Haneen
2014-07-14, 12:43 PM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
الاثنين
16/06/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال: الخليل.. وكي الوعي بقلم يوسف رزقة عن الرأي
يقول الكاتب ان التهديدات الاسرائيلية هي تخبط وتحاول اخفاء فشلها ويضيف إن عملية الخليل تستهدف كي وعي قادة الاحتلال حيث لا مستقبل للاحتلال وإن الشعب الفلسطيني لم يفقد الثقة في نفسه . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : النباهة والاستحمار بقلم يحيى العبادسة عن الرسالة
يستعرض الكاتب الفرق بين زمن الثورة في السبعينات وزمن السلام الذي يربي الشعب على التنسيق الامني وتفهم المخاوف الاسرائيلية وتحول الثورة الى حارس مستوطنة ، ويهاجم السيد الرئيس في اكثر من موضع ويؤكد اخيرا على قيام استخدام السيد الرئيس اموال الشعب لتقسيمه الى شرعي وغير شرعي . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : حالة صدمة وذهول بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
يصف الكاتب الصدمة التي تلقتها حكومة نتنياهو ويقارنها بالحالة التي اصابت حكومة رابين ويقارن الاجراءات المماثلة ويهاجم السيد الرئيس والاجهزة الامنية لقيامها حسب زعمه بالبحث عن شاليط سابقا وعن المستوطنين حالياً . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : أي إخفاق وقعت فيه (إسرائيل) من عملية الخليل؟ بقلم عدنان أبو عامر عن فلسطين اون لاين
الكاتب يلمح الى ان حركة حماس هي من قامت باسر المستوطنين الثلاث وان العام الحالي ارتفع عدد محاولات الخطف من قبل حماس ويقول ان المهم في هذا هو من يستطيع ادارة حرب الاعصاب في هذه القضية . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال: اسألوا أفيفا ويهودا بقلم وسام عفيفة عن الرسالة
يقوم الكاتب بعمل مقارنة بين دموع امهات الاسرائيلين الثلاث ودموع امهات الخمس الاف اسير ويوجه حديثه لامهات المستوطنين الثلاث بين ان يكن كوالدة شاليط الذي تم تحريره مقابل مئات الاسرى الفلسطينين او فيكسمان الذي قتل وقتل معه الاسرين. مرفق ،،،
</tbody>
الخليل.. وكي الوعي
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
لا تتوفر معلومات حقيقية عن عملية الخليل. ثلاثة مستوطنين، أو ثلاثة جنود، هم الآن في قبضة المقاومة الفلسطينية. حكومة نيتنياهو وأجهزتها الأمنية المتنوعة لا تملك معلومات عن العملية. لا يوجد ( أول خيط). الخيط مقطوع. عملية أسرّ الثلاثة تتصف بالذكاء، وتقوم على الإعداد المهني. العملية تتصف بالجرأة. ربما كانت الجرأة السبب الرئيس في نجاح العملية حتى الآن. أهل الخليل لهم ميراث ضخم في الجرأة ، ويتصفون بالعزيمة الحديديدية.
ما أصاب أهل الخليل، وغيرها من محافظات الوطن، من القهر والتنكيل على يد الجيش والمستوطنين ، هي مبررات كافية للقيام بمثل هذه العملية. سياسة حكومة نيتنياهو وتعاملها الإجرامي مع ملف الأسرى عامة، والأسرى الأداريين خاصة، تجعلها المسئول الأول عن عملية الأسر، بغرض إحداث مبادلة تسمح بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
حكومة نيتنياهو تحاول إخفاء فشلها من خلال تهديدات متعددة، توجهها مرة للخليل، ومرة لغزة، مع أن المنطق يقتضي منها الخروج من الخليل، ومن بقية الأراضي المحتلة. لقد اعتاد الشعب الفلسطيني على التهديدات، وعلى العدوان، وعلى الاعتقالات ، وعلى هدم البيوت، ولم تعد هذه الأعمال العدوانية تثنيه عن هدف تحرير الأسرى، ومقاومة المحتل حتى يتحقق الانسحاب.
حينما يكون احتلال تكون المقاومة، وعملية الخليل ليست الأولى ، ولن تكون الأخيرة في ظل احتلال عنصري، لا يرحم شيخا ولا طفلا ولا أسيرا. المقاومة هي ملجأ الفلسطيني، حيث لا ملجأ له غيرها، ومشروع عباس التفاوضي لم يقدم للشعب المجروح بديلا مقبولا. والمجتمع الدولي لم يقدم للفلسطينيين أملا يتعلق به، لذا جعل الفلسطيني أمله في بندقيته، وفي مقاومته. إن البيئة التي صنعت عملية الخليل، هي البيئة التي صنعت من قبل عملية أسر جلعاد شاليط. وإن بقاء هذه البيئة العنصرية المؤلمة تدفع الفلسطيني الى تكرير هذه العملية دفاعا عن حقه في الحياة الكريمة. وعقاب المدنيين في الخليل وغيرها وإعادة اعتقال المحررين في صفقة وفاء الأحرار لن يرجع من في قبضة المقاومة، وسيعيد تعلق المدنيين بالمقاومة.
ماذا يريد مجتمع الدولة المحتلة ، ومجتمع الدول الكبرى، من الفلسطينين بعد أن حطم الاحتلال حقهم في دولة مستقلة ذات سيادة، وحقهم في تقرير مصيرهم والعيش أحرارا بلا استعمار واستيطان كما تعيش شعوب البلاد الأخرى. الفلسطيني الذي فقد الأمل في العدالة الدولية، غير معني بوصف أعماله بالإرهاب، لذا تجده يخرج لسانه سخرية لكل من يصف عملية الخليل أو غيرها بالإرهاب، لأن الإرهاب الحقيقي هو في احتلال اسرائيل للأرض الفلسطينينة، وحرمان سكانها من الحق في الحياة الكريمة، وقهرهم بقوة السلاح والاستيطان والاعتقال والحصار، وغير ذلك من أدوات القهر والإذلال.
إن عملية الخليل، كعملية الوهم المتبدد، تستهدف كي وعي قادة الاحتلال وقادة الاستيطان، حيث لا مستقبل للاحتلال ولا للاستيطان، وإن الشعب الفلسطيني الذي فقد الأمل بالنظام العربي، وبالنظام الدولي، لم يفقد الثقة في نفسه، وفي قدراته ، وفي مقاومته. وإن تراجع ثورات الربيع العربي لا توفر للاحتلال فرصا لاستبقاء احتلاله، بعد أن قرر الفلسطينيون الاعتماد على انفسهم ، وعدم انتظار العربي والدولي.
اسألوا أفيفا ويهودا
بقلم وسام عفيفة عن الرسالة
كان المحقق (الإسرائيلي) يحفظ مجموعة من الأمثال الشعبية الفلسطينية عن ظهر قلب وقبل أن يبدأ حفلة الشبح والضرب في غرفة التحقيق للحصول على اعتراف يشرع بلعب دور الصديق أو الأب الذي يقدم النصيحة لولده المشاغب.
يومها كان عمري 17 عاما، (طفل حسب المعيار الدولي) عندما قال لي المحقق: "100 عين تبكي ولا عين أمي تبكي"، احكي أسماءهم وأرجعك لأمك، وأضاف: "الكف ما يناطح المخرز".
هكذا كان يتعامل معنا (الإسرائيلي): "من دقن عبيد افتله قيد"، كي يزرع في نفوسنا الهزيمة قبل أن تبدأ المواجهة.
يمكننا أن نستعين بالمثل الشعبي الأول ونرسله إلى الشاباك وجيش الاحتلال الذين يتجندون اليوم للبحث وملاحقة أي أثر للمستوطنين الثلاثة المختفين في الضفة الغربية ونقول لهم: "3 عيون تبكي، ولا عيون 5000 أم تبكي"، بكاء عيون أمهات إيال وجلعاد ونفتالي، مقابل دموع عيون أمهات وزوجات وبنات أسرى بينهم أطفال، ينتظرون بفارغ الصبر تحقق البشارة (الإسرائيلية) بأن يكون هؤلاء الثلاثة وقعوا في أسر المقاومة بالفعل.
كنا نأمل أن تتضامن عيون أم مازن مع دموع أمهات الأسرى الفلسطينيين وأن تمارس دورها وانتماءها الوطني وتميل على زوجها سيادة الرئيس أبو مازن لتقنعه بوقف المشاركة في المطاردة والبحث عن المجهول الذي يدعي الاحتلال أنه خطف المراهقين الثلاثة من أحضان أمهاتهم، بينما أعمارهم تتوافق مع سن التجنيد في جيش الاحتلال الذي يبدأ من سن 17.
ومهما يكن على الأمهات اليهوديات الثلاث ألا يركن لوعود قادة دولتهن فهم عادة ما يكذبون لهذا انصحهن: أسالوا أفيفا شاليط والدة الأسير جلعاد المحرر في صفقة التبادل مع حماس، فهي تعلم جيدا الطريق الصحيح لاستعادة الأبناء.
أما إذا أقنعوكم بالحل الآخر فأنصحكم أن تعتبروا من مأساة "يهودا فاكسمان" والد الجندي الذي أسرته حماس قبل 20 عاما، وخذوا العظة من دموع "ماتي بوراز" والدة الضابط نير بوراز مسئول وحدة هيئة الأركان التي اقتحمت البيت وقتل في محاولة تحرير نخشون في بلدة بير نبالا جنوبي رام الله.
يمكنكن أيها الأمهات الثلاث أن تخترن بين أن تكن في مكان "افيفا شاليط" أو "يهودا فاكسمان".
النباهة والاستحمار
بقلم يحيى العبادسة عن الرسالة
أبدأُ بالترحم على جميع شهداء فلسطين، وفي المقدمة منهم المناضل الكبير أبو إياد خلف الذي كان أحد الذين امتلكوا حدساً ثاقباً، ورؤية كاشفة، عابرة للحظة، إلى ما وراءها، محذراً من مخاطر تحيط بالقضية، تهدف إلى تدجين المناضل ثقافياً ونفسيا، فعبر عن مخاوفه في كتابه (فلسطيني بلا هوية): "أنه يخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر"، قرأنا ذلك في شبابنا، وقرأته شبيبة فتح، وعقدنا جميعاً العزم على حماية الثورة من خفافيش الليل، مصممين أن نتصدي لمن يجرؤ على مجرد التفكير في حرف الثورة عن مسارها الذي خطه الشهداء بدمائهم، حتى لا تنحرف عن تحرير فلسطين كل فلسطين.
وقبل أيام قليلة نشر بعض النشطاء على اليوتيوب، مقطع فيديو للمناضل نفسه "أبو إياد"، يقول فيه: "من هذا الحمار الذي يمكن أن يوقف المقاومة "الانتفاضة"، ويذهب إلى التفاوض بدون سلاح"؟!!.
لقد كان الثوار في ذلك الزمن يتمتعون بالنباهة، والذكاء الفطري، والحس الوطني الأصيل، كانوا يعيشون بطهارة الثوار، ولم يفسدهم الدرهم ولا الدينار، واليوم نشهد تغيرات دراماتيكية، فقد توقف نهر الثورة عن الجريان، ونجح شياطين النظام العربي في إفساد الضمائر بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أخرى، ومن لم تعالجه العصا ولا الجزرة داوته (إسرائيل) بالاغتيال، فخلف من بعد الثوار خلف أضاعوا الكفاح المسلح، وفاخروا بذلك، ومن على الفضائيات، واعتبروه إرهاباً يستوجب أن يشاركوا العم سام في الحرب ضده، فكانوا حلفاء أمريكا في الحرب على ما أسمته (بالإرهاب)، وبدؤوا في معركة قلب المفاهيم؛ استهلوها بتدنيس المقدس، واستباحة المحرمات الوطنية، فوصفوا الميثاق الوطني الفلسطيني الذي مثل الثورة وذاكرتها الجمعية بأنه متقادم "كوداك" والزمن قد تجاوزه، ولم يكتفوا بالتصريحات بل شربوا مع كارتر نخب إلغائه في مشهد مخزٍ ومبكٍ، وقف فيه ثوار الأمس يصفقون لشطب التاريخ والجغرافيا وكأنهم سكارى وما هم بسكارى، ولكنه زمن الاستحمار.
واستمر الأوروبيون والأمريكيون في تدجين ثوار الأمس، وتحت ذريعة الإغراء بالواقعية وذرائع الحصول على الشرعية الدولية حتى يعترف بهم كممثلين للشعب الفلسطيني.
فما كان مرفوضاً من ثوار السبعينيات، في زمن النباهة الثورية، أي قبل عام 1974 انقلب إلى هدف سامٍ، فكانت مقررات المجالس الوطنية المتعاقبة تطلق على مشاريع إقامة دولة على حدود 67 "بالدولة المسخ"، حتى بدأ الطابور الخامس بتزيين قيام سلطة، ولا بأس أن تسمى سلطة ثورية وأن يقيد إنشاؤها بعدم الاعتراف بإسرائيل، حتى وصل الأمر في زمن الاستحمار إلى قيام سلطة حكم ذاتي باشتراطات أمنية، تحول فيها الثائر، إلى حارس على بوابة المغتصبات، يلاحق المقاومة، ويحافظ على أمن الاحتلال، باعتبار أمن المحتل مصلحة وطنية، واعتبار التنسيق الأمني مع الاحتلال أمراً مقدساً، حقاً إنه الاستحمار، حتى إن كبير المفاوضين أشار في تسريب جديد إلى أن جيلاً جديداً من الفلسطينيين يتم تربيته على التنسيق الأمني.
في زمن النباهة كان حق العودة هو القيمة العليا التي ينطلق منها الثوار في إيمانهم وعزيمتهم وإصرارهم على العودة إلى ديارهم وبيوتهم، وكان الثوار يولدون في المخيمات، وترضعهم أمهاتهم نشيد العودة: "عائدون عائدون عائدون"، حتى بدأ الطابور الخامس بتدجين الأجيال الجديدة، ليتحول حق العودة في زمن الاستحمار إلى حل متفق عليه مع المجرمين، أي أن القيادة سلمت بذكاء مفاتيح العودة للاحتلال الصهيوني، الذي هجر الشعب الفلسطيني بقوة الجريمة، وأعطى العدو حق الفيتو على العودة، وطَيَّنَها عباس بالتصريحات الصادمة للوجدان الوطني، بغرض تسفيه هذا الحق في نفوس الشعب الفلسطيني، بقوله: أنه لا يريد العودة إلى صفد إلا سائحاً، وتارة أخرى مطمئِناً الشبيبة الصهيونية: من قال لكم أننا سنغرقكم باللاجئين، وأنه يتفهم مخاوفهم؟!،، وكل يوم يخرج علينا الرجل بتقليعة جديدة، حتى يدجن الشعب، ويغتال في نفوس الأجيال الصاعدة المبادئ والقيم والحقوق والثوابت.
في زمن النباهة الثورية، كانت الانتفاضة أعظم، انجازات الشعب، وأكبر خطر يهدد الوجود الصهيوني، واعتبرها المفكر المصري (عبد الوهاب المسيري) بأنها أعظم حدث تاريخي في النضال الفلسطيني، وأنها تهديد حقيقي للوجود الصهيوني، ولكن عباس في زمن الاستحمار، خرج علينا ليسفه الانتفاضة ويعتبرها أكبر كارثة لحقت بالشعب الفلسطيني، ويتفق مع الإدارة الأمريكية على بناء قوة أمنية بعقيدة قائمة على ملاحقة نشطاء الانتفاضة، وتجفيف منابع المقاومة، حتى صارت قوى الأمن إلى مجموعة من المتحولين الأمنيين بلا عقل ولا ضمير، يعلن الواحد منهم بأنه مستعد لقتل أبيه وأمه وأخيه وجاره، حفاظاً على أمن الاحتلال، بينما المواطن الفلسطيني بلا أمن له، يتخطفه الاحتلال من قلب رام الله والخليل، يهدم بيته ويصادر أرضه ويمنعه من أبسط الحقوق الإنسانية دون بواكي عليه.
في زمن الاستحمار، تتقدم دولة عربية إلى جانب فنزويلا، إلى الجمعية العامة لعقد اجتماع طارئ ضد العدوان على غزة عام 2008، فيعترض عباس، ويأمر مندوبه في الأمم المتحدة فيفشل هذا المجهود، ويتكرر هذا المشهد ثانية في مجلس حقوق الإنسان عندما تقدم تقرير جولدستون للتصويت عليه أصدر أوامره لمندوبه مرة أخرى لسحب المشروع من التصويت.
فما صدق في وعد قطعه على نفسه، ولا ثبت على موقف اتخذه، بل تفنن في تبكيت الشعب وتسفيه أحلامه، إنه يسير على خطا مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية، يمسح التاريخ، ويزيف الحقائق، ويطمس معالم القضية، يشوه المعاني والمفاهيم، ويقزم الأحلام ويسحق الآمال، ويخفض التطلعات مستغلاً حاجة الشعب ومعاناته المعيشية، متوهماً أنه يملك كلمة السر "الراتب"، وكأن الشعب عنده مجموعة من الخراف، التي تنحصر حاجاتها في الأعلاف، في إهانة بالغة للشعب الفلسطيني العظيم، يسيطر على تفكيره نزعة بويهيمية ولسان حاله يقول: "جَوِّع كلبك يتبعك"، فأحاط نفسه بمجموعة من السحرة أصحاب المصالح الشخصية والفئوية، يطبلون له، ويسوقون خزعبلاته وسفاهاته السياسية، في عملية منهجية مقصودة، لتجريف القيم الوطنية، وتفكيك الثوابت التي توارثتها الأجيال من الثوار عبر تاريخ الحركة الوطنية، فلم يعد هناك برنامج وطني واضح، ولم يعد هناك خطوط حمر، فلا القدسَ أبقى، ولا السيادة حقق، ولا بحق العودة تمسك، وقسم الشعب إلى طوائف وجماعات، واليوم يريد أن يهدم آخر القلاع ويدمر آخر الحصون، وهو حصن المقاومة في غزة، بعد أن شارك في حصار غزة، وباعترافه الصريح مع مصطفى بكري بأنه هو من كان يحرض على إغلاق المعبر، ويسلم خرائط الأنفاق للمصريين لتدميرها.
واليوم يقوم عباس بالانتقام من أهل غزة يسرق أموال الشعب، ويستخدمها لتقسيمهم بين أَخْيار وأشرار، بين شرعيين ولا شرعيين، ويطعن الوفاق الوطني في القلب، فنحن أمام نهج مدمر وكارثي، لا يكتفي بالتنازل والتراجع أمام العدو، ولكنه يدمر النخوة في النفوس، وينحط بها إلى وادٍ سحيق يفسد الضمائر، ويعيد تثقيف الجيل، جاعلاً القيمة العليا غذاء البطون، وليس للفكر والقيم والمبادئ، متحولاً إلى فرعون، لسان حاله يقول: ما علمت لكم من إلهٍ غيري، وحُجَّته أَلا تَرَوْنَ أن كنوز الراتب تجري من بين يَدي ومن خلفي.
يا أيها الثوار: إن فلسطين تحتاج إلى النباهة لا إلى الاستحمار!!!.
أي إخفاق وقعت فيه (إسرائيل) من عملية الخليل؟
بقلم عدنان أبو عامر عن فلسطين اون لاين
جاءت عملية الخليل المتمثلة على الأرجح بأسر المستوطنين الإسرائيليين قبل أيام لتحير المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية)، في ضوء اقتناعها أن موافقة (إسرائيل) على إبرام صفقة التبادل الأخيرة مع حماس فتح شهيتها على معاودة التفكير من جديد بتكرار عملية الأسر لجندي أو مستوطن.
وتركز حماس تفكيرها في الدوريات العسكرية وسيارات المستوطنين على مدار الساعة جنوب وشرق وشمال الضفة الغربية، حيث يقترب الفلسطينيون منهم، ويرون الجنود والمستوطنين رأي العين، دون حاجة لمناظير ليلية، ويكون اللقاء وجهًا لوجه طوال اليوم في شوارعها وأمام الحواجز العسكرية، ما دفع (شاباك) ليعلن أكثر من مرة أسر خلايا تابعة للحركة خططت لمثل هذه العمليات على تلك الطرق.
ومع ذلك تعترف أوساط عسكرية خاصة داخل حماس بوجود عوامل مهمّة قد تعوق تنفيذ مثل هذه العملية من جديد، أهمها التركيبة الجغرافية للأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، فهي لا تساعد على سهولة إخفاء الجنود المأسورين، أو نصب كمائن مسلحة للأسر، فمنذ تأسيس الحركة أواخر 1987م نفذت أكثر من 20 عملية أسر لجنود ومستوطنين، لم تصل جميعها إلى مرحلة إبرام صفقة تبادل للسبب الوارد أعلاه.
وأعلنت (إسرائيل) أن العام الماضي 2013م شهد تقديم 400 شكوى من جنود طالتهم محاولات أسر، وبعد أن حقق (الشاباك) فيها تبين أن 11 منها صحيحة، أحبطتها أجهزة المخابرات، لكن المثير فعلًا أن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي 2013م وحدها شهدت قيام حماس بـ24 محاولة أسر في الضفة، ما يشير إلى وجود حوافز قوية لديها لتنفيذ مثل تلك العمليات.
ولمواجهة هذه المحاولات عكفت 3 فرق في جيش الاحتلال مكونة من 9 كتائب تضم 1800 جندي على دراسة "سيناريوهات" عدة؛ لمواجهة عمليات أسر متوقعة، وكلف "ألمع قادته" بالإشراف على إعداد هذه التدريبات، وكثف من عمليات الحراسة في المناطق التي يوجد فيها كبار قادته، وألزمت هيئة الأركان ضباطها باتخاذ إجراءات احترازية لتجنب عمليات الأسر، كعدم لبس البزة العسكرية التي يظهر عليها رتبهم ومناطق سكناهم؛ حتى لا يتعرف إليهم، فيؤسروا.
مع العلم أن 5 سنوات من احتفاظ حماس بـ"شاليط" جعلتها تدرك جيدًا أن (إسرائيل) تتابع تحركاتها، وتراقب عناصرها، وتتجسس على محادثاتهم، وتحاول استخلاص الدروس جيدًا منها، لاسيما أن الجندي خضع لتحقيقات قاسية من (الشاباك) للتعرف إلى أي خيط أمني؛ للحيلولة دون تكرار أسر جندي في عمليات قادمة.
والاتصالات الهاتفية والتقنية تعد ثغرة أمنية ينفذ من خلالها (الإسرائيليون)، حيث تلتقط أجهزتهم الأمنية آلاف المكالمات الهاتفية للفلسطينيين على مدار الساعة، ولذلك تحاول حماس إقامة شبكة اتصالات تقنية خاصة بها في قطاع غزة، تتجاوز مسألة التنصت والمسح الأمني اللذين تقوم بهما أجهزة الأمن (الإسرائيلية).
ولم يعد سرًّا أن حماس تبذل جهودًا حثيثة للنجاح في أسر جنود ومستوطنين (إسرائيليين)، واحتجازهم رهائن؛ بهدف استبدال أسرى فلسطينيين بهم، وهو ما تيسر التعرف إليه في لقاءات أجريتها مع أسرى محررين اتهموا بالتخطيط لمثل تلك العمليات، وزعمت (إسرائيل) أنهم يجمعون معلومات عن تحركات الجنود وتنقلاتهم، تتعلق بنواياهم للتسلل إلى قواعد عسكرية بالضفة، واحتجاز جنودها رهائن، ما أشعل الأضواء في أوساطها.
ولعل أهمها نجاح المقاتلين في أسر الجندي، وإخراجه من ساحة المعركة "حيًّا يرزق"، ما فتح الباب على مصراعيه لـ"سيناريوهات" تراوحت بين الخطيرة والأقل خطرًا، والمكلفة والأكثر كلفة، بعد أن تمكن مسلحوها من تنفيذ عمليتهم في قلب الموقع العسكري (الإسرائيلي)، جنوب قطاع غزة، وقتل وجرح عدد من الجنود، واقتياد الجندي على قدميه إلى داخل قواعدهم بأعصاب هادئة أثارت أعصاب جنرالات (إسرائيل).
هنا تقدر حماس أن الاحتفاظ بجندي آخر أمر بالغ الصعوبة، وإن لم يكن مستحيلًا، في حين جيش الاحتلال يمتلك أقوى أجهزة المراقبة وأدوات التنصت وطائرات الاستطلاع، ومع ذلك فقد عجز عن تحديد مكان جنديه الأسير.
أخيرًا إن نجاح عملية الأسر الحالية مرهون في الدرجة الأولى بإدارة ما يعد "حرب أعصاب" حقيقية مع (إسرائيل)، وذلك بالشح المقصود في المعلومات، وتوتير نفوس قادة الجيش، الذي سيبدون كما هو متوقع تعطشًا إلى أي معلومة، مهما كانت صغيرة.
وفي الوقت الذي تعودت فيه (إسرائيل) إطلاق التهديدات والإنذارات يمسك الفلسطينيون في هذه العملية المتوقعة بزمام المبادرة، بحيث يطلقون إنذاراتهم، ويمهلون الجيش أيامًا قليلة، وإلا فسيطوى ملف الجندي أو المستوطن.
حالة صدمة وذهول
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
كانت عملية إبعاد أكثر من (400) من قيادات حماس والشعب الفلسطيني في عهد الهالك إسحق رابين أجلى تعبير عن حالة الصدمة والذهول التي أصابت رابين وحكومته إضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية. اليوم وفي ضوء أسر المقاومة لثلاثة مستوطنين أو جنود في الخليل، ونجاح عملية إخفائهم حتى الآن، كما تتحدث وسائل الإعلام، دخل نتنياهو وحكومته وأجهزته في حالة صدمة مماثلة لتلك التي دخل فيها رابين، فاعتقلوا ما يزيد على (80) من قادة حماس والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، إضافة الى نشر (2000) جندي ورجال الشاباك في الخليل وما حولها، وتفتيش البيوت بيتا بيتا بدون استثناء.
لقد بلغت صدمة الحدث المفاجئ مبلغا جعل قرارات حكومة نتنياهو فاقدة للتوازن والمنطق. فهم يحاصرون غزة حصارا محكما، ومع ذلك يحمّلونها مسئولية عملية الخليل، فيغلقون المعابر معها، ويقصفونها ليلا، ويهددون قادتها بالاغتيال والتصفية. وهم يغلقون منطقة الخليل إغلاقا تاما، وينشرون جنودهم ومخابراتهم في كل شارع وزقاق، وهم يعتقلون بلا دليل ولا معلومة. هم يعتقلون من المحافظات كافة، ومن مختلف الأعمار، تماماً كما فعل رابين، وكأنهم لم يعوا درس التاريخ، ودرس الإبعاد.
نعم، ما زالت مرارة عملية( الوهم المتبدد، ثم صفقة وفاء الأحرار) في حلوقهم، فهم لا يستسيغون الماء العذب، ولا الطعام اللذيذ، لأن كبرياء أجهزتهم وقادتهم تمرغت بالتراب على يد فئة قليلة من أبناء الخليل، بحسب المصادر الإعلامية. الخليل استوعبت درس غزة جيدا، وقررت المنافسة والتفوق، فأسرت ثلاثة دفعة واحدة، من أجل الإفراج عن أسرى الشعب الفلسطيني. الخليل الكبيرة برجالها وشبابها جعلت الطريق صعبا على من يحب المنافسة من المحافظات الأخرى.
في غزة قام رجال التنسيق الأمني ( رجال العمالة بالمفهوم البلدي الفلسطيني) بتفتيش غزة شبرا شبرا، حتى المقابر والمزابل فتشوها للوصول الى جلعاد شاليط، وخدمة أسيادهم في تل أبيب، غير أن الله الجبار أفشلهم وأذلهم. واليوم يقوم رجال التنسيق الأمني بتفتيش غير مسبوق في كل المحافظات، وبالذات في الخليل خدمة للمستوطنين الذين ينتهكون حرمة الضفة وحرمة مساجد الخليل والقدس.
لقد تلقى رجال الأمن تعليمات واضحة ومشددة من رئيس السلطة الذي زعم باطلا قبل أيام : أن التنسيق الأمني مقدس؟! ببذل المستطاع وفوق المستطاع من أجل إلقاء القبض على أبطال الخليل. والمؤسف أنه في الوقت نفسه ( بيضحك) على شعبه ، ويزعم أنه أوقف المفاوضات من أجل الأسرى؟! إن فرحة الأسرى في سجون الاحتلال لا يتخيلها أحد، وألسنتهم تلهج بالدعاء تطلب من الله إنجاح العملية. إن حال الأسرى هذه تكشف أنهم على نقيض قرار رئيس السلطة وعمل أجهزته الأمنية.
لقد شجب رئيس السلطة عملية الخليل، ولم يشجب عملية اعتقال أكثر من ثمانين فلسطينيا من كافة المحافظات، ومنهم نواب عن الشعب. رئيس السلطة في ضوء ما يحدث في الخليل يقف على النقيض من شعبه، وعلى النقيض من الأسرى، وعلى نقيض من المفاهيم الوطنية المقررة والموروثة. وهو ربما يعيش الصدمة التي يعيشها نتنياهو، والأصل أن يكون على نقيضه.
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
الاثنين
16/06/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال: الخليل.. وكي الوعي بقلم يوسف رزقة عن الرأي
يقول الكاتب ان التهديدات الاسرائيلية هي تخبط وتحاول اخفاء فشلها ويضيف إن عملية الخليل تستهدف كي وعي قادة الاحتلال حيث لا مستقبل للاحتلال وإن الشعب الفلسطيني لم يفقد الثقة في نفسه . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : النباهة والاستحمار بقلم يحيى العبادسة عن الرسالة
يستعرض الكاتب الفرق بين زمن الثورة في السبعينات وزمن السلام الذي يربي الشعب على التنسيق الامني وتفهم المخاوف الاسرائيلية وتحول الثورة الى حارس مستوطنة ، ويهاجم السيد الرئيس في اكثر من موضع ويؤكد اخيرا على قيام استخدام السيد الرئيس اموال الشعب لتقسيمه الى شرعي وغير شرعي . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : حالة صدمة وذهول بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
يصف الكاتب الصدمة التي تلقتها حكومة نتنياهو ويقارنها بالحالة التي اصابت حكومة رابين ويقارن الاجراءات المماثلة ويهاجم السيد الرئيس والاجهزة الامنية لقيامها حسب زعمه بالبحث عن شاليط سابقا وعن المستوطنين حالياً . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : أي إخفاق وقعت فيه (إسرائيل) من عملية الخليل؟ بقلم عدنان أبو عامر عن فلسطين اون لاين
الكاتب يلمح الى ان حركة حماس هي من قامت باسر المستوطنين الثلاث وان العام الحالي ارتفع عدد محاولات الخطف من قبل حماس ويقول ان المهم في هذا هو من يستطيع ادارة حرب الاعصاب في هذه القضية . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال: اسألوا أفيفا ويهودا بقلم وسام عفيفة عن الرسالة
يقوم الكاتب بعمل مقارنة بين دموع امهات الاسرائيلين الثلاث ودموع امهات الخمس الاف اسير ويوجه حديثه لامهات المستوطنين الثلاث بين ان يكن كوالدة شاليط الذي تم تحريره مقابل مئات الاسرى الفلسطينين او فيكسمان الذي قتل وقتل معه الاسرين. مرفق ،،،
</tbody>
الخليل.. وكي الوعي
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
لا تتوفر معلومات حقيقية عن عملية الخليل. ثلاثة مستوطنين، أو ثلاثة جنود، هم الآن في قبضة المقاومة الفلسطينية. حكومة نيتنياهو وأجهزتها الأمنية المتنوعة لا تملك معلومات عن العملية. لا يوجد ( أول خيط). الخيط مقطوع. عملية أسرّ الثلاثة تتصف بالذكاء، وتقوم على الإعداد المهني. العملية تتصف بالجرأة. ربما كانت الجرأة السبب الرئيس في نجاح العملية حتى الآن. أهل الخليل لهم ميراث ضخم في الجرأة ، ويتصفون بالعزيمة الحديديدية.
ما أصاب أهل الخليل، وغيرها من محافظات الوطن، من القهر والتنكيل على يد الجيش والمستوطنين ، هي مبررات كافية للقيام بمثل هذه العملية. سياسة حكومة نيتنياهو وتعاملها الإجرامي مع ملف الأسرى عامة، والأسرى الأداريين خاصة، تجعلها المسئول الأول عن عملية الأسر، بغرض إحداث مبادلة تسمح بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
حكومة نيتنياهو تحاول إخفاء فشلها من خلال تهديدات متعددة، توجهها مرة للخليل، ومرة لغزة، مع أن المنطق يقتضي منها الخروج من الخليل، ومن بقية الأراضي المحتلة. لقد اعتاد الشعب الفلسطيني على التهديدات، وعلى العدوان، وعلى الاعتقالات ، وعلى هدم البيوت، ولم تعد هذه الأعمال العدوانية تثنيه عن هدف تحرير الأسرى، ومقاومة المحتل حتى يتحقق الانسحاب.
حينما يكون احتلال تكون المقاومة، وعملية الخليل ليست الأولى ، ولن تكون الأخيرة في ظل احتلال عنصري، لا يرحم شيخا ولا طفلا ولا أسيرا. المقاومة هي ملجأ الفلسطيني، حيث لا ملجأ له غيرها، ومشروع عباس التفاوضي لم يقدم للشعب المجروح بديلا مقبولا. والمجتمع الدولي لم يقدم للفلسطينيين أملا يتعلق به، لذا جعل الفلسطيني أمله في بندقيته، وفي مقاومته. إن البيئة التي صنعت عملية الخليل، هي البيئة التي صنعت من قبل عملية أسر جلعاد شاليط. وإن بقاء هذه البيئة العنصرية المؤلمة تدفع الفلسطيني الى تكرير هذه العملية دفاعا عن حقه في الحياة الكريمة. وعقاب المدنيين في الخليل وغيرها وإعادة اعتقال المحررين في صفقة وفاء الأحرار لن يرجع من في قبضة المقاومة، وسيعيد تعلق المدنيين بالمقاومة.
ماذا يريد مجتمع الدولة المحتلة ، ومجتمع الدول الكبرى، من الفلسطينين بعد أن حطم الاحتلال حقهم في دولة مستقلة ذات سيادة، وحقهم في تقرير مصيرهم والعيش أحرارا بلا استعمار واستيطان كما تعيش شعوب البلاد الأخرى. الفلسطيني الذي فقد الأمل في العدالة الدولية، غير معني بوصف أعماله بالإرهاب، لذا تجده يخرج لسانه سخرية لكل من يصف عملية الخليل أو غيرها بالإرهاب، لأن الإرهاب الحقيقي هو في احتلال اسرائيل للأرض الفلسطينينة، وحرمان سكانها من الحق في الحياة الكريمة، وقهرهم بقوة السلاح والاستيطان والاعتقال والحصار، وغير ذلك من أدوات القهر والإذلال.
إن عملية الخليل، كعملية الوهم المتبدد، تستهدف كي وعي قادة الاحتلال وقادة الاستيطان، حيث لا مستقبل للاحتلال ولا للاستيطان، وإن الشعب الفلسطيني الذي فقد الأمل بالنظام العربي، وبالنظام الدولي، لم يفقد الثقة في نفسه، وفي قدراته ، وفي مقاومته. وإن تراجع ثورات الربيع العربي لا توفر للاحتلال فرصا لاستبقاء احتلاله، بعد أن قرر الفلسطينيون الاعتماد على انفسهم ، وعدم انتظار العربي والدولي.
اسألوا أفيفا ويهودا
بقلم وسام عفيفة عن الرسالة
كان المحقق (الإسرائيلي) يحفظ مجموعة من الأمثال الشعبية الفلسطينية عن ظهر قلب وقبل أن يبدأ حفلة الشبح والضرب في غرفة التحقيق للحصول على اعتراف يشرع بلعب دور الصديق أو الأب الذي يقدم النصيحة لولده المشاغب.
يومها كان عمري 17 عاما، (طفل حسب المعيار الدولي) عندما قال لي المحقق: "100 عين تبكي ولا عين أمي تبكي"، احكي أسماءهم وأرجعك لأمك، وأضاف: "الكف ما يناطح المخرز".
هكذا كان يتعامل معنا (الإسرائيلي): "من دقن عبيد افتله قيد"، كي يزرع في نفوسنا الهزيمة قبل أن تبدأ المواجهة.
يمكننا أن نستعين بالمثل الشعبي الأول ونرسله إلى الشاباك وجيش الاحتلال الذين يتجندون اليوم للبحث وملاحقة أي أثر للمستوطنين الثلاثة المختفين في الضفة الغربية ونقول لهم: "3 عيون تبكي، ولا عيون 5000 أم تبكي"، بكاء عيون أمهات إيال وجلعاد ونفتالي، مقابل دموع عيون أمهات وزوجات وبنات أسرى بينهم أطفال، ينتظرون بفارغ الصبر تحقق البشارة (الإسرائيلية) بأن يكون هؤلاء الثلاثة وقعوا في أسر المقاومة بالفعل.
كنا نأمل أن تتضامن عيون أم مازن مع دموع أمهات الأسرى الفلسطينيين وأن تمارس دورها وانتماءها الوطني وتميل على زوجها سيادة الرئيس أبو مازن لتقنعه بوقف المشاركة في المطاردة والبحث عن المجهول الذي يدعي الاحتلال أنه خطف المراهقين الثلاثة من أحضان أمهاتهم، بينما أعمارهم تتوافق مع سن التجنيد في جيش الاحتلال الذي يبدأ من سن 17.
ومهما يكن على الأمهات اليهوديات الثلاث ألا يركن لوعود قادة دولتهن فهم عادة ما يكذبون لهذا انصحهن: أسالوا أفيفا شاليط والدة الأسير جلعاد المحرر في صفقة التبادل مع حماس، فهي تعلم جيدا الطريق الصحيح لاستعادة الأبناء.
أما إذا أقنعوكم بالحل الآخر فأنصحكم أن تعتبروا من مأساة "يهودا فاكسمان" والد الجندي الذي أسرته حماس قبل 20 عاما، وخذوا العظة من دموع "ماتي بوراز" والدة الضابط نير بوراز مسئول وحدة هيئة الأركان التي اقتحمت البيت وقتل في محاولة تحرير نخشون في بلدة بير نبالا جنوبي رام الله.
يمكنكن أيها الأمهات الثلاث أن تخترن بين أن تكن في مكان "افيفا شاليط" أو "يهودا فاكسمان".
النباهة والاستحمار
بقلم يحيى العبادسة عن الرسالة
أبدأُ بالترحم على جميع شهداء فلسطين، وفي المقدمة منهم المناضل الكبير أبو إياد خلف الذي كان أحد الذين امتلكوا حدساً ثاقباً، ورؤية كاشفة، عابرة للحظة، إلى ما وراءها، محذراً من مخاطر تحيط بالقضية، تهدف إلى تدجين المناضل ثقافياً ونفسيا، فعبر عن مخاوفه في كتابه (فلسطيني بلا هوية): "أنه يخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر"، قرأنا ذلك في شبابنا، وقرأته شبيبة فتح، وعقدنا جميعاً العزم على حماية الثورة من خفافيش الليل، مصممين أن نتصدي لمن يجرؤ على مجرد التفكير في حرف الثورة عن مسارها الذي خطه الشهداء بدمائهم، حتى لا تنحرف عن تحرير فلسطين كل فلسطين.
وقبل أيام قليلة نشر بعض النشطاء على اليوتيوب، مقطع فيديو للمناضل نفسه "أبو إياد"، يقول فيه: "من هذا الحمار الذي يمكن أن يوقف المقاومة "الانتفاضة"، ويذهب إلى التفاوض بدون سلاح"؟!!.
لقد كان الثوار في ذلك الزمن يتمتعون بالنباهة، والذكاء الفطري، والحس الوطني الأصيل، كانوا يعيشون بطهارة الثوار، ولم يفسدهم الدرهم ولا الدينار، واليوم نشهد تغيرات دراماتيكية، فقد توقف نهر الثورة عن الجريان، ونجح شياطين النظام العربي في إفساد الضمائر بالترهيب تارة وبالترغيب تارة أخرى، ومن لم تعالجه العصا ولا الجزرة داوته (إسرائيل) بالاغتيال، فخلف من بعد الثوار خلف أضاعوا الكفاح المسلح، وفاخروا بذلك، ومن على الفضائيات، واعتبروه إرهاباً يستوجب أن يشاركوا العم سام في الحرب ضده، فكانوا حلفاء أمريكا في الحرب على ما أسمته (بالإرهاب)، وبدؤوا في معركة قلب المفاهيم؛ استهلوها بتدنيس المقدس، واستباحة المحرمات الوطنية، فوصفوا الميثاق الوطني الفلسطيني الذي مثل الثورة وذاكرتها الجمعية بأنه متقادم "كوداك" والزمن قد تجاوزه، ولم يكتفوا بالتصريحات بل شربوا مع كارتر نخب إلغائه في مشهد مخزٍ ومبكٍ، وقف فيه ثوار الأمس يصفقون لشطب التاريخ والجغرافيا وكأنهم سكارى وما هم بسكارى، ولكنه زمن الاستحمار.
واستمر الأوروبيون والأمريكيون في تدجين ثوار الأمس، وتحت ذريعة الإغراء بالواقعية وذرائع الحصول على الشرعية الدولية حتى يعترف بهم كممثلين للشعب الفلسطيني.
فما كان مرفوضاً من ثوار السبعينيات، في زمن النباهة الثورية، أي قبل عام 1974 انقلب إلى هدف سامٍ، فكانت مقررات المجالس الوطنية المتعاقبة تطلق على مشاريع إقامة دولة على حدود 67 "بالدولة المسخ"، حتى بدأ الطابور الخامس بتزيين قيام سلطة، ولا بأس أن تسمى سلطة ثورية وأن يقيد إنشاؤها بعدم الاعتراف بإسرائيل، حتى وصل الأمر في زمن الاستحمار إلى قيام سلطة حكم ذاتي باشتراطات أمنية، تحول فيها الثائر، إلى حارس على بوابة المغتصبات، يلاحق المقاومة، ويحافظ على أمن الاحتلال، باعتبار أمن المحتل مصلحة وطنية، واعتبار التنسيق الأمني مع الاحتلال أمراً مقدساً، حقاً إنه الاستحمار، حتى إن كبير المفاوضين أشار في تسريب جديد إلى أن جيلاً جديداً من الفلسطينيين يتم تربيته على التنسيق الأمني.
في زمن النباهة كان حق العودة هو القيمة العليا التي ينطلق منها الثوار في إيمانهم وعزيمتهم وإصرارهم على العودة إلى ديارهم وبيوتهم، وكان الثوار يولدون في المخيمات، وترضعهم أمهاتهم نشيد العودة: "عائدون عائدون عائدون"، حتى بدأ الطابور الخامس بتدجين الأجيال الجديدة، ليتحول حق العودة في زمن الاستحمار إلى حل متفق عليه مع المجرمين، أي أن القيادة سلمت بذكاء مفاتيح العودة للاحتلال الصهيوني، الذي هجر الشعب الفلسطيني بقوة الجريمة، وأعطى العدو حق الفيتو على العودة، وطَيَّنَها عباس بالتصريحات الصادمة للوجدان الوطني، بغرض تسفيه هذا الحق في نفوس الشعب الفلسطيني، بقوله: أنه لا يريد العودة إلى صفد إلا سائحاً، وتارة أخرى مطمئِناً الشبيبة الصهيونية: من قال لكم أننا سنغرقكم باللاجئين، وأنه يتفهم مخاوفهم؟!،، وكل يوم يخرج علينا الرجل بتقليعة جديدة، حتى يدجن الشعب، ويغتال في نفوس الأجيال الصاعدة المبادئ والقيم والحقوق والثوابت.
في زمن النباهة الثورية، كانت الانتفاضة أعظم، انجازات الشعب، وأكبر خطر يهدد الوجود الصهيوني، واعتبرها المفكر المصري (عبد الوهاب المسيري) بأنها أعظم حدث تاريخي في النضال الفلسطيني، وأنها تهديد حقيقي للوجود الصهيوني، ولكن عباس في زمن الاستحمار، خرج علينا ليسفه الانتفاضة ويعتبرها أكبر كارثة لحقت بالشعب الفلسطيني، ويتفق مع الإدارة الأمريكية على بناء قوة أمنية بعقيدة قائمة على ملاحقة نشطاء الانتفاضة، وتجفيف منابع المقاومة، حتى صارت قوى الأمن إلى مجموعة من المتحولين الأمنيين بلا عقل ولا ضمير، يعلن الواحد منهم بأنه مستعد لقتل أبيه وأمه وأخيه وجاره، حفاظاً على أمن الاحتلال، بينما المواطن الفلسطيني بلا أمن له، يتخطفه الاحتلال من قلب رام الله والخليل، يهدم بيته ويصادر أرضه ويمنعه من أبسط الحقوق الإنسانية دون بواكي عليه.
في زمن الاستحمار، تتقدم دولة عربية إلى جانب فنزويلا، إلى الجمعية العامة لعقد اجتماع طارئ ضد العدوان على غزة عام 2008، فيعترض عباس، ويأمر مندوبه في الأمم المتحدة فيفشل هذا المجهود، ويتكرر هذا المشهد ثانية في مجلس حقوق الإنسان عندما تقدم تقرير جولدستون للتصويت عليه أصدر أوامره لمندوبه مرة أخرى لسحب المشروع من التصويت.
فما صدق في وعد قطعه على نفسه، ولا ثبت على موقف اتخذه، بل تفنن في تبكيت الشعب وتسفيه أحلامه، إنه يسير على خطا مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية، يمسح التاريخ، ويزيف الحقائق، ويطمس معالم القضية، يشوه المعاني والمفاهيم، ويقزم الأحلام ويسحق الآمال، ويخفض التطلعات مستغلاً حاجة الشعب ومعاناته المعيشية، متوهماً أنه يملك كلمة السر "الراتب"، وكأن الشعب عنده مجموعة من الخراف، التي تنحصر حاجاتها في الأعلاف، في إهانة بالغة للشعب الفلسطيني العظيم، يسيطر على تفكيره نزعة بويهيمية ولسان حاله يقول: "جَوِّع كلبك يتبعك"، فأحاط نفسه بمجموعة من السحرة أصحاب المصالح الشخصية والفئوية، يطبلون له، ويسوقون خزعبلاته وسفاهاته السياسية، في عملية منهجية مقصودة، لتجريف القيم الوطنية، وتفكيك الثوابت التي توارثتها الأجيال من الثوار عبر تاريخ الحركة الوطنية، فلم يعد هناك برنامج وطني واضح، ولم يعد هناك خطوط حمر، فلا القدسَ أبقى، ولا السيادة حقق، ولا بحق العودة تمسك، وقسم الشعب إلى طوائف وجماعات، واليوم يريد أن يهدم آخر القلاع ويدمر آخر الحصون، وهو حصن المقاومة في غزة، بعد أن شارك في حصار غزة، وباعترافه الصريح مع مصطفى بكري بأنه هو من كان يحرض على إغلاق المعبر، ويسلم خرائط الأنفاق للمصريين لتدميرها.
واليوم يقوم عباس بالانتقام من أهل غزة يسرق أموال الشعب، ويستخدمها لتقسيمهم بين أَخْيار وأشرار، بين شرعيين ولا شرعيين، ويطعن الوفاق الوطني في القلب، فنحن أمام نهج مدمر وكارثي، لا يكتفي بالتنازل والتراجع أمام العدو، ولكنه يدمر النخوة في النفوس، وينحط بها إلى وادٍ سحيق يفسد الضمائر، ويعيد تثقيف الجيل، جاعلاً القيمة العليا غذاء البطون، وليس للفكر والقيم والمبادئ، متحولاً إلى فرعون، لسان حاله يقول: ما علمت لكم من إلهٍ غيري، وحُجَّته أَلا تَرَوْنَ أن كنوز الراتب تجري من بين يَدي ومن خلفي.
يا أيها الثوار: إن فلسطين تحتاج إلى النباهة لا إلى الاستحمار!!!.
أي إخفاق وقعت فيه (إسرائيل) من عملية الخليل؟
بقلم عدنان أبو عامر عن فلسطين اون لاين
جاءت عملية الخليل المتمثلة على الأرجح بأسر المستوطنين الإسرائيليين قبل أيام لتحير المؤسسة الأمنية (الإسرائيلية)، في ضوء اقتناعها أن موافقة (إسرائيل) على إبرام صفقة التبادل الأخيرة مع حماس فتح شهيتها على معاودة التفكير من جديد بتكرار عملية الأسر لجندي أو مستوطن.
وتركز حماس تفكيرها في الدوريات العسكرية وسيارات المستوطنين على مدار الساعة جنوب وشرق وشمال الضفة الغربية، حيث يقترب الفلسطينيون منهم، ويرون الجنود والمستوطنين رأي العين، دون حاجة لمناظير ليلية، ويكون اللقاء وجهًا لوجه طوال اليوم في شوارعها وأمام الحواجز العسكرية، ما دفع (شاباك) ليعلن أكثر من مرة أسر خلايا تابعة للحركة خططت لمثل هذه العمليات على تلك الطرق.
ومع ذلك تعترف أوساط عسكرية خاصة داخل حماس بوجود عوامل مهمّة قد تعوق تنفيذ مثل هذه العملية من جديد، أهمها التركيبة الجغرافية للأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، فهي لا تساعد على سهولة إخفاء الجنود المأسورين، أو نصب كمائن مسلحة للأسر، فمنذ تأسيس الحركة أواخر 1987م نفذت أكثر من 20 عملية أسر لجنود ومستوطنين، لم تصل جميعها إلى مرحلة إبرام صفقة تبادل للسبب الوارد أعلاه.
وأعلنت (إسرائيل) أن العام الماضي 2013م شهد تقديم 400 شكوى من جنود طالتهم محاولات أسر، وبعد أن حقق (الشاباك) فيها تبين أن 11 منها صحيحة، أحبطتها أجهزة المخابرات، لكن المثير فعلًا أن الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي 2013م وحدها شهدت قيام حماس بـ24 محاولة أسر في الضفة، ما يشير إلى وجود حوافز قوية لديها لتنفيذ مثل تلك العمليات.
ولمواجهة هذه المحاولات عكفت 3 فرق في جيش الاحتلال مكونة من 9 كتائب تضم 1800 جندي على دراسة "سيناريوهات" عدة؛ لمواجهة عمليات أسر متوقعة، وكلف "ألمع قادته" بالإشراف على إعداد هذه التدريبات، وكثف من عمليات الحراسة في المناطق التي يوجد فيها كبار قادته، وألزمت هيئة الأركان ضباطها باتخاذ إجراءات احترازية لتجنب عمليات الأسر، كعدم لبس البزة العسكرية التي يظهر عليها رتبهم ومناطق سكناهم؛ حتى لا يتعرف إليهم، فيؤسروا.
مع العلم أن 5 سنوات من احتفاظ حماس بـ"شاليط" جعلتها تدرك جيدًا أن (إسرائيل) تتابع تحركاتها، وتراقب عناصرها، وتتجسس على محادثاتهم، وتحاول استخلاص الدروس جيدًا منها، لاسيما أن الجندي خضع لتحقيقات قاسية من (الشاباك) للتعرف إلى أي خيط أمني؛ للحيلولة دون تكرار أسر جندي في عمليات قادمة.
والاتصالات الهاتفية والتقنية تعد ثغرة أمنية ينفذ من خلالها (الإسرائيليون)، حيث تلتقط أجهزتهم الأمنية آلاف المكالمات الهاتفية للفلسطينيين على مدار الساعة، ولذلك تحاول حماس إقامة شبكة اتصالات تقنية خاصة بها في قطاع غزة، تتجاوز مسألة التنصت والمسح الأمني اللذين تقوم بهما أجهزة الأمن (الإسرائيلية).
ولم يعد سرًّا أن حماس تبذل جهودًا حثيثة للنجاح في أسر جنود ومستوطنين (إسرائيليين)، واحتجازهم رهائن؛ بهدف استبدال أسرى فلسطينيين بهم، وهو ما تيسر التعرف إليه في لقاءات أجريتها مع أسرى محررين اتهموا بالتخطيط لمثل تلك العمليات، وزعمت (إسرائيل) أنهم يجمعون معلومات عن تحركات الجنود وتنقلاتهم، تتعلق بنواياهم للتسلل إلى قواعد عسكرية بالضفة، واحتجاز جنودها رهائن، ما أشعل الأضواء في أوساطها.
ولعل أهمها نجاح المقاتلين في أسر الجندي، وإخراجه من ساحة المعركة "حيًّا يرزق"، ما فتح الباب على مصراعيه لـ"سيناريوهات" تراوحت بين الخطيرة والأقل خطرًا، والمكلفة والأكثر كلفة، بعد أن تمكن مسلحوها من تنفيذ عمليتهم في قلب الموقع العسكري (الإسرائيلي)، جنوب قطاع غزة، وقتل وجرح عدد من الجنود، واقتياد الجندي على قدميه إلى داخل قواعدهم بأعصاب هادئة أثارت أعصاب جنرالات (إسرائيل).
هنا تقدر حماس أن الاحتفاظ بجندي آخر أمر بالغ الصعوبة، وإن لم يكن مستحيلًا، في حين جيش الاحتلال يمتلك أقوى أجهزة المراقبة وأدوات التنصت وطائرات الاستطلاع، ومع ذلك فقد عجز عن تحديد مكان جنديه الأسير.
أخيرًا إن نجاح عملية الأسر الحالية مرهون في الدرجة الأولى بإدارة ما يعد "حرب أعصاب" حقيقية مع (إسرائيل)، وذلك بالشح المقصود في المعلومات، وتوتير نفوس قادة الجيش، الذي سيبدون كما هو متوقع تعطشًا إلى أي معلومة، مهما كانت صغيرة.
وفي الوقت الذي تعودت فيه (إسرائيل) إطلاق التهديدات والإنذارات يمسك الفلسطينيون في هذه العملية المتوقعة بزمام المبادرة، بحيث يطلقون إنذاراتهم، ويمهلون الجيش أيامًا قليلة، وإلا فسيطوى ملف الجندي أو المستوطن.
حالة صدمة وذهول
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
كانت عملية إبعاد أكثر من (400) من قيادات حماس والشعب الفلسطيني في عهد الهالك إسحق رابين أجلى تعبير عن حالة الصدمة والذهول التي أصابت رابين وحكومته إضافة إلى قادة الأجهزة الأمنية. اليوم وفي ضوء أسر المقاومة لثلاثة مستوطنين أو جنود في الخليل، ونجاح عملية إخفائهم حتى الآن، كما تتحدث وسائل الإعلام، دخل نتنياهو وحكومته وأجهزته في حالة صدمة مماثلة لتلك التي دخل فيها رابين، فاعتقلوا ما يزيد على (80) من قادة حماس والشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، إضافة الى نشر (2000) جندي ورجال الشاباك في الخليل وما حولها، وتفتيش البيوت بيتا بيتا بدون استثناء.
لقد بلغت صدمة الحدث المفاجئ مبلغا جعل قرارات حكومة نتنياهو فاقدة للتوازن والمنطق. فهم يحاصرون غزة حصارا محكما، ومع ذلك يحمّلونها مسئولية عملية الخليل، فيغلقون المعابر معها، ويقصفونها ليلا، ويهددون قادتها بالاغتيال والتصفية. وهم يغلقون منطقة الخليل إغلاقا تاما، وينشرون جنودهم ومخابراتهم في كل شارع وزقاق، وهم يعتقلون بلا دليل ولا معلومة. هم يعتقلون من المحافظات كافة، ومن مختلف الأعمار، تماماً كما فعل رابين، وكأنهم لم يعوا درس التاريخ، ودرس الإبعاد.
نعم، ما زالت مرارة عملية( الوهم المتبدد، ثم صفقة وفاء الأحرار) في حلوقهم، فهم لا يستسيغون الماء العذب، ولا الطعام اللذيذ، لأن كبرياء أجهزتهم وقادتهم تمرغت بالتراب على يد فئة قليلة من أبناء الخليل، بحسب المصادر الإعلامية. الخليل استوعبت درس غزة جيدا، وقررت المنافسة والتفوق، فأسرت ثلاثة دفعة واحدة، من أجل الإفراج عن أسرى الشعب الفلسطيني. الخليل الكبيرة برجالها وشبابها جعلت الطريق صعبا على من يحب المنافسة من المحافظات الأخرى.
في غزة قام رجال التنسيق الأمني ( رجال العمالة بالمفهوم البلدي الفلسطيني) بتفتيش غزة شبرا شبرا، حتى المقابر والمزابل فتشوها للوصول الى جلعاد شاليط، وخدمة أسيادهم في تل أبيب، غير أن الله الجبار أفشلهم وأذلهم. واليوم يقوم رجال التنسيق الأمني بتفتيش غير مسبوق في كل المحافظات، وبالذات في الخليل خدمة للمستوطنين الذين ينتهكون حرمة الضفة وحرمة مساجد الخليل والقدس.
لقد تلقى رجال الأمن تعليمات واضحة ومشددة من رئيس السلطة الذي زعم باطلا قبل أيام : أن التنسيق الأمني مقدس؟! ببذل المستطاع وفوق المستطاع من أجل إلقاء القبض على أبطال الخليل. والمؤسف أنه في الوقت نفسه ( بيضحك) على شعبه ، ويزعم أنه أوقف المفاوضات من أجل الأسرى؟! إن فرحة الأسرى في سجون الاحتلال لا يتخيلها أحد، وألسنتهم تلهج بالدعاء تطلب من الله إنجاح العملية. إن حال الأسرى هذه تكشف أنهم على نقيض قرار رئيس السلطة وعمل أجهزته الأمنية.
لقد شجب رئيس السلطة عملية الخليل، ولم يشجب عملية اعتقال أكثر من ثمانين فلسطينيا من كافة المحافظات، ومنهم نواب عن الشعب. رئيس السلطة في ضوء ما يحدث في الخليل يقف على النقيض من شعبه، وعلى النقيض من الأسرى، وعلى نقيض من المفاهيم الوطنية المقررة والموروثة. وهو ربما يعيش الصدمة التي يعيشها نتنياهو، والأصل أن يكون على نقيضه.