Haneen
2014-08-10, 12:46 PM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
السبت
19/07/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال: الله ولي الذين آمنوا بقلم يوسف رزقة عن الرأي
يقول الكاتب انه لا قيمة وطنية أو قومية لما يسمونه المبادرة المصرية الروح التي صاغت هذه المبادرة هي روح توني بلير روح مصر العربية الإسلامية لا وجود لها في هذه المبادرة ، الروح الموجودة هي روح غريبة ومستحدثة، وربما تحتاج الي من يفصل معالمها لاحقا. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : غزة المقاومة تعيد توجيه البوصلة بقلم محسن صالح عن المركز الفلسطيني للاعلام
يقول الكاتب ان المقاومة جائت لتقدم الامل الذي افتقد ويعدد الكاتب انجازات نوعية لحماس منها تطوير الصواريخ واختراق اسرائيل برا وبحرا وجوا والحفاظ على قيادة منظومة داخلية متماسكة واثبتت حماس انها ليست ضعيفة. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : المقاومة تتحدى: لن نستسلم.. ننتصر أو نموت بقلم أحمد يوسف عن فلسطين الان
يمدح الكاتب فصائل المقاومة التي اعادت حسب قوله الهيبة للشعب الذي مل من مشاهد الذل والهوان ويقارن الكاتب بين الحرب السابقة والحالية ويستعرض اسباب الاختلاف ويمدح الكاتب التحالف بين حماس والجهاد الاسلامي. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال: هل صححت القاهرة المسار؟ بقلم فايز أبو شمالة عن الرأي
يقول الكاتب ان القاهرة يبدو انها صححت المسار بعد يومين من الاعوجاج بدعوتها لخالد مشعل الى القاهرة للتباحث في الهدنة ويضيف ان الميدان تغير لصالح المقاومة فيجب ان تتغير لصالح المقاومة بشكل افضل من شروط الهدنة الماضية . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : المبادرة المصرية وإشارات الاستفهام بقلم علي بدوان عن فلسطين اون لاين
يهاجم الكاتب المبادرة المصرية ويعتبرها منحازة للاحتلال ويعتبر دعوة الوفود الى القاهرة تمهيد لمسلسل جديد من المفاوضات، ويطالب الكاتب مصر بموقف رسمي منحاز لفلسطين ويضيف الكاتب ان الحصار المفروض على غزة في عهد السيسي ازداد عما كانه في عهد مبارك وخصوصا ان مصر تعتبر حماس الان تنظيما ارهابيا. مرفق ،،،
</tbody>
الله ولي الذين آمنوا
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
لا قيمة وطنية أو قومية لما يسمونه المبادرة المصرية. الروح التي صاغت هذه المبادرة هي روح توني بلير مستشار الرئيس المصري، ومندوب الرباعية للمنطقة. روح مصر العربية الإسلامية لا وجود لها في هذه المبادرة ، الروح الموجودة هي روح غريبة ومستحدثة، وربما تحتاج الي من يفصل معالمها لاحقا.
المبادرة على حدّ تسميتهم لها تهيئ المسرح لأحد أمرين أحلامها مرّ: الأول أن تستسلم المقاومة لشروط اسرائيل، وتقبل بمعادلة الهدوء في مقابل الهدوء. هذا في أحسن الأحوال، ومع إحسان الظن في نصوص المبادرة. والثاني أن ترفض المقاومة الاستسلام وتواصل القتال، وعندها تستطيع اسرائيل الحصول على ورقة شرعية عربية وغربية لمواصلة الحرب ضد غزة وتوسيع مساحات القتال. والخطر هنا لا يكمن في تجدد العدوان وتوسيعه، ولكن في المؤامرة التي تستند اليها الجولة التالية.
المبادرة كلها خطر على المقاومة، خطر آني، وخطر مستقبلي، ولا تتضمن رفع الحصار، أو ممر بحري آمن، أو حتى أدنى مطالب سكان غزة، وما تطرحه كمشهد مبدئي لوقف إطلاق النار، هو مشهد ملغوم بالرؤية الإسرائيلية، ومن الأخطار التي تتضمنتها المبادرة، والتي تشرح السياسة المصرية المستقبلية هو القفز المتعمد عن فصائل المقاومة، وهو ما لم يفعله مبارك، ومالم تفعله اسرائيل أيضا.
إن استراتيجية المبادرة تقوم على حشر المقاومة في الزاوية، بين خيارات مرّة لا يمكن أن تقبل بأحدها، لأنه لا تفاضل بينها، وهي جميعها تهدر القيمة المستمدة من دماء الشهداء، ومن الصمود، والتقدم الذي حققته المقاومة في هذه المعركة. وعلى حماس أن تتذكر الآن أنها أهدرت ورقة الشرعية الحكومية بغير مقابل حين وضعتها في يد غير أمينة.
إن الغاية من هذه المبادرة في التخطيط الاستراتيجي للروح التى صاغتها مكونة من أمرين: الأول فتح طريق دولي اسرائيلي برعاية عربية للتفكيك المقاومة ونزع سلاحها. والثاني هو فتح طريق لفتنة داخلية، أو صراع داخلي يتغذى بمساعدات عربية واجنبية للوصول الى النتيجة الأولى.
إن ورقة المبادرة، وورقة الحماية الدولية، صاغتها الروح العبرية، فلكل واحدة منهما ظاهر وباطن، ظاهر فيه الرحمة، وباطن من قبله العذاب. في تفسير الظاهر يقولون وقف إطلاق النار ، والحماية الدولية، فيه حماية لسكان غزة من الاجتياح البري، ومن التدمير، ويمنحهم فرصة للحياة وفتح المعابر؟! وهذا هو النفاق لأن ما يختفي وراءه هو العذاب القاتل بعينه.
في وقف إطلاق النار، ثم المفاوضات، تحت سقف كراهية النظام المصري للمقاومة، وتحت تهديد اسرائيل وصلفها، فيه تلبية لكل مطالب نيتنياهو ومصالح اسرائيل. والحماية الدولية ليست لسكان غزة، وإنما هي لخدمة مصالح اسرائيل وأمنها، وهي قهر للسكان، وكنت أتمنى أن يطلب عباس الحماية الدولية لسكان القدس مثلا.
المبادرة تنصب فخاخا عديدة للمقاومة بشكل متعمد، وبرؤية مستقبلية اتفقت عليها عدة أطراف منها: اسرائيل، والسلطة، والنظام المصري، واميركا، ودول أوربية محددة. ليس أمام المقاومة طريقا آمنا غير طريق الله جلّ في علاه، وطريق البندقية، مع الحكمة في القرار، لتجنب الفخاخ الخطيرة، ومن الحكمة اللازمة الآن وحدة الصف، والحذر من الفتن الداخلية. إن قوة الجبهة الداخلية، ستحبط بأمر الله المؤامرات الخارجية.
هل صححت القاهرة المسار؟
بقلم فايز أبو شمالة عن الرأي
إذا صح ما يتردد عن دعوة القاهرة للسيد خالد مشعل لزيارتها، والتباحث معها بشأن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مع الإسرائيليين، فمعنى ذلك أن القاهرة قد صححت مسارها بعد يومين من الاعوجاج، لأن صاحب القرار في التهدئة والتصعيد على أرض غزة هم رجال المقاومة، ولا يحق لأي فلسطيني لم يشارك في المقاومة أن يتحدث باسم المقاومين، أو أن يفرض رؤيته السياسية على ساحة المعركة.
ولكي تنجح مصر في تحقيق التهدئة فعليها أن تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات القائمة على الأرض، والتي تجاوزت حاجيات الشعب الفلسطيني للحياة الكريمة، تلك الحاجيات الحياتية التي اعترفت بها القيادة الإسرائيلية، وأبدت استعداداً للتجاوب معها دون تحفظات، ومنها فتح المعابر على قطاع غزة، والعودة إلى تفاهمات التهدئة التي تحقق سنة 2012.
إن المتغيرات الميدانية الجديدة التي فرضتها المقاومة على الأرض هي التي ستفرض شروط التهدئة، وهي التي ستدقق في صياغة بعض الجمل التي سترد في اتفاق التهدئة، وهي التي ستفرض التفاهمات التي أجمع عليها المقاومون، وتحمل من أجلها الشعب الفلسطيني المعاناة، لذلك فإن يد خالد مشعل، ويد رمضان شلح اللتان وقعتا بفرح على شروط التهدئة شتاء 2012، سترتجفان كثيراً لو امتدتا للتوقيع على شروط التهدئة ذاتها صيف 2014.
إن اتفاقيات التهدئة مع الإسرائيليين تتمدد وتنكش وفق قدرة المقاومة على تطوير أدائها على الأرض، فبعد مواجهة سنة 2008 جاءت اتفاقية التهدئة متناغمة مع قدرة المقاومة على الصمود فقط، وقدرتها على الرد المحدودة بقصف بعض التجمعات الصهيونية، بينما اتفاقية التهدئة سنة2012 جاءت متوافقة مع قدرة المقاومة على الصمود، وقدرتها على الرد المناسب على العدوان، بما في ذلك وصول صواريخ المقاومة حتى مدينة تل أبيب.
اليوم، وبعد أن تجاوزت صواريخ المقاومة مدينة تل أبيب، ووصلت حتى حيفا شمالاً، ووصلت حتى البحر الميت شرقاً، ووصلت حتى ديمونا جنوباً، فمعنى ذلك أن شروط التهدئة يجب أن تتجاوز شروط التهدئة التي تحققت سنة 2012، وهذا ما يجب ان تتنبه له القاهرة، وهي تقدم مبادرتها للتهدئة، وما عدا ذلك، فإن أي جهد لا يأخذ بعين الاعتبار المستجدات فهو قلب للحقائق، وتنكر للواقع، وعدم تفهم لمزاج الشعب الفلسطيني الذي يرفض أي تهدئة لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني السياسية قبل تحقق مصالحه الحياتية.
ملاحظة، على مضض يقبل الفلسطينيون أن تكون أم الدنيا، وحضن العروبة وسيطاً بين مسلم عربي فلسطيني يصارع على وجوده مع يهودي صهيوني إسرائيلي.
غزة المقاومة تعيد توجيه البوصلة
بقلم محسن صالح عن المركز الفلسطيني للاعلام
الأداء الاستثنائي المتميز للمقاومة في قطاع غزة، والصمود الرائع للشعب الفلسطيني هناك، لا يمكن إلا أن يكون محل اعتزاز وفخر وتقدير.
ها هي المقاومة الفلسطينية التي تقودها حماس في القطاع تقدم من جديد حالة مشرقة، في بيئة عربية غلبت عليها منذ نحو عام أجواء من الإحباط، بسبب ما آلت إليه الثورات وحركات التغيير.
لقد عانت منطقتنا من موجة مرتدة، سعت إلى تشويه وإفساد كل ما هو جميل في حراك الشعوب المتطلعة إلى إنهاء أنظمتها الفاسدة المستبدة، وبناء أنظمة جديدة حرة تُعبِّر عن عزة الأمة وكرامتها.
هذه الموجة المرتدة لم تسعَ فقط إلى ضرب التيار الإسلامي المعتدل -أو ما يعرف بـ"الإسلام السياسي"- الذي اختارته جماهير واسعة لقيادتها، وإنما سعت إلى تشويه وخنق وإضعاف المقاومة الفلسطينية، التي يغلب عليها اللون الإسلامي.
ولم يكن هناك من هو أسعد من الطرف الإسرائيلي الذي صبَّت الموجة المرتدة في مصلحته الإستراتيجية، سواء بسبب ضرب "الإسلام السياسي"، أو بسبب خنق وحصار المقاومة الفلسطينية في غزة، أو بسبب اتساع دائرة الانقسام والضعف العربي ومشاريع التفتيت والتطرف الطائفي والعرقي.
جاءت المقاومة في هذا الجو المضطرب لتقدم لنا حالة أمل وحالة تألق ورافعة معنوية هائلة، ولتقول لنا إن الخير ما زال أصيلا في هذه الأمة، وإن فلسطين تجمعنا، وإن البوصلة يجب أن توجه نحو استخراج أفضل ما في هذه الأمة (وليس أسوأ ما فيها)، في صناعة الإنسان، والنهوض بالذات، وتطوير الإمكانيات، واستعادة الأرض والمقدسات.
بالرغم من الحصار الإسرائيلي والعربي الظالم والقاسي الذي تعرضت له حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة، وبالرغم من الإمكانيات البسيطة الضئيلة، فإن غزة لم تضيِّع وقتها، فقدمت إنسانها، وقدمت نموذجها، وطورت البنى التحتية للمقاومة، ودربت عشرات الآلاف من المجاهدين، وطورت صناعات عسكرية تفوقت على بلدان عربية أكثر ثراء وأكثر عددا وأكثر مساحة وأكثر علاقات خارجية. وبالرغم من حملات التشويه والحصار من طرف النظام الجديد وأعوانه في مصر، فإن المقاومة لم تفقد البوصلة، وظلت إمكانياتها وقدراتها موجهة ضد العدو الصهيوني.
في هذه المعركة التي تخوضها المقاومة تحت اسم "العصف المأكول"، أو ما سماه الإسرائيليون "الجرف الصلب"، حققت المقاومة عددا من الإنجازات النوعية قياسا بالانتفاضات والمعارك السابقة، كان من أبرزها:
1- تمكنت المقاومة -وتحديدا حماس- من تطوير أنظمة صواريخها، فازداد مداها إلى نحو 120 كيلومترا، وازدادت دقتها، كما ازدادت كمية المواد المتفجرة التي تحملها. وهكذا، بعد أن كان يحلو لبعض الثوريين المتقاعدين أن يسميها صواريخ "عبثية" و"ألعابا نارية"، طوَّر الإيمان والإرادة مدى هذه الصواريخ من بضعة كيلومترات إلى حالة كانت تضطر نحو مليون إسرائيلي للذهاب للملاجئ في حرب الفرقان 2008/2009، ثم وسعت الدائرة في معركة حجارة السجيل في 2012 لتشمل نحو ثلاثة ملايين إسرائيلي، ثم لتصل في هذه المعركة إلى كلّ التجمعات الصهيونية في فلسطين المحتلة، أي نحو ستة ملايين إسرائيلي.
2- تمكنت المقاومة من اختراق الجانب الإسرائيلي برا وبحرا وجوا، وقدمت مفاجآت جديدة متميزة كالطائرات من دون طيار، وعملية زيكيم البحرية التي قام بها رجال الضفادع البشرية من كتائب القسام، كما تمكنت من ضرب دبابة وعربة إسرائيليتين بصواريخ كورنت.
3- حافظت قيادة العمل في قطاع غزة (حماس) على منظومة القيادة والسيطرة، ولم تتعرض للضرب أو التعطيل، وتمكنت من الاستمرار في تسيير الوزارات والمؤسسات وعمليات المقاومة بشكل فعال. ولم تقع خسائر من "الوزن الثقيل" في المستويات القيادية للمقاومة كما حدث سابقا.
4-فقد الطرف الإسرائيلي القدرة على المبادرة وعلى البداية الصادمة التي اعتادها من قبل.
5- وقع الطرف الإسرائيلي في حالة "عمى استخباري" على الأرض، بسبب استفادة القيادة في القطاع من خبراتها السابقة، وقدرتها على ضرب ظاهرة العمالة وحصرها في أضيق نطاق. وقد أضعف ذلك من بنك الأهداف الإسرائيلية المحتملة بالرغم من هيمنتهم التسليحية والجوية الطاغية، وجعلهم يتخبطون في ضرب الأهداف المدنية والاقتصادية والمؤسسات الحكومية، دون أن يتمكنوا من ضرب قوى المقاومة ومخزونها التسليحي ومرابض صواريخها.
6- حققت المقاومة حالة التفاف وإجماع شعبي واسع، بالرغم من الضربات العنيفة البشعة والبربرية للقوات الإسرائيلية، ورفض أبناء القطاع بشكل عام الاستجابة لأوامر الإخلاء من مناطق محددة.
7- عاش الطرف الإسرائيلي حالة ارتباك كبيرة، بعد أن فشل في فرض شروط اللعبة، ليجد الإسرائيليون أنفسهم أمام قيادة سياسية مترددة، وقيادة عسكرية لا ترغب في تحمل المسؤولية.
ما قامت به المقاومة في هذه المعركة "غسل" كل ما قام به الإعلام الفاسد، المدفوع من أنظمة عربية، من محاولات لتشويه وشيطنة المقاومة طوال أشهر طويلة ماضية. وحماس التي حددت بوصلتها وحافظت عليها، أثبتت أن جهدها وإبداعها كان وما يزال في ميادين المقاومة، وأن الاتهامات بالإرهاب والتدخل لخدمة أجندات حزبية وإثارة القلاقل غير صحيح. وأن أولئك الذين مارسوا حملات التشويه السوداء كانوا يجرمون بحق المقاومة وبحق فلسطين، ويحاولون إفساد وتضليل الحاضنة العربية والمسلمة الداعمة لقضية فلسطين ولمقاومتها الشريفة.
الآن تسترجع المقاومة حالة الالتفاف الشعبي العربي حولها، ويخسر أعداء برنامج المقاومة مئات الملايين من الدولارات التي صرفوها لتضليل الناس وتشويه الحقائق.
لم تعد الجماهير تقبل أن يحاصَر قطاع غزة بحجة مكافحة الإرهاب، ولا أن يُحرَم أبناؤه من شرايين الحياة والتنقل فوق الأرض وتحت الأرض، لمجرد تُهم زائفة لم تثبت إطلاقا، أو لخدمة أجندات وتصفية حسابات محلية. وستشكل الجماهير العربية عنصر ضغط متزايد على الأنظمة لاتخاذ مزيد من الإجراءات الإيجابية تجاه المقاومة الفلسطينية، وإلا فإن هذه الأنظمة ستعطي مبررات جديدة لانفجار الغضب الجماهيري في وجهها.
من جهة أخرى، تكشف هذه المعركة حالة العجز والتردِّي التي يُعاني منها محور "الاعتدال" تجاه فلسطين، كما تكشف بطريقة تثير "الغثيان" كيف يتم صرف مليارات الدولارات على دعم الموجة المرتدة الساعية لوأد إرادة الشعوب، بينما يُبخل على شعب فلسطين بالفتات لدعم صموده وفك حصاره.
وتثبت هذه المعركة أيضا لما يُعرف بمحور "الممانعة" أن حماس وقوى المقاومة تعرف طريقها تماما، وأن بوصلتها دقيقة، وأنها لم تقع تحت جناح هذا الطرف أو ذاك، وأنها لم تسمح لأحد أن يستخدمها أو يوظفها لأغراضه، وأن "البعض المقاوم" إن كان قد انشغل بـ"أجندات" داخلية أو إقليمية، واستنفدت الكثير من طاقاته في الصراعات المحلية، وفي دعم أنظمة تقاتل شعوبها، وفي "أجندات" لا تخلو بالنسبة لكثيرين من تفسيرات طائفية، فإن حماس ظلت وفية لخطها ومسارها.
إن الأداء المتميز لحماس وحركة الجهاد وقوى المقاومة يجب أن ينعكس إيجابا على ترتيب البيت الفلسطيني، وإن الأداء المؤسف لحكومة التوافق الوطني التي يقودها الحمد الله، والتصريحات والمواقف المستهجنة من أبي مازن، عكست شعورا لدى قيادة المنظمة وقيادة السلطة في رام الله بأن حماس جاءتهم وهي راغمة، وأنها فعَّلت مسار المصالحة بسبب ضعفها وحالة الإنهاك التي وصلتها، نتيجة الحصار الإسرائيلي والإجراءات المصرية.
لقد تجاهلت هذه الحكومة أكثر من أربعين ألف فلسطيني قام العمل في قطاع غزة على أكتافهم طوال سنوات، وحرمتهم في مكايدة حزبية فاضحة من حقوقهم ورواتبهم، بينما تابعت تسليم الرواتب بشكل منتظم لمن يجلسون في بيوتهم منذ سنوات، لمجرد ولائهم لفتح أو للسلطة في رام الله، كما عاد عباس ليؤكد "قدسية" التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، وأن الحكومة هي حكومته وأنها تعترف بـ"إسرائيل" وبالاتفاقيات الموقعة وتنبذ الإرهاب، كما يتحدث أن شروط حماس لوقف العدوان مبالغ فيها.
وبينما كانت دماء شعب فلسطين تنزف في القطاع وتُدمر المنازل والمساجد والمدارس والبنى التحتية، خرج مندوب فلسطين في الأمم المتحدة إبراهيم خريشة ليخبرنا عبر تلفزيون فلسطين في رام الله أن الصواريخ التي تطلقها المقاومة هي جريمة ضد الإنسانية.
أنا لا أفهم كيف لحكومةٍ في رام الله تبني تركيبتها النفسية والذهنية على حالة العجز، وتمد يدها للتعاون مع الاحتلال، والتنسيق الأمني معه في مطاردة المجاهدين وقوى المقاومة وقمع الحريات، وينزوي رجال أمنها في بيوتهم ومقراتهم عندما تداهم القوات الإسرائيلية القرى الفلسطينية؛ ثم تأتي لتكون هي الجهة المعنية بإدارة قطاع غزة البطل الشامخ، الذي يرد الصاع صاعين للاحتلال، ويقصف تل أبيب وحيفا وكل التجمعات الصهيونية.
لقد آن لمدرسة العجز في رام الله أن تنتهي، وآن للروح الفصائلية الحزبية في إدارة حكومة التوافق الوطني أن تتوقف، وآن للشراكة الحقيقية في بناء المشروع الوطني الفلسطيني أن تنطلق بقوة، وألا تنتظر إذنا من أحد سواء أكان إسرائيليا أم أميركيا، أم قوى إقليمية غارقة في محاربة شعوبها ومطاردة تيارات "الإسلام السياسي" وتيارات التغيير والنهضة. وإن أقل ما يمكن أن تقوم به حكومة رام الله في مثل هذه الظروف هو أن توقف التنسيق الأمني مع العدو، وأن تطلق الحريات في الضفة.
لقد أثبتت حماس أنها ليست ضعيفة، وأنها ليست في حالة إنهاك أو انهيار، وهي في هذه المعركة تقوم مع قوى المقاومة بإعادة توجيه البوصلة الداخلية الفلسطينية، من خلال تكريس مركزية العمل المقاوم في صناعة القرار الفلسطيني، كما تدفع باتجاه إعادة النظر في كل مسارات التسوية السلمية واستتباعاتها.
لا يبدو أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني يرغبان في توسيع أمد الحرب، غير أن الطرف الإسرائيلي الذي أراد أن يفرض "أجندته" وأن يفرض شروط اللعبة فشل تماما، كما أن المقاومة التي لم تبدأ المعركة وتعرضت للاعتداء قررت ألا تنتهي المعركة قبل أن تحصل على الحد الأدنى المقبول لحياة كريمة لأبناء القطاع، وعلى رأس ذلك فك الحصار وفتح المعابر، وهو ما كان متضمنا أصلا في اتفاق التهدئة سنة 2012، والذي يحتاج إلى ضمانات حقيقية لتنفيذه واحترامه.
غير أن الجانب المصري مطالب قبل غيره بفك الحصار من جهته، فغزة جزء من الوطن العربي، وخط دفاع أول لأمنه القومي والإستراتيجي، وإضعافها أو ضربها لا يخدم إلا الاحتلال، بل ويعطيه المسوغات لاستمرار الحصار.
وأخيرا، فقد أثبتت غزة أنها "مدرسة" للعالم، وأن التغيير الحقيقي يبدأ بصناعة "الإنسان"، وأن تحرير الأرض يبدأ بتحرير الإنسان، وأن هذا الإنسان المؤمن المجاهد الصابر المبدع هو "كلمة السر" في مشروع التحرير.
المقاومة تتحدى: لن نستسلم.. ننتصر أو نموت
بقلم أحمد يوسف عن فلسطين الان
من عدوان سافر على أرض قطاع غزة يستفز كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، حيث يتعاظم شكل الدمار والهمجية الصهيونية بصورة لم يسبق لي أن عايشتها طوال حياتي، وهي في فظاعتها وبشاعتها لا تماثل كل مشاهداتي لماتعرض له القطاع من عمليات اجتياح وحروب على مدار نصف قرن من الزمان.. إن الغارات التي تقوم بها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدن قطاع غزة وقراها، وهذه الصواريخ والحمم الملتهبة التي تلقي بها على بيوت الآمنين ومزارعهم، هي آخر صرعات "صناعة الموت" التي تمارسها هذه الدولة المارقة، والتي تجاوزت بما ارتكبته من جرائم حرب، وانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كل ما سبق من إدانات وردود فعل واستنكار دولية لممارساتها العدوانية التي لا تتوقف، والتي كان آخرها - على المستوى الأممي - ما ورد في تقرير جولدستون بعد عملية "الرصاص المصبوب" أو حرب الفرقان عام 2008/2009م.
وإذا كان هذا هو الجانب المحزن في مشهد المعاناة الإنسانية لتغريبتنا الفلسطينية، فإن الصورة المشرقة لصمود الشعب والمقاومة في معركة كسر العظم وصراع الإرادة مع المحتل الغاصب، قد أبرزت تجليات ردع وانتقام لم يسبق لنا مشاهدتها والاعتداد بها، وذلك لما أظهرته المقاومة فيها من هندسة القوة والتخطيط، ومن حالة الاقتدارالفاعلةمقارنة بدول المحيط.
إن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها الإسلامية والوطنية قد برهنت بأنها تاج العز والكرامة والفخر الذي يجب أن نرفعه على كل الرؤوس، وأن الذين تعودوا التهوين والاستخفاف والسخرية - أحياناً - من المقاومة، عليهم – اليوم - أن يعتذروا لدماء شهدائنا الأبرار وجرحانا الأطهار، وأسرانا المطوقين بأكاليل الغار، وإلى كل الذين أداروا – بجهد الاستطاعة - معركة الإعداد والاستعداد لهذه المنازلة التاريخية مع الاحتلال.
ولعلي اليوم أتذكر ما سبق أن سمعته من الأخ أحمد الجعبري؛ القائد العسكري لكتائب القسام،في إحدى اللقاءات الحركية قبل حرب "حجارة السجيّل"، حيث سأله أحد الإخوة عن مدى جهوزية المقاتلين واستعداداتهم، وعن إمكانيات المقاومة من حيث التسليح والقدرات العسكرية، فرد عليه رحمه الله، قائلاً: نحن الآن أنجزنا 80% مما نتطلع إليه، وإن شاء الله نتمكن من استكمال باقي تجهيزاتنا العسكرية في المرحلة القادمة.
الآن أتذكر دلالات هذا القول ومغازيه.. لقد أبدع أحمد الجعبري (رحمه الله) هو وإخوانه في الإعداد للمعركة أيما إبداع، واليوم نشهد - ميدانياً - تجسيداًلما وعدوا به "إنَّا صُبُرٌ في الحرب، صدُقٌ في اللِّقاء".
لقد طالت المقاومةَ في فترة الإعداد التي أعقبت حرب "حجارة السجيّل" وتوقيع اتفاق التهدئة ألسنةٌ حداد، واليوم مع هذه المواجهة المسلحة، والندية التي أظهرتها المقاومة في جمع المعلومات الاستخبارية، وحرفية الكر والفر حول خطوط القتال، والتي وصلنا فيها إلى حالة "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون"، لقد مضى زمن أن يكون الاحتلال بلا كلفة، وأن النزف يأتي من جُرح واحد.
إننا اليوم نشهد للمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها وتنظيماتها، وانتماءاتها الوطنية والإسلامية، أنها ارتفعت بقامات هذا الوطن، واستعادت لهذا الشعب شيئاً من هيبته الجريحة،وردت للأمةمكانتها المضيَّعة تحت الشمس.
اليوم،الشارع الفلسطيني كله، وبكل فصائله الوطنية والإسلامية، يهتف للمقاومة ويتمنى عليها ألا تضع سلاحها قبل أن يتحقق لها الكسب والانتصار، وتغيير معادلة التهدئة والحصار، لأن ما نطلبه ليس شروطاً تعجيزية، بل هو الحد الأدنى الذي يحفظ لنا حق العيش بحرية وكرامة.. لقد ملَّ شعبنا مشهد الذلة والمسكنة واستجداء لقمة العيش، وقديماً قالوا: "طعم الحياة بذلة كجهنم"، ونحن نقول "هيهات منا الذلة"، وعلى نتانياهو أن يفهم بأن القسام وسرايا القدس وكتائب المجاهدين والأقصى وأبو على مصطفى هم – اليوم - قانون المرحلة، وأن الدم الفلسطيني ليس ورقة يتلاعب بها المتطرفون الصهاينة في صراعهم على السلطة والحكم في إسرائيل، وأنهم لن ينعموا بالأمن والأمان والراحة والاستقرار وشعبنا يعاني من الاحتلال والحصار.
وإذا كانت صواريخ المقاومة الفلسطينية تغطي – اليوم - برعبها كل المدن والبلدات الإسرائيلية، ويتم سماع صفارات الإنذار للتحذير منها من إسيدروت إلى نهاريا، ومن ياد موردخايفي الجنوب إلى أسدود وتل أبيب وهرتسيليا وحيفا في الشمال، فإن المستقبل القريب سيحمل من سلاح الردع ما يتجاوز كل الحسابات والمخاوف الإسرائيلية.
الحرب على غزة: وقائع وذكريات
في كل الحروب التي شاهدتها منذ طفولتي حتى الآن، وقد تجاوزت الستين من عمري،لم أشهد حالة من الاعتزاز والفخر والشجاعة والطمأنينة والبسالة كتلك التي نعيشها هذه الأيام، خاصة ونحن نواجه غارات إسرائيلية لا تتوقف، وقصف متواصل بالمدفعية والبوارج الحربية مستمر على مدار الساعة، والأخطر من ذلك أنه لا تمضي ليلة دون مجزرة دامية يذهب ضحيتها النساء والأطفال، إضافة لسياسة الاحتلال الهمجية باستهداف هدم المنازل على ساكنيها.
في عام 1956م، كنت طفلاً لم أتجاوز ست سنوات من عمري، ولكن مشاهد الخوف والهلع في شوارع رفح إثر الهجوم الذي قام به الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في سياق العدوان الثلاثي على مصر، والذي شاركت فيه إلى جانب الكيان الصهيوني كل من بريطانيا وفرنسا، جعلني أغادر البيت على غير هدى، وألهث خلف جموع الناس التي غادرت المخيم باتجاه منطقة المواصي المحاذية لشاطئ البحر، طلباً للأمان والنجاة بحياتها وحياة أطفالها.. كان مشهد الآلاف التي هرعت لا تلوي على شيء إلا الابتعاد عن المساكن والعمران،والذي كان عرضة لقصف الجيش الإسرائيلي من الجو والبر.
ثلاثة أيام عصيبة عشتها بعيداً عن عائلتي في تلك الفترة من الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح والمخيم المكتظ بالساكنين فيها، حيث لم يتوقف البكاء والحزن للحظة واحدة، حيث تفرقت العائلات وتشتت أحوالها، بسبب حالة الإخلاء التي شهدها المخيم على عجل، واستمرت مواجع الناس وأحزانها عدة أيام بلا طعام وشراب، وتحت سماء مكشوفة لاحتمالات الموت وتهديدات القتل والفناء.. بعد تلك الأيام المفزعة بالخوف والقلق والتشريد، عاد الجميع إلى المخيم من جديد، وذلك بعد أن هدأت أصوات المدافع وخفت أزيز الطائرات.. بدأ الكل في المخيم يبحث ويتفقد ويسأل عن أولاده وأقاربه، كنت الطفل الكبير بين إخوتي، ولذا كان قلق العائلة مضاعفاً، وقد رأيت كل أوجاع الألم ما تزال بادية على وجوههم.
وفي يوم 12 نوفمبر من عام 1956م ارتكب الاحتلال مجزرته بحق شباب ورجالات المخيم، حيث حصدت الرشاشات حياة أكثر من 124 شخصاً منهم، وذلك فيما عُرف بمجزرة المدرسة الأميرية، فالذي نجا من الهراوات عند الدخول للمدرسة لم ترحمه زخات الرصاص من ناحية، وانهيارات جدران المدرسة فوق كل من حاول الهرب من الموت من ناحية أخرى.
إن آثار الدم ومشاهده ظلت لسنوات على جدران المدرسة، لتذكرنا ونحن أطفال بجريمة الاحتلال، الذي لم تعرف غلظة قلوب عساكره تجاهنا الرحمة، ولم يرقبوا فينا إلَّاَ ولا ذمة.
لم يتنفس أهل قطاع غزة الصعداء، ولم يذهب عنهم الحزنويغادر ربوع مخيمات القطاع وأحيائه الموجوعة، إلا بعد أن رحل جيش الاحتلال الصهيوني عن غزة، في السابع من مارس 1957م؛ أي بعد أقل من عام من ذلك العدوان.
وفي عام 1967مكانت الطامة الكبرى، حيث انهزمت سبعة جيوش عربية خلال المواجهة العسكرية مع إسرائيل، والتي استمرت لمدة ستة أيام، لنجد أنفسنا مرة ثانية أمام مشهد الهلع والخوف ومسلسل الأحزان، والذي واجهته شاباً يافعاً هذه المرة.
ومع النكسة التي لحقت بالأمة العربية بعد تلك الهزيمة المفجعة، تحطمت كل أحلامنا التي عشناها بأمل تحقيق الغلبة والانتصار،فبعد أن كنا نترقب تلك اللحظةالتاريخية، وننتظرها بكل اللهفة والشوق، ونعد العدة للفرحة بها كل تلك السنوات التي أعقبت نكبة عام 1948م، إذ بنا نصحو وقد أطبق علينا فزع كابوس الاحتلال من جديد .. كانت مشاهد الخوف وترقب الأسوأ تعيش فينا، وترتعد لها أبداننا؛ شاهدنا في مرئيات تلك المرحلة أشكالاً مختلفة من المجازر وحمامات الدم الذي استباح بها جيش الاحتلال الإسرائيلي كل الحرمات وانتهك فيها كل القوانين والأعراف الدولية، وارتكب جرائم حرب وترويعٍ للآمنين، ولعلي هنا أشير لبعض منها، حيث كانت المجزرة الأولى التي استهدفت مجموعة من جنود الاحتياط المصريين، داخل أحد مدارس (الأونروا) بالقرب من محطة السكة الحديد برفح، وكانت الثانيةالتي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرة القيادي الفتحاوي أبو على شاهين (رحمه الله) في شمال شرق مخيم الشابورة، حيث تم قتل معظم أفراد العائلة بدم بارد.
تلك المجازر شاهدتها، وشاهدت معها أجواء الفزع وحالات الهلع التي صاحبتها في وجوه الجميع؛ الأطفال والشيوخ والنساء، وحتى الرجال كان الخوف يتربع على محيَّا وجوههم، وقد بال البعض منهم في ثيابهم.
في أكتوبر عام 1973م، وقعت الحرب ونحن في طريقنا إلى مصر للدراسة في جامعاتها، لذلك كانت المشاهد تختلف في تفاصيلها، صحيحٌ أن القلق انتابنا - في البداية - خوفاً على أهلنا في قطاع غزة، لكن نبرة الحديث عن المواجهات بين الجيش المصري وإسرائيل كانت تختلف إلى حد بعيد هذه المرة.
كانت تكبيرات الله أكبر، وبطولات الجيش المصري، تمنحنا الثقة بأن النصر آتٍ لا محالة، وأنه آن الأوان ليسجل العرب أول انتصار لهم على الجيش الإسرائيلي، والذي تغنى به قادته بأنه جيشٌ لا يهزم.
في الحقيقة، شعرنا بأن أملنا في التمكين لأمتنا وتحقيقها الانتصار هو أمل ليس بعيد المنال، وأن الذي ينقص جموع العرب والمسلمين هو اجتماع شملهم السياسي، وتوحيد ما لديهم من أدوات الحرب والقتال، وتعبئة حاشدة خلف نداء الله أكبر،ويكون فيها الكل على قلب رجل واحد.
ومع عودة الحس الإسلامي إلى قطاع غزة، بعد عودة آلاف الخريجين من الجامعات المصرية أواخر السبعينيات، وقيام صحوة إسلامية قادها المجمع الإسلامي والجامعة الإسلامية، واتساع نطاق العمل الدعوي عبر المساجد والمؤسسات، شاهدنا بداية انطلاق الفعل المقاوم للاحتلال،حيث اشتعلت الانتفاضة الفلسطينية العارمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي لعب فيها الكل الوطني والإسلامي دوراً ريادياً وتكاملياً بها، منحنا الشعور والثقة بإمكانية تمريغ أنف الاحتلال بالتراب، وكسر هيبة جيشه وقهره، بالرغم من الاختلال الواضح في موازين القوى من حيث الجاهزية والامكانيات العسكرية؛ لأن معطيات معادلة الصراع تتحكم فيها فواعل الإرادة، وهي التي تمنح الأفضلية والتمكين - بعد حين - لمن يمتلك الصبر والقدرة على الصمود؛ فالنصر – أحياناً – هو صبر ساعة، كما يقولون.
لقد شاهدنا ملامح العزة والكبرياء والتحدي في وجوه أطفال الحجارة، وسكنت عيوننا – نحن الشباب - تلك المشاهد لانتصار الكف على المخرز، والحجر والمقلاع على القذيفة والمدفع، والنبرة الجريئة لتعبيرات الاحتجاج التي عبرت عنها وجوه الأطفال والأمهات في مواجهة تهديدات الجنرالات، وهو شكل جديد من أشكال البطولة والفعل المقاوم، والذي طوى فيه أطفال فلسطين صفحة الخوف والجزع من عسكر المحتلين.
في تلك السنة من عام 1988م، حدث التغيير الأهم في حياتي، حيث تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك، أننا أمام الجيل الذي سيصنع الانتصار، وأن الاحتلال في طريقه للرحيل، وأن أحلامنا التي تآكلت فزعاً بكابوس الهزائم بدأت تنبعث من جديد.
في عام 1994م، عادت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى أرض الوطن، وشكلت ما يسمى بالسلطة الوطنية، وكانت المواجهة المسلحة "انتفاضة الأقصى" مع الاحتلال في سبتمبر 2000م، والتي أدارها الرئيس عرفات (أبو عمار) بجدارة واقتدار مع جيش المحتلين، وكان لقوى المقاومة الإسلامية والوطنية فيها نصيب الأسد، من حيث تلقين العدو الإسرائيلي درساً في كيفية التعاطي مع الفلسطينيين، واحترام كرامتهم الإنسانية.
ومع العمليات الاستشهادية وابداعات الفعل المقاوم، كان على إسرائيل وجيشها الرحيل عن قطاع غزة بذلة صاغرين، ومع الحرية التي حظي بها القطاع كانت الفرصة للمقاومة متاحة للتوسع والانتشار، وكان التأكيد على أناعتماد أسلوب الجهاد والمقاومة ليس مجرد خيار، بل هو استراتيجية معقود في نواصيها إمكانيات التحرير والعودة.
ومع فوز حركة حماس في انتخابات يناير 2006م، وتشكيلها للحكومة العاشرة، تعززت شوكة فصائل العمل المقاوم، وسجلت المقاومة في عملية "الوهم المتبدد"، التي تمكنتفيها ببسالة من خطف أحد جنود الاحتلال،ومن تسجيل أول إنجاز كبير لتحرير الأسرى من خلال"صفقة وفاء الأحرار"، كما أن المقاومة خاضت حربين داميتين عبر التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر 2008م، وكذلك في نوفمبر 2012م.. وبرغم الخسائر في صفوف المدنيين من النساء والأطفال تمكنت المقاومة بصمودها ومواقفها البطولية من تلقين جيش الاحتلال دروساً في التضحية والفداء.
في الحقيقة، كان حجم الدمار هائلاً على مستوى البشر والحجر والشجر في قطاع غزة، ولكن معنويات الفلسطينيين الذين خاضوا تلك الحربين في القطاع كانت هي نفسية المنتصر؛ لأن الاحتلال لم يحقق أهدافه، وخرج يجر أذيال الخيبة والعار.
العصف المأكول والبنيان المرصوص: ثنائية التكامل والعنفوان
في المعركة التي نشاهد وقائعها منذ يوم الثلاثاء 7 يوليو 2014م الموافق9 من رمضان، يطرح الكثيرون سؤالاً مفاده: ما الذي تغير منذ حرب حجارة السجيّل في نوفمبر 2012م؟ ما الذي دفع الإسرائيليين لافتعال حرب جديدة بعدما أثبتت الحروب السابقة أن "علامة الانتصار" ستكون من نصيب المقاومة الفلسطينية، وأن جيش الاحتلال بإمكانياته الهائلة لن يحسم معركة الميدان لصالحه؛ لأن المواجهات العسكرية هي عتاد وتكتيكات، ومفاجئات في الخطط والإمكانيات، وليست فقط تفوقاً في العتاد الحربي والقدرات. ففي الستينيات، خسرت فرنسا معركتها في الجزائر بعد احتلال دام أكثر من 132 عاماً،وذلك بالرغم من تفوقها العسكري الهائلفي مقابل الإمكانيات المتواضعة لمحاربي جبهة التحرير الجزائرية، وكذلك خسرت أمريكا؛ القوة الأعظم في العالم، أمام مقاتلي "الفيت كونج" في السبعينيات، ولقد شاهد العالم سقوط الاتحاد السوفيتي المروع في مطلع التسعينيات، بعدما تداعت أسلحة ومعنويات الجيش الأحمر في أفغانستان في معاركه مع المجاهدين طوال سنوات الثمانينيات.. في أكتوبر 1983م، زرت أفغانستان في مهمة إعلامية، وقد سمعت من قادة المجاهدين هناك؛ قلب الدين حكمتيار وسيَّاف والشيخ عبد الله عزام، بأن الغزاة السوفييت سيهزمون، وسيتفكك ملكهم وتضيع هيبتهم بعد عقد من الزمان، وهذا – فعلاً - ما تحقق بالانتصار الكبير الذي صنعه المجاهدون الأفغان.
لقد علمنا تاريخ السير والملاحم بأن المعارك الطارئة قد يربحها البعض بفضل تفوقه العسكري، ولكن نضالات الشعوب لنيل حرياتها واستقلالها هي من تأتي بالنصر والتمكين في آخر المشوار.. لقد جاء اليوم الذي يمتلك فيه الفلسطينيون الجرأة والإمكانيات وقوة الصبر والإرادة على منازلة العدو وتحديه، وأن يفعلوا بجيشه ما عجزت كل جيوش العرب على فعله، وأن تصل صواريخ المقاومة لتغطى كل مدنه وقراه من الشمال إلى الجنوب، في سيمفونية رائعة وحالة اقتدار مبدعة في مفاجآتها، تجعلنا نضع المقاومة الباسلة ورجالاتها تاجاً فوق رؤوسنا جميعاً.
لقد عبر الفلسطينيون بفخر عن اعتزازهم بالمقاومة بكل فصائلها المقاتلة؛ الوطنية والإسلامية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدسوكتائب المجاهدين.. فمنذ الساعات الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تواصل معي الكثير من كوادر وقيادات حركة فتح،ومن الشخصيات الوطنية، ليشيدوا بما قدمته المقاومة من إبداعات عسكرية ومفاجآت في ميدان معركة الدفاع عن الكرامة الفلسطينية، ولقد أسعدني مشاركة الكثير منهم في أعراس تشييع الشهداء وفي مجالس العزاء، كما أعرب البعض منهم عن جاهزيته ليحمل السلاح جنباً إلى جنب مع إخوانه في حركة حماس.. ولعلي هنا أنقل أحد الرسائل التي جاءتني من أحد قياداتهم في منطقة خانيونس، حيث كتب يقول: "نقف انحناءً لإبداعاتكم الجهادية وتضحياتكم الجسام، فكل المحبة والتحية والإسناد لموقفكم الطليعي والمميز في معركة القدس؛ فيداً بيد، وساعد بساعد نحو فلسطين المحررة".
لقد كانت أيام المواجهة مع المحتل الغاصب فرصة لكي نجلس ونتحاور، ونعاود تجديد العهد بالعمل معاً من أجل فلسطين.
طوبى لمن لقي الله شهيداً دفاعاً عن الوطن وكرامة أهله، والعزة والمجد لكل المرابطين على الثغور، والمجاهدينفي ساحات الوغى في معركة العصف المأكول والبنيان المرصوص، حيث تهون علينا في المعالي نفوسنا. شعارنا: "احرص على الموت توهب لك الحياة"، إنني أومن – كما قالها عمر المختار - بحقي في الحرية، وبحق بلدي بالحياة، وهذا الإيمان عندي أقوى من كل سلاح.
اليوم نقولها بقوة وثقة: ستنتصر المقاومة، وسترتفع راياتها إلى عليين، برغم أنف نتانياهووحكومته اليمينية المتطرفة وقادته العسكريين، وسنعود إلى بيتنا الفلسطيني، لإصلاح شرخ الانقسام، حيث يجتمع الشمل لنحتفلببهجة ما أنجزناه لوطننا أجمعين.
المبادرة المصرية وإشارات الاستفهام
بقلم علي بدوان عن فلسطين اون لاين
تبدو اللحظات الحاسمة متسارعة الآن بالنسبة لما يجري في الكواليس الخلفية للدبلوماسية السرية بشأن العدوان على قطاع غزة. فالنية تتجه نحو دفع الجامعة العربية إلى تبني المبادرة المصرية للتهدئة وإلزام الطرف الفلسطيني بها، وربما تسويقها دوليا لتتحول إلى وثيقه سياسية في سياق عملية تفاوضية مُختلة ومأزومة.
فكيف نقرأ المبادرة المصرية الجديدة، والدور المصري بشكل عام على صعيد ما يجري من عدوان على قطاع غزة؟
مبادرة منحازة
نبدأ القول بأن المبادرة المصرية لوقف العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، فاقدة للمعايير الوطنية التي يريدها الفلسطينيون، فهي مبادرة تساوي وبكل صلافة بين الجلاد والضحية، بين الحمل والذئب، وتساوي بين العدوان "الإسرائيلي" والدفاع عن النفس، عندما تصف ما وقع ويقع من عدوان على الشعب الفلسطيني في القطاع بأنه "أعمال عدائية".
المبادرة المصرية تساوي وبكل صلافة بين الجلاد والضحية، بين الحمل والذئب، وتساوي بين العدوان الإسرائيلي والدفاع عن النفس، عندما تصف العدوان على سكان القطاع بأنه أعمال عدائية
المبادرة المصرية تعطي الاحتلال والدولة العبرية الصهيونية "صك براءة" أمام المجتمع الدولي بأسره حين تصر على موازاة فعل الاحتلال بالعمل المشروع لقوى المقاومة الفلسطينية التي تصدت وقاتلت جبروت الاحتلال بسلاحها المتواضع، واستطاعت أن تَقُض مضاجعه.
كما أن المبادرة المصرية لا تلحظ إنجازات المقاومة العسكرية -حتى لو اعتقد البعض أنها متواضعة- ولا تريد لها أن تجني ثمارا سياسية، أولها فك الحصار الظالم منذ سنوات ورفعه عن القطاع، وهو مطلب دولي على كل حال قبل أن يكون مطلبا وطنيا فلسطينيا.
إن المبادرة المصرية تُقدم للفلسطينيين حلا "إسرائيليا" بامتياز، يتجاوب مع رغبات حكومة نتنياهو ويتجاهل الرغبات الوطنية الفلسطينية، وهو حل -في أحسن الأحوال- يتجاهل نهر الدماء التي روت أرض القطاع، ولا يعطيها أدنى قيمة.
إنها مبادرة تدعو وفودا "إسرائيلية" وفلسطينية على أعلى مستوى لتثبيت التهدئة واستكمال إجراءات بناء الثقة.! أي جر الطرف الفلسطيني إلى ما هو أبعد من التهدئة، إلى التسوية ومربع لعبة المفاوضات العبثية، أي أنها باختصار دعوة إذلال في جانب كبير منها للطرف الفلسطيني.
إنها مبادرة لا تستجيب لحقيقة أن "إسرائيل" هي دولة احتلال، وأن الفلسطينيين شعب تحت الاحتلال، ويمارس حقه في مقاومة الاحتلال ولا يمارس "أعمالا عدائية".
إنها مبادرة ستجعل شهية "إسرائيل" تندلق في سلوكها المُتعجرف، حيث يتوقع لها في ظل هذه المبادرة الشديدة الارتخاء، أن تُقدم على أعمال أكثر وحشية استنادا إلى موقفها من بدعة التهدئة أو الهدنة أو أي مُسمى آخر.
موقف دون المرتجى
لماذا هذا الدور المصري، وتحديدا بالنسبة لملف قطاع غزة؟ فهو موقف يتكرر عقب كل جولة عدوانية تقع على القطاع، ألم يحن الوقت لفك القيود التي تُكبّل الموقف الرسمي المصري منذ سنوات طويلة، والعمل من أجل العودة إلى موقف مصر التاريخي من القضية الفلسطينية.. مصر التي قدمت أنهارا من الدماء لأجل فلسطين؟..
أما آن الأوان لبلورة موقف رسمي مصري آخر -ونشدد على موقف رسمي لا شعبي- يساعد الفلسطينيين في القطاع، وينحاز إلى موقفهم العادل، كما تنحاز إليهم بورتوريكو وبوليفيا ونيكاراغوا ومدغشقر وجزر الرأس الأخضر.
ففي كل مرة يُشن فيها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، تتجه الأنظار صوب مصر، ليس لأنها بلد عربي مركزي ومؤثر فحسب، بل لأنها أيضا البلد العربي الوحيد الذي يجاور غزة مباشرة، ولا بوابات للقطاع نحو العالم الخارجي دون مصر، وموقف قيادة هذا البلد وسلوكه يلعبان دورا مهما في تطورات ومسارات الأحداث في قطاع غزة وحتى في عموم مسارات القضية الوطنية التحررية العادلة للشعب العربي الفلسطيني.. إنها الجغرافيا السياسية، والبعد المتعلق بالأمن القومي المصري، كما هي التاريخ الحي للعلاقة بين مصر وفلسطين، وهو التاريخ الذي لا يستطيع أي طرف أن ينهيه أو أن يهيل التراب عليه.
حصار غزة في عهد السيسي يختلف حتى عن عهد مبارك، إذ لا يقف عند حدود إغلاق معبر رفح أو تدمير الأنفاق، بل تعداهما خطوات كبيرة من خلال اعتبار حماس تنظيما إرهابيا
لكن للأسف، فإن مصر الرسمية ومنذ اتفاقية كامب ديفد الأولى الموقعة عام 1979، لا تلعب دورها المطلوب والمرتجى من قبل الفلسطينيين لجهة الضغط على الاحتلال، بل تلعب -وفي كل مبادراتها أو خطواتها السياسية على صعيد الصراع مع الاحتلال- دور "الرسول" بين الطرفين الفلسطيني و"الإسرائيلي"، تنقل الرسائل و-في أحيان كثيرة- التحذيرات والتهديدات التي كانت تُطلقها الحكومات "الإسرائيلية"، وكان بعضها من التحذيرات الوهمية التي سبق أن نقلها الجنرال عمر سليمان الذي كان يدير جهاز المخابرات الحربية المصرية لسنوات طويلة، حين كان ممسكا بالملف المتعلق بالموضوع الفلسطيني في قطاع غزة وملف الفصائل والقوى الفدائية الفلسطينية، وقد رحل عن دنيا الوجود وفي جعبته الكثير من الأسرار التي لو قيض لها أن تخرج لأحدثت دويا في الساحة الفلسطينية وحتى المصرية لجهة الموضوع الفلسطيني.
وتحضرنا في هذا السياق المقولة التي كان يرددها الرئيس المخلوع حسني مبارك مع كل جولة عدوانية على القطاع، ومع كل جولة استعصاء سياسي في مسار المفاوضات "أنا لست مع هذا أو ذاك.. أنا وسيط".
مصر وخسارة الدور
قصارى القول إن مصر الرسمية -لا الشعبية- ما زالت في موقع الخسارة لدورها القيادي في المنطقة، وهو الدور المفترض به أن يتناسب مع ثقلها المركزي في العالم العربي، حيث لم يقع حتى الآن تبدل إستراتيجي في الدور المصري على صعيد إدارة ملف الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال، وملف الأوضاع في قطاع غزة.
والسبب الرئيسي وراء تلك الخسارة أن الموقف الرسمي المصري ما زال يراوح مكانه رغم كل التبدلات التي وقعت في مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة، وهي تبدلات باتت تضع العديد من إشارات الاستفهام على دور العسكرتاريا الحالي.
والمؤسف الآن -ونقولها بكل مرارة- أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاوز جميع من سبقوه في سوء أدائه في الحرب الراهنة على غزة، فقد أعاد إلى الأذهان تواطؤ نظام حسني مبارك في التحضير للعدوان على غزة في أكثر من مرة في سياق الضغط على الفلسطينيين وحتى على الرئيس الراحل ياسر عرفات، وذلك عبر إيفاد السيسي مدير المخابرات العامة محمد فريد التهامي إلى تل أبيب قبل يومين من العدوان، بما يذكّر بزيارة تسيبي ليفني إلى القاهرة عام 2008 قبل أيام من عدوان "الرصاص المصبوب" على غزة آنذاك.
والمؤسف الآن أن حصار غزة في عهد السيسي يختلف حتى عن عهد مبارك، إذ لا يقف عند حدود إغلاق معبر رفح أو تدمير الأنفاق، بل تعداهما خطوات كبيرة إلى الأمام من خلال اعتبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "تنظيما إرهابيا" في قطاع غزة وعموم فلسطين، وهنا المقتل الآخر والمصيبة الكبرى للموقف الرسمي المصري الحالي.
هذا إضافة إلى قيام بعض وسائل الإعلام المصرية -وعلى رأسها بعض الرموز من إعلاميي النظام- بتزييف الوعي وشن حملة كبيرة على الفلسطينيين وعلى القطاع تحديدا، بل وصل الأمر ببعضهم حد الطلب من حكومة نتنياهو باستمرار عدوانها على القطاع لاجتثاث الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس وباقي القوى الفدائية الفلسطينية.
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
السبت
19/07/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال: الله ولي الذين آمنوا بقلم يوسف رزقة عن الرأي
يقول الكاتب انه لا قيمة وطنية أو قومية لما يسمونه المبادرة المصرية الروح التي صاغت هذه المبادرة هي روح توني بلير روح مصر العربية الإسلامية لا وجود لها في هذه المبادرة ، الروح الموجودة هي روح غريبة ومستحدثة، وربما تحتاج الي من يفصل معالمها لاحقا. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : غزة المقاومة تعيد توجيه البوصلة بقلم محسن صالح عن المركز الفلسطيني للاعلام
يقول الكاتب ان المقاومة جائت لتقدم الامل الذي افتقد ويعدد الكاتب انجازات نوعية لحماس منها تطوير الصواريخ واختراق اسرائيل برا وبحرا وجوا والحفاظ على قيادة منظومة داخلية متماسكة واثبتت حماس انها ليست ضعيفة. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : المقاومة تتحدى: لن نستسلم.. ننتصر أو نموت بقلم أحمد يوسف عن فلسطين الان
يمدح الكاتب فصائل المقاومة التي اعادت حسب قوله الهيبة للشعب الذي مل من مشاهد الذل والهوان ويقارن الكاتب بين الحرب السابقة والحالية ويستعرض اسباب الاختلاف ويمدح الكاتب التحالف بين حماس والجهاد الاسلامي. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال: هل صححت القاهرة المسار؟ بقلم فايز أبو شمالة عن الرأي
يقول الكاتب ان القاهرة يبدو انها صححت المسار بعد يومين من الاعوجاج بدعوتها لخالد مشعل الى القاهرة للتباحث في الهدنة ويضيف ان الميدان تغير لصالح المقاومة فيجب ان تتغير لصالح المقاومة بشكل افضل من شروط الهدنة الماضية . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : المبادرة المصرية وإشارات الاستفهام بقلم علي بدوان عن فلسطين اون لاين
يهاجم الكاتب المبادرة المصرية ويعتبرها منحازة للاحتلال ويعتبر دعوة الوفود الى القاهرة تمهيد لمسلسل جديد من المفاوضات، ويطالب الكاتب مصر بموقف رسمي منحاز لفلسطين ويضيف الكاتب ان الحصار المفروض على غزة في عهد السيسي ازداد عما كانه في عهد مبارك وخصوصا ان مصر تعتبر حماس الان تنظيما ارهابيا. مرفق ،،،
</tbody>
الله ولي الذين آمنوا
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
لا قيمة وطنية أو قومية لما يسمونه المبادرة المصرية. الروح التي صاغت هذه المبادرة هي روح توني بلير مستشار الرئيس المصري، ومندوب الرباعية للمنطقة. روح مصر العربية الإسلامية لا وجود لها في هذه المبادرة ، الروح الموجودة هي روح غريبة ومستحدثة، وربما تحتاج الي من يفصل معالمها لاحقا.
المبادرة على حدّ تسميتهم لها تهيئ المسرح لأحد أمرين أحلامها مرّ: الأول أن تستسلم المقاومة لشروط اسرائيل، وتقبل بمعادلة الهدوء في مقابل الهدوء. هذا في أحسن الأحوال، ومع إحسان الظن في نصوص المبادرة. والثاني أن ترفض المقاومة الاستسلام وتواصل القتال، وعندها تستطيع اسرائيل الحصول على ورقة شرعية عربية وغربية لمواصلة الحرب ضد غزة وتوسيع مساحات القتال. والخطر هنا لا يكمن في تجدد العدوان وتوسيعه، ولكن في المؤامرة التي تستند اليها الجولة التالية.
المبادرة كلها خطر على المقاومة، خطر آني، وخطر مستقبلي، ولا تتضمن رفع الحصار، أو ممر بحري آمن، أو حتى أدنى مطالب سكان غزة، وما تطرحه كمشهد مبدئي لوقف إطلاق النار، هو مشهد ملغوم بالرؤية الإسرائيلية، ومن الأخطار التي تتضمنتها المبادرة، والتي تشرح السياسة المصرية المستقبلية هو القفز المتعمد عن فصائل المقاومة، وهو ما لم يفعله مبارك، ومالم تفعله اسرائيل أيضا.
إن استراتيجية المبادرة تقوم على حشر المقاومة في الزاوية، بين خيارات مرّة لا يمكن أن تقبل بأحدها، لأنه لا تفاضل بينها، وهي جميعها تهدر القيمة المستمدة من دماء الشهداء، ومن الصمود، والتقدم الذي حققته المقاومة في هذه المعركة. وعلى حماس أن تتذكر الآن أنها أهدرت ورقة الشرعية الحكومية بغير مقابل حين وضعتها في يد غير أمينة.
إن الغاية من هذه المبادرة في التخطيط الاستراتيجي للروح التى صاغتها مكونة من أمرين: الأول فتح طريق دولي اسرائيلي برعاية عربية للتفكيك المقاومة ونزع سلاحها. والثاني هو فتح طريق لفتنة داخلية، أو صراع داخلي يتغذى بمساعدات عربية واجنبية للوصول الى النتيجة الأولى.
إن ورقة المبادرة، وورقة الحماية الدولية، صاغتها الروح العبرية، فلكل واحدة منهما ظاهر وباطن، ظاهر فيه الرحمة، وباطن من قبله العذاب. في تفسير الظاهر يقولون وقف إطلاق النار ، والحماية الدولية، فيه حماية لسكان غزة من الاجتياح البري، ومن التدمير، ويمنحهم فرصة للحياة وفتح المعابر؟! وهذا هو النفاق لأن ما يختفي وراءه هو العذاب القاتل بعينه.
في وقف إطلاق النار، ثم المفاوضات، تحت سقف كراهية النظام المصري للمقاومة، وتحت تهديد اسرائيل وصلفها، فيه تلبية لكل مطالب نيتنياهو ومصالح اسرائيل. والحماية الدولية ليست لسكان غزة، وإنما هي لخدمة مصالح اسرائيل وأمنها، وهي قهر للسكان، وكنت أتمنى أن يطلب عباس الحماية الدولية لسكان القدس مثلا.
المبادرة تنصب فخاخا عديدة للمقاومة بشكل متعمد، وبرؤية مستقبلية اتفقت عليها عدة أطراف منها: اسرائيل، والسلطة، والنظام المصري، واميركا، ودول أوربية محددة. ليس أمام المقاومة طريقا آمنا غير طريق الله جلّ في علاه، وطريق البندقية، مع الحكمة في القرار، لتجنب الفخاخ الخطيرة، ومن الحكمة اللازمة الآن وحدة الصف، والحذر من الفتن الداخلية. إن قوة الجبهة الداخلية، ستحبط بأمر الله المؤامرات الخارجية.
هل صححت القاهرة المسار؟
بقلم فايز أبو شمالة عن الرأي
إذا صح ما يتردد عن دعوة القاهرة للسيد خالد مشعل لزيارتها، والتباحث معها بشأن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار مع الإسرائيليين، فمعنى ذلك أن القاهرة قد صححت مسارها بعد يومين من الاعوجاج، لأن صاحب القرار في التهدئة والتصعيد على أرض غزة هم رجال المقاومة، ولا يحق لأي فلسطيني لم يشارك في المقاومة أن يتحدث باسم المقاومين، أو أن يفرض رؤيته السياسية على ساحة المعركة.
ولكي تنجح مصر في تحقيق التهدئة فعليها أن تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات القائمة على الأرض، والتي تجاوزت حاجيات الشعب الفلسطيني للحياة الكريمة، تلك الحاجيات الحياتية التي اعترفت بها القيادة الإسرائيلية، وأبدت استعداداً للتجاوب معها دون تحفظات، ومنها فتح المعابر على قطاع غزة، والعودة إلى تفاهمات التهدئة التي تحقق سنة 2012.
إن المتغيرات الميدانية الجديدة التي فرضتها المقاومة على الأرض هي التي ستفرض شروط التهدئة، وهي التي ستدقق في صياغة بعض الجمل التي سترد في اتفاق التهدئة، وهي التي ستفرض التفاهمات التي أجمع عليها المقاومون، وتحمل من أجلها الشعب الفلسطيني المعاناة، لذلك فإن يد خالد مشعل، ويد رمضان شلح اللتان وقعتا بفرح على شروط التهدئة شتاء 2012، سترتجفان كثيراً لو امتدتا للتوقيع على شروط التهدئة ذاتها صيف 2014.
إن اتفاقيات التهدئة مع الإسرائيليين تتمدد وتنكش وفق قدرة المقاومة على تطوير أدائها على الأرض، فبعد مواجهة سنة 2008 جاءت اتفاقية التهدئة متناغمة مع قدرة المقاومة على الصمود فقط، وقدرتها على الرد المحدودة بقصف بعض التجمعات الصهيونية، بينما اتفاقية التهدئة سنة2012 جاءت متوافقة مع قدرة المقاومة على الصمود، وقدرتها على الرد المناسب على العدوان، بما في ذلك وصول صواريخ المقاومة حتى مدينة تل أبيب.
اليوم، وبعد أن تجاوزت صواريخ المقاومة مدينة تل أبيب، ووصلت حتى حيفا شمالاً، ووصلت حتى البحر الميت شرقاً، ووصلت حتى ديمونا جنوباً، فمعنى ذلك أن شروط التهدئة يجب أن تتجاوز شروط التهدئة التي تحققت سنة 2012، وهذا ما يجب ان تتنبه له القاهرة، وهي تقدم مبادرتها للتهدئة، وما عدا ذلك، فإن أي جهد لا يأخذ بعين الاعتبار المستجدات فهو قلب للحقائق، وتنكر للواقع، وعدم تفهم لمزاج الشعب الفلسطيني الذي يرفض أي تهدئة لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني السياسية قبل تحقق مصالحه الحياتية.
ملاحظة، على مضض يقبل الفلسطينيون أن تكون أم الدنيا، وحضن العروبة وسيطاً بين مسلم عربي فلسطيني يصارع على وجوده مع يهودي صهيوني إسرائيلي.
غزة المقاومة تعيد توجيه البوصلة
بقلم محسن صالح عن المركز الفلسطيني للاعلام
الأداء الاستثنائي المتميز للمقاومة في قطاع غزة، والصمود الرائع للشعب الفلسطيني هناك، لا يمكن إلا أن يكون محل اعتزاز وفخر وتقدير.
ها هي المقاومة الفلسطينية التي تقودها حماس في القطاع تقدم من جديد حالة مشرقة، في بيئة عربية غلبت عليها منذ نحو عام أجواء من الإحباط، بسبب ما آلت إليه الثورات وحركات التغيير.
لقد عانت منطقتنا من موجة مرتدة، سعت إلى تشويه وإفساد كل ما هو جميل في حراك الشعوب المتطلعة إلى إنهاء أنظمتها الفاسدة المستبدة، وبناء أنظمة جديدة حرة تُعبِّر عن عزة الأمة وكرامتها.
هذه الموجة المرتدة لم تسعَ فقط إلى ضرب التيار الإسلامي المعتدل -أو ما يعرف بـ"الإسلام السياسي"- الذي اختارته جماهير واسعة لقيادتها، وإنما سعت إلى تشويه وخنق وإضعاف المقاومة الفلسطينية، التي يغلب عليها اللون الإسلامي.
ولم يكن هناك من هو أسعد من الطرف الإسرائيلي الذي صبَّت الموجة المرتدة في مصلحته الإستراتيجية، سواء بسبب ضرب "الإسلام السياسي"، أو بسبب خنق وحصار المقاومة الفلسطينية في غزة، أو بسبب اتساع دائرة الانقسام والضعف العربي ومشاريع التفتيت والتطرف الطائفي والعرقي.
جاءت المقاومة في هذا الجو المضطرب لتقدم لنا حالة أمل وحالة تألق ورافعة معنوية هائلة، ولتقول لنا إن الخير ما زال أصيلا في هذه الأمة، وإن فلسطين تجمعنا، وإن البوصلة يجب أن توجه نحو استخراج أفضل ما في هذه الأمة (وليس أسوأ ما فيها)، في صناعة الإنسان، والنهوض بالذات، وتطوير الإمكانيات، واستعادة الأرض والمقدسات.
بالرغم من الحصار الإسرائيلي والعربي الظالم والقاسي الذي تعرضت له حماس وفصائل المقاومة في قطاع غزة، وبالرغم من الإمكانيات البسيطة الضئيلة، فإن غزة لم تضيِّع وقتها، فقدمت إنسانها، وقدمت نموذجها، وطورت البنى التحتية للمقاومة، ودربت عشرات الآلاف من المجاهدين، وطورت صناعات عسكرية تفوقت على بلدان عربية أكثر ثراء وأكثر عددا وأكثر مساحة وأكثر علاقات خارجية. وبالرغم من حملات التشويه والحصار من طرف النظام الجديد وأعوانه في مصر، فإن المقاومة لم تفقد البوصلة، وظلت إمكانياتها وقدراتها موجهة ضد العدو الصهيوني.
في هذه المعركة التي تخوضها المقاومة تحت اسم "العصف المأكول"، أو ما سماه الإسرائيليون "الجرف الصلب"، حققت المقاومة عددا من الإنجازات النوعية قياسا بالانتفاضات والمعارك السابقة، كان من أبرزها:
1- تمكنت المقاومة -وتحديدا حماس- من تطوير أنظمة صواريخها، فازداد مداها إلى نحو 120 كيلومترا، وازدادت دقتها، كما ازدادت كمية المواد المتفجرة التي تحملها. وهكذا، بعد أن كان يحلو لبعض الثوريين المتقاعدين أن يسميها صواريخ "عبثية" و"ألعابا نارية"، طوَّر الإيمان والإرادة مدى هذه الصواريخ من بضعة كيلومترات إلى حالة كانت تضطر نحو مليون إسرائيلي للذهاب للملاجئ في حرب الفرقان 2008/2009، ثم وسعت الدائرة في معركة حجارة السجيل في 2012 لتشمل نحو ثلاثة ملايين إسرائيلي، ثم لتصل في هذه المعركة إلى كلّ التجمعات الصهيونية في فلسطين المحتلة، أي نحو ستة ملايين إسرائيلي.
2- تمكنت المقاومة من اختراق الجانب الإسرائيلي برا وبحرا وجوا، وقدمت مفاجآت جديدة متميزة كالطائرات من دون طيار، وعملية زيكيم البحرية التي قام بها رجال الضفادع البشرية من كتائب القسام، كما تمكنت من ضرب دبابة وعربة إسرائيليتين بصواريخ كورنت.
3- حافظت قيادة العمل في قطاع غزة (حماس) على منظومة القيادة والسيطرة، ولم تتعرض للضرب أو التعطيل، وتمكنت من الاستمرار في تسيير الوزارات والمؤسسات وعمليات المقاومة بشكل فعال. ولم تقع خسائر من "الوزن الثقيل" في المستويات القيادية للمقاومة كما حدث سابقا.
4-فقد الطرف الإسرائيلي القدرة على المبادرة وعلى البداية الصادمة التي اعتادها من قبل.
5- وقع الطرف الإسرائيلي في حالة "عمى استخباري" على الأرض، بسبب استفادة القيادة في القطاع من خبراتها السابقة، وقدرتها على ضرب ظاهرة العمالة وحصرها في أضيق نطاق. وقد أضعف ذلك من بنك الأهداف الإسرائيلية المحتملة بالرغم من هيمنتهم التسليحية والجوية الطاغية، وجعلهم يتخبطون في ضرب الأهداف المدنية والاقتصادية والمؤسسات الحكومية، دون أن يتمكنوا من ضرب قوى المقاومة ومخزونها التسليحي ومرابض صواريخها.
6- حققت المقاومة حالة التفاف وإجماع شعبي واسع، بالرغم من الضربات العنيفة البشعة والبربرية للقوات الإسرائيلية، ورفض أبناء القطاع بشكل عام الاستجابة لأوامر الإخلاء من مناطق محددة.
7- عاش الطرف الإسرائيلي حالة ارتباك كبيرة، بعد أن فشل في فرض شروط اللعبة، ليجد الإسرائيليون أنفسهم أمام قيادة سياسية مترددة، وقيادة عسكرية لا ترغب في تحمل المسؤولية.
ما قامت به المقاومة في هذه المعركة "غسل" كل ما قام به الإعلام الفاسد، المدفوع من أنظمة عربية، من محاولات لتشويه وشيطنة المقاومة طوال أشهر طويلة ماضية. وحماس التي حددت بوصلتها وحافظت عليها، أثبتت أن جهدها وإبداعها كان وما يزال في ميادين المقاومة، وأن الاتهامات بالإرهاب والتدخل لخدمة أجندات حزبية وإثارة القلاقل غير صحيح. وأن أولئك الذين مارسوا حملات التشويه السوداء كانوا يجرمون بحق المقاومة وبحق فلسطين، ويحاولون إفساد وتضليل الحاضنة العربية والمسلمة الداعمة لقضية فلسطين ولمقاومتها الشريفة.
الآن تسترجع المقاومة حالة الالتفاف الشعبي العربي حولها، ويخسر أعداء برنامج المقاومة مئات الملايين من الدولارات التي صرفوها لتضليل الناس وتشويه الحقائق.
لم تعد الجماهير تقبل أن يحاصَر قطاع غزة بحجة مكافحة الإرهاب، ولا أن يُحرَم أبناؤه من شرايين الحياة والتنقل فوق الأرض وتحت الأرض، لمجرد تُهم زائفة لم تثبت إطلاقا، أو لخدمة أجندات وتصفية حسابات محلية. وستشكل الجماهير العربية عنصر ضغط متزايد على الأنظمة لاتخاذ مزيد من الإجراءات الإيجابية تجاه المقاومة الفلسطينية، وإلا فإن هذه الأنظمة ستعطي مبررات جديدة لانفجار الغضب الجماهيري في وجهها.
من جهة أخرى، تكشف هذه المعركة حالة العجز والتردِّي التي يُعاني منها محور "الاعتدال" تجاه فلسطين، كما تكشف بطريقة تثير "الغثيان" كيف يتم صرف مليارات الدولارات على دعم الموجة المرتدة الساعية لوأد إرادة الشعوب، بينما يُبخل على شعب فلسطين بالفتات لدعم صموده وفك حصاره.
وتثبت هذه المعركة أيضا لما يُعرف بمحور "الممانعة" أن حماس وقوى المقاومة تعرف طريقها تماما، وأن بوصلتها دقيقة، وأنها لم تقع تحت جناح هذا الطرف أو ذاك، وأنها لم تسمح لأحد أن يستخدمها أو يوظفها لأغراضه، وأن "البعض المقاوم" إن كان قد انشغل بـ"أجندات" داخلية أو إقليمية، واستنفدت الكثير من طاقاته في الصراعات المحلية، وفي دعم أنظمة تقاتل شعوبها، وفي "أجندات" لا تخلو بالنسبة لكثيرين من تفسيرات طائفية، فإن حماس ظلت وفية لخطها ومسارها.
إن الأداء المتميز لحماس وحركة الجهاد وقوى المقاومة يجب أن ينعكس إيجابا على ترتيب البيت الفلسطيني، وإن الأداء المؤسف لحكومة التوافق الوطني التي يقودها الحمد الله، والتصريحات والمواقف المستهجنة من أبي مازن، عكست شعورا لدى قيادة المنظمة وقيادة السلطة في رام الله بأن حماس جاءتهم وهي راغمة، وأنها فعَّلت مسار المصالحة بسبب ضعفها وحالة الإنهاك التي وصلتها، نتيجة الحصار الإسرائيلي والإجراءات المصرية.
لقد تجاهلت هذه الحكومة أكثر من أربعين ألف فلسطيني قام العمل في قطاع غزة على أكتافهم طوال سنوات، وحرمتهم في مكايدة حزبية فاضحة من حقوقهم ورواتبهم، بينما تابعت تسليم الرواتب بشكل منتظم لمن يجلسون في بيوتهم منذ سنوات، لمجرد ولائهم لفتح أو للسلطة في رام الله، كما عاد عباس ليؤكد "قدسية" التنسيق الأمني مع الإسرائيليين، وأن الحكومة هي حكومته وأنها تعترف بـ"إسرائيل" وبالاتفاقيات الموقعة وتنبذ الإرهاب، كما يتحدث أن شروط حماس لوقف العدوان مبالغ فيها.
وبينما كانت دماء شعب فلسطين تنزف في القطاع وتُدمر المنازل والمساجد والمدارس والبنى التحتية، خرج مندوب فلسطين في الأمم المتحدة إبراهيم خريشة ليخبرنا عبر تلفزيون فلسطين في رام الله أن الصواريخ التي تطلقها المقاومة هي جريمة ضد الإنسانية.
أنا لا أفهم كيف لحكومةٍ في رام الله تبني تركيبتها النفسية والذهنية على حالة العجز، وتمد يدها للتعاون مع الاحتلال، والتنسيق الأمني معه في مطاردة المجاهدين وقوى المقاومة وقمع الحريات، وينزوي رجال أمنها في بيوتهم ومقراتهم عندما تداهم القوات الإسرائيلية القرى الفلسطينية؛ ثم تأتي لتكون هي الجهة المعنية بإدارة قطاع غزة البطل الشامخ، الذي يرد الصاع صاعين للاحتلال، ويقصف تل أبيب وحيفا وكل التجمعات الصهيونية.
لقد آن لمدرسة العجز في رام الله أن تنتهي، وآن للروح الفصائلية الحزبية في إدارة حكومة التوافق الوطني أن تتوقف، وآن للشراكة الحقيقية في بناء المشروع الوطني الفلسطيني أن تنطلق بقوة، وألا تنتظر إذنا من أحد سواء أكان إسرائيليا أم أميركيا، أم قوى إقليمية غارقة في محاربة شعوبها ومطاردة تيارات "الإسلام السياسي" وتيارات التغيير والنهضة. وإن أقل ما يمكن أن تقوم به حكومة رام الله في مثل هذه الظروف هو أن توقف التنسيق الأمني مع العدو، وأن تطلق الحريات في الضفة.
لقد أثبتت حماس أنها ليست ضعيفة، وأنها ليست في حالة إنهاك أو انهيار، وهي في هذه المعركة تقوم مع قوى المقاومة بإعادة توجيه البوصلة الداخلية الفلسطينية، من خلال تكريس مركزية العمل المقاوم في صناعة القرار الفلسطيني، كما تدفع باتجاه إعادة النظر في كل مسارات التسوية السلمية واستتباعاتها.
لا يبدو أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني يرغبان في توسيع أمد الحرب، غير أن الطرف الإسرائيلي الذي أراد أن يفرض "أجندته" وأن يفرض شروط اللعبة فشل تماما، كما أن المقاومة التي لم تبدأ المعركة وتعرضت للاعتداء قررت ألا تنتهي المعركة قبل أن تحصل على الحد الأدنى المقبول لحياة كريمة لأبناء القطاع، وعلى رأس ذلك فك الحصار وفتح المعابر، وهو ما كان متضمنا أصلا في اتفاق التهدئة سنة 2012، والذي يحتاج إلى ضمانات حقيقية لتنفيذه واحترامه.
غير أن الجانب المصري مطالب قبل غيره بفك الحصار من جهته، فغزة جزء من الوطن العربي، وخط دفاع أول لأمنه القومي والإستراتيجي، وإضعافها أو ضربها لا يخدم إلا الاحتلال، بل ويعطيه المسوغات لاستمرار الحصار.
وأخيرا، فقد أثبتت غزة أنها "مدرسة" للعالم، وأن التغيير الحقيقي يبدأ بصناعة "الإنسان"، وأن تحرير الأرض يبدأ بتحرير الإنسان، وأن هذا الإنسان المؤمن المجاهد الصابر المبدع هو "كلمة السر" في مشروع التحرير.
المقاومة تتحدى: لن نستسلم.. ننتصر أو نموت
بقلم أحمد يوسف عن فلسطين الان
من عدوان سافر على أرض قطاع غزة يستفز كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، حيث يتعاظم شكل الدمار والهمجية الصهيونية بصورة لم يسبق لي أن عايشتها طوال حياتي، وهي في فظاعتها وبشاعتها لا تماثل كل مشاهداتي لماتعرض له القطاع من عمليات اجتياح وحروب على مدار نصف قرن من الزمان.. إن الغارات التي تقوم بها الطائرات الحربية الإسرائيلية على مدن قطاع غزة وقراها، وهذه الصواريخ والحمم الملتهبة التي تلقي بها على بيوت الآمنين ومزارعهم، هي آخر صرعات "صناعة الموت" التي تمارسها هذه الدولة المارقة، والتي تجاوزت بما ارتكبته من جرائم حرب، وانتهاكات للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، كل ما سبق من إدانات وردود فعل واستنكار دولية لممارساتها العدوانية التي لا تتوقف، والتي كان آخرها - على المستوى الأممي - ما ورد في تقرير جولدستون بعد عملية "الرصاص المصبوب" أو حرب الفرقان عام 2008/2009م.
وإذا كان هذا هو الجانب المحزن في مشهد المعاناة الإنسانية لتغريبتنا الفلسطينية، فإن الصورة المشرقة لصمود الشعب والمقاومة في معركة كسر العظم وصراع الإرادة مع المحتل الغاصب، قد أبرزت تجليات ردع وانتقام لم يسبق لنا مشاهدتها والاعتداد بها، وذلك لما أظهرته المقاومة فيها من هندسة القوة والتخطيط، ومن حالة الاقتدارالفاعلةمقارنة بدول المحيط.
إن المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها الإسلامية والوطنية قد برهنت بأنها تاج العز والكرامة والفخر الذي يجب أن نرفعه على كل الرؤوس، وأن الذين تعودوا التهوين والاستخفاف والسخرية - أحياناً - من المقاومة، عليهم – اليوم - أن يعتذروا لدماء شهدائنا الأبرار وجرحانا الأطهار، وأسرانا المطوقين بأكاليل الغار، وإلى كل الذين أداروا – بجهد الاستطاعة - معركة الإعداد والاستعداد لهذه المنازلة التاريخية مع الاحتلال.
ولعلي اليوم أتذكر ما سبق أن سمعته من الأخ أحمد الجعبري؛ القائد العسكري لكتائب القسام،في إحدى اللقاءات الحركية قبل حرب "حجارة السجيّل"، حيث سأله أحد الإخوة عن مدى جهوزية المقاتلين واستعداداتهم، وعن إمكانيات المقاومة من حيث التسليح والقدرات العسكرية، فرد عليه رحمه الله، قائلاً: نحن الآن أنجزنا 80% مما نتطلع إليه، وإن شاء الله نتمكن من استكمال باقي تجهيزاتنا العسكرية في المرحلة القادمة.
الآن أتذكر دلالات هذا القول ومغازيه.. لقد أبدع أحمد الجعبري (رحمه الله) هو وإخوانه في الإعداد للمعركة أيما إبداع، واليوم نشهد - ميدانياً - تجسيداًلما وعدوا به "إنَّا صُبُرٌ في الحرب، صدُقٌ في اللِّقاء".
لقد طالت المقاومةَ في فترة الإعداد التي أعقبت حرب "حجارة السجيّل" وتوقيع اتفاق التهدئة ألسنةٌ حداد، واليوم مع هذه المواجهة المسلحة، والندية التي أظهرتها المقاومة في جمع المعلومات الاستخبارية، وحرفية الكر والفر حول خطوط القتال، والتي وصلنا فيها إلى حالة "إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون"، لقد مضى زمن أن يكون الاحتلال بلا كلفة، وأن النزف يأتي من جُرح واحد.
إننا اليوم نشهد للمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها وتنظيماتها، وانتماءاتها الوطنية والإسلامية، أنها ارتفعت بقامات هذا الوطن، واستعادت لهذا الشعب شيئاً من هيبته الجريحة،وردت للأمةمكانتها المضيَّعة تحت الشمس.
اليوم،الشارع الفلسطيني كله، وبكل فصائله الوطنية والإسلامية، يهتف للمقاومة ويتمنى عليها ألا تضع سلاحها قبل أن يتحقق لها الكسب والانتصار، وتغيير معادلة التهدئة والحصار، لأن ما نطلبه ليس شروطاً تعجيزية، بل هو الحد الأدنى الذي يحفظ لنا حق العيش بحرية وكرامة.. لقد ملَّ شعبنا مشهد الذلة والمسكنة واستجداء لقمة العيش، وقديماً قالوا: "طعم الحياة بذلة كجهنم"، ونحن نقول "هيهات منا الذلة"، وعلى نتانياهو أن يفهم بأن القسام وسرايا القدس وكتائب المجاهدين والأقصى وأبو على مصطفى هم – اليوم - قانون المرحلة، وأن الدم الفلسطيني ليس ورقة يتلاعب بها المتطرفون الصهاينة في صراعهم على السلطة والحكم في إسرائيل، وأنهم لن ينعموا بالأمن والأمان والراحة والاستقرار وشعبنا يعاني من الاحتلال والحصار.
وإذا كانت صواريخ المقاومة الفلسطينية تغطي – اليوم - برعبها كل المدن والبلدات الإسرائيلية، ويتم سماع صفارات الإنذار للتحذير منها من إسيدروت إلى نهاريا، ومن ياد موردخايفي الجنوب إلى أسدود وتل أبيب وهرتسيليا وحيفا في الشمال، فإن المستقبل القريب سيحمل من سلاح الردع ما يتجاوز كل الحسابات والمخاوف الإسرائيلية.
الحرب على غزة: وقائع وذكريات
في كل الحروب التي شاهدتها منذ طفولتي حتى الآن، وقد تجاوزت الستين من عمري،لم أشهد حالة من الاعتزاز والفخر والشجاعة والطمأنينة والبسالة كتلك التي نعيشها هذه الأيام، خاصة ونحن نواجه غارات إسرائيلية لا تتوقف، وقصف متواصل بالمدفعية والبوارج الحربية مستمر على مدار الساعة، والأخطر من ذلك أنه لا تمضي ليلة دون مجزرة دامية يذهب ضحيتها النساء والأطفال، إضافة لسياسة الاحتلال الهمجية باستهداف هدم المنازل على ساكنيها.
في عام 1956م، كنت طفلاً لم أتجاوز ست سنوات من عمري، ولكن مشاهد الخوف والهلع في شوارع رفح إثر الهجوم الذي قام به الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في سياق العدوان الثلاثي على مصر، والذي شاركت فيه إلى جانب الكيان الصهيوني كل من بريطانيا وفرنسا، جعلني أغادر البيت على غير هدى، وألهث خلف جموع الناس التي غادرت المخيم باتجاه منطقة المواصي المحاذية لشاطئ البحر، طلباً للأمان والنجاة بحياتها وحياة أطفالها.. كان مشهد الآلاف التي هرعت لا تلوي على شيء إلا الابتعاد عن المساكن والعمران،والذي كان عرضة لقصف الجيش الإسرائيلي من الجو والبر.
ثلاثة أيام عصيبة عشتها بعيداً عن عائلتي في تلك الفترة من الاجتياح الإسرائيلي لمدينة رفح والمخيم المكتظ بالساكنين فيها، حيث لم يتوقف البكاء والحزن للحظة واحدة، حيث تفرقت العائلات وتشتت أحوالها، بسبب حالة الإخلاء التي شهدها المخيم على عجل، واستمرت مواجع الناس وأحزانها عدة أيام بلا طعام وشراب، وتحت سماء مكشوفة لاحتمالات الموت وتهديدات القتل والفناء.. بعد تلك الأيام المفزعة بالخوف والقلق والتشريد، عاد الجميع إلى المخيم من جديد، وذلك بعد أن هدأت أصوات المدافع وخفت أزيز الطائرات.. بدأ الكل في المخيم يبحث ويتفقد ويسأل عن أولاده وأقاربه، كنت الطفل الكبير بين إخوتي، ولذا كان قلق العائلة مضاعفاً، وقد رأيت كل أوجاع الألم ما تزال بادية على وجوههم.
وفي يوم 12 نوفمبر من عام 1956م ارتكب الاحتلال مجزرته بحق شباب ورجالات المخيم، حيث حصدت الرشاشات حياة أكثر من 124 شخصاً منهم، وذلك فيما عُرف بمجزرة المدرسة الأميرية، فالذي نجا من الهراوات عند الدخول للمدرسة لم ترحمه زخات الرصاص من ناحية، وانهيارات جدران المدرسة فوق كل من حاول الهرب من الموت من ناحية أخرى.
إن آثار الدم ومشاهده ظلت لسنوات على جدران المدرسة، لتذكرنا ونحن أطفال بجريمة الاحتلال، الذي لم تعرف غلظة قلوب عساكره تجاهنا الرحمة، ولم يرقبوا فينا إلَّاَ ولا ذمة.
لم يتنفس أهل قطاع غزة الصعداء، ولم يذهب عنهم الحزنويغادر ربوع مخيمات القطاع وأحيائه الموجوعة، إلا بعد أن رحل جيش الاحتلال الصهيوني عن غزة، في السابع من مارس 1957م؛ أي بعد أقل من عام من ذلك العدوان.
وفي عام 1967مكانت الطامة الكبرى، حيث انهزمت سبعة جيوش عربية خلال المواجهة العسكرية مع إسرائيل، والتي استمرت لمدة ستة أيام، لنجد أنفسنا مرة ثانية أمام مشهد الهلع والخوف ومسلسل الأحزان، والذي واجهته شاباً يافعاً هذه المرة.
ومع النكسة التي لحقت بالأمة العربية بعد تلك الهزيمة المفجعة، تحطمت كل أحلامنا التي عشناها بأمل تحقيق الغلبة والانتصار،فبعد أن كنا نترقب تلك اللحظةالتاريخية، وننتظرها بكل اللهفة والشوق، ونعد العدة للفرحة بها كل تلك السنوات التي أعقبت نكبة عام 1948م، إذ بنا نصحو وقد أطبق علينا فزع كابوس الاحتلال من جديد .. كانت مشاهد الخوف وترقب الأسوأ تعيش فينا، وترتعد لها أبداننا؛ شاهدنا في مرئيات تلك المرحلة أشكالاً مختلفة من المجازر وحمامات الدم الذي استباح بها جيش الاحتلال الإسرائيلي كل الحرمات وانتهك فيها كل القوانين والأعراف الدولية، وارتكب جرائم حرب وترويعٍ للآمنين، ولعلي هنا أشير لبعض منها، حيث كانت المجزرة الأولى التي استهدفت مجموعة من جنود الاحتياط المصريين، داخل أحد مدارس (الأونروا) بالقرب من محطة السكة الحديد برفح، وكانت الثانيةالتي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أسرة القيادي الفتحاوي أبو على شاهين (رحمه الله) في شمال شرق مخيم الشابورة، حيث تم قتل معظم أفراد العائلة بدم بارد.
تلك المجازر شاهدتها، وشاهدت معها أجواء الفزع وحالات الهلع التي صاحبتها في وجوه الجميع؛ الأطفال والشيوخ والنساء، وحتى الرجال كان الخوف يتربع على محيَّا وجوههم، وقد بال البعض منهم في ثيابهم.
في أكتوبر عام 1973م، وقعت الحرب ونحن في طريقنا إلى مصر للدراسة في جامعاتها، لذلك كانت المشاهد تختلف في تفاصيلها، صحيحٌ أن القلق انتابنا - في البداية - خوفاً على أهلنا في قطاع غزة، لكن نبرة الحديث عن المواجهات بين الجيش المصري وإسرائيل كانت تختلف إلى حد بعيد هذه المرة.
كانت تكبيرات الله أكبر، وبطولات الجيش المصري، تمنحنا الثقة بأن النصر آتٍ لا محالة، وأنه آن الأوان ليسجل العرب أول انتصار لهم على الجيش الإسرائيلي، والذي تغنى به قادته بأنه جيشٌ لا يهزم.
في الحقيقة، شعرنا بأن أملنا في التمكين لأمتنا وتحقيقها الانتصار هو أمل ليس بعيد المنال، وأن الذي ينقص جموع العرب والمسلمين هو اجتماع شملهم السياسي، وتوحيد ما لديهم من أدوات الحرب والقتال، وتعبئة حاشدة خلف نداء الله أكبر،ويكون فيها الكل على قلب رجل واحد.
ومع عودة الحس الإسلامي إلى قطاع غزة، بعد عودة آلاف الخريجين من الجامعات المصرية أواخر السبعينيات، وقيام صحوة إسلامية قادها المجمع الإسلامي والجامعة الإسلامية، واتساع نطاق العمل الدعوي عبر المساجد والمؤسسات، شاهدنا بداية انطلاق الفعل المقاوم للاحتلال،حيث اشتعلت الانتفاضة الفلسطينية العارمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي لعب فيها الكل الوطني والإسلامي دوراً ريادياً وتكاملياً بها، منحنا الشعور والثقة بإمكانية تمريغ أنف الاحتلال بالتراب، وكسر هيبة جيشه وقهره، بالرغم من الاختلال الواضح في موازين القوى من حيث الجاهزية والامكانيات العسكرية؛ لأن معطيات معادلة الصراع تتحكم فيها فواعل الإرادة، وهي التي تمنح الأفضلية والتمكين - بعد حين - لمن يمتلك الصبر والقدرة على الصمود؛ فالنصر – أحياناً – هو صبر ساعة، كما يقولون.
لقد شاهدنا ملامح العزة والكبرياء والتحدي في وجوه أطفال الحجارة، وسكنت عيوننا – نحن الشباب - تلك المشاهد لانتصار الكف على المخرز، والحجر والمقلاع على القذيفة والمدفع، والنبرة الجريئة لتعبيرات الاحتجاج التي عبرت عنها وجوه الأطفال والأمهات في مواجهة تهديدات الجنرالات، وهو شكل جديد من أشكال البطولة والفعل المقاوم، والذي طوى فيه أطفال فلسطين صفحة الخوف والجزع من عسكر المحتلين.
في تلك السنة من عام 1988م، حدث التغيير الأهم في حياتي، حيث تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك، أننا أمام الجيل الذي سيصنع الانتصار، وأن الاحتلال في طريقه للرحيل، وأن أحلامنا التي تآكلت فزعاً بكابوس الهزائم بدأت تنبعث من جديد.
في عام 1994م، عادت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى أرض الوطن، وشكلت ما يسمى بالسلطة الوطنية، وكانت المواجهة المسلحة "انتفاضة الأقصى" مع الاحتلال في سبتمبر 2000م، والتي أدارها الرئيس عرفات (أبو عمار) بجدارة واقتدار مع جيش المحتلين، وكان لقوى المقاومة الإسلامية والوطنية فيها نصيب الأسد، من حيث تلقين العدو الإسرائيلي درساً في كيفية التعاطي مع الفلسطينيين، واحترام كرامتهم الإنسانية.
ومع العمليات الاستشهادية وابداعات الفعل المقاوم، كان على إسرائيل وجيشها الرحيل عن قطاع غزة بذلة صاغرين، ومع الحرية التي حظي بها القطاع كانت الفرصة للمقاومة متاحة للتوسع والانتشار، وكان التأكيد على أناعتماد أسلوب الجهاد والمقاومة ليس مجرد خيار، بل هو استراتيجية معقود في نواصيها إمكانيات التحرير والعودة.
ومع فوز حركة حماس في انتخابات يناير 2006م، وتشكيلها للحكومة العاشرة، تعززت شوكة فصائل العمل المقاوم، وسجلت المقاومة في عملية "الوهم المتبدد"، التي تمكنتفيها ببسالة من خطف أحد جنود الاحتلال،ومن تسجيل أول إنجاز كبير لتحرير الأسرى من خلال"صفقة وفاء الأحرار"، كما أن المقاومة خاضت حربين داميتين عبر التصدي للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في ديسمبر 2008م، وكذلك في نوفمبر 2012م.. وبرغم الخسائر في صفوف المدنيين من النساء والأطفال تمكنت المقاومة بصمودها ومواقفها البطولية من تلقين جيش الاحتلال دروساً في التضحية والفداء.
في الحقيقة، كان حجم الدمار هائلاً على مستوى البشر والحجر والشجر في قطاع غزة، ولكن معنويات الفلسطينيين الذين خاضوا تلك الحربين في القطاع كانت هي نفسية المنتصر؛ لأن الاحتلال لم يحقق أهدافه، وخرج يجر أذيال الخيبة والعار.
العصف المأكول والبنيان المرصوص: ثنائية التكامل والعنفوان
في المعركة التي نشاهد وقائعها منذ يوم الثلاثاء 7 يوليو 2014م الموافق9 من رمضان، يطرح الكثيرون سؤالاً مفاده: ما الذي تغير منذ حرب حجارة السجيّل في نوفمبر 2012م؟ ما الذي دفع الإسرائيليين لافتعال حرب جديدة بعدما أثبتت الحروب السابقة أن "علامة الانتصار" ستكون من نصيب المقاومة الفلسطينية، وأن جيش الاحتلال بإمكانياته الهائلة لن يحسم معركة الميدان لصالحه؛ لأن المواجهات العسكرية هي عتاد وتكتيكات، ومفاجئات في الخطط والإمكانيات، وليست فقط تفوقاً في العتاد الحربي والقدرات. ففي الستينيات، خسرت فرنسا معركتها في الجزائر بعد احتلال دام أكثر من 132 عاماً،وذلك بالرغم من تفوقها العسكري الهائلفي مقابل الإمكانيات المتواضعة لمحاربي جبهة التحرير الجزائرية، وكذلك خسرت أمريكا؛ القوة الأعظم في العالم، أمام مقاتلي "الفيت كونج" في السبعينيات، ولقد شاهد العالم سقوط الاتحاد السوفيتي المروع في مطلع التسعينيات، بعدما تداعت أسلحة ومعنويات الجيش الأحمر في أفغانستان في معاركه مع المجاهدين طوال سنوات الثمانينيات.. في أكتوبر 1983م، زرت أفغانستان في مهمة إعلامية، وقد سمعت من قادة المجاهدين هناك؛ قلب الدين حكمتيار وسيَّاف والشيخ عبد الله عزام، بأن الغزاة السوفييت سيهزمون، وسيتفكك ملكهم وتضيع هيبتهم بعد عقد من الزمان، وهذا – فعلاً - ما تحقق بالانتصار الكبير الذي صنعه المجاهدون الأفغان.
لقد علمنا تاريخ السير والملاحم بأن المعارك الطارئة قد يربحها البعض بفضل تفوقه العسكري، ولكن نضالات الشعوب لنيل حرياتها واستقلالها هي من تأتي بالنصر والتمكين في آخر المشوار.. لقد جاء اليوم الذي يمتلك فيه الفلسطينيون الجرأة والإمكانيات وقوة الصبر والإرادة على منازلة العدو وتحديه، وأن يفعلوا بجيشه ما عجزت كل جيوش العرب على فعله، وأن تصل صواريخ المقاومة لتغطى كل مدنه وقراه من الشمال إلى الجنوب، في سيمفونية رائعة وحالة اقتدار مبدعة في مفاجآتها، تجعلنا نضع المقاومة الباسلة ورجالاتها تاجاً فوق رؤوسنا جميعاً.
لقد عبر الفلسطينيون بفخر عن اعتزازهم بالمقاومة بكل فصائلها المقاتلة؛ الوطنية والإسلامية، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدسوكتائب المجاهدين.. فمنذ الساعات الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تواصل معي الكثير من كوادر وقيادات حركة فتح،ومن الشخصيات الوطنية، ليشيدوا بما قدمته المقاومة من إبداعات عسكرية ومفاجآت في ميدان معركة الدفاع عن الكرامة الفلسطينية، ولقد أسعدني مشاركة الكثير منهم في أعراس تشييع الشهداء وفي مجالس العزاء، كما أعرب البعض منهم عن جاهزيته ليحمل السلاح جنباً إلى جنب مع إخوانه في حركة حماس.. ولعلي هنا أنقل أحد الرسائل التي جاءتني من أحد قياداتهم في منطقة خانيونس، حيث كتب يقول: "نقف انحناءً لإبداعاتكم الجهادية وتضحياتكم الجسام، فكل المحبة والتحية والإسناد لموقفكم الطليعي والمميز في معركة القدس؛ فيداً بيد، وساعد بساعد نحو فلسطين المحررة".
لقد كانت أيام المواجهة مع المحتل الغاصب فرصة لكي نجلس ونتحاور، ونعاود تجديد العهد بالعمل معاً من أجل فلسطين.
طوبى لمن لقي الله شهيداً دفاعاً عن الوطن وكرامة أهله، والعزة والمجد لكل المرابطين على الثغور، والمجاهدينفي ساحات الوغى في معركة العصف المأكول والبنيان المرصوص، حيث تهون علينا في المعالي نفوسنا. شعارنا: "احرص على الموت توهب لك الحياة"، إنني أومن – كما قالها عمر المختار - بحقي في الحرية، وبحق بلدي بالحياة، وهذا الإيمان عندي أقوى من كل سلاح.
اليوم نقولها بقوة وثقة: ستنتصر المقاومة، وسترتفع راياتها إلى عليين، برغم أنف نتانياهووحكومته اليمينية المتطرفة وقادته العسكريين، وسنعود إلى بيتنا الفلسطيني، لإصلاح شرخ الانقسام، حيث يجتمع الشمل لنحتفلببهجة ما أنجزناه لوطننا أجمعين.
المبادرة المصرية وإشارات الاستفهام
بقلم علي بدوان عن فلسطين اون لاين
تبدو اللحظات الحاسمة متسارعة الآن بالنسبة لما يجري في الكواليس الخلفية للدبلوماسية السرية بشأن العدوان على قطاع غزة. فالنية تتجه نحو دفع الجامعة العربية إلى تبني المبادرة المصرية للتهدئة وإلزام الطرف الفلسطيني بها، وربما تسويقها دوليا لتتحول إلى وثيقه سياسية في سياق عملية تفاوضية مُختلة ومأزومة.
فكيف نقرأ المبادرة المصرية الجديدة، والدور المصري بشكل عام على صعيد ما يجري من عدوان على قطاع غزة؟
مبادرة منحازة
نبدأ القول بأن المبادرة المصرية لوقف العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، فاقدة للمعايير الوطنية التي يريدها الفلسطينيون، فهي مبادرة تساوي وبكل صلافة بين الجلاد والضحية، بين الحمل والذئب، وتساوي بين العدوان "الإسرائيلي" والدفاع عن النفس، عندما تصف ما وقع ويقع من عدوان على الشعب الفلسطيني في القطاع بأنه "أعمال عدائية".
المبادرة المصرية تساوي وبكل صلافة بين الجلاد والضحية، بين الحمل والذئب، وتساوي بين العدوان الإسرائيلي والدفاع عن النفس، عندما تصف العدوان على سكان القطاع بأنه أعمال عدائية
المبادرة المصرية تعطي الاحتلال والدولة العبرية الصهيونية "صك براءة" أمام المجتمع الدولي بأسره حين تصر على موازاة فعل الاحتلال بالعمل المشروع لقوى المقاومة الفلسطينية التي تصدت وقاتلت جبروت الاحتلال بسلاحها المتواضع، واستطاعت أن تَقُض مضاجعه.
كما أن المبادرة المصرية لا تلحظ إنجازات المقاومة العسكرية -حتى لو اعتقد البعض أنها متواضعة- ولا تريد لها أن تجني ثمارا سياسية، أولها فك الحصار الظالم منذ سنوات ورفعه عن القطاع، وهو مطلب دولي على كل حال قبل أن يكون مطلبا وطنيا فلسطينيا.
إن المبادرة المصرية تُقدم للفلسطينيين حلا "إسرائيليا" بامتياز، يتجاوب مع رغبات حكومة نتنياهو ويتجاهل الرغبات الوطنية الفلسطينية، وهو حل -في أحسن الأحوال- يتجاهل نهر الدماء التي روت أرض القطاع، ولا يعطيها أدنى قيمة.
إنها مبادرة تدعو وفودا "إسرائيلية" وفلسطينية على أعلى مستوى لتثبيت التهدئة واستكمال إجراءات بناء الثقة.! أي جر الطرف الفلسطيني إلى ما هو أبعد من التهدئة، إلى التسوية ومربع لعبة المفاوضات العبثية، أي أنها باختصار دعوة إذلال في جانب كبير منها للطرف الفلسطيني.
إنها مبادرة لا تستجيب لحقيقة أن "إسرائيل" هي دولة احتلال، وأن الفلسطينيين شعب تحت الاحتلال، ويمارس حقه في مقاومة الاحتلال ولا يمارس "أعمالا عدائية".
إنها مبادرة ستجعل شهية "إسرائيل" تندلق في سلوكها المُتعجرف، حيث يتوقع لها في ظل هذه المبادرة الشديدة الارتخاء، أن تُقدم على أعمال أكثر وحشية استنادا إلى موقفها من بدعة التهدئة أو الهدنة أو أي مُسمى آخر.
موقف دون المرتجى
لماذا هذا الدور المصري، وتحديدا بالنسبة لملف قطاع غزة؟ فهو موقف يتكرر عقب كل جولة عدوانية تقع على القطاع، ألم يحن الوقت لفك القيود التي تُكبّل الموقف الرسمي المصري منذ سنوات طويلة، والعمل من أجل العودة إلى موقف مصر التاريخي من القضية الفلسطينية.. مصر التي قدمت أنهارا من الدماء لأجل فلسطين؟..
أما آن الأوان لبلورة موقف رسمي مصري آخر -ونشدد على موقف رسمي لا شعبي- يساعد الفلسطينيين في القطاع، وينحاز إلى موقفهم العادل، كما تنحاز إليهم بورتوريكو وبوليفيا ونيكاراغوا ومدغشقر وجزر الرأس الأخضر.
ففي كل مرة يُشن فيها عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، تتجه الأنظار صوب مصر، ليس لأنها بلد عربي مركزي ومؤثر فحسب، بل لأنها أيضا البلد العربي الوحيد الذي يجاور غزة مباشرة، ولا بوابات للقطاع نحو العالم الخارجي دون مصر، وموقف قيادة هذا البلد وسلوكه يلعبان دورا مهما في تطورات ومسارات الأحداث في قطاع غزة وحتى في عموم مسارات القضية الوطنية التحررية العادلة للشعب العربي الفلسطيني.. إنها الجغرافيا السياسية، والبعد المتعلق بالأمن القومي المصري، كما هي التاريخ الحي للعلاقة بين مصر وفلسطين، وهو التاريخ الذي لا يستطيع أي طرف أن ينهيه أو أن يهيل التراب عليه.
حصار غزة في عهد السيسي يختلف حتى عن عهد مبارك، إذ لا يقف عند حدود إغلاق معبر رفح أو تدمير الأنفاق، بل تعداهما خطوات كبيرة من خلال اعتبار حماس تنظيما إرهابيا
لكن للأسف، فإن مصر الرسمية ومنذ اتفاقية كامب ديفد الأولى الموقعة عام 1979، لا تلعب دورها المطلوب والمرتجى من قبل الفلسطينيين لجهة الضغط على الاحتلال، بل تلعب -وفي كل مبادراتها أو خطواتها السياسية على صعيد الصراع مع الاحتلال- دور "الرسول" بين الطرفين الفلسطيني و"الإسرائيلي"، تنقل الرسائل و-في أحيان كثيرة- التحذيرات والتهديدات التي كانت تُطلقها الحكومات "الإسرائيلية"، وكان بعضها من التحذيرات الوهمية التي سبق أن نقلها الجنرال عمر سليمان الذي كان يدير جهاز المخابرات الحربية المصرية لسنوات طويلة، حين كان ممسكا بالملف المتعلق بالموضوع الفلسطيني في قطاع غزة وملف الفصائل والقوى الفدائية الفلسطينية، وقد رحل عن دنيا الوجود وفي جعبته الكثير من الأسرار التي لو قيض لها أن تخرج لأحدثت دويا في الساحة الفلسطينية وحتى المصرية لجهة الموضوع الفلسطيني.
وتحضرنا في هذا السياق المقولة التي كان يرددها الرئيس المخلوع حسني مبارك مع كل جولة عدوانية على القطاع، ومع كل جولة استعصاء سياسي في مسار المفاوضات "أنا لست مع هذا أو ذاك.. أنا وسيط".
مصر وخسارة الدور
قصارى القول إن مصر الرسمية -لا الشعبية- ما زالت في موقع الخسارة لدورها القيادي في المنطقة، وهو الدور المفترض به أن يتناسب مع ثقلها المركزي في العالم العربي، حيث لم يقع حتى الآن تبدل إستراتيجي في الدور المصري على صعيد إدارة ملف الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال، وملف الأوضاع في قطاع غزة.
والسبب الرئيسي وراء تلك الخسارة أن الموقف الرسمي المصري ما زال يراوح مكانه رغم كل التبدلات التي وقعت في مصر خلال السنوات الأربع الأخيرة، وهي تبدلات باتت تضع العديد من إشارات الاستفهام على دور العسكرتاريا الحالي.
والمؤسف الآن -ونقولها بكل مرارة- أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاوز جميع من سبقوه في سوء أدائه في الحرب الراهنة على غزة، فقد أعاد إلى الأذهان تواطؤ نظام حسني مبارك في التحضير للعدوان على غزة في أكثر من مرة في سياق الضغط على الفلسطينيين وحتى على الرئيس الراحل ياسر عرفات، وذلك عبر إيفاد السيسي مدير المخابرات العامة محمد فريد التهامي إلى تل أبيب قبل يومين من العدوان، بما يذكّر بزيارة تسيبي ليفني إلى القاهرة عام 2008 قبل أيام من عدوان "الرصاص المصبوب" على غزة آنذاك.
والمؤسف الآن أن حصار غزة في عهد السيسي يختلف حتى عن عهد مبارك، إذ لا يقف عند حدود إغلاق معبر رفح أو تدمير الأنفاق، بل تعداهما خطوات كبيرة إلى الأمام من خلال اعتبار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "تنظيما إرهابيا" في قطاع غزة وعموم فلسطين، وهنا المقتل الآخر والمصيبة الكبرى للموقف الرسمي المصري الحالي.
هذا إضافة إلى قيام بعض وسائل الإعلام المصرية -وعلى رأسها بعض الرموز من إعلاميي النظام- بتزييف الوعي وشن حملة كبيرة على الفلسطينيين وعلى القطاع تحديدا، بل وصل الأمر ببعضهم حد الطلب من حكومة نتنياهو باستمرار عدوانها على القطاع لاجتثاث الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس وباقي القوى الفدائية الفلسطينية.