Haneen
2014-09-16, 11:53 AM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
الاربعاء
06/08 /2014
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال غزة حرة مستقلة بلا احتلال: بقلم يوسف رزقة / الرأي
يدعو الكاتب الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة لتوحيد طلبهم على ان تكون غزة حرة مستقلة خالية من الاحتلال ارضا وبحرا وجوا لا ان يتفاوضوا على معبر ورفع حصار واعادة اعمار لان هذا سيبقي الاحتلال المسيطر على غزة .
مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال عن أسطورة الدعم العربي للفلسطينيين: بقلم خليل العناني / فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان العالم العربي لم يقم بدعم القضية الفلسطينية وجميع الحروب التي خاضتها منذ عام 1948 كانت من اجل تلك الدول ،ويضيف الكاتب ان العدوان الاخير على قطاع غزة كشف حجم التأمر العربي ضد القضية الفلسطينية .
مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال العدوان على غزة.. جرد حساب: بقلم عدنان أبو عامر / فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان اسرائيل فشلت وخسرت في الحرب على غزة نتيجة المقاومة الشرسة وشح المعلومات عن قدرات المقاومة وعدم قدرة الاحتلال على الوصول الى تقديرات دقيقة ولعدم قدرتها على الابداع العسكري بعكس المقاومة التي ابدعت.
مرفق ،،،
</tbody>
غزة حرة مستقلة بلا احتلال
يوسف رزقة / الرأي
يجدر بكم أيها الأخوة الكرام في القاهرة الابتعاد في مرحلة التفاوض الأولى عن التفاصيل، لأن جلّ التفاصيل هي بيد الطرف الصهيوني، ولن يعطي شيئا إلا بمقابل، لذا يجدر بكم إجمال المطالب الفلسطينية في عنوان واحد أولا، وهذا العنوان هو: ( غزة حرة مستقلة خالية من الاحتلال، ومن تدخلاته ومن الارتباط معه). وتذكروا أنه لا سند لكم في هذه المفاوضات إلا الله جلّ في علاه، وأن هناك حلفا باغيا يعمل على إفشال نصر مقاومتكم الباسلة،فاصمدوا، واعلموا أن المقاومة فئة كل مؤمن.
اطلبوا من الوفد المصري والأمريكي الإقرار بحق غزة حرة ذات سيادة أولا، كخطوة أولى لما يجب أنت تكون عليه الضفة أيضا. انتم تستطيعون الآن ومن خلال الوفد الفلسطيني الموحد الحصول على هذا المطلب فورا.
لا علاقة لاسرائيل ببحر غزة ، ولا بأجواء غزة، ولا باقتصاد غزة، ولا ينبغي أن يكون لها علاقة البتة من الآن فصاعد، وإذا أعطيتم الاحتلال تهدئة أو هدنة محددة المدة زمنا، فيجب أن يكون في مقابلها الحرية الكاملة وزوال الاحتلال وقيام السيادة الفلسطينية الكاملة، ومن هنا يستمد العنوان أهميته.
إنه أذا توقف الوفد عند رفع الحصار وفتح المعابر وإعادة الأعمار فإن جل التفاصيل في هذه الملفات هي بيد اسرائيل، وستساومكم على كيس الإسمنت، وسيخ الحديد مساومة قاسية تفقدنا تضحياتنا.
(غزة بلا احتلال لا من الجو، ولا من البحر، ولا من المعابر)، يعني أن غزة تتصل بالعالم الخارجي اتصالا مباشرا، وتتاجر مع العالم بدون وساطة إسرائيلية، ولا حتى عربية، ولا بأس من من قبول إشراف دولي فيما يتعلق بشئون الأمن لفترة محددة، وستجد هذه المطالب تفهما دوليا. إن رأس مطالب سكان غزة والأراضي المحتلة هو رفض بقاء الاحتلال بشكله المفروض علينا بقوة السلاح في البحر والجو والمعابر.
كلمة واحدة تريدها غزة بعد هذه الدماء، وبعد هذا النصر، نريد (غزة حرة ذات سيادة بلا احتلال)، وهذا لا يعني الفصل بين غزة والضفة، بل يعني أن غزة خطوة أولى لما يجب أن يحصل في الضفة أيضا ، ونحن نعلم استراتيجية الاحتلال في فصل غزة عن الضفة، ويجب علينا مقاومتها بقوة، لذا كانت هذه الحرب في أحد أسبابها: هو انتصار غزة لأهلنا في الضفة.
قد يبدو هذا المطلب كبير في ضوء اختلال موازين القوة، والخذلان العربي والدولي، ولكن ما نطلبه يقع في إطار الممكن، وفي إطار القوانين الدولية، وأحسب أن مجمل ما حدث في هذه المعركة قد مهد لهذا، وما قدمته غزة من مهر له كان كبيرا، و قدمه شعب عظيم، يجدر ألا تغرقه السياسة في تفاصيل، يمكن لدولة الاحتلال أن تتنصل منها لاحقا. (غزة حرة بلا احتلال). هذا هو العنوان.
لقد تحدثت الورقة الفلسطينية عن مطالب مشروعة قد تفضي عند الاستجابة الكاملة لها الى زوال الأحتلال، وأنا أريد أن أصحح المعادلة المقلوبة تحت ضغط الحرب، لتكون زوال الاحتلال هو المبدأ والعنوان، ثم نبحث في الإجراءات التي تفضي إلي تحقيقه في وقت محدد.
وبعبارة أخرى لقد حصلت غزة على نصف تحرير من خلال (اعادة الأنتشار ) التي قام بها شارون تحت ضغط الانتفاضة، والآن علينا استكمال التحرير، بتحويل اعادة الانتشار الى (انسحاب حقيقي وكامل). وهو أمر أحسبه في متناول اليد الآن بضغط الحرب هذه، ويجدر أن يكون هو أهم مخرجاتها، لا سيما وأن لفلسطين في القاهرة وفد موحد.
لا ينبغي فتح ممر هنا أو هناك لاسرائيل لتتهرب من هذا الاستحقاق الذي يجمع عليه المجتمع الدولي وأحرار العالم، الذين ملّوا من حروب اسرائيل وعدوانها المتكرر على غزة، ورفضها مطالب السلطة أيضا.
الفرص تأتي مرة واحدة، وكما أبدعت المقاومة في ميدان القتال، وكما أبدع الشعب في الصبر والتضحية واحتضان المقاومة، فإنا نأمل أن يبدع السياسي في استثمار التضحيات، والبناء على ما أنجزته المقاومة. وحذار حذار من دهاليز السياسة ومراوغاتهم، فإنهم اليهود، وعلينا أن نتذكر دائماً أنهم يهود. والله ورسوله أعلم.
عن أسطورة الدعم العربي للفلسطينيين
خليل العناني / فلسطين اون لاين
كشفت الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة كثيراً مما كان مستتراً في العلاقة بين العرب والفلسطينيين، طوال العقود الثلاثة الماضية. وقد فككت هذه الحرب، ولا تزال، أساطير عديدة صنعتها ماكينة الدعاية الإعلامية الرسمية، ورسختها مناهج الدراسة والتعليم في عقول العرب عقوداً. ولعل أهم هذه الأساطير الدعم العربي للفلسطينيين. وهي أسطورة نشأت وترعرعت عليها أجيال عربية منذ خمسينيات القرن الماضي، بيد أنها سقطت الآن رمزياً وعملياً.
فمنذ حرب عام 1948، والتي دخلتها ست دول عربية، هي مصر والأردن والعراق والسعودية وسورية ولبنان، رداً على إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، لم تخض أية دولة عربية حرباً نيابة عن الفلسطينيين، أو رغبةً في تخليصهم من الاحتلال الإسرائيلي. فالحروب الثلاث الكبرى التي وقعت، طوال النصف الثاني من القرن العشرين أعوام 1956 و1967 و1973، كانت حروباً قُطرية، وذات أهداف داخلية ومحلية بامتياز. فحرب 1956، والتي تعرف بالعدوان الثلاثي على مصر الذي شنته فرنسا وبريطانيا و(إسرائيل) كان بسبب إعلان الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، تأميم قناة السويس، وقد خسرت مصر الحرب عسكرياً، لكن عبد الناصر كسب سياسياً، وأصبح بطلاً قومياً، ما ساهم في دعم شعبيته ووزنه داخلياً وخارجياً.
في حين كانت حرب 1967 التي دخلتها مصر والأردن وسورية بمثابة رد فعل على العمليات العسكرية العدوانية الإسرائيلية داخل الأراضي الأردنية (معركة السموع في نوفمبر/تشرين ثاني 1966) والسورية (التوغل الإسرائيلي في الجولان أوائل عام 1967)، ناهيك عن محاولة عبد الناصر تأكيد زعامته العربية، خصوصاً في ظل صراعه مع ملك السعودية، فيصل بن عبد العزيز.
أما حرب أكتوبر/تشرين أول 1973 التي شاركت فيها مصر وسورية، فقد كانت بهدف تحرير أراضيهما (سيناء والجولان) التي تم احتلالها في حرب 1967، وليس بهدف تحرير الأراضي الفلسطينية. وعلى الرغم من أن هذه الحروب موثقة تاريخياً، من حيث الأسباب والملابسات، إلا أن الإعلام الرسمي العربي الذي كان تديره الأجهزة السيادية، كالمخابرات وأجهزة الأمن، عمل على تكريس أسطورة الدعم العربي للفلسطينيين، من أجل أهداف خاصة ببقاء الأنظمة العربية، ولا علاقة لها بالحقوق الفلسطينية.
"منذ حرب عام 1948، والتي دخلتها ست دول عربية، رداً على إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، لم تخض أية دولة عربية حرباً نيابة عن الفلسطينيين، أو رغبةً في تخليصهم من الاحتلال الإسرائيلي
ولعل من أهم جوانب "أسطورة الدعم العربي للفلسطينيين" ما يتعلق بالدور المصري، وحقيقة الدعم الذي قدمته الأنظمة المصرية للقضية الفلسطينية، طوال العقود الأربعة الماضية. وهو دور تحول في الوعي الجمعي المصري إلى نوع من "المنّة" و"التفضُّل" على الفلسطينيين، على نحو ما أشار إليه الرئيس الجديد، عبد الفتاح السيسي، قبل أسبوعين، حين قال في أحد خطاباته إن مصر "قدمت 100 ألف شهيد لفلسطين".
وهي مقولة، فضلاً عن فجاجتها ووقاحتها، فإنها أيضاً كاذبة، ولا تعبر عن الحقيقة، لسببين رئيسيين، أولهما أن كل الحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل كانت، كما أشرنا آنفاً، لأهداف مصرية خالصة، وليست بهدف تحرير فلسطين من أيدي الإسرائيليين.
وثانيهما أن أعداد القتلى في جميع الحروب الأربعة التي خاضتها مصر مع إسرائيل، بدءاً من حرب 1948وحتى حرب 1973، لا يتجاوز، بأي حال، نصف ما ذكره السيسي. فعلى سبيل المثال، شاركت مصر في حرب 1948 بحوالي 10 آلاف جندي من بين نحو 20 ألف جندي عربي، وكان حجم خسائر الطرف العربي كله، وليس المصري فقط، ما بين 8 آلاف إلى 15 ألف جندي. وفي حرب 1956 خسرت مصر حوالى 3 آلاف جندي، وفي حرب 1967 كانت الخسائر البشرية ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف جندي، أما في حرب 1973 فقد كان عدد من استشهدوا حوالى 8 آلاف جندي وضابط.
وقد بدأ فك الارتباط الحقيقي بين الأنظمة العربية والقضية الفلسطينية منذ وقع الرئيس الراحل أنور السادات سلاماً منفرداً مع إسرائيل، أواخر السبعينات، وقدم فيها تنازلاتٍ غير مسبوقة لتل أبيب، فيما يخص القضية الفلسطينية، بتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979. وقد لعب السادات بورقة الفلسطينيين في مفاوضاته مع الإسرائيليين في "كامب ديفيد"، وجاءت معاهدة السلام خالية من أية التزامات إسرائيلية بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي المعاهدة التي رآها بعضهم بمثابة "استسلام" مجاني لإسرائيل، في حين سماها وزير الخارجية المصري، آنذاك، محمد إبراهيم كامل، "مذبحة التنازلات"، وهو ما دفعه لمعارضتها والاستقالة على إثرها.
في حين استغل حسني مبارك، لثلاثين عاماً، القضية الفلسطينية، من أجل دعم بقاء نظامه، وشراء رضى أميركا وإسرائيل التي كانت تعتبره "كنزاً استراتيجياً".
وحقيقة الأمر، أن ما حدث هو العكس، فقد كانت القضية الفلسطينية، ولا تزال، بمثابة إحدى الأدوات الأساسية لبقاء بعض الأنظمة العربية ودعمها. فهي بالنسبة للبعض بمثابة "دجاجة تبيض ذهباً"، وتفتح عليها باب المساعدات الإقليمية والدولية، في حين كانت بالنسبة للبعض الآخر بمثابة ورقة سياسية مهمة، لدعم شرعيتها داخلياً وخارجياً.
الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة لم تسقط فقط أسطورة الدعم العربي لفلسطين، بل كشفت، أيضاً، حجم التواطؤ والتآمر الذي تمارسه أنظمةٌ عربية ضد القضية الفلسطينية والفلسطينيين، والذي يفاخر به، الآن، علناً، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو. وهو أمر، بحد ذاته، ينسف كل الدعاية الرسمية الكاذبة بشأن دعم الفلسطينيين وقضيتهم.
بيد أنه إذا كانت الأنظمة العربية قد وظفت القضية الفلسطينية، من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، فإن الشعوب العربية كانت، ولا تزال، بمثابة الداعم الحقيقي والصادق للفلسطينيين، وهو ما يجعل جذوة الأمل قائمة في إمكانية تحريرهم من ربقة الاحتلال الإسرائيلي.
العدوان على غزة.. جرد حساب
عدنان أبو عامر / فلسطين اون لاين
أعلنت إسرائيل منذ اليوم الأول لعدوانها الجاري على قطاع غزة جملة أهداف له من أهمها: توجيه ضربة قاسية لحركة حماس، ووقف إطلاق الصواريخ، وضرب شبكة الأنفاق، واستعادة الهدوء لسكان الجنوب الإسرائيلي.
لكن مرور قرابة الشهر على هذا العدوان، يحرم إسرائيل من الإعلان عن تحقيق تلك الأهداف المعلنة، رغم نجاحها بتحقيق هدف آخر بقي طي الكتمان، متمثلا بارتكاب مجازر بشرية بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث زاد العدد حتى الآن عن 1800 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين.
شح المعلومات
جاء الإخفاق الإسرائيلي في تحقيق تلك الأهداف مستندا لجملة من الأسباب الذاتية والموضوعية، يمكن تركيزها فيما واجهه الجيش الإسرائيلي من مقاومة عنيدة في غزة، كبحت جماح تقدمه نحو القطاع، وقد خرجت العديد من التسريبات الإسرائيلية، والتأكيدات الفلسطينية على ضراوة المقاومة على مشارف غزة الشرقية.
أخفق الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه لأسباب منها ما واجهه من مقاومة عنيدة في غزة، كبحت جماح تقدمه نحو القطاع، وقد خرجت العديد من التسريبات في إسرائيل، والتأكيدات الفلسطينية على ضراوة المقاومة على مشارف غزة الشرقية
وبعد مرور أيام قليلة على انطلاق العملية البرية الإسرائيلية، شنّت أوساط إسرائيلية نافذة هجوما سافرا على الحكومة، لأنّ العمليّة العسكريّة ضدّ حماس في غزّة لم تُحقق أيّا من أهدافها، التي وضعها المستوى السياسيّ، لأنّ الجيش لم يتمكّن من منع حماس من مواصلة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
كما لم يستطع الجيش حلّ مشكلة الأنفاق، التي باتت تُشكّل خطرا إستراتيجيّا، ولأنّ الصواريخ ما زالت تتساقط على العمق الإسرائيلي، رغم العمليات العسكريّة للجيش، ولم يعد من المعقول أنْ تتمكّن منظمة صغيرة جدا مثل حماس من إلحاق هذه الأضرار بإسرائيل.
جاء ذلك عقب حديث إسرائيل المتواتر عن مستويات تراجع الجيش خلال المواجهات التي اندلعت مع المقاومة على حدود غزة، في ضوء أن الجنود يحاربون في ظروف ميدانيّة معقدة، مما منح حماس ما اعتبره الإسرائيليون إنجازا إستراتيجيا بعد أسرها الجندي، وهو إنجاز ينضم لعدة إنجازات إستراتيجيّة حققتها الحركة، وعلى رأسها إغلاق أجواء إسرائيل أمام الملاحة المدنية عدة أيام، وإجبار ملايين المستوطنين على النزول في الملاجئ.
إخفاق آخر واجه الجيش الإسرائيلي تمثل في نقص المعلومات الاستخباريّة عما يمكن أن يواجهه حال اجتياح بري للقطاع، ولذلك جاءت التحذيرات من مستويات قيادية عليا فيه من مغبة تعمق الجيش أكثر داخل المناطق المكتظة في غزة، نظرا لمخاطر ذلك باحتمال خطف جنود.
كما أن حماس تنتظر الفرصة لاختطاف عدد من الجنود، والتلويح بهم كصورة النصر النهائية في الحرب، في ضوء أنّ حماس لديها تفوق على المستوى الأرضي، وحولت أرض القطاع "مترو أنفاق" يختفي فيها مقاتلوها من مناطق المواجهة، ويخرجون خلف خطوط القوات ليهاجموهم.
الملفت في الاعترافات الإسرائيلية بتهاوي "الجرف الصامد"، وهو اسم العملية العسكرية، أنها جاءت على وقع استمرار مقاتلي حماس بإطلاق النار، والتسلل داخل المستوطنات، يقتلون ويصيبون العشرات من الجنود، ما يعني أنّ الجيش لم يستعد بجديّة للحرب، وأنّ حماس فجرت "الفقاعة" في وجه إسرائيل، وكبدتها خسائر فادحة من القوات العسكريّة والمدنيّة والبنى التحتيّة.
وكل ذلك يعني أنّ المعنى الإستراتيجي لما يحدث هو أن السيادة الإسرائيلية قد انتُهكت، وأن الجيش لا يستطيع إسكات النار التي تُطلق على المستوطنات، مع عدم القدرة على إحراز حسم واضح في معارك التماس، وأنّ قوة إسرائيل الإقليميّة لم تنجح بالتغلب بشكل حاسم على حماس.
ضراوة القتال
كما أن القتال المتواصل في غزة كشف للإسرائيليين مواضع خلل مقلقة في الجيش الإسرائيلي، بالاستعداد للمعركة وشكل إدارتها، لأنّ القيادة العسكرية اعتادت استخدام قوة نار كبيرة لتنفيذ خطط عملياتيّة نموذجية ومتوقعة مسبقا، وهو ما لم ينجح في غزة هذه المرة رغم الكلفة البشرية الباهظة من الضحايا الفلسطينيين، لأن الاستعداد للحرب أمام "عدو" مصمم وقليل الميزانيّة كحماس التي طورت ردودا على التفوق الجوي والاستخبارات المتطورة الإسرائيلية منع الجيش من الحيل والمفاجآت، واستند أساسا لسلاح الجو، في ظل إهماله للقوات البريّة والوحدات الخاصة.
إخفاق آخر واجه الجيش الإسرائيلي تمثل في نقص المعلومات الاستخباريّة عما يمكن أن يواجهه حال اجتياح بري للقطاع، ولذلك جاءت التحذيرات من مستويات قيادية عليا فيه من مغبة تعمق الجيش داخل القطاع
أكثر من ذلك، فقد كشفت الاشتباكات العسكرية مع مقاتلي حماس عن إخفاق استخباري باكتشاف منظومة القيادة والتحكم لديها، والعثور على أمكنة قادتها، فكتائب القسّام ما زالت تواصل التحكم بقواتها، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، والهجوم على القوات المتوغلة على مشارف غزة، وفي ظل غياب المعطيات الاستخبارية اختار الجيش استخدام النيران الكثيفة ضد المناطق المأهولة، وتعريض المدنيين الفلسطينيين للقتل والتشريد.
ولذلك بدأت تطرح في إسرائيل أسئلة خطيرة أمام قادة الجيش تحاول تفسير الإخفاق العسكري أمام حماس في غزة مثل: ماذا علمتم وماذا لم تعلموا، وماذا فعلتم وماذا لم تفعلوا، وهل كان ينبغي الانتظار عشرة أيام حتى بدء العملية البريّة، أم كان يُفضل السبق ودخول غزة، وأي من الاثنين القصف وإطلاق القذائف أجدى لتنفيذ المهمة وأيّهما أضرّ بها، وهل أخطار المستقبل كامنة في الأنفاق أم القذائف الصاروخيّة؟ مما دفع للقول إنه بعد انتهاء الحرب سيضطر مراقب الدولة في إسرائيل لفحص سلوك المجلس الوزاري الأمني المصغر أثناء القتال.
ولعل الشواهد الإسرائيلية على الإخفاق الميداني في غزة، لا تقتصر على اعترافات الجنرالات وشهادات الجنود، بل وصلت ذروتها إلى الحلبة السياسية، والدعوات المتتالية إلى عدم الثقة بما تقوله النخب السياسيّة والعسكريّة والمعلقون بشأن تقدير قوة حماس، لأنهم ضللوا الرأي العام الإسرائيلي من خلال الانطلاق من افتراضات مضللة بشأن الحركة وقدراتها، وحاولوا إقناع الجمهور بأن حماس ضعيفة، وهي بالتالي غير معنية وغير قادرة على فتح مواجهة مع إسرائيل.
لكن المواجهات الضارية في غزة بينت أنها تقديرات غير دقيقة وغير واقعية البتة، واتضح خلال أيام الحرب الجارية حاليا أن أياما كثيرة مرت دون أن تتمكن (إسرائيل) من معالجة التهديدات القادمة من غزة، وأنّ مزاعمها تأتي للتغطية على فشلها الاستخباري، وعدم تمكنها من الحصول على معلومات أمنية تمكنها من المس بمنصات إطلاق الصواريخ، وهيئات القيادة والتحكم التابعة لكتائب القسّام، ولذلك يبدو بشكل واضح أن قائمة الإنجازات التي حققتها حماس تبدو أكبر مما حققته (إسرائيل).
أكثر من ذلك، فإن مسار الحرب في غزة دلّل على أنّ المنطق الذي تتبعه حماس أثبت نجاحه، وفقا لما نقله جنود إسرائيليون نقلوا للعلاج في المشافي الإسرائيلية، لأنّ الساسة والعسكر هذه المرة انطلقوا في تخطيطهم للحرب من نتائج المواجهات السابقة مع حماس، مع غياب عنصر الإبداع في التفكير العسكري كما يعكسه مسار الحرب الدائرة، حين صدمت حماس قيادة الجيش بمفاجآتها العسكرية، ولا يبدو الجنرالات قادرين على تتبع هذه المفاجآت.
لجان التحقيق
وربما أثارت عملية "ناحل عوز" العسكرية، عدة تساؤلات حول أداء القوات الإسرائيلية في الميدان، والقرارات التي اتخذت لنشر القوة الدفاعية في الموقع، واستغلال مقاتلي حماس حفرهم للأنفاق للقيام بتنفيذ مثل هذه العمليات داخل خطوط العدو، حتى تكون رمزا لإنجازاتها في تصديها للعدوان ضد غزة، وإن بث الفيديو عبر وسائل الإعلام جاء لإثبات نصر مؤكد في العملية لحماس، وفشل المنظومة الأمنية العسكرية الإسرائيلية، لأنها فشلت في عملياتها ضد الأنفاق الهجومية، مقابل نجاح حماس أكثر من خمس مرات باقتحام عدة مواقع عن طريق الأنفاق التي تمر تحت السياج الحدودي.
يستعد القادة الكبار في الجيش والساسة المتنفذون في الحكومة للجان تحقيق سيتم تشكيلها لاحقا بعد انتهاء العدوان على غزة، بسبب حالة الاستهتار وتعاظم الإخفاقات في الحرب والمواجهة مع المقاومة على حدود القطاع
ولعل أكثر ما لفت الانتباه في التعليقات الإسرائيلية على ضراوة عمليات القتال في غزة، وتصدي المقاومة للجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل افتقرت في هذه الحرب لقيادة حقيقية قوية وحازمة لها رصيد وقوة دعم داخلية، وتحظى بثقة واسعة في الساحة الدولية، ولذلك فإن الردع الإسرائيلي يتعرض هذه الأيام لضربة تلو الأخرى، وإسرائيل تنجر من حالة سيئة لأسوأ، والعمليّة العسكريّة تتحول بسرعة لحالة من الفضيحة القوميّة.
بل إن العمليّة العسكريّة الجارية لم تنجح حتى بتصفية قيادات فلسطينية بارزة، ما يعني أنها جاء بمثابة مأزق قوي للقيادتين السياسية والعسكرية، لأنّ أهداف العملية لم تتحقق حتى الآن رغم مرور كل هذا الوقت، ولذلك بات القادة الكبار في الجيش والساسة المتنفذون في الحكومة يستعدون للجان تحقيق سيتم تشكيلها لاحقا بعد انتهاء العدوان على غزة، بسبب حالة الاستهتار وتعاظم الإخفاقات في الحرب والمواجهة مع المقاومة على حدود القطاع.
ومن يستمع للقادة الكبار يشعر بأنهم بدؤوا يتحدثون عن لجان التحقيق التي سيتم تشكيلها لاحقا حول قضية الأنفاق، والإنجازات المحدودة التي حققها الجيش في العملية العسكرية منذ بدئها.
ومن المؤكد أن مراجعة سريعة لوقائع القتال في غزة المستمر منذ شهر كامل حتى كتابة هذه السطور، تشير إلى فروق واضحة المعالم بين قدرات الجيش الإسرائيلي في مجال الدفاع والمعلومات الاستخبارية التي اهتزت وضعفت كثيرا، مقابل نضج حماس وقدرتها على تكبيد إسرائيل خسائر كبيرة، وقد باتت أكثر جاهزية في البحث عن أهداف عسكرية لضربها عن طريق عمليات الاقتحام، وإطلاق صواريخ على مركبات عسكرية.
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
الاربعاء
06/08 /2014
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال غزة حرة مستقلة بلا احتلال: بقلم يوسف رزقة / الرأي
يدعو الكاتب الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة لتوحيد طلبهم على ان تكون غزة حرة مستقلة خالية من الاحتلال ارضا وبحرا وجوا لا ان يتفاوضوا على معبر ورفع حصار واعادة اعمار لان هذا سيبقي الاحتلال المسيطر على غزة .
مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال عن أسطورة الدعم العربي للفلسطينيين: بقلم خليل العناني / فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان العالم العربي لم يقم بدعم القضية الفلسطينية وجميع الحروب التي خاضتها منذ عام 1948 كانت من اجل تلك الدول ،ويضيف الكاتب ان العدوان الاخير على قطاع غزة كشف حجم التأمر العربي ضد القضية الفلسطينية .
مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال العدوان على غزة.. جرد حساب: بقلم عدنان أبو عامر / فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان اسرائيل فشلت وخسرت في الحرب على غزة نتيجة المقاومة الشرسة وشح المعلومات عن قدرات المقاومة وعدم قدرة الاحتلال على الوصول الى تقديرات دقيقة ولعدم قدرتها على الابداع العسكري بعكس المقاومة التي ابدعت.
مرفق ،،،
</tbody>
غزة حرة مستقلة بلا احتلال
يوسف رزقة / الرأي
يجدر بكم أيها الأخوة الكرام في القاهرة الابتعاد في مرحلة التفاوض الأولى عن التفاصيل، لأن جلّ التفاصيل هي بيد الطرف الصهيوني، ولن يعطي شيئا إلا بمقابل، لذا يجدر بكم إجمال المطالب الفلسطينية في عنوان واحد أولا، وهذا العنوان هو: ( غزة حرة مستقلة خالية من الاحتلال، ومن تدخلاته ومن الارتباط معه). وتذكروا أنه لا سند لكم في هذه المفاوضات إلا الله جلّ في علاه، وأن هناك حلفا باغيا يعمل على إفشال نصر مقاومتكم الباسلة،فاصمدوا، واعلموا أن المقاومة فئة كل مؤمن.
اطلبوا من الوفد المصري والأمريكي الإقرار بحق غزة حرة ذات سيادة أولا، كخطوة أولى لما يجب أنت تكون عليه الضفة أيضا. انتم تستطيعون الآن ومن خلال الوفد الفلسطيني الموحد الحصول على هذا المطلب فورا.
لا علاقة لاسرائيل ببحر غزة ، ولا بأجواء غزة، ولا باقتصاد غزة، ولا ينبغي أن يكون لها علاقة البتة من الآن فصاعد، وإذا أعطيتم الاحتلال تهدئة أو هدنة محددة المدة زمنا، فيجب أن يكون في مقابلها الحرية الكاملة وزوال الاحتلال وقيام السيادة الفلسطينية الكاملة، ومن هنا يستمد العنوان أهميته.
إنه أذا توقف الوفد عند رفع الحصار وفتح المعابر وإعادة الأعمار فإن جل التفاصيل في هذه الملفات هي بيد اسرائيل، وستساومكم على كيس الإسمنت، وسيخ الحديد مساومة قاسية تفقدنا تضحياتنا.
(غزة بلا احتلال لا من الجو، ولا من البحر، ولا من المعابر)، يعني أن غزة تتصل بالعالم الخارجي اتصالا مباشرا، وتتاجر مع العالم بدون وساطة إسرائيلية، ولا حتى عربية، ولا بأس من من قبول إشراف دولي فيما يتعلق بشئون الأمن لفترة محددة، وستجد هذه المطالب تفهما دوليا. إن رأس مطالب سكان غزة والأراضي المحتلة هو رفض بقاء الاحتلال بشكله المفروض علينا بقوة السلاح في البحر والجو والمعابر.
كلمة واحدة تريدها غزة بعد هذه الدماء، وبعد هذا النصر، نريد (غزة حرة ذات سيادة بلا احتلال)، وهذا لا يعني الفصل بين غزة والضفة، بل يعني أن غزة خطوة أولى لما يجب أن يحصل في الضفة أيضا ، ونحن نعلم استراتيجية الاحتلال في فصل غزة عن الضفة، ويجب علينا مقاومتها بقوة، لذا كانت هذه الحرب في أحد أسبابها: هو انتصار غزة لأهلنا في الضفة.
قد يبدو هذا المطلب كبير في ضوء اختلال موازين القوة، والخذلان العربي والدولي، ولكن ما نطلبه يقع في إطار الممكن، وفي إطار القوانين الدولية، وأحسب أن مجمل ما حدث في هذه المعركة قد مهد لهذا، وما قدمته غزة من مهر له كان كبيرا، و قدمه شعب عظيم، يجدر ألا تغرقه السياسة في تفاصيل، يمكن لدولة الاحتلال أن تتنصل منها لاحقا. (غزة حرة بلا احتلال). هذا هو العنوان.
لقد تحدثت الورقة الفلسطينية عن مطالب مشروعة قد تفضي عند الاستجابة الكاملة لها الى زوال الأحتلال، وأنا أريد أن أصحح المعادلة المقلوبة تحت ضغط الحرب، لتكون زوال الاحتلال هو المبدأ والعنوان، ثم نبحث في الإجراءات التي تفضي إلي تحقيقه في وقت محدد.
وبعبارة أخرى لقد حصلت غزة على نصف تحرير من خلال (اعادة الأنتشار ) التي قام بها شارون تحت ضغط الانتفاضة، والآن علينا استكمال التحرير، بتحويل اعادة الانتشار الى (انسحاب حقيقي وكامل). وهو أمر أحسبه في متناول اليد الآن بضغط الحرب هذه، ويجدر أن يكون هو أهم مخرجاتها، لا سيما وأن لفلسطين في القاهرة وفد موحد.
لا ينبغي فتح ممر هنا أو هناك لاسرائيل لتتهرب من هذا الاستحقاق الذي يجمع عليه المجتمع الدولي وأحرار العالم، الذين ملّوا من حروب اسرائيل وعدوانها المتكرر على غزة، ورفضها مطالب السلطة أيضا.
الفرص تأتي مرة واحدة، وكما أبدعت المقاومة في ميدان القتال، وكما أبدع الشعب في الصبر والتضحية واحتضان المقاومة، فإنا نأمل أن يبدع السياسي في استثمار التضحيات، والبناء على ما أنجزته المقاومة. وحذار حذار من دهاليز السياسة ومراوغاتهم، فإنهم اليهود، وعلينا أن نتذكر دائماً أنهم يهود. والله ورسوله أعلم.
عن أسطورة الدعم العربي للفلسطينيين
خليل العناني / فلسطين اون لاين
كشفت الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة كثيراً مما كان مستتراً في العلاقة بين العرب والفلسطينيين، طوال العقود الثلاثة الماضية. وقد فككت هذه الحرب، ولا تزال، أساطير عديدة صنعتها ماكينة الدعاية الإعلامية الرسمية، ورسختها مناهج الدراسة والتعليم في عقول العرب عقوداً. ولعل أهم هذه الأساطير الدعم العربي للفلسطينيين. وهي أسطورة نشأت وترعرعت عليها أجيال عربية منذ خمسينيات القرن الماضي، بيد أنها سقطت الآن رمزياً وعملياً.
فمنذ حرب عام 1948، والتي دخلتها ست دول عربية، هي مصر والأردن والعراق والسعودية وسورية ولبنان، رداً على إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، لم تخض أية دولة عربية حرباً نيابة عن الفلسطينيين، أو رغبةً في تخليصهم من الاحتلال الإسرائيلي. فالحروب الثلاث الكبرى التي وقعت، طوال النصف الثاني من القرن العشرين أعوام 1956 و1967 و1973، كانت حروباً قُطرية، وذات أهداف داخلية ومحلية بامتياز. فحرب 1956، والتي تعرف بالعدوان الثلاثي على مصر الذي شنته فرنسا وبريطانيا و(إسرائيل) كان بسبب إعلان الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، تأميم قناة السويس، وقد خسرت مصر الحرب عسكرياً، لكن عبد الناصر كسب سياسياً، وأصبح بطلاً قومياً، ما ساهم في دعم شعبيته ووزنه داخلياً وخارجياً.
في حين كانت حرب 1967 التي دخلتها مصر والأردن وسورية بمثابة رد فعل على العمليات العسكرية العدوانية الإسرائيلية داخل الأراضي الأردنية (معركة السموع في نوفمبر/تشرين ثاني 1966) والسورية (التوغل الإسرائيلي في الجولان أوائل عام 1967)، ناهيك عن محاولة عبد الناصر تأكيد زعامته العربية، خصوصاً في ظل صراعه مع ملك السعودية، فيصل بن عبد العزيز.
أما حرب أكتوبر/تشرين أول 1973 التي شاركت فيها مصر وسورية، فقد كانت بهدف تحرير أراضيهما (سيناء والجولان) التي تم احتلالها في حرب 1967، وليس بهدف تحرير الأراضي الفلسطينية. وعلى الرغم من أن هذه الحروب موثقة تاريخياً، من حيث الأسباب والملابسات، إلا أن الإعلام الرسمي العربي الذي كان تديره الأجهزة السيادية، كالمخابرات وأجهزة الأمن، عمل على تكريس أسطورة الدعم العربي للفلسطينيين، من أجل أهداف خاصة ببقاء الأنظمة العربية، ولا علاقة لها بالحقوق الفلسطينية.
"منذ حرب عام 1948، والتي دخلتها ست دول عربية، رداً على إعلان قيام دولة إسرائيل في 14 مايو/أيار 1948، لم تخض أية دولة عربية حرباً نيابة عن الفلسطينيين، أو رغبةً في تخليصهم من الاحتلال الإسرائيلي
ولعل من أهم جوانب "أسطورة الدعم العربي للفلسطينيين" ما يتعلق بالدور المصري، وحقيقة الدعم الذي قدمته الأنظمة المصرية للقضية الفلسطينية، طوال العقود الأربعة الماضية. وهو دور تحول في الوعي الجمعي المصري إلى نوع من "المنّة" و"التفضُّل" على الفلسطينيين، على نحو ما أشار إليه الرئيس الجديد، عبد الفتاح السيسي، قبل أسبوعين، حين قال في أحد خطاباته إن مصر "قدمت 100 ألف شهيد لفلسطين".
وهي مقولة، فضلاً عن فجاجتها ووقاحتها، فإنها أيضاً كاذبة، ولا تعبر عن الحقيقة، لسببين رئيسيين، أولهما أن كل الحروب التي خاضتها مصر مع إسرائيل كانت، كما أشرنا آنفاً، لأهداف مصرية خالصة، وليست بهدف تحرير فلسطين من أيدي الإسرائيليين.
وثانيهما أن أعداد القتلى في جميع الحروب الأربعة التي خاضتها مصر مع إسرائيل، بدءاً من حرب 1948وحتى حرب 1973، لا يتجاوز، بأي حال، نصف ما ذكره السيسي. فعلى سبيل المثال، شاركت مصر في حرب 1948 بحوالي 10 آلاف جندي من بين نحو 20 ألف جندي عربي، وكان حجم خسائر الطرف العربي كله، وليس المصري فقط، ما بين 8 آلاف إلى 15 ألف جندي. وفي حرب 1956 خسرت مصر حوالى 3 آلاف جندي، وفي حرب 1967 كانت الخسائر البشرية ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف جندي، أما في حرب 1973 فقد كان عدد من استشهدوا حوالى 8 آلاف جندي وضابط.
وقد بدأ فك الارتباط الحقيقي بين الأنظمة العربية والقضية الفلسطينية منذ وقع الرئيس الراحل أنور السادات سلاماً منفرداً مع إسرائيل، أواخر السبعينات، وقدم فيها تنازلاتٍ غير مسبوقة لتل أبيب، فيما يخص القضية الفلسطينية، بتوقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979. وقد لعب السادات بورقة الفلسطينيين في مفاوضاته مع الإسرائيليين في "كامب ديفيد"، وجاءت معاهدة السلام خالية من أية التزامات إسرائيلية بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي المعاهدة التي رآها بعضهم بمثابة "استسلام" مجاني لإسرائيل، في حين سماها وزير الخارجية المصري، آنذاك، محمد إبراهيم كامل، "مذبحة التنازلات"، وهو ما دفعه لمعارضتها والاستقالة على إثرها.
في حين استغل حسني مبارك، لثلاثين عاماً، القضية الفلسطينية، من أجل دعم بقاء نظامه، وشراء رضى أميركا وإسرائيل التي كانت تعتبره "كنزاً استراتيجياً".
وحقيقة الأمر، أن ما حدث هو العكس، فقد كانت القضية الفلسطينية، ولا تزال، بمثابة إحدى الأدوات الأساسية لبقاء بعض الأنظمة العربية ودعمها. فهي بالنسبة للبعض بمثابة "دجاجة تبيض ذهباً"، وتفتح عليها باب المساعدات الإقليمية والدولية، في حين كانت بالنسبة للبعض الآخر بمثابة ورقة سياسية مهمة، لدعم شرعيتها داخلياً وخارجياً.
الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة لم تسقط فقط أسطورة الدعم العربي لفلسطين، بل كشفت، أيضاً، حجم التواطؤ والتآمر الذي تمارسه أنظمةٌ عربية ضد القضية الفلسطينية والفلسطينيين، والذي يفاخر به، الآن، علناً، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو. وهو أمر، بحد ذاته، ينسف كل الدعاية الرسمية الكاذبة بشأن دعم الفلسطينيين وقضيتهم.
بيد أنه إذا كانت الأنظمة العربية قد وظفت القضية الفلسطينية، من أجل تحقيق مصالحها الخاصة، فإن الشعوب العربية كانت، ولا تزال، بمثابة الداعم الحقيقي والصادق للفلسطينيين، وهو ما يجعل جذوة الأمل قائمة في إمكانية تحريرهم من ربقة الاحتلال الإسرائيلي.
العدوان على غزة.. جرد حساب
عدنان أبو عامر / فلسطين اون لاين
أعلنت إسرائيل منذ اليوم الأول لعدوانها الجاري على قطاع غزة جملة أهداف له من أهمها: توجيه ضربة قاسية لحركة حماس، ووقف إطلاق الصواريخ، وضرب شبكة الأنفاق، واستعادة الهدوء لسكان الجنوب الإسرائيلي.
لكن مرور قرابة الشهر على هذا العدوان، يحرم إسرائيل من الإعلان عن تحقيق تلك الأهداف المعلنة، رغم نجاحها بتحقيق هدف آخر بقي طي الكتمان، متمثلا بارتكاب مجازر بشرية بحق المدنيين الفلسطينيين، حيث زاد العدد حتى الآن عن 1800 شهيد معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين.
شح المعلومات
جاء الإخفاق الإسرائيلي في تحقيق تلك الأهداف مستندا لجملة من الأسباب الذاتية والموضوعية، يمكن تركيزها فيما واجهه الجيش الإسرائيلي من مقاومة عنيدة في غزة، كبحت جماح تقدمه نحو القطاع، وقد خرجت العديد من التسريبات الإسرائيلية، والتأكيدات الفلسطينية على ضراوة المقاومة على مشارف غزة الشرقية.
أخفق الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه لأسباب منها ما واجهه من مقاومة عنيدة في غزة، كبحت جماح تقدمه نحو القطاع، وقد خرجت العديد من التسريبات في إسرائيل، والتأكيدات الفلسطينية على ضراوة المقاومة على مشارف غزة الشرقية
وبعد مرور أيام قليلة على انطلاق العملية البرية الإسرائيلية، شنّت أوساط إسرائيلية نافذة هجوما سافرا على الحكومة، لأنّ العمليّة العسكريّة ضدّ حماس في غزّة لم تُحقق أيّا من أهدافها، التي وضعها المستوى السياسيّ، لأنّ الجيش لم يتمكّن من منع حماس من مواصلة إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.
كما لم يستطع الجيش حلّ مشكلة الأنفاق، التي باتت تُشكّل خطرا إستراتيجيّا، ولأنّ الصواريخ ما زالت تتساقط على العمق الإسرائيلي، رغم العمليات العسكريّة للجيش، ولم يعد من المعقول أنْ تتمكّن منظمة صغيرة جدا مثل حماس من إلحاق هذه الأضرار بإسرائيل.
جاء ذلك عقب حديث إسرائيل المتواتر عن مستويات تراجع الجيش خلال المواجهات التي اندلعت مع المقاومة على حدود غزة، في ضوء أن الجنود يحاربون في ظروف ميدانيّة معقدة، مما منح حماس ما اعتبره الإسرائيليون إنجازا إستراتيجيا بعد أسرها الجندي، وهو إنجاز ينضم لعدة إنجازات إستراتيجيّة حققتها الحركة، وعلى رأسها إغلاق أجواء إسرائيل أمام الملاحة المدنية عدة أيام، وإجبار ملايين المستوطنين على النزول في الملاجئ.
إخفاق آخر واجه الجيش الإسرائيلي تمثل في نقص المعلومات الاستخباريّة عما يمكن أن يواجهه حال اجتياح بري للقطاع، ولذلك جاءت التحذيرات من مستويات قيادية عليا فيه من مغبة تعمق الجيش أكثر داخل المناطق المكتظة في غزة، نظرا لمخاطر ذلك باحتمال خطف جنود.
كما أن حماس تنتظر الفرصة لاختطاف عدد من الجنود، والتلويح بهم كصورة النصر النهائية في الحرب، في ضوء أنّ حماس لديها تفوق على المستوى الأرضي، وحولت أرض القطاع "مترو أنفاق" يختفي فيها مقاتلوها من مناطق المواجهة، ويخرجون خلف خطوط القوات ليهاجموهم.
الملفت في الاعترافات الإسرائيلية بتهاوي "الجرف الصامد"، وهو اسم العملية العسكرية، أنها جاءت على وقع استمرار مقاتلي حماس بإطلاق النار، والتسلل داخل المستوطنات، يقتلون ويصيبون العشرات من الجنود، ما يعني أنّ الجيش لم يستعد بجديّة للحرب، وأنّ حماس فجرت "الفقاعة" في وجه إسرائيل، وكبدتها خسائر فادحة من القوات العسكريّة والمدنيّة والبنى التحتيّة.
وكل ذلك يعني أنّ المعنى الإستراتيجي لما يحدث هو أن السيادة الإسرائيلية قد انتُهكت، وأن الجيش لا يستطيع إسكات النار التي تُطلق على المستوطنات، مع عدم القدرة على إحراز حسم واضح في معارك التماس، وأنّ قوة إسرائيل الإقليميّة لم تنجح بالتغلب بشكل حاسم على حماس.
ضراوة القتال
كما أن القتال المتواصل في غزة كشف للإسرائيليين مواضع خلل مقلقة في الجيش الإسرائيلي، بالاستعداد للمعركة وشكل إدارتها، لأنّ القيادة العسكرية اعتادت استخدام قوة نار كبيرة لتنفيذ خطط عملياتيّة نموذجية ومتوقعة مسبقا، وهو ما لم ينجح في غزة هذه المرة رغم الكلفة البشرية الباهظة من الضحايا الفلسطينيين، لأن الاستعداد للحرب أمام "عدو" مصمم وقليل الميزانيّة كحماس التي طورت ردودا على التفوق الجوي والاستخبارات المتطورة الإسرائيلية منع الجيش من الحيل والمفاجآت، واستند أساسا لسلاح الجو، في ظل إهماله للقوات البريّة والوحدات الخاصة.
إخفاق آخر واجه الجيش الإسرائيلي تمثل في نقص المعلومات الاستخباريّة عما يمكن أن يواجهه حال اجتياح بري للقطاع، ولذلك جاءت التحذيرات من مستويات قيادية عليا فيه من مغبة تعمق الجيش داخل القطاع
أكثر من ذلك، فقد كشفت الاشتباكات العسكرية مع مقاتلي حماس عن إخفاق استخباري باكتشاف منظومة القيادة والتحكم لديها، والعثور على أمكنة قادتها، فكتائب القسّام ما زالت تواصل التحكم بقواتها، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، والهجوم على القوات المتوغلة على مشارف غزة، وفي ظل غياب المعطيات الاستخبارية اختار الجيش استخدام النيران الكثيفة ضد المناطق المأهولة، وتعريض المدنيين الفلسطينيين للقتل والتشريد.
ولذلك بدأت تطرح في إسرائيل أسئلة خطيرة أمام قادة الجيش تحاول تفسير الإخفاق العسكري أمام حماس في غزة مثل: ماذا علمتم وماذا لم تعلموا، وماذا فعلتم وماذا لم تفعلوا، وهل كان ينبغي الانتظار عشرة أيام حتى بدء العملية البريّة، أم كان يُفضل السبق ودخول غزة، وأي من الاثنين القصف وإطلاق القذائف أجدى لتنفيذ المهمة وأيّهما أضرّ بها، وهل أخطار المستقبل كامنة في الأنفاق أم القذائف الصاروخيّة؟ مما دفع للقول إنه بعد انتهاء الحرب سيضطر مراقب الدولة في إسرائيل لفحص سلوك المجلس الوزاري الأمني المصغر أثناء القتال.
ولعل الشواهد الإسرائيلية على الإخفاق الميداني في غزة، لا تقتصر على اعترافات الجنرالات وشهادات الجنود، بل وصلت ذروتها إلى الحلبة السياسية، والدعوات المتتالية إلى عدم الثقة بما تقوله النخب السياسيّة والعسكريّة والمعلقون بشأن تقدير قوة حماس، لأنهم ضللوا الرأي العام الإسرائيلي من خلال الانطلاق من افتراضات مضللة بشأن الحركة وقدراتها، وحاولوا إقناع الجمهور بأن حماس ضعيفة، وهي بالتالي غير معنية وغير قادرة على فتح مواجهة مع إسرائيل.
لكن المواجهات الضارية في غزة بينت أنها تقديرات غير دقيقة وغير واقعية البتة، واتضح خلال أيام الحرب الجارية حاليا أن أياما كثيرة مرت دون أن تتمكن (إسرائيل) من معالجة التهديدات القادمة من غزة، وأنّ مزاعمها تأتي للتغطية على فشلها الاستخباري، وعدم تمكنها من الحصول على معلومات أمنية تمكنها من المس بمنصات إطلاق الصواريخ، وهيئات القيادة والتحكم التابعة لكتائب القسّام، ولذلك يبدو بشكل واضح أن قائمة الإنجازات التي حققتها حماس تبدو أكبر مما حققته (إسرائيل).
أكثر من ذلك، فإن مسار الحرب في غزة دلّل على أنّ المنطق الذي تتبعه حماس أثبت نجاحه، وفقا لما نقله جنود إسرائيليون نقلوا للعلاج في المشافي الإسرائيلية، لأنّ الساسة والعسكر هذه المرة انطلقوا في تخطيطهم للحرب من نتائج المواجهات السابقة مع حماس، مع غياب عنصر الإبداع في التفكير العسكري كما يعكسه مسار الحرب الدائرة، حين صدمت حماس قيادة الجيش بمفاجآتها العسكرية، ولا يبدو الجنرالات قادرين على تتبع هذه المفاجآت.
لجان التحقيق
وربما أثارت عملية "ناحل عوز" العسكرية، عدة تساؤلات حول أداء القوات الإسرائيلية في الميدان، والقرارات التي اتخذت لنشر القوة الدفاعية في الموقع، واستغلال مقاتلي حماس حفرهم للأنفاق للقيام بتنفيذ مثل هذه العمليات داخل خطوط العدو، حتى تكون رمزا لإنجازاتها في تصديها للعدوان ضد غزة، وإن بث الفيديو عبر وسائل الإعلام جاء لإثبات نصر مؤكد في العملية لحماس، وفشل المنظومة الأمنية العسكرية الإسرائيلية، لأنها فشلت في عملياتها ضد الأنفاق الهجومية، مقابل نجاح حماس أكثر من خمس مرات باقتحام عدة مواقع عن طريق الأنفاق التي تمر تحت السياج الحدودي.
يستعد القادة الكبار في الجيش والساسة المتنفذون في الحكومة للجان تحقيق سيتم تشكيلها لاحقا بعد انتهاء العدوان على غزة، بسبب حالة الاستهتار وتعاظم الإخفاقات في الحرب والمواجهة مع المقاومة على حدود القطاع
ولعل أكثر ما لفت الانتباه في التعليقات الإسرائيلية على ضراوة عمليات القتال في غزة، وتصدي المقاومة للجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل افتقرت في هذه الحرب لقيادة حقيقية قوية وحازمة لها رصيد وقوة دعم داخلية، وتحظى بثقة واسعة في الساحة الدولية، ولذلك فإن الردع الإسرائيلي يتعرض هذه الأيام لضربة تلو الأخرى، وإسرائيل تنجر من حالة سيئة لأسوأ، والعمليّة العسكريّة تتحول بسرعة لحالة من الفضيحة القوميّة.
بل إن العمليّة العسكريّة الجارية لم تنجح حتى بتصفية قيادات فلسطينية بارزة، ما يعني أنها جاء بمثابة مأزق قوي للقيادتين السياسية والعسكرية، لأنّ أهداف العملية لم تتحقق حتى الآن رغم مرور كل هذا الوقت، ولذلك بات القادة الكبار في الجيش والساسة المتنفذون في الحكومة يستعدون للجان تحقيق سيتم تشكيلها لاحقا بعد انتهاء العدوان على غزة، بسبب حالة الاستهتار وتعاظم الإخفاقات في الحرب والمواجهة مع المقاومة على حدود القطاع.
ومن يستمع للقادة الكبار يشعر بأنهم بدؤوا يتحدثون عن لجان التحقيق التي سيتم تشكيلها لاحقا حول قضية الأنفاق، والإنجازات المحدودة التي حققها الجيش في العملية العسكرية منذ بدئها.
ومن المؤكد أن مراجعة سريعة لوقائع القتال في غزة المستمر منذ شهر كامل حتى كتابة هذه السطور، تشير إلى فروق واضحة المعالم بين قدرات الجيش الإسرائيلي في مجال الدفاع والمعلومات الاستخبارية التي اهتزت وضعفت كثيرا، مقابل نضج حماس وقدرتها على تكبيد إسرائيل خسائر كبيرة، وقد باتت أكثر جاهزية في البحث عن أهداف عسكرية لضربها عن طريق عمليات الاقتحام، وإطلاق صواريخ على مركبات عسكرية.