا نغير هذه التعليمات، الى أن يعود الفتيان الى البيوت، ومن يعرقل بطريقة ما التفتيشات عنهم، ستطلق النار عليه. منطقي؟ نعم. صحيح؟ مبرر؟ مسؤول؟ بالطبع.
علينا أن نرى العرب باننا مجانين. حقا. انه من غير المجدي أن يتورطوا معنا. عندما يلمسون لنا اعصابنا فاننا نفقد السيطرة على أنفسنا. بدون محكمة عدل عليا، بدون بتسيلم أو كاميرات. ببساطة العربدة. محظور أن تكون الاختطافات مجدية لهم. واذا ما ارتكب احدهم الخطأ وتجرأ على اختطاف يهودي – فكل المحيطين به سيسلمونه ويبعثون بالمخطوف الى بيته مع الهدايا والاعتذارات.
في هذه الاثناء هم يضحكون. لاننا نحتوي، ونحاول الا نمس بنمط حياة العرب، رغم أنه لا توجد لنا اليوم حياة.
وكلمتان أخيرتان. الاولى للمحللين اليساريين الذين صعدوا في اثناء السبت ورووا للامة بانه محظور السفر بالمجان وان هذا عديم المسؤولية، وان وبكلمات اخرى: الفتيان الثلاثة جلبوا هذا على أنفسهم. أشرار.
فهل عندما قتل رفيقكم في حادث طرق تحدثتم عن انعدام المسؤولة في السفر على الدراجة في الطريق الرئيس أو عندما مات اللاعب بالسرطان شددتم على مخاطر التدخين؟ آمل أن تبعدوا عن كل منصة وألا يسمع صوتكم بعد اليوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 18/06/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
العراق رمز فوضى إسلامية
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
مطلوب استراتيجية اختطاف
هناك دافع لدى السكان الفلسطينيين لتشجيع خطف الاسرائيليين
بقلم: حاييم آسا،عن هآرتس
لغز ودعاية
لا يستعمل نتنياهو التهديدات العاصفة وغير المتحققة مثل باراك
بقلم : أمنون ابرموفيتش،عن يديعوت
حماس على خطى حزب الله
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
لنحطم الأواني
علينا أن ننتقم للمختطفين
بقلم: كرني الداد،عن معاريف الاسبوعي
</tbody>
العراق رمز فوضى إسلامية
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
إن نجاح قوات داعش في جعل الجيش العراقي يهرب من مدن شمال شرق الدولة، وتقدمها الى الجنوب نحو بغداد عرض الاستراتيجية الامريكية في العراق كأنها أداة فارغة. وقد أظهرت قوات داعش المسلحة تفوق النظرية القتالية التي صاغتها في مواجهة قوى عسكرية محافظة صيغت في العراق بتوجيه امريكي وفي اطار المعايير والقيم الاخلاقية والعملياتية لحروب الماضي.
نشأ اتصال جغرافي خطير بين سوريا والعراق يربط أجزاء اسلامية محتلة في شرق سوريا بأكثر مساحة الارض العراقية في غرب الدولة وجنوبها. وتخضع هذه المناطق لسيطرة المنظمات الارهابية السنية التي تحقق حلم الخلافة الاسلامية بحسب خطط القاعدة وتوابعها حقا.
يظهر في المواجهات العسكرية المستمرة بوضوح تفوق عمليات حرب العصابات والارهاب المصمم والمسلح بسلاح متقدم وبأيديولوجية اسلامية متطرفة على الكتائب الشيعية العراقية التي تفر في كل اتجاه. وذلك أمر يثير الاهتمام لكن اسلوب القتال هذا المسمى «الكر والفر» هو جزء من النظرية القتالية الاسلامية منذ عصر محمد والذي مكّن على مر مئات السنين مسلحين رحالين يلبسون خرقاً ويحملون سيوفا محنية من التغلب على جيوش استعمارية ذات خبرة كبيرة.
إن نوايا الامريكيين الخيرة قادت منطقتنا الى الجحيم. وقائمة الفوضى التي أحدثوها في مصر وسوريا وافغانستان والعراق وايران وكوريا الشمالية وافريقيا طويلة، بل كادت اسرائيل تدفع ثمنا باهظا في الجولان ويهودا والسامرة بسبب مغامرة الامريكيين. وقد دفعت امريكا نفسها ايضا في اطار نواياها الخيرة قتلى ومالا كثيرا وخسارة حلفاء وسلاحا ذهب هدرا بسبب مغامراتها. وقد انسحبت مثل ولد مصفوع يشعر بالاهانة لتدير العالم من المقعد الخلفي لمركب التاريخ، وتعلمون أن القيادة من هناك داعية الى حوادث السير بيقين.
استُدعي الامريكيون وعرضوا الحاجة الى صد جهود «داعش»، وتضطر الولايات المتحدة في نفس الوقت الى اجراء صلة معوجة بدول اسلامية «زميلة» تدعم بالسلاح والمال هذه المنظمات الاسلامية المتطرفة خاصة بحجة أنها تعمل على مواجهة ايران عدوتها الشيعية وتوابعها (حكومة المالكي الشيعي، وادارة الاسد في سوريا وحزب الله في لبنان)، في حين تخشى تهديدات حركات «التكفير» هذه لها.
وفي اثناء ذلك يمد الامريكيين «المسلمين المعتدلين الاخيار» الذين يعملون ضد الاسد بسلاح متقدم، في حين تحول الهزائم والتحولات في ميدان القتال وفي الولاءات وتنقل الاسلاميين بين الجبهات، تحول هذه المساعدة الى عصا مرتدة. وهو ما يعزز آخر الامر المنظمات الاسلامية التي على شاكلة داعش والقاعدة.
توجب الشيفرة العملية الاسلامية التي توجه القاعدة وداعش العمل على «العدو القريب» وعلى «البعيد» بعد ذلك فقط. ولهذا يحتار «قادة» الخلافة الجديدة هل يُتمون في اطار «الربيع العربي» اجراءات السيطرة على النظم العربية السنية «الكافرة» في مصر واليمن والاردن ودول الخليج وأن يواجهوا ايران الشيعية بعد ذلك فقط أم يستمرون على المواجهة العسكرية بينهم وبين «حرس الثورة» في سوريا والعراق ولبنان.
في اطار التزام اوباما لحلفائه يجب على الامريكيين الحائرين أن يعززوا معاقلهم في خط صد الاسلاميين على الحدود الاردنية وفي الجولان وغزة وشبه الجزيرة العربية والخليج وتمكين الايرانيين (الذين يحكمون العراق أصلا) من علاج التهديد السني وحدهم.
اذا أراد الايرانيون مساعدة امريكية على الارهابيين السنيين في العراق وسوريا فليدفعوا بـ «عملة ذرية» واقليمية مبرهن عليها وإلا فانه يجب على امريكا أن تتنحى وتجلس جانبا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مطلوب استراتيجية اختطاف
هناك دافع لدى السكان الفلسطينيين لتشجيع خطف الاسرائيليين
بقلم: حاييم آسا،عن هآرتس
أمام تهديد الاختطافات مطلوب استراتيجية، سياسة يفترض أن تمنع أو تردع مثل هذا العمل. لاسفنا، بدلا من بلورة مثل هذه الاستراتيجية، سمحت القيادة الاسرائيلية للخصم بان يهاجم ويهاجم الى أن نجح.
من أجل خلق استراتيجية مناسبة، يجب أن نفهم أولا ماذا يحصل للخصم، حين يكون القصد هو قبل كل شيء الجمهور الفلسطيني. ليس جنرالاته، ليس الوزراء الذين في حكومته، بل وليس حتى رئيسه. الشارع هو اللاعب الرئيس. ففهم الامزجة السائدة هناك وحده يمكن أن ينتج استراتيجية ذات صلة حيال التطورات العنيفة، التي يعد الاختطاف في مركزها.
ولكن كيف نرى ميدان المعركة في نظر اولئك المسؤولين عن تعريفه؟ فقد تركز في الموقف السياسي للسكان الاسرائيليين الذين يسيرون يمينا. فحسب استطلاع الشهر الاخير، فان الجمهور الاسرائيلي يميني جدا (بتعابير عددية، اذا كان الوسط السياسي تمثله القيمة 3، فان اليمين المتطرف هو واحد واليسار المتطرف السياسي 5، فان الجمهور الاسرائيلي يوجد في 2.2. هذه الاستطلاعات يراها نتنياهو وبوغي ومستشاروهما. ويتضمن هذا العمى عدم النظر الى ما يحصل في الشرق الاوسط، ولا سيما في العراق وله تأثير معنوي على نشطاء الارهاب، وعلى السكان الذين يأتون من داخلهم أيضا. السكان الذين يمكن وصفهم كبرميل نفط مشتعل يتدحرج نحونا بسرعة متزايدة. ان اتخاذ القرارات السليمة ينبغي أن يتضمن فرضية العمل التالية: إذا لم أكن أرغب في المفاوضات السياسية (كما ينعكس من فشل المحادثات)، اذا كنت اواصل البناء في المناطق، واذا كنتيجة لهذه الامور وغيرها تعصف الخواطر في السجون – فاني ملزم بان أرفع الجاهزية العسكرية، الاستخبارية، التواجد في المنطقة الاشكالية، حظر حركة اليهود في الليل في المناطق الاشكالية، السماح بالنقل الآمن للجنود والمواطنين، وهكذا دواليك. اما اتهام السلطة؟ فهو كاتهام الخصم في النزال باطلاق النار. هذا ما يفعله نتنياهو. وهذا سخافة.
بالمناسبة، فان انعدام الفهم في موضوع الاختطافات، وهو التهديد الحقيقي والمعروف، ليس بذنب الجيش أو المخابرات الاسرائيلية. فهذان هما جسمان رائعان يعملان أكثر من «الممكن» على المستوى التكتيكي والعملياتي. ولعل هذه القدرات بالذات هي التي دفعت القيادة السياسية الى الرهان على أنه يمكن مواصلة دحرجة برميل النفط المشتعل لانهم هم – الاولاد العجيبون – سينجحون في اطفائه. وهم لم يكلفوا نفسهم عناء الفحص والاستيضاح العميق لعشرات محاولات الاختطاف التي احبطت في السنة الاخيرة. فلو فعلوا ذلك لاكتشفوا بان غير قليل من هذه احبطت بفارق شعرة: إما بالصدفة، أو بسبب اخطاء الخصم. وربما أيضا كانوا سيكتشفون بأنهم ذات يوم سينجحون في الاختطاف.
لماذا؟ بسبب الدافع المتعاظم لدى النشطاء، المنظمات، أشباه المنظمات، وبالاساس الدافع المتعاظم لدى السكان الفلسطينيين. فالعنصر السياسي أضاف النفط الى البرميل المشتعل، ولكن زعماءنا لم يتمكنوا من تشخيص هذا. لماذا؟ لانه لا توجد لديهم استراتيجية. ولهذا لم يكن هناك من يقرأ العنوان على الجدار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لغز ودعاية
لا يستعمل نتنياهو التهديدات العاصفة وغير المتحققة مثل باراك
بقلم : أمنون ابرموفيتش،عن يديعوت
قبل نحو دزينة من السنين، في اثناء الانتفاضة الثانية، توجه اليّ ضابط شاب مع ابتسامة جميلة – للسلام، لاخوة الشعوب، للاشتراكية وكل هذه الامور. اعتقلنا مطلوبا، قال، من الجهاد الاسلامي، ابن 27. تحت سرير ابنته الرضيعة وجدنا صندوق قنابل يدوية، بندقيتين كلاشينكوف، مئات الرصاصات، سكاكين وبلطة.
عندما أخذناه في السيارة العسكرية تحدثنا. كان بارد الاعصاب وقاطعا. قال: «انتم، اليهود يجب أن ترحلوا من هنا. ليس لكم مستقبل هنا. انتم عصافير ونحن بحر! سألته، كما روى الضابط، عن دولتين لشعبين وعن السلام. فقط اذا عدتم الى الدول التي جئتم منها، رد المخرب.
ماذا كنت ستقول له؟ سألني الضابط الشاب. لا أقول، أجبت، كنت آمل أن تفلت رصاصة وأتمنى أن تنغرس بالصدفة بين عينيه. هناك أناس ومنظمات، ليس هناك امكانية للحديث معهم. عندما تكون النزعة القومية المفترسة التي يلفها تزمت ديني، لا يكون هناك مترجم يتيح الحوار.
قبل نحو ثلاث سنوات تسلل ابناء بليعال الى بيت عائلة بوغل في ايتمار وذبحوا الابوين، طفلين وطعنوا حتى الموت رضيعة جعلوا رأسها مرشحا. لو عرفنا ان هناك طفلاً ورضيعاً آخرين، لذبحناهما هما ايضا، قالوا في التحقيق معهما، خسارة أننا لم نعرف. وقد حكم عليهم بـ 130 سنة سجن لكل واحد منهم.
وقد عثرت عليهم المخابرات بعد عمل كثيف، بل ومع ذلك بالصدفة. بالمقابل، حتى اليوم لم يعثر على أكلة لحوم البشر الذين قتلوا كوبي مندل ويوسي اشرم، الفتيين اللطيفين اللذين عثر على جثتيهما محطمتين ومفسدتين في مغارة في وادي حريتون. مر منذئذ نحو عقد ونصف. واضح تماما أن القتلة هم قرويون من المنطقة، ومع ذلك لم يصلوا اليهم بعد.
بينما تكتب هذه السطور ليس معروفا اذا كان طرأ تقدم حقيقي في التحقيق في اختطاف الفتيان في غوش عصيون. في مثل هذا الوضع ليس هناك سوى الامل أو الصلاة لنهاية طيبة.
لرئيس الوزراء نتنياهو سجل من الحذر وضبط النفس في استخدام القوة. ليست له سخونة العقل والفتيل القصير الذي لايهود اولمرت، وهو لا يستخدم التهديدات العاصفة وغير المتحققة مثل ايهود باراك. من جهة اخرى فهو عديم القدرة على تجنيد التأييد الدولي الذي كان لاسلافه وعديم الشجاعة السياسية لتحريك خطة سياسية ما. لديه كفاءة في العروض. وهو يتبنى وضعية قيادية، نظرة سينمائية، قميص أسود قصير الاكمام، يد موضوعة على خريطة مطرزة. من الصعب الصمود أمام الاغراء في كتابة عبارة على الصورة: العارض هو ممثل.
دعايته تبيض وجه ابو مازن. وباستثناء عزو الاختطاف نفسه له، عزا له كل مادة اتهام ممكنة. مع أنه يعرف كم تساعد السلطة وأجهزتها الامنية في منع العمليات، وكيف علم مثلا عن السيارة المحروقة. وهو يشير الى الضم الرمزي لحماس الى الحكومة كسبب للعملية بينما عشرات العمليات بالقوة انكشفت في السنتين اللتين سبقتا تشكيل هذه الحكومة.
حتى لو افترضنا، لغرض النقاش، بانه لا يوجد شريك ـ فلا تفسير بريء للجهد الوطني لزج مزيد من الميزانيات ومزيد من المستوطنين الى داخل الضفة الغربية. لقد كانت سنتا 2012 و 2013 من أكثر السنوات سخاء في تاريخ الاستيطان. وذهل وزير المالية لبيد حين اكتشف اين المال ـ بين ايتمار ويتسهار ـ ولكنه حرص على حفظ المبدأ في أن المال يذهب الى المال.
أما الوزير بينيت فقد كان في الماضي مساعد نتنياهو. وقد انقلبت الامور واليوم نتنياهو هو مساعد بينيت. حزب البيت اليهودي يرى نفسه والمستوطنين «اقلية قائدة». اوري اريئيل هو الوزير المؤثر في الحكومة. وهو ملتزم بكامله لدولة يهودا والسامرة التي تعقد اتفاق فوائض مع دولة مجاورة وصغيرة تسمى اسرائيل.
ان زج جمهور كبير الى المناطق طولا وعرضا في الضفة يجعل الجيش يتآكل، يستنزف الشرطة واجهزة الامن ويجبرها على شد أعضائها. وهنا تتراجع المصلحة الامنية أمام السياسية. فتفضيل تحرير قتلة على تجميد البناء هو مثال واضح على ذلك. اذا ما وعندما تقر خطة الضم التي تجري الان بسرور – فان منفذي العمليات التالين سينالون بطاقات هوية زرقاء ولوحة صفراء لمركبتهم. وعندها سيسهل عليهم باضعاف تنفيذ الارهاب وسنشهد لا سمح الله اعمال اختطاف كهذه مرتين في الاسبوع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس على خطى حزب الله
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
سُئل رجال «الشباك» الذين عالجوا الافراج عن سجناء حماس في اطار صفقة شليط في تشرين الاول 2011 بعد الافراج عنهم فورا من سيكونون أول من يعودون الى الاشتغال بالارهاب من المفرج عنهم، في رأيهم، فكان جوابهم قاطعا إذ قالوا إنهم نشطاء المنظمة في منطقة الخليل.
فهذا هو التنظيم الاكثر تصميما وعنادا في الحركة، وسيفرح اعضاء الشبكات الذين بقوا في الخارج بالعودة الى استيعاب المخربين العظيمي التجربة من خريجي السجون الاسرائيلية، في صفوفهم.
منذ كانت الصفقة عاد الجيش الاسرائيلي و»الشباك» فاعتقلا بضع عشرات من السجناء المفرج عنهم من الضفة الغربية منهم عدد من رجال حماس في منطقة الخليل. وقد نفذت في هذه السنوات في المدينة وما حولها بقدر أكبر مما هو في مناطق اخرى في الضفة عدة عمليات لم تُحل الغازها بعد وفي مقدمتها قتل جندي جفعاتي غبريئيل كوبي في تشرين الاول من العام الماضي وقتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي في ليل عيد الفصح هذه السنة.
وقد حرص منفذو العمليات هذه كما يبدو على أمرين: درجة تنفيذ عالية ودرجة اخفاء شديدة. فقد عرف ذاك الذي أطلق عشرات الرصاصات على سيارة عائلة مزراحي في الطريق الى كريات أربع كيف يُعد لنفسه طريق هرب قبل ذلك، وأن يبتعد عن المكان سريعا وأن ينزل تحت الارض منذ ذلك الحين. ويبدو أنه يمكن أن تلاحظ خصائص مشابهة ايضا في قضية اختطاف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون.
في صباح أمس (السبت) عند افتتاح جلسة الحكومة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما قد أشار اليه اشارة خفية عند خروج السبت وهو أن حماس هي المسؤولة عن اختطاف الثلاثة. واعتمد نتنياهو على سلسلة معطيات استخبارية جُمعت في خلال يوم السبت. وفي الـ 48 ساعة الاخيرة اعتقلت اسرائيل في الضفة الغربية أكثر من 100 فلسطيني اكثرهم نشطاء من حماس والقليل منهم من الجهاد الاسلامي. وكان بين المعتقلين أكثر اعضاء قيادة حماس السياسية في الضفة ومنهم وزراء سابقون واعضاء في المجلس التشريعي. لكن كان بينهم ايضا نشطاء ميدانيون من سكان منطقة الخليل قد يعلمون شيئا ما عن الغلاف الخارجي على الأقل الذي عملت حول خلية الاختطاف.
جاءت معلومات تثير الاهتمام بصورة خاصة من الجانب الفلسطيني: فقد قالت التقارير إن نشيطين معروفين من حماس من سكان المدينة غادرا بيتهما في يوم الخميس ولم يعودا منذ ذلك الحين. والمعلوم بحسب التقرير أن اجهزة الامن الفلسطينية و»الشباك» لا يحجزهما. ويقول الفلسطينيون إن هذين الاثنين محسوبان في النواة العميقة الصلبة للحركة وقد قتل أقرباء لهما في صدامات مع قوات الجيش الاسرائيلي.
يحسن أن نتجنب وضع تيجان مبالغ فيه على رؤوس مخربين خطفوا فتيانا غير مسلحين وقد يمسون بهم. لكن ما عُلم حتى الآن عن العملية في ليل يوم الخميس يشهد على درجة تخطيط وتنفيذ عالية غير عادية اذا قيست بمحاولات اختطاف سابقة أحبطت اسرائيل أكثرها في السنوات الاخيرة. حينما اختطف حزب الله جنود الجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا وقرب زرعيت بعد ذلك تم الحديث عن «عملية خاصة» قامت بها قوة ذات خبرة استعدت لمهمتها مدة أشهر. وتبدو عملية الاختطاف في غوش عصيون مثل الموازية الحماسية لذلك الجهد.
ترجم نتنياهو المعلومات المجتمعة عن الاختطاف الى معان سياسية كانت ادعاءات على قيادة السلطة وتهديدات لشريكتها الجديدة حماس في قطاع غزة. وكان المختصون أمس أكثر حذرا. فهم ايضا يشيرون الى احتمال عال أن يكون الاختطاف تم على يد خلية من حماس في منطقة الخليل.
لكنهم أقل تأكدا فيما يتعلق بالهرمية العملياتية التي أمرت بالعملية. فليس من المؤكد أن يكون جرى على الاختطاف قبل ذلك اجراء موافقة منظمة على يد القيادة السياسية والعسكرية لمنظمة حماس في قطاع غزة. وقد تكون هذه مبادرة محلية من نشطاء من الخليل أرادوا أن يسجلوا بأسمائهم انجازا وأن يضغطوا على اسرائيل كي يستخرجوا منها الافراج عن سجناء من السجون. وقد تمت عشرات المحاولات كهذه قبل اتفاق المصالحة بين فتح وحماس ولهذا ليس من الضرورة وجود صلة بين العملية والمصالحة هذا الى أن التخطيط لها قد استغرق زمنا طويلا بيقين. ولمزيد التأكيد زعم أمس ممثل قيادة حماس في القطاع أنها لا صلة لها بالعملية ولا تعلم من يقف وراءها.
تقرر في مشاورات أجراها نتنياهو مع قادة اجهزة الامن تشديد ملحوظ للخطوات الموجهة على حماس في الضفة تفوق موجة الاعتقالات الاخيرة لجباية ثمن العملية. وقد يطول حصر العناية في المنظمة عدة اسابيع دونما صلة بنتائج الجهد للعثور على المخطوفين. ومن المؤكد أن السلطة الفلسطينية التي ستندد بهذه الاجراءات علنا ستباركها سرا، فقد سبب الاختطاف احراجا شديدا للرئيس محمود عباس وقد يعرض للخطر ايضا استمرار مسيرة المصالحة الفلسطينية.
وما زالت اجهزة أمن عباس تساعد اسرائيل من وراء الستار في البحث عن الفتيان الثلاثة. وقال ضابط كبير من الجيش الاسرائيلي أمس: «لا نعتقد أنهم يعملون عندنا. فهم يساعدوننا صدورا عما يرونه مصلحة فلسطينية». وقد تكون لعملية على حماس في الضفة آثار ايضا على الوضع على حدود القطاع. فقد يزيد عدد القذائف الصاروخية المطلقة من القطاع تأييدا للخلايا في الضفة برغم أن قيادة المنظمة في غزة غير معنية بذلك. ويحتمل أن يتدهور الوضع تدهورا آخر يتجاوز التوتر الذي أحدثه الاختطاف.
يمكن بعد اكثر من 72 ساعة من الاختطاف أن نأمل تقدما ما في التحقيق يساعد «الشباك» على حل لغز المسار الذي سار فيه الخاطفون وطريقة عملهم وأن يقترب بذلك من مساعدي الخلية على الأقل. ويجب أن نأمل أن يكون الخاطفون برغم جهودهم قد خلفوا مجموعة أدلة تخدم المحققين. لكن من المؤسف جدا أن ذلك لا يضمن أن تنتهي القضية الى نهاية خيرة.
لأن خلايا الاختطاف في الضفة أبقت رهائنها أحياء في حالات قليلة فقط كما كتب هنا من قبل. فالخشية من الانكشاف أملت على نحو عام قتل المخطوفين في الماضي. ويحرص قادة الاذرع الامنية على التفاؤل نحو الخارج، لكن الخوف ما زال شديدا.
يبدو أن الخاطفين تمتعوا بميزة واحدة غير متوقعة منحتهم الشرطة إياها: فأمس بعد جهود الاخفاء مدة أكثر من يومين أُجيز آخر الامر اعلان أن أحد الفتيان استطاع أن يتصل من هاتفه المحمول بمركز طواريء شرطة منطقة شاي ليقول «خطفونا». وكانت المكالمة مبلبلة والخط مشوش ومع كل ذلك تقع الشبهة في أن مركز الشرطة والشرطي المسؤول لم يوليا الانذار أهمية كافية.
وهكذا خسروا ساعات ثمينة وحصل الخاطفون على هدية من المؤكد أنهم لم يحلموا بها وهي ست ساعات تقريبا من الهدوء الكامل استطاعوا فيها أن يخفوا المخطوفين وأن يحاولوا الطمس على بعض الآثار. وبعد الساعة الثالثة فجرا من يوم الجمعة فقط حينما أبلغت عائلة شاعر، مركز الامن الجاري لمستوطنة تلمون، عن غياب الابن غيلعاد، بدأ جهاز الأمن يشتغل بالقضية بجد. وفي ساعات الصباح الباكر فُتحت غرف عمل في «الشباك» وقيادة الوسط وبدأ عمل حثيث منظم للبحث عن الخاطفين وعن المخطوفين.
وعاد القائد العام للشرطة يوحنان دنينو أمس الى البلاد ليواجه كارثة اعلامية. فقد مكث القائد العام للشرطة نفسه خارج اسرائيل في وقت غير ناجح ويضاف هذا الى علاج مركز الشرطة الفاشل لاشارة التحذير.
واضطر دنينو الى قطع رحلة الى نيويورك حيث كان سيشارك في مؤتمر مع قادة شرطة نظراء. لكن استقرار الرأي على العودة تم اتخاذه متأخرا وعالجت الشرطة ازمة امنية شديدة مدة يومين بغير وجود رئيسها. والذي رأى دنينو وهو يحاول أن يدافع عن نفسه أمام السماعات أمس رأى انسانا مضغوطا محرجا بصورة مميزة.
ليس القائد العام للشرطة هو الوحيد الذي دُهن رأسه بالزبدة في هذه القضية التي يجب أن يُحقق فيها تحقيقا عميقا بعد ذلك. بل يبدو أن «الشباك» والجيش الاسرائيلي ايضا سيضطران الى تفسير حرية العمل المفاجئة التي تمتعت بها خلية الاختطاف دونما صلة بسلسلة النجاحات السابقة في احباط اعمال اختطاف. ويصدق ذلك ايضا على الحكومة التي دفعت قدما قبل اسبوع فقط بقلب جذل اقتراح قانون بينيت – شكيد للحد من حرية العمل في المفاوضة في اطلاق سراح مخربين، وقد تضطر هذه الحكومة الآن الى أن تواجه نتائج قراراتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لنحطم الأواني
علينا أن ننتقم للمختطفين
بقلم: كرني الداد،عن معاريف الاسبوعي
واحدا إثر واحد صعد مسؤولونا، رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان، وتحدثوا عن الاختطاف وعلى ما تم فعله من أجل إعادة الابناء الى الديار بسلام وبسرعة. وقد قالوا انه على نحو مؤكد يدور الحديث عن منظمة ارهابية اختطفتهم وان قوى الامن تفعل كل ما في وسعها من أجل انهاء القضية. اما المسؤولية عن الاختطاف فألقى بها مسؤولون على أبو مازن.
الحياة العادية لليهود في بلاد اسرائيل توقفت عندما بدأت تتوافد الشائعات عن الاختطاف. التصقنا بالمذياع، بالتلفزيون، بالانترنت وبالهواتف النقالة لنتلقط كل فتات معلومات، وكل شائعة. جلسنا وبكينا، اعددنا طاولة السبت وبكينا، حممنا الاطفال والبسناهم وحاولنا اخفاء دموعنا وقلقنا. شيء عميق واساس ناقص: ثلاثة فتيان لم يعودوا الى بيوتهم. فتياننا. لم يعطوا امهاتهم قبلة ووضعوا ملابس اسبوع في الغسالة بسرعة قبل السبت. لم يستحموا ويلبسوا ملابس السبت في الطريق الى الكنيس. نحن لا نعرف أين هم.
في الطريق الى البيت، بين السامرة وبنيامين، حركة السير تتدفق كالمعتاد. لا يوجد حاجز واحد. لا يوجد أي عرقلة لنمط حياة العرب. حقيقة ان الفلسطينيين اختطفوا ثلاثة يهود لا تشوش نسيج حياتهم، وهم يواصلون السفر في طرقنا، لا اغلاق، لا حظر تجول، لا معاناة، لا عقاب. فقط في البيوت اليهود يبكون، اما العرب فيحتفلون في الشوارع.
أنا اريد انتقاما. أنا لا اريد ان يتعاطى قادة الدولة وجهاز الامن مع هذا الاختطاف كحدث موضعي يجب حله واحتواء اعمال الشغب. انا أريد ان يجن جنوننا. ان نأخذ قرية ونبعدها الى الاردن.
أن نعتقل كل نشطاء حماس في يهودا والسامرة، ان نقصف أعشاش الارهاب في غزة، الا نقر عملية جراحة لزوجة أبو مازن، أن نغلق المساجد، ان نقطع الكهرباء، ان نحقق مع المعتقلين بكل وسيلة نجدها سليمة الى أن يعترفوا لنا أين ابناؤنا. أن ندفعهم لان يعانوا مثلما نعاني. إذ خلاف ذلك فانهم سيختطفون مرة اخرى. يجب أن نحطم الاواني.
لا حاجة الى مذبحة. يكفي أن نحطم بضعة قواعد لعب اعتدنا عليها كي نقوض المعادلة. فمثلا: نغير تعليمات فتح النار. في وقت التفتيشات رأينا المرة تلو الاخرى صور جنودنا يدخلون الى البلدة التي تعج بالارهابيين، وفي الوقت الذي كانوا يمرون فيه بين البيوت – كانوا يرجمونهم بالحجارة. وهم يردون مثلما أمروهم، ويطلقون الغاز المسيل للدموع. إذن تعالوا نغير هذه التعليمات، الى أن يعود الفتيان الى البيوت، ومن يعرقل بطريقة ما التفتيشات عنهم، ستطلق النار عليه. منطقي؟ نعم. صحيح؟ مبرر؟ مسؤول؟ بالطبع.
علينا أن نرى العرب باننا مجانين. حقا. انه من غير المجدي أن يتورطوا معنا. عندما يلمسون لنا اعصابنا فاننا نفقد السيطرة على أنفسنا. بدون محكمة عدل عليا، بدون بتسيلم أو كاميرات. ببساطة العربدة. محظور أن تكون الاختطافات مجدية لهم. واذا ما ارتكب احدهم الخطأ وتجرأ على اختطاف يهودي – فكل المحيطين به سيسلمونه ويبعثون بالمخطوف الى بيته مع الهدايا والاعتذارات.
في هذه الاثناء هم يضحكون. لاننا نحتوي، ونحاول الا نمس بنمط حياة العرب، رغم أنه لا توجد لنا اليوم حياة.
وكلمتان أخيرتان. الاولى للمحللين اليساريين الذين صعدوا في اثناء السبت ورووا للامة بانه محظور السفر بالمجان وان هذا عديم المسؤولية، وان وبكلمات اخرى: الفتيان الثلاثة جلبوا هذا على أنفسهم. أشرار.
فهل عندما قتل رفيقكم في حادث طرق تحدثتم عن انعدام المسؤولة في السفر على الدراجة في الطريق الرئيس أو عندما مات اللاعب بالسرطان شددتم على مخاطر التدخين؟ آمل أن تبعدوا عن كل منصة وألا يسمع صوتكم بعد اليوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ