المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 12/08/2014



Haneen
2014-09-16, 11:57 AM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس



</tbody>

<tbody>
الثلاثاء
12/08 /2014



</tbody>

<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>

ملخص مركز الاعلام


<tbody>
مقال وسقط الردع وتآكل: بقلم يوسف رزقة / الرأي
يقول الكاتب ان اسرائيل انهزمت في الحرب لأنها لم تحقق اهدافها الاستراتيجية التي اعلنت عنها من هدم انفاق ومنع اطلاق الصواريخ وبالمقابل المقاومة انتصرت بعملياتها النوعية ومعرفتها لنقطة ضعف الجنود الذين يعشقون الحياة ويخافون المواجهة المباشرة.

مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال (العارُ يبقى والجرحُ يلتئمُ) : بقلم لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
تقول الكاتبة ان المفاوضات سابقا كانت مقترنة بالتنازل والتفريط والخيانة ولكن الان المقاومة جعلت من المفاوض يتحلى بالخلق الفلسطيني والمفاوض الناجح الذي يضع شروطة ويدرك ان المقاومة تؤازره وتحمي ظهره.
مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال ما الدليل على نهاية (إسرائيل): بقلم فايز أبو شمالة / فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان نهاية اسرائيل اصبحت قريبة فقد تحالفت مع العرب ضد المقاومة وفقدت الحليف الرئيس المتمثل بالغرب فقد اعترفت اسرائيل ان العداء لليهود تصاعد في اوروبا بعد الحرب على غزة وان انعزالهم عن الغرب سيكون سبب نهايتهم .
مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال ما يمكن تحقيقه من أهداف المقاومة: بقلم هاني المصري / الراي
يقول الكاتب ان المقاومة انجزت على الارض لكن قد لا تستطيع تحقيق كل مطالبها في هذه الفترة وقد تتحقق مطالبها اذا وقعت على هدنة دائمة.
مرفق ،،،



</tbody>






















وسقط الردع وتآكل
يوسف رزقة / الرأي
لا مبالغة عند من يقول إن اسرائيل بقيادة نيتنياهو خاضت المعركة الأخيرة التي أسمتها ( الجرف الصامد) لتردع المقاومة الفلسطينية وتؤدب قادتها، فارتدعت هي، حيث تلاعبت قوات النخبة في المقاومة بجنود العدو وضباطه وآلياته العسكرية، وجعلتهم أضحوكة في العالم، قبل أن يتمرد الجنود ويرفضون ركوب الآليات المتوجهة الى خط النار مع الشجاعية، وقبل أن يفقد المجتمع الصهيوني ثقته بقادته وبجيشه.
(النصر والردع) لا يحسب في العلوم العسكرية بعدد القتلى، أو بكمية البيوت المهدمة، فقد قتل هتلر من الحلفاء أكثر مما قتلوا منه، وهدم لهم من المنازل والمؤسسات أكثر مما هدموا له، وفي النهاية انتصر الحلفاء وانهزم هتلر، لأن الحلفاء حققوا أهدافهم العسكرية والسياسية، ولم يحقق هتلر أهدافه، واستسلمت ألمانيا للهزيمة.
بعض هذا الذي حدث مع ألمانيا يحدث الآن مع اسرائيل الكيان العدواني. لقد قتلت اسرائيل كثيرا، وهدمت كثيرا، ولكنها فشلت في تحقيق النصر، وفشلت في استعادة الردع.
إنه وبمعايير الأهداف السياسية فثمة (إجماع اسرائيلي ) أن حكومة نيتنياهو فشلت فشلا واضحا وبينا، وأن استراتيجية الردع تآكلت على مشارف التفاح والشجاعية ورفح والوسطى وبيت حانون. وكانت قد تآكلت أيضا مع سقوط أول صاروخ على تل أبيب وحيفا والقدس وهرتسيليا والنقب، وغوش دان، وعسقلان، وسائر غلاف غزة.
( سقط الردع أو تآكل) لا بقوة التفجير وكثرة أعداد القتلى والجرحى، بل سقط بذهاب عامل الخوف والردع من قلب من اتخذ قرار ضرب تل أبيب وغيرها من المدن في فلسطين المحتلة على المستوى السياسي والعسكري.
انتصرت اسرائيل في معاركها مع العرب في عام 1948 وما تلاها من معارك من خلال الخيانة العربية، ومن خلال خوف الجيوش العربية من القتال، لأن اسرائيل متفوقة عليهم بالسلاح وفي التقنية، ولم يدرك هؤلاء القادة أن السلاح والتقنية تحتاج الى (رجل مقاتل ) فيه من الشجاعة والإيمان بالقتال ما يؤهله لاستخدام آلتها استخداما جيدا، ولو أدرك العرب هذاآنفا لأحسنوا القتال، وما فروا من المعركة أمام جبناء يحتمون بالتقنية، ويقاتلون من بُعد حتى لا يموتون.
إن الفارق بين الجيوش العربية، وبين المقاومة الفلسطينية في معركة (العصف المأكول)، مع كل الاحترام للجيوش العربية، أن المقاومة أدركت أن الجندي الإسرائيلي جبان رعديد، يخاف الموت ويفر منه، فرار الفريسة من الأسد، لذا قررت المقاومة مواجهة الجنود والضباط من خلال الالتحام المباشر، والقتال وجها لوجه من نقطة الصفر، وقد نجحت فيما قررته نجاحا غير مسبوق، وأوقعت بجنود النخبة من (جولاني، وجفعاتي، والنحال، والمظليين) من الخسائر ما لم تتوقعه أيضا قيادة الجيش، لذا قررت قيادتهم المرتبكة سحب القوات البرية الى الخلف، والقتال من بُعد، بعد أن رأت الرعب في عيون الضباط والجنود رؤية يقين.
لقد عددت وسائل الإعلام الإسرائيلية قبل غيرها مظاهر تآكل استراتيجية الردع، وفشل المعركة في تحقيق أهدافها، فذكرت أن هذه المعركة هي الأولى لاسرائيل ( بدون أهداف قابلة قابلة للقياس )، وهذا فشل ما بعده فشل. وذكرت تردد قادة الجيش وخوفهم من المعارك البرية بعد خسائر اليوم الأول لهذه المعركة. وذكروا رفض الجنود لأوامر القتال في الشجاعية والتفاح، بعد إصابة قائد جولاني، ومقتل قائد غرفة العمليات، ومقتل ابن قائد المنطقة الجنوبية ترجمان، ومن المعروف أن الجيوش تنهزم عادة عند مقتل قائدها.
وذكرت فشل الجيش في هدم الأنفاق الهجومية، وفشلهم في مواجهة عمليات الاقتحام الخلفية التي تقوم بها المقاومة خلف القوات المتقدمة نحو غزة. وذكروا قتل الجيش لجنوده الأسرى في ثلاث محاولات أسر ناجحة على الأقل، وهو تصرف لا تقبل به عوائل الجنود، لذا تحاول قيادة الجيش إنكار وقوعه، ولكن شهادات الجنود الزملاء عرّت القيادة وفضحتها.
لا توجد دولة في العالم تقتل جنودها الأسرى في الحروب، إلا إسرائيل وهذا عينه هو انتهاء حقيقي لاستراتيجية الردع، وهذا لغم كبير وكبير جدا سينفجر غدا في المجتمع الاسرائيلي، بعد أن يخضع لنقاشات علنية، تستمع فيه العوائل لشهادات الشهود.
هذه بعض مظاهر الردع المتآكل الذي جاء باسرائيل الى الحرب لإعادة بنائه وترميميه، وهو لن يستعاد الى الأبد ، ولن يقبل الترميم. لقد سقطت هيبة اسرائيل وهيبة تفوقها العسكري، لا أمام المقاومة الفلسطينية فحسب، بل وأمام دول العالم وجيوشها، وإن غدا لناظره قريب.

ما يمكن تحقيقه من أهداف المقاومة
هاني المصري / الراي
كتبت في المقال السابق أن المقاومة انتصرت، وذلك قبل أن نعرف القراءة الإسرائيليّة للحرب، وكيف أن حكومة نتنياهو ترى أنها انتصرت، بينما غلب على الرأي العام الإسرائيلي أن نتيجة الحرب هي التعادل، بدليل أن إسرائيل لم تحقق أهدافها، مع رأي قوي داخل الحكومة الإسرائيليّة وخارجها يقول إن المقاومة الفلسطينيّة انتصرت.
في هذا المقال سأحاول أن أوضح مدى الانتصار وكيفيّة استثماره. لقد انتصرت المقاومة في النقاط وليس بالضربة القاضية، وأخذ الانتصار شكل إحباط أهداف العدوان، مع أن المقاومة لم تستطع حتى الآن تحقيق أهدافها، وما لا تحققه في ميدان الحرب يَصعُب تحقيقه على طاولة المفاوضات.
في هذا السياق فقط نستطيع تفسير: لماذا وافقت المقاومة على التهدئة في المرتين الأولى والثانية قبل تحقيق أهدافها كما كانت تطالب؟ وهذا ليس خطأ، لأن المقاومة يجب أن تفحص بالحد الأقصى إمكانيّة تحقيق جميع مطالبها قبل أن توافق على ما يمكن إنجازه من هذه المطالب، لأن القبول بالمعروض و"الممكن" يؤدي إلى خسارة كل شيء وعدم تحقيق أي شيء، لذلك من الضروري استمرار اليقظة والاستعداد لكل الاحتمالات، بما فيها استمرار الحرب، والحرص على عدم إعطاء إسرائيل أي صورة انتصار بعدم تمكينها من وقف الحرب متى وكيف تريد.
يكفي المقاومة أنها صمدت وقاومت مقاومة أسطوريّة وفاجأت الجميع، وكبّدت الاحتلال خسائر فادحة، وأسقطت نظريّة الردع الإسرائيلي، لكن غزة لا يمكن أن تتحمل وحدها عبء تحرير فلسطين أو الأراضي المحتلة العام 1967.
بالرغم من ذلك علينا أن نستعد لاحتمال ألا تحقق المقاومة كل أهدافها قبل التوقيع على هدنة دائمة. فإسرائيل ممثلة برئيس الحكومة ووزير الحرب ورئيس الأركان تدّعي أنها انتصرت في الحرب، ولكي تبرهن على هذا الادعاء تحاول أن تحول دون تمكين المقاومة من تحقيق أهدافها؛ لذلك طرحت إسرائيل مدعومة من أميركا وأوروبا والمجتمع الدولي، وبتأييد ضمني أو صريح من أطراف عربيّة، ضرورة نزع سلاح المقاومة في غزة فورا، أو على المدى البعيد، على أن يتم في المدى القريب، على الأقل، عدم تمكين المقاومة من تعويض خسائرها من الأسلحة وبناء الأنفاق وتجديد قدراتها استعدادا للجولة القادمة الآتية بلا ريب؛ بما أن الاحتلال والاستعمار قائم، وما دامت الحكومة الإسرائيليّة ترفض أي تسوية تحقق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينيّة.
لضمان عدم انتصار المقاومة، تطالب إسرائيل بإقامة نوع من الرقابة الدوليّة على المواد التي ستدخل إلى غزة حتى لا تستخدم في تصنيع السلاح وبناء الأنفاق، وترفض بناء الميناء والمطار وفتح الممر الآمن بين الضفة وغزة، وتدّعي أنها تقبل برفع الحصار أو تخفيفه بشكل جدي إذا عادت السلطة التي يقودها الرئيس أبو مازن إلى حكم قطاع غزة، وبذلك كله تحاول إسرائيل بث الفتنة في صفوف المقاومة وبين الفلسطينيين وبينهم وبين مصر من أجل فرض العزلة العربيّة والإقليميّة والدوليّة على المقاومة، تمهيدا لنزع سلاحها والقضاء عليها، فما تريده إسرائيل هو تعميم نموذج الضفة على غزة، بينما ما يريده الفلسطينيون زجّ جميع الطاقات الفلسطينيّة في الضفة وغزة وفي كل مكان لمواجهة الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنيّة الفلسطينيّة.
في ضوء ما تقدم وغيره مما لا يتسع هذا المقال لعرضه على المقاومة أن تختار بين:
إما أن تواصل موقفها وتصرّ على تحقيق مطالبها كاملة - مع احتمال عدم نجاحها في ذلك - مراهنة على إنجازاتها وقدرتها على الصمود واستمرار المقاومة، وعلى خشية إسرائيل من حرب الاستنزاف، وعدم رغبتها بالعودة إلى الحرب البريّة أو إلى سيناريو احتلال غزة، ومن تحول الهبة الشعبيّة المناصرة لغزة في الضفة إلى انتفاضة، وما يمكن أن يقود إليه ذلك من مواقف تعزز الوحدة الفلسطينيّة، ويمكن أن تؤدي إلى وقف التنسيق الأمني، والانضمام لمحكمة الجنايات الدوليّة، والتركيز على المقاومة والمقاطعة التي تصاعدت بمعدلات كبيرة جدا، وعلى تعاظم حركة التضامن مع القضيّة الفلسطينيّة وضد العدوان والجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وما يمكن أن يؤدي إليه كل ذلك من تداعيات عربيّة وإقليميّة ودوليّة.
وإما أن تقبل المقاومة بما يمكن تحقيقه في هذه المرحلة مع مواصلة الكفاح بأشكال أخرى لتحقيق ما تبقى، وهو لا يجب أن يقل عن تخفيف ملموس للحصار ووضع آليّة جديدة لفتح المعابر، وفتح ممر حر وآمن بين الضفة وغزة، وامتناع إسرائيل عن تنفيذ عمليات مثل الاغتيالات وقصف الأنفاق، وتوسيع مساحة منطقة الصيد، وإطلاق سراح الأسرى بالاستفادة من وجود جثة أحد الجنود وأسر جندي آخر (إذا كان لا يزال على قيد الحياة)، وربط كل ذلك بالكفاح لإنهاء الاحتلال من خلال تحقيق وحدة وطنيّة حقيقيّة تسمح بالشراكة السياسيّة في المشروع الوطني والمنظمة والسلطة مقابل عودة السلطة إلى غزة.
على المقاومة أن تختار وفي الوقت المناسب، وعليها ألا تغامر أو تقلل مما يمكنها تحقيقه، فهي أنجزت ولكنها قد لا تستطيع في هذه الفترة تحقيق كل مطالبها، وشيء أفضل من لا شيء. وهنا نحذر من يريد أن يُكَسِّر مجاديف المقاومة من خلال القول إن عدم موافقتها على المبادرة المصريّة عند طرحها أدّى إلى مضاعفة الخسائر بشكل رهيب، وكان بالإمكان قبولها وتجنيب قطاع غزة النكبة التي حلت به. هذا القول مردود على أصحابه، لأن خطأ المقاومة ليس في رفض المبادرة المصريّة، وإنما في توقيت وكيفيّة رفضها، وربط هذا الرفض بهجوم ضارٍ على مصر وكأنها هي العدو، ما قد يشكل خدمة لمصالح محور عربي إقليمي وضد محور آخر.
كان بمقدور المقاومة أن تنتظر قبل إعلان رفضها لرؤية حقيقة الموقف الإسرائيلي، وهل هو جاد في قبول المبادرة المصريّة قبل الحرب البريّة ومحاولة تحقيق إسرائيل لأهدافها التي عجزت عن تحقيقها عبر الحرب الجويّة كما كانت تأمل وتخطط. وكان يمكن أن يأخذ الرفض الفلسطيني شكل القبول للمبادرة من خلال تعديلها عبر المذكرة التفسيريّة كما حصل بعد ذلك.
لو قبلت المبادرة المصريّة عند تقديمها لكان هذا استسلاما للمقاومة، ولما كنا الآن في الوضع الذي نحن فيه، حيث أدت ملحمة الصمود والمقاومة الأسطوريّة إلى عودة القضيّة إلى مكانتها في الصدارة كقضيّة تحرر وطني، وإلى إعادة الاعتبار للمقاومة والإنسان الفلسطيني، وتحقيق درجات ملموسة من الوحدة الفصائليّة ووحدة الشعب في جميع أماكن تواجده.
هناك رأي آخر يتردد يطالب أصحابه بعدم المطالبة بالمطار والميناء، بحجة أن هذه مطالب للاتفاق النهائي وليس ممكنة في المفاوضات الراهنة لوقف إطلاق النار، أو أن هذا الأمر إذا تحقق سيقيم الدولة في غزة على حساب الضفة، أو رمي غزة في حضن مصر وتعميق فصلها عن الضفة، أو سيقيم إمارة إسلاميّة كجزء من المشروع الإسلامي الذي تجسده جماعة الإخوان المسلمين، أو يعمل على تحقيق الحل الانتقالي طويل الأمد متعدد المراحل الذي طالما دعا إليه شارون، ويهدف إلى قطع الطريق على أي تسوية تتضمن إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينيّة وحل مشكلة اللاجئين على أساس التعويض والعودة.
هناك فرق بين أن يقال إننا لا يمكننا إقامة ميناء ومطار الآن، رغم أنهما حق سبق تحقيقه كأحد استحقاقات اتفاق أوسلو وليس في الاتفاق النهائي، وتحقيقه الآن بالترافق مع الحفاظ على المقاومة وتعميق الوحدة الوطنيّة سيكون خطوة واسعة إلى الأمام نحو تجسيد المشروع الوطني.
لا يجب التسليم بعدم تحقيق إقامة الميناء والمطار من دون السعي لذلك ببذل أقصى الجهود والإمكانيات، وعدم ترديد الخبل السابق الذي أشرنا إليه، فإسرائيل أعادت نشر قواتها في غزة العام 2005 من أجل التخلص من غزة والتفرغ للضفة، وأتت الأحداث لتدل على أن غزة تطارد إسرائيل، بدليل الحروب الثلاث التي حدثت منذ "الانسحاب" الإسرائيلي من غزة. فإسرائيل تريد غزة من دون مقاومة حتى تحقق هدفها بفصلها عن الضفة وقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينيّة على جميع الأراضي المحتلة العام 1967.
الأمر الحاسم الذي له أولويّة هو تحقيق وحدة وطنيّة حقيقيّة تنشأ منها قيادة واحدة تقود كل الشعب الفلسطيني وتمزج بين كل أشكال النضال والعمل السياسي حتى تحقق الأهداف الوطنيّة، وهذا هدف أصبح بعد العدوان الإسرائيلي هدفا قابلا للتحقيق، وهذا من أهم إنجازات هذه الحرب.

(العارُ يبقى والجرحُ يلتئمُ)
لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
شطر البيت هذا من قصيدةٍ للمتنبي بات يظلّل حالة الوعي الفلسطينية بأبعاد المرحلة المقبلة وضروراتها، ويفرض نفسه على عملية التفاوض حول مطالب المقاومة، وهي العملية التي اضطر فيها الفاشلون سابقاً (في مفاوضاتهم الاستسلامية) إلى التخلّق بأخلاق الفلسطيني الناجح أو المفاوض الجديد، وهو يوقّع اشتراطاته بمداد رصاصي، ويسند ظهره إلى مقاومة من لحمه ودمه، تفوّضه كما يفوّضها، وتدعم موقفه كما ينافح عنها ويمهّد مساره السياسي لأجل أن تمشي عليه مطمئنة واثقة.
لماذا تأخرنا حتى هذا الوقت قبل أن ننجح في إزالة ذلك الالتباس حول مفهوم التفاوض، الذي كان حتى أمد قريب مقترناً بالتنازل والتفريط، وأقرب إلى الخيانة منه إلى التكتيك السياسي؟ ولماذا يبدو الفلسطيني الآن حتى وهو يهتف للمقاومة يربت في الوقت ذاته على كتف السياسي الذي يفاوض لتحصيل الحقوق المجمع عليها؟
إن أمثولة هذه الحرب تخطّت نجاحها في تثبيت أركان المقاومة إلى تفضّلها على مفردة (المفاوضات) بأن ردّت إليها بعض الاعتبار، حين أثبتت أن التفاوض ليس شراً مطلقا، بل يُقيّم بناء على ظروفه وأرضيته ومرجعيات القائمين به ومطالبهم ومدى صلابتهم، وكذلك بناءً على العين التي يرون خلالها عدوّهم؛ فبين رؤيته (شريكاً) في السلام، وبين رؤيته عدوّاً غاصباً فرق كبير، يشبه الفرق بين أن يحمل أحدهم مطالب المقاومة مرغما وتحت ضغط مزاج الشارع، وبين من يحملها عن قناعة وأصالة والتزام، محتملاً في سبيلها الأذى والخذلان ومشقة المسير.
لم يكن ينقص الفلسطيني الفهم ولا البطولة، ولا اليقين بأن درب التحرير مرصوف بالدم والرصاص، وبأن الأخير لغة التفاهم الوحيدة مع المحتل. إنما كان ذلك التفرّد الأرعن بالقرار حين فرض على الفلسطيني منطق التسوية السقيم هو أوّل مرتبة من مراتب الانحدار، وكل ما ترتب عليها لاحقاً كان من سيئات المفاوضين الأوائل، الذين شيدوا صرحاً أخطبوطياً للعار، وأسموه عملية مفاوضات أو مسار تسوية، فيما كان في حقيقته وصفة للفتك بقناعاتنا وتشويه واقعنا وتبديل أولوياتنا وتغيير اتجاه بوصلتنا وإغراقنا في تفاصيل جانبية ابتعدت بالقضية عن طريق التحرير مثلما ابتعدت بالفلسطيني عن همّه الأساسي ومشكلته الحقيقية.
ولم يتم التخلّص من استحقاقات صرح العار هذا إلا بتحرر غزة من إرادة ووصاية الاستسلام، وإبصارها موضع النفاذ إلى قلب المعركة، ثم لم تلبث أن قاتلت عدوّها بسلاحها، وكان قادتها داعمين للخيارات الصعبة وإن كانت طويلة، فانسحبت تلك القناعات الثورية على القاعدة الجماهيرية فتحولت - في غالبيتها - إلى بيئة حاضنة للمقاومة لا طاردة لها، فلم تجزعها الجراح، ولم تثنِها الخسائر، وكانت ضخامة التضحيات تحضّها على مزيد من الصمود وتصليب المواقف، وليس التخلّي والتولّي إذا ما أقبلت المعارك.
واليوم تقول غزة بلسانها العسكري والسياسي قولاً واحدا: (العار يبقى والجرحُ يلتئمُ)، وتُكذّب من زعم أو ظن أن لغة البندقية لا تتقاطع مع لغة السياسة، فحين يكون إنهاء العار قراراً أكيداً يتراجع المنطق الرتيب، وتتقدّم الأبجديات الجديدة لتؤسس البنيان، وتهدم جدر الحصار، حتى وإن كان الثمن باهظا، فالمهم هنا أن تتحرر قيم سبيل التحرير من عقال العجز، وأن تُحسن فرض نفسها وتمتين جذورها، حتى لا يعود إلغاؤها ممكنا، وهذا ما تفعله غزة اليوم في معركتها غير المنتهية إلى البوار، بإذن الله.

ما الدليل على نهاية (إسرائيل)
فايز أبو شمالة / فلسطين اون لاين
أحدث العدوان الإسرائيلي على غزة تطوراً في الوعي الجماهيري لسكان قطاع غزة، وربما لسكان الضفة الغربية، حيث أصبح المستحيل بالنسبة لهم ممكناً، وصار الحديث عن زوال إسرائيل في متناول الجميع، وكأن دولة إسرائيل التي تعيش في عز عظمتها العسكرية وقوتها الاقتصادية وسطوتها الإعلامية إحدى خرافات الماضي، وصارت منتهية. فهل كلام الناس في غزة هلوسة حرب بسبب الحصار، وهول الدمار، وكثرة العائلات التي سحقتها الطائرات، حتى ملأت المقابر، وعبأت الثلاجات؟ وهل الناس في غزة يعيشون زمن الخرافة، بعد أن أفقدهم شدة القصف اتزانهم العقلي؟ أم أن لحديث الناس في غزة مستندا تاريخيا ودينيا وسياسيا وعلميا؟ قرأت في كتب اليهود أن حكماءهم السياسيين قد تمعنوا في تجربة الصليبيين على أرض فلسطين، وأدركوا أن الذي قوض دولة الصليبيين، وكان السبب المباشر في هزيمتها على يد صلاح الدين هو انعزالهم عن الغرب، وقطع جسور التواصل معهم، وفي المقابل كان تحالفهم مع بعض الدول في الشرق سبباً مركزياً في تدمير الدولة الصليبية، لذلك أوصى حكماء اليهود أولئك الذين سيقودون الدولة من بعدهم بأن يكونوا حذرين في تحالفهم مع دول الشرق، وأن يكونوا حريصين على تواصلهم مع الغرب، وعلى عدم قطع جذورهم من هناك.
جاءت الحرب على غزة لتؤكد وقوع اليهود في المحظور السياسي الذي حذر منه حكماؤهم، وهذا ما أظهرته التصريحات الإسرائيلية لأكثر من مسئول أشار إلى أن دولتهم قد شكلت حلفاً في المنطقة يضم عدداً من الدول العربية، يلتقي جميعهم على هدف واحد، وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية، حتى أن شمعون بيرس قال: حركة حماس هي المعزولة في المنطقة العربية، أما نحن فقد بتنا من أصحاب البيت، وضمن حلف عربي موحد وقوي. تلك التصريحات الإسرائيلية الرسمية عن الحلف العربي الإسرائيلي لم يتجرأ أي زعيم عربي على إنكارها، أو تكذيبها، أو حتى الخجل منها، حتى صدقنا حقيقتها.
في مقابل الحلف العربي الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية، فقد أحدثت الحرب على غزة قطعاً بين الأوروبيين الذين ثاروا في الشوارع ضد العدوان وبين الإسرائيليين الذي رضعوا خيرات أوروبا لعشرات السنين، وقد تجلى هذا القطع في الاعتراف الإسرائيلي أن العداء لليهود في أوروبا قد زاد بنسبة 100% بعد الحرب على غزة، حتى أن الخارجية الإسرائيلية قد أوصت اليهود في الدول الأوروبية بعدم التحدث باللغة العبرية، مع ضرورة إخفاء ملامحهم التي تشير إلى ديانتهم حين الذهاب إلى الكنس اليهودية.
لقد أشار اليهود في نشراتهم الإخبارية إلى العداء المتنامي ضدهم في أوروبا، حتى أنهم تحدثوا عن الملصق الذي ينتشر في أوروبا، تحت عنوان "كان هتلر على حق"! وقد ذكر الإعلام العبري أن بعض مطاعم بلجيكا، وضعت يافطة كتب عليها، مسموح للكلاب وممنوع على اليهود.
وذكر الإعلام العبري أن الشعب الإيطالي بدأ يقاطع المحلات التجارية التي يمتلكها اليهود، ووصل الأمر أخيراً بالاتحاد الأوروبي ليقاطع الفواكه المستوردة من إسرائيل. فهل وقع اليهود في الخطأ الاستراتيجي حين تحالفوا مع بعض الأنظمة في الدول العربية؟ وهل كانت أحاديث أهل غزة عن تصفية الدولة العبرية لها مستند تاريخي ؟.