Haneen
2014-11-04, 01:30 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميـــس 09/10/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
إسرائيل وحماس عن قيود القوة
القوة الدائمة والمتفوقة هي الكفيلة فقط بتحقيق التسوية السياسية
بقلم:آشر ساسر،عن مفترق الشرق الاوسط
نصرالله يريد ردعا
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
ارتفاع صادرات السلاح الإسرائيلي إلى أفريقيا
لا تزال إسرائيل واحدة من الدول العشر الكبرى المصدرة للسلاح في العالم
بقلم:غيلي كوهين،عن هآرتس
المشكلة مع برلين
المعضلة ليست في برلين بل في من جعلوا الحياة هنا بالنسبة للشباب الواعي، والطموح لا تطاق
بقلم:رفيت هيخت،عن هآرتس
الأيادي أيادي ايران
يسعى حزب الله الى خدمة مصالح سياسية تخرج طهران من عزلتها بعمليته الأخيرة شمال إسرائيل
بقلم:اليعيزر (تشايني) مروم،عن معاريف
</tbody>
إسرائيل وحماس عن قيود القوة
القوة الدائمة والمتفوقة هي الكفيلة فقط بتحقيق التسوية السياسية
بقلم:آشر ساسر،عن مفترق الشرق الاوسط
منذ حرب يوم الغفران، لم تكن دولة اسرائيل مطالبة أن تقاتل ايا من الجيوش العربية، ولهذا السبب فمنذ أربعين سنة وهي توجد في عصر آخر في نزاعها التاريخي مع العرب. وبفضل السلام مع مصر ليس للدول العربية خيار عسكري حقيقي ضد اسرائيل، وهي لا تشكل تهديدا وجوديا عليها مثلما كانت في الماضي البعيد. التهديد الوجودي المحتمل الهام الذي يحدق باسرائيل هو من جانب ايران غير العربية، والطريق الذي ستختاره اسرائيل لمواجهته لا يرتبط الا بشكل غير مباشر وجزئي فقط بمشاكلها الامنية مع جيرانها العرب. فضلا عن ذلك، فان اسرائيل لا تتصدى اليوم لقوة العرب بل بالذات للتعابير الصرفة عن ضعفهم الجماعي، والتي تنبع من أنه منذ اندلاع ثورات «الربيع العربي» توجد معظم الدول العربية في أزمة عميقة، بل ان بعضها على شفا التفكك. عمليا، لم يشهد سكان المنطقة مثل هذه الازمة منذ نشوء منظومة الدول العربية قبل مئة سنة.
فراغ الدولة يملأه لاعبون غير دول او شبه دول. والاعداء النشطون لاسرائيل يوجدون في كل جبهاتها، ولكن مهما كان ضررهم سيئا وخطرا شديدا، فانهم لا يشكلون تهديدا وجوديا. فقوة هؤلاء الاعداء العسكرية، مثل حماس في قطاع غزة، حماس وعناصر من فتح في الضفة الغربية، حزب الله في لبنان ومؤخرا ايضا جبهة النصرة في الجولان هي في نهاية المطاف محدودة بالنسبة لقوة اسرائيل.
اضافة الى ذلك، فرغم قيودهم آنفة الذكر، لا ينبغي الاستخفاف باهمية هؤلاء الخصوم، وذلك لان بوسعهم تهديد اسرائيل، حياة مواطنيها وسير الحياة فيها. ومع أن اسرائيل قادرة عليهم، ولكن مثلما ثبت في حملة «الجرف الصامد» مثلما في كل الحملات السابقة المشابهة لها، لا توجد انتصارات حاسمة في الحروب المحدودة وغير المتماثلة هذه. فعندما يتمترس العدو داخل سكانه المدنيين، لا يكون ممكنا الحاق الهزيمة به مثلما فعلت اسرائيل في الحرب التقليدية في الماضي، اي: بالمناورات واسعة النطاق في ميادين معارك مفتوحة وفي الغالب غير مأهولة. في الحرب غير المتماثلة من النوع الدارج اليوم يحتمل حسم، اذا كان على الاطلاق، غير أنه ينطوي على ثمن عال للجيش الاسرائيلي وثمن أعلى على الطرف الاخر، ولا سيما مواطنيه. هذا ثمن ليس المجتمع الاسرائيلي مستعدا لان يدفعه او حتى أن يلحقه بالعدو، «فقط» كي يزيل تهديدا ليس وجوديا.
مثلما اعترفت اسرائيل بقيود القوة في المواجهات مع الجيوش العربية النظامية واختارت مسار التسوية، هكذا تعترف اليوم ايضا بقيود القوة لديها في الحروب الدون تقليدية ضد عناصر شبه دولة، مثل حزب اله وحماس. ويخرج الاعتراف بقيود القوة عن السياق العسكري الضيق. كما يوجد اعتراف بقيود القوة المستخدمة بواسطة العقوبات الاقتصادية، عبر السيطرة على المعابر الى داخل قطاع غزة ومنه، والتي تستهدف المس بحماس، بنجاعة حكمها وبالرضى الجماهيري عنها. وأخيرا، الى جانب الجدوى المحدودة للعقوبات، بشكل عام، والاخلاقيات المشكوك بها لمثل هذه الخطوات وغيرها الرامية الى معاقبة عموم الجمهور، بشكل خاص، تبين أن هذه العقوبات لم تكن سوى سهم مرتد. فبين امور اخرى، هي التي ساهمت في دحر حماس الى الزاوية والى ضغط لا يطاق على الجمهور الغفير في غزة، مما أدى في نهاية المطاف الى اندلاع المعركة الاخيرة بقيادة حماس وبدعم جماهيري واسع «للمقاومة».
في حماس ايضا توجد مؤشرات على الاعتراف بقيود القوة. فالمعلومات التي تتدفق من غزة منذ وقف النار في نهاية آب مفعمة برسائل متضاربة ظاهرا. فمن جهة، تشير الاستطلاعات الى أن مكانة حماس في نظر السكان في غزة وفي الضفة الغربية تناطح السحاب في أعقاب «الانتصار» على اسرائيل. ففي الخمسين يوما من القتال صمدت حماس، اطلقت النار بمواظبة نحو اسرائيل، ولم تهزم. ولكن من الجهة الاخرى، فان الضرر الذي لحق بها وبسكان غزة هائل وبعيد المدى. فاعلانات النصر من فوق اكوام الدمار ليست سوى ذر للرمال في العيون وتبدو مخلولة اكثر فأكثر من يوم الى يوم. فأكثر من الفي قتيل، الاف المنازل المدمرة وعشرات الاف المواطنين دون مأوى هي ثمن اثقل من الاحتمال، ولا سيما مقارنة بالضرر القليل الذي الحقته حماس باسرائيل. لقد فعلت حماس افضل ما تستطيع واستثمرت كل قوتها ونشاطها، والكثير من مالها، على بناء منظومة صاروخية، بالاف اطلاق الصواريخ نحو مدن اسرائيل في اثناء خمسين يوما من القتال «نجحت» في قتل ثلاثة اشخاص. كل السبعين قتيلا اسرائيليا آخر، ستة وستين جنديا واربعة مواطنين، سقطوا في القتال في اثناء الحملة البرية في القطاع او قتلوا بنار قاذفات هاون على المدنيين والجنود في منطقة غلاف غزة.
لقد اضطر الجمهور في غزة الى أن يدفع على مدى قرابة عقد من الزمان ثمنا باهظا في مستوى معيشته بسبب الاستثمار الهائل لحماس في بناء منصة الحرب ضد اسرائيل، بما في ذلك ترسانة الصواريخ وقذائف الهاون وشبكة الانفاق المتفرعة التي استثمر فيها مال طائل. وقد جاء هذا الاستثمار على حساب رفاه السكان الذين اعطوا ثقتهم لحماس. غير أن في نهاية المطاف كانت قائمة انجازات حماس اقل بكثير من المتوقع. صحيح انه لحقت باسرائيل خسائر، وتعطلت الحياة الطبيعية وفي منطقة الجنوب بشكل حتى لا يطاق، ومطار بن غوريون كاد يغلق تماما على مدى يومين، ولكن هذه تتقزم مقابل المعاناة المستمرة لسكان غزة.
انجازات المعركة بالنسبة لحماس – الاستعداد الاسرائيلي للبحث في تقليص القيود في المعابر، توسيع مجال الصيد وتحرير السجناء – كان يمكن تحقيقها في وقف النار الاول، الذي عرض بعد اسبوع من القتال، ومعقول انه كان ممكنا تحقيقها حتى دون اطلاق الصواريخ.
محمود عباس، مثل فلسطينيين ومحافل عربية كثيرة اخرى داخل غزة، وجهوا انتقادا ركز على الخلل الذي تميز به القرار بمواصلة المعركة لستة اسابيع كاملة اخرى دفع ثمنها الباهظ سكان غزة، وذلك دون أي انجاز حقيقي. ولم تجد حماس بعد ردا مناسبا على هذا الانتقاد. وفي هذه الاثناء، ينتشر في غزة اليأس، وفي ضوء الدمار الكثير لا توجد رغبة بين الجمهور لاستئناف القتال. العكس هو الصحيح. فحسب احد الاستطلاعات (ومثل الاستطلاعات من الفترة التي سبقت المعركة الاخيرة) فان 40 في المئة من بين سكان غزة يشهدون على رغبتهم في الهجرة، ومثلما يمكن الاستنتاج من مصيبة غرق مئات الاشخاص في قلب البحر المتوسط في منتصف ايلول، فان العديد من الغزيين يعرضون الان مالهم بل وحياتهم للخطر في محاولة يائسة للفرار من القطاع عبر البحر.
ولا غرو إذن في أنه الى جانب التعابير الكفاحية لرفض المعادلة الاسرائيلية «الاعمار مقابل التجريد» وتصريحات حماس أنها لن تضع سلاحها ابدا، تبرز أيضا اقوال اخرى. هذا لا يعني ان الكفاحية لا تعكس باخلاص موقف المنظمة ونيتها للتسلح والتمترس من جديد، ولكن الى جانب ذلك، في 10 ايلول أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى ابو مرزوق، خلافا للنهج الدارج لدى المنظمة، أنه يحتمل ان تسعى حماس الى المفاوضات مع اسرائيل، الا ان هذه هي رغبة معظم السكان في غزة. اذا ما استمر الوضع القائم، قال ابو مرزوق، يحتمل الا يكون مفر امام حماس. وحتى لو سارع آخرون في القيادة الى نفي وشجب اقواله، واضح أن في قيادة حماس يجري جدال في هذه المسألة. بعد نحو اسبوع من ذلك، في 18 ايلول، اعلن محمود الزهار، من الصقور في قيادة حماس، أن وقف النار الذي أعلن لمدة شهر في 25 آب ليس محدود الزمن، وانه سيستمر طالما لم تخرقه اسرائيل.
ومما ذكر اعلاه، واضح أن حماس معنية بالمفاوضات وليس باستئناف القتال.
وبالنسبة لاحتمال المفاوضات، هناك حقيقة كبيرة في الادعاءات أن لا مفر من مواصلة ادارة النزاع مع الفلسطينيين، وذلك لانه لا توجد امكانية لحله بكل جوانبه – الحدود، مسألة القدس، الترتيبات الامنية ومسألة اللاجئين – في المدى المنظور. ولكن بالمقابل، لا مجال لقبول الادعاء أن المعنى العملي لادارة النزاع هو تخليد الوضع القائم. «الهدوء مقابل الهدوء» دون أي افق سياسي ودون اي جهد حقيقي لتغيير الوضع القائم يبقي على حاله العامل المتفجر الاساس، الذي يساهم في الاشتعالات المتكررة بين اسرائيل والفلسطينيين.
الوضع القائم لا يحتمل ليس فقط بالنسبة للسكان في غزة، بل وايضا بالنسبة للسكان في الضفة الغربية. وقد وجد الامر تعبيره مؤخرا في مبادرة السلطة الفلسطينية لان تنقل على عجل الصراع لانهاء الاحتلال الى الساحة الدولية وزيادة الضغط على اسرائيل على المستويات السياسية، الاقتصادية والقانونية، وكذا باعمال الاخلال المتواصلة بالنظام، ولا سيما في القدس.
ومن يسعى الى «الهدوء مقابل الهدوء» من شأنه أن يحصل في اقصى الاحوال على مطلبه المتواضع لمدى غير معروف، حتى الجولة التالية من نار الصواريخ وقذائف الهاون، وقف نار، مفاوضات وعودة الدائرة من جديد. وسيكون هذا اختبارا صعبا ليس فقط لقوة صمود سكان غزة بل وايضا للحصانة الوطنية لدى المجتمع الاسرائيلي.
المفاوضات هي طريق صعبة. ويمكن أن نحصي اسبابا عديدة لفشلها المحتمل، والفشل من شأنه ان يؤدي الى استئناف القتال حتى لو لم تكن لدى الطرفين رغبة في ذلك. فحماس، التي تسعى الى تبرير الثمن العالي الذي دفعته غزة من شأنها ان تطرح مطالب لا يمكن لاسرائيل أن تستجيب لها، فما بالك ان لاسرائيل دافعا معاكسا – في أن تري أنها «لن تمنح حماس جائزة على عدوانها». كما قد تظهر خلافات بين فتح وحماس على تقسيم الصلاحيات في ادارة المعابر والاعمار في القطاع مما سيفشل المحاولات للتسوية. يحتمل أيضا الا تتفق اسرائيل وحماس على طرق الرقابة لمنع اعادة تسليح حماس. ومن شبه المؤكد ان اسرائيل سترفض مطلب حماس بميناء ومطار في غزة (وان كان يحتمل ان توافق على اقامتهما في العريش، برقابة مصرية وثيقة، اذا تفضل المصريون بالموافقة ذلك ذلك).
ولكن بالمقابل فان اعتراف الطرفين بحدود القوة يفتح كوة لمسار مفاوضات بديل. يدور الحديث عن مفاوضات ذات افق سياسي، يزيد احتمال الوصول الى ترتيبات مستقرة وبعيدة المدى في غزة. والى جانب المباحثات على الترتيبات في غزة يتعين على اسرائيل أن تبادر الى تقدم نحو حل الدولتين بالتدريج وبمراحل انتقالية تتم بالتوافق، او حتى بخطوات احادية الجانب من اسرائيل. فلا لمزيد من «الردود الصهيونية المناسبة» التي تمس بقدرة وجود اسرائيل كدولة اليهود وبمكانتها الدولية، بل وقف سياسة العزل بين غزة والضفة الغربية، التسليم بحكومة المصالحة الوطنية واعتبارها ذخرا محتملا وليس عبئا اضطراريا، منح تسهيلات في حرية الحركة للفلسطينيين ومنح فرصة حقيقية لحياة الرفاه لسكان المناطق، في ظل انتشار جديد، حذر وتدريجي لقوات الجيش الاسرائيلي في ارجاء الضفة الغربية. لمثل هذه السياسة يوجد احتمال ومن الجدير تجربتها وتحقيقها. اذا ما فشلت واساء الفلسطينيون استغلالها، مثلما تعلمنا من تجربة الماضي، فلن يكون مفر غير تغيير الاتجاه والاكتفاء بترتيبات محدودة في غزة فقط، او حتى بالقليل الذي تقترحه صيغة «الهدوء مقابل الهدوء».
وعندها ستكون اسرائيل ملزمة أن تفكر، الى جانب استمرار سعيها النشط الى تسوية اوسع، الاستخدام المتجدد للضربة المسبقة كخطوة عملياتية محتملة. لقد اعتقدت عقيدة الامن الاسرائيلية على مدى سنوات حتى قبل 1967 أنه يجب توجيه ضربة مسبقة بهدف منع ادارة الحرب في اراضيها. ومن خلال الصواريخ والانفاق نجح اعداء اسرائيل في خرق هذا المبدأ ونقل الحرب الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية، مثلما لم ينجحوا في اي وقت مضى. وفي المواجهات المستقبلية من شأن الاصابة للجبهة الداخلية أن تكون حتى اشد مما شهدنا حتى الان. وليس معقولا بعد اليوم ان تنتظر اسرائيل اللحظة التي تختارها حماس او حزب الله، او كلاهما معا، الطريق والموعد اللذين يفاجآنها بهما.
يجدر باسرائيل أن توضح انه عند اجتياز خط احمر معين، هي التي ستضرب اولا وبقوة شديدة، في الزمان، في المكان وبالطريقة التي تختارها. خطوة مسبقة مخططة كما ينبغي كفيلة أن تقصر المعركة وتقلل الخسائر على الطرفين. خطوة مسبقة ايضا تضيف الى الردع الاكبر من جولة التخمينات الجارية الان في اسرائيل في مسألة من أين ستفاجئها حماس أو حزب الله في المرة التالية. من ينتظر في محاولة لتخمين من اين سيفاجأ معقول جدا أن يفاجأ في كل الاحوال. في المرة التالية، اذا ما كانت كهذه لا سمح الله، فان الضربة الاولى والمفاجأة كيف ان تأتيا من جانب اسرائيل.
غير أنه حتى لمثل هذا النوع من الخطوة المسبقة لا توجد قيمة بحد ذاتها. فاذا كانت قيود القوة هي ما نعنى به، فينبغي أن نفهم أنه لاستخدام القوة كفيل أن تكون قوة دائمة فقط كاساس لتسوية سياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نصرالله يريد ردعا
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
حزب الله غير معني بحرب مع اسرائيل، ولكنه يسعى الى تحقيق ميزان ردع حيالها. هذا هو الاستنتاج من تفجير العبوتين أمس في هار دوف (مزارع شبعا). يمكن الافتراض أن العبوتين زرعتا قبل زمن ما وامس قرر قادة حزب الله تفعيلهما. ولشدة الحظ اصيب جنديان بجراح طفيفة. ولهذا فرد الجيش الاسرائيلي ايضا كان معتدلا: اطلاق 40 قذيفة نحو موقعين للمنظمة. واستهدف الرد احتواء الحدث وعدم تدهور العلاقات.
اسرائيل هي الاخرى غير معنية بالتصعيد، ولكن سبق أن رأينا في الصيف الاخير حيال حماس وفي 2006 حيال حزب الله أن حادثة وحيدة او سلسلة من احداث العنف تخرج عن نطاق السيطرة يمكنها أن تتطور الى حرب شاملة.
لحزب الله حساب مفتوح مع اسرائيل. فالمنظمة تعتقد أن اسرائيل مسؤولة عن تصفية كبير المنظمة حسن لقيس الذي كان مسؤولا عن تطوير «الوسائل الخاصة» في كانون الاول 2013 قرب منزله في بيروت. واسرائيل، كما ينسب لها، هاجمت في شباط 2014 مخزن وقافلة سلاح على الاراضي اللبنانية.
قبل نحو شهر قتل رجل حزب الله حاول تفكيك عبوة تنصت اسرائيلية. وفي بيان حزب الله امس قيل ان الخلية التي نفذت كمين العبوتين تحمل اسمه. ويمكن أن نصف نهج حزب الله الجديد بلغة الاستعارة كـ «يحطمون الصمت». ففي المنظمة يعتقدون أن اسرائيل تستغل ما يسمى «الربيع العربي» للتصرف كما يتصرف الازعر في الحارة. وفي اسرائيل يسمون هذه الاعمال أنها «المعركة بين المعارك». وامس منح رئيس الاركان الوحدة البحرية 13 وسام الشجاعة على اعمالها الخفية – 43 عملية في السنتين الاخيرتين. وباستثناء عملية واحدة، فاننا لا نعرف شيئا عن هذه العمليات، والتي يمكن التقدير ان بعضها فقط كانت مهام استخبارية.
وبالاساس يعزى لاسرائيل استغلال ضعف النظام في سوريا. فيعزى لاسرائيل الهجوم على قوافل سلاح حديثة، ولا سيما صواريخ متطورة، في اثناء نقلها من مخازن في سوريا الى حزب الله. وحسب المنشورات فقد هوجم مخزن وارسالية سلاح على الاراضي اللبنانية.
حزب الله، كما يرى نفسه كحامي الامة اللبنانية، قرر من الان فصاعدا تغيير نهجه. وهو يرد على كل ما يعتقده كمس اسرائيلي بسيادة لبنان او خرق لقواعد اللعب، ولا يرد فقط بل ويتبنى المسؤولية ايضا. وكانت ردود لحزب الله في هضبة الجولان ايضا، حيث استخدمت المنظمة في السنة الاخيرة «مبعوثين» – مرتزقة سوريين.
حزب الله غارق عميقا حتى الرقبة في الحرب الاهلية في سوريا، حيث بعث بنحو 5 الاف من اصل 30 الف من رجاله. وتنتقل المعركة من سوريا الى لبنان. وفي الجبهتين يتكبد حزب الله خسائر فادحة، ولكنه لم يفقد ثقته بقدرته العسكرية. فبمعونة سلاحه الحديث، ولا سيما المخزون الهائل من نحو 100 الف صاروخ، يؤمن حزب الله أن بوسعه ان يتحدى اسرائيل بل وان يقف في مواجهتها لفترة طويلة واستنزافها، اذا ما تدهور الوضع الى حرب احد من اللاعبين في المعادلة – اسرائيل، حزب الله والسيدة ايران – لا يرغب فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ارتفاع صادرات السلاح الإسرائيلي إلى أفريقيا
لا تزال إسرائيل واحدة من الدول العشر الكبرى المصدرة للسلاح في العالم
بقلم:غيلي كوهين،عن هآرتس
طرأ انخفاض في حجم التصدير الامني الاسرائيلي في 2013 مقارنة بالسنة التي سبقتها، ولكن في هذه السنة تضاعفت قيمة الصفقات التي وقعت مع دول في افريقيا مقابل 2012، والتي توجد في ميل ارتفاع في السنوات الاخيرة. هذا ما يتبين من معطيات قسم المساعدات الامنية في وزارة الدفاع، صدرت بناء على طلب «هآرتس».
منذ العام 2005 طرأ ارتفاع ثابت في حجم التصدير الامني الاسرائيلي (باستثناء الانخفاض الذي طرأ في 2011). وفي العام 2013 وقعت اسرائيل على عقود لبيع السلاح والعتاد الامني بقيمة 6.5 مليار دولار، نحو مليار دولار اقل من قيمة العقود التي وقعت في 2012 وفيها عقدت اسرائيل صفقات امنية بقيمة 7.4 مليار دولار.
من تحليل معطيات العام 2013 يبدو واضحا ارتفاع في حجم التصدير الامني الى دول افريقيا. وفي هذه السنة وقعت عقود لبيع سلاح وتكنولوجيا اسرائيلية لدول القارة بقيمة 223 مليون دولار، ضعف العام الذي سبقه. في 2009 كانت قيمة الصفقات 71 مليون دولار. وفي السنة التي تلت ذلك وصل المبلغ الى 77 مليون دولار. في 2011 طرأ ارتفاع هام لتصدير السلاح وبلغت العقود في قيمتها 127 مليون دولار، اما في 2012 فقد انخفض المبلغ قليلا الى 107 مليون دولار.
وتوجهت «هآرتس» قبل نحو اسبوعين الى وزارة الدفاع بطلب للحصول على معطيات التصدير الامني، بعد أن عرضها وزير الدفاع موشيه يعلون في منتدى الصناعات الامنية.
في السنة الاخيرة خافت اوساط الصناعات الامنية من تردي مكانة اسرائيل كقوة عظمى للطائرات غير المأهولة، بعد أن تم في منافسات عليها اختيار الطائرات الامريكية. وحسب وزارة الدفاع، فان اساس التصدير الامني في هذه السنة ركز على تحسين الطائرات، بيع منظومات برمجة للطائرات، بيع سلاح، طائرات بدون طيار ورادارات.
وتبقى دول اسيا والمحيط الهادىء المستهلكين المركزيين للسلاح الاسرائيلي، حيث بلغ حجم مشترياتها من الصناعات الامنية 3.9 مليار دولار. ووقعت الولايات المتحدة وكندا على عقود لشراء بضاعة اسرائيلية بحجم نحو مليار دولار، بينما مع دول امريكا اللاتينية وقعت عقود لبيع سلاح بحجم 645 مليون دولار.
وطرأ انخفاض على حجم المبيعات الى اوروبا، بحيث أنه في العام 2013 وقعت مع دول القارة عقود لبيع السلاح بقيمة 705 مليون دولار، مقابل 1.6 مليار في 2012. ويعود السبب لهذا الانخفاض الكبير الى توقيع الصفقة الايطالية في 2012 والتي زودت اسرائيل فيها بطائرات قتالية في صالح تأهيل طيارين شأن (ام 346، والتي تسمى في اسرائيل «لفي») مقابل بيع قمر صناعي وطائرات استخبارية الى ايطالية.
اسرائيل لا تبلغ عن الدول التي اشترت سلاحا من انتاجها بل تكتفي بتوزيع جغرافي، حسب مجالات عمل قسم المساعدات الامنية في وزارة الدفاع، والذي يحاول تشجيع شراء الوسائل القتالية والتكنولوجية من جانب دول أجنبية. ومع ذلك، أبلغت كوريا الجنوبية جهاز الامم المتحدة الذي يعنى ببيع السلاح أنه في العام 2013 اشترت من اسرائيل 67 صاروخ «سبايك» و 4 منصات.
بالمتوسط، في العقد الاخير باعت اسرائيل سلاحا، تكنولوجيا عسكرية ومعلومات أمنية لدول اجنبية باكثر من 6 مليار دولار في السنة. وفي وزارة الدفاع يدعون أن العام 2013 يعتبر سنة مركبة للصناعات الامنية لان ميزانيات الدفاع في دول العالم تتقلص. كما يشرحون هناك أن خروج قوات التحالف من العراق وافغانستان قلص الطلب على منظومات الدفاع، المجال الذي تعتبر فيه اسرائيل رائدة. ومع ذلك، هذا ميل مستمر منذ بضع سنوات. وهو لا يميز العام الماضي فقط ويؤثر على عموم الصناعات الامنية في العالم. ورغم هذا الميل، لا تزال اسرائيل تعتبر واحدة من الدول العشرة المصدرة للسلاح الاكبر في العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المشكلة مع برلين
المعضلة ليست في برلين بل في من جعلوا الحياة هنا بالنسبة للشباب الواعي، والطموح لا تطاق
بقلم:رفيت هيخت،عن هآرتس
الاسرائيليون لا يغادرون الى برلين بسبب اسعار «الملكي» مثلما يطيب عرضه ممن لهم مصلحة في هذا التشهير الشرير. فالشأن الاسرائيليون يغادرون الى برلين بسبب جدعون ساعر. بمعنى، ليس جدعون ساعر تحديدا – الذي حتى قبل أن يغادر وزارة الداخلية يبني عودته كمن اكتشف نور الدين ومحبة الرب والسبت. بل «جدعون ساعر» كاسم رمز، كثقافة سياسية وجوهر اسرائيلي طورته حكومات اليمين في العقود الاخيرة على الارض اليائسة لفشل اتفاقات اوسلو.
مبادؤها هي خليط لكل ما ينبغي للوعي الليبرالي أن يرفضه: العنصرية (شعب مختار، محوط بشعوب دونه)، الانعزالية (الضحية الدائمة، التي كل كيان آخر يريد فقط أن يضرها وبالتالي لا يمكن الثقة به او اقامة علاقات تعاون ما معه). سحق النخب الثقافية (يساريون) والكفر بسلطة القانون (صلاحيات محكمة العدل العليا مبالغ فيها ويجب كبحها). هذه ثقافة سلطوية تتحلل بسرور من ذخائرها الديمقراطية. ويقودها اناس لا يفهمون – او لا يريدون ان يفهموا – معنى الامر.
الحملة الصليبية لساعر في الايام الاخيرة ضد محكمة العدل العليا، المحاولة المتجددة لتشريع قانون رفضته محكمة العدل العليا المرة تلو الاخرى، الاقتراح بتقييد قوة محكمة العدل العليا، وسخرية رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست، ميري ريغف، التي شوهت المرة تلو الاخرى اسم القاضي عوزي فوغلمان – إذ ان كل الاشكناز في المحكمة هم ذات الشيء يظهرون ان السودانيين بالاجمال علقوا في واقع لا ينتمون اليه ابدا.
ليس الرأس الاريتري هو ما يطلبونه، بل رأسنا – نحن الشباب العلمانيين، الليبراليين، ذوي التوجه اليساري الذين نريد دستورا وليست دولة شريعة، نريد محكمة وليس حاخامية، نؤمن بقدسية الحياة وليس بقدسية الوقوف الخاصة باوريت ستروك. نريد أن نواصل رؤيا الصهيونية لابائنا واجدادنا، مستعدين لان نتجدد للخدمة الاحتياط ولدفع الضرائب، ولكننا نرفض ان نستعبد للرؤيا المسيحانية لحفنة مشاغبة وعنيفة سيطرت على مقدرات الدولة؛ نرفض العيش والموت من اجل المستوطنات.
الشباب الذين لا يصوتون ولن يصوتوا لجدعون ساعر ولبنيامين نتنياهو لانهم لا يشترون شرائح التزييف للفلكلور اليهودي البخس ولا التخويفات واحتفال المخاوف الخيالية. وخلافا للروح التي يبثها ساعر وريغف فان من يتعالى حقا على الجمهور ليسوا قضاة المحكمة العليا ومؤيدوهم النخبويين بل أصحاب الاحابيل القومية اليهودية.
أين كانت ميري ريغف، جدعون ساعر وآييلت شكيد قبل أن يصلوا طالبي اللجوء؟ لماذا لم يعملوا في حينه في صالح ساحات الضائقة في جنوب تل أبيب؟ فهل كان الوضع هناك جيدا لدرجة أنه لم يكن مطلوبا تجندهم من اجل سكانه؟
ولما كان هؤلاء الشباب ليسوا ذخرا انتخابيا بل مجرد عائقا في الطريق، مع الالتماسات الى محكمة العدل العليا، مع المنظمات اللجوجة، مع العرائض والمظاهرات «الهاذية»، مع الشك المثير للاعصاب الذي لا يمكن ازالته في كل مرة في ظل استخدام الكلمة السحرية «الكارثة» خير تشجيعهم على الطيران من هنا، السخرية منهم، عرضهم كيهود مضادين ليهوديتهم، عديمي الشخصية ممن عادوا الى برلين بسبب الطمع بالمال.
مفهوم ان من حق كل انسان ان يعيش في أي مكان يختاره. وأتفهم من حسنوا ظروف حياتهم، سواء في برلين أم في اماكن اخرى، بل واحسدهم. بحيث أن المشكلة هي ليست المغادرة نفسها، بل الفراغ المتبقي هنا، في هذا المكان، الذي يملأه مؤيدو يريف لفين، مصفقو ميري ريغف، اتباع جدعون ساعر وجنود نفتالي بينيت. برلين هي مدينة ساحرة، باستثناء أنها تجتذب اليها القوى التي نحتاجها نحن جدا هنا، ولا سيما الان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الأيادي أيادي ايران
يسعى حزب الله الى خدمة مصالح سياسية تخرج طهران من عزلتها بعمليته الأخيرة شمال إسرائيل
بقلم:اليعيزر (تشايني) مروم،عن معاريف
انفجار العبوة في هار دوف وتبني حزب الله المسؤولية يطرحان تساؤلا: لماذا الان قررت المنظمة ان تتخذ صورة من يقاتل لحماية مواطني لبنان باسم المقاومة.
الذريعة، زعما، هي اصابة رجل حزب الله الذي حاول تعطيل منشأة التنصت الاسرائيلية التي انفجرت في اثناء محاولة تعطيلها. غير أنه كانت لحزب الله اسباب أكثر اهمية للمس باسرائيل، كالضربة التي نسبت لها بحق حسن لقيس، في بيروت في بداية 2013، ولكن المنظمة امتنعت عن ذلك.
التفسير المنطقي الذي قدمته محافل التقدير كان أن المنظمة منشغلة بالقتال في سوريا وغير متفرغة لفتح جبهة حيال اسرائيل. الان ايضا ينشغل حزب الله بالقتال في سوريا، وعليه فان اختيار التوقيت امس يثير اشتباها وعلامات استفهام.
حزب الله هو ذراع متقدم لايران، وبعد صدمة حرب لبنان الثانية لا يبدو ان زعيمه نصرالله كان سيبادر الى عملية ضد اسرائيل دون تنسيق مع طهران. اذا كان الزر الذي يشغل حزب الله يوجد في ايران ينبغي للسؤال ان يكون أي مصلحة توجد للايرانيين لاشعال الجبهة والمخاطرة باشتعال بين حزب الله واسرائيل؟
توجد ايران في عزلة سياسية مؤخرا. فالولايات المتحدة ترفض اشراك الايرانيين في التحالف الذي يقاتل ضد داعش. والمداولات على مشروع النووي الايراني تجري بكسل ومعقول أن تجد ايران صعوبة في الموافقة على التنازلات التي يطلبها الغرب، تنازلات تمنعها من الوصول الى القنبلة. وضع مصر وتركيا تحسن، وهما تعودان الى مركز المسرح وواشنطن تغازلهما. فهل يحتمل أن يكون الضغط الذي تعيشه ايران يجد تعبيره في تسخين الحدود في الشمال؟ هل تحاول ايران العودة الى مركز المسرح الاقليمي من خلال خرق الهدوء وبعد ذلك في الوساطة لاعادته؟ ليس لدينا اجوبة واضحة على هذه الاسئلة، ولكن الشك يفترض التحفز والجاهزية من الجيش الاسرائيلي.
اسرائيل ملزمة بالتمسك بسياسة رسمية. فعلى الرغم من أن حزب الله اخذ المسؤولية عن العملية أمس، ينبغي القاء المسؤولية على الحكومة اللبنانية والطلب من مجلس الامن ومن قوة يونيفيل اعادة الهدوء. والقاء المسؤولية على لبنان يسمح في المستقبل لاسرائيل بالعمل ضد اهداف في لبنان، المسؤول عن العمليات التي تخرج من اراضيه.
من الصعب فهم منطق حزب الله للعمل على الحدود الشمالية بينما ينشغل في القتال في سوريا. يبدو أن الحديث يرمي الى خدمة مصالح سياسية ايرانية تخرجها من عزلتها. واسرائيل ملزمة أن تكون جاهزة وان ترد بقوة على كل مس بسيادتها كي تعيد الردع وتمنع التصعيد.
ورد قاس بالذات وغير متوازن سيعيد الردع ويمنع استنزافا على طول خط الحدود؛ مثل هذا الاستنزاف قد يخرج عن السيطرة وينتقل الى مواجهة واسعة لا يرغب فيها أي من الاطراف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الخميـــس 09/10/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
إسرائيل وحماس عن قيود القوة
القوة الدائمة والمتفوقة هي الكفيلة فقط بتحقيق التسوية السياسية
بقلم:آشر ساسر،عن مفترق الشرق الاوسط
نصرالله يريد ردعا
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
ارتفاع صادرات السلاح الإسرائيلي إلى أفريقيا
لا تزال إسرائيل واحدة من الدول العشر الكبرى المصدرة للسلاح في العالم
بقلم:غيلي كوهين،عن هآرتس
المشكلة مع برلين
المعضلة ليست في برلين بل في من جعلوا الحياة هنا بالنسبة للشباب الواعي، والطموح لا تطاق
بقلم:رفيت هيخت،عن هآرتس
الأيادي أيادي ايران
يسعى حزب الله الى خدمة مصالح سياسية تخرج طهران من عزلتها بعمليته الأخيرة شمال إسرائيل
بقلم:اليعيزر (تشايني) مروم،عن معاريف
</tbody>
إسرائيل وحماس عن قيود القوة
القوة الدائمة والمتفوقة هي الكفيلة فقط بتحقيق التسوية السياسية
بقلم:آشر ساسر،عن مفترق الشرق الاوسط
منذ حرب يوم الغفران، لم تكن دولة اسرائيل مطالبة أن تقاتل ايا من الجيوش العربية، ولهذا السبب فمنذ أربعين سنة وهي توجد في عصر آخر في نزاعها التاريخي مع العرب. وبفضل السلام مع مصر ليس للدول العربية خيار عسكري حقيقي ضد اسرائيل، وهي لا تشكل تهديدا وجوديا عليها مثلما كانت في الماضي البعيد. التهديد الوجودي المحتمل الهام الذي يحدق باسرائيل هو من جانب ايران غير العربية، والطريق الذي ستختاره اسرائيل لمواجهته لا يرتبط الا بشكل غير مباشر وجزئي فقط بمشاكلها الامنية مع جيرانها العرب. فضلا عن ذلك، فان اسرائيل لا تتصدى اليوم لقوة العرب بل بالذات للتعابير الصرفة عن ضعفهم الجماعي، والتي تنبع من أنه منذ اندلاع ثورات «الربيع العربي» توجد معظم الدول العربية في أزمة عميقة، بل ان بعضها على شفا التفكك. عمليا، لم يشهد سكان المنطقة مثل هذه الازمة منذ نشوء منظومة الدول العربية قبل مئة سنة.
فراغ الدولة يملأه لاعبون غير دول او شبه دول. والاعداء النشطون لاسرائيل يوجدون في كل جبهاتها، ولكن مهما كان ضررهم سيئا وخطرا شديدا، فانهم لا يشكلون تهديدا وجوديا. فقوة هؤلاء الاعداء العسكرية، مثل حماس في قطاع غزة، حماس وعناصر من فتح في الضفة الغربية، حزب الله في لبنان ومؤخرا ايضا جبهة النصرة في الجولان هي في نهاية المطاف محدودة بالنسبة لقوة اسرائيل.
اضافة الى ذلك، فرغم قيودهم آنفة الذكر، لا ينبغي الاستخفاف باهمية هؤلاء الخصوم، وذلك لان بوسعهم تهديد اسرائيل، حياة مواطنيها وسير الحياة فيها. ومع أن اسرائيل قادرة عليهم، ولكن مثلما ثبت في حملة «الجرف الصامد» مثلما في كل الحملات السابقة المشابهة لها، لا توجد انتصارات حاسمة في الحروب المحدودة وغير المتماثلة هذه. فعندما يتمترس العدو داخل سكانه المدنيين، لا يكون ممكنا الحاق الهزيمة به مثلما فعلت اسرائيل في الحرب التقليدية في الماضي، اي: بالمناورات واسعة النطاق في ميادين معارك مفتوحة وفي الغالب غير مأهولة. في الحرب غير المتماثلة من النوع الدارج اليوم يحتمل حسم، اذا كان على الاطلاق، غير أنه ينطوي على ثمن عال للجيش الاسرائيلي وثمن أعلى على الطرف الاخر، ولا سيما مواطنيه. هذا ثمن ليس المجتمع الاسرائيلي مستعدا لان يدفعه او حتى أن يلحقه بالعدو، «فقط» كي يزيل تهديدا ليس وجوديا.
مثلما اعترفت اسرائيل بقيود القوة في المواجهات مع الجيوش العربية النظامية واختارت مسار التسوية، هكذا تعترف اليوم ايضا بقيود القوة لديها في الحروب الدون تقليدية ضد عناصر شبه دولة، مثل حزب اله وحماس. ويخرج الاعتراف بقيود القوة عن السياق العسكري الضيق. كما يوجد اعتراف بقيود القوة المستخدمة بواسطة العقوبات الاقتصادية، عبر السيطرة على المعابر الى داخل قطاع غزة ومنه، والتي تستهدف المس بحماس، بنجاعة حكمها وبالرضى الجماهيري عنها. وأخيرا، الى جانب الجدوى المحدودة للعقوبات، بشكل عام، والاخلاقيات المشكوك بها لمثل هذه الخطوات وغيرها الرامية الى معاقبة عموم الجمهور، بشكل خاص، تبين أن هذه العقوبات لم تكن سوى سهم مرتد. فبين امور اخرى، هي التي ساهمت في دحر حماس الى الزاوية والى ضغط لا يطاق على الجمهور الغفير في غزة، مما أدى في نهاية المطاف الى اندلاع المعركة الاخيرة بقيادة حماس وبدعم جماهيري واسع «للمقاومة».
في حماس ايضا توجد مؤشرات على الاعتراف بقيود القوة. فالمعلومات التي تتدفق من غزة منذ وقف النار في نهاية آب مفعمة برسائل متضاربة ظاهرا. فمن جهة، تشير الاستطلاعات الى أن مكانة حماس في نظر السكان في غزة وفي الضفة الغربية تناطح السحاب في أعقاب «الانتصار» على اسرائيل. ففي الخمسين يوما من القتال صمدت حماس، اطلقت النار بمواظبة نحو اسرائيل، ولم تهزم. ولكن من الجهة الاخرى، فان الضرر الذي لحق بها وبسكان غزة هائل وبعيد المدى. فاعلانات النصر من فوق اكوام الدمار ليست سوى ذر للرمال في العيون وتبدو مخلولة اكثر فأكثر من يوم الى يوم. فأكثر من الفي قتيل، الاف المنازل المدمرة وعشرات الاف المواطنين دون مأوى هي ثمن اثقل من الاحتمال، ولا سيما مقارنة بالضرر القليل الذي الحقته حماس باسرائيل. لقد فعلت حماس افضل ما تستطيع واستثمرت كل قوتها ونشاطها، والكثير من مالها، على بناء منظومة صاروخية، بالاف اطلاق الصواريخ نحو مدن اسرائيل في اثناء خمسين يوما من القتال «نجحت» في قتل ثلاثة اشخاص. كل السبعين قتيلا اسرائيليا آخر، ستة وستين جنديا واربعة مواطنين، سقطوا في القتال في اثناء الحملة البرية في القطاع او قتلوا بنار قاذفات هاون على المدنيين والجنود في منطقة غلاف غزة.
لقد اضطر الجمهور في غزة الى أن يدفع على مدى قرابة عقد من الزمان ثمنا باهظا في مستوى معيشته بسبب الاستثمار الهائل لحماس في بناء منصة الحرب ضد اسرائيل، بما في ذلك ترسانة الصواريخ وقذائف الهاون وشبكة الانفاق المتفرعة التي استثمر فيها مال طائل. وقد جاء هذا الاستثمار على حساب رفاه السكان الذين اعطوا ثقتهم لحماس. غير أن في نهاية المطاف كانت قائمة انجازات حماس اقل بكثير من المتوقع. صحيح انه لحقت باسرائيل خسائر، وتعطلت الحياة الطبيعية وفي منطقة الجنوب بشكل حتى لا يطاق، ومطار بن غوريون كاد يغلق تماما على مدى يومين، ولكن هذه تتقزم مقابل المعاناة المستمرة لسكان غزة.
انجازات المعركة بالنسبة لحماس – الاستعداد الاسرائيلي للبحث في تقليص القيود في المعابر، توسيع مجال الصيد وتحرير السجناء – كان يمكن تحقيقها في وقف النار الاول، الذي عرض بعد اسبوع من القتال، ومعقول انه كان ممكنا تحقيقها حتى دون اطلاق الصواريخ.
محمود عباس، مثل فلسطينيين ومحافل عربية كثيرة اخرى داخل غزة، وجهوا انتقادا ركز على الخلل الذي تميز به القرار بمواصلة المعركة لستة اسابيع كاملة اخرى دفع ثمنها الباهظ سكان غزة، وذلك دون أي انجاز حقيقي. ولم تجد حماس بعد ردا مناسبا على هذا الانتقاد. وفي هذه الاثناء، ينتشر في غزة اليأس، وفي ضوء الدمار الكثير لا توجد رغبة بين الجمهور لاستئناف القتال. العكس هو الصحيح. فحسب احد الاستطلاعات (ومثل الاستطلاعات من الفترة التي سبقت المعركة الاخيرة) فان 40 في المئة من بين سكان غزة يشهدون على رغبتهم في الهجرة، ومثلما يمكن الاستنتاج من مصيبة غرق مئات الاشخاص في قلب البحر المتوسط في منتصف ايلول، فان العديد من الغزيين يعرضون الان مالهم بل وحياتهم للخطر في محاولة يائسة للفرار من القطاع عبر البحر.
ولا غرو إذن في أنه الى جانب التعابير الكفاحية لرفض المعادلة الاسرائيلية «الاعمار مقابل التجريد» وتصريحات حماس أنها لن تضع سلاحها ابدا، تبرز أيضا اقوال اخرى. هذا لا يعني ان الكفاحية لا تعكس باخلاص موقف المنظمة ونيتها للتسلح والتمترس من جديد، ولكن الى جانب ذلك، في 10 ايلول أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، موسى ابو مرزوق، خلافا للنهج الدارج لدى المنظمة، أنه يحتمل ان تسعى حماس الى المفاوضات مع اسرائيل، الا ان هذه هي رغبة معظم السكان في غزة. اذا ما استمر الوضع القائم، قال ابو مرزوق، يحتمل الا يكون مفر امام حماس. وحتى لو سارع آخرون في القيادة الى نفي وشجب اقواله، واضح أن في قيادة حماس يجري جدال في هذه المسألة. بعد نحو اسبوع من ذلك، في 18 ايلول، اعلن محمود الزهار، من الصقور في قيادة حماس، أن وقف النار الذي أعلن لمدة شهر في 25 آب ليس محدود الزمن، وانه سيستمر طالما لم تخرقه اسرائيل.
ومما ذكر اعلاه، واضح أن حماس معنية بالمفاوضات وليس باستئناف القتال.
وبالنسبة لاحتمال المفاوضات، هناك حقيقة كبيرة في الادعاءات أن لا مفر من مواصلة ادارة النزاع مع الفلسطينيين، وذلك لانه لا توجد امكانية لحله بكل جوانبه – الحدود، مسألة القدس، الترتيبات الامنية ومسألة اللاجئين – في المدى المنظور. ولكن بالمقابل، لا مجال لقبول الادعاء أن المعنى العملي لادارة النزاع هو تخليد الوضع القائم. «الهدوء مقابل الهدوء» دون أي افق سياسي ودون اي جهد حقيقي لتغيير الوضع القائم يبقي على حاله العامل المتفجر الاساس، الذي يساهم في الاشتعالات المتكررة بين اسرائيل والفلسطينيين.
الوضع القائم لا يحتمل ليس فقط بالنسبة للسكان في غزة، بل وايضا بالنسبة للسكان في الضفة الغربية. وقد وجد الامر تعبيره مؤخرا في مبادرة السلطة الفلسطينية لان تنقل على عجل الصراع لانهاء الاحتلال الى الساحة الدولية وزيادة الضغط على اسرائيل على المستويات السياسية، الاقتصادية والقانونية، وكذا باعمال الاخلال المتواصلة بالنظام، ولا سيما في القدس.
ومن يسعى الى «الهدوء مقابل الهدوء» من شأنه أن يحصل في اقصى الاحوال على مطلبه المتواضع لمدى غير معروف، حتى الجولة التالية من نار الصواريخ وقذائف الهاون، وقف نار، مفاوضات وعودة الدائرة من جديد. وسيكون هذا اختبارا صعبا ليس فقط لقوة صمود سكان غزة بل وايضا للحصانة الوطنية لدى المجتمع الاسرائيلي.
المفاوضات هي طريق صعبة. ويمكن أن نحصي اسبابا عديدة لفشلها المحتمل، والفشل من شأنه ان يؤدي الى استئناف القتال حتى لو لم تكن لدى الطرفين رغبة في ذلك. فحماس، التي تسعى الى تبرير الثمن العالي الذي دفعته غزة من شأنها ان تطرح مطالب لا يمكن لاسرائيل أن تستجيب لها، فما بالك ان لاسرائيل دافعا معاكسا – في أن تري أنها «لن تمنح حماس جائزة على عدوانها». كما قد تظهر خلافات بين فتح وحماس على تقسيم الصلاحيات في ادارة المعابر والاعمار في القطاع مما سيفشل المحاولات للتسوية. يحتمل أيضا الا تتفق اسرائيل وحماس على طرق الرقابة لمنع اعادة تسليح حماس. ومن شبه المؤكد ان اسرائيل سترفض مطلب حماس بميناء ومطار في غزة (وان كان يحتمل ان توافق على اقامتهما في العريش، برقابة مصرية وثيقة، اذا تفضل المصريون بالموافقة ذلك ذلك).
ولكن بالمقابل فان اعتراف الطرفين بحدود القوة يفتح كوة لمسار مفاوضات بديل. يدور الحديث عن مفاوضات ذات افق سياسي، يزيد احتمال الوصول الى ترتيبات مستقرة وبعيدة المدى في غزة. والى جانب المباحثات على الترتيبات في غزة يتعين على اسرائيل أن تبادر الى تقدم نحو حل الدولتين بالتدريج وبمراحل انتقالية تتم بالتوافق، او حتى بخطوات احادية الجانب من اسرائيل. فلا لمزيد من «الردود الصهيونية المناسبة» التي تمس بقدرة وجود اسرائيل كدولة اليهود وبمكانتها الدولية، بل وقف سياسة العزل بين غزة والضفة الغربية، التسليم بحكومة المصالحة الوطنية واعتبارها ذخرا محتملا وليس عبئا اضطراريا، منح تسهيلات في حرية الحركة للفلسطينيين ومنح فرصة حقيقية لحياة الرفاه لسكان المناطق، في ظل انتشار جديد، حذر وتدريجي لقوات الجيش الاسرائيلي في ارجاء الضفة الغربية. لمثل هذه السياسة يوجد احتمال ومن الجدير تجربتها وتحقيقها. اذا ما فشلت واساء الفلسطينيون استغلالها، مثلما تعلمنا من تجربة الماضي، فلن يكون مفر غير تغيير الاتجاه والاكتفاء بترتيبات محدودة في غزة فقط، او حتى بالقليل الذي تقترحه صيغة «الهدوء مقابل الهدوء».
وعندها ستكون اسرائيل ملزمة أن تفكر، الى جانب استمرار سعيها النشط الى تسوية اوسع، الاستخدام المتجدد للضربة المسبقة كخطوة عملياتية محتملة. لقد اعتقدت عقيدة الامن الاسرائيلية على مدى سنوات حتى قبل 1967 أنه يجب توجيه ضربة مسبقة بهدف منع ادارة الحرب في اراضيها. ومن خلال الصواريخ والانفاق نجح اعداء اسرائيل في خرق هذا المبدأ ونقل الحرب الى الجبهة الداخلية الاسرائيلية، مثلما لم ينجحوا في اي وقت مضى. وفي المواجهات المستقبلية من شأن الاصابة للجبهة الداخلية أن تكون حتى اشد مما شهدنا حتى الان. وليس معقولا بعد اليوم ان تنتظر اسرائيل اللحظة التي تختارها حماس او حزب الله، او كلاهما معا، الطريق والموعد اللذين يفاجآنها بهما.
يجدر باسرائيل أن توضح انه عند اجتياز خط احمر معين، هي التي ستضرب اولا وبقوة شديدة، في الزمان، في المكان وبالطريقة التي تختارها. خطوة مسبقة مخططة كما ينبغي كفيلة أن تقصر المعركة وتقلل الخسائر على الطرفين. خطوة مسبقة ايضا تضيف الى الردع الاكبر من جولة التخمينات الجارية الان في اسرائيل في مسألة من أين ستفاجئها حماس أو حزب الله في المرة التالية. من ينتظر في محاولة لتخمين من اين سيفاجأ معقول جدا أن يفاجأ في كل الاحوال. في المرة التالية، اذا ما كانت كهذه لا سمح الله، فان الضربة الاولى والمفاجأة كيف ان تأتيا من جانب اسرائيل.
غير أنه حتى لمثل هذا النوع من الخطوة المسبقة لا توجد قيمة بحد ذاتها. فاذا كانت قيود القوة هي ما نعنى به، فينبغي أن نفهم أنه لاستخدام القوة كفيل أن تكون قوة دائمة فقط كاساس لتسوية سياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
نصرالله يريد ردعا
بقلم:يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
حزب الله غير معني بحرب مع اسرائيل، ولكنه يسعى الى تحقيق ميزان ردع حيالها. هذا هو الاستنتاج من تفجير العبوتين أمس في هار دوف (مزارع شبعا). يمكن الافتراض أن العبوتين زرعتا قبل زمن ما وامس قرر قادة حزب الله تفعيلهما. ولشدة الحظ اصيب جنديان بجراح طفيفة. ولهذا فرد الجيش الاسرائيلي ايضا كان معتدلا: اطلاق 40 قذيفة نحو موقعين للمنظمة. واستهدف الرد احتواء الحدث وعدم تدهور العلاقات.
اسرائيل هي الاخرى غير معنية بالتصعيد، ولكن سبق أن رأينا في الصيف الاخير حيال حماس وفي 2006 حيال حزب الله أن حادثة وحيدة او سلسلة من احداث العنف تخرج عن نطاق السيطرة يمكنها أن تتطور الى حرب شاملة.
لحزب الله حساب مفتوح مع اسرائيل. فالمنظمة تعتقد أن اسرائيل مسؤولة عن تصفية كبير المنظمة حسن لقيس الذي كان مسؤولا عن تطوير «الوسائل الخاصة» في كانون الاول 2013 قرب منزله في بيروت. واسرائيل، كما ينسب لها، هاجمت في شباط 2014 مخزن وقافلة سلاح على الاراضي اللبنانية.
قبل نحو شهر قتل رجل حزب الله حاول تفكيك عبوة تنصت اسرائيلية. وفي بيان حزب الله امس قيل ان الخلية التي نفذت كمين العبوتين تحمل اسمه. ويمكن أن نصف نهج حزب الله الجديد بلغة الاستعارة كـ «يحطمون الصمت». ففي المنظمة يعتقدون أن اسرائيل تستغل ما يسمى «الربيع العربي» للتصرف كما يتصرف الازعر في الحارة. وفي اسرائيل يسمون هذه الاعمال أنها «المعركة بين المعارك». وامس منح رئيس الاركان الوحدة البحرية 13 وسام الشجاعة على اعمالها الخفية – 43 عملية في السنتين الاخيرتين. وباستثناء عملية واحدة، فاننا لا نعرف شيئا عن هذه العمليات، والتي يمكن التقدير ان بعضها فقط كانت مهام استخبارية.
وبالاساس يعزى لاسرائيل استغلال ضعف النظام في سوريا. فيعزى لاسرائيل الهجوم على قوافل سلاح حديثة، ولا سيما صواريخ متطورة، في اثناء نقلها من مخازن في سوريا الى حزب الله. وحسب المنشورات فقد هوجم مخزن وارسالية سلاح على الاراضي اللبنانية.
حزب الله، كما يرى نفسه كحامي الامة اللبنانية، قرر من الان فصاعدا تغيير نهجه. وهو يرد على كل ما يعتقده كمس اسرائيلي بسيادة لبنان او خرق لقواعد اللعب، ولا يرد فقط بل ويتبنى المسؤولية ايضا. وكانت ردود لحزب الله في هضبة الجولان ايضا، حيث استخدمت المنظمة في السنة الاخيرة «مبعوثين» – مرتزقة سوريين.
حزب الله غارق عميقا حتى الرقبة في الحرب الاهلية في سوريا، حيث بعث بنحو 5 الاف من اصل 30 الف من رجاله. وتنتقل المعركة من سوريا الى لبنان. وفي الجبهتين يتكبد حزب الله خسائر فادحة، ولكنه لم يفقد ثقته بقدرته العسكرية. فبمعونة سلاحه الحديث، ولا سيما المخزون الهائل من نحو 100 الف صاروخ، يؤمن حزب الله أن بوسعه ان يتحدى اسرائيل بل وان يقف في مواجهتها لفترة طويلة واستنزافها، اذا ما تدهور الوضع الى حرب احد من اللاعبين في المعادلة – اسرائيل، حزب الله والسيدة ايران – لا يرغب فيها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ارتفاع صادرات السلاح الإسرائيلي إلى أفريقيا
لا تزال إسرائيل واحدة من الدول العشر الكبرى المصدرة للسلاح في العالم
بقلم:غيلي كوهين،عن هآرتس
طرأ انخفاض في حجم التصدير الامني الاسرائيلي في 2013 مقارنة بالسنة التي سبقتها، ولكن في هذه السنة تضاعفت قيمة الصفقات التي وقعت مع دول في افريقيا مقابل 2012، والتي توجد في ميل ارتفاع في السنوات الاخيرة. هذا ما يتبين من معطيات قسم المساعدات الامنية في وزارة الدفاع، صدرت بناء على طلب «هآرتس».
منذ العام 2005 طرأ ارتفاع ثابت في حجم التصدير الامني الاسرائيلي (باستثناء الانخفاض الذي طرأ في 2011). وفي العام 2013 وقعت اسرائيل على عقود لبيع السلاح والعتاد الامني بقيمة 6.5 مليار دولار، نحو مليار دولار اقل من قيمة العقود التي وقعت في 2012 وفيها عقدت اسرائيل صفقات امنية بقيمة 7.4 مليار دولار.
من تحليل معطيات العام 2013 يبدو واضحا ارتفاع في حجم التصدير الامني الى دول افريقيا. وفي هذه السنة وقعت عقود لبيع سلاح وتكنولوجيا اسرائيلية لدول القارة بقيمة 223 مليون دولار، ضعف العام الذي سبقه. في 2009 كانت قيمة الصفقات 71 مليون دولار. وفي السنة التي تلت ذلك وصل المبلغ الى 77 مليون دولار. في 2011 طرأ ارتفاع هام لتصدير السلاح وبلغت العقود في قيمتها 127 مليون دولار، اما في 2012 فقد انخفض المبلغ قليلا الى 107 مليون دولار.
وتوجهت «هآرتس» قبل نحو اسبوعين الى وزارة الدفاع بطلب للحصول على معطيات التصدير الامني، بعد أن عرضها وزير الدفاع موشيه يعلون في منتدى الصناعات الامنية.
في السنة الاخيرة خافت اوساط الصناعات الامنية من تردي مكانة اسرائيل كقوة عظمى للطائرات غير المأهولة، بعد أن تم في منافسات عليها اختيار الطائرات الامريكية. وحسب وزارة الدفاع، فان اساس التصدير الامني في هذه السنة ركز على تحسين الطائرات، بيع منظومات برمجة للطائرات، بيع سلاح، طائرات بدون طيار ورادارات.
وتبقى دول اسيا والمحيط الهادىء المستهلكين المركزيين للسلاح الاسرائيلي، حيث بلغ حجم مشترياتها من الصناعات الامنية 3.9 مليار دولار. ووقعت الولايات المتحدة وكندا على عقود لشراء بضاعة اسرائيلية بحجم نحو مليار دولار، بينما مع دول امريكا اللاتينية وقعت عقود لبيع سلاح بحجم 645 مليون دولار.
وطرأ انخفاض على حجم المبيعات الى اوروبا، بحيث أنه في العام 2013 وقعت مع دول القارة عقود لبيع السلاح بقيمة 705 مليون دولار، مقابل 1.6 مليار في 2012. ويعود السبب لهذا الانخفاض الكبير الى توقيع الصفقة الايطالية في 2012 والتي زودت اسرائيل فيها بطائرات قتالية في صالح تأهيل طيارين شأن (ام 346، والتي تسمى في اسرائيل «لفي») مقابل بيع قمر صناعي وطائرات استخبارية الى ايطالية.
اسرائيل لا تبلغ عن الدول التي اشترت سلاحا من انتاجها بل تكتفي بتوزيع جغرافي، حسب مجالات عمل قسم المساعدات الامنية في وزارة الدفاع، والذي يحاول تشجيع شراء الوسائل القتالية والتكنولوجية من جانب دول أجنبية. ومع ذلك، أبلغت كوريا الجنوبية جهاز الامم المتحدة الذي يعنى ببيع السلاح أنه في العام 2013 اشترت من اسرائيل 67 صاروخ «سبايك» و 4 منصات.
بالمتوسط، في العقد الاخير باعت اسرائيل سلاحا، تكنولوجيا عسكرية ومعلومات أمنية لدول اجنبية باكثر من 6 مليار دولار في السنة. وفي وزارة الدفاع يدعون أن العام 2013 يعتبر سنة مركبة للصناعات الامنية لان ميزانيات الدفاع في دول العالم تتقلص. كما يشرحون هناك أن خروج قوات التحالف من العراق وافغانستان قلص الطلب على منظومات الدفاع، المجال الذي تعتبر فيه اسرائيل رائدة. ومع ذلك، هذا ميل مستمر منذ بضع سنوات. وهو لا يميز العام الماضي فقط ويؤثر على عموم الصناعات الامنية في العالم. ورغم هذا الميل، لا تزال اسرائيل تعتبر واحدة من الدول العشرة المصدرة للسلاح الاكبر في العالم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المشكلة مع برلين
المعضلة ليست في برلين بل في من جعلوا الحياة هنا بالنسبة للشباب الواعي، والطموح لا تطاق
بقلم:رفيت هيخت،عن هآرتس
الاسرائيليون لا يغادرون الى برلين بسبب اسعار «الملكي» مثلما يطيب عرضه ممن لهم مصلحة في هذا التشهير الشرير. فالشأن الاسرائيليون يغادرون الى برلين بسبب جدعون ساعر. بمعنى، ليس جدعون ساعر تحديدا – الذي حتى قبل أن يغادر وزارة الداخلية يبني عودته كمن اكتشف نور الدين ومحبة الرب والسبت. بل «جدعون ساعر» كاسم رمز، كثقافة سياسية وجوهر اسرائيلي طورته حكومات اليمين في العقود الاخيرة على الارض اليائسة لفشل اتفاقات اوسلو.
مبادؤها هي خليط لكل ما ينبغي للوعي الليبرالي أن يرفضه: العنصرية (شعب مختار، محوط بشعوب دونه)، الانعزالية (الضحية الدائمة، التي كل كيان آخر يريد فقط أن يضرها وبالتالي لا يمكن الثقة به او اقامة علاقات تعاون ما معه). سحق النخب الثقافية (يساريون) والكفر بسلطة القانون (صلاحيات محكمة العدل العليا مبالغ فيها ويجب كبحها). هذه ثقافة سلطوية تتحلل بسرور من ذخائرها الديمقراطية. ويقودها اناس لا يفهمون – او لا يريدون ان يفهموا – معنى الامر.
الحملة الصليبية لساعر في الايام الاخيرة ضد محكمة العدل العليا، المحاولة المتجددة لتشريع قانون رفضته محكمة العدل العليا المرة تلو الاخرى، الاقتراح بتقييد قوة محكمة العدل العليا، وسخرية رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست، ميري ريغف، التي شوهت المرة تلو الاخرى اسم القاضي عوزي فوغلمان – إذ ان كل الاشكناز في المحكمة هم ذات الشيء يظهرون ان السودانيين بالاجمال علقوا في واقع لا ينتمون اليه ابدا.
ليس الرأس الاريتري هو ما يطلبونه، بل رأسنا – نحن الشباب العلمانيين، الليبراليين، ذوي التوجه اليساري الذين نريد دستورا وليست دولة شريعة، نريد محكمة وليس حاخامية، نؤمن بقدسية الحياة وليس بقدسية الوقوف الخاصة باوريت ستروك. نريد أن نواصل رؤيا الصهيونية لابائنا واجدادنا، مستعدين لان نتجدد للخدمة الاحتياط ولدفع الضرائب، ولكننا نرفض ان نستعبد للرؤيا المسيحانية لحفنة مشاغبة وعنيفة سيطرت على مقدرات الدولة؛ نرفض العيش والموت من اجل المستوطنات.
الشباب الذين لا يصوتون ولن يصوتوا لجدعون ساعر ولبنيامين نتنياهو لانهم لا يشترون شرائح التزييف للفلكلور اليهودي البخس ولا التخويفات واحتفال المخاوف الخيالية. وخلافا للروح التي يبثها ساعر وريغف فان من يتعالى حقا على الجمهور ليسوا قضاة المحكمة العليا ومؤيدوهم النخبويين بل أصحاب الاحابيل القومية اليهودية.
أين كانت ميري ريغف، جدعون ساعر وآييلت شكيد قبل أن يصلوا طالبي اللجوء؟ لماذا لم يعملوا في حينه في صالح ساحات الضائقة في جنوب تل أبيب؟ فهل كان الوضع هناك جيدا لدرجة أنه لم يكن مطلوبا تجندهم من اجل سكانه؟
ولما كان هؤلاء الشباب ليسوا ذخرا انتخابيا بل مجرد عائقا في الطريق، مع الالتماسات الى محكمة العدل العليا، مع المنظمات اللجوجة، مع العرائض والمظاهرات «الهاذية»، مع الشك المثير للاعصاب الذي لا يمكن ازالته في كل مرة في ظل استخدام الكلمة السحرية «الكارثة» خير تشجيعهم على الطيران من هنا، السخرية منهم، عرضهم كيهود مضادين ليهوديتهم، عديمي الشخصية ممن عادوا الى برلين بسبب الطمع بالمال.
مفهوم ان من حق كل انسان ان يعيش في أي مكان يختاره. وأتفهم من حسنوا ظروف حياتهم، سواء في برلين أم في اماكن اخرى، بل واحسدهم. بحيث أن المشكلة هي ليست المغادرة نفسها، بل الفراغ المتبقي هنا، في هذا المكان، الذي يملأه مؤيدو يريف لفين، مصفقو ميري ريغف، اتباع جدعون ساعر وجنود نفتالي بينيت. برلين هي مدينة ساحرة، باستثناء أنها تجتذب اليها القوى التي نحتاجها نحن جدا هنا، ولا سيما الان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الأيادي أيادي ايران
يسعى حزب الله الى خدمة مصالح سياسية تخرج طهران من عزلتها بعمليته الأخيرة شمال إسرائيل
بقلم:اليعيزر (تشايني) مروم،عن معاريف
انفجار العبوة في هار دوف وتبني حزب الله المسؤولية يطرحان تساؤلا: لماذا الان قررت المنظمة ان تتخذ صورة من يقاتل لحماية مواطني لبنان باسم المقاومة.
الذريعة، زعما، هي اصابة رجل حزب الله الذي حاول تعطيل منشأة التنصت الاسرائيلية التي انفجرت في اثناء محاولة تعطيلها. غير أنه كانت لحزب الله اسباب أكثر اهمية للمس باسرائيل، كالضربة التي نسبت لها بحق حسن لقيس، في بيروت في بداية 2013، ولكن المنظمة امتنعت عن ذلك.
التفسير المنطقي الذي قدمته محافل التقدير كان أن المنظمة منشغلة بالقتال في سوريا وغير متفرغة لفتح جبهة حيال اسرائيل. الان ايضا ينشغل حزب الله بالقتال في سوريا، وعليه فان اختيار التوقيت امس يثير اشتباها وعلامات استفهام.
حزب الله هو ذراع متقدم لايران، وبعد صدمة حرب لبنان الثانية لا يبدو ان زعيمه نصرالله كان سيبادر الى عملية ضد اسرائيل دون تنسيق مع طهران. اذا كان الزر الذي يشغل حزب الله يوجد في ايران ينبغي للسؤال ان يكون أي مصلحة توجد للايرانيين لاشعال الجبهة والمخاطرة باشتعال بين حزب الله واسرائيل؟
توجد ايران في عزلة سياسية مؤخرا. فالولايات المتحدة ترفض اشراك الايرانيين في التحالف الذي يقاتل ضد داعش. والمداولات على مشروع النووي الايراني تجري بكسل ومعقول أن تجد ايران صعوبة في الموافقة على التنازلات التي يطلبها الغرب، تنازلات تمنعها من الوصول الى القنبلة. وضع مصر وتركيا تحسن، وهما تعودان الى مركز المسرح وواشنطن تغازلهما. فهل يحتمل أن يكون الضغط الذي تعيشه ايران يجد تعبيره في تسخين الحدود في الشمال؟ هل تحاول ايران العودة الى مركز المسرح الاقليمي من خلال خرق الهدوء وبعد ذلك في الوساطة لاعادته؟ ليس لدينا اجوبة واضحة على هذه الاسئلة، ولكن الشك يفترض التحفز والجاهزية من الجيش الاسرائيلي.
اسرائيل ملزمة بالتمسك بسياسة رسمية. فعلى الرغم من أن حزب الله اخذ المسؤولية عن العملية أمس، ينبغي القاء المسؤولية على الحكومة اللبنانية والطلب من مجلس الامن ومن قوة يونيفيل اعادة الهدوء. والقاء المسؤولية على لبنان يسمح في المستقبل لاسرائيل بالعمل ضد اهداف في لبنان، المسؤول عن العمليات التي تخرج من اراضيه.
من الصعب فهم منطق حزب الله للعمل على الحدود الشمالية بينما ينشغل في القتال في سوريا. يبدو أن الحديث يرمي الى خدمة مصالح سياسية ايرانية تخرجها من عزلتها. واسرائيل ملزمة أن تكون جاهزة وان ترد بقوة على كل مس بسيادتها كي تعيد الردع وتمنع التصعيد.
ورد قاس بالذات وغير متوازن سيعيد الردع ويمنع استنزافا على طول خط الحدود؛ مثل هذا الاستنزاف قد يخرج عن السيطرة وينتقل الى مواجهة واسعة لا يرغب فيها أي من الاطراف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ