المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 12/05/2014



Haneen
2014-07-14, 12:23 PM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس



</tbody>

<tbody>
الاثنين
12/05/2014



</tbody>

<tbody>




</tbody>




<tbody>
محتار يا عرب محتار!
يوسف رزقة / الرأي



</tbody>

<tbody>
عداد المصالحة
أيمن تيسير دلول / المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
جهود الأنبياء في تحرير القدس من الأعداء
خالد الخالدي / المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
#مي وملح
ابراهيم المدهون / الرسالة نت



</tbody>

<tbody>
وجع النكبة يتجدد
خالد معالي / الرأي



</tbody>

<tbody>
عيوننا ترنوا إليك يا ضفة القسام
مصطفى الصواف / الرأي



</tbody>

<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>





<tbody>















<tbody>
أبدية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
مصطفى اللداوي / فلسطين الان



</tbody>



</tbody>



عيوننا ترنوا إليك يا ضفة القسام
مصطفى الصواف / الرأي
احترت كثيرًا، وأنا أحاول كتابة مقالي هذا، والحيرة ليست؛ بسبب قلة الأفكار، والقضايا، التي يمكن تناولها في الكتابة أو الحديث فالساحة الفلسطينية تعج بالأحداث المهمة وذات القيمة العالية والتي تشغل قطاعا كبيرا من الجمهور الفلسطيني إن لم يكن الكل الفلسطيني.
هناك قضايا كبيرة على رأسها القدس واللاجئين والأسرى والإضراب والتفاعل والمستوطنين الصهاينة واعتداءاتهم على المواطنين والمقاومة وأثرها في ردعهم ووقفهم ، وهناك تصريحات الصهاينة في حكومة نتنياهو الذين نسعى إلى التفاوض معهم وهم يطالبون بقتل الأسرى في سجون الاحتلال، وهناك المصالحة وما أدراك ما المصالحة سواء أهميتها وأثرها وموقف الأطراف منها وسيرها البطيء وموقف البعض من اتجاه الريح والضغوط الخارجية وغيرها من الأمور، التي زادت من درجة القلق لدى المواطن.
ورغم كل ذلك هناك انفراجة خرج منها بصيص من نور مطمئنة وهي توزيع الصحف في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ، ولكون هذا مقالي الأول الذي أسطره في صحيفة الرسالة وهي تصل إلى الضفة الغربية العزيزة على قلوبنا بأرضها وأهلها ، فكان ذلك هو سببا رئيسيا لما أصابني من حيرة وأنا ابحث عن عنوانٍ أو أفكارٍ لمقالي هذا الذي أسطره في لحظة قلق تعتريني وخوف من إمكانية التراجع في لحظة من اللحظات تقطع هذا النور الذي جاء متسللا من تلك الانفراجة فالمسألة لم تستقر بعض ونسيم الوحدة وإنهاء الانقسام لم تلوح تباشيره ولم يحدد اتجاه ولكن يحدونا الأمل من أن تكون الإرادات قد تحققت وتوفرت وأن النوايا باتت أكثر صدقا مما مضى، وأن كل الضغوطات والتهديدات لن تثنينا عن المضي قدما في تحقيق الوحدة والشراكة وإنهاء الانقسام إلى الأبد.
وهنا أود القول وبكل صراحة أن الضفة الغربية كانت حاضرة وبقوة في كل المراحل، التي سبقت الاتفاق بل سبقت كل الاتفاقيات منذ الوقت، الذي وقع فيه الانقسام ، وزاد هذا الحضور للضفة الغربية بعد حالة التدهور الأمني الداخلي والخارجي وغياب الحريات وضياع الحقوق والتغول على الناس؛ بسبب مواقفهم السياسية وما نتج عنه من مصادرات للحقوق وتعدي على الأرواح والممتلكات إضافة إلى ملاحقة المقاومة؛ التي ساعدت هذه الملاحقة على تغول الصهاينة والاحتلال على أهلنا في الضفة ودليل ذلك ما يسمى مجموعات تدفيع الثمن هذه المجموعات الصهيونية، التي تعمل على إيذاء المواطنين والتعدي عليهم وعلى ممتلكاتهم تعمل تحت سمع وبصر قوات الاحتلال وبحمايتهم ، هذه المجموعات الإرهابية الصهيونية ما كان لها أن تكون لولا غياب المقاومة وملاحقتها من قبل السلطة الفلسطينية.
المصالحة مأمول منها طي هذه الصفحة، مأمول منها أن تعود الحياة مرة أخرى لضفة الرجال التي تشكل كلمة السر في التحرير والتصدي للاحتلال ، الضفة الغربية التي تتشوق للقيام بدورها التاريخي الذي بدأته من سنوات طوال من يوم أن انتفض الشيخ عز الدين القسام وليس انتهاء بكل قادة المقاومة الفلسطينية على مدار تاريخ صراعنا مع هذا العدو الغاصب للأرض المعتدي على الإنسان المدمر للحضارة والإنسانية والقيم والأخلاق.
المصالحة هي ماء الحياة للقضية الفلسطينية وهي بداية العودة الصحيحة نحو الطريق الموصل لإقامة الدولة لذلك علينا أن نعمل جميعا ويدا واحدة؛ من أجل تحقيق هذه المصالحة وإقامة هذه الوحدة على قاعدة أن فلسطين محتلة وأن عدو الشعب الفلسطيني هو الاحتلال وأن الهدف هو طرد هذا الاحتلال عن الأرض وفتح الطريق نحو العودة من خلال تحرير الأرض وليس عبر المفاوضات والتنازل عن الحقوق والثوابت.
المصالحة باتت واجبة وضرورة شرعية ووطنية للمضي بها إلى نهايتها واجب وطني على الكل الفلسطيني أن يعمل على تحقيقها وأن أي تنازل من أجل تحقيق المصالحة ووحدة الشعب لا يعتبر تنازلا لأنه في النهاية يصب في صالح الشعب والقضية ، فلنمضي بالمصالحة ولنتحمل ثمن هذه المصالحة إن هناك من ثمن لأننا في نهاية الطريق سنجني أكثر مما سنخسر وسنعوض الثمن، الذي ندفعه في مرحلة المضي والتثبيت أضعافا مضاعفة وهذا يجعلنا أن نؤكد مرة أخرى على ضرورة توفر الإرادات الحقيقية والنوايا الصادقة وعدم الالتفات إلى الماضي أو النظر إلى التهديدات أو الضغوطات من أي طرف كان وأن الاستجابة الحقيقية هي للإرادة الشعبية الفلسطينية.

عداد المصالحة
أيمن تيسير دلول / المركز الفلسطيني للاعلام
في الثالث والعشرين من شهر أبريل الماضي تم توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية في منزل رئيس الوزراء إسماعيل هنية بين وفدي حركة “حماس” ومنظمة التحرير الفلسطينية، وقد اشتمل الاتفاق على بنود أكدت على ضرورة توقيع اتفاقيات الدوحة والقاهرة التي فصلت إجراءات تنفيذ المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.عداد المصالحة
من بين البنود التي اتفق عليها الطرفان تشكيل حكومة من الكفاءات في غضون خمسة أسابيع على الأكثر والتمهيد لإجراء انتخابات متزامنة للمجلس الوطني والرئاسة والمجلس التشريعي الفلسطيني.
وحتى تنجح جهود المصالحة لا بُد من خطوات ملموسة على الأرض من قبل مختلف الأطراف وفي كل المدن الفلسطينية، فكما سمحت حركة “حماس” بتوزيع صحيفة القدس في قطاع غزة، قامت “فتح” بخطوة مماثلة تجاه صحيفة فلسطين في الضفة الغربية، وفي وقت سابق وأكثر من مرة قامت الحكومة الفلسطينية في غزة بالإفراج عن معتقلين من حركة “فتح” مُدانين ومحكومين بقضايا أمنية، وهو الأمر الذي لم تقابله حركة “فتح” في الضفة المحتلة حتى هذه اللحظة بحق معتقلين من حركة “حماس” محتجزين على قضايا سياسية وبلا مُحاكمات أو تطبيق لقرارات الإفراج التي أقرتها المحاكم بحق عدد من المعتقلين، وأكثر من ذلك فإن حملات الملاحقة والإستدعاءات لا تزال متواصلة بحق مناصري ومؤيدي حركة “حماس” في الضفة المحتلة حتى كتابة هذا المقال، وبالإمكان متابعة الأخبار لمعرفة الأعداد التي تعرضت لذلك في الثلاث أيام الماضية فقط!!.
ما من شك فإن المصالحة مطلب لجميع الأطراف الحريصة فقط على فلسطين الوطن والقضية، ومما لا ريب فيه فإن هناك منتفعين من استمرار الانقسام وفشل المصالحة من الجانبين المنتمين لحركتي “فتح” و “حماس”، وتأكيدا فمن يسعى للمصالحة فالواجب عليه التنازل عن مصالح شخصية حزبية ضيقة لصالح إنجاز مصالح عامة للمجتمع ولجمهور الوطن والقضية وليس الحزب الواحد.
وإزاء ذلك، فأنا أطالب المنظمات والهيئات وجماعات الضغط المعنية رسميا “وليس أمام الكاميرات” بإنجاز اتفاق المصالحة، بإطلاق مقياس إلكتروني يوضح تنفيذ كل طرف المطلوب منه لإنجاز المصالحة الوطنية، ويمكن تسميته “عداد المصالحة”، وخلال الموقع نذكر كل الأحزاب الفلسطينية، ويقوم كل مواطن بإدخال معلومة عن الحزب “هل تدعم المصالحة أو تؤخرها”، وتكون جهة مستقلة تقوم بفرز تلك المعلومات، بحيث تظهر نسبة كل فصيل وخطواته نحو إنجاز المصالحة الوطنية، أي بمثابة “تيرمومتر” لكل حزب.
إن القيام بخطوة من هذا القبيل سيكون لها ايجابيات كبيرة من قبيل إظهار جهود كل حزب وحرصه على القضية الفلسطينية، ودفع الحزب المتأخر نحو السعي لزيادة نسبة تأييده في المجتمع الفلسطيني من قبيل القيام بخطوات عملية نحو إنجاز المصالحة الفلسطينية التي يُطالب بها الشعب الفلسطيني.
آن الأوان أن ندرك بأن الشعب والقضية الفلسطينية بحاجة إلى تجاوز كل المشاكل الجانبية وتوحيد الجهود نحو خدمة القضية الفلسطينية ونحن موحدون ومجتمعون على برنامج واحد وفي خندق واحد، والخامس عشر من مايو أيار على الأبواب، وهو يوم نستذكر فيه نكبتنا التي ما تزال متواصلة إلى الآن، وبالمناسبة فهي النكبة التي جرت لنا جميعا ولم تحدث بحق فصيل دون غيره.

محتار يا عرب محتار!
يوسف رزقة / الرأي
في 14/6/2010 زار عمرو موسى قطاع غزة بصفته أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية، في ذلك الوقت. الزيارة كانت بعد حرب ( رصاص مصبوب) على غزة. الزيارة وصفت في حينها ( بالمتأخرة- وبالبروتوكلية)0
أما أنها متأخرة فقد جاءت بعد عام ونصف من الحرب القاسية على غزة، وكانت وفود التضامن العربية والدولية قد سبقت زيارة الأمين العام بأشهر عديدة، وكان الواجب يقتضي العكس، لكون الجامعة ثمثل البيت المعنوي للعرب، مما أسفر عن انتقادات مؤلمة للجامعة ولأمينها العام.
وأما أنها بروتوكلية فلكونها كانت زيارة علاقات عامة لرفع الحرج، والرد على الانتقادات، ولم يتمخض عنها عمل ملموس في قضية رفع الحصار عن غزة تطبيقا لقرار الجامعة نفسه، ولم تتبن الجامعة يومها مشروعاً محددا لإعادة الإعمار، وظلت تصريحاتها في إطار العلاقات العامة.
لم تكن مواقف حماس السياسية غائبة عن الأمين العام يومها، ولم تكن مجهولة له، بل هو يعلمها ويعرفها معرفة كاملة، لذا فهو لم يطلب من حماس موقفا سياسيا بديلا ، وانتهت الزيارة بما انتهت إليه، واليوم وقد ودّع عمرو موسى جامعة الدول العربية، وخسر المنافسة على رئاسة الجمهورية في مصر، وانتهى به الأمر بعد 3/7/2013 إلى رئاسة لجنة الخمسين لكتابة الدستور، ولم يعد بعدها يحمل صفة عامة جديدة، وجدناه في أثناء زيارته لأميركا في هذا الشهر يطالب حماس، وبلا مقدمات أو مبررات بالاعتراف بإسرائيل، وبقبول المبادرة العربية للسلام.( فما الجديد؟!).
لم يطلب عمرو موسى من حماس الاعتراف بإسرائيل وهو في منصب الأمين العام ، ولم يطلب ذلك منها في برنامجه الانتخابي لرئاسة مصر، فلماذا يطلب منها هذا الطلب وهو غير ذي صفة الآن؟! ألّا يرى سيادته أن منظمة التحرير لم تجن شيئا مهما على المستوى الوطني من اعترافها بإسرائيل ؟! هل حقق الاعتراف تحريرا للأرض أو المقدسات؟! وهل حقق للشعب سلطة ذات سيادة، وهو يسمع الرئيس محمود عباس يقول ليل نهار نحن سلطة بلا سلطة ؟!
لقد قدم العرب في ظل ظرف حرج مبادرتهم العربية للحل، فما الذي حدث؟! اعتقد أن سيادته يعلم أن إسرائيل لم تبال بالمبادرة، ولم تناقشها حكومتها في جلسات رسمية، وألقت بها في سلة المهملات، على الرغم من الإغراءات العربية الموجودة في المبادرة كالاعتراف والتطبيع، لأن إسرائيل ترفض قيام دولة ذات سيادة على حدود1967، وترفض عودة اللاجئين. فماذا يريد عمرو موسى من حماس حين يطلب منها تبني المبادرة العربية؟!
لماذا لا تبقى حماس على موقفها، الذي يميزها، ويحد هويتها، لماذا يطلبون منها مغادرة موقفها إلى مواقف عربية لم تحقق شيئاً سوى خفض سقف الحقوق العربية مجانًا، وبلا مقابل. ما الجديد الذي طرأ ولا نعلمه حتى يتطوع عمرو موسى بهذه المطالب وهو في زيارة لأميركا؟!
في أميركا يعود قادته إلى الاعتدال في التعامل مع الحقوق الفلسطينية، بعد التقاعد من الأعمال الرسمية. بينما يحدث عندنا العكس، حيث يطلب منا عمرو موسى بعد تقاعده الاعتراف بإسرائيل؟! ( والله الواحد محتار!).



وجع النكبة يتجدد
خالد معالي / الرأي
تشكل النكبة الفلسطينية في ذكراها ألـ 66؛ وجعا وألما يستفز كل فلسطيني، فصور العذاب والانتقاص من كرامة الإنسان الفلسطيني وإذلاله تتجدد كل يوم بصور شتى؛ وسط التدمير والخراب والممارسات العدوانية الشرسة، من تهويد للقدس والضفة الغربية، وحصار لغزة، وملاحقة الفلسطيني أينما حل في دول العالم؛ حيث بات الوجع والألم واحدا للفلسطينيين؛ أينما حلوا وارتحلوا وشتتوا في المنافي.
صار ملحا بعد 66 عاما من النكبة، مقاومة ثقافة الهزيمة ومروجيها؛ وهذا أمر ضروري ولا يقل أهمية عن مقاومة المحتل؛ فمن طرد المحتل من جنوب لنبان وقطاع غزة قادر على طرده لاحقا من جميع الأرض الفلسطينية رغم أنف أصحاب فكر الهزيمة والاستسلام ورفع الراية البيضاء، فمن كان يظن يوما أن الفلسطينيين سينجحون يوما ما في ذلك أقوى حصن للاحتلال وقلب دولته بالصواريخ! راح "نتنياهو" المعروف بعجرفته المعروفة وسط احتفاله بإعلان دولته، يقول للفلسطينيين: "ستبقون تجترون مآسيكم ما دامت يدنا هي العليا، ولن ينفعكم البكاء ولا العويل ولا الذكريات الأليمة، وسأواصل تهويد القدس وطرد سكانها، وتهويد الضفة الغربية وبناء المزيد من المستوطنات، وسأجدد نكبتكم وأجعلها نكبات متتالية، فالقوة معي وأنتم الضعفاء.
ظن الاحتلال أن الآباء يموتون والأبناء ينسون؛ ولكن، نقول له، إنه صحيح أن الآباء يموتون؛ ولكن الأبناء والأحفاد يواصلون مشوار حق العودة والتحرير - على رغم بطشه - ولا ينسون ما حل بوطنهم المنكوب -الشعوب الحية صاحبة الحق، لا يمكن لها أن تنسى أو تغفر لمن شتتها وأجرم بحقها، وبريطانيا أخطأت وأجرمت، وعلى من أخطأ أن يكفر عن خطئه؛ بتعويض اللاجئين، والعمل على إعادتهم إلى وطنهم، وأن تبادر إلى ذلك من تلقاء نفسها؛ وإلا فإن الحساب قادم؛ طال زمنه او قصر. عذابات اللاجئين تتجدد في الضفة وغزة والقدس والـ 48 والشتات، وحال الاحتلال الغاشم أنه لم يكتف بما أحله باللاجئين قبل 66 عاما من قتل للأطفال واغتصاب للنساء وتدمير للبيوت على رؤوس أصحابها؛ بل ويريد ألا يراهم على وجه البسيطة.
التبدل سنة كونية مستمرة؛ فقد نجحت دول الغرب في زرع دولة الاحتلال في قلب العالم العربي والإسلامي كي تبقيه في حال استنزاف في تعطل نموه وتطوره؛ بالمقابل وبعد 66 عاما باتت دولة الاحتلال عبءا على الغرب بفعل سياساته العدوانية وقرعها للحروب في شكل متواصل، بل وصارت عبءا على الأمن القومي الأميركي ذاته. بفضل وعي الفلسطينيين وتضحياتهم؛ لم ينجح الاحتلال في كي وعيهم وأن يذوب قضية اللاجئين؛ بل ما زالت حية وهي أساس القضية، ولا بديل عن حق العودة إلى عكا ويافا وحيفا وتل الربيع... اللاجئون يملكون قوة الحق بالعودة، وتنقصهم القوة المادية في المرحلة الحالية، وبالتالي هم سيعودون.
فالحق معهم، والقوة تتبدل ولا تدوم حتى النهاية. والعودة باتت أقرب، بفعل تحولات وتغييرات إقليمية وعالمية. صحيح أن الاحتلال قوي بمعداته وآلياته وغطرسته، لكنه ضعيف بمنطقه وبأخلاقه، ولا يملك قوة فكرية وأخلاقية تبقيه على الأرض الفلسطينية. لذلك يسعى لإطالة عمر احتلاله بالبطش وفرض الوقائع على الأرض، متصوراً أن القوة هي كل شيء، فيقوم بتغيير أسماء القرى والمدن ويزرع المستوطنات الفلسطينية، كما نادى به مؤتمر بازل الملعون في سويسرا عام 1897؛ لكن ما حققه الاحتلال من إنجازات وهمية ما هو إلا سحابة صيف سرعان ما تزول وتتلاشى وتتبدد.
لنعتبر من عدونا؛ كيف أنه لا يختلف حول ثوابته رغم خلافاته وانقسامه الداخلي، وأمنه مسلمات لا يجوز المساس بها، ومصلحة كيانه العليا فوق أي مصلحة أخرى؛ ومن هنا فنحن أولى به بالتوحد، ووجوب سرعة المصالحة التي نأمل أن تتواصل بقوة حتى نغيظ "نتنياهو" ومن لف لفيفه، وصولا إلى تحقيق حق العودة بطرد المحتل الغاصب إلى مزابل التاريخ؛ "ويسألونك متى هو... قل عسى أن يكون قريبا".
جهود الأنبياء في تحرير القدس من الأعداء
خالد الخالدي / المركز الفلسطيني للاعلام
يلاحظ المتأمل في تاريخ القدس أنها مركز الصراع بين الحق والباطل منذ فجر التاريخ، وأن أهل الحق و أهل الباطل يتعاقبون عليها، إذ تكون في أيدي أهل الحق، وتبقى في أيديهم ما داموا مؤمنين بربهم، ملتزمين بدينهم، مجاهدين في سبيل الله، وإذا ما ضعف إيمانهم، وانحرفوا عن تعاليم دينهم، وجبنوا عن الجهاد، سلط الله عليهم أهل الباطل، فهزموهم، وفتكوا بهم، و أخضعوها لحكمهم، ولا تعود لحكم الحق إلا إذا توفرت فئة مؤمنة ملتزمة مجاهدة، وإن عادوا إلى الانحراف، أعاد الله تعالى تسليط أهل الباطل عليهم.
كانت القدس تحت حكم أهل الحق، حوالي 1900 ق.م، إذ كان ملكها هو اليبوسي الكنعاني ملكي صادق، الذي دخل في الإسلام على يد النبي إبراهيم -عليه السلام- الإمام فيها { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامًا}، وبعد وفاته ظلت القدس تحت حكم أهل الحق, إذ كانت الإمامة فيها لأبناء إبراهيم، إسحاق ويعقوب عليهما السلام { ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلاً جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}، ومن المرجح أن يعقوب عليه السلام لم يتركها لأهل الباطل عندما توجه إلى مصر حوالي سنة 1700 ق.م، بل ولى عليها حكاماً من أتباعه..
وقد ظلت تحت حكمهم إلى أن انحرفوا عن دينهم، وسلط الله عليهم كفاراً سماهم القرآن الكريم القوم الجبارين، وعندما نجا الله موسى وقومه من فرعون وجنوده حوالي سنة 1234 ق.م، كلف الله موسى -عليه السلام- أن يأمر قومه بالدخول إلى الأرض المقدسة، لأنه لا ينبغي أن يترك أهل الحق القدس في قبضة الباطل عندما تصبح لهم شوكة، لكنهم جبنوا ورفضوا وعصوا الله ورسوله، فأصبحوا غير جديرين بالنصر على أهل الباطل، والتمكين فيها، وعاقبهم الله تعالى بالتيه والتشرد والذل في سيناء أربعين سنة، وحرمها عليهم بسبب كفرهم، إذ كان استحقاقهم لها مرتبطًا بطاعة الله ورسوله والالتزام بالإسلام دين موسى و دين كل الأنبياء. اندثر الجيل الجبان المنحرف من قوم موسى، وخرج جيل جديد، فبعث الله لهم نبياً هو يوشع بن نون، دعاهم إلى الإيمان فآمنوا، وحضهم على الجهاد فاستجاب جزءٌ منهم، لكنه قرر ألا يشارك معه في تحرير بيت المقدس إلا الأتقياء المعلقة قلوبهم بالآخرة، فنقى صفه، وأخرج منه كل من رجّح أن قلبه معلق بالدنيا، وبالفئة القليلة المؤمنة المسلمة تمكن من تحرير القدس (حوالي 1190 ق.م).
وعن يوشع بن نون وتنقية صفه يحدثنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم فيقول: "غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني منكم رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها، ولا أحد بنى بيوتاً ولم يرفع سقوفها، ولا أحد اشترى غنماً وهو ينتظر أولادها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريباً من ذلك، فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليه".
ظلت القدس في يد المسلمين من أتباع يوشع نحو أربعة عقود، وبعد موته خرج جيل منحرف مترف جبان، فجرت فيهم سنة الله في المنحرفين، إذ سلط الله عليهم من أهانهم واغتصب أرضهم وسامهم سوء العذاب، وهم جالوت وجنوده الذين يرجح أنهم الآشوريون، وكان ذلك حوالي ( 1150 ق.م).
ظلت القدس في قبضة جالوت وجنودِه إلى أن عاد أهلُ بيت المقدس إلى دينهم، واستعدوا للجهاد، وخرجت منهم فئةٌ مؤمنة ربانية مجاهدة قادها الملك المؤمن طالوت، وكان من بين جنده المؤمنين داود عليه السلام، وكان ذلك حوالي سنة 1025 ق.م. ولأنه لا يصلح لتحرير القدس إلا الصالحون الصادقون الأتقياء, قرر طالوت أن يمحص صفه وينقيه من ضعاف الإيمان، فاختبرهم اختبارات عدة، ولم يواجه عدوه إلا بفئة مؤمنة نجحت في كل مراحل التمحيص والاختبار، و قد أقام داود ومن بعده ولده سليمان عليهما السلام دولة خلافة إسلامية في الشام، وكانت عاصمتها القدس، ويعد عصر هذه الدولة هو العصر الذهبي للقدس. وما يؤكد إسلامية هذه الدولة أن الأنبياء كلهم مسلمون، فسليمان عليه السلام عندما دعا بلقيس ملكة سبأ إلى دينه دعاها إلى الإسلام إذ أرسل إليها يقول: "إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا عليَّ وأتوني مسلمين".
وعندما قررت بلقيس الدخول في دين سليمان قالت:" وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين". استمر حكم داود وسليمان حوالي ثمانين عاماً، (1004-923 ق.م)، ثم انحرف بنو إسرائيل عن عقيدة أنبيائهم (الإسلام)، وأخذت زاوية الانحراف تزداد بالتدريج، وانقسمت مملكة سليمان إلى دولتين عرفت إحداهما بمملكة إسرائيل، بينما سميت الأخرى مملكة يهودا، وقد عانت هاتان الدولتان من الفساد العقائدي والأخلاقي، وانتشر الترف والانحراف وأدى إلى الضعف العسكري والسياسي، فتحققت فيهم سنة الله تعالى التي تحققت فيمن قبلهم من المنحرفين عن منهج الله، إذ سلط الله على مملكة إسرائيل الملك الآشوري سرجون الثاني، فقضى عليها سنة721 ق.م، ونقل سكانها إلى حران وكردستان وفارس، وأسكنوا مكانهم جماعات من الآراميين، كما سلط الله سبحانه على مملكة يهودا نبوخذ نصر فقضى عليها سنة586 ق.م وسبى 40 ألفاً من أهلها المنحرفين إلى بابل.
وقد أرسل الله سبحانه عدداً كبيراً من الأنبياء إلى بني إسرائيل المنحرفين، لعلهم يهتدون ويعودون إلى الإسلام دين أنبيائهم، ويستحقون التمكين في الأرض المقدسة، لكنهم كذبوهم، وأساؤوا إليهم، وقتلوا كثيراً منهم، فاستحقوا البقاء في الذل والتشرد والعبودية للعديد من الأقوام، إذ تمكن الإمبراطور الفارسي قورش الثاني من احتلال القدس بعد أن أسقط الدولة البابلية سنة 539 ق.م، و أعاد جزءاً من اليهود إلى القدس مكافأة لهم على مساعدتهم له ضد البابليين، فعاشوا فيها أذلاء تحت حكم الفرس.
ثم خضعت القدس لاحتلال الإسكندر المقدوني سنة 332 ق.م، فعاش اليهود خاضعين لليونان، وانقسموا وزادت خلافاتهم بسبب تنافسهم على الولاء لحكامهم. ثم خضعت القدس سنة 37 ق.م لاحتلال الرومان الذين نصَّبوا عليها هيرودس الذي تهود وقتل -بتحريض من اليهود- نبي الله يحيى ثم أباه النبي زكريا، ورمى اليهود مريم بنت عمران بالزنى، وهموا بقتل عيسى عليه السلام، وظنوا أنهم قتلوه لكن الله نجاه منهم ورفعه إليه. ظلت القدس في قبضة الاحتلال الروماني حتى بعث الله تعالى النبي محمداً صلى الله عليه وسلم، وجعلها قبلته الأولى، وأسرى به إليها، وجعلها معراجاً له إلى السماء، فعرف فضلها ومكانتها، فحبب أصحابه فيها، وبشرهم بفتحها، وحضهم على الجهاد من أجل تحريرها، ومهد لهم الطريق إليها، من خلال غزوات عدة إلى تخوم الشام، ومن خلال تجهيز جيش أسامة بن زيد إلى مشارف الشام، وتوصيته بإنفاذ جيشه قبل أن يتوفى، فحفظ أصحابه الوصية، وبعد شهور من وفاته كانت جيوشهم تفتح الشام، ثم يسر الله فتحها في خلافة عمر بن الخطاب، فاستلم مفاتيحها في سنة 16هـ/637م، وهكذا عادت القدس إلى أهل الحق، بقادة و جندٍ تربوا في مدرسة النبوة على الإيمان والالتزام والجهاد.

#مي وملح
ابراهيم المدهون / الرسالة نت
أطلقت مجموعة من النشطاء الشباب يوم الجمعة الماضي حملة تضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال (الإسرائيلي) بأكثر من 10 لغات على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي حملت اسم "مي وملح" والحملة تهدف لتوحيد جهود كافة النشطاء والصحفيين والمتضامين مع قضية الأسرى لتركيز الحديث عن معاناتهم وآلامهم وحقهم في الحرية، وستتركز عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتوتير للتغريد عن الأسرى المضربين تحت هاشتاج (#مي_وملح)، بلغات العالم المختلفة.
وهشتاج #مي_وملح يرمز للأسرى الفلسطينيين الذين يرفضون الطعام والشراب احتجاجا على اعتقالهم التعسفي، فيكتفون بشربة ماء فقط مع قليل من الملح حتى لا تتعفن أمعاؤهم. و"الهشتاج" وتلفظ الجيم باللكنة المصرية، تعني بلغة الإعلام الجديد أي كلمة تأتي بعد علامة السلم # في تويتر وفيس بوك، وفائدته حصر جميع التغريدات التي تتكلم عن موضوع معين، وبمجرد الضغط على الكلمة التي تكون مع علامة # سيقوم تويتر أو فيس بوك بإظهار كل التغريدات التي تحتوي على هذا الهاشتاج.
يعتبر هذا الجهد تطورا نوعيا في محاولة إيصال قضية الأسرى ومعاناتهم للعالم بلغاته وأساليبه التي يفهمها ويستوعبها، وهو استثمار إيجابي لتطور الاتصالات، ويفسح المجال لنشارك جميعا مهما كانت قدراتنا وامكاناتنا، فمنا من يكتب ومن يصمم وآخر يرسم ورابع يترجم للغات مختلفة وخامس ينشر ويراسل المواقع الالكترونية، حتى الأطفال يمكن لهم المشاركة والتفاعل، فحينما تنتشر صورة لطفل صغير يرفع "#مي وملح" فبالتأكيد سيكون لها أثر ورسالة، فلا أحد يستقل دوره أو يستهتر بإمكانية المساهمة.
وعلينا الانتباه إن كان الجهد الإعلامي الشبابي الجديد خطوة إيجابية في التعريف وتحريك قضايا الأسرى، إلا أنه غير كاف وحده ولن يأتي أكله، إن لم يصاحبه نزول على الأرض واستحداث فعاليات وأنشطة ملموسة وواقعية، وهنا يأتي دور المؤسسات الأهلية والرسمية والوطنية، في تنظيم خيمات اعتصام وتظاهرات راجلة، وإعلان شخصيات اعتبارية الإضراب عن الطعام لمشاركة الأسرى جزء بسيط من معاناتهم.
في هذه الحملات الوطنية نكتشف التقصير الكبير والواضح لسفاراتنا الفلسطينية المنتشرة في أكثر من مئة دولة، فهذه فرصة لتفعيل السفارات الفلسطينية والقنصليات والمؤسسات الوطنية في دول العالم، واستنفار الطاقات وإعلان برامج وفعاليات واستثمار حالات التشبيك ومراسلة الشخصيات الدولية والمؤسسات ونشر قصص أسرانا وصورهم وسيرهم ومعاناتهم.
ولا ننسى أيضا رجال الأعمال ورؤساء الأموال الفلسطينيين وتقصيرهم الواضح في القضايا الوطنية، فنراهم يلهثون وراء أدوار سياسية وإعلامية، وينفقون الأموال في دعم قضايا هامشية هنا وهناك في الوقت نفسه يغيبون تماما عن دعم القضايا الوطنية والإنسانية وعلى رأسها قضية الأسرى.
للأسف نحن نمتلك أعدل قضية إنسانية إلا أننا محامون فاشلون ونشطاء كسالى، ورغم امتلاكنا لمساحة واسعة من التأثير إلا أن قوانا ومجهوداتنا مبعثرة ومعطلة، وهذا ما يفشل حل مشاكلنا وإنهاء معاناة شعبنا، ونتمنى أن تكون حملة "مي وملح" فرصة لاستعادة تنشيط الجسم الفلسطيني الممتد.

أبدية المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية
مصطفى اللداوي / فلسطين الان
مضى على انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية سراً أكثر من أربعة وعشرين عاماً، حيث بدأت قبل انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر من العام 1991، الذي تلاه توقيع إتفاقية أوسلو للسلام في سبتمبر من العام 1993، وما زالت المفاوضات جارية وتتجدد على مدى ربع قرن، تنطلق وتنكفئ، تمضي وتتعثر، تقطع أشواطاً ثم تعود القهقرى من جديد، إلى نقطة البدء أو ربما قبلها، فلا يتعلم المفاوض الفلسطيني ولا يتعب، ولا ييأس نظيره الإسرائيلي ولا يمل، فالأخير يصمد ويتشدد، ويثبت ويتصلب، ويتمسك بمواقفه ولا يتراجع، بينما الأول يضعف ويتنازل، ويمل ويتعب، ويحار بحثاً عن أي حل، ويقبل يائساً بأي عرض.
وقد تنبأ إسحق شامير رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إبان مؤتمر مدريد للسلام في العام 1991، أن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ستستغرق عشرين سنة، واليوم يعلن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق أيهود باراك، أنه يلزم الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خمسة عشر سنة أخرى، لبناء الثقة، والاطمئنان إلى بعضهما، ليعبرا معاً إلى مراحل الحل النهائي.
يبدو أن أجيالاً كثيرة ستمضي وسترحل، وأن أعماراً كثيرة ستفنى وستنقضي، قبل أن تنتهي مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، التي يبدو أنها ستكون أبدية دائمة، ومتلازمة للعمر، ومصاحبة للزمان، فلا تتوقف ولا تنتهي، ولا تصل إلى غاياتها ولا تنقطع، ولا يزف القائمون عليها نجاحهم، كما لا يعلنون فشلهم، ولا هم يستبشرون ولا هم يتشاءمون، ولا يتشجعون ولا يملون، وكأنها ساقيةٌ عليها أن تدور، فهي بخيرٍ إن دارت، ويصيبها العطل إن توقفت، وإن كان لا خير يرجى من دورانها، ولا ماء تحمله عجلاتها، إلا أنها ماض وتاريخٌ، وإرثٌ وتقليد، وتراثٌ قديمٌ نتفرج عليه، ونستمتع به، وعلى الجميع أن يلتزم بشكلها، ويقبل بوجودها، وألا يتخلى عنها، وإن بقيت صورةً تجمع، أو تصريحاً مشتركاً.
حواراتُ طرشانٍ، وجدلٌ بيزنطيٌ مرير، ومفاوضاتٌ مملةٌ كغزلٍ صوفٍ لا ينتهي، أتقنت غزلها يدٌ تعرف أولها، ولا يدرك غيرها أنه لا نهاية لها، فلا سقف زمني يحدها، ولا برنامج يضبطها، ولا مراجع تحكمها، ولا رعاةً يضمنون حسن سيرها، ولا قوانين يرجعون ويحتكمون إليها، اللهم إلا قانون القوة، ومنطق الغلبة، وفرض الوقائع المخالفة للقيم، والمتناقضة مع التاريخ، والمنبتة عن الماضي، تخلق ما تشاء، وتنفي ما تريد، وتثبت بصفاقةٍ عجيبة حقاً ليس لها، وتحرم بلؤمٍ وخبثٍ الآخرين من حقوقهم، وهي التي طردتهم بيوتهم وديارهم، وسكنت مكانهم، واستوطنت أوطانهم.
مفاوضاتٌ مكرورة يرثها الخلف عن السلف، ويورثونها من بعدهم إلى الحفيد والولد، ويأتي الجدد فينكثون غزل السابقين، ويبدأون مع نظرائهم المفاوضات من جديد، لا من نقطة البدء التي كانت، بل من قبلها إن استطاعوا، فلا يعترف اللاحقون بما حققه السابقون، ولا يقر الحاليون بوديعة الراحلين، ولا بتعهداتهم والتزاماتهم، بل قولهم الجديد هو الفصل، وهو الحكم والسيد، إلى أن ينتهي دورهم، ويأتي غيرهم، لينكثوا بدورهم غزل من سبقهم، ويبدأون المفاوضات من جديد، بمنطقٍ جديد، وشروطٍ أخرى، ومفاهيم مختلفة، وعلى الفلسطينيين أن يقبلوا بالوقائع الجديدة، والمستجدات الحادثة، وإن كانت قائمة على غصبٍ واعتداء، ومصادرةٍ واستيطان، وتغيير معالمٍ وشطبٍ هوية، وتشويه شخصية.
إنها وظيفةٌ يتعاقب عليها المفاوضون، يديرها كبيرهم، ويعد ملفاتها صغيرهم، وإن كانت لا تأتي بخيرٍ، ولا تقودُ إلى سلامٍ، ولا تحقق غايةً منشودة، ولا هدفاً مرسوماً، ولا تتمكن من أن تسكن ألماً، أو توقف قتلاً، أو تمنع توغلاً أو اعتداءً، أو تحول دون اعتقالٍ أو إبعاد، أو مصادرةٍ واستيطان، فضلاً عن استعادة حقوق، بل إنها تشكل غطاءً لكل اعتداء، وتبريراً لكل تصرف، وهي التي تجيز المصادرة والقتل، والملاحقة والاعتقال، وهي التي تؤسس للتنسيق والتعاون، وتضع أساساً لتبادل المعلومات، والتضييق على المقاومة ورجالها.
وبناءً عليها، وحرصاً على استمرارها العدمي، يغض المجتمع الدولي بصره، ويغمض عيونه عن كل ممارسةٍ صهيونيةٍ حاقدة، تجاه القدس والمسجد الأقصى، بحجة أنهم لا يريدون تعكير جو المفاوضات، ولا يرغبون في تعزيز الجانب المتشدد في المجتمع الإسرائيلي، ولا إثارة المستوطنين، فيسكتون من أجل ضمان استمرار المفاوضات، التي لا تغني ولا تسمن من جوعٍ، ولا تعالج أي عيبٍ أو منقصة.
بينما يتواصى عليها القادة والحكام، ويرجئها المسؤولون والرؤساء، بعد أن يحنثوا بأيمانهم، وينكثوا وعودهم، ويتخلوا عن التزاماتهم، وهم الذين يعلنون كل عامٍ عن مواعيد جديدة، يؤكدون فيها أنها ستكون خاتمة المفاوضات، ونهاية الحوارات، وموعداً مقدساً لإعلان الدولة الفلسطينية، فتتعلق بهم الآمال، ويعتمد عليهم المفاوض الفلسطيني، إلا أنهم سرعان ما يُخذلون، ويتخلى عنهم الراعي الأمريكي أو الغربي، الذين ييممون وجوههم شطر الكيان الإسرائيلي، يستجدون رضاه، ويخافون من غضبه، ويخشون على مصلحته.
أما إذا تعثرت المفاوضات وتوقفت، وتعذرت الاجتماعات وغاب الوسطاء، وتوترت الأجواء واضطربت الظروف، نتيجة التعنت الإسرائيلي، أو تمادت حكوماتهم في أعمال الاستيطان، والاعتداء على المدن والبلدات الفلسطينية، أو سمحت للمتشددين والمتطرفين باجتياح المسجد الأقصى المبارك، وانتهاك ساحاته وباحاته.
فإنهم يتهمون الفلسطينيين بتعطيلها، وأنهم السبب في توقفها، وعليهم يقع عبء استئنافها، ومسؤولية إعادة انطلاقها، وهذا الأمر لا يتحقق ولا يكون بغير تنازلٍ جديد، والتزامٍ آخر تجاه الإسرائيليين، كأن يعترفوا بيهودية الكيان الصهيوني، وينبذوا المقاومة، وأن يصفوا رجالها بالمخربين، وأعمالهم بالإرهاب، وأن يتنكروا لماضيهم، ويتخلوا عن أحلامهم في العودة، وأن يغمضوا أعينهم عن أعمال الاستيطان، ويتوقفوا عن وضع شروطٍ مسبقةٍ، أو الشكوى للدول الكبرى لتؤيد مطالبهم، وتمارس على الإسرائيليين ضغوطاتٍ مختلفة، سياسية واقتصادية، لإرغامهم على تغيير مواقفهم.
ستبقى هذه المفاوضات خياراً خاطئاً، ومساراً مضللاً، وجهوداً عبثية، وستستمر سنواتٍ طويلة، وربما عهوداً أطول، دون أن نتمكن خلالها من تحقيق شئٍ، أو إكراه العدو على التنازع أو الخضوع، فهذه سياسة لا مخالب لها، ولا تقوى على إرغام عدوٍ تعود ألا يستجيب لغير العصا، وعوامل القوة والتحدي، فهل نمضي قدماً في مسارٍ نهايته سراب، وخاتمة كالقبض على الريح، فنخدع أنفسنا وشعوبنا، أم نستدرك ما فاتنا، (........)، ونحدد خياراتنا، وننطلق في مقاومةٍ توجع العدو وتؤلمه، ونكون بذلك صادقين مع أنفسنا وشعوبنا، ومخلصين لقضيتنا وأجيالنا، وأقرب بذلك إلى تحقيق أهدافنا