تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 24/07/2014



Haneen
2014-08-10, 01:15 PM
<tbody>
اقــلام وأراء محلي الخميس 24/07/2014



</tbody>

في هذا الملـــــف:
&#253; ماذا أطراف النهار - شوي شوي علينا .. !
بقلم: حـسـن الـبـطـل – الايام
&#253; وطنية معجّلة وعروبة مؤجّلة
بقلم:طلال عوكل – الايام
&#253; معركة غير متكافئة، ونتائج معكوسة
بقلم: حمادة فراعنة - الأيام
&#253; متى يمكن التوصل إلى وقف إطلاق النار؟ وماذا يعني التوصل إليه؟
بقلم: د. عبد المجيد سويلم- الأيام
&#253; طرطشة دامية وأخيرة
بقلم: د. فتحي أبو مغلي - الأيام
&#253; حاولت مدارات - لمصلحة مصر أولا
بقلم: عدلي صادق – الحياة
&#253; تغريدة الصباح - أمهات غزة يلدن أبطالا لا أفاعي
بقلم:سما حسن - الحياة
&#253; سؤال عالماشي - «خارطة طريق» ابو مازن
بقلم:موفق مطر - الحياة
&#253; نبض الحياة - الاقتراب من الهدنة
بقلم:عمر حلمي الغول -الحياة
&#253; صمود غزة يختزل مسيرة شعب
بقلم: د/ إبراهيم أبراش – وكالة معــا
&#253; يريدون سرقة النصر
بقلم:خالد معالي – وكالة معــا

ماذا أطراف النهار - شوي شوي علينا .. !
بقلم: حـسـن الـبـطـل – الايام
أود القول: حنانيك يا مصر.. لكن في هذا توسّلا، والفلسطيني لا يتوسّل. أود القول: رحماك يا مصر.. لكن طلب الرحمة يكون، أوّلاً، من المولى.
إذن؟ هذا الردح من بعض المصريين بالفلسطينيين هو أشد مضاضة على أرواحنا من "وقع الحسام المهنّد"، والمشكلة أننا والإخوان في مصر مرضى. الفلسطينيون المعتدُّون بأنفسهم ونضالهم هم مرضى كرامتهم، والمصريون المعتزُّون بمصريتهم هم مرضى المسافة بين تاريخهم وواقعهم، ولعلّ ما يعبّر عن هذا قول أحد الأجانب: كلما تأملت واقع مصر أتساءل: هل هؤلاء هم حفدة فجر الحضارة الإنسانية، وبناة الدولة المركزية الأولى في التاريخ.
يدّعي اللبنانيون البيارتة أنهم يميزون الفلسطيني، في شارع الحمراء مثلاً، من مشيته التي تدلّ على اعتداده بنفسه (واثق الخطوة يمشي ملكاً).. أما السوريون الشوام فهم يشتكون من الفلسطيني الذي "يتشاوف" على أهل الشام، الذين يتشاوفون على باقي السوريين.
المهم، في العام 1967 انتقدت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اتفاقية الفصل الثاني في سيناء، فكان أن شنت أقلام صحافية مصرية مرموقة "حفلة ردح" بالفلسطينيين جميعاً، وعندما قرأ محمود درويش ومعين بسيسو نماذج من هذا "الردح" لم يملك هذا وذاك سوى تعبير عن الألم والاستهجان بحركة اليدين وتعابير الوجه.
في الواقع العربي الحالي، يبدو أن الشعوب العربية المتعاطفة مع الفلسطينيين تكاد تنحصر في دول المغرب العربي الثلاث: تونس. الجزائر .. والمغرب.
الفلسطينيون، نتيجة عروبة زائدة أو عروبة ناقصة، على وشك أن يصيروا "يهود العالم العربي" لكن ما يميز كراهية وعداء بعض العرب في بعض الدول العربية للفلسطينيين أنه لا يصل حدّ مديح ما يفعله العدو الإسرائيلي بهم، كما هو حال بعض الأقلام المصرية.
هذه الأقلام تخلط بين عداء لحركة "حماس" إلى عداء لقطاع غزة، فإلى عداء للفلسطينيين على إطلاقهم.
الواقع أن الفلسطينيين هم أكثر الشعوب العربية متابعة واطلاعاً ومشاركة في "تنوير" هذا العالم العربي، وفي نقد أنظمته، وبدوره يتعرض النظام الفلسطيني إلى نقد حاد، إما لأن ديمقراطية القوى في داخله وفصائله لا تبدو مقبولة، أو لتدخل المنظمة أو الفصائل في شؤون دول عربية.
للمنظمة الفلسطينية، رسمياً، منذ أوسلو بالذات سياسة عدم التدخل في الشأن العربي، ومحاولة تخفيف العداء العربي للجاليات الفلسطينية في الشتات العربي.
المسألة أن بعض الإخوان في حركة "حماس" لا يراعون الواقع الجغرافي والسياسي الخاص، أو ديكتاتورية الجغرافيا التي بين قطاع غزة ومصر، وهكذا اتخذوا من التطورات المصرية موقفاً معيناً، بصفتهم جزءا من حركة الإخوان المسلمين العالمية. هذا مفهوم، بما فيه مظاهرات رسمية مؤيدة لرئيس إسلامي حكم مصر، لكنه جاء بانتخابات لم يشارك فيها الفلسطينيون في غزة.
مصر فائقة الحساسية لأمنها في سيناء، ونظرت بعد إنهاء حكم الإخوان إلى معارضة مسلحة في سيناء. ومصر، تحمل اسم "كتائب بيت المقدس" على أنها تهديد إرهابي لأمن مصر.
إضافة إلى هذا، فإن نقاداً مصريين يبالغون في استفادة أهل غزة من أسعار سلع أساسية مصرية مدعومة، وموظف في غزة 3000 شيكل قد يعيش في مصر حياة مرفهة، علماً أن راتبه يعادل أكثر من 6000 جنيه مصري.
المسألة المستجدة هي مصلحة مصر في إغلاق الأنفاق، ثم رفض حركة حماس للمبادرة المصرية لوقف النار، وانحياز قيادة الحركة إلى محور قطر ـ تركيا المناوئ لمصر.
لا أرى غضاضة في انتقادات مصر لسياسة حماس في غزة، لكن ليس إلى درجة وصول "الردح" من بعض المصريين الإشادة بإسرائيل وعملياتها ضد غزة.
السياسة العقلانية العربية لقيادة السلطة الفلسطينية جعلتها على علاقة حسنة، فهي لم تتخذ موقفاً سلبياً من وصول الإخوان إلى الحكم، واتخذت موقفاً إيجابياً من التحولات المصرية اللاحقة.
لست مع "قوائم العار" السورية المؤيدة للنظام، ولا مع هذه القوائم المصرية المعادية للفلسطينيين.
الأمر أشبه بالزبد الذي يذهب جفاءً، وتبقى فلسطين قضية عالمية وعربية عادلة، ويبقى الكفاح الفلسطيني بطولياً ومشروعاً.

وطنية معجّلة وعروبة مؤجّلة
بقلم:طلال عوكل – الايام
عنيدة الأحداث والوقائع، حين تعبر عن نفسها بقوة، لا تخطئها العيون السليمة، لكن الأكثر عناداً، وكفراً، الأوهام والتخيلات الخاصة، والذاتية. كفعل موضوعي يمكن للذوات الإنسانية، أن تخضعها لقانون النسبية، فيكون الجميل، بشعاً، والخير شراً مستطيراً، بينما تتحصن الأوهام في عقول أصحابها، لتتخذ بعداً أخلاقياً، لا يمكن التخلص منها إلاّ بالتخلص من الذات التي تخلقها.
الإرهاب الصهيوني، الأسود، الذي تشنه إسرائيل على الشعب الفلسطيني ووقائع فصوله الجارية في قطاع غزة، هذا الإرهاب حقيقة، وحقيقة فاجرة، والحكم عليها، ليس وهماً، أو إسقاطاً ذاتوياً، ومن يقول غير ذلك، فليذهب إلى العلم، وليجر أبحاثاً أو دراسات، أكاديمية مستفيضة، وفق معايير القانون الدولي.
والإرهاب الصهيوني مؤسس على العنصرية، والتمييز والكراهية للعرب لأنه يستند إلى مقولة شعب الله المختار، ولأن ثمة من قال ممن ينتمون إلى نخبة شعب الله المختار، بأن العربي الجيد هو العربي الميت. يبدو أن علينا التفكير، أحياناً في هذه المقولة، فأحياناً يكون الأحياء، أسوأ من الأموات، وان السابقين أفضل من اللاحقين، ألا يلجأ الكثيرون منا إلى استدعاء الماضي التليد، حين تعوزنا، وقائع، وأبطال، نرغب في أن يسعفونا في تنمية مشاعر الفخر والاعتزاز، والكرامة؟
ليس غريباً أن يجاهد عشرات الملايين من أجل عودة الخلافة الإسلامية، والعودة إلى السلف الصالح، إلى ما قبل الف وأربعمائة سنة، وليس غريباً أن نستدعي ابطالا مثل خالد بن الوليد، والظاهر بيبرس، وقطز، وصلاح الدين، وعبد الناصر، حين لا توفر لنا وقائع الحاضر، ما يسعفنا على إحياء الأمل فينا. وليس غريباً أن نظل نستدعي كعرب، علماء الأزمنة الغابرة، أمثال ابن سينا وابن الهيثم، وابن خلدون.. وأغلبهم ليسوا عرباً، للمفاخرة بهم أمام مئات بل آلاف العلماء الذين يقدمون خدمات هائلة للبشرية. الإرهاب الصهيوني ظاهر بتجلياته على جلود البشر والشجر والحجر، ظاهر للأعمى والبصير، وظاهرة نتائجه، بعمليات القتل الجماعي، البشع، الذي تمارسه كل صنوف الأسلحة الإسرائيلية. مجزرة الشجاعية، ليست الأولى، ولا هي الأخيرة، إذ تذكرنا مشاهدها فعلاً بمشاهد مجزرتي صبرا وشاتيلا. قائمة المجازر الإسرائيلية التي يبررها خطاب الدفاع عن النفس، تطول. فالناس في قطاع غزة، لم ينسوا، مشاهد ووقائع المجازر التي ارتكبتها إسرائيل عام 2008 وعام 2012. آلاف الضحايا بين شهداء وجرحى، لا أقل من نصفهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وأغلبيتهم الساحقة، من المدنيين. أحياء بكاملها تدمر، وبيوت وأبراج يجري تدميرها على رؤوس سكانيها. هذه حقائق لا ندّعيها ولكن لكي نستكمل الحقيقة، فإن إسرائيل ما كانت لتفعل ذلك، وفي كل مرة تهرب من العقاب، أو يتم تهريبها وحمايتها من العقاب لولا الدعم الأميركي، والحماية الأميركية، والتواطؤ الغربي، فكل هؤلاء هم أم الولد. هؤلاء هم أصحاب المشروع الذي قضى بإنشاء دولة لليهود على ارض فلسطين، لكي تفصل بين بلاد الشام ومصر، ولكي تقضي على أي مشروع قومي عربي.
وحتى نستكمل الحقيقة أيضاً لا بد من رؤية آثار العجز العربي، الرسمي والشعبي، الذي يشجع إسرائيل على أن تواصل جرائمها، ويشجع حلفاء إسرائيل على مواصلة حمايتها.
إن كان العجز، واقعاً، لا حول لأحد أو قوة إزاءه، فإن المصيبة هي في أن يشعر المواطن، بأن العرب الذين نستصرخهم، ونتوقع منهم العون، هم شامتون، هم ينتظرون متى تقفل الجنازة، ما كان قبلها. يخشى العرب الفدائي، بل يخشون كل من لديه شيء من العزة، وكرامة النفس، وحس التمرد، أكثر مما يخشون إسرائيل ومطامعها، وعدوانيتها، الوضع العربي الرديء، يترك لدى المواطن السوي، شعورا بأن حكامنا يخشون المقاومة باعتبارها تهديدا مباشرا، ولا يخشون الاستعمار ومخططاته كتهديد استراتيجي.
العالم من حولنا لا يرى في ما ترتكبه إسرائيل من مجازر بشعة، حقائق تستحق البحث والتحقيق والملاحقة والعقاب، بل إنه يسوغ لها ما تفعل ربما لأن فئة الدم اليهودي نادرة.
حقيقة أخرى لا يرغب العرب في رؤيتها، وان رأوها لا يرغبون في تصديقها، وان صدقوها، حاولوا نسفها، أو مصادرتها، أو تحجيمها والتقليل من شأنها.
الأداء المدهش والرائع الذي تقدمه المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي البشع، هذا الأداء، الذي يستند إلى صمود شعبي قوي، هو ايضاً حقيقة واقعة. وحقيقة واقعة، ان ما يجري على أرض قطاع غزة، منذ أكثر من أسبوعين، سيفرض على الباحثين والأكاديميين، والخبراء العسكريين والأمنيين، وعلى المفكرين الاستراتيجيين وصناع السياسات، ما يجري سيفرض على كل هؤلاء، الجلوس على مقاعد الدراسة، للتعلم، والاستنتاج، وتعديل السلوك.
ولكن الحقيقة أيضاً أن هناك من يريد أن يسلب من الشعب الفلسطيني ومقاومته، الشعور بالعزة والكرامة، والأمل في أن تنجلي هذه المجابهة عن وضع جديد بالنسبة لأهل القطاع.
ثمة من يستهين بالدم الفلسطيني، ويسعى لبيعه في سوق النخاسة بدلاً من أن يعاد ضخ هذا الدم المسفوك، في عروق المشروع الوطني ونحو كنس الاحتلال، وتحقيق الاستقلال. قد يطول الأمر قليلاً، حتى يتوقف نزيف الدم الفلسطيني، ولكن من غير المنصف أن يعود قطاع غزة الى ما كان عليه قبل العدوان. وما كان عليه يقارب من يعيشون في ادغال افريقيا. لا يمكن العودة إلى ما قبل وإن كانت هذه الجولة من مجابهة العدوان، لم تكن كافية لفرض حقيقة سنعرفها فيما سيأتي.

معركة غير متكافئة، ونتائج معكوسة
بقلم: حمادة فراعنة - الأيام
استجاب نتنياهو، لضغوط حليفه الذي انفك عنه حزب البيت اليهودي ووزير خارجيته ليبرمان، مثلما استجاب لصرخات المتطرفين داخل حزبه الليكود، وفي طليعتهم داني دانون، نائب وزير الدفاع المقال، ولكنه سار على مهل، وبخطوات تصعيدية محسوبة، بدأت يوم الثلاثاء 8/7/2014، بالقصف الجوي، المكثف والمركز، وانتقل إلى الخطوة الثانية بالاجتياح المحدود مساء الخميس 17/7/2014، بدون توغل إلى قلب مدن وقرى وأحياء القطاع الفلسطيني، ذات الكثافة البشرية.
مجمل البرنامج الإسرائيلي، وفي الخطوتين اللتين تم تنفيذهما، تم ذلك بغطاء أميركي ناله بالكامل، وبرضا أوروبي، حصل عليه، ولذلك لم تتوقف ضربات سلاح الجو الإسرائيلي، الموجعة للشعب العربي الفلسطيني، وفي نطاق ضربات منتقاه للعقارات، وضربات مؤذية للمدنيين، لم تتوقف خلال أسبوعين.
زحف الدبابات، والقوات البرية، غير الشامل لبعض أطراف القطاع كما أعدها قائد الحملة الجنرال سامي ترجمان، بدون توغل، استجابة للموقف السياسي الذي رسمه نتنياهو، بهدف الحفاظ على أربعة عوامل ضرورية هي:
أولاً: توجيه ضربات تدميرية منتقاة.
ثانياً: أن تبقى جبهته الداخلية، ما أمكن متماسكة، ويحظى بدعم أغلبيتها في البرلمان والشارع والإعلام.
ثالثاً: الحرص على عدم فقدانه لخسائر بشرية، يمكن أن ترتد عليه بخسارة جبهته الداخلية.
رابعاً: غطاء ودعم الولايات المتحدة وعدم خسارة أوروبا وتعاطفها.
بينما الشعب الفلسطيني، ومؤسسته وقواه الحية، من "فتح" إلى "حماس"، إلى باقي الفصائل، ناهيك عن الجمهور الغاضب، والإعلام غير المؤيد، يخوض معركة وطنية كبرى، لها نتائج، وانعكاسات جوهرية، على مسار الشعب والمنظمة والسلطة والحقوق والمستقبل، بأدوات غير متفق عليها، وبسياسة ممزقة، وتكتيكات متضاربة، فكيف سينال الشعب الفلسطيني المعذب، وقضيته العادلة، المكانة المطلوبة على طريق استعادة حقوقه في العودة والاستقلال، وهو الطرف الضعيف في الصراع، أمام عدو متفوق؟؟.
الشعب الفلسطيني يملك: العدالة، والحقوق، والقرارات الدولية، والمنطق الإنساني، ولكنه يفتقد لعناصر الانتصار الثلاثة: 1-البرنامج الموحد، 2- المؤسسة التمثيلية الموحدة، 3- الأدوات القتالية المتفق عليها، ولهذا يدفع الشعب "الغلبان"، المغلوب على أمره، ثمن التخبط القيادي، والتمزق التنظيمي، وغياب الإرادة السياسية الموحدة، ويواجه الضربات الموجعة، بلا رحمة، وبلا غطاء أو تعاطف، وبلا تأييد.
ضربات صواريخ المقاومة الفلسطينية للعدو، معنوية، سطحية وغير مؤثرة مادياً وبشرياً، بينما ضربات عدونا موجعة، تدميرية، تُخلف العذاب والقهر والإحساس بالضعف والخذلان، في معركة غير متكافئة، فإلى متى الضياع، وهذه الفوضى السياسية، وطغيان النزوع الأناني الفردي التنظيمي الحزبي لدى بعض الفصائل والتنظيمات؟؟.
في حكومة المستوطنين ومشروعهم الاستعماري التوسعي وقف رئيسهم نتنياهو علانية وأوضح هدفه من الحملة، ليس إقامة "نظام جديد" في قطاع غزة، وأنه ضد رغبة أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت عضوي المجلس الوزاري الأمني المصغر، ودوافعهما لإعادة احتلال قطاع غزة، فالهدف لدى نتنياهو ولدى موشيه يعلون وبيني غانتس قادة المؤسسة العسكرية والأمنية كما قال المعلق الإسرائيلي ناحوم بارنيع في "يديعوت أحرونوت" يوم 16/7/2014، هو "إضعاف حماس" على أن "تستمر حماس في حكم غزة"، وهو نفس الهدف الذي سعت له حكومات الاحتلال في خطة الرصاص المصبوب 2008، وتكرر في عمود السحاب 2012، ويتكرر في الجرف الصامد 2014، بغرض التهدئة وإزالة الأنفاق وتدمير الصواريخ.
السياسة التي وضعها نتنياهو مع يعلون وغانتس، لم تعد منفذة بدقة، فالضربات الموجعة التي وجهتها فصائل المقاومة ضد العدو الإسرائيلي، وإن كانت محدودة، خلقت واقعاً عملياً على الأرض، يكسر حواجز الخطط المعدة، ويدفع باتجاه تعميق الأزمة، لدى حكومة نتنياهو، خاصة وأن الفصائل الفلسطينية، ليس لديها ما تخسره، وهي تتخذ إجراءات احترازية ناجحة، تعتمد على العوامل التالية:
أولاً: أنها استطاعت تقليل عيون التجسس الإسرائيلية على تحركات قادة المقاومة ومواقع عملهم وإقاماتهم، ولذلك فشل العدو في الوصول إلى أي من القيادات الفلسطينية السياسية أو العسكرية.
ثانياً: إن القيادات نفسها استفادت من خبرات مواجهاتها السابقة، في الانتفاضة الثانية العام 2000، ومن عمليات الاجتياح العام 2008، والعام 2012، ولذلك كانت خسائرها البشرية معدودة، وهذا ما دفع العدو للتعويض عن عدم قدرته في الاستهداف المباشر للقيادات، توجيه ضربات عشوائية، لعلها تصيب أيا من قيادات المقاومة، الذين دفعوا الثمن من عائلاتهم التي تضررت بقوة في عقاراتها وفي حياة مدنييها من النساء والأطفال.
ثالثاً: إن الفصائل اتخذت تكتيكات قتالية، محسوبة سلفاً، ما حقق لها نجاحات في توجيه ضربات لقواته على الأرض، وفي الميدان وقد تم لها ذلك بفعل المواجهات والتقدم البري لقوات الاحتلال، أكثر مما حققته الصواريخ من نتائج، ولكنها ذات مردود معنوي بدون أن تحقق نجاحات ملموسة، ضد أي من مواقع العدو في مناطق 48.
اجتياح قوات العدو لخطوط وحدود قطاع غزة يوم 17/7/2014، والخسائر البشرية التي تكبدتها خلقت نتائج جديدة، قلبت معطيات المعركة وسيرها، لمصلحة المقاومة الفلسطينية، لا تقل أهمية في مسار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عن نتائج معركة الكرامة العام 1968، والتي شكلت محطة انتقالية في تاريخ وبنية منظمة التحرير الفلسطينية، ما زالت نتائجها قائمة، حيث من المتوقع أن تتغير بعد اليوم.

متى يمكن التوصل إلى وقف إطلاق النار؟ وماذا يعني التوصل إليه؟
بقلم: د. عبد المجيد سويلم- الأيام
لا يمكن الكتابة بعقل بارد في ظل هذه الهمجية الإسرائيلية، وفي ظل التقتيل المنظم للمدنيين الفلسطينيين، كما لا يمكن الكتابة بمنهج نقدي متماسك للأداء الفلسطيني في هذه الحرب، سواء أداء السلطة والمنظمة أو أداء حركتي حماس والجهاد الإسلامي وباقي فصائل العمل الوطني في ظل استمرار المجزرة وفي ظل هذا الحجم الهائل من الخسائر وفي ظل هذه البطولات والصمود الأسطوري للناس والمقاومة على حد سواء.
سنعود بكل تأكيد إلى مراجعة شاملة لأبعاد هذه الحرب وتبعاتها، وسيأتي الوقت ـ وأعتقد أنه قريب ـ لمكاشفة ومساءلة ووضع النقاط على الحروف ـ كما أراها وكما لا بدّ من تناولها ـ ولكنني ومنذ الآن لا أرى ما يمنع التطرق إلى عناوينها الرئيسية بهدف الإجابة على سؤال الموعد المتوقع للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
لقد تمت هذه المجزرة في ظل غطاء دولي غير مسبوق، وقد تحول هذا الغطاء في عرف نتنياهو الى نوع من التفويض بالقتل تحت ذريعة "الدفاع عن النفس".
لماذا سمحنا لنتنياهو بذلك وهل كان بمقدورنا أن نتفادى ذلك؟! هذا سؤال أول برسم المراجعة.
أما السؤال الذي يتعلق بمرحلة ما قبل العدوان فهو يتصل بسؤال أسبق وهو فيما إذا كنا نحن قد استُدرجنا إلى عسكرة الصراع أم اننا بقصد وسابق إصرار وتخطيط أردنا هذه الجولة من الحرب؟
هذا سؤال برسم المراجعة أيضاً.
هل كان من الضروري أن تُرفض المبادرة المصرية بالطريقة التي رُفضت بها؟ وهل كان من الضروري أن نصفها بتلك الأوصاف التي وصفت بها (أقصد حركة حماس تحديداً)؟!
ما هي مصلحة الشعب الفلسطيني في اعتبار المبادرة المصرية مؤامرة على المقاومة و"مكتوبة من جنرال إسرائيلي"؟!
وهل من مصلحة حركة حماس توتير الأجواء مع القيادة المصرية بهذا الشكل حتى ولو كان لحركة حماس أو غيرها ملاحظات وملاحظات جوهرية عليها؟!
ألم يكن الهدف الإسرائيلي من العدوان ـ الحرب ـ المعلن هو الوصول إلى صفر صواريخ كما أعلنت إسرائيل على رؤوس الأشهاد؟
فهل كانت المقاومة في تلك اللحظة تطلق الصواريخ أو لا؟ وهل كانت في مركز القوة أم لا؟ ثم ألم يكن وقف إطلاق النار آنذاك يمثل فشلاً ذريعاً للأهداف الإسرائيلية أم لا؟، أليست هذه هي المعايير أم ان هناك معايير أخرى لا نعرفها؟!
هل كان الرفض السريع والمتسرّع ـ برأيي ـ للمبادرة المصرية بهدف نقل الملف إلى تركيا وقطر والاستقواء بهما على مصر؟
أين هي المصلحة الفلسطينية الوطنية العامة في هكذا سلوك، وماذا تستطيع أن تفعل قطر أو تركيا عندما يعلنون الحرب الإعلامية والسياسية على مصر؟
هل هذه مصلحة فلسطينية أم مصلحة إخوانية؟!
ولماذا علينا أن نصدق أن المسألة مجردة ومنزهة عن هذا الفهم طالما أن حركة حماس نفسها طلبت الرعاية الأميركية للاتفاق؟!
هل الرعاية الأميركية للاتفاق أفضل من الرعاية المصرية؟! وأين المعيار وما هو المنطق بذلك؟!
مقابل كل ذلك ألم يكن بمقدور القيادة الفلسطينية أن تناقش المبادرة المصرية حتى بصيغتها العامة مع حركة حماس قبل الإعلان عن الموافقة عليها؟!
صحيح أن الرئيس أبو مازن هو رئيس الشعب الفلسطيني ويستطيع من الناحية الرسمية أن يعلن موافقته على المبادرة.. وصحيح أنه ليس من حق فصيل مهما كان وأياً كان أن يدخل في حرب مفتوحة قبل التشاور مع كل القوى، وخاصة الرئاسة الفلسطينية، لكن الصحيح أيضاً هو أن حركة حماس وحركة الجهاد ما زالتا خارج إطار القيادة اليومية!! كما أن الإطار المؤقت للمنظمة كان يمكن له إقرار ما يراه مناسباً بهذا الشأن لو دعي على عجل مع معرفتنا بأهمية عامل الوقت.
هناك نقاط أخرى تتعلق بالحملات المنظمة للتشهير والتخويف والشيطنة، وهناك نقاط تتعلق بالإساءات والاتهامات المعيبة التي بدأت قبل العدوان، وهناك سلوكيات مشينة كالذي حصل مع وزير الصحة الدكتور جواد عواد، وهي كلها نقاط لها دلالات ولها أسبابها الكامنة وهي مسائل برسم المراجعة أيضاً.
في ضوء ذلك متى سيتم التوصل إلى وقف إطلاق النار؟
لنبدأ من مصر:
مصر لن تعدل على المبادرة إلاّ إذا حصل توافق فلسطيني تام عليها. والتوافق الفلسطيني على كل التفاصيل أمر متعذر قبل جولة من الحوارات في القاهرة، وهذه مسألة متعذرة على التحقق بسرعة وهو ما يعني أن أمامنا عدة أيام وربما أكثر من ذلك.
الولايات المتحدة مع كل انحيازها لإسرائيل فهي تحاول البحث عن دور بدعم من قطر وتركيا (أو العكس) لكن الرئيس الأميركي ضعيف ـ متردد ووزير خارجيته فاشل بكل المقاييس، إذ ان سجّله يفتقد حتى لإنجاز سياسي واحد.
كما أن مصر لا تهيم حباً بالإدارة الأميركية ولا بوزير خارجية هذه الإدارة الذي أجّل زيارته للقاهرة مرتين بانتظار أن تتمكن إسرائيل من إحراز تقدم ما، وبانتظار أن يسمح لقطر وتركيا التقدم عدة خطوات في مسار إفشال الجهود المصرية، وهو الأمر الذي يجعل من الدور الأميركي مجرد حراك.
إسرائيل في ورطة كبيرة حتى الآن ويستحيل عليها قبول وقف إطلاق النار قبل توفير إنجاز يعتدّ به.
أما حركة حماس فيمكن لها الموافقة على وقف لإطلاق النار إذا ما حققت إنجازاً سياسياً معقولاً مع أنها حققت إنجازات عسكرية لا يستهان بها.
كما أن حركة حماس تحتاج لمن ينزلها عن الشجرة فيما يتعلق بالمحاور الإقليمية وقرارها المستقل!
إذن لسنا أمام وقف سريع لإطلاق النار ولسنا على أعتاب التهدئة الجديدة إلاّ إذا حصلت متغيرات دراماتيكية غير متوقعة وخارج سياق وتيرة الأحداث.
إذا وصلنا إلى تهدئة قبل المتغيرات الدراماتيكية فإن هذه التهدئة ستكون بداية لتحييد أسلحة المقاومة وتحويلها إلى أسلحة تعمل في الاستقواء الداخلي وليس في محاربة إسرائيل على غرار أسلحة حزب الله.
أما إذا جاءت التهدئة بسبب إنجاز إسرائيلي (لا سمح الله) فإن نزع أسلحة المقاومة سيكون البند الأول على جدول الأعمال.
المسألة أعقد من مجرد وقف لإطلاق النار وأبعد من تهدئة، والمسألة باتت تتعلق إما ببقاء قطاع غزة جزءا من الدولة المنشودة أو الذهاب (لا سمح الله) إلى انفصال لا يحتاج إلاّ إلى ترسيم.

طرطشة دامية وأخيرة
بقلم: د. فتحي أبو مغلي - الأيام
هل يستطيع أحدنا استيعاب الفاجعة، ليس من منطلق الكم المجرد لعدد الشهداء والجرحى ولا لعدد البيوت المهدمة والمال المهدور وإنما من خلال بعدها الإنساني وتبعات ما حصل على أعداد كبيرة من عائلات أهلنا في غزة وعلى عشرات الآلاف من الأطفال الذين يتموا أو شردوا أو أصيبوا بصدمات نفسية عميقة من جراء ما شاهدوا أو سمعوا أو عاشوا.
هل يستطيع سياسيونا أن يدركوا حجم المؤامرة على شعبنا وعلى قضيتنا من خلال قراءة المواقف السياسية للدول الاستعمارية، الدول التي صنعت سايكس بيكو وأعلنت قيام دولة إسرائيل على ارض فلسطين.
هل تستطيع قوانا وتنظيماتنا وأحزابنا السياسية ان تدرك تأثيرات الانقسام وانعدام الرؤيا الوطنية الموحدة على مخرجات المواجهة المفتوحة بين الاحتلال وبين من يستفرد بها من القوى التي انفردت بقرار المواجهة الحالية مع الاحتلال في معركة غير متكافئة.
هل يستطيع نتنياهو وعصابته دعاة قتل الأطفال أن يناموا قريري العين بعد اليوم بدون كوابيس تتجسد خلالها أشلاء عشرات الأطفال وصور الثكالى من الأمهات والرعب من المساءلة القادمة.
هل يستطيع احد أن يفسر كيف نفرح لأسر جندي من جيش الاحتلال ودماء شهدائنا لا تزال تسيل ساخنة وأنات الجرحى لا تزال تنادي من تحت الركام حيث لا يزال غبار القصف يمنع الرؤية ويحبس الأنفاس.
هل يمكن لمن اعلن الإضراب الشامل يوم الاثنين، والذي أدى إلى تعطيل الحياة وعمل المؤسسات والبنوك وأرزاق الناس أن يجيبنا ماذا لو تم بدل ذلك رصد بدل يوم عمل بدل الإضراب لصالح شراء أدوية وأغذية لأهلنا الصامدين الصابرين في غزة؟.
هل هناك من يضمن لنا أن دولة الاحتلال ستحاسب على المجازر والقتل والدمار الذي تقوم به تجاه المدنيين الأبرياء من أبناء شعبنا وألا يفلت مرتكبوها من العقاب.
أقول لكل سياسينا وكل فصائلنا وكل أحزابنا، لقد فشلتم في ان توفروا الأمن والأمان للإنسان الفلسطيني منذ أن أعلنا انطلاقة نضالنا من اجل حرية وكرامة ورفاه شعبنا.
قال سقراط، "ليس من الضروري أن يكون كلامي مقبولاً، من الضروري أن يكون صادقاً"، وأنا أقول إننا حتى نستطيع أن نكمل مسيرة نضالنا ونحقق النصر المبين وإقامة دولتنا العتيدة، نحن بحاجة للاتفاق على برنامج الحد الأدنى للتوافق ما بيننا وان نتوحد خلف هذا البرنامج، انه مهما كانت النجاحات التي قد يحققها فصيل أو آخر وحده، فلن ترقى إلى طموح الشعب المتعطش للحرية والاستقلال، القضية ليست قضية "فتح" أو "حماس" أو "الجهاد" أو "الشعبية" أو "الديمقراطية" أو ... بل هي قضية كل الشعب الفلسطيني من خلال مجموع تعبيراته الوطنية.

حاولت مدارات - لمصلحة مصر أولا
بقلم: عدلي صادق – الحياة
لا موجب الآن، للتطرق الى المسكوت عنه، على صعيد تعاطي السلطات المصرية مع غزة، ومعاملتها للشعب الفلسطيني في القطاع. انتظرنا طويلا أن تغلب الحكمة، وأن يمن الله على اخوتنا المصريين، بمرجع وصاحب قرار، في الأمن وفي الإدارة، يشرح لسائر المتنفذين في نظام الحكم، أن الكثير من التدابير الاستثنائية التي تطال الفلسطينيين؛ يضر بالأمن ولا يعززه، ويضر بالنسيج الاجتماعي المصري ولا يحافظ عليه، ويضر بمنطق السياسة وصدقيتها ولا يبرهن عليها، وينعش الإرهابيين ولا يخنقهم أو يضيق عليهم. لذا سأكون في هذه السطور معنيا بالضرر الواقع على مصر نفسها، من الإغلاق المديد لحدودها مع غزة، بذريعة الأمن و"حماس" والبنزين والاقتصاد وربما بذريعة كل "عبيط" أرزقي أو "عبيطة" من النابحين والنابحات، شعب فلسطين العربي الشقيق القريب، الصابر المظلوم المناضل، عبر شاشات الخزي والغيبوبة وفقدان البوصلة والتردي وصنع الأزمات!
لا تتيح هذه السطور الإفاضة في الشرح. فتدابير الإغلاق، تضيف الى رسالة التحشيد الإرهابي الموجهة الى المغرر بهم والى الناشئة؛ زخما ووسيلة ايضاحية تتعلق بـ "الظلم الذي يتعرض له المسلمون". أما فتح المعبر، وابتهاج الفلسطينيين بعلاقتهم المفتوحة مع مصر التي يحبونها أكثر من حب بعض المصريين لها؛ فمن شأنه أن يجعل وجود الإرهابيين وعملهم هو نفسه وجود "غراب البين" الإرهابي المعتوه، الذي يعطل الحياة الطبيعية ويقترف الجرائم المارقة على الدين والأعراف والوطنية. والمختصون المصريون إخواننا، متأكدون أن الشعب الفلسطيني لا يريد لمصر سوى الخير والأمن وعلو الشأن. أما ضرر الإغلاق على النسيج الاجتماعي المصري، فهو حاصل بحكم حجم التصاهر بين الفلسطينيين والمصريين، وأعداد الأبناء والأطفال الذين ولدوا من زيجات مشتركة، وبحكم اضطرار الفلسطيني من أم مصرية للاستفادة من الحق الدستوري للمرأة، وطلب الجنسية المصرية طلبا للخلاص من العذاب، لتزداد التباسات الأمن والاجتماع، ولكي تشعر شرائح مصرية أن تضييق الخناق على الفلسطينيين هو تضييق عليها، ذلك ناهيك عن حزن وغضب الغالبية العظمى من المصريين، بسبب هذا النكران، وهم من ذوي الفطرة السليمة والتدين في الإسلام وفي المسيحية. أما الاقتصاد، فإنه يتأذى من حجب قوة الفلسطينيين الشرائية، ومن وقف التدفق الفلسطيني الأكثر نفعا لمصر من التدفقات السياحية، ويعرف هذا جيدا المعنيون بسوق العقارات وبالخدمات ومنتجو السلع، وبخاصة تلك التي يصعب تصديرها لضعف منافستها لسلع أخرى في غير غزة.
إن الإغلاق يفاقم الجموح الإرهابي أما الانفتاح فإنه يخففه ويضعف ذرائعه. وفي السياسة، عندما يكون الحديث عن الحصار، يُذكر المعبر. وعندما يكون الحديث عن دور مصر العربي المرتجى، يُذكر المعبر. وعندما يقال إن إطاحة مرسي حدثت حفاظا على قيم وطنية وقومية، ولعودة الانسجام الاستراتيجي والسياسي مع العالم، على مستوى عدم الانحياز وإفريقيا والعالم الإسلامي؛ فإن المعبر يُذكر، ويقال إن الأدوار لا تتأسس بالأقوال. والأغرب والأكثر إيلاماً وما لا نرضاه لمصر، أن يُذكر المعبر كلما ذُكر الحصار، وكلما امتد الحديث عن شروط أو بنود وقف إطلاق النار!
الأمر الأهم، بل الأهم جداً، الذي ننصح به هو أن يأخذ المعنيون بالأمر في مصر في اعتبارهم، كون الشارع المصري الموالي، بدأ يتسرب الى الشارع المعارض، وهو ليس على ذات الحال الذي كان عليه قبل أسابيع أو أشهر عندما جرت الانتخابات. نقولها نصيحة لوجه الله وحرصاً على مصر. انتبهوا لهذه النقطة، ومن المهم أيضاً أن تتأكدوا أن عكاشة وأبو طاقية وأم حديدي وكل من هم على شاكلتهم؛ لن يغيروا معايير القياس الطبيعية، ولا سنن الحياة والتاريخ والجغرافيا، ولا القيم عند الشعب المصري. هؤلاء تافهون وعبء عليكم، ومثار لسخرية العرب والمسلمين وربما يحملكم الأشقاء إثماً لإتاحة المجال لهؤلاء لكي ينفثوا سمومهم الإسرائيلية. فهؤلاء، ربما يتسببون في زفرات عابرة وقصيرة الأمد، سرعان ما يستفيق الناس بعدها، على فكرة أن هذه الثرثرات ضد فلسطين ملعوبة وموجهة، أو مطلوبة للنظام على قاعدة الحسابات الخطأ. فلا يمكن السماح بهذا البث، لو أن السلطة غير راضية عنه، لأن السلطة نفسها تمنع تحت طائلة العقوبة وبحكم الدستور، بث أية ثرثرات تنال من شرف الناس وكرامتها وتاريخها!

تغريدة الصباح - أمهات غزة يلدن أبطالا لا أفاعي
بقلم:سما حسن - الحياة
في العام 1948 كانت أمي طفلة تحملها جدتي على كتفها وتفر بها من مسقط رأسها يافا باتجاه غزة حين اعترضها مجموعة من الجنود الصهاينة وحاولوا خطف الطفلة مدعين انها شقراء ولا يمكن أن تكون ابنة لهذه المرأة الحنطية، ولكن صراخ الطفلة وتشبثها بأمها أنقذاها من بين أيديهم وسارت بها أمها وسط لعناتهم فهم يستكثرون على امرأة عربية مثل هذه الطفلة الجميلة ذات الملامح الغربية، وإبان انتفاضة الحجارة تكررت القصة ذاتها مع طفلة في مخيم جباليا حيث قال والدها: لولا درايتي باللغة العبرية لاختطفوا طفلتي حيث كانوا يحدثون بعضهم البعض بأن هذه الطفلة ذات البشرة البيضاء والشعر الأصفر والعينين الخضراوين لا يمكن أن تكون ابنة لرجل اسمر البشرة يعيش في فقر مدقع، وعليهم اختطافها لتتبناها عائلة يهودية.
هاتان الحادثتان تؤكدان للاسرائيلية المتطرفة ايليت شاكيد عضو الكنيست الاسرائيلي عن الحزب اليهودي أن نساءنا ومنذ عقود مضت لا يلدن افاعي كما تقول، ولكنهن يلدن بنات جميلات وتنحدر من نسلهن فتيات أجمل وشبان أبطال.
ويبدو أن جيش الاحتلال بقيادته الخرقاء المتعطشة للدماء قد عملت بنصيحتها جيدا، لأن معظم الشهداء هم من الأطفال غالبا حسب احصائيات وزارة الصحة، ويلي ذلك النساء ثم النساء الحوامل، ولكنهم لا يعرفون أن المرأة الفلسطينية قد سجلت أعلى نسبة انجاب على مستوى العالم، حيث بلغ معدل انجاب المرأة الفلسطينية 6.8 طفل مدى الحياة، وهي أعلى نسبة في العالم، خصوصا في غزة تعتبر المرأة الغزية انجاب الأطفال خاصة الذكور أقل واجب وأسمى رسالة تقوم بها، وفي كل عدوان تمر به غزة تسجل احصائيات المستشفيات زيادة في انجاب الذكور عن الاناث، لدرجة ان يولد في ليلة واحدة في أحد مستشفيات غزة ثلاثون طفلا، ويختار الآباء والأمهات أسماء لهم تناسب الوضع الذي ولدوا فيه، ويختارون أيضا أسماء شهداء ارتقوا خلال العدوان.
في عدوان عام 2008 أنجبت جارتي الشابة طفلها الأول مع أول ايام العدوان، وفي عدوان العام 2012 أنجبت طفلها الثاني، وتندرنا كثيرا عليها بأنها تلد أطفالها اثناء الحروب، ولم نكن نحتفل بالمولود الجديد الذي تضعه في ظروف صعبة، وكنت أنا أقوم بتأجيل زيارتي للجارة والتهنئة بالمولود حتى انتهاء العدوان واستقرار الأوضاع، وأحمل لها هدية قيمة في كل مرة، لأنني كنت أشعر وقتها بأن هذا الطفل القادم هو الأمل، وهو العوض من الله، فلا يمكن أن ينقطع نسل أمّة سيباهي بها الرسول صلى لله عليه وسلم يوم القيامة.
عندما رأيتها حاملا للمرة الثالثة سألتها أكثر من مرة عن موعد ولادتها، فكانت تجيبني: في منتصف رمضان المقبل، وكنت أتمنى لها السلامة.
لم أخمن ولم أتوقع ولم أستغل ذكائي لأستنتج أن مولودها الثالث ستنجبه في عدوان ثالث وجديد على غزة.
ليتني استنتجت... ليتني فهمت.




سؤال عالماشي - «خارطة طريق» ابو مازن
بقلم:موفق مطر - الحياة
« ان نقطة دم من طفل فلسطيني اغلى عندنا من كل شيء في هذا العالم». . كانت هذه العبارة واحدة من أهم ما جاء في كلمة الرئيس بافتتاح اجتماع القيادة أمس الأول, فهي تعبير سامٍٍ وراقٍ عن فلسفة ومنهج الرئيس محمود عباس في القيادة والحكم, وتعزز الاطمئنان لدينا بأن نزعة او رغبة سلطوية او زعاماتية لا مكان لها في عقل وقلب رئيس عقلاني حكيم يقود الشعب الفلسطيني للنجاة من حقل الغام المشروع الاحتلال الاستيطاني الاسرائيلي من جهة, ولهيب حريق الفتن الداخلية والطائفية المتقدة بأياد دول اقليمية وجماعات وتيارات تنسجم في دعواتها وتعاميمها وخطابها مع المشروع الصهيوني الرافض للهوية الوطنية والثقافية للشعوب العربية ومنها شعب فلسطين تحديدا.
رسم ابو مازن بكلمته التاريخية ملامح المرحلة بوقائعها ومساراتها, فأكد على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين, ووضع المجتمع الدولي أمام معادلة منطقية وعلمية صحيحة, فقد ربط الاستقرار والأمن بالعالم, باستقرار وامن الشعب الفلسطيني، فالرئيس لا يهدد، وإنما يحدد الأسباب بدقة، اذ لا يعقل مبادلة يد الشعب الفلسطيني الممدودة للسلام, بنيران جيش اسرائيل, وحملات عسكرية غير مسبوقة, حافلة بمشاهد وصور الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية, ومحاولات اذلاله وإخضاعه لقوة الاحتلال وبلطجة المستوطنين, فالرئيس قال بوضوح شديد: «لن ننسى, لن نغفر, وشعبنا لن يركع الا للواحد القهار، ولن ينعم احد في العالم بالأمن والاستقرار ما لم ينعم بهما اطفال فلسطين في غزة والقدس والضفة وكل مكان».
طرح الرئيس في كلمته مبادئ « خارطة طريق فلسطينية « تمكن شعبنا من الصمود وتعزيز المواجهة مع الاحتلال الاستيطاني, فقدم الوحدة الوطنية بقوله :«نملك وحدتنا وتماسكنا» كسبيل لإنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال, مبينا أن التحلي بالمسؤولية الوطنية ونبذ الخلافات, والتحرر من النزعات الفصائلية والحزبية لصالح المصالح العليا للشعب الفلسطيني, وإخراج القضية الفلسطينية من التجاذبات الدولية والاقليمية, والتمسك بحكومة الوفاق الوطني كسبيل لإنهاء الانقسام, وتحقيق المصالحة, ومحاكمة وعقاب مرتكبي الجرائم ضد الشعب الفلسطيني, سبلا ومناهج عمل صادق لا بد منها لتحقيق الانتصار وانجاز الحرية والاستقلال بقيام دولة فلسطين بعاصمتها القدس.
يقرأ الرئيس الحدث الفلسطيني بعقلية ورؤية شمولية للقضية الفلسطينية وتداعيات الأحداث في منطقة جغرافية ما في الوطن, على مصير ومستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته, فالاحتلال وإرهابه, ومنهج حكومة المستوطنين بإسرائيل السبب الأول والأخير للأحداث في قطاع غزة, والضفة والقدس الشرقية, وتصفية القضية الفلسطينية, وضرب وحدة الشعب الفلسطيني الجغرافية والسكانية والثقافية والسياسية هي الهدف الأول لحملاته وحروبه ومجازره منذ بدء رفع ركائز المشروع الصهيوني على ارض فلسطين وحتى اليوم والغد, فنحن هنا أمام سلطة في دولة احتلال تأمر باستخدام آلة القتل الدمار بهمجية وغطرسة, وتنتهك القوانين والقيم الأخلاقية والمواثيق والأعراف الدولية لمحو الحق الطبيعي والتاريخي للشعب الفلسطيني في ارضه, ومنعه من العيش عليها بحرية وكرامة, فان كان قادة دولة الاحتلال قد دحرجوا كرة النار من القدس والخليل نحو غزة, فإنهم سيعيدون توجيهها نحو منطلقها ويوجهونها فيما بعد نحو شعبنا في ال48 ان نجحوا بكسر ارادة الشعب الفلسطيني المادية والمعنوية والسياسية.
يتقن الرئيس استخدام لغة « رجل الدولة» المسؤول, فقيادة الشعب تعني أفكار وقرارات وأعمال وأفعال بموقع المقدمة, لأخذ الجماهير في المسارات الصحيحة المؤدية للأهداف الوطنية العامة, وليست خطابات انفعالية تقود الى انفاق مسدودة مشبعة بظلمة الأنا, فراحة الضمير هي منطلق القائد العقلاني, أما مبتغي «الرفعة» على راحات الجماهير المنفعلة من هول الاحداث وصور الدماء الانسانية المسفوكة فانه اما احمق أو انه بلا ضمير.

نبض الحياة - الاقتراب من الهدنة
بقلم:عمر حلمي الغول -الحياة
الحراك السياسي الفلسطيني بمستوياته الرسمية والفصائلية متعامدا ومتناغما مع الجهود العربية والاقليمية والدولية يتجه إلى إحداث اختراق في الاستعصاء، الذي شهده طيلة السبعة عشر يوما الماضية من الحرب الاسرائيلية المسعورة على محافظات الجنوب.
مؤشرات الاختراق، تمثلت أولا في فشل إسرائيل في تحقيق اهدافها من الحرب، وافتضاح وجهها القبيح من خلال جرائم الحرب، التي ارتكبتها ضد الأطفال والنساء والشيوخ والبنى التحتية؛ ثانيا صمود المقاومة في محافظات الجنوب؛ ثالثا وحدة الموقف الفلسطيني، والتي تمثلت بكلمة الرئيس محمود عباس الثلاثاء في الاجتماع القيادي، وبيان اللجنة التنفيذية للمنظمة، الذي اكد على تبني شروط المقاومة، وتأييد خالد مشعل لتوجهات وسياسات الرئيس أبو مازن؛ رابعا إعلان الدوحة عن عدم وجود مبادرة خاصة بها، وانما جهود للمساعدة، وهو ما اكدته ايضا انقرة، والفضل في ذلك لجهود الرئيس عباس؛ خامسا تبني العالم كله المبادرة المصرية، ودعمها كعنوان للهدنة، وهو ما اكده جون كيري في القاهرة، وكذا دول الاتحاد الاوروبي ودول العالم الاخرى.
غير ان المبادرة المصرية، بما حملته من ايجابيات لصالح تركيزها على وقف المحرقة الاسرائيلية، احتاجت إلى رفد ببعض الأفكار لتعميق أهدافها الفلسطينية والاقليمية. وهذا ما ساهمت به القيادة الفلسطينية، من خلال نقلها للاجتهادات الموضوعية، وهو ما قام الأخ عزام الأحمد بنقله لوزير الخارجية المصري سامح شكري.
كما ان زيارة جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، الذي التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين وايضا مع الرئيس عباس، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وقبله لقاءات بان كي مون، امين عام الأمم المتحدة، ساهمت بفكفكة بعض العقبات وخاصة المتعلقة بالرعاية المصرية الخالصة لاتفاق الهدنة، لا سيما وان بعض الأطراف الفلسطينية (حماس) والعربية (قطر) والاقليمية (تركيا) سجلت تحفظا على تلك الرعاية، بعد ان فشلت في الالتفاف على الدور المصري، حرصت خلق حالة من التوازن، عندما طالبت الولايات المتحدة لتكون شريكا لها، وهو فعلا ما كانت تدفع به اميركا من خلف ستار حلفائها. ويبدو ان القيادة المصرية، رغم تحفظها على الدور الأميركي، خاصة وان ادارة اوباما، اعطت حكومة نتنياهو الضوء الأخضر لحربها الوحشية، تميل للاستجابة للشراكة، لأكثر من سبب. منها اولا الرغبة في وقف الحرب الهمجية على القطاع؛ ثانيا لعل اميركا تكون الضامن لاسرائيل لإلزامها بالتفاهمات، التي سيتم الاتفاق عليها خلال الهدنة المقترحة لمدة خمسة أيام؛ ثالثا لقطع الطريق على القوى المعادية للدور المصري.
الساعات القليلة المقبلة تحمل في طياتها تفاؤلا معقولا في تحقيق قفزة في وقف الحرب الاسرائيلية. ولعل تبني القيادة لشروط المقاومة، ودعوتها للاجتماع العاجل للاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير في القاهرة دون سواها خلال الأيام القادمة، سيساهم في وجود موقف فلسطيني واحد يهيئ للقيادة الشرعية الامساك بزمام الأمور، والحؤول دون مواقف عبثية من هنا او هناك تعطل الوصول للهدنة وحماية أبناء الشعب العربي الفلسطيني في القطاع من الحرب الاسرائيلية الوحشية.


صمود غزة يختزل مسيرة شعب
بقلم: د/ إبراهيم أبراش – وكالة معــا
بوقاحة وانعدام أخلاق وتزييف للتاريخ ، ينبري إعلاميون وسياسيون عرب ، وخصوصا من مصر - لمهاجمة وشيطنة ، ليس حزبا فلسطينيا بعينه ، بل مهاجمة وشيطنة الشعب الفلسطيني والتشكيك بتاريخه وعدالة قضيته ، زاعمون أن الفلسطينيين ناكرون للجميل وأن العرب ضحوا من أجل فلسطين وخاضوا حروبا من أجلها الخ . لا ننكر تضحيات وخسائر الشعوب والجيوش العربية نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي ، في أوقات الحرب أو أوقات السلم ، ولكن الأنظمة العربية خاضت حروبا ليس من أجل تحرير فلسطين ولكن في إطار صراع عربي إسرائيلي وفي مواجهة إسرائيل التي كانت وما زالت تشكل تهديدا للدول العربية ولأمنها القومي ، أو هكذا صنفت هذه الأنظمة والحركات القومية إسرائيل.
حتى مع افتراض خطأ أحزاب أو أشخاص فلسطينيين مثل حركة حماس ، فإنه لا يجوز تحميل الشعب الفلسطيني كله مسؤولية ذلك ، خصوصا أن حماس جزء من حركة الإخوان في مصر التي كانت قبل عام تحكم مصر ، وحماس اليوم مدعومة بأنظمة عربية وإسلامية . بالتالي اللوم ليس على حركة حماس والفلسطينيين بل على العرب الذين يتدخلون في الشأن الفلسطيني ويعملون على توظيف بعض الفلسطينيين ومعاناتهم ودمهم ، لخدمة حساباتهم الخاصة.
نعم إن ما يجري من معاداة للفلسطينيين ، وتشكيك بتاريخهم وبعدالة قضيتهم الوطنية ، وعمليات الإذلال وكسر الكرامة على المعابر والمطارات ، ليس بالأمر العفوي بل سياسة ممنهجة وموجهة . وأن تتعاظم هذه الحملة المضادة للفلسطينيين في نفس وقت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، هذا معناه أن انقلابا خطيرا يحدث في ثوابت ومرتكزات الأمة العربية ، بل خيانة لها.
من يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وبأن إسرائيل عدو مشترك للفلسطينيين والعرب ، فعليه ألا يُحوِّل بوصلة العداء من إسرائيل إلى الفلسطينيين ، وأن يوقف حملة معاداة الفلسطينيين ، إلا إذا كان هدف هذه الحملة تبرير نهج سياسي يريد مصالحة إسرائيل أو على الأقل تحييد الصراع معها ، وشيطنة الفلسطينيين ذريعة قد تقنع الشعب بهذا السلوك.
لم يكن الفلسطينيون يوما شوفينيين ولا شعوبيين ، كانوا وما زالوا معتزين بانتمائهم العربي والإسلامي ، ويحفظون الجميل لكل من يمد لهم يد المساعدة ، ولكن في نفس الوقت يعتز الفلسطينيون بكرامتهم ، ولا يقبلوا ان يكونوا (حيطه واطيه) للإمعات الذين في قلوبهم مرض من سياسيين وإعلاميين عرب ، ممن يسعون التغطية على مشاكل بلدهم ، وفشلهم ودونيتهم ، بفتح جبهة ضد الفلسطينيين . للفلسطينيين ماض يعتزون به ، وتاريخ وحاضر نضالي يعترف به كل أحرار العالم ، وإن كان لا بد من الذكرى فلنذكر ببعض نضالنا المشرف.
في عام 1948 انهزمت سبعة جيوش عربية خلال أيام أمام عصابات صهيونية محدودة العدد ، ونتيجة هزيمة الجيوش العربية خسر الفلسطينيون 78% من أرض فلسطين ، وبعد النكبة مباشرة انتشر الفلسطينيون في كل البلاد العربية من الخليج العربي إلى المغرب العربي ، وساهموا في بنائها وتطويرها ، فكان خيرة المهندسين والمعلمين والأطباء ورجال الاعمال من الفلسطينيين . وفي يونيو 1967 وخلال ستة أيام فقط هزمت إسرائيل ثلاثة جيوش عربية – مصر وسوريا والأردن - وكانت نتيجة هزيمة الجيوش العربية أن احتلت إسرائيل بقية فلسطين – الضفة وغزة – بالإضافة إلى سيناء والجولان ، أي ما مساحته حوالي 67 ألف كيلو متر مربع من الاراضي ، وفي حرب اكتوبر 1973 حيث قاتل الجيشان المصري والسوري بشجاعة ، دخلت سوريا الحرب والجولان محتلة ، وخرجت منها والجولان محتلة ! ودخلت مصر الحرب وسيناء محتلة ، وتوقفت الحرب واستمرت سيناء محتلة ، ولم يستعد المصريون سيناء إلا عام 1982 بعد توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وإنهاء حالة الحرب ، وعادت سيناء لمصر ناقصة السيادة .
أما المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني وبالرغم من كل قلة الإمكانيات ، ففيها يظهر المعدن الاصيل للفلسطينيين ودفاعهم عن أرضهم ومقدساتهم . ففي 21 مارس 1968 حشدت إسرائيل جيشها في حملة لاحتلال الضفة الشرقية من الأردن بعد ازدياد عمليات الفدائيين الفلسطينيين عبر نهر الأردن ، والتقى جيش العدو في قرية الكرامة ، مع عشرات من الفدائيين الفلسطينيين تساندهم بعض وحدات المدفعية من الجيش الأردني والذي غالبيته من الفلسطينيين ، واندلعت معارك شرسة أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الغازي ، وفشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها واضطر جيشها للانسحاب من المعركة ، مخلفا وراءه عتادا مُدمَرا . وعندما قامت إسرائيل بالعدوان على لبنان عام 1982 صمد الفلسطينيون معهم الحركة الوطنية اللبنانية مدة 88 يوما دفاعا عن بيروت ، ولم يخرجوا إلا بوساطات دولية وحفاظا على أرواح المدنيين ، وكان خروجهم مشرفا . في مارس 2002 قام الجيش الإسرائيلي باجتياح الضفة الغربية ومحاصرة مخيم جنين ، ما بين 1-12 أبريل صمد المخيم والذي مساحته 372 دونم فقط ، لمدة خمسة عشر يوما ، واستعمل الجيش الإسرائيلي كل انواع الأسلحة بما فيها القصف بالطائرات ، ولم يدخل الجيش الإسرائيلي المخيم إلا بعد تدميره كاملا واستشهد 52 من الفلسطينيين .
واليوم ومع الموجة الجديدة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ، فإن إسرائيل رابع قوة عسكرية في العالم والأولى في الشرق الأوسط ، لم تستطع التقدم في قطاع غزة سوى أمتار بعد خمسة عشر يوما من الحرب المدمرة ! نعم الجيش الإسرائيلي يهزم الجيوش العربية خلال ستة ايام ويحتل أراضي عربية مساحتها حوالي 67 ألف كيلو متر مربع ، بينما يعجز عن اقتحام قطاع غزة ذي المساحة 360 كيلو متر فقط ، بعد 15 يوما من الحرب المدمرة . هذا هو الشعب الفلسطيني الذي يسعى الموتورون وأشباه الرجال لتشويهه .
نعم ، بعد ستة وستين عاما ، وبالرغم من الاحتلال والشتات والغربة ، لم يستسلم الفلسطينيون وما زالوا متمسكين بحقهم وبكرامتهم ، ولو استسلم الفلسطينيون واستكانوا لإسرائيل ، لكانت إسرائيل ترتع اليوم في كثير من البلدان العربية ، ولكن الفلسطينيين بدمهم وأجسادهم يقفون حجر عثرة امام التوسع الصهيوني ، ويا ليت الموتورون من أشباه الرجال من الإعلاميين والسياسيين العرب يدركون هذه الحقيقة . ولنا الفخر أننا بالرغم من الاحتلال والشتات وبالرغم من الانقسام بين غزة والضفة والذي تقف ورائه أجندة عربية وإقليمية متواطئة مع إسرائيل ، بالرغم من ذلك ، ما زلنا نحافظ على هويتنا الوطنية ووحدة شعبنا ، فيما دول عربية مستقلة منذ عقود ولها تاريخ ضارب بالقِدم ، تتعرض للتفكك ولحروب اهلية مدمرة تُفقدها هويتها وكينونتها ، نتمنى من الله أن يخرجوا من محنتهم ويعود لهم الاستقرار ، لأنه يؤلمنا ما يؤلمهم .


يريدون سرقة النصر
بقلم:خالد معالي – وكالة معــا
مع بدايات انقشاع غبار المعركة البطولية التي خاضتها المقاومة في غزة في تصديها للعدوان الإجرامي الصهيوني، وتحقيق نجاحات وانتصارات لم تكن متوقعة؛ من قتل لكبار قادة جيش الاحتلال، واسر جندي، وتغطية مدن الاحتلال بالصواريخ، وتمريغ انف "نتنياهو" في التراب؛ سارعت أمريكا للتحرك، وتحريك الأعراب الأشد كفرا؛ ليس حزنا على قتل وذبح المئات من أطفال غزة؛ بل لوقف قتل جنود الاحتلال وتقليل ثمن هزيمة "نتنياهو".
صحيح أن "نتنياهو" جن جنونه لقدرات وبسالة المقاومة وإيقاعها خسائر فادحة لا تحتمل في جيشه الذي لا يقهر؛ إلا أن جنون بعض الأعراب من حكام العرب كان أكثر من "نتنياهو" نفسه؛ فهم عاشوا في وحل الرذيلة والنذالة والهزيمة، ولا يقدرون على استيعاب أن تعيش غزة في بحر العزة والكرامة والانتصار؛ ولذلك سارعوا يحاولون سرقة نصر المقاومة في غزة بالتآمر والتحايل، وراحوا كالذئب يلبسون ثياب الواعظينا.
هي هزيمة تاريخية للجيش الذي لا يقهر؛ تتجاوز أبعادها فلسطين المحتلة؛ لتضرب في مختلف الاتجاهات وتقض مضاجع الظلمة من الأعراب وغيرهم، فما حصل شكل رافعة ونقطة تحول تاريخي في الصراع الدامي في المنطقة الملتهبة، التي طال انتظارها لرؤية نماذج مقاومة ناجحة كما فعلت غزة.

عندما يقر إعلام الاحتلال وقادته إنها الحرب الأكثر قسوة في تاريخ "اسرائيل"، ويعترف "نتنياهو" أن جيشه يواجه «لحظات عصيبة»، بعد أن كان يعتبر غزة نزهة ويستهزئ بالمقاومة الفلسطينية؛ فهذا يعني أن العد التنازلي لدولة الاحتلال آخذ بالتسارع للوصول للحظة تاريخية بنهاية الصراع بنهاية الكيان.
غزة لا تريد من العرب شيئا؛ ولكن فقط أن يكفوا شرهم ومؤامراتهم عليها؛ وان لا يسرقوا نصرها المؤزر بالنقاط على عدو اعتقدوا يوما انه لا يقهر فإذا به يقتل ويسحل ويصيح من بطش غزة به .
من الآن وصاعدا بات مطلوب فلسطينيا إن يستثمر النصر بشكل سياسي من تعزيز وتمتين الوحدة الوطنية والعمل ضمن برنامج مقاوم متفق عليه يقدم البديل عن مسار اوسلو الذي وصل الى نهاية الطريق المسدود، فالزمن يجري بسرعة ولا مجال للالتفات للخلف والرجوع لما ثبت فشله .
صحيح أن انتصار غزة بالنقاط؛ ولكن الأعراب الأشد كفرا ونفاقا لا يريدون أي نصر ورافعة للمقاومة في غزة ؛ لا بالنقاط ولا بغيرها؛ ولذلك هم يمنعون أي شكل من أشكال الدعم؛ ولو أتيح لهم محاربة المقاومة بدل "نتنياهو" لما قصروا.
سيكتب التاريخ عن مقاومة في غزة بسيطة بأسلحتها، قليلة بعتادها، قوية بإيمانها وعقيدتها؛ استطاعت تحقيق نصر على جيش كان يقال عنه يوما بأنه لا يقهر؛ واستطاعت أن تضيء بحر الظلمات بدماء شهدائها الأبطال؛ فهنيئا لكم أهل غزة أن تكونوا حاملين شرف راية الحق والنصر على الدوام.