Haneen
2014-08-10, 12:30 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الثلاثاء 15/07/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
علاقات غزة باسرائيل ـ كليشيهات في مقابل الواقع
بقلم: عميرة هاس،عن هأرتس
اهزموا حماس
يجب أن تنتصر إسرائيل في المواجهة العسكرية الحالية انتصارا يدركه رجل الشارع عندنا وعندهم
بقلم: إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
ثمن الدخول البري الباهظ
بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
خطة واجب اتخاذها
بقلم: جلعاد شير،عن معاريف
كيف تنام الليل أيها الطيار؟!
ألا يرى الطيارون الإسرائيليون ما تحدثه هجماتهم من دمار وقتل؟!
بقلم: جدعون ليفي،عن هأرتس
</tbody>
علاقات غزة باسرائيل ـ كليشيهات في مقابل الواقع
بقلم: عميرة هاس،عن هأرتس
غزة دولة مستقلة، لكنها ليست كذلك، فهي والضفة الغربية وحدة اقليمية واحدة مؤلفة من جزئين. وقد قضت القرارات الدولية ان تنشأ دولة في هذين الجزئين. وما زال الجزآن مع سكانهما الفلسطينيين تحت احتلال اسرائيلي. ولغزة والضفة نفس المقدمة الهاتفية الدولية 970 (اما المقدمة المستقلة فهي بادرة حسن نية فارغة من فترة اوسلو. والمنظومة الهاتفية الفلسطينية فرع من الاسرائيلية. وحينما يتصل «الشباك» ببيت في غزة ليقول انهم يوشكون ان يفجروه فانه لا يحتاج الى ان يضرب 970.)
اخرج اريئيل شارون المستوطنين من القطاع بعظم دهائه الاستعماري وخبرة مباي. وحاول باسلوب سيطرة آخر ان يفصلها فصلا نهائيا عن الضفة الغربية. وبقيت السيطرة الفعالة على البحر والجو والحدود والحواشي الواسعة على طولها في يد اسرائيل. وصحيح ان حماس وفتح اللتين تحركهما تقديرات فئوية اسهمتا كثيرا في الفصل بين الجزئين وقوت حماس بدعايتها وهم «استقلال» غزة.
ما زالت اسرائيل تسيطر على سجل سكان قطاع غزة وسكان الضفة الغربية. فكل مولود فلسطيني في غزة والضفة يجب ان يسجل في وزارة الداخلية الاسرائيلية (بواسطة مديرية التنسيق والارتباط) كي يستطيع في عمر الـ 16 ان يحصل على بطاقة هوية لا تكون قانونية الا اذا اجازتها اسرائيل. وبطاقات الهوية مكتوبة باللغة العبرية ايضا، فهل سمعتم بدولة مستقلة يجب على سكانها ان يسجلوا في «الدولة الجارة» (أي المحتلة والمعتدية) وإلا اصبحوا بلا وثائق تعريف وبمثابة غير موجودين؟
وحينما يقول خبراء مثل غيورا آيلاند وهو من المخططين للانفصال ان غزة دولة مستقلة تهاجمنا فانهم معنيون بمحو كل السياقات الحقيقية لهذه الجولة الدامية. وعملهم سهل لان الاسرائيليين محوا هذه السياقات اصلا.
دفاع عن النفس
يقول الطرفان (حماس واسرائيل) ان اطلاقهما النار للدفاع عن النفس، ونعلم ان الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل اخرى. وسياسة اسرائيل واضحة (وان لم تكن واضحة لمستهلكي الاعلام الاسرائيلي) وهي فصل غزة بقدر اكبر واحباط امكان الوحدة الفلسطينية وصرف الانتباه عن الاستعمال المتسارع في الضفة. وماذا عن حماس؟ انها تريد أن تقوي مكانتها بصفة حركة مقاومة بعد ضربات اصابتها بصفة حركة حاكمة. وربما تظن حقا ان تفرض تغيير كل استراتيجية القيادة الفلسطينية على الاحتلال الاسرائيلي، وربما تريد ان توقظ العالم (والدول العربية) من سباتهما.
ومع كل ذلك ومع كل الاحترام لكلاوزفيتش فان الحسابات العقلية ليست تفسيرا كاملا. وينبغي الا ننسى التنافس الذكري القضيبي وأي الفريقين اكبر واقوى وأنفذ. يلعب الاولاد بالعابهم واعتدنا ان نسمي ذلك سياسة.
اسرائيل ضبطت نفسها: من أين نبدأ حساب ضبط النفس؟ لماذا لا نبدؤه من صيادي السمك الذين يطلق سلاح البحرية النار عليهم فيجرحهم ويقتلهم احيانا برغم ان تفاهمات 2012 تحدثت عن زيادة مساحة منطقة الصيد؟ ولماذا لا نبدؤه من المزارعين ولاقطي الخردة قرب جدار الفصل ممن ليس لهم مصدر رزق آخر ويطلق الجنود النار عليهم فيجرحونهم ويقتلونهم ايضا؟ أو من هدم البيوت الفلسطينية لاسباب ادارية في ظاهر الامر في الضفة والقدس؟ ألا نسمي ذلك ضبطا للنفس لانها فقط حالات يتجاوزها الاعلام العام الاسرائيلي في صلف الحاكم؟ ولماذا لا يحسب ضبط النفس الفلسطيني من نديم نوارة ومحمد ابو ظاهر رحمهما الله اللذين قتلهما جنود الجيش الاسرائيلي عند حاجز «عوفر»؟ إن «ضبط النفس» هو مصطلح آخر يمحو السياقات ويقوي شعور القوة العسكرية الرابعة في العالم بأنها ضحية.
تمد اسرائيل غزة بالماء والكهرباء والغذاء والادوية
لكنها لا تفعل ذلك. فهي تبيع 120 ميغا واط من الكهرباء بثمن كامل وهي نحو ثلث الطلب أو اقل.
ويحسم هذا الحساب من اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل على سلع تمر من موانئها متجهة الى المناطق المحتلة. ويدخل الطعام والادوية التي يشتريها التجار الفلسطينيون بمال كامل الى قطاع غزة من المعابر التي تسيطر عليها اسرائيل.
في 2012 كانت قيمة المنتوجات الاسرائيلية التي اشتريت في الضفة 1.3 مليار شيكل، وهكذا فان غزة هي ايضا سوق اسيرة لاسرائيل.
وبخصوص الماء فرضت اسرائيل على القطاع ان يكتفي بماء المطر وبالمياه الجوفية التي تستخرج منه. ولا تبيح اسرائيل التي تفرض على الفلسطينيين حصة من الماء، لا تبيح للفلسطينيين أن يشركوا غزة في موارد الماء في الضفة. ولهذا يزيد الطلب ويوجد ضخ زائد. ولهذا يتغلغل ماء البحر الى المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي ايضا من شبكة انابيب محطمة. ولهذا فان 95 بالمئة من الماء في القطاع غير صالح للشرب. وتبيع اسرائيل غزة بسبب اتفاقات في الماضي نحوا من 5 ملايين متر مكعب من الماء (وهي قطرة في بحر.)
اهداف مشروعة
تقصف بيوت نشطاء صغار وقادة كبار من حماس ـ مع الاولاد ومن غيرهم ـ ويعرض الجيش الاسرائيلي ذلك على انه هدف مشروع. فهل يوجد بيت يهودي في اسرائيل ليس فيه قائد يشارك في التخطيط لاطلاق النار والهجوم أو جندي اطلق النار أو سيطلقها على فلسطيني؟
استعمال السكان درعا بشرية
ان وزارة الدفاع موجودة في قلب تل ابيب إن لم اكن مخطئة. وتوجد البئر ايضا هناك، اليس كذلك؟ وماذا عن غليلوت؟ ومقر قيادة «الشباك» في القدس في طرف حي مشهور؟ وكم يبعد المفاعل في ديمونة عن السكان المدنيين؟ فلماذا يحرم عليهم ما يحل لنا؟ هل لانهم لا يملكون القدرة الذكرية على قصف هذه الاماكن؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اهزموا حماس
يجب أن تنتصر إسرائيل في المواجهة العسكرية الحالية انتصارا يدركه رجل الشارع عندنا وعندهم
بقلم: إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
حثت حماس بخلاف تقديرات الخبراء وبخلاف تقدير كاتب هذه السطور، على جولة التصعيد الحالية، وتبدو شديدة الحماسة لزيادة ارتفاع اللهب وكانه ليس عندها ما تخسره من استمرار المواجهة مع اسرائيل. كان الفرض السائد في اسرائيل قبل عملية الجرف الصامد ان حماس ستطلب بعدها تهدئة كي تثبت بل كي تؤمن حكمها في غزة، وان قادتها سيكونون اكثر حذرا في سلوكهم مع اسرائيل بسبب ضعف مكانتها في العالم العربي والازمة في علاقاتها بمصر بقيادة عبد الفتاح السيسي.
غير ان حماس تبرهن على انها لا تملك الكثير مما تخسره في رأي قادتها، هذا الى انها تزيد في الرهان بصفتها لاعبة بوكر ذات تجربة، عن فرض ان يكون الطرف الثاني هو الذي يتنازل خشية الخسارة.
تقدر حماس ان اسرائيل غير معنية في الحقيقة بالعودة الى غزة وحكمها، ولهذا ستمتنع قدر المستطاع عن عملية برية كبيرة توجب وجود قوات في المناطق المأهولة المزدحمة (بخلاف عملية في مناطق خالية من السكان كما حدث في اثناء عملية الرصاص المصبوب في 2009). وليس لحماس ما تخسره ايضا لأن القطاع مدمر أصلا والسكان فيه في وضع على شفا العوز والعسر دائما.
ان استراتيجية حماس في صراعها الحالي كما في الصراعات السابقة مع اسرائيل واضحة وبسيطة الى حد الرعب. فهدفها ان تجتاز العملية الاسرائيلية وتستوعب الضربات وترفع رأسها حينما تنتهي العملية وينقشع الغبار. والبقاء يعني النصر عند حماس والنصر من وجهة نظر الوعي بيقين.
ومن سيتذكر آخر الامر بعد ان تنتهي المواجهة الحالية كم من الآبار الخفية أو مواقع اطلاق الصواريخ قصفت اسرائيل. سيتذكر الجميع وبحق رشقات الصواريخ التي أطلقت على تل ابيب لأنها أكثر تأثيرا في الصراع على الوعي وعلى الذاكرة.
ان هذا الواقع يتحدى دولة اسرائيل تحديا حقيقيا، بسبب صعوبة تجنيد تاييد دولي زمنا طويلا وصعوبة الحفاظ على تأييد داخلي من الرأي العام لحرب استنزاف، ولذلك امتنعت اسرائيل بقدر المستطاع عن العمل في غزة. لكن يجب على اسرائيل وقد خرجت في عملية الجرف الصامد ان تنتصر فيها انتصارا واضحا؛ انتصارا يفهمه الانسان البسيط في الشارع في تل ابيب وغزة لا الخبراء فقط. وان كلمة انتصار ليست في محلها في الحقيقة لانه لا يوجد في مثل هذه الحرب في مواجهة عدو كحماس نصر بالضربة القاضية بل انجاز يمنع المواجهة التالية.
يجب ان يشمل هذا الانجاز ثلاثة مركبات: الاول اصابة حقيقية لقيادة حماس فهي لا تظهر حساسية بمقاتليها وبالسكان الذين يخضعون لسلطتها، ربما لانها تعلم قيود اسرائيل فيما يتعلق بالنشاط في منطقة مأهولة مزدحمة. لكن قادتها ليسوا منتحرين، فهم يرسلون رجالهم للانتحار لكنهم يهتمون بانفسهم جيدا. والثاني حرية عمل لاسرائيل للاستمرار على نشاط جار مستمر موجه على حماس ومقاتليها وعدم انجرارها الى وقف اطلاق نار مؤقت تتسلح حماس فيه مرة اخرى.
والثالث اغلاق مسار تهريب الصواريخ عن طريق الحدود بين مصر والقطاع، فاذا لم تعد اسرائيل لتسيطر على هذا الشريط الحدودي الذي يكون أوسع وآمن مما كان محور فيلادلفيا فسيكون تسلح حماس مجددا والجولة التالية مسألة وقت فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ثمن الدخول البري الباهظ
بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
ما كانت اسرائيل لتصبر على تمكن حماس والجهاد الاسلامي من الاستمرار على ضرب بلدات الجنوب، لكن ليس معنى ذلك انه يوجد داع الى الاستمرار على تبادل الضربات الجوية الان ايضا. اخذت اهدافنا في غزة تقل، أما الهدف العسكري المركزي وهو ضرب مخزونات الصواريخ، فيبدو ان احرازه صعب جدا لانها مخبأة تحت الارض. وان تدمير بيوت القادة في الاذرع العسكرية وتدمير بيوت القادة السياسيين ذو تأثير محدود ورمزي (ولن نذكر الاشكال فيما يتعلق بالقانون الدولي)، لأن السكان قد فروا من بيوتهم، وسيوجد من ينفق على بناء بيوت جديدة حينما يخرجون.
ولما لم تكن المنظمات التي تعمل علينا في غزة توهم نفسها بامكان التغلب على اسرائيل، فانها معنية بأن تبث فيها الخوف وتشوش على حياتنا.
وكل يوم يمر يمنحها ميزة في هذه السياقات، وليس من الضرورة ألبتة أن تمنح ميزة من نوع اصابة تل ابيب بالشلل عند خروج السبت. ولن يمنحنا العالم ايضا الكثير جدا من الوقت فكلما مرت الايام وزاد عدد القتلى الفلسطينيين سيزيد الضغط الدولي على اسرائيل، وأما في الميدان نفسه فانه كلما زاد عدد الهجمات زاد احتمال اصابة غير متعمدة لفلسطينيين ابرياء وتورط اسرائيل بعقب ذلك.
يثار خيار العملية البرية في كل عملية من نوع الجرف الصامد. وبعد تمهيد جوي تحتار الحكومة هل تدخل الى الارض وتواجه قوات محلية أم تكتفي بالضربة الجوية التي لا تُمكن من سيطرة ولو مؤقتة على الارض. فالدخول البري فقط يمنح القدرة على علاج مراكز صعبة على وجه خاص ويشمل ذلك علاج مخزونات السلاح، لكن ثمنه من الدم قد يكون باهظا ويوجب بقاءا طويلا يرهق الاعصاب.
ان سيطرة حماس على غزة وموافقة شارون على تمكين المنظمة من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني قبل ذلك بسنة، معضلة كبيرة. ولو أمكنت السيطرة على القطاع وسلب المنظمات الارهابية قوتها لكان هناك مكان للتفكير في عملية كهذه بشرط ان تعلم اسرائيل مسبقا لأي جهة ستنقل السلطة بعد ذلك (مصر أو السلطة الفلسطينية أم الامم المتحدة). ولانه لا توجد مرشحة كهذه (ومن المنطق جدا ان نفرض انها غير موجودة) فلا داعي الى الدخول البري ويفضل انهاء العملية في اسرع وقت مع الاكتفاء بشعور جز العشب. والحديث عن فقدان الردع سخيف حقا لأن ذراع حماس العسكرية تريد اقلاقنا لا الانتصار علينا – ومن كان مستعدا لاقلاقنا حتى لو كان ثمن ذلك قتل مواطنيه لن تردعه ضربة اكبر.
هذه هي اللحظة المناسبة لاستغلال دعوة مجلس الامن وللموافقة على وقف اطلاق النار دون انتظار قرار حماس، وان نعلن بأننا سنوقف اطلاق النار مدة 48 ساعة فاذا استمر اطلاق النار من غزة بعدها فسنشعر بأننا أحرار في اتخاذ قرارات تتعلق بردنا التالي. وهذا اجراء لا يصاحبه مس بحماية سمائنا، سيمنحنا ميزة دولية فورا وقد ينهي الجولة الحالية دون دفع ثمن لا تريد الحكومة دفعه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
خطة واجب اتخاذها
بقلم: جلعاد شير،عن معاريف
صعب جدا النظر مباشرة الى مستقبلنا عبر ستار الدخان، تحت وابل الصواريخ والمقذوفات الصاروخية من غزة الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية. ولكن بمرور هذه الجولة الدموية علينا العودة للسؤال: ما هو الصحيح لاسرائيل أن تفعله كي تحيط حدودها دولة ديمقراطية وآمنة مع أغلبية يهودية، وتحظى باعتراف دولي؟
مطلوب لاسرائيل خطة واضحة وعملية، للتقدم التدريجي، عبر اتفاقات جزئية وخطوات ذاتية لخلق واقع الدولتين القويتين. علينا أن نسعى الى الانفصال عن الفلسطينيين وان نخلق بمبادرتنا واقع الدولتين للشعبين – سواء بالمفاوضات للسلام ام بشكل ذاتي.
لا ريب أن التسوية الدائمة التي تقوم على أساس علاقات سلام حقيقية أفضل من كل بديل آخر. ولكنها غير قابلة للتحقق في المدى المنظور، وفي هذه الاثناء تقع سياقات تدهورنا الى واقع دولة غير اخلاقية وغير متساوية، او دولة يهودية ـ فلسطينية ليست صهيونية.
محظور السماح لاحد ـ لا للمتطرفين، للمتزمتين وللمسيحانيين في الطرفين، لا لـ م.ت.ف، لا لحماس، لا للاسرة الدولية ـ استخدام الفيتو على الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة وعلى أمننا القومي. محظور علينا أن نواصل تعليق مستقبلنا ـ لا بالفلسطينيين، ولا بالوساطة الامريكية، التي من المشكوك أن تتبين كناجعة اكثر مما كانت حتى الان. ويمكن لتسوية بعيدة المدى ـ اذا كانت على الاطلاق ـ ان تتحقق وتطبق فقط على اساس شرعية داخلية واسعة في الشعبين. سيتطلب ايضا بناء ثقة متبادلة بين الشعبين، زعامة شجاعة، دعم الجمهور ومسيرة طويلة من تهيئة القلوب في الطريق الى التوافق والى التسليم برواية الآخر. ومن أجل حماية الدولة التي اقاموها هنا قبلنا يجب ان نحدد الحدود. ويدور الحديث عن سياقات مركبة وحساسة، تستدعي شرعية جماهيرية واسعة ـ استفتاء شعبي او انتخابات عامة.
كل خطوط الحدود، سواء تحققت بالاتفاق ام تقررت ذاتيا من قبل اسرائيل، ستستوجب اخلاء مستوطنات وفيها عشرات الاف السكان، في ظل الحفاظ على الكتل الكبرى. علينا ان نستوعب المستوطنين الذين سيعودون الى حدود دولة اسرائيل. يجب الاستعداد لان يبقى الجيش الاسرائيلي في الاماكن التي نخليها وفي غور الاردن الى ان تنقل المسؤولية الامنية الى جهة تكون مقبولة من طرفنا. يدور الحديث عن استعداد وطني شامل، مسؤول وحذر: تخطيطيا وماديا، مدنيا وأمنيا، في اثنائه يجري حوار اسرائيلي داخلي، لغرض تهيئة الجمهور والبنى التحتية القومية.
على المستوى الاقليمي، على اسرائيل أن تتحدث مع قادة دول رائدة في الجامعة العربية بشأن استعدادها المبدئي لاستئناف الصيغة متعددة الاطراف، في ظل الموقف من مبادرة السلام العربية كاطار للحوار.
ان الانفصال الذاتي ليس خطوة مثالية، بل اهون الشرور من ناحية اسرائيلية للوضع الذي لا يمكن الوصول فيه الى تسوية شاملة متفق عليها أو الى تسويات انتقالية.
على مدى كل الطريق ستكون حاجة للكفاح بلا هوادة ضد الارهاب الفلسطيني والعنف. ومثل هذه الخطوة لا تأتي لسد الطريق في وجه تحقيق تسوية اسرائيلية ـ فلسطينية في المستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
كيف تنام الليل أيها الطيار؟!
ألا يرى الطيارون الإسرائيليون ما تحدثه هجماتهم من دمار وقتل؟!
بقلم: جدعون ليفي،عن هأرتس
انهم اكثر الجنود ذكاءا واناقة ونفاذا. وهم يدرسون في افضل الجامعات في اثناء خدمتهم، ويأتون من افضل البيوت وافضل المدارس الثانوية؛ وهم يُعدون مدة سنين لعملهم بدراسة الالكترونيات والاستراتيجية والتكتيك والطيران بالطبع. فهم افضل الشباب الاسرائيليين المُعدين للعظائم. وهم الافضلون حقا يا أخي ـ فهم الصالحون للطيران وهم افضل الطيارين وهم يفعلون الان اسوأ الافعال واكثرها قسوة وقبحا.
انهم يجلسون في غرف الطيارين ويضغطون ازرارا كأنهم في لعبة حرب فيصرفون امور الحياة والموت، ويرون من مكانهم العالي في السماء فقط نقاط سوداء تجري في ذعر تحاول الفرار، وربما يرون ايضا اولئك الذين يرفعون ايديهم في رعب فظيع على اسطح المنازل؛ وما أن يوجه السهم الاسود الى الهدف حتى يرتفع دخان اسود على صورة فطر ـ وتكون رجة طفيفة في جناح الطائرة واصابة «جيدة»، ليعودوا بعد ذلك الى الطلعة التالية.
انهم لم يروا قط في مواجهتهم طائرة عدو فقد وقعت آخر معركة جوية لسلاح الجو قبل أن يولد اكثرهم. ولم يروا قط بؤبؤ العيون ودم ضحاياهم الاحمر. فهم ابطال على ضعفاء، على الاضعف، وعلى العاجزين الذين لا يملكون لا سلاحا جويا ولا دفاعا جويا بل لا يكادون يملكون طائرة ورقية. وهم يعتبرون الابطال واعظم الرجال الذين سيصلون الى البعيد ايضا في حياتهم المهنية. وهم يتزوجون افضل الفتيات الصالحات للطيارين ويسكنون في بلدة جماهيرية ويصبحون ربابين في «ال عال» أو يشتغلون بالهاي تيك أو يصبحون رجال اعمال، ويصوتون ليئير لبيد ولميرتس ويربون اولادهم ليصبحوا مواطنين نزيهين.
وينسون ما فعلوه في خدمتهم العسكرية. هل ينسون؟ انهم لم يعلموا قط. فهم لا يرون الكثير من طائراتهم اف 16. وهم ينسوا رجال حرس الحدود الذين يطاردون الاولاد ويضربونهم وينكلون بهم في الازقة. وهم ليسوا من لواء غولاني الذين يداهمون البيوت في الظلام في عمليات بحث وخطف، وليسوا جنود «كفير»، الذين يقفون في الحواجز ولا «دفدفان» المستعربين ولا «دوخيفت» المنقضين، وهم ايضا لا يتكلمون بالكلام الفاحش ولا يذلون غيرهم، فكلامهم بريء من الفحش. فهم الطيارون، طيارو جلالة الملك الذي هو الجيش الاكثر اخلاقا في العالم.
اصبحوا قد قتلوا نحوا من 200 انسان وجرحوا نحوا من 1000 اكثرهم مدنيون. وفي ليلة أول أمس قتلوا 18 من ابناء عائلة البطش. وكان “الهدف” قائد شرطة غزة تيسير البطش وكانت النتيجة 21 قتيلا منهم 18 من ابناء عائلته فيهم 6 اولاد و4 نساء. فهي عائلة فنيت. أود ان الاقي الطيار أو مستعمل الطائرة بلا طيار الذي ضغط زر الموت. كيف تنام الليل ايها الطيار؟ هل رأيت صور القتل والدمار الذي احدثته ـ في التلفاز لا بالمنظار فقط؟ وهل رأيت الجثث المهشمة والجرحى النازفين والاولاد المذعورين والنساء المرعوبات والدمار الفظيع الذي زرعته من طائرتك المتطورة؟ ان كل ذلك فعل يديك يا أيها الطيار الصالح.
اجل ليس الذنب ذنبهم (فقط). فهم يطيعون الاوامر العسكرية. وقد قال احد قادتهم السابقين اللواء رون غورين في يوم السبت انهم اخلاقيون بل هم اكثرهم اخلاقا. لكن هل هم رجال آليون في الحقيقة؟ وهل يدركون ما يفعلون؟ وهل يعلمون اصلا؟ أفليس غسل ادمغتهم بالكراهية والخوف اصعب، أوليس اصعب ان يجوز عليهم ان غزة كلها حيوانات بشرية. ومع ذلك كله يطيعون بصورة آلية وفي عمى يجمد الدم ويضغطون الزر الصحيح في الوقت الصحيح، ويا لمبلغ دقتهم. فهل يؤمنون جميعا حقا بأنهم يخدمون الدولة وامنها بالف طلعة جوية والف طن متفجرات اسقطوها على غزة البائسة؟ لم ينهض احد منهم الى الان كما نعلم. في 2003 فعل 27 من رفاقهم فعلا اشجع كثيرا من كل طلعاتهم “الحربية”، فقد كتبوا رسالة رفض لكن ذلك لم يحدث هذه المرة. فلا يوجد حتى يونتان شبيرا أو يفتاح سبكتور واحد في الطب ينهض ويسأل: هل هذه هي الطريقة؟ ولا احد ينقذ كرامتهم. ولا احد يرفض ان يشارك في طلعات الموت الجوية هذه، لا احد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الثلاثاء 15/07/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
علاقات غزة باسرائيل ـ كليشيهات في مقابل الواقع
بقلم: عميرة هاس،عن هأرتس
اهزموا حماس
يجب أن تنتصر إسرائيل في المواجهة العسكرية الحالية انتصارا يدركه رجل الشارع عندنا وعندهم
بقلم: إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
ثمن الدخول البري الباهظ
بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
خطة واجب اتخاذها
بقلم: جلعاد شير،عن معاريف
كيف تنام الليل أيها الطيار؟!
ألا يرى الطيارون الإسرائيليون ما تحدثه هجماتهم من دمار وقتل؟!
بقلم: جدعون ليفي،عن هأرتس
</tbody>
علاقات غزة باسرائيل ـ كليشيهات في مقابل الواقع
بقلم: عميرة هاس،عن هأرتس
غزة دولة مستقلة، لكنها ليست كذلك، فهي والضفة الغربية وحدة اقليمية واحدة مؤلفة من جزئين. وقد قضت القرارات الدولية ان تنشأ دولة في هذين الجزئين. وما زال الجزآن مع سكانهما الفلسطينيين تحت احتلال اسرائيلي. ولغزة والضفة نفس المقدمة الهاتفية الدولية 970 (اما المقدمة المستقلة فهي بادرة حسن نية فارغة من فترة اوسلو. والمنظومة الهاتفية الفلسطينية فرع من الاسرائيلية. وحينما يتصل «الشباك» ببيت في غزة ليقول انهم يوشكون ان يفجروه فانه لا يحتاج الى ان يضرب 970.)
اخرج اريئيل شارون المستوطنين من القطاع بعظم دهائه الاستعماري وخبرة مباي. وحاول باسلوب سيطرة آخر ان يفصلها فصلا نهائيا عن الضفة الغربية. وبقيت السيطرة الفعالة على البحر والجو والحدود والحواشي الواسعة على طولها في يد اسرائيل. وصحيح ان حماس وفتح اللتين تحركهما تقديرات فئوية اسهمتا كثيرا في الفصل بين الجزئين وقوت حماس بدعايتها وهم «استقلال» غزة.
ما زالت اسرائيل تسيطر على سجل سكان قطاع غزة وسكان الضفة الغربية. فكل مولود فلسطيني في غزة والضفة يجب ان يسجل في وزارة الداخلية الاسرائيلية (بواسطة مديرية التنسيق والارتباط) كي يستطيع في عمر الـ 16 ان يحصل على بطاقة هوية لا تكون قانونية الا اذا اجازتها اسرائيل. وبطاقات الهوية مكتوبة باللغة العبرية ايضا، فهل سمعتم بدولة مستقلة يجب على سكانها ان يسجلوا في «الدولة الجارة» (أي المحتلة والمعتدية) وإلا اصبحوا بلا وثائق تعريف وبمثابة غير موجودين؟
وحينما يقول خبراء مثل غيورا آيلاند وهو من المخططين للانفصال ان غزة دولة مستقلة تهاجمنا فانهم معنيون بمحو كل السياقات الحقيقية لهذه الجولة الدامية. وعملهم سهل لان الاسرائيليين محوا هذه السياقات اصلا.
دفاع عن النفس
يقول الطرفان (حماس واسرائيل) ان اطلاقهما النار للدفاع عن النفس، ونعلم ان الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل اخرى. وسياسة اسرائيل واضحة (وان لم تكن واضحة لمستهلكي الاعلام الاسرائيلي) وهي فصل غزة بقدر اكبر واحباط امكان الوحدة الفلسطينية وصرف الانتباه عن الاستعمال المتسارع في الضفة. وماذا عن حماس؟ انها تريد أن تقوي مكانتها بصفة حركة مقاومة بعد ضربات اصابتها بصفة حركة حاكمة. وربما تظن حقا ان تفرض تغيير كل استراتيجية القيادة الفلسطينية على الاحتلال الاسرائيلي، وربما تريد ان توقظ العالم (والدول العربية) من سباتهما.
ومع كل ذلك ومع كل الاحترام لكلاوزفيتش فان الحسابات العقلية ليست تفسيرا كاملا. وينبغي الا ننسى التنافس الذكري القضيبي وأي الفريقين اكبر واقوى وأنفذ. يلعب الاولاد بالعابهم واعتدنا ان نسمي ذلك سياسة.
اسرائيل ضبطت نفسها: من أين نبدأ حساب ضبط النفس؟ لماذا لا نبدؤه من صيادي السمك الذين يطلق سلاح البحرية النار عليهم فيجرحهم ويقتلهم احيانا برغم ان تفاهمات 2012 تحدثت عن زيادة مساحة منطقة الصيد؟ ولماذا لا نبدؤه من المزارعين ولاقطي الخردة قرب جدار الفصل ممن ليس لهم مصدر رزق آخر ويطلق الجنود النار عليهم فيجرحونهم ويقتلونهم ايضا؟ أو من هدم البيوت الفلسطينية لاسباب ادارية في ظاهر الامر في الضفة والقدس؟ ألا نسمي ذلك ضبطا للنفس لانها فقط حالات يتجاوزها الاعلام العام الاسرائيلي في صلف الحاكم؟ ولماذا لا يحسب ضبط النفس الفلسطيني من نديم نوارة ومحمد ابو ظاهر رحمهما الله اللذين قتلهما جنود الجيش الاسرائيلي عند حاجز «عوفر»؟ إن «ضبط النفس» هو مصطلح آخر يمحو السياقات ويقوي شعور القوة العسكرية الرابعة في العالم بأنها ضحية.
تمد اسرائيل غزة بالماء والكهرباء والغذاء والادوية
لكنها لا تفعل ذلك. فهي تبيع 120 ميغا واط من الكهرباء بثمن كامل وهي نحو ثلث الطلب أو اقل.
ويحسم هذا الحساب من اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل على سلع تمر من موانئها متجهة الى المناطق المحتلة. ويدخل الطعام والادوية التي يشتريها التجار الفلسطينيون بمال كامل الى قطاع غزة من المعابر التي تسيطر عليها اسرائيل.
في 2012 كانت قيمة المنتوجات الاسرائيلية التي اشتريت في الضفة 1.3 مليار شيكل، وهكذا فان غزة هي ايضا سوق اسيرة لاسرائيل.
وبخصوص الماء فرضت اسرائيل على القطاع ان يكتفي بماء المطر وبالمياه الجوفية التي تستخرج منه. ولا تبيح اسرائيل التي تفرض على الفلسطينيين حصة من الماء، لا تبيح للفلسطينيين أن يشركوا غزة في موارد الماء في الضفة. ولهذا يزيد الطلب ويوجد ضخ زائد. ولهذا يتغلغل ماء البحر الى المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي ايضا من شبكة انابيب محطمة. ولهذا فان 95 بالمئة من الماء في القطاع غير صالح للشرب. وتبيع اسرائيل غزة بسبب اتفاقات في الماضي نحوا من 5 ملايين متر مكعب من الماء (وهي قطرة في بحر.)
اهداف مشروعة
تقصف بيوت نشطاء صغار وقادة كبار من حماس ـ مع الاولاد ومن غيرهم ـ ويعرض الجيش الاسرائيلي ذلك على انه هدف مشروع. فهل يوجد بيت يهودي في اسرائيل ليس فيه قائد يشارك في التخطيط لاطلاق النار والهجوم أو جندي اطلق النار أو سيطلقها على فلسطيني؟
استعمال السكان درعا بشرية
ان وزارة الدفاع موجودة في قلب تل ابيب إن لم اكن مخطئة. وتوجد البئر ايضا هناك، اليس كذلك؟ وماذا عن غليلوت؟ ومقر قيادة «الشباك» في القدس في طرف حي مشهور؟ وكم يبعد المفاعل في ديمونة عن السكان المدنيين؟ فلماذا يحرم عليهم ما يحل لنا؟ هل لانهم لا يملكون القدرة الذكرية على قصف هذه الاماكن؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اهزموا حماس
يجب أن تنتصر إسرائيل في المواجهة العسكرية الحالية انتصارا يدركه رجل الشارع عندنا وعندهم
بقلم: إيال زيسر،عن اسرائيل اليوم
حثت حماس بخلاف تقديرات الخبراء وبخلاف تقدير كاتب هذه السطور، على جولة التصعيد الحالية، وتبدو شديدة الحماسة لزيادة ارتفاع اللهب وكانه ليس عندها ما تخسره من استمرار المواجهة مع اسرائيل. كان الفرض السائد في اسرائيل قبل عملية الجرف الصامد ان حماس ستطلب بعدها تهدئة كي تثبت بل كي تؤمن حكمها في غزة، وان قادتها سيكونون اكثر حذرا في سلوكهم مع اسرائيل بسبب ضعف مكانتها في العالم العربي والازمة في علاقاتها بمصر بقيادة عبد الفتاح السيسي.
غير ان حماس تبرهن على انها لا تملك الكثير مما تخسره في رأي قادتها، هذا الى انها تزيد في الرهان بصفتها لاعبة بوكر ذات تجربة، عن فرض ان يكون الطرف الثاني هو الذي يتنازل خشية الخسارة.
تقدر حماس ان اسرائيل غير معنية في الحقيقة بالعودة الى غزة وحكمها، ولهذا ستمتنع قدر المستطاع عن عملية برية كبيرة توجب وجود قوات في المناطق المأهولة المزدحمة (بخلاف عملية في مناطق خالية من السكان كما حدث في اثناء عملية الرصاص المصبوب في 2009). وليس لحماس ما تخسره ايضا لأن القطاع مدمر أصلا والسكان فيه في وضع على شفا العوز والعسر دائما.
ان استراتيجية حماس في صراعها الحالي كما في الصراعات السابقة مع اسرائيل واضحة وبسيطة الى حد الرعب. فهدفها ان تجتاز العملية الاسرائيلية وتستوعب الضربات وترفع رأسها حينما تنتهي العملية وينقشع الغبار. والبقاء يعني النصر عند حماس والنصر من وجهة نظر الوعي بيقين.
ومن سيتذكر آخر الامر بعد ان تنتهي المواجهة الحالية كم من الآبار الخفية أو مواقع اطلاق الصواريخ قصفت اسرائيل. سيتذكر الجميع وبحق رشقات الصواريخ التي أطلقت على تل ابيب لأنها أكثر تأثيرا في الصراع على الوعي وعلى الذاكرة.
ان هذا الواقع يتحدى دولة اسرائيل تحديا حقيقيا، بسبب صعوبة تجنيد تاييد دولي زمنا طويلا وصعوبة الحفاظ على تأييد داخلي من الرأي العام لحرب استنزاف، ولذلك امتنعت اسرائيل بقدر المستطاع عن العمل في غزة. لكن يجب على اسرائيل وقد خرجت في عملية الجرف الصامد ان تنتصر فيها انتصارا واضحا؛ انتصارا يفهمه الانسان البسيط في الشارع في تل ابيب وغزة لا الخبراء فقط. وان كلمة انتصار ليست في محلها في الحقيقة لانه لا يوجد في مثل هذه الحرب في مواجهة عدو كحماس نصر بالضربة القاضية بل انجاز يمنع المواجهة التالية.
يجب ان يشمل هذا الانجاز ثلاثة مركبات: الاول اصابة حقيقية لقيادة حماس فهي لا تظهر حساسية بمقاتليها وبالسكان الذين يخضعون لسلطتها، ربما لانها تعلم قيود اسرائيل فيما يتعلق بالنشاط في منطقة مأهولة مزدحمة. لكن قادتها ليسوا منتحرين، فهم يرسلون رجالهم للانتحار لكنهم يهتمون بانفسهم جيدا. والثاني حرية عمل لاسرائيل للاستمرار على نشاط جار مستمر موجه على حماس ومقاتليها وعدم انجرارها الى وقف اطلاق نار مؤقت تتسلح حماس فيه مرة اخرى.
والثالث اغلاق مسار تهريب الصواريخ عن طريق الحدود بين مصر والقطاع، فاذا لم تعد اسرائيل لتسيطر على هذا الشريط الحدودي الذي يكون أوسع وآمن مما كان محور فيلادلفيا فسيكون تسلح حماس مجددا والجولة التالية مسألة وقت فقط.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ثمن الدخول البري الباهظ
بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
ما كانت اسرائيل لتصبر على تمكن حماس والجهاد الاسلامي من الاستمرار على ضرب بلدات الجنوب، لكن ليس معنى ذلك انه يوجد داع الى الاستمرار على تبادل الضربات الجوية الان ايضا. اخذت اهدافنا في غزة تقل، أما الهدف العسكري المركزي وهو ضرب مخزونات الصواريخ، فيبدو ان احرازه صعب جدا لانها مخبأة تحت الارض. وان تدمير بيوت القادة في الاذرع العسكرية وتدمير بيوت القادة السياسيين ذو تأثير محدود ورمزي (ولن نذكر الاشكال فيما يتعلق بالقانون الدولي)، لأن السكان قد فروا من بيوتهم، وسيوجد من ينفق على بناء بيوت جديدة حينما يخرجون.
ولما لم تكن المنظمات التي تعمل علينا في غزة توهم نفسها بامكان التغلب على اسرائيل، فانها معنية بأن تبث فيها الخوف وتشوش على حياتنا.
وكل يوم يمر يمنحها ميزة في هذه السياقات، وليس من الضرورة ألبتة أن تمنح ميزة من نوع اصابة تل ابيب بالشلل عند خروج السبت. ولن يمنحنا العالم ايضا الكثير جدا من الوقت فكلما مرت الايام وزاد عدد القتلى الفلسطينيين سيزيد الضغط الدولي على اسرائيل، وأما في الميدان نفسه فانه كلما زاد عدد الهجمات زاد احتمال اصابة غير متعمدة لفلسطينيين ابرياء وتورط اسرائيل بعقب ذلك.
يثار خيار العملية البرية في كل عملية من نوع الجرف الصامد. وبعد تمهيد جوي تحتار الحكومة هل تدخل الى الارض وتواجه قوات محلية أم تكتفي بالضربة الجوية التي لا تُمكن من سيطرة ولو مؤقتة على الارض. فالدخول البري فقط يمنح القدرة على علاج مراكز صعبة على وجه خاص ويشمل ذلك علاج مخزونات السلاح، لكن ثمنه من الدم قد يكون باهظا ويوجب بقاءا طويلا يرهق الاعصاب.
ان سيطرة حماس على غزة وموافقة شارون على تمكين المنظمة من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني قبل ذلك بسنة، معضلة كبيرة. ولو أمكنت السيطرة على القطاع وسلب المنظمات الارهابية قوتها لكان هناك مكان للتفكير في عملية كهذه بشرط ان تعلم اسرائيل مسبقا لأي جهة ستنقل السلطة بعد ذلك (مصر أو السلطة الفلسطينية أم الامم المتحدة). ولانه لا توجد مرشحة كهذه (ومن المنطق جدا ان نفرض انها غير موجودة) فلا داعي الى الدخول البري ويفضل انهاء العملية في اسرع وقت مع الاكتفاء بشعور جز العشب. والحديث عن فقدان الردع سخيف حقا لأن ذراع حماس العسكرية تريد اقلاقنا لا الانتصار علينا – ومن كان مستعدا لاقلاقنا حتى لو كان ثمن ذلك قتل مواطنيه لن تردعه ضربة اكبر.
هذه هي اللحظة المناسبة لاستغلال دعوة مجلس الامن وللموافقة على وقف اطلاق النار دون انتظار قرار حماس، وان نعلن بأننا سنوقف اطلاق النار مدة 48 ساعة فاذا استمر اطلاق النار من غزة بعدها فسنشعر بأننا أحرار في اتخاذ قرارات تتعلق بردنا التالي. وهذا اجراء لا يصاحبه مس بحماية سمائنا، سيمنحنا ميزة دولية فورا وقد ينهي الجولة الحالية دون دفع ثمن لا تريد الحكومة دفعه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
خطة واجب اتخاذها
بقلم: جلعاد شير،عن معاريف
صعب جدا النظر مباشرة الى مستقبلنا عبر ستار الدخان، تحت وابل الصواريخ والمقذوفات الصاروخية من غزة الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية. ولكن بمرور هذه الجولة الدموية علينا العودة للسؤال: ما هو الصحيح لاسرائيل أن تفعله كي تحيط حدودها دولة ديمقراطية وآمنة مع أغلبية يهودية، وتحظى باعتراف دولي؟
مطلوب لاسرائيل خطة واضحة وعملية، للتقدم التدريجي، عبر اتفاقات جزئية وخطوات ذاتية لخلق واقع الدولتين القويتين. علينا أن نسعى الى الانفصال عن الفلسطينيين وان نخلق بمبادرتنا واقع الدولتين للشعبين – سواء بالمفاوضات للسلام ام بشكل ذاتي.
لا ريب أن التسوية الدائمة التي تقوم على أساس علاقات سلام حقيقية أفضل من كل بديل آخر. ولكنها غير قابلة للتحقق في المدى المنظور، وفي هذه الاثناء تقع سياقات تدهورنا الى واقع دولة غير اخلاقية وغير متساوية، او دولة يهودية ـ فلسطينية ليست صهيونية.
محظور السماح لاحد ـ لا للمتطرفين، للمتزمتين وللمسيحانيين في الطرفين، لا لـ م.ت.ف، لا لحماس، لا للاسرة الدولية ـ استخدام الفيتو على الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة وعلى أمننا القومي. محظور علينا أن نواصل تعليق مستقبلنا ـ لا بالفلسطينيين، ولا بالوساطة الامريكية، التي من المشكوك أن تتبين كناجعة اكثر مما كانت حتى الان. ويمكن لتسوية بعيدة المدى ـ اذا كانت على الاطلاق ـ ان تتحقق وتطبق فقط على اساس شرعية داخلية واسعة في الشعبين. سيتطلب ايضا بناء ثقة متبادلة بين الشعبين، زعامة شجاعة، دعم الجمهور ومسيرة طويلة من تهيئة القلوب في الطريق الى التوافق والى التسليم برواية الآخر. ومن أجل حماية الدولة التي اقاموها هنا قبلنا يجب ان نحدد الحدود. ويدور الحديث عن سياقات مركبة وحساسة، تستدعي شرعية جماهيرية واسعة ـ استفتاء شعبي او انتخابات عامة.
كل خطوط الحدود، سواء تحققت بالاتفاق ام تقررت ذاتيا من قبل اسرائيل، ستستوجب اخلاء مستوطنات وفيها عشرات الاف السكان، في ظل الحفاظ على الكتل الكبرى. علينا ان نستوعب المستوطنين الذين سيعودون الى حدود دولة اسرائيل. يجب الاستعداد لان يبقى الجيش الاسرائيلي في الاماكن التي نخليها وفي غور الاردن الى ان تنقل المسؤولية الامنية الى جهة تكون مقبولة من طرفنا. يدور الحديث عن استعداد وطني شامل، مسؤول وحذر: تخطيطيا وماديا، مدنيا وأمنيا، في اثنائه يجري حوار اسرائيلي داخلي، لغرض تهيئة الجمهور والبنى التحتية القومية.
على المستوى الاقليمي، على اسرائيل أن تتحدث مع قادة دول رائدة في الجامعة العربية بشأن استعدادها المبدئي لاستئناف الصيغة متعددة الاطراف، في ظل الموقف من مبادرة السلام العربية كاطار للحوار.
ان الانفصال الذاتي ليس خطوة مثالية، بل اهون الشرور من ناحية اسرائيلية للوضع الذي لا يمكن الوصول فيه الى تسوية شاملة متفق عليها أو الى تسويات انتقالية.
على مدى كل الطريق ستكون حاجة للكفاح بلا هوادة ضد الارهاب الفلسطيني والعنف. ومثل هذه الخطوة لا تأتي لسد الطريق في وجه تحقيق تسوية اسرائيلية ـ فلسطينية في المستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
كيف تنام الليل أيها الطيار؟!
ألا يرى الطيارون الإسرائيليون ما تحدثه هجماتهم من دمار وقتل؟!
بقلم: جدعون ليفي،عن هأرتس
انهم اكثر الجنود ذكاءا واناقة ونفاذا. وهم يدرسون في افضل الجامعات في اثناء خدمتهم، ويأتون من افضل البيوت وافضل المدارس الثانوية؛ وهم يُعدون مدة سنين لعملهم بدراسة الالكترونيات والاستراتيجية والتكتيك والطيران بالطبع. فهم افضل الشباب الاسرائيليين المُعدين للعظائم. وهم الافضلون حقا يا أخي ـ فهم الصالحون للطيران وهم افضل الطيارين وهم يفعلون الان اسوأ الافعال واكثرها قسوة وقبحا.
انهم يجلسون في غرف الطيارين ويضغطون ازرارا كأنهم في لعبة حرب فيصرفون امور الحياة والموت، ويرون من مكانهم العالي في السماء فقط نقاط سوداء تجري في ذعر تحاول الفرار، وربما يرون ايضا اولئك الذين يرفعون ايديهم في رعب فظيع على اسطح المنازل؛ وما أن يوجه السهم الاسود الى الهدف حتى يرتفع دخان اسود على صورة فطر ـ وتكون رجة طفيفة في جناح الطائرة واصابة «جيدة»، ليعودوا بعد ذلك الى الطلعة التالية.
انهم لم يروا قط في مواجهتهم طائرة عدو فقد وقعت آخر معركة جوية لسلاح الجو قبل أن يولد اكثرهم. ولم يروا قط بؤبؤ العيون ودم ضحاياهم الاحمر. فهم ابطال على ضعفاء، على الاضعف، وعلى العاجزين الذين لا يملكون لا سلاحا جويا ولا دفاعا جويا بل لا يكادون يملكون طائرة ورقية. وهم يعتبرون الابطال واعظم الرجال الذين سيصلون الى البعيد ايضا في حياتهم المهنية. وهم يتزوجون افضل الفتيات الصالحات للطيارين ويسكنون في بلدة جماهيرية ويصبحون ربابين في «ال عال» أو يشتغلون بالهاي تيك أو يصبحون رجال اعمال، ويصوتون ليئير لبيد ولميرتس ويربون اولادهم ليصبحوا مواطنين نزيهين.
وينسون ما فعلوه في خدمتهم العسكرية. هل ينسون؟ انهم لم يعلموا قط. فهم لا يرون الكثير من طائراتهم اف 16. وهم ينسوا رجال حرس الحدود الذين يطاردون الاولاد ويضربونهم وينكلون بهم في الازقة. وهم ليسوا من لواء غولاني الذين يداهمون البيوت في الظلام في عمليات بحث وخطف، وليسوا جنود «كفير»، الذين يقفون في الحواجز ولا «دفدفان» المستعربين ولا «دوخيفت» المنقضين، وهم ايضا لا يتكلمون بالكلام الفاحش ولا يذلون غيرهم، فكلامهم بريء من الفحش. فهم الطيارون، طيارو جلالة الملك الذي هو الجيش الاكثر اخلاقا في العالم.
اصبحوا قد قتلوا نحوا من 200 انسان وجرحوا نحوا من 1000 اكثرهم مدنيون. وفي ليلة أول أمس قتلوا 18 من ابناء عائلة البطش. وكان “الهدف” قائد شرطة غزة تيسير البطش وكانت النتيجة 21 قتيلا منهم 18 من ابناء عائلته فيهم 6 اولاد و4 نساء. فهي عائلة فنيت. أود ان الاقي الطيار أو مستعمل الطائرة بلا طيار الذي ضغط زر الموت. كيف تنام الليل ايها الطيار؟ هل رأيت صور القتل والدمار الذي احدثته ـ في التلفاز لا بالمنظار فقط؟ وهل رأيت الجثث المهشمة والجرحى النازفين والاولاد المذعورين والنساء المرعوبات والدمار الفظيع الذي زرعته من طائرتك المتطورة؟ ان كل ذلك فعل يديك يا أيها الطيار الصالح.
اجل ليس الذنب ذنبهم (فقط). فهم يطيعون الاوامر العسكرية. وقد قال احد قادتهم السابقين اللواء رون غورين في يوم السبت انهم اخلاقيون بل هم اكثرهم اخلاقا. لكن هل هم رجال آليون في الحقيقة؟ وهل يدركون ما يفعلون؟ وهل يعلمون اصلا؟ أفليس غسل ادمغتهم بالكراهية والخوف اصعب، أوليس اصعب ان يجوز عليهم ان غزة كلها حيوانات بشرية. ومع ذلك كله يطيعون بصورة آلية وفي عمى يجمد الدم ويضغطون الزر الصحيح في الوقت الصحيح، ويا لمبلغ دقتهم. فهل يؤمنون جميعا حقا بأنهم يخدمون الدولة وامنها بالف طلعة جوية والف طن متفجرات اسقطوها على غزة البائسة؟ لم ينهض احد منهم الى الان كما نعلم. في 2003 فعل 27 من رفاقهم فعلا اشجع كثيرا من كل طلعاتهم “الحربية”، فقد كتبوا رسالة رفض لكن ذلك لم يحدث هذه المرة. فلا يوجد حتى يونتان شبيرا أو يفتاح سبكتور واحد في الطب ينهض ويسأل: هل هذه هي الطريقة؟ ولا احد ينقذ كرامتهم. ولا احد يرفض ان يشارك في طلعات الموت الجوية هذه، لا احد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ