تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 11/11/2014



Haneen
2014-12-02, 02:03 PM
اليمين يصعد والعالم ينسحب

بقلم: عوزي برعام،عن هآرتس
هزيمة الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس في الولايات المتحدة تشير الى اتجاه معين، لكنها لا تشير الى الانتقال من الليبرالية الى المحافظة، أي من اليسار الى اليمين.
لا شك أنه توجد اتجاهات محافظة واضحة في الولايات المتحدة، وتوجد معارضة للتدخل العميق للدولة في المجتمع والاقتصاد، لكن هذه النتيجة تناسب المزاج الذي يميز منتصف الولاية. وقد ساهم في ذلك شخصية الرئيس براك اوباما وصعوبة تقبل اغلبية البيض رئيسا أسودا لهم.
قبل عشرين عاما كانت الفوارق بين الحزبين ضئيلة. فالجميع صوتوا للجناح الليبرالي في الحزب الجمهوري وللجناح المحافظ في الحزب الديمقراطي. في السنوات الاخيرة زادت الفوارق حيث برز اتجاه محافظ جديد عمل على جر الولايات المتحدة الى الخلف، ونجح في إبراز الفوارق بين الحزبين.
في اوروبا يحقق اليمين انجازات كبيرة. الجبهة الوطنية لـ مارين لابين ليست حزبا هامشيا بل بديلا للسلطة. وفي دول اخرى في اوروبا يحدث تحولا مشابها. يمكن القول أن مباديء اليمين في اوروبا تنفي قيم ومباديء قامت عليها البنية السياسية هناك.
على ضوء الهجرة الكبيرة فقد تبنى اليمين العنصرية والكراهية للغرباء. وهو يؤيد اقتصاد بدون الدعم الحكومي واحيانا يتحفظ على البنية السياسية والقضائية.
جزء من اليمين يدعي المحافظة ويعارض التغيير الاجتماعي ويستند الى قيم مثل الكنيسة والعائلة، بمعناهما الضيق. إن المحافظة متشائمة بطبيعتها وتميل الى الافتراض أن الفرد يجب أن يشق طريقه بقواه الذاتية في العالم، الامر الذي يختلف عما يعتقده الليبراليون.
في اسرائيل ايضا يزداد صعود اليمين، فالمباديء اليمينية في اوروبا قوية هنا أكثر بكثير: معاداة المباديء العالمية كالعدل والمساواة والخوف من التغيير الذي قد يزعزع الاستقرار، والخوف من أي اتفاق سلام وهكذا تم وضع الاساس لزعزعة مكانة الجهاز القضائي لدى الكنيست والجمهور. هذه المشاعر من الخوف والعداء تناسب الايمان القومي الذي هناك من يؤيده ايضا في القيادة. ومن هنا صدق من يقول إن الصراع ليس فقط بين اليمين واليسار بل ايضا بين التطور والمحافظة، بين شعب يريد العيش لوحده وشعب يريد العيش بسلام مع جيرانه.
أمام هذه الاتجاهات يجب تقديم البديل. بنيامين نتنياهو لا يقدم مواقف يمينية لاعتبارات سياسية، بل لاعتبارات وجهة نظره تجاه وضع الدولة والشعب. سياسة التخويف موجهة للابقاء على الوضع القائم لأن أي تغيير من شأنه أن يكون أصعب. من هنا فلنغمض أعيننا ونعود في نفق الزمان عشرين سنة للوراء، هل كان شخص مثل موشيه فايغلين يستطيع بمواقفه وآرائه أن يكون رجل سياسة؟.
في المقابل هناك الاحزاب التي هدفها الأساس هو التوسع بين انتخابات واخرى. هذا التوجه هو كارثي لمن يريد أن يُحدث التحول ويشكل البديل للسلطة الحالية. يمكن رسم خطوط أساسية تحت نفس السقف واقامة جسم من عدة احزاب وسط – يسار لمن يبحثون عن بيت سياسي. وحقيقة أن اقامة حزب بديل ليست موجودة على سلم الأولويات لا تعود لاسباب قيمية ومبدئية وانما لاسباب شخصية لا تُمكنهم من مواجهة اليمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ




لا سامية جديدة في القارة القديمة
العداء لليهود في أوروبا في ازدياد بسبب المهاجرين المسلمين الذين يهددون وجودنا هناك

بقلم: غي بخور،عن يديعوت
الكثيرون في اوروبا يفهمون أن تأييد الدولة الفلسطينية رغم عدم وجودها معناه تدمير دولة اليهود، وهي دولة اسرائيل. لذلك فان طرح الموضوع في البرلمانات في دول مختلفة يحمل معنى مزدوجا: لاسامية وأسلمة. وهذا لا صلة له بالفلسطينيين.
نعم، في حين أن اغلبية ضحايا الكارثة ما يزالون على قيد الحياة، ومعظم الدول الاوروبية لم تقم في استيضاح دورها في تدمير اليهود في القارة، فان الوحش اللاسامي يرفع رأسه من جديد وبطريقة ممأسسة، ليس فقط من خلال الكلمات والشعارات العنصرية، أو في صالونات اليسار السام، بل ايضا في البرلمانات. وبذلك تعود اوروبا الى سنوات الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي.
لا يوجد خجل أكبر من ذلك لقارة تعتبر نفسها مدافعة عن حقوق الانسان لكنها في نفس الوقت تنسى الانسان اليهودي. وفي حين أنها هي التي تفحص الآخرين بناءً على حقوق الانسان فهي تتجاهل ما يحدث عندها في البيت. من جهة الاعلام الاوروبي فانه لا تتم تغطية هذا الامر، والشرطة المحلية ايضا ليست معنية بالاهتمام والدفاع، واليهود يشعرون بأنهم متروكون لمصيرهم.
يجب استدعاء وزير الاتحاد الاوروبي – الذي يرى كل الوقت الفلسطينيين فقط – بعد كل هجوم على اليهود أو على اسرائيل، والطلب منه لأن يتخذ خطوات. هناك للاتحاد الاوروبي وزيرة خارجية جديدة، وقد حان الوقت لأن تبدأ بمعالجة المشكلة، قبل أن تصبح اوروبا من جديد بدون يهود، ويعاقب التاريخ كليهما. إن التعامل مع موضوع الفلسطينيين هو أمر جيد لكن المواطنين في اوروبا أهم. من الجيد اقامة نصبا تذكارية للكارثة، وهذا لا يحتاج أي جهد. لكن ماذا عن اللاسامية الحالية؟ اللاسامية الجديدة تلتقي مع القديمة، حيث أن النصب التذكارية والمقابر لليهود من ضحايا الكارثة يتم تدنيسها بشكل يومي.
هذه ايضا هي أسلمة. فالمبدأ يقول: كلما تورطت الدولة أكثر مع المهاجرين اليهود كلما زاد الاهتمام بفلسطين، وهذا يشبه التمرد.
ليس صدفة أن السويد التي تصل نسبة المهاجرين فيها نحوا من 20 بالمئة وتزداد 1 بالمئة كل سنة، هي الرائدة في هذا الموضوع. وهناك دولا اخرى تفهم أن هذا هذيانا معقدا وهي تضع الحدود لذلك. لكن هناك دولا معنية بالحفاظ على الهدوء في داخلها. وفقط قبل عامين حدثت مظاهرات في ستوكهولم من قبل مهاجرين مسلمين، وقد عاد الهدوء بعد أن تمت الاستجابة لمطالب المهاجرين. هذا هو السبب في أن يهود فرنسا يهاجرون الى اسرائيل بشكل كبير، فهم يدركون أنه ليس لهم مستقبل في فرنسا.
لذلك، من الجيد أن يعلم كل مواطن اوروبي مغزى هذا التهديد الذي يسمى دولة فلسطين. صحيح أنه يوجه ضد اسرائيل واليهود، واوروبا خبيرة بذلك على مدى ألف عام من احتقار اليهود واهانتهم وطردهم وقتلهم، لكن التهديد في هذه المرة يوجه ضد المواطن الاوروبي. إن التاريخ غريب جدا: في الاربعينيات لم يكن ليهود اوروبا مكانا يذهبون اليه، حيث أن دولتهم، اسرائيل، لم تكن قد نشأت بعد. أما اليوم فانه ليهود اوروبا مكان يذهبون اليه، الى دولتهم التي هي دولة اسرائيل، والتي ستقوم باستيعابهم في احضانها. لكن الى أين سيذهب باقي الاوروبيين عندما ينفجر البركان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

طرد اليهود من جبل الهيكل
الإسلام يعطي أهمية فائقة للصلاة والمسلمون يحرمون أتباع الديانات الأخرى منها


بقلم: ناسيا شيمر،عن اسرائيل اليوم
«من اجل الاقصى نقوم بدهس اليهود»، هذا هو اسم أغنية جديدة غناها شابان فلسطينيان من رام الله. الشعار المشهور «الاقصى في خطر» يعتبر أداة تحريض من قبل جهات اسلامية متطرفة منذ ايام المفتي في القدس، صديق هتلر، الحاج أمين الحسيني. هذا التحريض الذي يحظى باجماع العالمين العربي والاسلامي، يقول إن اسرائيل تنوي هدم المسجد الاقصى من اجل بناء الهيكل الثالث مكانه.
في أساس هذا الطرح هناك عدة نظريات مفروغ منها وهي أنه لا علاقة للديانة اليهودية بهذا المكان وأن تواجد اليهود على الجبل يدنس قداسة المساجد، والملفت أن القرآن تحدث عن أن هناك مكانين مقدسين لليهود في جبل الهيكل. وايضا في كتاب التوجيهات للمجلس الاسلامي الاعلى عام 1924 كُتب بشكل واضح: «الموقع هو أحد الاماكن الاقدم في العالم، وقداسته تمتد الى حقب قديمة. وهو ينتمي الى هيكل سليمان، وهذا أمر لا خلاف عليه».
نظرية اخرى هي أنه يجب منع غير المسلمين من الصلاة في هذا المكان. وبشكل عام الصلاة هي الفرض الاكثر أهمية في الاسلام، كونها تعكس الايمان بالله. ومن لا يصلي يعتبر حسب الشريعة كافرا ويجب قتله. الصلاة لله الواحد هي قيمة عالمية ولا تخص فقط المسلمين بل تخص أي مؤمن أينما كان، وبالطبع لليهود والمسيحيين. القرآن يشدد على أهمية الصلاة ويقول إن الشياطين فقط تمنع الآخرين حقهم في الصلاة. مثلا: فرعون منع شعب اسرائيل من الصلاة، وكفار قبيلة قريش الذين منعوا النبي محمد من الصلاة في مكة، واليوم نشأت المفارقة في أن يمنع المسلمون أبناء الديانات الاخرى من الصلاة. اذا قمنا بدراسة التاريخ الاسلامي فاننا سنكتشف أن صلاح الدين الكبير الذي حرر القدس من أيدي الصليبيين لم تكن لديه مشكلة بأن يوقع معهم على اتفاق يافا عام 1192 حيث سمح لهم بالدخول الحر الى القدس كمسيحيين.
والنظرية الثالثة هي أن وجود اليهود على جبل الهيكل يثير الاستفزاز ويتسبب بسفك الدماء. ولكن الاحداث لا تنشأ فقط بسبب تواجد اليهود بل بسبب غياب تواجدهم. حيث ظل الجبل مهملا من قبل المسلمين المتطرفين، وهذا هو هدفهم. الشيخ رائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي للحركة الاسلامية والذي يلقب بشيخ الاقصى، يقود تنظيم المرابطين الذي فيه نشطاء دائمي التواجد فوق الجبل من اجل خلق استفزازات عندما يصعد اليهود الى هناك. ورواتب اعضاء التنظيم تقدمها جمعية «عمارة الاقصى» المقربة من حماس.
هناك وجهة نظر خاطئة اخرى سائدة في المجتمع الاسرائيلي وهي أنه كلما سمحنا للمسلمين بعمل ما يشاءون في جبل الهيكل فان الوضع الراهن سيستمر «الحرم لهم وحائط المبكى لنا»، ولكن حسب الايديولوجيا الرسمية للاسلام المتطرف وللسلطة الفلسطينية فانه ليس فقط لا توجد علاقة بين اليهود وبين الحرم بل ايضا لا توجد لهم علاقة بالحائط الغربي الذي هو «حائط البراق»، الحائط الذي ربط فيه النبي محمد حصانه عندما صعد الى السماء.
ونختم بنقطة أخيرة للتفكير: لو كان المسلمون قد احتلوا جبل الهيكل في عام 1967، فهل كانوا سيتنازلون عن هذا المكان لديانة اخرى؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
لنمنع اتساع العنف

بقلم: الكسندر بلاي،عن اسرائيل اليوم
إن أحداث كفر كنا والاضراب الذي تلاها يطرح من جديد على جدول الاهتمام الجماهيري العلاقات بين الاغلبية اليهودية والاقلية العربية الاسلامية في اسرائيل. فمن جهة تصريحات ممثلي الوسط العربي تزيد من تهييج الاوضاع، ومن جهة اخرى تزداد الاصوات داخل الوسط العربي التي تريد المساواة الحقيقية والخدمة في جيش الدفاع واعطاء الولاء للدولة.
هناك عدة أوجه للاحداث الاخيرة: أولا، المواطنون العرب في اسرائيل يعلنون منذ سنوات أنهم فلسطينيون ومواطنون عرب مسلمون يحملون الجنسية الاسرائيلية، ولن يعتبرون أنفسهم أبدا كاسرائيليين وانما فلسطينيون يحملون الجنسية الاسرائيلية. وهذا من اجل التضامن الوطني مع اخوانهم وراء الخط الاخضر ومن اجل اعلان ملكيتهم للارض. يكفي هنا التذكير بقول اعضاء الكنيست العرب أنهم يتواجدون هنا قبل المهاجرين من الاتحاد السوفييتي.
اضافة الى ذلك، هناك عملية تتواصل منذ سنوات وهي محاولة اختبار الحدود في العلاقة بين الدولة والاقلية: هل ستنجح الدولة في مرحلة معينة في وقف العمليات غير قانونية من قبل مواطنيها العرب لوضع حد للمخلين بالنظام. لا عجب أن الغضب انفجر بسبب قتل الشاب العربي الذي تمت مشاهدته في فيلم وهو يهاجم رجال الشرطة: اذا كان البناء غير
المرخص مسموح فعليا، واذا كان التحريض ضد الدولة مسموح فعليا – فلماذا لا تتم مهاجمة الشرطة وعدم تلقي العقاب؟.
هذا هو المقام لنشد على أيدي الشرطة ضد أي محاولة لمهاجمتها. وتجدر الاشارة الى أنه قبل بضع سنوات وضعت معادلة غريبة تقول «لا توجد مساواة» وتبرر العنف والاخلال بالنظام من قبل مواطني الدولة. حان الوقت الآن لدحض هذه المعادلة كليا: سياسة «التمييز التعديلي» التي تم اعتمادها قبل بضع سنوات، ورغم وجود الاهمال فان الدولة تسعى الى تصحيح الامر. وموضوع مكانة المواطن في الدولة هو أمر مفروغ منه بغض النظر عن أصل هذا المواطن، فهو ملزم يالانصياع للقانون.
وهنا ايضا أشير الى الخطأ لدى القيادة: كلما زاد العنف في الحرم يزداد انسحاب دولة اسرائيل منه، المسلمون يفعلون ما يشاءون في اماكننا المقدسة بما في ذلك التدمير المنهجي للارث اليهودي، يلاحقون المصلين اليهود ونحن كدولة لا نرد على ذلك أبدا.
ليس غريبا أنه في هذه الاجواء ينشأ الانطباع الخاطيء أن العنف هو أمر مفيد. فمن وجهة نظر المسلمين الذين يعيشون في دولة اسرائيل لا فرق بين اجزاء البلاد، والدرس الذي تعلموه من القدس ينتشر في البلاد جميعها.
يجب القول إن حكومة اسرائيل لا تحدد سياسة واضحة وجازمة بشأن العنف السياسي وما هي العقوبات عليه، حيث يعتقد المواطن بالخطأ أنه لن يدفع ثمن هذا العنف. وعلى الحكومة تبني سياسة عدم تحمل العنف مهما كان نوعه، ومن هنا تنبع المشكلة التالية: الحكومة تعتبر ضعيفة، ولا تريد تطبيق القانون، لذلك لا يجب الاكتفاء بالتصريحات بل يجب اتخاذ خطوات عملية، ومهاجمة الشرطة ليست أمرا موصى به لأي مواطن في أي دولة في العالم، ولا يجب أن تكون اسرائيل استثناء.
كل من يهاجم هدفا، سواء مواطن عادي أو نساء واطفال أو شرطة ورجال أمن، يجب معاقبته.
وعلى هامش هذه الامور يجب القول إن العالم العربي يشتعل منذ اربع سنوات بعد «الربيع العربي»، وأحداث القدس وكفر كنا تحمل في ثناياها امكانية انتقال العنف من حولنا الى داخل اسرائيل. فقط عملا مصمما واستعمال القوة بشكل مدروس سيمنعان حدوث سيناريو كهذا في الربيع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

بانتظار الانفجار
من أين ستنطلق المواجهة القادمة التي ستضعف حكومة إسرائيل أكثر

بقلم: يوسي فيرتر،عن هأرتس
في الليلة بين السبت والاحد وقفت الحكومة الاسرائيلية ولأول مرة منذ تشكيلها قبل 20 شهرا أمام خطر التفكيك، كان ذلك بعد المقابلة التحريضية والاستفزازية للوزير عمير بيرتس في القناة الثانية، حيث وجه لرئيس الحكومة عدد من الاتهامات. وفي نفس الليلة اتصل نتنياهو برئيسة حزب عمير بيرتس، تسيبي لفني، وأبلغها عن نيته إقالة الوزير بيرتس في اليوم التالي في اثناء جلسة الحكومة.
وقد أمسكت الرئيسة لفني برأسها، فهي أدركت مغزى هذه الخطوة: في حال تمت إقالته من الحكومة فسيكون عليها سحب حركتها والخروج من الائتلاف. يا للعار: أن تُجر الى الخارج بسبب بيرتس، خروج يُفرض عليها من قبل الرقم 3 في حزبها – لم يكن هذا ضمن خططها، وهي تنسق هذه المواضيع مع يئير لبيد. ومن جهتها فان الظروف لم تنضج بعد للخروج من الائتلاف، حيث أنها تدرك حقيقة أنها لا تجد ما تفعله في هذه الحكومة منذ ثمانية أشهر، هذه الحكومة التي لها صلة بالعملية السياسية فقط في تصور جون كيري.
لفني طلبت من نتنياهو الانتظار لمدة 24 ساعة، وهو أبدى من جهته استعداده للتفكير بهذا الامر، لكنه لم يلتزم. وفي صباح أمس وقبل جلسة الحكومة، اجتمعت لفني مع الوزير بيرتس وأوضحت له أن هذا ليس فيلما يجلس فيه على كرسي من جلد الغزال وينتظر بأن يقوم بيبي باقالته. وانصاع بيرتس ودخل الى جلسة الحكومة وأعلن أنه سيستقيل في نهايتها من اجل عصر الليمونة أكثر فأكثر. وقد تحرش بنتنياهو وحدثت بينهما مشادة الامر الذي سيكون جيدا بالنسبة لبيرتس في نشرات الاخبار المسائية وصحف الغد.
الآن وبعد استقالة بيرتس بيوم التي تأتي بعد استقالة جدعون ساعر بثمانية ايام، فان الحكومة الآخذة بالتقلص تنتظر التطورات :من أين ستأتي المواجهة القادمة التي من شأنها أن تُضعف أكثر فأكثر منعة الحكومة؟.
يحاول نفتالي بينيت اصدار اصوات ازمة حول موضوع ضريبة القيمة المضافة صفر، القانون الذي يريده وزير المالية لبيد، حيث يحاول أخذ ملايين الشواقل للمستوطنات كشرط للموافقة على القانون، ونتنياهو نفسه أعلن أمس بعض الانتقادات لوزير المالية بسبب رفضه اتخاذ خطوات اقتصادية معينة. ولم نسمع بعد من افيغدور ليبرمان الذي شوهد أمس وهو يجلس مع يئير لبيد بأربع عيون خارج جلسة الحكومة. لفني انضمت بين الحين والآخر الى هذا اللقاء الذي ظهر وكأنه يُخرب على الحكومة، بينما شاهد ذلك رجال رئيس الحكومة بعيون سيئة.
وسؤال الاسئلة هو: هل ستكون هناك ميزانية جديدة حتى نهاية العام؟ الجواب يرتبط بشخصين فقط: نتنياهو ولبيد. فاذا أرادوا سيكون وتستمر الحكومة عدة اشهر اضافية، واذا لم يريدوا فلن يكون وسنذهب الى الانتخابات في الربيع.
سؤال من سيخلف بيرتس في وزارة البيئة لا يقلق الشعب، لكنه بيقين يقلق اعضاء الحزب. عميرام متسناع الذي هو رقم 2 يرغب جدا في دخول الحكومة لكنه وضع نفسه في الاشهر الاخيرة في موضع المعارضة الشديدة لنتنياهو، أكثر من بيرتس. ومن الصعب رؤيته يؤدي يمين الولاء لبيبي و»معانقة الاشجار» كما يُقال عمن هم من المدافعين عن جودة البيئة. متسناع هو شخص اخلاقي.
اذا لم يكن متسناع، فسيكون مئير شتريت هو البديل. الرئيس القادم سيكتفي بهذه الوظيفة الثانوية وهي وزارة البيئة. أقل من رئيس ولكن أكثر من رئيس الحزب كما هو في الوقت الحالي. هذا بالطبع اذا لم تطل من جديد القضية الغريبة حول الاتفاق السخي جدا جدا جدا مع مدبرة المنزل، هذا الاتفاق الذي أعاب بأثر رجعي على ترشحه لرئاسة الدولة حيث أنه لم ينجح في ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
السويد: الأفعال أفضل من الأقوال
اعتراف ستوكهولم بدولة فلسطينية افتراضية لا يقدم ولا يؤخر ويجب عليها أن تقدم الى الرباعية اقتراحاً عملياً بإنشائها

بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
شعر رئيس وزراء السويد الجديد ستيفان لوف اون بانه يلزمه حل المشكلة الفلسطينية. وهو يؤمن ايضا بان الحل بانشاء دولة فلسطينية تحيا الى جانب اسرائيل بسلام، هو مصلحة اسرائيلية ويشاركه في ذلك اكثر الاسرائيليين، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ايضا.
وهو يريد أن يبين أنه يغير النهج السابق مع توليه عمله لهذا اعلن في خطبة تأديته اليمين الدستورية لرئاسة الوزراء ان السويد ستعترف بالدولة الفلسطينية، ولا بأس في ذلك البتة من جهتي.
ما زلنا بعد أكثر من 21 سنة من التوقيع على اتفاق اوسلو ان نتواصل الى تسوية دائمة، ومن غير الجدي شيئا ما ان نعتقد أنه يمكن ان نجر هذه التسوية الوسطى الى الابد وان نمتنع – باسمها – عن اجراءات من هذا النوع. فقد اصبحت اكثر دول العالم تعترف بالدولة الفلسطينية، وبرهنت على ذلك تصويتها في الجمعية العمومية.
ويعترف عدد من دول الاتحاد الاوروبي ايضا بدولة فلسطينية ولم تصب السويد أي كارثة اذا انضمت اليها لكن ما الذي سيستفيده الفلسطينيون من ذلك بالضبط. الحديث عن اسهل الحلول، بقدر كبير.
فالاعتراف بدولة غير موجودة ولن تنشأ ايضا نتاج هذا الاعتراف، هو نوع من ضريبة شفوية. ممن يقولون في القيادة الفلسطينية انهم يؤيدون المطامح الفلسطينية ويكون ذلك ايضا على نحو عام.
هذا بالضبط هو السبب الذي جعل الفلسطينيين يمتنعون سنين كثيرة عن الاتيان الى الامم المتحدة بطلب الاعتراف بدولة لم تنشأ برغم الاكثرية الكبيرة المضمونة لها في كل وقت: فقد خشوا أن يكتفي العالم ببادرة عطف وان يشعر بانه فعل ما يجب عليه وان يتجه الى امور اخرى عن شعور مزيف بان المشكلة قد حلت.
وان الفعل الذي كان في السنتين الاخيرتين هو نتيجة يأس اصاب الرئيس محمود عباس وزملاءه. وليس نتيجة أمل كبير. ويحظى الدعم السويدي بالفعل الفلسطيني اليائس بمباركة فلسطينية وفي انتقاد حكومة اسرائيل، لكنه غير قادر على أن يغير الواقع.
اذا ارادت حكومة السويد ان تساعد الطرفين اللذين لم ينجحا في الخروج من مستنقع الصراع منذ سنوات كثيرة جدا (برغم ان من الواضح للجميع ان لحكومة عباس ولاسرائيل مصالح مشتركة واعداء مشتركين، فعليها أن تدرك انه يجب عليها أن تفعل فعلا ايضا.
في السنوات 1993 – 1995، ساعدت السويد القناة التي صاغت لاول مرة مسودة اتفاق دائم بين الطرفين، وكانت اساسا لمخطط كلينتون بعد ذلك بخمس سنوات، ساعدتها مساعدة فاعلة.
أيمكن الوضع السياسي الحالي كما يبدو من التوصل الى التسوية الدائمة المطلوبة، ولهذا ستكون مبادرة سويدية لاجل عمل نشيط للرباعية للفحص عن امكان التوصل الى تسوية تدريجية تمهيدا لتسوية دائمة، تنشأ في اطارها من الفور دولة فلسطينية في حدود مؤقتة ستكون انجع كثيرا من بادرة عطف لمرة واحدة هي اعتراف بدولة افتراضية. ومن المؤكد ان اسرائيل ستكون اول من تعترف بالدولة الجديدة وتستطيع السويد ان تنضم اليها.