المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 25/06/2014



Haneen
2014-07-14, 12:08 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 25/06/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف

لا أشرار ولا أخيار في العراق
بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم

لا يريدون الموت… يريدون انتباها
المضربون الفلسطينيون عن الطعام يريدون فقط جلب وسائل الإعلام إلى قضيتهم
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت

حساب بيني
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت

مراوغة أبو مازن
بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم











</tbody>



لا أشرار ولا أخيار في العراق

بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
«هذا طاعون وذاك كوليرا». يبدو أن هذا هو التعبير الأنسب عن الصراع الدامي في العراق بين المعسكر الشيعي لرئيس الوزراء المالكي بدعم من ايران وبين فصيلة القاعدة الجهادية السنية المسماة «الدولة الاسلامية في العراق والشام». وليس الحديث عن حرب أهلية تقليدية اخرى ولا عن حرب دينية بين الشيعة والسنة، بل الحديث عن حرب لا هوادة فيها بين كتلتين اسلاميتين تتنافسان على الهيمنة على الشرق الاوسط كله. وإن النجاحات السريعة الميدانية للمجاهدين السنيين في وجه قوات حكومة المالكي المنحلة هي الشهادة ايضا على أخطاء السياسة الامريكية منذ كانت حرب الخليج الاولى لبوش الأب مرورا بحرب الخليج الثانية لبوش الابن وانتهاءً الى عهد اوباما وسحب جنوده من العراق وردوده الخاطئة على «الربيع العربي» واستقرار رأيه على انهاء محاربة الارهاب. وقد أسهم كل ذلك في نمو وانتشار عناصر ارهابية اسلامية في كل أنحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا ـ مع العراق وسوريا.
لكن الولايات المتحدة قد تزل الآن مرة اخرى وستكون لهذه الزلة آثار خطيرة بعيدة المدى تتجاوز الشأن العراقي. ففي واشنطن أصوات عن جانبي المتراس السياسي تدعو الى التعاون مع ايران لمحاربة الاسلاميين السنيين الذين يهددون باحتلال بغداد، وكل ذلك صادر عن التعليل المبتذل وهو «أن عدو عدوك صديقك». وقد قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري: «إن واشنطن منفتحة لمحادثات مع طهران اذا استطاعت هذه أن تساعد على وقف العنف واعادة بناء الثقة بحكومة العراق».
كانت جماعة الضغط الموالية لايران في واشنطن برئاسة الزوجين لبريت، وكانا في الماضي «خبيرين» بالشرق الاوسط في وكالة الاستخبارات المركزية وفي مجلس الامن القومي، وسيد محمد مراندي وهو امريكي من أصل ايراني يؤيد علنا البرنامج الذري الايراني، هم الذين قفزوا فورا الى المركب بحماسة كما كان متوقعا. وكان أكثر من ذلك مفاجأة تصريح الشيخ الجمهوري الصقر (وصديق اسرائيل الواضح) لندزي غراهام الذي قال فيه «إنه يجب على الولايات المتحدة أن تتعاون مع ايران لمنع أن تصبح هي المنتصرة الكبرى في العراق». وفي مقابل ذلك أجاب الشيخ مكين مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة في 2008 ومشارك غراهام في الرأي على نحو عام بأن «مصالح وأهداف الولايات المتحدة وايران في العراق متضاربة تضاربا تاما، فيجب أن يكون هدف امريكا مضاءلة التدخل الايراني لا تشجيعه».
لا شك في الحقيقة في أن «حركة الدولة الاسلامية في العراق وسوريا» التي بنيت بالمناسبة بقدر غير قليل بفضل عدم وجود مساعدة امريكية كافية للجهات العلمانية التي تكافح نظام الرئيس الاسد في سوريا ـ هي عدو امريكا والغرب بعامة، اللدود والمتطرف. لكن زعم أن هذه الضرورة تسوغ التعاون مع ايران أحمق وغير اخلاقي معا. ولا يوجد هنا أخيار ولا أشرار بل يوجد شريران سافران أحدهما وهو ايران يسعى الى احراز سلاح ذري ويهدد بابادة شعب؛ ونظام هو المعبر الرئيس عن الارهاب العالمي وتخالف مصالحه ودعاواه مصالح العالم الحر وآماله مخالفة شديدة. ومن الواضح مع كل ذلك أن العالم السني المعتدل ايضا مع كل تحفظه من المجاهدين في العراق لن يتحمس تحمسا خاصا للعلاقة الغرامية التي أخذت تنشأ بين الولايات المتحدة وايران الشيعية. صحيح أن هذا اختيار بين الطاعون والكوليرا، لكن ينبغي أن نتوقع من صاغة السياسة الامريكية أن يكونوا بعيدي النظر بقدر كاف كي يلاحظوا المعضلة التي يواجهونها ملاحظة صحيحة.
إن المصلحة الامريكية الحقيقية واضحة شفافة جدا لا يلاحظها إلا صاحب نظارتين قد غُطيت عدستاهما. هذا الى أن سخونة العلاقات بالولايات المتحدة – وستكون هذه هي النتيجة المباشرة للعلاقة الامريكية الايرانية – ستمنح نظام آيات الله شرعية اخرى وتقويه في التفاوض في الاتفاق الذري وتفضي الى نشر قوات عسكرية ايرانية بصورة دائمة في ارض العراق وتكون نتيجة ذلك تقريب «الجبهة الشرقية» من حدود اسرائيل والاردن. وتوجد نتيجة مصاحبة اخرى هي حقنة تشجيع لحزب الله في سوريا ولبنان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ




لا يريدون الموت… يريدون انتباها
المضربون الفلسطينيون عن الطعام يريدون فقط جلب وسائل الإعلام إلى قضيتهم

بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت

هي طبيبة كبيرة في أحد المستشفيات في مركز البلاد، وقد تحدثت اليها في نهاية الاسبوع عمن تعالجهم وهم مجموعة من المعتقلين الاداريين المضربين عن الطعام، فقالت: «جاءوا إلينا في اليوم الخامس والثلاثين من اضرابهم عن الطعام وهم عندنا منذ ثلاثة اسابيع. وفكرت في البداية في أنه ما الداعي الى علاج ناس أصحاء. وأدركت بعد ذلك أن الامر ليس بتلك البساطة لأنه قد تحدث كارثة. وشعرت بأنني أمسك بسلام الشرق الاوسط بين اصابعي ولا يوجهني أحد الى ما أفعله لا وزارة الصحة ولا الحكومة.
«تحولت الغرف في طرف القسم الباطني الى موقع لمصلحة السجون. وقد أناموهم في الأسرة مقيدين من خلاف اليد الى الرِجل. وسمح لهم رجال مصلحة السجون بالذهاب الى المراحيض فقط. وخشيت أن تصيبهم مشاكل طبية بسبب الاستلقاء في الأسرة طول النهار. وتبين لي أنهم سمحوا لهم في مستشفى آخر بالسير في الغرفة وطلبت أن يسمحوا لهم بذلك، فرفضوا الى أن جاء قائد سجن مجدو وسمح بذلك. وفي النهاية فكوا قيود أيديهم خلال النهار.
«تتم جميع فحوصاتهم بحضرة سجان وبرغم ذلك صارت لي بهم علاقات ثقة. وعرفت من الاحاديث معهم أنهم يعرفون جيدا ما يحدث في الخارج. وأكثرهم يُحسنون الكلام وهم أذكياء.
«هذا اضراب عن الطعام عجيب، فهم يوافقون على شرب الماء وابتلاع السكر والملح والفيتامينات. وليست عندهم رغبة في الانتحار فهم لا يريدونه. قلت للمضربين إن من لا يريد أن يأكل يستطيع الحصول على الوجبة نفسها بحقنة. ويُفضل أن يكون ذلك من الفم بالطبع لكن القرار لهم.

«نحن نعطيهم الماء والاملاح والتيامين (الفيتامين ب1، وهو الفيتامين الذي كان ناقصا من حليب رميديا). وهم يوافقون على الحصول على كل ما اعطيهم إياه، ومع ذلك قد يتغير كل ذلك في كل لحظة. قال لي أحدهم: لو عرفت زوجتي بأنني آكل الطعام لاعتقدت أنني لست رجلا. وهدد آخر بالكف عن شرب الماء اذا لم يُمكنوه من لقاء رجل اعلام.
«عندنا أطباء يقولون: هؤلاء ارهابيون فليموتوا. وبينت لهم أن الحديث عن معتقلين اداريين فهم لم يحاكموا ولم يحكم عليهم. وطلبهم أن يحاكموا. وأنا أعلم أن ذلك غير سهل و»الشباك» يزعم أنه لا يستطيع أن يعرض مصادره للخطر، لكن عمل القاضي الذي يُطيل مرة بعد اخرى مدة اعتقالهم دون محاكمة صعب جدا.
«تنخفض اوزانهم طول الوقت. وضغط دمهم منخفض قليلا لكن أكثر فحوصات مختبراتهم جيدة. وفاجأني أنهم أصحاء جدا، ومع ذلك قد ينفجر شيء ما في اجسامهم فقد يصيبهم مرض تلوث. وأنا لست مطمئنة. «أدركوا في الايام الاخيرة أنهم خسروا المعركة، فقد أخبرهم أحد السجانين أو المحامي الذي زارهم عن اختطاف الفتيان فتقبلوا ذلك بقبول صعب بل لعن أحدهم حماس، فقد أدركوا أن الاختطاف يزيل الاهتمام بهم. والذي لم يفعله الاختطاف فعلته ألعاب كأس العالم.
«في يوم الخميس أعلن أكثر من نصف المعالجين عندنا أنهم مستعدون للعودة الى تناول كامل للطعام، بل قالوا إننا مستعدون لتناول الشاورما اليوم. وزال اكتئابي. وأدخلناهم في مسار تأهيل تدريجي مصحوب بفحوصات. ويواصل الآخرون الاضراب.
«إن الاشتغال بقانون تغذية السجناء بالقوة يغضبني لأن قانون حقوق المريض يقضي بأنه حينما يرفض مريض بشدة الحصول على علاج فان الطبيب يستطيع أن يجمع لجنة اخلاقية. وتستمع اللجنة للاطباء وللمريض. ويمكن باذن اللجنة علاج المريض بخلاف ارادته. لكننا بعيدون جدا عن هذا الوضع. والقانون بحسب علمي حيلة غوغائية فارغة من المضمون. والذي يضايقني هو أنه توجد هنا مشكلة غير سهلة وليس لها أي صدى عند الجمهور.
«إن الذي ترضيه هذه الحال هو قسم حسابات المستشفى لأنه يعالج هنا اشخاص بدفع كامل دون اعتراضات صندوق المرضى ودون نفقات لا حاجة اليها. وهذا جيد لنا».
إن قانون التغذية بالقوة يفترض أن يطرح اليوم لموافقة عاجلة سريعة عليه في الكنيست. فاذا أُجيز فسيضاف الى قوانين اخرى أجيزت لغرض ما بضغط عناوين صحفية ولم تُفد شيئا في الشأن الذي من اجله نشأت وجلبت العار على التشريع في دولة اسرائيل. وبخصوص المضربين عن الطعام تقول مصلحة السجون إن 200 من 300 عادوا في نهاية الاسبوع الى تناول الطعام، وبقي في المستشفيات نحو من 70 مضربا عن الطعام وربما أقل من ذلك. واذا كانت الطبيبة التي تعالجهم صادقة فانهم لا يريدون الموت بل يريدون انتباها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

حساب بيني

بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
حينما سأل محققو «الشباك» زياد عوض لماذا خرج ليقتل في وضح النهار – لأن أكثر عمليات اطلاق النار على الشوارع في المناطق تتم في الليل لتسهيل الفرار – أجاب بلا تردد: أردت أن أرى من الذي أطلق النار عليه، وأن أكون متأكدا أن الحديث عن يهود. وقال عوض لابنه الذي اعتقل معه إن قتل اليهود يجعله يحظى ببطاقة دخول للجنة. ويتبين أن المقدم باروخ مزراحي وأبناء عائلته بدوا يهودا بقدر كاف لمجنون أصولي بحث لنفسه عن راحة في جنة عدن.
فجر عوض – الذي أفرج عنه من السجن في تشرين الاول 2011 في اطار صفقة شليط، واعتقل مرة اخرى في المدة الاخيرة بعد أن تبين أنه منفذ العملية في الشارع 35 – فجر بمرة واحدة دُملا في المجتمع الاسرائيلي يرفض أن يُشفى. فمنذ كانت الصفقة وكما كانت الحال ايضا بعد صفقة جبريل وصفقة تننباوم، يُثار سؤال قيمي وهو هل يحق لمجتمع يعيش تحت تهديد ارهاب دائم أن يعرض نفسه للخطر بالافراج عن قتلة عوض انقاذ اسرائيلي واحد جندي أو مواطن؟ وهذا في واقع الامر امتحان لقوة المجتمع.
لا شك في أن المبادرين على قانون الاسرى الذي يوجب على الحكومة الامتناع في المستقبل عن تنفيذ صفقات افراج عن السجناء، حصلوا مع الكشف عن اعتقال عوض على دعم لهم. وحصلت النيابة العامة العسكرية ايضا التي توقف الآن عشرات ممن أُفرج عنهم في صفقة شليط أمام لجنة قضائية قد تعيدهم الى السجن المؤبد، على تعزيز لدعاواها ايضا. لكن زياد عوض بخلاف خاطفي الفتيان الثلاثة – وهو الذي حكم عليه بالسجن المؤبد على قتل عميل فلسطيني – لم يكن جزءً من تنظيم مؤسسي لتنفيذ عملية، فهو لم يتلق أوامر ولا مالا من أي أحد، بل استقر رأيه هو وابنه ببساطة على الخروج وقتل يهود وفعلا ذلك بعد ذلك بزمن قصير. وقد اعتقل سريعا نسبيا اذا أُخذ في الحسبان أن الحديث عن منفذ عملية بصورة عفوية.
يُحتاج لحل لغز عملية الى واحد من ثلاثة شروط على الأقل وهي: معلومات استخبارية نوعية، وخطأ منفذ العملية والحظ. وفي حال الفتيان الثلاثة المخطوفين، وبرغم التقدم في التحقيق، وبرغم ادراك الاستخبارات لكبر التنظيم، لم يوجد الى الآن أي واحد من هذه الشروط. أما في حال عوض فان الاستخبارات النوعية والاخطاء التي قام بها أفضت الى اعتقاله قبل أن ينفذ عملية اخرى.
صنع عوض تاريخا مريبا، فهو الاول ممن أفرج عنهم في صفقة شليط الذي نفذ قتلا بيديه. وحينما استقر رأي المستوى السياسي على تنفيذ الصفقة والافراج عن 1027 سجينا فلسطينيا منهم 450 سجينا ملطخة أيديهم بالدماء أفرج عنهم في الدفعة الاولى، عرفوا في «الشباك» عن تجربة الماضي أن 60 بالمئة منهم سيعودون الى الارهاب. وهذا ما أفضى الى اجراء «تقدير خطر» آنذاك وأُفرج من بين اولئك الـ 450 سجينا عن 110 فقط الى الضفة عُرفوا بأنهم «أقل خطرا». وقد شُمل عوض في هذه المجموعة لأنه لم يُر أنه سيقود خلية تخريب أو يُعد قنابل.
اعتقل في الضفة حتى اختطاف الفتيان 76 ممن أُفرج عنهم في صفقة شليط أكثرهم ممن أُفرج عنهم في الدفعة الثانية – وهم الـ 550 سجينا الذين اختارت اسرائيل أسماءهم. ومنذ أن بدأت عملية «عودوا أيها الاخوة» اعتقل 55 آخرون ممن أُفرج عنهم في صفقة شليط كلهم من الدفعة الاولى. وكان كل واحد منهم مشاركا على نحو ما في نشاط مع منظمات ارهاب أو نكث شروط الافراج عنه، وكلهم موجودون اليوم في مرحلة ما من اجراء قضائي يرمي الى اعادتهم الى السجن. وينوي «الشباك» الذي لم يتحمس قط لصفقة شليط أن يحارب عن كل واحد منهم.
جاء عوض من محافظة الخليل المصبوغة بألوان حماس. وقد أحبط «الشباك» منذ بداية السنة 90 عملية خطيرة – اطلاق نار وشحنات متفجرة ومحاولات اختطاف كان يفترض أن تخرج من الضفة، ونُفذ 25 من هذه الاحباطات في منطقة الخليل حيث تنحصر اليوم اعمال التفتيش عن الفتيان. وقد وقف رجال حماس في أكثر الاحوال وراء العمليات.
إن هذا الحساب البيني لانجازات صفقة شليط يضع علامة سؤال كبيرة فوق المنطق والمنعة وحسن التقدير لمن استقر رأيه على تنفيذ هذه الصفقة، وعلى أن ينسب الى نفسه المكسب السياسي المقرون بها.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مراوغة أبو مازن

بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
إن الحركة العصبية للسيسموغراف الامني الاسرائيلي بعد عشرة ايام مخيبة للرجاء مرت دون عثور على المخطوفين، توجب تقديرا مجددا لميزان الفوائد والاضرار الذي يشمل تلك التي في الجانب الفلسطيني ايضا. تعلمون أن التأليف الوظيفي الحتمي بين قضايا سياسية (داخلية وخارجية) وحاجات عملياتية في عمليات مثل «عودوا أيها الاخوة»، يملي أكثر من مرة خطوات قد تناقض الاهداف العملياتية المطلوبة.
لم يتضح الى الآن هل استمرار وجود الجيش الاسرائيلي الكثيف في الميدان يزيد بالضرورة احتمال العثور على المخطوفين. ومع ذلك يتضح أن العملية لحل بنى حماس التحتية في يهودا والسامرة تخدم بيقين اسرائيل وتقوي قدرة السلطة الفلسطينية على البقاء وهي التي كان من المفروض أن تمنح اسرائيل عوض ذلك مكاسب سياسية. بيد أن أبو مازن يتردد الى الآن في حل حكومة الاحتيال التكنوقراطية التي يرأسها.
إن الذين يزعمون أنه لا هدف للمس ببنى حماس التحتية لأن المنظمة ستنبت رؤوسا جديدة يشبهون المرضى الذين لا يتناولون الادوية لأن الجراثيم ستهاجم مرة اخرى.
وفي مقابل ذلك يُطرح سؤال متى ستصبح الحواجز والحصارات واعمال التمشيط التي تمنع العمال من الخروج للعمل وتحدث ضغطا ومصابين، الى عصا مرتدة تزيد في شدة المواجهة وتثقل على استمرار الجهود الاستخبارية للعثور على الثلاثة.
أظهر أبو مازن منذ كان الاختطاف قدرة بهلوانية على الحيلة، فقد امتنع في البداية عن التنديد بالمنفذين وألقى المسؤولية على اسرائيل بسبب «اختفاء» الشباب في داخل ارضها. وندد في اجتماع المؤتمر الاسلامي في السعودية بمنفذي الاختطاف الذين أرادوا كما قال تحطيم السلطة الفلسطينية وهدد باتخاذ خطوات عليهم.
ويصر أبو مازن منذ كان ذلك التنديد الذي لا عنوان له على ألا يشير بصراحة الى حماس باعتبارها تقف وراء العملية. وهو لا يفكك حكومة الوحدة برغم الأدلة الموجودة عنده.
يدرك كل ذي عقل أن الاختطاف احتاج الى اعداد لوجستي سابق ينبع من تصريحات معلنة ومن قيادة وايحاء سابق من قيادة حماس العليا. ولم يفض تسلل المخرب المسلح والصواريخ التي أطلقت في الايام الاخيرة من غزة بأبو مازن الى الآن الى تفكيك حكومة الخبراء والى البراءة من حماس. فما زال «الرئيس» ابن الثمانين من عمره يرقص سريعا على الحبل أمام جمهور فلسطيني منقسم، لكنه سيضطر آخر الامر الى ترك شريكه القاتل.
يرى «الرئيس» أن الصراع السياسي في اسرائيل في ذروته. وهو بتمسكه بحكومة «الوحدة» ما زال يسعى الى شرعية دولية بنية أن يحظى باعتراف من طرف واحد بدولة «فلسطين» من غير التفاوض مع اسرائيل. ويستغل أبو مازن بسياسته هذه موقف الغرب الذي يرى ميزة حكومة الكذب الموحدة برغم اختطاف حماس وارهابها وبرغم الفوضى في الشرق الاوسط.
يعمل أبو مازن وتحته شبكة أمن فلسطينية داخلية مثقوبة لكنه يعتمد بلا شك على الشبكة الاسرائيلية. وبعد أن ندد بالاختطاف، وهو تنديد تلاه قتلى فلسطينيون، فقد الشعبية وكاد يسقط عن الحبل، وقد أخذ الوضع الميداني يزداد شدة بالتدريج، فقد هاجمت جموع مركز شرطة فلسطيني، ووصفته ممثلة الفلسطينيين في الكنيست، عضو الكنيست الزعبي، بأنه خائن. ولهذا السبب بدأ أبو مازن الذي وصفته حماس بأنه «متحدث الجيش الاسرائيلي» يعود الى الوراء مثل بهلوان.
يتهم «الرئيس» المتعوج اسرائيل الآن التي أخرجت حبات كستناء حماس من النار من اجله، يتهمها بقتل فلسطينيين وبقضاء متعمد على حكومة الوحدة التي عارضتها من البداية. ويطلب الرئيس الى نتنياهو اعتذارا «متبادلا» بسبب المصابين ويهدد بالتوجه الى مجلس الامن بسبب «جرائم اسرائيل».
اخطأت حماس في تخطيطها مرة اخرى. وفشلت محاولتها الخروج من عزلتها وأن تنتقل مثل حصان طروادة في ممر الشرعية الى يهودا والسامرة وتشارك في الانتخابات في المناطق. وإن مؤامرتها لعزل أبو مازن مع اضافة انجاز اطلاق سراح سجناء «دون توقيع رسمي» كلفتها نقض بنيتها التحتية في الضفة.
يجب على اسرائيل في الوضع الذي نشأ أن تحدث تحولا في العمليات واستعدادا استخباريا مختلفا يُمكن السكان من التحرك والعمل ويُحسن القدرة على اعادة الابناء الى بيوتهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ