Haneen
2014-07-14, 12:09 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعة 27/06/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
سلام أيها الشريك
بقلم: كارولينا لينتسمان،عن هأرتس
الخطر الجديد على إسرائيل
بقلم: آري شبيط،عن هأرتس
جدار وبسرعة
بقلم: غي بخور،عن يديعوت
خفض مستوى توقعات الجمهور
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
لا تخافوا من احتلال قطاع غزة
الضامن لوجود دولتين للشعبين هو القضاء على حماس في غزة والضفة الغربية
بقلم: تسفيكا فوغل،عن اسرائيل اليوم
</tbody>
سلام أيها الشريك
بقلم: كارولينا لينتسمان،عن هأرتس
كان قتل اسحق رابين ردا على التقدم في مسار سياسي كان يفترض أن يفضي الى تقسيم البلاد واعادة المناطق. وبرأ المجتمع الاسرائيلي نفسه زاعما أن الحديث عن نبتة ضارة، وانتخب صدورا عن المصالحة أكبر خصم عقائدي لرابين كي يرأسه. لكن من مثل بنيامين نتنياهو الذي كان يُشرف على الجموع الغاضبة التي تظاهرت في الميادين اعتراضا على رابين، من مثله يعلم مبلغ عمق الانقسام بيننا، وما هي الاخطار الداخلية التي تنتظر كل من يقود مسار اعادة المناطق واخلاء المستوطنات.
أوضح بيل كلينتون في حينه أن مشكلة الاسرائيليين والفلسطينيين ليست الموافقة على اطار الاتفاق بل القدرة على بت القرار. ومنذ ذلك الحين الى اليوم ومع كل مسار سياسي حُرك وخمد، يقوى الشعور بأن الحوار بين الشعبين لن يفضي الى اتفاق. ويبدو أن مسار التفاوض عالق بسبب خوف الطرفين من المعارضة الداخلية أكثر من كل شيء آخر.
ليس من العجيب أن شعر جون كيري بأن طلب الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية يرمي الى افشال التفاوض. فالطرف الاسرائيلي خائف منذ سنوات من الصهيونية الدينية وكل مطلوبه أن يحرز البرهان على أن الطرف الآخر يرفض التوقيع، وهو برهان يمكنه أن يلوح به في وجه العالم ومؤيدي السلام في الداخل ليعود فيغطي نفسه بلحاف الوضع الراهن الدافيء.
أدرك محمود عباس الخبير بالصهيونية كما أدرك دافيد بن غوريون الذي فهم أن الحوار المباشر والتعاون الامني مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية غير كافيين لجعلها تغير سياستها نحو الاستيطان اليهودي، أدرك عباس في المحادثات الاخيرة أن مفتاح تغيير السياسة في حال الفلسطينيين موجود في يد امريكا، وينبغي التوجه الى مسار يلتف على اسرائيل. ويرى من وجهة نظره أن تطلب الامم المتحدة الى اسرائيل أن تنسحب من المناطق أو تعرض نفسها لخطر عقوبات وإقصاء. وكانت المصالحة الفلسطينية خطوة مطلوبة للتقدم في المسار الدولي ومنحت عباس قوة أكبر باعتباره يمثل الشعب الفلسطيني كله.
ليكن من كان ذاك الذي اختطف الفتيان المستوطنين، فانه لا يؤمن بنضال غير عنيف لتحرر وطني، وهو غير مستعد لمصالحة سياسية وقد فعل ذلك في لحظة حرجة للشعب الفلسطيني. ولهذا فان الاختطاف عمل يُضاد زعامة عباس وثقة العالم به، وهو إضرار شديد بالنضال الفلسطيني.
عند الفلسطينيين ايضا لا في اسرائيل فقط تدخل المعارضة في العمل حينما يوجد احتمال لمسيرة سياسية. فما زال المعارضون العقائديون لتقسيم البلاد في اسرائيل وعند الفلسطينيين يتعاونون بينهم على هدفهم المشترك. ولهذا فان الساذج فقط يتوقع أن تُظهر حكومة نتنياهو وبينيت وليبرمان مسؤولية اقليمية في هذا الوقت العصيب بدل أن تجهد لتعميق الانقسام في المجتمع الفلسطيني وإذلال زعيمه. يبرهن رد عباس على أنه لا يخشى المعارضة هذه المرة، وعلى أنه مستمر على السير قدما. وهو لا يقلب الطاولة ولا يوقف التنسيق الامني مع اسرائيل. ولا يستسلم لمشاعر الألم وشعور شعبه بالاذلال الذي يقوى كلما طال وجود الجيش الاسرائيلي. إنه يقف ثابتا مستمرا على محاولته أن يقود مجتمعا فلسطينيا موحدا في مسار دولي يعترف بنضجه القومي. فينبغي أن نأمل أن يستطيع المجتمع الفلسطيني أن يحمي زعيمه الشجاع من قوى المعارضة أكثر مما فعل في حينه المجتمع الاسرائيلي حينما كان زعيمه الشجاع رابين محتاجا الى حمايته. ومن جهة اخرى قد يقنع قتل يغئال عمير فلسطيني لعباس، قد يقنع الاسرائيليين بأنه كان شريكا صالحا في السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الخطر الجديد على إسرائيل
بقلم: آري شبيط،عن هأرتس
وُجدت ذات يوم جبهة شرقية، وقبل سنين كثيرة، عشرين أو ثلاثين، كانت اسرائيل معرضة لتهديد استراتيجي من الشرق. وقد قاد البعث العراقي العدو والبعث السوري العدو دولتين قوميتين حديثتين في ظاهر الامر لهما جيشان حديثان في ظاهر الامر – كثيرا الجنود والدبابات والصواريخ. وأوجد الخوف من حرب في الشرق أو في الشمال الشرقي على إسرائيل أن يكون لها جيش قوي وأن تحيا على تأهب دائم وأن تسيطر على مناطق مسيطرة في غور الاردن وهضبة الجولان. لكن الجبهة الشرقية تلاشت في العقود الاخيرة، فقد ضرب بوش الأب العراق أولا وبعد ذلك نقض بوش الابن عُرى العراق. وصديء الجيش السوري أولا وبعد ذلك انتقضت عُراه. وجاء الربيع العربي معه برياح التحرير والأمل فخُيل لكثيرين أخيار أن اسرائيل لم تعد محتاجة الى جيش كبير والى مناطق سيطرة والى حياة تأهب. وحل محل الخوف من الحرب التالية التي أثرت تأثيرا عميقا في منظومات حياتنا جميعا، حل محله شعور مستريح مفهوم بأن وضعنا لم يكن قط أفضل مما هو عليه الآن.
لكن أخذت تحدث في الاشهر الاخيرة تغييرات حادة في الشرق، فهناك انتعاش ما للنظام الموالي لايران في دمشق، وتأثير ايران المتزايد في بغداد وزيادة قوة حزب الله العسكرية وهو ما ينشيء محورا شيعيا متطرفا قويا جدا. وفي مقابل ذلك أظهر الظهور المفاجيء لداعش فوق خشبة المسرح قوى سنية متطرفة متوحشة لم نرَ لها شبيها في الماضي. لا توجد دولة قومية عربية في الشرق ولا جيش عربي قوي في الشرق لكن توجد فوضى عارمة. ويفضي الضعف الداخلي للقومية العربية والحماقة المستمرة للسياسة الامريكية الى انتقاض النظام الاقليمي النسبي، فحلت محل الجبهة الشرقية القديمة جبهة شرقية جديدة فيها عدم استقرار وعدم يقين.
لا تشبه الجبهة الشرقية الجديدة الجبهة القديمة ألبتة. ولن يوجد في العقد القريب هنا حرب يوم غفران جديدة. ولن تجتاز الجيوش العربية النظامية الحدود ولن تغرق الدبابات السورية هضبة الجولان. لكن التأليف بين سلاح مُحكم وجيوش اسلامية قد ينشيء زعزعات اقليمية تقترب من حدودنا. وعلامات السؤال أكثر من علامات القراءة مثل: ماذا سيكون مصير الاردن؟ وهل يتحول وسط العراق وجنوب سوريا الى مثل افغانستان؟ وهل يصبح قطاع غزة كالصومال؟ وماذا ستكون تأثيرات نشوء مناطق واسعة جدا لا توجد عليها سيطرة دولة لا لبس فيها وسيادة واضحة؟.
الواضح شيء واحد وهو أن الخطر الجديد الذي تتعرض له اسرائيل في العصر الجديد مضاعف. فهناك من جهة تحول ايران الى قوة كبيرة مهيمنة تستغل انهيار العروبة الحديثة لمصلحتها. وهناك من جهة اخرى ظهور لاعبات متطرفة ليست دولا لا يمكن صنع سلام معها، ومن الصعب جدا ردعها.
إن التغيير العميق في الشرق يتحدى اليسار الاسرائيلي، لأنه سيكون من الصعب في الظروف الاستراتيجية التي أخذت تنشأ الانسحاب من غور الاردن ولن يمكن الانسحاب من هضبة الجولان. ومن اعتقدوا أنه لم تعد حاجة الى جيش اسرائيلي قوي والى حذر استراتيجي ظهر وهمهم أسرع من المتوقع. لكن التغيير في الشرق يتحدى اليمين الاسرائيلي ايضا لأن اسرائيل المحتلة والاستيطانية لن تكون لها الشرعية الدولية المطلوبة لتدفع عن نفسها التهديدات الجديدة. وقد صارت المستوطنات تضر بالأمن القومي اليوم أكثر من أي وقت مضى.
إن العاصفة الاقليمية تجعل من الصعب احراز سلام اسرائيلي فلسطيني لكنها توجب التقدم في المسار الاسرائيلي الفلسطيني. ويُحتاج الى تصور سياسي جديد يواجه على نحو خلاق الواقع المركب مع السعي الى حلف حقيقي بين الدولة اليهودية الديمقراطية والدول العربية السنية المعتدلة. ولا يستطيع لا اليمين ولا اليسار ولا الحكومة ولا المجتمع المدني الاستمرار على تجاهل الآثار العميقة لما يحدث حولنا. فالشرق الذي يقع شرقينا هو في الحقيقة شرق جديد وهو يوجب علينا جميعا أن نفكر تفكيرا جديدا صافيا وأن نفكر خارج كل صندوق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
جدار وبسرعة
بقلم: غي بخور،عن يديعوت
دعا كبار قادة داعش هذا الشهر في رسالة فيديو جنودا في الجيش الاردني والشرطة واجهزة الأمن الى عدم محاربتهم بل الانضمام الى التمرد السلفي. هذا الى أنهم هددوا بأن من سيحاربهم سيُقضى عليه بقسوة. «إنتصرنا على امريكا في افغانستان والعراق وسائر الدول الاسلامية ونحن في الطريق الى الاردن»، أعلنوا. «واذا كنا هزمنا امريكا فسنهزم الكفار الذين يؤيدونها ايضا».
يدعو رجال داعش الملك الاردني «طاغوتا»، أي الشيطان المضلل، وهدفهم الواضح هو اسقاط نظامه. والسؤال الرئيس هل سيؤيد رؤساء القبائل البدوية في المملكة عبد الله الذي لا يحبونه كثيرا لاسباب كثيرة كتأييده للولايات المتحدة مثلا. ولهذا يعملون في داعش على اقناعهم بالتخلي عن الملك كما عملوا بنجاح مع رؤساء القبائل السنية في العراق. وهدف المنظمة ألا يحاربها الجيش الاردني كما ترك أكثر الجيش العراقي المعركة لاسباب قبلية وطائفية.
كل ذلك يعني أن المشاكل تقترب من الاردن المحاطة بعاصفة اسلامية متطرفة. وهذه هي الدولة التي انشأها البريطانيون بغرض الاقتطاع من اراضي الدولة اليهودية الموعودة، وتعود داعش فتُذكر بأنه لا يوجد شيء يسمى الاردن ولم يوجد في التاريخ قط. والاردن من وجهة نظرها يفترض أن تكون جزءً من الخلافة الاسلامية الضخمة التي تريد انشاءها في المنطقة كلها.
إن حدودنا مع المملكة الهاشمية هي أطول الحدود وهي على الخصوص المخترقة. وقد أفضت أوهام «السلام» بكثيرين في اسرائيل الى اعتقاد أن الهدوء من جهتها سيبقى الى الأبد كما سيبقى النظام هناك الى الأبد. لكن حينما ننظر صوب دول أقوى انهارت ندرك أن الاردن في ورطة.
يجب علينا كما نبتعد عن نار الطائفية الهوجاء في سوريا أن نفعل ذلك بالنسبة للأحداث التي قد تصل الى الاردن. وقد كان أمس وقت انشاء جدار أمن كثيف على الحدود الشرقية لكن الوقت ليس متأخرا الى الآن فينبغي البدء في بنائه من الجنوب والشمال في الوقت نفسه بسبب التهديد المتوقع، تهديد اللاجئين والارهاب والوسائل القتالية والسلفيين والتآمر. إن حدودنا غير المغلقة مع الاردن تصبح مهدِّدة الآن.
وندرك من هنا ايضا عظم الخطر الوجودي في مطلب جون كيري أن يُسلم غور الاردن الى أيدٍ عربية. لأن ذلك يعني أنه لو حصل لوصلت داعش الى هناك سريعا ومن هناك الى يهودا والسامرة وحينها لا يبقى مركز البلاد موجودا.
في ضوء التهديد المقترب يجب أن يُفعل عكس ما طلبه وزير الخارجية الامريكي وهو اغلاق الحدود مع الاردن بجدار في غور الاردن ايضا وانشاء سلسلة بلدات للشباب الطلائعيين العسكريين والاستيلاء على المنطقة باعتباره خطوة أمنية. ومن الواضح أنه يجب تقوية الاستيطان هناك كما في العربة وفي غور بيسان ايضا. تبين أن الربيع العربي ربيع جهادي يرجع الى العصور الوسطى، ينقض عُرى دول ونظم حكم وحدود فعلينا الاستعداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
خفض مستوى توقعات الجمهور
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
بدأ رئيس هيئة الاركان بني غانتس بعد اسبوعين تقريبا من خطف الفتيان في غوش عصيون، يخفض بالتدريج مستوى توقعات الجمهور لنتائج عملية «عودوا أيها الاخوة». فقد قال غانتس أمس أمام السماعات وعدسات التصوير قرب المنطقة التي تنحصر فيها اعمال التمشيط قرب الخليل: «كلما مر الوقت زاد الخوف على حياة المخطوفين».
إن اعداد الرأي العام لامكانية أن تنتهي العملية الى اسوأ حال – وجود جثث المخطوفين أو، وهو أفظع من ذلك، استمرار اللغز شهورا كثيرة – ليس من عمل الجيش الاسرائيلي بالضرورة. لكن في وقت يكرر فيه سائر المتحدثين الرسميين مرة بعد اخرى الصيغة الملزمة وهي أن «فرض العمل أن الثلاثة أحياء»، وسع غانتس النطاق قليلا فقال إن هذا هو الفرض حقا مع عدم وجود أدلة قاطعة اخرى، لكن الوقت الذي يمر والاعتماد على تجربة الماضي ومعطيات مختلفة يثيرها التحقيق الحالي لا تبشر بالخير. إن عدم وجود دليل على حياة المخطوفين قد يشهد على أن الخاطفين في حال فرار بل قد يكونون انصرفوا من المنطقة برغم أن هذا الامكان الثاني ليس هو التقدير الذي يغلب على جهاز الامن.
وأعلن الجيش الاسرائيلي في نفس الوقت بأن العملية نفسها ستستمر لكنها ستعود للاقتصار على غايتها الرئيسة وهي العثور على المخطوفين والامساك بخلية حماس المسؤولة عن العملية. وبهذا أُعلن رسميا عن التوجه الذي بدت تباشيره في مطلع الاسبوع وهو مضاءلة النشاط الذي صاحب العملية في الاسبوع الماضي فعُرضت على أنها معركة شاملة على حماس.
إن اعتقال نحو من 300 من رجال المنظمة واعادة من أُفرج عنهم في صفقة شليط الى الاعتقال، وحملة مداهمة مكاتب جمعيات «الدعوة» الموالية لحماس – كل هذه الاتجاهات استنفدت نفسها. وقد أزال الجيش ايضا أمس عددا من الحواجز التي نصبت في منطقة الخليل. وفي الليلة بين يوم الاثنين والثلاثاء اعتقل اربعة فلسطينيين في الضفة الغربية وهو عدد أقل كثيرا من متوسط الاعتقالات اليومية في الفترة التي سبقت الاختطاف.
يبدو أن الجيش الاسرائيلي نزل عن الشجرة في حكمة. فقد نشأت هذه الاهداف من العدم تقريبا حينما بحثت الحكومة في الاسبوع الماضي عن رد مناسب على الاختطاف. لكن منذ اللحظة التي أفضت فيها عمليات الاعتقال الى احتكاك متزايد مع السكان الفلسطينيين في المدن والقرى، ولأن أكثر الاعتقالات خارج منطقة الخليل لم تخدم دفع التفتيش قدما، فضلوا في الجيش الكف عن ذلك. وصدرت الاشارة بذلك حينما أُرسلت ألوية المشاة لتمشط المنطقة المفتوحة شمال غرب الخليل على حساب النشاط الآخر.
وتم كل ذلك بضبط للنفس دون مواجهات سافرة بين هيئة القيادة العامة والمستوى السياسي من النوع الذي حدث في عدد من المراحل الحرجة من عملية «الرصاص المصبوب» في غزة في 2009.
لكن معضلة الحكومة الآن أكثر تعقيدا بكثير من معضلة الجيش. لأنه مع عدم وجود منفذ استخباري قد يزيد الضغط العام للبرهنة على انجازات للعملية التي بدأت أصلا من موقع متخلف اسرائيلي بسبب نجاح حماس في تنفيذ الاختطاف نفسه.
وفي غضون ذلك تسجل تصريحات اخرى من المجتمع الدولي منها انتقاد ما زال منضبطا الى الآن لنشاط الجيش الاسرائيلي ولقتل اربعة شباب فلسطينيين في المواجهات.
وانضم الى ذلك أمس توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية. وبرغم الجهد الاسرائيلي اكتفت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي الى الآن بالتعبير عن العطف على مأساة عائلات المخطوفين لا أكثر من ذلك. وفي الوقت الذي سيطر فيه الاختطاف تماما على برنامج العمل الوطني الاسرائيلي لا يبدو الامر كذلك في واشنطن أو في لندن. ويبدو في نظرة من هناك أن خطف الفتيان يبدو مثل نذير سوء آخر من منطقة انحرفت كلها عن سكة الحديد.
في نظرة من بعيد تختلط الاخبار من اسرائيل بتقارير صحفية عن اختطافات وعمليات انتحارية قاتلة واعمال ذبح جماعية في سوريا والعراق وفي لبنان بقدر أقل.
وحينما يُقصف مشاهدو التلفاز في الغرب كل يوم بأفلام فيديو توثق اعدام مدنيين تُطرح جثثهم في أخاديد كما يفعل رجال القاعدة في العراق وسوريا يضعف الأسى لاختطاف الفتيان وبين يديه الفوضى العارمة. وفي حالة سفر أمهات الفتيان الثلاثة الاسرائيليين الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، كان عدم الاكتراث وبلادة الحس أكبر بازاء التوجه المعادي لاسرائيل المعلن الذي تلتزم به المنظمة منذ سنين كثيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا تخافوا من احتلال قطاع غزة
الضامن لوجود دولتين للشعبين هو القضاء على حماس في غزة والضفة الغربية
بقلم: تسفيكا فوغل،عن اسرائيل اليوم
«أبو مازن أفضل شريك كان لإسرائيل»، هذا ما قاله هذا الاسبوع رئيس الدولة شمعون بيرس. وهكذا دون أن يطرف له جفن، انقضى مجد أنور السادات الذي زار الكنيست ووقع على اتفاق السلام ودفع حياته ثمن ذلك. وهكذا نُسي الحسين ملك الاردن الذي حارب الارهاب مساندا لنا ووقع على اتفاق سلام. ونسي فخامة الرئيس أن يذكر جهود الفريق السيسي رئيس مصر الذي يحارب الاخوان المسلمين ويعمل ضد حماس والمنظمات الارهابية في سيناء، وعبد الله، ملك الاردن الذي يسير في طريق أبيه.
يبدو أن قول السيد بيرس هو بالمقارنة مع ياسر عرفات. كيف يمكن يا فخامة الرئيس أن تقارن في عائلة الزواحف بين أفعى ودودة؟ وقد بحث ياسر عرفات بصورة ظاهرة معلنة عن لسعنا بكل طريقة وهو يلبس لباسا عسكريا يدل على أنه لم تنته جهود الشعب الفلسطيني لطردنا من هنا. وفي مقابلته قدم الينا الشعب الفلسطيني طُعما على صورة أبو مازن الذي يعرف كيف يكلمنا بلغة انجليزية بما نريد سماعه، لكنه لا يفعل شيئا كي يقود مسيرة حقيقية لانشاء دولتين للشعبين. وقد قيل في هذا: «ليحفظني الله من اصدقائي، أما أعدائي فسأحفظ نفسي منهم».
كان هذا الاسبوع من أثقل الاسابيع على أذرع الامن والاستخبارات، لكنه كان أكثر من ذلك اسبوعا دل أوضح دلالة على أننا في ذروة مسار يفضي الى تأسيس الشرق الاوسط على هيئة دفيئة ارهاب.
في يهودا والسامرة بقي البحث عن الفتيان الثلاثة الذين خطفوا ومحاولة العثور على خاطفيهم وعلى مرسليهم مركز الفعل الذي تم استغلاله في عدل وحكمة لضرب البنى التحتية البشرية والوسائل القتالية لحماس.
ما زالوا يطلقون علينا من قطاع غزة قذائف صاروخية وقذائف راجمات صواريخ، ولم يصب منا أحد بدخول المخرب الى حيفل شالوم وكان ذلك معجزة. ويجب أن يضيء ذلك عندنا كل مصابيح التحذير.
واذا لم يكن ذلك كافيا فقد اضطررنا الى أن نتذكر بألم ما يجري في سوريا حينما قتل صاروخ أطلقه حزب الله في رأيي من موقع سوري، قتل فتى صغير السن في أول ايام عطلته.
وسمعنا في دائرة أبعد هذا الاسبوع لاول مرة وبصورة معلنة مندوبا اردنيا كبيرا قال بعد أن سيطرت منظمة داعش على المعبر الحدودي بين العراق والاردن: «أنتم (اسرائيل) ونحن مستهدفون لهم». هل قال أحد ما «شرق اوسط جديد»؟.
يمكن ادعاء الغفلة وأن نقول إنه لا صلة بين كل هذه الاحداث وإن كل ميدان له ارهاب يخصه ذو خصائص مختلفة. لكنني أعتقد خلاف ذلك. فمن وجهة نظري وصدورا عن تجربة طويلة لتحليل سلوك أعدائنا ومشاركة في تقديرات استراتيجية، أستنتج وجود قاسم مشترك قاس قاتل بين الاحداث جميعا، فهي جميعا ترمي الى قتلنا والى التشويش على حياتنا المعتادة والى زعزعة ثقتنا بقدرتنا على الصمود وبعدالة نهجنا.
إن حماس هي العمود الفقري لشجرة الارهاب التي أخذت تنشأ في الشرق الاوسط. وحماس منظمة ارهاب نجحت في أن تؤسس في قطاع غزة دولة ذات ايديولوجية متطرفة ترفض حقنا في العيش في ارض اسرائيل وتهدد بتأسيس دولة اخرى في يهودا والسامرة. وحماس تستخدم وتوجه منظمات ارهابية اخرى في غزة وسيناء ولها صلة بمنظمات اسلامية متطرفة في سوريا ومصر. وليست حماس رأس الأفعى بل هي قلب أخطبوط الارهاب، فيجب القضاء على حماس في غزة ويهودا والسامرة!.
أتمنى عودة سريعة للفتيان الثلاثة المخطوفين الى بيوتهم أصحاء سالمين. وأنا أعلم في سريرتي أن من الممكن ألا يوجدوا في الفترة القريبة. وليس لنا خيار سوى احتلال قطاع غزة والقضاء على بنى حماس والجهاد الارهابية التحتية والعودة الى البيت دونما صلة بنتائج البحث وكي ننشيء ظروف حياة عادية سليمة في المستقبل القريب. إن كلمة احتلال تصدنا وبحق، لكن واقع الحياة في خوف من العملية التالية أكثر إخافة. ولن يمكن وجود دولتين للشعبين إلا اذا لم توجد حماس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعة 27/06/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
سلام أيها الشريك
بقلم: كارولينا لينتسمان،عن هأرتس
الخطر الجديد على إسرائيل
بقلم: آري شبيط،عن هأرتس
جدار وبسرعة
بقلم: غي بخور،عن يديعوت
خفض مستوى توقعات الجمهور
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
لا تخافوا من احتلال قطاع غزة
الضامن لوجود دولتين للشعبين هو القضاء على حماس في غزة والضفة الغربية
بقلم: تسفيكا فوغل،عن اسرائيل اليوم
</tbody>
سلام أيها الشريك
بقلم: كارولينا لينتسمان،عن هأرتس
كان قتل اسحق رابين ردا على التقدم في مسار سياسي كان يفترض أن يفضي الى تقسيم البلاد واعادة المناطق. وبرأ المجتمع الاسرائيلي نفسه زاعما أن الحديث عن نبتة ضارة، وانتخب صدورا عن المصالحة أكبر خصم عقائدي لرابين كي يرأسه. لكن من مثل بنيامين نتنياهو الذي كان يُشرف على الجموع الغاضبة التي تظاهرت في الميادين اعتراضا على رابين، من مثله يعلم مبلغ عمق الانقسام بيننا، وما هي الاخطار الداخلية التي تنتظر كل من يقود مسار اعادة المناطق واخلاء المستوطنات.
أوضح بيل كلينتون في حينه أن مشكلة الاسرائيليين والفلسطينيين ليست الموافقة على اطار الاتفاق بل القدرة على بت القرار. ومنذ ذلك الحين الى اليوم ومع كل مسار سياسي حُرك وخمد، يقوى الشعور بأن الحوار بين الشعبين لن يفضي الى اتفاق. ويبدو أن مسار التفاوض عالق بسبب خوف الطرفين من المعارضة الداخلية أكثر من كل شيء آخر.
ليس من العجيب أن شعر جون كيري بأن طلب الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية يرمي الى افشال التفاوض. فالطرف الاسرائيلي خائف منذ سنوات من الصهيونية الدينية وكل مطلوبه أن يحرز البرهان على أن الطرف الآخر يرفض التوقيع، وهو برهان يمكنه أن يلوح به في وجه العالم ومؤيدي السلام في الداخل ليعود فيغطي نفسه بلحاف الوضع الراهن الدافيء.
أدرك محمود عباس الخبير بالصهيونية كما أدرك دافيد بن غوريون الذي فهم أن الحوار المباشر والتعاون الامني مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية غير كافيين لجعلها تغير سياستها نحو الاستيطان اليهودي، أدرك عباس في المحادثات الاخيرة أن مفتاح تغيير السياسة في حال الفلسطينيين موجود في يد امريكا، وينبغي التوجه الى مسار يلتف على اسرائيل. ويرى من وجهة نظره أن تطلب الامم المتحدة الى اسرائيل أن تنسحب من المناطق أو تعرض نفسها لخطر عقوبات وإقصاء. وكانت المصالحة الفلسطينية خطوة مطلوبة للتقدم في المسار الدولي ومنحت عباس قوة أكبر باعتباره يمثل الشعب الفلسطيني كله.
ليكن من كان ذاك الذي اختطف الفتيان المستوطنين، فانه لا يؤمن بنضال غير عنيف لتحرر وطني، وهو غير مستعد لمصالحة سياسية وقد فعل ذلك في لحظة حرجة للشعب الفلسطيني. ولهذا فان الاختطاف عمل يُضاد زعامة عباس وثقة العالم به، وهو إضرار شديد بالنضال الفلسطيني.
عند الفلسطينيين ايضا لا في اسرائيل فقط تدخل المعارضة في العمل حينما يوجد احتمال لمسيرة سياسية. فما زال المعارضون العقائديون لتقسيم البلاد في اسرائيل وعند الفلسطينيين يتعاونون بينهم على هدفهم المشترك. ولهذا فان الساذج فقط يتوقع أن تُظهر حكومة نتنياهو وبينيت وليبرمان مسؤولية اقليمية في هذا الوقت العصيب بدل أن تجهد لتعميق الانقسام في المجتمع الفلسطيني وإذلال زعيمه. يبرهن رد عباس على أنه لا يخشى المعارضة هذه المرة، وعلى أنه مستمر على السير قدما. وهو لا يقلب الطاولة ولا يوقف التنسيق الامني مع اسرائيل. ولا يستسلم لمشاعر الألم وشعور شعبه بالاذلال الذي يقوى كلما طال وجود الجيش الاسرائيلي. إنه يقف ثابتا مستمرا على محاولته أن يقود مجتمعا فلسطينيا موحدا في مسار دولي يعترف بنضجه القومي. فينبغي أن نأمل أن يستطيع المجتمع الفلسطيني أن يحمي زعيمه الشجاع من قوى المعارضة أكثر مما فعل في حينه المجتمع الاسرائيلي حينما كان زعيمه الشجاع رابين محتاجا الى حمايته. ومن جهة اخرى قد يقنع قتل يغئال عمير فلسطيني لعباس، قد يقنع الاسرائيليين بأنه كان شريكا صالحا في السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الخطر الجديد على إسرائيل
بقلم: آري شبيط،عن هأرتس
وُجدت ذات يوم جبهة شرقية، وقبل سنين كثيرة، عشرين أو ثلاثين، كانت اسرائيل معرضة لتهديد استراتيجي من الشرق. وقد قاد البعث العراقي العدو والبعث السوري العدو دولتين قوميتين حديثتين في ظاهر الامر لهما جيشان حديثان في ظاهر الامر – كثيرا الجنود والدبابات والصواريخ. وأوجد الخوف من حرب في الشرق أو في الشمال الشرقي على إسرائيل أن يكون لها جيش قوي وأن تحيا على تأهب دائم وأن تسيطر على مناطق مسيطرة في غور الاردن وهضبة الجولان. لكن الجبهة الشرقية تلاشت في العقود الاخيرة، فقد ضرب بوش الأب العراق أولا وبعد ذلك نقض بوش الابن عُرى العراق. وصديء الجيش السوري أولا وبعد ذلك انتقضت عُراه. وجاء الربيع العربي معه برياح التحرير والأمل فخُيل لكثيرين أخيار أن اسرائيل لم تعد محتاجة الى جيش كبير والى مناطق سيطرة والى حياة تأهب. وحل محل الخوف من الحرب التالية التي أثرت تأثيرا عميقا في منظومات حياتنا جميعا، حل محله شعور مستريح مفهوم بأن وضعنا لم يكن قط أفضل مما هو عليه الآن.
لكن أخذت تحدث في الاشهر الاخيرة تغييرات حادة في الشرق، فهناك انتعاش ما للنظام الموالي لايران في دمشق، وتأثير ايران المتزايد في بغداد وزيادة قوة حزب الله العسكرية وهو ما ينشيء محورا شيعيا متطرفا قويا جدا. وفي مقابل ذلك أظهر الظهور المفاجيء لداعش فوق خشبة المسرح قوى سنية متطرفة متوحشة لم نرَ لها شبيها في الماضي. لا توجد دولة قومية عربية في الشرق ولا جيش عربي قوي في الشرق لكن توجد فوضى عارمة. ويفضي الضعف الداخلي للقومية العربية والحماقة المستمرة للسياسة الامريكية الى انتقاض النظام الاقليمي النسبي، فحلت محل الجبهة الشرقية القديمة جبهة شرقية جديدة فيها عدم استقرار وعدم يقين.
لا تشبه الجبهة الشرقية الجديدة الجبهة القديمة ألبتة. ولن يوجد في العقد القريب هنا حرب يوم غفران جديدة. ولن تجتاز الجيوش العربية النظامية الحدود ولن تغرق الدبابات السورية هضبة الجولان. لكن التأليف بين سلاح مُحكم وجيوش اسلامية قد ينشيء زعزعات اقليمية تقترب من حدودنا. وعلامات السؤال أكثر من علامات القراءة مثل: ماذا سيكون مصير الاردن؟ وهل يتحول وسط العراق وجنوب سوريا الى مثل افغانستان؟ وهل يصبح قطاع غزة كالصومال؟ وماذا ستكون تأثيرات نشوء مناطق واسعة جدا لا توجد عليها سيطرة دولة لا لبس فيها وسيادة واضحة؟.
الواضح شيء واحد وهو أن الخطر الجديد الذي تتعرض له اسرائيل في العصر الجديد مضاعف. فهناك من جهة تحول ايران الى قوة كبيرة مهيمنة تستغل انهيار العروبة الحديثة لمصلحتها. وهناك من جهة اخرى ظهور لاعبات متطرفة ليست دولا لا يمكن صنع سلام معها، ومن الصعب جدا ردعها.
إن التغيير العميق في الشرق يتحدى اليسار الاسرائيلي، لأنه سيكون من الصعب في الظروف الاستراتيجية التي أخذت تنشأ الانسحاب من غور الاردن ولن يمكن الانسحاب من هضبة الجولان. ومن اعتقدوا أنه لم تعد حاجة الى جيش اسرائيلي قوي والى حذر استراتيجي ظهر وهمهم أسرع من المتوقع. لكن التغيير في الشرق يتحدى اليمين الاسرائيلي ايضا لأن اسرائيل المحتلة والاستيطانية لن تكون لها الشرعية الدولية المطلوبة لتدفع عن نفسها التهديدات الجديدة. وقد صارت المستوطنات تضر بالأمن القومي اليوم أكثر من أي وقت مضى.
إن العاصفة الاقليمية تجعل من الصعب احراز سلام اسرائيلي فلسطيني لكنها توجب التقدم في المسار الاسرائيلي الفلسطيني. ويُحتاج الى تصور سياسي جديد يواجه على نحو خلاق الواقع المركب مع السعي الى حلف حقيقي بين الدولة اليهودية الديمقراطية والدول العربية السنية المعتدلة. ولا يستطيع لا اليمين ولا اليسار ولا الحكومة ولا المجتمع المدني الاستمرار على تجاهل الآثار العميقة لما يحدث حولنا. فالشرق الذي يقع شرقينا هو في الحقيقة شرق جديد وهو يوجب علينا جميعا أن نفكر تفكيرا جديدا صافيا وأن نفكر خارج كل صندوق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
جدار وبسرعة
بقلم: غي بخور،عن يديعوت
دعا كبار قادة داعش هذا الشهر في رسالة فيديو جنودا في الجيش الاردني والشرطة واجهزة الأمن الى عدم محاربتهم بل الانضمام الى التمرد السلفي. هذا الى أنهم هددوا بأن من سيحاربهم سيُقضى عليه بقسوة. «إنتصرنا على امريكا في افغانستان والعراق وسائر الدول الاسلامية ونحن في الطريق الى الاردن»، أعلنوا. «واذا كنا هزمنا امريكا فسنهزم الكفار الذين يؤيدونها ايضا».
يدعو رجال داعش الملك الاردني «طاغوتا»، أي الشيطان المضلل، وهدفهم الواضح هو اسقاط نظامه. والسؤال الرئيس هل سيؤيد رؤساء القبائل البدوية في المملكة عبد الله الذي لا يحبونه كثيرا لاسباب كثيرة كتأييده للولايات المتحدة مثلا. ولهذا يعملون في داعش على اقناعهم بالتخلي عن الملك كما عملوا بنجاح مع رؤساء القبائل السنية في العراق. وهدف المنظمة ألا يحاربها الجيش الاردني كما ترك أكثر الجيش العراقي المعركة لاسباب قبلية وطائفية.
كل ذلك يعني أن المشاكل تقترب من الاردن المحاطة بعاصفة اسلامية متطرفة. وهذه هي الدولة التي انشأها البريطانيون بغرض الاقتطاع من اراضي الدولة اليهودية الموعودة، وتعود داعش فتُذكر بأنه لا يوجد شيء يسمى الاردن ولم يوجد في التاريخ قط. والاردن من وجهة نظرها يفترض أن تكون جزءً من الخلافة الاسلامية الضخمة التي تريد انشاءها في المنطقة كلها.
إن حدودنا مع المملكة الهاشمية هي أطول الحدود وهي على الخصوص المخترقة. وقد أفضت أوهام «السلام» بكثيرين في اسرائيل الى اعتقاد أن الهدوء من جهتها سيبقى الى الأبد كما سيبقى النظام هناك الى الأبد. لكن حينما ننظر صوب دول أقوى انهارت ندرك أن الاردن في ورطة.
يجب علينا كما نبتعد عن نار الطائفية الهوجاء في سوريا أن نفعل ذلك بالنسبة للأحداث التي قد تصل الى الاردن. وقد كان أمس وقت انشاء جدار أمن كثيف على الحدود الشرقية لكن الوقت ليس متأخرا الى الآن فينبغي البدء في بنائه من الجنوب والشمال في الوقت نفسه بسبب التهديد المتوقع، تهديد اللاجئين والارهاب والوسائل القتالية والسلفيين والتآمر. إن حدودنا غير المغلقة مع الاردن تصبح مهدِّدة الآن.
وندرك من هنا ايضا عظم الخطر الوجودي في مطلب جون كيري أن يُسلم غور الاردن الى أيدٍ عربية. لأن ذلك يعني أنه لو حصل لوصلت داعش الى هناك سريعا ومن هناك الى يهودا والسامرة وحينها لا يبقى مركز البلاد موجودا.
في ضوء التهديد المقترب يجب أن يُفعل عكس ما طلبه وزير الخارجية الامريكي وهو اغلاق الحدود مع الاردن بجدار في غور الاردن ايضا وانشاء سلسلة بلدات للشباب الطلائعيين العسكريين والاستيلاء على المنطقة باعتباره خطوة أمنية. ومن الواضح أنه يجب تقوية الاستيطان هناك كما في العربة وفي غور بيسان ايضا. تبين أن الربيع العربي ربيع جهادي يرجع الى العصور الوسطى، ينقض عُرى دول ونظم حكم وحدود فعلينا الاستعداد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
خفض مستوى توقعات الجمهور
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
بدأ رئيس هيئة الاركان بني غانتس بعد اسبوعين تقريبا من خطف الفتيان في غوش عصيون، يخفض بالتدريج مستوى توقعات الجمهور لنتائج عملية «عودوا أيها الاخوة». فقد قال غانتس أمس أمام السماعات وعدسات التصوير قرب المنطقة التي تنحصر فيها اعمال التمشيط قرب الخليل: «كلما مر الوقت زاد الخوف على حياة المخطوفين».
إن اعداد الرأي العام لامكانية أن تنتهي العملية الى اسوأ حال – وجود جثث المخطوفين أو، وهو أفظع من ذلك، استمرار اللغز شهورا كثيرة – ليس من عمل الجيش الاسرائيلي بالضرورة. لكن في وقت يكرر فيه سائر المتحدثين الرسميين مرة بعد اخرى الصيغة الملزمة وهي أن «فرض العمل أن الثلاثة أحياء»، وسع غانتس النطاق قليلا فقال إن هذا هو الفرض حقا مع عدم وجود أدلة قاطعة اخرى، لكن الوقت الذي يمر والاعتماد على تجربة الماضي ومعطيات مختلفة يثيرها التحقيق الحالي لا تبشر بالخير. إن عدم وجود دليل على حياة المخطوفين قد يشهد على أن الخاطفين في حال فرار بل قد يكونون انصرفوا من المنطقة برغم أن هذا الامكان الثاني ليس هو التقدير الذي يغلب على جهاز الامن.
وأعلن الجيش الاسرائيلي في نفس الوقت بأن العملية نفسها ستستمر لكنها ستعود للاقتصار على غايتها الرئيسة وهي العثور على المخطوفين والامساك بخلية حماس المسؤولة عن العملية. وبهذا أُعلن رسميا عن التوجه الذي بدت تباشيره في مطلع الاسبوع وهو مضاءلة النشاط الذي صاحب العملية في الاسبوع الماضي فعُرضت على أنها معركة شاملة على حماس.
إن اعتقال نحو من 300 من رجال المنظمة واعادة من أُفرج عنهم في صفقة شليط الى الاعتقال، وحملة مداهمة مكاتب جمعيات «الدعوة» الموالية لحماس – كل هذه الاتجاهات استنفدت نفسها. وقد أزال الجيش ايضا أمس عددا من الحواجز التي نصبت في منطقة الخليل. وفي الليلة بين يوم الاثنين والثلاثاء اعتقل اربعة فلسطينيين في الضفة الغربية وهو عدد أقل كثيرا من متوسط الاعتقالات اليومية في الفترة التي سبقت الاختطاف.
يبدو أن الجيش الاسرائيلي نزل عن الشجرة في حكمة. فقد نشأت هذه الاهداف من العدم تقريبا حينما بحثت الحكومة في الاسبوع الماضي عن رد مناسب على الاختطاف. لكن منذ اللحظة التي أفضت فيها عمليات الاعتقال الى احتكاك متزايد مع السكان الفلسطينيين في المدن والقرى، ولأن أكثر الاعتقالات خارج منطقة الخليل لم تخدم دفع التفتيش قدما، فضلوا في الجيش الكف عن ذلك. وصدرت الاشارة بذلك حينما أُرسلت ألوية المشاة لتمشط المنطقة المفتوحة شمال غرب الخليل على حساب النشاط الآخر.
وتم كل ذلك بضبط للنفس دون مواجهات سافرة بين هيئة القيادة العامة والمستوى السياسي من النوع الذي حدث في عدد من المراحل الحرجة من عملية «الرصاص المصبوب» في غزة في 2009.
لكن معضلة الحكومة الآن أكثر تعقيدا بكثير من معضلة الجيش. لأنه مع عدم وجود منفذ استخباري قد يزيد الضغط العام للبرهنة على انجازات للعملية التي بدأت أصلا من موقع متخلف اسرائيلي بسبب نجاح حماس في تنفيذ الاختطاف نفسه.
وفي غضون ذلك تسجل تصريحات اخرى من المجتمع الدولي منها انتقاد ما زال منضبطا الى الآن لنشاط الجيش الاسرائيلي ولقتل اربعة شباب فلسطينيين في المواجهات.
وانضم الى ذلك أمس توني بلير، مبعوث الرباعية الدولية. وبرغم الجهد الاسرائيلي اكتفت الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي الى الآن بالتعبير عن العطف على مأساة عائلات المخطوفين لا أكثر من ذلك. وفي الوقت الذي سيطر فيه الاختطاف تماما على برنامج العمل الوطني الاسرائيلي لا يبدو الامر كذلك في واشنطن أو في لندن. ويبدو في نظرة من هناك أن خطف الفتيان يبدو مثل نذير سوء آخر من منطقة انحرفت كلها عن سكة الحديد.
في نظرة من بعيد تختلط الاخبار من اسرائيل بتقارير صحفية عن اختطافات وعمليات انتحارية قاتلة واعمال ذبح جماعية في سوريا والعراق وفي لبنان بقدر أقل.
وحينما يُقصف مشاهدو التلفاز في الغرب كل يوم بأفلام فيديو توثق اعدام مدنيين تُطرح جثثهم في أخاديد كما يفعل رجال القاعدة في العراق وسوريا يضعف الأسى لاختطاف الفتيان وبين يديه الفوضى العارمة. وفي حالة سفر أمهات الفتيان الثلاثة الاسرائيليين الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، كان عدم الاكتراث وبلادة الحس أكبر بازاء التوجه المعادي لاسرائيل المعلن الذي تلتزم به المنظمة منذ سنين كثيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
لا تخافوا من احتلال قطاع غزة
الضامن لوجود دولتين للشعبين هو القضاء على حماس في غزة والضفة الغربية
بقلم: تسفيكا فوغل،عن اسرائيل اليوم
«أبو مازن أفضل شريك كان لإسرائيل»، هذا ما قاله هذا الاسبوع رئيس الدولة شمعون بيرس. وهكذا دون أن يطرف له جفن، انقضى مجد أنور السادات الذي زار الكنيست ووقع على اتفاق السلام ودفع حياته ثمن ذلك. وهكذا نُسي الحسين ملك الاردن الذي حارب الارهاب مساندا لنا ووقع على اتفاق سلام. ونسي فخامة الرئيس أن يذكر جهود الفريق السيسي رئيس مصر الذي يحارب الاخوان المسلمين ويعمل ضد حماس والمنظمات الارهابية في سيناء، وعبد الله، ملك الاردن الذي يسير في طريق أبيه.
يبدو أن قول السيد بيرس هو بالمقارنة مع ياسر عرفات. كيف يمكن يا فخامة الرئيس أن تقارن في عائلة الزواحف بين أفعى ودودة؟ وقد بحث ياسر عرفات بصورة ظاهرة معلنة عن لسعنا بكل طريقة وهو يلبس لباسا عسكريا يدل على أنه لم تنته جهود الشعب الفلسطيني لطردنا من هنا. وفي مقابلته قدم الينا الشعب الفلسطيني طُعما على صورة أبو مازن الذي يعرف كيف يكلمنا بلغة انجليزية بما نريد سماعه، لكنه لا يفعل شيئا كي يقود مسيرة حقيقية لانشاء دولتين للشعبين. وقد قيل في هذا: «ليحفظني الله من اصدقائي، أما أعدائي فسأحفظ نفسي منهم».
كان هذا الاسبوع من أثقل الاسابيع على أذرع الامن والاستخبارات، لكنه كان أكثر من ذلك اسبوعا دل أوضح دلالة على أننا في ذروة مسار يفضي الى تأسيس الشرق الاوسط على هيئة دفيئة ارهاب.
في يهودا والسامرة بقي البحث عن الفتيان الثلاثة الذين خطفوا ومحاولة العثور على خاطفيهم وعلى مرسليهم مركز الفعل الذي تم استغلاله في عدل وحكمة لضرب البنى التحتية البشرية والوسائل القتالية لحماس.
ما زالوا يطلقون علينا من قطاع غزة قذائف صاروخية وقذائف راجمات صواريخ، ولم يصب منا أحد بدخول المخرب الى حيفل شالوم وكان ذلك معجزة. ويجب أن يضيء ذلك عندنا كل مصابيح التحذير.
واذا لم يكن ذلك كافيا فقد اضطررنا الى أن نتذكر بألم ما يجري في سوريا حينما قتل صاروخ أطلقه حزب الله في رأيي من موقع سوري، قتل فتى صغير السن في أول ايام عطلته.
وسمعنا في دائرة أبعد هذا الاسبوع لاول مرة وبصورة معلنة مندوبا اردنيا كبيرا قال بعد أن سيطرت منظمة داعش على المعبر الحدودي بين العراق والاردن: «أنتم (اسرائيل) ونحن مستهدفون لهم». هل قال أحد ما «شرق اوسط جديد»؟.
يمكن ادعاء الغفلة وأن نقول إنه لا صلة بين كل هذه الاحداث وإن كل ميدان له ارهاب يخصه ذو خصائص مختلفة. لكنني أعتقد خلاف ذلك. فمن وجهة نظري وصدورا عن تجربة طويلة لتحليل سلوك أعدائنا ومشاركة في تقديرات استراتيجية، أستنتج وجود قاسم مشترك قاس قاتل بين الاحداث جميعا، فهي جميعا ترمي الى قتلنا والى التشويش على حياتنا المعتادة والى زعزعة ثقتنا بقدرتنا على الصمود وبعدالة نهجنا.
إن حماس هي العمود الفقري لشجرة الارهاب التي أخذت تنشأ في الشرق الاوسط. وحماس منظمة ارهاب نجحت في أن تؤسس في قطاع غزة دولة ذات ايديولوجية متطرفة ترفض حقنا في العيش في ارض اسرائيل وتهدد بتأسيس دولة اخرى في يهودا والسامرة. وحماس تستخدم وتوجه منظمات ارهابية اخرى في غزة وسيناء ولها صلة بمنظمات اسلامية متطرفة في سوريا ومصر. وليست حماس رأس الأفعى بل هي قلب أخطبوط الارهاب، فيجب القضاء على حماس في غزة ويهودا والسامرة!.
أتمنى عودة سريعة للفتيان الثلاثة المخطوفين الى بيوتهم أصحاء سالمين. وأنا أعلم في سريرتي أن من الممكن ألا يوجدوا في الفترة القريبة. وليس لنا خيار سوى احتلال قطاع غزة والقضاء على بنى حماس والجهاد الارهابية التحتية والعودة الى البيت دونما صلة بنتائج البحث وكي ننشيء ظروف حياة عادية سليمة في المستقبل القريب. إن كلمة احتلال تصدنا وبحق، لكن واقع الحياة في خوف من العملية التالية أكثر إخافة. ولن يمكن وجود دولتين للشعبين إلا اذا لم توجد حماس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ