تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 23/07/2014



Haneen
2014-08-10, 12:34 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاربعاء 23/07/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>

<tbody>
في هــــــذا الملف

القاهرة أبعد عن غزة مما كانت عليه
بقلم: تسفي برئيل ،عن هأرتس

لماذا يُقتل جنود الجيش الاسرائيلي؟
على إسرائيل خدمة مصالحها في غزة وأن تخرج دون أن تخدم مصالح القاهرة أو رام الله
بقلم: إيال عوفر،عن هارتس

ضغط عسكري ومداورة سياسية
تحتاج إسرائيل إلى حل استراتيجي للأزمة الحالية يشمل دخول غزة مع تسوية سياسية طويلة
بقلم: يوفال ديسكن ،عن يديعوت

خمس نساء في منتهى الشجاعة
يعارضن التيار الرئيس الداعي إلى الانتقام بشعورهن بالعار والخزي لما تقترفه إسرائيل وشعبها من أفعال
بقلم: يوسي سريد ،عن هأرتس

لا يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يهزم حماس
كل يوم يمر في هذه المعركة يُعرض إسرائيل لخطر القضاء على ديمقراطيتها وإنسانيتها
بقلم: سامي ميخائيلي،عن هأرتس







</tbody>



القاهرة أبعد عن غزة مما كانت عليه

بقلم: تسفي برئيل ،عن هأرتس
«أرفع قبعتي أمام اسرائيل… وأقول للجيش، للشعب وللقيادة الإسرائيلية ـ أنتم رجال». هكذا تحمس توفيق عكاشة، المحرر الرئيس في محطة التلفزيون المصري «الفراعين». وصحيح انه يوجد لعكاشة حساب شخصي طويل مع الاخوان المسلمين الذين اغلقوا محطته في عهد حكمهم، ولكن مثل هذه الاقوال لم تصدر علنا في مصر منذ أجيال.
لا شك أن الخطاب الرسمي والعام في مصر اقرب لاسرائيل منه حماس، والقاهرة أقرب الى القمر مما هي الى حي الشجاعية في غزة، ولكن من السابق لاوانه الفرح على تغيير الخطاب الذي يملى من فوق. مثل هذا الخطاب يمكنه أن ينقلب رأسا على عقب في لحظة واحدة.
مصر غارقة منذ يوم أمس في حداد وطني يشغل بالها اكثر بكثير من تقتيل اكثر من 400 فلسطيني في غزة. فمقتل 22 جندي مصري قرب الحدود الغربية على ايدي عصابات ارهابية لم تتضح هويتها بعد دحرت النقاش العام في موضوع غزة. ولكن مصر تواصل التمسك بموقفها في انها هي فقط، وليس تركيا او قطر أو كلتاهما، تدير المفاوضات الدبلوماسية لوقف النار. وليست تركيا وقطر وحدهما وضعتا على بؤرة الاستهداف السياسي للرئيس السيسي. فواشنطن هي الاخرى تلقت منه سهما مباشرا عندما أوضح السيسي عشية وصول كيري الى القاهرة بانه لا يعتزم الوصول الى القمة الامريكية ـ الافريقية التي دعي اليها كي يلتقي الرئيس اوباما.
الى هذه القمة، التي ستنعقد في 5 آب سيبعث السيسي برئيس الوزراء ابراهيم محلب ووزير الخارجية سامح شكري. وقد نشبت الضغينة بين القاهرة وواشنطن منذ زيارة وزير الخارجية جون كيري الى القاهرة في 22 حزيران، بعد أن ترددت الولايات المتحدة طويلا في منح السيسي الشرعية قبل الانتخابات. وقد تعاظمت عندما نشر السيسي اقتراحه لوقف النار دون أن يستشير الولايات المتحدة على الاطلاق، وأكثر من ذلك عندما تبين له بان الادارة الامريكية تؤيد المبادرة القطرية التركية.
الحساب العسير للسيسي مع واشنطن، قطر وتركيا وان كان لا يجمد المساعي الدبلوماسية التي تتواصل بلا انقطاع. ولكنه يدفع بحماس الى زاوية غير معروفة تحرم فيها قيادة المنظمة من كل دعم عربي أو ايراني. وهو لا يدير اتصالات مباشرة مع الحكم المصري، ومتعلق الان بقدرة الاحداث القاسية في غزة على تحقيق انعطافة في الرأي العام العربي والدولي ـ الذي لا يسارع الى الحماسة.
ان الحذاء الذي تضعه مصر على رقبة حماس يبدو ملموسا ايضا في النفي الجارف من جانب الناطقين الرسميين في مصر للنبأ الذي يقول ان مصر دعت قيادة حماس الى التفاوض وان حماس رفضت الدعوة. خالد مشعل، الذي يتواجد في قطر كان يفترض ان يلتقي امس بمحمود عباس، سيدعى الى مصر فقط اذا ما وافق على صيغة الاقتراح المصري أو على صيغة اخرى توافق عليها مصر.
بالاساس، على مشعل أن يوافق على الرقابة المصرية الحصرية على تطبيق وقف النار، والتخلي عن مطلبه برقابة دولية وبالاساس أمريكية على فتح معبر رفح. وفي مصر يوضحون بان فتح معبر رفح، الذي فتح في هذه اللحظة امام عبور الجرحى فقط، سيتم بشكل يضمن الا يبدأ الاف الفلسطينيين باغراق مصر.
باقي الشروط، مثل رفع الحصار، تحرير السجناء، السماح بدفع الرواتب لموظفي حماس عبر البنوك الفلسطينية، الاذن بالصيد والاذن لاقامة ميناء، هي شروط تتعلق باسرائيل ـ وليس لمصر في هذه اللحظة نية للحديث باسمها او لاقناعها للموافقة. وبالذات محمود عباس كفيل بان يطرح حلولا جزئية، هناك من يعتقد بانه سيوافق على تحرير رجال حماس المحبوسين في السجون الفلسطينية واقناع اسرائيل بالسماح له بدفع الرواتب.
وبالتالي، اضطرت المفاوضات الدبلوماسية الى ان تدار في مسارين متوازيين: واحد هو بين مصر وحماس في المواضيع المتعلقة بمصالح مصر، اما الثاني فيأتي لارضاء اسرائيل. ونقطة الاتصال بينهما توجد في مسألة معبر رفح والتي تنسق فيها حاليا اسرائيل ومصر، بينما تعتبر حماس كمن يفترض أن تقبل ما يتفق عليه بين الدولتين.
لقد أثبتت حماس في الماضي، سواء حيال اسرائيل في اتفاق التهدئة من العام 2012 أم في اتفاق المصالحة مع مصر، بانها عند الضائقة تعرف ايضا كيف تقدم التنازلات الضرورية كي تحافظ على بقائها. والسؤال هو كم من الوقت سينتظر خالد مشعل الى أن يقترح صيغة معدلة للاقتراح المصري، صيغة يمكنها أن تقبل من اسرائيل ومصر وتعرض حماس كمن صاغت «الاقتراح المظفر».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

لماذا يُقتل جنود الجيش الاسرائيلي؟
على إسرائيل خدمة مصالحها في غزة وأن تخرج دون أن تخدم مصالح القاهرة أو رام الله

بقلم: إيال عوفر،عن هارتس
ضرب المحلل المصري الطاولة بحذائه ونعت الاسرائيليين بأنهم «أبطال» لأننا نضرب حماس. وفي ذلك ما يفرح جدا بادي الرأي ـ فها هو ذا العالم العربي يعترف بـ «عدالتنا» آخر الامر. لكن لا يجوز لنا أن نُبلبل، ففي تاريخ الشرق الاوسط ما لا يحصى من الصراعات من حرب ايران والعراق في ثمانينيات القرن الماضي الى صراع الاسد الحالي مع داعش ـ وهي صراعات يتمنى فيها كبار قادة استخباراتنا «نجاح الطرفين». إن مصر في هذه المرة هي التي تنظر متنحية واسرائيل وحماس تضرب احداهما الاخرى، وتتكلفان الاضرار الاقتصادية والعسكرية، وتخسران حياة ناس ـ ومصر هي التي تربح من هذا الصراع الذي لا حل له.
«لا توجد حرب أكثر من هذه عدلا»، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومن السهل أن نوافقه على ذلك حينما تسقط الصواريخ في الوسط وتُحفر الانفاق الى قرب غرفة الطعام في الكيبوتسات الحدودية. لكن السؤال هو من يربح ايضا من هذه الحرب وتخدم مصالح من. وللاجابة عن هذا السؤال يجب أن نعود الى سنة 2005 وهي السنة التي انفصلت فيها اسرائيل عن غزة بادي الرأي. كيف حدث أننا ما زلنا غارقين في الرمل الغزي بعد «الانفصال» بتسع سنوات وبعد «غزة وأريحا أولا» بعشرين سنة؟.
يتناول كثيرون الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وكأنه دين له مصورون يطلبون ضحايا من البشر. وقد حاول وزير خارجية امريكي أو رئيس حكومة اوروبي أكثر من مرة أن يحدثونا كيف ستُحل مشكلاتنا بمثل هذا الاعتقاد الوثني. وعندنا ايضا باللغة العبرية نفوس خيرة تنتقل من منتدى الى منتدى تدعو الى اعتقادها: «باتفاق فقط ـ وباعادة حكم أبو مازن لغزة فقط ستهدأ هذه البلاد اربعين سنة». وينشيء لنا اصحاب مصالح أكثر احكاما نسيجا شرق اوسطي كاملا يجب على اسرائيل فيه أن تهتم بمصالح مصر والسلطة الفلسطينية وغيرهما باعتبار ذلك شرطا ضروريا لـ «حل» المشكلة الغزية. وقد ذكرنا وزير الخارجية المصري هذا الصباح بقوله: «مصر وحدها هي التي تحدد كيف سيفتح معبر رفح».
فهل يمكن أن تكون المصلحة المصرية المتعلقة بهذا المعبر في مركز النيران التي نتلقاها من غزة منذ كان الانفصال؟.
حينما اخترق مليون غزي في بداية 2008 السياج الحدودي في رفح وخرجوا في حملة شراء واسعة في سيناء، كان ذلك أول تحقيق لطموحهم الى الحرية وهذا هو كابوس مصر الأكبر. كانت المصلحة المصرية منذ أيام اتفاق السلام في 1979 أن تدع غزة للاسرائيليين بصفتها مشكلة مرتبطة بالضفة وبدولة اسرائيل لا بمصر.
حان الوقت لتدرك اسرائيل أنه في العقدة التي تسمى الشرق الاوسط لا توجد حلول سهلة، وأن المسارات التاريخية قد تستغرق مئات السنين الاخرى قبل احراز استقرار. ويمكن أن تُعرف المصلحة الاسرائيلية في غزة تعريفا بسيطا جدا فهي: 1- الهدوء الأمني و2- تجريد غزة من الصواريخ (التي هُربت اليها عن طريق مصر في العقد الاخير) و3- فصل مسؤوليتنا المدنية/ الاقتصادية عن غزة. وتستطيع اسرائيل أن تنال هذه الاهداف بسلوك مُركز يُبين للمصريين أنهم يتحملون وحدهم فقط المسؤولية السيادية عن منع التهريب من سيناء. ولا يجوز أن ندع مصر تتهرب من هذه المسؤولية وأن تلقيها على اسرائيل أو على «قوات أبو مازن في معبر رفح».
من سيحكم غزة؟ الحقيقة أن ذلك ليس من شأننا، فتجربة الماضي في لبنان والتجربة العراقية في العراق ايضا تبرهنان على أنه ليست لجهة خارجية سلطة اخلاقية أو قدرة سياسية على فرض سلطة على سكان يبلغون ملايين. وحينما نرسل أبناءنا ليقتلوا ويُقتلوا في غزة ـ فانه يوجد تسويغ واحد فقط يمكن أن نعمل به هو المصلحة الاسرائيلية وحقنا في العيش في سكينة. وإن العلاقات بين غزة ومصر أو دور أبو مازن في غزة لا يمكن أن يكونا السبب الذي يجعل أما عبرية ترسل أبناءها الى ميدان القتال. وليست علاقات اسرائيل الاقتصادية بمصر أو أرباح شركات الطاقة الاسرائيلية من التصدير الى غزة ومصر، ليست ذريعة الى استمرار الغرق في رمال غزة.
ينبغي أن ننهي ونخرج وألا نعمل لأجل آخَر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ضغط عسكري ومداورة سياسية
تحتاج إسرائيل إلى حل استراتيجي للأزمة الحالية يشمل دخول غزة مع تسوية سياسية طويلة

بقلم: يوفال ديسكن ،عن يديعوت
لن تنتهي المعركة على حماس في الفترة القريبة دون مداورة سياسية مع المداورة البرية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي. وحتى لو تم احراز وقف اطلاق نار في الايام القريبة فسيعبر عن عدم حسم عسكري حقيقي ويستعمل ساعة الضبط استعدادا للمواجهة التالية.
من الواضح أن لاسرائيل قوة عسكرية وقدرة على الثبات أكبر مما لحماس بما لا يقبل المقارنة. والجبهة الداخلية مستعدة لأن تدفع الثمن كي تُحل مشكلة الصواريخ للأمد البعيد، والقبة الحديدية تؤدي عملا ممتازا وتساعد في قدرة الجمهور على الصمود، وعملية تدمير أنفاق الهجوم ضرورية جدا – والمستويان السياسي والامني يتصرفان الى الآن بحذر يقتضيه القتال في ميدان معقد جدا.
لكن المشكلة الأهم هي أن حماس ليس لها ما تخسره لأن وضعها سيء جدا. فهي في أزمة شديدة مع مصر وليس لها حليف حقيقي ما عدا قطر وتركيا اللتين تبحثان عبثا عن صلة بالأحداث، ووضع حماس وقطاع غزة الاقتصادي في اسوأ أحواله، فهي غير قادرة على أن تدفع الرواتب الى رجالها وعمال الجمهور في القطاع – والشعور بالعزلة والحصار أعمق مما كان من قبل. وأشد من ذلك أن عملية المصالحة التي كانت من وجهة نظر حماس عملا استراتيجيا يرمي الى تحسين حالها والحصول على الشرعية فشلت الآن.

مشكلات حماس

دُفعت حماس في السنة الاخيرة الى وضع يائس من وجهة نظرها وهي مستعدة لأن تدفع ثمنا باهظا (ولا سيما من القتلى من أبناء شعبها) لتحرق أوراق اللعب الاستراتيجية مجددا.
وقد وجدت اسرائيل نفسها تُجر الى ازمة استعدت لها حماس استعدادا جيدا في السنوات الاخيرة من جهة عسكرية، وهي التي تستغل استغلالا قاسيا كل نقاط ضعف القطاع لاسقاط الحصار والعزلة الدولية ولتحرز انجازا مهما ايضا في الساحة الفلسطينية الداخلية.
لكن حماس تلاقي عدة مشكلات وهي أن رد اسرائيل قاسٍ جدا، والقبة الحديدية تمنع الى الآن انجازا حقيقيا برغم مقادير الصواريخ المطلقة ومداها المذهل. وهكذا أخذت حماس تُدفع الى وضع ليس لها فيه اجراء يكسر التعادل حقيقي ولم يبق لها سوى أن تعتمد على الاستمرار على قدرة اطلاق النظام الصاروخي تحت الارض وعلى بحث يائس عن انجاز تستطيع أن تعرضه على أنه استراتيجي: من تسلل الى بلدة مدنية وتنفيذ مذبحة في مدنيين الى اصابة شديدة لقواتنا واختطاف جندي أو جنود أو مدنيين الى اصابة قذيفة صاروخية تفضي الى مصابين كثيرين في اسرائيل. وأنا أرى أن حماس ستوافق على تليين موقفها كثيرا اذا أدركت فقط أن استمرار حكمها لقطاع غزة موجود على شفا خطر وجودي.
تملك حكومة اسرائيل خيار الاستمرار بل تعميق العملية البرية الى داخل المناطق المأهولة حيث يختبيء قادة حماس وحيث تُخبأ قواعد الاطلاق في داخل الارض.
ويستطيع ضغط عسكري فعال كهذا أن يقلل كثيرا بل أن يوقف تماما اطلاق القذائف الصاروخية (ويتعلق ذلك بالطبع بمساحة المنطقة المأهولة التي ستنقل الى سيطرة الجيش الاسرائيلي)، وأن ينشيء بالنسبة لدولة اسرائيل عددا من الخيارات لانهاء الازمة يمكن أن تراوح بين احتلال كامل وتطهير للقطاع وبين وقف العملية في الوقت الذي تبدأ حماس فيه الشعور بالضغط وتوافق على قبول الشروط التي تعرض عليها.
يمكن أن تتم هذه العملية في مرحلتين: مرحلة السيطرة الاولى على الارض التي يمكن أن تستمر بضعة اسابيع، ومرحلة تطهير الارض التي سيطرنا عليها من المخربين، من الانفاق والصواريخ ومختبرات التخريب وخطوط انتاج الوسائل القتالية – ويمكن أن تطول بضعة أشهر الى سنة أو سنتين بحسب مساحة الارض التي سيتم معالجتها.
يمكن أن نتفهم عدم حماسة الحكومة لتعميق العملية في مناطق مكتظة بالسكان من القطاع. فهذا تحد عسكري وانساني وسياسي من الطراز الاول، وسيكون له ايضا ثمن بشري مؤلم جدا. لكنني أعتقد مع ذلك أنه يمكن احراز انجازات حقيقية في هذه العملية لأنه حتى لو وجدت في رأيي جيوب مقاومة شديدة في بعض الاماكن فان قدرة الذراع العسكرية لحماس على الصمود في مواجهة مباشرة مع الجيش الاسرائيلي أقل كثيرا مما يميلون الى اعتقاده. والمشكلة هي أنه من غير هذه العملية سينشأ وضع راهن اشكالي جدا يعني سفك دم متبادلا دون قدرة على الحسم.
كلما مر الوقت سيحكم الجمهور في اسرائيل على انجازات الحكومة لا بحسب عدد بيوت نشطاء حماس والجهاد الاسلامي التي دُمرت، ولا بحسب عدد الانفاق الذي دُمر، ولا بحسب عدد قواعد اطلاق الصواريخ التي فُجرت، ولا بحسب النسبة بين المصابين من السكان الفلسطينيين والسكان الاسرائيليين.

خطر الوضع الراهن

يجب على اسرائيل أن تحرز انجازا مهما جدا قبل أن تبدأ تعقيدات مثل نشوء جبهات اخرى في يهودا والسامرة، ومظاهرات احتجاج من مواطني اسرائيل العرب أو حتى اشتعال الجبهة الشمالية.
ولا يقل عن ذلك خطرا أن التفويض الدولي النسبي الذي تحظى به دولة اسرائيل الى الآن قد يتلاشى سريعا.
يوجد في الوضع الذي نشأ عدد من الخيارات غير السهلة من جهة عسكرية: فاخراج القوات البرية من القطاع سيُرى انجازا لحماس ولن يُقرب انهاء الازمة؛ وإبقاء القوات في المنطقة غير المأهولة سيجعل هذه القوات عرضة للهجمات ولن يؤثر في الوضع؛ والاستمرار على توسيع العملية لمواجهة حصون حماس في المنطقة المأهولة ينشيء ضغطا كبيرا على حماس لكن يصاحبه مصابون كثيرون.
موقفي هو أنه يجب علينا من بين هذه الخيارات أن نوسع العملية البرية لأنه لا يجوز أن تنتهي العملية الى الوضع الراهن.
ولاحداث ضغط فعال على حماس في الجبهة كلها فهناك مكان لتوسيعها وتعميقها نحو جنوب القطاع خاصة الى منطقة خانيونس ورفح، فهي منطقة يمكن عزلها عسكريا بصورة أفضل كثيرا وفصلها عن شمال القطاع، والسيطرة على خانيونس وعلى رفح وتطهيرهما من البنية التحتية الارهابية. وستكون لهذا العلاج ايضا تأثيرات معنوية في حماس في شمال القطاع. ويجب في نفس الوقت زيادة الضغط من الارض ومن الجو على شمال القطاع لكن دون أن يُعمق في هذه المرحلة الدخول الى مناطق مكتظة بالسكان.
الاستراتيجية المناسبة في الوضع الحالي ذات رأسين: ففي الجانب العسكري يجب الاستمرار وزيادة الضغط كثيرا، ويجب في موازاة ذلك انشاء مسار سياسي مهم. وكلما أصبح الضغط العسكري على حماس أشد تأثيرا زادت القدرة على تنفيذ العملية السياسية. ومهما يكن الامر فان العملية السياسية المقترحة معقدة جدا وليس نجاحها مضمونا، لكن الطرف المبادر قد تنتظره مزايا حقيقية ايضا في حال فشل المبادرة ايضا.
يجب أن تكون مبادرة كسر التعادل موضوعة في الوقت المناسب أمام حماس بمنزلة حبة بطاطا ساخنة توجب عليها اتخاذ قرارات مهمة جدا. فاذا قبلت المبادرة التي سأفصلها بعد ذلك نكون قد كسبنا واذا رفضت فسيسوء وضعها أكثر.
يجب أن تقوم المبادرة السياسية على ثلاثة عوامل مهمة. الاول وهو أكثرها ضرورة – مصر، والعامل الثاني المراد جدا هو السلطة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن، والعامل الثالث الحاسم هو الجامعة العربية والمجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويجب أن تشتمل المبادرة في الأساس على صفقة منطقها هو: «عمق التفضلات والحوافز للقطاع كعمق نزع السلاح»، وتقوم على العناصر التالية:

العنصر الامني:
1 ـ وقف اطلاق نار مطلق زمنا طويلا.
وقف متبادل لجميع انواع الهجمات (ويشمل ذلك الاغتيالات والتصفيات المركزة).
3 ـ التجريد التدريجي للقطاع من السلاح المائل المسار على اختلاف انواعه.
4 ـ وقف انتاج الوسائل القتالية و/ أو تهريبها.
5 ـ اغلاق انفاق الهجوم والتهريب.
6 ـ رقابة دولية على ما ذكر آنفا.

العنصر المدني:
1 ـ رفع الحصار الاقتصادي والبري والبحري عن القطاع بصورة كاملة (ويشمل فتح كل المعابر وإعمال ميناء غزة وهو ما سيُمكن من ادخال السلع والوقود وسائر الحاجات الفلسطينية تحت رقابة دولية).
2 ـ توسيع منطقة الصيد لتصبح 12 ميلا.
3 ـ حرية حركة للسكان الفلسطينيين في المناطق الحدودية من قطاع غزة دون مناطق فاصلة.
4 ـ تنفيذ خطة دولية لاعمار قطاع غزة تُنسق وتنفذ مع حكومة الوحدة الفلسطينية (مع الخضوع لقبول شروط الرباعية) وبقيادة أبو مازن.
ويجب أن تكون هذه العناصر أساس المبادرة السياسية التي تبادر اليها دولة اسرائيل وتضعها الجامعة العربية أو عدة دول عربية على الطاولة بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وعلى حسب المبادرة كما قلنا آنفا وبمقتضى تجريد القطاع من القدرات العسكرية، ستُمكن اسرائيل ومصر من تسهيلات كثيرة للحصار وحياة سكان القطاع، ويتم البدء بخطة اعمار كبيرة للقطاع هي غاية مناسبة تتسق ايضا مع المصلحة الاسرائيلية البعيدة الأمد.
وهكذا توضع حماس على قرن المعضلة المعقدة جدا من وجهة نظرها وتضطر الى أن تُبين لماذا هي ليست مستعدة لقبول اقتراح سخي جدا يعد بتحسين ضخم لوضع القطاع في مقابل نزع اسلحتها والحظوة بشرعية دولية وبخطة إعمار عظيمة لقطاع غزة. ولمضاءلة الارتياب وعدم الثقة يجب أن يكون التنفيذ تدريجيا ومشروطا على نحو يتم تحديده مسبقا وتحت رقابة دولية.
اسرائيل ستكسب فقط
مع شيء من الرؤيا يمكن أن تصبح هذه المبادرة السياسية بعد ذلك أساسا مهما للتقدم الى تسوية اقليمية يُحل في اطارها بعد ذلك الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
أقول من معرفتي الشخصية إن المنطق الذي يقود على نحو عام قيادة حماس السياسية الشرهة المقطوعة عن الواقع لن يفضي بالضرورة الى التسوية المطلوبة. لكن اذا صُرفت هذه المبادرة بحكمة فلن يكون لدولة اسرائيل ما تخسره بها بل ستكسب فقط.
واذا رفضت حماس الخطة رفضا باتا واستمرت على المواجهة العسكرية فانه يجب على دولة اسرائيل أن تُظهر التصميم على المضي حتى احتلال كامل للقطاع واسقاط سلطة حماس. وهذا سيناريو لن يكون فيه منتصرون حقيقيون، ففي هذا القتال سيوجد مصابون كثيرون جدا من الطرفين، وفي نهايته سيسقط حكم حماس وتحتاج دولة اسرائيل الى أن تبقى هناك سنة أو سنتين كي تطهر المنطقة من عناصر الارهاب ومن البنى التحتية الارهابية الكثيرة التي بنيت فيها.
اذا احتجنا الى ذلك فانه يحسن أن نبدأ التفكير الآن ايضا في سيناريوهات النهاية السياسية لهذه العملية. ويجب على اسرائيل لذلك أن تكف عن سلوك النعامة والغموض الاستراتيجي. عليها أن تحدد بشجاعة حدودها وعليها أن تضع خطة سلام صادقة تتساوق مع المصلحة الاساسية وهي نيل حدود معترف بها وثابتة والحفاظ على اسرائيل يهودية وديمقراطية. وكما يجب على اسرائيل أن تستعمل قبضة فولاذية لمواجهة الارهاب عليها أن تمد يدها الاخرى لتسوية سياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

خمس نساء في منتهى الشجاعة
يعارضن التيار الرئيس الداعي إلى الانتقام بشعورهن بالعار والخزي لما تقترفه إسرائيل وشعبها من أفعال

بقلم: يوسي سريد ،عن هأرتس
هذه مقالة شكر غير عادية. فالمقالة تشكر أورنا بناي وشيرا غيفن وغيلا ألمغور واحينوعم نيني وميرا عواد ـ وهن خمس نسوة شجاعات تواطيء قلوبهن ألسنتهن، وهن يصدقنن القول. وقد كن نسوة في مكان لا ناس فيه. ونحن نشكر ايضا نساء ورجال آخرين ـ أخيارا ليسوا كثيرين ـ تخلوا عن حق الصمت وأدوا واجبهم للدولة والمجتمع. فاذا نسيتهم الآن فلن ينساهم التاريخ الذي يتذكر برغم سنه الكبيرة جدا.

أعلم من تجربتي أنهن يشعرن الآن بأنهن متروكات ـ وحدهن تماما ـ ولا يشعرن بأنهن مسكينات. فهن واثقات بأنفسهن لكن عزلتهن يجب أن تضايقنا. إن كل من يحجمون عن التعبير عن آرائهم من المؤكد أنهم سيحجمون عن تأييد رأيهن. ألم تؤثر فينا دائما «نساء ذوات عِلم»؟ وكيف حدث أن أصبحن فجأة ساحرات، يخرجون لصيدهن هن خاصة.
هل نيني وغيفن وعواد وبناي وألمغور أقل حبا لاولاد سدروت وزيكيم؟ وهل هن أقل قلقا على الجنود مهما كانوا؟ وهل ميري ريغف أكثر حبا واهتماما لهم؟ يقولون إنه يوجد حب وتكافل في الحرب فما هو بالضبط ذلك الحب؟ أما الكراهية في مقابله فهي أوضح كثيرا وهي تفسر نفسها بصوت جهير.

كنت أتوقع أن تخرج امرأة واحدة اخرى اسمها ليمور لفنات التي تم الاتفاق أنها وزيرة الثقافة ايضا ـ ووزيرتهن ـ أن تخرج للدفاع عنهن. ولا يجب عليها أن توافق على كل كلمة، لكن يجب عليها أن تحمي حقهن وواجبهن أن يقلنها؛ لكن ما علاقة وزيرة الثقافة بثقافة الحوار. وكان يمكن أن نتوقع من وزير التربية شاي بيرون ايضا أن يبدي رأيا مناسبا لكنه يملأ فمه بالحديث عن «اسرائيل (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooooousu) التي تنتقل الى صف أعلى» وعن «تعليم مهم». وهكذا يتحول «صه إنهم يطلقون النار» الى «صه إنهم يعلمون» ويعلمن.

إن كل واحدة من الخمس تنبأت باسلوبها. ومع ذلك يوجد بين كلامهن جامع مشترك، فهن في لحظة ما خجلن من اسرائيليتهن، كلهن معا وكل واحدة على حدة في الأساس. فقد خجلت إحداهن حينما بدأت روح الانتقام تغطي هذا البلد وتخيفه؛ وخجلت الاخرى حينما قُتل اربعة اولاد كانوا يلعبون على الشاطيء فيغزة (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooo-2)؛ وخجلت ثالثة حينما ضرب زعران متظاهرين ضربا شديدا وكان رجال الشرطة يقفون متنحين كما كانت الحال في اعمال تنكيل سيئة الذكر؛ وخجلت الاخيرة حينما قُتل بدو وجرحوا مثل مواطنين غير معترف بهم في «مناطق مفتوحة». فهل أعوزتنا في المدة الاخيرة فرص للخجل؟.
إنني أنا ايضا امتلأت خجلا حينما سمعت في هذا الاسبوع لواءً في الخدمة الاحتياطية أو لواءً بقرش يدعو في التلفاز الى محو حي كثير السكان من فوق الارض؛ وخجلت ايضا أن رأيت في منتدى في القناة الثانية مجرم حرب سابق قد دُعي لتقديم المشورة في الحرب الحالية؛ وخجلت أيضا لأنني دسست أنفي فيما كُتب في صحيفة الدولة وهو أن ابن رئيس وزراء سابق، وهو طراز من البشر مريب في حد ذاته، أوصى «بتسوية الحي كله بالارض». «لا ننزع البراغيث عن كلب إلا بغمس الكلب كله في المادة المطهرة»، نبح ذلك الكاتب مثل كلب ضال يسيل لعابه.

الشكر لكن أيتها الصديقات لأنكن لا تخفن. فمن الواضح «أنهم يخافون» ولولا ذلك لما انقضوا عليكن بغضب شديد. فالخوف يتكلم من حناجرهم وهم غير متأكدين من عدالتهم. الشكر لكن لأنكن تُصررن على رأيكن، ولا تندمن ولا تعتذرن، وترفضن الاستسلام لحماس وللغوغاء المحليين.

إنهم لا يهددون فقط حياتكن وحياة أبناء عائلاتكن، بل يحاولون ايضا العدوان على مصدر عيشكن. لكنكن برهنتن من قبل أكثر من مرة على أن غضبكن أقوى وأهم من مقاعدكن. قرأت أمس في صحيفة «اسرائيل اليوم» أن شركة «مينو للملاحة» ـ وتوجد شركة كهذه ـ قد استقر رأيها على التخلي عن أورنا بناي وعن خدماتها وعروضها. فرجال الاعمال في البحر هم أول من يلاحظون اتجاه الرياح السيء، فتتجه سفنهم الضعيفة الى مياه ضحلة وهم يتبولون خشية الجمهور.
تفحصوا أنفسكم وقولوا: ألم تشعروا قط شعور الخجل بما تقترفه أيدينا أو بالنشيد الذي نقوله؟ اذا كان الامر كذلك فربما هذه هي اللحظة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

لا يستطيع الجيش الإسرائيلي أن يهزم حماس
كل يوم يمر في هذه المعركة يُعرض إسرائيل لخطر القضاء على ديمقراطيتها وإنسانيتها

بقلم: سامي ميخائيلي،عن هأرتس
كنت أستمع في يوم الجمعة للراديو فانتا*بني حزن مازجته دمعة. فقد أُجري لجندي عربي لقاء صحافي في طريقه من ميدان القتال الى بيته في الجليل لقضاء عطلة سبت قصيرة. وقد أنشد نشيد المدح للعلم الاسرائيلي ولدولةاسرائيل (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooooousu) واخلاص الجندي العربي للجيش الاسرائيلي.

وقال إن ابنه الشاب جندي ايضا ولم يحصل على عطلة فهو منغمس في القتال في غزة (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooo-2). وقد أخذوا من ابنه الهاتف المحمول، ومنذ ذلك الحين لم تسمع أمه وأبوه الذي يُجرى معه اللقاء في الراديو، لم يسمعا كلمة منه. وهذا واقع مجنون. وحصل حفيدي العزيز ايضا على عطلة سبت قصيرة. وهو يخدم الآن في سلاح البحرية قبالة ساحل غزة (http://www.alquds.co.uk/?tag=ooo-2). وفي ايام القتال هذه كلها ضعفت أعصاب أمه وأبيه المظلي السابق وأعصابي أنا ايضا. وقد عاصرت بسبب سني المتقدمة عددا من حروب الانسانية السخيفة من حرب اسبانيا الى عملية الجرف الصامد.

حكمت على نفسي بالصمت منذ الثامن من حزيران 2014 لأنني كنت في شلل بسبب الاهتمام بحفيدي. وأنا أنقض هذا الصمت لا بسبب الجندي العربي الاسرائيلي الذي يهتم بابنه الجندي ولا قلقا على حفيدي بل من خوف على مصير اسرائيل بعد هذه الحرب. في نهاية الاسبوع احتل جيش باروخ مرزيل مركز الكرمل في حيفا، وهذا ما فعله ايضا حينما هيّج شوارع العفولة وهذا ما فعله أشباهه حينما هجموا على متظاهرين يطلبون السلام في تل ابيب (http://www.alquds.co.uk/?tag=ou-oouso).

يرى كثيرون أن باروخ مرزيل بطل شمشوني، أما الجندي العربي الاسرائيلي من الجليل ومعه عرب ويهود يدعون الى وقف القتال فيعتبرون خونة. ولم يُخضع الجيش الاسرائيلي الى الآن بلدة ما في غزة، لكن باروخ مرزيل مستعينا بالجرف الصامد والجو الحماسي الذي سبقها، ينجح في تخويف مدن في اسرائيل.

تعلمني تجربتي أن الحرب ـ كل حرب ـ مرض. وكما لا توجد أمراض مقدسة لا توجد حروب مقدسة ايضا. إن سلطة بنيامين نتنياهو المضعضعة والشقاق بينه وبين شركائه من اليمين أحدثا هذا الهياج الحربي. ورفض نتنياهو للمسيرة السلمية عزل اسرائيل في الساحة الدولية.

وقد رأيت أول بذور الحرب في العرض المخيف والتمثيلية المثيرة للقشعريرة للرد على الاختطاف والقتل الفظيع للفتية الثلاثة في الضفة. ويبدو أن جنرالي سيمو نتنياهو لم يدع أي وزير أو صاحب منصب آخر يجري لقاءات صحافية مع وسائل الاعلام مدة اربعة ايام. وقد سمع صوته عاليا وهو صوت مشحون بالقدَر. وصوت طبول وأعلام تُعد القلوب للنار وأعمدة الدخان.

ستكون نتائج الحرب اذا استمرت كارثية لاسرائيل. إن باروخ مرزيل لم يفصل الملابس العسكرية بعد لسراياه لكن تهديده المظلم قد يتحقق اذا واصل بنيامين نتنياهو نهجه الذي كان في بدايته جزءاً من موجة تحريض أفضت الى قتل رابين. وقد أضاعت هذه الحرب منذ زمن طريقها. زعموا لنا في البداية أنه يجب أن يعاقب منفذو قتل الفتية الثلاثة في الضفة عقابا شديدا. وقيل لنا بعد ذلك إنه ينبغي انهاء اطلاق الصواريخ من غزة. وبرغم أن مطر الصواريخ أصبح طوفانا فقد أصبح ثانويا في نظر قادة الحرب الكبار، وأصبحت الانفاق اليوم هي الهدف الرئيس. إن شعبا كاملا يُقاد في غفلة من مرحلة الى مرحلة.
وفي هذا الوقت تسحق قيم اسرائيل الانسانية والليبرالية تحت أقدام كتائب باروخ مرزيل وأشباهه. ويكشف عدد القتلى في الجانب الآخر عن ميل مريض في المجتمع الاسرائيلي الى الانتقام. وقد اصبح أكثر من مليون ونصف مليون مواطن عربي اجانب بل مريبين في داخل اسرائيل.

وديس صوت الحكمة. وتُصب عليه جامات التنديد والشتم والعنف. ويعلم الجميع أن الجيش الاسرائيلي لم يعد قادرا منذ زمن على أن يهزم حماس، فالخسائر باهظة هنا وهناك والعدوان يستمر بعضهما على سفك دم بعض. وفي كل يوم تستمر الحرب فيه قد تهزم اسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية ويفضي الى بروز سلطة كتائب وعقداء على اختلافهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ