تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 29/08/2014



Haneen
2014-09-16, 11:47 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 29/08/2014 م



</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

الحرب التي قلبت احشائي
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

غزة ـ فشل إسرائيلي وعربي وفلسطيني
إذا لم يوجد أمل لجيراننا في غزة فسيبقى ماضيهم وحاضرهم أيضا يطاردان مستقبلنا
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

قررت… فعلت وانتصرت
كان المتوقع من دولة اسرائيل الحاق الهزيمة بحماس وليس أن تملي حماس ما تشاء
بقلم:بن كسبيت،عن معاريف

حماس تعلم أنها هُزمت
ينظر الجيش الإسرائيلي إلى الدمار في غزة برؤية من انتصر في المعركة
بقلم:يوسي يهوشع،عن يديعوت

ربما لا يُسرح مخربون منذ الآن
لن يقبل الاسرائيليون أن تتم صفقات افراج عن سجناء فلسطينيين كتلك التي تمت من قبل
بقلم:نداف شرغاي،عن إسرائيل اليوم






</tbody>



الحرب التي قلبت احشائي

بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

كان ذلك قبل اربع سنوات حينما وسمت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية مقابلة صحافية بعنوان: «هل جدعون ليفي أكثر رجل مكروه في اسرائيل أم هو الأعظم بطولة؟». وكان هذا السؤال داحضا ولست أكثر المكروهين ومن المؤكد أنني لست الأعظم بطولة. وأصبح الجواب في صيف 2014 يبدو أكثر قطعا وهو أنني المكروه أكثر من غيري وأنني أقع في المكان الثاني بعد خالد مشعل، وليس هذا لذيذا لكنه ليس فظيعا ايضا في هذا الوقت. ولا يجوز أن يتحول القاص الى قصة؛ فالصحافي هو أبدا الوسيلة لا الهدف، ولكن مع كل ذلك.

مع كل ذلك لا يمكن أن نتجاهل السؤال المضايق وهو كيف حدث أن صحافيا ما – ليس أكثر من يُقرأ وهو يكتب في صحيفة واحدة ليست الأوسع انتشارا – قد أصبح مستهدفا لهذا الغضب والكراهية. وكيف يمكن أن يكون مرآة صغيرة مشروخة، ومصباح جيب صغير قادرين على اخراج هذا القدر من الغضب، وكيف يمكن أن يكون صوت واحد مختلف قد أهاج هذا العدد الكبير من الاسرائيليين من اليمين ومن اليسار ومن الشمال ومن الجنوب. ليس ذلك إلا لأن أدنى المهتاجين قدرا هم ناس ذوو ضمائر يبدو أنهم يشعرون ايضا بأن شيئا ما يحترق تحت أقدامهم وتحت بطائن التسويغات والدفاعات التي مهدوها لأنفسهم لأنه لو لم يكن الامر كذلك فلماذا يغضبون بهذا القدر. ولماذا لا يكونون أكثر ثقة بعدالتهم؟.
الحقيقة أنني فخور جدا بما كتبته في هذه الحرب البغيضة، وأنا أخجل من الردود التي أثارها كلامي والتي شهدت على المجتمع الاسرائيلي الذي يتنكر للمعرفة ويهرب من البشرى ويكذب على نفسه بدعايته وكراهيته أكثر مما يشهد عليّ. لم توجد حرب اخرى مثل هذه الحرب التي قلبت أحشائي كثيرا في كل يوم وفي كل ساعة، وقد طاردتني صور غزة وكانت مخيفة، وهي لم تكد تعرض في وسائل الاعلام الاسرائيلية التي هي المتعاونة الكبرى في هذه الحرب طواعية وصدورا عن بواعث تجارية. كنت أعتقد أنه لا يمكن ألا تزعزعنا جرائم غزة، وأنه يجوز أن نعبر عن رحمة بسكانها، وأن 2200 قتيل أمر مزعزع وأنه لا يهم ألبتة هل هم فلسطينيون أم اسرائيليون، وأنه يجوز أن نخجل، وأنه يجب أن نُذكر بأنه يوجد من يتحملون المسؤولية عن القسوة المفرطة، وليسوا من حماس فقط بل هم من الاسرائيليين قبل الجميع، من زعمائهم وقادتهم بل من طياريهم.
وكان ذلك كثيرا جدا عند الاسرائيلي من الاوساط الذي اعتاد أن يتهم العرب والعالم كله بمظالم دولته كلها ولا سيما وقت الحرب. واعتقدت أن الواجب عليّ أن أعبر عما فيّ من شعور في زمن الحقيقة هذا خاصة. وعلمت أن ذلك لن يغير الكثير لكنني شعرت بأنه يجب قول ذلك. واعتقد الأكثرون من الاسرائيليين خلاف ذلك، فقد اعتقدوا أن المقارنة بين دم ودم ظلم وأن الشعور بالزعزعة خيانة وأن الرحمة كُفر وأن القاء المسؤولية خطيئة لا تُغفر.
برهن التاريخ أيها الرفاق الأعزاء منذ زمن على أن الأكثرية المغسولة الادمغة ليست على حق دائما ولا سيما حينما تنقض بهذا العنف على الاقلية المستهان بها.
كنت أغطي الاحتلال الاسرائيلي منذ نحو من 30 سنة، وقد أكون رأيت من مظاهر الاحتلال أكثر مما رأى كل اسرائيلي آخر ما عدا عميرة هاس، وهذه هي خطيئتي الاولى. وهذا ما صاغ وعيي أكثر من كل شيء آخر، فقد سمعت الاكاذيب كلها ورأيت المظالم المستديمة عن كثب. وقد بلغت الآن درك آخر من دركها الأسفل في هذه الحرب اللعينة وعن ذلك كتبت صحيفة «هآرتس» التي اصبحت هي ايضا هدفا للكراهية. ولم يكن ذلك من حقنا فقط بل كان واجبنا المهني. ولم تغير شيئا نظرات الكراهية في الشوارع والشتائم والهجمات، ولن تغير ايضا. وقد توحد اليمين الأزعر والوسط الوادع غير المبالي والذي لا شكوك عنده، بل اليسار في ظاهر الامر الراضي عن نفسه دائما الذي زعم أنني «أهدم اليسار» – اتحدت جميعا في جوقة صارخة برهنت على أن الفروق بينها أصغر مما يبدو بادي الرأي. وقد كان عدد كاف ممن كتبوا وتحدثوا حديثا لا يحصى عن العدل الاسرائيلي المطلق دائما وعن الضحية اليهودية الوحيدة في العالم. وأردت أن أقول شيئا مختلفا ايضا فجُن جنون الرأي العام تقريبا. سأبقى على ما أنا عليه حتى لو غضبتم وكرهتم وهاجمتم ونبذتم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
غزة ـ فشل إسرائيلي وعربي وفلسطيني
إذا لم يوجد أمل لجيراننا في غزة فسيبقى ماضيهم وحاضرهم أيضا يطاردان مستقبلنا

بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

إن قطاع غزة فشل للحركة القومية اليهودية. فقد دفعنا الى غزة وحشرنا فيها الناس الآخرين الذين فقدوا أكواخهم وبيوتهم الحجرية وأشجار تينهم في ذلك الصيف الفظيع من 1948. صحيح أنهم هم الذين رفضوا قبولنا في هذه البلاد، ورفضوا تقسيم البلاد وسعّروا الحرب علينا لكننا أخرجناهم آخر الامر من يافا ويفنه والمجدل الى جباليا والنصيرات ورفح. واحتللنا ارضهم مرة اخرى في 1967 واستوطنا بين ظهرانيهم بعد 1967 وحكمناهم نحوا من اربعين سنة.
وقطاع غزة فشل للحركة القومية العربية. ففي العقد الذي كانت فيه دولة الشعب اليهودي الشابة الضعيفة تستوعب فيها وتعيد في داخلها تأهيل مليون لاجيء يهودي، كانت الدول القومية العربية وفي مقدمتها مصر ترفض أن تقبل فيها وأن تعيد فيها تأهيل مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين. ولم تُظهر مصر تلك التي أظهرت عطفا (ما) على الفلسطينيين وقت الحرب، لم تُظهر أي عطف عليهم في ساعة السلم. بالعكس. سجنتهم في شريط ضيق من الارض وحاصرتهم في مخيمات هزيلة وسلبتهم كرامة الانسان وحقوق الانسان وامكانية العيش.
إن المسؤولية عن نشوء دمل اليأس في غزة ملقاة بقدر كبير على العالم العربي وعلى القومية العربية.
وقطاع غزة فشل للحركة القومية الفلسطينية. فقد منحت دولة اسرائيل جيرانها من الجنوب بعد أن صحت من الاحتلال والاستيطان والمسيحانية، منحتهم فرصة اوسلو الكبيرة في 1993 وفرصة الانفصال الكبيرة في 2005 فأضاعهما الفلسطينيون كلتيهما، فلم ينشئوا في غزة ما يشبه سينغافورة الزاهرة بل انشأوا دولة حماس الشمولية القاتلة التي تضطهد أفرادها وأقلياتها وتهاجم اسرائيل مرة بعد اخرى. ولم تحول الحركة أول ارض فلسطينية محررة الى مكان أمل مستنير بل الى قاعدة قذائف صاروخية ودُمّل أنفاق التطرف الاسلامي.
وأضيفت ضروب فشل اخرى الى الفشل الاسرائيلي والفشل العربي والفشل الفلسطيني. فالمجتمع الدولي لم يطلب قط الى سكان غزة أن يخلفوا وراءهم الماضي الصادم للشعور وأن يتجهوا الى المستقبل، فاستمرت الامم المتحدة على الانفاق (بواسطة الاونروا) على بؤس غزة بدل أن تطورها. ولم يواجه مهندسو سلام على اختلافهم مشكلات غزة الاساسية في جد وهي الكثافة السكانية والتطرف والفقر. فقد كان قطاع غزة وما زال عند كثيرين أخيار الفيل الذي في الغرفة الذي يفضلون ألا يروه وألا يفكروا فيه ويأملون أن يختفي في سرائرهم.
لكن غزة لن تختفي، فقد تُردع (وقتا ما)، وقد تهدأ (بقدر ما) لكنها لن تختفي. ويبرهن صيف 2014 العنيف على أن فشل غزة المتعدد المستويات أصبح خطيرا ولهذا لا تكفي الهدنة الآن. فعلى كل من فشلوا في غزة – الاسرائيليين والعرب والفلسطينيين والامريكيين والاوروبيين – أن يتحملوا مسؤولية عن تلك المساحة من الارض التي أصبحت كيس مرارة هذه البلاد.
والرؤيا واضحة وهي خطة «مارشل» مقابل نزع السلاح، لكن من الواضح ايضا أن الطريق الى الرؤيا طويل ومليء بالعقبات ويحتاج الى مهادنات. فهل لا يمكن أن يُعطى الفلسطينيون ميناءا الآن؟ يجب أن نبني معهم محطات توليد طاقة ومصانع تحلية مياه البحر وأن نهب لهم أفقا اقتصاديا في شمال سيناء، أولا يمكن أن نحصل من الفلسطينيين على نزع سلاح رسمي؟ ينبغي أن نضمن في واقع الامر عدم زيادة قوتهم.
علينا أن نمنع حفر انفاق تجتاز السياج الحدودي وعلينا في الوقت نفسه ايضا أن نرى آخر الامر البشر الذين يعيشون وراء السياج الحدودي. فلن يكون لاسرائيل أمن دون رفاه يقبله العقل في غزة، واذا لم يوجد أمل لجيراننا فسيبقى ماضيهم وحاضرهم ايضا يطاردان مستقبلنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
قررت… فعلت وانتصرت
كان المتوقع من دولة اسرائيل الحاق الهزيمة بحماس وليس أن تملي حماس ما تشاء

بقلم:بن كسبيت،عن معاريف

الجملة الأكثر اذهالا والتي قيلت في المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورئيس الاركان في موعد الذروة الاخبارية التلفزيونية، قالها بنيامين نتنياهو نفسه في القسم الاول من اقواله. وفيما كان يحصي الانجازات العظمى للجرف الصامد قال نتنياهو: «فوق كل شيء – احبطنا من خلال منظومة القبب الحديدية محاولة حماس التقتيل الجماعي لمواطني اسرائيل. وقد تحقق هذا الامر ضمن امور اخرى بفضل قرار اتخذته كرئيس وزراء في الولايات السابقة بتزويد دولة اسرائيل بالاف عديدة من صواريخ الاعتراض التي صدت بالطبع الهجمة الاجرامية لحماس».
قل، يا سيد نتنياهو، أأنت جدي؟ كيف يحصل لك هذا كل مرة من جديد؟ فبعد أن كنت «أول من لاحظ» الحريق في الكرمل، وبعد أن كنت «اول من أقنع» العالم بعدم الحديث مع الارهاب (وبعد ذلك حررت أكثر من الف قاتل مقابل جلعاد شاليط)، وبعد أن كنت اول من أعلن بانه سيسقط حكم حماس (ولكنك تدير معها مفاوضات وتخاف الصدام بها)، الان انت تأتي وتعلن بان حياة سكان اسرائيل نجت بفضل «قرار اتخذته» بتزويد القبب الحديدية بالاف صواريخ الاعتراض؟ الا يوجد اي حد للوقاحة، بما فيها وقاحة السياسيين؟
خسارة. كان يمكن لنتنياهو أن يخرج عظيما. كان يمكنه أن يمتدح القبة الحديدية، وان يلقي بكلمة طيبة لعمير بيرتس، وان يضيف بضع كلمات طيبة لشموئيل كيرن، داني غولد ورفائيل. مجدهم، مجدنا. لو لم يكن اقل طمعا لكان يمكنه أن يبني نفسه من الاحترام الذي يستحقه اولئك الذين فعلوا حقا. وبدلا من ذلك يحاول أن يلملم، بما يثير الشفقة البائسة، بعض العطف ويشرح بانه هو الذي قرر تزويد القبة الحديدية بصواريخ الاعتراض («تمير»)، وهكذا أنقذ حياتنا جميعا. وبالمناسبة ما كان يمكن لرئيس وزراء في العالم الا «يتخذ قرارا» كهذا بعد حملة «عمود السحاب».
ابتداء من وقف النار، تعرض الجيش الاسرائيلي لضغوط شديدة لتحرير ضباط كبار لاجراء مقابلات في كل وسائل الاعلام «لمساعدة» نتنياهو كي يشرح للشعب الاسرائيلي باننا انتصرنا. في الجيش الاسرائيلي رفضوا. وكانت جلبة غير صغيرة حول ذلك. فقد نجح رئيس الوزراء في أن يجند أمس يوسي كوهن، مستشار الامن القومي، الذين يتلقى التعليمات من نتنياهو، والناطق سلس اللسان. وهذا هو. نشأت حاجة لنقل رسالة نصر مع ذلك. فجروا مرة اخرى رئيس الاركان غانتس الى مؤتمر صحافي في الثامنة والربع مساء، ذروة البث، للسيطرة على زمن البث الباهظ الثمن ومواصلة عملية الاقناع. اما النتيجة فكانت باهتة. لم تنتج اي عناوين رئيسة، والثلاثة واصلوا التصافح الواحد مع الاخر، والثناء الواحد على الاخر، بينما بقيت علامات الاستفهام معلقة في الهواء.
المفارقة هي أن معظم الاقوال التي قالها نتنياهو، يعلون وغانتس أمس صحيحة. نعم، حماس تلقت ضربة قاسية جدا. نعم، كانت للجيش الاسرائيلي انجازات غير قليلة.
نعم، حماس لم تخرج مع اي انجاز من هذه الحرب. ولكن نعم، نحن أيضا، في هذه الاثناء، لم نحقق شيئا. كان يمكن التوقع من دولة اسرائيل، مع الجيش الاسرائيلي، مع الشاباك، مع الموساد، سلاح الجو والاستخبارات الافضل في العالم، الحاق الهزيمة بحماس، أو على الاقل انهاء مسلسل الاحداث والجدول الزمني. اما في الواقع فحماس هي التي أملتهما.
قال نتنياهو أمس انه «سيسره اذا ما دخلت قوات ابو مازن الى غزة»، بعد أن وظف في السنة الاخيرة كل طاقاته للتشهير بابو مازن، تجاهل حكومة التكنوقراط الجديدة التي شكلها وجعله عدو الانسانية. فجأ، هو الامل الابيض الاكبر.
موشيه (بوغي) يعلون نجح أمس في ان يعلي على شفتيه عبارة «انجازات حرب لبنان الثانية»، ويبقى على قيد الحياة. فرأيه في حرب لبنان الثانية امتد في الكتب وفي الوثائق وفي المقابلات التي لا حد لها وفجأة، انجازات. حسن متأخر.
كان لنتنياهو قول آخر مثير للحفيظة أمس، حين واجهوه بالوعد باسقاط حكم حماس. نعم، قال، وعدت، ولكني لم أتحدث عن احتلال القطاع. وفضلا عن ذلك، اضاف، من الصعب اسقاط منظمة ارهابية. ها هم حتى الامريكيون لم ينجحوا في اسقاط القاعدة. نعم، حسنا. بماذا يشبه المشبه بالمشبه به؟ فالقاعدة هي كيان عديم العنوان. هم منتشرون في كل العالم. هم في افغانستان وفي الباكستان وفي العراق وفي عدد لا يحصى من الاماكن على الارض. قائدهم كان ينبغي البحث عنه لاكثر من عشر سنوات. اما حماس، بالمقابل، فمحاصرة كلها في قطاع بري ضيق في ساحتنا الخلفية. حماس لا حاج للبحث عنها. هناك حاجة فقط للقرار بالصدام بها وبالتنفيذ. لقد وعد نتنياهو، إذ ان لسانه يتلوى بسهولة وبسرعة، بينما افعاله تراوح بعيدا في الخلف. هذه هي الحقيقة.
وبعد كل ذلك، يحتمل جدا أن «الجرف الصامد» ستكون لها نتائج طيبة. فالدمار في غزة هائل، الضربة التي تلقتها حماس شديدة جدا، ويحتمل جدا أن بعد سنتين – ثلاث سنوات نقول جميعنا ان هذه الحرب حققت ردعا لمدى طويل. كل هذا لن نعرفه الا بعد بضع سنوات. ولكن هذا يهم نتنياهو بقدر أقل. من ناحيته، المهم الان هي الاستطلاعات، الخصوم السياسيون، الجهود لتقليص الاضرار. آه، نعم: افق سياسي؟ أقترح، قال أمس نتنياهو، الا نسارع في هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس تعلم أنها هُزمت
ينظر الجيش الإسرائيلي إلى الدمار في غزة برؤية من انتصر في المعركة

بقلم:يوسي يهوشع،عن يديعوت

لم يكن من تجول أمس في مكاتب الضباط الكبار من الجيش الاسرائيلي في الكرياه، لم يكن قادرا على ألا يشعر بالاحباط الكبير الذي شوهد على وجوه الجنرالات لا من نتائج الحرب بل لأنهم لا ينجحون في فهم شعور الجمهور بالكآبة واضاعة الفرصة من نتائج عملية الجرف الصامد. وينظر ضباط كبار فيما يحدث الآن في غزة وهم على يقين من أن الجيش الاسرائيلي هزم حماس؛ فلم يكن ذلك تعادلا ولا 1: صفر صغيرا بل هو انتصار.
وقد تكون هذه هي القضية بالضبط، أعني أن النصر العسكري على الارض لم يعد كافيا. فالاعداد: أعداد القتلى والصواريخ والانفاق التي تم تدميرها لا تحكي الحكاية كلها. وقد نجحت حماس في شل الحياة في اسرائيل خمسين يوما جلست بعد أن انتهت الى طاولة المباحثات مع اسرائيل وهي تثير مطالبها جميعا، ولا تستطيع أية صورة استخبارية أن تغير هذا الشعور.
«يجب أن نفهم أنه لم يعد يوجد حسم عسكري. والرغبة في رؤية العدو منهارا توجه رومانسي، والذي يتحدث عن «حسم» لا صلة له بالواقع»، يقول ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي، ويسأل: «وماذا كان سيحدث لو هزمنا حماس؟ كنا سنحصل على العراق أو الصومال».
ما مبلغ تأثير «الجرف الصامد» في الردع؟ يعتقدون في الجيش الاسرائيلي أن الحكم على ذلك سابق لأوانه. «كان في الايام الستة حسم عسكري مطلق، لكن بدأت حرب الاستنزاف بعد وقت قصير»، يقول الضابط الكبير. «وانتهت حرب لبنان الثانية الى شعور كبير بالكآبة لكننا نعلم اليوم النتائج وأنها أحرزت ردعا كبيرا. وقد تم الحفاظ على الردع في هذه الحال وربما قوي، ومن المؤكد أنه لم يُصب».
يقول كبار قادة حماس بعضهم لبعض إنهم هُزموا، ولو كان الامر معلقا بهم لما بدأوا الحرب. «من يريد العودة الى السادس من تموز؟ أنحن أم هم؟»، يقول ضابط رفيع المستوى آخر متحديا سامعيه. «لو كانوا يستطيعون اعادة العجلة الى الوراء لأعادوها فرحين».


وأسأله: وهل يدرك حزب الله ذلك ايضا؟
«رأى حزب الله ايضا قوة النيران التي استعملها الجيش الاسرائيلي في غزة في الايام الاخيرة. ولم نكن نقصد ذلك لكن الدمار عظيم ومجلجل وهو بمثابة «رب البيت جُن»، وستكون القوة في لبنان أقوى كثيرا. إن الاستعمال الكثيف للقوة يحبط شهوة جهات اخرى. وما زالت لبنان لم تنته من مسار التعمير من الحرب».
إن الشعور في هيئة القيادة العامة هو أن اتخاذ القرارات خلال عملية الجرف الصامد كان جيدا. «أُدير القتال بصورة صحيحة جدا وبتقدير للامور وبفهم مواضع قوتنا والمواضع التي نحن أقل قوة فيها»، يلخص ذلك الضباط الكبير في هيئة القيادة العامة ويزعم أنه «كان يمكن الانجرار وراء دعوات حرب على اختلافها الى داخل المنطقة المزدحمة، لكن لا يتضح لماذا. فقد كان يمكن أن يكون الثمن فظيعا. وهذا هو محيط القتال الأكثر تعقيدا فضلا عن تحدينا الأكبر ألا وهو الحفاظ على صورة الانسان. فقد اتصلنا حتى قبل قصف أبراج فيها 17 طابقا في غزة، بكل عائلة في كل واحد من الطوابق كي نحذر من الهجوم.
«ليس امتحاننا هو القانون الدولي بل قيم الجيش الاسرائيلي، ونحن نطلب من أنفسنا أكثر مما تطلب وثيقة جنيف، ولا يسلك أي جيش في العالم هذا السلوك».
ويقول الضابط الكبير إن صورة حربه ليست الاهداف التي هوجمت بل الاهداف التي لم تتم الموافقة على مهاجمتها خشية اصابة المدنيين.
إن المعركة الآن هي على الرواية التي ستروى بعد الحرب. وكما يدركون في اسرائيل يقولون في حماس بعضهم لبعض إننا صمدنا خمسين يوما للعدو الصهيوني ولاقوى جيش في الشرق الاوسط وأطلقنا النار على أجزاء كبيرة داخل دولة اسرائيل ومنها تل ابيب ومطار بن غوريون وأوقعنا من العدو 70 قتيلا منهم 64 جنديا. وأفرغنا من السكان منطقة كاملة وأثرنا مشكلتنا في برنامج العمل العالمي.
لكن الصورة مختلفة من وجهة نظر الجيش الاسرائيلي، فحماس لم تنجح في تنفيذ عمليات خاصة من الجو والبحر، ولم تُحدث القذائف الصاروخية البعيدة المدى – وهي سلاح المنظمة الاستراتيجي – لم تُحدث خسائر واعترضتها جميعا تقريبا القبة الحديدية ووسائل اخرى. وقُتل أكثر من ألفي شخص في غزة نحو النصف منهم نشطاء ارهاب، وقد تعرف الجيش الاسرائيلي منهم الى الآن أكثر من 600 نشيط من حماس أو من الجهاد الاسلامي.
ويسجلون في شعبة الاستخبارات من الجيش الاسرائيلي وفي «الشباك» ايضا اغتيال كبار قادة المنظمة وفي مقدمة ذلك احباط محمد ضيف الذي لم يتضح هل نجح – والذي لم يعد يؤدي عمله على كل حال على إثره. ودمر الجيش الاسرائيلي الانفاق الهجومية التي بنتها حماس مدة سنين وضرب 5 آلاف كنز لحماس كمنشآت صنع وسائل قتالية وبيوت قادة وغرف عمليات ومنصات اطلاق صواريخ و3 آلاف قذيفة صاروخية واماكن تخزين وأهداف للسلطة.
ويرفض رجال الاستخبارات باليدين كليهما الانتقاد الذي قُذفت به «أمان» والذي يقول إنهم لم يعرفوا معرفة صحيحة قصد حماس في غزة الى الخروج للحرب. «لم يشأ قادة حماس الخروج للحرب في ذلك الوقت ولا مخالِف عن ذلك»، يقول ضابط رفيع المستوى في هيئة القيادة العامة. «إن هذه المعركة من وجهة نظرها فُرضت عليها وجُرت اليها مرغمة. فحماس لم تُرد الحرب وحينما ترى النتائج يتضح لماذا ايضا».
«ما الذي خرجت به حماس من الحرب؟ لا شيء»، يقول ضابط كبير في هيئة القيادة العامة، «فقد حصلوا اليوم على ما كانوا يستطيعون الحصول عليه في اليوم الخامس لكن من غير الضرر والمصابين. وقد طلبت حماس الهدنة وطلبت وقف القتال. وأي شيء يكون الردع إن لم يكن أن يطلب طرف وقف القتال؟».
ويضيف الضابط الكبير قائلا: «ستزن حماس جيدا هل تبادر الى مثل هذه العملية في المستقبل، وهي تدرك أن عندها ألفي قتيل وعشرة آلاف جريح وخمسة آلاف بيت سُويت بالارض وآلاف البيوت الاخرى التي أصيبت بأضرار عارضة. إن الدمار في غزة فظيع والمباني عندهم أهم احيانا من البشر».
ويثور سؤال: لماذا استمر ذلك اذا خمسين يوما. ألم يعدوا بحروب قصيرة في الجيش الاسرائيلي. «هذا صحيح لكن ليس كل شيء متعلقا بالجيش»، يُبين الضابط الكبير. «توجد تحديدات من المستوى السياسي لاهداف العملية لكن سلوك الطرف الثاني أهم من ذلك، فاذا استمر على اطلاق النار بكل ثمن فليس ذلك متعلقا بنا. يمكن أن يُسأل الجيش الاسرائيلي كم تحتاجون من الوقت لعلاج الانفاق أو لاحتلال غزة، وهذا سؤال نعرف أن نجيب عنه، لكن متى يقرر العدو اطلاق آخر قذيفة صاروخية؟ أنا لا أعلم تقدير ذلك».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ربما لا يُسرح مخربون منذ الآن
لن يقبل الاسرائيليون أن تتم صفقات افراج عن سجناء فلسطينيين كتلك التي تمت من قبل

بقلم:نداف شرغاي،عن إسرائيل اليوم

يحسن الآن بعد أن وقف اطلاق النار (مؤقتا على الاقل) وأصبحنا نفحص نتائج الحرب، يحسن أن نفحص كيف بدأ كل ذلك ومن اختطف الفتيان الثلاثة ومن أنفق على اختطافهم ومن بادر الى هذه العملية وأدارها والتي تبين أنها عملية استراتيجية فجرنا الى حرب صيفية ليس فيها حسم واضح.
إن أسماء الخاطفين ومن أرسلوهم معروفة، لكن يجب أن يبالغ في السؤال فيُقال من أين جاءوا؟ وليس الجواب معقدا. لأنه يُشك في تنفيذ هذا الاختطاف من غير المخربين الذين كانوا في السجون الاسرائيلية في الماضي من المفرج عنهم في الصفقات وبوادر حسن النية والتفاهمات والاتفاقات المختلفة العجيبة. نشر الصحافي آفي يسسخاروف أول من نشر في موقع «واللاه!» نبأ أن رجل الاتصال في غزة بحسام القواسمي – قائد الخلية التي خطفت الفتيان الثلاثة كان أخاه محمود القواسمي الذي طُرد في صفقة شليط، وفحصت عن ذلك ووجدت أن النبأ صحيحا وقد صدقه «الشباك»، وكان يجب أن يهز ذلك عندنا اركان العرش، لكنه مر دون أن يطرف لأحد جفن. إن القواسمي «المطرود بصفقة شليط» اهتم بالانفاق على الاختطاف والخاطفين.
ويتحمل صالح العاروري ايضا مسؤولية حتى لو كانت غير مباشرة. فعلى حسب ما يقول «الشباك» يعمل العاروري رئيسا لمنطقة يهودا والسامرة في قيادة حماس في الخارج، وحماس في يهودا والسامرة مسؤولة عن خطف الفتيان الثلاثة. والعاروري ايضا هو ممن خرجوا من السجون الاسرائيلية. وكان العاروري منذ أن سُرح من سجنه في 2010 وطُرد من البلاد يُدير بتحكم من بعيد مع رفاقه الغزيين الذين تم الافراج عنهم بصفقة شليط، يُدير حماس في يهودا والسامرة. ووقع خلل مع العاروري إذ سُجل كلامه دون أن ينتبه الى ذلك، وقد اعترف قبل بضعة ايام باسم خالد مشعل بأن ذراع حماس العسكرية هي التي وقفت وراء خطف الفتيان الثلاثة وقتلهم في غوش عصيون.
ويجب أن يتضح إسهام العاروري نفسه في خطة الخطف. ومن الواضح على كل حال أنه تفاخر بها جدا لأنه لولا ذلك لما شهرها بحضرة حاضري المؤتمر الرابع للعلماء المسلمين الذي عقد في تركيا وخطب فيهم. وعلى حسب ما يقول «الشباك»، لم يكف العاروري عن دعوة سكان يهودا والسامرة الى بدء نشاط ارهابي موجه على اسرائيل في نطاق انتفاضة جديدة، بل إنه مشارك حتى عنقه في انشاء البنية التحتية العسكرية (وهناك 93 معتقلا) التي خططت لتنفيذ سلسلة عمليات في اسرائيل وانقلاب على السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة.
وليس العاروري والقواسمي وحدهما، فقد أدار مازن الفقها الذي حُكم بـ 9 أحكام مؤبدة وأُفرج عنه بصفقة شليط، وعبد الرحمن غنيمات الذي أُدين بسلسلة اعمال قتل وهو ايضا ممن أُفرج عنهم بصفقة شليط، أدارا بتحكم من بعيد حماس في يهودا والسامرة المسؤولة مع حماس في غزة عن خطف الفتيان الثلاثة. وعاد محررون كثيرون آخرون من السجون الاسرائيلية بصفقة شليط وبصفقات سابقة الى الاشتغال بالارهاب وقتلوا وخططوا لعشرات الاختطافات الاخرى التي نجح جهاز الامن العام في احباطها. ومن الواجب علينا أن نُذكر بهذه الامور الآن خاصة لأن طلب الافراج عن مخربين آخرين ستُعاد اثارته سريعا جدا. وسيهتم أبو مازن وحماس بذلك. لكنهما سيلقيان مجتمعا اسرائيليا مختلفا يختلف جدا عن المجتمع الاسرائيلي الذي لقياه في صفقة شليط وخلال الدفعات الثلاث الباطلة الحمقاء – المخربين مقابل المحادثات – التي أجازتها الحكومة قبل خطف الفتيان الثلاثة.
واهتمت عائلات المخطوفين الثلاثة بأن تنقلنا الى هذا المكان الجديد بسلوك نبيل يثير الاحترام. فقد بثت روحا مختلفة وكتبت معادلة تختلف تماما بين حاجات الفرد وحاجات المجموع، وعرفت في الأساس أن كارثتها الشخصية جزء من قصة «شعب اسرائيل كله» عند المجموع. وانضمت اليها عائلتا غولدن من كفار سابا وشاؤول من بوريا اللتان قبلتا بتسليم قرار الحاخام العسكري الرئيس رافي بيرتس على أن إبنيهما اللذين قتلا في عملية الجرف الصامد لم يعودا من الأحياء. وامتنعتا عن الضغط لتنفيذ صفقات خطيرة عوض أجزاء الجثتين كانت ستجلب علينا ارهابا وجنونا آخرين.
وحانت نوبة حكومة اسرائيل الآن لتدرك أننا في عصر جديد، فلن يُقبل الافراج عن مخربين فاسدين وبالجملة. ولن يستسلم الجمهور لموجة اخرى من الافراج عن مخربين، وليس لحكومة اسرائيل الحالية أن تحتكر هذا الخطأ المطلق لكنها استمرت عليه ولم تكف عنه، وقد حان الوقت الآن للاصلاح وللسلوك بصورة مختلفة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ