Haneen
2014-11-04, 01:54 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 27/10/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
نظرية المؤامرة عند الدكتور أبو مازن
بقلم:رونين برغمان،عن يديعوت
حرم النزاع
نظرا لتصاعد المواجهات في القدس ستتخذ الشرطة اجراءات ستزيد من التوتر
بقلم:نداف شرغاي،عن إسرائيل اليوم
الحرم لنا
يجب الدفاع عن حقنا في الصلاة في جبل الهيكل مهما كلف الأمر دون اعتبار للعرب
بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
ليس مبتذلا
يستطيع الشر تغيير شكله كي يستمر أما نحن الاعلاميين فلم نعد قادرين على الكتابة عنه
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
اعترفوا أننا في حرب
إسرائيل تتعامل مع العنف تجاه اليهود كأمر يتراوح بين الجنحة والفعلة النكراء
بقلم:أفيشاي عبري،عن معاريف
</tbody>
نظرية المؤامرة عند الدكتور أبو مازن
بقلم:رونين برغمان،عن يديعوت
من بين الكتب الكثيرة والبالغ عددها 18 كتاب التي قام بتأليفها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوجد كتاب يحمل الوجه الآخر ويتحدث عن العلاقات السرية بين النازية وبين الحركة الصهيونية.
في كتابات أبو مازن والتي ترجمها المستشرق الدكتور آري كوهين «ان منظمة وهي الحركة الصهيونية قد قامت من أجل الدفاع عن شعب، وبعد ذلك شكت عنصر إبادة له، التاريخ يعلمنا عن قيصر روما نيرون الذي أحرق روما لكن نيرون مجنون، وهذا يعني انه غير مسؤول عن أفعاله. ويعلمنا التاريخ أيضا أن هناك قادة خانوا شعبهم وبلادهم وباعوهم للاعداء. لكن هؤلاء القادة قلة ووحدهم يتحملون المسؤولية عن افعالهم. ولكن عندما ترتبط حركة شعبية كبيرة وتعمل ضد شعبها فان ذلك أمر مخز «مثال عربي شعبي يقول: اذا حصل خلاف بين السارقين تنكشف السرقة. حين سيطر حزب مباي (العمل) في اسرائيل ونشأ خلاف بينه وبين الاصلاحيين، بدأت تتكشف حقائق كثيرة، وبدأت شاشة الاكاذيب تتمزق، لا نستطيع سوى القول ان الكثيرين من اعضاء الحركة الصهيونية والذين عايشوا فترة الحرب، ذهلوا من التعاون بين الصهاينة والنازيين، وبعد أن شاهدوا اعداد الضحايا الكبيرة بسبب العنصرية الالمانية اصيبوا بخيبة واحباط وبدأوا يكتبون ما رأوه وما شعروا به حيث جردوا أنفسهم من الاعمال والجرائم التي نفذتها الحركة الصهيونية، ووثائق الرايخ الثالث وصلت لايدي الكثيرين وكشفت عن العلاقة والتعاون بين النازية والحركة الصهيونية.
تمت مهاجمة أبو مازن في السنوات السابقة بسبب رسالة الدكتوراه التي حصل عليها في روسيا كونه شكك باعداد القتلى اليهود وعندما كان رئيس الحكومة الفلسطينية عام 2003 تحدث في مقابلة مع الصحفي عكيفا الدار قائلا: كتبت بشكل مفصل عن الكارثة واشرت انني لا اريد الدخول بالارقام والاعداد واقتبست جدال بين مؤرخين حيث قال احدهم ان العدد 12 مليون ضحية وقال آخر ان العدد وصل الى 800 الف لا توجد لدي رغبة بنقاش الاعداد، هذه جريمة لا تغتفر ضد الشعب اليهودي وضد الانسانية. الكارثة أمر فظيع ولا يستطيع أحد القول أنني انكرت الكارثة».
يشار الى أن أبو مازن يتحدث باللغة العربية بطريقة مختلفة عن تلك اتي يتحدث فيها للصحافة الاسرائيلية او الامريكية. ففي مقابلة مع «الميادين» اللبنانية عام 2013 دافع عن اطروحة الدكتوراه الخاصة به وعن كتابه حيث قال انه مستعد لمواجهة كل من يدعي ان الصهيونية لم تكن على علاقة مع النازية قبل الحرب العالمية الثانية.
من خلال تتبع ودراسة قام بها المستشرق الدكتور آري كوهين يتبين ان الرئيس الفلسطيني يتحدث ويكتب بالانجليزية بطريقة مختلفة عن ما يقوله وينشره بالعربية. وحقيقة انه تم نشر الكتاب في الآونة الاخيرة على حساب السلطة وموصى عليه في الموقع الالكتروني الخاص بابو مازن هذه الحقائق تنفي ما قاله بالسابق ان الكتاب مجرد رسالة دكتوراه نشرت قبل 30 عام قد يكون ابو مازن مؤمنا أن الكارثة هي العمل الافظع ضد البشرية، لكنه مستمر بنشر أمور تشوه الحقائق التاريخية كما يقول الخبراء.
حسب معلومات امنية، قام ابو مازن في حينه باعطاء أمر لباحثين وخبراء فلسطينيين بالبحث والتنقيب في الوثائق الفلسطينية والارشيف الفلسطيني في لبنان لدراسة ماهية العلاقة بين الصهيونية والنازية وكذلك علاقات بين الفاشية وحركة ليحي قبل الحرب العالمية الثانية. وحسب معلومات امنية لقد حصل الارشيف الفلسطيني على نشرات من المانيا الشرقية تتحدث عن التعاون بين الامبريالية والحركة الصهيونية والنازية.
وتفيد المعلومات الامنية ان المادة تم ترجمتها من الالمانية للعربية، وان وثائق ومواد باللغة العبرية قام احد العاملين في الارشيف وهو عربي اسرائيلي كان ينسق المواد ويترجمها ويضعها أمام محمود عباس.
عام 1984 اي بعد قبول رسالته الدكتوراه بعامين تم نشرها في عمان وعلى الغلاف صورة جندي اسرائيلي يلبس خوذة وعليها نجمة داود والى جانبه جندي نازي يلبس خوذة عليها الصليب المعقوف، وفي اصدارات لاحقة تم تغيير الغلاف.
يقول الدكتور آري كوهين ان الكتاب يتناول ظاهريا اتفاق نقل الممتلكات عام 1933 والذي وقعته الحركة الصهيونية مع النازية لنقل املاك عشرات الاف اليهود من المانيا لاسرائيل. ولكن الكتاب يتناول فعليا الاطروحة التي يقدم فيها عباس لائحة اتهام ضد الصهيونية وزعمائها، من بن غوريون ومن سبقه. عمليا يقول عباس انهم المجرمون الاضافيون الذين تعاونوا مع النازيين وهم مسؤولون عن إبادة شعبهم في الكارثة. يقول انهم اخذوا جزءا من ذلك، وهيأوا الظروف عن قصد لعمليات كثيرة لانقاذ اليهود، وأثاروا سخط وحقد الحكومات على اليهود بهدف تسريع الهجرة مع رفع نسبة الحقد عليهم والاعمال الانتقامية ضدهم وكل ذلك بالتنسيق مع الرايخ الثالث.
«النصف الثاني» من المسؤولية عن أحداث الحرب تتحمله ايضا الحركة الصهيونية التي هي حسب عباس تعاونت مع النازيين. «عندما نتناول التفكير الصهيوني المعلن، الذي يقتنع ويؤمن به الصهاينة، نجد أنهم يؤمنون بالنقاء العرقي اليهودي، كما آمن هتلر بنقاء العرق الآري، والحركة تطالب بايجاد حل جذري للمسألة اليهودية في أوروبا عن طريق الهجرة الى فلسطين. هتلر نادى أيضا بذلك وطبقه. دافيد بن غوريون عرّف الحركة الصهيونية على أنها حركة هجرة فقط، وكل من لا يهاجر فهو كافر بالتوراة، وبذلك لا يعتبر يهودي».
ولماذا احتاج رؤساء الحركة الصهيونية الى العلاقة مع القيادة النازية؟ السبب حسب عباس هو أن الصهيونية لم تستطع قبل الحرب العالمية الثانية إثارة الحماسة لدى اليهود في اوروبا. «يهود اوروبا عامة ويهود شرق اوروبا خاصة لم يتبنوا الصهيونية ولم يؤمنوا بها. البيت القومي لليهود لم يهمهم أبدا، لذلك عندما حصلت لهم الكارثة لم يهتم العالم الحر بهم، وأول من أهملهم هم الصهاينة الذين سكنوا في القدس، اولئك الذين سيطرت عليهم رغبة البقاء في السلطة».
الدكتور كوهين: «من قراءة كاملة للكتاب يتضح أنه حسب عباس، اعتبر زعماء الصهاينة أن ملاحقة اليهود والتعرض لهم هو أمر مقبول ومطلوب من اجل دفعهم للهجرة الى ارض اسرائيل. وحسب قوله كانت كل الوسائل مبررة لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك التعاون مع النازية».
في هذا السياق يقول عباس: «معروف جيدا أن الدافع للسامية هو الملاحقة والقمع، وهذا أمر مقبول على الحركة الصهيونية. الاستنتاج من هذه الافكار هو أنه أعطي ضوء أخضر لكل عنصري في العالم وعلى رأسهم هتلر والنازية لعمل ما يريدون باليهود طالما أن ذلك يضمن هجرة اليهود الى فلسطين. ولم تكتفِ الصهيونية باعطاء الضوء الاخضر بل طلبت مزيدا من الضحايا كي تتساوى مع ضحايا شعوب أخرى في هذه الحرب، لأنها اعتقدت أن رفع عدد الضحايا يرفع من مستوى الحقوق ما بعد الحرب، أي عند توزيع الغنائم».
وهكذا، حسب قول عباس، رفضت الحركة القيام بعمليات انقاذ لآلاف اليهود في هذه الدول خلال الكارثة، وإنما كانت رغبتها زيادة عدد الضحايا من اجل الحصول على أكبر قدر من الحقوق في نهاية الحرب.
كل من حاول قول الحقيقة دفع حياته ثمنا لذلك، حسب قول عباس. آيخمان مثلا، الموساد لم يقم باختطافه من الارجنتين بسبب مسؤوليته عن جرائم النازية وانما كونه بدأ يكتب ويقول الحقيقة حول من يقف وراء هذه الجرائم.
عباس يضخم نظرية المؤامرة عندما يتحدث عن التعرض الى اسرائيل كاستنر، الذي تعرض له الموساد وقتله لأنه كان يريد الحديث في المحكمة عن تفاصيل المؤامرة الصهيونية النازية.
يتناول عباس في كتابه موضوع اللاسامية في الدول العربية ويقول إنه لم تكن هناك لاسامية ضد اليهود في هذه الدول، وإن كانت هناك اعمال عنف ضد اليهود فهي بسبب تدخلات خارجية أعطت هؤلاء اليهود حقوقا زائدة مثلما فعلت فرنسا حينما أعطت الجنسية الفرنسية ليهود المغرب لكي يكون لها موطيء قدم هناك، ومنح المواطنة يزيد من التوتر بين اليهود والمسلمين.
ويتغاضى عباس عن الملاحقة التي تعرض لها اليهود في الدول العربية. حسب الدكتور كوهين فان عباس يتغاضى عن الملاحقة والطرد اللذين حصلا لليهود بين سنوات 1940 حتى 1970، حيث طُرد عشرات آلاف اليهود من العراق، مصر، ليبيا، اليمن والجزائر. المئات قتلوا في هذه الدول ودول اخرى فقط لكونهم يهودا، وقد تمت مصادرة أملاكهم.
في كتاب آخر لعباس «الصهيونية بداية ونهاية»، يقول إن الصهيونية تشكل خطرا علينا وعلى اليهود ايضا. باستطاعة العرب واليهود العودة الى ما قبل الصهيونية حيث يوجد مكان للجميع وبامكان الجميع التعايش في أمن وسلام.
يطالب الدكتور كوهين بازالة الكتابين من الموقع الخاص بالرئيس محمود عباس، ومراعاة مشاعر الناجين من الكارثة وملايين الاسرائيليين، وبعتبر أن هذه الكتب تحمل دعاية كاذبة ولاسامية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرم النزاع
نظرا لتصاعد المواجهات في القدس ستتخذ الشرطة اجراءات ستزيد من التوتر
بقلم:نداف شرغاي،عن إسرائيل اليوم
هكذا يندلع الحريق في الحرم، أموال من صناديق اسلامية في أنحاء العالم، تتحول كدعم الى الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، الحركة التي يقف على رأسها الشيخ رائد صلاح. الحركة تدفع شهريا آلاف الشواقل لمئات النساء والرجال، الذين هم اعضاء المرابطين والمرابطات الذين يتواجدون منذ أشهر طويلة في الحرم. ظاهريا هم مجموعات تعليم ساذجة هدفها التعمق في كتب الاسلام. وفعليا هذا أمر مختلف تماما.
كل يهودي ذهب الى الحرم يعرف عنهم، هم مجموعات من المحتجين والمحتجات يصرخون الله أكبر، يحيطون بالمجموعات اليهودية، يهتفون ويشتمون. احيانا يستمر الصراخ لعدة ساعات، وأصحاب القلوب الضعيفة لا يصمدون. الجنود في الحرم لا ينجحون دائما، يحثون المصلين اليهود على انهاء المسار القصير الذي تمت الموافقة عليه في أسرع وقت ممكن، المهم الخروج من هناك بسلام. هذا الامر مستمر منذ ما يقرب من عام، وزيارات اليهود في الحرم قصيرة جدا.
شهدت الاشهر الاخيرة تصعيدا كبيرا، ولا يلوح أي تغيير في الأفق. ليس الحديث فقط عن صيحات وشتائم، فقد تحول الحرم الى ملجأ للمخلين بالنظام ومخزنا للسلاح الخفيف، الحجارة والحصى والزجاجات الحارقة والقضبان الحديدية. مثل باقي المناطق فان الموضة الاكثر انتشارا في القدس هي الالعاب النارية، حيث يقوم المسلمون باطلاقها مباشرة باتجاه الشرطة والزوار اليهود، وفي الخلفية زيارات اليهود في الحرم، هذه الزيارات التي ازدادت وتوسعت في الآونة الاخيرة. ويُشار الى أن هذه الزيارات تتم بشكل قانوني وباذن مسبق.
عشية عيد العرش، وفي هذا الاسبوع ايضا، سجلت أرقام قياسية للعنف. الاصابة بالمفرقعات قد تتسبب باصابة بالغة وقاتلة ايضا، وهذا لم يحدث حتى اليوم. لكن رجال الشرطة أصيبوا بالمفرقعات وهم يُعالجون في المستشفى. المفرقعات التي تحتوي على بودرة حريق سوداء يتم شراءها بتمويل من فتح وحماس، ويتم تهريبها الى داخل الحرم من خلال ملابس النساء المسلمات، وحفاظا على احترامهن لا يقوم أحد بتفتيش أغراضهن. المُخلون بالنظام يصلون قبل أن تقوم الشرطة بوضع القيود على الدخول بيوم أو يومين، حيث تسمح بالدخول لكبار السن فقط. وحين تقوم الشرطة بوضع هذه القيود يكون المُخلون بالنظام قد ناموا يوما أو يومين داخل الحرم.
تقوم فتح وحماس بتأجيج النار، مجموعات المرابطات يجلسون مع بعضهم البعض، والحرم بالنسبة اليهم هو قلب الاجماع، وأبو مازن الذي دعا في هذا الاسبوع الى منع اليهود من تدنيس الاقصى، يعود ويقول ما يقوله كل مسلم في أنحاء العالم.
منذ بداية القرن الماضي وفي أيام «المفتي الكبير»، ولا سيما بعد حرب الايام الستة، يعود المسلمون ويقولون إن اليهود ينوون بناء الهيكل المزعوم. وبمجرد وجودهم فانهم يُدنسون المدينة. الزيت الذي يصبونه على النار هو عبارة «الاقصى في خطر». والغريب هنا أن إصبع الاتهام موجهة لاسرائيل وحكومتها، حيث منحت المسؤولية عن الحرم للأوقاف والتي بدورها تمنع اليهود من الصلاة فيه. إلا أن الحقائق لا تحتل موقع أساسي هنا، وتسيطر على الحوار الأكاذيب. فحسب الرواية العربية اسرائيل تحفر تحت الحرم من اجل التسبب في انهياره، وهي ستقوم بقصف الحرم بالصواريخ، وتريد افتعال هزة ارضية اصطناعية لأجل هدم الحرم، وكذلك موجات برق اصطناعية.
في نظر المسلمين هناك رابط بين «الاقصى في خطر» وبين اليهود الذين يدنسون القدس الاسلامية، وبين الاف اليهود الذين يريدون زيارة الحرم، حيث الحديث عن سياح أو يهود علمانيين. عادة تنتهي الزيارات بسلام، وعند الحديث عن يهود بلباس ديني حتى وان كانوا الاكثر انضباطا وسذاجة فان المسلمين يخرجون عن طوعهم، لا يوجد هنا معسكرات وخلافات واشخاص مركزيين مثل نجاح بكيرات والذي ينتمي الى حماس أو عدنان غيث مسؤول فتح في القدس.
التنسيق مع المملكة الاردنية الهاشمية وزيارات ضباط الشرطة الدائمة للقصر الملكي لا يستطيع التخفيف من حدة الكلمات التحريضية في الاردن ضد اسرائيل التي تسمح لليهود بالذهاب الى الحرم.
تهديد لن يتحقق
الشرطة موجودة على جبهة المواجهة المعقدة والمندلعة بشكل يومي تقريبا، تقوم بالكثير من الاعتقالات وتمكن اليهود من زيارة الحرم، واحيانا كثيرة تمنعهم من الدخول الى الحرم، وتقوم بالتحاور مع الجهاز القضائي الاسرائيلي في محاولة يائسة للحصول على ادوات لمواجهة الموقف، كانت الشرطة تود منع تواجد المرابطون ومنع وصول الناشطين المسلمين من المثلث والجليل ولكن لان الحديث عن مواطنين اسرائيليين وليس سكان الضفة الغربية فان القانون لا يسمح لها بذلك، الاداة المركزية التي تقوم الشرطة باستخدامها هي تقييد عدد المسموح لهم بدخول الاقصى من المسلمين حيث تمنع من هم دون الـ 40 او الـ 50 من الدخول الا ان ذلك لا ينجح دائما لانها تحتاج الى انتشار اوسع وتحتاج الى اعداد كبيرة من الشرطة.
من خلال النقاشات الكثيرة بين ضباط الشرطة والاوقاف الاسلامية، تتحدث الشرطة عن امكانية تخصيص اوقات لزيارة الحرم لكل طرف من الطرفين على حده مثلما هو حاصل في الحرم الابراهيمي «العنف الذي تستخدمونه يستفيد منه المتطرفون اليهود وقد يدفعنا في نهاية المطاف الى هذا الامر».
هذا التهديد الذي هو حلم حركات الهيكل واعضاء كنيست كثيرين يعتبر صعب وفيه اشكاليات: أولا، الواقع السياسي والدولي حاليا حيث أن هذه التهديدات تؤكد ما يقوله المسلمون منذ سنوات. وهذا التهديد لا تستطيع اية حكومة اسرائيلية تطبيقه.
ثانيا، هذا التهديد الذي يؤكد ما يقوله المسلمون حول الخطط والنوايا الاسرائيلية لا يردع ولا يخيف حماس والجناح الشمالي للحركة الاسلامية وانما على العكس فانه يزيد من التوتر والحريق.
اختار وزير الامن الداخلي اسحق اهرنوفيتش هذا الاسبوع للتلويح بسيف آخر حين أعلن انه يدرس امكانية اغلاق الحرم بشكل مؤقت بوجه المسلمين اذا لم يتمكن اليهود من زيارة الحرم بأمان، امكانية اخرى يتم تدارسها وراء الكواليس هي أن تقوم الشرطة بكسر الحظر الذي فرضته على نفسها بعدم اقتحام المسجد الاقصى حيث تحول الى معقل وملجأ للمخلين بالنظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحرم لنا
يجب الدفاع عن حقنا في الصلاة في جبل الهيكل مهما كلف الأمر دون اعتبار للعرب
بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
ليست المسألة مسألة يمين ويسار، على افتراض أن اليسار العقلاني ما زال يرى بالقدس الموحدة عاصمة اسرائيل في أي تسوية. آن الأوان للاعتراف بأننا أمام حرب عربية فلسطينية «انتفاضة شعبية» موجهة من قبل جهات في السلطة والحركة الاسلامية الاسرائيلية وجهات اسلامية في العالم، بما في ذلك منظمات يسارية تريد تدمير حلم توحيد المدينة.
لا يوجد شيء عفوي: الاجهزة الامنية تعرف جيدا مصادر الارهاب في العاصمة وعليها معالجتها بمنهجية. محظور الاخلال بالنظام، وحكم رمي الحجارة كحكم اطلاق النار، صفر تحمل.
عرب المنطقة والعالم يقرأون الاصوات بيننا، ودائما يُلقون المسؤولية عن كل أمر يحدث علينا. نحن المسؤولون عن قتل الطفلة بسبب تواجدنا في ارض آبائنا في قرية سلوان في مدينة داوود وفي شرقي القدس. هذا الادعاء ينطوي على العنصرية وكأن العرب غير مسؤولين عن أفعالهم. وهذه هي طبيعتهم، دهس طفلة أو اطلاق صواريخ على بيوت الاولاد، طالما أن اليهود يتصرفون عكس التوقعات.
نحن لا نحيا من أفواه هذه العناصر الهامشية حتى وإن أعطاهم العالم منصة أكبر من حجمهم. وسائل الاعلام العالمية تحب اللاساميين، فاذا أقر اليهود أنهم مذنبون فانه بالامكان تأييد الاشتعال أكثر فأكثر، ولكن المعادلة عكس ذلك تماما: يهود أكثر في كل مكان يعني أمن أكثر.
لا للاعتذار، لا للخوف
اذا لم يستطع اليهود شراء البيوت بالمال والسكن في القدس السيادية التي يسري عليها القانون الاسرائيلي كما يسري في تل ابيب، فاننا نفقد حق الادعاء بكل ارض اسرائيل. اذا لم يستطع اليهود الوصول الى الحرم وتلاوة كلمات عمرها آلاف السنين قبل أن يسمع أحد عن الاسلام فانه لا مناص من اغلاق الحرم كليا في وجه المسلمين ايضا.
على العرب في المنطقة أن يدفعوا ثمنا كبيرا بسبب سلوكهم في الحرم خاصة وفي العاصمة عامة. نحن اليهود جعلنا من القدس ما هي عليه الآن، عدنا الى البيت ويجب أن نتصرف كأصحاب للبيت. لا نعتذر ولا نخاف. عودة صهيون وبناء القدس ليست مصلحة الشعب اليهودي فقط: هذا حلم تاريخي للعالم الحر كله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ليس مبتذلا
يستطيع الشر تغيير شكله كي يستمر أما نحن الاعلاميين فلم نعد قادرين على الكتابة عنه
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
إن السوء الاسرائيلي . إنه مليء بالاختراعات والتجديدات، اضافة الى كونه عمليا منذ القِدم، إنه مثل المياه التي تخلخل وتخرج من اماكن مجهولة، ولكنه ليس مثل الفيضانات لأنه لا ينتهي، وليس مثل الفيضانات لأنه يصيب البعض ولا يشعر به البعض الآخر.
عبقرية السوء الاسرائيلي هي في قدرته على التخفي بالوداعة والحرص، واعطاء سبب آخر لبرنار آنري ليفي وايلي فيزل لأن يمتدحا الدولة اليهودية في مقالات منتشرة جدا.
خذوا مثلا الاختراع الزراعي الاسرائيلي: يومين حتى خمسة ايام عمل في الارض في السنة، اسقاط كامل لمدة 360 يوم في السنة، كل سنة. جيشنا الرحيم والكريم يسمح لعشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية بالعمل لمدة ثلاثة أو أربعة أو خمسة ايام في السنة، وهذا كي يدافع عنهم في وجه المستوطنين الاسرائيليين، أي، باختصار يهود. وفي باقي ايام السنة فان الارض غير مرغوب فيها.
خُذوا مثلا قرية دير الحطب، نصف الدونمات الـ 12 ألف يحرثها مستوطنو ألون موريه وبؤرها الاستيطانية. سكان القرية ممنوعون من استخدام 6 آلاف دونم من اراضيهم، ومن التنزه فيها أو الرعي أو تغيير المحاصيل أو الحراثة أو التعشيب أو مشاهدة العصافير أو نقل المعلومات الزراعية للجيل الجديد. مسموح لهم المجيء فقط مرتين الى ثلاث في السنة، لقطف الزيتون الذي نما بفضل الله من خلال الامطار ولم يستطع الاسرائيليون سرقته.
العمل الشيطاني يتميز بطول النفس، ويعرف أن الارض التي لا يستطيع اصحابها من دخولها مدة 360 يوم في السنة لن تختفي، وتتحول بالفعل لتصبح ارض المعتدي الذي يحب الطبيعة والتنزه والرعي. حسب ما كتب على لافتة عند الخروج من ألون موريه: «أن يكون إلهنا وإله آباءنا معنا ويرشدنا للسلام وينقذنا من أيدي كل عدو في الطريق، وأن ينقذنا من الكوارث والاعمال المعادية طول الوقت».
خُذوا دير الحطب وضاعفوها… كم مرة؟ 70 قرية، 100؟ أضيفوا نبع دير الحطب، مصدر المياه منذ أيام الأجداد الذي تحول الى بركة سباحة لليهود فقط، في الشارع المغلق في وجه الفلسطينيين الذي يؤدي الى ألون موريه، إضربوه بعشرات الينابيع التي لاقت نفس المصير.
قوموا بتجميع الكل وستحصلون على اختراع اسرائيلي جديد: كيف تقتلون الانسان بدون استخدام المتفجرات والسكين، كيف تُخلوه من الداخل، كيف تحرمون المزارعين من الشيء الأغلى عليهم، ليس فقط مصدر رزقهم ومستقبل اولادهم وإنما ايضا علاقات الحب والجذور مع الارض، الموجودة بدون آيات شيطانية وبدون سخاء قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية.
عبقرية السوء الاسرائيلي بانقسامه الى عدد لانهائي من الذرات، حالات فردية لا يستطيع العقل البشري استيعابها، وتعريف واحد لا يستطيع التعبير عنها. نكتب عن ارض مسروقة، أو نتنازل عن البيت المهدم، نتنازل عن الاثنين ونكتب عن منع زيارات العائلات في السجن، ولكن لن يتبقى وقت للكتابة عن المداهمات العسكرية لبيت فيه أولاد خائفين وأجواء الاثارة في الوحدة أو الكتيبة.
لقد انتهت الايام التي بحثنا فيها عن الجندي الذي يسدد السلاح، وهذا سيكون على حساب الايام المطلوبة لوصف تشعب الحصار على غزة في ظل الوعود بالتخفيف. نكتب عن التخفيف وننسى أن القطاع مستمر كسجن لـ 1.8 مليون انسان. نكتب عن المعتقل فيقولون أننا نكرر أنفسنا. نكتب عن 40 بالمئة من البطالة في قطاع غزة، 40 خريج تمريض في جامعة القدس، فقط 7 منهم وجدوا عمل، ويقولون لنا ما علاقتنا بذلك.
الشر يتميز بتجنيد متعاونين متكلمين، «انتفاضة في القدس»، قال أحد العناوين، متى سنختار عنوان يقول إن التمييز متجذر فينا وموجه ضد الفلسطينيين من وزارة الداخلية وبلدية القدس والتأمين الوطني على مدى عشرات السنين؟ لا يمكن ذلك، فهذا طويل جدا كعنوان واحد. أو «المس بحقوق الانسان»، هو تعريف تخطيء به كاتبة هذه السطور ايضا. تعريف يدفع بك الى الحديث عن الضحية، وهي كلمة متعاونة مللنا منها، بدلا من الحديث عن الجُناة.
لاعتبارات الحفاظ على ضغط الدم لم نتناول المجرم الذي يقتل الاولاد بأيدي قوات الامن الاسرائيلية، والتجاهل الاسرائيلي الجماعي للاشتعال الذي لا يمكن منعه مع كل ولد يتم دفنه وجسمه مملوء بالرصاص، بالشر الموجود في كلمات مصوغة بشفافية وكأنها موضوعية. قتل؟ جنود اسرائيليون يطلقون النار على أولاد فلسطينيين لأن هذه وظيفتهم، وهم يدافعون عن العمل الجماعي. ومن الغريب جدا أن القليل من الاسرائيليين يذهبون الى خارج البلاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اعترفوا أننا في حرب
إسرائيل تتعامل مع العنف تجاه اليهود كأمر يتراوح بين الجنحة والفعلة النكراء
بقلم:أفيشاي عبري،عن معاريف
ردا على قتل الرضيعة في القدس والغضب الجماهيري من الاهمال الشرطي في العاصمة، نشرت شرطة اسرائيل على صفحة الفيسبوك فيلم فيديو التقطه منطاد رقابة جديد يحوم في منطقة شعفاط. ويظهر في الفيلم كيف أن الكاميرا تشخص وتتابع، بجودة تصوير فائقة، راشقي الحجارة على القطار الخفيف وافراد الشرطة الذين يطاردون الراشقين ويمسكون بهم.
قلبي يتفطر على الشرطة وعلى مساعي الناطقات عديمات الاساس بلسانها. مساعٍ عابثة. خسارة على المال الذي يكلفه هذا المنطاد المتطور وباهظ الثمن، وخسارة على المال الذي يكلفه كل موظفي الدولة الذي يشغلونه، وخسارة على الجهود الكثيرة التي يبذلها افراد الشرطة المساكين الذين يرسل بهم ليركضوا خلف راشقي الحجارة في ظل تعريض أنفسهم للخطر. خسارة على الجهود لانه حتى اذا امسكوا بهم فلن يفعلوا لهم شيئا.
ماذا يحصل لراشقي الحجارة؟ في السيناريو الاكثر تكرارا، اذا ما رشقوا واصابوا واحد ما، فإن قتل سيقدمون الى محاكمة جنائية عادية مع دفاع بتمويل من الدولة.
واذا ما ادينوا في المحاكمة، بعد الزمن الذي قضوه على حساب دافع الضرائب الاسرائيلي في المعتقل وبعد الخدمة الطيبة من المحامي الذي موله دافع الضرائب الاسرائيلي، يتلقون، في افضل الاحوال عددا من منزلة واحدة من السنين في منظومة التعليم لدى حماس التي تسمى «السجن الاسرائيلي»، وعندها يعودون الى بيوتهم كمخربين مؤهلين، جاهزين ووفيرين لمحاولة القتل التالية التي ستقع ليس بالحجر، بل بالبندقية او بالسيارة. بالضبط مثل قاتل الرضيعة الحالي وبعض قتلة الفتيان الثلاثة، كلهم خريجو السجن الاسرائيلي. هذا هو السيناريو المتكرر جدا.
في السيناريو الاقل تكرارا: لا شيء. رشقوا حجارة، ماذا في ذلك؟ على ماذا يمكن محاكمتهم؟
فالمغتصبون المدانون يسجنون لثلاث سنوات ـ فكم من السنين سيعطي الجهاز القضائي من ادين برشق حجر لم يصب احد؟ ولكن هذا لا شيء، إذ في السيناريو الاكثر انتشارا لا يصلون على الاطلاق الى المحكمة. لماذا؟ قسم كبير منهم هم تحت سن المسؤولية الجنائية، لا يوجد في القانون مادة اتهام لهم. يكشرون في وجوههم لاخافتهم، وربما ليلة في المعتقل وبعدها الى البيت.
ان دولة اسرائيل تتعامل مع العنف تجاه اليهود كأمر يتراوح بين الجنحة والفعلة النكراء. وطالما لم يفهم رئيس الوزراء نتنياهو، المسؤول الوحيد عن الامن في القدس بان هذه حرب بكل معنى الكلمة، فلن يتغير وضع الامن الشخصي لليهود في المدينة.
ولهذا فان قلبي يتفطر على الشرطة وعلى الجيش. فهم لا يبتكرون لانفسهم الاوامر. هم يتلقونها من الحكومة. أهرنوفيتش، بينيت، ليبرمان، لبيد، لفني وفوق الجميع نتنياهو. هؤلاء هم الاشخاص الذين يقررون ما تفعله وبالاساس ما لا تفعله الشرطة. لا يمكن الانتصار في الحرب عندما يكون المرء غير مستعدا لان يعترف بانه تقع حرب.
شرطة القدس وجنوبها، وبالطبع مواطنيها اليهود، القي بهم الى الحرب من قبل حكومة ترفض ان تعترف بان الحرب قائمة. ولكن الحروب لا تختفي اذا ما تجاهلناها، بل تحتدم فقط وهذا ما سيحصل في القدس رغم الوعود الوردية للمفتش العام دنينو، المنقطع عن الواقع. يا نتنياهو، اصحى، توجد حرب، ونحن لا يمكننا أن نسمح لانفسنا بان نخسرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيـــن 27/10/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
نظرية المؤامرة عند الدكتور أبو مازن
بقلم:رونين برغمان،عن يديعوت
حرم النزاع
نظرا لتصاعد المواجهات في القدس ستتخذ الشرطة اجراءات ستزيد من التوتر
بقلم:نداف شرغاي،عن إسرائيل اليوم
الحرم لنا
يجب الدفاع عن حقنا في الصلاة في جبل الهيكل مهما كلف الأمر دون اعتبار للعرب
بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
ليس مبتذلا
يستطيع الشر تغيير شكله كي يستمر أما نحن الاعلاميين فلم نعد قادرين على الكتابة عنه
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
اعترفوا أننا في حرب
إسرائيل تتعامل مع العنف تجاه اليهود كأمر يتراوح بين الجنحة والفعلة النكراء
بقلم:أفيشاي عبري،عن معاريف
</tbody>
نظرية المؤامرة عند الدكتور أبو مازن
بقلم:رونين برغمان،عن يديعوت
من بين الكتب الكثيرة والبالغ عددها 18 كتاب التي قام بتأليفها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوجد كتاب يحمل الوجه الآخر ويتحدث عن العلاقات السرية بين النازية وبين الحركة الصهيونية.
في كتابات أبو مازن والتي ترجمها المستشرق الدكتور آري كوهين «ان منظمة وهي الحركة الصهيونية قد قامت من أجل الدفاع عن شعب، وبعد ذلك شكت عنصر إبادة له، التاريخ يعلمنا عن قيصر روما نيرون الذي أحرق روما لكن نيرون مجنون، وهذا يعني انه غير مسؤول عن أفعاله. ويعلمنا التاريخ أيضا أن هناك قادة خانوا شعبهم وبلادهم وباعوهم للاعداء. لكن هؤلاء القادة قلة ووحدهم يتحملون المسؤولية عن افعالهم. ولكن عندما ترتبط حركة شعبية كبيرة وتعمل ضد شعبها فان ذلك أمر مخز «مثال عربي شعبي يقول: اذا حصل خلاف بين السارقين تنكشف السرقة. حين سيطر حزب مباي (العمل) في اسرائيل ونشأ خلاف بينه وبين الاصلاحيين، بدأت تتكشف حقائق كثيرة، وبدأت شاشة الاكاذيب تتمزق، لا نستطيع سوى القول ان الكثيرين من اعضاء الحركة الصهيونية والذين عايشوا فترة الحرب، ذهلوا من التعاون بين الصهاينة والنازيين، وبعد أن شاهدوا اعداد الضحايا الكبيرة بسبب العنصرية الالمانية اصيبوا بخيبة واحباط وبدأوا يكتبون ما رأوه وما شعروا به حيث جردوا أنفسهم من الاعمال والجرائم التي نفذتها الحركة الصهيونية، ووثائق الرايخ الثالث وصلت لايدي الكثيرين وكشفت عن العلاقة والتعاون بين النازية والحركة الصهيونية.
تمت مهاجمة أبو مازن في السنوات السابقة بسبب رسالة الدكتوراه التي حصل عليها في روسيا كونه شكك باعداد القتلى اليهود وعندما كان رئيس الحكومة الفلسطينية عام 2003 تحدث في مقابلة مع الصحفي عكيفا الدار قائلا: كتبت بشكل مفصل عن الكارثة واشرت انني لا اريد الدخول بالارقام والاعداد واقتبست جدال بين مؤرخين حيث قال احدهم ان العدد 12 مليون ضحية وقال آخر ان العدد وصل الى 800 الف لا توجد لدي رغبة بنقاش الاعداد، هذه جريمة لا تغتفر ضد الشعب اليهودي وضد الانسانية. الكارثة أمر فظيع ولا يستطيع أحد القول أنني انكرت الكارثة».
يشار الى أن أبو مازن يتحدث باللغة العربية بطريقة مختلفة عن تلك اتي يتحدث فيها للصحافة الاسرائيلية او الامريكية. ففي مقابلة مع «الميادين» اللبنانية عام 2013 دافع عن اطروحة الدكتوراه الخاصة به وعن كتابه حيث قال انه مستعد لمواجهة كل من يدعي ان الصهيونية لم تكن على علاقة مع النازية قبل الحرب العالمية الثانية.
من خلال تتبع ودراسة قام بها المستشرق الدكتور آري كوهين يتبين ان الرئيس الفلسطيني يتحدث ويكتب بالانجليزية بطريقة مختلفة عن ما يقوله وينشره بالعربية. وحقيقة انه تم نشر الكتاب في الآونة الاخيرة على حساب السلطة وموصى عليه في الموقع الالكتروني الخاص بابو مازن هذه الحقائق تنفي ما قاله بالسابق ان الكتاب مجرد رسالة دكتوراه نشرت قبل 30 عام قد يكون ابو مازن مؤمنا أن الكارثة هي العمل الافظع ضد البشرية، لكنه مستمر بنشر أمور تشوه الحقائق التاريخية كما يقول الخبراء.
حسب معلومات امنية، قام ابو مازن في حينه باعطاء أمر لباحثين وخبراء فلسطينيين بالبحث والتنقيب في الوثائق الفلسطينية والارشيف الفلسطيني في لبنان لدراسة ماهية العلاقة بين الصهيونية والنازية وكذلك علاقات بين الفاشية وحركة ليحي قبل الحرب العالمية الثانية. وحسب معلومات امنية لقد حصل الارشيف الفلسطيني على نشرات من المانيا الشرقية تتحدث عن التعاون بين الامبريالية والحركة الصهيونية والنازية.
وتفيد المعلومات الامنية ان المادة تم ترجمتها من الالمانية للعربية، وان وثائق ومواد باللغة العبرية قام احد العاملين في الارشيف وهو عربي اسرائيلي كان ينسق المواد ويترجمها ويضعها أمام محمود عباس.
عام 1984 اي بعد قبول رسالته الدكتوراه بعامين تم نشرها في عمان وعلى الغلاف صورة جندي اسرائيلي يلبس خوذة وعليها نجمة داود والى جانبه جندي نازي يلبس خوذة عليها الصليب المعقوف، وفي اصدارات لاحقة تم تغيير الغلاف.
يقول الدكتور آري كوهين ان الكتاب يتناول ظاهريا اتفاق نقل الممتلكات عام 1933 والذي وقعته الحركة الصهيونية مع النازية لنقل املاك عشرات الاف اليهود من المانيا لاسرائيل. ولكن الكتاب يتناول فعليا الاطروحة التي يقدم فيها عباس لائحة اتهام ضد الصهيونية وزعمائها، من بن غوريون ومن سبقه. عمليا يقول عباس انهم المجرمون الاضافيون الذين تعاونوا مع النازيين وهم مسؤولون عن إبادة شعبهم في الكارثة. يقول انهم اخذوا جزءا من ذلك، وهيأوا الظروف عن قصد لعمليات كثيرة لانقاذ اليهود، وأثاروا سخط وحقد الحكومات على اليهود بهدف تسريع الهجرة مع رفع نسبة الحقد عليهم والاعمال الانتقامية ضدهم وكل ذلك بالتنسيق مع الرايخ الثالث.
«النصف الثاني» من المسؤولية عن أحداث الحرب تتحمله ايضا الحركة الصهيونية التي هي حسب عباس تعاونت مع النازيين. «عندما نتناول التفكير الصهيوني المعلن، الذي يقتنع ويؤمن به الصهاينة، نجد أنهم يؤمنون بالنقاء العرقي اليهودي، كما آمن هتلر بنقاء العرق الآري، والحركة تطالب بايجاد حل جذري للمسألة اليهودية في أوروبا عن طريق الهجرة الى فلسطين. هتلر نادى أيضا بذلك وطبقه. دافيد بن غوريون عرّف الحركة الصهيونية على أنها حركة هجرة فقط، وكل من لا يهاجر فهو كافر بالتوراة، وبذلك لا يعتبر يهودي».
ولماذا احتاج رؤساء الحركة الصهيونية الى العلاقة مع القيادة النازية؟ السبب حسب عباس هو أن الصهيونية لم تستطع قبل الحرب العالمية الثانية إثارة الحماسة لدى اليهود في اوروبا. «يهود اوروبا عامة ويهود شرق اوروبا خاصة لم يتبنوا الصهيونية ولم يؤمنوا بها. البيت القومي لليهود لم يهمهم أبدا، لذلك عندما حصلت لهم الكارثة لم يهتم العالم الحر بهم، وأول من أهملهم هم الصهاينة الذين سكنوا في القدس، اولئك الذين سيطرت عليهم رغبة البقاء في السلطة».
الدكتور كوهين: «من قراءة كاملة للكتاب يتضح أنه حسب عباس، اعتبر زعماء الصهاينة أن ملاحقة اليهود والتعرض لهم هو أمر مقبول ومطلوب من اجل دفعهم للهجرة الى ارض اسرائيل. وحسب قوله كانت كل الوسائل مبررة لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك التعاون مع النازية».
في هذا السياق يقول عباس: «معروف جيدا أن الدافع للسامية هو الملاحقة والقمع، وهذا أمر مقبول على الحركة الصهيونية. الاستنتاج من هذه الافكار هو أنه أعطي ضوء أخضر لكل عنصري في العالم وعلى رأسهم هتلر والنازية لعمل ما يريدون باليهود طالما أن ذلك يضمن هجرة اليهود الى فلسطين. ولم تكتفِ الصهيونية باعطاء الضوء الاخضر بل طلبت مزيدا من الضحايا كي تتساوى مع ضحايا شعوب أخرى في هذه الحرب، لأنها اعتقدت أن رفع عدد الضحايا يرفع من مستوى الحقوق ما بعد الحرب، أي عند توزيع الغنائم».
وهكذا، حسب قول عباس، رفضت الحركة القيام بعمليات انقاذ لآلاف اليهود في هذه الدول خلال الكارثة، وإنما كانت رغبتها زيادة عدد الضحايا من اجل الحصول على أكبر قدر من الحقوق في نهاية الحرب.
كل من حاول قول الحقيقة دفع حياته ثمنا لذلك، حسب قول عباس. آيخمان مثلا، الموساد لم يقم باختطافه من الارجنتين بسبب مسؤوليته عن جرائم النازية وانما كونه بدأ يكتب ويقول الحقيقة حول من يقف وراء هذه الجرائم.
عباس يضخم نظرية المؤامرة عندما يتحدث عن التعرض الى اسرائيل كاستنر، الذي تعرض له الموساد وقتله لأنه كان يريد الحديث في المحكمة عن تفاصيل المؤامرة الصهيونية النازية.
يتناول عباس في كتابه موضوع اللاسامية في الدول العربية ويقول إنه لم تكن هناك لاسامية ضد اليهود في هذه الدول، وإن كانت هناك اعمال عنف ضد اليهود فهي بسبب تدخلات خارجية أعطت هؤلاء اليهود حقوقا زائدة مثلما فعلت فرنسا حينما أعطت الجنسية الفرنسية ليهود المغرب لكي يكون لها موطيء قدم هناك، ومنح المواطنة يزيد من التوتر بين اليهود والمسلمين.
ويتغاضى عباس عن الملاحقة التي تعرض لها اليهود في الدول العربية. حسب الدكتور كوهين فان عباس يتغاضى عن الملاحقة والطرد اللذين حصلا لليهود بين سنوات 1940 حتى 1970، حيث طُرد عشرات آلاف اليهود من العراق، مصر، ليبيا، اليمن والجزائر. المئات قتلوا في هذه الدول ودول اخرى فقط لكونهم يهودا، وقد تمت مصادرة أملاكهم.
في كتاب آخر لعباس «الصهيونية بداية ونهاية»، يقول إن الصهيونية تشكل خطرا علينا وعلى اليهود ايضا. باستطاعة العرب واليهود العودة الى ما قبل الصهيونية حيث يوجد مكان للجميع وبامكان الجميع التعايش في أمن وسلام.
يطالب الدكتور كوهين بازالة الكتابين من الموقع الخاص بالرئيس محمود عباس، ومراعاة مشاعر الناجين من الكارثة وملايين الاسرائيليين، وبعتبر أن هذه الكتب تحمل دعاية كاذبة ولاسامية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرم النزاع
نظرا لتصاعد المواجهات في القدس ستتخذ الشرطة اجراءات ستزيد من التوتر
بقلم:نداف شرغاي،عن إسرائيل اليوم
هكذا يندلع الحريق في الحرم، أموال من صناديق اسلامية في أنحاء العالم، تتحول كدعم الى الجناح الشمالي للحركة الاسلامية، الحركة التي يقف على رأسها الشيخ رائد صلاح. الحركة تدفع شهريا آلاف الشواقل لمئات النساء والرجال، الذين هم اعضاء المرابطين والمرابطات الذين يتواجدون منذ أشهر طويلة في الحرم. ظاهريا هم مجموعات تعليم ساذجة هدفها التعمق في كتب الاسلام. وفعليا هذا أمر مختلف تماما.
كل يهودي ذهب الى الحرم يعرف عنهم، هم مجموعات من المحتجين والمحتجات يصرخون الله أكبر، يحيطون بالمجموعات اليهودية، يهتفون ويشتمون. احيانا يستمر الصراخ لعدة ساعات، وأصحاب القلوب الضعيفة لا يصمدون. الجنود في الحرم لا ينجحون دائما، يحثون المصلين اليهود على انهاء المسار القصير الذي تمت الموافقة عليه في أسرع وقت ممكن، المهم الخروج من هناك بسلام. هذا الامر مستمر منذ ما يقرب من عام، وزيارات اليهود في الحرم قصيرة جدا.
شهدت الاشهر الاخيرة تصعيدا كبيرا، ولا يلوح أي تغيير في الأفق. ليس الحديث فقط عن صيحات وشتائم، فقد تحول الحرم الى ملجأ للمخلين بالنظام ومخزنا للسلاح الخفيف، الحجارة والحصى والزجاجات الحارقة والقضبان الحديدية. مثل باقي المناطق فان الموضة الاكثر انتشارا في القدس هي الالعاب النارية، حيث يقوم المسلمون باطلاقها مباشرة باتجاه الشرطة والزوار اليهود، وفي الخلفية زيارات اليهود في الحرم، هذه الزيارات التي ازدادت وتوسعت في الآونة الاخيرة. ويُشار الى أن هذه الزيارات تتم بشكل قانوني وباذن مسبق.
عشية عيد العرش، وفي هذا الاسبوع ايضا، سجلت أرقام قياسية للعنف. الاصابة بالمفرقعات قد تتسبب باصابة بالغة وقاتلة ايضا، وهذا لم يحدث حتى اليوم. لكن رجال الشرطة أصيبوا بالمفرقعات وهم يُعالجون في المستشفى. المفرقعات التي تحتوي على بودرة حريق سوداء يتم شراءها بتمويل من فتح وحماس، ويتم تهريبها الى داخل الحرم من خلال ملابس النساء المسلمات، وحفاظا على احترامهن لا يقوم أحد بتفتيش أغراضهن. المُخلون بالنظام يصلون قبل أن تقوم الشرطة بوضع القيود على الدخول بيوم أو يومين، حيث تسمح بالدخول لكبار السن فقط. وحين تقوم الشرطة بوضع هذه القيود يكون المُخلون بالنظام قد ناموا يوما أو يومين داخل الحرم.
تقوم فتح وحماس بتأجيج النار، مجموعات المرابطات يجلسون مع بعضهم البعض، والحرم بالنسبة اليهم هو قلب الاجماع، وأبو مازن الذي دعا في هذا الاسبوع الى منع اليهود من تدنيس الاقصى، يعود ويقول ما يقوله كل مسلم في أنحاء العالم.
منذ بداية القرن الماضي وفي أيام «المفتي الكبير»، ولا سيما بعد حرب الايام الستة، يعود المسلمون ويقولون إن اليهود ينوون بناء الهيكل المزعوم. وبمجرد وجودهم فانهم يُدنسون المدينة. الزيت الذي يصبونه على النار هو عبارة «الاقصى في خطر». والغريب هنا أن إصبع الاتهام موجهة لاسرائيل وحكومتها، حيث منحت المسؤولية عن الحرم للأوقاف والتي بدورها تمنع اليهود من الصلاة فيه. إلا أن الحقائق لا تحتل موقع أساسي هنا، وتسيطر على الحوار الأكاذيب. فحسب الرواية العربية اسرائيل تحفر تحت الحرم من اجل التسبب في انهياره، وهي ستقوم بقصف الحرم بالصواريخ، وتريد افتعال هزة ارضية اصطناعية لأجل هدم الحرم، وكذلك موجات برق اصطناعية.
في نظر المسلمين هناك رابط بين «الاقصى في خطر» وبين اليهود الذين يدنسون القدس الاسلامية، وبين الاف اليهود الذين يريدون زيارة الحرم، حيث الحديث عن سياح أو يهود علمانيين. عادة تنتهي الزيارات بسلام، وعند الحديث عن يهود بلباس ديني حتى وان كانوا الاكثر انضباطا وسذاجة فان المسلمين يخرجون عن طوعهم، لا يوجد هنا معسكرات وخلافات واشخاص مركزيين مثل نجاح بكيرات والذي ينتمي الى حماس أو عدنان غيث مسؤول فتح في القدس.
التنسيق مع المملكة الاردنية الهاشمية وزيارات ضباط الشرطة الدائمة للقصر الملكي لا يستطيع التخفيف من حدة الكلمات التحريضية في الاردن ضد اسرائيل التي تسمح لليهود بالذهاب الى الحرم.
تهديد لن يتحقق
الشرطة موجودة على جبهة المواجهة المعقدة والمندلعة بشكل يومي تقريبا، تقوم بالكثير من الاعتقالات وتمكن اليهود من زيارة الحرم، واحيانا كثيرة تمنعهم من الدخول الى الحرم، وتقوم بالتحاور مع الجهاز القضائي الاسرائيلي في محاولة يائسة للحصول على ادوات لمواجهة الموقف، كانت الشرطة تود منع تواجد المرابطون ومنع وصول الناشطين المسلمين من المثلث والجليل ولكن لان الحديث عن مواطنين اسرائيليين وليس سكان الضفة الغربية فان القانون لا يسمح لها بذلك، الاداة المركزية التي تقوم الشرطة باستخدامها هي تقييد عدد المسموح لهم بدخول الاقصى من المسلمين حيث تمنع من هم دون الـ 40 او الـ 50 من الدخول الا ان ذلك لا ينجح دائما لانها تحتاج الى انتشار اوسع وتحتاج الى اعداد كبيرة من الشرطة.
من خلال النقاشات الكثيرة بين ضباط الشرطة والاوقاف الاسلامية، تتحدث الشرطة عن امكانية تخصيص اوقات لزيارة الحرم لكل طرف من الطرفين على حده مثلما هو حاصل في الحرم الابراهيمي «العنف الذي تستخدمونه يستفيد منه المتطرفون اليهود وقد يدفعنا في نهاية المطاف الى هذا الامر».
هذا التهديد الذي هو حلم حركات الهيكل واعضاء كنيست كثيرين يعتبر صعب وفيه اشكاليات: أولا، الواقع السياسي والدولي حاليا حيث أن هذه التهديدات تؤكد ما يقوله المسلمون منذ سنوات. وهذا التهديد لا تستطيع اية حكومة اسرائيلية تطبيقه.
ثانيا، هذا التهديد الذي يؤكد ما يقوله المسلمون حول الخطط والنوايا الاسرائيلية لا يردع ولا يخيف حماس والجناح الشمالي للحركة الاسلامية وانما على العكس فانه يزيد من التوتر والحريق.
اختار وزير الامن الداخلي اسحق اهرنوفيتش هذا الاسبوع للتلويح بسيف آخر حين أعلن انه يدرس امكانية اغلاق الحرم بشكل مؤقت بوجه المسلمين اذا لم يتمكن اليهود من زيارة الحرم بأمان، امكانية اخرى يتم تدارسها وراء الكواليس هي أن تقوم الشرطة بكسر الحظر الذي فرضته على نفسها بعدم اقتحام المسجد الاقصى حيث تحول الى معقل وملجأ للمخلين بالنظام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحرم لنا
يجب الدفاع عن حقنا في الصلاة في جبل الهيكل مهما كلف الأمر دون اعتبار للعرب
بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
ليست المسألة مسألة يمين ويسار، على افتراض أن اليسار العقلاني ما زال يرى بالقدس الموحدة عاصمة اسرائيل في أي تسوية. آن الأوان للاعتراف بأننا أمام حرب عربية فلسطينية «انتفاضة شعبية» موجهة من قبل جهات في السلطة والحركة الاسلامية الاسرائيلية وجهات اسلامية في العالم، بما في ذلك منظمات يسارية تريد تدمير حلم توحيد المدينة.
لا يوجد شيء عفوي: الاجهزة الامنية تعرف جيدا مصادر الارهاب في العاصمة وعليها معالجتها بمنهجية. محظور الاخلال بالنظام، وحكم رمي الحجارة كحكم اطلاق النار، صفر تحمل.
عرب المنطقة والعالم يقرأون الاصوات بيننا، ودائما يُلقون المسؤولية عن كل أمر يحدث علينا. نحن المسؤولون عن قتل الطفلة بسبب تواجدنا في ارض آبائنا في قرية سلوان في مدينة داوود وفي شرقي القدس. هذا الادعاء ينطوي على العنصرية وكأن العرب غير مسؤولين عن أفعالهم. وهذه هي طبيعتهم، دهس طفلة أو اطلاق صواريخ على بيوت الاولاد، طالما أن اليهود يتصرفون عكس التوقعات.
نحن لا نحيا من أفواه هذه العناصر الهامشية حتى وإن أعطاهم العالم منصة أكبر من حجمهم. وسائل الاعلام العالمية تحب اللاساميين، فاذا أقر اليهود أنهم مذنبون فانه بالامكان تأييد الاشتعال أكثر فأكثر، ولكن المعادلة عكس ذلك تماما: يهود أكثر في كل مكان يعني أمن أكثر.
لا للاعتذار، لا للخوف
اذا لم يستطع اليهود شراء البيوت بالمال والسكن في القدس السيادية التي يسري عليها القانون الاسرائيلي كما يسري في تل ابيب، فاننا نفقد حق الادعاء بكل ارض اسرائيل. اذا لم يستطع اليهود الوصول الى الحرم وتلاوة كلمات عمرها آلاف السنين قبل أن يسمع أحد عن الاسلام فانه لا مناص من اغلاق الحرم كليا في وجه المسلمين ايضا.
على العرب في المنطقة أن يدفعوا ثمنا كبيرا بسبب سلوكهم في الحرم خاصة وفي العاصمة عامة. نحن اليهود جعلنا من القدس ما هي عليه الآن، عدنا الى البيت ويجب أن نتصرف كأصحاب للبيت. لا نعتذر ولا نخاف. عودة صهيون وبناء القدس ليست مصلحة الشعب اليهودي فقط: هذا حلم تاريخي للعالم الحر كله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ليس مبتذلا
يستطيع الشر تغيير شكله كي يستمر أما نحن الاعلاميين فلم نعد قادرين على الكتابة عنه
بقلم:عميرة هاس،عن هآرتس
إن السوء الاسرائيلي . إنه مليء بالاختراعات والتجديدات، اضافة الى كونه عمليا منذ القِدم، إنه مثل المياه التي تخلخل وتخرج من اماكن مجهولة، ولكنه ليس مثل الفيضانات لأنه لا ينتهي، وليس مثل الفيضانات لأنه يصيب البعض ولا يشعر به البعض الآخر.
عبقرية السوء الاسرائيلي هي في قدرته على التخفي بالوداعة والحرص، واعطاء سبب آخر لبرنار آنري ليفي وايلي فيزل لأن يمتدحا الدولة اليهودية في مقالات منتشرة جدا.
خذوا مثلا الاختراع الزراعي الاسرائيلي: يومين حتى خمسة ايام عمل في الارض في السنة، اسقاط كامل لمدة 360 يوم في السنة، كل سنة. جيشنا الرحيم والكريم يسمح لعشرات آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية بالعمل لمدة ثلاثة أو أربعة أو خمسة ايام في السنة، وهذا كي يدافع عنهم في وجه المستوطنين الاسرائيليين، أي، باختصار يهود. وفي باقي ايام السنة فان الارض غير مرغوب فيها.
خُذوا مثلا قرية دير الحطب، نصف الدونمات الـ 12 ألف يحرثها مستوطنو ألون موريه وبؤرها الاستيطانية. سكان القرية ممنوعون من استخدام 6 آلاف دونم من اراضيهم، ومن التنزه فيها أو الرعي أو تغيير المحاصيل أو الحراثة أو التعشيب أو مشاهدة العصافير أو نقل المعلومات الزراعية للجيل الجديد. مسموح لهم المجيء فقط مرتين الى ثلاث في السنة، لقطف الزيتون الذي نما بفضل الله من خلال الامطار ولم يستطع الاسرائيليون سرقته.
العمل الشيطاني يتميز بطول النفس، ويعرف أن الارض التي لا يستطيع اصحابها من دخولها مدة 360 يوم في السنة لن تختفي، وتتحول بالفعل لتصبح ارض المعتدي الذي يحب الطبيعة والتنزه والرعي. حسب ما كتب على لافتة عند الخروج من ألون موريه: «أن يكون إلهنا وإله آباءنا معنا ويرشدنا للسلام وينقذنا من أيدي كل عدو في الطريق، وأن ينقذنا من الكوارث والاعمال المعادية طول الوقت».
خُذوا دير الحطب وضاعفوها… كم مرة؟ 70 قرية، 100؟ أضيفوا نبع دير الحطب، مصدر المياه منذ أيام الأجداد الذي تحول الى بركة سباحة لليهود فقط، في الشارع المغلق في وجه الفلسطينيين الذي يؤدي الى ألون موريه، إضربوه بعشرات الينابيع التي لاقت نفس المصير.
قوموا بتجميع الكل وستحصلون على اختراع اسرائيلي جديد: كيف تقتلون الانسان بدون استخدام المتفجرات والسكين، كيف تُخلوه من الداخل، كيف تحرمون المزارعين من الشيء الأغلى عليهم، ليس فقط مصدر رزقهم ومستقبل اولادهم وإنما ايضا علاقات الحب والجذور مع الارض، الموجودة بدون آيات شيطانية وبدون سخاء قسم الاستيطان في الوكالة اليهودية.
عبقرية السوء الاسرائيلي بانقسامه الى عدد لانهائي من الذرات، حالات فردية لا يستطيع العقل البشري استيعابها، وتعريف واحد لا يستطيع التعبير عنها. نكتب عن ارض مسروقة، أو نتنازل عن البيت المهدم، نتنازل عن الاثنين ونكتب عن منع زيارات العائلات في السجن، ولكن لن يتبقى وقت للكتابة عن المداهمات العسكرية لبيت فيه أولاد خائفين وأجواء الاثارة في الوحدة أو الكتيبة.
لقد انتهت الايام التي بحثنا فيها عن الجندي الذي يسدد السلاح، وهذا سيكون على حساب الايام المطلوبة لوصف تشعب الحصار على غزة في ظل الوعود بالتخفيف. نكتب عن التخفيف وننسى أن القطاع مستمر كسجن لـ 1.8 مليون انسان. نكتب عن المعتقل فيقولون أننا نكرر أنفسنا. نكتب عن 40 بالمئة من البطالة في قطاع غزة، 40 خريج تمريض في جامعة القدس، فقط 7 منهم وجدوا عمل، ويقولون لنا ما علاقتنا بذلك.
الشر يتميز بتجنيد متعاونين متكلمين، «انتفاضة في القدس»، قال أحد العناوين، متى سنختار عنوان يقول إن التمييز متجذر فينا وموجه ضد الفلسطينيين من وزارة الداخلية وبلدية القدس والتأمين الوطني على مدى عشرات السنين؟ لا يمكن ذلك، فهذا طويل جدا كعنوان واحد. أو «المس بحقوق الانسان»، هو تعريف تخطيء به كاتبة هذه السطور ايضا. تعريف يدفع بك الى الحديث عن الضحية، وهي كلمة متعاونة مللنا منها، بدلا من الحديث عن الجُناة.
لاعتبارات الحفاظ على ضغط الدم لم نتناول المجرم الذي يقتل الاولاد بأيدي قوات الامن الاسرائيلية، والتجاهل الاسرائيلي الجماعي للاشتعال الذي لا يمكن منعه مع كل ولد يتم دفنه وجسمه مملوء بالرصاص، بالشر الموجود في كلمات مصوغة بشفافية وكأنها موضوعية. قتل؟ جنود اسرائيليون يطلقون النار على أولاد فلسطينيين لأن هذه وظيفتهم، وهم يدافعون عن العمل الجماعي. ومن الغريب جدا أن القليل من الاسرائيليين يذهبون الى خارج البلاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اعترفوا أننا في حرب
إسرائيل تتعامل مع العنف تجاه اليهود كأمر يتراوح بين الجنحة والفعلة النكراء
بقلم:أفيشاي عبري،عن معاريف
ردا على قتل الرضيعة في القدس والغضب الجماهيري من الاهمال الشرطي في العاصمة، نشرت شرطة اسرائيل على صفحة الفيسبوك فيلم فيديو التقطه منطاد رقابة جديد يحوم في منطقة شعفاط. ويظهر في الفيلم كيف أن الكاميرا تشخص وتتابع، بجودة تصوير فائقة، راشقي الحجارة على القطار الخفيف وافراد الشرطة الذين يطاردون الراشقين ويمسكون بهم.
قلبي يتفطر على الشرطة وعلى مساعي الناطقات عديمات الاساس بلسانها. مساعٍ عابثة. خسارة على المال الذي يكلفه هذا المنطاد المتطور وباهظ الثمن، وخسارة على المال الذي يكلفه كل موظفي الدولة الذي يشغلونه، وخسارة على الجهود الكثيرة التي يبذلها افراد الشرطة المساكين الذين يرسل بهم ليركضوا خلف راشقي الحجارة في ظل تعريض أنفسهم للخطر. خسارة على الجهود لانه حتى اذا امسكوا بهم فلن يفعلوا لهم شيئا.
ماذا يحصل لراشقي الحجارة؟ في السيناريو الاكثر تكرارا، اذا ما رشقوا واصابوا واحد ما، فإن قتل سيقدمون الى محاكمة جنائية عادية مع دفاع بتمويل من الدولة.
واذا ما ادينوا في المحاكمة، بعد الزمن الذي قضوه على حساب دافع الضرائب الاسرائيلي في المعتقل وبعد الخدمة الطيبة من المحامي الذي موله دافع الضرائب الاسرائيلي، يتلقون، في افضل الاحوال عددا من منزلة واحدة من السنين في منظومة التعليم لدى حماس التي تسمى «السجن الاسرائيلي»، وعندها يعودون الى بيوتهم كمخربين مؤهلين، جاهزين ووفيرين لمحاولة القتل التالية التي ستقع ليس بالحجر، بل بالبندقية او بالسيارة. بالضبط مثل قاتل الرضيعة الحالي وبعض قتلة الفتيان الثلاثة، كلهم خريجو السجن الاسرائيلي. هذا هو السيناريو المتكرر جدا.
في السيناريو الاقل تكرارا: لا شيء. رشقوا حجارة، ماذا في ذلك؟ على ماذا يمكن محاكمتهم؟
فالمغتصبون المدانون يسجنون لثلاث سنوات ـ فكم من السنين سيعطي الجهاز القضائي من ادين برشق حجر لم يصب احد؟ ولكن هذا لا شيء، إذ في السيناريو الاكثر انتشارا لا يصلون على الاطلاق الى المحكمة. لماذا؟ قسم كبير منهم هم تحت سن المسؤولية الجنائية، لا يوجد في القانون مادة اتهام لهم. يكشرون في وجوههم لاخافتهم، وربما ليلة في المعتقل وبعدها الى البيت.
ان دولة اسرائيل تتعامل مع العنف تجاه اليهود كأمر يتراوح بين الجنحة والفعلة النكراء. وطالما لم يفهم رئيس الوزراء نتنياهو، المسؤول الوحيد عن الامن في القدس بان هذه حرب بكل معنى الكلمة، فلن يتغير وضع الامن الشخصي لليهود في المدينة.
ولهذا فان قلبي يتفطر على الشرطة وعلى الجيش. فهم لا يبتكرون لانفسهم الاوامر. هم يتلقونها من الحكومة. أهرنوفيتش، بينيت، ليبرمان، لبيد، لفني وفوق الجميع نتنياهو. هؤلاء هم الاشخاص الذين يقررون ما تفعله وبالاساس ما لا تفعله الشرطة. لا يمكن الانتصار في الحرب عندما يكون المرء غير مستعدا لان يعترف بانه تقع حرب.
شرطة القدس وجنوبها، وبالطبع مواطنيها اليهود، القي بهم الى الحرب من قبل حكومة ترفض ان تعترف بان الحرب قائمة. ولكن الحروب لا تختفي اذا ما تجاهلناها، بل تحتدم فقط وهذا ما سيحصل في القدس رغم الوعود الوردية للمفتش العام دنينو، المنقطع عن الواقع. يا نتنياهو، اصحى، توجد حرب، ونحن لا يمكننا أن نسمح لانفسنا بان نخسرها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ