Aburas
2012-11-17, 10:06 AM
أقلام وآراء{nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}حرب سلامة نتنياهو{nl}بقلم:تمار جوجنسكي،عن هآرتس{nl}بصدر منتفخ من شدة الاهمية أعلن رئيس الوزراء ووزير الدفاع على مسمع من الصحفيين والجمهور عن بدء حرب اخرى، وهذه المرة في قطاع غزة. وكما كان متوقعا، لوح الرجلان للذريعة المتآكلة 'هذه حرب لا مفر منها'؛ وكما كان متوقعا تمسك بهذه الذريعة ايضا سياسيون من كديما والعمل، من ناحيتهم قصف غزة هو سبب يدعو الى أداء التحية للحكومة. {nl}لقد علمتنا التجربة المرة تلو الاخرى بانه في بداية كل حرب تتعهد الحكومة باحتفالية، بان هذه المرة سيوضع حد للنار على المدن والبلدات، ولكن دوما تأتي الحرب التالية، التي يفترض بها أن تحل المشكلة 'مرة واحدة والى الابد'. كذب يلحق بذر الرماد في العيون، الذي يلحق بوهم القوة المخدر. {nl}في السنة التي مرت أعدنا بنيامين نتنياهو وشركاه للحملة العسكرية الاكبر ضد ايران وشرحوا لنا المرة تلو الاخرى بان ايران هي 'تهديد وجودي'. ولكن لا يزال حيويا للحرب ضد ايران شريك أمريكي، لم يعطِ حتى الان بعد نتنياهو ضوء أخضر. وعليه كما أعلن، فان الحرب ضد اسرائيل أجلت الى الربيع. لكن في هذه الاثناء توجد انتخابات، كما قال لنفسيهما على ما يبدو نتنياهو وايهود باراك، بحيث أنه اذا لم تكن حرب ضد ايران فكيف ننظم هنا جدول أعمال يناسب حملة انتخابات احزاب اليمين المشاركة في الحكومة، التي تعانق المستوطنين من جهة وعائلات اصحاب المال من جهة اخرى؟ وها هو بتوقيت كامل، نظم بالضبط الان، قبل شهرين من الانتخابات التصعيد في الجنوب؛ فالقصف جر نار صاروخية جرت بدورها قصفا، وهكذا دواليك. {nl}حكومة نتنياهو افيغدور ليبرمان باراك هي الاخرى تعرف بان القصف وحتى الاجتياح من الجيش الاسرائيلي لقطاع غزة لن يحلا أي مشكلة. ويجدر بالذكر انه في 27 كانون الاول 2008 أعلن باراك، الذي كان وزير دفاع في حكومة ايهود اولمرت ايضا عن حملة بدء 'رصاص مصبوب' تلك الحرب التي كان يفترض بها ان توجه ضربة قاضية لحماس. وها هي مرت فقط أربع سنوات، ونفس باراك يدير مرة اخرى حربا ومرة اخرى ضد غزة. ومرة اخرى يصخبون بروائع التصفيات والدمار، على أن يتمكنوا من تضليل الجمهور الاسرائيلي وكأن هذه المرة ستحل المشكلة. {nl}ولكن وجه الشبه بين الحرب التي بدأت لتوها وحملة 'رصاص مصبوب' ليس فقط خدعة 'ضربة واحدة وانتهينا'. فهذه المرة وفي 2008 على حد سواء كان للحرب هدف سياسي مكشوف: تسخين الاجواء العامة والنيل بهذه الطريقة بقدر اكبر من الاصوات في الانتخابات للكنيست. وعليه فان الاسم المناسب للحرب التي بدأت أول أمس هو 'حرب سلامة نتنياهو'، وان شئتم حرب سلامة نتنياهو وباراك'، وليس الاسم الشاعري بعض الشيء 'عامود سحاب'.{nl}لقد كانت الحرب وتبقى أداة شديدة القوة لازالة المشاكل الاجتماعية من على الطاولة، لاخفاء ضائقة السكن المحتدمة والارتفاعات اليومية في أسعار البضائع الاساسية، وكذا لتبرير الاجراءات المتشددة في ميزانية 2013. وباختصار، يقولون لنا: اقعد بصمت واسمحوا بتبذير 5 10 مليار شيكل على حرب اخرى، وعندها تبرر التقليصات التي ستأتي في بدل البطالة، في مخصصات الاولاد، في تمويل المستشفيات، في التعليم وفي البنى التحتية. {nl}أتساءل أحيانا، كم ينبغي للشعبين، الاسرائيلي والفلسطيني، ان يعانيا الى أن يحسم الامر عندنا ونفهم أخيرا بان استخدام القوة العسكرية لا يحل مشكلة النار على البلدات الاسرائيلية ولا يضمن السكينة للاطفال في سديروت وفي عسقلان. {nl}في الحرب السابقة ('رصاص مصبوب') صرخنا في المظاهرات: 'في غزة وفي سديروت، الاطفال يريدون الحياة'. وأنا ملتزمة بذلك في أن أواصل الصراخ هتافا لدعوات الحياة هذه في المظاهرات التي سنعقدها ضد الحرب الحالية ومن أجل السلام بين اسرائيل وبين الدولة الفلسطينية التي تقوم الى جانبها. {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ{nl}لنحافظ على الجيران{nl}بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس{nl}كل معركة عسكرية تشارك فيها اسرائيل تهز بشدة كبيرة شبكة الخيوط الحساسة، التي تستند اليها علاقاتها مع دول المنطقة. والحملة في قطاع غزة ليست مختلفة. في غضون ساعات قليلة منذ بدء حملة 'عامود سحاب' قررت مصر اعادة سفيرها من اسرائيل، بل ونقل الاردن رسائل فزعة. هاتان الدولتان، الوحيدتان اللتان عقدتا اتفاق سلام مع اسرائيل وتحرصان على الحفاظ عليه، تتلقيان أساس الشظايا التي تتطاير من النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. في مصر توجد قوى وحركات عديدة، دينية وعلمانية تطالب بقطع العلاقات مع اسرائيل. في الاردن يوجد تخوف من أن يبعث استمرار الحملة في غزة مظاهرات احتجاج كبرى، تستغل لضعضعة حكم الملك في الدولة.{nl}مصر والاردن ليسا فقط رمزا لاتفاقات سلام ناجعة، حتى وإن كانت غير كاملة، فهذه الاتفاقات هي ذخر استراتيجي حيوي لامن اسرائيل. مصر، رغم السلام البارد ومع أنها يديرها الاخوان المسلمون، تعترف باهمية التعاون العسكري مع اسرائيل في الحرب ضد الارهاب في سيناء. هذا الكفاح حيوي لمصر بقدر لا يقل عما هو ضروري من ناحية اسرائيل. اما التعاون الامني مع الاردن فقد جعل الحدود الشرقية لاسرائيل أحد الاماكن الآمنة في المنطقة.{nl}إن الشرعية التي تتمتع بها الحكومة الآن والحاجة الحقيقية للدفاع عن بلدات الجنوب تلزمان أصحاب القرار بأخذ جانب الحذر والتوازن كي لا يمسوا، فما بالك أن يهدموا، منظومة العلاقات مع دول المنطقة، التي تساهم بشكل كبير في أمن دولة اسرائيل. اسرائيل، التي تتحمس ربما من قدرة الجيش الاسرائيلي على ضرب 'البنى التحتية للارهاب' ملزمة بالتفكير في اليوم التالي للحملة ايضا. لابقاء الخيارات الدبلوماسية التي يمكن للدول العربية وترغب في أن تشارك فيها. منفعة امنية قليلة ستكون لاسرائيل اذا ما نجحت الخطوة العسكرية في أن تصفي عددا آخر من كبار رجالات حماس ان تهدم عدد آخر من قيادات ومخزونات السلاح، ولكن تدفع الى الانهيار منظومة العلاقات مع مصر والاردن وتصرف الانتباه العالمي عن سوريا الى غزة والقدس.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ{nl}بانتظار القاهرة.. هدنة قبل التصعيد العسكري{nl}بقلم:عاموس هرئيل وآفي يسسخروف،عن هآرتس {nl}رغم الثمن الدموي الباهظ الذي دفع أمس وشدة الخطابة العالية والكفاحية التي اطلقتها القيادات في الطرفين، حتى بعد اتساع اصداء الانفجارات لتصل الى غوش دان فان انتقال حملة 'عامود سحاب' الى عملية كبيرة يقوم بها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة لا يزال لا يعتبر قضاء وقدرا. اذا ما فحصنا بعناية مصالح اسرائيل وحماس يمكن الوصول الى الاستنتاج بان ليس للطرفين حاليا مصلحة حقيقية في عرض جديد لمسرحية 'رصاص مصبوب'. وبالتالي فانه يحتمل أن تلغى أخيرا التدريبات على العرض الجديد للمسرحية. {nl}اغتيال مسؤول حماس الكبير احمد الجعبري أول امس اثار اهتماما شديدا في وسائل الاعلام لانه كان ممكنا تصوير وجه وخلفية لشخصية الرجل. وبالفعل كان الجعبري رجلا مركزيا جدا في قيادة حماس، ويمكن لنا ربما ان نشبه اغتياله لمسؤول حزب الله الكبير عماد مغنية في 2008. اما التشبيه باسامة بن لادن فهو مبالغ فيه جدا. ولكن يحتمل أن يكون من ناحية الاثار الاستراتيجية لضرب منظومة صواريخ فجر لدى حماس والجهاد الاسلامي آثار أوسع تتجاوز المواجهة الحالية. {nl}في المخابرات الاسرائيلية قدروا مسبقا بان حماس سترد على تصفية زعيم بحجم الجعبري بنار أول في نوعه نحو غوش دان لصواريخ فجر 5، الصاروخ الايراني الذي يصل الى مدة 75كم. وشل الهجوم على مخابيء صواريخ فجر أول أمس قسما هاما من هذه المنظومة، ولكن النار التي سمعت أمس في منطقة تل أبيب تعكي على ما يبدو قدرة على اطلاق النار. وقد تبقت في غزة أعداد غير قليلة من صواريخ فجر والى جانبها صواريخ ذات مدى مشابه من انتاج محلي. {nl}حتى لو اطلقت صوارخ فجر الاخيرة المتبقية من غزة نحو غوش دان، فانها لن تلحق على ما يبدو سوى ضرر محدود. المشكلة هي أنه بقدر كبير يدور الحديث عن حرب صور: من جهة، نجح الفلسطينيون في أن يدخلوا أمس نحو مليون اسرائيل آخر الى مدى النار وصافرات الانذار. ومن جهة اخرى، من شأن الفزع اللحظي في تل أبيب ان يضغط القيادة الاسرائيلية ويشجع على هجوم غير متوازن يفاقم الوضع. {nl}اذا ما كان بالفعل اخرجت عن نطاق العمل معظم منظومة 'سلاح يوم الدين' لدى حماس، فان قدرتها على تحطيم المعادلة حيال اسرائيل ستعتمد أساسا على النار الكثيفة الى المدن التي في مدى صواريخ غراد المحسنة حتى 45 كم من حدود القطاع. وهذا بالضبط ما فعلته المنظمة أمس وبصليات كثيفة، على بئر السبع، اسدود، عسقلان، كريات ملاخي ومدن اخرى. واطلقت الفصائل الفلسطينية امس اكثر من 270 صاروخ نحو الاراضي الاسرائيلية. ولكن مع تغطية واسعة من بطاريات قبة حديدية، التي تثبت نفسها هذه المرة بشكل مثير للانطباع على نحو خاص، ان عدد الخسائر الاسرائيلية لا يتناسب وكميات الذخيرة التي اطلقت نحو اراضينا. فقد أجادت القبة في الاعتراض المتزامن لوابل الكاتيوشا بسبب التحسينات التي ادخلها عليها الخبراء. ويبدو أنه سجل تحسن ايضا في قدرتها على توفير حماية لاراض بلدية أوسع. هذا تغيير دراماتيكي ايجابي يعطي ايضا مساحة اوسع للقيادة السياسية باتخاذ القرارات. ويعتقد التحليل الاستخباري في اسرائيل بان حماس غير معنية حقا لمواجهة بشدة عالية، تتضمن دخولا واسعا لالوية الجيش الاسرائيلي على اراضي القطاع. وفي التردد بين قيمة المقاومة العسكرية لاسرائيل والحاجة الى بقاء السلطة، اختارت حماس دوما الخيار الثاني. ولعل المنظمة ستواصل اطلاق النار بحثا عن ثأر أكبر لموت زعيمها العسكري، ولكن اذا ما توفرت آلية لانهاء سريع بشكل نسبي لجولة العنف هذه، فقد يتعاون معها. {nl}في هذه الاثناء يستعد الجيش الاسرائيلي لامكانية عملية برية. وجاء تعزيز القوات قرب القطاع تدريجيا احتياطا لاتخاذ امر كهذا لاحقا. وجرى تجنيد محدود للاحتياط بعدد 30 الف رجل معظمهم بقيادة الجبهة الداخلية، سلاح الجو وسلاح الاستخبارات. ولكن كل هذا لا يعني ان القيادة الاسرائيلية، السياسية والعسكرية، تبحث عن مثل هذه المواجهة. فقد سجلت اسرائيل انجازات لا بأس بها في اليومين الاولين من الحملة ويحتمل أن تسعى بالذات الى نهاية سريعة لها الان. ويؤمن باراك الذي ادى دورا مركزيا في عملية اتخاذ القرارات، بالخطوات الحادة والسريعة، التي سبقها استعداد وتضليل. وبعدها يفضل قطع الاشتباك. هكذا أوصى ايضا في حملة 'رصاص مصبوب' حين فضل التنازل عن الخطوة البرية وعلق في خلاف حاد مع رئيس الوزراء في حينه ايهود اولمرت. {nl}فرص مرسي{nl}سلم النزول عن الشجرة كفيل بان توفره لحماس (وفي واقع الامر لاسرائيل ايضا) زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الى قطاع غزة اليوم. هذه زيارة اولى من نوعها في وقت حساس بشكل خاص، قادرة على أن تبسط عمليا رعاية حكومة الاخوان المسلمين في القاهرة على حكم حماس في القطاع. في زمن الزيارة، سيصعب على الجيش الاسرائيلي الهجوم وربما تسعى الفصائل الفلسطينية بالذات الى استغلال هذه الهدنة بتشديد النار على بلدات الجنوب. {nl}في زيارة قنديل الى غزة تكمن ايضا فرصة: فهذه يمكن أن تكون نقطة خروج من حملة 'عامود سحاب' قبل أن يحتدم العنف أكثر فأكثر. بالضغط المصري لانهاء المعركة، قد تكتفي الفصائل الفلسطينية باعتبار النار نحو غوش دان صورة النصر لهم، حتى وان كان هذا نصرا بائسا على نحو خاص. وفي مثل هذا الوضع ستتجاوز المخابرات المصرية، التي منذ تصفية الجعبري رفضت التوسط بين اسرائيل وحماس، كبرياءها وتعود الى صورة الاتصالات. ونبع الرفض من الزعم المصري في أن اغتيال الجعبري، الذي تقرب جدا من رجال المخابرات منذ تغيير الحكم في مصر، أحبط وقفا للنار أعلنت عنه القاهرة صباح يوم الثلاثاء.{nl}للرئيس المصري، محمد مرسي، توجد الان امكانية لترميم مكانة القاهرة بصفتها الجهة المركزية في المنطقة. فاذا ما نجح في تحقيق وقف للنار، فسيكون هذا انجازا هاما بالنسبة له. وفي الطريق الى ذلك سيكون ملزما بان يراعي ايضا موقف الشارع المصري. ومن المتوقع اليوم في مصر مظاهرات غضب كبرى احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي سيطلب فيها من الحكم القطع التام للعلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل. {nl}وسيتعين على الحكم المصري ايضا التعبير عن تضامنه مع حماس، ولكن فقط حتى حدود معينة. فاذا ما شدد الحقنة، سيجد نفسه في صدام مع الادارة الامريكية. فالرئيس الامريكي براك اوباما اعرب في حديثه مع مرسي أول أمس عن تأييد صريح لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها. مصر، التي تتوقع الان مساعدة اقتصادية اخرى من الولايات المتحدة، ستحذر من أن تجتاز الخطوط الحمراء حيالها. {nl}مهما يكن من أمر حتى لو تحقق وقف للنار، حتى مهلة مؤقتة يخيل أنه ستكون صعوبة شديدة لاعادة الاستقرار الى قطاع غزة. وحماس التي أعلنت امس عن تعيين مروان عيسى خليفة للجعبري في رئاسة الشارع العسكري. لم تعد منذ زمن بعيد الجهة الوحيدة في الصورة. فصائل اخرى، كالجهاد الاسلامي، مسلحة حتى الاسنان بصواريخ غراد وعلى ما يبدو ايضا بصواريخ فجر قليلة. ومنظمات سلفية متطرفة تدير سياسة مستقلة تماما هدفها الاساسي هو القتال المتواصل ضد اسرائيل. {nl}وفي حماس قدروا قبل بضعة اشهر بان بوسعهم أن يطلقوا العنان للفصائل الصغيرة والسماح لها بتنفيذ المزيد فالمزيد من الاستفزازات ضد اسرائيل. وفي الشهرين الاخيرين انضمم بالتدريج ايضا الذراع العسكري لحماس بقيادة الجعبري الى محاولات ضرب جنود الجيش الاسرائيلي على مقربة من الجدار الفاصل ولا سيما في المنطقة العازلة، التي حاولت اسرائيل فرضها في الطرف الفلسطيني من الحدود. وحتى يوم الاثنين اعتقدوا في غزة بان تهديدات القيادة الاسرائيلية هي بالاجمال خطابية فارغة. وعندما ثار فزع ما، وافقت حماس على وقف النار المصري، غير أن هذا القرار كان اتخذ متأخرا. ورغم كل هذا، فان عدم اكتراث الجعبري، الذي سافر في سيارته واصيب يدل على ان المنظمة لم تقف على جدية النوايا الاسرائيلية. فقد غامرت حماس بشكل مغلوط حين غيرت سياسة العمل العسكري لديها وهي الان تدفع ثمنا لا بأس به لقاء ذلك. {nl}خلافا للتوقعات المسبقة لكبار رجالات حماس، لم يمتنع نتنياهو عن التصعيد بل انه حتى شدد قوة المواجهة الى ما هو ابعد من التقديرات المسبقة. والان، فان حماس هي التي تبحث عن سبيل لانهاء المواجهة دون أن تداس كرامتها حتى التراب. وللكرامة يوجد دوما دور. فحماس لا تستطيع ان تسمح لنفسها بالتجلد على ضربة كهذه لها. {nl}لما يجري في غزة توجد أيضا اثار على الوضع في الاردن. وسيحاول الاخوان المسلمون هناك استغلال الاجواء المناهضة لاسرائيل لاخراج الالاف الى الشوارع للتظاهر تضامنا مع حماس. وفي الضفة الغربية ستسعى السلطة الفلسطينية الى كبح جماح مهرجانات حماس ومنع استئناف تصدير العمليات من الضفة الى الاراضي الاسرائيلية. في زمن حملة 'رصاص مصبوب' كانت الضفة المكان الاهدأ في الشرق الاوسط. مرت اربع سنوات منذئذ. واليوم ستجد السلطة صعوبة في استعادة هذا الانجاز، ولا سيما اذا ما أخذنا بالحسبان الاجواء الحالية في المنطقة. {nl}درس الغرور{nl}لقد عرضت القيادة السياسية حتى الان اهدافا متواضعة لحملة 'عامود سحاب'. هذا ايضا هو درس من الغرور الذي ميز القيادة السياسية والعسكرية في بداية حرب لبنان الثانية والتطلعات المبالغ بها التي تميزت بها حملة 'رصاص مصبوب'. ورغم اجواء الانتخابات يبدو أن النبرة ضابطة النفس والحذرة التي يتخذها رئيس الاركان غانتس تنجح بالتأثير الايجابي على السياسيين ايضا الذي يحافظون الان على ظل منخفض. ينبغي الامل في أن يستمر هذا النهج والى جانب الاستعدادات الضرورية لحملة برية كبيرة، ان تستثمر اسرائيل ايضا ما يكفي من الوقت لاعداد استراتيجية خروج. {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ{nl}سحاب فوق رؤوسنا.. ليست الدولة معنا{nl}بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت{nl}لم تعد توجد حروب مُترفة، فقد كان القتلى الثلاثة في كريات ملاخي أمس صباحا تذكيرا مؤلما بأن لكل اجراء عسكري مهما يكن ناجحا أثمانا من الأرواح. بدأت العملية العسكرية في غزة بالرجل اليمنى ولا ضمان لأن تنتهي كذلك.{nl}كان الانجاز الأكثر ادهاشا فيما سُمي استخبارات عملياتية. فقد عملوا في 'أمان' سنتين على تحديد الموقع الدقيق لمستودعات القذائف الصاروخية وآبار اطلاق الصواريخ. وكان هذا هو التأكيد الذي جاء به معه اللواء أفيف كوخافي وهو من قدماء حروب غزة حينما تم تعيينه رئيسا لـ 'أمان'. وكان الهدف الرئيس صواريخ فجر. يبلغ مدى هذه الصواريخ 85 كم ووزن رأسها 75 كغم. ومداها لا يشمل تل ابيب وحدها بل ديمونة وأهدافا حساسة في منطقة المركز وضواحي القدس ايضا.{nl}كان في غزة عدد غير كبير من صواريخ فجر. وتم القضاء عليها جميعا أو عليها كلها تقريبا في الساعات الاولى من عملية 'عامود سحاب'. وتمت مضاءلة بل ربما أُبطلت قدرة ذراع حماس الطويلة الاستراتيجية على العمل؛ ويستطيع المستوى السياسي في اسرائيل ان يتخذ قرارات دون ان يخشى اطلاق صاروخ من غزة على قلب تل ابيب ردا عليها.{nl}في الـ 12 ساعة الاولى من العملية تم القضاء ايضا على جزء كبير من احتياطي صواريخ الكاتيوشا في غزة وعلى عدد من آبار اطلاقها؛ وهوجمت الآبار بمعدل ثلاثين بئرا لكل ساعة؛ وتم الهجوم على منشأة لتركيب وسائل طيران بلا طيارين. ونجح الجيش الاسرائيلي في اصابة البنية التحتية والمخازن.{nl}كانت اشارة البدء اغتيال قائد حماس العسكري في غزة احمد الجعبري، ويتحدث قادة في الجيش الاسرائيلي عن ثلاثة مستويات من التهديد يكون الرد عليها احباطا مُركزا (اغتيالا). أما المستوى الاول فهو وجود خلايا تستعد لاطلاق قذائف رجم أو قذيفة صاروخية أو بث لغم عند الجدار. وأما المستوى الثاني فهو القادة في المستويات المتوسطة للمنظمات. وتتولى قيادة خلايا الاحباط هذه، قيادة الجنوب.{nl}ويشتمل المستوى الثالث على كبار مسؤولي المنظمات. ويُدير 'الشباك' خلايا الاحباط هذه بمشاركة فاعلة من ضباط 'أمان'. هوجم في الاشهر الاخيرة خمسة أو سبعة تم تعريفهم لسوء حظهم بأنهم 'مسؤولون كبار'. ولم يكن ينتمِ أحد منهم الى رابطة الشيخ ياسين أو الرنتيسي اللذين صُفيا في الماضي. كان الأرفع مستوى فيهم، الى ان اغتيل الجعبري، هو وزير مالية حماس الذي صُفي في اثناء عملية 'الرصاص المصبوب'.{nl}لا جدل في عدالة اغتيالات تمنع اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وهناك جدل منذ سنين طويلة في اصابة المسؤولين الكبار. ان الزعم هو ان لكل مسؤول كبير يُقتل نائبا يحل محله يتبين في احيان كثيرة انه أكثر مقدرة وأخطر. والفائدة لا تُسوغ المخاطرة والثمن.{nl}ان الدرس من تصفية قائد الذراع العسكرية لحزب الله عماد مغنية عزز الزعم المضاد. فلم ينجح حزب الله في ان يُعد الى اليوم قائدا عسكريا في مستوى كمستوى مغنية وسلطته. وستحتاج حماس ايضا الى زمن حتى تُعد جعبريا جديدا مع قدرات الجعبري على القيادة والتفكير، ومع سلطته والتصور عنه. ان تصفيته ضربة معنوية قاسية لحماس. 'توجد هناك صدمة من الطرف الى الطرف الأقصى'، كان هذا هو الانطباع في الجيش الاسرائيلي حتى أمس. والسؤال ماذا سيحدث في حماس حينما يخرجون من الصدمة.{nl}ان سؤال الاسئلة هو كيف ستتصرف مصر التي يحكمها الاخوان المسلمون. استيقظ الرئيس مرسي في يوم الاربعاء من قيلولته على واقع جديد مقلق جدا بالنسبة اليه. فقد أُلقي على كاهله ثقل من المشكلات الاقتصادية وهو مُعرض لضغط من الشارع يزداد. وتصفية الجعبري واستمرار العملية في غزة تُعرضانه لانتقاد في حركة الاخوان المسلمين التي ترى حماس شريكة ومرعية. ومن المنطقي ان نفترض ان تخرج موجة مظاهرات الى شوارع القاهرة طالبة الغاء معاهدة السلام مع اسرائيل.{nl}كان تقدير 'أمان' الذي وضع عشية العملية على مائدة المستوى السياسي انه ستكون هناك تصريحات قاسية مضادة لاسرائيل على لسان مرسي أو ألسنة وزرائه. ولن يُسرع السفير المصري في اسرائيل الذي دُعي سريعا للمشاورات في القاهرة، لن يُسرع في العودة. وعند هذا سنتهي الامر ـ كما يزعم تقدير 'أمان'. يفترض ان يشخص مرسي قريبا لزيارة واشنطن وهو يأمل بمساعدة امريكية. وهو لا يستطيع ان يزور امريكا مع صفة مؤجج نار اقليمي.{nl}من السابق لأوانه ان نقارن 'عامود سحاب' بـ 'الرصاص المصبوب'. فلا يمكن اجراء المقارنة إلا بعد ان تنتهي الجولة وربما في الجولة التالية فقط. ومع كل ذلك هناك مكان للمقارنة بين مرحلتي البدء. فقد بدأت حكومة اولمرت عملية عسكرية بعد شهور من الصراع الداخلي وحث اولمرت على الهجوم وعارضه باراك. فقد كان يسعى الى هدنة مع حماس بوساطة فرنسية. وقد أثقل الصراع بين اولمرت وباراك وبينهما معا وبين لفني واشكنازي على العملية كلها. وحظي اولمرت بدعم كامل من الرئيس بوش والاتحاد الاوروبي. وفي تفضل نادر جاء وزراء خارجية حكومات اوروبا الى اسرائيل في اثناء العملية للتأييد والمشايعة. كانت اشارة البدء قصفا من الجو لمراسم انهاء دورة ضباط شرطة، كانت اسرائيل تُعرفهم بأنهم مخربون برغم أنهم لم يعلموا بأنهم كذلك. ونزل قادة حماس الحقيقيون الى الملاجيء تحت الارض وخلصوا دون اصابة. وأحب الشارع في اسرائيل تلك العملية فقد رآها شهادة على اعادة تأهيل الجيش الاسرائيلي بعد اخفاقات حرب لبنان الثانية. وعمل الردع زمنا قصيرا. فقد كانت العلاقات العامة للعملية أنجح من نتائجها العسكرية.{nl}وبُدئت عملية 'عامود سحاب' وهي تُسمى بالانجليزية 'عامود الدفاع' بما بدا أنه اتفاق عام لا بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع فقط بل بين رئيس هيئة الاركان وبينهما. وعلى حد علمي لم يعترض أحد في النقاشات التي سبقت العملية على الحاجة الى عملية عسكرية، فباراك يعلم ان هدنة مع حماس ليست اختيارا لا في هذه الحكومة ولا قُبيل الانتخابات.{nl}كان البدء أكثر ادهاشا فلم تكن هناك دورة رجال شرطة بل أحمد الجعبري، وأهم من ذلك القضاء على احتياطي الصواريخ. وأُعطي الدعم الدولي بنصف فم. هذا هو الثمن الذي تدفعه الحكومة عن حلفها مع المستوطنين. ان مصر مبارك لم تقلقها 'الرصاص المصبوب'؛ أما مصر مرسي فمتضايقة ويؤثر تضايقها في الردود في الغرب.{nl}قد يكون شك العالم بالحكومة مُحسنا لها فقط، فقد عملت حكومة اولمرت بلا تحديد زمن وكانت النتيجة أنها تورطت في عملية برية كثيرة المصابين من الفلسطينيين وضئيلة النتائج. أما حكومة نتنياهو فعالمة بحدودها. لا يوهم أحد نفسه بأن العملية ستحل مشكلة غزة. يقول شخص عسكري رفيع المستوى انه سيكون ردع ويتآكل بالتدريج. سيتآكل الردع بسبب اطلاق صواريخ على بلدات وسيكون تآكل في السلوك على الجدار ثم تكون جولة اخرى.{nl}الجبهة الثالثة{nl}من وجهة سياسية يكون الاجراء العسكري دائما مقرونا بمخاطرة. فما يبدو أولا أنه حيلة لامعة قد يصبح كارثة انتخابية. ولهذا يكره أكثر الساسة البدء بعملية عسكرية مُدبرة قُبيل انتخابات. والعملية العسكرية يصاحبها بالضرورة تخلي عن السلطة. فان آخرين يحسمون مصير المرشح مثل خطأ طيار أو قذيفة صاروخية تسقط على حضانة أو استهانة سكان بيت مشترك بتعليمات الأمن.{nl}تم تقبل عملية 'عامود سحاب' بدعم عام مطلق تقريبا. لكن لا يقين عند نتنياهو ألبتة بأن الوضع سيستمر كذلك. فقد استُقبلت حرب لبنان الثانية في بدئها بتأييد 80 في المائة من الجمهور والى ان انتهت اختفى أكثر الـ 80 في المائة.{nl}ان جدول العمل يتحول، فالموضوعات الاجتماعية تُنحى جانبا ويسيطر الأمن. وتُنحى ايران جانبا ويعود الفلسطينيون. وهذا سيء لحزب العمل برئاسة يحيموفيتش وسيء للبيد. وهو جيد نظريا لاولمرت ولفني. ان الوضع الأمني السيّال حسن لليمين حينما يكون اليمين في المعارضة، فهو يستطيع ان يخطب خطبا عصماء ولا يجب عليه ان يتحمل مسؤولية. ويكون الوضع أكثر تعقيدا حينما يكون اليمين في الحكومة لأنه يمكن الفحص عن الفرق بين التصريحات العالية والاعمال بالفعل. فيمكن ان يهاجمه اليمين بسبب ما لم يُنجز وان يهاجمه اليسار بسبب عدم وجود المظلة الدولية. هزم رابين شمير في 1992 بعد ان نجح في ان يُظهر نفسه بأنه رجل أمن أكثر من الليكود. يكره الناخبون ان يروا عناوين صحفية عن قتلى ولا سيما حينما يكون القتلى جنودا. وفي هذا الشأن لا يوجد فرق كبير بين الكتلتين، فقد انتهى بيغن في 1984 بسبب أعداد القتلى في لبنان؛ وانتهى اولمرت لنفس السبب في 2006.{nl}قبل شهر فقط هاجم نتنياهو اولمرت لأنه بدأ حربين لا داعي اليهما في حين انه، أي نتنياهو، في ولايتيه لم يبدأ أية حرب. ولم يأخذ نتنياهو في حسابه الحراك الداخلي في الجنوب. لم يُجذب الى هذه الحرب لكنها جذبته اليها. وسيفعل كل شيء يستطيعه كي لا يُجر الى حرب برية، ففي الحرب البرية يُقتل جنود وهذا سيء، وهذه كارثة قُبيل انتخابات.{nl}قبل العملية في الجنوب بذل نتنياهو جهودا كبيرة لمصالحة اوباما فأرسل رُسلا وأجرى أحاديث واقترح احياء مسيرة السلام من جديد. وكان هذا الاجراء مفهوما لأن نتنياهو اخطأ وهو الآن يحاول اصلاح خطئه. ومن المؤسف ان ذلك تم بطريقة فظة جدا.{nl}تتصل العملية في غزة على نحو ما بطلب الفلسطينيين القبول بهم دولة غير عضو في الامم المتحدة. فيصعب على حكومة اسرائيل ان تصارع في الوقت نفسه في جبهتين بأن تُجند العالم لمواجهة أبو مازن بسبب التوجه الى الامم المتحدة وان تُجند العالم لمواجهة أعدائه في غزة. ومن الخلف توجد الجبهة الثالثة، ايران. فالحكومة تطلب الكثير من العالم ولا تستطيع ان تعرض شيئا.{nl}يهاتف رئيس الوزراء في رام الله، سلام فياض، في هذه الاثناء اصدقاءه في واشنطن ويطلب سُلما للنزول عن الشجرة، فهو يعلم ان مجلس النواب الامريكي ينوي ان يرد على التصويت في الامم المتحدة بوقف تام للمساعدة المالية للسلطة الفلسطينية ووقف تام للمخصصات الامريكية للامم المتحدة، فاذا حدث ذلك فستنهار السلطة.{nl}في هدوء تام ألمحت جهات في السلطة الفلسطينية لاسرائيل أنه حينما تعترف الامم المتحدة بأنهم دولة فلن يستغلوا حقهم في مقاضاة اسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي. ان التوجه الى المحكمة الدولية يقلق حكومة اسرائيل أكثر من الاعتراف بدولة. هذا تحسس نشك في ان يُجدي ومهما يكن الامر فان الأكثرية في مجلس النواب الامريكي ستوقف المساعدة.{nl}ما الذي لا يجب فعله{nl}ان ميخال فاسر تُعد لشهادة الدكتوراة في التاريخ وموضوع شهادتها هو قصف مدنيين من الجو في الحرب العالمية الثانية. وهو موضوع آسر وقد يكون ذا صلة ايضا. التقيت معها يوم الثلاثاء قرب بيتها في كيبوتس كفار عزة عند الجدار الغربي للكيبوتس. وقد كان ذلك اليوم بدأ بزخة مطر نقّت الجو جاءت بعدها شمس خريفية صافية مداعبة. وبدت بيوت غزة أقرب مما تظهر دائما. كان صاروخان انفجرا في داخل الحي خلال الاسبوع وتركا آثارا قاسية على جدران البيوت والشوارع الهولندية في الحي. أخذني عضو الكنيست شاي حرماش من كديما، وهو من أبناء الكيبوتس، في جولة على طول الجدار بازاء الحدود.{nl}سألتها: ما الذي يجب فعله. 'لا أعلم ما الذي يجب فعله'، قالت، 'لكنني أعلم أنه لا يجب فعل ما يفعلونه الآن'، قالت. انتسبت في الانتخابات السابقة لحزب كديما. وقد انتسب 276 رجلا وامرأة في كفار عزة الى كديما وهذا عدد مدهش في كيبوتس فيه 220 عضوا فقط انتسب كل اعضاء الكيبوتس تقريبا وجاءت البقية من مناطق التوسيع. وكافأهم حرماش باحسانات حصل عليها من اجل سكان غلاف غزة تحصين وتخفيف ضرائب وارض بالمجان. وبدأت جميع الاحسانات باقتراحات قانون خاصة من حرماش تبنتها الحكومة.{nl}من المؤكد أنها لن تصوت لكديما هذه المرة بل ستصوت لميرتس.{nl}هاتفتها أمس صباحا. كانت في البيت في غرفة محصنة. سألتها ما الذي تعتقده في العملية فقالت: 'ليست هذه طريقة. هذا خطأ. ينبعث عنه رائحة سياسية قوية ورائحة انتخابية'.{nl}سألتها: ما هو حلك. 'لا يُجربون اتجاهات اخرى بقدر كاف'، قالت. 'ليس عندنا حكومة تهتم بالسلام وهذا يُحزنني'.{nl}وفجأة حدثت ثلاثة اشياء دفعة واحدة: فقد سُمع نذير اللون الاحمر، وسُمع صوت سقوط صاروخ فصاحت ميخال فاسر 'واو، شيت'. ماذا حدث، سألتها فقالت: 'حدث سقوط صاروخ هنا، انها قذيفة رجم وقد سقطت قبل نذير اللون الاحمر'.{nl}بعد ذلك جلست لتكتب رسالة للصحيفة فكتبت: 'لا تدافعوا عني. ولا تُرسلوا الجيش الاسرائيلي للانتصار. ابدأوا التفكير للأمد البعيد لا للانتخابات القادمة. وحاولوا ان تفاوضوا الى ان ينبعث دخان ابيض. مدوا أيديكم لأبو مازن وكُفوا عن الاغتيالات المركزة وانظروا في عيون المدنيين في الجانب الثاني ايضا.{nl}'أنا أعلم أن أكثر الجمهور سيتهمني بالنفاق، لكنني أنا التي أجلس هنا حينما تسقط قذائف الرجم في ساحتي، لا ساعر ولا بيبي ولا شيلي ويئير ايضا، إنني أنا التي اخترت أن أُنشيء أبنائي هنا، فقد خدم أبنائي في وحدات قتالية وزادوا على ذلك سنة تطوع. نحن نعيش هنا ونحب البلاد. ان حربنا هي على صبغة الدولة لا على حدودها'.{nl}في اثناء عملية 'الرصاص المصبوب' أرسلت فاسر رسالة الى صحيفة 'هآرتس' وسمت العملية 'حماقة مصبوبة'.{nl}عصر صواريخ الكاتيوشا{nl}كانت في حديقة منزل دينا دغاني، وهي من القديمات في الكيبوتس، شجرة مانغا. وقد غرس هذه الشجرة زوجها الراحل يغئال. حينما أخلت اسرائيل مستوطنات سيناء في اطار اتفاق السلام مع مصر، ساعد على نقل كيبوتس حوليت من رفح الى موقعه الحالي في داخل الخط الاخضر وجاء بشجرة المانغا من هناك، من سيناء، وقد انفجر صاروخ الكاتيوشا على الشجرة فقضى عليها وثُقب الجدار، وصُورت الثقوب بصورة جيدة. جاءت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش الى الكيبوتس وصُورت قرب الجدار وسافرت. وفي يوم الثلاثاء جاءوا بعامل الى هناك هو طالب عمل من افريقية. ودفعت الدولة وأصلح السوداني.{nl}استضافني حرماش في شرفة بيته قريبا من مدخل الكيبوتس. وجاءت زوجته حافا بسوشي من سدروت. تناولنا السوشي وتحدثنا عن الوضع. فقال حرماش 'الى ما قبل اسبوعين كان هنا زخم هستيري فلم يكن يوجد بيت خالٍ. اقترحنا على الأبناء العودة. وضعت 15 عائلة 10 آلاف شيكل رسوما مسبقة. وكانت الخطة ان تُجرى عليهم هذا الاسبوع امتحانات قبول.{nl}'في اثناء الرصاص المصبوب تركت 15 عائلة الكيبوتس واختارت 3 منها مغادرة البلاد وعادت 10 الى الكيبوتس.{nl}'بعد الرصاص المصبوب اعتقدنا ان البلاد ستهدأ اربعين سنة، فلم تكن لا اربعون ولا عصافير. كان ربيع 2011 الخط الفاصل. فقد أُطلق من غزة 55 قذيفة رجم ولم يكن رد عليها. وبعد اسبوعين وقعت حادثة الحافلة فقد دخلت حافلة صفراء فيها 55 ولدا الى ناحل عوز وحينما خرجت أطلقوا عليها صاروخ كورونت. لو أنهم أطلقوا عليها حينما دخلت لقُتل 50 ولدا وبرغم ذلك لم يوجد رد. 'ضعف الردع كله وأصبحت جولات القتال متقاربة من مرة كل شهرين الى مرة كل اسبوعين. وانقضى عهد صواريخ القسام وبدأ عهد صواريخ الكاتيوشا، ولم يعد يوجد وقت كاف للانذار وليس مؤكدا ان التحصين كاف.{nl}'الناس ينكسرون، وتقول الأمهات انهن بحياتهن هنا يقمن بعمل غير اخلاقي فهن يُنشئن اولادا مذعورين. حينما أخذنا الاولاد الى البحر هربوا مذعورين حينما صفر المنقذ. ورفض اولاد الصف التاسع النزول من الحافلة في غابة حروفيت وسألوا أين المنطقة المحصنة.{nl}'ان المدن اليوم محصنة ففيها قبة حديدية وهي غير موجودة عندنا. لم تحصل 23 بلدة من بين 44 في غلاف غزة على تحصين لأنها تقع بين 4 كم ونصف الى 7 كم عن الحدود'.{nl}قلت: كنت رئيس المجلس الاقليمي. وقد اخترت السكوت حينما كانوا يصرخون في سدروت.{nl}قال حرماش: 'اجل. مثلنا دور بوباي. اعتقدت ان هذا يقوي السكان هنا. أردنا تطوير معهد سبير وان نجذب الصناعة وان نزيد عدد السكان، وكان من مصلحتنا السكوت.{nl}'تغير الواقع تماما. ان الشعور هنا هو شعور بالمغادرة، فنحن نرى تأثير النساء والاولاد. وليست الدولة معنا'. أول أمس عدت وتحدثت الى حرماش فكان راضيا، فهم يفعلون شيئا ما في نهاية الامر.{nl}ــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/11-2012/اسرائيلي-201.doc)