المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 15/10/2014



Haneen
2014-11-04, 01:49 PM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif
نتنياهو هو ضرر استراتيجي

بقلم: سافي رخلفسكي،عن هآرتس
على بعد مئات الامتار عن حدود دولة عضو كبيرة في حلف شمال الاطلسي تنكل حركة مسيحانية فتاكة بمئات آلاف الاكراد. وقد اضطر نحو من 300 ألف الى الفرار من بيوتهم، وقُتل كثيرون ويغطي خطر الموت آلافا آخرين، فما الذي تم فعله من حدود شمال الاطلسي لصد قاتلي شعب يعملون على بعد مئات الامتار؟ لا شيء. فالدبابات تقف على الحدود ولا تفعل شيئا بل الامر اسوأ من ذلك، فتركيا غير مجبرة على التدخل عسكريا. ويكفي أنها لا تمنع المقاتلين الاكراد من اجتياز الحدود أو لا تمنع سلاح حلف شمال الاطلسي من الوصول الى من يقاتلون داعش.
الحقيقة أقسى من ذلك وهي أن تركيا تساعد داعش، فهي تُمكن من مرور مقاتلين ومعدات الى البرابرة، ومن بيع النفط عن طريقها. وقد اصبحت تركيا في واقع الامر هي الجهة المتطرفة في المنطقة بل قد تكون أخطر من ايران. وليس عجبا أنه في حرب غزة أراد الجهاد الاسلامي الذي تستعمله ايران هدنة في حين ضغطت تركيا على حماس لتقاتل. إن التأليف بين احلام استعمارية وتوجه اسلامي متطرف يشعل التطرف التركي. وكل ذلك مع الرغبة في الاستمرار على احتلال الاكراد واضعاف سوريا والعراق والاستيلاء على النفط في شمال سوريا والعراق الكردية وانشاء هيمنة. وليس عجبا أن متطرفين سنيين يرون اردوغان خليفة المسلمين.
لكن الحروب تنشيء ايضا فرصا لاصحاب رؤيا براغماتيين، فقد عرف بن غوريون كيف يستغل فظاعة الكارثة في استقلال اسرائيل، وليس هو فقط فقد نشأت دول قومية كثيرة بعد التعرض للهياج العنصري في الحرب العالمية الثانية. فعرفت الصهيونية كيف تستغل الحرب العالمية الاولى في استصدار تصريح بلفور، والبلاشفة في الثورة الشيوعية. ونشأ السلام الذي أقر الاوضاع مع مصر إثر الموت في يوم الغفران.
يصعب ألا نبالغ في مدى الامكانات التي تعرض الآن لقيادة اسرائيلية معتدلة ذات رؤيا لموضعة الدولة في المنطقة. وليس الحديث فقط عن الكشف عن التطرف التركي.
إن الدراما في المنطقة تجري بين قوى عنصرية – مسيحانية – معنية بالاحتلالات وعدم وجود حدود – وبين دول قومية براغماتية باحثة عن الاستقرار والنماء. ولو كانت اسرائيل معتدلة لاستطاعت أن تكون عاملا مركزيا في اعادة تشكيل حدود الشرق الاوسط مع انهيار اللاحدود الاستعماري. فادراك خطر المتطرفين الدينيين يُمكن من إحداث عملية اقليمية تدريجية لانشاء حدود جديدة آمنة.
إن دعاية اليمين أدخلت في نفوس اسرائيليين كثيرين درسا كاذبا هو أن «الانسحاب يجلب الصواريخ». لكن الحقيقة عكس ذلك، فقد ثبت أن اتفاقي السلام مع الاردن ومصر ـ ويشملان انسحابا كاملا واخلاء بلدات ـ أنهما عامل استقرار. واجتاز الاتفاقان اغتيالات زعماء وصعود «الاخوان المسلمين». بيد أنه في هذه اللحظة التاريخية خاصة سيطر على اسرائيل «الاخوان اليهود». والآن خاصة وضع النظام في اسرائيل نفسه في الجانب غير الصحيح من التاريخ، أعني الجانب المسيحاني والعنصري والمحتل بدل الجانب البراغماتي الذي يؤيد تقرير المصير.
لم تغب اسرائيل فقط عن المؤتمر الدولي لاعمار غزة، واسرائيل تتجاهل الفرص بخلاف الصهيونية التي عرفت كيف تستغل مؤتمر سان ريمو بعد الحرب العالمية الاولى، والامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وبدل أن تتحول اسرائيل الى «ضد لتركيا» اصبحت تركيا اخرى. وبدل أن تدعم الاستقلال الكردي والفلسطيني اصبحت عدو القيم التي انشأتها. وبدل أن يرسل النظام سلاح الجو لوقف داعش ورطه في مهمات احتلال.
كان بنيامين نتنياهو يرى دائما في اسرائيل على أنه مُضر اقتصادي ـ على إثر سياسة الفجوات التي تخنق المواطنين وتطرد الشباب الى الخارج ـ لكنه مُقر للاوضاع استراتيجي. والحقيقة مختلفة. فنتنياهو يدمر مع تدميره دولة الرفاه فرصا تاريخية لضمان مستقبل اسرائيل في المنطقة، ولهذا اصبحنا محتاجين الى قيادة مختلفة اكثر من أي وقت مضى، وهذا ممكن حتى في الكنيست الحالية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


زيارة عباس لغزة: حذارِ من الإيهام
اذا كانت حماس لا تريد من حكومة الوفاق سوى تحسين حالتها الاقتصادية فلتخرج منها

بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
مهما يكن حل الصراع فان لاسرائيل مصلحة في وجود عنوان فلسطيني واحد، ولها مصلحة في أن تتبنى حماس اتفاق اوسلو وتنزع سلاحها. ومن هذه الجهة كان انشاء الحكومة الفلسطينية المشتركة قبل نصف سنة بشرى مفرحة، وكانت مقاطعتها أو قطع الصلة بالرئيس محمود عباس بسبب انشائها، كانت خطأ. وكان من المفرح ايضا أن نسمع أنه عُقد في يوم الخميس الماضي اجتماع للحكومة الفلسطينية في غزة في منزل الرئيس عباس، وأن جميع الوزراء الذين يسكنون في الضفة الغربية جاءوا اليه بمساعدة حكومة اسرائيل السخية.
بيد أن السم في العسل لأن حكومة الوفاق الفلسطينية قائمة دون أن تمسك بقرني الثور ودون أن تحل الاختلافات الشديدة بين الحركتين السياسيتين الرئيستين: الحركة الفلسطينية الوطنية والاخرى الاسلامية. وهي مشكلة «تقنية» يبدو أنها جاءت من عالم احكام العمل، وحظيت بحل غير واضح وقد تشتعل في كل لحظة، والحديث عن دفع الرواتب الى العاملين في الامن في غزة، والحديث عن اكثر من 17 ألف شخص موالين لحماس والذين النفقة عليهم في واقع الامر هي نفقة على عصابة مسلحة معادية للسلطة الفلسطينية ولفتح. وهناك مشكلة اكثر جوهرية وهي تمسك حماس بابقاء السلاح والذخيرة في حوزتها، فما بقي الوضع كذلك فلا معنى حقيقيا لوجود حكومة مشتركة ولا للزيارة النادرة ايضا للحكومة الجديدة لقطاع غزة لأنه اذا بقيت غزة في واقع الامر تحت سيطرة حماس، تحت مظلة السلطة الفلسطينية، فالحديث عن إيهام بالوحدة ينبع كله من دفع حماس الى مشكلات ميزانية.
وتوجد مشكلة ثالثة ايضا وهي أن أحد الاتفاقات التي مكنت من انشاء الحكومة الفلسطينية الحالية هي التوجه الى انتخابات في غضون اشهر قليلة. ولن تكرر أية حكومة اسرائيلية خطأ اريئيل شارون البالغ ولن تعترف بانتخابات تشارك فيها حماس (بخلاف كامل لاتفاق اوسلو الذي يقضي بأنه لا يستطيع أي انسان أو منظمة يحرضان على العنف المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني)، اذا لم تقبل حماس شروط الرباعية. ومعنى ذلك أنه حتى لو اتفق الفلسطينيون بينهم على موعد الانتخابات ودستور الانتخابات فلن تُجرى هذه الانتخابات.
وخطر كل تلك الاشياء هو أنه اذا كان كل ما تريده حماس هو أن تحظى بجزء من ميزانية السلطة الفلسطينية وربما بموافقة على انتخابات ايضا دون أن تقبل مطالب العالم منها، فانها ستجعل السلطة الفلسطينية في وضع المسؤولية عما يحدث في غزة دون سيطرة حقيقية. يجب على الحكومة الفلسطينية أن تحدد لنفسها جدولا زمنيا تنزع حماس سلاحها في اطاره. واذا تبين لها أن الحديث عن مسار لا أمل منه فيحسن أن تعلن لنا وللعالم أنها تسحب يدها من المسؤولية عن غزة قبل أن ندخل في دوار لا حاجة له من العنف والقاء المسؤولية والرد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ

لماذا فشلت اتفاقات أوسلو
النزاع مع الفلسطينيين غير قابل للحل وهم السبب

بقلم: موشيه العاد،عن هآرتس
في كلية السياسة التي تحمل اسم كندي في جامعة هارفرد لا يعترفون بمفهوم الطريق المسدود. فعلى مدى السنين شجعوا الادارة الامريكية على السعي الى اتفاق اسرائيلي – فلسطيني، وبينما تجسد اتفاق اوسلو على نحو مفاجيء، فرك المحاضرون في مجال القيادة وحل النزاعات أيديهم فرحا واعلنوا: «قلنا لكم ـ لا يوجد نزاع غير قابل للحل».
ومزود بالحقنة النظرية اللازمة من المثقفين المحترمين، عدت الى اسرائيل في 1995 كي أترأس جهاز التنسيق الامني المشترك، الذي شكل الملحق الامني للاتفاق. وفي ختام سنة واحدة فقط منذ بدء تطبيقه، تفجر الاتفاق بصخب كبير في اعقاب قضية «نفق المبكى». ومنذئذ مرت 18 سنة ولم يسجل اي اختراق.
لماذا؟ يمكن الاجابة على ذلك بأربع كلمات: ياسر عرفات خدع اسرائيل. ولكن هذا ليس بسيطا. سأحاول ان اشرح بعشر نقاط لماذا استمر الطريق المسدود ولماذا، على ما يبدو، ليس كل نزاع قابلا للحل.
وهم الاتفاق. ان المبادرين للاتفاق وواضعيه عملوا بافتراض ان السلام تحقق ولم يتبقَ سوى ترجمته الى وثيقة قانونية ملزمة. والوهم بانه يوجد «اتفاق في اليد» كان مشتركا بين الطرفين، ولكن بينما حرص الطرف الاسرائيلي على تقليص التوقعات، اوهم الطرف الفلسطيني جمهوره بان «ثمار السلام» سرعان ما تنعكس في الحياة اليومية، ولما لم تصل هذه، فقد ترجمت خيبة الامل الى اعمال عنف.
انعدام الاستعداد. لقد كشف الاتفاق الفوارق الكبرى التي نشبت بين الطرفين وعدم الاستعداد منهما للتنازلات، والتي هي شرط ضروري للحل الوسط الاقليمي. فالدولة اليهودية هي شرط حديدي في الطرف الاسرائيلي. والتوقيع على حل وسط تاريخي لتقسيم البلاد يكاد يكون «حرام» لدى الفلسطينيين.
غياب الشجاعة. ان الجمهور الذي يستخدم حجة «حيثما لم يوقع الحاج امين الحسيني، المفتي الكبير، الاول والقائد بين الزعماء الفلسطينيين على حل وسط فلا أمل في أن يوقع اي زعيم فلسطيني»، يشير الى أن زعماءه يعكسون ارادته. هذا هو التفسير ايضا لماذا في كل مفترق يلزم فيه حسم من زعيم فلسطيني، تسجل مراوحة في المكان، جر ارجل او هرب.
تلاعبات سياسية. ما شغل بال عرفات، وبعد ذلك محمود عباس هو كيف الاعلان للعالم عن «موافقة» على فكرة الدولتين، وفي نفس الوقت الامتناع عن التوقيع على تقسيم البلاد بالفعل. بمعنى، كيف الحفاظ على رضى العالم الغربي دون اثارة العالم العربي.
دعم الغرب. في رفضهم العنيد لكل حل وسط، يستند زعماء الفلسطينيين الى تأييد الدول الغربية المسيحية المتطهرة. ولا سيما الدول الاسكندنافية التي اثار فيها الفلسطينيون ألم الضمير السياسي بسبب «النكبة» للحاجة الى اصلاح الظلم القديم. كما يأمل الفلسطينيون بان في يوم من الايام ان تكون في اسرائيل كتلة حرجة من مؤيدي «الاتفاق بكل ثمن» وبالتالي من المجدي الانتظار.
التاريخ لم يخدع. من اعتقد بانه يمكن ان يقام سلام بين دولة تبنت قيم غربية كالادارة السليمة، الشفافية، القانون والنظام، وبين كيان غير مستقل يوجد فيه حكم جزئي، ثقافة تنظيمية للمافيا ونظام سلوكي ارهابي، يفهم اليوم بان الاتفاق بينهما هو امر غير ممكن.
مع من الحديث؟ المجتمع الفلسطيني منقسم ومنشق بين المتواجدين في الجبل واللاجئين، بين المدنيين والقرويين، بين سكان الضفة وسكان القطاع، بين مؤيدي الخط الوطني (م.ت.ف) ومؤيدي الاصولية الاسلامية (حماس)، وفكرة ادخاله تحت زعيم واحد، علم واحد وقانون واحد – بعيدة جدا عن التحقق.
هل الصبر مجد؟ المجتمع الفلسطيني في «المناطق» يحركه الايمان بان الصبر مجد. وبتعابير الشرق الاوسط، فان 100- 200 سنة ليست فترة طويلة جدا. في جذر هذا الايمان الامل في الا تبقى اسرائيل على قيد الحياة، وبالتالي فلا داع للعجلة.
الوضع الحالي مجد للزعماء. «المسيرة السلمية» هي موضوع ربحي ومثيب لغير قليل من الناس في القيادة الفلسطينية. هؤلاء يتمتعون بثراء كبير، بامتيازات، بثمار المحسوبية ويسألون انفسهم: «هل الموقف المتسامح تجاهنا كسلطة فلسطينية قيد الانشاء سيستمر ايضا حين نقيم دولة وهذه تفشل؟» على ما يبدو فان ابقاء الوضع الراهن على حاله مجدٍ. الفلسطينيون – ضحايا أم معاندون مثابرون؟ لن نتنازل، يكرر الفلسطينيون الاعلان، كل الدول العربية، اشقائنا، نالت الاستقلال (العراق، مصر، السعودية، الاردن، لبنان وسوريا)، وفقط نحن، الفلسطينيين، نسينا من القلب. منا فقط يطالبون اقتسام البلاد مع اليهود، ونحن محكومون بحياة اللجوء، وعانينا اكثر من 60 سنة، ضحينا ونحن لا نزال نضحي. فهل سيكون هذا عبثا؟ لن يكون سلام مع اليهود.
والان في هارفرد ايضا، يفهمون بانه توجد نزاعات غير قابلة للحل: مثلا بين افغانستان والغرب، بين الغرب وايران، بين العراق وسوريا وداعش، وبين القاعدة وباقي العالم. ورغم ذلك، فان الموقف الاكاديمي الاعلى يبقى كما كان – من المجدي المحاولة. كما أن هذه هي فكرة اوباما وكيري، من المجدي المحاولة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

أبو مازن يكسب من استمرار الجمود
هاجم الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل وكان نتنياهو إلى جانبه على المنصة

بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
اسرائيل والسلطة الفلسطينية مشغولتان بلعبة تكاسر اليدين. وتبدو صورة الوضع اضاعة للوقت والطاقة وممُلة. إن اسرائيل غير مدينة بشيء لأبو مازن برغم أن احمد الطيبي يبين للجمهور اليهودي في اسرائيل أنه لولا رئيس السلطة الفلسطينية لما استطاع سكان تل ابيب احتساء الاسبرسو في المقاهي في سكينة. وهي غير مدينة لأن أبو مازن بادر على تفجير المحادثات – مع اهود باراك واهود اولمرت وبادارة ظهره لبنيامين نتنياهو.
إن نتيجة الواقع السياسي هي تعادل عقيم وتساوٍ في ظاهر الامر. لكن أبو مازن يكسب من الجمود ونتنياهو يخسر. وذلك لأن الدين السياسي لا يقضى في واقع الحياة في القدس ورام الله وتل ابيب وغزة بل في عواصم اوروبا وقارة امريكا حيث تدفع اسرائيل ثمنا باهظا.
وليس ذلك عدلا، فالاوروبيون والامريكيون يعرفون أن الفوضى العالمية لم يسببها الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بل حدثت برغمه. ولم يسافر المسلمون من اوروبا لملء صفوف داعش جراء الجرف الصامد بل لأنه بقي تنافر شديد بين الوفرة الديمقراطية التي تمتعوا بها في الدول الغربية وبين الشعور بالدونية والشعور بالظلم الذي نشأ عندهم في دول القارة وربما في بريطانيا قبلها جميعا.
إن عداوة داعش والقاعدة وحزب الله وحماس لاسرائيل خاصة وللغرب عامة لن تقل قيد أنملة اذا انسحب الجيش الاسرائيلي لا من يتسهار واريئيل فقط بل من الحوض المقدس في القدس ايضا. لكن اسرائيل تدفع ثمن التعادل في مواجهتها لأبو مازن بفائدة مضاعفة في عواصم صديقة في الغرب، وفي هولندة والمانيا، بل في فرنسا وبريطانيا، يخشون السماح ببناء مظلة ايام العيد كي لا يشاغب «الشباب» من زعران جيل الحجارة المسلمين، في الشوارع.
إن دولا في امريكا وافريقيا تخشى مثل ورقة شجر متطايرة قوة داعش الصفر وتحاربها بيد مرتجفة، ويصيبها الوهم الحلو وهو أنه اذا حدث تقدم فقط في الساحة الاسرائيلية الفلسطينية فانها تستطيع أن تدفع قدما بمصالحها الاستراتيجية في مواجهة ايران والمنظمات الارهابية، وهذا خطأ وتضطر اسرائيل الى دفع الثمن.
ليس الحديث عن امور تافهة، فقد أعلن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي بلغة لا لبس فيها لنتنياهو أنه لن يكون استقرار اقليمي وأحلاف في الشرق الاوسط قبل تسوية اسرائيلية فلسطينية. وتُبنى الافتراءات على أساس هذا الكلام، وتم التعبير عن ذلك أمس في مفترقين سياسيين:
هاجم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القدس من قلب القدس وكان نتنياهو الى جانبه على المنصة، وقد كانت مثل هذه الهجمات الكلامية تتم بتحكم من بعيد الى الآن.
واسوأ من كل ذلك أن البرلمان البريطاني أجمع تقريبا على الاعتراف الآن بوجود فلسطين المستقل. وليست بريطانيا مهمة فقط بل هي صديقة قبل كل شيء ولا سيما الحكومة التي يرأسها ديفيد كامرون، واذا كان قد امتنع في التصويت الذي بادرت اليه المعارضة للاعتراف بفلسطين فان اسرائيل في مشكلة سياسية – دبلوماسية.
يجب على دولة تريد أن تفوز في ملاعب دبلوماسية العالم الغربي أن تعرض ثمنا معقولا لمنع الطوفان، برغم أن تسويغ دفع اسرائيل مريب. وترى اوروبا أن المال الذي يحول للتاجر هو مضاءلة البناء في عدد من المستوطنات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الزمن ليس في صالحنا
لقد اعتقد «فهيمياهو» ان تموضعنا بين مصر والسعودية سيسمح لنا أن نتجاهل الفلسطينيين ولكن هذا لن ينجح:

بقلم: رونين اسحق،عن معاريف الاسبوع
في الايام الصعبة، حيث تدور العاصفة حولنا، والمقاتلون الاكراد البواسل في الموصل وفي كركوك في العراق وفي كوباني في سوريا يضحون بانفسهم في مواجهة موجات التسونامي الجنكيزخانية لداعش؛ وحين ترفع اعمال القصف الامريكية وشركائهم المزعومين على قوات الاسلام المتطرف العتب؛ وحين يدير اردوغان مزدوج الاخلاق حسابات القوة ويختفي الافق في الدم – يشرق خطاب الرئيس المصري السيسي في اجتماع الدول لاعمار غزة كشعاع الشمس الذي يخترق السحب السوداء فوقنا، ليبث فينا الامل والتفاؤل.
يتحدث السيسي الينا والى الائتلاف الحاكم، الذي يغلق عينيه؛ الى الحكومة المغرورة التي توهم نفسها وتوهمنا بافعالها وبقصوراتها بانها تقودنا الى مستقبل آمن. السيسي، الزعيم العربي الاول الذي يأخذ اسرائيل بالحسبان كجزء من الاتحاد الامني – السياسي الاقليمي، يطلب منا أن نوافق على البحث في اقتراح السعودية والجامعة العربية كأساس لاتفاق سلام اقليمي – وقبل كل شيء، الموافقة على الدولتين للشعبين، اليهودي- الاسرائيلي والفلسطيني – العربي.
لقد اعتقد فهيمياهو خاصتنا، مع ابتسامته الصغيرة والذكية اكثر من كل شخص آخر، بان تموضعنا بين مصر، السعودية، دول الخليج والاردن سيسمح لنا أن نتجاهل فلسطين وان ننخرط في المنطقة – ولكن هذا كما يتبين لن ينجح: فكل شلل، كل جر للوقت، تذاكٍ، تلبث عابث أو ازدواجية لسان، كل امتناع عن اعداد خطة سلام مقبولة، وكل استخفاف بالشريك (الذي ظهر كمبادر سياسي نشط في كل ما يتعلق بعزل اسرائيل حتى بين اصدقائها القلائل وبعرضها كرافضة للسلام) سيعمل فقط في طالحنا.
وفي مقال مؤطر: خطة سلام اسرائيلية يجب أن تكون مشروطة بحكم واحد على الضفة والقطاع، رفض كل حزب فلسطيني سياسي يؤيد أو يعنى بالارهاب، بقبول العودة الى حدود 67 مع تعديلات حدودية، وقف مطلق لاعمال الارهاب والمبادرات المناهضة لاسرائيل من جهة، ووقف تام للاستيطان والبناء الاستيطاني، حتى انهاء المفاوضات. اسرائيل ملزمة بان تقترح مبادرات مثل المعبر الفوقي او التحتي من القطاع الى الضفة، و/او شق قناة بحرية من البحر المتوسط أو من خليج ايلات – العقبة الى البحر الميت، بما في ذلك لضخ المياه وكذا للابحار ومشاريع الطاقة، الخدمات والسياحة، على ضفتي القناة. وسيكون تمويل المبادرات بمساعدة دولية وبتنفيذ اسرائيلي، فلسطيني واردني، كمحفز للاعتراف المتبادل والتعاون، في عمل الشباب من الشعوب الثلاثة، ممن سيؤهلون لذلك. وبالطبع، حدود متفق عليها ونهائية والتوقيع بان ليس للاطراف بعد الان ادعاءات ومطالب متبادلة.
اضغاث احلام. ولكن على الاقل يبقى الحلم. في هذه الاثناء، أدرنا ظهر المجن لكل الساخرين والمهددين، من اوري ارئيل مبتز الاموال وحتى يريف لفين الديمقراطي («اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في المنطقة»، قال أمس في الراديو مبادر القوانين المناهضة للديمقراطية، حين طلب اليه التعقيب على تصريحات الرئيس المصري).
الويل لنا اذا ما رفضنا اقتراح السيسي أو تملصنا منه، اذا امتنعنا عن أن نوقف بالمفاوضات ابو مازن في عدوه، كداعش سياسي، يحصل على سيطرة حقيقية على القطاع، وكمن يهدد من أنه اذا لم يقرر مجلس الامن الموعد لانسحابنا الى خطوط 67، فسيحل السلطة – وكل المسؤولية عن الفلسطينيين في جزئي فلسطين ستقع على كاهلنا.
ما الذي يعيدنا الى المفاوضات مع الفلسطينيين؟ فقط اذا ما تقدم لبيد، لفني وليبرمان انذارا لتفكيك الحكومة اذا لم نعد الى المفاوضات مع خطة مرتبة، حينها فقط سيتحرك شيء ما. ربما. اذا ما وجد «يوجد مستقبل» و «الحركة» الشجاعة للقيام بفعل ما، سيعود الامل بمستقبل افضل. وهذه ليست مجرد آلاعيب لفظية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ