تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 01/09/2014



Haneen
2014-09-17, 08:58 AM
<tbody>
اقــلام وأراء محلي الاثنين 1/9/2014



</tbody>


<tbody>




</tbody>
في هذا الملـــــف:
عدوان آخر متواصل في الضفة
بقلم: حديث القدس – القدس
الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة
بقلم: منيب رشيد المصري – القدس
غزة... مفترق طرق
بقلم: هاشم عبد العزيز – القدس
فدرالية مع غزة؛ كونفدرالية مع إسرائيل؟ ..
بقلم: حسن البطل – الايام
رسالة إلى حسن نصر الله
بقلم: د. خالد الحروب - الايام
والآن ما الذي سنفعله بهذا "النصر"
بقلم: غسان زقطان – الايام
حياتنا – مهرجانات الدم والخمر
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
نبض الحياة - برنامج المواجهة
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة














عدوان آخر متواصل في الضفة
بقلم: حديث القدس – القدس
اعلان السلطات الاسرائيلية رسميا أمس وضع يدها على أربعة آلاف دونم من أراضي حوسان ونحالين ووادي فوكين وصوريف وجبع الواقعة غربي كتلة مستوطنات غوش عتصيون، والاعلان عنها كـ «اراضي دولة» تنفيذا لقرار اتخذه المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر في الخامس والعشرين من آب الماضي بذريعة «الرد على اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين»، هذا الاعلان يعتبر تطورا خطيرا جدا من مسلسل العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وحقوقه ويأتي كشف ذلك رسميا بعد توقف العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة، وهو ما يؤكد تواصل عدوان آخر بأشكال مختلفة على الضفة الغربية بما فيها القدس العربية.
البناء الاستيطاني المتواصل في الضفة الغربية وخاصة في القدس ومحيطها لم يتوقف يوما، كما تصاعدت حملات الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة بدعم وحماية الحكومة الاسرائيلية، عدا عن استمرار حملات الاعتقال والمداهمة والمصادرات وهدم المنازل وفرض القيود على حرية التنقل والحركة في مختلف أنحاء الضفة الغربية ... الخ من الممارسات الاسرائيلية وهو ما يعني ان وقف العدوان العسكري على قطاع غزة لا يعني وقف العدوان الاسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني وحقوقه سواء في الضفة الغربية او حتى في قطاع غزة الذي ما زال يعاني من الحصار الجائر الذي تفرضه اسرائيل وما زال الاحتلال يصر بعد انتهاء المعارك على رفضه حقوقا فلسطينية طبيعية بإقامة ميناء ومطار في قطاع غزة.
هذه الصورة الواضحة من العدوان المتواصل يجب ان تشعل ضوءا أحمر لدى كل اولئك الذين خيّل لهم ان وقف العدوان العسكري على قطاع غزة يتيح لهم العودة مجددا الى دوامات المناكفات وضرب وحدة شعبنا الرائعة التي تجلت خلال العدوان وتناسي او تجاهل التهديد الرئيسي الذي يطال الكل الوطني ولا يعقل السماح للاحتلال ومخططاته بالاستفراد بأي من جناحي الوطن فما يضير غزة يضير فلسطين وكذا الضفة الغربية.
إن ما يجب ان يقال هنا ان التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا خلال العدوان على قطاع غزة ، سواء في القطاع او الضفة الغربية من شهداء وجرحى ومعتقلين ودمار هائل، يجب ان تذكر الجميع ان فلسطين بأسرها مستهدفة واننا لم نحقق أهدافنا الوطنية في الحرية والاستقلال وان الواجب يقتضي الآن ليس فقط الحفاظ على حدتنا الوطنية لمواصلة هذه التحديات ، وانما ترسيخ هذه الوحدة والتصدي لأي محاولة للنيل منها، ووقف أية مناكفات او مهاترات شكلت أحد مظاهر الانقسام المخزي في تاريخ الشعب الفلسطيني، وقد سئمها شعبنا. وان ما يجب ان يقال ايضا ان من يصر على مثل هذا النهج انما يعمل ضد إرادة هذا الشعب ويتنكر للضحايا والتضحيات ويمس بمسيرة شعبنا الشاقة والطويلة نحو الحرية والاستقلال.
حان الوقت للتصدي للمهام الجسام الماثلة أمام شعبنا وقيادته وفصائله على اختلافها وفي مقدمتها التحديات التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي يوميا، فالعدوان متواصل والتنكر لحقوق شعبنا بات منذ أمد طويل نهجا لهذا الاحتلال ، ولا يعقل ان تنحرف بوصلة النضال الوطني نحو مهاترات ومناكفات أقل ما يمكن أن يقال فيها انها لا تخدم المصلحة العليا لشعبنا وقضيته.
الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة
بقلم: منيب رشيد المصري – القدس
بعد توقف الحرب العدوانية على قطاع غزة، والوصول إلى وقف لإطلاق النار، بجهود ورعاية مصرية، فإننا الآن أمام مرحلة جديدة بكل تفاصيلها، وأساسها هو عدم الرجوع إلى الخلف في كل ما تم تحقيقه من انجازات على الأرض، والتي من أهمها تعزيز الوحدة الوطنية، والمحافظة على الأجواء السياسية الايجابية والوحدوية التي دفعنا ثمنها دما ودمارا كبيرين.
ما خلفه العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من قتل ودمار ومآسي، يستحق من الجميع الوقوف أمامه ليس من باب حصر الأضرار، وتبيان وحشية آلة الحرب الإسرائيلية، وليس من باب تقديم الإغاثة العاجلة، أو وضع الخطط والآليات اللازمة لإعادة الاعمار، وإلحاق ذلك بإمكانيات خلق آفاق للاستثمار، فكل ما ذكر من وجهة نظري مهم وضروري وواجب المتابعة والعمل عليه، وأيضا وبالتوازي، علينا جميعا أن نقف لتقييم تداعيات وتأثيرات ما حصل في غزة على مجمل العمل السياسي الفلسطيني، داخليا وخارجيا، وما فرضته هذه المرحلة من توجهات أثرت على طبيعة العلاقات بين كافة أقطاب النظام السياسي الفلسطيني.
المطلوب الآن من الكل الفلسطيني الدفع باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية والبناء عليها واستثمارها داخليا وخارجيا، والابتعاد عن كل التصريحات والممارسات التي يمكن لها أن تعكر هذه الأجواء، والتخلص من كل الشوائب التي علقت بالمرحلة السابقة، وتجاوز جميع الخلافات، والسعي للاتفاق على برنامج وطني تحرري يضع وإستراتيجية للتعامل مع المرحلة القادمة من خلال حوار وطني هادئ ومسؤول يجاوب على سؤالين مركزيين هما شكل المفاوضات التي نريد، وشكل المقاومة التي نريد، وما هي المرجعية السياسية للمفاوضات والمقاومة.
اعتقد بأن كلنا يتفق على أن التناقض الرئيس لنا هو مع الاحتلال، وكل شيء عدا ذلك هو تفاصيل علينا إقصائها وتجييرها لصالح تمتين مشروعنا الوطني. موضوع التقييم والمراجعة واستخلاص الدروس، والبناء على الايجابي، وتحييد كل ما هو سلبي، ومعالجة أسباب الخلل، كلها خطوات ضرورية وواجبة التنفيذ، وهي دعوة مفتوحة للجميع لتكثيف العمل من أجل الخلاص من الاحتلال، هذا الخلاص يتحقق عبر تمتين وحدتنا وجبهتنا الداخلية أولا، والارتقاء بالعمل السياسي واستكمال نقله من الحزبي الفئوي إلى الوطني الجامع، وترتيب تحالفاتنا على أساس مصالحنا الوطنية الجامعة، والابتعاد عن لغة التشكيك والتخوين، والتعامل مع الآخر السياسي ومع المواطن على أساس من الشفافية واحترام العقل والرأي.
الأساس استكمال ما بدأنا به وبدى حلما تحقق في نيسان الماضي عندما تم الإعلان عن البدء بالخطوات العملية لإنهاء الانقسام، وتشكيل حكومة التوافق الوطني، وما لحق كل ذلك من عدوان إسرائيلي متدحرج بدأ في الضفة الغربية ثم انتقل بشكل أكثر عنفا وهمجية إلى قطاع غزة، بهدف القضاء على بذور الوحدة الوطنية التي زرعت في مخيم الشاطئ، ولكن أثبت الشعب الفلسطيني بأن إرادته عصية على الكسر، لا بل توحد الشعب الفلسطيني خلف المقاومة سواء على الأرض في قطاع غزة، أو خلفها في القاهرة عندما التف كل الشعب حول الوفد الفلسطيني الموحد لمفاوضات القاهرة.
ما نريده من كل هذا هو عدم تبديد هذه الأجواء، التي غابت لسنوات عن المشهد الفلسطيني، ويمكن البناء على المبادرة التي قيل بأن الأخ الرئيس أبو مازن سيطرحها بعد أن تم التوافق عليها فلسطينيا، والتي تتكون من ثلاث مراحل وصولا إلى الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود العام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، هذا الحل الذي يشكل قاسما مشتركا بين مكونات النظام السياسي الفلسطيني، بعيدا عن الدخول في تفاصيل ما تنص عليه البرامج السياسية لكل حزب أو حركة أو تنظيم منفردا.
الشيء الثابت هو أنه لا يوجد مشروع وطني بدون قطاع غزة ولا يوجد دولة فلسطينية بدون الضفة الغربية، وهما وحدة سياسية وجغرافية واحدة وعلى رأسهم القدس الشرقية، وواجبنا الآن يحتم علينا استكمال خطوات إنهاء الانقسام، وهذا يدعوني للقول بأن مهمة الوفد الخماسي الذي وقع على تنفيذ بنود اتفاق المصالحة في قطاع غزة، لم تنتهي بعد، بل أن مهمته تكتمل، بتنسيق الجهود بين الكل الفلسطيني وصولا إلى تطبيق كافة بنود اتفاق القاهرة في أقرب وقت ممكن، لنصل سويا إلى شاطئ الأمان، وهي الوحدة الوطنية التي ستقودنا حتما لدحر الاحتلال، فالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة هي خيارنا الأوحد وهدفنا الأول.
غزة... مفترق طرق
بقلم: هاشم عبد العزيز – القدس
بعد 51 يوماً من مواجهتها للحرب الاسرائيلية على غزة، فرضت المقاومة الفلسطينية وقف إطلاق النار وكسر الحصار لتضع نهاية حاسمة للعجرفة والاستهتار ، ولتسقط وإلى الأبد ليس "أسطورة" الجيش الذي لا يقهر وحسب، بل ولتفاجئ الرأي العام في عالمنا الدولي والإنساني الذي بقي أسير الاعتقاد أن لا أحد بمقدوره مواجهة إسرائيل في أي مجال كان، فكيف في الجانب العسكري الذي يعتبر الأقوى في هذه المنطقة، وهو إلى ذلك يتكئ إلى الدعم والإسناد الذي تقدمه بسخاء الولايات المتحدة، إذ في مقابل هذا فشلت الحرب في تحقيق أهدافها ومنيت إسرائيل بهزيمة استراتيجية عسكرية وسياسية، ولأول مرة لا تخرج من حروبها بمكاسب بل تدخل نفق دفع ثمن الدمار وفي أزمة داخلية عميقة وحادة ومتداعية .
كيف حدث هذا؟
قد يكون مناسباً الإشارة إلى أن هذه الحرب لم تكن من أطول الحروب الاسرائيلية في انتهاكات الحرب ضد الإنسانية فقط، بل كانت من أشمل الحروب وأوسعها في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
فالحرب بدأت في الضفة الغربية وامتدت إلى القدس وانفجر بركانها على غزة، وبهذا المعنى كانت الحرب حرب اسرائيل لا حرب المقاومة، التي لم تتفاجأ بالعدوان لكنها اجترحت المفاجآت التي غيرت مجريات الأمور وفتحت بوابة الزمن الفلسطيني المفتوح على استعادة الحقوق المسلوبة، ومن المفاجآت:
التأثير البالغ في الوضع داخل إسرائيل بعد أن امتدت يد المقاومة إلى العمق، والارتباك الذي أصاب القيادة العسكرية الاسرائيلية والعجز الذي وصل لأول مرة في إسرائيل حد الطلب من المستوطنين في حدود غزة البحث عن ملاجئ .
الرد على استهداف الوفاق الوطني بتناغم العمل السياسي للسلطة والكفاح الميداني للمقاومة والتصدي للاستفراد بالمقاومة بجبهة المواجهة التي انخرطت فيها كافة فصائلها، والالتفاف الشعبي الذي كان يتعاظم في وجه التدمير الشامل والقتل المفتوح والذي عاشه الفلسطينيون بتضحياتهم في غزة وبمشاركتهم الفعالة في الضفة والقدس وسكان الداخل الفلسطيني وفي الشتات، وهم وحدهم الذين أحدثوا التغيير في المعادلة لمصلحة قدرة إرادة الحق الفلسطينية الانتصار على قوة اسرائيل .
نعم لقد كانت التضحيات كبيرة، التدمير طال الآلاف من المباني والوحدات السكنية والأبراج والمجمعات التجارية والمدارس والكنائس والمساجد والمستشفيات والأسواق والحدائق والملاعب والمزارع والورش والمعامل وكامل البنى التحتية من كهرباء ومياه وآلاف الشهداء منهم 600 طفل وقرابة عشرة آلاف جريح وفي الأغلب أطفال ونساء ومسنون .
من هذه التطورات الفلسطينية يمكن القول إن أيام غزة أحدثت تغييراً جذرياً عما كان عليه الوضع في شأن ما يعرف بالأزمة "الشرق أوسطية"، فهي لم تعد قابلة للارتهان للعبة المفاوضات الأميركية ولا الابتزاز والاسرائيلي .
والأدل على هذه الحقيقة إعلان القيادة الفلسطينية في يوم إعلان اتفاق وقف إطلاق النار خطوط مسار العمل الوطني في المرحلة القادمة وهي: احترام وقف إطلاق النار والتمسك بالوحدة الوطنية وتعميقها ووضع خطة وطنية لإنهاء الاحتلال ومواصلة الشعب الفلسطيني لكفاحه واستعادة حقوقه المسلوبة والانتصار للسجناء الفلسطينيين والانعتاق من قبضة الاحتلال .
وقبل هذا إعلان الرئيس الفلسطيني أن "الدخول في مفاوضات غائمة أمر غير مقبول"، كما أن عالمنا بأسره صار لا يحتمل استمرار فظائع الانتهاكات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني .
هنا يمكن القول لقد كان الفلسطينيون ومقاومتهم في مواجهة العدوان أكبر وأكثر مما كان مطلوباً منهم، وقد اجترحوا معجزات قهرت القوة الاسرائيلية وعليهم الآن أن يسموا عن الصغائر التي يجد فيها المتلاعبون بقضية هذا الشعب ضالة خداعهم لغايات وعلى حساب الوحدة الوطنية الفلسطينية .
للفلسطينيين كامل الحق بهذه اللحظة من النصر الذي اجترحوه بإرادتهم وسطروه بدماء شهدائهم وجرحاهم ومهروه بأغلى تضحياتهم أن يفرحوا ويردوا على تباكي نتنياهو لأحوالهم و"تعاطفه" بكل ما لديه من عنف.

فدرالية مع غزة؛ كونفدرالية مع إسرائيل؟ ..
بقلم: حسن البطل – الايام
صار البرنامج المرحلي للتحرير برنامجاً استراتيجياً للدولة المستقلة المنشودة. لكن، وحسب خطة وضعها رئيس السلطة، فقد صار البرنامج الاستراتيجي للاستقلال، والدولة، وتقرير المصير، "ممرحلاً" بدوره!
1ـ مهلة زمنية من أربعة شهور أمام الأميركان للدفع نحو اعتراف إسرائيل بترسيم حدود دولة فلسطين.
2ـ الذهاب لمجلس الأمن للحصول على قرار بجلاء الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة محددة.
3ـ الخيار الثالث، في حال فشل الخيارين السابقين، هو انضمام فلسطين إلى جميع المنظمات الدولية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية.
تقول مصادر القيادة الفلسطينية إن هذه الخطة ذات المراحل الثلاث، وُضعت بالاتفاق مع حركة "حماس".
المطروح رسمياً، فلسطينياً وعربياً ودولياً، من مشاريع الحل السياسي هو الحل بدولتين، والمطروح غير الرسمي هو دولة واحدة/ مشتركة للشعبين.
إسرائيل، المتطلعة والمشترطة الاعتراف بـ "دولة يهودية" للحلّ السياسي بعيدة عن البديل المطروح، غير الرسمي، لكنها ليست قريبة من مشروع الحل السياسي الرسمي وهو "دولتان للشعبين".. وهذا على رغم "مرحلته" بدوره على مدى خمس سنوات أو عشر!
هل هي مصادفة أن تأتي سائر مشاريع الحل، رسمياً من الطرف الفلسطيني: دولة علمانية ديمقراطية في برنامج 1968. سلطة وطنية فلسطينية في برنامج النقاط العشر (المرحلي؟) لعام 1974. دولة مستقلة على خطوط 1967 في برنامج إعلان الاستقلال العام 1988.
إلى ذلك، وبشكل غير رسمي تماماً، لم يستبعد الفلسطينيون (إن كنتم تتذكرون تصريحات عرفات) حلاً كونفدرالياً مع الأردن، أو حلاً كونفدرالياً مع الأردن وإسرائيل، أو حلاً على غرار "دمينون" بين دول الشمال الأوروبي.
مع كل ذلك، مرّت 12 سنة على مبادرة السلام العربية، التي هي إطار عربي ـ إسلامي، لشروط إقامة دولة فلسطينية، دون أن تقول إسرائيل لها "نعم"!
الآن، تقول، بعد الحرب الثالثة في غزة وعليها، بعض إسرائيل الرسمية "لعم" لحكومة الوفاق، ولدور سياسي وإعماري وأمني، للسلطة الفلسطينية؟
الآن، أيضاً، يقول رئيس السلطة إن محو آثار الانقسام يتطلب شهوراً وسنوات، كما يقول خبراء دوليون إن إعادة إعمار قطاع غزة تتطلب سنوات أطول (حتى عشرين سنة في تقدير بعض الخبراء).
المفاوضات اللاحقة للهدنة ستدور حول تحسين شروط إنهاء حصار غزة، ومن ثم حول الميناء والمطار، إسرائيل تشترط نزع سلاح المقاومة للنظر في الميناء والمطار.. لكن، لو حسنت نوايا إسرائيل لقالت للفلسطينيين: باشروا بناء مطار وميناء، لكن تشغيلهما، بعد سنوات، سيكون بناء على اتفاق كما كان إبّان تشغيل مطار غزة في رفح.
نظرة إلى الخارطة الجغرافية ستقول، بفصيح اللسان، إن إسرائيل تشكل "إسفيناً" بين جناحي الدولة الفلسطينية المنشودة وجوزة صلبة جداً، لكن هذين الجناحين لا يشكلان معاً "كمّاشة" أمنية لإسرائيل.
يقترح معلّق فلسطيني انتقال حكومة الوفاق إلى القطاع، كلياً أو جزئياً للإشراف على إعادة الإعمار، وكان البعض، حتى في صفوف "حماس"، قد اقترح زيارة لرئيس السلطة إلى غزة.. ما هي الضمانات الأمنية لحرس رئاسي يشرف على المعابر؟
للأسف، عاد بعض أجواء "اللا ثقة" بين الفصيلين الأكبرين الفلسطينيين، ويبدو لي أن "حماس" حاربت إسرائيل لتنتصر على "فتح" أو لـ "تحتل" السلطة، هذا دون علاقة بخطة زعمت إسرائيل كشفها لـ "انقلاب" حمساوي للسيطرة على الضفة بعد فوضى ناشئة عن عمليات ضد إسرائيل.
لماذا لا يكون الحل أبعد من "الوفاق" و"الاتفاق" السلطوي ـ الحمساوي، أي تطوير الحكم المحلي الفلسطيني إلى حكم جغرافي فدرالي، أو لا مركزي، بين شطري الدولة الفلسطينية، علماً أن قانون الحكم المحلي الفلسطيني أحسن، ولو نظرياً، من قوانين الحكم المحلي في الدول العربية.
هذا حل مقترح فلسطيني ـ فلسطيني، يكمله حل مقترح فلسطيني ـ إسرائيلي وهو الكونفدرالية بين دولتي فلسطين وإسرائيل، وهذا لا يتنافى مع "ترسيم" الحدود بين دولتين مستقلتين لكل دولة علمها ونشيدها الوطني، ووزاراتها السيادية، وجواز سفرها، أيضاً.
أمامنا نموذج كردستان ـ العراق، ومن قبل نموذج ألمانيا الاتحادية (قبل استعادة الوحدة) وحتى نموذج الكانتونات السويسرية، وولايات الولايات المتحدة. فلماذا لا يكون في أرض فلسطين نموذج للكونفدرالية، يشكل حلاً للتشابك الجغرافي والديمغرافي والأمني.. والتاريخي، أيضاً؟
الوضع الراهن هو كما صورة رسمها محمود درويش في آخر قصائده: "اثنان في حفرة". المشكلة بدأت في فلسطين، والحل يبدأ في أرض ـ فلسطين. حل قوامه "المصالح" المشتركة لا الروايات غير المشتركة، وربما الشرق الأوسط الجديد بعد انجلاء الموجة والهوجة، ومسار التفتت الحالي للدولة القطرية. انظروا إلى الاتحاد الأوروبي، ودولة ليست "تاريخهم تاريخنا لولا الخلاف على مواعيد القيامة".


رسالة إلى حسن نصر الله
بقلم: د. خالد الحروب - الايام
أحد أهم الأسس القوية للدمار الفكري والسياسي والاجتماعي الذي تشهده بلداننا يكمن في انتشار عفن التطرف الطائفي وسعار التعصب الديني الذي يفتك بمجتمعاتنا، ويذريها في كل اتجاه.
سوف يكتب مؤرخو المستقبل عن هذه الحقبة السوداء أن الارتكاسة الحادة نحو التطرف الديني الذي يأخذ وجوها لا حصر لها هو المسؤول الأول عن الشلل الذي ضرب المجتمعات وقواها وطاقاتها. وأن بروز قيادات دينية تنافح عن ذلك التطرف وكل منها يريد أن يبني "الدولة الإسلامية" كما يراها، هو أيضا السبب في استدامة ذلك الشلل.
لقد تم اختطاف الدين وقيمه الإنسانوية التسامحية الأولية، وأُعيد تفسيره كي يخدم الفكر الطائفي، والمذهبي، وليتم حشره في أضيق نظرة ممكنة، عوض الإبقاء على اتساع أمديته الأصلية وتوسيعا زمانا ومكاناً.
لقد اختطف الدين وتم تحويله إلى أداة لخدمة السياسة والأهداف الآنية والمصلحية إن بيد الدول والحكومات أو بيد المنظمات والجماعات التي تتناسل بشكل مدهش.
ولن تتخلص المنطقة وبلداننا وشعوبنا ومجتمعاتنا من هذه الحقبة المظلمة ما لم تتم إعادة الدين إلى رحابه الروحية، وعدم خلطه بالسياسة، وكشف كل خاطفيه ومستخدميه.
حول هذه المعاني قرأت مؤخرا رسالة في غاية العمق والمرارة والتعبير الداخلي الدقيق عن الحالة المجتمعية التي تحولنا إليها بسبب تسييس الدين وتديين السياسة، وموجهة إلى حسن نصر الله الامين العام لحزب الله، ووجهها له الكاتب اللبناني رؤوف قبيسي.
الرسالة طويلة جداً وتستحق أن تُنشر كاملة في الإعلام العربي وأن تُقرأ في كل مكان وتعمم، ليس لأنها موجهة إلى نصر الله وحسب، بل ولأنها تفكك ادعاءات إسلاموية كثيرة حول الدولة الإسلامية (الطائفية) التي لا تعمل إلا على تفتيت النسيج الاجتماعي وتدمير البلدان.
استسمح الزملاء الكرام محرري هذه الصفحة لاقتباس بعض الفقرات المهمة من تلك الرسالة والتي لا تحتاج إلى تعليق أو أي إيضاح. يقول قبيسي:
"... أحسبكَ تعرف من اسمي أيها السيد، إنني أنتمي بالهوية المسجلة في الدوائر الحكومية اللبنانية، إلى الطائفة الشيعية في لبنان، ولا أحسب من عائلتي في لبنان من ينتمي إلى غير هذه الطائفة، لكن أحب أن أقول في مستهل خطابي هذا إليك إنني لست "شيعياً" ولن أكون، ولست متديناً ولن أكون، وأعتبر هذه "التصنيفات" تقليداً يفسد الوصية، كما جاء على لسان "المسيح" في الأناجيل، وخروجاً على الإيمان الإسلامي، الذي يعلو على ما هو "شيعي" و"سني"، لا نور لي هنا ولا هداية، إلا الآية الكريمة من سورة "آل عمران" التي تقول: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
لا أريد أن أفهم حبل "الله" هذا إلا الإيمان برسالة تحضّ على عدم التفرقة بين الناس، لأن الناس ساعة ينقسمون لا يعودون مؤمنين، بل يصيرون متدينين متعصبين، وتبدأ بينهم الحروب، وفي الحروب يوارى الإيمان التراب، وتنبت الغرائز. أما التقي المكرم عند "الله" هنا فقد يكون مسلماً، أو مسيحياً، وقد يكون يهودياً أو بوذياً، وقد يكون ملحداً أيضاً، وكلنا اختبرنا في حياتنا بشراً لا يصلّون ولا يصومون، ولا يدخلون المعابد لكنهم، أقرب إلى "الله" من بشر متدينين يحجّون ويصلّون ويصومون!
عندي أن من الخطأ أن يقول امرؤ عن نفسه إنه "شيعي"، أو "سنّي" وإنه على نهج هذا الإمام أو ذاك. هذه "التوجهات" قد تكون محمودة العواقب في بيوت وأندية مغلقة، بين متصوفين وطبقات من الناس مثقفة وقديرة وواعية، تدرك معاني الكلم، وتعرف الفرق بين التدين والإيمان، لكن ساعة تهبط هذه "التصنيفات" إلى الشوارع والأزقة والقرى والدساكر، وخصوصاً في بلادٍ، معدلات الجهل والأمية فيها عالية، تتحول إلى عصبية هوجاء تهدد نسيج المجتمع، عندها يبدأ "الشحن الطائفي"، تقوم به شياطين فاغرة أفواهها، ودول لا تسعى إلا إلى مصالحها الخاصة!
حين يقول المتديّن إنه "شيعي" أو "سني" فهذا يعني أنه بدأ يتعصب، وأن القرآن في نظره ليس كافياً للوصول إلى "الله"، في حين أن المؤمن يكفيه حبل خلاص واحد هو حبل "الله"، العروة الوثقى التي تجمع الناس، وأما الحبال الأخرى فليست إلا "تصنيفات" تفرّق ولا توحد، وتوجد فجوات بين الناس، وطريقاً أولها جحيم في الأرض، وآخرها جحيم في السماء!
* * *
أنت أكثر من يدري يا سيد حسن، أن ما تشهده بلادنا من فتن وحروب هو من فعل التدين، والعصبيات المذهبية التي لا علاقة لها بالإيمان. والقرآن يقول: "قالت الأعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم".
أنت أكثر من يعرف يا سيد حسن، أن الخلافات بين "السنّة" و"الشيعة" بدأت تحرق أخضر الأرض ويابسها، وتؤدي إلى قتل الأبرياء وتشريدهم من قراهم وبيوتهم، وأخالك تضع اللوم على "خلايا نائمة" و"قوى من الخارج" تعبث بالأرض و"المقدسات".
هذا أمر لا أشك فيه، هو من السياسة التي لا أفهم منها شيئا، لكن ما أعرفه حق المعرفة، وأخالك تعرفه يا سيد حسن، ويعرفه القاصي والداني، وكل من نظر في كتبنا وتاريخنا، أنه لو لم تكن في ثقافتنا فجوات، لما تمكنت "قوى الشر" من التسلل إلى ديارنا والعبث بمصائرنا. هناك إذاً شيء فينا خطأ، موجود منذ القدم، ولا يزال. موجود من قبل أن تنشأ إسرائيل وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، وقبل أن يسمع العرب بشيء اسمه الاستعمار!
نعم يا سيد حسن، هنا تكمن العلة وهنا يجب أن يبدأ الصراع أولاً، وليس على الحدود! أنت تعرف يا سيد حسن، أن مصدر هذه العلة ليس القرآن الذي هو، أو يجب أن يكون، منارة الإيمان الوحيدة، بل من السيرة التي دوِّنت بعد وفاة الرسول وكتبها مؤرخون مختلفو الأهواء والمذاهب، ولعبت فيها المصالح السياسية والدنيوية كل مذهب، لمصلحة هذا الخليفة أو ذاك، هذا الحاكم أو ذاك، ثم انقسم "المسلمون" شيعاً ومذاهب، قامت على أساسها دول كبيرة، منها عثمانية أخذت بالمذهب السنّي الحنفي، وأخرى فارسية أخذت بالمذهب الشيعي الجعفري، وذلك كله بتدابير سياسية مخالفة للقرآن وروح الإسلام.
... كل طائفة في لبنان لها "خصوصيتها" المميزة، العزيزة على كل فرد من أبناء هذه الطائفة أو تلك. لا بأس في هذا التعدد، الخطر يكمن ساعة تتحول هذه "الخصوصية" إلى سياسة وسلاح، وتكون فيها غلبة طائفة على أخرى، عندها تتحول إلى عصبية هدامة وتثير نعرات "خصوصيات" الآخرين وغرائز دهمائهم، وتدخل الوطن في خطر.
تظهر هذه الغلبة في خلط الدين بالسياسة، أو حين يكون نظام البلد طائفياً، كما الحال في لبنان. من هنا نفهم أن الدولة الطائفية دولة كافرة، غير إنسانية، عنصرية تصنّف مواطنيها على أسس دينية.
إذا سألتني يا سيد حسن عن" دولة الإيمان" المرتجاة، فسأقول لك إنها ليست "ولاية الفقيه" حتماً، وليست "دولة العراق والشام" حتماً، وليست "دولة القاعدة" ولا "دولة الإخوان المسلمين" حتماً، ولا إمارات "طالبان" و"جبهة النصرة"، وكانتونات العلويين والدروز والموارنة. هذه كلها لون واحد، عقل واحد ونهج واحد، "خصوصيات" أحادية، لا مكان فيها لروح آخر، وعقل آخر، وفكر آخر.
الدولة المدنية هي دولة الإيمان الوحيدة، وهذه وجدت في الغرب بعد صراع مر مزمن بين الغريزة والعقل، بين الجهل والعلم، وبين التدين والإيمان! إنها الدولة الوحيدة التي تحفظ حقوق الناس، ويتساوى فيها المواطنون أمام القانون، هي "دولة الله" الوحيدة على الأرض، وما عداها كفر وعنصرية وحروب.
ألم يقل الشيخ الإمام محمد عبده: "ذهبت إلى الغرب فرأيت إسلاماً ولم أر مسلمين، ثم عدت إلى بلاد المسلمين فرأيت مسلمين ولم أر إسلاماً"!؟
هذا الإسلام الذي وجده "رائد الإصلاح" في الغرب، لم يكن إلا في كنف الدولة المدنية. محمد عبده هو الذي قال: "الإسلام مجموعة من القواعد العامة يقتدي بها البشر في المجتمع والحكم، لكنه، أي الإسلام، لم يأت بقوانين تفصيلية، وعلى البشر أن يستعملوا عقولهم في وضع التفاصيل".
محمد عبده هذا هو الذي قال أيضاً إن الإسلام محجوب بالمسلمين، ونادى بتعليم المرأة، وقال إن العدل لها لا يمكن أن يتحقق في تعدد الزوجات، وعارض الحجاب والنقاب، وقال إن لا نص في الشرع يوجبهما، وإنهما "عادتان ناتجتان من الاختلاط بأمم أخرى".
محمد عبده هو الذي وقف ضد التكفيريين والمتزمتين، وقال قولته الشهيرة: "إنما هو دين أردت إصلاحه وأحاذر أن تقضي عليه العمائم"!
والآن ما الذي سنفعله بهذا "النصر"
بقلم: غسان زقطان – الايام
ثمة جدل يتسع ويذهب بعيداً في الفضائيات وعلى صفحات التواصل الاجتماعي حول من المنتصر في الحرب على غزة، جدل عبثي هو صدى واضح لجدل السياسيين وخطاباتهم واحتفالات النصر التي ستنقشع أدخنتها وغبارها عن مدينة مدمرة، سيذهب المحتفلون الى بيوتهم في النهاية او مناطق الإيواء في غزة، ستبهت الهتافات وسينزل "ابو زهري" الناطق باسم حماس وملقي خطاب النصر عن أكتاف المتظاهرين ويمشي على الأرض، سيطوي حاملو الرايات بألوانها الفصائلية راياتهم ويعيدونها الى مخازن التنظيم كعهدة للمسيرة القادمة، ربما ذلك الفتى الصغير الذي كان يلوح بعلم البلاد الصغير من فجوة في احد البيوت المدمرة هو الوحيد الذي سيعود بعلمه والخشبة التي ثبته عليها إلى بيته، يبدو منزليا تماما، العلم، وفقيرا ومرتبكا في مهرجان الأعلام الملونة كبلادنا.
لنتفق أولا على أن اسرائيل هي الخاسر الرئيس في هذه الحرب، وأن الثلاثي نتنياهو ووزير دفاعه يعلون ورئيس اركانهما غانيتس، هم من يجري شدهم الآن من ياقاتهم واقتيادهم الى المقصلة التي بدأ الثنائي اليميني بينيت وليبرمان نصبها لهم بهمة عدو واستعجاله منذ حادثة اختطاف المستوطنين الثلاثة في مستوطنة "كفار عتصيون".
يعرف نتنياهو أن ذلك يحدث وأن اللغة لم تعد كافية أمام "تحالف الأشرار" الذي يتجول في غرفة نومه ويتدخل في كوابيسه، بينما يتهاوى اسمه في استطلاعات الرأي وتتبخر معجزاته في الاقتصاد والأمن والإعلام وتتآكل هيبته، تحديدا من معسكره ومن أشقائه وأنسبائه المستوطنين، فقد أظهر آخر استطلاع للرأي العام في إسرائيل نشره التليفزيون الإسرائيلي (القناة الثانية) الأسبوع الماضي أن الثقة بأداء رئيس الحكومة الإسرائيلي قد انهارت بشكل مفزع حتى بلغت نسبة الراضين عن أدائه في الحرب على غزة 38%، فيما وصلت في الأيام الأولى للحرب 82%.
على الجانب الآخر، جانبنا، لم ينجح "الإخوان المسلمون" في تنظيف غسيلهم في غزة، لم تنجح شيطنة مصر وعزلها شعبيا وسياسيا، لم تنجح أفكار التشكيك ودسائس الجزيرة في الإساءة لخصوم الجماعة، مؤتمر باريس كان مأساة حقيقية وكارثة ديبلوماسية، لم تنجح هذه المرة حيلة احتكار المواجهة و"النصر" رغم الخطابات والمسيرات واحتفالات النصر وانفعال موظفي الجزيرة وإدارتها الجديدة وضيوفهم، فقد سمحت الفترة الطويلة للمواجهة باختراق التعتيم الذي تفرضه عادة حماس على أدوار الفصائل والأجنحة العسكرية الأخرى، وكان واضحا الدور الأساسي في المواجهة لحركة الجهاد الإسلامي سواء على الصعيد العسكري أم في الأداء السياسي، وهذا يشمل كتائب الأقصى رغم ملاحقة ومطاردة أجهزة حماس لها والتي وصلت حد الاعتقال والإقامة الجبرية واطلاق النار في ظاهرة جنونية غير مسبوقة، كذلك كان يمكن التقاط دور واضح لفصائل اليسار الديموقراطية والشعبية في الميدان وضمن الوفد الموحد، يمكن هنا الإشارة الى قناة الميادين التي فككت احتكار الجزيرة ووفرت منبرها لمعظم المتضررين من أعلام القناة القطرية.
الرئيس محمود عباس التقط المعادلة الجديدة التي تشكلت بعد العدوان وأعاد من خلالها بناء مبادرة سياسية من ثلاث مراحل مرتكزاً على المنجز السياسي الذي تعزز بالاعتراف الدولي بفلسطين كدولة مراقبة في الأمم المتحدة من جهة، وعلى الحقائق التي فرضتها المقاومة في الميدان، اضافة الى حركة المقاطعة الدولية المتصاعدة لإسرائيل والتي هي مزاج دولي داعم للتوجهات الفلسطينية، المبادرة باتت على الطاولة الآن مع إشارة واضحة حول موافقة خالد مشعل عليها، وهو أمر لم تنفه حماس حتى الآن، هي مبادرة تنطلق داخلياً من شرعية السلطة الوطنية ووحدة القرار السياسي والعسكري.
السؤال المحوري في كل هذا الجدل وإثارة الغبار هو ما الذي تريده حماس حقاً؟.

حياتنا – مهرجانات الدم والخمر
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
وسط مهرجانات الدم المنتشرة في عالمنا العربي في مشرقه ومغربه.. وفي صحراء ليبيا وجبال تونس وغابات الصومال واليمن والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وسيناء.. حيث يشرب عرب دم عرب ومسلمون دماء مسلمين.. وأجانب متأسلمون وعجم وترك ومحتلون اسرائيليون الدم العربي المصفى بواسطة عرب آخرين.. أعلنت شركة عربية عن مهرجان شرب الخمر.. لم تثر مهرجانات شرب الدم حفيظة أحد.. ولم يرغ أحد ويرعد ويزبد على ذبح العربي في بلاده من المحيط إلى الخليج لأن منظر الدم المسفوك ظلما بات عادياً ولأن هناك قنوات وأنظمة وتيارات تحرض عليه وتزين سفكه دون مساءلة.. أما عندما أعلنت تلك الشركة عن مهرجان شرب الخمر.. فقامت قيامة بعض الناس وأظنهم أعلنوا النفير العام لغزوة المهرجان وتحطيم الكؤوس والدنان. لأن شرب المنكر ما بعده منكر.. أما ذبح الأبرياء وترميل النساء ونكح القاصرات وتعهير الطاهرات فهو مباح.
يروى أن وفداً من قضاة القدس ودمشق توجهوا إلى بغداد لطلب النجدة من آخر الخلفاء وكان خاضعاً لسلطان سلجوقي يتهيمن على دولة الخلافة ضد الفرنجة الذين احتلوا فلسطين.. فلم يجبهم وذهبوا إلى السلطان السلجوقي فلم يفهم كلامهم لأنه لا يعرف العربية.. وعندها قرر قاضي قضاة الشام التوجه إلى الناس وكان يوم جمعة في رمضان فوقف على المنبر وخطب بحماس وانفعال داعياً إلى الجهاد لتحرير بيت المقدس وليس إلى جهاد النكاح ولم يتأثر أحد من المصلين فأصابه اليأس ومد يده إلى إبريق ماء وتظاهر بشرب جرعة ماء.. وهنا هب المصلون غاضبين وهم يصرخون أو تفطر في رمضان فوق المنبر.. فوضع الرجل الإبريق.. وقال "الآن عرفت حدود دينكم" وقفل راجعاً إلى دمشق..
الآن لو وقف أحدهم ودعا إلى ارتكاب مذبحة أو حفل نكاح جهادي لتقاطر الناس إليه مهللين مكبرين والعياذ بالله.
نبض الحياة - برنامج المواجهة
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
في الاجتماع المنعقد في مقر الرئاسة مساء السبت، الموافق 23 آب عرض الرئيس ابو مازن برنامج مواجهة للاحتلال الاسرائيلي، بعد ان اعلن في كلمة مقتضبة مباشرة امام القيادة وللشعب عن وقف إطلاق النار، وهدنة مفتوحة. كما اكد ضرورة وقف سياسة الحروب الاسرائيلية كل سنتين حرب همجية على محافظات الجنوب، وربط ذلك بضرورة وضع حد لارهاب إسرائيل المنظم من خلال التوجه لخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
في الاجتماع ذاته، طرح الرئيس محمود عباس رؤيته التكتيكية للمواجهة مع إسرائيل، ووضع على الطاولة ثلاثة مستويات للتحرك الوطني، اولا إعطاء الولايات المتحدة فترة اربعة اشهر لاقناع إسرائيل بالالتزام بخيار حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وان وافقت على ذلك، تتم العودة للمفاوضات لفترة زمنية محددة وقصيرة لوضع الترتيبات لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وترسيم الحدود بشكل نهائي بين فلسطين وإسرائيل. وان لم تنجح الادارة الاميركية، وهو الارجح، يتم التوجه للسيناريو الثاني، وهو التوجه تحت المظلة العربية لمجلس الامن للاعتراف بدولة فلسطين عضوا كاملا في الامم المتحدة، وإصدار قرار ملزم بانسحاب إسرائيل من اراضي الدولة الفلسطينية المحتلة؛ وان استخدمت الولايات المتحدة الاميركية حق النقض (الفيتو) على مشروع القرار العربي، وحالت دون ذلك، وهو ايضا الاحتمال المتوقع في ضوء المعطيات الماثلة والمعروفة عن مواقف اميركا من الحقوق الوطنية الفلسطينية؛ يتم التوجه للسيناريو الثالث وهو الانضمام للمنظمات الدولية الـ (522) وملاحقة إسرائيل في المنابر والمحافل الاممية، حتى تتراجع عن خيار الاحتلال والعودة لجادة السلام؛ مع وقف كل اشكال التنسيق مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية.
هذه الرؤية البرنامجية تحتاج الى جهود فلسطينية عربية واممية مشتركة في كل سيناريو من السيناريوهات، مع ان السيناريو الاول والثاني من الصعب تصور تحقيقهما، وذلك لسببين الاول إسرائيلي، كون حكومة نتنياهو، لن تقبل من حيث المبدأ العودة لحدود الرابع من حزيران عام 1967، وهي ترفض عودة القدس الشرقية للدولة الفلسطينية، كما سترفض الانسحاب من الغور، وحدث ولا حرج عن عودة اللاجئين على اساس القرار الدولي 194. والثاني ان الولايات المتحدة، لن تمارس اي ضغط جدي على إسرائيل، اضف إلى انها تتساوق مع الرؤية الاسرائيلية إلى حد بعيد، كما انها ستبقى تناور من خلال المحافظة على وجود حركة حماس كشوكة في حلق الوحدة الوطنية، لعل وجودها في القطاع، وتعزيز دورها يمكن اميركا من استعادة زمام الامور في مصر، من خلال إسقاط نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي وعودة جماعة الاخوان؛ اما السيناريو الثالث فهو السيناريو الممكن والقابل للتحقق. ولكنه يحتاج الى موقف عربي موحد، وضمان دعم حقيقي للموقف الفلسطيني على كل الصعد والمستويات، وخاصة بتأمين شبكة الامان والمظلة المالية لدعم موازنة دولة فلسطين، وهي (الدول العربية) قادرة على تحدي الموقف الاسرائيلي إن ارادت ذلك.
غير ان القيادة الفلسطينية مطالبة اولا بخلق مناخات فلسطينية عربية إيجابية، بعيدة عن المنغصات، ومتجاوزة عوامل الافتراق والخلاف مع الدول الشقيقة، وتكريس مبدأ "عدم التدخل في الشؤون العربية". وثانيا عقد قمة طارئة لترسيم السيناريو الفلسطيني، ووضع آليات عمل جدية وواضحة لتحقيق الخطوة الفلسطينية العربية ومستندة للاستخدام الامثل لاوراق القوة العربية في التصدي لسياسات الولايات المتحدة واسرائيل على حد سواء، ثالثا محاولة الاستعانة بكل من الاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي وكل الاقطاب الدولية كالصين واليابان والهند والبرازيل والارجنتين وغيرها ومنظمة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الاسلامي ومنظمة الوحدة الافريقية للضغط على اميركا واسرائيل لتجسيد خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67.
وفي حال فشل السيناريو الثالث، ولم يرتق العرب لمستوى المسؤولية وتلكأت القوى الدولية بالضغط على إسرائيل واميركا، على القيادة فتح الباب امام السناريوهات المختلفة دون استثناء. ولكن في كل الاحوال لا يجوز حل السلطة او تسليم المفاتيح لنتنياهو، الذي لن يكون جزءا من المشهد السياسي الاسرائيلي في المستقبل المنظور.