Haneen
2014-08-10, 12:50 PM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
السبت
02/08 /2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال: الحرب الدينية بقلم يوسف رزقة عن الرأي
يؤكد الكاتب ان الحرب القائمة على غزة هي حرب دينية وما تدمير المساجد وقتل الاطفال الا شواهد على هذه الحرب ويستعرض الكاتب اسماء مساجد قصفت مؤكدا عدم علاقتها بالعمل العسكري وان عمليات القصف انتقائية لابعاد الاحتلال التهمة عن نفسه بالحرب الدينية. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : كيري المستباح ونزع سلاح غزة بقلم ياسر الزعاترة عن المركز الفلسطيني للاعلام
يقول الكاتب انه من العار على العرب ان يطرح كيري مبادرة يعارضها نتياهو بشدة والذي يصر على مبادرة مصر المدعومة من معظم الانظمة العربية ويؤكد الكاتب ان حماس لن تبيع سلاحها بالمليارات التي لن تصل حسب ما اثبتت التجارب وحماس ستنتصر بالنهاية. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : عباس يستطيع ولا يفعل بقلم عصام عدوان عن فلسطين الان
يزعم الكاتب ان السيد الرئيس لم يقم بواجباته كالدعوة لانعقاد اجتماع للامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية والمنظمة الاسلامية والافريقية ولم يوقع اتفاق روما والعديد من الامور التي يستطيع فعلها ولم يفعلها وهذا يؤيد الشك في تواطئ سيادته على غزة على اقل تقدير . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال: تضامنٌ غربي وجحودٌ عربي بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
يأسف الكاتب الكاتب على الصمت العربي الشعبي والرسمي على جرائم الاحتلال في غزة بينما تثور دول اوروبا وامريكا اللاتينية والاحزاب الغربية فهؤلاء يبعدون الاف الاميال ولا تجمعهم مع الفلسطينين سوى الروح الثورية. مرفق ،،،
</tbody>
\
<tbody>
مقال : شبهات حول المقاومة.. لماذا تنفرد حماس بقرار المقاومة؟ بقلم ساري عرابي عن فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان تحميل حماس مسؤولية العدوان على القطاع يجعلها شركية مع العدو في حربه على القطاع متناسين انها جزء من المجتمع الذي يتعرض للعدوان والمقاومة موجودة لوجود الاحتلال .. مرفق ،،،
</tbody>
الحرب الدينية
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
من الأسئلة التي تثيرها معركة ( الجرف الصامد) بحسب التسمية العبرية، سؤال الحرب الدينية. هل بدأت دولة الاحتلال الحرب الدينية المعلنة من خلال قصف المساجد وتدميرها في غزة؟! في معارك الاحتلال السابقة مع غزة اكتفى الاحتلال بتهديد المساجد، واتهامها بأنها مواقع عسكرية، واكتفى بهدم عدد محدود منها في 2008، و 2012، واحيانا كان يكتفي بإلحاق الأذى بالمآذن العالية، أما الآن في معركة 2014 فإنه اتجه الى تثبيت الاتهام في الإعلام ، وقصفها بشكل مباشر بغرض التدمير الكامل، وفي أحيان عديدة كما في مسجد الأمين محمد الواقع في الرمال الجنوبي الراقي بالقرب من منزل رئيس السلطة كرر قصف المسجد ثلاث مرات مع أنه هدم من المرة الأولى وذلك لأغراض معنوية، والشيء نفسه فعله مع مسجد خليل الوزير في الشيخ عجلين، والذي يعد معلما بارزا في المنطقة على شاطئ بحر غزة، وتم بناؤه بتوجيهات من ياسر عرفات.
وفي الليلة نفسها تم قصف وهدم مسجد السوسي في مخيم الشاطئ ، ومسجد البشير في جباليا، وكانت الطائرات قد هدمت في الأيام الأولى من المعركة مسجد الفاروق في مخيم النصيرات في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وهو أول مسجد تعرض للهدم في هذه المعركة غير المتكافئة، ولم يكن للمسجد أدنى صلة بالأعمال العسكرية أقول هذا لأنني أعرف المسجد جيدا، ثم هدمت مسجد العودة في رفح، وهو من أقدم مساجد المدينة، وعلى الشارع الرئيس فيها، ويخدم منطقة مزدحمة بالسكان ، ثم توالت عمليات الهدم.
ما يلفت النظر في عملية القصف والهدم المتعمد، أنه يسير بحسب خطة وبرنامج متدرج ، فيه قدر مدروس من الانتقائية، للإيهام بصحة الاتهام الصهيوني للمساجد، والقول بأن الجيش لا يهدمها على أساس ديني، لأنه لم يقصف جميع المساجد، والصحيح أن الانتقائية مقصودة، وفيها يكمن دليل الهدم على أساس ديني، لأن رواد هذه المساجد في الأمين، وخليل الوزير، والفاروق، والعودة، والبشير ، والسوسي، يؤكدون خلو مساجدهم من الاعمال العسكرية.
دولة الاحتلال اليهودي تعادي المسلمين على أساس ديني، وقد هدمت مساجدهم في ارض1948، وحولت بعضها الى خمارات، ومتاحف، وهي تعبث بالمسجد الأقصى بأشكال مختلفة، وتمنع حرية العبادة والصلاة فيه، وتخطط جماعات متعصبة منهم لهدمه، وبناء الهيكل مكانه. وفي هذا السياق العام تقع عملية الإفادة من المعركة لهدم المساجد في غزة، ربما تمهيدا، وتمرينا، على هدم المسجد الأقصى.
دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشجع مجتمعها على التعصب الديني، وعلى الحرب الدينية، بينما تعاني المجتمعات العربية والإسلامية من اضطهاد حكامها للدين وللجماعات المتدينة، وتلقي بهم في السجون.
إن شواهد الحرب الدينية تتعاظم الآن في المجتمع الاسرائيلي، وفي توجيه قرار الحرب أيضا، وقصف المساجد، وهدمها، هو أحد هذا الشواهد، وليس بمكنة دولة الاحتلال إنكار ذلك، وقتل الأطفال شاهد ثان، وهدم المنازل على رؤوس أصحابها هو فتوى دينية قبل أن يكون عملا عسكريا ضروريا. حكومة نيتنياهو ستواجه بسؤال لم إذن تهدمون المساجد وكان بإمانكم انتظار الفلسطيني المسلح واغتياله عند خروجه من المسجد، وتدمير ما يحمل من عتاد أو صواريخ. انتم تقصفون المسجد لأنه مسجد، ولا تهدمونه لأنه مخزن سلاح. حربكم على غزة حرب دينية، وهي حرب ستحرقكم لا محالة، لأنكم تفجرون في المسلمين طاقات الدفاع عن الاسلام. الحرب على غزة دينية مائة في المائة، وهدم المساجد ليست إلا شاهدا واحدا.
تضامنٌ غربي وجحودٌ عربي
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
تنقل إلينا وسائل الإعلام المختلفة حملاتِ تضامنٍ أجنبيةٍ، تتضامن مع قطاع غزة، وتقف إلى جانب سكانه، تؤيدهم في مقاومتهم، وتنصفهم في شروطهم ومطالبهم، وتؤمن بعدالة قضيتهم، وشرف ونبل مقاومتهم، وتناصر الفلسطينيين عملياً، وتساندهم فعلياً، وتساعدهم بقوانينها الوطنية، وتسهل التعامل معهم، وتؤازرهم في منظمة الأمم المتحدة ومختلف مؤسساتها الدولية، رغم أنها ليسوا عرباً ولا مسلمين، ولا يعيشون قريباً منا ولا في الجوار، بل تفصلنا عنهم بحارٌ محيطات، ودولٌ وآلاف الأميال.
بينما تنتقد وتعارض الحكومة الإسرائيلية، وتصف أعمالها بأنها إجرامية وعدوانية، وبعضهم يصفها بأنها إرهابية ومخالفة للقوانين، وأنها دولة عنصرية فاشية، تجاوزت الأخلاق والمثل الإنسانية، ودعا بعضهم إلى مراجعة الاتفاقيات والمعاهدات التي تربط بلادهم بالكيان الصهيوني، وتنظم مختلف العلاقات معهم.
ودعا آخرون إلى وجوب مقاطعة الكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التعاون معه، بل وفرض عقوباتٍ مشددة عليه، لمنعه من مواصلة عدوانه، وإجباره على الخضوع للقانون الدولي، والموافقة على الشروط والمطالب الفلسطينية، التي يرون أنها مطالب محقة، وهي مطالبٌ إنسانية وعادية، يصعب على المجتمع الدولي أن يرفضها أو أن يتنكر لها، إذ هي حق الشعوب كلها، التي لا يمكن مصادرتها أو السكوت على ضياعها.
وهي حملاتُ تضامنٍ رسمية، تقوم بها أنظمة وحكومات، ويعبر عنها رؤساء ووزراء، وهي بالتأكيد تختلف عن الحملات التضامنية الشعبية، التي هي كثيرةٌ وعديدة، وناشطة وفاعلة، ومؤثرة وضاغطة، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى الحملات الرسمية، التي ينشأ عنها تغييراتٌ واجراءاتٌ، ومواقف وسياسات، كما لا يستطيع العالم أن يغض الطرف عنها، أو أن يمتنع عن الاستماع إليها، إذ أنها مهما كانت خافتةً فإنها تبقى قوية، وأياً كانت الدول الصادرة عنها صغيرة أو ضعيفة أو بعيدة أو قليلة التأثير، فإن لها صدىً كبيراً، ووقعاً قاسياً على الكيان الصهيوني، وعلى صناع القرار الدولي، وسيكون لها دورٌ في تحريك الرأي العام الدولي، وتغيير المزاج الشعبي، وكشف حقيقة العدو الصهيوني وفضح ممارساته.
لم تقتصر المواقف الدولية المستنكرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وبوليفيا وتشيلي وبنما وغيرهم من دول أمريكا اللاتينية، وهي التي تبعد عن فلسطين آلاف الأميال، وتختلف عن أهلها لساناً وديناً وشكلاً، وعادةً وتقاليد وأحوالاً، بل سارعت دولة جنوب أفريقيا والهند إلى استدعاء سفرائهم لدى الكيان الصهيوني للتفاهم، وطالبوا المجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، لوقف إطلاق النار، ووجوب احترام القوانين الدولية، ولرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية، وزيادة أعداد الضحايا المدنيين.
أما في أوروبا فقد سارع وزير خارجية بلغاريا إلى توجيه النقد إلى الحكومة الإسرائيلية، داعياً إياها إلى وقف كافة عملياتها العسكرية، وذكرها بأن العدوان على قطاع غزة لن يجلب لها الأمان، ولن يحل مشكلتها مع الفلسطينيين، وأن ما ترتكبه بحق الفلسطينيين يرقى إلى مستوى الجريمة الإنسانية.
أما رئيس المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك فقد دعا زعماء أوروبا إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وذكرهم بالمذابح التي تعرض لها الشعب البوسني، وأنها تشبه كثيراً ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم، وأن المجتمع الدولي الذي كان شريكاً في ارتكابها بصمته وتخاذله وتأخره في التدخل الفاعل في الوقت المناسب، فإنه اليوم شريكٌ في هذا العدوان، ما لم يعجل في التحرك الفاعل.
كثيرةٌ هي الدول الأوروبية والغربية التي استدعت سفراء الكيان الصهيوني لديها، وسلمتهم مذكرات احتجاج رسمية، ومنهم من استخدم مفرداتٍ قاسية في العرف الدبلوماسي، في إشارةٍ إلى رفضهم التام للسلوك الإسرائيلي، وعدم اقتناعهم بالمبررات الأمنية التي تسوقها حكومتهم، وأنهم لا يقبلون بأقل من الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأولها حقه في الحياة الحرة الكريمة، بلا حصارٍ ولا تضييق.
كما أعلنت أحزابٌ أوروبية مشاركة في الحكم أو معارضة، ومنها إسبانية رفضها التام للعدوان الإسرائيلي، وطالبت المجتمع الدولي أن يقوم بخطواتٍ عملية لوقف العدوان، والانتصار للشعب الفقير المحاصر، واستنكرت الأحزاب الإسبانية بشدة موقف جامعة الدول العربية، واتهمتها بأنها متواطئة وراضية، واعتبرت أن مواقفها لا ترقى إلى درجة الجدية والمسؤولية، وأنهم يعلنون تضامنهم مع الضحايا الفلسطينيين لكن على استحياءٍ شديد، بما لا يغضب الإسرائيليين أو يغير من سلوكهم، وأنهم لا يعملون شيئاً لإنقاذ الفلسطينيين والوقوف معهم.
إنه لأمرٌ محزنٌ جداً أن يجد الفلسطينيون نصرتهم بعيداً وراء البحار، ومن دولٍ وحكوماتٍ لا تعرف العربية، ولا تدين بالإسلام، ولا تعرف الوجوه، ولا تحفظ الأسماء، ولا يربطها مع الفلسطينيين سوى الإنسانية والقيم الثورية، ولكنها تثور على الظلم، وتنتصر للحق، ولا تتردد في استنكار الباطل، وشجب العدوان، ولو جاء من دولةٍ يرعاها المجتمع الدولي، ويكفل وجودها، ويضمن تفوقها، ويرعى عدوانها.
بينما تقف الدول العربية بأنظمتها البوليسية الأمنية، وهي العربية المسلمة، الجارة القريبة، ساكتة صامتة لا تحرك ساكناً، ولا تنطق ولا تشجب ولا تستنكر، ولا تنتصر ولا تساعد ولا تناصر، ولا تغضب ولا تثور ولا تنتفض، ضعيفة مهينة عاجزة، مضحكة مبكية مثيرة للحزن والأسى، وتبعث على السخرية والتهكم والاستهزاء، تتناولها الكلمات بالغمز واللمز والتلطيش، بالتصريح أو التلميح، ولكنها ميتة لا حياة فيها، بليدة لا تحس، غبية لا تفهم، وسفيهة لا تعي، تنتصر للعدو وتقف معه، وتبرر فعله، وتقف ضد أبناء أمتها وتعارضهم، وتحاصرهم وتعاقبهم، وتمنع الانتصار لهم، وتعاقب من يفكر في مساعدتهم وتقديم العون لهم.
كيري المستباح ونزع سلاح غزة
بقلم ياسر الزعاترة عن المركز الفلسطيني للاعلام
منذ تسلمه لمنصب وزير الخارجية، ورغم محاولاته المحمومة لإيجاد تسوية للملف الفلسطيني، وخلافاته الكثيرة مع نتنياهو وفريقه الوزاري، إلا أن جون كيري لم يتعرض يوما لهذا الكم من الشتائم التي تعرض لهاعلى خلفية المبادرة التي طرحها لإيجاد حل للحرب على غزة.
ما إن طرح مبادرته، حتى انهالت عليه وسائل الإعلام الصهيونية بالشتائم، ولم يبق سوى القول إنه أصبح عميلا قطريا قبض مقابل طرح المبادرة، وانضمت إلى الحملة بطبيعة الحال دوائر صهيونية في الولايات المتحدة تعيش بدورها أزمة نتنياهو في مواجهة الفعل البطولي للمقاومة في غزة.
وبدل أن يرد كيري على الهجوم عليه وينتصر بعض الشيء لكرامته المهدورة، ذهب إلى التراجع عن مبادرته، وراح يتحدث عن أن أية تسوية في قطاع غزة ينبغي أن تنتهي بنزع سلاح حماس والفصائل الأخرى، وهو بطبيعة الحال ما يمكن أن يحوّل هزيمة العدو إلى انتصار. وعندما تواصلت الشتائم اضطر إلى الكشف عن حقيقة أن نتنياهو اتصل به خمس مرات طالبا منه البحث عن تهدئة.
قبل الخوض في مسألة نزع السلاح هذه، ثمة أبعاد أخرى يمكن التوقف عندها في سياق الحديث عما تعرض له كيري، لعل أولها تلك المفارقة الأكثر استفزازا في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، والتي تتمثل في أن يجد الصهاينة في مبادرة يقدمها زعيم عربي ما هو أفضل بكثير مما يجدونه في أخرى يقدمها وزير خارجية أمريكا؛ الدولة الأكثر انحيازا لكيانهم. والأكثر استفزازا بطبيعة الحال يتمثل في حصول تلك المبادرة (العربية) على دعم من عدد من الأنظمة العريية، بل أكثرها في واقع الحال، ما يشير إلى تحولات عميقة تجري في المنطقة سببها الأولوية التي انخرطت فيها تلك الأنظمة ممثلة في مطاردة ربيع العرب والثورات والإسلام السياسي، وهي أولوية تفرض عليهم علاقة مختلفة مع دولة الاحتلال.
البعد الآخر يتمثل في طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وبين الكيان الصهيوني، والتي بلغت حد أن يتجرأ الصهاينة على أي مسؤول أمريكي ويشتمونه من دون أن يرفّ لهم جفن، فيما يضطر هو إلى التراجع، وحين يجري انتقاد الهجاء يكون ذلك بطريقة غاية في الأدب، كما حصل مع الناطقة باسم الخارجية الأمريكية التي قالت بكل هدوء “ليس هكذا يتعامل الشركاء والحلفاء مع بعضهم البعض”.
إنها جرأة غير مسبوقة، لم يكن لها أن تظهر على هذا النحو، لولا شعور نتنياهو بأن له من التأييد في الكونغرس أكثر مما يحظى به أوباما، مع العلم أن الأخير لم يتجرأ يوما على الصدام مع الرغبات الصهيونية، بل أدار سياسته الشرق أوسطية على إيقاع هواجسها بالكامل، ومع فعله في سوريا من أجل نزع السلاح الكيماوي، ومن أجل إطالة أمد المعركة لتدمير البلد وجعله ثقبا أسود يستنزف جميع أعداء الكيان الصهيوني غير تأكيد على ذلك. أما الذي لا يقل أهمية، فهو شعوره بأن علاقته المحيط العربي تمر بفترة ذهبية لم يعرفها تاريخ الصراع من قبل.
نأتي إلى مسألة نزع سلاح المقاومة التي اضطر كيري إلى الحديث عنها رغم عدم وجودها في مبادرته التي سحبت من التداول بالطبع لصالح مبادرة مصرالتي يصر عليها نتنياهو. هنا نشير إلى أن ذلك المطلب يشكل أساسا عمليا للعدوان على قطاع غزة، إذ رأى نتنياهو أن بوسعه استغلال الظرف العربي الراهن في ضرب حماس كحركة متمردة، وغزة كإقليم متمرد، ومن ثم نزع أسلحته وضمه إلى الضفة الغربية في سياق مسار التنسيق الأمني والتفاوض البائس الذي يديره عباس. وهو مسار من يركزون أنظارهم على ضرب الحركة كرافعة من روافع الإسلام السياسي في المنطقة، ومن ثم الرضا بما يرضى به عباس أيا يكن مستوى بؤسه، مع أنه لن يكون مضطرا إلى إعلان نهاية النزاع، ويكفي أن يحوِّله إلى نزاع حدودي مع دولة جارة.
والحال أن حماس لن تبيع سلاحها بالمليارات التي تعرض عليها لأجل إعمار غزة (لن يتحقق من الوعود شيء يذكر كما دلت التجارب)، لاسيما أن هدف اللعبة هو أن يجري تحويل الحركة إلى حزب معارض في دولة تحت الاحتلال لا أكثر. وهي ستقاتل وتنتصر مهما كان ميزان القوى مختلا ضدها، وهي في العموم تفضل أن تموت واقفة على الاستسلام، لكنها صامدة بإذن الله، فهي نشأت وكبرت بوجود المحتلين، وستبقى رغم أنوفهم في كل الأحوال، لكن كل المؤشرات لا زالت تؤكد أنها ستخرج منتصرة من هذه المعركة بإذن الله، وسيبوء نتنياهو وكل المتآمرين بالخيبة والخسران.
عباس يستطيع ولا يفعل
بقلم عصام عدوان عن فلسطين الان
علامات استفهام كبيرة يفرضها جمود حراك رئيس منظمة التحرير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المستوى السياسي والدبلوماسي، فما هي الفرص التي أضاعها عباس حتى اللحظة؟
1- لم يدع عباس لاجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة.
2- لم يتحرك دوليا لحشد موقف دولي في سبيل استصدار قرار دولي بتجميد أو إلغاء عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة لمخالفتها شروط عضويتها.
3- لم يحشد موقفا دولياً لاستصدار قرار دولي بتجريم أي محاولة لممارسة حصار ما ضد قطاع غزة تتجافى مع مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي.
4- لم يطلب اجتماعا لمنظمة التعاون الإسلامي.
5- لم يطلب اجتماعا آخر لجامعة الدول العربية والقمة العربية.
6- لم يطلب اجتماعا لمنظمة الاتحاد الإفريقي علما بأن منظمة التحرير عضو فيها.
7- لم يعقد اجتماعا للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
8- لم يحاول مجرد محاولة أن يزود قطاع غزة خلال الحرب ليتفقد شعبه فيه.
9- لم يأمر حكومة رامي الحمد الله لزيارة قطاع غزة والوقوف على احتياجاته، مع أنه اعتبرها حكومته.
10- لم يأمر بصرف عاجل لرواتب الأطباء والممرضين ورجال الدفاع المدني العاملين بلا توقف على مدار 24 ساعة يومياً، وهم يعملون بالوازع الوطني والإنساني. فهل يتم تشجيع الطواقم الطبية على العمل بهذه الطريقة أم هو يعاقبهم لأنهم يعملون في خدمة أهلهم؟
11- لم يستثمر عباس عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ليطالب بفك الحصار عن غزة والمطالبة بمياه إقليمية دولية، باعتبار فلسطين دولة يفترض أن تكون ذات سيادة ، وهذا من شأنه أن يؤمِّن له آبار الغاز قبالة شواطئ غزة والتي من شأنها أن تجعل فلسطين أغنى من الكويت حسب دراسات متخصصة.
12- لم يعلن الانضمام لمعاهدة روما من أجل التمكن من ملاحقة قادة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب على مجازرهم العلنية والموثقة بالصوت والصورة.
بعد كل ذلك مما يستطيعه محمود عباس لكنه لم يفعل، لم يعد هناك شك في تواطؤ عباس في الحرب الدائرة على غزة في أقل تقدير.
شبهات حول المقاومة.. لماذا تنفرد حماس بقرار المقاومة؟
بقلم ساري عرابي عن فلسطين اون لاين
ثمة مجموعة من الإشكالات في هذا السؤال، أولها افتراضه أن الأصل في الحالة الفلسطينية أي شيء إلا المقاومة، ولذلك، فبحسب هذا السؤال، فإن الفعل المقاوم يتطلب استئذانًا إن بالاتفاق مع الفصائل الأخرى أو من المجتمع نفسه، خاصة وأن أثمان المقاومة يدفعها الجميع لا الفصيل المقاوم وحده! مع أن حماس لا تفعل أكثر من استمرارها على الأصل الذي سبقها ووجدت فيه نفسها، والانحراف عن هذا الأصل هو الذي يحتاج الاعتذار أو القرار الجماعي، هذا مع تقديرنا للظروف التي نشأت بعد أوسلو أو من بعد انسحاب العدو من قطاع غزة وانفراد حماس بحكمه من بعد الانقسام، لكن تغير هذه الظروف ليس كافيًا للتغير في الأصول.
أيضًا وكأن هذا السؤال يفترض أننا بدعة في التاريخ الإنساني! فهل كان بإمكان أي مقاومة في التاريخ أن تنطلق أساسًا فضلاً عن تحقيقها أهدافها لو أنها أخذت بعين الاعتبار كل رأي معترض عليها أو رافض لأن يشاركها الواجب النضالي من خلال دفع الثمن؟ هل هذا ممكن أساسًا؟! ما هو دور المجتمع وأفراده في التخلص من الاحتلال؟ وهل نحن الشعب الوحيد الذي يدفع أفراده ثمن مقاومته للاحتلال؟!
الإشكال الثاني في هذا السؤال، أنه خاطئ من أساسه بنسبة معتبرة، ولعله مستدعى من الحالة اللبنانية المختلفة تمامًا عن الحالة الفلسطينية، وكأن الأفكار المعادية للمقاومة قابلة للاستيراد مهما اختلفت الظروف والسياقات! أو مؤسس على مقدمات مختزلة وقاصرة تتمثل في انفراد حماس في حكم قطاع غزة، مع أن هذا الانفراد في الحكم لم ينعكس على المقاومة التي تتعدد فصائلها ولا تنفرد بها حماس.
وتحميل حماس المسؤولية عن شركائها في المقاومة يقتضي أن تهمين حماس على هؤلاء الشركاء ما يجعلها في النتيجة متفردة بقرار المقاومة بما يتعارض مع أصل السؤال! وقد حصل فعلاً وأن خاضت بعض فصائل المقاومة مواجهات مسلحة مع الاحتلال دون اشتراك حركة حماس فيها، وقد كانت النتيجة دائمًا تحميل الاحتلال حماس المسؤولية عن كل ما في القطاع أو ما ينطلق منه، فهذا السؤال بوجه ما مشترك مع الاحتلال، فما المسؤولية الواجبة تجاه ذلك؟ مشاركة الاحتلال مقولاته وذرائعه، أم تفنيدها وتطوير نضالاتنا؟!
وإذا كانت فصائل المقاومة مطالبة بمزيد من التنسيق والتنظيم في المجالين السياسي والميداني بما لا يلغي بالضرورة تعدديتها، فإن الإشكال الثالث في هذا السؤال أنه لا يحدد مسؤوليات القوى الأخرى التي لا تمارس المقاومة أو لا تؤمن بها، بمعنى أنه يحمل المقاومة المسؤولية تجاه المجتمع وتجاه المختلف مع المقاومة ويخلي الآخرين من مسؤولياتهم تجاه حقيقة موجودة وهي المقاومة، كما أنه وإذ يتحدث باسم المجتمع وما يدفعه من أثمان نتيجة المقاومة، فإنه لا يحدد مسؤوليات المجتمع في النضال والبدائل النضالية التي يمكنه أن يوجدها عن المقاومة المسلحة وآليات تنفيذها أو آليات إشراكه في قرار المقاومة، مع أن مسؤولية النضال هي مسؤولية المجتمع أولاً وأخيرًا، والاحتلال لا يقع على الفصائل فقط بل على هذا المجتمع، والفصائل ليست منفكة عن هذا المجتمع، فالمقاتلون لهم عوائلهم وأسرهم وبيوتهم ومصالحهم التي تتعرض للقصف والقتل والتدمير، والفصائل المقاتلة لها أجهزة مدنية يتعرض كوادرها للاستهداف، والمقاتلون لا ينتظمون في جيش نظامي يتبع دولة، لنتحدث عن فصل بين المقاتل والمجتمع، بل هم نتاج المجتمع الذي يتبرع بهم، وبالتالي ما معنى الحديث عن اشتراك المجتمع في دفعه ثمن المقاومة التي لا يشترك في قرارها؟
يقيس هذا السؤال انفراد حماس في الحكم بقطاع غزة على وظائف وواجبات وإمكانات الدولة تجاه مجتمعها، وهو قياس خاطئ يقوم على فرضية خاطئة، لكن العجيب أن تتولد هذه الفرضيات لدى من يؤكد ويلح دائمًا على أن السلطة في قطاع غزة ليست دولة ناجزة وإنما هي سلطة واقعة تحت الاحتلال بقدر ما، وهذا صحيح، ولذلك وجدت في القطاع مقاومة، والذي وإن فرغ من الوجود الاحتلالي المباشر داخله، فإنه جزء من الوطن، ويتحمل مسؤوليته تجاه بقية الوطن التي بقيت خاضعة للوجود الاحتلالي المباشر.
ومع أن الحديث عن انفراد حماس في الحكم يحمّل الحركة فوق ما ينبغي أن تتحمله من مسؤوليات بسبب إغفاله السياقات التي أدت إلى هذه النتيجة، ويفترض في المقاومة واجبات لا تقتضيها إلا الأوضاع الدولاتية، فإن ثمة إسقاطًا للظروف القاسية التي تحدّ من ممكنات المقاومة في غزة تجاه المجتمع أو حتى على الصعيد القتالي، من حيث المساحة الجغرافية الصغيرة للقطاع، والكثافة السكانية العالية، والحصار المطبق، وانعدام الظهير، وتحالف الجغرافيا السياسية مع العدو، والافتقار إلى نقطة ارتكاز تنطلق منها المقاومة وتعود إليها، والتضاريس المكشوفة، وإذن فإن أي مطالبة للمقاومة بتطوير قدراتها سواء في الاتجاه القتالي أو في واجباتها تجاه المجتمع ينبغي أن يأخذ كامل الظروف في عين الاعتبار، وإلا لتحول النقد إلى محض انتقاص، ولا يكفي ذكر هذه الظروف دون ظهور فاعليتها في العملية النقدية، كما أن البعض يحصي هذه الظروف للوصول إلى نتيجة مغايرة رافضة للمقاومة من الأساس بحجة ضيق الظروف المساعدة.
وأخيرًا فإن هذا السؤال ينتهي إلى تحميل حماس مسؤولية العدوان على القطاع، أو في أحسن الأحوال جعلها شريكة مع العدو في حربه على القطاع، ويعجز عن رؤيتها كجرء من المجتمع الذي يتعرض للعدوان، وكأن الحديث يجري عن مقاتلين آليين مبرمجين على افتعال الحروب ومجردين من الشعور الإنساني، فلا عائلات ولا أطفال ولا ممتلكات لعشرات آلاف العناصر المنتسبين لحركة حماس من مقاتلين وغير مقاتلين.. وإذن فهل ثمة شيء سوى رفض المقاومة غاية تستتر خلف قناع النقد، إن لم يكن واضحًا أن هدف النقد تطوير المقاومة لا رفضها من أساسها؟!
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
السبت
02/08 /2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال: الحرب الدينية بقلم يوسف رزقة عن الرأي
يؤكد الكاتب ان الحرب القائمة على غزة هي حرب دينية وما تدمير المساجد وقتل الاطفال الا شواهد على هذه الحرب ويستعرض الكاتب اسماء مساجد قصفت مؤكدا عدم علاقتها بالعمل العسكري وان عمليات القصف انتقائية لابعاد الاحتلال التهمة عن نفسه بالحرب الدينية. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : كيري المستباح ونزع سلاح غزة بقلم ياسر الزعاترة عن المركز الفلسطيني للاعلام
يقول الكاتب انه من العار على العرب ان يطرح كيري مبادرة يعارضها نتياهو بشدة والذي يصر على مبادرة مصر المدعومة من معظم الانظمة العربية ويؤكد الكاتب ان حماس لن تبيع سلاحها بالمليارات التي لن تصل حسب ما اثبتت التجارب وحماس ستنتصر بالنهاية. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : عباس يستطيع ولا يفعل بقلم عصام عدوان عن فلسطين الان
يزعم الكاتب ان السيد الرئيس لم يقم بواجباته كالدعوة لانعقاد اجتماع للامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية والمنظمة الاسلامية والافريقية ولم يوقع اتفاق روما والعديد من الامور التي يستطيع فعلها ولم يفعلها وهذا يؤيد الشك في تواطئ سيادته على غزة على اقل تقدير . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال: تضامنٌ غربي وجحودٌ عربي بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
يأسف الكاتب الكاتب على الصمت العربي الشعبي والرسمي على جرائم الاحتلال في غزة بينما تثور دول اوروبا وامريكا اللاتينية والاحزاب الغربية فهؤلاء يبعدون الاف الاميال ولا تجمعهم مع الفلسطينين سوى الروح الثورية. مرفق ،،،
</tbody>
\
<tbody>
مقال : شبهات حول المقاومة.. لماذا تنفرد حماس بقرار المقاومة؟ بقلم ساري عرابي عن فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان تحميل حماس مسؤولية العدوان على القطاع يجعلها شركية مع العدو في حربه على القطاع متناسين انها جزء من المجتمع الذي يتعرض للعدوان والمقاومة موجودة لوجود الاحتلال .. مرفق ،،،
</tbody>
الحرب الدينية
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
من الأسئلة التي تثيرها معركة ( الجرف الصامد) بحسب التسمية العبرية، سؤال الحرب الدينية. هل بدأت دولة الاحتلال الحرب الدينية المعلنة من خلال قصف المساجد وتدميرها في غزة؟! في معارك الاحتلال السابقة مع غزة اكتفى الاحتلال بتهديد المساجد، واتهامها بأنها مواقع عسكرية، واكتفى بهدم عدد محدود منها في 2008، و 2012، واحيانا كان يكتفي بإلحاق الأذى بالمآذن العالية، أما الآن في معركة 2014 فإنه اتجه الى تثبيت الاتهام في الإعلام ، وقصفها بشكل مباشر بغرض التدمير الكامل، وفي أحيان عديدة كما في مسجد الأمين محمد الواقع في الرمال الجنوبي الراقي بالقرب من منزل رئيس السلطة كرر قصف المسجد ثلاث مرات مع أنه هدم من المرة الأولى وذلك لأغراض معنوية، والشيء نفسه فعله مع مسجد خليل الوزير في الشيخ عجلين، والذي يعد معلما بارزا في المنطقة على شاطئ بحر غزة، وتم بناؤه بتوجيهات من ياسر عرفات.
وفي الليلة نفسها تم قصف وهدم مسجد السوسي في مخيم الشاطئ ، ومسجد البشير في جباليا، وكانت الطائرات قد هدمت في الأيام الأولى من المعركة مسجد الفاروق في مخيم النصيرات في المنطقة الوسطى من قطاع غزة، وهو أول مسجد تعرض للهدم في هذه المعركة غير المتكافئة، ولم يكن للمسجد أدنى صلة بالأعمال العسكرية أقول هذا لأنني أعرف المسجد جيدا، ثم هدمت مسجد العودة في رفح، وهو من أقدم مساجد المدينة، وعلى الشارع الرئيس فيها، ويخدم منطقة مزدحمة بالسكان ، ثم توالت عمليات الهدم.
ما يلفت النظر في عملية القصف والهدم المتعمد، أنه يسير بحسب خطة وبرنامج متدرج ، فيه قدر مدروس من الانتقائية، للإيهام بصحة الاتهام الصهيوني للمساجد، والقول بأن الجيش لا يهدمها على أساس ديني، لأنه لم يقصف جميع المساجد، والصحيح أن الانتقائية مقصودة، وفيها يكمن دليل الهدم على أساس ديني، لأن رواد هذه المساجد في الأمين، وخليل الوزير، والفاروق، والعودة، والبشير ، والسوسي، يؤكدون خلو مساجدهم من الاعمال العسكرية.
دولة الاحتلال اليهودي تعادي المسلمين على أساس ديني، وقد هدمت مساجدهم في ارض1948، وحولت بعضها الى خمارات، ومتاحف، وهي تعبث بالمسجد الأقصى بأشكال مختلفة، وتمنع حرية العبادة والصلاة فيه، وتخطط جماعات متعصبة منهم لهدمه، وبناء الهيكل مكانه. وفي هذا السياق العام تقع عملية الإفادة من المعركة لهدم المساجد في غزة، ربما تمهيدا، وتمرينا، على هدم المسجد الأقصى.
دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تشجع مجتمعها على التعصب الديني، وعلى الحرب الدينية، بينما تعاني المجتمعات العربية والإسلامية من اضطهاد حكامها للدين وللجماعات المتدينة، وتلقي بهم في السجون.
إن شواهد الحرب الدينية تتعاظم الآن في المجتمع الاسرائيلي، وفي توجيه قرار الحرب أيضا، وقصف المساجد، وهدمها، هو أحد هذا الشواهد، وليس بمكنة دولة الاحتلال إنكار ذلك، وقتل الأطفال شاهد ثان، وهدم المنازل على رؤوس أصحابها هو فتوى دينية قبل أن يكون عملا عسكريا ضروريا. حكومة نيتنياهو ستواجه بسؤال لم إذن تهدمون المساجد وكان بإمانكم انتظار الفلسطيني المسلح واغتياله عند خروجه من المسجد، وتدمير ما يحمل من عتاد أو صواريخ. انتم تقصفون المسجد لأنه مسجد، ولا تهدمونه لأنه مخزن سلاح. حربكم على غزة حرب دينية، وهي حرب ستحرقكم لا محالة، لأنكم تفجرون في المسلمين طاقات الدفاع عن الاسلام. الحرب على غزة دينية مائة في المائة، وهدم المساجد ليست إلا شاهدا واحدا.
تضامنٌ غربي وجحودٌ عربي
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
تنقل إلينا وسائل الإعلام المختلفة حملاتِ تضامنٍ أجنبيةٍ، تتضامن مع قطاع غزة، وتقف إلى جانب سكانه، تؤيدهم في مقاومتهم، وتنصفهم في شروطهم ومطالبهم، وتؤمن بعدالة قضيتهم، وشرف ونبل مقاومتهم، وتناصر الفلسطينيين عملياً، وتساندهم فعلياً، وتساعدهم بقوانينها الوطنية، وتسهل التعامل معهم، وتؤازرهم في منظمة الأمم المتحدة ومختلف مؤسساتها الدولية، رغم أنها ليسوا عرباً ولا مسلمين، ولا يعيشون قريباً منا ولا في الجوار، بل تفصلنا عنهم بحارٌ محيطات، ودولٌ وآلاف الأميال.
بينما تنتقد وتعارض الحكومة الإسرائيلية، وتصف أعمالها بأنها إجرامية وعدوانية، وبعضهم يصفها بأنها إرهابية ومخالفة للقوانين، وأنها دولة عنصرية فاشية، تجاوزت الأخلاق والمثل الإنسانية، ودعا بعضهم إلى مراجعة الاتفاقيات والمعاهدات التي تربط بلادهم بالكيان الصهيوني، وتنظم مختلف العلاقات معهم.
ودعا آخرون إلى وجوب مقاطعة الكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال التعاون معه، بل وفرض عقوباتٍ مشددة عليه، لمنعه من مواصلة عدوانه، وإجباره على الخضوع للقانون الدولي، والموافقة على الشروط والمطالب الفلسطينية، التي يرون أنها مطالب محقة، وهي مطالبٌ إنسانية وعادية، يصعب على المجتمع الدولي أن يرفضها أو أن يتنكر لها، إذ هي حق الشعوب كلها، التي لا يمكن مصادرتها أو السكوت على ضياعها.
وهي حملاتُ تضامنٍ رسمية، تقوم بها أنظمة وحكومات، ويعبر عنها رؤساء ووزراء، وهي بالتأكيد تختلف عن الحملات التضامنية الشعبية، التي هي كثيرةٌ وعديدة، وناشطة وفاعلة، ومؤثرة وضاغطة، إلا أنها لا ترقى إلى مستوى الحملات الرسمية، التي ينشأ عنها تغييراتٌ واجراءاتٌ، ومواقف وسياسات، كما لا يستطيع العالم أن يغض الطرف عنها، أو أن يمتنع عن الاستماع إليها، إذ أنها مهما كانت خافتةً فإنها تبقى قوية، وأياً كانت الدول الصادرة عنها صغيرة أو ضعيفة أو بعيدة أو قليلة التأثير، فإن لها صدىً كبيراً، ووقعاً قاسياً على الكيان الصهيوني، وعلى صناع القرار الدولي، وسيكون لها دورٌ في تحريك الرأي العام الدولي، وتغيير المزاج الشعبي، وكشف حقيقة العدو الصهيوني وفضح ممارساته.
لم تقتصر المواقف الدولية المستنكرة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على الأرجنتين والبرازيل والأوروغواي وبوليفيا وتشيلي وبنما وغيرهم من دول أمريكا اللاتينية، وهي التي تبعد عن فلسطين آلاف الأميال، وتختلف عن أهلها لساناً وديناً وشكلاً، وعادةً وتقاليد وأحوالاً، بل سارعت دولة جنوب أفريقيا والهند إلى استدعاء سفرائهم لدى الكيان الصهيوني للتفاهم، وطالبوا المجتمع الدولي بممارسة الضغط على الحكومة الإسرائيلية، لوقف إطلاق النار، ووجوب احترام القوانين الدولية، ولرفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وأعربوا عن قلقهم العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية، وزيادة أعداد الضحايا المدنيين.
أما في أوروبا فقد سارع وزير خارجية بلغاريا إلى توجيه النقد إلى الحكومة الإسرائيلية، داعياً إياها إلى وقف كافة عملياتها العسكرية، وذكرها بأن العدوان على قطاع غزة لن يجلب لها الأمان، ولن يحل مشكلتها مع الفلسطينيين، وأن ما ترتكبه بحق الفلسطينيين يرقى إلى مستوى الجريمة الإنسانية.
أما رئيس المجلس الرئاسي في البوسنة والهرسك فقد دعا زعماء أوروبا إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ الشعب الفلسطيني، وذكرهم بالمذابح التي تعرض لها الشعب البوسني، وأنها تشبه كثيراً ما يتعرض له الفلسطينيون اليوم، وأن المجتمع الدولي الذي كان شريكاً في ارتكابها بصمته وتخاذله وتأخره في التدخل الفاعل في الوقت المناسب، فإنه اليوم شريكٌ في هذا العدوان، ما لم يعجل في التحرك الفاعل.
كثيرةٌ هي الدول الأوروبية والغربية التي استدعت سفراء الكيان الصهيوني لديها، وسلمتهم مذكرات احتجاج رسمية، ومنهم من استخدم مفرداتٍ قاسية في العرف الدبلوماسي، في إشارةٍ إلى رفضهم التام للسلوك الإسرائيلي، وعدم اقتناعهم بالمبررات الأمنية التي تسوقها حكومتهم، وأنهم لا يقبلون بأقل من الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وأولها حقه في الحياة الحرة الكريمة، بلا حصارٍ ولا تضييق.
كما أعلنت أحزابٌ أوروبية مشاركة في الحكم أو معارضة، ومنها إسبانية رفضها التام للعدوان الإسرائيلي، وطالبت المجتمع الدولي أن يقوم بخطواتٍ عملية لوقف العدوان، والانتصار للشعب الفقير المحاصر، واستنكرت الأحزاب الإسبانية بشدة موقف جامعة الدول العربية، واتهمتها بأنها متواطئة وراضية، واعتبرت أن مواقفها لا ترقى إلى درجة الجدية والمسؤولية، وأنهم يعلنون تضامنهم مع الضحايا الفلسطينيين لكن على استحياءٍ شديد، بما لا يغضب الإسرائيليين أو يغير من سلوكهم، وأنهم لا يعملون شيئاً لإنقاذ الفلسطينيين والوقوف معهم.
إنه لأمرٌ محزنٌ جداً أن يجد الفلسطينيون نصرتهم بعيداً وراء البحار، ومن دولٍ وحكوماتٍ لا تعرف العربية، ولا تدين بالإسلام، ولا تعرف الوجوه، ولا تحفظ الأسماء، ولا يربطها مع الفلسطينيين سوى الإنسانية والقيم الثورية، ولكنها تثور على الظلم، وتنتصر للحق، ولا تتردد في استنكار الباطل، وشجب العدوان، ولو جاء من دولةٍ يرعاها المجتمع الدولي، ويكفل وجودها، ويضمن تفوقها، ويرعى عدوانها.
بينما تقف الدول العربية بأنظمتها البوليسية الأمنية، وهي العربية المسلمة، الجارة القريبة، ساكتة صامتة لا تحرك ساكناً، ولا تنطق ولا تشجب ولا تستنكر، ولا تنتصر ولا تساعد ولا تناصر، ولا تغضب ولا تثور ولا تنتفض، ضعيفة مهينة عاجزة، مضحكة مبكية مثيرة للحزن والأسى، وتبعث على السخرية والتهكم والاستهزاء، تتناولها الكلمات بالغمز واللمز والتلطيش، بالتصريح أو التلميح، ولكنها ميتة لا حياة فيها، بليدة لا تحس، غبية لا تفهم، وسفيهة لا تعي، تنتصر للعدو وتقف معه، وتبرر فعله، وتقف ضد أبناء أمتها وتعارضهم، وتحاصرهم وتعاقبهم، وتمنع الانتصار لهم، وتعاقب من يفكر في مساعدتهم وتقديم العون لهم.
كيري المستباح ونزع سلاح غزة
بقلم ياسر الزعاترة عن المركز الفلسطيني للاعلام
منذ تسلمه لمنصب وزير الخارجية، ورغم محاولاته المحمومة لإيجاد تسوية للملف الفلسطيني، وخلافاته الكثيرة مع نتنياهو وفريقه الوزاري، إلا أن جون كيري لم يتعرض يوما لهذا الكم من الشتائم التي تعرض لهاعلى خلفية المبادرة التي طرحها لإيجاد حل للحرب على غزة.
ما إن طرح مبادرته، حتى انهالت عليه وسائل الإعلام الصهيونية بالشتائم، ولم يبق سوى القول إنه أصبح عميلا قطريا قبض مقابل طرح المبادرة، وانضمت إلى الحملة بطبيعة الحال دوائر صهيونية في الولايات المتحدة تعيش بدورها أزمة نتنياهو في مواجهة الفعل البطولي للمقاومة في غزة.
وبدل أن يرد كيري على الهجوم عليه وينتصر بعض الشيء لكرامته المهدورة، ذهب إلى التراجع عن مبادرته، وراح يتحدث عن أن أية تسوية في قطاع غزة ينبغي أن تنتهي بنزع سلاح حماس والفصائل الأخرى، وهو بطبيعة الحال ما يمكن أن يحوّل هزيمة العدو إلى انتصار. وعندما تواصلت الشتائم اضطر إلى الكشف عن حقيقة أن نتنياهو اتصل به خمس مرات طالبا منه البحث عن تهدئة.
قبل الخوض في مسألة نزع السلاح هذه، ثمة أبعاد أخرى يمكن التوقف عندها في سياق الحديث عما تعرض له كيري، لعل أولها تلك المفارقة الأكثر استفزازا في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، والتي تتمثل في أن يجد الصهاينة في مبادرة يقدمها زعيم عربي ما هو أفضل بكثير مما يجدونه في أخرى يقدمها وزير خارجية أمريكا؛ الدولة الأكثر انحيازا لكيانهم. والأكثر استفزازا بطبيعة الحال يتمثل في حصول تلك المبادرة (العربية) على دعم من عدد من الأنظمة العريية، بل أكثرها في واقع الحال، ما يشير إلى تحولات عميقة تجري في المنطقة سببها الأولوية التي انخرطت فيها تلك الأنظمة ممثلة في مطاردة ربيع العرب والثورات والإسلام السياسي، وهي أولوية تفرض عليهم علاقة مختلفة مع دولة الاحتلال.
البعد الآخر يتمثل في طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وبين الكيان الصهيوني، والتي بلغت حد أن يتجرأ الصهاينة على أي مسؤول أمريكي ويشتمونه من دون أن يرفّ لهم جفن، فيما يضطر هو إلى التراجع، وحين يجري انتقاد الهجاء يكون ذلك بطريقة غاية في الأدب، كما حصل مع الناطقة باسم الخارجية الأمريكية التي قالت بكل هدوء “ليس هكذا يتعامل الشركاء والحلفاء مع بعضهم البعض”.
إنها جرأة غير مسبوقة، لم يكن لها أن تظهر على هذا النحو، لولا شعور نتنياهو بأن له من التأييد في الكونغرس أكثر مما يحظى به أوباما، مع العلم أن الأخير لم يتجرأ يوما على الصدام مع الرغبات الصهيونية، بل أدار سياسته الشرق أوسطية على إيقاع هواجسها بالكامل، ومع فعله في سوريا من أجل نزع السلاح الكيماوي، ومن أجل إطالة أمد المعركة لتدمير البلد وجعله ثقبا أسود يستنزف جميع أعداء الكيان الصهيوني غير تأكيد على ذلك. أما الذي لا يقل أهمية، فهو شعوره بأن علاقته المحيط العربي تمر بفترة ذهبية لم يعرفها تاريخ الصراع من قبل.
نأتي إلى مسألة نزع سلاح المقاومة التي اضطر كيري إلى الحديث عنها رغم عدم وجودها في مبادرته التي سحبت من التداول بالطبع لصالح مبادرة مصرالتي يصر عليها نتنياهو. هنا نشير إلى أن ذلك المطلب يشكل أساسا عمليا للعدوان على قطاع غزة، إذ رأى نتنياهو أن بوسعه استغلال الظرف العربي الراهن في ضرب حماس كحركة متمردة، وغزة كإقليم متمرد، ومن ثم نزع أسلحته وضمه إلى الضفة الغربية في سياق مسار التنسيق الأمني والتفاوض البائس الذي يديره عباس. وهو مسار من يركزون أنظارهم على ضرب الحركة كرافعة من روافع الإسلام السياسي في المنطقة، ومن ثم الرضا بما يرضى به عباس أيا يكن مستوى بؤسه، مع أنه لن يكون مضطرا إلى إعلان نهاية النزاع، ويكفي أن يحوِّله إلى نزاع حدودي مع دولة جارة.
والحال أن حماس لن تبيع سلاحها بالمليارات التي تعرض عليها لأجل إعمار غزة (لن يتحقق من الوعود شيء يذكر كما دلت التجارب)، لاسيما أن هدف اللعبة هو أن يجري تحويل الحركة إلى حزب معارض في دولة تحت الاحتلال لا أكثر. وهي ستقاتل وتنتصر مهما كان ميزان القوى مختلا ضدها، وهي في العموم تفضل أن تموت واقفة على الاستسلام، لكنها صامدة بإذن الله، فهي نشأت وكبرت بوجود المحتلين، وستبقى رغم أنوفهم في كل الأحوال، لكن كل المؤشرات لا زالت تؤكد أنها ستخرج منتصرة من هذه المعركة بإذن الله، وسيبوء نتنياهو وكل المتآمرين بالخيبة والخسران.
عباس يستطيع ولا يفعل
بقلم عصام عدوان عن فلسطين الان
علامات استفهام كبيرة يفرضها جمود حراك رئيس منظمة التحرير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المستوى السياسي والدبلوماسي، فما هي الفرص التي أضاعها عباس حتى اللحظة؟
1- لم يدع عباس لاجتماع طارئ للجمعية العامة للأمم المتحدة.
2- لم يتحرك دوليا لحشد موقف دولي في سبيل استصدار قرار دولي بتجميد أو إلغاء عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة لمخالفتها شروط عضويتها.
3- لم يحشد موقفا دولياً لاستصدار قرار دولي بتجريم أي محاولة لممارسة حصار ما ضد قطاع غزة تتجافى مع مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي.
4- لم يطلب اجتماعا لمنظمة التعاون الإسلامي.
5- لم يطلب اجتماعا آخر لجامعة الدول العربية والقمة العربية.
6- لم يطلب اجتماعا لمنظمة الاتحاد الإفريقي علما بأن منظمة التحرير عضو فيها.
7- لم يعقد اجتماعا للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير.
8- لم يحاول مجرد محاولة أن يزود قطاع غزة خلال الحرب ليتفقد شعبه فيه.
9- لم يأمر حكومة رامي الحمد الله لزيارة قطاع غزة والوقوف على احتياجاته، مع أنه اعتبرها حكومته.
10- لم يأمر بصرف عاجل لرواتب الأطباء والممرضين ورجال الدفاع المدني العاملين بلا توقف على مدار 24 ساعة يومياً، وهم يعملون بالوازع الوطني والإنساني. فهل يتم تشجيع الطواقم الطبية على العمل بهذه الطريقة أم هو يعاقبهم لأنهم يعملون في خدمة أهلهم؟
11- لم يستثمر عباس عضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة ليطالب بفك الحصار عن غزة والمطالبة بمياه إقليمية دولية، باعتبار فلسطين دولة يفترض أن تكون ذات سيادة ، وهذا من شأنه أن يؤمِّن له آبار الغاز قبالة شواطئ غزة والتي من شأنها أن تجعل فلسطين أغنى من الكويت حسب دراسات متخصصة.
12- لم يعلن الانضمام لمعاهدة روما من أجل التمكن من ملاحقة قادة إسرائيل في محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب على مجازرهم العلنية والموثقة بالصوت والصورة.
بعد كل ذلك مما يستطيعه محمود عباس لكنه لم يفعل، لم يعد هناك شك في تواطؤ عباس في الحرب الدائرة على غزة في أقل تقدير.
شبهات حول المقاومة.. لماذا تنفرد حماس بقرار المقاومة؟
بقلم ساري عرابي عن فلسطين اون لاين
ثمة مجموعة من الإشكالات في هذا السؤال، أولها افتراضه أن الأصل في الحالة الفلسطينية أي شيء إلا المقاومة، ولذلك، فبحسب هذا السؤال، فإن الفعل المقاوم يتطلب استئذانًا إن بالاتفاق مع الفصائل الأخرى أو من المجتمع نفسه، خاصة وأن أثمان المقاومة يدفعها الجميع لا الفصيل المقاوم وحده! مع أن حماس لا تفعل أكثر من استمرارها على الأصل الذي سبقها ووجدت فيه نفسها، والانحراف عن هذا الأصل هو الذي يحتاج الاعتذار أو القرار الجماعي، هذا مع تقديرنا للظروف التي نشأت بعد أوسلو أو من بعد انسحاب العدو من قطاع غزة وانفراد حماس بحكمه من بعد الانقسام، لكن تغير هذه الظروف ليس كافيًا للتغير في الأصول.
أيضًا وكأن هذا السؤال يفترض أننا بدعة في التاريخ الإنساني! فهل كان بإمكان أي مقاومة في التاريخ أن تنطلق أساسًا فضلاً عن تحقيقها أهدافها لو أنها أخذت بعين الاعتبار كل رأي معترض عليها أو رافض لأن يشاركها الواجب النضالي من خلال دفع الثمن؟ هل هذا ممكن أساسًا؟! ما هو دور المجتمع وأفراده في التخلص من الاحتلال؟ وهل نحن الشعب الوحيد الذي يدفع أفراده ثمن مقاومته للاحتلال؟!
الإشكال الثاني في هذا السؤال، أنه خاطئ من أساسه بنسبة معتبرة، ولعله مستدعى من الحالة اللبنانية المختلفة تمامًا عن الحالة الفلسطينية، وكأن الأفكار المعادية للمقاومة قابلة للاستيراد مهما اختلفت الظروف والسياقات! أو مؤسس على مقدمات مختزلة وقاصرة تتمثل في انفراد حماس في حكم قطاع غزة، مع أن هذا الانفراد في الحكم لم ينعكس على المقاومة التي تتعدد فصائلها ولا تنفرد بها حماس.
وتحميل حماس المسؤولية عن شركائها في المقاومة يقتضي أن تهمين حماس على هؤلاء الشركاء ما يجعلها في النتيجة متفردة بقرار المقاومة بما يتعارض مع أصل السؤال! وقد حصل فعلاً وأن خاضت بعض فصائل المقاومة مواجهات مسلحة مع الاحتلال دون اشتراك حركة حماس فيها، وقد كانت النتيجة دائمًا تحميل الاحتلال حماس المسؤولية عن كل ما في القطاع أو ما ينطلق منه، فهذا السؤال بوجه ما مشترك مع الاحتلال، فما المسؤولية الواجبة تجاه ذلك؟ مشاركة الاحتلال مقولاته وذرائعه، أم تفنيدها وتطوير نضالاتنا؟!
وإذا كانت فصائل المقاومة مطالبة بمزيد من التنسيق والتنظيم في المجالين السياسي والميداني بما لا يلغي بالضرورة تعدديتها، فإن الإشكال الثالث في هذا السؤال أنه لا يحدد مسؤوليات القوى الأخرى التي لا تمارس المقاومة أو لا تؤمن بها، بمعنى أنه يحمل المقاومة المسؤولية تجاه المجتمع وتجاه المختلف مع المقاومة ويخلي الآخرين من مسؤولياتهم تجاه حقيقة موجودة وهي المقاومة، كما أنه وإذ يتحدث باسم المجتمع وما يدفعه من أثمان نتيجة المقاومة، فإنه لا يحدد مسؤوليات المجتمع في النضال والبدائل النضالية التي يمكنه أن يوجدها عن المقاومة المسلحة وآليات تنفيذها أو آليات إشراكه في قرار المقاومة، مع أن مسؤولية النضال هي مسؤولية المجتمع أولاً وأخيرًا، والاحتلال لا يقع على الفصائل فقط بل على هذا المجتمع، والفصائل ليست منفكة عن هذا المجتمع، فالمقاتلون لهم عوائلهم وأسرهم وبيوتهم ومصالحهم التي تتعرض للقصف والقتل والتدمير، والفصائل المقاتلة لها أجهزة مدنية يتعرض كوادرها للاستهداف، والمقاتلون لا ينتظمون في جيش نظامي يتبع دولة، لنتحدث عن فصل بين المقاتل والمجتمع، بل هم نتاج المجتمع الذي يتبرع بهم، وبالتالي ما معنى الحديث عن اشتراك المجتمع في دفعه ثمن المقاومة التي لا يشترك في قرارها؟
يقيس هذا السؤال انفراد حماس في الحكم بقطاع غزة على وظائف وواجبات وإمكانات الدولة تجاه مجتمعها، وهو قياس خاطئ يقوم على فرضية خاطئة، لكن العجيب أن تتولد هذه الفرضيات لدى من يؤكد ويلح دائمًا على أن السلطة في قطاع غزة ليست دولة ناجزة وإنما هي سلطة واقعة تحت الاحتلال بقدر ما، وهذا صحيح، ولذلك وجدت في القطاع مقاومة، والذي وإن فرغ من الوجود الاحتلالي المباشر داخله، فإنه جزء من الوطن، ويتحمل مسؤوليته تجاه بقية الوطن التي بقيت خاضعة للوجود الاحتلالي المباشر.
ومع أن الحديث عن انفراد حماس في الحكم يحمّل الحركة فوق ما ينبغي أن تتحمله من مسؤوليات بسبب إغفاله السياقات التي أدت إلى هذه النتيجة، ويفترض في المقاومة واجبات لا تقتضيها إلا الأوضاع الدولاتية، فإن ثمة إسقاطًا للظروف القاسية التي تحدّ من ممكنات المقاومة في غزة تجاه المجتمع أو حتى على الصعيد القتالي، من حيث المساحة الجغرافية الصغيرة للقطاع، والكثافة السكانية العالية، والحصار المطبق، وانعدام الظهير، وتحالف الجغرافيا السياسية مع العدو، والافتقار إلى نقطة ارتكاز تنطلق منها المقاومة وتعود إليها، والتضاريس المكشوفة، وإذن فإن أي مطالبة للمقاومة بتطوير قدراتها سواء في الاتجاه القتالي أو في واجباتها تجاه المجتمع ينبغي أن يأخذ كامل الظروف في عين الاعتبار، وإلا لتحول النقد إلى محض انتقاص، ولا يكفي ذكر هذه الظروف دون ظهور فاعليتها في العملية النقدية، كما أن البعض يحصي هذه الظروف للوصول إلى نتيجة مغايرة رافضة للمقاومة من الأساس بحجة ضيق الظروف المساعدة.
وأخيرًا فإن هذا السؤال ينتهي إلى تحميل حماس مسؤولية العدوان على القطاع، أو في أحسن الأحوال جعلها شريكة مع العدو في حربه على القطاع، ويعجز عن رؤيتها كجرء من المجتمع الذي يتعرض للعدوان، وكأن الحديث يجري عن مقاتلين آليين مبرمجين على افتعال الحروب ومجردين من الشعور الإنساني، فلا عائلات ولا أطفال ولا ممتلكات لعشرات آلاف العناصر المنتسبين لحركة حماس من مقاتلين وغير مقاتلين.. وإذن فهل ثمة شيء سوى رفض المقاومة غاية تستتر خلف قناع النقد، إن لم يكن واضحًا أن هدف النقد تطوير المقاومة لا رفضها من أساسها؟!