Haneen
2014-09-17, 09:02 AM
<tbody>
اقــلام وأراء محلي السبت 6/9/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
في هذا الملـــــف:
v مرحلة الكل الوطني
حديث القدس – القدس
v معادلة .. التطرف تحصيل حاصل؟!
بقلم: حمدي فراج – القدس
v اسرائيل تتجنب السير في طريق السلام
بقلم: حديث القدس – القدس
v من سيقطع دابر "الداعشتانية"؟
بقلم: حسن البطل – الايام
v نتنياهو يَقْصِف "خطَّة عباس"!
بقلم: جواد البشيتي – الايام
v تراجع منسوب حب الوطن
بقلم: صلاح هنية – الايام
v ومضات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
v تغريدة الصباح - في زمن "الدواعش"
بقلمك: عدلي صادق – الحياة
v القدس بين النخوة والرغوة
بقلم: جواد بولس – الحياة
v نبض الحياة - اميركا والرسالة الفلسطينية
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v ألأبـــلـــه
بقلم: د.ناصر اللحام – معا
مرحلة الكل الوطني
بقلم: حديث القدس – القدس
الأزمة الانسانية القاسية التي خلفها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة حيث عشرات الآلاف الذين ظلوا حتي الآن دون مأوى والدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية والمصانع والمزارع وممتلكات المواطنين ومنازلهم والعدد الكبير من الجرحى وارتفاع نسبة البطالة الى ارقام قياسية عدا عن فقدان اكثر من الفي شهيد، مع استمرار الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة وعودة اسرائيل الى انتهاكاتها ومواصلة عدوانها في الضفة الغربية سواء على صعيد الاستيطان او تنفيذ مخططات تهويد القدس أو حملات الدهم والاعتقال أو مسلسل التحريض الدائم ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ...الخ من الممارسات الاسرائيلية، كل هذا يطرح السؤال: ما العمل أمام هذا الحجم والتحديات الجسام ؟
التحدي الاول يكمن في إعادة اعمار قطاع غزة وازالة آثار العدوان، وهو ما يتطلب جهدا مكثفا على مدار الساعة سواء من قبل الرئاسة أو الحكومة أو فصائل العمل الوطني سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيدين العربي والدولي، فلا يعقل ان تبقى عشرات آلاف الأسر الفلسطينية دون مأوى كما لا يعقل ان تبقى عشرات آلاف الأسر ايضا دون لقمة عيش جراء ارتفاع نسبة البطالة وتدمير لمصانع والمزارع والمؤسسا. فالمطلوب هنا حلول عاجلة مع اقتراب فصل الشتاء وبدء العام الدراسي، وهذه الحلول ليست بديلا عن إعادة اعمار اشمل وفق استراتيجية واضحة وبما ينسجم مع بناء مجتمعنا الفلسطيني سواء من حيث البنى التحتية المدمرة أو المصانع والمزارع أو دور العبادة التي دمرها الاحتلال أو التجمعات السكنية والمؤسسات التي لحقت بها اضرار كبيرة.
وهنا لابد من الاشارة الى ان هذا التحدي وهذه المهمة مرتبطان ايضا بمتابعة ما تم التوصل اليه في اتفاق وقف النار بوساطة مصرية وتدخل وترحيب عربي ودولي. فالمطلوب هنا حشد كل الجهود للضغط على اسرائيل من اجل الاستجابة للمطلب الفلسطيني بشأن الميناء البحري والمطار وبشأن الأسرى، وبشأن المعابر كافة، فلا يعقل ان يبقى الحصار على حاله مع بعض التحسينات، أو ان تبقى غزة رهينة لنوايا اسرائيل وهنا لابد من جهد عربي - دولي لدعم المطالب الفلسطينية العادلة.
واذا كان جزء من مستشفيات غزة قد تعرض للتدمير ولدينا هذا الكم الهائل من الجرحى والمرضى مع نقص واضح في التجهيزات الطبية والادوية فمما لاشك فيه ان المطلوب هنا ايجاد حلول سريعة وأخرى دائمة لبناء منظومة صحية - طبية في قطاع غزة قادرة على مواجهة وضع كالذي فرضه العدوان الاسرائيلي من جهة ومتابعة علاج الجرحى بما يلزم من عمليات وادوية ..الخ
والتحدي الأكبر الذي يواجه الكل الوطني اليوم هو الخلاص من هذا الاحتلال وتجسيد حقوق شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال ومواجهة مخططات الاستيطان وتهويد القدس وما يتعرض له الاقصى يوميا من اعتداءات وهي مهمة كل فلسطيني وكل فصائل العمل الوطني وبالاساس مهمة الرئاسة والحكومة ومنظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.
ولذلك نقول ان هذه المهام الجسام لا يمكن التصدي لها الا بتعزيز وترسيخ وحدتنا الوطنية بجهد واحد وصوت فلسطيني واحد. ولهذا فان استكمال تطبيق بنود اتفاق المصالحة دون تأخير بات احدى المهام العاجلة التي لا يمكن التذرع بالعدوان وآثاره للتلكؤ عن تنفيذها، فالشعب الفلسطيني هو صاحب السيادة الأول وهو صاحب الحق الشرعي في قول كلمته وانتخاب ممثليه لتعزيز الشرعية الفلسطينية والتصدي لمهام المرحلة الجديدة.
وان ما يجب ان يقال هنا ان النظام السياسي الفلسطيني حتى يكون قادرا على التحرك الفاعل لابد من أن يعزز الشرعية السياسية من جهة ويوثق عرى الوحدة الوطنية من الجهة الاخرى، ولاشك ان مهمات المرحلة المقبلة والتحديات التي تواجه الكل الفلسطيني تتطلب مشاركة الكل الوطني بهذا الجهد بمنظومة عمل ديمقراطية تستند الى برنامج سياسي واضح ونتفق عليه وببرنامج عمل واضح سواء على الصعيد الداخلي او على صعيد التحرك الاقليمي والدولي. ولذلك فقد حان الوقت كي يرسم الكل الفلسطيني ملامح مسيرته المقبلة نحو الحرية والاستقلال وأن يشارك الكل الوطني في التصدي للمهام المرحلية سواء إعادة اعمار غزة أو التصدي لما تمارسه اسرائيل في الضفة الغربية. وبهذه الوحدة وبهذا الصوت الفلسطيني الواحد يمكن للعالم ان يسمعنا وان يقف الى جانب مطالبنا العادلة.
معادلة .. التطرف تحصيل حاصل؟!
بقلم: حمدي فراج – القدس
ليس امرا مستبعدا ابدا ما طرحه الزعيم العالمي فيدل كاسترو مؤخرا من ان «داعش» انتاج امريكي اسرائيلي ، وهو امر تعدى الاستنتاج والتحليل الى التوثيق والتأكيد ، وكل يوم يمر يثبت فيه تورط امريكا وحلفائها في هذا الاجرام الانحطاطي ، بل ان كل محاولة للتخلص من هذا الاستنقاع ، انما يزداد الغوص فيه – في المستنقع - اكثر واكثر .
إن احد اهم اسباب تورط الامريكان في دعم داعش هو الغباء المهيمن على الادارة الامريكية والاوروبية عموما ، فبمجرد معرفتهم بسنية «داعش» ، ادركوا على طول الخط انها ستناهض الشيعة ، وهذا بحد ذاته يكفي لشمول المناهضة ايران وحزب الله .
كلنا يذكر ان احد اسباب الهجوم على العراق واحتلاله وتمزيقه واعدام زعيمه ، كان شبهة اقامة علاقات واتصالات بتنظيم «القاعدة»، فما بالكم بالذي أسهم في انشاء تنظيم «داعش»، وهو نفسه الذي اسهم في انشاء تنظيم «القاعدة»؟!.
ولربما ادرك جهابذة الغرب الاستخباري ، ان نتائج انتاج داعش لسوف تكون ايجابية حتى عندما ينفلت العقال والزمام من ايديهم ، حتى عندما لا تذهب داعش لمقاتلة الشيعة ممثلة بايران وحزب الله ، لسوف تذهب لمقاتلة القاعدة متمثلة بجبهة النصرة في سوريا ، واذا لم يكن هذا ولا ذاك ، فأنهم سينجحون في تسليط الضوء على منتج جديد / قديم ، اسمه التطرف الاسلامي .
وحقيقة الامر، ان تطرفا عاما طاما يسود الكوكب منذ ثلاثة عقود تقريبا ، يطال جميع مناحي الحياة تحت هجيع شمسه ، فالتطرف الاقتصادي هو الذي أطاح بالعشرات من البنوك والمؤسسات الاقتصادية الامريكية مع بزوغ رأس الازمة الاقتصادية عام 2008 وكاد يطيح بعدة دول اوروبية دفعة واحدة ومن ضمنها اليونان وقبرص وايرلندا وايسلندا واسبانيا وايطاليا .
الان جرينسبان رئيس البنك الفدرالي وخمسين رئيسا آخر كانوا اخطر من بن لادن ، وفق محمد حسنين هيكل " ان العملية الارهابية الاكبر والاخطر في العصر الحديث لم تكن من صنع عشرة او عشرين رجلا خطفوا ثلاث طائرات قتلت مئات الابرياء في مانهاتن ، بل ما قام به خمسون او ستون فردا من رؤساء البنوك الكبرى، استهتروا واستغلوا وتصرفوا بما أدى إلى انهيار الأسواق المالية في العالم ، وإفلاس وصل بالاقتصاد الدولي كله إلى حافة الخراب ، ما جرى للاقتصاد العالمي فهو كارثة أصابت كل الأوطان وكل البلدان في حاضرها وفي مستقبلها وإلى زمان طويل" .
ألا يقود ذلك الى التطرفات السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية ومن ضمنها الجماعات المتشددة التي افتت بنكاح ، فيفتى بنكاح الجهاد ، وجعلت 120 مليون بنت يتعرضن للاغتصاب خلال عام واحد. وجعلت دولة "ديمقراطية" تفتك بستمائة طفل خلال خمسين يوما في غزة ، بمعدل 12 طفلا كل يوم ، وبدلا من تعريضها للمساءلة والحساب ، ينشد العالم الحر ودها .
اسرائيل تتجنب السير في طريق السلام
بقلم: حديث القدس – القدس
تثبت الأحداث والتطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية عاما بعد عام، بل ويوما بعد يوم أن اسرائيل من خلال حكوماتها المتعاقبة، وخصوصا حكومة بنيامين نتنياهو تسير عمدا في طريق لا تؤدي للسلام، مهما كانت نسبة العدالة في أي تسوية مطروحة متدنية، ويقبلها الفلسطينيون بسبب ظروفهم الصعبة والمستحيلة على مضض آملين عبثا في تحسينها بمرور الوقت.
والادعاءات الاسرائيلية المغلوطة بأن الفلسطينيين يضيعون الفرص ما هي إلا ستار للتوسعية الاسرائيلية. وليس أدل على ذلك من قبول الفلسطينيين حل الدولتين الذي لا يستند إلى قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة والذي منه الدولة العربية الفلسطينية حسب القرار ما يقارب نصف أراضي فلسطين التاريخية. ومع ذلك فقد توسعت عصابات الهاغاناه لتحتل ما يقارب أربعة أخماس فلسطين التاريخية بحلول العام 1949، ثم لتكمل اسرائيل احتلال ما تبقى من فلسطين في حرب 1967.
والمثال الأقرب على ابتعاد اسرائيل عن طريق السلام عدا عن سياسة الاستيطان التي تتناقض مع كل المرجعيات الدولية، هو موقفها التراجعي الناقض لاتفاقية التهدئة التي توصلت إليها مع المقاومة الفلسطينية عقب عدوانها على غزة. فلو كانت الحكومة الاسرائيلية جادة ومخلصة في سعيها نحو التهدئة لما تنصلت وبشكل تدريجي من تنفيذ بنود الاتفاق، ولما رفض رئيس وزرائها إعادة وفده المفاوض إلى القاهرة للتباحث في البنود المؤجلة من هذه الاتفاقية، ولم يتورع عن التنصل من البنود التي وقع عليها خلال المفاوضات التي جرت برعاية مصرية.
والسؤال هو :لماذا لا ترفع اسرائيل المعاناة التي تفرضها على قطاع غزة، ولماذا تصر على مواصلة الحصار الخانق الذي يطال ما يقارب المليونين من الفلسطينيين؟.
السؤال نفسه مطروح على مصر التي تستمر في إغلاق معبر رفح أمام الآلاف المؤلفة من الغزيين الذين هم في غالبيتهم ليسوا مسيسين ولا ينتمون لحركة حماس. إن العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري هي علاقات تاريخية أزلية وهي باقية بعد أن تندثر كل العلاقات العارضة.
والمطالب الفلسطينية التي عبر عنها الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة بخصوص تطوير وتشغيل ميناء غزة، وإعمار مطار غزة الدولي من المؤكد أنها ستخفف المعاناة وأعباء الحصار الظالم المفروض منذ سبع سنوات على القطاع. وليس لهذه المطالب أبعاد سياسية، وإنما هي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني كله في القطاع والضفة معا، لا سيما إن أعيد تشغيل الممرين الآمنين بين القطاع والضفة.
ولو كانت اسرائيل تريد فعلا السير في طريق السلام، فإنها كانت ستغير مواقفها الرافضة لهذه المطالب، وتتعامل مع الشعب الفلسطيني بطريقة مغايرة لأسلوبها الحالي في التعامل، وبروح الندية والاحترام المتبادل والجدية في السعي نحو حل عادل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي المزمن.
غير أن المطالبة بمثل هذا التغير في السياسة الاسرائيلية هو مجرد عبث لا طائل تحته، لأن هذا التغير يناقض المسار الذي انتهجته اسرائيل خلال ما يزيد عن سبستة وستين عاما من تاريخها وهو مسار بعيد عن السلام تحف به من جانبية المطامع التوسعية، والتجاهل الكامل للحقوق الوطنية والإنسانية الفلسطينية العادلة والمشروعة.
من سيقطع دابر "الداعشتانية"؟
بقلم: حسن البطل – الايام
نال مخترع الـ د.د.ت جائزة نوبل في الكيمياء. الآن، يقولون إن الآثار الجانبية السيئة للاختراع، دفعت الى علاج بيولوجي للحشرات الضارة، وهي تسليط نوع على نوع، أي الحرب البيولوجية بديلاً من الكيميائية!
من سيقضي على "وباء" يسمى "الداعشتانية"؟ هل لا يفلّ الحديد غير الحديد، أي ما لا ينجح بقوة ينجح بقوة أكبر، أم بتسليط قوى "الإسلام المعتدل" على "الإسلام الجهادي"؟
يقول دعاة الإسلام المعتدل إن "الإسلام براء" من التطرف والغلو، ويقول نفر من المثقفين إن الظاهرة الداعشتية "منّا وفينا" أو "كل إسلام هو الإسلام" كما يقول صديقي التونسي محمد علي اليوسفي.
صار للداعشتية دولة خلافة، أو بلاد "داعشتان" على منوال الاشتقاق من أفغانستان، وهي تهدّد دول المنطقة، بل تهدّد العالم. وصارت مساحة دولتها تفوق مساحة بريطانيا.
تدعو أميركا الى ما يشبه "حلفاً عالمياً" ضد هذا الوباء، كما سبق وقادت حلفاً عالمياً ضد العراق، ومن قبل تحالفاً دولياً ضد النازية والفاشية. إسرائيل تدعو الى حلف إقليمي بينها وبين الدول الإسلامية السنية المعتدلة. فرنسا لا تستبعد مشاركة إيرانية في هذا الحلف. هل يمكن ضم إسرائيل وإيران في حلف عجائبي؟
لا أدري كيف سيعمل حلف يضم ايران الملالي والسعودية الوهابية، وإسرائيل اليهودية، لكن أساسه هو تسليط الضد على الضد، كما في العلاج البيولوجي للحشرات الضارة.
سيعمل هذا التحالف الغريب كما في مفهوم تشرشل: لا صداقات دائمة، بل مصالح دائمة، وسبق وان طبقته أميركا في العراق عندما شجعت القبائل والعشائر السنية على القتال ضد سيطرة "القاعدة" على مناطق في شرقي العراق. وباء الإيبولا لا يشكل تهديداً مثل الطاعون.
هل صار يبدو بن لادن معتدلاً قياساً بخليفته أيمن ظواهري، و"النصرة" معتدلة قياساً بـ "داعش" والأصولية الشيعية الإيرانية، والأصولية السنية الوهابية شركاء في حلف عالمي ضد "الداعشتية"؟
سارعت إسرائيل، على لسان الغوغائي نتنياهو، الى تصوير نفسها جداراً ضد الإسلام الأصولي، السني والشيعي سواء بسواء، من "حماس" جنوباً، الى "حزب الله" شمالاً، الى "داعش" شرقاً .. لكنها شذّت قليلاً عندما أبدت ارتياحاً لسيطرة "النصرة" على خط وقف إطلاق النار في الجولان!
أميركا انقلبت على صنيعتها نوري المالكي المتطرف شيعياً، وإيران ايضاً، ودفعتا الى حكومة جديدة قد تتمكن من مدّ اليد الى السنة في العراق والأكراد أيضاً.
أمّا إسرائيل؟ فقد غيرت مفاهيم أمنها، بناء على مصالحها، من اعتبار النظام السوري "حارساً ابدياً" للهدوء في الجولان، بينما اميركا وبعض اوروبا متردّدة في التعاون مع النظام السوري ضد دولة الخلافة في سورية والعراق. كيف تكون مع حكم مركزي عراقي ضد "داعش" ولا تكون مع حكم مركزي ضدها في سورية؟
يقولون إن أميركا هي من تسبب في تشكيل "الطالبان" في أفغانستان، بدعوى "الجهاد الإسلامي" ضد روسيا الشيوعية، ومن ثم تفرعت "القاعدة" عن "طالبان" و"النصرة" عن "القاعدة".. والآن "داعش" عن "القاعدة". لا ذروة أعلى في التطرف!
سنعود الى الأيام الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، حيث شجعت اميركا العراق على مناطحتها، ودعمته كما دعمت دول الخليج نظام صدام، الذي بدأ الحرب بصفتها حرباً قومية (عرب ضد الفرس)، لكنها صارت في نهايتها حرباً سنية - شيعية، رغم ان السنة العرب في الأهواز - عربستان لم يؤازروا حرب العراق، وشيعة العراق لم يؤازروا حرب إيران.. ولاحقاً شجعت أميركا شيعة العراق على الانتفاضة ضد الحكم السني لصدام حسين، والحكم العربي لأكراد العراق بذريعة مجزرة حلبجة.
بعد ذلك، انقلبت أميركا على حكم حليفها مبارك في مصر، لصالح حكم الإخوان المسلمين، علماً ان سائر الفرق الإسلامية المتطرفة، ثم الأصولية، ثم الجهادية، هي بمثابة أبناء شرعيين او غير شرعيين للإخوان المسلمين.
لكن، عندما صحح الشعب المصري خياره الديمقراطي، وقفت اميركا معارضة او متحفظة لحركة التصحيح هذه، مخالفة ان الديمقراطية تصحيح للانحراف الديمقراطي.
ما الذي سيقطع دابر الداعشتية هذه؟ إنه الحقيقة الماثلة وهي أن "داعش" هي ذروة التطرف، وليس بعد الذروة الأعلى من طالبان والقاعدة وحتى "بوكو حرام" في نيجيريا، سوى الانحدار .. وأيضاً انقلاب بقية فرق السنة عليها. هكذا يقول تاريخ الفرق الإسلامية.
الآن، هناك وباء "الإيبولا" ومن قبل كان وباء حمى الطيور وجنون البقر، وحمى الضنك؛ ومن قبل الإيدز (سيدا) ومن قبل الكوليرا والطاعون.
تمّ القضاء على الكوليرا والطاعون، والسيطرة على "الإيدز" الذي هو نقص المناعة المكتسبة، أما "فقاعة" داعش هذه، فإن السبب يعود الى نقص مناعة العروبة أمام الإسلام المتطرف، ونقص مناعة الإسلام المعتدل أمام الأصولية فالجهادية، وفق متوالية: إسلام حنيف، ضعيف، عنيف!
يقولون: عزة الإسلام بالعرب، وهذا يفسر كيف عندما ضعفت العروبة زادت قوة الإسلام. في دول الغرب لم يعودوا يقولون: عزة المسيحية بعزة الفاتيكان .. وفي إسرائيل صاروا يخلطون بين عزة اليهودية ودولة إسرائيل.
نتنياهو يَقْصِف "خطَّة عباس"!
بقلم: جواد البشيتي – الايام
رُبَّ ضارةٍ نافعةٍ؛ فحكومة نتنياهو، التي ما انفكَّت تسعى إلى تقويض المصالحة الفلسطينية باعتبارها مَصْدَر تهديدٍ لمصلحة إسرائيلية استراتيجية تقضي ببقاء الانفصال الاستراتيجي بين قطاع غزة والضفة الغربية، دَفَعَتْها مصلحة سياسية شخصية (في المقام الأوَّل) لنتنياهو إلى مصادَرِة نحو 4 آلاف دونم من أراضٍ للفلسطينيين في الضفة الغربية (قُرْب بيت لحم) لغاية التَّوسُّع الاستيطاني؛ فأعادت، بفعلتها هذه، وعلى ما يُفْتَرَض، قطار المصالحة إلى سِكَّتِه، بعدما بدا أنَّه يوشك أنْ يَخْرُج عنها (بعد وَقْف إطلاق النار في قطاع غزة).
نتنياهو المُفْلِس، والمهزوم، مع جيشه، ونخبة جيشه، في قطاع غزة، أراد أنْ يُعَوِّض (بفعلته هذه، غير المشروعة في القانون الدولي) ولو شيئاً من خسارته الكبرى في حرب "الجرف الصامِد"؛ فشعبه لا يرضيه إلاَّ سفك مزيدٍ من دماء الفلسطينيين، أو الاستيلاء على مزيدٍ من أراضيهم؛ ومع ذلك، لا بدَّ للفلسطينيين من أنْ يُقارنوا؛ ففي قطاع غزة شَقَّ على الجيش الإسرائيلي، وتَعَذَّر، احتلال ولو بضعة أمتار مربَّعة من "أرض المقاومة"؛ أمَّا في الضفة الغربية فَتَسْتَسْهِل إسرائيل مصادَرة نحو 988 فدانا من الأراضي الفلسطينية!
نتنياهو، وقَبْل "قرار المصادَرة"، صَوَّر لشعبه هزيمته في قطاع غزة على أنَّها "حِرْصُ قائدٍ على أرواح جنوده"، إذْ قال: "حِرْصاً (منه) على أرواح جنود جيش إسرائيل، أَمَرْتُ بخروج جنودنا سريعاً من أراضي القطاع (أيْ من بضعة أمتار مربَّعة سُمِحَ لهم بالاستيلاء عليها)"؛ لكنَّ هذا "القائد"، الذي اضطَّرَب تفكيره السياسي، لم يَتَجَشَّم إجابة سؤال: إذا أنتَ فَعَلْتَ ذلك حِفاظاً على أرواح جنودكَ، فَمَن يتولَّى عن الجيش الإسرائيلي مهمَّة نَزْع السلاح من يد المقاومة في قطاع غزة؟
إدارة الرئيس أوباما، المَدْعُوَّة، في "خطَّة عباس"، إلى ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، مع جَلْب اعتراف إسرائيلي بهذه الحدود، قالت في "قرار المصادَرة" ما قالته دائماً؛ لقد قالت: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى العدول عنه؛ إنَّنا نعترض دائماً على استمرار النشاط الاستيطاني؛ هذا القرار لا ينسجم مع هدف إسرائيل المُعْلَن وهو التوصُّل إلى "حلِّ الدولتين" من طريق التفاوض مع الفلسطينيين".
وهذا القول هو "فِعْلٌ" يسمَّى "اللافِعْل"؛ ولا يُتَرْجَم، إسرائيلياً، إلاَّ بمزيدٍ من التوسُّع الاستيطاني؛ أمَّا فلسطينياً فلا يُتَرْجَم إلاَّ بمزيدٍ من الشعور بـ "الإحباط التفاوضي" لدى الفلسطينيين الذين عَبَدوا "خيار الحل التفاوضي" حتى استعبدهم.
الرئيس عباس، في "خطَّته"، يُمْهِل إدارة الرئيس أوباما 4 شهور لترسيم حدود الدولة الفلسطينية (بما يُوافِق التزامها حدود 1967 أساساً لـ "حلِّ الدولتين") ولجَلْب اعتراف إسرائيلي بهذه الحدود؛ وأنا شخصياً أُمْهِل الولايات المتحدة 4 سنوات لـ "إقناع" إسرائيل بوَقْف توسُّعها الاستيطاني؛ فإنَّ زمناً طويلاً قد استنفده المفاوِض الفلسطيني في سعيه إلى إقناع المفاوِض الإسرائيلي بحلٍّ معادلته "الأرض مقابل السلام"؛ فإذا بوحش الاستيطان يفترس (في الزَّمن التفاوضي الطويل) الأرض، مُقَوِّضاً، من ثمَّ، تلك المعادلة.
إنَّه "الانتظار"؛ فماذا يَنْتَظِر المُنْتَظِرون؟
ينتظرون رؤية الولايات المتحدة تَفْشَل في ترسيم الحدود، ورؤية مفاوضات غير قابلة للاستئناف، ورؤية مجلس الأمن الدولي يَفْشَل في "إجلاء إسرائيل عن أرض فلسطين"، ورؤية الاستيطان (مع التهويد) يزداد ويتَّسِع، ورؤية الإعداد (والتحضير) الطويل لإجراءات "محاكمة قادة إسرائيل"، ورؤية مزيدٍ من الخفْض في تكلفة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية؛ وإنَّ أخشى ما أخشاه أنْ نرى (عمَّا قريب) انهياراً للمصالحة الفلسطينية، فانهياراً للمفاوضات غير المباشِرة والتي مدارها الميناء البحري والمطار والأسرى، فَمَنْعاً لإدخال مستلزمات إعادة البناء إلى قطاع غزة، فعودةً إلى التَّشَدُّد في سياسة الحصار، فتَفاقُماً في الأزمة المعيشية لأهل القطاع، والتي يُضاعِف من وطأتها حجم الدمار الهائل.
ما العمل؟
ليَدَعْ الفلسطينيون الرئيس عباس يُجرِّب "خطته"؛ على أنْ يرتبط هذا "التَّجريب" ببقاء وتعزيز "الوحدة الفلسطينية"، وبالمضي قُدُماً في تنفيذ "اتفاقية المصالحة"، وبتحرير خيار المقاومة الشعبية في الضفة الغربية من كل قيوده.
----------
ظاهرة "الاعتماد في البقاء"!
السياسة (الدولية على وجه الخصوص) في عالَمِها الواقعي تَعْمَل بمبدأ "الاعتماد لا الانتماء"، والذي، على ما يتَّضِح من ممارسته وتجربته العملية، لا يَكْتَرِث أصحابه، والعامِلون به، كثيراً للمُعْتَقدات والأفكار والمشاعر ما دام صاحبها (أكان من الأفراد أم من الجماعات والدول) يتَّصَرف ويَعْمَل بما يُوافِق مصالحهم، ويخدم مآربهم؛ وهذه الظاهرة السياسية العالمية لا تعليل، ولا تفسير لها إلاَّ اعتماد طرفٍ ما على غيره، في البقاء، وفي تلبية حاجاته الأَوَّلية؛ فالقوى الغربية، وفي مقدَّمِها القوَّة العظمى في العالَم، أيْ الولايات المتحدة، تؤسِّس لصلةٍ مع دولٍ، في هذه الصلة، وبها، تَعْتَمِد هذه الدول (اعتماداً قوياً ومتزايداً) في مُقَوِّمات عيشها ووجودها عليها، ولا تستطيع، من ثمَّ، إلاَّ العيش السياسي في طريقة يتأكَّد فيها، في استمرار، أو على وجه العموم، الانفصال بين "القول" و"الفعل"، أو "انتهازيتها السياسية"؛ فإنَّ "الانتهازي" لا يكون بتغيير "المُعْتَقَد"، وإنَّما بَجَعْل "المُمارَسة" و"المُعْتَقَد" على طرفيِّ نقيض.
إنَّ كل دولة ينبغي لها، أوَّلاً، أنْ تَسْتَقِلَّ بمقوِّمات عيشها ووجودها، وأنْ تنأى بها عن غيرها من الدول؛ ثمَّ ينبغي لها، ومهما ارتفع منسوب العولمة الاقتصادية، وازداد الاقتصاد العالمي تشابُكاً وتداخلاً، أنْ تؤسِّس، وأنْ تجتهد في التأسيس، لعلاقة "اعتماد متبادَل (متكافئ، أو يزداد تكافؤاً مع مرور الوقت)"؛ لكن ما نراه هو أنَّ القوى الغربية، وفي مقدَّمها الولايات المتحدة، تسعى وتُصارِع، في استمرار، من أجل تجريد بعض الدول (التي لها مصلحة استراتيجية في إلحاقها بها) من مصادِر وموارد قوَّتها الذاتية، ومن كل ما يُمَكِّنها من أنْ تلبِّي بنفسها حاجاتها الأّوَّلية؛ فمن طريق ذلك يصبح في مقدورها جَعْل هذه الدولة تَعْتَمِد (اعتماداً متزايداً) في مقوِّمات عيشها ووجودها عليها، أو على دولٍ أخرى غنية بمواردها الطبيعية، وتَنْعُم بفوائض نقدية هائلة؛ لكنَّها تَعْتَمِد في أمنها واستقرارها على تلك القوى.
حتى تنظيم كتنظيم "الدولة الإسلامية (داعش)" يَكْتَسب النفوذ (ويسيطر، ويُحْكِم سيطرته) في الطريقة نفسها؛ فهو ما أنْ يستولي على مدينة (في سورية أو العراق) حتى يَضَع يده على مَصَادِر العيش اليومي لسكانها، أيْ على كل ما من طريقه يُلَبُّون حاجاتهم الأَوَّلية (الغذاء والماء والطاقة والوقود..).
"الأمن (والأمان والاستقرار)" هو حاجة لكل مجتمع؛ فإذا فُقِدَ، أو إذا ما توفَّرت قوَّة ما على إفقاد المجتمع أمنه، تتقبَّل غالبية الناس، عندئذٍ، سلطة مَنْ يعيد الأمن إلى المجتمع، ولو كانت كارهة له مِنْ قَبْل؛ ولقد استطاعت الولايات المتحدة، مثلاً، أنْ تستعيد كثيراً من شعبيتها المفقودة في العراق عندما قادت الحرب على "داعش" الذي أفْزَع وأرعب العراقيين جميعاً.
وفي الأردن، استشعر الناس خطر انقطاع إمدادهم، وإمداد منشآتهم لتوليد الطاقة الكهربائية، بالغاز المصري؛ فتهيَّأ كثيرٌ منهم لتقبُّل أنْ يعتمد الأردن، في هذا المُقوِّم من مقوِّمات حياته، على الغاز الإسرائيلي (الذي سيُنْقَل إليه بأنبوب).
وذات مرَّة، رَفَضَ الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أنْ تعتمد سورية، في مياه الشُّرْب، على أنبوب مائي تركي، مُمْتَد إقليمياً، قائلاً إنَّه قد يسمح بمروره بالأراضي السورية؛ لكنه لن يقبل أبداً أنْ يعتمد السوريون عليه في مياه الشُّرب.
جاء في المثل الشعبي العربي: "مَنْ لا يأكل من فأسه (أو مَنْ لقمته ليست من فأسه) لا يكون رأيه من رأسه"؛ و"لقمة العيش"، عربياً، هي الآن، وفي المقام الأوَّل، القمح، وسائر الحبوب، ومواد الغذاء الأساسية، والماء الصالح للشرب الآدمي، والكافي للريِّ الزراعي، والطاقة. من قبل، كان لدينا "الفأس"، فَنُنْتِج به "لقمة عيشنا"؛ أمَّا الآن فأدخلوا في رؤوسنا من "ثقافة الاستثمار" ما عاد بالنفع والفائدة على مصلحتهم في انتزاع "الفأس" من يدنا، وفي مسخ وتشويه حياتنا الاقتصادية؛ طائعون، أو مُكْرهون، أخذوا مِنَّا "الفأس"، ثمَّ حالوا بيننا وبين استعادته، فتحكَّموا في "لقمة عيشنا"؛ فحلَّ بنا ما حلَّ بكل مَنْ يتوهَّم أنَّ منتوجه الفكري والثقافي والروحي لا شأن له بـ "الفأس" و"لقمة العيش" المتأتية منه، أو أنَّ في مقدوره أن يحيا حياةً فكرية وثقافية وروحية مستقلة وهو يعيش في تبعية لغيره، تشمل مقوِّمات عيشه ووجوده.
تراجع منسوب حب الوطن
بقلم: صلاح هنية – الايام
اعذروني ان افرض عليكم استنتاجي دون أن اسوق فرضيتي ومنهجية البحث، ولكنني لا التمس عذرا لمراكز البحث والجامعات لعدم وضع فرضيات وإجراء دراسات حول منسوب حب الوطن والتركيز على منسوب حب شخصيات سياسية وأحزاب وقوى سياسية ومناطق ومواقع جغرافية، لم تعد الأحزاب والقوى قادرة على تعزيز حب الوطن بشكل أكبر من تقديس الأداة وهي الحزب أو الزعيم أو الملهم.
لم يعد هناك شعور جمعي يتغنى بالوطن وجماله وبهائه، ولّت الأيام التي كنا نتغنى فيها بوطن أخضر، ورموزه الفكرية والأدبية والإبداعية والأكاديمية، لم تعد جامعات الوطن مدعاة للفخر، ولم تعد صناعة الوطن مدعاة للفخر، ولم تعد آثاره ومواقعه مدعاة للاعتزاز فتذكر سبسطية تريليون مرة أمامنا ولا تثير فينا شيئا، ونمر آلاف المرات من قرب جبل هيروديون في بيت لحم ولا نمل تكرار السؤال الممل، هذه منطقة (ب) أو (ج)، لم تعد البلدة القديمة في الخليل مركز استقطاب.
نعم يجب أن يكون حجم الصدمة من هذا المقال موجعا حتى نعود للتفكير من جديد بموضوع الوطن وموضوع تراثه ومواقعه الأثرية وأشجاره وثماره وينابيعه، نعم يجب أن يصدم الجميع حتى يستعيد التفكير ولا يهمني ان ينعتني من شاء بما شاء من الصفات والنعوت مدافعا عن نفسه بما فعل من جزئية لسبسطية والبلدة القديمة في الخليل، ولينعتني من شاء بما شاء من النعوت، لم اتخذ قرارا بتشييد بناء على مواقع مصنفة أثرية ونالها ما نالها من التعثر الاستثماري.
لم يعد نتيجة لانخفاض منسوب حب الوطن، حب واحترام واعتزاز بالعلم الفلسطيني في جميع مناحي حياتنا بعد أن كان رفع هذا العلم خفاقا عاليا جزءا من البرنامج النضالي الوطني لمكونات الكل الوطني في فلسطين، كان العلم الفلسطيني واسم فلسطين معيارا للتقييم ولدرجة الانتماء، وإلا كيف كان ينظم أسبوع فلسطين في جامعة بيرزيت وخلق حالة من التحدي بعلم خفاق، وكيف كان ينظم أسبوع التراث الشعبي الفلسطيني في جامعة بيت لحم، وأسبوع العمل التطوعي في فرخة بمحافظة سلفيت.
مرة، أيام كنا طلابا اخرج لنا كراس صغير وزع بكثافة عنوانه (الوطنية غريزة حيوانية) ويومها كان حجم الصدمة كبيرا على اختلاف درجات الوعي، ولا زلت اذكر كيف أخذ هذا نقاشا واسعا كبيرا حتى انه وثق بكراس يرد على ذلك من إعداد زهير الدبعي والدكتور عبد الستار قاسم من قلب جامعة النجاح الوطنية.
اعتقد جازما أننا في اللاوعي بتنا نتعامل مع الوطن من هذا المنطلق دون أن نصفه بهذا المفهوم، وإلا لماذا نحب حارتنا على حساب حب الوطن، ونقدس الحمية الأصغر على حساب الكل الجامع الوطن، بتنا نقول: انتم في نابلس ويقال بالمقابل: انتم في رام الله، وبات هذا ينعكس على سلوكنا اليومي. نعم بات هذه الأيام مراهق ينصب مصطلح المشروع الوطني ساحة للتندر ويشد على يده ذلك المحلل السياسي الذي لم يجدد في رؤيته شيئا منذ عشرة أعوام.
أدوات تنمية حب الوطن تتراجع بشكل واضح، في السبعينيات والثمانينيات كان حب الوطن يعني عملا تطوعيا تسوى خلاله طريق داخل مخيم الدهيشة والأمعري وبلاطة، كان يتجسد بصحف تصدر من القدس تحاكي الوطن بكافة مكوناته وقد تنحاز فصائليا ولكن الوطن يظل معيارا، كان يتجسد بمكتبات عامة تصقل الوعي، كان يجسد بحفل تخريج لجامعة فلسطينية يكون العلم الفلسطيني خفاقا عاليا ويحضره كل رموز الوطن الذين كانوا على قلب رجل واحد.
باختصار شديد يجب أن يعاد الاعتبار لحب الوطن ولراية الوطن ولتراث وآثار الوطن وللبحر ونستعيد الاعتزاز بسلسلة الإنجازات الحضارية، واعتبار الحزب السياسي والفصيل وبلد النشأة أدوات تصب في محيط حب الوطن ليس إلا.
ومضات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
العودة إلى المنزل
عندما سافرت أول مرة في سفرة طويلة بغرض الدراسة عام 1987 وقبل حوالي ساعة من مغادرتي المنزل جلست في غرفتي، تفقدت جوارير خزانة صغيرة كنت أضع فيها الصور وقصاصات الأوراق وذكريات جميلة. بكيت وانا أوضبها حرصاً مني على بقائها وسلامتها. سافرت وغبت لمدة عام. عندما عدت الى المنزل كان اول ما فعلت بعد الاستقبال الحافل، ان ذهبت الى غرفتي لأتفقد الجوارير فوجدت كل ما تركت على حاله. تذكرت هذا عندما شاهدت صور المشردين في غزة وهم يستعدون للعودة الى المنزل، تألمت جداً لأنهم ان وجدوا المنزل او بقاياه، ربما لن يجدوا ذكرياتهم وبقايا صورهم وألعابهم.
مجرد أسئلة
عندما زرت غزة عام 2010 وكلما جلست في مجلس كان يتردد سؤال "فاتح المعبر؟" أو "شو أخبار المعبر؟" والإشارة هنا بالطبع الى معبر رفح. وكنت أسأل "ع وين العزم إنشالله؟" ويكون الجواب "ولا محل مجرد سؤال". في هذه الأيام يكاد لا يخلو مجلس من سؤال "كيف قلنديا؟" وعندما تسأل "وين مشوارك ومتى؟" يكون الجواب "مجرد سؤال ولا محل". لقد حوّل الاحتلال اهتماماتنا الى مجرد أسئلة باتت تشغلنا يومياً لا يعرف واقعها الا من يعيشها!.
والنبي تبسم
لا أدري لماذا لا تعلو الابتسامة وجه رجل الأمن الذي يتعامل مع الجمهور سواء كان شرطياً أم جندياً أم موظفاً في شركة أمن خاصة؟ أهي من مواصفات الوظيفة ألا يبتسم "للرغيف السخن". قبل ايام كنت في مؤسسة تخضع لحراسة شركة امن خاصة، وظل مسؤول الأمن عابساً في وجه المراجعين ولم يبتسم الا في حالتين، الاولى عند وصول رسالة على هاتفه النقال فاسترق ابتسامة وما لبث الا ان عاد للعبوس. والثانية عندما سمع عن "مشروع إفطار".
قراءة في الصحف
لم يعد لقراءة صحيفة الصباح معنى. فجميع البرامج الإذاعية والتلفزيونية الصباحية تقرأ علينا ما يرد على الصفحة الأولى في جميع الصحف. وان اردت التعمق في صفحات الجرائد فإنك تقرأ أخباراً "بايتة" وردت على معظم المواقع الإلكترونية وما تبقى من الصفحات الداخلية هو مجرد اعلانات. وهنا لا بد من مراجعة جدية للبرامج الصباحية الإذاعية والتلفزيونية وايضاً لمحتوى الصحف. المفهوم العالمي للبرامج الصباحية هي ان تطلعك على ما سيكون عليه يومك فتورد إليك أخباراً ومعلومات جديدة مثل ما يتوقع من فعاليات في ذلك النهار، وأحوال الطرق والطقس وبعض المعلومات العامة حول الصحة وغيرها من القضايا الترفيهية، لا ان تقرأ عليك ما كان. اما الصحف ومن اجل ان يستمر القارئ على متابعتها فيجب ان تحتوي على أخبار ومعلومات ومقالات واعلانات تهم القارئ وان لا تكتفي بالاخبار التي حدثت والاعلانات التجارية وان تقدم خدمة عامة.
لو كنت مسؤولاً
لو كنت خطيب مسجد لوجدتني أخاطب جموع المصلين بتحبب ولأمرت بالمعروف ولما اكتفيت بالنهي عن المنكر. فلا يعقل ان تتحول خطبة الجمعة الى ترهيب لا ترغيب. فلو تحدثت على سبيل المثال بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد لما بالغت في وصف المنكرات وكأن مدارسنا وطلابنا لا يتمتعون بالأخلاق الحميدة ويتعاطون المخدرات والمنكر، بل على العكس تماماً لتحدثت عن أهمية التعليم ولشجعت الطلاب على المثابرة والتحصيل العلمي، ولكانت كلماتي موزونة ولما استعرضت عضلاتي في السجع ومهارات اللغة.
الشاطر أنا
بيقول المثل "الواحد بينام على الجنب اللي بريحة". وانا بقول "الشاطر اللي بينام على المخدة اللي بتريحة"، لاني اكتشفت اهمية المخدة، بعد ما فشل كل الاطباء تشخيص الصداع الصباحي، وفي محاولة بائسة اشتريت مخدة طبية ثمنها فيها، وصرت انادي على اللي باعني اياها يا دكتور. المهم هاي المخدة وين ما بروح باخذها معي، ولولا الحيا باخذها معي في السفر، بس المشكلة هات اقنع الاجهزة الامنية في المطارات او على الجسر انك ماخذ المخدة لانك شاطر. فقلنا يا ولد اختصر، بس خليها جوا البلد. وصرت اخذ المخدة معي مش بس لما بنام برا الدار، وكمان لما بروح على عيادة او مختبر، مش لانه بدي ارتاح، لانه الواحد ما بيعرف مين قبله نايم ع هالمخدة اللي غطاها ما بتغير ولا حتى بحطوا عليه اشي "ديسبوزابل" بينكب بعد كل مريض. بالله ما انا شاطر؟.
تغريدة الصباح - في زمن "الدواعش"
بقلمك: عدلي صادق – الحياة
لم ينجُ شعب ولا بلد، في قلب العالم العربي، من ارتجاعات الحضور الفاحش، لقوى الغلو والتطرف، واسترخاص دم الإنسان باسم الدين الإسلامي الحنيف. وليت الأمر يقتصر على الأذى الشامل الذي أصاب الأوطان والمجتمعات. فقد وضَعَتْ مزاعم التدين المسلح بالبندقية والسكين، عقيدة الإسلام نفسه أمام تحدٍ عسير. وبدل أن يكسب الدين مزيداً من المساحات التي تنعقد له فيها مكانة السمو الأخلاقي والحضاري والإنساني؛ بات المنافحون عن العقيدة، يواجهون مخاطر الخلط الشائن، لدى السُذج، بين الإسلام وأفاعيل مجموعات ملتحين، تقترف الجرائم. وربما يدرك المختصون في الغرب والشرق، كون هذه المجموعات لا علاقة لها بالتدين ولا بصحيح الإيمان، وأنها بمثابة عوادم أو نفايات أخرجتها مكائن أنظمة استبداد وبطش وفساد وإفقار، استغلها متفاقهون أشرار، فأعادوا تدويرها وانتاجها في صورة حركة مجنونة غير متجانسة، لا تتورع اجزاؤها عن التقاتل بضراورة فيما بينها، وإهدار دم بعضها البعض، فضلاً عن إهدار دم الأبرياء من كل طيف في المجتمع. وبينما تحاول هذه المجموعات الإيحاء بأنها تحمل مشروعاً، وتستخدم مفردات الدين في لغتها، إلا أن سلوكها ينم عن قطيعة كاملة مع الاجتماع الإنساني فما بالنا بالاجتماع السياسي. أما دين الحق، فهو الذي يشتمل على أعمق المحددات وأرقى الخلائق الكفيلة بنهوض اجتماع سياسي في الأوطان!
تنظيمات "الدواعش" في العراق وسوريا ولبنان وسيناء المصرية وليبيا وأينما كانت؛ تعمدت امتطاء متون القضايا العادلة لكي تحقق رواجاً، لكنها ــ وهنا المفارقة ــ سرعان ما كشفت عن فحواها الذي يزيد ويعمق مظلوميات المتأذين من الاستبداد. يستبدل العصا بالسكين، ويفاقم معاناة المتأذين من النهب الواسع للأنظمة الشمولية، ويعمق فقرهم من خلال تعطيل دورة الحياة الاقتصادية، وسرقة الثروات كآبار النفط وموجودات البنوك وما يتوافر في منازل أثرياء وأطياف اجتماعية أخرى. وبدل أداء واجب العمل على رفعة ديننا الحنيف، فإن هذه التنظيمات تجعله عُرضة للطعن من قبل أوساط حاقدة، بل يروق للبعض رؤية الإسلام من خلال هؤلاء المعتوهين، الذين أصابوا الأمة بهذه النكبة التي أصيب بها المسلمون قبل غيرهم.
اليوم يستنفر العالم ضد "الدواعش" من المسلمين، وهذا طبيعي ومفهوم ومبرر، لكن غير الطبيعي وغير المفهوم هو التغاضي عن "الداوعش" من اليهود، لأن ذبح إنسان بالسكين، لا يقل فظاعة عن قصف طفل بقذيفة يساوي وزنها خمسين ضعفاً لوزنه، وتحوله الى فتات. ومثلما يُلاحق "دواعش" السكين، ينبغي ملاحقة "دواعش" الـ F16 ومثلما يرفض الإسلام، ديانة وثقافة، جرائم الحرب والقتل المجاني للنفس الإنسانية، فإن ثقافة الغرب والديانات فيه، ترفض جرائم الحرب والمجازر ضد الأبرياء. هنا بدا لافتاً الاستنفار ضد مجرمين، وفي الوقت نفسه الصمت المعيب على مجرمين آخرين!
إن مصابنا في وجود "دواعش" العرب يستوجب جهداً يشارك فيه الفقيه وعالم الاجتماع والمربي والمختص في التخطيط للسياسات الاقتصادية، لأن رجال الأمن وحدهم، كانوا يواجهون هذه الظاهرة من منظور اختصاصهم الذي يتعاطى مع النتيجة بمنطقها. أما المختصون في كل حقل، فإنهم المعنيون بالتعاطي معها بمنطق أسبابها.
إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم بصدد تأسيس دول، وتجسيد عقيدة الرحمن في كيانات، ويفعلون أفعال الشياطين المجردين من العقل ومن الوازع الضميري؛ يفتحون بطون الدول والكيانات القائمة لمشرط الجراح الأجنبي ويستحثون الغزو وإعادة الأوطان الى زمن الوصاية. لقد ذهب متفاقهون جهلة ومشوهون، بمجموعات من الشباب الجاهل الساذج المأزوم، الى غيبوبة ذهنية عميقة مع صحو جسدي في حمل السكين، واستثمروا كل الاحباطات لتأسيس جيشهم ولم يدركوا انهم زائلون حتماً وبلا مستقبل. أما متطرفو اليهود الذين يقومون الآن على المشروع الصهيوني، فإنهم يسممون المناخ الدولي، ويعصفون باستقرار الإقليم ويؤسسون للحرب المديدة، ولهذا كله، ضحايا أكثر من ضحايا "الدواعش" العربية على كثرتهم!
القدس بين النخوة والرغوة
بقلم: جواد بولس – الحياة
استقبل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد قريع (أبو العلاء)، في مكتبه في أبو ديس، القنصل الإسباني العام في القدس. في هذا اللقاء، الذي وافق افتتاح العام الدراسي، أطلع أبو العلاء القنصل على الاعتداءات الاسرائيلية في القدس، وخاصةً على المسجد الأقصى الذي يواجه خطر تقسيمه على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
كانت الجريمة البشعة التي أودت بحياة الشاب محمد أبو خضير مدعاة لاندلاع موجة من غضب الشباب المقدسي الذي اجتاحت جموعه شوارع وحواري المدينة، وأدت إلى وقوع إصابات عديدة ومئات من المعتقلين الذين أسرتهم قوات أمن الاحتلال، وزجّت بهم في سجونها.
اليوم، فيما تبقى من قدس، بدأت الحياة تعود إلى وجعها ومخاضاتها التي ترافق محاولات اسرائيل لخلق "أورشليم"، بولادة قسرية متواصلة منذ بدأ طلقها الأول قبل عقود.
فما تقوم به إسرائيل في المدينة هو نتاج خطة شاملة وضعت بعناية فائقة، وبمشاركة العديد من الجهات الإسرائيلية المهنية وذات الاختصاص، وهي تستهدف ابتلاع كل المدينة، وليس جزءًا منها. وتتعمد هذه الخطة، بالوقت ذاته، تفتيت الكيان السكّاني المقدسي الفلسطيني الجمعي وتحويله إلى أفراد ترتبط مصالحهم الوجودية بالمرافق الإسرائيلية، وما "تهبه" تلك المرافق من "حقوق وخدمات" وفقًا لمصالح "السلطان" ومكرماته.
بدأت الحكاية في اليوم الأول بعد انقضاء عدة رحلة الستة أيام، حين أعلنت إسرائيل ضمّها للقدس الشرقية، ومغطت حدودها لتصير بمساحة أكبر عمّا كانته بعشرة أضعاف كاملة. ثمّ بدأت تبني مستوطناتها التي تحيط اليوم بالمناطق المأهولة بالفلسطينيين من جميع الجهات، فحوّلت بذلك الأحياء العربية إلى جزر تسبح في بحار من مستوطنين.
ثم جاء قرار إحكام إغلاق المدينة في بداية التسعينيات، فنصبت إسرائيل الحواجز العسكرية التي أمّنت فصل القدس جغرافيًا عن باقي الجسد الفلسطيني، ومُنع الفلسطينيون من دخولها إلّا بأذون يصدرها الاحتلال لغايات في نفس إسرائيل.
تلا ذلك بناء سور الفصل العنصري الذي أدى إنجازه إلى محاصرة القدس بشكل كامل ومحكم، فلاقت الجغرافيا، هنا في القدس، ما لاقته في فلسطين كلّها؛ اغتصابًا وتقويضًا لكثير من معالمها، بينما يقف العالم بعربه وعجمه وإفرنجه، على منصّات الخديعة والنفاق، ويشهد على ولادة "حبيبة داود" كما في النشيد.
ولم تكتف إسرائيل بالأرض، فالوجود الفلسطيني المتماسك كان هاجسها، والانتماء لهوية وطنية فلسطينية جامعة كان مقلقها ومؤرقها، لذلك باشرت بضرب مؤسسات المجتمع الفلسطيني المدنية؛ فأغلقت، بأوامر أمنية، عشرات الجمعيات والمؤسسات التي دأبت على تقديم المساعدات والمشورات والخدمات للمواطنين المقدسيين. عرف خبراء إسرائيل أن تقويض هذه الدعامات الاجتماعية سيحرز تفككًا مهما وخطيرًا في جدران اللحمة الاجتماعية الثقافية الوطنية، من جهة، ومن جهة أخرى، سيجبر الفرد الفلسطيني على البحث عن بدائل ستؤمنها المؤسسات الإسرائيلية التي ستشترط "تعاقدها" مع أولئك "المحتاجين" على أسس شخصية أو فئوية مصلحية مغرضة.
وفعلًا، بعد تأكد إسرائيل من نجاحها بإغلاق عشرات المؤسسات الوطنية الفلسطينية وأهمها "بيت الشرق"، واستئمانها لانعدام من يطالبها بعكس ذلك، بدأت تفرض سيطرتها على منظومات الحياة اليومية الفلسطينية: التعليم، الصحة، التطوير، الشؤون الاجتماعية، المرافق الاقتصادية وما يتعلق بها من تصاريح وتسهيلات وتراخيص على أنواعها.
ربما يحتاج كل واحد من هذه القطاعات لدراسة تفصيلية تبيّن مثلًا، كيف بدأت بعض المدارس الفلسطينية في القدس، ترتبط بالمال والمصلحة الإسرائيليين، وكيف يؤدي ذلك إلى سيطرة إسرائيلية تدريجية على مناهج التعليم ومضامينها، بعد أن ضمنت ارتباط تلك المدارس اقتصاديًا ومصلحيًا بحبل سرّة المؤسسة الإسرائيلية لما تؤمّنه هذه من فرص لحياة أوثق وأرحب، أو كيف ضمّت صناديق المرضى الإسرائيلية (ربما تكون المفارقة محزنة إن عرفنا أنها صناديق تتبع لحركات مؤسسة في تاريخ الصهيونية مثل:"مكابي"و"مئوحيدت"و"كلاليت")، آلافًا مؤلفة من المقدسيين ومئات من الأطباء والطواقم الفنية الذين يعتاشون بشروط لم ولن تستطيع أي جهة فلسطينية تأمينها، ويتركون مستشفيات القدس الفلسطينية تلهث وراء تأمين مصائرها المهددة.
أمّا عمّا تجنيه إسرائيل من نشاطها النافذ في تفاصيل ومفاصل الحياة المقدسية الأخرى، فحدّث ولا حرج. قلنا، بالمختصر، ونؤكد: في القدس تغتصب الجغرافيا، تسرق الأرض ويعرّى الحجر، وفي القدس، يهتك تاريخ، تسلب صلاة ويندثر أثر، وفي القدس، يحاولون، وهذا الأهم والأخطر، محو وجود وكيان وبشر.
في زمن الرغوة هذا تمسي القدس في خطر والعرب وحدهم لن ينقذوها، لا لأنهم غير قادرين، بل بالأساس لأنهم غير معنيين. فمفاتيح ألعاب الأمم، في الدول الاستبدادية، كانت تحكمها وتمليها، عبرالتاريخ وما زالت، مصالح الحكام وبطاناتهم، ومصالح معظم أولئك اليوم، كما تشهد عليها وقائع العرب وطواحين الدم المسفوك، بعيدةٌ عن القدس وعن الأقصى، الذي يحاول البعض، خائبين، أن يستجيروا به ليستنهضوا المستظلّين، زيفًا، بالسماء، المتوجّسين من غضب شعوبهم ولهيب شمسها التي قد تعود وتسطع كما وعدنا بها ما حسبناه ربيعًا.
في زمن الرخوة هذا، يصرخ الجرح: من يوقف النزيف القاتل في القدس، التي يجب أن تبقى قضية وطنية متعددة الأبعاد والمكوّنات، ومن الخطأ اختزالها في بعد واحد، مهما كان هذا البعد بالنسبة للمختزل، بعدًا مقدّسًا ومصيريًا.
إن القدس بحاجة إلى مرجعية وطنية تظلل وتجمع أبناءها وتقودهم نحو أرض الكرامة والعزة والاستقلال، وحرام أن ينتظروا دم الضحية المقبلة كي يندفعوا كالزبد يتطاير فوق موجات الغضب.
ربما كان لقاء أبو العلاء بالسفير الإسباني عابرًا وعاديًا، لكنّه لفت انتباهي، ورأيت فيه تأكيدًا على ما تحتاجه القدس، التي كانت ويجب أن تبقى أكبر من حائط وسور وأغلى من قباب وهياكل وسوق، فزمن النخوة ولّى، والركوة لم تعد ركوة عرب!
نبض الحياة - اميركا والرسالة الفلسطينية
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
كان من المتوقع ان يقوم جون كيري، وزير خارجية اميركا بزيارة للمنطقة في الثاني والثالث من ايلول/ سبتمبر الجاري للقاء زعمائها الفلسطينيين والاسرائيليين للبحث في امكانية تحريك المياة الراكدة بين الجانبين ولتحريك عملية التفاوض. غير ان رئيس الدبلوماسية الاميركية ألغى زيارته للمنطقة، لأن حكومة نتنياهو ليست جاهزة لتقديم أي مطلب للفلسطينيين.
في ضوء ذلك، لم تنتظر القيادة الفلسطينية مجيء كيري إليها، فذهبت اليه، حيث ارسل الرئيس ابو مازن كلا من الدكتور صائب عريقات واللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة، الذي بات جزءا من الوفد الفلسطيني المفاوض، ومعهما رسالة تتضمن السيناريوهات الفلسطينية للتحرك السياسي، والتي تم التعرض لها سابقا في هذه الزاوية، وذلك لتحفيز الولايات المتحدة باتخاذ خطوة جدية لتحريك عجلة السلام، حتى لا تضيع الفرصة مرة أخرى، وأيضا يأتي إرسال الوفد والرسالة عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غدا، اولا: لمعرفة حدود وسقف الموقف الاميركي مجددا؛ وثانيا: لعرض الموقف الفلسطيني وفق الرد الاميركي، وتماشيا مع رؤية القيادة الفلسطينية، التي تستند لمقترحات الرئيس عباس، وتبنتها في الاجتماع الذي عقد في الـ23 من آب/ أغسطس الماضي. لا سيما ان على الاشقاء العرب مسؤولية اساسية في حال رفضت اسرائيل الالتزام بخيار حل الدولتين، ورفضت ترسيم الحدود، ولم تتمكن الادارة الاميركية من إلزامها بالالتزام بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وكما يقول المثل، المكتوب يقرأ من عنوانه، فالولايات المتحدة، التي أجلت زيارة وزير خارجيتها اثناء الحرب وبعد توقفها، لانها لم تتمكن من الحصول على اي موقف ايجابي من حكومة نتنياهو المهزومة، والتي تريد رد الاعتبار لذاتها وهيبتها الممرغة في وحول غزة الابية والصامدة, من خلال استمراء سياسة الاستيطان، والتنكر للمطالب الفلسطينية، ولإطلاق يدها في حال شاءت شن حرب جديدة على أي جزء من الوطن الفلسطيني، لا يمكن لاميركا الموافقة على الرسالة الفلسطينية، لأن مباركتها لسيناريو الرئيس عباس الاول، بالزام إسرائيل خلال اربعة اشهر من الاقرار بخيار حل الدولتين، ثم العودة لطاولة المفاوضات لمناقشة كل القضايا ذات الصلة بالحل السياسي، ومنح إسرائيل فترة ثلاث سنوات للانسحاب من الاراضي المحتلة والسماح باقامة الدولة الفلسطينية، يعني انها دخلت في صدام جديد مع حكومة ائتلاف اليمين الحاكم في تل أبيب، ومع انصارها في المجلسين الكونغرس والشيوخ أضف الى ذلك "الايباك"، وهو ما لا تستطيعه، لانها غير جاهزة، ولا تملك الميكانيزمات الداخلية لاتخاذ مثل هكذا خطوة.
كما ان الادارة الاميركية ترفض توجه القيادة الفلسطينية والعرب إلى مجلس الامن او الانضمام للمنظمات الدولية. بمعنى ان إدارة اوباما، تود ان تقول للفلسطينيين " هذا الخبز امامكم كلوا ما شئتم منه، ولكن مقسوم لا تأكلوا وصحيح لا تمسوه بيدكم، وكلوا ما شئتم من خبز السلام؟" اي المراوحة في ذات المكان، والقبول بسياسة الامر الواقع الاسرائيلية.
ألأبـــلـــه
بقلم: د.ناصر اللحام – معا
في الفلم العربي يخاف المخرج من الخسارة المالية، وينهار المنتج من فكرة المنافسة، فتراه يكثر من مشاهد النساء "الجميلات" الغبيات، ويملأ الفلم بالخيانة الزوجية، ولا أعرف لماذا دائما زوجة البطل تتعرض لمواقف مخزية؟ وان بطلة الفلم دائما سهلة السقوط؟ وانه لا يوجد بطلة فلم مبدعة او مفكرة او ام رؤوم او استاذة علوم او مقاتلة في خلية ثورية.
ولماذا دائما بشرتها بيضاء وشبه عارية ويحاول اصدقاء البطل مضاجعتها في كل فلم؟ ويكون الفلم مليء بالافخاذ ومشاهد الاغراء الرخيص. ومع ذلك لا يصل الفلم العربي الى مستوى الفوز بجائزة دولية، لا في مهرجان كان ولا في السعفة الذهبية ولا في اوسكار. اما الافلام العالمية وبينها الفلم الايراني والتركي والصيني والغربي فيبدأ الفلم وينتهي وانت لا ترى اية "فخذة" أو اغراء ومع ذلك تفوز هذه الافلام بجوائز عالمية، وجوائز على الصوت والاضاءة والجرافيك والموسيقى التصويرية والفكرة والابداع والماكياج. ولا تزال القنوات العربية تعرض لنا افلام المنتج العربي الرخيصة التي تتمحور حول الغيرة او "الحب الغبي" المدمّر، وهو يعتقد ان الجمهور يريد "نسوان" ويريد مشاهد جنسية ولا يعرف انه دمّر نفسه ودمر اجيالا بأفلامه التافهة، والسبب انه لم يدرس جيدا في المدرسة، وكان على ما يبدو يهرب من حصة الرياضيات ويعقتد ان الارقام أهم من المعادلة !!!!
لو تورّطت وانت في السيارة وقرّرت ان تسمع اغاني تراث شعبي، ستندم. لان كثيرا من الاذاعات تبث أسوأ اغاني التراث التي تحمل التمييز العنصري ضد المرأة وضد الفقير وضد ذوي الاحتياجات الخاصة، بل انها تحضّ على الخيانة والغدر، وسرعان ما تعتقد انها اغان جرى تأليفها على يد ضابط أمن، وليس على يد شاعر. فهي تتجسس على الحبيبة او الحبيب، وتراقبه او تراقبها وهو يخون وينظر الى امرأة اخرى او الى صديقتها !!!! ما هذا ؟؟ تراث ام محضر لشرطة الاداب؟
من الروايات العالمية الفريدة، رواية "الأبله" للمبدع الروسي دوستوفسكي، وهو يختصر رؤية العالم من منظار مواطن ساذج، ولكن حلاوة الحياة واحداثها وقيمة الدموع والخوف والاهم من ذلك طريقة السؤال تجعلك تتمنى لو انك تلعب دور الابله، بدلا من دور السياسي الذي يدّعي انه ليس بأبله. وصولا الى فكرة ان الابله في هذا العالم يفهم أكثر من الذي يدّعي انه قائد وانه سياسي وانه يريد ان يشرح لنا اهمية اللحظة التاريخية. اذهب واشرحها لنفسك اولا واتركنا في حالنا يا رجل، انت اساسا تحتاج الى من يشرح لك من أنت !!!!
وبعد الحرب على غزة، لا تزال نفس القيم البالية تحكم تفكيرنا. وان التفكير بنفس الطريقة سيؤدي الى نفس النتيجة، وان اختلفت الارقام، وفي علوم الرياضيات تكمن أهمية "المعادلة"، فالمعادلة هي الاهم وليست الارقام، لان رقم مليون مقرون بمعادلة ضرب صفر ستؤدي الى نتيجة صفر، في حين ان رقم 1 على رقعة الشطرنج او اللوغاريتمات قد يؤدي الى 360 مليون. والاجدر بنا عند اعادة اعمار غزة ان نسأل عن "معادلة الاعمار" وليس عن ارقام الاعمار. وان نطلب من اخوة يفهمون بالرياضيات ان يتولوا الامر، بل انني احيانا اتساءل بيني وبين نفسي: كم من القادة العرب كانوا يتواجدون في غرفة الصف أثناء حصة الرياضيات !!!!
اقــلام وأراء محلي السبت 6/9/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
في هذا الملـــــف:
v مرحلة الكل الوطني
حديث القدس – القدس
v معادلة .. التطرف تحصيل حاصل؟!
بقلم: حمدي فراج – القدس
v اسرائيل تتجنب السير في طريق السلام
بقلم: حديث القدس – القدس
v من سيقطع دابر "الداعشتانية"؟
بقلم: حسن البطل – الايام
v نتنياهو يَقْصِف "خطَّة عباس"!
بقلم: جواد البشيتي – الايام
v تراجع منسوب حب الوطن
بقلم: صلاح هنية – الايام
v ومضات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
v تغريدة الصباح - في زمن "الدواعش"
بقلمك: عدلي صادق – الحياة
v القدس بين النخوة والرغوة
بقلم: جواد بولس – الحياة
v نبض الحياة - اميركا والرسالة الفلسطينية
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
v ألأبـــلـــه
بقلم: د.ناصر اللحام – معا
مرحلة الكل الوطني
بقلم: حديث القدس – القدس
الأزمة الانسانية القاسية التي خلفها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة حيث عشرات الآلاف الذين ظلوا حتي الآن دون مأوى والدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحتية والمصانع والمزارع وممتلكات المواطنين ومنازلهم والعدد الكبير من الجرحى وارتفاع نسبة البطالة الى ارقام قياسية عدا عن فقدان اكثر من الفي شهيد، مع استمرار الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة وعودة اسرائيل الى انتهاكاتها ومواصلة عدوانها في الضفة الغربية سواء على صعيد الاستيطان او تنفيذ مخططات تهويد القدس أو حملات الدهم والاعتقال أو مسلسل التحريض الدائم ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ...الخ من الممارسات الاسرائيلية، كل هذا يطرح السؤال: ما العمل أمام هذا الحجم والتحديات الجسام ؟
التحدي الاول يكمن في إعادة اعمار قطاع غزة وازالة آثار العدوان، وهو ما يتطلب جهدا مكثفا على مدار الساعة سواء من قبل الرئاسة أو الحكومة أو فصائل العمل الوطني سواء على الصعيد المحلي أو على الصعيدين العربي والدولي، فلا يعقل ان تبقى عشرات آلاف الأسر الفلسطينية دون مأوى كما لا يعقل ان تبقى عشرات آلاف الأسر ايضا دون لقمة عيش جراء ارتفاع نسبة البطالة وتدمير لمصانع والمزارع والمؤسسا. فالمطلوب هنا حلول عاجلة مع اقتراب فصل الشتاء وبدء العام الدراسي، وهذه الحلول ليست بديلا عن إعادة اعمار اشمل وفق استراتيجية واضحة وبما ينسجم مع بناء مجتمعنا الفلسطيني سواء من حيث البنى التحتية المدمرة أو المصانع والمزارع أو دور العبادة التي دمرها الاحتلال أو التجمعات السكنية والمؤسسات التي لحقت بها اضرار كبيرة.
وهنا لابد من الاشارة الى ان هذا التحدي وهذه المهمة مرتبطان ايضا بمتابعة ما تم التوصل اليه في اتفاق وقف النار بوساطة مصرية وتدخل وترحيب عربي ودولي. فالمطلوب هنا حشد كل الجهود للضغط على اسرائيل من اجل الاستجابة للمطلب الفلسطيني بشأن الميناء البحري والمطار وبشأن الأسرى، وبشأن المعابر كافة، فلا يعقل ان يبقى الحصار على حاله مع بعض التحسينات، أو ان تبقى غزة رهينة لنوايا اسرائيل وهنا لابد من جهد عربي - دولي لدعم المطالب الفلسطينية العادلة.
واذا كان جزء من مستشفيات غزة قد تعرض للتدمير ولدينا هذا الكم الهائل من الجرحى والمرضى مع نقص واضح في التجهيزات الطبية والادوية فمما لاشك فيه ان المطلوب هنا ايجاد حلول سريعة وأخرى دائمة لبناء منظومة صحية - طبية في قطاع غزة قادرة على مواجهة وضع كالذي فرضه العدوان الاسرائيلي من جهة ومتابعة علاج الجرحى بما يلزم من عمليات وادوية ..الخ
والتحدي الأكبر الذي يواجه الكل الوطني اليوم هو الخلاص من هذا الاحتلال وتجسيد حقوق شعبنا المشروعة في الحرية والاستقلال ومواجهة مخططات الاستيطان وتهويد القدس وما يتعرض له الاقصى يوميا من اعتداءات وهي مهمة كل فلسطيني وكل فصائل العمل الوطني وبالاساس مهمة الرئاسة والحكومة ومنظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا.
ولذلك نقول ان هذه المهام الجسام لا يمكن التصدي لها الا بتعزيز وترسيخ وحدتنا الوطنية بجهد واحد وصوت فلسطيني واحد. ولهذا فان استكمال تطبيق بنود اتفاق المصالحة دون تأخير بات احدى المهام العاجلة التي لا يمكن التذرع بالعدوان وآثاره للتلكؤ عن تنفيذها، فالشعب الفلسطيني هو صاحب السيادة الأول وهو صاحب الحق الشرعي في قول كلمته وانتخاب ممثليه لتعزيز الشرعية الفلسطينية والتصدي لمهام المرحلة الجديدة.
وان ما يجب ان يقال هنا ان النظام السياسي الفلسطيني حتى يكون قادرا على التحرك الفاعل لابد من أن يعزز الشرعية السياسية من جهة ويوثق عرى الوحدة الوطنية من الجهة الاخرى، ولاشك ان مهمات المرحلة المقبلة والتحديات التي تواجه الكل الفلسطيني تتطلب مشاركة الكل الوطني بهذا الجهد بمنظومة عمل ديمقراطية تستند الى برنامج سياسي واضح ونتفق عليه وببرنامج عمل واضح سواء على الصعيد الداخلي او على صعيد التحرك الاقليمي والدولي. ولذلك فقد حان الوقت كي يرسم الكل الفلسطيني ملامح مسيرته المقبلة نحو الحرية والاستقلال وأن يشارك الكل الوطني في التصدي للمهام المرحلية سواء إعادة اعمار غزة أو التصدي لما تمارسه اسرائيل في الضفة الغربية. وبهذه الوحدة وبهذا الصوت الفلسطيني الواحد يمكن للعالم ان يسمعنا وان يقف الى جانب مطالبنا العادلة.
معادلة .. التطرف تحصيل حاصل؟!
بقلم: حمدي فراج – القدس
ليس امرا مستبعدا ابدا ما طرحه الزعيم العالمي فيدل كاسترو مؤخرا من ان «داعش» انتاج امريكي اسرائيلي ، وهو امر تعدى الاستنتاج والتحليل الى التوثيق والتأكيد ، وكل يوم يمر يثبت فيه تورط امريكا وحلفائها في هذا الاجرام الانحطاطي ، بل ان كل محاولة للتخلص من هذا الاستنقاع ، انما يزداد الغوص فيه – في المستنقع - اكثر واكثر .
إن احد اهم اسباب تورط الامريكان في دعم داعش هو الغباء المهيمن على الادارة الامريكية والاوروبية عموما ، فبمجرد معرفتهم بسنية «داعش» ، ادركوا على طول الخط انها ستناهض الشيعة ، وهذا بحد ذاته يكفي لشمول المناهضة ايران وحزب الله .
كلنا يذكر ان احد اسباب الهجوم على العراق واحتلاله وتمزيقه واعدام زعيمه ، كان شبهة اقامة علاقات واتصالات بتنظيم «القاعدة»، فما بالكم بالذي أسهم في انشاء تنظيم «داعش»، وهو نفسه الذي اسهم في انشاء تنظيم «القاعدة»؟!.
ولربما ادرك جهابذة الغرب الاستخباري ، ان نتائج انتاج داعش لسوف تكون ايجابية حتى عندما ينفلت العقال والزمام من ايديهم ، حتى عندما لا تذهب داعش لمقاتلة الشيعة ممثلة بايران وحزب الله ، لسوف تذهب لمقاتلة القاعدة متمثلة بجبهة النصرة في سوريا ، واذا لم يكن هذا ولا ذاك ، فأنهم سينجحون في تسليط الضوء على منتج جديد / قديم ، اسمه التطرف الاسلامي .
وحقيقة الامر، ان تطرفا عاما طاما يسود الكوكب منذ ثلاثة عقود تقريبا ، يطال جميع مناحي الحياة تحت هجيع شمسه ، فالتطرف الاقتصادي هو الذي أطاح بالعشرات من البنوك والمؤسسات الاقتصادية الامريكية مع بزوغ رأس الازمة الاقتصادية عام 2008 وكاد يطيح بعدة دول اوروبية دفعة واحدة ومن ضمنها اليونان وقبرص وايرلندا وايسلندا واسبانيا وايطاليا .
الان جرينسبان رئيس البنك الفدرالي وخمسين رئيسا آخر كانوا اخطر من بن لادن ، وفق محمد حسنين هيكل " ان العملية الارهابية الاكبر والاخطر في العصر الحديث لم تكن من صنع عشرة او عشرين رجلا خطفوا ثلاث طائرات قتلت مئات الابرياء في مانهاتن ، بل ما قام به خمسون او ستون فردا من رؤساء البنوك الكبرى، استهتروا واستغلوا وتصرفوا بما أدى إلى انهيار الأسواق المالية في العالم ، وإفلاس وصل بالاقتصاد الدولي كله إلى حافة الخراب ، ما جرى للاقتصاد العالمي فهو كارثة أصابت كل الأوطان وكل البلدان في حاضرها وفي مستقبلها وإلى زمان طويل" .
ألا يقود ذلك الى التطرفات السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية ومن ضمنها الجماعات المتشددة التي افتت بنكاح ، فيفتى بنكاح الجهاد ، وجعلت 120 مليون بنت يتعرضن للاغتصاب خلال عام واحد. وجعلت دولة "ديمقراطية" تفتك بستمائة طفل خلال خمسين يوما في غزة ، بمعدل 12 طفلا كل يوم ، وبدلا من تعريضها للمساءلة والحساب ، ينشد العالم الحر ودها .
اسرائيل تتجنب السير في طريق السلام
بقلم: حديث القدس – القدس
تثبت الأحداث والتطورات التي تمر بها القضية الفلسطينية عاما بعد عام، بل ويوما بعد يوم أن اسرائيل من خلال حكوماتها المتعاقبة، وخصوصا حكومة بنيامين نتنياهو تسير عمدا في طريق لا تؤدي للسلام، مهما كانت نسبة العدالة في أي تسوية مطروحة متدنية، ويقبلها الفلسطينيون بسبب ظروفهم الصعبة والمستحيلة على مضض آملين عبثا في تحسينها بمرور الوقت.
والادعاءات الاسرائيلية المغلوطة بأن الفلسطينيين يضيعون الفرص ما هي إلا ستار للتوسعية الاسرائيلية. وليس أدل على ذلك من قبول الفلسطينيين حل الدولتين الذي لا يستند إلى قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة والذي منه الدولة العربية الفلسطينية حسب القرار ما يقارب نصف أراضي فلسطين التاريخية. ومع ذلك فقد توسعت عصابات الهاغاناه لتحتل ما يقارب أربعة أخماس فلسطين التاريخية بحلول العام 1949، ثم لتكمل اسرائيل احتلال ما تبقى من فلسطين في حرب 1967.
والمثال الأقرب على ابتعاد اسرائيل عن طريق السلام عدا عن سياسة الاستيطان التي تتناقض مع كل المرجعيات الدولية، هو موقفها التراجعي الناقض لاتفاقية التهدئة التي توصلت إليها مع المقاومة الفلسطينية عقب عدوانها على غزة. فلو كانت الحكومة الاسرائيلية جادة ومخلصة في سعيها نحو التهدئة لما تنصلت وبشكل تدريجي من تنفيذ بنود الاتفاق، ولما رفض رئيس وزرائها إعادة وفده المفاوض إلى القاهرة للتباحث في البنود المؤجلة من هذه الاتفاقية، ولم يتورع عن التنصل من البنود التي وقع عليها خلال المفاوضات التي جرت برعاية مصرية.
والسؤال هو :لماذا لا ترفع اسرائيل المعاناة التي تفرضها على قطاع غزة، ولماذا تصر على مواصلة الحصار الخانق الذي يطال ما يقارب المليونين من الفلسطينيين؟.
السؤال نفسه مطروح على مصر التي تستمر في إغلاق معبر رفح أمام الآلاف المؤلفة من الغزيين الذين هم في غالبيتهم ليسوا مسيسين ولا ينتمون لحركة حماس. إن العلاقة بين الشعبين الفلسطيني والمصري هي علاقات تاريخية أزلية وهي باقية بعد أن تندثر كل العلاقات العارضة.
والمطالب الفلسطينية التي عبر عنها الوفد الفلسطيني الموحد في القاهرة بخصوص تطوير وتشغيل ميناء غزة، وإعمار مطار غزة الدولي من المؤكد أنها ستخفف المعاناة وأعباء الحصار الظالم المفروض منذ سبع سنوات على القطاع. وليس لهذه المطالب أبعاد سياسية، وإنما هي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني كله في القطاع والضفة معا، لا سيما إن أعيد تشغيل الممرين الآمنين بين القطاع والضفة.
ولو كانت اسرائيل تريد فعلا السير في طريق السلام، فإنها كانت ستغير مواقفها الرافضة لهذه المطالب، وتتعامل مع الشعب الفلسطيني بطريقة مغايرة لأسلوبها الحالي في التعامل، وبروح الندية والاحترام المتبادل والجدية في السعي نحو حل عادل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي المزمن.
غير أن المطالبة بمثل هذا التغير في السياسة الاسرائيلية هو مجرد عبث لا طائل تحته، لأن هذا التغير يناقض المسار الذي انتهجته اسرائيل خلال ما يزيد عن سبستة وستين عاما من تاريخها وهو مسار بعيد عن السلام تحف به من جانبية المطامع التوسعية، والتجاهل الكامل للحقوق الوطنية والإنسانية الفلسطينية العادلة والمشروعة.
من سيقطع دابر "الداعشتانية"؟
بقلم: حسن البطل – الايام
نال مخترع الـ د.د.ت جائزة نوبل في الكيمياء. الآن، يقولون إن الآثار الجانبية السيئة للاختراع، دفعت الى علاج بيولوجي للحشرات الضارة، وهي تسليط نوع على نوع، أي الحرب البيولوجية بديلاً من الكيميائية!
من سيقضي على "وباء" يسمى "الداعشتانية"؟ هل لا يفلّ الحديد غير الحديد، أي ما لا ينجح بقوة ينجح بقوة أكبر، أم بتسليط قوى "الإسلام المعتدل" على "الإسلام الجهادي"؟
يقول دعاة الإسلام المعتدل إن "الإسلام براء" من التطرف والغلو، ويقول نفر من المثقفين إن الظاهرة الداعشتية "منّا وفينا" أو "كل إسلام هو الإسلام" كما يقول صديقي التونسي محمد علي اليوسفي.
صار للداعشتية دولة خلافة، أو بلاد "داعشتان" على منوال الاشتقاق من أفغانستان، وهي تهدّد دول المنطقة، بل تهدّد العالم. وصارت مساحة دولتها تفوق مساحة بريطانيا.
تدعو أميركا الى ما يشبه "حلفاً عالمياً" ضد هذا الوباء، كما سبق وقادت حلفاً عالمياً ضد العراق، ومن قبل تحالفاً دولياً ضد النازية والفاشية. إسرائيل تدعو الى حلف إقليمي بينها وبين الدول الإسلامية السنية المعتدلة. فرنسا لا تستبعد مشاركة إيرانية في هذا الحلف. هل يمكن ضم إسرائيل وإيران في حلف عجائبي؟
لا أدري كيف سيعمل حلف يضم ايران الملالي والسعودية الوهابية، وإسرائيل اليهودية، لكن أساسه هو تسليط الضد على الضد، كما في العلاج البيولوجي للحشرات الضارة.
سيعمل هذا التحالف الغريب كما في مفهوم تشرشل: لا صداقات دائمة، بل مصالح دائمة، وسبق وان طبقته أميركا في العراق عندما شجعت القبائل والعشائر السنية على القتال ضد سيطرة "القاعدة" على مناطق في شرقي العراق. وباء الإيبولا لا يشكل تهديداً مثل الطاعون.
هل صار يبدو بن لادن معتدلاً قياساً بخليفته أيمن ظواهري، و"النصرة" معتدلة قياساً بـ "داعش" والأصولية الشيعية الإيرانية، والأصولية السنية الوهابية شركاء في حلف عالمي ضد "الداعشتية"؟
سارعت إسرائيل، على لسان الغوغائي نتنياهو، الى تصوير نفسها جداراً ضد الإسلام الأصولي، السني والشيعي سواء بسواء، من "حماس" جنوباً، الى "حزب الله" شمالاً، الى "داعش" شرقاً .. لكنها شذّت قليلاً عندما أبدت ارتياحاً لسيطرة "النصرة" على خط وقف إطلاق النار في الجولان!
أميركا انقلبت على صنيعتها نوري المالكي المتطرف شيعياً، وإيران ايضاً، ودفعتا الى حكومة جديدة قد تتمكن من مدّ اليد الى السنة في العراق والأكراد أيضاً.
أمّا إسرائيل؟ فقد غيرت مفاهيم أمنها، بناء على مصالحها، من اعتبار النظام السوري "حارساً ابدياً" للهدوء في الجولان، بينما اميركا وبعض اوروبا متردّدة في التعاون مع النظام السوري ضد دولة الخلافة في سورية والعراق. كيف تكون مع حكم مركزي عراقي ضد "داعش" ولا تكون مع حكم مركزي ضدها في سورية؟
يقولون إن أميركا هي من تسبب في تشكيل "الطالبان" في أفغانستان، بدعوى "الجهاد الإسلامي" ضد روسيا الشيوعية، ومن ثم تفرعت "القاعدة" عن "طالبان" و"النصرة" عن "القاعدة".. والآن "داعش" عن "القاعدة". لا ذروة أعلى في التطرف!
سنعود الى الأيام الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية، حيث شجعت اميركا العراق على مناطحتها، ودعمته كما دعمت دول الخليج نظام صدام، الذي بدأ الحرب بصفتها حرباً قومية (عرب ضد الفرس)، لكنها صارت في نهايتها حرباً سنية - شيعية، رغم ان السنة العرب في الأهواز - عربستان لم يؤازروا حرب العراق، وشيعة العراق لم يؤازروا حرب إيران.. ولاحقاً شجعت أميركا شيعة العراق على الانتفاضة ضد الحكم السني لصدام حسين، والحكم العربي لأكراد العراق بذريعة مجزرة حلبجة.
بعد ذلك، انقلبت أميركا على حكم حليفها مبارك في مصر، لصالح حكم الإخوان المسلمين، علماً ان سائر الفرق الإسلامية المتطرفة، ثم الأصولية، ثم الجهادية، هي بمثابة أبناء شرعيين او غير شرعيين للإخوان المسلمين.
لكن، عندما صحح الشعب المصري خياره الديمقراطي، وقفت اميركا معارضة او متحفظة لحركة التصحيح هذه، مخالفة ان الديمقراطية تصحيح للانحراف الديمقراطي.
ما الذي سيقطع دابر الداعشتية هذه؟ إنه الحقيقة الماثلة وهي أن "داعش" هي ذروة التطرف، وليس بعد الذروة الأعلى من طالبان والقاعدة وحتى "بوكو حرام" في نيجيريا، سوى الانحدار .. وأيضاً انقلاب بقية فرق السنة عليها. هكذا يقول تاريخ الفرق الإسلامية.
الآن، هناك وباء "الإيبولا" ومن قبل كان وباء حمى الطيور وجنون البقر، وحمى الضنك؛ ومن قبل الإيدز (سيدا) ومن قبل الكوليرا والطاعون.
تمّ القضاء على الكوليرا والطاعون، والسيطرة على "الإيدز" الذي هو نقص المناعة المكتسبة، أما "فقاعة" داعش هذه، فإن السبب يعود الى نقص مناعة العروبة أمام الإسلام المتطرف، ونقص مناعة الإسلام المعتدل أمام الأصولية فالجهادية، وفق متوالية: إسلام حنيف، ضعيف، عنيف!
يقولون: عزة الإسلام بالعرب، وهذا يفسر كيف عندما ضعفت العروبة زادت قوة الإسلام. في دول الغرب لم يعودوا يقولون: عزة المسيحية بعزة الفاتيكان .. وفي إسرائيل صاروا يخلطون بين عزة اليهودية ودولة إسرائيل.
نتنياهو يَقْصِف "خطَّة عباس"!
بقلم: جواد البشيتي – الايام
رُبَّ ضارةٍ نافعةٍ؛ فحكومة نتنياهو، التي ما انفكَّت تسعى إلى تقويض المصالحة الفلسطينية باعتبارها مَصْدَر تهديدٍ لمصلحة إسرائيلية استراتيجية تقضي ببقاء الانفصال الاستراتيجي بين قطاع غزة والضفة الغربية، دَفَعَتْها مصلحة سياسية شخصية (في المقام الأوَّل) لنتنياهو إلى مصادَرِة نحو 4 آلاف دونم من أراضٍ للفلسطينيين في الضفة الغربية (قُرْب بيت لحم) لغاية التَّوسُّع الاستيطاني؛ فأعادت، بفعلتها هذه، وعلى ما يُفْتَرَض، قطار المصالحة إلى سِكَّتِه، بعدما بدا أنَّه يوشك أنْ يَخْرُج عنها (بعد وَقْف إطلاق النار في قطاع غزة).
نتنياهو المُفْلِس، والمهزوم، مع جيشه، ونخبة جيشه، في قطاع غزة، أراد أنْ يُعَوِّض (بفعلته هذه، غير المشروعة في القانون الدولي) ولو شيئاً من خسارته الكبرى في حرب "الجرف الصامِد"؛ فشعبه لا يرضيه إلاَّ سفك مزيدٍ من دماء الفلسطينيين، أو الاستيلاء على مزيدٍ من أراضيهم؛ ومع ذلك، لا بدَّ للفلسطينيين من أنْ يُقارنوا؛ ففي قطاع غزة شَقَّ على الجيش الإسرائيلي، وتَعَذَّر، احتلال ولو بضعة أمتار مربَّعة من "أرض المقاومة"؛ أمَّا في الضفة الغربية فَتَسْتَسْهِل إسرائيل مصادَرة نحو 988 فدانا من الأراضي الفلسطينية!
نتنياهو، وقَبْل "قرار المصادَرة"، صَوَّر لشعبه هزيمته في قطاع غزة على أنَّها "حِرْصُ قائدٍ على أرواح جنوده"، إذْ قال: "حِرْصاً (منه) على أرواح جنود جيش إسرائيل، أَمَرْتُ بخروج جنودنا سريعاً من أراضي القطاع (أيْ من بضعة أمتار مربَّعة سُمِحَ لهم بالاستيلاء عليها)"؛ لكنَّ هذا "القائد"، الذي اضطَّرَب تفكيره السياسي، لم يَتَجَشَّم إجابة سؤال: إذا أنتَ فَعَلْتَ ذلك حِفاظاً على أرواح جنودكَ، فَمَن يتولَّى عن الجيش الإسرائيلي مهمَّة نَزْع السلاح من يد المقاومة في قطاع غزة؟
إدارة الرئيس أوباما، المَدْعُوَّة، في "خطَّة عباس"، إلى ترسيم حدود الدولة الفلسطينية، مع جَلْب اعتراف إسرائيلي بهذه الحدود، قالت في "قرار المصادَرة" ما قالته دائماً؛ لقد قالت: "ندعو الحكومة الإسرائيلية إلى العدول عنه؛ إنَّنا نعترض دائماً على استمرار النشاط الاستيطاني؛ هذا القرار لا ينسجم مع هدف إسرائيل المُعْلَن وهو التوصُّل إلى "حلِّ الدولتين" من طريق التفاوض مع الفلسطينيين".
وهذا القول هو "فِعْلٌ" يسمَّى "اللافِعْل"؛ ولا يُتَرْجَم، إسرائيلياً، إلاَّ بمزيدٍ من التوسُّع الاستيطاني؛ أمَّا فلسطينياً فلا يُتَرْجَم إلاَّ بمزيدٍ من الشعور بـ "الإحباط التفاوضي" لدى الفلسطينيين الذين عَبَدوا "خيار الحل التفاوضي" حتى استعبدهم.
الرئيس عباس، في "خطَّته"، يُمْهِل إدارة الرئيس أوباما 4 شهور لترسيم حدود الدولة الفلسطينية (بما يُوافِق التزامها حدود 1967 أساساً لـ "حلِّ الدولتين") ولجَلْب اعتراف إسرائيلي بهذه الحدود؛ وأنا شخصياً أُمْهِل الولايات المتحدة 4 سنوات لـ "إقناع" إسرائيل بوَقْف توسُّعها الاستيطاني؛ فإنَّ زمناً طويلاً قد استنفده المفاوِض الفلسطيني في سعيه إلى إقناع المفاوِض الإسرائيلي بحلٍّ معادلته "الأرض مقابل السلام"؛ فإذا بوحش الاستيطان يفترس (في الزَّمن التفاوضي الطويل) الأرض، مُقَوِّضاً، من ثمَّ، تلك المعادلة.
إنَّه "الانتظار"؛ فماذا يَنْتَظِر المُنْتَظِرون؟
ينتظرون رؤية الولايات المتحدة تَفْشَل في ترسيم الحدود، ورؤية مفاوضات غير قابلة للاستئناف، ورؤية مجلس الأمن الدولي يَفْشَل في "إجلاء إسرائيل عن أرض فلسطين"، ورؤية الاستيطان (مع التهويد) يزداد ويتَّسِع، ورؤية الإعداد (والتحضير) الطويل لإجراءات "محاكمة قادة إسرائيل"، ورؤية مزيدٍ من الخفْض في تكلفة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية؛ وإنَّ أخشى ما أخشاه أنْ نرى (عمَّا قريب) انهياراً للمصالحة الفلسطينية، فانهياراً للمفاوضات غير المباشِرة والتي مدارها الميناء البحري والمطار والأسرى، فَمَنْعاً لإدخال مستلزمات إعادة البناء إلى قطاع غزة، فعودةً إلى التَّشَدُّد في سياسة الحصار، فتَفاقُماً في الأزمة المعيشية لأهل القطاع، والتي يُضاعِف من وطأتها حجم الدمار الهائل.
ما العمل؟
ليَدَعْ الفلسطينيون الرئيس عباس يُجرِّب "خطته"؛ على أنْ يرتبط هذا "التَّجريب" ببقاء وتعزيز "الوحدة الفلسطينية"، وبالمضي قُدُماً في تنفيذ "اتفاقية المصالحة"، وبتحرير خيار المقاومة الشعبية في الضفة الغربية من كل قيوده.
----------
ظاهرة "الاعتماد في البقاء"!
السياسة (الدولية على وجه الخصوص) في عالَمِها الواقعي تَعْمَل بمبدأ "الاعتماد لا الانتماء"، والذي، على ما يتَّضِح من ممارسته وتجربته العملية، لا يَكْتَرِث أصحابه، والعامِلون به، كثيراً للمُعْتَقدات والأفكار والمشاعر ما دام صاحبها (أكان من الأفراد أم من الجماعات والدول) يتَّصَرف ويَعْمَل بما يُوافِق مصالحهم، ويخدم مآربهم؛ وهذه الظاهرة السياسية العالمية لا تعليل، ولا تفسير لها إلاَّ اعتماد طرفٍ ما على غيره، في البقاء، وفي تلبية حاجاته الأَوَّلية؛ فالقوى الغربية، وفي مقدَّمِها القوَّة العظمى في العالَم، أيْ الولايات المتحدة، تؤسِّس لصلةٍ مع دولٍ، في هذه الصلة، وبها، تَعْتَمِد هذه الدول (اعتماداً قوياً ومتزايداً) في مُقَوِّمات عيشها ووجودها عليها، ولا تستطيع، من ثمَّ، إلاَّ العيش السياسي في طريقة يتأكَّد فيها، في استمرار، أو على وجه العموم، الانفصال بين "القول" و"الفعل"، أو "انتهازيتها السياسية"؛ فإنَّ "الانتهازي" لا يكون بتغيير "المُعْتَقَد"، وإنَّما بَجَعْل "المُمارَسة" و"المُعْتَقَد" على طرفيِّ نقيض.
إنَّ كل دولة ينبغي لها، أوَّلاً، أنْ تَسْتَقِلَّ بمقوِّمات عيشها ووجودها، وأنْ تنأى بها عن غيرها من الدول؛ ثمَّ ينبغي لها، ومهما ارتفع منسوب العولمة الاقتصادية، وازداد الاقتصاد العالمي تشابُكاً وتداخلاً، أنْ تؤسِّس، وأنْ تجتهد في التأسيس، لعلاقة "اعتماد متبادَل (متكافئ، أو يزداد تكافؤاً مع مرور الوقت)"؛ لكن ما نراه هو أنَّ القوى الغربية، وفي مقدَّمها الولايات المتحدة، تسعى وتُصارِع، في استمرار، من أجل تجريد بعض الدول (التي لها مصلحة استراتيجية في إلحاقها بها) من مصادِر وموارد قوَّتها الذاتية، ومن كل ما يُمَكِّنها من أنْ تلبِّي بنفسها حاجاتها الأّوَّلية؛ فمن طريق ذلك يصبح في مقدورها جَعْل هذه الدولة تَعْتَمِد (اعتماداً متزايداً) في مقوِّمات عيشها ووجودها عليها، أو على دولٍ أخرى غنية بمواردها الطبيعية، وتَنْعُم بفوائض نقدية هائلة؛ لكنَّها تَعْتَمِد في أمنها واستقرارها على تلك القوى.
حتى تنظيم كتنظيم "الدولة الإسلامية (داعش)" يَكْتَسب النفوذ (ويسيطر، ويُحْكِم سيطرته) في الطريقة نفسها؛ فهو ما أنْ يستولي على مدينة (في سورية أو العراق) حتى يَضَع يده على مَصَادِر العيش اليومي لسكانها، أيْ على كل ما من طريقه يُلَبُّون حاجاتهم الأَوَّلية (الغذاء والماء والطاقة والوقود..).
"الأمن (والأمان والاستقرار)" هو حاجة لكل مجتمع؛ فإذا فُقِدَ، أو إذا ما توفَّرت قوَّة ما على إفقاد المجتمع أمنه، تتقبَّل غالبية الناس، عندئذٍ، سلطة مَنْ يعيد الأمن إلى المجتمع، ولو كانت كارهة له مِنْ قَبْل؛ ولقد استطاعت الولايات المتحدة، مثلاً، أنْ تستعيد كثيراً من شعبيتها المفقودة في العراق عندما قادت الحرب على "داعش" الذي أفْزَع وأرعب العراقيين جميعاً.
وفي الأردن، استشعر الناس خطر انقطاع إمدادهم، وإمداد منشآتهم لتوليد الطاقة الكهربائية، بالغاز المصري؛ فتهيَّأ كثيرٌ منهم لتقبُّل أنْ يعتمد الأردن، في هذا المُقوِّم من مقوِّمات حياته، على الغاز الإسرائيلي (الذي سيُنْقَل إليه بأنبوب).
وذات مرَّة، رَفَضَ الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد أنْ تعتمد سورية، في مياه الشُّرْب، على أنبوب مائي تركي، مُمْتَد إقليمياً، قائلاً إنَّه قد يسمح بمروره بالأراضي السورية؛ لكنه لن يقبل أبداً أنْ يعتمد السوريون عليه في مياه الشُّرب.
جاء في المثل الشعبي العربي: "مَنْ لا يأكل من فأسه (أو مَنْ لقمته ليست من فأسه) لا يكون رأيه من رأسه"؛ و"لقمة العيش"، عربياً، هي الآن، وفي المقام الأوَّل، القمح، وسائر الحبوب، ومواد الغذاء الأساسية، والماء الصالح للشرب الآدمي، والكافي للريِّ الزراعي، والطاقة. من قبل، كان لدينا "الفأس"، فَنُنْتِج به "لقمة عيشنا"؛ أمَّا الآن فأدخلوا في رؤوسنا من "ثقافة الاستثمار" ما عاد بالنفع والفائدة على مصلحتهم في انتزاع "الفأس" من يدنا، وفي مسخ وتشويه حياتنا الاقتصادية؛ طائعون، أو مُكْرهون، أخذوا مِنَّا "الفأس"، ثمَّ حالوا بيننا وبين استعادته، فتحكَّموا في "لقمة عيشنا"؛ فحلَّ بنا ما حلَّ بكل مَنْ يتوهَّم أنَّ منتوجه الفكري والثقافي والروحي لا شأن له بـ "الفأس" و"لقمة العيش" المتأتية منه، أو أنَّ في مقدوره أن يحيا حياةً فكرية وثقافية وروحية مستقلة وهو يعيش في تبعية لغيره، تشمل مقوِّمات عيشه ووجوده.
تراجع منسوب حب الوطن
بقلم: صلاح هنية – الايام
اعذروني ان افرض عليكم استنتاجي دون أن اسوق فرضيتي ومنهجية البحث، ولكنني لا التمس عذرا لمراكز البحث والجامعات لعدم وضع فرضيات وإجراء دراسات حول منسوب حب الوطن والتركيز على منسوب حب شخصيات سياسية وأحزاب وقوى سياسية ومناطق ومواقع جغرافية، لم تعد الأحزاب والقوى قادرة على تعزيز حب الوطن بشكل أكبر من تقديس الأداة وهي الحزب أو الزعيم أو الملهم.
لم يعد هناك شعور جمعي يتغنى بالوطن وجماله وبهائه، ولّت الأيام التي كنا نتغنى فيها بوطن أخضر، ورموزه الفكرية والأدبية والإبداعية والأكاديمية، لم تعد جامعات الوطن مدعاة للفخر، ولم تعد صناعة الوطن مدعاة للفخر، ولم تعد آثاره ومواقعه مدعاة للاعتزاز فتذكر سبسطية تريليون مرة أمامنا ولا تثير فينا شيئا، ونمر آلاف المرات من قرب جبل هيروديون في بيت لحم ولا نمل تكرار السؤال الممل، هذه منطقة (ب) أو (ج)، لم تعد البلدة القديمة في الخليل مركز استقطاب.
نعم يجب أن يكون حجم الصدمة من هذا المقال موجعا حتى نعود للتفكير من جديد بموضوع الوطن وموضوع تراثه ومواقعه الأثرية وأشجاره وثماره وينابيعه، نعم يجب أن يصدم الجميع حتى يستعيد التفكير ولا يهمني ان ينعتني من شاء بما شاء من الصفات والنعوت مدافعا عن نفسه بما فعل من جزئية لسبسطية والبلدة القديمة في الخليل، ولينعتني من شاء بما شاء من النعوت، لم اتخذ قرارا بتشييد بناء على مواقع مصنفة أثرية ونالها ما نالها من التعثر الاستثماري.
لم يعد نتيجة لانخفاض منسوب حب الوطن، حب واحترام واعتزاز بالعلم الفلسطيني في جميع مناحي حياتنا بعد أن كان رفع هذا العلم خفاقا عاليا جزءا من البرنامج النضالي الوطني لمكونات الكل الوطني في فلسطين، كان العلم الفلسطيني واسم فلسطين معيارا للتقييم ولدرجة الانتماء، وإلا كيف كان ينظم أسبوع فلسطين في جامعة بيرزيت وخلق حالة من التحدي بعلم خفاق، وكيف كان ينظم أسبوع التراث الشعبي الفلسطيني في جامعة بيت لحم، وأسبوع العمل التطوعي في فرخة بمحافظة سلفيت.
مرة، أيام كنا طلابا اخرج لنا كراس صغير وزع بكثافة عنوانه (الوطنية غريزة حيوانية) ويومها كان حجم الصدمة كبيرا على اختلاف درجات الوعي، ولا زلت اذكر كيف أخذ هذا نقاشا واسعا كبيرا حتى انه وثق بكراس يرد على ذلك من إعداد زهير الدبعي والدكتور عبد الستار قاسم من قلب جامعة النجاح الوطنية.
اعتقد جازما أننا في اللاوعي بتنا نتعامل مع الوطن من هذا المنطلق دون أن نصفه بهذا المفهوم، وإلا لماذا نحب حارتنا على حساب حب الوطن، ونقدس الحمية الأصغر على حساب الكل الجامع الوطن، بتنا نقول: انتم في نابلس ويقال بالمقابل: انتم في رام الله، وبات هذا ينعكس على سلوكنا اليومي. نعم بات هذه الأيام مراهق ينصب مصطلح المشروع الوطني ساحة للتندر ويشد على يده ذلك المحلل السياسي الذي لم يجدد في رؤيته شيئا منذ عشرة أعوام.
أدوات تنمية حب الوطن تتراجع بشكل واضح، في السبعينيات والثمانينيات كان حب الوطن يعني عملا تطوعيا تسوى خلاله طريق داخل مخيم الدهيشة والأمعري وبلاطة، كان يتجسد بصحف تصدر من القدس تحاكي الوطن بكافة مكوناته وقد تنحاز فصائليا ولكن الوطن يظل معيارا، كان يتجسد بمكتبات عامة تصقل الوعي، كان يجسد بحفل تخريج لجامعة فلسطينية يكون العلم الفلسطيني خفاقا عاليا ويحضره كل رموز الوطن الذين كانوا على قلب رجل واحد.
باختصار شديد يجب أن يعاد الاعتبار لحب الوطن ولراية الوطن ولتراث وآثار الوطن وللبحر ونستعيد الاعتزاز بسلسلة الإنجازات الحضارية، واعتبار الحزب السياسي والفصيل وبلد النشأة أدوات تصب في محيط حب الوطن ليس إلا.
ومضات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
العودة إلى المنزل
عندما سافرت أول مرة في سفرة طويلة بغرض الدراسة عام 1987 وقبل حوالي ساعة من مغادرتي المنزل جلست في غرفتي، تفقدت جوارير خزانة صغيرة كنت أضع فيها الصور وقصاصات الأوراق وذكريات جميلة. بكيت وانا أوضبها حرصاً مني على بقائها وسلامتها. سافرت وغبت لمدة عام. عندما عدت الى المنزل كان اول ما فعلت بعد الاستقبال الحافل، ان ذهبت الى غرفتي لأتفقد الجوارير فوجدت كل ما تركت على حاله. تذكرت هذا عندما شاهدت صور المشردين في غزة وهم يستعدون للعودة الى المنزل، تألمت جداً لأنهم ان وجدوا المنزل او بقاياه، ربما لن يجدوا ذكرياتهم وبقايا صورهم وألعابهم.
مجرد أسئلة
عندما زرت غزة عام 2010 وكلما جلست في مجلس كان يتردد سؤال "فاتح المعبر؟" أو "شو أخبار المعبر؟" والإشارة هنا بالطبع الى معبر رفح. وكنت أسأل "ع وين العزم إنشالله؟" ويكون الجواب "ولا محل مجرد سؤال". في هذه الأيام يكاد لا يخلو مجلس من سؤال "كيف قلنديا؟" وعندما تسأل "وين مشوارك ومتى؟" يكون الجواب "مجرد سؤال ولا محل". لقد حوّل الاحتلال اهتماماتنا الى مجرد أسئلة باتت تشغلنا يومياً لا يعرف واقعها الا من يعيشها!.
والنبي تبسم
لا أدري لماذا لا تعلو الابتسامة وجه رجل الأمن الذي يتعامل مع الجمهور سواء كان شرطياً أم جندياً أم موظفاً في شركة أمن خاصة؟ أهي من مواصفات الوظيفة ألا يبتسم "للرغيف السخن". قبل ايام كنت في مؤسسة تخضع لحراسة شركة امن خاصة، وظل مسؤول الأمن عابساً في وجه المراجعين ولم يبتسم الا في حالتين، الاولى عند وصول رسالة على هاتفه النقال فاسترق ابتسامة وما لبث الا ان عاد للعبوس. والثانية عندما سمع عن "مشروع إفطار".
قراءة في الصحف
لم يعد لقراءة صحيفة الصباح معنى. فجميع البرامج الإذاعية والتلفزيونية الصباحية تقرأ علينا ما يرد على الصفحة الأولى في جميع الصحف. وان اردت التعمق في صفحات الجرائد فإنك تقرأ أخباراً "بايتة" وردت على معظم المواقع الإلكترونية وما تبقى من الصفحات الداخلية هو مجرد اعلانات. وهنا لا بد من مراجعة جدية للبرامج الصباحية الإذاعية والتلفزيونية وايضاً لمحتوى الصحف. المفهوم العالمي للبرامج الصباحية هي ان تطلعك على ما سيكون عليه يومك فتورد إليك أخباراً ومعلومات جديدة مثل ما يتوقع من فعاليات في ذلك النهار، وأحوال الطرق والطقس وبعض المعلومات العامة حول الصحة وغيرها من القضايا الترفيهية، لا ان تقرأ عليك ما كان. اما الصحف ومن اجل ان يستمر القارئ على متابعتها فيجب ان تحتوي على أخبار ومعلومات ومقالات واعلانات تهم القارئ وان لا تكتفي بالاخبار التي حدثت والاعلانات التجارية وان تقدم خدمة عامة.
لو كنت مسؤولاً
لو كنت خطيب مسجد لوجدتني أخاطب جموع المصلين بتحبب ولأمرت بالمعروف ولما اكتفيت بالنهي عن المنكر. فلا يعقل ان تتحول خطبة الجمعة الى ترهيب لا ترغيب. فلو تحدثت على سبيل المثال بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد لما بالغت في وصف المنكرات وكأن مدارسنا وطلابنا لا يتمتعون بالأخلاق الحميدة ويتعاطون المخدرات والمنكر، بل على العكس تماماً لتحدثت عن أهمية التعليم ولشجعت الطلاب على المثابرة والتحصيل العلمي، ولكانت كلماتي موزونة ولما استعرضت عضلاتي في السجع ومهارات اللغة.
الشاطر أنا
بيقول المثل "الواحد بينام على الجنب اللي بريحة". وانا بقول "الشاطر اللي بينام على المخدة اللي بتريحة"، لاني اكتشفت اهمية المخدة، بعد ما فشل كل الاطباء تشخيص الصداع الصباحي، وفي محاولة بائسة اشتريت مخدة طبية ثمنها فيها، وصرت انادي على اللي باعني اياها يا دكتور. المهم هاي المخدة وين ما بروح باخذها معي، ولولا الحيا باخذها معي في السفر، بس المشكلة هات اقنع الاجهزة الامنية في المطارات او على الجسر انك ماخذ المخدة لانك شاطر. فقلنا يا ولد اختصر، بس خليها جوا البلد. وصرت اخذ المخدة معي مش بس لما بنام برا الدار، وكمان لما بروح على عيادة او مختبر، مش لانه بدي ارتاح، لانه الواحد ما بيعرف مين قبله نايم ع هالمخدة اللي غطاها ما بتغير ولا حتى بحطوا عليه اشي "ديسبوزابل" بينكب بعد كل مريض. بالله ما انا شاطر؟.
تغريدة الصباح - في زمن "الدواعش"
بقلمك: عدلي صادق – الحياة
لم ينجُ شعب ولا بلد، في قلب العالم العربي، من ارتجاعات الحضور الفاحش، لقوى الغلو والتطرف، واسترخاص دم الإنسان باسم الدين الإسلامي الحنيف. وليت الأمر يقتصر على الأذى الشامل الذي أصاب الأوطان والمجتمعات. فقد وضَعَتْ مزاعم التدين المسلح بالبندقية والسكين، عقيدة الإسلام نفسه أمام تحدٍ عسير. وبدل أن يكسب الدين مزيداً من المساحات التي تنعقد له فيها مكانة السمو الأخلاقي والحضاري والإنساني؛ بات المنافحون عن العقيدة، يواجهون مخاطر الخلط الشائن، لدى السُذج، بين الإسلام وأفاعيل مجموعات ملتحين، تقترف الجرائم. وربما يدرك المختصون في الغرب والشرق، كون هذه المجموعات لا علاقة لها بالتدين ولا بصحيح الإيمان، وأنها بمثابة عوادم أو نفايات أخرجتها مكائن أنظمة استبداد وبطش وفساد وإفقار، استغلها متفاقهون أشرار، فأعادوا تدويرها وانتاجها في صورة حركة مجنونة غير متجانسة، لا تتورع اجزاؤها عن التقاتل بضراورة فيما بينها، وإهدار دم بعضها البعض، فضلاً عن إهدار دم الأبرياء من كل طيف في المجتمع. وبينما تحاول هذه المجموعات الإيحاء بأنها تحمل مشروعاً، وتستخدم مفردات الدين في لغتها، إلا أن سلوكها ينم عن قطيعة كاملة مع الاجتماع الإنساني فما بالنا بالاجتماع السياسي. أما دين الحق، فهو الذي يشتمل على أعمق المحددات وأرقى الخلائق الكفيلة بنهوض اجتماع سياسي في الأوطان!
تنظيمات "الدواعش" في العراق وسوريا ولبنان وسيناء المصرية وليبيا وأينما كانت؛ تعمدت امتطاء متون القضايا العادلة لكي تحقق رواجاً، لكنها ــ وهنا المفارقة ــ سرعان ما كشفت عن فحواها الذي يزيد ويعمق مظلوميات المتأذين من الاستبداد. يستبدل العصا بالسكين، ويفاقم معاناة المتأذين من النهب الواسع للأنظمة الشمولية، ويعمق فقرهم من خلال تعطيل دورة الحياة الاقتصادية، وسرقة الثروات كآبار النفط وموجودات البنوك وما يتوافر في منازل أثرياء وأطياف اجتماعية أخرى. وبدل أداء واجب العمل على رفعة ديننا الحنيف، فإن هذه التنظيمات تجعله عُرضة للطعن من قبل أوساط حاقدة، بل يروق للبعض رؤية الإسلام من خلال هؤلاء المعتوهين، الذين أصابوا الأمة بهذه النكبة التي أصيب بها المسلمون قبل غيرهم.
اليوم يستنفر العالم ضد "الدواعش" من المسلمين، وهذا طبيعي ومفهوم ومبرر، لكن غير الطبيعي وغير المفهوم هو التغاضي عن "الداوعش" من اليهود، لأن ذبح إنسان بالسكين، لا يقل فظاعة عن قصف طفل بقذيفة يساوي وزنها خمسين ضعفاً لوزنه، وتحوله الى فتات. ومثلما يُلاحق "دواعش" السكين، ينبغي ملاحقة "دواعش" الـ F16 ومثلما يرفض الإسلام، ديانة وثقافة، جرائم الحرب والقتل المجاني للنفس الإنسانية، فإن ثقافة الغرب والديانات فيه، ترفض جرائم الحرب والمجازر ضد الأبرياء. هنا بدا لافتاً الاستنفار ضد مجرمين، وفي الوقت نفسه الصمت المعيب على مجرمين آخرين!
إن مصابنا في وجود "دواعش" العرب يستوجب جهداً يشارك فيه الفقيه وعالم الاجتماع والمربي والمختص في التخطيط للسياسات الاقتصادية، لأن رجال الأمن وحدهم، كانوا يواجهون هذه الظاهرة من منظور اختصاصهم الذي يتعاطى مع النتيجة بمنطقها. أما المختصون في كل حقل، فإنهم المعنيون بالتعاطي معها بمنطق أسبابها.
إن هؤلاء الذين يزعمون أنهم بصدد تأسيس دول، وتجسيد عقيدة الرحمن في كيانات، ويفعلون أفعال الشياطين المجردين من العقل ومن الوازع الضميري؛ يفتحون بطون الدول والكيانات القائمة لمشرط الجراح الأجنبي ويستحثون الغزو وإعادة الأوطان الى زمن الوصاية. لقد ذهب متفاقهون جهلة ومشوهون، بمجموعات من الشباب الجاهل الساذج المأزوم، الى غيبوبة ذهنية عميقة مع صحو جسدي في حمل السكين، واستثمروا كل الاحباطات لتأسيس جيشهم ولم يدركوا انهم زائلون حتماً وبلا مستقبل. أما متطرفو اليهود الذين يقومون الآن على المشروع الصهيوني، فإنهم يسممون المناخ الدولي، ويعصفون باستقرار الإقليم ويؤسسون للحرب المديدة، ولهذا كله، ضحايا أكثر من ضحايا "الدواعش" العربية على كثرتهم!
القدس بين النخوة والرغوة
بقلم: جواد بولس – الحياة
استقبل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أحمد قريع (أبو العلاء)، في مكتبه في أبو ديس، القنصل الإسباني العام في القدس. في هذا اللقاء، الذي وافق افتتاح العام الدراسي، أطلع أبو العلاء القنصل على الاعتداءات الاسرائيلية في القدس، وخاصةً على المسجد الأقصى الذي يواجه خطر تقسيمه على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل.
كانت الجريمة البشعة التي أودت بحياة الشاب محمد أبو خضير مدعاة لاندلاع موجة من غضب الشباب المقدسي الذي اجتاحت جموعه شوارع وحواري المدينة، وأدت إلى وقوع إصابات عديدة ومئات من المعتقلين الذين أسرتهم قوات أمن الاحتلال، وزجّت بهم في سجونها.
اليوم، فيما تبقى من قدس، بدأت الحياة تعود إلى وجعها ومخاضاتها التي ترافق محاولات اسرائيل لخلق "أورشليم"، بولادة قسرية متواصلة منذ بدأ طلقها الأول قبل عقود.
فما تقوم به إسرائيل في المدينة هو نتاج خطة شاملة وضعت بعناية فائقة، وبمشاركة العديد من الجهات الإسرائيلية المهنية وذات الاختصاص، وهي تستهدف ابتلاع كل المدينة، وليس جزءًا منها. وتتعمد هذه الخطة، بالوقت ذاته، تفتيت الكيان السكّاني المقدسي الفلسطيني الجمعي وتحويله إلى أفراد ترتبط مصالحهم الوجودية بالمرافق الإسرائيلية، وما "تهبه" تلك المرافق من "حقوق وخدمات" وفقًا لمصالح "السلطان" ومكرماته.
بدأت الحكاية في اليوم الأول بعد انقضاء عدة رحلة الستة أيام، حين أعلنت إسرائيل ضمّها للقدس الشرقية، ومغطت حدودها لتصير بمساحة أكبر عمّا كانته بعشرة أضعاف كاملة. ثمّ بدأت تبني مستوطناتها التي تحيط اليوم بالمناطق المأهولة بالفلسطينيين من جميع الجهات، فحوّلت بذلك الأحياء العربية إلى جزر تسبح في بحار من مستوطنين.
ثم جاء قرار إحكام إغلاق المدينة في بداية التسعينيات، فنصبت إسرائيل الحواجز العسكرية التي أمّنت فصل القدس جغرافيًا عن باقي الجسد الفلسطيني، ومُنع الفلسطينيون من دخولها إلّا بأذون يصدرها الاحتلال لغايات في نفس إسرائيل.
تلا ذلك بناء سور الفصل العنصري الذي أدى إنجازه إلى محاصرة القدس بشكل كامل ومحكم، فلاقت الجغرافيا، هنا في القدس، ما لاقته في فلسطين كلّها؛ اغتصابًا وتقويضًا لكثير من معالمها، بينما يقف العالم بعربه وعجمه وإفرنجه، على منصّات الخديعة والنفاق، ويشهد على ولادة "حبيبة داود" كما في النشيد.
ولم تكتف إسرائيل بالأرض، فالوجود الفلسطيني المتماسك كان هاجسها، والانتماء لهوية وطنية فلسطينية جامعة كان مقلقها ومؤرقها، لذلك باشرت بضرب مؤسسات المجتمع الفلسطيني المدنية؛ فأغلقت، بأوامر أمنية، عشرات الجمعيات والمؤسسات التي دأبت على تقديم المساعدات والمشورات والخدمات للمواطنين المقدسيين. عرف خبراء إسرائيل أن تقويض هذه الدعامات الاجتماعية سيحرز تفككًا مهما وخطيرًا في جدران اللحمة الاجتماعية الثقافية الوطنية، من جهة، ومن جهة أخرى، سيجبر الفرد الفلسطيني على البحث عن بدائل ستؤمنها المؤسسات الإسرائيلية التي ستشترط "تعاقدها" مع أولئك "المحتاجين" على أسس شخصية أو فئوية مصلحية مغرضة.
وفعلًا، بعد تأكد إسرائيل من نجاحها بإغلاق عشرات المؤسسات الوطنية الفلسطينية وأهمها "بيت الشرق"، واستئمانها لانعدام من يطالبها بعكس ذلك، بدأت تفرض سيطرتها على منظومات الحياة اليومية الفلسطينية: التعليم، الصحة، التطوير، الشؤون الاجتماعية، المرافق الاقتصادية وما يتعلق بها من تصاريح وتسهيلات وتراخيص على أنواعها.
ربما يحتاج كل واحد من هذه القطاعات لدراسة تفصيلية تبيّن مثلًا، كيف بدأت بعض المدارس الفلسطينية في القدس، ترتبط بالمال والمصلحة الإسرائيليين، وكيف يؤدي ذلك إلى سيطرة إسرائيلية تدريجية على مناهج التعليم ومضامينها، بعد أن ضمنت ارتباط تلك المدارس اقتصاديًا ومصلحيًا بحبل سرّة المؤسسة الإسرائيلية لما تؤمّنه هذه من فرص لحياة أوثق وأرحب، أو كيف ضمّت صناديق المرضى الإسرائيلية (ربما تكون المفارقة محزنة إن عرفنا أنها صناديق تتبع لحركات مؤسسة في تاريخ الصهيونية مثل:"مكابي"و"مئوحيدت"و"كلاليت")، آلافًا مؤلفة من المقدسيين ومئات من الأطباء والطواقم الفنية الذين يعتاشون بشروط لم ولن تستطيع أي جهة فلسطينية تأمينها، ويتركون مستشفيات القدس الفلسطينية تلهث وراء تأمين مصائرها المهددة.
أمّا عمّا تجنيه إسرائيل من نشاطها النافذ في تفاصيل ومفاصل الحياة المقدسية الأخرى، فحدّث ولا حرج. قلنا، بالمختصر، ونؤكد: في القدس تغتصب الجغرافيا، تسرق الأرض ويعرّى الحجر، وفي القدس، يهتك تاريخ، تسلب صلاة ويندثر أثر، وفي القدس، يحاولون، وهذا الأهم والأخطر، محو وجود وكيان وبشر.
في زمن الرغوة هذا تمسي القدس في خطر والعرب وحدهم لن ينقذوها، لا لأنهم غير قادرين، بل بالأساس لأنهم غير معنيين. فمفاتيح ألعاب الأمم، في الدول الاستبدادية، كانت تحكمها وتمليها، عبرالتاريخ وما زالت، مصالح الحكام وبطاناتهم، ومصالح معظم أولئك اليوم، كما تشهد عليها وقائع العرب وطواحين الدم المسفوك، بعيدةٌ عن القدس وعن الأقصى، الذي يحاول البعض، خائبين، أن يستجيروا به ليستنهضوا المستظلّين، زيفًا، بالسماء، المتوجّسين من غضب شعوبهم ولهيب شمسها التي قد تعود وتسطع كما وعدنا بها ما حسبناه ربيعًا.
في زمن الرخوة هذا، يصرخ الجرح: من يوقف النزيف القاتل في القدس، التي يجب أن تبقى قضية وطنية متعددة الأبعاد والمكوّنات، ومن الخطأ اختزالها في بعد واحد، مهما كان هذا البعد بالنسبة للمختزل، بعدًا مقدّسًا ومصيريًا.
إن القدس بحاجة إلى مرجعية وطنية تظلل وتجمع أبناءها وتقودهم نحو أرض الكرامة والعزة والاستقلال، وحرام أن ينتظروا دم الضحية المقبلة كي يندفعوا كالزبد يتطاير فوق موجات الغضب.
ربما كان لقاء أبو العلاء بالسفير الإسباني عابرًا وعاديًا، لكنّه لفت انتباهي، ورأيت فيه تأكيدًا على ما تحتاجه القدس، التي كانت ويجب أن تبقى أكبر من حائط وسور وأغلى من قباب وهياكل وسوق، فزمن النخوة ولّى، والركوة لم تعد ركوة عرب!
نبض الحياة - اميركا والرسالة الفلسطينية
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
كان من المتوقع ان يقوم جون كيري، وزير خارجية اميركا بزيارة للمنطقة في الثاني والثالث من ايلول/ سبتمبر الجاري للقاء زعمائها الفلسطينيين والاسرائيليين للبحث في امكانية تحريك المياة الراكدة بين الجانبين ولتحريك عملية التفاوض. غير ان رئيس الدبلوماسية الاميركية ألغى زيارته للمنطقة، لأن حكومة نتنياهو ليست جاهزة لتقديم أي مطلب للفلسطينيين.
في ضوء ذلك، لم تنتظر القيادة الفلسطينية مجيء كيري إليها، فذهبت اليه، حيث ارسل الرئيس ابو مازن كلا من الدكتور صائب عريقات واللواء ماجد فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة، الذي بات جزءا من الوفد الفلسطيني المفاوض، ومعهما رسالة تتضمن السيناريوهات الفلسطينية للتحرك السياسي، والتي تم التعرض لها سابقا في هذه الزاوية، وذلك لتحفيز الولايات المتحدة باتخاذ خطوة جدية لتحريك عجلة السلام، حتى لا تضيع الفرصة مرة أخرى، وأيضا يأتي إرسال الوفد والرسالة عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غدا، اولا: لمعرفة حدود وسقف الموقف الاميركي مجددا؛ وثانيا: لعرض الموقف الفلسطيني وفق الرد الاميركي، وتماشيا مع رؤية القيادة الفلسطينية، التي تستند لمقترحات الرئيس عباس، وتبنتها في الاجتماع الذي عقد في الـ23 من آب/ أغسطس الماضي. لا سيما ان على الاشقاء العرب مسؤولية اساسية في حال رفضت اسرائيل الالتزام بخيار حل الدولتين، ورفضت ترسيم الحدود، ولم تتمكن الادارة الاميركية من إلزامها بالالتزام بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وكما يقول المثل، المكتوب يقرأ من عنوانه، فالولايات المتحدة، التي أجلت زيارة وزير خارجيتها اثناء الحرب وبعد توقفها، لانها لم تتمكن من الحصول على اي موقف ايجابي من حكومة نتنياهو المهزومة، والتي تريد رد الاعتبار لذاتها وهيبتها الممرغة في وحول غزة الابية والصامدة, من خلال استمراء سياسة الاستيطان، والتنكر للمطالب الفلسطينية، ولإطلاق يدها في حال شاءت شن حرب جديدة على أي جزء من الوطن الفلسطيني، لا يمكن لاميركا الموافقة على الرسالة الفلسطينية، لأن مباركتها لسيناريو الرئيس عباس الاول، بالزام إسرائيل خلال اربعة اشهر من الاقرار بخيار حل الدولتين، ثم العودة لطاولة المفاوضات لمناقشة كل القضايا ذات الصلة بالحل السياسي، ومنح إسرائيل فترة ثلاث سنوات للانسحاب من الاراضي المحتلة والسماح باقامة الدولة الفلسطينية، يعني انها دخلت في صدام جديد مع حكومة ائتلاف اليمين الحاكم في تل أبيب، ومع انصارها في المجلسين الكونغرس والشيوخ أضف الى ذلك "الايباك"، وهو ما لا تستطيعه، لانها غير جاهزة، ولا تملك الميكانيزمات الداخلية لاتخاذ مثل هكذا خطوة.
كما ان الادارة الاميركية ترفض توجه القيادة الفلسطينية والعرب إلى مجلس الامن او الانضمام للمنظمات الدولية. بمعنى ان إدارة اوباما، تود ان تقول للفلسطينيين " هذا الخبز امامكم كلوا ما شئتم منه، ولكن مقسوم لا تأكلوا وصحيح لا تمسوه بيدكم، وكلوا ما شئتم من خبز السلام؟" اي المراوحة في ذات المكان، والقبول بسياسة الامر الواقع الاسرائيلية.
ألأبـــلـــه
بقلم: د.ناصر اللحام – معا
في الفلم العربي يخاف المخرج من الخسارة المالية، وينهار المنتج من فكرة المنافسة، فتراه يكثر من مشاهد النساء "الجميلات" الغبيات، ويملأ الفلم بالخيانة الزوجية، ولا أعرف لماذا دائما زوجة البطل تتعرض لمواقف مخزية؟ وان بطلة الفلم دائما سهلة السقوط؟ وانه لا يوجد بطلة فلم مبدعة او مفكرة او ام رؤوم او استاذة علوم او مقاتلة في خلية ثورية.
ولماذا دائما بشرتها بيضاء وشبه عارية ويحاول اصدقاء البطل مضاجعتها في كل فلم؟ ويكون الفلم مليء بالافخاذ ومشاهد الاغراء الرخيص. ومع ذلك لا يصل الفلم العربي الى مستوى الفوز بجائزة دولية، لا في مهرجان كان ولا في السعفة الذهبية ولا في اوسكار. اما الافلام العالمية وبينها الفلم الايراني والتركي والصيني والغربي فيبدأ الفلم وينتهي وانت لا ترى اية "فخذة" أو اغراء ومع ذلك تفوز هذه الافلام بجوائز عالمية، وجوائز على الصوت والاضاءة والجرافيك والموسيقى التصويرية والفكرة والابداع والماكياج. ولا تزال القنوات العربية تعرض لنا افلام المنتج العربي الرخيصة التي تتمحور حول الغيرة او "الحب الغبي" المدمّر، وهو يعتقد ان الجمهور يريد "نسوان" ويريد مشاهد جنسية ولا يعرف انه دمّر نفسه ودمر اجيالا بأفلامه التافهة، والسبب انه لم يدرس جيدا في المدرسة، وكان على ما يبدو يهرب من حصة الرياضيات ويعقتد ان الارقام أهم من المعادلة !!!!
لو تورّطت وانت في السيارة وقرّرت ان تسمع اغاني تراث شعبي، ستندم. لان كثيرا من الاذاعات تبث أسوأ اغاني التراث التي تحمل التمييز العنصري ضد المرأة وضد الفقير وضد ذوي الاحتياجات الخاصة، بل انها تحضّ على الخيانة والغدر، وسرعان ما تعتقد انها اغان جرى تأليفها على يد ضابط أمن، وليس على يد شاعر. فهي تتجسس على الحبيبة او الحبيب، وتراقبه او تراقبها وهو يخون وينظر الى امرأة اخرى او الى صديقتها !!!! ما هذا ؟؟ تراث ام محضر لشرطة الاداب؟
من الروايات العالمية الفريدة، رواية "الأبله" للمبدع الروسي دوستوفسكي، وهو يختصر رؤية العالم من منظار مواطن ساذج، ولكن حلاوة الحياة واحداثها وقيمة الدموع والخوف والاهم من ذلك طريقة السؤال تجعلك تتمنى لو انك تلعب دور الابله، بدلا من دور السياسي الذي يدّعي انه ليس بأبله. وصولا الى فكرة ان الابله في هذا العالم يفهم أكثر من الذي يدّعي انه قائد وانه سياسي وانه يريد ان يشرح لنا اهمية اللحظة التاريخية. اذهب واشرحها لنفسك اولا واتركنا في حالنا يا رجل، انت اساسا تحتاج الى من يشرح لك من أنت !!!!
وبعد الحرب على غزة، لا تزال نفس القيم البالية تحكم تفكيرنا. وان التفكير بنفس الطريقة سيؤدي الى نفس النتيجة، وان اختلفت الارقام، وفي علوم الرياضيات تكمن أهمية "المعادلة"، فالمعادلة هي الاهم وليست الارقام، لان رقم مليون مقرون بمعادلة ضرب صفر ستؤدي الى نتيجة صفر، في حين ان رقم 1 على رقعة الشطرنج او اللوغاريتمات قد يؤدي الى 360 مليون. والاجدر بنا عند اعادة اعمار غزة ان نسأل عن "معادلة الاعمار" وليس عن ارقام الاعمار. وان نطلب من اخوة يفهمون بالرياضيات ان يتولوا الامر، بل انني احيانا اتساءل بيني وبين نفسي: كم من القادة العرب كانوا يتواجدون في غرفة الصف أثناء حصة الرياضيات !!!!