Haneen
2014-11-04, 02:06 PM
<tbody>
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
السبت
27/09 /2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال: رحى الحرب وطاحونة الموت بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
يسرد الكاتب الحالة المأساوية لسكان قطاع غزة بعد الحرب والموت الذي يتربص بالعشب بالاضافة الى اطماع المقاولين والتجار وغيرهم من المتربصين المنتظرين للعمل وينهي الكاتب بان المواطن وحدة من يدفع الثمن وهو المتروك للموت سواء بحرب او بالجوع. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : اتفاقيات بلا ثمن بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
يقول الكاتب ان الاتفاقات حتى الان لا قيمة لها لان حسن النية غير موجود والملفات المهمة الواجب حلها هي ملف الاعمار والرواتب والمعابر وعلى الحكومة ان تقوم بعملها بهذه الملفات . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : استحقاقات مواجهة الرفض الأميركي لخطة عباس بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
يستعرض الكاتب اجراءات الاحزاب الامريكية ضد خطة الرئيس ويزعم ان لا اجماع وطني على قبولها او رفضها ويؤكد ان الدعم العربي لخطته صوريا لا قيمة له ويضيف ان على الرئيس ان كان يريد مواجهة امريكا فعليه ان يرفض رشوتها مقابل رأس المقاومة حسب زعمه ويؤكد بالنهاية ان حتى لو استصدر قراراً امميا فانه سيبقى حبرا على ورق يضاف الى الانجازات الورقية. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال: أوباما.. ونوبل.. والعرب بقلم يوسف رزقة عن الرأي
يطالب الكاتب مؤسسة نوبل باعادة النظر بمنح جائزتها بناء على قتل العرب ويستغرب الكاتب عن سبب منح اوباما الجائزة عن اعمال لم يقم بها وهو يغادر البيت الابيض ويداه مطلخة بالدماء تماما مثل بوش الابن. مرفق ،،،
</tbody>
رحى الحرب وطاحونة الموت
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
رمادُ النار كثير، وحطامُ الحرب كبير، وهشيم المعارك في كل مكان، ورائحة الموت كامنةٌ، طاغيةٌ باقية، لا تزول ولا ينساها الناس، ولا تغيب عن الذاكرة ولا تطويها الأيام، تستعيدها الأحلام، وتستنهضها بقساوةٍ الهواجسُ والكوابيسُ، ويعيش هولها الكبار قبل الصغار، والشيوخ أكثر من الأطفال.
أحياءٌ جميلة قد خمدت أنفاسها، وسكنت حركاتها فلا حياة فيها، وقد كانت على بساطتها هي الحياة، وهي الوطن على امتداده، وإن كانت ضيقةً صغيرة، أو متجاورةً متلاصقة، أو متراكبةً بعضها فوق بعض، أو تتحد في مداخلها، وتشترك في أفنيتها وسطوحها، ولكنها كانت تجمع وتستر، وتحمي وتقي، وكانت فيها السلوى والمتعة، ومنها كانت تنبعث المسرة بجمعها، وتثير المحبة بمن ضمته في جنباتها.
بيوتٌ كانت تجمع الأحباب، وتضم بين جدرانها أحب الناس وأصدقهم، الكبار بذكرياتهم، والآباء بحنانهم، والأخوة والأخوات بصداقاتهم، والأطفال أكثرهم براءةً وطهراً، وأصدقهم لساناً، وأبينهم للحقيقة حالاً، كانوا فيها يتزاحمون، وفي داخلها يتراكضون ويتنافسون، هم فيها كثرةٌ تضيق بهم الأفنية التي كانت لهم أسرةً ومهداً، ولكنهم إليها يحنون، وهم لها محبون وإليها ينجذبون، وفوقها للنوم كانوا يخلدون.
بيوتٌ وأحياءٌ فقدت روحها التي كانت، ونزعت الحرب منها بريقها الذي كان، وحرمتها من حيزها في الحياة، وهي التي كانت بمجموعها المجتمع، وبمن فيها الأهل والشعب، وكانت تصنع الحياة، وتخلق الأمل، وتوزع الفرحة، وتنثر بين سكانها السعادة، فلا يضنيها أسى، ولا تبكي عيونها الأحداث، ولا تكسر ظهرها النوائب، ولا تفت في عضدها شدة المصائب وعظم المحن.
وحجارةٌ متناثرة، تملأ المكان، وتتجمع وكأنها التلال، وتحكي قصصاً عن نفسها كأنها الخيال، وتروي ذكرياتها لكل الأجيال، في كل مكانٍ منها حكاية، وعند كل زاويةٍ فيها رواية، ولادةٌ وموتٌ، واستقبالٌ ووداع، وقدومٌ ورحيل، وزواجٌ وأفراح، وهنا صورة، وهناك قصةٌ وحكاية، يرويها أطفالٌ، ويصغي السمع لها الكبار، فذاكرة الأطفال أصفى وأنقى، وكلماتهم أكثر تعبيراً، وأصدق وصفاً.
ركامٌ فوق ركام، وحجارةٌ تختلط فيها كل الأشياء الجميلة التي كانت، قد باتت تلالاً، ألوانها تلافيق، ومكوناتها عديدة، فيها من الثياب والأسلاك والسلال والحبال كثير، وفيها أوراقٌ وأخشابٌ وعلبٌ من حديد، وبقايا كتبٍ وأقلامٌ مكسورة، وصفحاتٌ من دفاتر مدرسية، وممحاةٌ وقلم رصاصٍ صغير، وأخرى كراسُ رسمٍ، ودفترُ ذكرياتٍ لبنت صغيرة، ما زالت جدائلها تتراقص، وحمرة الحياء على وجهها تنضى جمالاً.
وأسياخُ حديدٍ صدئةٍ تخرج من بقايا البيوت، تربط بعض أجزائها ببعض، وتجمع إلى بعضها أشلاءها الممزعة الممزقة، لكن لا حياة فيها من جديد، ولا روح تبعث فيها لتعيش، فقد ذوت وتناثر الكثير من ترابها المتماسك، فطار كغبار، أو سقط كحصى، فلم يعد يمسكه شئ، ولا يثبته ببعضه اسمنت، حتى غدا ركاماً وأتربة، لا تصلح للبناء، ولا تنفع لغير الردم، ولكن إرادة الحياة، وروح الأمل، تخلق من العدم قدرة، ومن الفراغ فرصة، فيستخلصُ الحديدُ، وتهرسُ الكتلُ الإسمنتية، ليعاد بهما البناء من جديد.
وبناءٌ منهارٌ، وآخرٌ للسقوط آيلٌ، وجدرانٌ تداخلت أعمدتها، وتبعثرت سقوفٌ كانت ترفعها، فلا أعمدةٌ بقيت، ولا بنيانٌ يقوم، ولاسُقُفَاً باتت تظلل الرؤوس، فتهات بسقوطها الشوارع، وضاعت بانهيارها المعالم، وتداخلت الطرق، واستوت من كثرة الركام الأرض، فلا بيتاً يعرفه صاحبه، ولا شجرةً بقيت كانت تميز المنزل، وتعلم الدار، وتشير إلى أنه كان في هذا المكان دورٌ وأحياء.
بقرت الحربُ بطون البيوت والمساكن، وأخرجت ما في جوفها، وما كانت تخفيه في أستارها، فلا خزائن بقيت تحتفظ بالملابس والثياب، ولا أدراج صانت جواهرها ولا مدخرات الأيام، ولا شيء مما كان في الجيوب أو تحت الثياب، ولا طعاماً كانت ربات البيوت تحفظه مونةً لقادم الأيام، وقسوة الزمان، فقد تكسرت الجرار، وتحطمت الخزائن، وتمزقت الأكياس، وتبعثرت البذور والأغلال، وانسكب الزيت وضاع الخل، وما بقي من المونة ما يئد ولا ما ينفع، وانقلبت قدورٌ كانت على النار راسياتٌ، وانطفأت مواقد ومشاعل كانت تعد طعاماً بسيطاً لا يقوم أوداً، ولا يكفي لتمام صحة.
بؤسٌ على الوجوه، وزوغانٌ في العيون، ونحافةٌ تطغى على الأبدان، وقوى ضعيفةٌ خائرة، وخطى بطيئةٌ حائرة، لا تعرف أين تسير، وتيهٌ يبحث عن الرشاد، وجوعى يبحثون عن لقمة عيش وكسرة خبز، وآخرون لا مكان لهم ولا بيت، ولا شئ في جيبهم، ولا وعد صادق ينتظرهم، ولا أمل كسنا برقٍ يضيء أمام عيونهم، ولا غيوم في السماء تبشر بفرجٍ قريبٍ، ويسرٍ قادم، ولا سعاةً صادقين، ولا مسؤولين مهمومين، ولا أمناء مخلصين، ولا مفاوضين مستعجلين، ولا جرحى مكلومين، ولا مصابين محزونين.
بل تجارٌ يحسبون، ومقاولون يتربصون، ومتعهدون ينفذون، كلٌ يحسب غلته، ويزيد في حصته، ويجرف الماء إلى حقله، ويزيح النار إلى قرصه، ويسلط الأضواء على نفسه، والشعب وحده المقروص الجائع، الفقير القانع، المعنى الصابر، المهلهل المستور، فهل من ينظر بصدقٍ إلى حاله، ويرى رحى الحرب وطاحونة المعركة ماذا عملت به، وإلى أين مضت بمستقبله، أم نتركه لحربٍ ضروسٍ وأشد بؤساً، تقتلهم بناب الجوع، أو تغرقهم في عمق البحار، أو تسلمهم إلى يأسٍ يقتل فيهم الروح، ويقضي على الانتماء، وينهي الحب والول.
أوباما.. ونوبل.. والعرب
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
هل يستحق أوباما نوبل للسلام ؟! سؤال مستحق تجيب عنه أعمال أوباما؟! بدأ اوباما رئاسته في البيت الأبيض بجائزة نوبل للسلام. كان موقفا غريبا أن تمنح مؤسسة نوبل جائزتها لشخصية ما على أعمال لم تقم بها؟! وتكتفي بما نسميه حسن النوايا وتحليل الأفكار ؟! . يبدو أن من منحوا أوباما الجائزة استندوا الى أفكاره وعزمه الشفوي على وقف الأعمال القتالية الأميركية الاستباقية وغيرها خارج حدود أميركا، والانسحاب من أفغانستان والعراق، وإغلاق معتقل غوانتينامو.
لقد تعجلت مؤسسة نوبل في إجراءاتها، لأسباب ندعوها للإفصاح عنها بعد مراجعة ملف أوباما. انتهت ولاية اوباما الثانية ، أو أوشكت على الانتهاء، دون إغلاق للمعتقل، ودون انسحاب من افغانستان، أو العراق بشكل حقيقي يقبل هذه التسمية، والأهم دون وقف حروب أميركا الاستباقية خارج حدودها؟!
لقد عادت أميركا تحت حكم أوباما في نهاية ولايته الثانية، إلى ما بدأ به جورش بوش الابن حكمه، أعني الحروب الخارجية الاستباقية بلا مبررات حقيقية. وعاد الى عقد تحالفات دولية للعمل خارج حدود أميركا ضد عرب ومسلمين، تحت مبررات ما يسميه هو الأمن القومي الأميركي؟!
( وهنا يجدر بكل منصف أن يلاحظ ازدواجية المعايير، والمفارقات الحارقة للثقة، فروسيا النووية مثلا ، لا تهدد الأمن القومي الأميركي، والعدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة ، والاحتلال الممتد لا يهدد السلم الدولي ، بينما تنظيم إسلامي محدود، وبلا طائرات، أو سلاح نووي، يهدد الأمن القومي الأميركي ، ويهدد السلم العالمي ؟!
روسيا احتلت جزيرة القرم وضمتها إليها، وهي تهدد وحدة أوكرانيا ، ومع ذلك لا تتدخل أميركا عسكريا ضدها، لأن روسيا دولة نووية وعسكرية من الطراز الأول، وبإمكانها معاقبة من يعتدي عليها، بينما تسارع أميركا ( نوبل للسلام ) في إنشاء تحالف دولي لقتال مجموعات جهادية في الشرق الأوسط لأنها تستخدم السلاح ضد الاستبداد والإقصاء في سوريا والعراق. أميركا تسرع إلي القتال في البلاد العربية والإسلامية تحت أية ذريعة، لأن العرب والمسلمين لا يخيفون أميركا، ولا يستطيعون لها دفعا.
البلاد العربية بلا سيادة حقيقية، ولا تملك أنظمتها استقلالا حقيقيا، وأنظمتها تدور حيث دار القرار الأميركي رهبا ورغبا، ومن ثمة تستسهل الإدارة الأميركية عادة تجريب أحدث أسلحتها في البلاد العربية والإسلامية. إن تجارب أميركا الحيّة لأسلحتها الحديثة كطائرة الشبح، تجري عادة في البلاد العربية ضد العرب والمسلمين. اسرائيل جربت جلّ أسلحتها الجديدة في غزة عدا السلاح النووي، وأميركا تجرب أسلحتها الجديدة بلاد العرب والمسلمين ؟! مؤسسة نوبل للسلام لا تغطي العرب والمسلمين، ولو كانت تغطيهم بمعاييرها لما منحت أوباما جائزة نوبل، ولقررات مراجعة موقفها، وما قامت به من قبل تحت مسمى حسن النية، والتشجيع على السلام؟!
إن عمليات القصف التي قامت بها الطائرات الأميركية، وطائرات التحالف في سوريا والعراق، قتلت الأطفال وهدمت بيوت المدنيين، ولم تقف عند قتل المجاهدين العسكريين، وتزعم أميركا أنها حققت أهدافها من القصف؟!. بينما يتظاهر سكان المناطق المقصوفة ضد الهجمات الأميركية، ويطالبون بوقفها، لأنها تقتلهم وتعرض حياتهم للخطر.
أوباما الذي برر العدوان الإسرائيلي على غزة وعدّه دفاعا عن النفس، هو أوباما الذي يقتل ( بالتوماهوك والشبح) الأبرياء بزعم الدفاع عن أميركا، وعن الأمن القومي، وعن السلم الدولي؟! أوباما الخطيب المفوه، هو أوبام الذي الذي يستعيد سياسة الحرب الاستباقية في الشرق الأوسط، ويقف ضعيفا عاجز في القرم وأوكرانيا.
أوباما يغادر البيت الأبيض قريبا والدماء على يديه، تماماً كما غادره جورش بوش الأبن من قبل. لذا وبمناسبة هذه المقاربة أقترح على (مؤسسة جائزة نوبل للسلام) أن يضعوا في معاييرهم لمنح الجائزة، معيار قتل العرب والمسلمين؟! ومعيار شن معارك استباقية في الشرق الأوسط لقتل المستقبل ؟!
اتفاقيات بلا ثمن
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
الثقة في الاتفاقيات المعلنة بين الطرفين حماس وفتح لم يعد لها من يثق بها ولا من يعطيها اهتمام ويكاد هو أحد القضايا التي يتفق عليها جمهور الطريفين، لأسباب كثيرة ليس أقلها كثرة الاتفاقيات وعدم تطبيق ما جاء فيها.
أحد أهم افرازات الاتفاقيات الاخيرة هو تشكيل حكومة التوافق الوطني التي كان دورها سياسياً ووطنياً يساوي صفراً كبيراً، ولا وزن لها لدي المواطن الفلسطيني بل ان الناطق باسم القسام ابو عبيدة أكثر شهرة من رئيس حكومتها ذو التاريخ الطويل في العمل الاكاديمي والجامعي وهكذا بعض وزرائه.
الاتفاقيات التي يعلن عنها أصبحت مثل الانفاق الرئاسية التي أعلن الرئيس محمود عباس ولا يعني الشارع الفلسطيني أين وصل فيها والى ماذا يريد أن يصل ولا القنابل التي أعلن أنها سيفجرها في الامم المتحدة، لأنها لا تساوي شيئاً، وأنها فقط مزيد من التسويف والتهرب من الاعتراف بالفشل.
الاتفاقيات الموقعة تحتاج لتنفيذ فوري لوضوحها الشديد، ففي ملفات الإعمار ورواتب الموظفين وفتح المعابر وضع لها الكثير من الاتفاقيات والبروتكولات والتجارب السابقة واضحة ويسهل التعامل معها، ولعل صدق النوايا يمكن أن يسهل الوصول لها وتطبيقها سريعا.
ملف الاعمار هو الملف الاكثر احتياجاً في هذه المرحلة، ويدعو لإطلاق ورشة عمل وطنية في المناطق المنكوبة وتحويل عمليات الاحصاء والمسكنات التي تقدم للأهالي الى تطبيق عملي من خلال البدء في ازالة ركام المنازل المدمرة واعادة بنائها واصلاح النية التحتية وخاصة أن الحديث واضح عن توفر مبالغ مالية تمكن حكومة التوافق من القيام بدورها، ولعلها ان اعلنت عن ذلك يمكن أن تعيد رسم الصورة السلبية التي رسمها المواطن عنها خلال فترة الحرب، والا لن يصمت على استمرارها كثيراً.
الملف الثاني وهو مرتبط بالملف الاول ويساعد في احداث حراك اقتصادي في قطاع غزة ويساهم في اعادة اعمار جزء مما دمره الاحتلال من خلال المؤسسات والجمعيات والهيئة وحتى بعض المواطنين الذين تضرروا بما توفر لهم من امكانياتً وهو ملف المعابر وادارتها حيث لم يعد من المقبول هذا التقصير والمماطلة في ادارة المعابر وخاصة أن كافة الطواقم متوفرة وتحتاج فقط لدمج الطواقم القديمة التي تحتاج للتدريب والتأهيل بعد سنوات طويلة من الاستنكاف وبذلك يمكن أن يسرع في اعادة فتح معبر رفح بشكل دائم يسهل انتقال الافراد، وهو ما نطبق على المعابر مع الاحتلال الاسرائيلية.
الأمر الأخير ولا يقل اهمية وهو صرف رواتب موظفي الحكومة السابقة في غزة، كواجب قانوني وطني وادبي وانساني يقع على عاتق حكومة التوافق الوطني والتوقف على سياسية التسويف والمماطلة وقطع الارزاق التي لن تساهم في قيام الحكومة بعملها وهي تفتقد للبعد القانوني والأدبي في التعامل مع موظفيها.
استحقاقات مواجهة الرفض الأميركي لخطة عباس
بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
لا توجد أي معارضة فلسطينية جادة لخطة الرئيس محمود عباس لتدويل البحث عن حل سياسي للنضال الوطني من أجل إنهاء احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 واستبدال الرعاية الأميركية برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية متفاوض عليها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
لا بل يوجد شبه إجماع على تأييدها يتراوح بين الحماس لها في أوساط ما يسمى "معسكر السلام" الفلسطيني وبين قبولها على مضض من المقاومة وفصائلها التي تمنح عباس فرصة دخول الاختبار الأخير لاستراتيجيته من دون أن تضع العصي في عجلة حراكه السياسي.
لكن هذه الخطة تعني أن عباس قد نفض يديه يأسا من الرعاية الأميركية وتعني دخوله في مواجهة سياسية مع الولايات المتحدة، التي لن ينجح في تحييدها ببنود خطته التي تطلب موافقتها عليها، وبالتعلق بوهم أن لا تستخدم واشنطن حقها في النقض "الفيتو" ضدها عندما يعرضها على مجلس الأمن الدولي، ولن ينجح في استرضائها عندما يقرر تأجيل طلب الانضمام إلى المنظمات الدولية ومواثيقها ومعاهداتها، مثل محكمة الجنيات الدولية ومحكمة العدل الدولي.
فكل الدلائل تشير إلى الرفض الأميركي لخطته وإلى الاستعداد الأميركي لإفشالها والإصرار على التوصل إلى حل لم يتحقق طوال ما يزيد على عقدين من الزمن بالتفاوض الثنائي مع دولة الاحتلال وباحتكار الولايات المتحدة لرعاية عملية التفاوض هذه.
ففي يوم الثلاثاء الماضي بعث 88 عضوا في مجلس الشيوخ في الكونغرس الأميركي رسالة حثوا فيها وزير الخارجية جون كيري على "منع التطورات السلبية التي يمكنها أن تحبط أية آفاق لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية"، وقد امتنع السناتور راند بول عن توقيع هذه الرسالة لأنه يريد "قطع كل المعونات عن السلطة الفلسطينية" حتى تلتزم السلطة بكل شروط دولة الاحتلال، كما جاء في توضيح منه بالبريد الالكتروني للواشنطن بوست في اليوم ذاته.
لكن "الشيوخ" الأميركيين كانوا حريصين على مواصلة العمل بسياسة "العصا والجزرة" الأميركية المعهودة ليحاولوا رشوة الرئيس عباس بحث كيري على "تمكين السلطة الفلسطينية من التحرك قدما لتصبح السلطة الفلسطينية الحاكمة في غزة" بشرط "منع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية".
غير أن الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة تقتضي رفضا باتا لأي رشوة أميركية يكون ثمنها رأس المقاومة، ففي أي مواجهة كهذه يفتقد فيها عباس أي دعم عربي، في ضوء الإجماع العربي على التحالف أو على عدم معارضة الولايات المتحدة في الحرب التي اعلنتها على "داعش"، تظل المقاومة والوحدة الوطنية الفلسطينية هي القاعدة الوحيدة التي يستطيع الرئيس عباس الاستناد إليها في أي مواجهة كهذه.
وفي هذا السياق يصبح التأييد المعلن لجامعة الدول العربية لخطة عباس غير ذي صدقية ولا يمكن الركون إليه في المواجهة مع الولايات المتحدة، لا بل من المتوقع إذا ما وقعت هذه المواجهة أن ينقلب هذا التأييد إلى ضده ليتحول إلى أداة أميركية للضغط على الرئاسة الفلسطينية كي ترضخ للشروط الأميركية.
وهذه المواجهة شهدت فصولا ثانوية لها سابقا، خصوصا منذ أفشلت الولايات المتحدة في سنة 2011 المحاولة الفلسطينية للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة عضوا فيها، قبل أن تفشل في السنة التالية في منع الاعتراف الأممي بها دولة مراقبة غير عضو فيها، لكن الذاكرة الوطنية الفلسطينية لا تنسى أن الولايات المتحدة هي التي أحبطت انجازات فلسطينية مثل توصية محكمة العدل الدولية بشأن جدار الضم والتوسع في الضفة الغربية، و"تقرير غولدستون"، ومنعت قبل ذلك تنفيذ العشرات من قرارات الأمم المتحدة لصالح الحق الفلسطيني، وحالت دون المجتمع الدولي ورعاية "تسوية سلمية" عادلة تنهي الاحتكار الأميركي لما سمي زورا وبهتانا "عملية سلام" لم تكن الولايات المتحدة فيها وسيطا أو راعيا نزيها أبدا.
لكن هذه المواجهه الأميركية – الفلسطينية حتمية، وقد تأخرت كثيرا، وحاولت القيادات الفلسطينية المقاومة والمفاوضة على حد سواء تجنبها دائمأ، فهي ليست خيارا فلسطينيا، لكن الإدارات الأميركية المتعاقبة تبدو مصرة على فرضها على الشعب الفلسطيني.
وإذا كان الرئيس عباس، الذي راهن لعقود من الزمن على حسن النوايا الأميركية، قد وصل في نهاية المطاف إلى قناعة بعدم جدوى الاستمرار في رهاناته على الولايات المتحدة وقرر مواجهتها سياسيا واستبدال رعايتها لاستراتيجيته التفاوضية برعاية أممية، فإنه سوف يحظى بقراره على دعم الإجماع الفلسطيني، أما إذا قرر التراجع عنه فإنه سيدخل أهم اختبار شعبي يدخله في حياته السياسية لصدقية خياراته الاستراتيجية التي لم تحظ يوما بأي إجماع وطني أو شعبي.
وتقتضي هذه المواجهة كذلك الاستعجال في استكمال آليات تنفيذ اتفاق المصالحة، والاستجابة السريعة للإجماع الشعبي والفصائلي على الإسراع في طلب الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية، وتقتضي قبل ذلك وغيره حماية المقاومة بكل أشكالها وتطويرها كما ونوعا وتوسيع نطاقها لتشمل كل الوطن وكل أهله أينما تواجدوا، وتقتضي أيضا عدم السماح باغتيال الشهيد عز الدين القسام مرتين !
لكن حتى لو انصاعت الولايات المتحدة لإرادة المجتمع الدولي المؤيدة للحق الفلسطيني وامتنعت عن استخدام نفوذها ضد خطة عباس وعن استخدام حقها في النقض ضدها في مجلس الأمن الدولي، وهو ما ليس متوقعا منها كما تشير كل الدلائل التاريخية والحالية، فإن تبني الأمم المتحدة لخطته سوف يظل انتصارا ورقيا يضاف إلى ركام من الانجازات الورقية التي ما زالت بانتظار قوة وطنية تترجمها واقعا على الأرض المحتلة.
فهذه الاستحقاقات، في معزل عن أي مواجهة مع الولايات المتحدة، تظل استحقاقات وطنية يجب تعزيزها وتعميقها وتطويرها لأنها الشرط الوطني المسبق الذي لا غنى عنه إذا ما أراد الشعب الفلسطيني تحرير وطنه وتحويل ما حققه من إنجازات "ورقية" دبلوماسية إلى واقع على الأرض.
وللشعب الفلسطيني في عدوه عبرة، فالحركة الوطنية الفلسطينية تملك من قرارات الشرعية الدولية، كما ونوعا، ما لم تملكه أبدا الحركة الصهيونية في تاريخها، لكن هذه الحركة التي لم تملك من الشرعية الدولية سوى قرار واحد يتيم هو قرار تقسيم فلسطين غير الملزم رقم 181 الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 قد تمكنت من ترجمته إلى واقع على الأرض فقط بتطوير قوتها العسكرية التي فرضت وجود دولة الاحتلال بالقوة القاهرة، وهي القوة التي منع الفلسطينيون في السابق ويمنعون اليوم من امتلاكها.
ورحم الله الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر الذي كان يردد دائما أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فتوالي الأيام وأحداثها قد أثبت أنه كان على حق وأن المسار العربي والفلسطيني الذي سار في اتجاه معاكس بعد رحيله كان خطأ، بل خطيئة.
اقلام وآراء
حماس
</tbody>
<tbody>
السبت
27/09 /2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
ملخص مركز الاعلام
<tbody>
مقال: رحى الحرب وطاحونة الموت بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
يسرد الكاتب الحالة المأساوية لسكان قطاع غزة بعد الحرب والموت الذي يتربص بالعشب بالاضافة الى اطماع المقاولين والتجار وغيرهم من المتربصين المنتظرين للعمل وينهي الكاتب بان المواطن وحدة من يدفع الثمن وهو المتروك للموت سواء بحرب او بالجوع. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : اتفاقيات بلا ثمن بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
يقول الكاتب ان الاتفاقات حتى الان لا قيمة لها لان حسن النية غير موجود والملفات المهمة الواجب حلها هي ملف الاعمار والرواتب والمعابر وعلى الحكومة ان تقوم بعملها بهذه الملفات . مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال : استحقاقات مواجهة الرفض الأميركي لخطة عباس بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
يستعرض الكاتب اجراءات الاحزاب الامريكية ضد خطة الرئيس ويزعم ان لا اجماع وطني على قبولها او رفضها ويؤكد ان الدعم العربي لخطته صوريا لا قيمة له ويضيف ان على الرئيس ان كان يريد مواجهة امريكا فعليه ان يرفض رشوتها مقابل رأس المقاومة حسب زعمه ويؤكد بالنهاية ان حتى لو استصدر قراراً امميا فانه سيبقى حبرا على ورق يضاف الى الانجازات الورقية. مرفق ،،،
</tbody>
<tbody>
مقال: أوباما.. ونوبل.. والعرب بقلم يوسف رزقة عن الرأي
يطالب الكاتب مؤسسة نوبل باعادة النظر بمنح جائزتها بناء على قتل العرب ويستغرب الكاتب عن سبب منح اوباما الجائزة عن اعمال لم يقم بها وهو يغادر البيت الابيض ويداه مطلخة بالدماء تماما مثل بوش الابن. مرفق ،،،
</tbody>
رحى الحرب وطاحونة الموت
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
رمادُ النار كثير، وحطامُ الحرب كبير، وهشيم المعارك في كل مكان، ورائحة الموت كامنةٌ، طاغيةٌ باقية، لا تزول ولا ينساها الناس، ولا تغيب عن الذاكرة ولا تطويها الأيام، تستعيدها الأحلام، وتستنهضها بقساوةٍ الهواجسُ والكوابيسُ، ويعيش هولها الكبار قبل الصغار، والشيوخ أكثر من الأطفال.
أحياءٌ جميلة قد خمدت أنفاسها، وسكنت حركاتها فلا حياة فيها، وقد كانت على بساطتها هي الحياة، وهي الوطن على امتداده، وإن كانت ضيقةً صغيرة، أو متجاورةً متلاصقة، أو متراكبةً بعضها فوق بعض، أو تتحد في مداخلها، وتشترك في أفنيتها وسطوحها، ولكنها كانت تجمع وتستر، وتحمي وتقي، وكانت فيها السلوى والمتعة، ومنها كانت تنبعث المسرة بجمعها، وتثير المحبة بمن ضمته في جنباتها.
بيوتٌ كانت تجمع الأحباب، وتضم بين جدرانها أحب الناس وأصدقهم، الكبار بذكرياتهم، والآباء بحنانهم، والأخوة والأخوات بصداقاتهم، والأطفال أكثرهم براءةً وطهراً، وأصدقهم لساناً، وأبينهم للحقيقة حالاً، كانوا فيها يتزاحمون، وفي داخلها يتراكضون ويتنافسون، هم فيها كثرةٌ تضيق بهم الأفنية التي كانت لهم أسرةً ومهداً، ولكنهم إليها يحنون، وهم لها محبون وإليها ينجذبون، وفوقها للنوم كانوا يخلدون.
بيوتٌ وأحياءٌ فقدت روحها التي كانت، ونزعت الحرب منها بريقها الذي كان، وحرمتها من حيزها في الحياة، وهي التي كانت بمجموعها المجتمع، وبمن فيها الأهل والشعب، وكانت تصنع الحياة، وتخلق الأمل، وتوزع الفرحة، وتنثر بين سكانها السعادة، فلا يضنيها أسى، ولا تبكي عيونها الأحداث، ولا تكسر ظهرها النوائب، ولا تفت في عضدها شدة المصائب وعظم المحن.
وحجارةٌ متناثرة، تملأ المكان، وتتجمع وكأنها التلال، وتحكي قصصاً عن نفسها كأنها الخيال، وتروي ذكرياتها لكل الأجيال، في كل مكانٍ منها حكاية، وعند كل زاويةٍ فيها رواية، ولادةٌ وموتٌ، واستقبالٌ ووداع، وقدومٌ ورحيل، وزواجٌ وأفراح، وهنا صورة، وهناك قصةٌ وحكاية، يرويها أطفالٌ، ويصغي السمع لها الكبار، فذاكرة الأطفال أصفى وأنقى، وكلماتهم أكثر تعبيراً، وأصدق وصفاً.
ركامٌ فوق ركام، وحجارةٌ تختلط فيها كل الأشياء الجميلة التي كانت، قد باتت تلالاً، ألوانها تلافيق، ومكوناتها عديدة، فيها من الثياب والأسلاك والسلال والحبال كثير، وفيها أوراقٌ وأخشابٌ وعلبٌ من حديد، وبقايا كتبٍ وأقلامٌ مكسورة، وصفحاتٌ من دفاتر مدرسية، وممحاةٌ وقلم رصاصٍ صغير، وأخرى كراسُ رسمٍ، ودفترُ ذكرياتٍ لبنت صغيرة، ما زالت جدائلها تتراقص، وحمرة الحياء على وجهها تنضى جمالاً.
وأسياخُ حديدٍ صدئةٍ تخرج من بقايا البيوت، تربط بعض أجزائها ببعض، وتجمع إلى بعضها أشلاءها الممزعة الممزقة، لكن لا حياة فيها من جديد، ولا روح تبعث فيها لتعيش، فقد ذوت وتناثر الكثير من ترابها المتماسك، فطار كغبار، أو سقط كحصى، فلم يعد يمسكه شئ، ولا يثبته ببعضه اسمنت، حتى غدا ركاماً وأتربة، لا تصلح للبناء، ولا تنفع لغير الردم، ولكن إرادة الحياة، وروح الأمل، تخلق من العدم قدرة، ومن الفراغ فرصة، فيستخلصُ الحديدُ، وتهرسُ الكتلُ الإسمنتية، ليعاد بهما البناء من جديد.
وبناءٌ منهارٌ، وآخرٌ للسقوط آيلٌ، وجدرانٌ تداخلت أعمدتها، وتبعثرت سقوفٌ كانت ترفعها، فلا أعمدةٌ بقيت، ولا بنيانٌ يقوم، ولاسُقُفَاً باتت تظلل الرؤوس، فتهات بسقوطها الشوارع، وضاعت بانهيارها المعالم، وتداخلت الطرق، واستوت من كثرة الركام الأرض، فلا بيتاً يعرفه صاحبه، ولا شجرةً بقيت كانت تميز المنزل، وتعلم الدار، وتشير إلى أنه كان في هذا المكان دورٌ وأحياء.
بقرت الحربُ بطون البيوت والمساكن، وأخرجت ما في جوفها، وما كانت تخفيه في أستارها، فلا خزائن بقيت تحتفظ بالملابس والثياب، ولا أدراج صانت جواهرها ولا مدخرات الأيام، ولا شيء مما كان في الجيوب أو تحت الثياب، ولا طعاماً كانت ربات البيوت تحفظه مونةً لقادم الأيام، وقسوة الزمان، فقد تكسرت الجرار، وتحطمت الخزائن، وتمزقت الأكياس، وتبعثرت البذور والأغلال، وانسكب الزيت وضاع الخل، وما بقي من المونة ما يئد ولا ما ينفع، وانقلبت قدورٌ كانت على النار راسياتٌ، وانطفأت مواقد ومشاعل كانت تعد طعاماً بسيطاً لا يقوم أوداً، ولا يكفي لتمام صحة.
بؤسٌ على الوجوه، وزوغانٌ في العيون، ونحافةٌ تطغى على الأبدان، وقوى ضعيفةٌ خائرة، وخطى بطيئةٌ حائرة، لا تعرف أين تسير، وتيهٌ يبحث عن الرشاد، وجوعى يبحثون عن لقمة عيش وكسرة خبز، وآخرون لا مكان لهم ولا بيت، ولا شئ في جيبهم، ولا وعد صادق ينتظرهم، ولا أمل كسنا برقٍ يضيء أمام عيونهم، ولا غيوم في السماء تبشر بفرجٍ قريبٍ، ويسرٍ قادم، ولا سعاةً صادقين، ولا مسؤولين مهمومين، ولا أمناء مخلصين، ولا مفاوضين مستعجلين، ولا جرحى مكلومين، ولا مصابين محزونين.
بل تجارٌ يحسبون، ومقاولون يتربصون، ومتعهدون ينفذون، كلٌ يحسب غلته، ويزيد في حصته، ويجرف الماء إلى حقله، ويزيح النار إلى قرصه، ويسلط الأضواء على نفسه، والشعب وحده المقروص الجائع، الفقير القانع، المعنى الصابر، المهلهل المستور، فهل من ينظر بصدقٍ إلى حاله، ويرى رحى الحرب وطاحونة المعركة ماذا عملت به، وإلى أين مضت بمستقبله، أم نتركه لحربٍ ضروسٍ وأشد بؤساً، تقتلهم بناب الجوع، أو تغرقهم في عمق البحار، أو تسلمهم إلى يأسٍ يقتل فيهم الروح، ويقضي على الانتماء، وينهي الحب والول.
أوباما.. ونوبل.. والعرب
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
هل يستحق أوباما نوبل للسلام ؟! سؤال مستحق تجيب عنه أعمال أوباما؟! بدأ اوباما رئاسته في البيت الأبيض بجائزة نوبل للسلام. كان موقفا غريبا أن تمنح مؤسسة نوبل جائزتها لشخصية ما على أعمال لم تقم بها؟! وتكتفي بما نسميه حسن النوايا وتحليل الأفكار ؟! . يبدو أن من منحوا أوباما الجائزة استندوا الى أفكاره وعزمه الشفوي على وقف الأعمال القتالية الأميركية الاستباقية وغيرها خارج حدود أميركا، والانسحاب من أفغانستان والعراق، وإغلاق معتقل غوانتينامو.
لقد تعجلت مؤسسة نوبل في إجراءاتها، لأسباب ندعوها للإفصاح عنها بعد مراجعة ملف أوباما. انتهت ولاية اوباما الثانية ، أو أوشكت على الانتهاء، دون إغلاق للمعتقل، ودون انسحاب من افغانستان، أو العراق بشكل حقيقي يقبل هذه التسمية، والأهم دون وقف حروب أميركا الاستباقية خارج حدودها؟!
لقد عادت أميركا تحت حكم أوباما في نهاية ولايته الثانية، إلى ما بدأ به جورش بوش الابن حكمه، أعني الحروب الخارجية الاستباقية بلا مبررات حقيقية. وعاد الى عقد تحالفات دولية للعمل خارج حدود أميركا ضد عرب ومسلمين، تحت مبررات ما يسميه هو الأمن القومي الأميركي؟!
( وهنا يجدر بكل منصف أن يلاحظ ازدواجية المعايير، والمفارقات الحارقة للثقة، فروسيا النووية مثلا ، لا تهدد الأمن القومي الأميركي، والعدوان الإسرائيلي المتكرر على غزة ، والاحتلال الممتد لا يهدد السلم الدولي ، بينما تنظيم إسلامي محدود، وبلا طائرات، أو سلاح نووي، يهدد الأمن القومي الأميركي ، ويهدد السلم العالمي ؟!
روسيا احتلت جزيرة القرم وضمتها إليها، وهي تهدد وحدة أوكرانيا ، ومع ذلك لا تتدخل أميركا عسكريا ضدها، لأن روسيا دولة نووية وعسكرية من الطراز الأول، وبإمكانها معاقبة من يعتدي عليها، بينما تسارع أميركا ( نوبل للسلام ) في إنشاء تحالف دولي لقتال مجموعات جهادية في الشرق الأوسط لأنها تستخدم السلاح ضد الاستبداد والإقصاء في سوريا والعراق. أميركا تسرع إلي القتال في البلاد العربية والإسلامية تحت أية ذريعة، لأن العرب والمسلمين لا يخيفون أميركا، ولا يستطيعون لها دفعا.
البلاد العربية بلا سيادة حقيقية، ولا تملك أنظمتها استقلالا حقيقيا، وأنظمتها تدور حيث دار القرار الأميركي رهبا ورغبا، ومن ثمة تستسهل الإدارة الأميركية عادة تجريب أحدث أسلحتها في البلاد العربية والإسلامية. إن تجارب أميركا الحيّة لأسلحتها الحديثة كطائرة الشبح، تجري عادة في البلاد العربية ضد العرب والمسلمين. اسرائيل جربت جلّ أسلحتها الجديدة في غزة عدا السلاح النووي، وأميركا تجرب أسلحتها الجديدة بلاد العرب والمسلمين ؟! مؤسسة نوبل للسلام لا تغطي العرب والمسلمين، ولو كانت تغطيهم بمعاييرها لما منحت أوباما جائزة نوبل، ولقررات مراجعة موقفها، وما قامت به من قبل تحت مسمى حسن النية، والتشجيع على السلام؟!
إن عمليات القصف التي قامت بها الطائرات الأميركية، وطائرات التحالف في سوريا والعراق، قتلت الأطفال وهدمت بيوت المدنيين، ولم تقف عند قتل المجاهدين العسكريين، وتزعم أميركا أنها حققت أهدافها من القصف؟!. بينما يتظاهر سكان المناطق المقصوفة ضد الهجمات الأميركية، ويطالبون بوقفها، لأنها تقتلهم وتعرض حياتهم للخطر.
أوباما الذي برر العدوان الإسرائيلي على غزة وعدّه دفاعا عن النفس، هو أوباما الذي يقتل ( بالتوماهوك والشبح) الأبرياء بزعم الدفاع عن أميركا، وعن الأمن القومي، وعن السلم الدولي؟! أوباما الخطيب المفوه، هو أوبام الذي الذي يستعيد سياسة الحرب الاستباقية في الشرق الأوسط، ويقف ضعيفا عاجز في القرم وأوكرانيا.
أوباما يغادر البيت الأبيض قريبا والدماء على يديه، تماماً كما غادره جورش بوش الأبن من قبل. لذا وبمناسبة هذه المقاربة أقترح على (مؤسسة جائزة نوبل للسلام) أن يضعوا في معاييرهم لمنح الجائزة، معيار قتل العرب والمسلمين؟! ومعيار شن معارك استباقية في الشرق الأوسط لقتل المستقبل ؟!
اتفاقيات بلا ثمن
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
الثقة في الاتفاقيات المعلنة بين الطرفين حماس وفتح لم يعد لها من يثق بها ولا من يعطيها اهتمام ويكاد هو أحد القضايا التي يتفق عليها جمهور الطريفين، لأسباب كثيرة ليس أقلها كثرة الاتفاقيات وعدم تطبيق ما جاء فيها.
أحد أهم افرازات الاتفاقيات الاخيرة هو تشكيل حكومة التوافق الوطني التي كان دورها سياسياً ووطنياً يساوي صفراً كبيراً، ولا وزن لها لدي المواطن الفلسطيني بل ان الناطق باسم القسام ابو عبيدة أكثر شهرة من رئيس حكومتها ذو التاريخ الطويل في العمل الاكاديمي والجامعي وهكذا بعض وزرائه.
الاتفاقيات التي يعلن عنها أصبحت مثل الانفاق الرئاسية التي أعلن الرئيس محمود عباس ولا يعني الشارع الفلسطيني أين وصل فيها والى ماذا يريد أن يصل ولا القنابل التي أعلن أنها سيفجرها في الامم المتحدة، لأنها لا تساوي شيئاً، وأنها فقط مزيد من التسويف والتهرب من الاعتراف بالفشل.
الاتفاقيات الموقعة تحتاج لتنفيذ فوري لوضوحها الشديد، ففي ملفات الإعمار ورواتب الموظفين وفتح المعابر وضع لها الكثير من الاتفاقيات والبروتكولات والتجارب السابقة واضحة ويسهل التعامل معها، ولعل صدق النوايا يمكن أن يسهل الوصول لها وتطبيقها سريعا.
ملف الاعمار هو الملف الاكثر احتياجاً في هذه المرحلة، ويدعو لإطلاق ورشة عمل وطنية في المناطق المنكوبة وتحويل عمليات الاحصاء والمسكنات التي تقدم للأهالي الى تطبيق عملي من خلال البدء في ازالة ركام المنازل المدمرة واعادة بنائها واصلاح النية التحتية وخاصة أن الحديث واضح عن توفر مبالغ مالية تمكن حكومة التوافق من القيام بدورها، ولعلها ان اعلنت عن ذلك يمكن أن تعيد رسم الصورة السلبية التي رسمها المواطن عنها خلال فترة الحرب، والا لن يصمت على استمرارها كثيراً.
الملف الثاني وهو مرتبط بالملف الاول ويساعد في احداث حراك اقتصادي في قطاع غزة ويساهم في اعادة اعمار جزء مما دمره الاحتلال من خلال المؤسسات والجمعيات والهيئة وحتى بعض المواطنين الذين تضرروا بما توفر لهم من امكانياتً وهو ملف المعابر وادارتها حيث لم يعد من المقبول هذا التقصير والمماطلة في ادارة المعابر وخاصة أن كافة الطواقم متوفرة وتحتاج فقط لدمج الطواقم القديمة التي تحتاج للتدريب والتأهيل بعد سنوات طويلة من الاستنكاف وبذلك يمكن أن يسرع في اعادة فتح معبر رفح بشكل دائم يسهل انتقال الافراد، وهو ما نطبق على المعابر مع الاحتلال الاسرائيلية.
الأمر الأخير ولا يقل اهمية وهو صرف رواتب موظفي الحكومة السابقة في غزة، كواجب قانوني وطني وادبي وانساني يقع على عاتق حكومة التوافق الوطني والتوقف على سياسية التسويف والمماطلة وقطع الارزاق التي لن تساهم في قيام الحكومة بعملها وهي تفتقد للبعد القانوني والأدبي في التعامل مع موظفيها.
استحقاقات مواجهة الرفض الأميركي لخطة عباس
بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
لا توجد أي معارضة فلسطينية جادة لخطة الرئيس محمود عباس لتدويل البحث عن حل سياسي للنضال الوطني من أجل إنهاء احتلال القدس والضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 واستبدال الرعاية الأميركية برعاية الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية متفاوض عليها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
لا بل يوجد شبه إجماع على تأييدها يتراوح بين الحماس لها في أوساط ما يسمى "معسكر السلام" الفلسطيني وبين قبولها على مضض من المقاومة وفصائلها التي تمنح عباس فرصة دخول الاختبار الأخير لاستراتيجيته من دون أن تضع العصي في عجلة حراكه السياسي.
لكن هذه الخطة تعني أن عباس قد نفض يديه يأسا من الرعاية الأميركية وتعني دخوله في مواجهة سياسية مع الولايات المتحدة، التي لن ينجح في تحييدها ببنود خطته التي تطلب موافقتها عليها، وبالتعلق بوهم أن لا تستخدم واشنطن حقها في النقض "الفيتو" ضدها عندما يعرضها على مجلس الأمن الدولي، ولن ينجح في استرضائها عندما يقرر تأجيل طلب الانضمام إلى المنظمات الدولية ومواثيقها ومعاهداتها، مثل محكمة الجنيات الدولية ومحكمة العدل الدولي.
فكل الدلائل تشير إلى الرفض الأميركي لخطته وإلى الاستعداد الأميركي لإفشالها والإصرار على التوصل إلى حل لم يتحقق طوال ما يزيد على عقدين من الزمن بالتفاوض الثنائي مع دولة الاحتلال وباحتكار الولايات المتحدة لرعاية عملية التفاوض هذه.
ففي يوم الثلاثاء الماضي بعث 88 عضوا في مجلس الشيوخ في الكونغرس الأميركي رسالة حثوا فيها وزير الخارجية جون كيري على "منع التطورات السلبية التي يمكنها أن تحبط أية آفاق لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية"، وقد امتنع السناتور راند بول عن توقيع هذه الرسالة لأنه يريد "قطع كل المعونات عن السلطة الفلسطينية" حتى تلتزم السلطة بكل شروط دولة الاحتلال، كما جاء في توضيح منه بالبريد الالكتروني للواشنطن بوست في اليوم ذاته.
لكن "الشيوخ" الأميركيين كانوا حريصين على مواصلة العمل بسياسة "العصا والجزرة" الأميركية المعهودة ليحاولوا رشوة الرئيس عباس بحث كيري على "تمكين السلطة الفلسطينية من التحرك قدما لتصبح السلطة الفلسطينية الحاكمة في غزة" بشرط "منع حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية".
غير أن الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة تقتضي رفضا باتا لأي رشوة أميركية يكون ثمنها رأس المقاومة، ففي أي مواجهة كهذه يفتقد فيها عباس أي دعم عربي، في ضوء الإجماع العربي على التحالف أو على عدم معارضة الولايات المتحدة في الحرب التي اعلنتها على "داعش"، تظل المقاومة والوحدة الوطنية الفلسطينية هي القاعدة الوحيدة التي يستطيع الرئيس عباس الاستناد إليها في أي مواجهة كهذه.
وفي هذا السياق يصبح التأييد المعلن لجامعة الدول العربية لخطة عباس غير ذي صدقية ولا يمكن الركون إليه في المواجهة مع الولايات المتحدة، لا بل من المتوقع إذا ما وقعت هذه المواجهة أن ينقلب هذا التأييد إلى ضده ليتحول إلى أداة أميركية للضغط على الرئاسة الفلسطينية كي ترضخ للشروط الأميركية.
وهذه المواجهة شهدت فصولا ثانوية لها سابقا، خصوصا منذ أفشلت الولايات المتحدة في سنة 2011 المحاولة الفلسطينية للحصول على اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة عضوا فيها، قبل أن تفشل في السنة التالية في منع الاعتراف الأممي بها دولة مراقبة غير عضو فيها، لكن الذاكرة الوطنية الفلسطينية لا تنسى أن الولايات المتحدة هي التي أحبطت انجازات فلسطينية مثل توصية محكمة العدل الدولية بشأن جدار الضم والتوسع في الضفة الغربية، و"تقرير غولدستون"، ومنعت قبل ذلك تنفيذ العشرات من قرارات الأمم المتحدة لصالح الحق الفلسطيني، وحالت دون المجتمع الدولي ورعاية "تسوية سلمية" عادلة تنهي الاحتكار الأميركي لما سمي زورا وبهتانا "عملية سلام" لم تكن الولايات المتحدة فيها وسيطا أو راعيا نزيها أبدا.
لكن هذه المواجهه الأميركية – الفلسطينية حتمية، وقد تأخرت كثيرا، وحاولت القيادات الفلسطينية المقاومة والمفاوضة على حد سواء تجنبها دائمأ، فهي ليست خيارا فلسطينيا، لكن الإدارات الأميركية المتعاقبة تبدو مصرة على فرضها على الشعب الفلسطيني.
وإذا كان الرئيس عباس، الذي راهن لعقود من الزمن على حسن النوايا الأميركية، قد وصل في نهاية المطاف إلى قناعة بعدم جدوى الاستمرار في رهاناته على الولايات المتحدة وقرر مواجهتها سياسيا واستبدال رعايتها لاستراتيجيته التفاوضية برعاية أممية، فإنه سوف يحظى بقراره على دعم الإجماع الفلسطيني، أما إذا قرر التراجع عنه فإنه سيدخل أهم اختبار شعبي يدخله في حياته السياسية لصدقية خياراته الاستراتيجية التي لم تحظ يوما بأي إجماع وطني أو شعبي.
وتقتضي هذه المواجهة كذلك الاستعجال في استكمال آليات تنفيذ اتفاق المصالحة، والاستجابة السريعة للإجماع الشعبي والفصائلي على الإسراع في طلب الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات الدولية، وتقتضي قبل ذلك وغيره حماية المقاومة بكل أشكالها وتطويرها كما ونوعا وتوسيع نطاقها لتشمل كل الوطن وكل أهله أينما تواجدوا، وتقتضي أيضا عدم السماح باغتيال الشهيد عز الدين القسام مرتين !
لكن حتى لو انصاعت الولايات المتحدة لإرادة المجتمع الدولي المؤيدة للحق الفلسطيني وامتنعت عن استخدام نفوذها ضد خطة عباس وعن استخدام حقها في النقض ضدها في مجلس الأمن الدولي، وهو ما ليس متوقعا منها كما تشير كل الدلائل التاريخية والحالية، فإن تبني الأمم المتحدة لخطته سوف يظل انتصارا ورقيا يضاف إلى ركام من الانجازات الورقية التي ما زالت بانتظار قوة وطنية تترجمها واقعا على الأرض المحتلة.
فهذه الاستحقاقات، في معزل عن أي مواجهة مع الولايات المتحدة، تظل استحقاقات وطنية يجب تعزيزها وتعميقها وتطويرها لأنها الشرط الوطني المسبق الذي لا غنى عنه إذا ما أراد الشعب الفلسطيني تحرير وطنه وتحويل ما حققه من إنجازات "ورقية" دبلوماسية إلى واقع على الأرض.
وللشعب الفلسطيني في عدوه عبرة، فالحركة الوطنية الفلسطينية تملك من قرارات الشرعية الدولية، كما ونوعا، ما لم تملكه أبدا الحركة الصهيونية في تاريخها، لكن هذه الحركة التي لم تملك من الشرعية الدولية سوى قرار واحد يتيم هو قرار تقسيم فلسطين غير الملزم رقم 181 الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1947 قد تمكنت من ترجمته إلى واقع على الأرض فقط بتطوير قوتها العسكرية التي فرضت وجود دولة الاحتلال بالقوة القاهرة، وهي القوة التي منع الفلسطينيون في السابق ويمنعون اليوم من امتلاكها.
ورحم الله الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر الذي كان يردد دائما أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فتوالي الأيام وأحداثها قد أثبت أنه كان على حق وأن المسار العربي والفلسطيني الذي سار في اتجاه معاكس بعد رحيله كان خطأ، بل خطيئة.