المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 17/08/2014



Haneen
2014-09-16, 12:00 PM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس



</tbody>

<tbody>
الاحد
17/08 /2014



</tbody>

<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>


ملخص مركز الاعلام


<tbody>
مقال: نكسة اسرائيلية على الطريقة العربية بقلم شاكر الجوهري عن فلسطين الان
يتحدث الكاتب عن السفوط المؤكد لنتياهو ولكنه يفاضل الان بين الرحيل السريع بالرضوخ لغزة او المعاندة والرحيل البطيء ويضيف انه كلما عجلت إسرائيل بالتسليم بمطالب المقاومة الفلسطينية، كلما قللت من حجم خسائرها السياسية، واستجابتها لشروط المقاومة. مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال : غزة ومستقبل الجيوش العربية بقلم عادل سليمان عن فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان المقاومة أعدت نفسها لخوض الحرب الجديدة وهي الحرب اللاتناسقية، وأدارتها بكفاءة واقتدار، وحرمت العدو من استخدام قدراته العسكرية الضخمة في تحقيق أهدافه، وهي حالة عجز القوة. مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال : لا حرمة لمن لا سلاح عنده بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
يقول الكاتب انه لا حرمة لضعيف او حصانة لاعزل ولا كرامة لمن يسلم بقوة العدو ويخضع له ويقبل وصايته ويؤكد ان القوة في السلاح والاعداد والقيمة في الصمود مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال: مفاوضات التهدئة في القاهرة.. والمصالح الفلسطينية بقلم عمر قاروط عن فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان جولة المفاوضات هذه تعتبر الاهم في تاريخ الصراع ليس كونها توقف العدوان بل ستقرر حقائق ومعطيات جديدة والمهم فيها ايضا التوافق الوطني الفلسطيني بين جميع قوى الشعب كالتمسك بسلاح المقاومة . مرفق ،،،



</tbody>






















نكسة اسرائيلية على الطريقة العربية
بقلم شاكر الجوهري عن فلسطين الان
تبدو إسرائيل مخيرة بين أمرين أحلاهما مر، فيما يتعلق بموقفها النهائي من شروط ومطالب المقاومة الفلسطينية.
أولا: إن هي قبلت بشروط المقاومة، تكون قد:
1. سلمت بالهزيمة العسكرية، وهو ما تكابر رافضة الاعتراف به حتى الآن.
2. يترتب على ذلك تسليمها بالهزيمة السياسية المترتبة على الهزيمة العسكرية.
3. سقوط حكومة بنيامين نتنياهو، والذهاب إلى انتخابات مبكرة من غير المرجح أن يفوز بها نتنياهو وحزبه (الليكود).
نتنياهو في هذه الحالة سيسير على طريق ايهود اولمرت، الذي دفع ثمن هزيمته، وعدم تمكنه من انجاز أهداف عدوان أواخر 2008/أوائل 2009 على قطاع غزة.
يومها خرجت المقاومة الفلسطينية منتصرة، طالما أن جيش العدوان أخفق في تحقيق أهداف العدوان، فيما انتصرت هي لأنها حافظت على وجودها، ولم تمكن العدو من أهدافه.
ثانيا: إن هي رفضت قبول شروط المقاومة، تكون:
1. قررت إطالة أمد الحرب، وهو ما لا تستطيع تحمل كلفه العالية، لجهة الخسائر البشرية، والخسائر المادية. فالرأي العام الإسرائيلي لم يعد يحتمل المزيد من الخسائر البشرية، في حرب حسم أمرها فعلا، ومنذ أيامها الأولى، فيما لم تعد خزينة الدولة العبرية قادرة على تحمل المزيد من الخسائر المادية.
2. سرّعت في سقوط حكومة نتنياهو.
علينا هنا أن ننوه إلى أن سقوط حكومة نتنياهو أصبح أمرا مسلما به.. لكنه من حق الرجل أن يتشبث بالبقاء ما أمكنه.. عل وعسى أن تتغير نهاية حكومته.
وبلغة أكثر تحديدا، فإن على نتنياهو أن يقرر كيفية وتوقيت سقوط حكومته.
إن هو عاند وامتنع عن الاستجابة لمطالب المقاومة، فإنه قد يضمن بقاء حكومته حتى موعد الانتخابات التشريعية المقبلة في كانون ثاني/يناير 2016.
وإن هو سارع إلى التسليم بشروط المقاومة، فإنه يكون قد اختار الإطاحة السريعة بحكومته، عبر تفكك الائتلاف الوزاري الذي تتشكل منه.
وزراء التيارات الأكثر تشددا في هذه الحالة سيغادرونها، وستفقد جراء ذلك قاعدتها في الكنيست وتنهار فورا.
لكن تأجيل موعد الإطاحة بحكومته يمنحه فرصة زمنية لا بأس بها (قرابة العام ونصف العام) قد تطرأ خلالها تغيرات لصالح فوزه مجددا في الإنتخابات المقبلة.
بصراحة على الرجل أن يفاضل بين مزايا الرحيل العاجل، والرحيل الآجل.. لكن الرحيل مؤكد حتى اللحظة.
3. ضاعفت من حجم الثمن الذي عليها أن تدفعه للمقاومة الفلسطينية.. ذلك أن تعاظم الخسائر من شأنه أن يعظم مكاسب الطرف الآخر في الحرب.
وواقع الحال، أنه كلما عجلت إسرائيل بالتسليم بمطالب المقاومة الفلسطينية، كلما قللت من حجم خسائرها السياسية، واستجابتها لشروط المقاومة.
هنا، وفي ضوء استشعار حكومة نتنياهو حجم الهزيمة التي لحقت بجيشها، نلاحظ أنها لم تلجأ إلى أحد التابوهات الإسرائيلية التقليدية: رفض المفاوضات المشروطة..!
كل ما يفعلوه الآن هو محاولة تقليل عدد الشروط المستجابة للمقاومة الفلسطينية.
هم يقبلون الآن بعض الشروط، ويرفضون بعض الشروط..!
إنهم يدركون أنه لا مناص امامهم من دفع ثمن العدوان والهزيمة..!
كيف سيتم الدفع..؟!
حكومة نتنياهو تواجه الآن معضلتين في هذا الجانب:
المعضلة الأولى: صعوبة الإقرار أمام الرأي العام الإسرائيلي بأنها جلبت هزيمة عسكرية لجيش إسرائيل، يفترض أن تترتب عليها هزيمة سياسية..!
المعضلة الثانية: صعوبة الاعتراف أمام الرأي العام الإسرائيلي بهذه الهزيمة، وتبليعه إياها.
لا مناص أمام هذه الحكومة من أن تناور، وتخادع بهدف إطالة الفترة الزمنية التي تسبق مباغتتها للرأي العام الإسرائيلي.. مقرة بوجوب أن تدفع إسرائيل ثمن العدوان والهزيمة.
تريد أن تهيئ الرأي العام أولا لتقبل الهزيمة..
ربما يقولون للإسرائيليين أنهم اصيبو بـ "نكسة".. تخفيفا لوطأة وصف "الهزيمة".
هذا ما فعله النظام العربي حين أسمى أكبر هزائمه "هزيمة حزيران" بـ "نكسة حزيران"..!
لكن هذه النكسة ما زال العرب يدفعون فواتيرها حتى الآن.
وبالتأكيد أن اسرائيل ستدفع هي الأخرى ثمن "نكسة تموز وآب" (يوليو واغسطس).
مهم هنا أن نلاحظ أن المقاومة الفلسطينية تستشعر قوتها.. وعوامل هذه القوة، هي تتجلى في:
أولا: امتلاكها أسلحة قادرة على الرد، وتحقيق توازن الردع.. الصواريخ التي أصبحت تغطي كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1948.
ثانيا: امتلاكها كفاءات عسكرية قادرة على ادارة الحرب بنجاعة.
ثالثا: قدرتها على تصنيع السلاح، بما في ذلك الصواريخ.
وكل ذلك مكنها من الحاق خسائر بشرية ومادية كبيرة بإسرائيل.
في ضوء ذلك يجب أن نتوقف مليا أمام انعكاسات مناحي القوة والإقتدار هذه على أداء القيادتين العسكرية والسياسية للمقاومة الفلسطينية، وكما يلي:
أولا: الإعلان صراحة أنه لا وقف لإطلاق النار قبل الإستجابة الإسرائيلية لكامل الشروط الفلسطينية.
ثانيا: التشدد قبل الموافقة على التهدئة التي تطلبها اسرائيل في كل مرة، وليس الجانب الفلسطيني.
ثالثا: تلويح القيادة السياسية، كما ورد في تصريح هام جدا للدكتور موسى أبو مرزوق، حذر فيه من أن التهدئة المقبلة التي طلبتها إسرائيل ستكون الأخيرة..!!!
أي أن أبو مرزوق يلح على سرعة تسليم نتنياهو بالهزيمة..!!!
تتزامن هذه التصريحات مع استفاقة أكثر من عاصمة عربية من المفاجأة التي حققها انتصار المقاومة، على ضرورة إعلان مؤازرة واضحة لا لبس فيها للشعب الفلسطيني.
أما محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، فإنه يبدو الآن جاهزا لعملية خلط اوراقه بأوراق المقاومة، لأول مرة في تاريخ التناحر بينهما.


مفاوضات التهدئة في القاهرة.. والمصالح الفلسطينية
بقلم عمر قاروط عن فلسطين اون لاين
تدخل اليوم مفاوضات التهدئة "وقف إطلاق النار الدائم" اليوم جولتها الحاسمة دون أن يتضح ما إذا كانت الأخيرة، أو ما قبلها، لكن ينظر لها على أنها الجولة الأهم في تاريخ الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي، ليس كونها ستضع حداً للعدوان الأشرس الذي شنه الاحتلال على قطاع غزة والفلسطينيين عموماً، بل لكونها ستقرر حقائق ومعطيات جديدة هي الأهم والخطر في تاريخ هذا الصراع.
ليست من المؤكد هي الحصار على الرغم من أهميته، بل على صعيد التوافق الوطني الفلسطيني على منظومة إدارة الصراع مع الاحتلال في المرحلة القادمة والتماسك بين جميع قوى وأفراد الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات والتي مثل التمسك بسلاح المقاومة وحمايته أهم أوجهها خلال هذه المفاوضات، إضافة إلى إطلاق ومشاركة جميع مكونات المجتمع الفلسطيني في المعركة الدبلوماسية والقانونية والسياسية التي يخوضها الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة مع الاحتلال الإسرائيلي على كافة الجبهات والمستويات محليا وإقليميا ودوليا.
ومهما تكن نتيجة المفاوضات الجارية فإن الحقائق على الأرض وفي المناخ السياسي تقررت وحسمت بأن غزة انتصرت، لا بل فلسطين انتصرت كما يظهر من المؤشرات التالية:
* تكرس وحدة الفلسطينيين والأراضي الفلسطينية وتلاحم الإطار القيادي للفصائل والسلطة الفلسطينية في إطار مواجهة العدوان الإسرائيلي أثناء وبعد العدوان وهو ما أربك الاحتلال وأفقده صوابه في اللعب على معزوفة الانقسام والخلافات الفلسطينية في إدارته للصراع مع الفلسطينيين.
* تفكيك الصورة التي رسمها الاحتلال لنفسه عن صراعه مع الفلسطينيين التي كانت قائمة على منطق استخدام القوة وفرض السيطرة دون أن يكون لذلك ثمن مكافئ، حيث وضعت المقاومة حدا لهذه القوة، وحطمت قدراتها وشوهت صورتها لحد بدت فيه هذه القوة عاجزة وفاشلة ومنكسرة للوصول لأي من الأهداف، وفرض السيطرة على الفلسطينيين، والنجاة من دفع تكلفة استخدام القوة في مواجهة الفلسطينيين.
* قلبت كل الحقائق والمعطيات التاريخية التي تكرست عن الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين، بحيث لم يعد الفلسطينيين طرفا ضعيفا يسهل قهره وإجباره على الرضوخ لمطالب الاحتلال، وبالتالي أصبح الفلسطينيون طرفا عنيدا وصلبا في المواجهة، بل وقادر على فرض الحقائق والنتائج التي يريدها على المحتل كما يتضح ذلك من خلال فرضه الحرب البرية على الاحتلال والتي طوت الذاكرة والصورة التي كان يحملها جيش الاحتلال عن نفسه بأنه جيش قوي متسلح بأحدث التكنولوجيا التي تجعله يحسم المعركة لصالحه بأسرع وقت ممكن إلى جيش منهار مرتبك متخبط في إدارته للمعركة، وعاجزا عن الصمود في تحمل تكلفتها وتبعاتها وهو ما دعاه للإسراع بطلب وقف إطلاق النار وتجنيد كل علاقاته وتحالفاته الإقليمية والدولية لهذا الغرض.
إزاء هذه المؤشرات فإن تطلعات الشارع الفلسطيني من المفاوضات الجارية للتوصل لتهدئة دائمة ومستقرة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين بوساطة مصرية ودعم دولي كبيرة توازي حجم التضحيات والصمود والانتصارات التي تحققت والتي يمكن إجمالها في الآتي:
1- التخلص من القيود والشروط التي كان يفرضها ويمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين والتي أدت إلى الانقسام وعطلت المصالحة وفرضت الحصار على قطاع غزة على مدى السنوات الثمانية الأخيرة، وهو ما يعني أن المطلوب ليس فقط إنهاء الحصار عن قطاع غزة، وبل سحب الفيتو الإسرائيلي في التدخل في الشئون الفلسطينية الداخلية، وعلاقاتهم مع العالم الخارجي باعتبار هذه حقوق وطنية فلسطينية تتجاوز حدود الاتفاقات والتنسيق القائم بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية. هذا يعني أننا لا نريد أن تنحصر المفاوضات عند حدود فتح المعابر والسماح بدخول البضائع والسلع بل تتجاوز ذلك لإطلاق اليد الفلسطينية في إدارة كل ما يلزم المجتمع الفلسطيني والأراضي والمصالح الفلسطينية العليا بحرية واستقلالية تامة عن تدخلات الاحتلال وقيوده.
2- إجبار الاحتلال على الاعتراف بالحقائق التي تغيرت على الأرض في أعقاب المعركة، سواء بتبديد صورة جيشه، أو ببروز قوة المقاومة الفلسطينية وصلابتها، أو انكشاف الغطاء على الاستخدام المفرط للقوة من قبل الاحتلال، أو بتأكيد الحاجة لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية على قاعدة الحقوق الوطنية الفلسطينية والقانون الدولي، وهو ما يعني أن علاقة متكافئة بشأن في أعقاب الحرب من شأنها أن تحكم وتضبط العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية في المرحلة القادمة لا تقوم على التنسيق المني بل على احترام الحقوق والتطلعات الفلسطينية الوطنية والعادلة.
3- التركيز في المرحلة القادمة في إدارة الصراع مع الاحتلال على متطلب إنهاء الاحتلال، وتحرير المدن الفلسطينية من تدخلات الاحتلال وتدخلاته، وضمان المن المتبادل، واحترام الحقوق الفلسطينية، وعليه فإن حدود التفاوض لا يجب أن تنحصر في حدود قطاع غزة، بل يجب أن تشمل كافة الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، ولذلك فإن شعبنا اطلق يد المقاومة في هذه المرة لمواصلة ضمان تحقيق كافة المطالب والتطلعات الفلسطينية الوطنية حتى لو تطلب ذلك اطالة أمد المعركة لأسابيع أخرى، لكنه لا يرضى أن تذهب هذه التضحيات هباءا مقابل ضمان الهدوء المتبادل والعودة إلى مربع ما قبل المعركة، وهو مطلب من الضروري أن يلتفت له الوفد المفاوض، لأن العودة بكاسب منقوصة سيساوي عند الشارع الفلسطيني هزيمة في المعركة حتى مع هذه الانتصارات العسكرية في الميدان.





















غزة ومستقبل الجيوش العربية
بقلم عادل سليمان عن فلسطين اون لاين
سؤال يطرح نفسه بقوة، بعد إنجازات المقاومة الفلسطينية في تصديها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث دفعت إسرائيل إلى المعركة، بكل آلتها العسكرية فائقة القوة والتطور التكنولوجي، وهي جزء من الثورة في الشؤون العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية. وبالإضافة إلى القوات العاملة، استدعت (إسرائيل) نحو 82 ألف جندي من الاحتياط، ووضعتهم تحت السلاح، جيش تقليدي حديث على درجة عالية من الكفاءة وحسن التدريب، وقادة محترفون، وأهداف محددة وواضحة، وساحة قتال سبق دراستها والتعامل معها أكثر من مرة. بالطبع، لا أقصد مديح العدو الإسرائيلي بأي حال! ولكن فقط توصيف الحالة التي كان عليها، عندما أعلن عن بدء عدوانه على قطاع غزة في الثامن من أغسطس/آب 2014، بعد أن مهد له بعدة ضربات متفرقة، بهدف اختبار موقف المقاومة الفلسطينية، وبتعبير أبسط، جس نبضها، ولكنه لم يتلقَّ رداً، فمضى في تنفيذ خطته بثقة وغرور متناهيين، يدعمه رأي عام داخلي تم تعبئته جيداً، بل والأكثر من ذلك، وللأسف الشديد، كان هناك حشد عربي رسمي يندد بالمقاومة الفلسطينية، بل ويتهمها بالإرهاب وبالنزق.
كل هذه العوامل دفعت بعضهم إلى مطالبة المقاومة بالاستسلام والرضوخ لإملاءات العدو، حتى قبل أن يبدأ عدوانه!
وكان مثيراً أن المقاومة لم ترضخ؟ انطلقت الآلة العسكرية الجبارة للعدو، بكل طاقاتها، تصب حممها من صواريخ وقنابل دقيقة التوجيه، ذات قدرة تدميرية عالية، إلى قنابل عنقودية وقنابل حديثة متعددة الأغراض، للتدمير المباشر وللحرب الكيماوية. وبالمناسبة، كل ما ينتج عنه غازات أو أبخرة أو دخان أيا كان، يندرج تحت أنواع الأسلحة الكيماوية، وجاءت النتائج سريعة، حيث تمكن العدو من قتل البشر، أطفالاً ونساءً ومسنٍين من المدنيين، وحرق الشجر، وتدمير الحجر، وذلك كله من الجو ومن البحر. وقد أعلن العدو أنه سيبدأ عملياته البرية الكاسحة والحاسمة، وسيدفع إلى معركته بوحدات النخبة من أفضل جنوده، تدريباً وإعداداً وكفاءةً، لاجتياح قطاع غزة، وإخضاع، بل تركيع المقاومة، بعد ضرباته الجوية البحرية التي مهدت لعملياته البرية.
ومن جديد، تعالت الأصوات المرتعشة تحذر المقاومة، وتتوعدها بالثبور وعظائم الأمور إن أضاعت فرصتها الأخيرة في الاستسلام. ومرة أخرى، تعاند المقاومة، وترفض الرضوخ، وترفض الركوع. ويبدأ العدو الإسرائيلي في حملته البرية، أيضاً، بكل ما يمتلك من أدوات وقدرات للقتل والتدمير. ومرة أخرى، جاءت النتائج نفسها، قتل البشر وحرق الشجر وتدمير الحجر.
ولكن، لا المقاومة استسلمت وركعت، ولا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فزع وفرّ في البرية، مستنجداً بالبشرية، لتوفير مناطق اللجوء، وإنقاذه من مقاومته، كما تصور بعض ذوي النفوس والإرادات المريضة والمتهافتة. ولكن، جاء المشهد مفاجئاً للجميع. العدو الإسرائيلي يسعى، ويطلب، بل ويتحايل على الراعي الأميركي، ومن يعتقد أنهم أصدقاء له من العرب، لكي يتم إيقاف القتال تحت أي مسمى، هدنة أو تهدئة أو أي تعريف آخر.
أما المقاومة الفلسطينية، ومن دون تفاصيل كثيرة قد تؤثر عليها، فإنها فاجأت العالم، قبل أن تفاجئ العدو بأنها، ولأول مرة، كانت قد أعدت نفسها لخوض الحرب الجديدة التي أصبحت عنوان حروب القرن الحادي والعشرين، وهي الحرب اللاتناسقية، وأدارتها بكفاءة واقتدار.
وهذه الحرب، باختصار، فن حرمان العدو من استخدام قدراته العسكرية الضخمة في تحقيق أهدافه. وهنا يظهر ما نطلق عليه عجز القوة، فمنذ بداية العدوان، ولأن المقاومة لم يكن في مقدورها مواجهة قدرات العدو الجوية والبحرية، والتصدي لها، اتجهت إلى ضرب عمقه الاستراتيجي والحدود، وهز منظومة الأمن والحماية التي يعيش عليها المجتمع الإسرائيلي كله، إلى درجة إجباره على إغلاق مجاله الجوي، وتوقف الحياة شبه التام، ثم جاء الدور على قوات النخبة البرية التي واجهت عمليات القتال الخفيفة والسريعة، ذات الطابع الفدائي، لتسقط الخسائر بين قتلى وجرحى وأسرى، من صفوة العسكريين الذين يطلق العدو عليهم جيش الدفاع.
ومن دون تفاصيل ليس هذا وقتها، قدمت المقاومة الفلسطينية درساً عملياً رائعاً من دروس الحرب اللاتناسقية الحديثة. أما بشأن عنوان المقال عن مستقبل الجيوش العربية التقليدية، خصوصاً في ظل طبيعة التهديدات والعدائيات المحتملة، فلا شك أن العدو الإسرائيلي كان يفضل مواجهة أيٍ من تلك الجيوش، لأن المعيار سيكون مرتبطاً بمدى تطور تلك الجيوش، والتحاقها بالثورة في الشؤون العسكرية التقليدية، وهي، بالقطع، لم تلحق بها.
ويبقى السؤال معلقاً، يحتاج إلى بحث ودراسة حقيقية وجادة، لأنه يتعلق بمصير هذه الأمة مجتمعة، ولمستقبل كل دولة على حدة في الوقت نفسه. ولا نملك سوى تقديم تحية تقدير للمقاومة الفلسطينية، ليس فقط على شجاعتها وبسالتها، ولكن أيضاً على كسرها حاجز التطور والانطلاق نحو مفاهيم وآليات عصر جديد بثقة واقتدار.

























لا حرمة لمن لا سلاح عنده
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
يحاول العدو الصهيوني في محادثاته غير المباشرة مع ممثلي الشعب الفلسطيني في القاهرة، نزع سلاح المقاومة، وتجريدها من قوتها، ويبذل في سبيل ذلك قصارى جهده، ويوظف كل إمكانياته، ويؤجل ويربط ويعلق كل القضايا الأخرى بهذا البند، ويغري ويهدد، ويعد ويتوعد، ويحث الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية لمساعدته في إقرار هذا البند، والضغط على بعض الدول الداعمة لقوى المقاومة الفلسطينية، لتمارس ضغطاً عليها، وتجبرها على القبول بهذا الشرط، وأن تتنازل طوعاً عن سلاحها، وتفكك ما لديها منه، وأن تتوقف عن التصنيع والتهريب والتطوير والتدريب وبناء الأنفاق، وأن تكتفي بما أقرته اتفاقيات أوسلو من أسلحةٍ فرديةٍ محدودة ومعلومة.
وبالمقابل فإن العدو الصهيوني يعد المفاوضين في القاهرة بأن يوافق على بناء المطار وتشغيل الميناء، وفتح قطاع غزة على العالم كله عبر الجو والبر والبحر، لتبدأ عملية الاعمار، وتنهال المساعدات، وتفتح المعابر كلها ليدخل عبرها الاسمنت والحديد وكل ما يلزم الفلسطينيين، فضلاً عن زيادة حصة قطاع غزة من التيار الكهربائي ضمن الشبكة الإسرائيلية، وأنه لن يكون بعد ذلك حصارٌ ولا تجويعٌ ولا عقاب.
كما ستلتزم الحكومة الإسرائيلية بإعادة تأهيل شبكات الكهرباء والمياه والمجاري، وإصلاح المستشفيات والمراكز الصحية، وصيانة أجهزتها، وكل ما تضرر منها أثناء العدوان، كما تلتزم بالسماح بنقل المرضى والمصابين إلى مستشفيات القدس والضفة الغربية، وإلى مختلف المستشفيات الإسرائيلية، كما ستوافق على إجلاء الحالات الخطرة عبر مطار اللد الدولي إلى الدول الراغبة في استقبالهم وعلاجهم، وستوافق على إدخال قوافل الإغاثة والمساعدات الدولية التي ترصد لصالح قطاع غزة، وستقبل بوصول بعضها عبر مطار اللد ومختلف الموانئ الإسرائيلية، ثم تنقلها براً عبر البوابات المختلفة إلى قطاع غزة، حيث تعد بأن ترفع عدد الشاحنات التي تدخل قطاع غزة يومياً إلى أكثر من ألف شاحنة، تحمل مختلف المؤن والمساعدات والسلع التجارية.
كما لن تكون حروبٌ واعتداءاتٌ جديدة، واغتيالات فردية واستهدافاتٌ شخصية، كما سيعترف الكيان الإسرائيلي بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، التي ستكون المسؤولة أمامه عن بنود هذا الاتفاق، وستشرف على إعادة إعمار قطاع غزة، ومراقبة استخدام الحديد والاسمنت في الأعمال المدنية فقط.
هذا كله مقابل أن تقلم المقاومة أظافرها، وأن تنزع سلاحها، وتتعهد بألا تستعد لقتال الكيان الصهيوني مرةً أخرى، وألا تقوم بأي عملياتٍ عسكرية ضده، سواء عبر الحدود، أو من خلال الصواريخ والقذائف، في الوقت الذي تقوم فيه بتخريب الأنفاق التي تجتاز الحدود، على ألا تقوم ببناء غيرها، أو صيانة المدمر منها، ولكن هذا كله إذا التزمت المقاومة الفلسطينية أمام الراعي والضامن والحكومة الفلسطينية بهذا الشرط، ولم تخترقه علناً أو سراً، جزئياً أو كلياً.
يدرك العدو الصهيوني تماماً أنه ما كان ليقبل بما أعلن عنه لولا سلاح المقاومة، وقتالها وصمودها وثباته أمام قوته العسكرية، فالمقاومة عموماً هي التي أجبرته على تقديم كل هذه التنازلات، وأرغمته على الحديث بلغةٍ أخرى، واستخدام مفرداتٍ لينة ومعتدلة، والاستعداد للاعتراف بحقوق سكان قطاع غزة، التي هي في الأساس حقوق فلسطينية مشروعة، لا يجوز نزعها، ولا يقبل شعبٌ بالتخلي عنها، بل يجب مقاتلة كل من يعتدي عليها، أو يحاول مصادرتها وحرمان الشعب منها.
لو لم تصمد المقاومة، وتقاتل بشجاعةٍ وبسالةٍ لافتة، لما قلق العدو الصهيوني وتراجع، إذ أثبتت المقاومة مصداقيتها، وتصدت له، ووضعت حداً لتوغلاته، وأيقظته من سكراته، وأعلمته أن الحرب هذه المرة ليست نزهة، ولا رحلة ترفيهية، ولا هي نشاطاً اعتيادياً لجيشه، يمارسه تمريناً أو تدريباً ثم يعود أدراجه من حيث أتى إلى ثكناته ومعسكراته، ولا يوجد ما يجبر حكومته على القبول والتنازل طالما أن جيشه قادرٌ على سحق المقاومة، وإخماد صوتها، ومنعها من المطالبة بحقوقها، أو الاخلال بأمنه، والإضرار بمصالحه.
علينا أن ندرك جميعاً أنه لولا سلاح المقاومة لما أوقف الكيان الصهيوني عدوانه، ولما قبل بالهدنة إثر الهدنة، ولما سافر وفده إلى القاهرة للتفاوض، ولما عقد مجلس وزرائه المصغر ليل نهار، ولما أبقى على جلساته مفتوحة كل الوقت، ولما أبدى استعداداً لدراسة المقترحات، والنزول عند الرغبات، بل لولا المقاومة ما كان لثور الخارجية الإسرائيلية الهائج ليعلن أنه بات من المناسب اليوم إعادة قراءة المبادرة السعودية، لأنه أدرك وهو المجنون الذي لا يعي ولا يعقل بسهولة، أن كيانه بات في خطر، وأن المقاومة باتت قادرة على نزع ما تريد، وتحقيق ما ترغب، ومنع العدو من تحقيق ما يريد ويرغب.
الضعف يغري الأقوياء على الاعتداء، ويدفع الخصوم إلى البغي والعدوان، فما كان الأقوياء ليحتكموا إلى العقل والمنطق لولا قوة الخصم، وما كان جيشهم ليعود إلى ثكناته، ويتكور فوق سلاحه لولا خوفه وخشيته من قوة الآخر، والضعيف ليس حكيماً بصمته، ولا حليماً بهدوئه، بل هو ذليلٌ خانع، وعاجزٌ مسكين، لا يقوى على رد الظلم، ولا منع الاعتداء، فيقبل من العدو بالصغار، ويستكين إلى جنبه راضياً بحياةٍ مهينةٍ ذليلة، يأكل فيها ويشرب، وينام ويستمتع، وإلى الجدار تحت الظل يعيش.
لا حرمة لضعيف، ولا حصانة لأعزل، ولا نصر لأعرج، ولا مكان تحت الشمس لأقرعٍ أجلح، ولا كرامة لمن يسلم بقوة العدو، ويخضع لإرادته، ويقبل بوصايته، ويعيش حياته عبداً تحت امرته، أو خادماً يؤدي له خدماتٍ بمقابل، أو حارساً يذود عنه ويدافع، أو عيناً تراقب وتتابع، وإنما القوة في السلاح، والعزة في الإعداد، والكرامة في التحدي، والقيمة في الصمود والثبات، فلا تخلي عن السلاح أبداً لأنه الهوية والكرامة والعزة.