المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 24/10/2014



Haneen
2014-11-04, 01:53 PM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.gif


عاصمة التمييز العنصري

بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس

إن عملية الدهس أمس في القدس لا يجب أن تفاجيء أحدا. في بريتوريا التابعة لدولة اسرائيل يعيش شعبان. على عكس مناطق الاحتلال الاخرى، يجب أن تكون بينهم مساواة على نحو ما: بطاقات هوية زرقاء للجميع، حرية حركة، ضريبة المسقفات، تأمين وطني – كلهم اسرائيليون. ولكن القدس التي تحيطها الاكاذيب تحولت الى عاصمة الابرتهايد الاسرائيلي.
باستثناء الخليل ليس هناك مكان آخر يوجد فيه نظام الفصل الفظ والوقح. اسرائيل تمارس سياسة دهس خطيرة الامر الذي يزيد من المقاومة والعنف. الغيتو في الطريق، مقموع ومعتدى عليه ومُهمل وفقير، يحمل مشاعر الكراهية والانتقام. الانتفاضة ايضا في الطريق، حيث ستخرج موجة الارهاب القادمة من أحياء شرقي المدينة، وسيفاجأ الاسرائيليون ويمتعضون. لكن يجب قول الحقيقة، على رغم الثمن الكبير أمس ما زال بالامكان رؤية الفلسطينيين شعبا متسامحا. الاعتقالات كثيرة، وكذلك الإهمال، ولم نرَ منهم سوى احتجاج الحجارة.
العاصمة ليست عاصمة، بل هي كذلك فقط في نظر نفسها. المدينة الموحدة هي الأكثر انقساما بين مدن الكرة الارضية. المساواة التي هي طُرفة والعدالة الغائبة. حرية الوصول الى الاماكن المقدسة لليهود فقط وايضا للمسلمين كبار السن. حق العودة المحفوظ فقط لليهود. واحتمال أن يقع فلسطيني مقدسي ضحية للانتقام أكبر بكثير من وقوع يهودي في أمر مشابه في باريس. ولكن هنا لا يوجد من يُحدث الضجة. على العكس من اليهودي الباريسي، يمكن طرده من القدس. ايضا هناك امكان للاعتقال بسهولة مخيفة، بعد احراق الفتى محمد أبو خضير وموجة الاحتجاج اعتقلت اسرائيل 760 فلسطينيا في المدينة، 260 منهم أحداث.
وكما يحدث دائما فان الجواب على كل ازمة هو استخدام القوة، وقد أعطى بنيامين نتنياهو أوامره لزيادة القوات، وهي اللغة الوحيدة التي تفهمها حكومته. وعندها حيث تتحول معارضة الفلسطينيين الى أكثر عنفا فاننا نضع يد على يد ونقول بأسى: أنظروا كيف يدمرون القطار الخفيف الذي أقمناه من اجلهم.
كان يمكن للقدس أن تكون غير ذلك لو أن اسرائيل مارست العدالة والمساواة. كان يمكنها أن تتحول الى مدينة نموذجية، ومن قام بضمها كانت تقع عليه مسؤولية عمل ذلك، ففي الايام الصعبة للانتفاضة خرجت منها عمليات ارهابية قليلة نسبيا، رغم أن سكانها حظوا بحرية الحركة في داخل اسرائيل. الفلسطينيون هم نفس الفلسطينيون بينما الحصار والقمع لم يكونا كما هما. والنتيجة ارهاب أقل قياسا بالمدن المحاصرة. هذه النتيجة تدحض النظرية التي تقول إن الحصار يمنع الارهاب. لماذا؟ لأن عدد غير قليل من سكان العاصمة يأملون بأن يصبحوا اسرائيليين، واسرائيل تمنع ذلك. موحدة موحدة ولكن بدون عرب.
موجة الاعتقالات في القدس وزيادة انتشار المستوطنين في الأحياء العربية بغطاء من الدولة على جميع المستويات بما في ذلك المستوى القضائي، الى جانب الاهمال المجرم الذي تتحمل مسؤوليته البلدية، كل ذلك سيجبرنا على دفع الثمن.
الى متى سيرون اولادهم وبناتهم يخافون الخروج من البيت بسبب تعرضهم للهجوم من قبل زعران في الشوارع، الى متى سيتعرضون للاعتقال بسبب كل حجر يطير، والاهمال لأحيائهم، الى متى سيوافقون على طردهم الصامت من المدينة: بين 1967 – 2013 صادرت اسرائيل بطاقات الهوية لـ 14.309 من سكان المدينة بذرائع مختلفة لا تنطبق أبدا على المواطنين اليهود سكان الابرتهايد.
وعندها يندلع الارهاب كرد وتحلق طائرات بدون طيار فوق سماء شعفاط، ويخرج الجيش للقتل في شوارع العيزرية وبيت حنينا، وجدار فصل آخر يُقام بين جانبي المدينة لمزيد الأمن. مع رئيس بلدية قومجي، شرطة عنيفة، وحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو لا يوجد شيء مضمون أكثر من ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ




انتفاضة المدينة

بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
العنف يتفاعل على الارض في مدينة القدس منذ عدة أشهر. وفقط أمس مع حادث الدهس الذي قتلت فيه حايه زيسل ابنة الثلاثة اشهر، يمكن القول إن الاهتمام لدى الجمهور الاسرائيلي سيتركز فيما يحصل في المدينة، ما يمكن تعريفه كانتفاضة مدينية تحدث في القدس منذ الصيف. وفي الوقت الذي توقفت فيه الحرب في غزة كليا بعد اتفاق وقف اطلاق النار في نهاية آب، وفي مناطق أخرى (الضفة الغربية، القرى العربية في اسرائيل) وعاد الهدوء، ففي القدس لم يتوقف العنف للحظة واحدة. وليس المقصود فقط مقتل الشاب محمد أبو خضير في شعفاط على يد مخربين يهود.
اثناء الحرب في غزة قام مخرب فلسطيني بواسطة جرافة بدهس مواطن اسرائيلي في مركز المدينة. الوضع الامني في الاحياء اليهودية في شرقي القدس وشمالها تدهور كثيرا في الآونة الاخيرة، والتوتر حول ترتيبات زيارة اليهود في الحرم وجهود الاستيطان في الاحياء العربية آخذة في الازدياد بالتدريج.
في السنوات الاخيرة قام رئيس البلدية، نير بركات، بجهود واضحة في القدس من اجل اعادة إحياء السياحة من داخل اسرائيل والخارج، بعد الايام الصعبة للانتفاضة الثانية. ولكن أحد الاجراءات التي ميزت فترة بركات كان مشروع القطار الخفيف الذي يقف الآن في جوهر الصراع الشعبي العنيف من الجانب الفلسطيني. بعد مقتل أبو خضير تم تصوير ملثمين وهم ينشرون الأعمدة في محطة القطار الخفيف، وحوادث القاء الحجارة على القطار عند مروره في الأحياء العربية تحولت الى أمر يومي، وحادث الدهس أمس حصل في محطة القطار في تلة الذخيرة. إن خطوط القطار الخفيف التي تمر في الأحياء العربية يعتبرها الفلسطينيون رمزا للسلطة الاسرائيلية ويجب القضاء عليها – وايضا هدف سهل ومتوفر للهجوم.
وبرغم أن الشرطة تستخدم اليد الحديدية تجاه الفلسطينيين المُخلين بالنظام إلا أنها لا تملك حرية التصرف الموجودة لدى الجيش في مواجهة العنف في الضفة الغربية. استخدام السلاح الحي وأدوات تفريق المظاهرات محدود وقليل جدا، وحول الأدوات القضائية التي تملكها مثل اجراءات الاعتقال وبالذات وسط الأحداث حيث توجد قيود يفرضها القانون الاسرائيلي. الشرطة ايضا تعمل بشكل محدود في الأحياء والقرى الفلسطينية البعيدة عن مركز المدينة على الرغم من أن الشرطة استطاعت حتى الآن كبح العنف وعدم توسعه أكثر مثلما حدث في المدينة خلال الانتفاضتين السابقتين، ومع ذلك لم تستطع اعادة الشيطان الى القمقم.
خوف الفلسطينيين من الاجراءات التي يقودها اعضاء كنيست من اليمين ومنظمات لاحداث تغيير الوضع القائم في الحرم يزيد أكثر فأكثر من حالة الاحباط والعداء التي مصدرها سنوات الاهمال المستمر في شرقي المدينة. ايضا الاعلان الهجومي لرئيس السلطة محمود عباس الذي حذر من محاولات السيطرة اليهودية على الحرم، كل ذلك ساهم في تصعيد الأوضاع. حكومة نتنياهو ستضطر الى الاستثمار من اجل إحداث التهدئة وبتغطية من قبل الشرطة من خلال تواجدها الكبير من اجل منع تصعيد آخر في القدس. إن استمرار العنف في القدس قد يُحدث تصعيدا في الضفة الغربية.
حادثة أمنية حدثت أمس في ساحة اخرى بعيدة عن القدس، الحدود المصرية، ومن التحقيق الذي أجراه الجيش تبين أن خلفية اطلاق النار على الجيش واصابة ضابطة وجندي هي جنائية. مهربو المخدرات اعتقدوا أنه تم كشفهم من قبل سيارة عسكرية تواجدت صدفة في المكان فقاموا بفتح النار من ثلاث نقاط مختلفة قريبا من الحدود. وحسب مصادر الجيش فان الضابطة وجنودها ردوا بالمثل وقاموا باستدعاء قوات اخرى قامت بقتل بعض المهربين.
هذا الحادث ليس الأول من نوعه، فالمهربون البدو يقومون بتهريب المخدرات والسلاح، يصلون الى المناطق الحدودية، وسبق أن فتحوا النار من اجل إبعاد وردع قوات الجيش. في هذه المرة كانت الحادثة خطيرة وفقط الرد السريع بالاضافة الى التنسيق الامني بين الجيش الاسرائيلي والجيش المصري أديا الى إنتهاء الحادثة دون سقوط أرواح في الجانب الاسرائيلي. تبادل اطلاق النار مع مهربين وخلايا ارهابية من الجهاد العالمي، وكذلك تواجد السنيين المتطرفين في سيناء، سيستمر رغم إكمال بناء الجدار على طول الحدود المصرية. لكن الاستعداد الدفاعي الفعال للجيش الذي يستند على تبادل المعلومات والتعاون مع المصريين يمكنه تقليص الأضرار في المستقبل ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


يجب عدم السكوت على هذا الوضع

بقلم: دان مرغليت، عن اسرائيل اليوم
لتعرض الفلسطيني لليهود في القدس يزداد عمقا، وهو انتفاضة تقريبا. ليس هناك يوم بدون حادثة عنيفة. الهدف الدائم هو القطار الخفيف، خسارة، لأنه يخدم اليهود والفلسطينيين في نفس الوقت. وسيكون من الحكمة اذا ما استطاع الطرفان إخراج القطار من ساحة المعركة الحاصلة في العاصمة.
لا يمكن القول إنه غير الممكن، فقد حرص الطرفان في السنوات الصعبة للانتفاضة على اخراج المستشفيات خارج الصراع الدموي، فقد حصلت في الشوارع اعمال تفجيرية صعبة ضد اليهود لكنها توقفت مع دخول سيارات الاسعاف.
واذا لم يحدث ذلك؟ فللقدس ذاكرة طويلة عندما قام الحريديون باحراق حاويات القمامة في أحيائهم – البلدية لم تقم باخلاء القمامة، وعندما ألقوا الحجارة على الحافلات – أصبحوا بدون مواصلات عامة. والامر ذاته ينطبق على الفلسطينيين. وحتى ينجح جون كيري في استئناف المفاوضات، وهو صاحب النية الطيبة ويدرك أن الوضع الحالي لا يمكنه أن يستمر الى الأبد، لكن جهوده حتى هذه اللحظة لم تأت بنتيجة – لا يجب أن توافق اسرائيل على انتفاضة مصغرة في عاصمتها، الآخذة في التعمق.
من الممكن أن ليس بالامكان الركوب أكثر على النمر الفلسطيني، والصراع الدموي سينطلق بدون رجعة، لكن من الممكن ايضا أنه قابل للسيطرة وتوجيهه من رام الله أو غزة.
مسألة مستوى العنف كان يجب أن تتضح منذ زمن. أحداث الحرم مقلقة، وهي ملزمة بعملية مزدوجة: من جهة نقول للعالم إن الحرب الكلامية للاردن لا أساس لها من الصحة، وهذا يستوجب اثباتات وبالذات الامتناع عن تغيير الوضع القائم في الحرم من قبل اسرائيل وبشكل أحادي.
من جهة ثانية على اسرائيل أن تُشمر عن أذرع الشرطة وتتواجد بشكل كبير، واستخدام قوات كثيرة، وهذا نوع من احباط الأحداث. فقط اذا استطاعت الشرطة وقوات الجيش من الوصول الى بؤرة الأحداث قبل وقوعها، قبل القاء الحجارة ودهس المارة الأبرياء، فهناك فرصة لكسب الوقت من اجل العملية السياسية في حال تم استئنافها. على هذا ينطبق المثل اليهودي – من قام ليلقِ عليك الحجارة عليك أن تقتله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
حان الوقت للعمل
نتنياهو ووزراؤه ملزمون بالمبادرة لمعالجة جذور النزاع وطرح حلول جدية

بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
الجواب على سؤال لماذا سفك دم رضيعة في العاصمة يجب أن يقدمه لسكان الدولة رئيس الوزراء ووزراؤه، لا ابو مازن ولا أي شخص آخر. توجد هنا حكومة، وهي المسؤولة على ما يجري في حدودها.
ثمة شيء ما باعث على اليأس في ردود الفعل التي يطلقها رئيس الوزراء، الوزراء والناطقون المختلفون في اعقاب مظاهر الانتفاضة الفلسطينية في القدس – المظاهر الآخذة في الازدياد وفقط بسبب الحرب في الجنوب لم تحظى بالانتباه المناسب.
نتنياهو يتهم ابو مازن بالتحريض، الوزراء يهددون برد مناسب يجب تعبيره في توسيع الاستيطان اليهودي في نطاق القدس، مع التشديد على التسلل الى لب لباب الاحياء العربية، والناطقون بلسان جهاز الامن يواصلون الشرح بان هذه اعمال فردية وليس انتفاضة منظمة. وأنا اقترح على كل المعقبين من نتنياهو وحتى آخر الوزراء – كفوا عن الثرثرة. خذوا المسؤولية. امنحونا الامن الشخصي الكامل. في القدس، عاصمة اسرائيل الموحدة، يستحق المواطنون، يهود وعربا المساواة الكاملة في الواجبات وفي الحقوق.
من اعتقد انه يمكن توجيه اصبع اتهام للسلطة الفلسطينية، حماس وداعش يقف الان عديم الوسيلة حيال واقع من شأن مواد الاشتعال فيه أن تحرق ليس فقط نطاق القدس بل واسرائيل بكاملها. لشدة الاسف، يمتنع نتنياهو عن اي مبادرة يمكنها أن تطفىء الاشتعال. وقد فضل الانشغال بتهديد النووي الايراني في الوقت الذي رفع فيه الفلسطينيون على مقربة من منزله الرسمي في شارع بلفور في القدس لواء الثورة ضد ما يسمونه «الاحتلال الاسرائيلي».
هناك أمور يمكن عملها: أولا ينبغي الشروع في مفاوضات على تسوية مكانة الاماكن المقدسة لليهود، المسلمين والمسيحيين في الحرم وفي شرقي القدس. الوضع الراهن الذي يقدسه نتنياهو في المدينة لن يساعد في تهدئة الخواطر. اضافة الى ذلك، على الجهاز السلطوي أن يكف عن السماح لجهات خاصة اجتياح الاحياء في شرقي القدس. اذا ما واصلت عمل ذلك معقول الافتراض بان رد الفعل الفلسطيني سيشتد. اذا كنا وحدنا المدينة، فلا يمكن أن نشعلها بكلتي يدينا.
بقدر ما يكون هذا من شأنه أن يبعث على الغضب، بالذات بعد «الجرف الصامد» تبين للفلسطينيين بان الاسرائيليين لا يفهمون سوى لغة القوة. والدليل على ذلك سيعطى في بداية الاسبوع القادم عندما سيواصل وفد حماس والوفد الاسرائيلي المفاوضات في القاهرة على اعمار قطاع غزة.

وتتابع الادارة الامريكية بقلق متزايد موجة العنف التي تجتاح القدس. ويعتقد الامريكيون بان انعدام الثقة بين نتنياهو وابو مازن عميق لدرجة أنه من الافضل لهما أن يبقيا الساحة لهذين الصقرين، وهم لا يسارعون الى طرح اقتراح للتسوية على الطاولة.
وهكذا، نتنياهو ووزراؤه، اولئك الذين يشجعون استمرار السيطرة والاقتحام للاحياء العربية واولئك الذين يتحدثون بصوت ضعيف عن الحاجة الى استئناف المفاوضات مع ابو مازن – مطالبون الان بالعمل. ولا يدور الحديث عن زيادة عدد وحدات الشرطة والمخابرات، التي تنتشر من الان في القدس، بل عن ضرورة معالجة جذور النزاع، طرح حلول تثبت حتى لاخر الفلسطينيين في القدس بان ليس للاسرائيليين نية في ابقائهم دون مجال حياة جغرافي.
كل هذه الامور يجب بالطبع أن تترافق وتصميم يوضح للفلسطينيين بان من يتجرأ على القاء حجر نحو الاسرائيليين او يحاول المس بالمواصلات العامة في الاحياء المختلفة في العاصمة، سيعاقب بلا رحمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
هناك تعاون آخذ في الازدياد بين المهربين ومنظمات الإرهاب في سيناء مثلما هو الحال مع حزب الله
النموذج اللبناني
بقلم: يوسي ميلمان،عن معاريف الاسبوع
على مدى بضع ساعات افترضت أوساط الجيش الاسرائيلي بان تكون الحادثة على الحدود المصرية قرب بلدة عزوز هجوما ارهابيا. ولقي هذا التقدير تعزيزا من بيان منظمة الارهاب السلفية أنصار بيت المقدس ـ التي هي فرع للقاعدة ويحتمل أن تكون أدت الولاء مؤخرا لداعش ـ بان رجالها نفذوا العملية. هذه هي المنظمة الاكثر جسارة بين المنظمات التي تعمل في سيناء. وهي مسؤولة عن اعمال التخريب المتكررة لانابيب ضخ الغاز الى الاردن والى اسرائيل، والذي توقف قبل نحو سنتين. وهي تقف خلف عدة حوادث لاطلاق النار نحو مواقع الجيش الاسرائيلي والمركبات على الحدود، ومسؤولة ايضا عن تسلل نشطاء الارهاب الى اسرائيل واطلاق الصواريخ نحو ايلات والعقبة.
وفقط بعد التحقيق بالحدث وتبادل التقديرات مع مصر، كجزء من التعاون الوثيق بين الدولتين، تبلور الاستنتاج بان هذا حدث جنائي. فقد حاول مهربون من سيناء نقل المخدرات الى رجال ارتباط كانوا بانتظارهم في الجانب الاسرائيلي.
وتوصلت اسرائيل ومصر الى هذا الاستنتاج في ضوء نتائج التحقيق الميداني. ففي الجانب المصري عثر على المخدرات، سلم بواسطته حاولوا تسلق الجدار الفاصل المتطور وأسلحة. وفي تبادل لاطلاق النار نشب في الحادثة قتل ستة مهربين واصيب رجل الارتباط الاسرائيلي.
في الجيش الاسرائيلي يعرفون الحادثة بانها «محاولة تهريب عنيفة للمخدرات»، مع التشديد على كلمة عنيفة. وليست هذه المرة الاولى بالطبع التي يحاول فيها بدو من سكان سيناء بالتعاون مع مجرمين في اسرائيل تهريب المخدرات. كما أن هذه ليست المرة الاولى التي يكون فيها المهربون مسلحين، وبالاساس للدفاع عن أنفسهم. ولكن مع ذلك فان هذه حالة شاذة. يبدو أن هذه هي المرة الاولى التي كان فيها المهربون مسلحين بصاروخ مضاد للدبابات ولم يترددوا في استخدامه عندما تبين لهم بان هذه هي قوة من الجيش الاسرائيلي – والتي اصيبت فيها الضابطة بجراح طفيفة وأحد رجال اتصالاتها اصيب بجراح خطيرة – حين اكتشفتهم القوة وهي توشك على احباط عملية التهريب.
سلاح المهربين وتطورهم – حيث انتشر بعضهم في كمين على مقربة من المكان – يزيدان الامكانية المعروفة في جهاز الامن وليس من يوم أمس – بانه يوجد تعاون، على هذا المستوى أو ذاك من التنسيق، بين المهربين ومجموعات الارهاب العاملة في سيناء وعلى رأسها أنصار بيت المقدس. وهذه العلاقة المتوثقة معقدة. معظم المهربين يعملون في الغالب بدوافع جنائية فقط. ولكن احيانا تكون هناك علاقات خذ واعطِ. مثل هذه العلاقات معروفة ايضا من لبنان. فحزب الله يسمح لتجار المخدرات بادخال بضائعهم الى اسرائيل مقابل الخدمات التي يتلقاها منهم: تهريب السلاح، مهام رقابة وتجسس وتشغيل عملاء. يمكن التقدير بان علاقات بصيغة مشابهة تتطور في سيناء
لقد كشفت الحادثة ايضا كم هي حساسة الحدود بين الدولتين. كل حادثة صغيرة، سواء كانت دوافعها جنائية أم ارهابية، من شأنها أن تشعل المنطقة. ومن أجل منع ذلك، اشتد التعاون والتنسيق الامني بين اسرائيل ومصر مثلما وجد تعبيره ايضا في الرد الناجع والسريع في حادثة أمس. للدولتين – ولا سيما للحكومة المصرية التي جعلت الموضوع ذا أولوية عليا – توجد مصلحة واضحة لاقتلاع الارهاب من سيناء والابقاء على حدود هادئة بين الدولتين.