تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 03/09/2014



Haneen
2014-09-16, 12:09 PM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس



</tbody>

<tbody>
الاربعاء
03/09 /2014



</tbody>


<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>


ملخص مركز الاعلام


<tbody>
مقال: مَنْ يجيب على أسئلتنا؟!: بقلم : يوسف رزقة / الرأي
تساءل الكاتب عن سبب ( هجوم ) السيد الرئيس على حركة حماس وهل هجومه مكمل لمعركة اسرائيل ضد المقاومة.ويضيف الكاتب ان سبب ( الهجوم ) يعود لاسباب سياسية ودنيوية.
مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال: حول هجوم السلطة على حماس .. والمقاومة طبعا بقلم : ياسر الزعاترة / المركز الفلسطيني للاعلام
يقول الكاتب ان ( هجوم ) السيد الرئيس على حماس سببه شعور السلطة بأنها قد نالت حضورا كبيرا والاتهامات ضد حماس هدفها تشويه المقاومة. ويضيف الكاتب ان الرئيس يسعى للسيطرة على قطاع غزة لكي يواصل تنسيقه الامني وينزع سلاح المقاومة فتحقق اسرائيل ما لم تحققه من خلال الحرب.
مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال: في أسباب فشل العدوان على غزة بقلم : يوسف مكي / فلسطين اون لاين
يقول الكاتب ان الاحتلال فشل في عدوانه على قطاع غزة بسبب قوة وتوحد المقاومة وبين الكاتب ان تاريخ اسرائيل بالمعارك بين انهزامها عسكريا منذ 1973 ولكنها تنجح سياسيا من خلال المفاوضات.
مرفق ،،،



</tbody>

<tbody>
مقال: انقلاب على سلطة بلا سلطة! بقلم :حلمي الأسمر / المركز الفلسطيني للاعلام
يقول الكاتب ان أي تنظيم لايفكر بالانقلاب على السلطة الوطنية لانها تحت الاحتلال وأن أي انقلاب يخطط له هو ضد من يحكم ويرسم وهو الاحتلال.ويبين الكاتب ان احد افراد الخلية التي اعتقلتها اسرائيل قال ان حماس كانت تخطط لملئ الفراغ في حال انهارت السلطة وليس الانقلاب عليها.
مرفق ،،،



</tbody>






















مَنْ يجيب على أسئلتنا؟!
يوسف رزقة / الرأي
كان يمكن لعباس أن يختط لنفسه طريقا وطنيا جديدا بعد انتصار غزة على العدوان، ولكنه أبى وعاد الى قديمه بمهاجمة حماس والمقاومة، وتحريض فتح على بدء معركة هجوم جديدة ضد حماس. المعركة التي قررها عباس بدأت للأسف قبل أن تجف دماء الشهداء، وقبل أن تلتئم جراحات الجرحى، وقبل أن تنسى العوائل الغزية ما أصابها من تدمير وتهجير.
عباس أطلق النار على حماس في اجتماعه مع فتح وغيرها من الفصائل في المقاطعة، في الساعة التالية لوقف إطلاق النار في غزة؟! لماذا تعجّل عباس مهاجمة حماس والمقاومة؟! ولماذا لم يتخذ طريقا آخر يعزز الشراكة والوحدة الوطنية؟! ولماذا لم يتخذ من المقاومة سندا له حتى في برنامجه حول المفاوضات، وقد أتاحت له المقاومة فرصة ذهبية تمكنه من أن يكون الكاسب الرئيس، والجاني الأكثر حظا لثمار المعركة ؟!
يكاد الفلسطيني عامة، والغزي خاصة، أن يجن من تصرفات رئيس السلطة، بعد أن فقد ثقته فيه، وفي حلفائه من قادة العرب، الذين ذبحوا غزة من الوريد إلى الوريد بسكين العدو الإسرائيلي. وما كان بعضهم يرغب بخروج غزة منتصرة، أو أن تخرج المقاومة منها متماسكة.
صبرت غزة على عباس وعلى من تتماهى معه من عرب الكذب والنفاق في أثناء المعركة، عسى أن يعود هو وهم الى ما يرضي الله بعد وقف إطلاق النار، وعسى أن يراجعوا أنفسهم، وأن يوظفوا صمود غزة لصالح القدس والضفة، في المحافل الدولية. لم يحدث شيئا مما ترجوه غزة، لذا يكاد أن يجن سكان غزة من عباس أولا، ثم من حلفائه العرب ثانيا.
لماذا أعرض عباس عن إيجابيات حماس والمقاومة، وولغ فيما يراه سالبا لها دون انتظار أو بحث أو استفسار؟! هل بات عباس جزءا من معركة ممتدة ضد حماس والمقاومة على المستوى الاعلامي والسياسي لا تقبل المعالجة الإصلاحية ، بعد أن توقف القتال وقصف الطائرات؟! هل معركة عباس المتجددة الآن هي تتميم لمعركة اسرائيل العسكرية على غزة ومقاومتها؟!
المشاعر الوطنية الحقيقية، والمشاعر الإنسانية الصادقة ، ترفض هجوم عباس من حيث المبدأ، وترفض مسارعته وعجلته للهجوم على حماس وعلى المقاومة بدون مبرر ولما تجف الدماء، أو تخف الآلام. كل الوطنيين يقولون والدهشة تشكل ملامح وجوههم : أما كان عباس بقادر على الانتظار بضعة أيام ليهاجم من هاجمهم؟! لماذا تعجل؟! هل فقد أعصابه؟! هل فشلت خطته؟! هل طلب منه العرب ذلك؟! هل يريد أن يقدم ورقة حسن سلوك، وتمسك بالقديم الى نيتنياهو؟! عشرات الأسئلة باتت تحير الفلسطيني، بل باتت تقذف به في عالم من الجنون غير المفهوم؟!
لا يوجد رئيس في العالم يهاجم شعبه، أو جزاء من شعبه بهذه الطريق المحشوة افتراء وتشهيرا ، لأن شعبه اختار المقاومة طريقا لصد عدوان الاحتلال على غزة، وطريقا لرفع الحصار، وطريقا يبحث من خلالها على حياة وطنية كريمة بلا احتلال. هل ( باظت) براغي عقل الرجل وصبره ؟! أم هو في قمة العبقرية ، وهو ابن الثمانين؟! وهل المكاسب السياسية من وراء هذا الهجوم لا تقبل التأجيل لشهر مثلا؟!
أعلم أنه ثمة أسباب سياسية، ومصالح دنيوية وراء هذا الهجوم الكاسح والمتعجل ، ويمكنني عدها ومناقشتها وفضحها، ولكني أفضل لحماس والمقاومة الصبر الجميل ، عسى الله أن يأتي بالفرج من عنده، وهو أرحم الراحمين.


حول هجوم السلطة على حماس .. والمقاومة طبعا
ياسر الزعاترة / المركز الفلسطيني للاعلام
حملة ردح مبكرة بدأتها دوائر السلطة وحركة فتح، من الرئيس إلى الحكومة، وحتى اللجنة المركزية لحركة لفتح ضد حركة حماس، والمصيبة التي نتابعها منذ تمكن محمود عباس من الرئاسات الثلاث (المنظمة والسلطة وحركة فتح) هو أنك لم تعد تسمع في فتح صوتا آخر غير الصوت الرسمي (دحلان حالة متفردة)، الأمر الذي لم يكن كذلك أيام عرفات الذي كان متهما بالدكتاتورية والتفرد.
وإذا جئنا نبحث عن تفسير لهذا التطور السريع بعد أيام من إعلان وقف إطلاق النار في غزة، والاحتفالات التي شملت القطاع والضفة الغربية، فهي تتعلق أولا وقبل كل شيء بشعور قادة السلطة بأن حركة حماس قد نالت حضورا كبيرا في أوساط الشعب الفلسطيني لم تنله منذ سنوات بعيدة، والسبب أن كل الأكاذيب التي قيلت بحقها طوال سنوات قد انكشفت تماما، لاسيما تلك التي كانت تتهمها بالحرص على السلطة وترك المقاومة.
بالنسبة للسلطة قبلت الحركة بحكومة التوافق وتنازلت عن السلطة، وبالنسبة للمقاومة ثبت للجميع كيف أنها كانت تحفر في الصخر من أجل تحصيل أسباب القوة، وكانت تصل الليل بالنهار من أجل إعداد نفسها وكوادرها للمواجهة مع العدو، فكانت المعركة البطولية التي أثارت إعجاب الأمة وأحرار العالم أجمع.
من هنا جاء سيل الأكاذيب الجديد لكي يعيد الأمر إلى ما كان عليه، ومن أجل تشويه الحركة، بخاصة في أعين قطاع من كوادر حركة فتح الذين تفتحت أعينهم على الحقيقة، فجاءت اللجنة المركزية للتحدث عبر بيان أشك في أن معظم أعضائها اطلعوا عليه عن استهداف كوادر فتح في قطاع غزة أثناء المعركة، مع أن أحدا لم يتحدث عن ذلك من قبل (محضر اجتماع عباس مع أمير قطر ومشعل الذي تسرَّب، ويبدو أنه صحيح (قصة قد تحتاج وقفة أخرى).
والحال أن الجميع يعلم أن كوادر حركة فتح في قطاع غزة إنما يتبعون عمليا لمحمد دحلان وليس لمحمود عباس، وما يجعلهم يتعاملون مع الأخير كرئيس للحركة إنما هي سياسته المعروفة بقطع رواتب من يتمردون عليه، خلافا لياسر عرفات الذي كان يدفع الرواتب حتى لمن انشقوا عليه، ولم يحدث أن قطع راتبا عن أي كادر مهما كان موقفه.
البعد الآخر في الحملة يتمثل في محاولة تنفيس انتصار المقاومة، وهنا تتبدى الحالة الخاصة للرئيس عباس نفسه، فهو لا ينظر إلى حركة حماس كخصم سياسي (لا نريد أن نقول كعدو) وحسب، بل ينظر إلى المقاومة المسلحة كعدو أو كخصم سياسي وفكري أيضا، ومن الصعب عليه أن ينسب إليها أية فضيلة، وهو لذلك لم يتحدث أبدا عن انتصار، بل ذهب في اتجاه آخر تماما، حيث قال، إنه لو قبلت حماس بالمبادرة المصرية منذ البداية لوفرت الكثير من الضحايا والدمار، متجاهلا أنه في المحطة التالية عاد ورفضها وبدأ ينحاز لشروط المقاومة، ومتجاهلا أيضا الفرق بين المبادرة الأولى والنص الذي وُقع عليه في النهاية، وإن لم يكن مرضيا بسبب انحياز الوسيط، والأهم من ذلك أنه يتجاهل حقيقة ما كان بوسعه أن يفعله من أجل وقف العدوان ممثلا في السماح بانتفاضة عارمة في الضفة تشتبك مع المحتلين وحواجزهم ومستوطنيهم (فعل العكس في واقع الحال).
ثمة جانب آخر للتصريحات إياها، بخاصة قصة «حكومة الظل» في غزة، ذلك أن عباس يريد أن يهيئ الأجواء لسيطرة كاملة على قطاع غزة، ومن ثم ضمه إلى الضفة الغربية في لعبة التفاوض والتنسيق الأمني، وهو ما يريده نتنياهو تماما، والنتيجة أننا إزاء لعبة لمقايضة إعادة الإعمار بسلاح المقاومة عبر القول، إن سلاح الشرعية هو سلاح السلطة، وما عداها مرفوض، تماما كما هي الحال في الضفة، والنتيجة أن ما لم يحققه نتنياهو بصواريخ الطائرات وجنازير الدبابات، يريد عباس أن يحققه من خلال السياسة والابتزاز بإعادة الإعمار (حتى هنا لم يجاملوه فقرر نتنياهو مصادرة 4 آلاف دونم قرب بيت لحم، في أكبر عملية مصادرة للأراضي منذ ثلاثة عقود!!).
من هنا نقول، إن مسؤولية إفشال مخطط تنفيس الانتصار الذي هو انتصار لبرنامج المقاومة وليس للمقاومة فقط، تقع على عاتق حماس والجهاد والشعبية والفصائل الأخرى، وكل شرفاء الشعب الفلسطيني، أما التعويل على أن يغير عباس برنامجه فهو وهمٌ لن يغدو حقيقة ما لم يتصدَّ له (أي لعباس) الكل الفلسطيني، بما في ذلك شرفاء حركة فتح، وليقول له الجميع بلسان واحد: لقد جرَّبت برنامجك عشر سنوات كاملة، وآن لك أن تُغيره، وإذا لم تشأ فلك أن تستريح وتريح، وتترك مسؤولية القيادة لغيرك، وفي الشعب الفلسطيني من يمكن أن يتولوها ويأخذوها بحقها من فتح وسواها.
انقلاب على سلطة بلا سلطة!
حلمي الأسمر / المركز الفلسطيني للاعلام
حينما تسمع أن هناك تنظيما عسكريا يخطط للانقلاب على سلطة ما، ينصرف ذهنك إلى وجود سلطة كاملة في دولة، تستحق أن يُنقلب عليها، أما في حالة السلطة الوطنية الفلسطينية، فالأمر ملغز وغريب، فلا وجود لسلطة سيادية ولا لدولة، وبالتالي يصبح الحديث عن «الانقلاب» ضربا من الكوميديا السوداء، فأي عبقري هذا الذي يخطط للانقلاب على سلطة تقع تحت احتلال، يمسك بكل مفاصل الحياة فيها، ويحدد حركة رجالاتها، وعلى رأسهم رئيس «دولة» فلسطين، أو قل رئيس السلطة، محمود عباس، الذي قال ذات يوم وعلى شاشات العالم، أنه يحتاج لإذن الاحتلال حينما يسافر من رام الله أو يعود إليها، يعني شأنه شأن أي مواطن فلسطيني تحت الاحتلال، يحتاج لـ «تصريح» يخوله الخروج من فلسطين، أو العودة إليها، فكيف تستقيم أنباء الانقلاب المزعوم، مع حقائق كهذه؟
إن أي انقلاب يخطط له أي تنظيم في الضفة الغربية، يجب أن يكون باتجاه من يحكم ويرسم وهو الاحتلال الصهيوني، وليس باتجاه السلطة في رام الله، ومع هذا، وجدنا من يصدق رواية الاحتلال ومخابراته، ومنهم الرئيس محمود عباس نفسه، الذي نقل عنه في الإعلام قوله،
في محضر اللقاء المسرب بينه وبين أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني، والذي عقد قبل نحو أسبوعين في الدوحة إنه يصدق رواية إسرائيل بان حماس أعدت لانقلاب على السلطة في الضفة الغربية، «بالتعاون» مع محمد دحلان، وحسب المحضر، يقول عباس أنه قبل أسبوعين من اللقاء في الدوحة التقى رئيس المخابرات الإسرائيلي يورام كوهين في رام الله وأطلعه على اعتقال 93 من أعضاء حماس «تعتقد!» المخابرات الإسرائيلية أنهم خططوا لانقلاب ضد السلطة في الضفة!
هذا كان رأي عباس، فما رأي المخابرات الإسرائيلية بالفعل، وحسب الوثائق و»الاعترافات» التي استخلصتها من رياض ناصر أحد مسؤولي حماس في الضفة الغربية؟ باختصار شديد، وحسبما نشر كتاب الصحف العبرية ومنهم حاييم لفنسون وعاموس هارئيل في هآرتس، وبعد اطلاعهم على نصوص اعترافات ناصر، نستخلص أن حماس لم تخطط لمثل هذا الانقلاب، وكل ما في الأمر، أنها أعدت نفسها لملء أي فراغ قد ينشأ في الضفة الغربية في حال انهيار السلطة الفلسطينية!
يقول حاييم لفنسون، أن ناصر، مكث 51 يوما في غرفة تحقيق «الشباك» في المسكوبية في القدس. وقد حُقق معه تحقيقا كثيفا دون نوم تقريبا على أيدي عشرات المحققين دون أن أن يلتقي محاميه، وحينما انتهى التحقيق في ذروة العدوان على غزة سارع «الشباك» إلى إعلان أنه أُحبطت بنية تحتية أرادت «أن تنفذ انقلابا على السلطة الفلسطينية وأن تسيطر على منطقة الضفة الغربية»، وينقل عن ناصر قوله، في معرض الحديث عن خطط حماس في الضفة، إن أيام حكم السلطة في الضفة نهايتها قريبة وسينشأ بعد ذلك فراغ حماس معنية بالدخول اليه بغية تولي الحكم، ولذلك يجب عليهم في حماس أن يكونوا مستعدين في عدة صُعد للتمكن من ضبط الحكم، وكانت الرؤيا البعيدة الأمد هي الحلول محل فتح في الضفة واستكمال حكم حماس لأرض فلسطين، وفي هذه القطعة، والحديث للفنسون، كتب المحقق في السجل باسم ناصر أن الحديث عن «نوع ما من الانقلاب يشبه ما حدث قبل ذلك في غزة». لكن بعد ذلك حينما فصل الحديث بتوسع عن مراحل الخطة بين أن الهدف هو انتظار انهيار السلطة ومحاولة العمل آنذاك!
فهل هذا يعد انقلابا؟ أم أنه ليس أكثر من محاولة صهيونية لشق الصف الفلسطيني، وتدمير أي فرصة قد تعطي الحياة لحكومة الوحدة الوطنية؟

في أسباب فشل العدوان على غزة
يوسف مكي / فلسطين اون لاين
بعد مواجهة ملحمية، بين المقاومة الفلسطينية وشعب غزة من جهة وقوات الاحتلال "الإسرائيلي"، التي شنت حرب إبادة وحشية، استمرت لواحد وخمسين يوماً، بالكمال والتمام، وارتقاء أكثر من ألفين ومائتي شهيد، واثني عشر ألفاً من الجرحى، توقف العدوان، دون تمكنه من تحقيق أي من أهدافه المعلنة، وغير المعلنة . فلا هو نجح في تجريد المقاومة من سلاحها، ولا هو تمكن من تحقيق اختراقات في هجومه البري، والأكثر من ذلك أنه فشل في تخريب الوحدة الوطنية، وعزل قطاع غزة عن محيطه الفلسطيني بالضفة الغربية ومدينة القدس، ولا حتى في الأراضي المحتلة، التي أقام عليها كيانه الغاصب، منذ عام 1948 .
لماذا فشل العدوان على غزة؟ سؤال نتناوله بالقراءة والتحليل، والهدف ليس أخذ العبرة من الصمود العظيم لأهلنا في القطاع المحاصر، التي أسقط فوق رؤوسه قرابة عشرين ألف طن من المتفجرات، وهدم أكثر من 2000 وحدة سكنية، وتعرض أكثر من ربع سكانه للتشرد والتهجير . فما يهمنا في هذه القراءة، هي علاقة ما جرى بالمستقبل، وبطبيعة الاستراتيجية المطلوبة لتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، في مرحلة ما بعد صمود وانتصار غزة .
وابتداء، يجدر التذكير بأن أسطورة الجيش الذي لا يقهر، لم تكن يوماً كذلك، بل هي فرية من صنع العدو . وقد تسللت للأسف الشديد إلى أدبياتنا، في لحظات من اليأس وفقدان الرؤية والإرادة . فقد واجه العدو الصهيوني، ولا يزال هزائم متكررة في مواجهات ملحمية، بدأت مباشرة، بعد شهور قليلة، من نكسة الخامس من يونيو/ حزيران 1967 فيما أصبح معروفاً بحرب الاستنزاف، التي بدأت بإغراق المدمرة "الإسرائيلية" إيلات، على يد قوات البحرية المصرية .
وكانت معركة العبور العظيم في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول ،1973 حيث تمكنت القوات المصرية، وبسرعة فاقت كل التصورات، من عبور ممر مائي صعب، وحطمت خط بارليف، الذي فاخر الصهاينة بمتانته، واعتباره إحدى معجزات العسكرية "الإسرائيلية" .
لم يحقق الصهاينة أي نصر عسكري حاسم على الأمة العربية، في كل الاعتداءات والحروب التي شنت على الأمة العربية، بما في ذلك اجتياح بيروت عام 1982، حيث قاتل الفلسطينيون ببسالة لما يزيد على الثمانين يوماً، وغادروا بيروت، حاملين بنادقهم عالياً، ولم يستسلموا أو يرفعوا الراية البيضاء . وظروف قبولهم بمغادرة بيروت معروفة، لكل متابع لمسار تلك الحقبة، من النضال الوطني الفلسطيني .
وفشلت رئاسة أركان إسحق رابين، مرة أخرى، في كسر إرادة انتفاضة أطفال الحجارة، في قطاع غزة والضفة الغربية ومدينة القدس، في نهاية الثمانينيات . ومن قبل أجبرت على الانسحاب من بيروت جارة أذيال الخيبة، ولتنسحب نهائياً، وبطريقة مذلة، ومن دون قيد أو شرط، من جنوب لبنان عام 2000 بعد منازلة أسطورية من قبل المقاومة اللبنانية . ولم يكن صمود المقاومة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى وصمود اللبنانيين عام 2006 في مواجهة العدوان "الإسرائيلي"، إلا استمراراً لمواجهات عربية سابقة .
لكن صمود غزة وبسالتها، هو شيء آخر . فهذا الشريط الضيق، الذي لا تتجاوز مساحته 360 كم مربع، بطول 41 كم فقط، وعرض يتراوح بين 5 و12 كم، محاصر شرقاً وشمالاً من الكيان الغاصب، وغرباً بالبحر الأبيض المتوسط، والذي يتعرض لحصار جائر من قبل العدو الصهيوني، منذ ثماني سنوات، تمكن بصموده وبسالة مقاتليه من وضع آخر مسمار، في نظرية الأمن "الإسرائيلي"، بالجملة والتفصيل .
لقد قاتل الفلسطينيون، بخلاف قتال مقاومة لبنان، وهم محاصرون من كل جهة . فلا بيئة مجاورة مساندة، ولا عمق استراتيجي، ولا حليف يقدم الإسناد اللوجستي، ولا دعم بالسلاح أثناء احتدام معركة المواجهة مع العدو الصهيوني . لكنهم أكدوا بما قدموه من مثل، أن عنف المحتل، لا يمكن أن يواجه بنظيره . لقد أكدوا في مواجهتهم للعدو، أن المعارك العادلة، لا يمكن أن تكون فاعلة، متى تخلت عن قيمها الوطنية والقومية، والبعد الأخلاقي .
فكانت النتائج مئات الشهداء من الأطفال، والمدنيين العزل، والشيوخ والعجزة والنساء في صفوف الفلسطينيين . وعلى الجانب الآخر، كانت الخسائر طفيفة ، في صفوف العدو، رغم ما أحدثته المواجهة معه من حالة ذعر وخوف وهلع في صفوفه . وكان جل قتلاه من العسكريين، بينما كانت الخسائر الأكبر، في قطاع غزة المحتل، من المدنيين . وبالمثل استهدف المقاومون الفلسطينيون المواقع العسكرية "الإسرائيلية"، بينما استهدف الصهاينة، منازل المدنيين، وأبراج السكن، ومحطات الكهرباء والمياه، ومواقع الصرف الصحي . فكانت المعركة من الجانب الفلسطيني، رغم أنها معركة وجود، معركة أخلاقية، بكل ما تحمل الكلمة من معنى .
وبالمثل، بدأ "الإسرائيليون" العدوان، في جبهة موحدة صلبة وانتهوا متفرقين، في حين رد الفلسطينيون على العدوان، وهم قوى متعددة، ومختلفة في رؤيتها ونهجها، ولكنها انصهرت، أمام عنف المحتل، في جبهة واحدة، وفشلت كل مراهنات العدو على تمزيقها .
الخلل الحقيقي في معادلة صراعنا مع العدو الصهيوني، هو أننا دائماً نثبت جسارة وشجاعة نادرة في المواجهة العسكرية، ونفشل المخططات الصهيونية، لكن العدو يكسب دائماً في ميادين السياسة . ويعود ذلك إلى أن الأزمات وعنف المحتل توحدنا، ولكن الخيارات السياسية تفرقنا، وتودي بنا إلى الفشل الذريع .
القضية الفلسطينية الآن، على أبواب منعطف تاريخي . فالمفاوضات مع العدو سوف تعاود مسارها قريباً . والخشية، هي أن يتمكن العدو من إنجاز ما عجز عن تحقيقه في الميدان، من خلال بوابات صراعاتنا واختلافنا . وليس من سبيل لإفشال مخططات العدوان، سوى استحضار دروس معركة غزة، فبوحدة خنادق المقاومة صنعنا النصر، وبوحدة هذه الخنادق في ميدان السياسة نتمكن من إفشال كل مخططات العدو، ونحقق نصراً مؤزراً آخر، فهل تكون مقاومة غزة وبسالتها درساً بليغاً لما تعنيه كلمة الوحدة والانتصار لمرحلة ما بعد غزة؟.