تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 06/09/2014



Haneen
2014-09-16, 11:51 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي السبـــت 6/09/2014 م



</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

محمود عباس لم يعد يخشى أحداً وقد أوشك على الـ80
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت أحرونوت

اجهزة الامن الاسرائيلية منقسمة في تفسير حرب غزة
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

حماس استهدفت مبنى الحكومة الاسرائيلية بصاروخ خلال الحرب
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف

الحرب القادمة ستكون في الشمال
بقلم:يوسي يهوشع،عن يديعوت








</tbody>



محمود عباس لم يعد يخشى أحداً وقد أوشك على الـ80

بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت أحرونوت

في نيسان القادم سيبلغ محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، 80 عاما، العمر يؤثر عليه، ولكن ليس بالمعنى المتوقع، بدلاً من أن يستنزفه يعطيه شعورا بالحرية لم يكن موجودا في الماضي. في حالته فقد وصل لبطولات، إن من يتابعونه في اسرائيل توصلوا الى استنتاج أنه كف عن الخوف – ليس من الشارع الفلسطيني، ليس من حماس، ليس من الحكم الامريكي، ليس من اسرائيل، لا يريد الارضاء كما في الماضي. مثل فرانك سناترا في أغنية «هو يذهب في طريقه».
بعد خطف الفتيان الثلاثة في غوش عصيون استنكر العملية علنا، وتوعد بأن السلطة ستقبض على الخاطفين، ونفذ هذا الوعد. خلال الحرب في غزة تحدث ضد حماس وتفاخر بالتعاون الامني بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، اجهزة الامن الفلسطينية كبحت المظاهرات لمؤيدي حماس في الضفة، وقام بتقبيل خالد مشعل في قطر، ولكن بروتوكول المكالمة يُظهر أنه وبخ خالد مشعل، اليوم أيضاً وبعد اتفاق وقف اطلاق النار يرفض نقل اموال لأكثر من 40 ألف من موظفي حكومة حماس في غزة. وهو مصمم على فحص أهليتهم، كل عامل لوحده. ويقول عباس: «في غزة يوجد 70 ألف موظف سلطة وأنا أستمر بالدعم وبدفع رواتبهم، فليوظفوهم بدلاً من رجال حماس».
عندما سمع أبو مازن أن عدوه، سلام فياض رئيس الحكومة السابق، قد تسلم 10 ملايين دولار من الامارات، وهو يوزعها على الناس ليؤيدوه سياسيا، بما في ذلك اشخاص من فتح، فقد أرسل الشرطة الاقتصادية. وهو يطلب لنفسه التفرد بالاموال السياسية. مصابين من غزة الذين نقلوا خلال العملية للعلاج في الضفة حصلوا على مغلفات مالية من عدوه الأكثر مرارة/ محمود دحلان.
زوجة دحلان تقف على رأس صندوق صدقات كبير، ومصادرها في الامارات. دحلان يعرف أنه اذا وصل الى الضفة فسيتم اعتقاله.
الحرية التي تبناها عباس لنفسه لا تتوقف عند حماس أو أعدائه السياسيين، فهو ينوي وضع اقتراح قرار على طاولة مجلس الامن لتجديد المفاوضات مع اسرائيل. القرار سيستند على الوعود التي أعطاها له وزير الخارجية كيري خلال جولاته: مفاوضات لفترة تسعة أشهر، تجميد البناء في المستوطنات خلال المحادثات وإطلاق سراح أسرى. بدلاً من الذهاب الى المفاوضات من السهل الى الصعب، كما تريد اسرائيل، من الصعب الى السهل: لنبدأ بالخرائط. سيُطلب من حكومة اسرائيل خريطة تستند على حدود 1967 مع تبادل أراض.
هو يعرف أن حكومة اسرائيل لن تستجيب، ولكن في هذه المرحلة من حياته لا يهمه كثيراً رأي الحكومة. وهو يعرف أن الخربشات اللانهائية بين صائب عريقات واسحق مولخو، محامي نتنياهو، لن تؤدي الى أي مكان.
عيناه تنظران نحو الحكومة الامريكية، هل يأمر أوباما مندوبيه باستخدام الفيتو؟ من جهة ثانية التوجه الى مجلس الامن ليس مقبولاً على الأمريكيين. الفيتو مطلوب وبالذات الآن عشية الانتخابات للكونغرس. من جهة ثانية في البيت الابيض غاضبون جداً على حكومة اسرائيل ويبحثون عن طريقة ليعلمونها درساً. خلال الحرب على غزة تحدث صحافي أمريكي مع أحد الشخصيات البارزة في البيت الابيض، شخص يعرف بنية العلاقات عن قرب، عاد الصحافي وسأل ماذا ستعمل حكومة اسرائيل، فأجابه بكلمة من الشتيمة.
أبو مازن يأمل أن تمتنع الولايات المتحدة هذه المرة. والامتناع يفتح أمامه آفاقاً جديدة في الساحة الدولية. اذا استخدمت أمريكا الفيتو سيتوجه الى الهيئة العامة ومحكمة الجنايات الدولية في لاهاي. المسار (أ) عن طريق واشنطن، أو المسار (ب) بدونها، والاثنان يؤديان الى نفس الهدف – وضع عقوبات دولية على اسرائيل. الاسرائيليون الذين تعودوا على أبو مازن كشريك، يجب أن يتعودوا على أنه عدو أيضاً، عدو ليس سهلاً.
من أجل وضع العلاج مسبقاً أعلن نتنياهو هذا الاسبوع أنه لن يوافق بعد الآن على اطلاق سراح أسرى. هذه الرسالة هدفها الأذن الامريكية، حكومة اسرائيل ليست بلعبة، وليس لديها نية أن تذهب الى المفاوضات مع أبو مازن. الحديث عن أفق سياسي جديد كان مجرد كلام منمق، أشعار هندية. العملية انتهت واسرائيل عادت الى مواقفها عشية العملية، هي مع سلطة حماس في غزة بشرط أن تكون ضعيفة ومخنوقة، هي مع سلطة فتح في الضفة بشرط أن تكون ضعيفة ومتعاونة، تلك المفاهيم التي استدرجت اسرائيل الى المواجهة في غزة ستستدرجها الى المواجهة القادمة في الجولان، في الضفة، في لبنان أو في غزة، وحاليا يبدو أن اسرائيل تفقد مكانتها في العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اجهزة الامن الاسرائيلية منقسمة في تفسير حرب غزة

بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

يدور في أسرة الاستخبارات الاسرائيلية جدال شديد حول الحرب في قطاع غزة، بعد أكثر من أسبوع من وقف النار. في مركز الخلاف بين شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» و جهاز الامن العام «الشاباك» يوجد التفسير للأحداث التي أدت الى اندلاع الحرب. فهم ينقسمون في مسألة ما الذي خططت له حماس قبل أن تبدأ المواجهة العسكرية وهل نبع الاشتعال من خطوة محسوبة من جانبها أم كانت هذه نتيجة شبه صدفة. فـ»الشاباك» يصف خطوات حماس كهجوم مخطط جداً قاده الذراع العسكري، بينما تؤمن «أمان» بأنه كانت هنا «آلية تصعيد»، كانت القيادة الغزية تفضل وقفها وبالتأكيد لم تتوقع نتائجها الشديدة.
على سؤال واحد يتعلق بالحرب لا يوجد خلاف: فالجهازان مقتنعان بأن معلومات عملياتية بجودة عالية تم نقلها الى القوات المقاتلة في ظل الحرب هي التي سهلت ضرب العدو وأنقذت حياة الجنود. فالتعاون بين «أمان» و»الشاباك» وغيرهما من محافل الاستخبارات تم بشكل جيد وسريع، حيث أزيلت الحواجز البيروقراطية بين الأذرع المختلفة وتمتع كل المشاركين بقدرة وصول كاملة الى «الحمام» المشترك للمعلومات.
الخلافات الاستخبارية التي طرحت بعضها أيضاً أمام اعضاء الكابنيت وأدت الى توترات شخصية بين كبار رجالات «أمان» و «الشاباك»، تتعلق بثلاثة مجالات مركزية: جودة المعلومات الاستخبارية التي كانت تحت تصرف اسرائيل عن المشروع الضخم لحماس في مجال الانفاق الهجومية، تحليل نوايا المنظمة في الخروج الى الحرب والتقديرات بشأن مدى تصميمها على مواصلة القتال على مدى خمسين يوما من المواجهة. في المجال الاول يبدو أن «امان» مغطاة وسيكون من الصعب طرح شكاوى مسنودة ضدها. اما في المسألتين الاخريين فالوضع اكثر تعقيدا ويطرح انتقاد من كبار الوزراء على سلوك الاستخبارات.

الأنفاق

في الأسبوع الأول من الحرب، لم يذكر خطر الانفاق الهجومية تقريباً في اسرائيل. وركز البحث الاعلامي كله على نار الصواريخ من القطاع. في 15 تموز/يوليو الماضي وافقت اسرائيل على قبول وقف النار الذي اقترحته مصر، رغم علمها بوجود أكثر من 30 نفق هجومي، بين الثلث والنصف منها (هنا ايضا يوجد فجوة بين تقديرات «امان» و «الشاباك») حُفرت تحت الجدار واجتازت نحو الاراضي الاسرائيلية. أما حماس فرفضت الاقتراح المصري وبعد يومين اطلقت 13 مقاتلاً من قوتها المختارة «النخبة» عبر نفق هجومي قرب كيبوتس صوفا. وقد لوحظوا لدى خروجهم من الفوهة وقصفوا من الجو. وهكذا فقط تسلل الى الوعي كامل الخطر الكامن في الانفاق. وفي ذات الليلة صادق الكابنيت على العملية البرية في القطاع والتي ركزت على تدمير 32 نفقا هجوميا في مدى حتى 3كم عن الحدود. واصطدم القتال نفسه بمقاومة فلسطينية شديدة وقتل فيه 65 ضابطاً وجندياً. وفي عدة حالات تسلل رجال حماس في الأنفاق الى أراضي اسرائيل في الوقت الذي كان الجيش الاسرائيلي يبحث عن الفوهات في الجانب الغزي من الجدار. وفي ثلاثة اشتباكات معهم قتل 11 جندي.
كان لـ»امان» و»الشاباك» معلومات كثيرة ومفصلة عن الانفاق، فمنذ بداية 2013، وزع على رئيس الوزراء، وزير الدفاع ورؤساء أذرع الامن تقرير شهري موسع وفيه استعراض عن كل الانفاق الهجومية المعروفة ومسار كل واحد منها. وعندما بدأت الحرب كان الجيش يعرف بتفصيل نسبي عن الانفاق التي كان يوشك على معالجتها. وقد طرح خطر الانفاق للنقاش عدة مرات لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي عين فريقا برئاسة مستشار الامن القومي في حينه يعقوب عميدرور لمعالجة ذلك. ولكن يبدو أن ما فعله هذا الفريق لم يكن كثيرا وإن لم يبلغ عنه.
ولكن توجد نقطتا ضعف في قضية الانفاق. الاولى تتعلق بترجمة المعلومات الى خطط عملية. وكان وزير الدفاع يعلون، رئيس الأركان غانتس، قائد المنطقة الجنوبية ترجمان وكبار رجالات «أمان» حذروا من خطر الانفاق بل والتقط لبعضهم صور وهم يزورون نفقا كشفت فتحته في الاراضي الاسرائيلية. ولكنه لم تكن خطة عملياتية شاملة وجدية لتدمير الانفاق. وعندما دخلت القوات اخيرا الى القطاع، اكتشفت فجوات في العتاد، في التدريب وفي عقيدة القتال لمعالجة الانفاق. واضطر الجيش الاسرائيلي الى الاستعانة بشركات مدنية ودمر الانفاق باعمال ارتجالية مجردة. ومن هنا، مثلا، نبع توقع يعلون المتسرع في انه مطلوب فقط يومان – ثلاثة لتدميرها (عملياً استغرق هذا نحو اسبوعين ونصف). ولما كان هذا خطراً واضحاً وفورياً، فقد كان للاستخبارات ايضا واجب للحرص على الاستعداد المناسب له. فلا يكفي نشر كل المعلومات وذكر الانفاق، الى جانب عشرة مخاطر اخرى، في الخطاب السنوي في مؤتمر هرتسيليا.
نقطة الضعف الثانية تتعلق بالصلة بين الاستخبارات والقيادة السياسية. فلا شك أن نتنياهو ويعلون كانا يعرفان بكل التفاصيل، ولكن وزراء الكابنيت بقوا في الظلام. وقبل بضعة ايام من اندلاع الحرب فقط جرى نقاش جدي أول في مسألة الانفاق واكتشف بعض الوزراء بان حماس حفرت أكثر من 30 نفقا على مقربة من الجدار. وفي الجيش يعترفون بانه «يحتمل الا تكون المعلومات اجتازت حافة وعي الكابنيت في ضوء جملة المسائل الامنية التي يعنى بها اعضاؤه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس استهدفت مبنى الحكومة الاسرائيلية بصاروخ خلال الحرب

بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف

في أحد الاسابيع الاولى للحرب في غزة أطلق نحو تل أبيب صاروخ. فأطلقت بطارية «القبة الحديدية» نحوه على التوالي صاروخي اعتراض (أو ما يسمى بالأحرف الأولى للعبارة «تمير») أخطآ هدفهما، وبشكل شاذ جداً أطلق نحوه صاروخ ثالث هو الاخر أخطأ. ولحسن الحظ سقط الصاروخ في البحر.
هذه القصة نشرها في «علون شبات» أوهد شكيد، معلم التاريخ والتربية الوطنية من تل أبيب، ونشر في مواقع الأخبار وفي الصحف الأصولية. وكتب شكيد في صفحته على الفيسبوك بأن المعلومات استندت الى واحد من تلاميذه، من سكان بني براك يخدم في البطارية. وعلى حد قوله، اتصل الجندي به كي يستوضح امكانية المشاركة في دروس التوراة إثر تسريحه بعد بضعة أشهر، وحينها روى له عن الحالة. وحسب شهادة الجندي، كان الصاروخ يستهدف أبراج عزرئيلي أو الكرياه (دار الحكومة – وزارة الدفاع)، وفقط بسبب الريح الشديدة التي هبت فجأة انحرف نحو أرض مفتوحة.

في حديث معي أكد شكيد بأنه بالفعل كتب عن ذلك، وروى أنه فوجيء للصدى الهائل الذي حظي به. وأضاف أنه بسبب المكالمة عوقب الجندي وجمد في قاعدته لأسبوعين. وبشكل عام يستغرق مثل هذا الاستيضاح ساعات طويلة، وأحياناً أيام. أما هذه المرة فكان الرد سريعاً. وبزعم الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، فليس معروفاً له حالة جندي خدم في إحدى وحدات منظومة الدفاع الجوي وعوقب بالتجميد بسبب الثرثرة لجهة غير مخولة.
في هذه القصة يوجد الكثير من الاسطورة، فالصواريخ التي أطلقتها حماس نحو مركز البلاد ليست دقيقة، ومشكوك أن يكون ممكناً القول بيقين الى أي هدف موضعي تم إطلاقها، ومع ذلك، لا ريب أن حماس كانت ترغب جداً في أن تضرب صواريخها بعيدة المدى (فوق 40 كم) تل أبيب، لا سيما أحد الرموز البارزة لاسرائيل مثل ابراج عزرئيلي أو الكرياه.
لكن في هذه القصة يوجد شيء من الحقيقة، فطيران الصواريخ بالفعل من شأنه أن يتأثر بالرياح التي يمكنها أن تحرفها عن مسارها بعدة عشرات الامتار (ولكن بالتأكيد ليس مئات الامتار). مشوق أكثر الادعاء بأنه أطلق نحو الصاروخ ثلاثة صواريخ اعتراضية.
ضابط كبير في سلاح الجو استعرض للصحافيين أداء «القبة الحديدية» في زمن الحرب رفض القول كم صاروخ اعتراض أطلق نحو كل صاروخ، وماذا كانت سياسة اطلاق النار في البطاريات. ومع ذلك، معروف بأنه حسب النظرية التي تم وضعها في سلاح الجو، فان القرار بشأن عدد صواريخ الاعتراض التي ستطلق ليس ثابتاً وموحداً. وهو يتغير ويتعلق بالظروف وبالمنطقة. كما أنه واضح إنه بذل جهد خاص من جانب وحدات «القبة الحديدية» للدفاع بكل ثمن تقريبا عن «الرموز» أو عن «الاهداف الاستراتيجية». فما هي المواقع التي حظيت بحماية مفضلة؟ يمكن فقط التقدير بانها تتضمن ميناء أسدود، محطات الكهرباء في أسدود، في عسقلان وفي تل أبيب، الكرياه، ابراج عزرئيلي، المطارات العسكرية وبالطبع مطار بن غوريون.
وكما أعلنت حماس عدة مرات في أثناء الحرب، فان «مطار بن غوريون كان في المدى على أساس دائم» بهدف شل حركة الطيران من والى اسرائيل. وبالفعل نجحت حماس جزئياً في هدفها، عندما كفت شركات طيران غربية عن الطيران من والى اسرائيل على مدى يومين.

أرض مفتوحة

في سياق مسألة ما الذي ينبغي حمايته، يجدر بالذكر إنه في 2010، عندما بدأت بطارية «القبة الحديدية» الاولى في سلسلة تجارب نحو تأهيلها التنفيذي، وفي الوقت الذي سقطت فيه الصواريخ لاول مرة في بئر السبع، ترددوا في سلاح الجو بداية اذا كانوا سينشرونها لحماية المدينة. وادعى ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي بشكل عام وفي سلاح الجو بشكل خاص بأن «القبة الحديدية» لم تستهدف حماية المدنيين بل المواقع العسكرية والاستراتيجية.
ومنذئذ، في أعقاب الصرخة الجماهيرية الناشئة، تغير النهج، فقد نُشرت البطاريات لحماية الأهداف الاستراتيجية والرموز ولكن أيضاً، وربما أساساً، لحماية المدنيين. من هذه الناحية، يوجد في سلاح الجو حالة من الفخر بسبب أن «أحداً لم يقتل باصابة صاروخ» في الاماكن التي حمتها «القبة الحديدية».
في الحرب على غزة قتل 15 جندياً ومدنياً باصابات قذائف هاون وصواريخ (كلهم في غلاف غزة باستثناء واحد). ولكن هذا حصل في الاماكن التي لم تحمها «القبة الحديدية» (الخيمة البدوية قرب ديمونا) أو لم يكن بوسعها أن تحميها (غلاف غزة).
يرفض الجيش الاسرائيلي نشر المعطى الدقيق عن نصف القطر الادنى الذي يمكن للقبة أن تتعاطى معه كـ»أرض مفتوحة» في داخل مدينة أو في بلدة قروية. ولكن يمكن القول بيقين أن الحديث يدور عن نصف قطر أقل من 300 متر ويبدو أكبر من 100 متر. واضح أنه كلما كان نصف القطر أصغر، يكون أداء «القبة الحديدية» أحسن.

كم هي النسبة المئوية؟

عند حساب النسبة المئوية للنجاح في الاعتراضات يصبح الوضع مختلفاً قليلاً. حسب المعطيات الرسمية للجيش الاسرائيلي، ففي أثناء 51 يوماً من الحرب، أطلق من القطاع 4519 صاروخاً وقذيفة هاون. 197 منها كانت سقوطات (الاطلاق يفشل أو ان الصاروخ يسقط داخل القطاع)، و3362 سقطت في أراضي مفتوحة فيما تم تسجيل 225 حالة سقوط لصواريخ في أراضي مبنية ومأهولة، وبالاجمال تم تنفيذ 735 اعتراضاً.
وزع الجيش الاسرائيلي اطلاقات الصواريخ وقذائف الهاون حسب المسافات. حتى 10كم (غلاف غزة وسديروت)، حتى 20كم (عسقلان، اوفيكيم، نتيفوت)، حتى 40كم (بئر السبع، اسدود، غديرة)، وفوق 40كم (السهل الساحلي، تل أبيب، غوش دان وشمالها، بيت شيمش، القدس).
في «مفات» (مديرية تطوير البنى التحتية والوسائل التكنولوجية في وزارة الدفاع) بدأوا منذ آب 2004 في مداولات على ايجاد حل للاعتراض الصلب (خلافا للحل القائم على اساس الليزر) للصواريخ على سديروت. وكان هذا هو الهدف: حماية سديروت من صواريخ القسام التي انتجتها حماس بنفسها، ذات مدى 4.5 كم فقط.
وكانت مفات وجهاز الامن مصممان منذ بداية الطريق على تطوير وانتاج منظومة أزرق – أبيض. ليس لان المنظومات الاخرى التي كانت متوفرة في حينه سيئة – وهي لم تفحص بجدية كبدائل حقاً. ففي «مفات» أرادوا أن يوفروا عملاً وأن يبنوا بنية علمية – تكنولوجية متطورة في مشاريع الصناعة الامنية. وقد ألقيت المهمة على عاتق «رفائيل» التي طورت المنظومة بسرعة فائقة – أقل من أربع سنوات.
كان هذا بالتأكيد اعتبارا مشروعا، ولكنه كان ينبغي قول الحقيقة للجمهور. الحقيقة لم تقل: بين 2004 و2010 (الى أن طورت «القبة الحديدية» الاولى)، كان يمكن حماية سديروت وبلدات غلاف غزة التي واصلت التعرض للصواريخ وقذائف الهاون بمعونة مدافع «فالكان بلنكس» أو منظومة الليزر («سكاي غارد»). وكان يمكن لـ»فالكان بلنكس» أن تحمي بلدات غلاف غزة، محطة توليد الطاقة في عسقلان، ميناء كاتسا في عسقلان أو كلية سفير في سديروت. وبدلا من ذلك، فضل جهاز الامن، وكذا رفائيل، إعطاء الانطباع المضلل وكأن «القبة الحديدية» مخصصة لهم وستحميهم في يوم الامر. هذا لم يحصل في 2010، لم يحصل في «عمود السحاب»، لم يحصل في «الجرف الصامد» ولن يحصل في المستقبل.
واليوم يعترفون في الجيش الاسرائيلي على رؤوس الاشهاد بان منظومة «القبة الحديدية» لا يمكنها أن تعترض صواريخ أو قذائف هاون طيرانها حتى 30 ثانية ومداها نحو 10كم. حماس هي الاخرى تعرف ذلك، ولهذا فقد أكثرت من اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون نحو غلاف غزة. وباعتبارات حفظ الاسرار وأمن المعلومات، يرفض الجيش الاسرائيلي تقديم معطيات التوزيع: كم صاروخاً سقط في كل مدينة، بلدة قروية او مجال محصن، وكذا كم من بين اجمالي الاطلاقات كانت قذائف هاون. ومن هنا يمكن فقط الاعتماد على مصادر ثانوية، المعلومات فيها غير دقيقة مثل تلك التي لدى الجيش الاسرائيلي.
استناداً الى تلك المعلومات غير الرسمية، يمكن التقدير بأن أكثر من 300 صاروخ أطلق الى مدى أكثر من 40 كم، منها نحو 70 الى غوش دان. نحو الثلث من إجمالي الاطلاقات (1500) كانت الى غلاف غزة، نحو نصفها قذائف هاون والباقي صواريخ قصيرة المدى من طراز القسام.
في ضوء كثرة المعطيات ورفض الجيش الاسرائيلي توفير المعطيات الدقيقة، وتعريف ما هي الارض المدينية المفتوحة، من الصعب أن نعرف ما هي معدلات نجاح الاعتراض.
في «عمود السحاب» تحدثوا في رفائيل وفي الجيش الاسرائيلي عن 80 – 84 في المئة. وحسب مصدر عسكري كبير في سلاح الجو، فان معدلات النجاح في «الجرف الصامد» تبلغ 88 – 90 في المئة. ولكن مصدر كبير آخر في السلاح اعترف على مسمعي بانه استناداً الى ذات قاعدة المعطيات، التي كما ذكر لا تنشر، يمكن الوصول الى عدة نتائج مختلفة. واعترف المصدر ايضا بانه «اذا كان في غلاف غزة أصيب بيت فمن ناحية القبة الحديدية لم يكن سقوط ولا حاجة لتسجيل فشل. لان القبة لم تحمي ذاك البيت».
ولكن حساب آخر يبين ان الاعتراضات تبلغ 76 في المئة – وذلك دون مراعاة المسألة المجهولة عن الاراضي المفتوحة المدينية. كيف وصلنا الى هذه النتيجة؟ ببساطة شديدة: نربط رقم الاعتراضات (735) برقم السقوطات في ارض مفتوحة (225)، ونصل الى 960. معنى الرقم هو أن «القبة الحديدية» كان ينبغي لها أن تعترض ما لا يقل عن 960 صاروخا أطلقت الى المناطق المأهولة التي كان ينبغي لها أن تحميها. وقد اعترضت 735 وأخطأت أو تركت 225 تسقط في أرض مبنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحرب القادمة ستكون في الشمال

بقلم:يوسي يهوشع،عن يديعوت

9 مليارات شيكل؟ 11 مليار؟ أو فقط 5 مليارات؟ ليس واضحا حجم الاضافة التي تحتاجها البنية الامنية في ميزانية العام القريب. ولا نعرف اذا كان هناك من يستطيع تقدير الاضافة المطلوبة. لكن أمرا واحدا لا يمكن الجدال حوله بعد الحرب الاخيرة في غزة: ما حدث كان يجب أن لا يكون.
في السنوات الأربعة الأخيرة لم يكن لجيش الدفاع الاسرائيلي خطة لعدة سنوات، صراعات الميزانية اضطرته الى عمل خطط قصيرة المدى كتلك التي تنظر سنة واحدة للامام فقط، هكذا لا يستطيع أن يبني القوات للحرب. ولا يستطيع أن يوفر الاموال لشراء مركز للادوات. الصراع على الميزانية أصاب جاهزية الحرب في الصميم، وللحرب في غزة وصل الجيش بسكون تام.
قطاع غزة هو المشكلة الاصغر من بين التهديدات، وكما وضع بعض القادة رأسهم في الرمل أمام تهديد الأنفاق، فمن الممكن أن ينفجر في وجهنا في المستقبل موضوع عدم الجاهزية أمام الحرب على الجبهة الشمالية. على ضوء زيادة قوة حزب الله وانتشار الارهاب العالمي، سيكون هذا التحدي أكبر بكثير، والتهديد ليس فقط من لبنان بل في ساحة واحدة فيها جبهتان: ارض الارز وارض الاسد. بعد أن مات حوالي 300 من مقاتلي حزب الله في سوريا من الواضح أن الاسد سيرد الجميل.
من يعرف تفاصيل حول المخاطر الموجودة في هذه الحدود ويعرف مستوى جاهزية الجيش الاسرائيلي يجب أن يكون قلقاً جداً، اضافة الى تقليص تدريب الوحدات النظامية والغاء تدريبات الاحتياط، فان الجيش ليس مسلحاً بأدوات كافية. يوجد للجيش اليوم عدد قليل من مدرعات «النمر» التي تعطي دفاعا مقبولا. باقي الأدوات هي مدرعات خفيفة من نوع «زالدا» و»دوميو» حيث مستوى تدريعها رأيناه في كارثة المدرعة في عملية «الجرف الصامد». لو عرف الجمهور عن العلاقة العددية بين الزولدات والنمور لكان زُعزع. في الحرب التي ستندلع في لبنان، المدرعات القديمة ستتحول الى مصيدة موت أمام صواريخ مضادة للمدرعات والتي يملكها حزب الله، نظرا لأن الجيش يملك عدد قليل من اجهزة الدفاع من نوع «معطف الريح» هناك الكثير من المدرعات التي ستكون مكشوفة.
من ناحية الدفاع الجوي الوضع ليس أفضل بكثير. الجيش يمتلك اليوم 9 بطاريات فقط للقبة الحديدية، ومن الواضح أنها لن تكفي للكارثة التي ستحدث عند سقوط آلاف الصواريخ على اسرائيل. بنية «شربيت» بحاجة الى أكثر من عام لتصبح قيد الاستخدام، ولكن حينها ايضا ستكون المشكلة أن اسقاط واحد سيكلف مليون دولار.
في نظرة الى الشمال يتبين أن حزب الله يعمل بعكس اسرائيل: هو يتسلح، ويزداد قوة، ويتحسن. كما يقول ضباط في الجليل وخبراء في حزب الله بالاستخبارات العسكرية. لقد امتلك التنظيم حوالي 100 ألف قذيفة من أنواع مختلفة، وهي أثقل وأكثر دقة ومدى أطول من تلك التي تم استخدامها في 2006، وقدرة التنظيم على الاطلاق تبلغ 1000 قذيفة في اليوم، واسرائيل ليس لها جواب على ذلك.
في حين جلس جنود الاحتياط في صالونات بيوتهم بدلا من المجيء للتدريب بسبب نقص الميزانية، فان نصر الله حول منطقة القصير في سوريا الى معسكر تدريب له. أكثر من 5 آلاف مقاتل وقائد من حزب الله موجودون في سوريا في كل لحظة ويحاربون ويمتلكون خبرة كبيرة. كل محارب في التنظيم يمر بـ «خط سوريا» مرة واحدة على الأقل، ويتعلم الحرب في الجيش النظامي. محاربون من حزب الله تحولوا الى القوة الخاصة المحاربة للاسد وتدربوا على تحسين قدرة اطلاق الصواريخ بعيدة المدى، وهذه هي الصواريخ التي تشكل عنصر حاسم في الحرب القادمة مع اسرائيل. عمليا، يتدرب محاربو حزب الله منذ ثلاث سنوات، وهذا حلم كل تنظيم محارب.
في الماضي وعد نصر الله أنه سيحتل الجليل، ومن أجل هذه المهمة لن يحتاج حزب الله للانفاق، فيكفي أن يعبر الحدود ويسيطر على احدى البلدات الاسرائيلية. في القيادة الشمالية يعرفون أن قائد حزب الله جاد، ولذلك غيرت القيادة الشمالية بشكل دراماتيكي خطة الحرب وحولتها الى دفاعية بالضبط كما في غزة، إلا أن التحدي في الشمال أكبر بكثير. هناك من يقولون إن حزب الله لا يريد الدخول في حرب مع اسرائيل غدا صباحاً. فالتنظيم غارق في الحرب في سوريا، ويضيفون أن داعش ومنظمات جهادية اخرى يشكلون تحدي بالنسبة له في بيته. ولكن حتى وإن كانت طلقة البدء في الشمال ما زالت بعيدة، إلا أنه يجب رؤية الصورة كاملة بكل ما يتعلق ببناء القوة لحزب الله مقابل الصدأ الذي اعتلى قوات جيش الدفاع الاسرائيلي.
ضابط رفيع المستوى في قيادة الاركان، ويعتبر عقلاني، يقول إن اسرائيل يجب أن تصحو، وحسب قوله اذا لم يكن سلاح البر الاسرائيلي قوي بما فيه الكفاية فهو سيواجه مشكلة في الشمال. ما الحل اذا؟ زيادة في الميزانية يجب أن تذهب لتدريب الاحتياط، على الجيش اعطاء اموال لشراء بنى وأدوات متطورة وأن يضع خطة متعددة السنوات للتسلح. وبروح هذه الامور قال أمس وزير الدفاع موشيه يعلون: «محظور أن نصل الى مرحلة حيث ننظر الى الوراء ونقول بأسف إن عدم الاستثمار في الأمن كان أمر غير مسؤول ودفعنا بسببه ثمنا باهظاً».
سيضطر الجيش الى تغيير نظريته بالاعتماد على القصف الجوي والمعلومات فقط واهمال البر، هذه النظرية التي تبين أنها خاطئة في الحرب على غزة. من اجل جسر الهوة على الجيش أن ينقل ميزانيات من سلاح الجو لسلاح البر. جنرالات في هيئة الاركان يقولون إنه بالامكان التنازل عن جزء من الـ19 طائرة اف35 التي لم تصل بعد، ثمن كل طائرة من هذه 140 مليون دولار، والمبالغ التي سيتم توفيرها يمكن أن تعطى للحاجات الفورية. الجيش يستطيع أن يواجه المخاطر بـ 15 طائرة كهذه، ولكن بدون قوات برية، سينتهي الامر بشكل سيء.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ