المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 10/08/2014



Haneen
2014-09-17, 08:47 AM
<tbody>
اقــلام وأراء محلي الاحد 10/8/2014



</tbody>

في هذا الملـــــف:

&#253; السياسة الاميركية هي المشكلة
بقلم: حديث القدس – القدس
&#253; وإلى أي مصير حتميّ سنؤول؟
بقلم: فرنسيس حلاق – القدس
&#253; إعترافات كلينتون ... وحصار قطاع غزة
بقلم: محمد خضر قرش – القدس
&#253; جيش الاحتلال: اللجوء إلى المعجزات التوراتية !!
بقلم: هاني حبيب – الايام
&#253; عوامل مستجدة
بقلم: حمادة فراعنة – الايام
&#253; مقاطعة البضائع الإسرائيلية: هبّة مؤقتة أو نمط حياة
بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
&#253; حياتنا - نسيتم "ماما" أوسلو
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
&#253; علامات على الطريق - من دمائنا نتعلم
بقلم: يحيى رباح – الحياة
&#253; نبض الحياة - ممارسات مدانة زمن الحرب
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
&#253; نظرة أعمق ... قراءة في لحظات وقف إطلاق النار
بقلم: حسام ابو النصر – معا











السياسة الاميركية هي المشكلة
بقلم: حديث القدس – القدس
يعرف الجميع مدى تأثير اللوبي الصهيوني والقوى الاخرى المؤيدة لاسرائيل، على مجمل سياسات الادارة الاميركية في المراحل المختلفة ومدى الانحياز الاميركي الاعمى للمواقف الاسرائيلية نتيجة ذلك. لكن هذا الانحياز يظهر بشكل اوضح في الازمات وعند اشتداد اية مواجهة بين اسرائيل وغيرها من الدول. وقد دفعنا نحن الفلسطينيين وما نزال، الثمن الباهظ لهذا الانحياز، كما نرى في هذه الايام من العدوان الاسرائيلي على القطاع وهذا الدمار ونهر الدماء الغزيرة من الاطفال والمدنيين بسبب هذا العدوان.
ولم تكتف واشنطن بتقديم الاموال الى اسرائيل لتدعيم القبة الحديدية ولا بفتح مخازن اسلحتها لاستخدام الجيش الاسرائيلي، ولكنها تتبنى كليا المواقف السياسية الاسرائيلية وتدعم العدوان الى درجة تثير السخرية احيانا كما حدث يوم اعلنت اسرائيل عن اسر احد ضباطها وسارع الرئيس اوباما فورا ودون تأن او تردد الى مطالبة حماس بالافراج عنه فورا ودون شروط تماما كما طالبت اسرائيل. بل ان وزير خارجية اسرائيل المغرق في التطرف والمواقف السياسية المعادية لكل ما هو حل سياسي، قدم الشكر الى وزير خارجية الولايات المتحدة جراء ما اسماه ليبرمان بالدعم غير المتحفظ لاسرائيل والذي حال وما يزال، دون اتخاذ قرار ملزم ضد اسرائيل وعدوانها، في مجلس الامن.
وحين اقترحت الولايات المتحدة استئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الوطنية لفترة محددة، وافقت السلطة ودرنا في حلقة مفرغة من المراوغة الاسرائيلية ورفض التجاوب مع متطلبات السلام وتعطلت المفاوضات مرة اخرى، ولم يفعل من يسمي نفسه بالوسيط الاميركي شيئا ضد اسرائيل. واكثر من ذلك فان رئيس الوزراء رامي الحمد الله يؤكد ان واشنطن لم تدفع فلسا واحدا من نحو 400 مليون دولار التزمت بها لدعم السلطة وميزانيتها، وهي التي تغرق الاموال على اسرائيل.
اليوم تقف واشنطن وحلفاؤها في بريطانيا والمانيا موقف اسرائيل تماما وتطالب فقط بوقف اطلاق النار في غزة دون اية دعوة او مطالبة برفع الحصار المفروض على اكثر من مليون و800 الف فلسطيني.
على الصعيد الاقليمي، تسارع واشنطن الى قصف مواقع لحركة "داعش" في العراق للدفاع كما تقول، عن منطقة كردستان العراق، اما تدمير سوريا وتهجير المسيحيين والشيعة واليزيدين وغيرهم من الاقليات الدينية او العرقية فلم يكن يعنيها في شيء، كما ان تمزيق ليبيا والعراق لا يعنيها اليوم، وكانت هي التي بادرت الى شن الحرب المدمرة على هذين البلدين العربيين مما ادى الى وصولهما الى الى ما هما عليه من تدمير وتقسيم، كما ان واشنطن لا تنفي ما قالته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، من ان الادارة الاميركية هي التي بادرت الى تكوين "داعش" هذه التي تدعي محاربتها اليوم.
من الواضح ان السياسة الاميركية قصيرة النظر هي اساس معظم مشاكل الشرق الاوسط، وهذا قد بدأ يؤدي الى تراجع دورها وتنامي الدور الروسي، كما ان هذه السياسات ستنقلب ضد المصالح الاميركية في المنطقة طال الزمان او قصر.
وإلى أي مصير حتميّ سنؤول؟
بقلم: فرنسيس حلاق – القدس
ما ان اكتشف السومريون العجلة، وادركوا خصائصها، وعرفوا فاعلية دورانها، ولمسوا دورها في النقل العاجل، وسرعة الانتقال، وتبينوا سهولة الوصول بها، وسرعة الانتقال عليها للوصول والاتصال، حتى ان سخرها الانسان، واينما كان وجوده، واسطة لتنقله ونقله. لانها تتحمل الثقيل من الاعباء، وتقاوم الشديد من الجهود. بجرها محوريا، بواسطة واحد او اكثر مما دجّن من الحيوانات. مثل الحمار او الحصان، الجمل او الثور او الفيل، وغيرها. وباختراع جيمس واط المحرك البخاري. الذي يحول الطاقة الحرارية، الى طاقة حركة ميكانيكية. قلص الانسان استعمال الحيوانات، لادارة العجلة. لزوم تنقلاته ونقله، وادارة السواقي وتحريك الطواحين بجعل المحرك البخاري، بديلا عنها. لسرعته الاكبر وكفاءته الاجدر والانجع. وهكذا طور الانسان بالعجلة والالة البخارية، واسطة انتقاله ونقله، فصمم الدراجات والدراجات البخارية، السيارات والقاطرات، القوارب البخارية والسفن، الطائرات والصواريخ عابرة الفضاء. وباكتشاف جيمس ماكسويل، للموجات الكهرومغناطيسية، والوقوف على ما لها من دور افضل في ميدان التواصل. وكفاءات مميزة لا تقارن على الاطلاق، خصوصا في مجال الاتصال، بجانب العديد من المجالات الاخرى والاصعدة الاكثر. من كشف لطلاسم العلم والعلوم. واكتشاف العلل والامراض، وتبين حقيقتها لمواجهتها، بالدواء لزوم العلاج للشفاء. تحول الانسان من طرقه البدائية للوصل والاتصال، التي كانت بالنداء والزعق. بالصراخ والزعيق، بقرع الطبول، ونقر الدفوف، بنفخ البوق، وضرب النواقيس، برفع الاعلام وتحريك الرايات، باشعال النار، وبالايحاء بالدخان، الى الوسائل المتطورة، والاجهزة العصرية الحديثة والمحدثة، التي يجلس على عرشها التلغراف والراديو، الهاتف والتلفاز.
هكذا، وبدافع وعي الانسان لوجوده، وارادته لتحسين كيانه، وعزمه على نموه، واصراره على حضوره ورقيه، بعامل تسخيره للمادة الصماء، التي صهرها بطاقة اتون العلم والمعرفة، وفعلها بابعاد الحكمة والدراية والذكاء وقد ادرك ماهيتها، ووقف على حقيقة كيانها، ومعرفة كنهها من حيث الخواص والامكانية، وبدافع طفرة اكتشافاته، في ميادين العلوم على اختلافها خاض الانسان ثورة صناعية سريعة الخطوات ومتسارعة، نحو التقدم والرقي، تجلت ثمارها الحتمية وتتجلى في العديد مما صمم من الاجهزة والادوات، فحول هذا العالم بواسع قاراته، وكبر محيطاته، وترامي اطراف بحاره، وشاسع ابعاده، الى قرية ، بل الى برج سكني ، وليس الا.
واذ اصبح الانسان اليوم، يعيش واينما كان وجوده، في خضم ثورات المعلومات، وتحت مظلة افرازات تقنيات منظوماتها التكنولوجية والتقنية وظلالها، جعل سلم وجوده وسلامه، مهددين بخطر ادمانه على الاستخدام السلبي، لما طوّر من اجهزة عصرية، لضرورة التواصل، ولزوم الاتصال. مثل الهواتف، والهواتف الذكية، بأنواعها المختلفة، وامكانياتها المتفاوتة، والاستخدام السيء لها. وبمخاطر انحرافه بشتى البرامج الاباحية، التي طفت على السطح، وعمّت في المجتمعات وانتشرت وشاعت وسادت. هذه البرامج التي يقف امامها كل حريص على سمو الاخلاق برفيع القيم، ومناد للفضيلة بالنبيل من المباديء عاجزا لعدم المسؤولية عن مواجهتها، وافتقاره للسلطة الملزمة لالغائها وازالتها. وهي البرامج التي تبثها جهات معنية على الملأ، وتلتقطها هذه الاجهزة، كالالعاب الجنسية وكل ما سواها، وعلى شاكلتها ومثالها، تدغدغ الشهوات، وتنشط الغرائز الجنسية وتؤججها، اثارة للشذوذ المؤدي بالانحراف الى الفساد، وهكذا حول البشر العالم من برج سكني، الى صحراء واسعة وشاسعة، يعيش كل واحد فيها في غربة، عن الاسرة والعائلة، في غربة عن المجتمع والوطن. غربة تؤدي به الى اصعب غربة على الاطلاق واخطرها، الا وهي الغربة عن الذات وعن النفس. التي من سماتها وبعامل الضعف والعجز والجهل وعدم النضوج، ليس رفض الاخر فحسب. بل، والتطلع للتخلص منه. لانها اي الغرابة، تربة وليس من اخصب، لنمو السلبيات، المرتوية بالرذائل، كالكبرياء والانانية والتعالي والتغاضي والاهمال، والمثمرة بجم من الجنايات المهددة للمجتمعات، التي على رأسها الجريمة.
اجل، ان الواجب وبعامل المسؤولية المقدسة، يلزم كل حريص على الوطن، ووفي للمجتمع ان يواجه ما يعمه من ظواهر سلبية، ويقاوم ما ينشر الفاسدون من فساد. باتحاده مع الاخر وتكاتفه وتعاضده، حماية للاجيال الناشئة. خصوصا الذين افتقروا الى حنان الامومة، وحرموا عطف الابوة، فإعوزهم دفء الحضانة ووعي المسؤولية. فحرموا وبدافع الاهمال، القيادة الراشدة، والتوجيه القويم، والتعليم الحق، والتربية السليمة، لينموا بنعم الاخلاق والتهذيب. بل، ظلموا بنهيهم عن الاخطاء بالصد. وبشديد الضرب والحرمان عوقبوا على زلاتهم. دون ارشاد راشد، وتعليم حاذق، وتوجيه مسؤول. ليظلمونا بسوء السلوك وسيء التصرفات، وبسهولة استقطابهم بسلبيات الانترنت، وانخداعهم بما يسوق من رذائل عبر مجالاته الكثيرة، ومفاسد برامجه العديدة. فيعزز بهم ويستغلون، ليسوقوا هم وبدورهم في المجتمعات، وبدافع التقليد الاعمى، الرذائل على انواعها، والمفاسد على اشكالها. فيعم الشاذ من السلوك فيها، والفاضح من الاعمال، والخادش للحياء. كالمحادثات الجنسية، والتحرش الجنسي، والحب على النت وفضائحه الوقحة. من زواج سري مثير للمشاكل، ومسبب للمجتمعات ازمات صعبة وخطيرة، ومن انحرافات زواج المثليين.
مستدركين في هذا المجال اننا ومن منطلق مسؤوليتنا عن الاداب العامة باخلاقيّاتها، ملزمون بازالة الفساد من بيننا، ليبقى العالم برجا سكنيا، يظلله الوئام لكل الانام. فنجنبه بان يصبح صحراء قاحلة، واسعة، وشاسعة، سبب تيه وعامل ضياع وشقاء.
إعترافات كلينتون ... وحصار قطاع غزة
بقلم: محمد خضر قرش – القدس
التصريحات الجريئة التي تناولتها هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة في كتابها "خيارات صعبة " ونشرت مقتطفات منه جريدة القدس يوم الاربعاء الموافق 6/4/2014 والتي اعترفت فيه ما كان متداولا ومعروفا على نطاق واسع جدا أشرنا إليه في أكثر من مقال نشر في هذا المكان، وكل ما كان ينقصنا هو الدليل والاثبات. وها هي تعترف هيلاري كلينتون وبشكل مباشر وبدون مواربة أو غمز أو لمز، بأن الإدارة الأميركية الحالية برئاسة باراك حسين أوباما هي من قامت بتأسيس تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" داعش" بغرض تقسيم الشرق الأوسط.
هكذا قالت بالنص وبالحرف. وكشفت عن أنه « قد تم الاتفاق (تقصد مع الإخوان المسلمين وأوردغان)"على إعلان الدولة الإسلامية يوم السبت الموافق 5/7/2013 وكنا ننتظر الإعلان لكي نعترف نحن وأوروبا بها». وتابعت تقول:« لقد زرت 112 دولة في العالم وتم الاتفاق مع بعض الأصدقاء بالاعتراف بـ»الدولة الإسلامية» لدى إعلانها فوراً وفجأة تحطم كل شيء». وأردفت: «كل شيء كُسر أمام أعيننا بدون سابق إنذار، شيء مهول حدث في مصر! لقد فشل مشروعنا في مصر عقب سقوط الإخوان المسلمين، وكنا سنتوجه بعد ذلك إلى دول الخليج الفارسي حسب تعبيرها، وكانت أول دولة مهيأة هي الكويت عن طريق أعواننا من الإخوان المسلمين هناك،ومن ثم السعودية فالإمارات والبحرين وسلطنة عُمان، وبعد ذلك يعاد تقسيم الشرق الاوسط وخاصة الدول العربية،حيث ستصبح السيطرة لنا على كامل المنطقة، خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية!
وتابعت "لقد فكرنا في استخدام القوة ، لكن مصر ليست سوريا أو العراق أو ليبيا،فجيشها قوي وشعب مصر لن يترك جيشه يقاتل وحده". وقد سبق للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وان أشار إلى التحالف الذي كان يعد له أوردغان مع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين لإقامة الدولة الإسلامية في سلسلة حلقاته مع الإعلامية المصرية لميس الحديدي. وياتي إعتراف هيلاري كلينتون بهذه الحقيقة لينفي وينسف ما حاولت بعض الدول العربية النفطية والأحزاب والحركات المرتبطة بها في لبنان وسوريا وغيرهما من الربط بين داعش وإيران وسوريا لدرجة ان بعضها بلغت فيه الوقاحة والافتراء والغباء السياسي إلى القول بان داعش ما هي سوى صنيعة للمخابرات السورية وحزب الله وإيران وبعض هؤلاء للأسف الشديد مثقفون واكاديميون مقيمون في بريطانيا والمانيا وأميركا وفرنسا ،فهم مطلعون بحكم إقامتهم هناك على المعلومات والوثائق المؤيدة لذلك.ورغم مرور أسبوع على إعترافات كلينتون بأن الإدارة الأميركية هي التي أسست تنظيم داعش لم نسمع منهم وخاصة من اردوغان والقرضاوي وحكام قطر وبعض من يدعون بأنهم من المفكرين العرب وأصحاب المواقف المبدئية أي تصريح أو تعقيب أو ملاحظة حول إعترافات كلينتون آنفة الذكر.
بالنسبة للقوى الوطنية والقومية المؤمنة بهذه الارض التي كانت دائما عصية على الترويض ودافعت عنها لعقود طويلة وقدمت الآف الشهداء لبقائها عربية، كانت كل المؤشرات الميدانية من ليبيا وسوريا وفي طليعتها الجولان والعراق ولبنان ومالي والجزائر وتونس والمغرب وحتى الأردن تؤكد أن هؤلاء الداعشيون ومعهم النصرة واخواتها مدعومين ومسلحين وممولين من قبل الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والغربية عامة. فالتسليح الشديد التعقيد الذي لديها وتستخدمه بشكل جيد لا يمكن أن يكون قد حصلوا عليه من بقايا الجيش العراقي والسوري والليبي فحسب. فالتسليح لديهم حديث ومعظمه غربي وهناك نقطة هامة جدا استندت إليها القوى الوطنية والقومية وهي أن داعش والنصرة وأخواتهما لم يقوموا بأي عمل عسكري ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية والغربية عموما طيلة السنوات الأربع الماضية،وهي بالمناسبة كثيرة ومنتشرة في الوطن العربي بالإضافة إلى مؤشر اخر وهو التعاون مع إسرائيل في الجولان بما فيها فتح مستشفيات الأخيرة للمصابين منهم .لقد بلغت فيهم الوقاحة حدا انهم استقبلوا رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وسلموا عليه وتفاخروا بذلك مع أن يديه ملطختان بدماء الاطفال والنساء المسلمين في قطاع غزة الحبيب. كما سبق للقرضاوي نفسه وغيره من العلماء أن أصدروا فتاوي عديدة بان الجهاد في فلسطين وغزة ليس فرض عين على كل مسلم بينما هو كذلك في سوريا وليبيا والعراق. ولعلنا نذكر المناداة والإستغاثة التي اطلقها القرضاوي للولايات المتحدة الأميركية طالبا منها عمل ما في وسعها لمساعدة داعش والنصرة وغيرهما لإسقاط النظام الوطني في سوريا ومقابل ذلك يتعهد لهم القرضاوي بعدم المساس بامن إسرائيل.وإذا كان تاريخ الإخوان المسلمين حافل بالمؤامرات ضد القومية العربية فإن علاقتهم الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأميركية كما عبر عنها أوردغان وأفصحت عنها هيلاري كلينتون يعكس كم هم يشكلون خطرا كبيرا على مستقبل ووحدة الوطن العربي. وعلى ضوء الحقائق المشار إليها علينا أن نؤدي التحية للجيش المصري الكبير الذي سبق إعلان الدولة الاسلامية الممولة أميركيا وغربيا بيومين وقام بافشال واسقاط المخطط الإخواني لتقسيم الوطن العربي إلى دويلات صغيرة كما حصل في العراق وسوريا وليبيا ولولا يقظة جيش مصر لكانت أضيفت أرض الكنانة للتقسيم والتجزئة والحرب الأهلية. علينا الاقرار الان بان قرار الجيش المصري المدعوم شعبيا بعزل محمد مرسي كان بمثابة ضربة معلم أجهضت كل مخططات الإخوان .التاريخ والتجارب تؤكد بان الولايات المتحدة الأميركية ليس لديها صاحب او صديق وانما مصالح فقط .هذا ما فعلته مع من هم أعز منهم جميعا كشاه إيران وبينوشيت وسوهارتو وماركوس وغيرهم كثير. فهل سيستيقظ حكام الخليج وغيرهم من الوهم الذي يعيشون فيه بأن اميركا ستحميهم ؟؟. كلينتون قالت كنا سنبدأ بالكويت فالسعودية فالامارات فسلطنة عمان والبحرين، لاحظوا انها لم تأت أو تذكر أسم إمارة قطر أبدا !! ولا تركيا .
حصار قطاع غزة الحبيب
* بدون الإطالة في هذا الموضوع فإن الحصار شكل من أشكال الحرب والعدوان .ولعلنا نذكر جيدا أنه حينما قام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بإغلاق مضائق تيران امام الملاحة الإسرائيلية ،قامت إسرائيل بشن عدوانها على مصر وغيرها في الخامس من حزيران عام 1967 متذرعة بمنع سفنها من الإبحار من وإلى المضائق علما بأن نسبة التجارة والسلع الواردة لميناء إيلات لم تكن تتجاوز 10% من تجارتها الخارجية. فمعظم تجارتها تتم عبر الموانئ المطلة على البحر الابيض المتوسط أفليس من حق الفلسطينيين أن يشنوا حربا على إسرائيل لكونها تحاصر كل قطاع غزة وتمنع بناء الميناء والمطار والصيد وحتى زراعة المحاصيل بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة؟؟ إسرائيل تضع نفسها فوق القانون الدولي وخارج نطاق المحاسبة إنطلاقا من قاعدة يحق لها مالا يحق لغيرها بدعم كامل من واشنطن والغرب وصمت مريب من الدول العربية .
من حق المقاومة في غزة ان تحارب لفك الحصار ولها في سابقة إسرائيل عام 1967 كمرجع ومستند تفسر فيه حقها بقصف المستعمرات والمواقع العسكرية الإسرائيلية ردا على الحصار الظالم غير المسبوق. قطاع غزة محاصر برا وجوا وبحرا منذ عقود فمن حق شعبه ومقاومته غير القابل للنقاش ان يردوا العدوان الذي يتمثل بالحصار سواء بإطلاق الصواريخ أواستخدام كل اشكال المقاومة الأخرى لإنهاء الحصار غير الانساني والذي يتعارض مع كل المواثيق الدولية .لا توجد دولة في العالم أو شبه دولة يمكن لها ان تقبل أو تسكت على بقائها مسجونة ومحاصرة لنحو عشرين عاما منذ أوسلو حتى تاريخه.
الحصار هو العدوان البشع والمستمر وما تقوم به المقاومة في غزة هو دفاع مشروع عن النفس تكفله كل المواثيق الدولية. مطار غزة بنيَ بعد أوسلو واستقبل طائرات الرئيسين الأميركي والفرنسي وغيرهما،إلا انها قامت بتدمير مدرجات المطار في الانتفاضة الثانية،وعليه فإعادة تنشيطه حق أصيل للفلسطينيين.
لقد أخطأ الفلسطينيون بعدم إضافة تواجد الشرطة الفلسطينية في معبر جسر اللنبي الذي ألغته من طرف واحد خلال الانتفاضة الثانية ايضا. الفلسطينيون مطالبون بعدم التهاون في استرجاع حقوقهم كاملة وهذا ليس تنازلا أو مبادرة حسن نوايا من إسرائيل. وما ينطبق على الميناء والمطار في غزة ينطبق تماما على التواجد الفلسطيني بجسر اللنبي ووقف الاجتياحات العدوانية على المدن في الضفة وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين.
جيش الاحتلال: اللجوء إلى المعجزات التوراتية !!
بقلم: هاني حبيب – الايام
ككل حروب إسرائيل على الشعب الفلسطيني، حملت حربها الثالثة اسماً توراتياً تلمودياً، "الجرف الصامد"، أو "الجرف الصلد" في محاولة من دولة الاحتلال لضمان التفاف كل اليهود أينما كانوا وراء هذه الحروب التي تخلط الدين بالحرب وكجزء من الحرب النفسية التي بحاجة إلى تأكيد انتصار مزعوم، طالما هذه الحروب ما هي إلاّ جزء من الوحي الإلهي التوراتي، نبوءة لانتصار يعتمد على النص بتفسيراته الحالية.
ومع أن ذلك كله لم يوفر لإسرائيل نصراً حاسماً في حروبها تلك، إلاّ أنها لا تزال تنتقي عبارات وأفكارا توراتية لحروبها على الشعب الفلسطيني، وربما لهذا السبب ادعى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عدم معرفته الدقيقة بكيفية اختيار الأسماء لحروب إسرائيل، بما في ذلك "الجرف الصامد" رغم أنه كان أول من أعلن عن هذا الاسم، عندما أعلنت إسرائيل نشوب حربها الثالثة على قطاع غزة. لكن "أدرعي" أشار إلى أن الأمر اقتضى ترجمة هذا الاسم بالإنجليزية إلى شيء مغاير تماماً، وهو اسم "الحافة الواقية" لم يقل أدرعي سبب ذلك، غير أن الأمر لا يخلو من محاولة إسرائيل للإشارة إلى أن حربها الثالثة على قطاع غزة، إنما هي حرب "دفاعية وقائية" وعلى الغالب أن ذلك بهدف الإيحاء بأن إسرائيل لم تبدأ الحرب، كما أنها مضطرة للدفاع، في محاولة لالتفاف الرأي العام الخارجي وراء حربها "الدفاعية الوقائية" تلك!!
غير أن التوراة والتلمود، وخلط الدين بالحرب، لا يتوقف عند أسماء الحروب، بل ان قوات الاحتلال تستمد أسفارها للاستعانة بنصوصها لتبرير اللجوء إلى أشد أنواع الإرهاب في المواجهة مع المقاومة الفلسطينية، قائد قوات "جفعاتي" في جيش الاحتلال العقيد عوفر فنتر، وفي أول رسالة موجهة إلى قواته مع بداية الحرب، أشار إلى أن هذه الحرب تقوم باسم "إله إسرائيل" عندما قال في رسالته تلك "يجب التأكيد مجدداً على أن أشد ما يحتاجه شعب إسرائيل هو أن يجلس أبناء التوراة ويتعلموا التوراة بالمزيد من القوة والشجاعة، ان تعلم التوراة يحمي شعب إسرائيل أكثر من أي شيء آخر". وأضاف فنتر انه دائماً ما يصلي قبل وبعد كل معركة رغم الإنهاك والتعب والرغبة الشديدة بالنوم.
بعد نشر رسالته المطولة في إحدى الصحف الدينية، ثارت ثائرة العديد من القوى اللادينية في إسرائيل، على أساس أن هناك "أقليات" غير يهودية في الجيش الإسرائيلي، وان مثل هذه الرسالة إنما تؤدي إلى تفكك لدى قوات الاحتلال التي تواجه مقاومة فلسطينية متماسكة وموحدة، كما أن خلط الدين بالسياسة من قبل قادة جيش الاحتلال، يجعل من هؤلاء حاخامات أكثر منهم قادة ميدانيين، والاعتماد على المعجزات الدينية ليس له أساس في الحروب المعاصرة.. لكن هذه الانتقادات لم تثن فنتر عن الاصرار على رأيه والمضي قدماً في توجيهاته الحاخامية وهو يقود إرهابه في مواجهة مع المقاومة الفلسطينية.
مع ذلك، فإنه ليس هناك غرابة في مضمون رسالة فنتر التوراتية إلى جنوده، ذلك أن قادة معظم ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي هم من اليهود المتدينين، كقادة سرية وحدة الأركان و"ايغوز" و"دفدفان" و"يسام" وجفعاتي. والمتدينون عموماً هم الغالبية العظمى في هذه الوحدات والألوية المختارة. ولعلّ في ذلك، ما يفسر تلك القوة التدميرية الفظيعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في قطاع غزة، وهو الأمر الذي يلغي أي ادعاء مهزوز بأخلاقيات جيش الاحتلال الذي اعتبر الأطفال والنساء محور بنك أهداف طائراته وقواته البرية والبحرية.
المتدينون في الجيش الإسرائيلي، هم الأكثر تطرفاً وولعاً بحرب إبادة ضد الفلسطينيين، وهم أيضاً، يشكلون رأياً عاماً لدى عموم المتدينين في إسرائيل، وفي الغالب، فإنهم يشكلون مشكلة حقيقية لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، الذي من المفترض أن يأخذ قراراته وفقاً لمعطيات ميدان القتال، وليس وفقاً لمعجزات يعتقد هؤلاء المتدينون أنها التي ستحدد الكيفية التي ستنتهي بها الحرب، ومرة أخرى، فإن اعتماد المعجزات التوراتية في حروب إسرائيل، لم تكفل وتضمن أي انتصار لإسرائيل في حروبها على الشعب الفلسطيني، رغم كل ما أريق من دماء.
إنها حرب سياسية بامتياز، حرب الاحتلال ضد مقاومة لهذا الاحتلال، والاستدلال بالرموز الدينية، لا يلغي القيمة السياسية لهذه الحروب، فالزمن زمن الحريات ونهاية الاحتلالات، والميدان هو الشاهد!!

عوامل مستجدة
بقلم: حمادة فراعنة – الايام
ليست صدفة صدور بيان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يوم 2/8/2014، والذي يتحدث عن العدو الإسرائيلي الذي " يستثمر الأخطاء السياسية " الفلسطينية، وفي قراءة للمشهد السياسي العملياتي الفلسطيني، وتداعياته نلحظ ثلاثة تطورات مهمة، صنعها الصمود الفلسطيني، والمبادرات الكفاحية، والتضحيات الكبيرة لشعب غزة الباسل .
أولاً : إن الضربات الجوية والمدفعية ونيران الدبابات الإسرائيلية استهدفت المدنيين بشكل فاقع ملحوظ، كشفت زيف الادعاءات الإسرائيلية المدعومة أميركياً حول دوافع المعركة الإسرائيلية على أنها دفاع عن النفس، في مواجهة الصواريخ الفلسطينية، وفي مواجهة ما سمته حرب الأنفاق، وتبين بالملموس أن الصواريخ الفلسطينية ذات مردود معنوي، لم تدمر موقعاً إسرائيلياً عليه العين، ولم تمس سوى ثلاثة مدنيين قتلوا، أحدهم عربي من بدو النقب، بينما تركت الصواريخ والدبابات وطيران العدو الإسرائيلي نتائج مدمرة على المدنيين، وسجل الأطفال والنساء والكهول نسبا عالية جداً من حجم الذين سقطوا ضحايا كشهداء، وأصيبوا كجرحى، وتم تدمير أكثر من 30 الف منزل لثلاثين الف أسرة بلا مأوى، هائمين على وجوههم بدون أدنى متطلبات العيش، إضافة إلى ربع مليون نسمة لجؤوا إلى مدارس وكالة الغوث واحتموا فيها، ولم يسلموا من القصف والأذى الإسرائيلي، وإبادة أكثر من سبعين أسرة فلسطينية كاملة تحت الأنقاض والقصف والحرق المميت .
ازدياد عدد المتضررين المدنيين من الفلسطينيين، وصور موت الأطفال والنساء والكهول غيّر من مظاهر التضامن العالمي الأوروبي الأميركي نحو التعاطف التدريجي البطيء مع أهالي قطاع غزة وهو أول عامل مهم، لمصلحة الشعب الفلسطيني، مع أن متطلباته لم تكتمل بعد، ويحتاج لمزيد من الوقت، حتى يشكل أول عامل ضاغط على العدو الإسرائيلي ليكشف زيف ادعاءاته ويُعري أهدافه ويفضح مشروعه الاستعماري التوسعي المتواصل، فلا زالت المعركة قائمة وسقوط الضحايا يزداد، والتعاطف الدولي يتسع ويكبر ويتعمق، حتى تم انسحاب قوات الاحتلال، ووقف إطلاق النار صباح الثلاثاء 5/8/2014 .
ثانياً : إذا كانت صواريخ المقاومة نحو مناطق 48، والتجمعات الإسرائيلية، معنوية وغير مؤذية، فإن الاجتياح الإسرائيلي لحدود قطاع غزة، وفر لعناصر المقاومة فرص الاشتباك والإبداع والشجاعة في ملاقاة جنود العدو وآلياته، وقد حققت المقاومة الفلسطينية انتصارات تكتيكية تراكمية بأنفاقها، ومبادراتها الهجومية، وعملياتها الخاطفة وعنصر المفاجأة، حققت سقوط قتلى بين صفوف الجيش الاسرائيلي، لم يكن متوقعاً بهذا العدد، 64 عسكرياً، وبهذه الكيفية، ما أثار ردود فعل جوهرية داخل المجتمع الإسرائيلي، وبدأ تأثيرها يأخذ أبعاداً، ما أربك حكومة نتنياهو، وأفقدها إحدى أهم عناصر استمرار عدوانها، وهو التأييد والدعم الجماهيري الذي بدأ يهتز ويتغير، في جبهة العدو الداخلية.
ثالثا: لقد أخد شعب القدس والضفة، قرارهما بالمشاركة، في المعركة الوطنية ضد العدو، من خلال التظاهرات والاحتجاجات والصدامات مع جنود العدو في مواقع عديدة، وخاصة بعد تصريحات ياسر عبد ربه يوم 19/7/2014، والتي غيرت من المزاج والفعل الفلسطيني لأنها المرة الأولى التي يعلن خلالها مسؤول فلسطيني موقفاً نوعياً بقوله "إن غزة تدافع الآن عن المشروع الوطني الفلسطيني، والمعركة قاسية للغاية، وإذا كسرت غزة، وأنا على ثقة أن هذا لن يحصل، كُسرنا كلنا وكُسر مشروعنا الوطني"، وقال "لقد فشلنا في المفاوضات، وفشلت المفاوضات فشلاً ذريعاً، ولن تعود مرة أخرى، وفشلت كل محاولات وقف الاستيطان" وخلص إلى نتيجة مفادها "إن هذه المواجهة تعبر عن المصالح الحقيقية لكل فلسطيني أينما وجد وليس للغزيين فقط " وأضاف "إن انتصار غزة على الحصار، هو بارقة أمل لانتصار الفلسطينيين على الحصار وعلى الاستيطان".
تصريحات ياسر عبد ربه، أعقبها بيان اللجنة التنفيذية، وبيان القيادة الوطنية، وتضمنت الدعوة للمشاركة الشعبية في الضفة والقدس مع أهالي القطاع، ما أظهر أهمية فتح جبهة ثانية ضد العدو في الضفة الفلسطينية، تشكل رافعة معنوية وسياسية ومادية، لشعب القطاع، ورافعة ضد استفراد العدو الإسرائيلي بأهل القطاع الفلسطيني الشجاع .
العوامل الثلاثة المستجدة حصيلة المواجهة، لم تكتمل حلقاتها بعد، فالرأي العام العالمي لم يصل إلى درجة التعاطف المؤثر ليشكل عامل ضغط قويا يردع مواصلة العدوان الإسرائيلي، والرأي العام الإسرائيلي لم تكتمل فصوله بعد ليشكل أداة ضاغطة لوقف العدوان بسبب الخسائر البشرية بين صفوف جيش الاحتلال، والانتفاضة الفلسطينية في القدس والضفة، لم تكتمل حلقاتها بعد، لتصبح فعلاً يومياً، متلازماً، لا يتوقف، يستنزف العدو جهداً، ويعريه أخلاقاً ويكشف زيف ادعاءاته السياسية والأمنية، وهذا يعود إلى أن تطور العوامل الثلاثة يسير ببطء وتدرج، وبالتالي، لم تتضح صورة وحقيقة النتائج السياسية المتوخاة فلسطينياً من هذه المعركة التي دفع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً، وباهظاً جداً من أحيائه وممتلكاته في أتونها، ولذلك يبرز السؤال بعد هذا، ما هي الأخطاء الفلسطينية التي تحدث عنها بيان الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ؟؟.
مقاطعة البضائع الإسرائيلية: هبّة مؤقتة أو نمط حياة
بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
كنت في المتجر حين وجهت السيدة سؤالها إلى مالكه عن سبب استمراره في ترويج الخضار والفواكه الإسرائيلية.. فأجابها باختصار: إن الأمر عائد للمستهلك وخياراته، أنت حرّة والزبون حرّ، لكن السيدة العنيدة استأنفت حديثها قائلة بصوت مرتفع: عليك دور تقوم به وموقف تعبِّر عنه.
حاليا يتضح ان الوضع مختلف، حيث تشهد الساحة حالة نهوض شعبي واضح المعالم، وتشير إلى مُعطيات جديدة دخلت على العوامل المحركة للشارع، قامت بإشراك قوى جديدة ووضعتها في حالة الاشتباك مع الاحتلال بأشكال مختلفة. فقد دخلت "غزة" كل بيت فلسطيني وحركت وجدانه وضميره وأطلقت مبادراته المختلفة، كما جددت حملات مقاطعة نفسها وأضافت أشكالاً وآليات ووسائل جديدة بمواصفات حداثية وجاذبة مكنتها من الوصول إلى وعي المواطن ومخاطبة عقله وقلبه، على خلفية الحرب الصهيونية المجنونة على قطاع غزة، والتي خلقت معها مناخاً ثورياً طوَّر الحالة الجماهيرية وزج قطاعات مختلفة في مفاعيل الحرية.
نشهد حالياً موجة جديدة من موجات مقاطعة البضائع الإسرائيلية، بمواصفات مختلفة نوعياً عن الحملات المنظمة في مراحل سابقة، حيث تتميز بتعدد أشكالها والمبادرين إلى تنظيمها، ويتم قيادتها من نشطاء ميدانيين على شكل مجموعات شبابية ونسائية وغيرها، مع استمرار القوى السياسية في استنهاض الحملات السابقة وتجديد نفسها وآلياتها وإطلاق شعاراتها بأساليب مختلفة ووفق طرائق وأنشطة تخاطب بشكل مباشر المستهلك، مع إيلاء التاجر جهداً مميزاً، يعتمد على مخاطبة الضمير والقناعات. الجديد والمميز في المبادرات الجديدة، قيام بعض أصحاب المتاجر والسوبرماركت بإطلاق المبادرات وإعلان عدد كبير عن وقف تعاملهم مع البضائع الإسرائيلية وتنظيف رفوفهم منها.
رغم أهمية استخدام المقاطعة كسلاح مشهر بيد الشعوب، إلا أنها لم تتحول في الواقع الفلسطيني إلى خط نضالي مقاوم ولم ترسخ كقيمة مضافة إلى ثقافة المجتمع وعاداته الأصيلة. فبقيت موسمية ومتقطعة، تسير على وقع الانتفاضات الكبيرة، يرتفع صوتها مع تصاعدها، وينخفض على وقع تراجعها، وكأنها انتفاضة أو هبة مؤقتة وعارضة ترتبط بحماسة عارضة مرتبطة بالحالة العامة، وليس ضد احتلال يتواصل منذ عشرات السنين.
التعامل مع المقاطعة على نمط مرافقة الانتفاضات وفي مواسم الهبّات مَنَعَ ثباتها واستقرارها في الحياة الفلسطينية، وحال دون تحولها إلى وعي مكثف يؤدي إلى اعتمادها كسلوك مقاوم وأسلوب حياة تحت الاحتلال، كما منع اندماجها وتأصيلها في الوعي الجمعي القاعدي. ليس هذا فحسب، بل مثلت عملية المقاطعة كإحدى القضايا المختلَف عليها، من أجل إزاحة المسؤولية عن الذات وقذفها باتجاه الغير، بدءاً من مسؤولية السلطة عن اتفاقياتها، ومسؤولية التاجر عن تعاقداته، ومسؤولية المنتوج المحلي وجودته، بما وضع العصي في دواليب مسارها الطبيعي، خالقاً منظومة من التبريرات التي من شأنها ترك المقاطعة أو رهن نجاحها إلى إزالة العوامل والكوابح الموضوعية التي تعيقها. ليس هذا فقط، بل نمت على جوانب الحياة حالة من اللامبالاة وأنماط من الاستهلاك الباذخ الشاذ عن الحالة الفلسطينية تحت الاحتلال.
السؤال الدائر حالياً في المدينة، حول ما الذي سيجعل موجة أو هبة المقاطعة الحالية تصل إلى غاياتها، وما المطلوب لترسيخ ركائزها في الوعي الجمعي الفلسطيني لتتأصل في السلوك والوعي والثقافة. والجواب السهل الممتنع لا نجده إلا في نزع النمط الموسمي من سياق التعامل معها، وفي اتباع خطة للوصول إلى جعلها راسخة في الوعي الجمعي كنمط حياة وضمان وصولها عبر جميع الآليات إلى كل بيت في المدينة والمخيم والريف.
ونجده في مخاطبة جميع المكونات الاجتماعية من خلال قطاعاتها الجماهيرية، من نساء وشباب مدارس ومهنيين وعمال وتجار ومعلمين، على أن يضع كل قطاع خطته وأنشطته المناسبة للقطاع المستهدف. ونجده من خلال توظيف الإعلام والوسائل الإعلامية والدعاوية التي تخاطب العقل والوجدان في خدمة نشر ثقافة المقاطعة وأسانيدها ولغتها الخاصة وتجارب الشعوب، ونجده أيضا في الرقي بجودة المنتوج المحلي، وفي الانقلاب التاريخي المأمول على صعيد تطويع موازنات الدولة لجعلها تعتمد محددات اقتصاد الصمود، ودعم المزارع وإعادته إلى أرضه لزراعتها وتحقيق الاكتفاء الغذائي.
وضع خطة وطنية شعبية للمقاطعة، تنطلق من برنامج مقاومة الاحتلال وتعزيز الصمود وتغيير أنماط السلوك الاستهلاكي للمجتمع، لا بد من وضعها ضمن منظورها القيمي المقاوم، وتحويل المقاطعة إلى وعي وقيمة ونمط حياة بغض النظر عن المدّ والجزر في الحالة الجماهيرية، فلا يعقل ان نكون السوق الثانية لبضائع الاحتلال بعد الولايات المتحدة، ولا يعقل أن نموِّل احتلالنا ونساهم في تغطية فاتورته وندعمه بشكل غير مباشر، ولا يعقل أن تحقق حركة المقاطعة الدولية الانتصارات والاختراقات، بينما المقاطعة المحلية تتعثر وتتقطع .. وكل ذلك لا يتحقق دون فعل منظَّم وبرنامج شامل وأدوات تعمل بهمة ونشاط تصل بفكر المقاطعة لأن يصبح ثقافة فلسطينية نعتز ونفخر بها.
حياتنا - نسيتم "ماما" أوسلو
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
لا أعرف ما يطحنه المفاوضون في القاهرة، ولكنني أدرك الموقف الاسرائيلي الرافض لفتح أي مسرب هواء أو ماء لغزة باستثناء ما يحدده الاحتلال. ثم لماذا تقتصر مطالبنا على غزة؛ فكل المطالب الواردة في الورقة الفلسطينية بما فيها مطالب حماس هي من استحقاقات "ماما" أوسلو. فلماذا لا يقول وفدنا إننا نريد العودة الى اتفاقات أوسلو وتطبيقها على الاراضي الفلسطينية؟ البعض يرى في اقتصار المطالب على غزة وكأنه محاولة للفصل وتشريع سلطة حماس بقوة النار هناك، فاسرائيل تحبذ هذا، ولكن عندما تكون حماس في موقف شبيه بموقف السلطة السلمي: المنزوع السيادة والمجرد من السلاح ولا يرى نفوذها بالعين المجردة. ولا يمكن لإسرائيل ان تسمح للمقاومة ان تستمر في غزة مع ميناء ومطار وحرية تنقل، كما أن البعض في مصر يرى في ذلك أيضا تهديدا للأمن المصري باعتبار أن غزة هي المعقل الأول والأخير الذي يسيطر عليه الاخوان المسلمون، وما زال التنظيم الدولي للإخوان المستقر في قطر وتركيا يحاول من خلال ذلك إنعاش مشروعه الفاشل في مصر وبقية البلاد العربية، وهو ما يأمله الاميركيون أيضا.
حماس يجب أن تراعي الخصوصية الوطنية الفلسطينية وأن تدفع باتجاه تطبيق استحقاقات أوسلو في ظل سلطة وطنية واحدة ومنظمة التحرير وحكومة مصالحة وطنية واحدة، وهذا من شأنه حشر حكومة نتنياهو في زاوية سياسية دولية جديدة لأنها لا تستطيع التنكر علناً لاتفاقات أوسلو. علينا العودة الى أوسلو بدلاً من ترقيع المطالب ورفع هذا وتخفيف ذاك؛ إلا اذا كان المقصود من كل هذا المعمعان غير ذلك.
علامات على الطريق - من دمائنا نتعلم
بقلم: يحيى رباح – الحياة
من الذي يبعثر القبور من سكانها في قطاع غزة بعد قصف احدى عشرة مقبرة من خلالها قصفها بقنابل كبيرة الحجم بواسطة طائرات الF16الأميركية ؟ ومن الذي يستهدف الأطفال الفلسطينيين بالموت فيخطف أعمارهم قبل أن تبدأ ويصادر المستقبل قبل أن يحل؟ ومن الذي يشرد نصف مليون فلسطيني من أهل قطاع غزة, ويجعلهم يبحثون عن الايواء في مدارس وكالة الغوث التي لا حصان لها ، او يهيمون على وجوههم في الطرقات أو يتكدسون عند اقاربهم في بيوتهم المزدحمة اصلا ، لان القيادة السياسية والعسكرية والحزبية والدينية والشعبية الاسرائيلية وضعت هدفا من اهدافها بتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم وتحويلهم الى لاجئين للمرة الالف.
هذه الاسئلة ليست سوى جزء من مسلسل طويل له اجابة واحدة متكررة ، والاجابة هي ان اسرائيل الفكرة والمشروع والدولة والنسيج العقائدي والاجتماعي هي من تفعل ذلك ،وكل مفردة من مفردات هذه الدولة تساهم في رسم هذا المشهد العدواني الكارثي ابتداء من اعضاء الكنيست الذين كانوا يصرخون كالذئاب المهتاجة : اقتلوهم ، اقتلوا الفلسطينيين ، وكذلك الاحزاب التي تتحول فجأة من موقع المعارضة الى موقع التأييد .
وبالتالي تستعيد اسرائيل في ذاكرة العالم من أمم وشعوب صورتها الاولى، صورة بشعة طافحة بالكراهية والعداء والاحتقار للاخر والاستهانة بدمه فلماذا يغضب قادة اسرائيل عندما يرون الشعوب تكتشف من جديد صورة اسرائيل الحقيقية ، وخرافة اسرائيل الاساسية ، وخطيئة اسرائيل الاولى ، بانها زرعت هنا في هذه المنطقة لتكون اداة للشر والموت والكراهية اسرائيل منذ زرعها في هذه الارض لم تستطع ان تبتعد عن اصلها الذي صنعت من اجله ، ولم تستطع ان تبتعد كثيرا عن حققتها بانها دولة الارهاب الدموي، وانها لا تبني مع الاخرين سوى هوة العداوة والحقد والموت والبشاعات.
ولكن اسرائيل : التي ترتكب كل هذه البشاعات ، والذي يكتشفها العالم اكثر واكثر فتخاف هي من هذا الاكتشاف الى حد الذعر ،لديها خبرة كبيرة بحيث تخرج سليمة في كل مرة من مغبة اخطائها وخطاياها ، من خلال تهشيش وتبشيع صورة الشعب الذي تواجهه ،وهو شعبنا الفلسطيني العظيم الذي لم يتوقف عن الكفاح البطولي لحظة واحدة ، وقدم في مجال الصمود والقدرة على البقاء والابداع والمقاومة اساطير تفوق الخيال ابتداء من ثورة الفاتح من يناير عام 1965 ، وحتى اسطورة الصمود والمقاومة في غزة هذه الايام ، وذلك من خلال التشرذم الفلسطيني ، تشرذم الفصائل ، وتشرذم العناوين ، وافتعال الخلافات ،والسقوط في لعبة التجاذبات الاقليمية في هذه المنطقة التي تتغذى على دمائنا ولكنها لا تفيدنا بشيء عندما تحدث الكارثة.
في هذه التجربة لحالية، لدينا ما هو مفاجئ ولدينا ما هو ثمين ،بسببه انطلقت هذه الحرب الاسرائيلية ضدنا ، وبه استطعنا ان نجسد حقيقة الصمود والابداع ، انه وحدتنا الوطنية الفلسطينية ، وحدة الموقف الفلسطيني والتعدد في ظل الوحدة.
نبض الحياة - ممارسات مدانة زمن الحرب
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
الحرب الاسرائيلية الوحشية على ابناء الشعب الفلسطيني في عموم الوطن خاصة محافظات الجنوب، المتواصلة من نهاية الاسبوع الاول من تموز الماضي، حتمت على الكل الفلسطيني تعزيز اواصر التكافل الوطني؛ وتجذير روح الوحدة الوطنية؛ وحماية وحدة الارض والشعب والقضية والاهداف الوطنية؛ ودعم حكومة التوافق الوطني، لقطع الطريق على مخططات واهداف دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية.
المؤكد ان السمة العامة، التي وسمت سلوكيات وممارسات ابناء الشعب الفلسطيني بدءا من القيادة السياسية وانتهاء بالمواطن العادي مرورا بالفصائل والقطاعات والمؤسسات العامة والخاصة، صبت بالاتجاه المذكور اعلاه. وحرص الفلسطينيون على وحدة القرار والصف، وهو ما تمثل في الوفد الفلسطيني الموحد برئاسة عزام الاحمد، الذي يفاوض في القاهرة لتحقيق المطالب الفلسطينية المشتركة المعروفة للجميع.
غير ان الصورة الوطنية، المعبرة عن وحدة الشعب والقرار، شابها سلوكيات وممارسات مدانة ومتناقضة مع المصالح العليا للشعب، لأن البعض شاء ان يفرض منطقه وسيطرته على الارض، ومازال يرفض القبول بالشراكة السياسية الجامعة في الميدان؛ وما زال هذا البعض يأخذ القانون بيده، دون وازع وطني او اخلاقي تحت حجج وذرائع واهية، ولا تمت للحقيقة بصلة.
حرصت القيادة الشرعية وفصائل العمل الوطني، خاصة حركة فتح، على غض النظر عن تلك الممارسات، حتى لا تنكأ الجراح، مراهنة على القيادات الراشدة في حركة حماس إعادة الامور إلى نصابها، وكف يد الموتورين عن تشويه صورة الوحدة الوطنية، ولابقاء الصورة المشرقة لوحدة الارض والشعب والاهداف الوطنية راسخة امام دولة التطهير العرقي الاسرائيلية وامام العالم اجمع، مع انه لا يوجد شيء يخفى على المتابعين لاوضاع الحالة الفلسطينية.
غير ان الضرورة الوطنية والحاجة الموضوعية، ستحتم تسليط الضوء على تلك الانتهاكات الخطيرة للوحدة الوطنية بعد قليل، وهي انتهاكات ارتكبتها عناصر من حماس اثناء الحرب، مع الأسف الشديد.
لكن لا بد ان نقول رغم بلاء المقاومة واذرعها، ونجاحها في تحقيق قفزة مميزة في الدفاع والعمليات البطولية لكل اذرع المقاومة بما فيها كتائب عز الدين القسام، إلا ان هذه الاذرع وقعت في اخطاء جسيمة، واصابت جماهير الشعب بكم لا بأس به من الضحايا. قد لا يكون الوقت مناسبا الآن لطرح تلك الاخطاء حفاظا على المصالح الوطنية.
لكن كل هذه الاخطاء، لا يجوز لها ان تنتقص من روح المقاومة ووحدة الارض والشعب والقيادة، وحماية المصالح العليا للوطن.

نظرة أعمق ... قراءة في لحظات وقف إطلاق النار
بقلم: حسام ابو النصر – معا
في ساعات مفاوضات وقف اطلاق النار يعيش الفلسطينيين والإسرائيليين لحظات لا سلم ولا حرب، في حين يحاول كل طرف تسجيل نقاط عسكرية تضغط باتجاه تفوق نقاطه السياسية على طاولة التفاوض، لكننا لن ننسى ان اسرائيل معتدي ومحتل للأرض الفلسطينية وان المقاومة حق مشروع كفلته كل الحقوق الدولية. لكن امام حجم التآمر الامريكي والتخاذل العربي والدولي، بالتأكيد يبقى الفلسطينيين وحدين في المعركة في مواجهة الترسانة الإسرائيلية.
وهنا اسجل نقاط هامة خلال المفاوضات وهي ملاحظات تعطي تفسير لبعض الظواهر التي صاحبت الجلسات، اهمها توحد المطالب الفلسطينية والتي خلطت اوراق مصر وامريكا اتجاه التعامل مع حماس وعدم الاستفراد بها باعتبار ان من يفاوض هو الشعب الفلسطيني كاملا، وهذا اعطى تفسير لتغير التعامل المصري والذي اعتبرته تغير في تعبيرات الوجه اتجاه الفصائل وليس تغير في موقفها اتجاه الورقة، والدليل عدم الاتصال وابلاغ حركة حماس رسميا بالورقة المصرية الأولى من حيث الشكل، اما من حيث المضمون كان الطرح المصري في الورقة الأولى واضح بضرورة وقف اطلاق النار ثم التفاوض دون سقف زمني لهذا التفاوض مما يؤدي لفشل الجلسات قبل انطلاقها فيما يكون سقف التفاوض على اتفاقات 2012 والتي تنصلت منها إسرائيل وأدى ذلك إلى حرب 2014 مع استمرار العدوان وهذا ما دعى حماس قبول تهدئة كيري المخترقة وقبول اسرائيل ورقة مصر المرفوضة.
وبعد تثبيت اول تهدئة لمدة 72 ساعة، وانتهاءهh، وتواصل العدوان، والرد اعتقد ان المفاوضات لم تفشل، بل ما يحدث في الميدان الان هو ضمن اختبار النفس الأطول والكل يرفع سقف المطالب، وإسرائيل لها باع طويل في المرواغة لكن الجديد لدى الفلسطيني ان الطرف المفاوض الان يمتلك ورقة المقاومة على الأرض وليست مفاوضات حياة على قول صائب عريقات، بل هي مفاوضات ساعات ويتبعها الضغط على الزناد، وكما الفلسطيني يعيش تحت العدوان ، فالإسرائيلي تحت مرمى صواريخ المقاومة، مع فارق حجم الدمار وسقوط العدد الكبير من الشهداء الفلسطينيين في محاولة من إسرائيل تدارك حجم خسائر جنودها في إسقاط مزيد من المدنين الفلسطينيين ليصل إلى ألفي شهيد تقريبا.
الولايات المتحدة الأمريكية رغم تعبير وزير خارجيتها عن امتعاض كبير اتجاه السياسية الإسرائيلية في استهداف المدنين وذلك بسقطة " فتح الميكرفون" ومؤمنة بضرورة تحقيق المطالب الفلسطينية لكنها تريد حفظ ماء وجه اسرائيل، وعدم اعطاء أي انجاز للمقاومة لتحقق ما فشلت به مفاوضات العشرين عام، وتؤكد للعالم ان خيار المقاومة الوحيد القادر على ارجاع الحقوق من اسرائيل.
كما ان الولايات المتحدة الامريكية لديها اوراق لم تستعملها اهمها جيمي كارتر شخصية معدتلة ومؤمنة بضرورة الاعتراف الامريكي بحماس بل ويدعو للتفاوض المباشر معها. وتبقى كل الطروحات الاوربية المؤيدة للحقوق الفلسطينية غير ناضجة للتأثير في وقف العدوان بقدر انها داعمة للوضع الانساني في غزة، بل ان الورقة الفرنسية الالمانية تحدثت علنا بضرورة فك الحصار بوجود ممر مائي، في حين يبقى امين عام الامم المتحدة بان كي مون الشاهد الأعمى في كل ما يحصل.
في خضم كل ذلك تخرج جهات عربية تريد تصفية حساباتها مع حماس في وقت تسقط دماء الفلسطينيين ودون مراعاة لشعور الثكلى، بل وينتقدون الدور التركي القطري، بدل ان ويوفروا الدول العربية وقتهم لإغلاق الثغرات التي يدخل منها الاتراك والقطرين يستمرون بالهروب إلى الأمام بمزيد من الاتهامات تغير مسار الانظار عن حقيقة وحجم العدوان على غزة، في حين ان قطر وتركيا تنتظران لحظة التدخل الحقيقي ومازالوا يمتلكوا زمام الأمور وسيحدث ذلك عند فشل الآخرين. وما أريد التأكيد عليه ان الحرب انتهت فعليا ولكن الكل ينتظر الخروج الآمن منها وهذا ما سيأخذ وقت ويدخلنا في مرحلة اللاسلم واللاحرب، في استنزاف يحبس الأنفاس، على طريقة الحرب الباردة ولكنها على صفيح ساخن، لان هذه المعركة يجب ان تنتهي بمنتصر، فالمقاومة تعتبر قبول معظم المطالب هو الانتصار، واسرائيل تعتبر انهاء قدرات حركة حماس والمقاومة اكبر انتصار ، ولا احد منهم سيقبل طعم الهزيمة، ولكن الأكيد ان الشعب الفلسطيني ماضي قدما، بعد ان أصبح له مخالب المقاومة ، وبعد ان كانت قضيتنا لا تتراجع لأنها لم تتقدم ، أصبحت تتقدم بلا تراجع.