Haneen
2014-08-10, 12:28 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعة 11/07/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
«الجرف الصامد» ـ أهداف الحملة والاستراتيجية لتحقيقها
بقلم: عاموس يدلين ،عن نظرة عليا
المرحلة التالية: مطالب إسرائيل
بقلم: نحمان شاي،عن اسرائيل اليوم
خيبة أمل حماس
بقلم: أيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
«الشريك» الذي لم يكف عن التحريض ...أبو مازن ليس شريكا في السلام فهو المسؤول بواسطة جهاز التربية عن تنشئة أجيال من كارهي اسرائيل
بقلم: زئيف جابوتنسكي،عن اسرائيل اليوم
ما الذي ظنناه بالضبط؟
إن ما زرعته إسرائيل في السنين الماضية من قهر واضطهاد لسكان غزة تحصده الآن باطلاق الصواريخ
بقلم: جدعون ليفي ،عن هأرتس
</tbody>
«الجرف الصامد» ـ أهداف الحملة والاستراتيجية لتحقيقها
بقلم: عاموس يدلين ،عن نظرة عليا
مساء أول أمس، 7 تموز 2014، تبين نهائيا أن حماس لم تتعاون مع سياسة التجلد التي اتخذتها حكومة إسرائيل ومع محاولات الوساطة المصرية والعودة الى وقف النار والتفاهمات التي تحققت بعد حملة «عمود السحاب». مطالبها للاتفاق مختلفة، تقيد اسرائيل في عملها مثل مطالبها ايضا لفتح معبر رفح وتحرير سجناء صفقة شاليط ممن اعيدوا الى السجن وكذا وابل الصواريخ الذي لم يتوقف، رغم التجلد الاسرائيلي، أجبرت اسرائيل على الدخول في معركة لا ترغب فيها. وهاكم دزينة مفاهيم عن أهداف المعركة الحالية – «الجرف القوي»، وما تختلف فيه عن «الرصاص المصبوب» و «عمود السحاب».
1.الغاية الاستراتيجية للعمل مفترضة من أداء الواجب الاساس للدولة لحماية مواطنيها والسماح لهم بنمط حياة طبيعي. هدف ترميم وتثبيت الردع – لتحقيق فترة هدوء اخرى، هو انجاز استراتيجي مركزي لحملات سابقة. ردع يعالج الدافع والرغبة في اطلاق النار على اسرائيل. والحملة الحالية من الصحيح أن تعالج ايضا قدرات حماس ومنظمات الارهاب الاصغر – الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة. وعلى الحملة أن تكون موجهة في أساسها ضد الذراع العسكري لحماس وباقي منظمات الارهاب، الضرب الشديد للقيادات والاشخاص وكذا لقدرة اطلاق الصواريخ وانتاجها. هدف هام آخر للحملة لم يطرح وبالتالي لم يتحقق في الماضي، هو منع قدرة التعاظم لدى حماس بعد الحملة. حقيقة أن الانفاق التي تعاظمت من خلالها حماس بعد «الرصاص المصبوب» و «عمود السحاب» دمرها وأغلقها المصريون، تسمح – بعد أن تنفذ ضربة هامة لمنشآت الانتاج في غزة نفسها – بالتأكد من أن التعاظم بعد الحملة سيكون محدودا وبطيئا، اذا كان على الاطلاق.
2. الهدف العسكري – مثلما في الحملات السابقة – لا يجب أن يكون احتلال غزة لغرض «انهيار حماس». فدولة اسرائيل فكت ارتباطها عن غزة ونزعت عن نفسها المسؤولية عن هذا الاقليم بمليون ونصف من سكانه الفلسطينيين. حماس ضعيفة جدا من ناحية سياسية واقتصادية، وصحيح اضعافها ايضا عسكريا. وضربة شديدة لحماس لتحقيق الردع وحرمانها في القدرات وتعاظم القوة في المستقبل – هو الهدف الصحيح. أما جعل غزة مجالا بلا عنوان سلطوي فهو خطأ استراتيجي.
3.أحد عناصر القوة المركزية لحماس، والذي يفترض أن يعطي جوابا للتفوق الاسرائيلي في الاستخبارات النوعية وقدرة النار هو المنظومة التحت أرضية. لقد بنت حماس قدرات تحت أرضية بحجم واسع للدفاع والهجوم على حد سواء. وغزة مشبكة بانفاق وملاجيء تحت أرضية والى هناك تنزل ليس فقط قيادة حماس بل وايضا الكثير من رجال الذراع العسكري. والاحباط الذي نفذ في الاسبوع الماضي حيال النفق الهجومي لحماس في جنوب القطاع والذي كان يفترض أن يكون المفاجأة الاستراتيجية لحماس، هو انجاز هام للغاية للجيش الاسرائيلي. هكذا ايضا تصفية الخلية التي حاولت تحت ستار واسع من النار النزول على الشاطيء وتنفيذ عملية في زيكيم. سرية المخربين التي تخرج من النفق الهجومي الى الاراضي الاسرائيلية، وصحيح الافتراض بانه توجد أنفاق اخرى كهذه، يمكنها ان تنفذ عملية واسعة النطاق ذات مغاز شديدة. من المهم أن يتمكن الجيش الاسرائيلي من اكتشاف الانفاق الهجومية الاخرى وايجاد السبل الابداعية لجعل الانفاق الدفاعية شركا حفرته حماس لنفسها.
4. من المهم الانتباه الى ضياع «حملة المفاجأة» – في الحملتين السابقتين تمكن الجيش الاسرائيلي من تحقيق مفاجأة تكتيكية وضرب القيادات المأهولة (حملة «الرصاص المصبوب») ورئيس الذراع العسكري لحماس ووسائل الاطلاق بعيدة المدى (حملة «عمود السحاب»). في مساء السابع من تموز أثبتت حماس بانها منظمة تتعلم ونجحت في املاء توقيت المعركة – بينما مختبئة جيدا ومنكشفة أقل مما في الماضي. لقد حاولت حماس وتحاول المفاجأة بقدرات اخرى – صواريخ بعيدة المدى الى ما وراء تل أبيب، اجتياحات برية، طائرات غير مأهولة. حتى الان لم تنجح حماس في مفاجأة الجيش الاسرائيلي، الذي أحبط القدرات «الجديدة». الى جانب ذلك من الصحيح الافتراض بان حماس ستواصل محاولة المفاجأة.
5.صمود الجبهة الداخلية الاسرائيلية – قدرات الجبهة الداخلية الاسرائيلية للصمود في المعركة التي تستمر لاكثر من اسبوع، هو عامل اساسي في نتائج المعركة. أنماط سلوك الجمهور في اثناء المعارك العسكرية التي ادارها الجيش الاسرائيلي في العقد الاخير ضد منظمات الارهاب شبه الدول (حزب الله وحماس) مشابهة ومتوقعة هذه المرة ايضا. فالجمهور يجتاز عددا من التحولات: في البداية – يوجد اجماع للخروج الى المعركة؛ لاحقا، في الايام الاولى من المعركة – يكون هناك تأييد جارف بشكل خاص اذا كانت هناك انجازات بارزة؛ مع تراكم الاصابات في الجبهة الداخلية وبالجنود ومع الفهم بانه لا يوجد انتصار مطلق، يصبح الجمهور عديم الصبر وانتقادي جدا. يجب على نجاح الخطوة العسكرية أن تستند الى أ. شرعية عالية (سياسة التجلد للحكومة أتاحت البدء بالحملة وهي تحظى بمستوى عال من الشرعية). ب. دفاع جيد عن الجبهة الداخلية (والقبة الحديدية هي عنصر اساسي في الدفاع، ولكن ايضا قدرات سلاح الجو والقوات المناورة للهجوم وضرب وسائل اطلاق الصواريخ هامة للغاية). ج. الى الانجازات المثبتة التي لا لبس فيها حيال العدو. الجمهور الاسرائيلي مستعد لان يتحمل اذا كان يرى انجازات استراتيجية ذات مغزى.
6.عنصر الزمن – خليط الصبر القصير في أوساط الجمهور الاسرائيلي، الضغط الدولي، خطر التصعيد والخوف من اصابة بالصدفة بالمدنيين غير المشاركين كفيل بان يملي وقف الحملة قبل أن تكون تحققت الاهداف الاستراتيجية. وعليه فيجب الامتناع قدر الامكان عن النهج التدريجي واستخدام كل القوة منذ الايام القريبة القادمة. وثمة للهجمات وجودة الاهداف اهمية كبيرة في تحقيق اهداف الحملة.
7. خطوة متداخلة جوية وبرية، مسنودة بالاستخبارات. يميل الجمهور لان يرى فقط نموذجين للعمل – جو أو جو مع خطوة برية واسعة لاحتلال القطاع. حتى لو لم تكن لدينا نية لاحتلال غزة، لا تزال واجبة وشبه ضرورية خطوة برية. هناك تداخل عال بين الخطوة الجوية والخطوة البرية. فبدون خطوة برية تبقى حماس «تحت الارض». أما خطوة برية الى نقاط ذات قيمة فستخلق احتكاكا مع رجال الذراع العسكري لمنظمات الارهاب وتسمح سواء للقوة الجوية أو للقوة البرية أن تضربهم وتضرب البنى التحتية التي تخدمهم. في كل الاحوال، فان الخطوة البرية وبالتأكيد الجوية ايضا مشروطتان بالاستخبارات النوعية. فكلما كانت الاستخبارات اكثر نوعية – تكون المناورة البرية اقل.
8.المسؤولية السياسية. في الحملتين الاخيرتين كان يمكن التعاطي مع غزة كدولة تحت سيطرة حماس وضرب مبنى الحكم، بالقيادة السياسية بل وبالبنى التحتية – تبعا للقانون الدولي. حملة «الجرف القوي» تنطلق بعد وقت قصير جدا من تحلل حماس ظاهرا من مسؤوليتها عن غزة ونقل المسؤولية بشكل رسمي الى أبو مازن. مريح لحماس أن تتبنى نموذج حزب الله في أنها صاحبة «جيش خاص» في دولة ليست هي مسؤولة عنها. واسرائيل ملزمة بان تعود لتوضح بانها ترى في حماس المسؤولة عن كل ما يجري في غزة. وقد اطلقت اقتراحات لضربة عسكرية للبنى التحتية السياسية في غزة. اما برأيي فلا يوجد منطق سياسي أو عسكري لعمل ذلك. اذا كانوا يريدون ممارسة الضغط على حماس، التي تسيطر في غزة، فلدى اسرائيل القدرة على وقف توريد الكهرباء، الوقود والغذاء دون اطلاق رصاصة واحدة – المعابر ومفاتيح الكهرباء في ايدينا. وكلما تطورت المواجهة وطالت، ينبغي الانتباه الى الا تنتشأ في غزة أزمة انسانية. وسيحاول الفلسطينيون خلق عرض كهذا، يخدمهم، ويجب التأكد باننا نقرأ الخريطة جيدا ولا نسمح بضر زائد للسكان غير المشاركين في القتال.
9.رقابة التصعيد الاقليمي – بينما تتطور المواجهة في غزة مطالبة محافل التقدير بان تقدم تقديرها بالنسبة لمدى حرية العمل في ساحة غزة مقابل الخطر في التصعيد في جبهات اخرى، اكثر خطرا. احد اسباب تجلد الحكومة في الاسبوع الاخير كان الخوف من اشتعال الاضطرابات في مناطق السلطة وبين عرب شرقي القدس وعرب اسرائيل. هذا الخطر لم يختفِ ومن شأنه أن يعود بحجم واسع اذا ما ارتكبت اخطاء عملياتية تمس بالمدنيين غير المشاركين. خطر آخر اكثر جسامة ولكن باحتمالية منخفضة هو اشتعال جبهة الشمال مع حزب الله أو مع سوريا. احتمال مثل هذا السيناريو متدن جدا، حزب الله وسوريا منشغلان بالحرب الاهلية ولن يردا على ما يعتبر في السنوات الاخيرة كعمل اسرائيلي موجه مباشرة ضدهما. ومع ذلك، فان مفهوم الاحتمالية المتدنية مشحون وخطير: امكانية خطيرة جدا لاشتعال جبهة الشمال تستدعي الفحص والتناول الدائم لفرضة العمل وصورة الوضع.
10.مصر- عملت مصر في الماضي كوسيط وآلية انهاء لحملات اسرائيل حيال حماس. كما ان مصر هي هدف غير مباشر لنار حماس بطلبها تخفيف الحصار عن غزة اي فتح معبر رفح والانفاق. مصر 2014 تختلف عن مصر مبارك التي كانت حساسة جدا للشارع المصري ورد فعله على الحملة وعن مصر مرسي التي رأت في حماس حليفا. مصر السيسي لم تنجح في منع المواجهة واستئناف تفاهمات «عمود السحاب». ويعود عدم نجاح مصر الى عدائها لحماس ورغبتها في أن تضربها اسرائيل ولكن ايضا بسبب ضعف صلاحيات القيادة السياسية لحماس على ذراعها العسكري الذي يعمل بشكل مستقل. ومع ذلك، يجدر بالذكر أن مصر تميز بين حماس التي ضربها ليس اشكاليا بالنسبة لها وضربة واسعة للفلسطينيين في غزة الامر الذي لا تقبل به.
11.ايران – احدى الحجج للتجلد الطويل لحكومة اسرائيل هي سلم الاولويات الاستراتيجية لديها. فلا حاجة للجلوس في غرفة المجلس الوزاري كي نفهم بان رئيس الوزراء يرى في التهديد النووي الايراني التهديد الاخطر بكثير من تهديد الارهاب في غزة. والمفاوضات بين القوى العظمى وايران توشك على الانتهاء والتوقيع في 20 تموز 2014. ورئيس الوزراء ليس معنيا بان يكون الانتباه السياسي، الاستراتيجي والاعلامي ينحرف عن الموضوع الذي يراه الاهم. ومع ذلك، فالتقدير هو أن المفاوضات مع ايران لن تنتهي قريبا الامر الذي يعطيه مجالا زمنيا لتوفير رد على تهديد الارهاب من غزة.
12.آلية الانهاء – في كل دخول في مواجهة عسكرية من واجب القيادة العسكرية والسياسية أن تتأكد من أنها تخطط وتستطع استخدام آلية انهاء للمواجهة. وهذه قدرة على استخدام عناصر دولية مثل مجلس الامن، آليات الوساطة والمفاوضات غير المباشرة عبر دولة ثالثة (مصر، تركيا، قطر) وآليات عسكرية للتصعيد او الخروج أحادي الجانب. حملة «الرصاص المصبوب» توقفت من جانب واحد – حماس قبلت وقف النار لانها ضربت بشدة. «عمود السحاب» توقفت بوساطة مصرية. من المهم جدا أن يكون واضحا لاصحاب القرار ما هي الالية التي من خلالها يرغبون في الخروج من المعركة وأن يتم الخروج مع تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي من أجله انطلق الجيش الاسرائيلي للحملة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المرحلة التالية: مطالب إسرائيل
بقلم: نحمان شاي،عن اسرائيل اليوم
لا مفاجآت الى الآن، فكل ما حدث في الاسابيع الاربعة الاخيرة منذ كان اختطاف الفتيان الثلاثة كان متوقعا: اعمال البحث والاعتقالات في منطقة يهودا والسامرة، وايجاد الجثث، وقتل الفتى محمد أبو خضير، والاضطرابات في شرقي القدس والقرى العربية، وكل ذلك على أنغام اطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة على اسرائيل وضربات سلاح الجو الاسرائيلي الجوية. وقد مهد كل ذلك لعملية «الجرف القوي».
وهذا هو ما يقلق في الحقيقة لأن السلوك كله الى الآن هو بحسب أنماط قد ثبتت من قبل، ويتحرك الطرفان فيها الواحد نحو الآخر في اتجاه صدام كبير. فالجيش الاسرائيلي يوسع مجموع الاهداف ويُحدث اصابات في الجانب الفلسطيني، وتزيد حماس من جهتها مدى الصواريخ فتضرب المناطق التي كانت تعتبر خارج المدى. فأمامنا حالة كلاسيكية لقتال ضعيف القوة مع ارتفاعات وانخفاضات ودون حسم حقيقي، وليس لنا أن نشكو أنفسنا فقد لاقت دول مشابهة تحديات مشابهة وفشلت. وفي المواجهات غير المتكافئة يتمتع الطرف الضعيف بمزايا كبيرة. فهو لا يخضع لأي قيد ويعمل دون عوائق. وهو يستعمل فيما يستعمل وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية استعمالا واسعا ليؤثر في المعركة في الوعي. وحسبُنا أن ننظر في حال الولايات المتحدة في افغانستان التي تُدخل في هذه الايام ذيلها بين رجليها وتخرج من هناك.
يُصدع أفضل الخبراء بالاستراتيجية في اسرائيل رؤوسهم في كيفية التفكير خارج الصندوق. وليسوا هم الأولين ولا الآخِرين. فما الذي بقي ليُقترح ولم يقترح بعد؟ إنه في الاساس «الضربة الكبيرة»، وهي استعمال قوة كبيرة من الجو وعملية برية واسعة داخل غزة. وهي نظرية «الرجل المجنون»، التي تريد أن نسلك سلوك حيّنا المجنون. فلندع الانفعالات تفعل فعلها ولنتحرر من هذه القيود وغيرها. ونقول كي لا يكون شك إن الجيش الاسرائيلي وهو من افضل الجيوش في العالم يستطيع أن يحتل غزة في بضعة ايام. وسيكون الثمن باهظا لكن غزة ستكون في أيدينا. وماذا سيحدث آنذاك؟ هل نتحمل المسؤولية عن حياة 1.8 مليون فلسطيني؟ وهل نعاود القيام بالدوريات في مخيمي الشاطيء وجباليا اللذين سيصبحان أشراك نيران لجنودنا؟ وهل نستطيع أن نواجه النقد الدولي والمطالب الحازمة التي تبلغ حد العقوبات للخروج من هناك؟.
أرفض هذا الحل وأفضل طريقة العمل التي أخذت بها الحكومة الى الآن، فقد اتخذت قراراتها عن شعور مناسب بالنظام الدولي وقيم الجيش الاسرائيلي القتالية. ولهذا دعمتها أنا ورفاقي في حزب العمل. والتفويض الذي تملكه يقوم على رجلين اثنتين الاولى الدولية وهي موافقة صامتة من دول رئيسة في العالم على اجراءات عسكرية، والرجل الاخرى في الداخل وهي تأييد عام يمنح الحكومة والجيش الاسرائيلي زمنا حيويا للعملية. ومن غير هاتين الرجلين أو حتى واحدة منهما تقصر المهلة وتنتهي العملية الى خيبة أمل. ولهذا يجب على الحكومة الآن أن تصوغ في صمت وبغير اعلان استراتيجية خروج وأن تُعد قائمة مطالب تشمل الهدوء وقتا طويلا، والحد من تسليح حماس ومنع الارهاب من غزة. لكن يجب علينا أن نوجه الاجراء الاستراتيجي التالي الى السلطة الفلسطينية وأبو مازن، وقد قطعنا مسافة طويلة معهم في التفاوض.
علمنا الوقت الاخير أنه نشأت قاعدة للتعاون حتى في واقعة الاختطاف. وكان تصريح أبو مازن علامة تُذكر في العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين بل اعترف رئيس الوزراء بذلك. وإن الصدام مع حماس يرسل الى السلطة وقادتها رسالة فحواها أن استعمال القوة يُرد عليه بالقوة وبالكثير من القوة. وهذه طريقة مرفوضة ولهذا يفضل لهم ولنا التوصل الى تسوية يتبناها المجتمع الدولي ويمنحها الدعم والمساعدة. وستواجه حماس آنذاك الاختيار، فاذا اختارت الطريق السياسي فستضطر الى أن تتبنى تفاهمات الرباعية وتتخلى عن الارهاب؛ واذا اختارت طريق العنف فان الجيش الاسرائيلي لها بالمرصاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
خيبة أمل حماس
بقلم: أيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
إن المواجهة بين اسرائيل وحماس هي كلها فعل يدي قيادة حماس. فقد بذلت حكومة اسرائيل في الايام التي سبقت «الجرف القوي» كل ما تستطيع لمنع التصعيد العسكري حتى لو كانت كلفة ذلك نقدا قاسيا من الداخل. لكن الارادة الاسرائيلية لم تجد شريكا من الطرف الآخر.
إن حماس موجودة اليوم في درك سياسي لم تعرف له مثيلا، فقد أدارت مصر لها ظهرها وهي تراها عدوا، وفي العالم العربي عدم اهتمام سافر بما يجري في الساحة الفلسطينية، وينحصر اهتمام الاعلام العربي والدولي في المأساة السورية وفي انشاء خلافة اسلامية في أجزاء كبيرة من العراق وسوريا.
ويُسأل ما الذي أرادت حماس بالضبط احرازه حينما دفعت اسرائيل الى الخروج للعملية. هل فقدت قيادة حماس حقا كل سيطرة على رجالها أم تبحث عن نجاحات أو ربما عن مخرج من الطريق المسدود الذي دُفعت اليه؟.
إن هدف حماس الاول هو أن تحرز نقاطا من الرأي العام الفلسطيني باظهار القدرة على الثبات في وجه اسرائيل وبمساعدة الضرر الذي تريد أن توقعه عليها. والهدف الثاني ردع اسرائيل واضطرارها الى قبول إملاءات حماس وفي مقدمتها شروط متشددة لوقف اطلاق النار تمنع اسرائيل من العمل في داخل غزة.
إن الطريقة هي اطلاق لا ينقطع للقذائف الصاروخية لاضطرار الرأي العام الاسرائيلي الى الضغط على الحكومة لوقف العملية حتى لو كان ثمن ذلك تنازلات سياسية. وتعتمد حماس على حرب استنزاف تثبت فيها وتعلن انتصارها كما فعل نصر الله في وقت سابق. لكن ميزانها حتى الآن ميزان سلبي.
فشلت حماس الى الآن في احراز اهدافها. ولا يمكن ترجمة الانجازات في وجه اسرائيل على هيئة اطلاق صواريخ على الخضيرة وغوش دان الى رواتب لموظفي حكومة حماس في القطاع أو الى اعادة بناء البنية التحتية المدنية التي أخذت تُدمر.
لكن اسرائيل ايضا تسير على حبل دقيق. إن ردع حماس هدف مناسب لكنه متملص ومؤقت. وإن اسقاط حماس هدف أنسب بشرط أن يكون واضحا ما الذي سيحدث في غزة في اليوم التالي وألا يحل محل حماس في الاساس منظمات مثل أنصار بيت المقدس التي تعمل في سيناء أو داعش التي تعمل في العراق تجعل القطاع مثل الصومال، فلا يكون لاسرائيل فيها عنوان للمحادثة أو للردع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
جهاز التربية عن تنشئة أجيال من كارهي اسرائيل «الشريك» الذي لم يكف عن التحريض
أبو مازن ليس شريكا في السلام فهو المسؤول بواسطة
بقلم: زئيف جابوتنسكي،عن اسرائيل اليوم
أول أمس، في توقيت كامل يشهد على عدم وجود مطلق لصلة بين الحدث والواقع، عقد في فندق فخم في تل ابيب مؤتمر سماه منظموه بالاسم المتبجح «مؤتمر اسرائيل للسلام». وقد كان في الحاصل العام مؤتمر اشخاص يمثلون رأي أقلية أخذت تصغر في المجتمع الاسرائيلي الذي يحاول أن يستعيد أوهام الماضي.
وللايهام بالتعدد دُعي ايضا الوزير نفتالي بينيت ليخطب، لكن المشاركين في المؤتمر لم ينجحوا في الحفاظ على هذا الايهام حينما شوشوا عليه خطبته ونهايتها حينما خرج من القاعة بل اضطروه الى الخروج مستعينا بحراس. ولم يخطر ببال صحيفة «هآرتس» التي رعت الحدث أن تعتذر عن ذلك ونسبت العنف الى «سلوك غير مناسب» لأحد المشاركين «دفعه دفعة خفيفة» وكأن الامر على ما يرام.
استعاد سائر المشاركين ادعاءات مختلفة مصدرها الواقع الذي لم يعد موجودا. حتى إن يعقوب عميدرور قال إنه يؤيد انشاء دولة فلسطينية في قلب ارضنا (لاسباب ديمغرافية)، برغم الواقع الذي يشير الى عكس ذلك بالضبط، أي أنه توجد اليوم اكثرية صلبة لليهود في دولة تطبق القانون الاسرائيلي على يهودا والسامرة، وتكبر هذه الاكثرية كلما مر الزمن. واشتكت تسيبي لفني من أن الامريكيين لم يهبوا لها على طبق فضة (ديمقراطي بالطبع) دفع اسرائيل الى مواقفها لأنها لا تنجح في جعل الناخب الجاهل يعرف بأن طريقتها لن تعرضنا جميعا للخطر تعريضا مفرطا.
يتجاهل ناس الماضي هؤلاء أن الواقع الذي يتغير سريعا في الشرق الاوسط ويقترب من حدودنا الشرقية يوجب تغييرا اساسيا للمبدأ اذا كنا نرغب في الحياة. وعندهم مشكلة في الاعتراف بأنهم اخطأوا فهم الواقع في الماضي في ضوء الواقع اليوم وذلك بالضبط كوجود مشكلة عند منظمي المؤتمر في الاعتذار للوزير بينيت.
فاجأ اهود باراك حينما زعم في المؤتمر في تصميم أن «أبو مازن برهن بافعاله واقواله على أنه شريك في السلام»، لا أقل من ذلك. يا سيد باراك إن أبو مازن هو بين المسؤولين المباشرين عن قتل الفتيان الثلاثة، وهو الذي اشعل جولة العنف الحالية. فهو يُهيج جمهوره بكراهية خالصة لاسرائيل بواسطة كل وسائل الاعلام التي يملكها بفضل حكوماتنا وبواسطة جهاز تربيته الذي يُعد أجيالا بعد أجيال من الكارهين الذين يرفضون شرعية وجود اسرائيل. وفي كل يوم ينشر موقع «رقابة الاعلام الفلسطيني» أنباءً مثل أن م.ت.ف (التي أبو مازن رئيسها) نشرت في صفحتها في الفيس بوك دعوة للاسرائيليين الى إعداد أكياس موتى كثيرة. ويدرس جهاز تربية السلطة الفلسطينية وأبو مازن مسؤول عن مضامينه، يدرس طلابه الميثاق الفلسطيني لأنه لم يلغ قط. فهذه هي الدفيئة التي نبت فيها قاتلو الفتيان ومنها خرجوا. ولهذا فمن المؤكد أن أبو مازن، بسبب مسؤوليته المباشرة عن انشاء أجيال من القتلة المحتملين وبسبب تبغيضه المنهجي لنا عند جمهوره، ليس شريكا بل هو عدو لدود مُحنك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ما الذي ظنناه بالضبط؟
إن ما زرعته إسرائيل في السنين الماضية من قهر واضطهاد لسكان غزة تحصده الآن باطلاق الصواريخ
بقلم: جدعون ليفي ،عن هأرتس
هل أن تعتقل اسرائيل بقسوة على أثر اختطاف ثلاثة فتيان اسرائيليين في المناطق وقتلهم، نحوا من 500 مدني فلسطيني وفيهم اعضاء من المجيش التشريعي وعشرات ممن أفرج عنهم بصفقات لم تكن لهم أية صلة بالخطف والقتل؛ وأن يلقي الجيش الاسرائيلية رهبته على الضفة كلها بعملية بحث واعتقالات جماعية هدفها المعلن «تحطيم حماس»؛ وأن تهيج حملة تحريض عنصرية في الشبكة وتفضي الى احراق فتى فلسطيني وهو حي؛ وأن تخرج اسرائيل في حملة عقاب مضادة لمحاولة انشاء حكومة وحدة فلسطينية كان العالم مستعدا للاعتراف بها؛ وأن تنكث اسرائيل التزامها الافراج عن سجناء؛ وأن تفضي الى انهاء المسيرة السياسية وأن تقعد فوق كل ذلك مكتوفة اليدين لا تقترح أية خطة أو رؤيا – ثم يقبل الفلسطينيون ذلك بتسليم وطاعة وسكون نفس ويبقى الامن يسود مدن اسرائيل؟.
هل أن تستمر غزة على العيش أبدا في ظل نزوات اسرائيل (ومصر)، فاذا شاءتا أرختا الطوق قليلا، واذا شاءتا عززتاه حتى الألم؟ أوَ أن يستمر أكبر قفص في العالم على كونه قفصا؟ أوَ أن يبقى مئات آلاف سكانها مقطوعين أبدا؟
أوَ أن تمنع اسرائيل عشرات آلاف العاملين في سلطة حماس من دفع أجورهم اليهم؟ أوَ يُمنع التصدير من غزة ويحدد صيد السمك؟ وعلى أي شيء بالضبط يعيش مليون ونصف مليون من البشر – هل يستطيع أحد أن يقول لماذا يستمر الحصار ولو الجزئي لغزة؟ وألا يُطرح مستقبلها ألبتة للنقاش؟ أوَ أن يحدث كل ذلك وتقبل غزة ذلك بالتسليم؟ إن كل من كان يظن ذلك ضل في أوهام خطيرة ندفع الآن جميعا ثمنها.
ينبغي فقط ألا نتظاهر بالدهشة؛ وينبغي فقط ألا نقلب العالم لأن الفلسطينيين يطلقون عبثا صواريخ على مدن اسرائيل – فهذا الترف لم يعد مقبولا. إن الرعب الذي يشعر به مواطنو اسرائيل الآن ليس أكبر من الرعب الذي شعر به آلاف الفلسطينيين حينما كانوا ينتظرون في رهبة في الاسابيع الاخيرة الجنود الذين يحطمون ابواب بيوتهم ويداهمونها تحت جنح الظلام لللبحث والتقليب والهدم والاذلال وخطف واحد من أبناء البيت. وليس رعبنا أكبر من الرعب الذي يشعر به الاولاد والشباب الفلسطينيون الذين قتل عدد منهم عبثا بنار الجيش الاسرائيلي في الاسابيع الاخيرة. والرعب الذي يشعر به الاسرائيليون أقل من ذاك الذي يشعر به سكان غزة الذين لا يملكون إنذار «اللون الاحمر»، ولا «مكان وقاية» ولا قبة حديدية لتخليصهم، ولا يوجد سوى مئات الطلعات الجوية المخيفة لسلاح الجو الاسرائيلي في السماء تنتهي الى قتل مدنيين أبرياء وفيهم شيوخ ونساء واطفال كما قد حدث في هذه العملية.
وقد تبجح ضابط اسرائيلي أمس بأن الدمار في القطاع هذه المرة أكبر مما كان في عمود السحاب.
أصبح يوجد للعملية إسم صبياني هو «الجرف القوي». لكن الجرف القوي بدأت وستنتهي ككل سابقاتها لا جرفا ولا قويا. تريد وسائل الاعلام والرأي العام الآن دما وخرابا فلسطينيين، واليسار والوسط يؤيدان بالطبع، ومن المؤكد أنهما يؤيدان كما في كل البدايات – أما ما يلي ذلك فقد أصبح مكتوبا منذ زمن في تاريخ كل عمليات غزة على اختلافها الدامية التي لا أمل منها. والشيء المدهش أنه لا يتم تعلم شيء ولا يتغير شيء سوى الوسائل القتالية، من عملية الى أخرى.
تصرف رئيس الوزراء هذه المرة بضبط للنفس حقا ووضعت التيجان على رأسه – وما كان يمكن ضبط النفس في مواجهة القذائف الصاروخية من غزة. ويعلم الجميع أن بنيامين نتنياهو لم يكن معنيا بهذه المواجهة. أحقا؟ لو أنه لم يكن معنيا بها حقا لكان يجب عليه أن يُحدث مسيرة سياسية حقيقية، لكنه لم يفعل ذلك ولهذا من الواضح أنه كان معنيا بالمواجهة. وقد صرخ العنوان الرئيس في الصحيفة التي تعبر عن رأيه أمس بالكلمات التالية: «إمضوا حتى النهاية»، لكن «النهاية» الهوجاء التي تدعو اليها صحيفة «اسرائيل اليوم» لن تحرزها اسرائيل أبدا ولا سيما بالقوة. قال دافيد غروسمان أول أمس في مؤتمر اسرائيل للسلام: «لا سبيل للتهرب من العقاب على ما أحدثوا مدة خمسين سنة تقريبا». وكان ذلك قبل بضع ساعات من وقوع العقاب التالي في سلسلة الجريمة والعقاب على مواطني اسرائيل، ويا لهم من ضحايا غافلين أبرياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعة 11/07/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
«الجرف الصامد» ـ أهداف الحملة والاستراتيجية لتحقيقها
بقلم: عاموس يدلين ،عن نظرة عليا
المرحلة التالية: مطالب إسرائيل
بقلم: نحمان شاي،عن اسرائيل اليوم
خيبة أمل حماس
بقلم: أيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
«الشريك» الذي لم يكف عن التحريض ...أبو مازن ليس شريكا في السلام فهو المسؤول بواسطة جهاز التربية عن تنشئة أجيال من كارهي اسرائيل
بقلم: زئيف جابوتنسكي،عن اسرائيل اليوم
ما الذي ظنناه بالضبط؟
إن ما زرعته إسرائيل في السنين الماضية من قهر واضطهاد لسكان غزة تحصده الآن باطلاق الصواريخ
بقلم: جدعون ليفي ،عن هأرتس
</tbody>
«الجرف الصامد» ـ أهداف الحملة والاستراتيجية لتحقيقها
بقلم: عاموس يدلين ،عن نظرة عليا
مساء أول أمس، 7 تموز 2014، تبين نهائيا أن حماس لم تتعاون مع سياسة التجلد التي اتخذتها حكومة إسرائيل ومع محاولات الوساطة المصرية والعودة الى وقف النار والتفاهمات التي تحققت بعد حملة «عمود السحاب». مطالبها للاتفاق مختلفة، تقيد اسرائيل في عملها مثل مطالبها ايضا لفتح معبر رفح وتحرير سجناء صفقة شاليط ممن اعيدوا الى السجن وكذا وابل الصواريخ الذي لم يتوقف، رغم التجلد الاسرائيلي، أجبرت اسرائيل على الدخول في معركة لا ترغب فيها. وهاكم دزينة مفاهيم عن أهداف المعركة الحالية – «الجرف القوي»، وما تختلف فيه عن «الرصاص المصبوب» و «عمود السحاب».
1.الغاية الاستراتيجية للعمل مفترضة من أداء الواجب الاساس للدولة لحماية مواطنيها والسماح لهم بنمط حياة طبيعي. هدف ترميم وتثبيت الردع – لتحقيق فترة هدوء اخرى، هو انجاز استراتيجي مركزي لحملات سابقة. ردع يعالج الدافع والرغبة في اطلاق النار على اسرائيل. والحملة الحالية من الصحيح أن تعالج ايضا قدرات حماس ومنظمات الارهاب الاصغر – الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة. وعلى الحملة أن تكون موجهة في أساسها ضد الذراع العسكري لحماس وباقي منظمات الارهاب، الضرب الشديد للقيادات والاشخاص وكذا لقدرة اطلاق الصواريخ وانتاجها. هدف هام آخر للحملة لم يطرح وبالتالي لم يتحقق في الماضي، هو منع قدرة التعاظم لدى حماس بعد الحملة. حقيقة أن الانفاق التي تعاظمت من خلالها حماس بعد «الرصاص المصبوب» و «عمود السحاب» دمرها وأغلقها المصريون، تسمح – بعد أن تنفذ ضربة هامة لمنشآت الانتاج في غزة نفسها – بالتأكد من أن التعاظم بعد الحملة سيكون محدودا وبطيئا، اذا كان على الاطلاق.
2. الهدف العسكري – مثلما في الحملات السابقة – لا يجب أن يكون احتلال غزة لغرض «انهيار حماس». فدولة اسرائيل فكت ارتباطها عن غزة ونزعت عن نفسها المسؤولية عن هذا الاقليم بمليون ونصف من سكانه الفلسطينيين. حماس ضعيفة جدا من ناحية سياسية واقتصادية، وصحيح اضعافها ايضا عسكريا. وضربة شديدة لحماس لتحقيق الردع وحرمانها في القدرات وتعاظم القوة في المستقبل – هو الهدف الصحيح. أما جعل غزة مجالا بلا عنوان سلطوي فهو خطأ استراتيجي.
3.أحد عناصر القوة المركزية لحماس، والذي يفترض أن يعطي جوابا للتفوق الاسرائيلي في الاستخبارات النوعية وقدرة النار هو المنظومة التحت أرضية. لقد بنت حماس قدرات تحت أرضية بحجم واسع للدفاع والهجوم على حد سواء. وغزة مشبكة بانفاق وملاجيء تحت أرضية والى هناك تنزل ليس فقط قيادة حماس بل وايضا الكثير من رجال الذراع العسكري. والاحباط الذي نفذ في الاسبوع الماضي حيال النفق الهجومي لحماس في جنوب القطاع والذي كان يفترض أن يكون المفاجأة الاستراتيجية لحماس، هو انجاز هام للغاية للجيش الاسرائيلي. هكذا ايضا تصفية الخلية التي حاولت تحت ستار واسع من النار النزول على الشاطيء وتنفيذ عملية في زيكيم. سرية المخربين التي تخرج من النفق الهجومي الى الاراضي الاسرائيلية، وصحيح الافتراض بانه توجد أنفاق اخرى كهذه، يمكنها ان تنفذ عملية واسعة النطاق ذات مغاز شديدة. من المهم أن يتمكن الجيش الاسرائيلي من اكتشاف الانفاق الهجومية الاخرى وايجاد السبل الابداعية لجعل الانفاق الدفاعية شركا حفرته حماس لنفسها.
4. من المهم الانتباه الى ضياع «حملة المفاجأة» – في الحملتين السابقتين تمكن الجيش الاسرائيلي من تحقيق مفاجأة تكتيكية وضرب القيادات المأهولة (حملة «الرصاص المصبوب») ورئيس الذراع العسكري لحماس ووسائل الاطلاق بعيدة المدى (حملة «عمود السحاب»). في مساء السابع من تموز أثبتت حماس بانها منظمة تتعلم ونجحت في املاء توقيت المعركة – بينما مختبئة جيدا ومنكشفة أقل مما في الماضي. لقد حاولت حماس وتحاول المفاجأة بقدرات اخرى – صواريخ بعيدة المدى الى ما وراء تل أبيب، اجتياحات برية، طائرات غير مأهولة. حتى الان لم تنجح حماس في مفاجأة الجيش الاسرائيلي، الذي أحبط القدرات «الجديدة». الى جانب ذلك من الصحيح الافتراض بان حماس ستواصل محاولة المفاجأة.
5.صمود الجبهة الداخلية الاسرائيلية – قدرات الجبهة الداخلية الاسرائيلية للصمود في المعركة التي تستمر لاكثر من اسبوع، هو عامل اساسي في نتائج المعركة. أنماط سلوك الجمهور في اثناء المعارك العسكرية التي ادارها الجيش الاسرائيلي في العقد الاخير ضد منظمات الارهاب شبه الدول (حزب الله وحماس) مشابهة ومتوقعة هذه المرة ايضا. فالجمهور يجتاز عددا من التحولات: في البداية – يوجد اجماع للخروج الى المعركة؛ لاحقا، في الايام الاولى من المعركة – يكون هناك تأييد جارف بشكل خاص اذا كانت هناك انجازات بارزة؛ مع تراكم الاصابات في الجبهة الداخلية وبالجنود ومع الفهم بانه لا يوجد انتصار مطلق، يصبح الجمهور عديم الصبر وانتقادي جدا. يجب على نجاح الخطوة العسكرية أن تستند الى أ. شرعية عالية (سياسة التجلد للحكومة أتاحت البدء بالحملة وهي تحظى بمستوى عال من الشرعية). ب. دفاع جيد عن الجبهة الداخلية (والقبة الحديدية هي عنصر اساسي في الدفاع، ولكن ايضا قدرات سلاح الجو والقوات المناورة للهجوم وضرب وسائل اطلاق الصواريخ هامة للغاية). ج. الى الانجازات المثبتة التي لا لبس فيها حيال العدو. الجمهور الاسرائيلي مستعد لان يتحمل اذا كان يرى انجازات استراتيجية ذات مغزى.
6.عنصر الزمن – خليط الصبر القصير في أوساط الجمهور الاسرائيلي، الضغط الدولي، خطر التصعيد والخوف من اصابة بالصدفة بالمدنيين غير المشاركين كفيل بان يملي وقف الحملة قبل أن تكون تحققت الاهداف الاستراتيجية. وعليه فيجب الامتناع قدر الامكان عن النهج التدريجي واستخدام كل القوة منذ الايام القريبة القادمة. وثمة للهجمات وجودة الاهداف اهمية كبيرة في تحقيق اهداف الحملة.
7. خطوة متداخلة جوية وبرية، مسنودة بالاستخبارات. يميل الجمهور لان يرى فقط نموذجين للعمل – جو أو جو مع خطوة برية واسعة لاحتلال القطاع. حتى لو لم تكن لدينا نية لاحتلال غزة، لا تزال واجبة وشبه ضرورية خطوة برية. هناك تداخل عال بين الخطوة الجوية والخطوة البرية. فبدون خطوة برية تبقى حماس «تحت الارض». أما خطوة برية الى نقاط ذات قيمة فستخلق احتكاكا مع رجال الذراع العسكري لمنظمات الارهاب وتسمح سواء للقوة الجوية أو للقوة البرية أن تضربهم وتضرب البنى التحتية التي تخدمهم. في كل الاحوال، فان الخطوة البرية وبالتأكيد الجوية ايضا مشروطتان بالاستخبارات النوعية. فكلما كانت الاستخبارات اكثر نوعية – تكون المناورة البرية اقل.
8.المسؤولية السياسية. في الحملتين الاخيرتين كان يمكن التعاطي مع غزة كدولة تحت سيطرة حماس وضرب مبنى الحكم، بالقيادة السياسية بل وبالبنى التحتية – تبعا للقانون الدولي. حملة «الجرف القوي» تنطلق بعد وقت قصير جدا من تحلل حماس ظاهرا من مسؤوليتها عن غزة ونقل المسؤولية بشكل رسمي الى أبو مازن. مريح لحماس أن تتبنى نموذج حزب الله في أنها صاحبة «جيش خاص» في دولة ليست هي مسؤولة عنها. واسرائيل ملزمة بان تعود لتوضح بانها ترى في حماس المسؤولة عن كل ما يجري في غزة. وقد اطلقت اقتراحات لضربة عسكرية للبنى التحتية السياسية في غزة. اما برأيي فلا يوجد منطق سياسي أو عسكري لعمل ذلك. اذا كانوا يريدون ممارسة الضغط على حماس، التي تسيطر في غزة، فلدى اسرائيل القدرة على وقف توريد الكهرباء، الوقود والغذاء دون اطلاق رصاصة واحدة – المعابر ومفاتيح الكهرباء في ايدينا. وكلما تطورت المواجهة وطالت، ينبغي الانتباه الى الا تنتشأ في غزة أزمة انسانية. وسيحاول الفلسطينيون خلق عرض كهذا، يخدمهم، ويجب التأكد باننا نقرأ الخريطة جيدا ولا نسمح بضر زائد للسكان غير المشاركين في القتال.
9.رقابة التصعيد الاقليمي – بينما تتطور المواجهة في غزة مطالبة محافل التقدير بان تقدم تقديرها بالنسبة لمدى حرية العمل في ساحة غزة مقابل الخطر في التصعيد في جبهات اخرى، اكثر خطرا. احد اسباب تجلد الحكومة في الاسبوع الاخير كان الخوف من اشتعال الاضطرابات في مناطق السلطة وبين عرب شرقي القدس وعرب اسرائيل. هذا الخطر لم يختفِ ومن شأنه أن يعود بحجم واسع اذا ما ارتكبت اخطاء عملياتية تمس بالمدنيين غير المشاركين. خطر آخر اكثر جسامة ولكن باحتمالية منخفضة هو اشتعال جبهة الشمال مع حزب الله أو مع سوريا. احتمال مثل هذا السيناريو متدن جدا، حزب الله وسوريا منشغلان بالحرب الاهلية ولن يردا على ما يعتبر في السنوات الاخيرة كعمل اسرائيلي موجه مباشرة ضدهما. ومع ذلك، فان مفهوم الاحتمالية المتدنية مشحون وخطير: امكانية خطيرة جدا لاشتعال جبهة الشمال تستدعي الفحص والتناول الدائم لفرضة العمل وصورة الوضع.
10.مصر- عملت مصر في الماضي كوسيط وآلية انهاء لحملات اسرائيل حيال حماس. كما ان مصر هي هدف غير مباشر لنار حماس بطلبها تخفيف الحصار عن غزة اي فتح معبر رفح والانفاق. مصر 2014 تختلف عن مصر مبارك التي كانت حساسة جدا للشارع المصري ورد فعله على الحملة وعن مصر مرسي التي رأت في حماس حليفا. مصر السيسي لم تنجح في منع المواجهة واستئناف تفاهمات «عمود السحاب». ويعود عدم نجاح مصر الى عدائها لحماس ورغبتها في أن تضربها اسرائيل ولكن ايضا بسبب ضعف صلاحيات القيادة السياسية لحماس على ذراعها العسكري الذي يعمل بشكل مستقل. ومع ذلك، يجدر بالذكر أن مصر تميز بين حماس التي ضربها ليس اشكاليا بالنسبة لها وضربة واسعة للفلسطينيين في غزة الامر الذي لا تقبل به.
11.ايران – احدى الحجج للتجلد الطويل لحكومة اسرائيل هي سلم الاولويات الاستراتيجية لديها. فلا حاجة للجلوس في غرفة المجلس الوزاري كي نفهم بان رئيس الوزراء يرى في التهديد النووي الايراني التهديد الاخطر بكثير من تهديد الارهاب في غزة. والمفاوضات بين القوى العظمى وايران توشك على الانتهاء والتوقيع في 20 تموز 2014. ورئيس الوزراء ليس معنيا بان يكون الانتباه السياسي، الاستراتيجي والاعلامي ينحرف عن الموضوع الذي يراه الاهم. ومع ذلك، فالتقدير هو أن المفاوضات مع ايران لن تنتهي قريبا الامر الذي يعطيه مجالا زمنيا لتوفير رد على تهديد الارهاب من غزة.
12.آلية الانهاء – في كل دخول في مواجهة عسكرية من واجب القيادة العسكرية والسياسية أن تتأكد من أنها تخطط وتستطع استخدام آلية انهاء للمواجهة. وهذه قدرة على استخدام عناصر دولية مثل مجلس الامن، آليات الوساطة والمفاوضات غير المباشرة عبر دولة ثالثة (مصر، تركيا، قطر) وآليات عسكرية للتصعيد او الخروج أحادي الجانب. حملة «الرصاص المصبوب» توقفت من جانب واحد – حماس قبلت وقف النار لانها ضربت بشدة. «عمود السحاب» توقفت بوساطة مصرية. من المهم جدا أن يكون واضحا لاصحاب القرار ما هي الالية التي من خلالها يرغبون في الخروج من المعركة وأن يتم الخروج مع تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي من أجله انطلق الجيش الاسرائيلي للحملة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المرحلة التالية: مطالب إسرائيل
بقلم: نحمان شاي،عن اسرائيل اليوم
لا مفاجآت الى الآن، فكل ما حدث في الاسابيع الاربعة الاخيرة منذ كان اختطاف الفتيان الثلاثة كان متوقعا: اعمال البحث والاعتقالات في منطقة يهودا والسامرة، وايجاد الجثث، وقتل الفتى محمد أبو خضير، والاضطرابات في شرقي القدس والقرى العربية، وكل ذلك على أنغام اطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة على اسرائيل وضربات سلاح الجو الاسرائيلي الجوية. وقد مهد كل ذلك لعملية «الجرف القوي».
وهذا هو ما يقلق في الحقيقة لأن السلوك كله الى الآن هو بحسب أنماط قد ثبتت من قبل، ويتحرك الطرفان فيها الواحد نحو الآخر في اتجاه صدام كبير. فالجيش الاسرائيلي يوسع مجموع الاهداف ويُحدث اصابات في الجانب الفلسطيني، وتزيد حماس من جهتها مدى الصواريخ فتضرب المناطق التي كانت تعتبر خارج المدى. فأمامنا حالة كلاسيكية لقتال ضعيف القوة مع ارتفاعات وانخفاضات ودون حسم حقيقي، وليس لنا أن نشكو أنفسنا فقد لاقت دول مشابهة تحديات مشابهة وفشلت. وفي المواجهات غير المتكافئة يتمتع الطرف الضعيف بمزايا كبيرة. فهو لا يخضع لأي قيد ويعمل دون عوائق. وهو يستعمل فيما يستعمل وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية استعمالا واسعا ليؤثر في المعركة في الوعي. وحسبُنا أن ننظر في حال الولايات المتحدة في افغانستان التي تُدخل في هذه الايام ذيلها بين رجليها وتخرج من هناك.
يُصدع أفضل الخبراء بالاستراتيجية في اسرائيل رؤوسهم في كيفية التفكير خارج الصندوق. وليسوا هم الأولين ولا الآخِرين. فما الذي بقي ليُقترح ولم يقترح بعد؟ إنه في الاساس «الضربة الكبيرة»، وهي استعمال قوة كبيرة من الجو وعملية برية واسعة داخل غزة. وهي نظرية «الرجل المجنون»، التي تريد أن نسلك سلوك حيّنا المجنون. فلندع الانفعالات تفعل فعلها ولنتحرر من هذه القيود وغيرها. ونقول كي لا يكون شك إن الجيش الاسرائيلي وهو من افضل الجيوش في العالم يستطيع أن يحتل غزة في بضعة ايام. وسيكون الثمن باهظا لكن غزة ستكون في أيدينا. وماذا سيحدث آنذاك؟ هل نتحمل المسؤولية عن حياة 1.8 مليون فلسطيني؟ وهل نعاود القيام بالدوريات في مخيمي الشاطيء وجباليا اللذين سيصبحان أشراك نيران لجنودنا؟ وهل نستطيع أن نواجه النقد الدولي والمطالب الحازمة التي تبلغ حد العقوبات للخروج من هناك؟.
أرفض هذا الحل وأفضل طريقة العمل التي أخذت بها الحكومة الى الآن، فقد اتخذت قراراتها عن شعور مناسب بالنظام الدولي وقيم الجيش الاسرائيلي القتالية. ولهذا دعمتها أنا ورفاقي في حزب العمل. والتفويض الذي تملكه يقوم على رجلين اثنتين الاولى الدولية وهي موافقة صامتة من دول رئيسة في العالم على اجراءات عسكرية، والرجل الاخرى في الداخل وهي تأييد عام يمنح الحكومة والجيش الاسرائيلي زمنا حيويا للعملية. ومن غير هاتين الرجلين أو حتى واحدة منهما تقصر المهلة وتنتهي العملية الى خيبة أمل. ولهذا يجب على الحكومة الآن أن تصوغ في صمت وبغير اعلان استراتيجية خروج وأن تُعد قائمة مطالب تشمل الهدوء وقتا طويلا، والحد من تسليح حماس ومنع الارهاب من غزة. لكن يجب علينا أن نوجه الاجراء الاستراتيجي التالي الى السلطة الفلسطينية وأبو مازن، وقد قطعنا مسافة طويلة معهم في التفاوض.
علمنا الوقت الاخير أنه نشأت قاعدة للتعاون حتى في واقعة الاختطاف. وكان تصريح أبو مازن علامة تُذكر في العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين بل اعترف رئيس الوزراء بذلك. وإن الصدام مع حماس يرسل الى السلطة وقادتها رسالة فحواها أن استعمال القوة يُرد عليه بالقوة وبالكثير من القوة. وهذه طريقة مرفوضة ولهذا يفضل لهم ولنا التوصل الى تسوية يتبناها المجتمع الدولي ويمنحها الدعم والمساعدة. وستواجه حماس آنذاك الاختيار، فاذا اختارت الطريق السياسي فستضطر الى أن تتبنى تفاهمات الرباعية وتتخلى عن الارهاب؛ واذا اختارت طريق العنف فان الجيش الاسرائيلي لها بالمرصاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
خيبة أمل حماس
بقلم: أيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
إن المواجهة بين اسرائيل وحماس هي كلها فعل يدي قيادة حماس. فقد بذلت حكومة اسرائيل في الايام التي سبقت «الجرف القوي» كل ما تستطيع لمنع التصعيد العسكري حتى لو كانت كلفة ذلك نقدا قاسيا من الداخل. لكن الارادة الاسرائيلية لم تجد شريكا من الطرف الآخر.
إن حماس موجودة اليوم في درك سياسي لم تعرف له مثيلا، فقد أدارت مصر لها ظهرها وهي تراها عدوا، وفي العالم العربي عدم اهتمام سافر بما يجري في الساحة الفلسطينية، وينحصر اهتمام الاعلام العربي والدولي في المأساة السورية وفي انشاء خلافة اسلامية في أجزاء كبيرة من العراق وسوريا.
ويُسأل ما الذي أرادت حماس بالضبط احرازه حينما دفعت اسرائيل الى الخروج للعملية. هل فقدت قيادة حماس حقا كل سيطرة على رجالها أم تبحث عن نجاحات أو ربما عن مخرج من الطريق المسدود الذي دُفعت اليه؟.
إن هدف حماس الاول هو أن تحرز نقاطا من الرأي العام الفلسطيني باظهار القدرة على الثبات في وجه اسرائيل وبمساعدة الضرر الذي تريد أن توقعه عليها. والهدف الثاني ردع اسرائيل واضطرارها الى قبول إملاءات حماس وفي مقدمتها شروط متشددة لوقف اطلاق النار تمنع اسرائيل من العمل في داخل غزة.
إن الطريقة هي اطلاق لا ينقطع للقذائف الصاروخية لاضطرار الرأي العام الاسرائيلي الى الضغط على الحكومة لوقف العملية حتى لو كان ثمن ذلك تنازلات سياسية. وتعتمد حماس على حرب استنزاف تثبت فيها وتعلن انتصارها كما فعل نصر الله في وقت سابق. لكن ميزانها حتى الآن ميزان سلبي.
فشلت حماس الى الآن في احراز اهدافها. ولا يمكن ترجمة الانجازات في وجه اسرائيل على هيئة اطلاق صواريخ على الخضيرة وغوش دان الى رواتب لموظفي حكومة حماس في القطاع أو الى اعادة بناء البنية التحتية المدنية التي أخذت تُدمر.
لكن اسرائيل ايضا تسير على حبل دقيق. إن ردع حماس هدف مناسب لكنه متملص ومؤقت. وإن اسقاط حماس هدف أنسب بشرط أن يكون واضحا ما الذي سيحدث في غزة في اليوم التالي وألا يحل محل حماس في الاساس منظمات مثل أنصار بيت المقدس التي تعمل في سيناء أو داعش التي تعمل في العراق تجعل القطاع مثل الصومال، فلا يكون لاسرائيل فيها عنوان للمحادثة أو للردع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
جهاز التربية عن تنشئة أجيال من كارهي اسرائيل «الشريك» الذي لم يكف عن التحريض
أبو مازن ليس شريكا في السلام فهو المسؤول بواسطة
بقلم: زئيف جابوتنسكي،عن اسرائيل اليوم
أول أمس، في توقيت كامل يشهد على عدم وجود مطلق لصلة بين الحدث والواقع، عقد في فندق فخم في تل ابيب مؤتمر سماه منظموه بالاسم المتبجح «مؤتمر اسرائيل للسلام». وقد كان في الحاصل العام مؤتمر اشخاص يمثلون رأي أقلية أخذت تصغر في المجتمع الاسرائيلي الذي يحاول أن يستعيد أوهام الماضي.
وللايهام بالتعدد دُعي ايضا الوزير نفتالي بينيت ليخطب، لكن المشاركين في المؤتمر لم ينجحوا في الحفاظ على هذا الايهام حينما شوشوا عليه خطبته ونهايتها حينما خرج من القاعة بل اضطروه الى الخروج مستعينا بحراس. ولم يخطر ببال صحيفة «هآرتس» التي رعت الحدث أن تعتذر عن ذلك ونسبت العنف الى «سلوك غير مناسب» لأحد المشاركين «دفعه دفعة خفيفة» وكأن الامر على ما يرام.
استعاد سائر المشاركين ادعاءات مختلفة مصدرها الواقع الذي لم يعد موجودا. حتى إن يعقوب عميدرور قال إنه يؤيد انشاء دولة فلسطينية في قلب ارضنا (لاسباب ديمغرافية)، برغم الواقع الذي يشير الى عكس ذلك بالضبط، أي أنه توجد اليوم اكثرية صلبة لليهود في دولة تطبق القانون الاسرائيلي على يهودا والسامرة، وتكبر هذه الاكثرية كلما مر الزمن. واشتكت تسيبي لفني من أن الامريكيين لم يهبوا لها على طبق فضة (ديمقراطي بالطبع) دفع اسرائيل الى مواقفها لأنها لا تنجح في جعل الناخب الجاهل يعرف بأن طريقتها لن تعرضنا جميعا للخطر تعريضا مفرطا.
يتجاهل ناس الماضي هؤلاء أن الواقع الذي يتغير سريعا في الشرق الاوسط ويقترب من حدودنا الشرقية يوجب تغييرا اساسيا للمبدأ اذا كنا نرغب في الحياة. وعندهم مشكلة في الاعتراف بأنهم اخطأوا فهم الواقع في الماضي في ضوء الواقع اليوم وذلك بالضبط كوجود مشكلة عند منظمي المؤتمر في الاعتذار للوزير بينيت.
فاجأ اهود باراك حينما زعم في المؤتمر في تصميم أن «أبو مازن برهن بافعاله واقواله على أنه شريك في السلام»، لا أقل من ذلك. يا سيد باراك إن أبو مازن هو بين المسؤولين المباشرين عن قتل الفتيان الثلاثة، وهو الذي اشعل جولة العنف الحالية. فهو يُهيج جمهوره بكراهية خالصة لاسرائيل بواسطة كل وسائل الاعلام التي يملكها بفضل حكوماتنا وبواسطة جهاز تربيته الذي يُعد أجيالا بعد أجيال من الكارهين الذين يرفضون شرعية وجود اسرائيل. وفي كل يوم ينشر موقع «رقابة الاعلام الفلسطيني» أنباءً مثل أن م.ت.ف (التي أبو مازن رئيسها) نشرت في صفحتها في الفيس بوك دعوة للاسرائيليين الى إعداد أكياس موتى كثيرة. ويدرس جهاز تربية السلطة الفلسطينية وأبو مازن مسؤول عن مضامينه، يدرس طلابه الميثاق الفلسطيني لأنه لم يلغ قط. فهذه هي الدفيئة التي نبت فيها قاتلو الفتيان ومنها خرجوا. ولهذا فمن المؤكد أن أبو مازن، بسبب مسؤوليته المباشرة عن انشاء أجيال من القتلة المحتملين وبسبب تبغيضه المنهجي لنا عند جمهوره، ليس شريكا بل هو عدو لدود مُحنك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ما الذي ظنناه بالضبط؟
إن ما زرعته إسرائيل في السنين الماضية من قهر واضطهاد لسكان غزة تحصده الآن باطلاق الصواريخ
بقلم: جدعون ليفي ،عن هأرتس
هل أن تعتقل اسرائيل بقسوة على أثر اختطاف ثلاثة فتيان اسرائيليين في المناطق وقتلهم، نحوا من 500 مدني فلسطيني وفيهم اعضاء من المجيش التشريعي وعشرات ممن أفرج عنهم بصفقات لم تكن لهم أية صلة بالخطف والقتل؛ وأن يلقي الجيش الاسرائيلية رهبته على الضفة كلها بعملية بحث واعتقالات جماعية هدفها المعلن «تحطيم حماس»؛ وأن تهيج حملة تحريض عنصرية في الشبكة وتفضي الى احراق فتى فلسطيني وهو حي؛ وأن تخرج اسرائيل في حملة عقاب مضادة لمحاولة انشاء حكومة وحدة فلسطينية كان العالم مستعدا للاعتراف بها؛ وأن تنكث اسرائيل التزامها الافراج عن سجناء؛ وأن تفضي الى انهاء المسيرة السياسية وأن تقعد فوق كل ذلك مكتوفة اليدين لا تقترح أية خطة أو رؤيا – ثم يقبل الفلسطينيون ذلك بتسليم وطاعة وسكون نفس ويبقى الامن يسود مدن اسرائيل؟.
هل أن تستمر غزة على العيش أبدا في ظل نزوات اسرائيل (ومصر)، فاذا شاءتا أرختا الطوق قليلا، واذا شاءتا عززتاه حتى الألم؟ أوَ أن يستمر أكبر قفص في العالم على كونه قفصا؟ أوَ أن يبقى مئات آلاف سكانها مقطوعين أبدا؟
أوَ أن تمنع اسرائيل عشرات آلاف العاملين في سلطة حماس من دفع أجورهم اليهم؟ أوَ يُمنع التصدير من غزة ويحدد صيد السمك؟ وعلى أي شيء بالضبط يعيش مليون ونصف مليون من البشر – هل يستطيع أحد أن يقول لماذا يستمر الحصار ولو الجزئي لغزة؟ وألا يُطرح مستقبلها ألبتة للنقاش؟ أوَ أن يحدث كل ذلك وتقبل غزة ذلك بالتسليم؟ إن كل من كان يظن ذلك ضل في أوهام خطيرة ندفع الآن جميعا ثمنها.
ينبغي فقط ألا نتظاهر بالدهشة؛ وينبغي فقط ألا نقلب العالم لأن الفلسطينيين يطلقون عبثا صواريخ على مدن اسرائيل – فهذا الترف لم يعد مقبولا. إن الرعب الذي يشعر به مواطنو اسرائيل الآن ليس أكبر من الرعب الذي شعر به آلاف الفلسطينيين حينما كانوا ينتظرون في رهبة في الاسابيع الاخيرة الجنود الذين يحطمون ابواب بيوتهم ويداهمونها تحت جنح الظلام لللبحث والتقليب والهدم والاذلال وخطف واحد من أبناء البيت. وليس رعبنا أكبر من الرعب الذي يشعر به الاولاد والشباب الفلسطينيون الذين قتل عدد منهم عبثا بنار الجيش الاسرائيلي في الاسابيع الاخيرة. والرعب الذي يشعر به الاسرائيليون أقل من ذاك الذي يشعر به سكان غزة الذين لا يملكون إنذار «اللون الاحمر»، ولا «مكان وقاية» ولا قبة حديدية لتخليصهم، ولا يوجد سوى مئات الطلعات الجوية المخيفة لسلاح الجو الاسرائيلي في السماء تنتهي الى قتل مدنيين أبرياء وفيهم شيوخ ونساء واطفال كما قد حدث في هذه العملية.
وقد تبجح ضابط اسرائيلي أمس بأن الدمار في القطاع هذه المرة أكبر مما كان في عمود السحاب.
أصبح يوجد للعملية إسم صبياني هو «الجرف القوي». لكن الجرف القوي بدأت وستنتهي ككل سابقاتها لا جرفا ولا قويا. تريد وسائل الاعلام والرأي العام الآن دما وخرابا فلسطينيين، واليسار والوسط يؤيدان بالطبع، ومن المؤكد أنهما يؤيدان كما في كل البدايات – أما ما يلي ذلك فقد أصبح مكتوبا منذ زمن في تاريخ كل عمليات غزة على اختلافها الدامية التي لا أمل منها. والشيء المدهش أنه لا يتم تعلم شيء ولا يتغير شيء سوى الوسائل القتالية، من عملية الى أخرى.
تصرف رئيس الوزراء هذه المرة بضبط للنفس حقا ووضعت التيجان على رأسه – وما كان يمكن ضبط النفس في مواجهة القذائف الصاروخية من غزة. ويعلم الجميع أن بنيامين نتنياهو لم يكن معنيا بهذه المواجهة. أحقا؟ لو أنه لم يكن معنيا بها حقا لكان يجب عليه أن يُحدث مسيرة سياسية حقيقية، لكنه لم يفعل ذلك ولهذا من الواضح أنه كان معنيا بالمواجهة. وقد صرخ العنوان الرئيس في الصحيفة التي تعبر عن رأيه أمس بالكلمات التالية: «إمضوا حتى النهاية»، لكن «النهاية» الهوجاء التي تدعو اليها صحيفة «اسرائيل اليوم» لن تحرزها اسرائيل أبدا ولا سيما بالقوة. قال دافيد غروسمان أول أمس في مؤتمر اسرائيل للسلام: «لا سبيل للتهرب من العقاب على ما أحدثوا مدة خمسين سنة تقريبا». وكان ذلك قبل بضع ساعات من وقوع العقاب التالي في سلسلة الجريمة والعقاب على مواطني اسرائيل، ويا لهم من ضحايا غافلين أبرياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ