تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 19/09/2014



Haneen
2014-11-04, 01:23 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعة 19/09/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف


«داعش» لا يستهدفنا الآن
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

أكانت حرب؟ نينيت هي الأساس
نسيت اسرائيل الحرب في غزة وكأنها لم تكن لكن الغزيين لم ولن ينسوا شيئا
بقلم: جدعون ليفي» عن هأرتس

غلاف غزة كأنه فوق برميل متفجرات
تُبين الأسابيع الأخيرة أن الحكومة الإسرائيلية ليست عندها لا سياسة ولا استراتيجية
بقلم: عنات حيفتس،عن اسرائيل اليوم

يكرهوننا… والآن ماذا؟
إذا لم نعزز الجيش ستضعف الدولة وعدم استئناف المفاوضات سينتهي إلى دولة ثنائية القومية
بقلم: شموئيل روزنر،عن هآرتس
يوجد فيل في الغرفة
في يهودا والسامرة يعيش نحو 2 مليون عربي... نحن نتحكم بهم منذ 47 سنة... ماذا نعتزم أن نعمل بهم؟
بقلم: الون مزراحي،عن معاريف الاسبوع

















</tbody>



«داعش» لا يستهدفنا الآن

بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
قال ضابط رفيع المستوى في الجيش الاسرائيلي في يوم الاربعاء إن تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) يحشد قوة اقتصادية غير عادية تُمكنه من أن يثبت اركان سيطرته في مناطق واسعة في سوريا والعراق، وأن ينشيء بذلك أحلافا مع قبائل ومنظمات في هذه المناطق. ويقول إنه في المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم الآن نحوا من 60 حقل نفط فاعلا. ويُقدر الدخل اليومي من النفط من الحقول التي تسيطر عليها داعش بثلاثة ملايين دولار الى ستة. وينفق التنظيم على نشاطه، مع الايرادات النفطية من جباية فديات عن رهائن واعمال سطو وابتزاز.
وصادق الضابط على أن اسرائيل ستنقل الى الولايات المتحدة معلومات استخبارية تملكها عن نشاط المنظمة. وقال مع ذلك إن اسرائيل ليست في هذه المرحلة مستهدفة لداعش ولا تهمها. وأضاف قائلا إنه «يحسن أن تُتناول بجد» المنظمة المتطرفة. «فهم ليسوا الى زوال ويبدو الآن أنهم سيُخندقون استعدادا للهجوم الامريكي عليهم»، أضاف. ويُقدرون في الجيش أنه يحارب في صفوف المنظمة الآن نحو من 30 ألف نشيط وأن عددهم يزداد على الدوام لأن داعش تضم اليها منظمات اخرى تنضم اليها بسبب نجاحاتها العسكرية.
في شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي يصفون دعاوى أن حماس استعدت مسبقا لحرب اسرائيل في اطار «حرب تموز» بأنها «قصة هاذية. فذلك لم يكن ولم يوجد بل هو اختلاق». وقال إن الاستخبارات العسكرية توقعت أنه قد يحدث تصعيد في القطاع بسبب استعدادات حماس لعملية ممكنة عن طريق نفق في كرم أبو سالم، وبسبب التوتر في الضفة إثر اختطاف الفتيان الاسرائيليين الثلاثة في غوش عصيون. وقال: «لسنا أبرياء من الاخطاء، لكننا بينا وعللنا فرض الى أين يفضي ذلك».
وقال الضابط رفيع المستوى جوابا عن سؤال عن رسالة رافضي الخدمة من الوحدة 8200 إن الرسالة لم تُضر قيد أنملة بعمل الوحدة الامني ولا بالروح المعنوية في الوحدة لكنها أساءت الى صورة اسرائيل. وقال إنه خدم 8 فقط من الـ 43 موقعا في وظائف شملت تنصتا على أحاديث في الميدان الفلسطيني، وزعم أن الموقعين على الرسالة، وكلهم من مؤدي الخدمة الاحتياطية، لم يتوجهوا لاستيضاح دعاواهم في داخل الوحدة قبل أن يرسلوا الرسالة ونشروها بواسطة وسائل الاعلام. وقال إن الوحدة تحرص على استيضاح اخلاقي لقضايا تتعلق باستعمال التنصت وجمع المعلومات الاستخبارية.
قبل اسبوع عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعا للبحث في مواجهة دخول محتمل لتنظيم الدولة الاسلامية الى اسرائيل والضفة الغربية. وتناول البحث في ضمن ما تناول وسائل قانونية وامنية ينبغي استعمالها على نشطاء من مؤيدي المنظمة من عرب اسرائيل ومن الفلسطينيين في الضفة.
قبل اسبوعين ونصف أعلن وزير الدفاع موشيه يعلون بأن الدولة الاسلامية هي اتحاد محظور. واعتمد القرار على تعريف التنظيم على هذا النحو على توصية جهاز الامن العام (الشباك). وورد أن الوزير اقتنع بأن «ذلك الامر مطلوب لحماية أمن الدولة وسلامة الجمهور، والنظام العام»، باعتبار ذلك جزءا من تعليلات يعلون التي تظهر في الأمر.
في الاسبوع الماضي خطب نتنياهو في مؤتمر مكافحة الارهاب في المركز متعدد المجالات هرتسليا، وقال إنه ينبغي الزيادة على الميزانية الامنية زيادة كبيرة بسبب تهديدات الارهاب وفي مقدمتها تنظيم الدولة الاسلامية. وقال نتنياهو كلامه ذاك ايضا وبين يديه التباحث في ميزانية الدولة لسنة 2015 الذي يجري في هذه الايام وطلب الجيش الاسرائيلي زيادة ميزانية الامن.
وعبر نتنياهو في خطبته عن دعم للحلف الدولي الذي يشكله رئيس الولايات المتحدة براك اوباما لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، وقال: «تؤيد اسرائيل تأييدا كاملا دعوة الرئيس اوباما الى عمل دولي موحد لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية». وذكر رئيس الوزراء أن اسرائيل تسهم هي ايضا في الحلف الدولي الذي يتم انشاؤه. وأكد قائلا: «تفي اسرائيل بنصيبها في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية وبعض ذلك معلوم أكثر من أمور اخرى العلم بها أقل».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


أكانت حرب؟ نينيت هي الأساس
نسيت اسرائيل الحرب في غزة وكأنها لم تكن لكن الغزيين لم ولن ينسوا شيئا

بقلم: جدعون ليفي» عن هأرتس
كانت هنا حرب في وقت ما في الصيف بين فترة حمل نينيت وزواجها. وقد انقضت ونسيت. فهكذا هي الحال في مجتمع ذي قطبين يتأرجح بين الشعور بالنشوة والشعور بالاكتئاب، وبين الفضيحة والمهرجان وبين التخليد والانساء. وهكذا تكون الحال عندما تكون الحياة انكارا دائما. ففي لحظة واحدة يصبح الشعب كله جيشا وحربا ويصبح في اللحظة التي تليها كأن لم يكن، بل نسيت الضحية الاسرائيلية فضلا عن القتل والدمار في غزة اللذين لم يذكرا هنا قط في الحقيقة. ويبدو اذا استثنينا ضحايا الحرب المباشرين أن لا احد يذكر أنها كانت موجودة هنا. ولا يوجد ما يقال عن استنتاجات ودروس (ما عدا ابتزاز جهاز الامن للميزانية).
وعادت اسرائيل للابتهاج؛ وعادت الى سخافاتها وكأنه لم توجد هنا حرب، وكأنها لن تنشب مرة اخرى؛ وكأنه لا توجد على مبعدة ساعة سفر عن تل ابيب ارض خربة مدمرة بفعل يدي اسرائيل الشائن، يعيش سكانها في ضائقة رهيبة – وهي تحتفل.
وفي غزة لم ينسوا لأنه لا يمكن النسيان هناك أبدا. فالاولاد الـ 1500 الذين اصبحوا ايتاما؛ و3 آلاف الولد الجريح؛ وألف الولد الذين سيبقون معوقين؛ و110 آلاف من السكان ما زالوا يتزاحمون في ملاجيء وكالة الغوث في ظروف غير انسانية؛ وسكان الـ 18 ألف بيت التي دمرت أو تضررت ضررا شديدا وخلفت 2.5 مليون طن من الركام، لا يعلم أحد ماذا يفعل بها؛ و450 ألفا من السكان بقوا بلا ماء جار؛ و360 ألفا من السكان بقوا بحسب تقدير منظمة الصحة العالمية مع صدمات نفسية بسبب قصف الجيش الاسرائيلي وقذائفه – كل ذلك لم ينسوه ولن ينسوه. ولا يمكن أن نتوقع منهم أن يغفروا لمن فعلوا بهم ذلك لا لاول مرة.
وليست اسرائيل فقط هي التي نسيت وجودهم، بل أخذ يقوى الخوف الآن من ان العالم يوشك أن يتخلى عنهم.
حتى إنه لم يجهد أي سياسي اجنبي نفسه في زيارة القطاع والاطلاع على مقدار كارثته سوى وزير الخارجية النرويجي، بورجيه براندا. وذلك بسبب حماس كما تعلمون التي استقر رأي الرباعية ذات مرة في واحد من اشد قراراتها غباءا على عدم محادثتها، وسوّت الدعاية الاسرائيلية بينها وبين داعش.
إن الانساء الاسرائيلي والتخلي الدولي لا يطاقان. وحتى لو تركنا تبلد الحس والعمى الاخلاقي في اسرائيل التي لم تزعزعها حتى واقعة واحدة في الحرب فانه لا يمكن ان نفهم سكينتها بعد الحرب. كانت هنا حرب دفعت اسرائيل ثمنا عنها ايضا، فهل نسيت؟ أولا توجد أية محاسبة للنفس؟ أولا يوجد أي ميزان ولو للربح والخسارة على الاقل؟ إن النقاش العام لم يتجه الى الاشتغال باسئلة كان يجب ان تقض مضجع كل اسرائيلي مثل: كان ذلك مجديا؟ وما الذي حصلت عليه اسرائيل من هذه الحرب؟ وما الذي تفعله لمنع تلك التي ستأتي بعدها؟ لا تشوشوا من فضلكم فاسرائيل مشغولة بتصفير ضريبة القيمة المضافة.
لم يتم تعلم شيء. كان يفترض ان يجدد التفاوض مع حماس قريبا لكن لا توجد الى الآن أية اشارة الى أن اسرائيل عندها نية ما للاتجاه اليه. ولا حلم ألبتة باقتراحات بعيدة المدى لحل مشكلات غزة. فـ «المنتصرة» ستستمر على حشر «المهزومة» في الزاوية تاركة إياها لدمارها ومشكلاتها التي ستفضي بها الى دولة عنف اخرى عاجلا أو آجلا. والعالم من جهته ايضا لا يحرك ساكنا لا بضغط على اسرائيل (ومصر) لانهاء الحصار، ولا لاعمار غزة بسرعة. والشتاء يقترب، فكيف ستكون حال عشرات الآلاف ممن لا يملكون بيوتا؟ والموعد المضروب للتفاوض يقترب، فماذا سيكون اذا لم يجدد أو اذا فجر؟ هل يفكر أحد في ذلك؟ وحين تعود القذائف الصاروخية الى سماء البلاد – وستعود اذا لم يرفع الحصار – فستتظاهر اسرائيل مرة اخرى بأنها متفاجئة ومهانة وغاضبة – لأنه كيف يتجرأون على ذلك. وبعد ذلك ستقصف الطائرات والمدافع في جولة اخرى «محتومة» لن تؤدي الى أي مكان ايضا.
هذه هي سكينة اسرائيل وغرورها. فقد كانت حرب «فرضت» عليها بالطبع، وانتصرت، وقد تكون حرب اخرى قريبا بغير ذنب منها ايضا وستعاود الانتصار، وفيما بين هاتين ستبقى اسرائيل مع نينيت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

غلاف غزة كأنه فوق برميل متفجرات
تُبين الأسابيع الأخيرة أن الحكومة الإسرائيلية ليست عندها لا سياسة ولا استراتيجية

بقلم: عنات حيفتس،عن اسرائيل اليوم
ي 26 آب الماضي تغيرت حياة كل الناس الذين يعيشون في كيبوتسي، «نيريم»، من أساسها. فقد أزهقت رشقة قذائف هاون متواصلة في آخر ساعة قبل الهدنة، أزهقت روحي اثنين من اعضاء الكيبوتس، وجرحت مُركز التدبير الاقتصادي غادي يركوني جرحا بليغا. وكانت الكارثة الفظيعة التي وقعت في قلب الكيبوتس بالقرب من بيوت الاولاد حقا وعلى ذلك النحو من العنف والمأساوية، كانت وما زالت أسى عميقا لمجتمعنا الصغير. فحلقات الثكل والفقدان لها صلة بالجميع، والفراغ الذي نشأ يرفض الامتلاء.
من القاسي على نحو خاص الشعور الجارح بأن بيتنا لم يعد آمنا لأنه حتى لو كنا نعلم ذلك من قبل (وليس من الصدفة أننا جلونا من هنا مع أبنائنا في الحرب)، فقد اصبح الخطر ملموسا الآن وأثمانه حاضرة مهددة على الدوام. ولا يوجد هنا والد لا يسأل نفسه هل من الصواب والاخلاقي تربية الاولاد على هذا القرب من خط النيران، ولا يتخيل في ذهنه سيناريوهات أقسى.
ونحيا جميعا في نيريم وغلاف غزة في تأهب متوتر استعدادا لتجديد اطلاق النار. واذا كانت الحرب قد انتهت في دوائر جغرافية أبعد فان من المشترك بين الجميع هنا الشعور أننا في مهلة وأننا فوق برميل متفجرات قد ينفجر في كل لحظة. حينما تم التوقيع على الهدنة قيل إن الطرفين يفترض أن يجتمعا في خلال الثلاثين يوما بعد ذلك للتفاوض في تسوية سياسية دائمة بعيدة المدى في غزة أو في احراز «أفق سياسي» كما قال رئيس الوزراء.
ومع ذلك لم تلح في الاسبوعين ونصف التي مرت منذ ذلك الحين أية اشارة الى أنه تجري اتصالات ترمي الى دفع هذه التسوية قدما. ونحن في النقب الغربي نستمد من معلومات وسائل الاعلام، وتنذر هذه المعلومات بتلاشي تدريجي للتصريحات التي تحدثت عن التزام اسرائيلي باحراز اتفاق بعيد المدى – اتفاق شهد رئيس الوزراء ووزير الخارجية ايضا بأنه ضروري ومطلوب.
وهكذا يضاف الى المشاعر القاسية بفقدان الثقة والامن بالحكومة والجيش وبازاء سلوك اشكالي طوال عملية «الجرف الصامد» (كاخفاق الانفاق، وخطبة شقائق النعمان لرئيس الاركان، ورفض اعلان حالة الطواريء في غلاف غزة)، يضاف شعور مقلق بأنه ليس لاسرائيل حتى في هذه المرة بعد انتهاء القتال، استراتيجية واضحة حقيقية، ولا توجد رؤيا وزعامة مصممة على احراز أهداف أُعلمت قبل ذلك ولا وعد بأمن النقب الغربي.
سنخرج نحن سكان النقب الغربي بعد خروج السبت بمسيرة احتجاج على عدم وجود سياسة اسرائيلية، وسنخرج لنصرخ بأننا غير مستعدين للصمت بعد الآن ولنطلب الى القيادة رؤية لمدى بعيد وحلولا لمدى بعيد وزعامة مبادرة ذات رؤيا تغير الواقع. ونحن نطلب أن يستغل متخذو القرارات الحسم العسكري الذي أُحرز في غزة كما زعم نتنياهو لحسم سياسي بتسوية دائمة تمنحنا الهدوء والامن والنماء عشرات السنين لا الى الجولة العسكرية التالية، ونحن ندعو كل سكان اسرائيل الى المجيء والسير في المسيرة معنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

يكرهوننا… والآن ماذا؟
إذا لم نعزز الجيش ستضعف الدولة وعدم استئناف المفاوضات سينتهي إلى دولة ثنائية القومية

بقلم: شموئيل روزنر،عن هآرتس
لعله بات ممكنا الان اجمال السنة، او السؤال على الاقل: ما الذي ارادت اسرائيل تحقيقه في بدايتها وما الذي نجحت في تحقيقه في نهايتها؟ رونالد ريغان في انتخابات 1980، في أمريكا، عرض صيغة شهيرة لهذا السؤال، ساعدته على احتلال البيت الابيض: «هل وضعك افضل مما كان قبل أربع سنوات؟»
لم يكن هذا هو السؤال الوحيد الذي طرحه ريغان، قبل بضعة ايام من الانتخابات. بل طرح اسئلة تنبع منه: هل اسهل عليك أن الشراء من البقالة، وهل أمريكا اكثر احتراما في العالم، وهل نحن أقوى مما كنا. اذا كان الجواب ايجابيا، قال المرشح ريغان، فان اختيارك واضح – قال وهز رأسه بخفة نحو المرشح الثاني، الرئيس في حينه جيمي كارتر. بالطبع، كان معروفا لريغان بان جواب معظم الناخبين ليس ايجابيا. وان معظمهم لا يشعرون أن الحال اسهل، وانهم أكثر احتراما، وانهم أكثر أمانا. كان معروفا لريغان انه يعرض بديلا.
ليس مؤكدا أن وضع اسرائيل اليوم افضل مما كان عليه قبل سنة، ليس مؤكدا ان الحال سيكون هنا أسهل، ليس مؤكدا اننا سنكون هنا أكثر امانا. فقد سيطر على الجمهور مزاج ليس مثمرا. وهو ينشغل بالشفقة على النفس، تأكله مشاعر الغضب. العالم ضدنا، اللاساميون ضدنا، الامم المتحدة ضدنا، اوباما ضدنا.
الفيسبوك مليء بالادلة القاطعة على أن هذا هو الوضع. الصحف مليئة بها. وفي قوائم الكتب واسعة الانتشار تلعب الكتب التي هذا هو جل همها الدور الأكبر.
ولكن ماذا؟ عندما سأل ريغان الناخبين سؤاله الشهير، لم يفعل ذلك كي يعرض عليهم مسار هروب من المسؤولية. لم يعرض عليهم منديلا للبكاء، او مرافعة دفاع تثبت ان كل شيء بذنب احد ما آخر. وهذا لا يعني أنه كان ينقص المذنبون: الروس، الايرانيون، الاقتصاد العالمي، الكونغرس. لقد كان لكارتر قائمة معاذير طويلة ومنمقة من هذا النوع. أما لريغان فكان لديه عرض: عمل شيء ما. قسم من خطط العمل لديه كانت مدحوضة: اخرى تبينت لاحقا بعيدة النظر. وبالاساس فهم بان أزمة امريكا هي أزمة نفسية. وان الجواب على مثل هذه الازمة ليس حقنة سمينة اخرى من الشفقة على النفس والتنبؤات السوداء، بل الابتسامة المتفائلة.
ابحثوا عن هذه الابتسامة على وجوه زعمائنا. ابحثوا جيدا. توجد دواع للابتسام، ولكن يخيل أنهم يقلون في عمل ذلك. يخيل أن قوتهم في التهديدات –بتهديدات الحرب (اذا لم نعزز الجيش الاسرائيلي، فان حزب الله سيغزونا) أو بتهديدات السلام (اذا لم نتحدث مع ابو مازن، فستكون هنا دولة ثنائية القومية).
مع نهاية ولايته، في ربيع علاقاته مع ميخائيل غورباتشوف، اكثر ريغان من رواية النكات بطعم سوفياتي: في الاتحاد السوفياتي، روى ذات مرة، جاء رجل ما، دفع لقاء سيارة جديدة، قيل له ان يأتي ليأخذها بعد عشر سنوات. «هل آتي في الصباح ام بعد الظهيرة؟ سأل الرجل. «وماذا يهم هذا؟» أجاب البائع. «بالتأكيد»، قال الرجل، «ففي الصباح سيأتي السباك».
فهتف الجمهور لريغان عندما روى هذه القصة. فالجمهور هتف لانه دوما يخرج منها بشعور محسن، شعور بانه دون صلة بما يفعله الاخرون، سيكون المستقبل أكثر نجاحا بفضل ما نفعله نحن. قريبا، او بعد عشر سنوات، في الصباح، او بعد الظهيرة، السباك سيأتي. شيء ما جيد سيحصل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ





يوجد فيل في الغرفة
في يهودا والسامرة يعيش نحو 2 مليون عربي... نحن نتحكم بهم منذ 47 سنة... ماذا نعتزم أن نعمل بهم؟


بقلم: الون مزراحي،عن معاريف الاسبوع
هذا الاسبوع في «الفضيحة الدولية» اصطدمنا بقضية هددت كالمعتاد بهز أسس وجودنا: رسالة الرافضين الـ 43 من ضباط وجنود الاحتياط في وحدة 8200. والحجج المتوقعة من الطرفين طرحت ولا حاجة لتكرارها، ولكن من المجدي النظر الى الاقوال التي لم يقلها احد. في الواقع السياسي لاسرائيل، فان الحقيقة في حالات عديدة توجد بالضبط هناك. في الصمت.
ان التحليل الاجتماعي والايديولوجي للموقعين على الرسالة هو اول ما سيتم، بالطبع، فالشك بالتزامهم بالمشروع الصهيوني وبالحرب ضد الارهاب طرح بعد ذلك على الفور. وشيء واحد لم يتناوله اليمين، بشكل مخيب للامال جدا اليسار ايضا (اذا لم تتحدثوا عن ذلك، فما هي المنفعة منكم كمعسكر؟). وهو السؤال البسيط جدا: ماذا نفعل بحق الجحيم، او نعتزم أن نفعل، بالعرب الذين يعيشون في يهودا والسامرة؟ بسيط، سهل الاستيعاب، ولكنه لم يبحث في اسرائيل ابدا.
ينشغل اليمين بالارهاب وبالارض؛ أما اليسار فممزق بين سياسة حزب مباي القديمة وأولاد الزهور. أحد لا يريد أن يتحدث عن الفيل الذي في الغرفة: في يهودا والسامرة يعيش نحو 2 مليون عربي. نحن نتحكم بهم منذ 47 سنة. ماذا نعتزم أن نعمل بهم؟
ليس مثلما فعلت أجزاء واسعة من اليسار على مدة فترة طويلة فاني لا استخف بالتهديد الذي تشكله خلايا الارهاب في مناطق يهودا والسامرة: اعتقد انه موجود وانه يجب أن يكون جزءا من كل حساب في المستقبل. ولكنه ليس الاعتبار الوحيد. الاعتبار الانساني، بمعنى حياة مئات ومئات الاف البشر ممن ولدوا هنا ولن يذهبوا الى اي مكان، يجب أن يبحث هو ايضا.
ان الخيار في عدم مواجهة حقيقة أن البلاد لم تكن أبدا فارغة من الناس، لا داخل حدود 48 ولا خارجها، لا قبل الهجرة الاولى ولا بعد حرب الايام الستة، تجبر المجتمع الاسرائيلي على مباحثات صغيرة وغبية وعلى حلول صغيرة وغبية بما يتناسب مع ذلك. في الاتفاقات وفي الصراع، نحن ننشغل في محاولات عزل أنفسنا قدر الامكان عن الوجود العربي حولنا دون ان نفتح خريطة وان نرى بان هذا ليس ممكنا، وانه لن يكون ممكنا ابدا.
لا يمكن الحديث عن المناطق دون الحديث عن الناس الذين يعيشون فيها. لا يمكن الحديث عن حلول للنزاع وكأن هذه مسألة يهودية داخلية . لا يمكن أن نحل، او نعفي أنفسنا من حل المسألة بالاستنتاج في أن الله اعطانا البلاد وانهم كلهم مخربون.
ان مناطق يهودا والسامرة مليئة بالناس الذي لا تعرف الفكرة الصهيونية كيف تتعاطى معهم. وان المجتمع الاسرائيلي لا يريد التفكير فيهم بشكل ليس كتهديد أمني. يخيل لي أن هذه هي الحجة الحقيقية خلف رسالة الرافضين من وحدة 8200. واذا كانت هذه حجتهم فهذه رسالة من المهم ان يمنحها كل اسرائيلي واسرائيلية بضع دقائق من التفكير على الاقل.