Haneen
2014-07-14, 12:09 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 26/06/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
حماس الخارج لم تشارك في الاختطاف
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
فشل أوباما في الشرق الأوسط
بقلم: موشيه آرنس،عن هأرتس
الأردن تحت التهديد من العراق
المملكة مُعرضة لخطر اجتياح «داعش» لكن قوات الأمن قادرة على صدها
بقلم: رونين اسحق،عن اسرائيل اليوم
الأكاذيب التي نحدث بها أنفسنا
بقلم: كوبي نيف،عن هآرتس
«عودوا أيها الاخوة»… مرحلة قبيحة
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
</tbody>
حماس الخارج لم تشارك في الاختطاف
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
بدأ الاسبوع الثاني من عملية «عودوا أيها الاخوة» بحشد كثيف لقوات الجيش الاسرائيلي في القرى غربي الخليل وشمالها وفي المناطق المفتوحة بينها.
ويمشط الجنود مناطق واسعة محاولين الوصول الى معطيات تشير الى المكان الذي أُخفي فيه الفتيان الثلاثة المخطوفون. وليست تلك حربا برغم أن بعض الصور واللغة الدرامية لتقارير التلفاز الاخبارية الملونة كلها باللون الاخضر الذي تمليه وسائل الرؤية الليلية، قد تضلل المشاهدين.
تحول الجيش الاسرائيلي منذ كان الاختطاف عن نشاط شرطة وأمن جارٍ الى عمليات اعتقالات وتمشيط مخطط لها.
ولا ينتظر حتى الآن في الطرف الآخر عدو مسلح، فحماس التي يخضع رجالها للمطاردة تتهرب من كل مواجهة مباشرة أما اجهزة أمن السلطة الفلسطينية فتقدم لاسرائيل مساعدة متواصلة في الجهد للعثور على المخطوفين.
والذين يخرجون للمواجهة هم فتية وشباب فلسطينيون يرشقون قوات الجيش الاسرائيلي عند دخولها القرى والمدن بالحجارة والزجاجات الحارقة، وقد قُتل في هذه الاحداث الى الآن ثلاثة فلسطينيين أحدهم في نهاية الاسبوع.
تُبين زيارة ليلية قصيرة للواء المظليين الذي يعمل منذ اسبوع في منطقة الخليل أن العملية التي يقودها قائد منطقة الوسط نتسان ألون تجري على نحو عام بمسؤولية وضبط للنفس وأن القوات حُذرت من المس بالسكان الفلسطينيين دونما حاجة. لكن دخولا كثيفا جدا وغير عادي بالنسبة للسنوات الاخيرة لقوات الى الارض يفضي الى مواجهات محلية اخرى. وفي واحدة منها في فجر يوم الجمعة في بلدة دورا جنوب الخليل قُتل فتى فلسطيني في الـ 15 من عمره هو محمد دودين برصاص حي أطلقته وحدة مظليين على رُماة حجارة.
إن الجدل العاصف في مقدار التعاطف بين المستوطنين و»دولة تل ابيب» لا يصل الى المظليين في الخليل وهذا أمر حسن. وكما لوحظ في قضايا اختطاف سابقة – مزارع شبعا، وجلعاد شليط، واختطاف رجال الاحتياط الذي أشعل حرب لبنان الثانية – يشتغل المقاتلون في الخدمة النظامية في الأساس بقضية ما هو مصير الفتيان الذين هم أصغر سنا منهم بقليل. وفي لواء المظليين لم يسافروا في يوم السبت الى البيوت وكان جنود تلقوا بتفهم ايضا تأجيل عطلة تسريحهم. وليست الرسالة موجهة الى الداخل فقط، أي الى المجتمع الاسرائيلي، بل الى الفلسطينيين ايضا وهي أن اسرائيل تبحث عن مخطوفيها على هذا النحو، وهي تخصص لهذا الهدف جهدا طويلا عنيفا احيانا حتى لو كلف الاضرار بحياة سكان منطقة الخليل اليومية.
إن ضباط الجيش الاسرائيلي الذين يتحدثون الى نظرائهم في اجهزة الامن الفلسطينية يلاحظون هناك عدم ارتياح بسبب هوية ضحايا الاختطاف. وفي الجو العام في المناطق ربما كان أصعب على رئيس السلطة محمود عباس أن يوجه نقدا معلنا لاختطاف جندي. لكن صور الفتيان التي تنشر في وسائل الاعلام تشهد على مبلغ إثم ذلك العدوان على فتية.
تم تقبل كلام عباس الصارم بصورة جيدة في جهاز الأمن واقتبسه كل الضباط الذين تحدثت اليهم في الايام الاخيرة. وحافظت حكومة نتنياهو على تجاهل مطلق تقريبا لتلك الاقوال في حين تحول وزراؤها الكبار أمس الى عدد من الاعمال المعلنة الغامضة. فقد سارع وزير الدفاع موشيه يعلون لسبب ما الى تسجيل خطبته وصوره مع مقاتلي الوحدة الشرطية الخاصة ودورية هيئة القيادة العامة، وهم الذين ربما يرسلون آخر الامر للسيطرة على الخاطفين، ونشرها وكأنه لا يوجد ما يكفي من الوقت لهذه الاشياء بعد انتهاء العملية. وسحق وزير المالية يئير لبيد من أجروا لقاءً معه في القناة الثانية بتبرئته الشرطة من المسؤولية عن التقصير في العناية بالمكالمة الهاتفية الى مركز الطواريء.
وفي جبهة الدعاية تقوم الحكومة بعمل مزدوج هو استعمال ضغط على السلطة في محاولة لابعادها عن مصالحة حماس والبحث عن أدلة تشهد بأن قادة حماس الكبار من خارج الضفة الغربية كانوا مشاركين في سلسلة القيادة المسؤولة عن الاختطاف.
وفي القسم الاول يشهد تصريح عباس ورجاله بأن الاختطاف جعل المصالحة بطيئة بل إنه قد يوقفها تماما. وفي القسم الثاني ما زالت الأدلة ضعيفة الى الآن. إن خطبة خالد مشعل في قطر قبل شهر التي توجه فيها الى حسن سلامة، سجين حماس المسجون في اسرائيل، يمكن أن تعتبر بصعوبة شبه توجيه الى استمرار اعمال الخطف.
تنشر الآن معلومات عن صلاح عاروري، نشيط حماس الذي وافقت اسرائيل على اطلاق سراحه من اعتقال اداري عوض ابعاده عن الضفة منذ اربع سنوات، وهو يركز منذ ذلك الحين من بعيد النشاط الارهابي للمنظمة.
والتوجيهات والاموال التي يحولها عاروري من مكان اقامته في تركيا في المدة الاخيرة الى خلايا عسكرية كثيرة لحماس في الضفة تصور اسلوب عمله. وهي لا تربطه في هذه المرحلة بالعملية نفسها. ويقول شخص عسكري رفيع المستوى إن الخلايا الميدانية تحلل لنفسها سياسة المنظمة بالاعتماد على تصريحات ظاهرة ورسائل سرية تُنقل اليها.
إن قطاع غزة ما زال الى الآن جبهة ثانوية قياسا بالضفة. ويشهد سلوك قادة حماس هناك بأنهم يخشون دخول معركة بسبب الاضرار المحتملة لهجوم اسرائيلي وبسبب الضغط الثقيل الذي تستعمله مصر عليهم. لكن هذه الجبهة ايضا تغلي بنشاط تحت السطح، ففي يوم الخميس قتل خمسة من رجال حماس بانفجار غامض في نفق هو واحد من عشرات الانفاق التي حفرتها المنظمة في القطاع، وفي كل ليلة تقريبا تطلق بضع قذائف صاروخية من القطاع على النقب.
واذا تبين أن المخطوفين قتلتهم الخلية من الخليل أو اذا لم يحرز تقدم في العملية على مر الوقت فقد ترى اسرائيل احتمال أن تجبي من غزة ثمنا آخر من حماس.
وفي ما بين أيدي ذلك يجري في غزة مسار قوي محسوب لانتاج قذائف صاروخية لمدى متوسط. وقد قدر رئيس قسم البحث في «أمان» العميد إيتي باروم في بداية الشهر في خطبة له في مؤتمر هرتسليا أنه أصبح يوجد في قطاع غزة مئات القذائف الصاروخية القادرة على اصابة غوش دان.
ما زالت العملية في الضفة مستمرة في انتظار شق طريق استخباري يساعد على العثور على المخطوفين والاجابة على سؤال ماذا كان مصيرهم. ويوجد الى الآن موعدان في الفترة القريبة ستضطر اسرائيل الى اعتبارهما، ففي 28 حزيران يبدأ شهر رمضان وفي 30 حزيران تنتهي الدراسة في المدارس في الضفة. والعطلة الكبيرة تخرج الى الشوارع مئات آلاف الطلاب وتزيد في الاحتكاك بجنود الجيش الاسرائيلي عند دخولهم الى المدن والقرى في داخل اراضي السلطة الفلسطينية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فشل أوباما في الشرق الأوسط
بقلم: موشيه آرنس،عن هأرتس
يزعم صاحب العمود الصحافي المعروف توماس فريدمان أن الموجه الذي يوجه سياسة براك اوباما الخارجية هو «لا تفعل فعل حماقة». ويتبين أن ذلك غير كاف حينما يكون الحديث عن هذا الجزء من العالم على الأقل. فليست خطط اوباما المتعلقة بالشرق الاوسط قد انتهت الى لا شيء فقط بل خسر آلاف الامريكيين حياتهم وضاعت تريليونات الدولارات وزادت الفوضى فقط. وما نشر أنه انجاز أصبح فشلا. وأصبح أعداء واشنطن يسيطرون الآن على أجزاء كبيرة مما كان في الماضي العراق وسوريا. وتتجه ليأسها لمساعدة ايران لا غيرها وهي التي تسميها «الشيطان الاكبر».
من الواضح أن اوباما لم يقصد ذلك حينما خطب في القاهرة في 4 حزيران 2009 خطبة «البدء الجديد». وقد أكد اسمه الأوسط حسين وآباءه المسلمين كي يقنع سامعيه أنه يملك الخلفية والصفات المطلوبة ليفهم العالم الاسلامي وليقود الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بينه وبين الولايات المتحدة. وكانت تلك خطبة عبرت عن أحلام كبيرة وآمال بر لكن لم يكن يوجد فيها تقدير واقعي للشرق الاوسط والتطورات في العالم الاسلامي.
وتبين أن فهمه ومعرفته للاسلام كنواياه الخيرة ايضا لم تكن كافية له في العالم الاسلامي. فلم تكن الخطبة في القاهرة في نظر المسلمين المتطرفين من الشيعة والسنة على السواء سوى دليل وعلامة على أن الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة آتت أُكلها.
اذا أردنا أن نكون منصفين قلنا إن ادارة اوباما لم تكن الادارة الامريكية الاولى التي اخطأت اخطاء شديدة في الشرق الاوسط، فقد كان هاري ترومان في الحقيقة أول رئيس امريكي اعترف بدولة اسرائيل لكنه فرض على الدولة الشابة حظر سلاح في فترة كانت تحارب فيها الجيوش العربية الغازية، واضطرها الى التوجه الى تشيكوسلوفاكيا الشيوعية للحصول على سلاح. واستعمل دوايت آيزنهاور ضغوطا ثقيلة على دافيد بن غوريون كي تنسحب اسرائيل من سيناء وقطاع غزة بعد عملية كديش، وكان ذلك قرارا ندم عليه بعد ذلك. وأيدت ادارة ريغان صدام حسين عندما اجتاح العراق ايران.
اذا استثنينا عددا من الشواذ هنا وهناك، فان سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط كانت على مر السنين سلسلة اخفاقات وليس في ذلك عجب. لأنه كيف يستطيع الامريكيون أن يفهموا تعقد العالم العربي والاسلامي؟ والفروق بين حزب الله وفتح وحماس والجهاد الاسلامي والقاعدة وجبهة النصرة وداعش؟ وتفكير المتطرفين الاسلاميين في طهران الذين يطمحون الى الحصول على سلاح ذري؟ لقد طور كثير من الدبلوماسيين والخبراء الامريكيين بعلم السياسة قدراتهم الاستراتيجية والسياسية في فترة الحرب الباردة، ونجحوا في تأدية اعمالهم جيدا في اثنائها الى أن انهار الاتحاد السوفييتي لكن الشرق الاوسط أمر مختلف تماما.
هل كانت اخطاء اوباما محتومة؟ ليس ذلك بالضرورة. فقد كان للولايات المتحدة صديقة واحدة في المنطقة وهي دولة مستقرة وديمقراطية وحليفة استراتيجية. وهي دولة فيها أعلى مجموع في العالم من الخبراء بالعالم العربي وبمكافحة الارهاب، وفيها ايضا قيادة ذات خبرة طويلة بمواجهة الارهاب. وكانت الخبرة الاسرائيلية يمكنها أن تخدم الولايات المتحدة جيدا وربما كانت تستطيع منع عدد من الأخطاء التي اخطأتها ادارة اوباما.
لكن اوباما استقر رأيه على مشاجرة أفضل صديقة للولايات المتحدة في المنطقة. وقد أرسل اليها في خطبته في القاهرة رسالة واضحة حينما دعا الى وقف الاستيطان في يهودا والسامرة. وفي السنوات التي تلت ذلك أوحى بأنه يتوقع من اسرائيل أن تنسحب الى خطوط وقف اطلاق النار في 1949 والتي فضل أن يسميها «خطوط 1967». ولم تتوقف لحظة واحدة الضغوط التي استعملها على اسرائيل والانتقاد الذي وجهه الى حكومتها. وهذا الجو لا يشجع التعاون والتشاور في مواضيع اخرى. فقد تكون أُضيعت فرصة هنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الأردن تحت التهديد من العراق
المملكة مُعرضة لخطر اجتياح «داعش» لكن قوات الأمن قادرة على صدها
بقلم: رونين اسحق،عن اسرائيل اليوم
«أصبح الخطر يقترب من غرف نومنا، وقد أصبح ذلك تهديدا استراتيجيا»، بهذه الكلمات وصف المحلل الاردني عريب الرنتاوي في المدة الاخيرة في مواقع الشبكة والشبكات الاجتماعية، وصف الخوف من تقدم الارهابيين من سوريا والعراق نحو الدول المجاورة ولا سيما الاردن.
ويريد الارهابيون الذين تشجعهم نجاحاتهم في الاحتلال السريع لمدن العراق وتقدمهم نحو العاصمة بغداد، أن يحققوا خطة أوسع هي اقامة الخلافة الاسلامية بحسب تصور أبو بكر البغدادي زعيم منظمة داعش. وقد أمر البغدادي بحسب الأنباء رجاله في المدة الاخيرة بنشر الجهاد وبالتقدم نحو دول اخرى في المنطقة منها لبنان والاردن وفلسطين وقطاع غزة وسيناء.
على حسب التقديرات الاستخبارية وُضعت الاردن في رأس قائمة أهداف البغدادي، ويفترض أن تكون الهدف التالي لهجمات داعش. بل أعلن نشطاء المنظمة أن الملك الاردني عبد الله الثاني كافر وهو يستحق الموت بسبب ذلك. وقد أقاموا مراسم «إعدام» رمزية عُرضت فيها صورة الملك مقتولا في شوارع عمان. ويعتمد طموحهم الى النجاح في حربهم للنظام الاردني على حقيقة أنه يوجد في الاردن منذ أكثر من عقد حضور اسلامي غير كبير لكنه فعال جدا.
فقد استمر مؤيدو الارهابي الاردني الشهير أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس داعش، على التحريض على النظام الاردني بعد موته وانشأوا خلايا ارهاب متفرعة عن القاعدة، كشفت الاستخبارات الاردنية عن أكثرها لكن جهات استخبارية غربية تُقدر أنه ما زالت توجد خلايا نائمة في المملكة ويفترض أن تعمل في اللحظة التي تصدر فيها الاشارة مع بدء هجوم داعش على الاردن (برغم أن الصلة الرسمية بين داعش والقاعدة قُطعت في مطلع السنة في واقع الامر). والى الحضور الاسلامي الكبير في المملكة، يفترض أن تُسهل الحدود المشتركة بين العراق وسوريا والاردن على الارهابيين التسلل الى داخل اراضي المملكة الاردنية.
برغم أن الاردنيين واجهوا في الماضي الارهاب الفلسطيني والاسلامي الذي أراد أن يُسقط النظام الهاشمي بصورة جيدة فان التغييرات في الشرق الاوسط منذ أن بدأ الربيع العربي وعدم الاستقرار السياسي وصعود الحركات الاسلامية والسلفية في المنطقة، يفترض في ظاهر الامر أن تجعل من الصعب عليهم أن يواجهوا الهجوم الارهابي المتوقع عليهم. ومع ذلك فالاردن ليست العراق واحتمال أن تحتل داعش مدنا اردنية كما فعلت في العراق ضئيل جدا. فقوات الامن الاردنية أكثر تنظيما وخبرة وأقوى من القوات العراقية وكذلك القدرة الاستخبارية ايضا. والسكان الاردنيون الذين استقبلوا الارهاب الاسلامي في الماضي أصبحوا اليوم أقل تسامحاً معه، وسيصعب على الحركات السلفية وتلك التي تؤيد القاعدة أن تعتمد على تأييد شعبي كما هي الحال في العراق.
إن التأهب الاردني وإمداد القوات على طول الحدود والرد العسكري تواً على كل عمل معادٍ وزيادة التعاون العسكري والاستخباري مع الولايات المتحدة والعربية السعودية واسرائيل يفترض أن تساعد النظام الاردني على احباط التدبير الاسلامي. وقد برهنت تجربة الماضي على أن الحكام الاردنيين قادرون على الحفاظ على بقاء المملكة برغم الأخطار التي تواجهها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الأكاذيب التي نحدث بها أنفسنا
بقلم: كوبي نيف،عن هآرتس
تحدث رئيس وزرائنا الى رئيس السلطة الفلسطينية وقال له إن حادثة الاختطاف «تكشف عن طبيعة الارهاب الذي نحاربه نحن (الاسرائيليين). فالارهابيون (الفلسطينيون) يخطفون اولادا اسرائيليين أبرياء أما نحن (الاسرائيليين) فنعالج في مستشفياتنا اولادا فلسطينيين مرضى لانقاذهم. وهذا هو الفرق بين سياستنا الانسانية (نحن الاسرائيليين) وبين الارهاب (الفلسطيني) القاتل الذي يهاجمنا نحن (الاسرائيليين.»)
عبَّر رئيس الوزراء في كلامه هذا تعبيرا دقيقا عن رأي أكثر مواطني اسرائيل اليهود. فكلنا تقريبا نؤمن بأننا لسنا لا نقتل الاولاد الفلسطينيين فقط بل نعرض أنفسنا للخطر لانقاذهم، أما هم، أعني الفلسطينيين، فلا يشتغلون فقط إلا بقتل أكبر عدد من الاولاد اليهود الاسرائيليين.
قبل شهر فقط في مظاهرات يوم النكبة في «يهودا والسامرة» قتل فتيان هما محمد أبو طاهر ابن السادسة عشرة ونديم نوارة ابن السابعة عشرة، وهما في نفس عمر الفتيان الاسرائيليين الثلاثة. وقد برهنت آلات التصوير في ذلك المكان على أنهما لم يرميا الحجارة ولم يعرضوا حياة للخطر بل كانا في الحاصل يسيران على بعد عشرات الامتار عن جنود الجيش الاسرائيلي. بيد أننا حينما نقلتهم نسمي أبناء السادسة عشرة والسابعة عشرة «شبابا فلسطينيين»، ليدل ذلك على أنهم في الحقيقة مخربون ولهذا «يستحقون الموت»، أما حينما يقتلون منا فنسمي أبناء السادسة عشرة والسابعة عشرة منا «أولادا» لندل على أنهم «قتلة أولاد» بخلافنا.
هل ندد رئيس وزراء اسرائيل بالقتل كما نطلب دائما من كل فلسطيني؟ وهل تحملت اسرائيل أصلا مسؤولية عن موتهما؟
وهل نبس ضابط اسرائيلي أو نطق متلعثما بشيء من الاعتذار؟ وهل طلب وزير اسرائيلي حتى وزير صغير المعذرة من الآباء الثاكلين؟ لم يوجد لا تنديد ولا اعتذار ولا نعال مظليين بل ما زالت اسرائيل تزعم أن الفلسطينيين يكذبون وأننا لسنا نحن الذين أطلقنا النار على أولادهم بل هم أنفسهم.
ونُذكركم بأن الجيش الاسرائيلي أطلق في عملية «الرصاص المصبوب» دون أي سبب قذائف دبابات على بيت الدكتور عز الدين أبو العيش وقتل ثلاثا من بناته (لن تجدوا أسماءهن في أي موقع اسرائيلي في الشبكة لأنه «لكل شخص إسم» إلا الاولاد الفلسطينيين). وحينما عُلم ذلك أنكر الجيش الاسرائيلي وتنكر ولم يتحمل قط مسؤولية كاملة عن القتل. وكان «التقرير الكامل» في ظاهر الامر الذي نشره آخر الامر إنكارا كله، وجاء فيه أن «قوة من غولاني عملت في منطقة قرية الشجاعية (لاحظت) اشخاصا ظُن أنهم مراقبون كانوا يوجهون نيران القناصين وراجمات صواريخ حماس من الطوابق العليا لبيت الطبيب». قد يقنعكم ذلك بيد أنهم في التحقيق كما رد الدكتور أبو العيش، «يتحدثون عن الشجاعية وأنا أسكن أصلا في منطقة جباليا».
والاجمل في هذه القصة أن الدكتور أبو العيش كان يعمل في ذلك الوقت طبيب توليد في مستشفى شيبا في اسرائيل. فقد ولد النساء بنين وبنات وقتلنا بناته، هكذا حقا. وهذا بالضبط هو عكس الوصف الذي قاله رئيس وزرائنا في مسامع أبو مازن وهو العكس بالضبط للقصة الكاذبة التي نقصها على أنفسنا. لكن لا تدعوا الحقائق تبلبلكم فنحن على حق لا غير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
«عودوا أيها الاخوة»… مرحلة قبيحة
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
دخلت عملية «عودوا أيها الاخوة» مرحلتها القبيحة. ولو لم يكن الحديث عن حياة اسرائيليين وفلسطينيين وعن كرامتهم وحريتهم لأمكن أن نستخف بالأمر. لكن الحال في الانعطاف كالحال فيه تنتهي الى أن تصبح مأساة. وما يحدث في الاسبوع الاخير تجاوز منذ زمن الاهتمام بمصير المخطوفين وأخذت مرحلة القبح تقوى فقط.
من السخافة أن نسمع اهداف العملية يرددها بجدية عميقة ساسة وجنرالات ومحللو بلاط. وهي «تحطيم بنية حماس التحتية» و»نقض حكومة الوحدة الفلسطينية»، وكأن اسرائيل لم تشاهد هذا الفيلم مرات لا تحصى ولم تخرج دائما ويدها هي السفلى. لأن قوة حماس تزداد فقط منذ كانت عملية «الرصاص المصبوب» و»عمود السحاب» ومن عملية الى اخرى. ومما يثير السخرية أن نرى وزير المالية يتحدث عن «أولادنا» فلماذا لا يتحدث عن اطفال؟ ومما يثير السخرية أن نرى جنودا يصادرون حواسيب ومعدات مكاتب في وكالات اعلام ومؤسسات خيرية وأن يؤمنوا أنهم قادرون على تحطيم هذه الحركة الشعبية. ومما يثير السخرية أن نرى جنودا مدججين بالسلاح يداهمون تحت جنح الظلام المخادع في نابلس وأن يؤمنوا بأن لذلك صلة بسلامة المخطوفين. ومما يثير السخرية أن نراهم يمنعون الفلاحين من الوصول الى حقولهم وأن يظنوا أن ذلك يفضي الى اطلاق سراح طلاب المدرسة الدينية. ومن المثير للسخرية أن نرى معروضات الغنيمة وهي بضع سكاكين وبنادق صدئة فوق بطانية عسكرية. ومن المثير للسخرية أن نفكر في أن أحد أكثر الجيوش تقدما في العالم يقوم «بحرب» على جيش حفاة ليس عنده شيء تقريبا. ومن المثير للسخرية أن نسمع الاوصاف البطولية وتعظيم قوة الجيش الاسرائيلي وأن نعلم أن جيش الدفاع المجيد قد أصبح في أكثره شرطة مع قسم للبحث عن مفقودين وقسم حركة سير ينصب حواجزا.
ومما يثير السخرية والكآبة أن نرى تغطية وسائل الاعلام الاسرائيلية. فمتحدث الجيش الاسرائيلي المقدم (احتياط) روني دانيال يوصي بمتابعة هذه العملية الى الأبد، لا بأقل من ذلك. وينضم مراسل مجند جريء آخر من القناة الى «عملية مداهمة لوائية عميقة في قلب الميدان»، ويصف ما تراه عيناه وكأنه انضم الى القوات التي أُنزلت في نورماندي. إن عرورة، وهي قرية فلسطينية هي «عاصمة حماس في الضفة» (أليست الخليل كذلك؟)، كان يتم فيها عرس في ذلك الوقت بالضبط. «هل العرس لا بأس به؟» يسأل المراسل – المحقق قائد اللواء، أشير بن لولو، الذي يوجد للواء كفير الذي يقوده ماض مريب من التنكيل بالسكان. وقد تم إفساد العرس لكن من يهمه ذلك. يعترف قائد اللواء بأن جنوده يعتقلون الآن «نشطاء» لا مطلوبين (اعتقلوا جميعا كما يقول) ويستل سلاح يوم القيامة فـ «كل أصيص» (في بيت المطلوب المغترب في تركيا)، يقول المخمن بن لولو «يساوي مالا كثيرا». وقد اعتقلت أمه العجوز ايضا ذات مرة. لماذا؟ إنه «الارهاب». لكن الجنود أخلوا البيت من ساكنيه قبل مجيء عدسات التصوير كي لا يفسدوا فرح مداهمة التلفاز.
ويوجد فرح آخر لمراسل آخر (مراسل والله) في جنين: فهو ايضا جُند لمهمة الدعاية، ومخيم اللاجئين بحسب لغته هو «وكر ثعابين»، برغم أنه يلاحظ دعاية صحون تلفاز استعدادا لالعاب كأس العالم عند هؤلاء الحيوانات البشرية. يا وكر الثعابين قد عدنا اليك مرة ثانية. ولا يقول أحد كلمة عن حياة السكان الذين يقلبون حياتهم مرة اخرى في قسوة، وعن مخاوف الاولاد ومشكلات الآباء. فالسكان الفلسطينيون مقسمون الى «خلايا ارهاب». ولا يوجد هناك آباء خائفون ولا اولاد يبللون فراشهم من شدة الخوف، ولا متضررون من الخوف.
تقترح زوجة طبيب اسرائيلي يعالج اولادا فلسطينيين – ما أجملنا – على زوجها أن يكف عن اجراء عمليات جراحية لهم وأن تُقطع الكهرباء عن الخليل ايضا وهي تُعد «يسارية». ويُقتل فتيان فلسطينيان كأنهما ملاحظة هامشية على الموضوع الحقيقي لكن من ذا يتجرأ على مقارنة حياتهم (وموتهم) بحياة طلاب مدرستنا الدينية؟. «تنبعث رائحة زعتر قوية من الارض»، يقول مراسل القناة الثانية بصورة شاعرية على خلفية صور الليل، في مكان لم أشم فيه مدة عشرات سنوات التغطية الصحافية، رائحة زعتر قوية. لكن رائحة قوية اخرى تنبعث الى أنفي هي رائحة المرض اللعين الذي ينتشر هنا بسرعة مخيفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 26/06/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
حماس الخارج لم تشارك في الاختطاف
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
فشل أوباما في الشرق الأوسط
بقلم: موشيه آرنس،عن هأرتس
الأردن تحت التهديد من العراق
المملكة مُعرضة لخطر اجتياح «داعش» لكن قوات الأمن قادرة على صدها
بقلم: رونين اسحق،عن اسرائيل اليوم
الأكاذيب التي نحدث بها أنفسنا
بقلم: كوبي نيف،عن هآرتس
«عودوا أيها الاخوة»… مرحلة قبيحة
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
</tbody>
حماس الخارج لم تشارك في الاختطاف
بقلم: عاموس هرئيل،عن هأرتس
بدأ الاسبوع الثاني من عملية «عودوا أيها الاخوة» بحشد كثيف لقوات الجيش الاسرائيلي في القرى غربي الخليل وشمالها وفي المناطق المفتوحة بينها.
ويمشط الجنود مناطق واسعة محاولين الوصول الى معطيات تشير الى المكان الذي أُخفي فيه الفتيان الثلاثة المخطوفون. وليست تلك حربا برغم أن بعض الصور واللغة الدرامية لتقارير التلفاز الاخبارية الملونة كلها باللون الاخضر الذي تمليه وسائل الرؤية الليلية، قد تضلل المشاهدين.
تحول الجيش الاسرائيلي منذ كان الاختطاف عن نشاط شرطة وأمن جارٍ الى عمليات اعتقالات وتمشيط مخطط لها.
ولا ينتظر حتى الآن في الطرف الآخر عدو مسلح، فحماس التي يخضع رجالها للمطاردة تتهرب من كل مواجهة مباشرة أما اجهزة أمن السلطة الفلسطينية فتقدم لاسرائيل مساعدة متواصلة في الجهد للعثور على المخطوفين.
والذين يخرجون للمواجهة هم فتية وشباب فلسطينيون يرشقون قوات الجيش الاسرائيلي عند دخولها القرى والمدن بالحجارة والزجاجات الحارقة، وقد قُتل في هذه الاحداث الى الآن ثلاثة فلسطينيين أحدهم في نهاية الاسبوع.
تُبين زيارة ليلية قصيرة للواء المظليين الذي يعمل منذ اسبوع في منطقة الخليل أن العملية التي يقودها قائد منطقة الوسط نتسان ألون تجري على نحو عام بمسؤولية وضبط للنفس وأن القوات حُذرت من المس بالسكان الفلسطينيين دونما حاجة. لكن دخولا كثيفا جدا وغير عادي بالنسبة للسنوات الاخيرة لقوات الى الارض يفضي الى مواجهات محلية اخرى. وفي واحدة منها في فجر يوم الجمعة في بلدة دورا جنوب الخليل قُتل فتى فلسطيني في الـ 15 من عمره هو محمد دودين برصاص حي أطلقته وحدة مظليين على رُماة حجارة.
إن الجدل العاصف في مقدار التعاطف بين المستوطنين و»دولة تل ابيب» لا يصل الى المظليين في الخليل وهذا أمر حسن. وكما لوحظ في قضايا اختطاف سابقة – مزارع شبعا، وجلعاد شليط، واختطاف رجال الاحتياط الذي أشعل حرب لبنان الثانية – يشتغل المقاتلون في الخدمة النظامية في الأساس بقضية ما هو مصير الفتيان الذين هم أصغر سنا منهم بقليل. وفي لواء المظليين لم يسافروا في يوم السبت الى البيوت وكان جنود تلقوا بتفهم ايضا تأجيل عطلة تسريحهم. وليست الرسالة موجهة الى الداخل فقط، أي الى المجتمع الاسرائيلي، بل الى الفلسطينيين ايضا وهي أن اسرائيل تبحث عن مخطوفيها على هذا النحو، وهي تخصص لهذا الهدف جهدا طويلا عنيفا احيانا حتى لو كلف الاضرار بحياة سكان منطقة الخليل اليومية.
إن ضباط الجيش الاسرائيلي الذين يتحدثون الى نظرائهم في اجهزة الامن الفلسطينية يلاحظون هناك عدم ارتياح بسبب هوية ضحايا الاختطاف. وفي الجو العام في المناطق ربما كان أصعب على رئيس السلطة محمود عباس أن يوجه نقدا معلنا لاختطاف جندي. لكن صور الفتيان التي تنشر في وسائل الاعلام تشهد على مبلغ إثم ذلك العدوان على فتية.
تم تقبل كلام عباس الصارم بصورة جيدة في جهاز الأمن واقتبسه كل الضباط الذين تحدثت اليهم في الايام الاخيرة. وحافظت حكومة نتنياهو على تجاهل مطلق تقريبا لتلك الاقوال في حين تحول وزراؤها الكبار أمس الى عدد من الاعمال المعلنة الغامضة. فقد سارع وزير الدفاع موشيه يعلون لسبب ما الى تسجيل خطبته وصوره مع مقاتلي الوحدة الشرطية الخاصة ودورية هيئة القيادة العامة، وهم الذين ربما يرسلون آخر الامر للسيطرة على الخاطفين، ونشرها وكأنه لا يوجد ما يكفي من الوقت لهذه الاشياء بعد انتهاء العملية. وسحق وزير المالية يئير لبيد من أجروا لقاءً معه في القناة الثانية بتبرئته الشرطة من المسؤولية عن التقصير في العناية بالمكالمة الهاتفية الى مركز الطواريء.
وفي جبهة الدعاية تقوم الحكومة بعمل مزدوج هو استعمال ضغط على السلطة في محاولة لابعادها عن مصالحة حماس والبحث عن أدلة تشهد بأن قادة حماس الكبار من خارج الضفة الغربية كانوا مشاركين في سلسلة القيادة المسؤولة عن الاختطاف.
وفي القسم الاول يشهد تصريح عباس ورجاله بأن الاختطاف جعل المصالحة بطيئة بل إنه قد يوقفها تماما. وفي القسم الثاني ما زالت الأدلة ضعيفة الى الآن. إن خطبة خالد مشعل في قطر قبل شهر التي توجه فيها الى حسن سلامة، سجين حماس المسجون في اسرائيل، يمكن أن تعتبر بصعوبة شبه توجيه الى استمرار اعمال الخطف.
تنشر الآن معلومات عن صلاح عاروري، نشيط حماس الذي وافقت اسرائيل على اطلاق سراحه من اعتقال اداري عوض ابعاده عن الضفة منذ اربع سنوات، وهو يركز منذ ذلك الحين من بعيد النشاط الارهابي للمنظمة.
والتوجيهات والاموال التي يحولها عاروري من مكان اقامته في تركيا في المدة الاخيرة الى خلايا عسكرية كثيرة لحماس في الضفة تصور اسلوب عمله. وهي لا تربطه في هذه المرحلة بالعملية نفسها. ويقول شخص عسكري رفيع المستوى إن الخلايا الميدانية تحلل لنفسها سياسة المنظمة بالاعتماد على تصريحات ظاهرة ورسائل سرية تُنقل اليها.
إن قطاع غزة ما زال الى الآن جبهة ثانوية قياسا بالضفة. ويشهد سلوك قادة حماس هناك بأنهم يخشون دخول معركة بسبب الاضرار المحتملة لهجوم اسرائيلي وبسبب الضغط الثقيل الذي تستعمله مصر عليهم. لكن هذه الجبهة ايضا تغلي بنشاط تحت السطح، ففي يوم الخميس قتل خمسة من رجال حماس بانفجار غامض في نفق هو واحد من عشرات الانفاق التي حفرتها المنظمة في القطاع، وفي كل ليلة تقريبا تطلق بضع قذائف صاروخية من القطاع على النقب.
واذا تبين أن المخطوفين قتلتهم الخلية من الخليل أو اذا لم يحرز تقدم في العملية على مر الوقت فقد ترى اسرائيل احتمال أن تجبي من غزة ثمنا آخر من حماس.
وفي ما بين أيدي ذلك يجري في غزة مسار قوي محسوب لانتاج قذائف صاروخية لمدى متوسط. وقد قدر رئيس قسم البحث في «أمان» العميد إيتي باروم في بداية الشهر في خطبة له في مؤتمر هرتسليا أنه أصبح يوجد في قطاع غزة مئات القذائف الصاروخية القادرة على اصابة غوش دان.
ما زالت العملية في الضفة مستمرة في انتظار شق طريق استخباري يساعد على العثور على المخطوفين والاجابة على سؤال ماذا كان مصيرهم. ويوجد الى الآن موعدان في الفترة القريبة ستضطر اسرائيل الى اعتبارهما، ففي 28 حزيران يبدأ شهر رمضان وفي 30 حزيران تنتهي الدراسة في المدارس في الضفة. والعطلة الكبيرة تخرج الى الشوارع مئات آلاف الطلاب وتزيد في الاحتكاك بجنود الجيش الاسرائيلي عند دخولهم الى المدن والقرى في داخل اراضي السلطة الفلسطينية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فشل أوباما في الشرق الأوسط
بقلم: موشيه آرنس،عن هأرتس
يزعم صاحب العمود الصحافي المعروف توماس فريدمان أن الموجه الذي يوجه سياسة براك اوباما الخارجية هو «لا تفعل فعل حماقة». ويتبين أن ذلك غير كاف حينما يكون الحديث عن هذا الجزء من العالم على الأقل. فليست خطط اوباما المتعلقة بالشرق الاوسط قد انتهت الى لا شيء فقط بل خسر آلاف الامريكيين حياتهم وضاعت تريليونات الدولارات وزادت الفوضى فقط. وما نشر أنه انجاز أصبح فشلا. وأصبح أعداء واشنطن يسيطرون الآن على أجزاء كبيرة مما كان في الماضي العراق وسوريا. وتتجه ليأسها لمساعدة ايران لا غيرها وهي التي تسميها «الشيطان الاكبر».
من الواضح أن اوباما لم يقصد ذلك حينما خطب في القاهرة في 4 حزيران 2009 خطبة «البدء الجديد». وقد أكد اسمه الأوسط حسين وآباءه المسلمين كي يقنع سامعيه أنه يملك الخلفية والصفات المطلوبة ليفهم العالم الاسلامي وليقود الى فتح صفحة جديدة في العلاقات بينه وبين الولايات المتحدة. وكانت تلك خطبة عبرت عن أحلام كبيرة وآمال بر لكن لم يكن يوجد فيها تقدير واقعي للشرق الاوسط والتطورات في العالم الاسلامي.
وتبين أن فهمه ومعرفته للاسلام كنواياه الخيرة ايضا لم تكن كافية له في العالم الاسلامي. فلم تكن الخطبة في القاهرة في نظر المسلمين المتطرفين من الشيعة والسنة على السواء سوى دليل وعلامة على أن الهجمات الارهابية على الولايات المتحدة آتت أُكلها.
اذا أردنا أن نكون منصفين قلنا إن ادارة اوباما لم تكن الادارة الامريكية الاولى التي اخطأت اخطاء شديدة في الشرق الاوسط، فقد كان هاري ترومان في الحقيقة أول رئيس امريكي اعترف بدولة اسرائيل لكنه فرض على الدولة الشابة حظر سلاح في فترة كانت تحارب فيها الجيوش العربية الغازية، واضطرها الى التوجه الى تشيكوسلوفاكيا الشيوعية للحصول على سلاح. واستعمل دوايت آيزنهاور ضغوطا ثقيلة على دافيد بن غوريون كي تنسحب اسرائيل من سيناء وقطاع غزة بعد عملية كديش، وكان ذلك قرارا ندم عليه بعد ذلك. وأيدت ادارة ريغان صدام حسين عندما اجتاح العراق ايران.
اذا استثنينا عددا من الشواذ هنا وهناك، فان سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط كانت على مر السنين سلسلة اخفاقات وليس في ذلك عجب. لأنه كيف يستطيع الامريكيون أن يفهموا تعقد العالم العربي والاسلامي؟ والفروق بين حزب الله وفتح وحماس والجهاد الاسلامي والقاعدة وجبهة النصرة وداعش؟ وتفكير المتطرفين الاسلاميين في طهران الذين يطمحون الى الحصول على سلاح ذري؟ لقد طور كثير من الدبلوماسيين والخبراء الامريكيين بعلم السياسة قدراتهم الاستراتيجية والسياسية في فترة الحرب الباردة، ونجحوا في تأدية اعمالهم جيدا في اثنائها الى أن انهار الاتحاد السوفييتي لكن الشرق الاوسط أمر مختلف تماما.
هل كانت اخطاء اوباما محتومة؟ ليس ذلك بالضرورة. فقد كان للولايات المتحدة صديقة واحدة في المنطقة وهي دولة مستقرة وديمقراطية وحليفة استراتيجية. وهي دولة فيها أعلى مجموع في العالم من الخبراء بالعالم العربي وبمكافحة الارهاب، وفيها ايضا قيادة ذات خبرة طويلة بمواجهة الارهاب. وكانت الخبرة الاسرائيلية يمكنها أن تخدم الولايات المتحدة جيدا وربما كانت تستطيع منع عدد من الأخطاء التي اخطأتها ادارة اوباما.
لكن اوباما استقر رأيه على مشاجرة أفضل صديقة للولايات المتحدة في المنطقة. وقد أرسل اليها في خطبته في القاهرة رسالة واضحة حينما دعا الى وقف الاستيطان في يهودا والسامرة. وفي السنوات التي تلت ذلك أوحى بأنه يتوقع من اسرائيل أن تنسحب الى خطوط وقف اطلاق النار في 1949 والتي فضل أن يسميها «خطوط 1967». ولم تتوقف لحظة واحدة الضغوط التي استعملها على اسرائيل والانتقاد الذي وجهه الى حكومتها. وهذا الجو لا يشجع التعاون والتشاور في مواضيع اخرى. فقد تكون أُضيعت فرصة هنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الأردن تحت التهديد من العراق
المملكة مُعرضة لخطر اجتياح «داعش» لكن قوات الأمن قادرة على صدها
بقلم: رونين اسحق،عن اسرائيل اليوم
«أصبح الخطر يقترب من غرف نومنا، وقد أصبح ذلك تهديدا استراتيجيا»، بهذه الكلمات وصف المحلل الاردني عريب الرنتاوي في المدة الاخيرة في مواقع الشبكة والشبكات الاجتماعية، وصف الخوف من تقدم الارهابيين من سوريا والعراق نحو الدول المجاورة ولا سيما الاردن.
ويريد الارهابيون الذين تشجعهم نجاحاتهم في الاحتلال السريع لمدن العراق وتقدمهم نحو العاصمة بغداد، أن يحققوا خطة أوسع هي اقامة الخلافة الاسلامية بحسب تصور أبو بكر البغدادي زعيم منظمة داعش. وقد أمر البغدادي بحسب الأنباء رجاله في المدة الاخيرة بنشر الجهاد وبالتقدم نحو دول اخرى في المنطقة منها لبنان والاردن وفلسطين وقطاع غزة وسيناء.
على حسب التقديرات الاستخبارية وُضعت الاردن في رأس قائمة أهداف البغدادي، ويفترض أن تكون الهدف التالي لهجمات داعش. بل أعلن نشطاء المنظمة أن الملك الاردني عبد الله الثاني كافر وهو يستحق الموت بسبب ذلك. وقد أقاموا مراسم «إعدام» رمزية عُرضت فيها صورة الملك مقتولا في شوارع عمان. ويعتمد طموحهم الى النجاح في حربهم للنظام الاردني على حقيقة أنه يوجد في الاردن منذ أكثر من عقد حضور اسلامي غير كبير لكنه فعال جدا.
فقد استمر مؤيدو الارهابي الاردني الشهير أبو مصعب الزرقاوي، مؤسس داعش، على التحريض على النظام الاردني بعد موته وانشأوا خلايا ارهاب متفرعة عن القاعدة، كشفت الاستخبارات الاردنية عن أكثرها لكن جهات استخبارية غربية تُقدر أنه ما زالت توجد خلايا نائمة في المملكة ويفترض أن تعمل في اللحظة التي تصدر فيها الاشارة مع بدء هجوم داعش على الاردن (برغم أن الصلة الرسمية بين داعش والقاعدة قُطعت في مطلع السنة في واقع الامر). والى الحضور الاسلامي الكبير في المملكة، يفترض أن تُسهل الحدود المشتركة بين العراق وسوريا والاردن على الارهابيين التسلل الى داخل اراضي المملكة الاردنية.
برغم أن الاردنيين واجهوا في الماضي الارهاب الفلسطيني والاسلامي الذي أراد أن يُسقط النظام الهاشمي بصورة جيدة فان التغييرات في الشرق الاوسط منذ أن بدأ الربيع العربي وعدم الاستقرار السياسي وصعود الحركات الاسلامية والسلفية في المنطقة، يفترض في ظاهر الامر أن تجعل من الصعب عليهم أن يواجهوا الهجوم الارهابي المتوقع عليهم. ومع ذلك فالاردن ليست العراق واحتمال أن تحتل داعش مدنا اردنية كما فعلت في العراق ضئيل جدا. فقوات الامن الاردنية أكثر تنظيما وخبرة وأقوى من القوات العراقية وكذلك القدرة الاستخبارية ايضا. والسكان الاردنيون الذين استقبلوا الارهاب الاسلامي في الماضي أصبحوا اليوم أقل تسامحاً معه، وسيصعب على الحركات السلفية وتلك التي تؤيد القاعدة أن تعتمد على تأييد شعبي كما هي الحال في العراق.
إن التأهب الاردني وإمداد القوات على طول الحدود والرد العسكري تواً على كل عمل معادٍ وزيادة التعاون العسكري والاستخباري مع الولايات المتحدة والعربية السعودية واسرائيل يفترض أن تساعد النظام الاردني على احباط التدبير الاسلامي. وقد برهنت تجربة الماضي على أن الحكام الاردنيين قادرون على الحفاظ على بقاء المملكة برغم الأخطار التي تواجهها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الأكاذيب التي نحدث بها أنفسنا
بقلم: كوبي نيف،عن هآرتس
تحدث رئيس وزرائنا الى رئيس السلطة الفلسطينية وقال له إن حادثة الاختطاف «تكشف عن طبيعة الارهاب الذي نحاربه نحن (الاسرائيليين). فالارهابيون (الفلسطينيون) يخطفون اولادا اسرائيليين أبرياء أما نحن (الاسرائيليين) فنعالج في مستشفياتنا اولادا فلسطينيين مرضى لانقاذهم. وهذا هو الفرق بين سياستنا الانسانية (نحن الاسرائيليين) وبين الارهاب (الفلسطيني) القاتل الذي يهاجمنا نحن (الاسرائيليين.»)
عبَّر رئيس الوزراء في كلامه هذا تعبيرا دقيقا عن رأي أكثر مواطني اسرائيل اليهود. فكلنا تقريبا نؤمن بأننا لسنا لا نقتل الاولاد الفلسطينيين فقط بل نعرض أنفسنا للخطر لانقاذهم، أما هم، أعني الفلسطينيين، فلا يشتغلون فقط إلا بقتل أكبر عدد من الاولاد اليهود الاسرائيليين.
قبل شهر فقط في مظاهرات يوم النكبة في «يهودا والسامرة» قتل فتيان هما محمد أبو طاهر ابن السادسة عشرة ونديم نوارة ابن السابعة عشرة، وهما في نفس عمر الفتيان الاسرائيليين الثلاثة. وقد برهنت آلات التصوير في ذلك المكان على أنهما لم يرميا الحجارة ولم يعرضوا حياة للخطر بل كانا في الحاصل يسيران على بعد عشرات الامتار عن جنود الجيش الاسرائيلي. بيد أننا حينما نقلتهم نسمي أبناء السادسة عشرة والسابعة عشرة «شبابا فلسطينيين»، ليدل ذلك على أنهم في الحقيقة مخربون ولهذا «يستحقون الموت»، أما حينما يقتلون منا فنسمي أبناء السادسة عشرة والسابعة عشرة منا «أولادا» لندل على أنهم «قتلة أولاد» بخلافنا.
هل ندد رئيس وزراء اسرائيل بالقتل كما نطلب دائما من كل فلسطيني؟ وهل تحملت اسرائيل أصلا مسؤولية عن موتهما؟
وهل نبس ضابط اسرائيلي أو نطق متلعثما بشيء من الاعتذار؟ وهل طلب وزير اسرائيلي حتى وزير صغير المعذرة من الآباء الثاكلين؟ لم يوجد لا تنديد ولا اعتذار ولا نعال مظليين بل ما زالت اسرائيل تزعم أن الفلسطينيين يكذبون وأننا لسنا نحن الذين أطلقنا النار على أولادهم بل هم أنفسهم.
ونُذكركم بأن الجيش الاسرائيلي أطلق في عملية «الرصاص المصبوب» دون أي سبب قذائف دبابات على بيت الدكتور عز الدين أبو العيش وقتل ثلاثا من بناته (لن تجدوا أسماءهن في أي موقع اسرائيلي في الشبكة لأنه «لكل شخص إسم» إلا الاولاد الفلسطينيين). وحينما عُلم ذلك أنكر الجيش الاسرائيلي وتنكر ولم يتحمل قط مسؤولية كاملة عن القتل. وكان «التقرير الكامل» في ظاهر الامر الذي نشره آخر الامر إنكارا كله، وجاء فيه أن «قوة من غولاني عملت في منطقة قرية الشجاعية (لاحظت) اشخاصا ظُن أنهم مراقبون كانوا يوجهون نيران القناصين وراجمات صواريخ حماس من الطوابق العليا لبيت الطبيب». قد يقنعكم ذلك بيد أنهم في التحقيق كما رد الدكتور أبو العيش، «يتحدثون عن الشجاعية وأنا أسكن أصلا في منطقة جباليا».
والاجمل في هذه القصة أن الدكتور أبو العيش كان يعمل في ذلك الوقت طبيب توليد في مستشفى شيبا في اسرائيل. فقد ولد النساء بنين وبنات وقتلنا بناته، هكذا حقا. وهذا بالضبط هو عكس الوصف الذي قاله رئيس وزرائنا في مسامع أبو مازن وهو العكس بالضبط للقصة الكاذبة التي نقصها على أنفسنا. لكن لا تدعوا الحقائق تبلبلكم فنحن على حق لا غير.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
«عودوا أيها الاخوة»… مرحلة قبيحة
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
دخلت عملية «عودوا أيها الاخوة» مرحلتها القبيحة. ولو لم يكن الحديث عن حياة اسرائيليين وفلسطينيين وعن كرامتهم وحريتهم لأمكن أن نستخف بالأمر. لكن الحال في الانعطاف كالحال فيه تنتهي الى أن تصبح مأساة. وما يحدث في الاسبوع الاخير تجاوز منذ زمن الاهتمام بمصير المخطوفين وأخذت مرحلة القبح تقوى فقط.
من السخافة أن نسمع اهداف العملية يرددها بجدية عميقة ساسة وجنرالات ومحللو بلاط. وهي «تحطيم بنية حماس التحتية» و»نقض حكومة الوحدة الفلسطينية»، وكأن اسرائيل لم تشاهد هذا الفيلم مرات لا تحصى ولم تخرج دائما ويدها هي السفلى. لأن قوة حماس تزداد فقط منذ كانت عملية «الرصاص المصبوب» و»عمود السحاب» ومن عملية الى اخرى. ومما يثير السخرية أن نرى وزير المالية يتحدث عن «أولادنا» فلماذا لا يتحدث عن اطفال؟ ومما يثير السخرية أن نرى جنودا يصادرون حواسيب ومعدات مكاتب في وكالات اعلام ومؤسسات خيرية وأن يؤمنوا أنهم قادرون على تحطيم هذه الحركة الشعبية. ومما يثير السخرية أن نرى جنودا مدججين بالسلاح يداهمون تحت جنح الظلام المخادع في نابلس وأن يؤمنوا بأن لذلك صلة بسلامة المخطوفين. ومما يثير السخرية أن نراهم يمنعون الفلاحين من الوصول الى حقولهم وأن يظنوا أن ذلك يفضي الى اطلاق سراح طلاب المدرسة الدينية. ومن المثير للسخرية أن نرى معروضات الغنيمة وهي بضع سكاكين وبنادق صدئة فوق بطانية عسكرية. ومن المثير للسخرية أن نفكر في أن أحد أكثر الجيوش تقدما في العالم يقوم «بحرب» على جيش حفاة ليس عنده شيء تقريبا. ومن المثير للسخرية أن نسمع الاوصاف البطولية وتعظيم قوة الجيش الاسرائيلي وأن نعلم أن جيش الدفاع المجيد قد أصبح في أكثره شرطة مع قسم للبحث عن مفقودين وقسم حركة سير ينصب حواجزا.
ومما يثير السخرية والكآبة أن نرى تغطية وسائل الاعلام الاسرائيلية. فمتحدث الجيش الاسرائيلي المقدم (احتياط) روني دانيال يوصي بمتابعة هذه العملية الى الأبد، لا بأقل من ذلك. وينضم مراسل مجند جريء آخر من القناة الى «عملية مداهمة لوائية عميقة في قلب الميدان»، ويصف ما تراه عيناه وكأنه انضم الى القوات التي أُنزلت في نورماندي. إن عرورة، وهي قرية فلسطينية هي «عاصمة حماس في الضفة» (أليست الخليل كذلك؟)، كان يتم فيها عرس في ذلك الوقت بالضبط. «هل العرس لا بأس به؟» يسأل المراسل – المحقق قائد اللواء، أشير بن لولو، الذي يوجد للواء كفير الذي يقوده ماض مريب من التنكيل بالسكان. وقد تم إفساد العرس لكن من يهمه ذلك. يعترف قائد اللواء بأن جنوده يعتقلون الآن «نشطاء» لا مطلوبين (اعتقلوا جميعا كما يقول) ويستل سلاح يوم القيامة فـ «كل أصيص» (في بيت المطلوب المغترب في تركيا)، يقول المخمن بن لولو «يساوي مالا كثيرا». وقد اعتقلت أمه العجوز ايضا ذات مرة. لماذا؟ إنه «الارهاب». لكن الجنود أخلوا البيت من ساكنيه قبل مجيء عدسات التصوير كي لا يفسدوا فرح مداهمة التلفاز.
ويوجد فرح آخر لمراسل آخر (مراسل والله) في جنين: فهو ايضا جُند لمهمة الدعاية، ومخيم اللاجئين بحسب لغته هو «وكر ثعابين»، برغم أنه يلاحظ دعاية صحون تلفاز استعدادا لالعاب كأس العالم عند هؤلاء الحيوانات البشرية. يا وكر الثعابين قد عدنا اليك مرة ثانية. ولا يقول أحد كلمة عن حياة السكان الذين يقلبون حياتهم مرة اخرى في قسوة، وعن مخاوف الاولاد ومشكلات الآباء. فالسكان الفلسطينيون مقسمون الى «خلايا ارهاب». ولا يوجد هناك آباء خائفون ولا اولاد يبللون فراشهم من شدة الخوف، ولا متضررون من الخوف.
تقترح زوجة طبيب اسرائيلي يعالج اولادا فلسطينيين – ما أجملنا – على زوجها أن يكف عن اجراء عمليات جراحية لهم وأن تُقطع الكهرباء عن الخليل ايضا وهي تُعد «يسارية». ويُقتل فتيان فلسطينيان كأنهما ملاحظة هامشية على الموضوع الحقيقي لكن من ذا يتجرأ على مقارنة حياتهم (وموتهم) بحياة طلاب مدرستنا الدينية؟. «تنبعث رائحة زعتر قوية من الارض»، يقول مراسل القناة الثانية بصورة شاعرية على خلفية صور الليل، في مكان لم أشم فيه مدة عشرات سنوات التغطية الصحافية، رائحة زعتر قوية. لكن رائحة قوية اخرى تنبعث الى أنفي هي رائحة المرض اللعين الذي ينتشر هنا بسرعة مخيفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ