Haneen
2014-09-16, 11:40 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 15/08/2014 م
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
الجيش يجري تحقيقاً
يقوم عسكريون إسرائيليون بالبحث في حالات قُتل فيها مدنيون فلسطينيون كي يقطعوا الطريق على تحقيق دولي
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
إسرائيل تُعرض اليهود للخطر
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
محادثات لأمد بعيد
حماس تُملي شروطها على دولة إسرائيل التي تنتظر ما يصدر عن هذه المنظمة مُستكينة ومُستخذية
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت
الغرور
يبدي معظم الإسرائيليين تجاه حماس مشاعر تعود لفهم وطني زائف عنها
بقلم:يونتان لفين،عن يديعوت
حرب استنزاف نفسية
كل شيء ممكن رغم أن حماس وإسرائيل غير معنيين باستئناف المعركة
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف
</tbody>
الجيش يجري تحقيقاً
يقوم عسكريون إسرائيليون بالبحث في حالات قُتل فيها مدنيون فلسطينيون كي يقطعوا الطريق على تحقيق دولي
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
أصبح الجيش الاسرائيلي يحقق في عشرات الحالات غير العادية أكثرها حالات قُتل فيها مدنيون فلسطينيون وقعت زمن الحرب في قطاع غزة. وقد بدأ الفحص الداخلي في مرحلة مبكرة نسبيا من القتال. ويرمي الاجراء السريع الى جانب استخلاص الدروس ومحاولة تبين هل وقعت حالات اهمال في اتخاذ القرارات، يرمي الى المساعدة على صد مطالب تحقيق دولي في اتهام اسرائيل بجرائم حرب. وفي محاولة اخرى لمضاءلة تأثير التحقيقات الدولية، أعلن مراقب الدولة أمس ايضا بأنه سيفحص هل خالفت اسرائيل القانون الدولي في العملية.
بينت اسرائيل من قبل أنها لن تتعاون مع اللجنة برئاسة البروفيسور في القانون وليام شباس التي عينها هذا الاسبوع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للفحص عن سلوك الجيش الاسرائيلي. وقال رئيس الوزراء نتنياهو أمس إن «تقرير اللجنة كُتب مسبقا. وليس لهم ما يبحثون عنه هنا، فليزوروا أولا دمشق وبغداد وطرابلس حيث سيجدون هناك لا هنا جرائم حرب».
يعتمد اجراء الفحص السريع الذي بدأه الجيش على دروس عمليتي «الرصاص المصبوب» و»عمود السحاب» وعلى قضية القافلة البحرية التركية واستنتاجات لجنة تيركل، التي فحصت عن أحداث القافلة البحرية، لكنها تناولت بتوسع ايضا اجراءات التحقيق المستخدمة في اسرائيل في حالات قتل مدنيين والعدوان على حقوق الانسان في المناطق. وعين رئيس الاركان بني غانتس قبل المواجهة العسكرية الحالية ايضا لجنة دائمة من هيئة القيادة العامة يرأسها اللواء نوعم تيبون عملها أن تفحص عن دعاوى على حالات غير عادية في القتال. وتفحص اللجنة عن حالات محددة ولا سيما تلك التي قُتل فيها مدنيون وأُثيرت دعاوى أنهم أصيبوا بنار الجيش الاسرائيلي، لكنها تفحص ايضا عن ظواهر «أفقية» تتعلق بالقتال. ويعمل تحت إمرة اللواء تيبون ستة أفرقة ثانوية لها تخصصات محددة يصاحب مستشار قانوني ملازم كل واحد منها. ومن الاعضاء في الأفرقة الى جانب خبراء بجوانب القتال المختلفة، قانونيون ورجال استخبارات ايضا. ويتم العمل بتنسيق كامل مع المدعي العام العسكري الرئيس اللواء داني عفروني ورجاله.
صيغت الى الآن استنتاجات مرحلية في 15 حالة تتعلق بالمواجهة الحالية، وبدأ الفحص عن عشرات اخرى ويتوقع الفحص عن أخرى. ويتم التحقيق في ضمن ما يُحقق فيه في أحداث وردت التقارير بأنه قُتل فيها عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، وحالات أصيبت فيها مبان لوكالة الغوث كانت ملاذا للاجئين، والمعركة في رفح في 1 آب بعد اختطاف خلية من حماس للملازم أول هدار غولدن.
في عملية «عمود السحاب» فُحص عن 82 حالة تم التحقيق في أكثرها. ولم يُستخدم في أي واحدة من الحالات خطوات تأديبية أو جنائية على من شاركوا فيها. وفي تقرير لجنة تيركل الذي نشر الجزء الثاني منه في 2013 وجه انتقاد الى أن التحقيقات في العمليات في الجيش الاسرائيلي لم تنقل ما يكفي من التفاصيل ذات الصلة الى النيابة العامة والى التأخير المستمر لاستكمال التحقيقات الجنائية والعملياتية في قضايا حدثت زمن عملية «الرصاص المصبوب».
يجري الفحص على أيدي قادة من هيئة القيادة العامة غير مشاركين مباشرة بالقتال، وليسوا جزءً من سلسلة القيادة في الاجسام التي حاربت في القطاع وهي قيادة منطقة الجنوب والفرق والألوية التي عملت تحت إمرتها وسلاح الجو والبحرية. وأرشدت النيابة العامة مسبقا الأفرقة الى المعلومات المطلوبة لها وحُدد جدول زمني قصير لنقل المعلومات الى الخبراء بالقانون. والقصد الى إتمام هذا التحقيق الأساسي في كل حالة في غضون اسابيع معدودة. ويتمتع القادة والمقاتلون الذين يشهدون أمام الأفرقة بحصانة لا تُمكّن من استغلال كلامهم عليهم في اجراء قضائي جنائي اذا بدأ مثل هذا الاجراء.
وفيما يتعلق بعدد من الحالات التي يتم التحقيق فيها الآن وصلت الى الجيش توجهات من منظمات حقوق انسان اسرائيلية، لكن التحقيق فيها في الاكثر بدأ بمبادرة من الجيش الاسرائيلي قبل التوجه اليه. ويعتقدون في الجيش الاسرائيلي أن جهات التحقيق العملياتية والنيابة العامة قادرة على التحقيق في التجاوزات على نحو مستقل أساسي دون تدخل دولي. والقصد الى أن تُنقل في المستقبل تقارير تتعلق بذلك الى المجتمع الدولي ايضا.
إنهم في الجيش يعلمون بنية منظمات اجنبية اجراء معركة قانونية واعلامية على ضباط شاركوا في القتال واتهامهم بجرائم حرب، وقد نشرت منظمات معادية لاسرائيل في الشبكة قوائم أولى لقادة وجنود شاركوا في العملية بناءً على تقارير إخبارية في وسائل الاعلام الاسرائيلية والاجنبية. وفي جنوب افريقيا رُفعت شكوى قضائية على جندي ذي جنسية جنوب افريقية شارك في الحرب في غزة بعد أن أُجري معه لقاء اعلامي. وفي الرباط عاصمة المغرب قدم عدد من المحامين طلب محاكمة قائد منطقة الجنوب، سامي ترجمان الذي ولد في المغرب. وليس لهذه الدعاوى معنى عملي كبير وذلك في الأساس لأن اسرائيل تستطيع أن تبرهن على أنها تفحص عن شبهات جنايات بقواها الذاتية، لكنها مع ذلك قد تؤثر في خروج ضباط الى دول اجنبية كما حدث ايضا بعد عملية «الرصاص المصبوب».
منذ بدأت عملية «عودوا أيها الاخوة» في الضفة الغربية تم الحفاظ على تنسيق وثيق بين النيابة العامة العسكرية وقيادة وزارة القضاء العليا. وكانت هاتان الجهتان مشاركتين في توصية قُدمت الى المجلس الوزاري المصغر للسماح بهدم بيوت قاتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي في الخليل والمشتبه فيهم الثلاثة بقتل الفتيان الاسرائيليين الذين اختطفوا في غوش عصيون، وأجازتا ايضا اعادة اعتقال ستين من رجال حماس أُفرج عنهم بصفقة شليط. وفي مقابل ذلك عارض المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين والنيابة العامة العسكرية طرد رجال حماس من الضفة الى القطاع خشية ألا يثبت ذلك لامتحانات القانون الدولي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إسرائيل تُعرض اليهود للخطر
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
إن دولة اسرائيل اليوم هي أخطر مكان في العالم على اليهود. فمنذ كان انشاؤها لا يوجد مكان آخر أصيب فيه هذا العدد الكبير من اليهود كما في حروبها والعمليات التي حدثت فيها. وقد خطت الحرب في غزة خطوة اخرى الى الوراء فعرضت للخطر ايضا يهود العالم كما لم تعرضهم للخطر أية حرب سابقة. حتى إنه لم يعد البيت اليهودي والملجأ القومي ملجأ بل أصبح يهدد اليهود في كل مكان آخر. وحينما نجري موازنة الحرب ينبغي أن نتذكر ذلك ايضا في مواد الواجب والثمن.
إن موجة كراهية تضرب الرأي العام العالمي الذي رأى بخلاف الرأي العام الاسرائيلي الساكن والأعمى والراضي عن نفسه، رأى صور غزة وزُعزع. فلا يوجد انسان ذو ضمير كان يمكنه أن يبقى ساكن النفس وقد ترجمت الزعزعة الى كراهية، كراهية الدولة التي أحدثت كل ذلك، وفي حالات متطرفة أثارت الكراهية ايضا معاداة السامية من مربضها. اجل توجد معاداة سامية في العالم حتى في القرن الواحد والعشرين وقد زادت اسرائيل في اشتعالها. وقد منحتها ذرائع كراهية كثيرة. لكن ليس كل شعور بالعداء لاسرائيل معاداة للسامية فالعكس هو الصحيح لأن أكثر انتقاد اسرائيل ما زال موضوعيا واخلاقيا. ونجمت في هامشه معاداة عنصرية للسامية ككل كراهية قومية. واسرائيل تتحمل المسؤولية غير المباشرة عن ظهورها.
لكن اسرائيل والمؤسسة اليهودية تسارعان الى تصنيف كل انتقاد على أنه معاداة للسامية، على نحو آلي. وهذه حيلة قديمة مجربة وهي أن يُنقل الذنب عن كاهل من أحدث فظاعات غزة الى من هو مصاب بمعاداة السامية في ظاهر الامر. فلسنا نحن بل أنتم أيها العالم المعادي للسامية غير العزيز. فلا يهم ما تفعله اسرائيل فالعالم كله ضدها. وهذه سخافات بالطبع. فكما أنه ليس كل شرطي يخالف سائقا يهوديا معادٍ للسامية كما تحاول المنظمات اليهودية أن تعرض الامر، وليس كل سطو على حاخام عملية كراهية، فانه ليس كل انتقاد لاسرائيل باعثه كراهية اليهود.
أصبح اولئك ملتقطي بروق انتقاد اسرائيل وجلبوا ذلك على أنفسهم، فذلك هو ثمن تأييدهم الأعمى لاسرائيل، وحملات الدعاية ذات الضجيج من اجلها، وجعل كل مركز جماهيري يهودي مقر دعاية لاسرائيل والوقوف الكلي وراء كل اعمالها. فاذا كنا جميعا شعبا واحدا، شعب اسرائيل الحي، واذا كان كل يهودي يتجرأ على انتقاد اسرائيل حتى حينما تكون مشاركة في سلوك قاسٍ يهوديا يكره نفسه، فان الجميع اذا يتحملون عبء المسؤولية.
أرسل إلي غير قليل من اليهود في الخارج زمن الحرب رسائل توسل خائفة قالوا فيها: كف عن مقالاتك، وتوقف عن انتقادك لأن معادي السامية يستعملونها. وقد أجبت الجميع بأن كل مقالاتي لم تؤثر في مكانة اسرائيل كتقرير اخباري واحد من غزة، وأنا أيضا أعرف كثيرين تعتمد بقايا تأييدهم لاسرائيل على بقايا كونها مجتمعا حرا يُمكن من النقد.
وعلى كل حال يجب أن تكون دولة اسرائيل هي عنوان خوف اليهود. إن يهودا كثيرين يشعرون بالخوف الآن، وقد يكون بعضه مبالغا فيه لكن لا شك أن بعضه صادق. ويُخيل إلي أن تكون مسلما في اوروبا أصعب من أن تكون يهوديا. لكن اليهود في باريس لا يتجرأون على اعتمار القبعات الدينية، وفي بلجيكا لم يسمحوا لامرأة بدخول حانوت لأنها يهودية، وقالت لي صحافية فرنسية زارت الجزائر في الاسبوع الماضي إن كراهية اسرائيل واليهود بلغت هناك الى الرقم القياسي في جميع الأزمان. ودولة اسرائيل هي العنوان لكل هذه الشكاوى وهي المذنبة في غزة.
إن الذي يخاف على مصير اليهود والذي تزعزعه ظواهر معاداة السامية كان يجب عليه أن يفكر في ذلك قبل أن يُخرج اسرائيل لمرحلة اخرى لا زمام لها. ليس العالم دائما ضداً لاسرائيل ويكفي أن نتذكر مكانتها في فترة اتفاقات اوسلو حينما هتف العالم كله لها ومنه جزء من العالم العربي. وسيفرح هذا العالم بالعودة الى احتضان اسرائيل اذا غيرت فقط سلوكها الأزعر. أتوجد معاداة للسامية؟ ربما، لكن اسرائيل هي التي تُهيجها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
محادثات لأمد بعيد
حماس تُملي شروطها على دولة إسرائيل التي تنتظر ما يصدر عن هذه المنظمة مُستكينة ومُستخذية
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت
أنباء عن التحركات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي نحو قطاع غزة، وعن الاستعداد لتجديد القتال، وعن استعداد في سلاح الجو وعن تجنيد جنود الاحتياط بالأمر 8. فكل هذه الحيل والمراوغة ترمي الى أن توحي للجمهور وحماس أننا مستعدون فلا تُجربونا. وأننا قد نغضب. وحينما نريد أن نضرب فاننا نضرب ولا نصور قوافل الدبابات لاخافة العدو.
كيف ساءت حالنا بهذا القدر، فقد صارت دولة كاملة تقعد متكمشة على ركبتيها تقريبا تنتظر أن تقرر لها منظمة ارهابية أتكون هدنة أم لا. فحماس تُملي علينا صورة الحياة وايقاعها، والحكومة الضعيفة والمترددة والمستخذية تنتظر ما يخرج من فمها. ويحاول المصريون في خلال ذلك بما أوتوا من قوة أن يقنعوا حماس باطالة مدة الهدنة، بل إنهم استخدموا المرحومة أم رئيس الاستخبارات المصرية اللواء التهامي التي أتاها أجلها هذا الاسبوع – وينبغي احترامه الى أن ينهي حداده ويعود الى التفاوض. ويتبين أن ضغطا دوليا وعربيا مع تهديدات من اسرائيل بالرد بنيران ثقيلة لا تكفي لجهود الاقناع.
عاد أمس الوفد الاسرائيلي من القاهرة للتشاور وكان في جعبته وثيقة مصرية للتقريب بين وجهات النظر غير ناضجة بقدر كاف ومعها إنذار من حماس يقول لن نستجيب للاقتراح المصري ولن نلتزم باطالة مدة الهدنة لمنح المحادثات احتمال نجاح الى أن نحصل على جواب بـ نعم من اسرائيل. وبعد ذلك فقط سنقرر هل من الحسن أن نقبل الوثيقة أم نجدد القتال. وبعبارة اخرى يقول إنذار حماس لاسرائيل: اذا لم تُجيبوا بـ نعم فأنتم تتحملون المسؤولية لأننا سنطلق النار.
إن الوثيقة المصرية التي عُرضت على الطرفين أمس هي في الحقيقة صيغة أولى مؤلفة من مرحلتين؛ فهي ليست وثيقة نهائية بل هي تفصيل فقط للمباديء التي يجب التباحث فيها للتعمق في تفاصيلها، ولهذا طلب المصريون أمس 72 ساعة هدنة اخرى للاستمرار على المحادثات. ويتناول جزء الوثيقة الأول الاتفاقات في المدى القصير والمباشر وفي نطاقه ستتمتع حماس – التي لا تُذكر بصراحة إلا منسوبة الى السلطة الفلسطينية فقط – بعدد من علامات رفع الحصار عن غزة بادي الرأي وفي مقدمتها موافقة مصرية على فتح معبر رفح. وقد وافقت حماس على طلب مصر وضع رجال السلطة الفلسطينية في الجانب الفلسطيني من المعبر وأن يُنشر 3000 من رجال قوة دايتون على طول محور فيلادلفيا. وسيُفتح المعبر بحسب الشروط التي وقع عليها في الماضي في هذا الشأن في حين تحتفظ اسرائيل بالقدرة على أن تراقب من بعيد الداخلين والخارجين. وأبلغ المصريون الى ذلك ممثلي الوفد الفلسطيني أن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بساعات فتح المعبر وشروطه سيتم التباحث فيها في المستقبل مع السلطة الفلسطينية.
كذلك تشتمل المرحلة الاولى من المخطط المصري على زيادة مقدار السلع الداخلة والخارجة من غزة – وهذا اجراء لم تعارضه اسرائيل في أية مرحلة. ويفترض أن يستقبل معبر كرم سالم عددا أكبر من الشاحنات – يبلغ 900 شاحنة كل يوم – وأن يُفتح معبر إيرز مرة اخرى لحركة حرة نسبية. ويتم الحديث عن زيادة عدد الخارجين للعمل في اسرائيل والضفة ليصبح نحوا من 5 آلاف في الشهر، وبقي فقط أن يُحدد في ضمن ما سيحدد هل سيوجد نشاط اقتصادي في المنطقة الصناعية في إيرز وكيف سيحدد ومن يمر وكيف.
وهناك مادة اخرى في المرحلة الاولى حظيت بموافقة اسرائيل وهي تجديد التصدير من غزة الى الضفة.
ويستطيع جهاز الكشف الهولندي عن السلع الذي يعمل في معبر كرم سالم بيقين أن يفي بمطالب اسرائيل الامنية، بل إنه تجري مباحثات في شراء جهاز آخر للزيادة في سهولة امكانية التصدير من غزة الى الضفة. وكذلك التزمت اسرائيل بأن تفي بالتزامات عرضتها في نهاية عملية «عمود السحاب» قبل نحو من سنتين هي اعادة مدى صيد السمك ليصبح نحوا من 10 كم عن شواطيء غزة. بل أبلغت اسرائيل مصر أنها ستكون مستعدة لأن توسع المدى حينما يحين الوقت ليصبح 20 كم بحسب سلوك حماس.
وفيما يتعلق بعرض الشريط الامني على طول الحدود، أعلنت اسرائيل أنها مستعدة لأن تتنازل من 500 متر الى 300 متر بل الى 100 متر في غضون اشهر معدودة. وستكون اسرائيل مستعدة بالتخلي تماما عن المنطقة الامنية اذا وحينما يُنشر رجال قوة دايتون على طول الحدود مع اسرائيل. وتعرض الوثيقة المصرية زيادة على كل ذلك ايضا نشاطات تعميرية وانسانية ستزيد اسرائيل في نطاقها عدد خطوط الكهرباء الى غزة وتعمل في اصلاح خطوط الكهرباء والماء وتُعجل في إدخال المعدات الطبية، وهي نشاطات أصبحت تجري اليوم.
إن الجزء الذي يهم حماس أكثر هو الجزء الثاني من المخطط المصري الذي يتناول الأمد البعيد ويفترض أن ينفذ بعد شهر فقط ويشمل هذا الجزء موافقة اسرائيل في المستقبل على التباحث في بناء ميناء ومطار في غزة عوض إثارة قضية نزع السلاح من قطاع غزة للتباحث فيها.
وسيُثار للتباحث في هذه المرحلة ايضا موضوع مبادلة الجثث بالأسرى بين اسرائيل وحماس، ويتوقع أن يشمل ذلك اعادة جثتي اورون شاؤول وهدار غولدن عوض الافراج عن معتقلي حماس الذين اعتقلوا في اثناء عملية «الجرف الصامد» فقط على نحو يشبه صفقات الافراج عن أسرى حرب. وقد أعلنت اسرائيل من قبل أنها لن تفرج عن أي واحد من رجال حماس الذين أُفرج عنهم في نطاق صفقة شليط واعتقلوا مرة اخرى في عملية «عودوا أيها الاخوة» لأن الحديث عن قضية قانونية اسرائيلية داخلية. لكن المصريين فهموا أنه قد يُفرج في اطار ذلك الاجراء عن اعضاء المجلس التشريعي من حماس الذين اعتقلوا هم ايضا في نطاق العملية نفسها. وعلى كل حال يؤخرون في حماس في هذه المرحلة ردهم على المخطط المصري لأنهم يُصرون على سماع موافقة اسرائيل مسبقا على الجزء الثاني من الاتفاق.
وفي الخلاصة يشمل المخطط المصري في الحاصل تحسينات طفيفة للمخطط الذي أُحرز بعد انتهاء عملية «عمود السحاب» وهو ما سيُمكن رجال حماس من أن يقولوا لسكان غزة إن التضحية العظيمة التي دفعتموها لم تكن عبثا ولا سيما أنه ينتظرهم في الأفق ايضا مشروع تعمير يكلف مليار دولار وتباحث في المرحلة الثانية من الاتفاق المصري التي ستمنحهم رموز سيادة واستقلال اقتصادي وحرية تنقل على هيئة مطار وميناء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الغرور
يبدي معظم الإسرائيليين تجاه حماس مشاعر تعود لفهم وطني زائف عنها
بقلم:يونتان لفين،عن يديعوت
يبدي معظم الاسرائيليين تجاه حماس ثلاثة مشاعر اساسية: الخوف المبالغ فيه من اصابتها الشريرة، مقت ليس مبررا تماما تجاه أساليبها النكراء، والاحتقار لدونيتها في ميادين المعركة، التكنولوجيا وحتى في علم الدلالة. ويعود الجذر العفن لهذه المشاعر الثلاثة الى فهم وطني زائف عن حماس، مخلوط بفكرتنا المقدسة بشكل خاص وبقيمنا الاخلاقية المشكوك فيها بشكل عام، أي بمتلازمة «داود الجولياتي».
الخوف من الصواريخ الفتاكة التي تهبط في المراكز السكانية، في رياض الاطفال أو في المدارس لا سمح الله، في منشآت بنية تحتية أو عسكرية حساسة وقابلة للتفجر – مفهوم، ولكن ليس مبررا تماما. فالاعتراض شبه المطلق الذي تقوم به «القبة الحديدية» كان يفترض أن يوفر نوعا ما من الاحساس بالامان، ولكن بروح جنون الاضطهاد الذي اصبح بالنسبة لنا الصوت القومي، فاننا نفضل ان نمتلك خوفا غير متوازن، خوفا يشجع الحكم، بالطبع، وذلك لان «التهديد الوجودي» هو الذريعة الدائمة، تلك التي لا ينبغي الجدال معها، للهجوم.
كما أن الشعور الثاني، المقت لانماط عمل حماس، واضح من تلقاء نفسه، ظاهرا. عمليا، هو ايضا غريب، وذلك لان الواضح هو أن حماس ليست سوى منظمة ارهابية توجد لها دويلة. من هذه النقطة لاحقا، لا ينبغي العجب من مقاتليها ممن لا يراجعون مرتين في اليوم ميثاق جنيف. فحماس تحفر الانفاق الى الكيبوتسات، تحول الاطفال الصغار الى شهداء، تستعبد وتقتل المدنيين. تستخدم سيارات الاسعاف للامم المتحدة للقتال وتطلق النار من المستشفيات. إذ هكذا تدار حرب العصابات ضد جيش حريص أخلاقيا يتمتع بتفوق واضح.
لا بد أنه كان لطيفا جدا من جهة حماس، لو أنها سارت بصف ثلاثي لكتائبها الصغيرة وغير المدربة، المسلحة بسلاح خفيف متوسط متهالك، وسارت بهم الى معركة وجه الى وجه مع مقاتلي الجيش الاسرائيلي المدربين والمجهزين جيدا. كانت الجرف الصامد لتنتهي في غضون ساعتين، وبجندي واحد جريح، جراء شوكة في القدم. ليس معنى الامر انه ينبغي ان نشعر فجأة بالمحبة نحو حماس، ولكن بالتأكيد يجدر ابداء التقدير نحوها، التقدير الذي يبدى لعدو وضع لنفسه هدفا ويعمل على تحقيقه بتصميم. هذا هو السبب في أن ليس لدينا «صورة نصر» مرضية.
الشعور الثالث، بمناسبة التقدير المخلول، هو الاستخفاف بحماس كجزء من التعالي على العرب. كم هي لطيفة السخرية من غباء منظمة ارهابية أوقعت لنا ضربات لاذعة وأليمة، أوضحت لنا بان الجيش الاسرائيلي لا يوجد في اليوم السابع من حرب الايام الستة. فهذه السخرية تذكر بالثرثرة المريرة للارملة التي القى بها دون جوان ما رغم وعوده، أو التشهيرات المغرورة للعامل المستاء المقال الذي يسعى الى الدفاع عن كبريائه الكسير.
أحد المظاهر الاكثر بؤسا لهذا التعالي، هو ردود الفعل على تهديدات الرسائل القصيرة التي بعثتها حماس للاسرائيليين معظمها باخطاء كتابية واضحة. المرة تلو الاخرى ظهرت في الشبكات الاجتماعية صور للرسائل المثيرة للضحك، مع كتابات مثل «انظروا كم هم أغبياء». وعلى ذلك يمكن أن نرد فقط كالتالي: ان العبرية لدى معظم الحماسيين لا تزال أفضل من عربية معظم الاسرائيليين. اعرف عدوك؟ لا شكرا، نترك هذا لحماس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرب استنزاف نفسية
كل شيء ممكن رغم أن حماس وإسرائيل غير معنيين باستئناف المعركة
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف
طوال يوم أمس كان احساس بان الطرفين انشغلا بمحاولات دفع المفاوضات في القاهرة لتمديد وقف النار الذي انتهى في منتصف ليلة أمس، ولكنهما انشغلا بشكل أكبر بإدارة حرب نفسية وحرب اعصاب الواحد ضد الاخر. فقد أطلق الطرفان تهديدات بلا نهاية، حين عاد ناطقو حماس وممثلو السلطة الفلسطينية ايضا ليتهموا اسرائيل بانعدام المرونة والمحوا بان وقف النار لن يمدد وأن القتال سيستأنف.
واسرائيل من جهتها اتخذت خطوات مشابهة وموازية. فقد اطلع المراسلون العسكريون على أن الجيش يستعد لمواصلة المعركة وكأنها ستكون أشد مع أهداف ابعد، بما في ذلك دخول الدبابات لبتر قطاع غزة والوصول حتى البحر. والمح بان هذه المرة سيشكل الجيش تهديدا حقيقيا على حكم حماس حتى انهياره. وقيل ان الاف رجال الاحتياط طلب منهم أن يكونوا جاهزين للاستدعاء للمهمة. ووضعت وحدات خاصة في حالة تأهب. وكان الهدف اخافة الطرف الاخر لانتزاع مرونة هنا وتنازل آخر هناك.
هذه حرب نفسية على نمط «امسكوني». وانضم الى حرب الاستنزاف العصبي هذا أمس وزراء المجلس الوزاري ايضا، الذين سار بعضهم محبطا كل أيام المعركة لشعورهم وكأنهم دمى تحرك بخيطان. هم، وزراء المجلس الوزاري، يشعرون الان مثل الدمى على الحيطان محركاهم خلف الكواليس – رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون – يرفعان أيديهم كي يصوتوا كما يريدان هما، اللذان يمسكان بالخيوط. في اثناء الحرب جلب هذان الرجلان مرات عديدة قرارات مطبوخة للتصويت. ولم يتبقَ للوزراء غير التصويت – وبعد ذلك تنفيس احباطاتهم في المقابلات لوسائل الاعلام وبالتلميح بانهم لم يعودوا في جيوب نتنياهو ويعلون.
ليس واضحا اذا كان الوزراء يساهمون عن وعي في تشويش فهم حماس لنوايا اسرائيل أم أنهم يفعلون ذلك كي يحققوا بعض المكاسب السياسية الداخلية على ظهري نتنياهو ويعلون. مهما يكن من أمر، فانه يلقى على المحادثات في القاهرة تعتيم تام بحيث أنه من الصعب ان نعرف ماذا سيحصل في نهاية المطاف – هل سيمدد وقف النار بشكل رسمي أم بتفاهمات هادئة، ولكم من الوقت، من أجل السماح باستمرار المحادثات أم ان النار ستستأنف. كل شيء ممكن. رغم أنه من الواضح للجميع أن الطرفين – حماس واسرائيل – غير معنيين عن حق وحقيق باستئناف المعركة، وانهما ومبعوثيهما لا يريدون أن يعانوا من جولة اخرى من المناوشات.
يدور الحديث عن «مباراة دجاج» – لعبة الجبناء – تجسيدها رأيناه في أحد افلام جيمز دين. سائقان يندفعن في سيارتيهما الواحد نحو الاخر دون أي نية للاصطدام، وعلى أمل أن يزيح السائق الاخر الدفة في اللحظة الاخيرة. المشكلة في هذه اللعبة الخطيرة هي أنه احيانا، خلافا للنية وبسبب اعتبارات مغلوطة أو غريبة، تقع الحادثة. كل ما تبقى هو التقدير بان تستمر هذه اللعبة المتوترة حتى اللحظة الاخيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 15/08/2014 م
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
الجيش يجري تحقيقاً
يقوم عسكريون إسرائيليون بالبحث في حالات قُتل فيها مدنيون فلسطينيون كي يقطعوا الطريق على تحقيق دولي
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
إسرائيل تُعرض اليهود للخطر
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
محادثات لأمد بعيد
حماس تُملي شروطها على دولة إسرائيل التي تنتظر ما يصدر عن هذه المنظمة مُستكينة ومُستخذية
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت
الغرور
يبدي معظم الإسرائيليين تجاه حماس مشاعر تعود لفهم وطني زائف عنها
بقلم:يونتان لفين،عن يديعوت
حرب استنزاف نفسية
كل شيء ممكن رغم أن حماس وإسرائيل غير معنيين باستئناف المعركة
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف
</tbody>
الجيش يجري تحقيقاً
يقوم عسكريون إسرائيليون بالبحث في حالات قُتل فيها مدنيون فلسطينيون كي يقطعوا الطريق على تحقيق دولي
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
أصبح الجيش الاسرائيلي يحقق في عشرات الحالات غير العادية أكثرها حالات قُتل فيها مدنيون فلسطينيون وقعت زمن الحرب في قطاع غزة. وقد بدأ الفحص الداخلي في مرحلة مبكرة نسبيا من القتال. ويرمي الاجراء السريع الى جانب استخلاص الدروس ومحاولة تبين هل وقعت حالات اهمال في اتخاذ القرارات، يرمي الى المساعدة على صد مطالب تحقيق دولي في اتهام اسرائيل بجرائم حرب. وفي محاولة اخرى لمضاءلة تأثير التحقيقات الدولية، أعلن مراقب الدولة أمس ايضا بأنه سيفحص هل خالفت اسرائيل القانون الدولي في العملية.
بينت اسرائيل من قبل أنها لن تتعاون مع اللجنة برئاسة البروفيسور في القانون وليام شباس التي عينها هذا الاسبوع مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة للفحص عن سلوك الجيش الاسرائيلي. وقال رئيس الوزراء نتنياهو أمس إن «تقرير اللجنة كُتب مسبقا. وليس لهم ما يبحثون عنه هنا، فليزوروا أولا دمشق وبغداد وطرابلس حيث سيجدون هناك لا هنا جرائم حرب».
يعتمد اجراء الفحص السريع الذي بدأه الجيش على دروس عمليتي «الرصاص المصبوب» و»عمود السحاب» وعلى قضية القافلة البحرية التركية واستنتاجات لجنة تيركل، التي فحصت عن أحداث القافلة البحرية، لكنها تناولت بتوسع ايضا اجراءات التحقيق المستخدمة في اسرائيل في حالات قتل مدنيين والعدوان على حقوق الانسان في المناطق. وعين رئيس الاركان بني غانتس قبل المواجهة العسكرية الحالية ايضا لجنة دائمة من هيئة القيادة العامة يرأسها اللواء نوعم تيبون عملها أن تفحص عن دعاوى على حالات غير عادية في القتال. وتفحص اللجنة عن حالات محددة ولا سيما تلك التي قُتل فيها مدنيون وأُثيرت دعاوى أنهم أصيبوا بنار الجيش الاسرائيلي، لكنها تفحص ايضا عن ظواهر «أفقية» تتعلق بالقتال. ويعمل تحت إمرة اللواء تيبون ستة أفرقة ثانوية لها تخصصات محددة يصاحب مستشار قانوني ملازم كل واحد منها. ومن الاعضاء في الأفرقة الى جانب خبراء بجوانب القتال المختلفة، قانونيون ورجال استخبارات ايضا. ويتم العمل بتنسيق كامل مع المدعي العام العسكري الرئيس اللواء داني عفروني ورجاله.
صيغت الى الآن استنتاجات مرحلية في 15 حالة تتعلق بالمواجهة الحالية، وبدأ الفحص عن عشرات اخرى ويتوقع الفحص عن أخرى. ويتم التحقيق في ضمن ما يُحقق فيه في أحداث وردت التقارير بأنه قُتل فيها عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، وحالات أصيبت فيها مبان لوكالة الغوث كانت ملاذا للاجئين، والمعركة في رفح في 1 آب بعد اختطاف خلية من حماس للملازم أول هدار غولدن.
في عملية «عمود السحاب» فُحص عن 82 حالة تم التحقيق في أكثرها. ولم يُستخدم في أي واحدة من الحالات خطوات تأديبية أو جنائية على من شاركوا فيها. وفي تقرير لجنة تيركل الذي نشر الجزء الثاني منه في 2013 وجه انتقاد الى أن التحقيقات في العمليات في الجيش الاسرائيلي لم تنقل ما يكفي من التفاصيل ذات الصلة الى النيابة العامة والى التأخير المستمر لاستكمال التحقيقات الجنائية والعملياتية في قضايا حدثت زمن عملية «الرصاص المصبوب».
يجري الفحص على أيدي قادة من هيئة القيادة العامة غير مشاركين مباشرة بالقتال، وليسوا جزءً من سلسلة القيادة في الاجسام التي حاربت في القطاع وهي قيادة منطقة الجنوب والفرق والألوية التي عملت تحت إمرتها وسلاح الجو والبحرية. وأرشدت النيابة العامة مسبقا الأفرقة الى المعلومات المطلوبة لها وحُدد جدول زمني قصير لنقل المعلومات الى الخبراء بالقانون. والقصد الى إتمام هذا التحقيق الأساسي في كل حالة في غضون اسابيع معدودة. ويتمتع القادة والمقاتلون الذين يشهدون أمام الأفرقة بحصانة لا تُمكّن من استغلال كلامهم عليهم في اجراء قضائي جنائي اذا بدأ مثل هذا الاجراء.
وفيما يتعلق بعدد من الحالات التي يتم التحقيق فيها الآن وصلت الى الجيش توجهات من منظمات حقوق انسان اسرائيلية، لكن التحقيق فيها في الاكثر بدأ بمبادرة من الجيش الاسرائيلي قبل التوجه اليه. ويعتقدون في الجيش الاسرائيلي أن جهات التحقيق العملياتية والنيابة العامة قادرة على التحقيق في التجاوزات على نحو مستقل أساسي دون تدخل دولي. والقصد الى أن تُنقل في المستقبل تقارير تتعلق بذلك الى المجتمع الدولي ايضا.
إنهم في الجيش يعلمون بنية منظمات اجنبية اجراء معركة قانونية واعلامية على ضباط شاركوا في القتال واتهامهم بجرائم حرب، وقد نشرت منظمات معادية لاسرائيل في الشبكة قوائم أولى لقادة وجنود شاركوا في العملية بناءً على تقارير إخبارية في وسائل الاعلام الاسرائيلية والاجنبية. وفي جنوب افريقيا رُفعت شكوى قضائية على جندي ذي جنسية جنوب افريقية شارك في الحرب في غزة بعد أن أُجري معه لقاء اعلامي. وفي الرباط عاصمة المغرب قدم عدد من المحامين طلب محاكمة قائد منطقة الجنوب، سامي ترجمان الذي ولد في المغرب. وليس لهذه الدعاوى معنى عملي كبير وذلك في الأساس لأن اسرائيل تستطيع أن تبرهن على أنها تفحص عن شبهات جنايات بقواها الذاتية، لكنها مع ذلك قد تؤثر في خروج ضباط الى دول اجنبية كما حدث ايضا بعد عملية «الرصاص المصبوب».
منذ بدأت عملية «عودوا أيها الاخوة» في الضفة الغربية تم الحفاظ على تنسيق وثيق بين النيابة العامة العسكرية وقيادة وزارة القضاء العليا. وكانت هاتان الجهتان مشاركتين في توصية قُدمت الى المجلس الوزاري المصغر للسماح بهدم بيوت قاتل ضابط الشرطة باروخ مزراحي في الخليل والمشتبه فيهم الثلاثة بقتل الفتيان الاسرائيليين الذين اختطفوا في غوش عصيون، وأجازتا ايضا اعادة اعتقال ستين من رجال حماس أُفرج عنهم بصفقة شليط. وفي مقابل ذلك عارض المستشار القانوني للحكومة يهودا فينشتاين والنيابة العامة العسكرية طرد رجال حماس من الضفة الى القطاع خشية ألا يثبت ذلك لامتحانات القانون الدولي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
إسرائيل تُعرض اليهود للخطر
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
إن دولة اسرائيل اليوم هي أخطر مكان في العالم على اليهود. فمنذ كان انشاؤها لا يوجد مكان آخر أصيب فيه هذا العدد الكبير من اليهود كما في حروبها والعمليات التي حدثت فيها. وقد خطت الحرب في غزة خطوة اخرى الى الوراء فعرضت للخطر ايضا يهود العالم كما لم تعرضهم للخطر أية حرب سابقة. حتى إنه لم يعد البيت اليهودي والملجأ القومي ملجأ بل أصبح يهدد اليهود في كل مكان آخر. وحينما نجري موازنة الحرب ينبغي أن نتذكر ذلك ايضا في مواد الواجب والثمن.
إن موجة كراهية تضرب الرأي العام العالمي الذي رأى بخلاف الرأي العام الاسرائيلي الساكن والأعمى والراضي عن نفسه، رأى صور غزة وزُعزع. فلا يوجد انسان ذو ضمير كان يمكنه أن يبقى ساكن النفس وقد ترجمت الزعزعة الى كراهية، كراهية الدولة التي أحدثت كل ذلك، وفي حالات متطرفة أثارت الكراهية ايضا معاداة السامية من مربضها. اجل توجد معاداة سامية في العالم حتى في القرن الواحد والعشرين وقد زادت اسرائيل في اشتعالها. وقد منحتها ذرائع كراهية كثيرة. لكن ليس كل شعور بالعداء لاسرائيل معاداة للسامية فالعكس هو الصحيح لأن أكثر انتقاد اسرائيل ما زال موضوعيا واخلاقيا. ونجمت في هامشه معاداة عنصرية للسامية ككل كراهية قومية. واسرائيل تتحمل المسؤولية غير المباشرة عن ظهورها.
لكن اسرائيل والمؤسسة اليهودية تسارعان الى تصنيف كل انتقاد على أنه معاداة للسامية، على نحو آلي. وهذه حيلة قديمة مجربة وهي أن يُنقل الذنب عن كاهل من أحدث فظاعات غزة الى من هو مصاب بمعاداة السامية في ظاهر الامر. فلسنا نحن بل أنتم أيها العالم المعادي للسامية غير العزيز. فلا يهم ما تفعله اسرائيل فالعالم كله ضدها. وهذه سخافات بالطبع. فكما أنه ليس كل شرطي يخالف سائقا يهوديا معادٍ للسامية كما تحاول المنظمات اليهودية أن تعرض الامر، وليس كل سطو على حاخام عملية كراهية، فانه ليس كل انتقاد لاسرائيل باعثه كراهية اليهود.
أصبح اولئك ملتقطي بروق انتقاد اسرائيل وجلبوا ذلك على أنفسهم، فذلك هو ثمن تأييدهم الأعمى لاسرائيل، وحملات الدعاية ذات الضجيج من اجلها، وجعل كل مركز جماهيري يهودي مقر دعاية لاسرائيل والوقوف الكلي وراء كل اعمالها. فاذا كنا جميعا شعبا واحدا، شعب اسرائيل الحي، واذا كان كل يهودي يتجرأ على انتقاد اسرائيل حتى حينما تكون مشاركة في سلوك قاسٍ يهوديا يكره نفسه، فان الجميع اذا يتحملون عبء المسؤولية.
أرسل إلي غير قليل من اليهود في الخارج زمن الحرب رسائل توسل خائفة قالوا فيها: كف عن مقالاتك، وتوقف عن انتقادك لأن معادي السامية يستعملونها. وقد أجبت الجميع بأن كل مقالاتي لم تؤثر في مكانة اسرائيل كتقرير اخباري واحد من غزة، وأنا أيضا أعرف كثيرين تعتمد بقايا تأييدهم لاسرائيل على بقايا كونها مجتمعا حرا يُمكن من النقد.
وعلى كل حال يجب أن تكون دولة اسرائيل هي عنوان خوف اليهود. إن يهودا كثيرين يشعرون بالخوف الآن، وقد يكون بعضه مبالغا فيه لكن لا شك أن بعضه صادق. ويُخيل إلي أن تكون مسلما في اوروبا أصعب من أن تكون يهوديا. لكن اليهود في باريس لا يتجرأون على اعتمار القبعات الدينية، وفي بلجيكا لم يسمحوا لامرأة بدخول حانوت لأنها يهودية، وقالت لي صحافية فرنسية زارت الجزائر في الاسبوع الماضي إن كراهية اسرائيل واليهود بلغت هناك الى الرقم القياسي في جميع الأزمان. ودولة اسرائيل هي العنوان لكل هذه الشكاوى وهي المذنبة في غزة.
إن الذي يخاف على مصير اليهود والذي تزعزعه ظواهر معاداة السامية كان يجب عليه أن يفكر في ذلك قبل أن يُخرج اسرائيل لمرحلة اخرى لا زمام لها. ليس العالم دائما ضداً لاسرائيل ويكفي أن نتذكر مكانتها في فترة اتفاقات اوسلو حينما هتف العالم كله لها ومنه جزء من العالم العربي. وسيفرح هذا العالم بالعودة الى احتضان اسرائيل اذا غيرت فقط سلوكها الأزعر. أتوجد معاداة للسامية؟ ربما، لكن اسرائيل هي التي تُهيجها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
محادثات لأمد بعيد
حماس تُملي شروطها على دولة إسرائيل التي تنتظر ما يصدر عن هذه المنظمة مُستكينة ومُستخذية
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت
أنباء عن التحركات التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي نحو قطاع غزة، وعن الاستعداد لتجديد القتال، وعن استعداد في سلاح الجو وعن تجنيد جنود الاحتياط بالأمر 8. فكل هذه الحيل والمراوغة ترمي الى أن توحي للجمهور وحماس أننا مستعدون فلا تُجربونا. وأننا قد نغضب. وحينما نريد أن نضرب فاننا نضرب ولا نصور قوافل الدبابات لاخافة العدو.
كيف ساءت حالنا بهذا القدر، فقد صارت دولة كاملة تقعد متكمشة على ركبتيها تقريبا تنتظر أن تقرر لها منظمة ارهابية أتكون هدنة أم لا. فحماس تُملي علينا صورة الحياة وايقاعها، والحكومة الضعيفة والمترددة والمستخذية تنتظر ما يخرج من فمها. ويحاول المصريون في خلال ذلك بما أوتوا من قوة أن يقنعوا حماس باطالة مدة الهدنة، بل إنهم استخدموا المرحومة أم رئيس الاستخبارات المصرية اللواء التهامي التي أتاها أجلها هذا الاسبوع – وينبغي احترامه الى أن ينهي حداده ويعود الى التفاوض. ويتبين أن ضغطا دوليا وعربيا مع تهديدات من اسرائيل بالرد بنيران ثقيلة لا تكفي لجهود الاقناع.
عاد أمس الوفد الاسرائيلي من القاهرة للتشاور وكان في جعبته وثيقة مصرية للتقريب بين وجهات النظر غير ناضجة بقدر كاف ومعها إنذار من حماس يقول لن نستجيب للاقتراح المصري ولن نلتزم باطالة مدة الهدنة لمنح المحادثات احتمال نجاح الى أن نحصل على جواب بـ نعم من اسرائيل. وبعد ذلك فقط سنقرر هل من الحسن أن نقبل الوثيقة أم نجدد القتال. وبعبارة اخرى يقول إنذار حماس لاسرائيل: اذا لم تُجيبوا بـ نعم فأنتم تتحملون المسؤولية لأننا سنطلق النار.
إن الوثيقة المصرية التي عُرضت على الطرفين أمس هي في الحقيقة صيغة أولى مؤلفة من مرحلتين؛ فهي ليست وثيقة نهائية بل هي تفصيل فقط للمباديء التي يجب التباحث فيها للتعمق في تفاصيلها، ولهذا طلب المصريون أمس 72 ساعة هدنة اخرى للاستمرار على المحادثات. ويتناول جزء الوثيقة الأول الاتفاقات في المدى القصير والمباشر وفي نطاقه ستتمتع حماس – التي لا تُذكر بصراحة إلا منسوبة الى السلطة الفلسطينية فقط – بعدد من علامات رفع الحصار عن غزة بادي الرأي وفي مقدمتها موافقة مصرية على فتح معبر رفح. وقد وافقت حماس على طلب مصر وضع رجال السلطة الفلسطينية في الجانب الفلسطيني من المعبر وأن يُنشر 3000 من رجال قوة دايتون على طول محور فيلادلفيا. وسيُفتح المعبر بحسب الشروط التي وقع عليها في الماضي في هذا الشأن في حين تحتفظ اسرائيل بالقدرة على أن تراقب من بعيد الداخلين والخارجين. وأبلغ المصريون الى ذلك ممثلي الوفد الفلسطيني أن التفاصيل الدقيقة المتعلقة بساعات فتح المعبر وشروطه سيتم التباحث فيها في المستقبل مع السلطة الفلسطينية.
كذلك تشتمل المرحلة الاولى من المخطط المصري على زيادة مقدار السلع الداخلة والخارجة من غزة – وهذا اجراء لم تعارضه اسرائيل في أية مرحلة. ويفترض أن يستقبل معبر كرم سالم عددا أكبر من الشاحنات – يبلغ 900 شاحنة كل يوم – وأن يُفتح معبر إيرز مرة اخرى لحركة حرة نسبية. ويتم الحديث عن زيادة عدد الخارجين للعمل في اسرائيل والضفة ليصبح نحوا من 5 آلاف في الشهر، وبقي فقط أن يُحدد في ضمن ما سيحدد هل سيوجد نشاط اقتصادي في المنطقة الصناعية في إيرز وكيف سيحدد ومن يمر وكيف.
وهناك مادة اخرى في المرحلة الاولى حظيت بموافقة اسرائيل وهي تجديد التصدير من غزة الى الضفة.
ويستطيع جهاز الكشف الهولندي عن السلع الذي يعمل في معبر كرم سالم بيقين أن يفي بمطالب اسرائيل الامنية، بل إنه تجري مباحثات في شراء جهاز آخر للزيادة في سهولة امكانية التصدير من غزة الى الضفة. وكذلك التزمت اسرائيل بأن تفي بالتزامات عرضتها في نهاية عملية «عمود السحاب» قبل نحو من سنتين هي اعادة مدى صيد السمك ليصبح نحوا من 10 كم عن شواطيء غزة. بل أبلغت اسرائيل مصر أنها ستكون مستعدة لأن توسع المدى حينما يحين الوقت ليصبح 20 كم بحسب سلوك حماس.
وفيما يتعلق بعرض الشريط الامني على طول الحدود، أعلنت اسرائيل أنها مستعدة لأن تتنازل من 500 متر الى 300 متر بل الى 100 متر في غضون اشهر معدودة. وستكون اسرائيل مستعدة بالتخلي تماما عن المنطقة الامنية اذا وحينما يُنشر رجال قوة دايتون على طول الحدود مع اسرائيل. وتعرض الوثيقة المصرية زيادة على كل ذلك ايضا نشاطات تعميرية وانسانية ستزيد اسرائيل في نطاقها عدد خطوط الكهرباء الى غزة وتعمل في اصلاح خطوط الكهرباء والماء وتُعجل في إدخال المعدات الطبية، وهي نشاطات أصبحت تجري اليوم.
إن الجزء الذي يهم حماس أكثر هو الجزء الثاني من المخطط المصري الذي يتناول الأمد البعيد ويفترض أن ينفذ بعد شهر فقط ويشمل هذا الجزء موافقة اسرائيل في المستقبل على التباحث في بناء ميناء ومطار في غزة عوض إثارة قضية نزع السلاح من قطاع غزة للتباحث فيها.
وسيُثار للتباحث في هذه المرحلة ايضا موضوع مبادلة الجثث بالأسرى بين اسرائيل وحماس، ويتوقع أن يشمل ذلك اعادة جثتي اورون شاؤول وهدار غولدن عوض الافراج عن معتقلي حماس الذين اعتقلوا في اثناء عملية «الجرف الصامد» فقط على نحو يشبه صفقات الافراج عن أسرى حرب. وقد أعلنت اسرائيل من قبل أنها لن تفرج عن أي واحد من رجال حماس الذين أُفرج عنهم في نطاق صفقة شليط واعتقلوا مرة اخرى في عملية «عودوا أيها الاخوة» لأن الحديث عن قضية قانونية اسرائيلية داخلية. لكن المصريين فهموا أنه قد يُفرج في اطار ذلك الاجراء عن اعضاء المجلس التشريعي من حماس الذين اعتقلوا هم ايضا في نطاق العملية نفسها. وعلى كل حال يؤخرون في حماس في هذه المرحلة ردهم على المخطط المصري لأنهم يُصرون على سماع موافقة اسرائيل مسبقا على الجزء الثاني من الاتفاق.
وفي الخلاصة يشمل المخطط المصري في الحاصل تحسينات طفيفة للمخطط الذي أُحرز بعد انتهاء عملية «عمود السحاب» وهو ما سيُمكن رجال حماس من أن يقولوا لسكان غزة إن التضحية العظيمة التي دفعتموها لم تكن عبثا ولا سيما أنه ينتظرهم في الأفق ايضا مشروع تعمير يكلف مليار دولار وتباحث في المرحلة الثانية من الاتفاق المصري التي ستمنحهم رموز سيادة واستقلال اقتصادي وحرية تنقل على هيئة مطار وميناء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الغرور
يبدي معظم الإسرائيليين تجاه حماس مشاعر تعود لفهم وطني زائف عنها
بقلم:يونتان لفين،عن يديعوت
يبدي معظم الاسرائيليين تجاه حماس ثلاثة مشاعر اساسية: الخوف المبالغ فيه من اصابتها الشريرة، مقت ليس مبررا تماما تجاه أساليبها النكراء، والاحتقار لدونيتها في ميادين المعركة، التكنولوجيا وحتى في علم الدلالة. ويعود الجذر العفن لهذه المشاعر الثلاثة الى فهم وطني زائف عن حماس، مخلوط بفكرتنا المقدسة بشكل خاص وبقيمنا الاخلاقية المشكوك فيها بشكل عام، أي بمتلازمة «داود الجولياتي».
الخوف من الصواريخ الفتاكة التي تهبط في المراكز السكانية، في رياض الاطفال أو في المدارس لا سمح الله، في منشآت بنية تحتية أو عسكرية حساسة وقابلة للتفجر – مفهوم، ولكن ليس مبررا تماما. فالاعتراض شبه المطلق الذي تقوم به «القبة الحديدية» كان يفترض أن يوفر نوعا ما من الاحساس بالامان، ولكن بروح جنون الاضطهاد الذي اصبح بالنسبة لنا الصوت القومي، فاننا نفضل ان نمتلك خوفا غير متوازن، خوفا يشجع الحكم، بالطبع، وذلك لان «التهديد الوجودي» هو الذريعة الدائمة، تلك التي لا ينبغي الجدال معها، للهجوم.
كما أن الشعور الثاني، المقت لانماط عمل حماس، واضح من تلقاء نفسه، ظاهرا. عمليا، هو ايضا غريب، وذلك لان الواضح هو أن حماس ليست سوى منظمة ارهابية توجد لها دويلة. من هذه النقطة لاحقا، لا ينبغي العجب من مقاتليها ممن لا يراجعون مرتين في اليوم ميثاق جنيف. فحماس تحفر الانفاق الى الكيبوتسات، تحول الاطفال الصغار الى شهداء، تستعبد وتقتل المدنيين. تستخدم سيارات الاسعاف للامم المتحدة للقتال وتطلق النار من المستشفيات. إذ هكذا تدار حرب العصابات ضد جيش حريص أخلاقيا يتمتع بتفوق واضح.
لا بد أنه كان لطيفا جدا من جهة حماس، لو أنها سارت بصف ثلاثي لكتائبها الصغيرة وغير المدربة، المسلحة بسلاح خفيف متوسط متهالك، وسارت بهم الى معركة وجه الى وجه مع مقاتلي الجيش الاسرائيلي المدربين والمجهزين جيدا. كانت الجرف الصامد لتنتهي في غضون ساعتين، وبجندي واحد جريح، جراء شوكة في القدم. ليس معنى الامر انه ينبغي ان نشعر فجأة بالمحبة نحو حماس، ولكن بالتأكيد يجدر ابداء التقدير نحوها، التقدير الذي يبدى لعدو وضع لنفسه هدفا ويعمل على تحقيقه بتصميم. هذا هو السبب في أن ليس لدينا «صورة نصر» مرضية.
الشعور الثالث، بمناسبة التقدير المخلول، هو الاستخفاف بحماس كجزء من التعالي على العرب. كم هي لطيفة السخرية من غباء منظمة ارهابية أوقعت لنا ضربات لاذعة وأليمة، أوضحت لنا بان الجيش الاسرائيلي لا يوجد في اليوم السابع من حرب الايام الستة. فهذه السخرية تذكر بالثرثرة المريرة للارملة التي القى بها دون جوان ما رغم وعوده، أو التشهيرات المغرورة للعامل المستاء المقال الذي يسعى الى الدفاع عن كبريائه الكسير.
أحد المظاهر الاكثر بؤسا لهذا التعالي، هو ردود الفعل على تهديدات الرسائل القصيرة التي بعثتها حماس للاسرائيليين معظمها باخطاء كتابية واضحة. المرة تلو الاخرى ظهرت في الشبكات الاجتماعية صور للرسائل المثيرة للضحك، مع كتابات مثل «انظروا كم هم أغبياء». وعلى ذلك يمكن أن نرد فقط كالتالي: ان العبرية لدى معظم الحماسيين لا تزال أفضل من عربية معظم الاسرائيليين. اعرف عدوك؟ لا شكرا، نترك هذا لحماس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرب استنزاف نفسية
كل شيء ممكن رغم أن حماس وإسرائيل غير معنيين باستئناف المعركة
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف
طوال يوم أمس كان احساس بان الطرفين انشغلا بمحاولات دفع المفاوضات في القاهرة لتمديد وقف النار الذي انتهى في منتصف ليلة أمس، ولكنهما انشغلا بشكل أكبر بإدارة حرب نفسية وحرب اعصاب الواحد ضد الاخر. فقد أطلق الطرفان تهديدات بلا نهاية، حين عاد ناطقو حماس وممثلو السلطة الفلسطينية ايضا ليتهموا اسرائيل بانعدام المرونة والمحوا بان وقف النار لن يمدد وأن القتال سيستأنف.
واسرائيل من جهتها اتخذت خطوات مشابهة وموازية. فقد اطلع المراسلون العسكريون على أن الجيش يستعد لمواصلة المعركة وكأنها ستكون أشد مع أهداف ابعد، بما في ذلك دخول الدبابات لبتر قطاع غزة والوصول حتى البحر. والمح بان هذه المرة سيشكل الجيش تهديدا حقيقيا على حكم حماس حتى انهياره. وقيل ان الاف رجال الاحتياط طلب منهم أن يكونوا جاهزين للاستدعاء للمهمة. ووضعت وحدات خاصة في حالة تأهب. وكان الهدف اخافة الطرف الاخر لانتزاع مرونة هنا وتنازل آخر هناك.
هذه حرب نفسية على نمط «امسكوني». وانضم الى حرب الاستنزاف العصبي هذا أمس وزراء المجلس الوزاري ايضا، الذين سار بعضهم محبطا كل أيام المعركة لشعورهم وكأنهم دمى تحرك بخيطان. هم، وزراء المجلس الوزاري، يشعرون الان مثل الدمى على الحيطان محركاهم خلف الكواليس – رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون – يرفعان أيديهم كي يصوتوا كما يريدان هما، اللذان يمسكان بالخيوط. في اثناء الحرب جلب هذان الرجلان مرات عديدة قرارات مطبوخة للتصويت. ولم يتبقَ للوزراء غير التصويت – وبعد ذلك تنفيس احباطاتهم في المقابلات لوسائل الاعلام وبالتلميح بانهم لم يعودوا في جيوب نتنياهو ويعلون.
ليس واضحا اذا كان الوزراء يساهمون عن وعي في تشويش فهم حماس لنوايا اسرائيل أم أنهم يفعلون ذلك كي يحققوا بعض المكاسب السياسية الداخلية على ظهري نتنياهو ويعلون. مهما يكن من أمر، فانه يلقى على المحادثات في القاهرة تعتيم تام بحيث أنه من الصعب ان نعرف ماذا سيحصل في نهاية المطاف – هل سيمدد وقف النار بشكل رسمي أم بتفاهمات هادئة، ولكم من الوقت، من أجل السماح باستمرار المحادثات أم ان النار ستستأنف. كل شيء ممكن. رغم أنه من الواضح للجميع أن الطرفين – حماس واسرائيل – غير معنيين عن حق وحقيق باستئناف المعركة، وانهما ومبعوثيهما لا يريدون أن يعانوا من جولة اخرى من المناوشات.
يدور الحديث عن «مباراة دجاج» – لعبة الجبناء – تجسيدها رأيناه في أحد افلام جيمز دين. سائقان يندفعن في سيارتيهما الواحد نحو الاخر دون أي نية للاصطدام، وعلى أمل أن يزيح السائق الاخر الدفة في اللحظة الاخيرة. المشكلة في هذه اللعبة الخطيرة هي أنه احيانا، خلافا للنية وبسبب اعتبارات مغلوطة أو غريبة، تقع الحادثة. كل ما تبقى هو التقدير بان تستمر هذه اللعبة المتوترة حتى اللحظة الاخيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ