المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 25/09/2014



Haneen
2014-11-04, 01:25 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميس 25/09/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف

سنة جديدة نظام إقليمي جديد
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

قتلهما أفضل من اعتقالهماتصفية خاطفي الفتيان الثلاثة كان أفضل من أسرهما ومحاكمتهما حتى لا يحدث بهما ابتزاز
بقلم: دان مرغليت،عن إسرائيل اليوم
اطلاق النار السريع على قاتلين فلسطينيين يعد تحقيقاً لمبدأ يهودي وهو «من استيقظ لقتلك فبكر بقتله»

ثنائية قومية مضاعفة
على معسكر السلام أن يعي أنه يتأخر بسبب هذيان القوميين الإسرائيليين والفلسطينيين
بقلم: أ.ب يهوشع،عن هآرتس

ليكن لكم أفق سعيد
لن يكون للإسرائيليين أفق حقيقي غير خادع إلا إذا وُجد الأفق نفسه للفلسطينيين
بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس












</tbody>



سنة جديدة نظام إقليمي جديد

بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
حادثتان أمنيتان في اليوم الذي سبق آخر السنة العبرية المنصرمة كفيلان بان يدلا على ما يبدو على شيء ما ايضا من الواقع الاستراتيجي الذي ستقف امامه اسرائيل في السنة الجديدة. في الضفة الغربية، في نوع من خطوة الانهاء المتأخرة للصيف الطويل والمضني، قتلت أذرع الامن مخربي حماس المشبوهين باختطاف وقتل الفتيان الثلاثة غيل عاد شاعر، نفتالي فرنكل وايال يفرح في غوش عصيون في شهر حزيران. اما في هضبة الجولان فقد أسقطت منظومة الدفاع الجوي طائرة قتالية سورية اجتازت الحدود، بالخطأ على ما يبدو، فدخلت الى مجال اسرائيل الجوي.
هذه بعيدة عن أن تكون الصورة الكاملة. فقد بدأت السنة الجديدة في ظل توتر متصاعد في الساحة الشمالية. حزب الله، الذي جمع رجاله في نهاية الاسبوع حطام طائرة بدون طيار للجيش الاسرائيلي تحطمت في جنوب لبنان، غير سياسته ويحاول تحديد سقف رد فعل عنيف لكل خطوة تعتبر في نظره كخرق اسرائيلي للوضع الراهن.
في قطاع غزة، الساحة الاكثر توترا ونزفا في السنة الماضية، تستأنف الان المساعي لمحاولة تحقيق استقرار للوضع من خلال وقف نار طويل المدى. ومع أن الاستخبارات لا تشخص حاليا خطرا فوريا لاشتعال واسع في احدى الجبهات، يبدو أن الواقع اكثر تعقيدا مما كان في الماضي. فالساحات المختلفة تتداخل الواحدة بالاخرى – والامن النسبي الذي تمتع به معظم الجمهور الاسرائيلي في السنوات الاخيرة، والتي كان فيها مستوى التهديد الفوري متدن للغاية، يبدو منذ الان اكثر هشاشة وآنية بكثير مما كان في الماضي.
أعضاء خلية حماس من الخليل، الذين اختطفوا وقتلوا الفتيان الثلاثة في 12 حزيران، نجحوا في التملص من المطاردة الاسرائيلية على مدى اكثر من مئة يوم. قائد الخلية، حسام القواسمي، اعتقل في مخيم شعفاط للاجئين في القدس في 11 تموز، حين كان يوشك على الفرار الى الاردن. اما مروان القواسمي وعامر ابو عيشة، اللذين حسب المخابرات نفذا العملية، فقد غيرا عدة اماكن اختباء، بينها حفر مجاري في منطقة الخليل. وفي الشهر والنصف الاخيرين مكثا في قبو صغير، بعرض متر واحد وطول ستة أمتار، داخل منجرة لنشيط حماس في شمالي الخليل. وقد اعتقل الرجل أول أمس، وعلى حد قول المخابرات اعترف لدى التحقيق معه على مكان اختباء المخربين.
ما حصل بعد ذلك لا ينبغي أن يفاجيء احدا. عندما أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمطاردة القاتلين، كان الافتراض انهما لن يمسك بهما على قيد الحياة.
وكان القواسمي وابو عيشة مسلحين ببندقيتين ومسدسين وفي الاستخبارات قدروا بانهما سيحاولان تنفيذ عملية «استشهاد» في الضفة قبل أن تصل اليهما قوات الامن، على فرض أن قدرهما محتوم على أي حال.
وقد بقيا مخلصين للفكرة التي يتبناها الذراع العسكري في الخليل والتي تقضي بان معظم المطلوبين سيفضلون القتال حتى الموت، على تسليم أنفسهم. وعندما فهما بان قضي الامر، أدارا (حسب رواية الجيش والمخابرات) اشتباكا مع مقاتلي وحدة «يمم»، قتلا في نهايته. من زاوية النظر الاسرائيلية، كان الاعتبار هنا المنطقي تماما: لا يوجد سبب يدعو الى تعريض حياة المقاتلين للخطر في مواجهة مسلحين، مشبوهين بالقتل، يصرون على مواصلة القتال. ومشكوك ايضا أن يكون في الطرف الفلسطيني احد فوجيء بالشكل الذي انتهت فيه القضية.
في الجهود الواسعة للعثور على القواسمي وابو عيشة، شاركت كل اذرع الامن ذات الصلة: المخابرات، الجيش والشرطة.
واستغل الرجلان رد الفعل البطيء على نحو خاص في الطرف الاسرائيلي – فالساعات التي مرت في اعقاب عدم استغلال المكالمة الهاتفية من الفتيان الى مركز الطوارىء 100 الشرطي وبعدها الاستيقاظ المتأخر حتى بدء مساعي التفتيش من الجيش الاسرائيلي – للتملص من ساحة الجريمة بعد أن اطلقا النار فقتلا الفتيان ودفنا جثثهم. ولا يزال، فان الفترة الزمنية الطويلة التي مرت صدعت قليلا من اسطورية السيطرة الاستخبارية والعملياتية المطلقة لاسرائيل في الضفة الغربية. وتبين أنه حتى عندما تكون هوية المشبوهين معروفة، وتكون السلطة الفلسطينية تقدم هنا وهناك المساعدة، فان المطاردة كفيلة بان تكون لزمن طويل.
مسألة لم يتم ايضاحها نهائيا تتعلق بالعلاقة التي بين خلية الاختطاف – من الضفة وقيادة حماس في قطاع غزة. في البداية مالت اوساط شعبة الاستخبارات والمخابرات الى التقليل من أهمية هذه العلاقة. وتبين لاحقا أن شقيق حسام القواسمي، قائد الخلية، هو احد مطرودي صفقة شاليط الذي انتقل الى قطاع غزة ويعمل هناك بتكليف من قيادة العمليات في حماس، بمساعدة صلاح العاروري، مسؤول المنظمة الذي ترك الضفة ويتواجد حاليا في تركيا. وتلقى حسام القواسمي 220 الف شيكل من أخي، استخدم بعضها لعملية الاختطاف.
ومع ذلك، يقدرون في اسرائيل بان الخلية الخليلية عملت استنادا الى توجيهات عامة من غزة، لاستغلال الفرص لعملية اختطاف من اجل تحرير المزيد من السجناء مثلما في صفقة شاليط – ولم تنفذ أمرا مفصلا لتنفيذ عملية في توقيع محدد. وفي المخابرات يشتبهون بان العاروري، بتنسيق مع القيادة في غزة، يوجه من بعيد مزيدا من الخلايا في الضفة ذات الهدف المزدوج: الحاق خسائر باسرائيل وهز استقرار حكم السلطة الفلسطينية في المناطق. وهذا ميل يقلق على أي حال القيادة في رام الله. فبعد أن زار رئيس المخابرات، يورام كوهين، القيادة وهو يحمل توثيقا لتحقيقات نشيط حماس الذي اعتقل لدى اسرائيل في ايار الماضي واعترف بتخطيط مؤامرة ضد السلطة، غضب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) جدا لدرجة أنه اصطدم مباشرة مع خالد مشعل في لقائهما في قطر.
وكاد مقتل المخربين الاثنين يستخدم من الفلسطينيين كذريعة لالغاء ارسال الوفد المشترك للسلطة وحماس الى القاهرة، لاستئناف المحادثات غير المباشرة مع اسرائيل على وقف نار طويل المدى في قطاع غزة. وفي النهاية ارسل الوفد، ولكن الاتصالات تجري الان على مستويات عمل اقل ارتفاعا وتتركز على تحديد جدول أعمال المفاوضات. والنية هي لاستئنافها بجدية اعظم، بعد رأس السنة وفي هذه الاثناء كسب الوقت وضمان استمرار الهدوء في القطاع. المشكلة، في المدى الابعد، تتعلق بالحصار الاقتصادي على غزة والبطء الذي تجري فيه مساعي الاعمار. فالسلطة توضح لسكان غزة، صبح مساء، بانه بدون تواجد رجال اجهزتها في معابر الحدود لن يضمن اعمار القطاع. كما أن اسرائيل ومصر تتصرفان وكأن لديهما الوقت رغم أن حركة الشاحنات من اسرائيل الى القطاع عبر معبر كرم سالم، تكاد تتضاعف. وبدون تسوية أوسع، فان العنف على الحدود قد يستأنف.

الجبهة الشمالية

في هضبة الجولان اسقط صباح امس صاروخ باتريوت طائرة قتالية سورية، لاول مرة منذ 1985. الطائرة، من طراز سوخوي 24 الروسية، وصلت حتى 800 متر من غربي الحدود. في هذه المرحلة شخص الطياران على ما يبدو بانهما أخطآ وبدآ يتراجعان. ولكن الصاروخ كان قد اطلق نحوهما فتم اعتراض الطائرة فيما تمكن الطياران من النزول بالمظلات في الاراضي السورية.
بقدر ما هو معروف لم يكن هنا خرق مقصود. فالطائرة كانت في طلعة هجومية ضد اهداف الثوار في الجانب السوري من الحدود في الجولان. ولكن اسرائيل لا تأخذ مخاطرات في مثل هذه الحالات. فالوضع في الجانب السوري غير مستقر لدرة أنه لا يمكن معرفة متى يقرر احد ما – من معسكر الاسد او مقرب من منظمات الثوار – تنفيذ عملية في الاراضي الاسرائيلية. وبينما يمكن التجلد هنا وهناك على «تسلل» غير مقصود الى الجانب الاسرائيلي من الحدود، ولكن ليس على اختراق طائرة. وفي المعارك بين الثوار والنظام تجتهد اسرائيل على عدم التدخل. وأنهت منظمات المعارضة المختلفة مؤخرا السيطرة على نحو 90 في المئة من منطقة الحدود مع اسرائيل، باستثناء منطقة جبل الشيخ، والجيب المجاور حول قرية الخضر الدرزية.
لقد اصبحت الصورة في الشمال اكثر تعقيدا حيث يتداخل فيها حزب الله في الحدود اللبنانية ايضا. ويتحدث زعماء المنظمة في السنة الاخيرة عن «حساب قديم، حساب جديد وحساب متجدد» مع اسرائيل – ويقصدون ما تفسره شعبة الاستخبارات كتغيير في السياسة، نهاية التجلد على ما يعتبرونه كخطوات عسكرية لا تأخذ اسرائيل عليها مسؤولية. في 5 ايلول، في حادثة نالت هنا انتباها قليلا فقط، قتل خبير متفجرات من حزب الله في انفجار منشأة تجسس انكشفت في جنوب لبنان. وفي لبنان اتهموا اسرائيل بتفجير من بعيد للمنشأة بعد انكشافها. بعد اسبوعن من ذلك سقطت طائرة صغيرة اسرائيلي فوق مرجعيون.
حزب الله ومنظمات في معسكر الاسد مسؤولون منذ بداية السنة عن سلسلة عمليات على حدود اللبنانية، وبالاساس في هضبة الجولان، شرحت كرد فعل من جانبهم على اعمال عدوانية اسرائيلية. هذه ايضا سابقة تستلزم تأهبا خاصا في الشمال، مع دخول موسم الاعياد. يخيل أن تصريحات كبار رجالات الجيش الاسرائيلي في الاسبوعين الاخيرين عن الحاجة الى الحفاظ على الهدوء في الحدود السورية واللبنانية وعلى خطط حزب الله، يجب أن ينظر اليها على هذه الخلفية ايضا.
ان التطورات على حدود اسرائيل هي فقط عرض جانبي اذا ما أخذنا بالاعتبار ما يحصل الان في سوريا وفي العراق، حيث بدأ الهجوم الجوي الكبير ضد قوات داعش ومنظمات القاعدة. في هذا الصراع، تضع اسرائيل نفسها الى جانب الولايات المتحدة، التي تقود التحالف الدولي الذي يضم عدة دول عربية. والمساهمة الاسرائيلية تتركز في نقل المعلومات الاستخبارية، ولكن عندما يكون في المعسكر الذي يقاتل ضد داعش، بشكل غير مباشر وبتحفظ ما، ايران وحزب الله ايضا، فانه يمكن أن نرى في ذلك دليلا آخر على الجلبة الشرق اوسطية الحالية.
لقد كانت «تشعاه» السنة التي في نهايتها انزلق عدم الاستقرار الاقليمي، اكثر من الماضي، الى حدود اسرائيل ايضا. فرغم ذكرى داعش المتكرر في خطابات المسؤولين الاسرائيليين، فان التنظيم لا يركز اهتمامه في هذه المرحلة على ما يجري هنا بل هو غارق اكثر في ذبح الشيعة والعلويين واحيانا الغربيين. ولا يزال فان الواقع الاستراتيجي الاقليمي يتشكل الان من عدد كبير من المتغيرات لدرجة أنه سيكون صعبا جدا التوقع كيف وكم سيؤثر على اسرائيل في السنة القريبة القادمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

قتلهما أفضل من اعتقالهماتصفية خاطفي الفتيان الثلاثة كان أفضل من أسرهما ومحاكمتهما حتى لا يحدث بهما ابتزاز

بقلم: دان مرغليت،عن إسرائيل اليوم
اطلاق النار السريع على قاتلين فلسطينيين يعد تحقيقاً لمبدأ يهودي وهو «من استيقظ لقتلك فبكر بقتله»
لو خرج قاتلا الفتيان الثلاثة مروان القواسمي وعامر أبو عيشة مرفوعي الايدي من مخبئهما في مبنى المنجرة في الخليل ولو رفعا علما ابيض ورميا سلاحهما لاسرهما مقاتلو الجيش الاسرائيلي، ولهذا كان اطلاقهما النار واطلاق النار عليهما وقتلهما افضل.
وقد عبرت أم نفتالي فرنكل عن ذلك الامر تعبيرا مناسبا اذ قالت انها لم تكن تريد عقب الحزن الثقيل ان تشاهدهما يتمدحان في المحكمة أو ان تواجه بعد بضع سنين طلب اطلاق سراحهما الابتزازي مقابل اسرائيلي مخطوف.
من الواضح انهما لو استسلما لأسرا لانه بذلك يقضي العرف والقانون، لكن من كل وجهة نظر انسانية وضميرية لم يقف اطلاق النار حينما اطلق القاتلان النار على ثلاثة فتيان ابرياء من مسافة صفر، وقد سمع كل شعب اسرائيل الاصوات. ولو كان الجيش الاسرائيلي هو الذي اطلق النار فجر امس لرأيت ذلك متابعة مباشرة لاطلاق النار الذي لم يتوقف في تلك الليلة اللعينة في شهر حزيران بين غوش عصيون وحلحول.
قالوا أمس انه صفي الحساب وصفيت عدة حسابات بين شعب اسرائيل والقاتلين وبين العائلتين الثاكلتين اللتين لا شفاء لألمهما وبين القواسمي وأبو عيشة اللذين جرا اسرائيل وأبناء شعبهما في غزة الى خمسين يوم قتال. لكنه وجد في الاساس نقص من محاسبتنا لانفسنا وهو اننا لم نمنح اولئك الفتيان كامل الحماية التي كان يمكنها أن تنقذ فتوتهم.
وكانت المذبحة في الالعاب الاولمبية في ميونيخ في 1972 تبنت اسرائيل سياسة محاسبة القتلة. ولم تكن تحاسب فقط من حولهم ومن يؤيدونهم ويساعدونهم وقادتهم وزعماءهم بل تحاسبهم هم ايضا. وكان مايك هراري من قادة الموساد الذي توفي هذا الاسبوع من كبار منفذي هذه السياسة التي بدأت بتصور غولدا مئير الذي لا مغفرة فيه.
لا تقتل اسرائيل ابرياء إلا خطأ لكنها تطري التزامها ان تلقي هيبتها على القاتلين مرسلي الارهاب. في ذروة عملية الجرف الصامد صرحت النائبة تمار زنبرغ من ميرتس تصريحا يرفض الاحباط المركز الذي جرى في غزة على واحد من كبار القتلة، وسألت كيف نطلق النار عليه دون محاكمة؟ وكان ذلك سخيف جدا وغامض بحيث كان يمكن أن نسخر منها بسؤالنا اياها هل توصي ايضا بأن نأتي للقاتل ونسلمه اشعارا خطيا باستدعائه الى المحكمة، أم نخل بالقانون لا سمح الله ونختطفه الى اسرائيل؟.
إن اطلاق النار السريع على قاتلين فلسطينيين ليس تحقيقا لعبارة «يد خفيفة على الزناد». بل هو تحقيق لمبدأ يهودي وهو «من استيقظ لقتلك فبكر بقتله». وهذا بالضبط ما حدث قبل يوم في الخليل وكما ينبغي لكن كان متأخرا وبعد أن استيقظوا لقتلنا ونجحوا في ذلك.
ان اسرائيل المتألمة الحزينة كانت ترجو هذا الخبر منذ ثلاثة اشهر. ويمكن تحقيقه قبيل رأس السنة دولة اليهود من ان تستقبل السنة الجديدة باعتراف بأن العالم قاس لكنه ليس مشاعا. وهذا في الحاصل تذكير صغير لكنه اضافي بأنه مرت الايام التي كان اليهود مستضعفين فيها، وقد انقضى ذلك منذ زمن ويا لروعة ان الوضع الجديد العكسي اصبح هو الغالب. فلتبدأ السنة ونعمها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


ثنائية قومية مضاعفة
على معسكر السلام أن يعي أنه يتأخر بسبب هذيان القوميين الإسرائيليين والفلسطينيين

بقلم: أ.ب يهوشع،عن هآرتس
كل من يعرف الوضع في يهودا والسامرة ـ انتشار الطرق، البلدات، البؤر الاستيطانية والمناطق الصناعية والزراعية سواء في الوسط الاسرائيلي أم في الوسط الفلسطيني – يفهم بوضوح آخذ بالازدياد بان الدولة الثنائية القومية محتمة. ولكن لا يزال رجال السلام ذوو النوايا الطيبة، الذين بهرائهم مستعدين لان يقتلعوا 300 الف مستوطن يهودي، يرفضون رؤية الواقع المادي والانساني الذي يتبلور ويتعمق في المناطق.
في اسكتلندا طلب الكثيرون الانفصال عن انجلترا، تشيكوسلوفاكيا تنقسم الى دولتين، الاتحاد السوفييتي تفكك. يوغسلافيا تفككت. جماعات عرقية كانت على مدى اجيال طويلة آمنة وبتعاون كامل داخل اطر قومية كبيرة، تسعى الان الى تحقيق استقلال وطني ولغوي منفصل.
وبالذات في هذه الفترة فان اليهود – مرة اخرى خلافا للتاريخ – يربطون انفسهم بالفلسطينيين. فهم يعقدون شخصيتهم وهويتهم في داخل أنسجة شعب غريب، دار ضده ويدور منذ أكثر من مئة سنة صراع مضرج بالدماء؛ شعب دينه مختلف، ثقافته مختلفة، تاريخه مختلف، مستواه الاقتصادي مختلف واضافة الى ذلك فهو مرتبط بالامة العربية الكبرى وبالعالم الاسلامي الضخم، اللذين لم يمنحا بعد الشرعية لدولة اسرائيل. هذا الفعل السيف والعابث يتم ليس فقط في خلاف تام مع موقف الاسرة الدولية، بل وايضا في خلاف مع موقف نحو نصف الشعب الاسرائيلي.
كيف يحصل يحصل الامر؟ نحن نعود ونتساءل عن ذلك في معسكر السلام، بل ونكون مطالبين بجواب من كل اصدقائنا ومحبي صالحنا في العالم بأسره. فهل غاب فهمكم ولم تعودوا تدركون ما تفعلوه لانفسكم؟
وفضلا عن كل الاتهامات – الصحيحة وغير الصحيحة – بشأن ضعف معسكر السلام واليسار الاسرائيلي، ووهن الضغط الامريكي والاوروبي لتحقيق فكرة الدولتين، علينا ان نعترف بحقيقة أن فعلة «الربط» للشعبين الواحد بالاخر مستمرة في ظل عمى مصيري ومأساوي، ليس فقط بسبب اسرائيل بل وايضا بسبب الفلسطينيين، الذين رغم تصريحاتهم الرسمية هم ايضا يحلمون ويعملون من أجل دولة واحدة – ثنائية القومية – وان كان حسب تفسير خاص بهم. بمعن ان الصعوبة المستمرة والمثابرة لمعسكر السلام، وكذا كل الساحة الدولية، في احلال حل الدولتين تنبع في واقع الامر من معارضة عميق، داخلية وليس دوما علنية من الطرفين للوصول الى حل الدولتين.
فهل غمضت عيون الفلسطينيين عن ان يروا بان كل يوم تؤكل ارضهم، الارض التي هي ايضا الاساس الاولي للهوية الوطنية؟ أوليس الاحتلال يضيرهم؟ افلا يفهمون بان السياقات الاسرائيلية الواقعة في الضفة الغربية لا مرد لها؟ برأيي هم يفهمون جيدا كل ما يجري في مناطقهم، ولكن حلم الدولة ثنائية القومية، حلم الدولة الواحدة، هو الذي يواسيهم في آلامهم واحباطاتهم. ولا يدور الحديث فقط عن الفلسطينيين في الضفة، بل وايضا عن أغلبية الفلسطينيين الاسرائيليين. ظاهرا تجدهم يتفقون مع فكرة الدولتين، والتي تكون فيها اراضي الدولة الفلسطينية اقل من ربع فلسطين الاصلية. ولكن في أعماق قلوبهم، يحلمون ويتمنون، مثل موشيه آرنس ورفاقه، بدولة واحدة، ثنائية القومية؛ بداية بصيغة أبرتهايد معتدل، وبعد ذلك، حسب تقاليد كفاح نلسون مانديلا ورفاقه، بصيغة دولة واحدة، ديمقراطية، تكون مع الايام وحسب نهجهم، في واقع الامر احادية القومية، إذ انهم حتى الان يشككون بالقومية اليهودية، ويرون في اليهودية دينا فقط.
فلو كان الفلسطينيون حقا يريدون، على حد قولهم، التحرر من الاحتلال، اقامة دولة فلسطينية قبل أن يكون فات الاوان، فقد كان يتعين عليهم ان يسعوا بسرعة الى الانفصال، الى التقسيم والى نصب الحدود. كان يتعين عليهم ان يوافقوا على حدود 67، وان يثبتوا دولة موجودة ومعترفا بها في الاسرة الدولية. كان يتعين عليهم ان يوافقوا على طلب بنيامين نتنياهو الاعتراف بدولة اسرائيل كالدولة القومية اليهودية – اعتراف ليس له أي أثر عملي – والكف عن المطالبة المرة تلو الاخرى بحق العودة، والذي لن يكون ممكنا أن يتحقق ابدا. كان يتعين عليهم ان يوافقوا على تبادل الاراضي، ولا سيما في منطقة غوش عصيون، والموافقة حتى على ان تتوطن اقلية يهودية صغيرة في الدولة الفلسطينية.
الزمن ضيق، وكل يوم يبعدهم أكثر عن دولتهم. وحسب كل منطق، وقبل أن يكون متأخرا، عليهم أن يوافقوا على التجريد من السلاح الثقيل في حدود 67، ومرابطة قوة دولية على نهر الاردن مقابل مكانة رسمية في القدس كي يتمكنوا قبل الاوان من الامساك بذيل دولتهم، قبل أن تطير من أيديهم الى الابد.
ولكنهم في هذه الاثناء لا يسارعون، بل يؤخرون ويعاندون، لان حلما أو هذيانا آخر يغذيهم، ربما ايضا يواسيهم – هذيان الدولة الواحدة المشتركة. هذيان يولد ايمانا بريئا بان يتمكنوا من أن يحظوا في اطار الدولة ثنائية القومية بحقوق المواطن حتى بالصيغة المعتدلة التي تمنح لاخوانهم في اسرائيل. وهم لا يقدرون بانه مع حلول الدولة ثنائية القومية فان الاسرائيليين سيتمنون باحابيلهم من اخضاع الديمقراطية المهدَدة في صالحهم، والى ان يتمكن الفلسطينيون من اعطاء تعبير ما في الكنيست لوزنهم الديمغرافي، فان عشرات الاف اليهود في الخارج، ممن سيحصلون على جنسية اسرائيلية وهمية، سيعطلون كل تهديد ديمغرافي بالتصويت الالكتروني المباشر من الجاليات اليهودية المنتشرة في العالم.
أقول كل هذا في ضوء الاتهامات التي يميل معسكر السلام الى أن يوجهها لنفسه، بشأن ضعفه السياسي، انقطاعه عن الشعب ونزاعاته الداخلية. حساب النفس بالفعل صحيح وضروري دوما، ولا سيما في الايام الفظيعة، ولكن جدير ومناسب لطالبي السلام النشطاء والمخلصين في اسرائيل وفي الاسرة الدولية ان يستوعبوا حقيقة بان السلام يتأخر ليس فقط بسبب الهذيان الثنائي القومية الاسرائيلية، بل وايضا بسبب الهذيان الثنائي القومية الفلسطيني. ومواجهة مثل هذا الهذيان المزدوج هو مهامة معقدة ومحبطة، ولكن لا يزال، ورغم كل شيء، محظور اليأس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ







ليكن لكم أفق سعيد
لن يكون للإسرائيليين أفق حقيقي غير خادع إلا إذا وُجد الأفق نفسه للفلسطينيين

بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس
كان يمكن أن تكون سنة سيئة؛ سنة تتحدث فيها كل الكوابيس وكل التهديدات لكننا خرجنا منها في نهاية الحساب على نحو لا بأس به. وكانت سنة تنبأنا فيها بيقين لا مزيد عليه بأن انتفاضة ثالثة ستنطلق في طريقها، وهي تنتهي الآن برشق الاولاد للحجارة فقط. وهي سنة كانت فيها طائرات سلاح الجو في طريقها تقريبا الى ايران وكانت الصواريخ الايرانية توشك أن تقع في اسرائيل لا في مناطق مفتوحة لكن ايران تعانق واشنطن الآن.
وكانت تلك سنة توقعنا فيها مثل كل سنة قذائف صاروخية من قبل حزب الله، وفي النهاية لم تطلق القذائف علينا سوى حماس. وكانت سنة اعلن فيها رئيس الوزراء عن عملية الجرف الصامد، وانتهت الى نصر ساحق، وقل الان عدد الصواريخ الموجهة الينا من 170 الفا الى 165 الفا. وكانت سنة تبين لنا فيها اننا نحب مصر وان الدول العربية مستعدة لمراقصتنا في مواجهة ايران. وكانت سنة لم يسجن فيها أي رئيس متهما بالاغتصاب، أدين رئيس وزراء سابق فقط بمخالفات فساد.
وكانت سنة نجحنا فيها تقريبا بالتخلص من اللاجئين السود، لكن المحكمة العليا افسدت الحفل. وكانت سنة نجونا فيها مرة اخرى من اتفاق سلام مع الفلسطينيين ومن حرب اهلية كانت ستنشب بسببه. كان الوضع في الحقيقة يمكن ان يكون اسوأ كثيرا.
فمن أين يأتي ذلك الشعور الخانق في الحلق؟ وما الذي يغذي ذلك الاشمئزاز الذي يحدث بهجة الفراق؟ لا يمكن ان يكون الجواب كامنا في اعاجيب السنة الماضية التي كانت زاخرة بكل طيب، بل المشكلة كامنة في كلمة «أفق» التي تبوأت مكانا لها عندنا.
ان هذه الكلمة التي يفترض على نحو عام ان تهديء النفوس في حالات يصعب احتمالها ايضا اصبحت هي نفسها فجأة ازمة لأن «الافق» يرمي الى التغطية على الحاضر. والحال الان اسوأ من أن يكون المستقبل افضل. الامر صعب في التدريب وسهل في المعركة، لانه يوجد أفق، ونحن نحارب الان لاجل السلام الذي يظهر في الافق، وسندفع قدرا اكبر من الضرائب الآن كي نستطيع أن ننشيء اجهزة تربية وصحة ورفاه ممتازة في المستقبل.
تبيع الحكومات مواطنيها الافق كي لا يتمردوا عليها، ويصبه الآباء في حناجر أبنائهم. ويلتزمون لهم قائلين اذا درست بصورة جيدة فستكسب كسبا جيدا وتتزوج زواجا جيدا وتملك شقة جيدة.
سنشتري سلاحا متقدما وحينها سيخاف منا الاعداء ويصنعون سلاما معنا ولن نضطر أبدا الى الخدمة في الجيش بعد ذلك.
إن «الافق» هو دائما الوعد الكبير الذي تنطوي عليه السنة القادمة والعقد القادم والحقبة القادمة، وهو يشبه حلوى رائعة تستأهل أن ننتظرها، وحينما يبدو الافق اختلاقا يجند الى صفه الاولاد الذين هم جيل «الافق»، ومن لا يكون مستعدا للمعاناة من اجل الاولاد؟.
تعالوا اذا نتحدث عن الاولاد. على حسب النشرة السنوية «الاولاد في اسرائيل في سنة 2013» كان يعيش في اسرائيل في نهاية 2012 اكثر من مليونين 600 الف ولد هم ثلث السكان.
وبعد سنوات معدودة سيغوصون الى «الافق» الذي وعدوا به وسيعرفون هناك الثلثين الباقيين من السكان الذين علموا ان الافق يبعد كلما اقتربنا منه، لكن الافق سيظل برغم ذلك مقدسا لانه من ذا يتجرأ اليوم على الاعتراف بانه لن يكون سلام مع الفلسطينيين ابدا؟ وبأن الاقتصاد لن يكون أفضل؟ وبأن التربية والصحة والشرطة والجيش والحكومة لن تتحسن ابدا وأن السنة الماضية ستكون افضل ما حصلنا عليه؟ وبأننا ضيعنا الافق في الحقيقة وبأن الحاضر هو الافق الاقصى الذي حصلنا عليه.
يمكن فقط ان نحسد الفلسطينيين الذين ادركوا قبلنا ان الافق السياسي او الاقتصادي خدعة وانه لا يمكن بـ «الافق» بناء مستقبل جيد حينما يكون الحاضر محطما. وقد ادركوا شيئا اهم وهو اننا عالقون معهم في عدم الافق ذاك وانهم صورة مرآة لنا. وانه لن يكون لنا أفق ما لم يوجد لهم أفق.
وهذا هو الينبوع الذي ينبع منه الاكتئاب والاشمئزاز والتجهم واليأس؛ لانه من ذا يريد أفقا فلسطينيا؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ