Haneen
2014-12-02, 02:05 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعة 14/11/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
ملاحقة صبيانية للشهرة
بقلم:يوآف ليمور،عن اسرائيل اليوم
حرب غزة كشفت فشل جهاز المخابرات الاسرائيلية
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
ست خطوات اسرائيلية لمنع الانتفاضة الثالثة
بقلم:غيورا آيلند،عن يديعوت
ذات مرة كان هنا!
بقلم:ب. ميخائيل،عن هآرتس
مشكلة بيرتس
بقلم:آفي شيلون،عن هآرتس
مسألة مستوى
ايزنكوت رئيساً قادماً للاركان لكفاءته وانسانيته
بقلم:ابراهام تيروش،عن معاريف
</tbody>
ملاحقة صبيانية للشهرة
بقلم:يوآف ليمور،عن اسرائيل اليوم
عملية «الجرف الصامد» تجددت بالامس بكل قوتها، لكن هذه المرة اسرائيل لا تحارب حماس وانما تحارب نفسها. المسؤول عن التصعيد الحالي هو الشاباك، ب حول دوره في الحرب بغزة، وقد ارسل بعض عامليه (من ضمنهم من شغل منصب رئيس قطاع الجنوب) من اجل اجراء مقابلة في برنامج (عوفدا) وظهر الامر كمحاولة لاخذ الصيت على حساب جيش الدفاع.
ما ظهر في التقرير باختصار، كان ان الشاباك حذر من الحرب المتوقعة، اما الجيش فقد تغاضى عن الامر، أي انه اهمل ومنع اسرائيل من الاستعداد بشكل مناسب.
في الجيش شاهدوا التقرير، وانزعجوا وخرجوا عن طوعهم، بيني غانتس رأى نفسه بحذاء دافيد اليعيزر، وكمن سيتهم جماهيريا بالفشل. وفي رسالته الى رئيس الحكومة طلب توضيح الامر فورا. وفي الجيش هناك من طلب رأس رئيس الشاباك، يورام كوهين. والسبب: كذب، ليس أقل من ذلك الكذب النابع من ادعاءات الجهاز انه تم ايصال تحذير في كانون الثاني حول الحرب. أمور مشابهة قالها كوهين نفسه في جلسة المجلس الوزاري المصغر في نهاية الحرب على غزة. رئيس الاستخبارات العسكرية في حينه أفيف كوخافي، هاجمه بشدة، وقال الوزراء ايضا ان تحذيرا كهذا غير معروف لهم.
من ناحية الوقائع، تحذير عن الحرب بالمعنى الحقيقي لم يكن. لم يكن في كانون الثاني أو بعد ذلك. وما كان بالفعل هو تحذير من عملية، في نيسان حذر الشاباك من نوايا حماس لتنفيذ عملية استراتيجية (عن طريق نفق في كرم ابو سالم) حيث من شأن هذه العملية اصابة مواطنين وخطف جنود. يمكن الافتراض ان عملية كهذه لو نجحت لكانت ستقود الى تصعيد فوري، من وجهة نظر الشاباك كان هذا تحذير، من وجهة نظر الجيش، كان هذا هدفا ليتم احباط العملية.
الحقيقة هي ان الطرفين مخطئين – مهنيا وواقعيا – ومن اجل الشهرة يقوم الشاباك والجيش بهندسة الماضي والتاريخ: الشاباك يبالغ باهمية التحذير الذي تم ايصاله. وفي الاستخبارات العسكرية يقللون من اهميته، والنقد الذاتي ليس واردا لدى الاستخبارات، ويتضح: لا زالوا مقتنعين هناك أن العملية في غزة كانت نجاحا كبيرا. وان الاستخبارات هي المنتصر الاساسي. في العالم المتحضر كان سيجلس رؤساء هذه الاجهزة منذ وقت، ويقيمون الامر،
مسألة التحذير، ومسألة الاتفاق، والجدال حول هل حماس هي التي بادرت للحرب أم انها فرضت عليها، هذه الامور تنبع اهميتها ليس من أجل ما حصل وانما من أجل ما سيكون. في ظل الاحداث الحالية في القدس والضفة، وغياب الهدوء في غزة والشمال، كان من المفترض من الشاباك والجيش وضع الأنا جانبا والتركيز على العمل. للاسف الشديد هذا لم يحدث، ومن المستبعد ان يحدث الان: الخلاف اليوم اقوى من ان يسنح لهم بالجلوس والتصالح، آن الاوان لتدخل رب البيت وترتيب الامور بشكل واضح وقاطع. مع كل الاحترام لمكانة الاشخاص والاجهزة، فان أمننا مهم أكثر بقليل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرب غزة كشفت فشل جهاز المخابرات الاسرائيلية
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
في الوقت الذي امتلأت فيه الكنيست برجال المخابرات السابقين، منتفخي الصدور وهزيلي العقول، قال عنهم احمد الطيبي الجملة الحكيمة التالية: «رجال المخابرات الذين يخرجون يشكلون خطرا على أمن اسرائيل. ما أن يفهم العرب مع من يتعاملون، سيكفون عن الخوف».
والله، انه محق. كان هذا صحيحا في حينه، ولشدة الاسف صحيح اليوم ايضا. ففي اثناء حملة الجرف الصامد وبعدها رأوا في المخابرات بعيون تعبة كيف تسجد وسائل الاعلام للجيش الاسرائيلي. فقد امتلأت البلاد بقصص البطولة: بطولة القادة وبطولة المقاتلين. بطولة الشهداء وبطولة الجرحى، بطولة العائلات وبطولة الاستخبارات. اما جهاز الأمن العام «الشاباك» – المخابرات فقد بقيت في الظل، والظل اتعبهم. أما الانكشاف، كما اقنع كبار مسؤولي المخابرات أنفسهم، فسينفع في رفع المعنويات في الجهاز ويكثف مخزون المجندين. وأخيرا سيكون لنا أيضا تقرير صحافي عن صورتنا؛ اخيرا سيتحقق العدل التاريخي. وتاج المجد سيوضع على الرؤوس الصحيحة، رؤوسنا.
لقد عولوا على الافضل – برنامج «عوفدا» (دليل) الذي تقدمه ايلانا دايان. وقد بث التقرير مساء يوم الاثنين. وانتهى هذا أمس بلقاء مهين لدى رئيس الوزراء، وببيان مهين اضطر رئيس المخابرات يورام كوهين على اصداره. ذهب المجد، وبقيت الفضيحة.
السؤال هو ما الذي حصل بالضبط في عملية الاعداد للتقرير لن يبحث فيه هنا. يكفي ان أقول أن كبار مسؤولي المخابرات تصرفوا هنا كالهواة، باهمال وفي بعض النقاط الاساسية بانعدام المصداقية وانعدام العقل. هذه الجماعة ممن يتباهون بانهم يعرفون كيف يخدعون كل حماسي في غزة، سقطوا تباعا امام الكاميرا. وهم يحملون المسؤولية لجهاز التحرير التلفزيوني، للمذيعة، للدراما، ويروون عجائب وروائع عن المقاطع التي قيلت ولم تبث. فهم لم يعرفوا، اولئك المساكين، الى ماذا يدخلون. شفقتنا عليهم.
لقد تبنى جهاز المخابرات شعاره من فقرة في كتاب القضاة: «يحمي ولا يرى «. وهذه القضية المحرجة تتلخص بشعار معاكس: «يرى ولا يحمي». ولست أنا وحدي أقول هذا. يقول هذا ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي؛ يقول هذا رجال مخابرات.
يدور الحديث عن مسألة ذات مغزى أكبر من تقرير صحافي. بين رئيس شعبة الاستخبارات «أمان» في فترة الحملة، أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» يورام كوهين ثار جدال عن اسباب المواجهة العسكرية في غزة. فقد ادعت «أمان» بان حماس لم ترغب في المناوشة: بل انها تدحرجت اليها. كما ان هذا كان هو تقدير «الشاباك» حتى نهاية 2013. وقد بدأ «الشاباك» بتغيير تقديره في كانون الثاني، بصوت خافت، وشدده بالتدريج في الاشهر التالية. في نيسان اتفق الجيش الاسرائيلي و»الشاباك» على وجود خطر بعملية «استراتيجية» في تموز، عبر الانفاق. واستعد الجيش، ولا سيما في جنوب غلاف غزة. الى هناك أدت الاخطارات.
عودة الى كانون الثاني. في ذات الشهر نشر «الشاباك» في اطار المعلومات الجارية لديه، اقتباسا جاء على لسان رجل من حماس في مستوى غير عالٍ، ادعى بانه يجب الاستعداد لهجوم تنفذه حماس في تموز. وضم «الشاباك» الى المعلومة تحفظات حول المصدر ومصداقيته. وقال لي مصدر في «الشاباك» هذا الاسبوع وكرر وقال، ان المؤشرات على التغيير في موقف حماس كانت «ضعيفة»، لم يعطوا لها في «الشاباك» وزنا كبيرا، وبالاساس لم يكن في كانون الثاني أي اخطار من جانب «الشاباك» بحرب، بمعركة، باشتعال كبير. فلماذا إذا كان كذلك زعم في البرنامج بانه كان هناك اخطار؟ سوء فهم. هذا هام، لان مفهوم «الاخطار» هو جزء من الـ»دي.ان.ايه» خاصتنا، جزء من صدماتنا الوطنية. عندما نسمع عن اخطار الحرب فاننا نفكر بقصور يوم الغفران. وعلى الفور يرتسم لنا رئيس «أمان» في صورة ايلي زعيرا الذي يمنع نبأ عن حرب مقتربة، وأنفاق في شكل اجتياز القناة، مع قرابة 3 الاف مقاتل سقطوا فيه.
غير أن ماذا؟ لم يكن اخطار، لم توقف معلومة، لم يكن اجتياز ولم تكن حرب، فقط حملة محدودة على طول خط الحدود. الانفاق كانت مشكلة مقلقة، لم تعالج على نحو سليم، وفي بعض الحالات تسببت بقتل جنود، ولكن من هنا وحتى يوم الغفران المسافة كبيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ست خطوات اسرائيلية لمنع الانتفاضة الثالثة
بقلم:غيورا آيلند،عن يديعوت
يطرح التصاعد في أعمال الارهاب الاسبوع الماضي بكل حدتها مسألة كيف يمكن منع الانتفاضة الثالثة. فالى جانب الشروحات المنمقة، والصحيحة في معظمها – والتي تقول «هم المذنبون»، أي داعش، أبو مازن، حماس، الحركة الاسلامية ومن لا، من الصحيح التركيز على مسألة ما يمكننا نحن أن نفعله. وهذا تحد غير بسيط، ولا سيما عندما يكون توتر واضح بين الضغط لاعادة الأمن بشكل فوري وبين الحاجة الى فحص الامور بشكل متوازن.
يجدر بالذكر أنه في زمن الانتفاضة الثانية، استغرق جهاز الأمن سنة ونصف الى أن وجدت الصيغة الصحيحة، مزيج من بناء الجدار وحملة «السور الواقي». إذن ما هو صحيح عمله اليوم؟ الامر الاول هو غمر الميدان بقوات الجيش والشرطة، ولكن في هذه المرحلة سيكون دور القوات حماية اليهود واعطاء احساس بالأمن.
ولن يكون صحيحا ارسالهم الى قلب منطقة معادية، سواء كان هذا في يهودا والسامرة، القدس الشرقية ام حتى في قلب القرى العربية. فمثل هذا التواجد يخلق احتكاكا وتعقيدات زائدة، ويحقق نتيجة معاكسة. وبالمقابل، فان نشاطا مبادرا أكثر وهجوميا أكثر يستدعي جمعا للمعلومات، تخطيطا وتركيزا للجهد، وهذا يحتاج الى أيام، وربما أسابيع، قبل أن يكون ممكنا تفعيل هذه المرحلة بنجاعة. وعليه، فرغم الضغط، ينبغي العمل بصبر.
ثانيا، يجب الوقف التام لدخول الفلسطينيين للعمل في اسرائيل واجراء فحص جذري لثلاثة أمور: لمن منح تصريح دخول، الثغرات في الجدار – والتي كثرت منذ 2004 – وكل الترتيبات مع ارباب العمل والمسفرين الاسرائيليين.
الخطوة الثالثة، هي منع وضع نعود فيه الى تبادل الضربات مع غزة. فقد خلقت الجرف الصامد ردعا، ولكنه وحده لا يكفي. فسكان غزة ينتظرون المرحلة الثانية – بداية اعمار القطاع. المحادثات في هذا الموضوع، والتي كان يفترض بها أن تبدأ قبل شهرين، لا تحصل. لدينا مصلحة في اقناع المصريين وجهات اخرى لتحريك هذه المحادثات في اقرب وقت ممكن والا فان انجازات الجرف الصامد هي الأخرى ستضيع هباء.
الامر الرابع الذي يجب عمله هو التأكد من أن الشرطة تنفذ تحقيقات سريعة، وبجذرية، وفي ظل الجاهزية لعرضها على الجمهور بشفافية. اذا ما ارتكبت اخطاء، فيجب الاعتراف بذلك. ولكن بالتوازي اعطاء اسناد كامل لمن يعرض حياته للخطر في عمل صعب. ولا يوجد تناقض بين الامرين، بل العكس.
الأمر الخامس، الى جانب ذلك، هو الحاجة للحديث بشكل مختلف. يحتمل أن يكون ممكنا وضع اكثر هدوءاً لو أن رئيس الوزراء كان يقول الامور الصحيحة في الزمن الصحيح وبالشكل الصحيح- مثلا بعد مقتل الفتى الفلسطيني من شعفاط كان ينبغي لنتنياهو أن يتنازل الموضوع علنا، مثلما فعل بعد مقتل الفتيان الثلاثة. كما ان الاضطرابات في الحرم وأعمال القتل جاءت في اعقاب شائعة تقول ان اسرائيل تعتزم تغيير الوضع الراهن في الحرم، بل وربما اقصاء المسلمين عنه، رغم أنه لا يوجد نية كهذه – فلماذا بالتالي لم يقل رئيس الوزراء ذلك الا قبل اسبوع فقط، بنصف فم، وفقط بعد ضغط من الاردن؟ واضح أنه لو كان صدر قبل شهر بيان رسمي وواضح يتعهد بعدم تغيير، لتبدد بعض من التوتر. في الواقع الذي دخلنا اليه، نجدنا ملزمين بان نطلق ايضا رسائل اخرى – وليس فقط أن نغضب ونهدد الجميع.
أمر سادس يجب عمله، بالتوازي مع الانشغال في الامور العاجلة، هو اعادة تقويم الموقف من القدس. هناك عشرات الاقوال القديمة التي لا تتناسب والواقع المتغير، مثل كون احياء كمخيم شعفاط للاجئين جزء من المدينة. وماذا بالنسبة للمسيرة السياسية؟ للأسف ليس لها اليوم منفعة حقيقية، ومن المجدي الا نبني عليها الحل للوضع الأمني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ذات مرة كان هنا!
بقلم:ب. ميخائيل،عن هآرتس
تفاجأت اسرائيل وغضبت من التصميم الفلسطيني على التمرد على الاحتلال. نحن نغلي من الغضب والاهانة عندما يرفض العربي شكر ربه على الحق الذي أعطي له بأن يُداس تحت نعالنا، بأنه يتجرأ على رفع صوته، رفع حجر، رفع سلاح، والتمرد. كما هو معروف فان حق عمل كل ذلك هو لنا فقط. فقط لمن ولد من الأم الصحيحة. لأن هذا فقط ما استطعنا تعلمه من التاريخ عن تمردنا على المحتلين غير الرحيمين.
وهكذا، كل فلسطيني – ايضا عندما يهاجم اذرع الاحتلال (وليس مواطنين) – سيعتبر مخربا. ارهابيا. قاتلا، ويريد القضاء على الشعب اليهودي. وايضا عندما لم يفعل ذلك بالقوة وبالسلاح بل بالكلمات ورفع مطالب بالحرية وتقرير المصير، عندها ايضا لن ينجو من المعسكر الارهابي. وسيقال عنه «محرض على العنف» أو يقوم بـ «ارهاب سياسي» (اسهام آخر من اسهامات اسرائيل الانسانية في قاموس العالم، الى جانب «يهودية ديمقراطية»، «احتلال متنور» و»الغائب الحاضر»).
ولكن، لم نكن دائما هكذا، عرفنا أياما أجمل، قيم عليا، وحتى قيادات متنورة أكثر. عشية قيام الدولة وبعد قيامها عمل الكثيرون على صياغة دستور لاسرائيل. عشرات الاقتراحات كتبت، دستور كوهين، فالك، عوزئيل، هرتسوغ، آكتسين، رايخمان، روبنشتاين، بن دور، معهد الديمقراطية، وغيرها. الحزبين الكبيرين ايضا، مباي وحيروت، اقترحا الاقتراحات. تسفي برنزون قام بصياغة اقتراح مباي، يوحنان بيدر، شخصية الايتسل ومن منشئي «حركة حيروت» صاغ اقتراح الدستور لحيروت. ولشدة الغرابة فان معظم الدساتير «القديمة أفضل من الجديدة» لأن الاولى كانت ثمرة جهد حقيقي لبناء دستور جدير. والمتأخرة أكثر هي ثمار فيها اشكالية لحلول الوسط والتلاعب، وتجاوز العقبات وارضاء الجميع.
الدساتير كلها حكم عليها بالموت بشكل غريب، لكن قيمتها كبيرة، قوالب تعكس شخصيات اصحابها، قيم وعوالم روحانية. ولكن واحدة منها تلك التي تهتم أكثر من الأخريات بحقوق الانسان والمواطن. تعالج نقطة لا يوجد أهم منها: حق التظاهر، حق المعارضة، واجب التمرد. فيما يلي البند 33 من الجزء «الدفاع عن الحرية»، في ذاك الدستور:
1- من حق الانسان أن يعارض فعليا القمع والاضطهاد، والدفاع عن نفسه حسب الحاجة، في وجه أي محاولة غير قانونية للتعرض لحياته، وسلامة جسمه، باحترام، أو ممتلكاته.
2- قامت السلطة بانتهاك حقوق الانسان والمواطن، والقانون لم يعد يشكل حماية له، يكون التمرد حق وواجب للشعب، وكل جزء من الشعب. هذه الكلمات القاطعة كتبها د. يوحنان بدر في دستوره. رجل اليمين، «الارهابي» (كما سماه المحتل البريطاني) هو الرجل الذي خرج من تحت الارض ولن ينسى أبدا من أين جاء. ويتذكر من اجل ماذا وكيف ومن يحارب.
ليقرأ زعران البيت ما بعد اليهودي وشباب التلال وعنصريون فقدوا صفاتهم الانسانية – وليتعلموا: ذات مرة كان هنا آدميين. ايضا في اليمين. مواصلو طريق الادمور مكارثي مدعوون للاعلان أن يوحنان بدر ايضا ما بعد صهيوني، وارساله الى غزة وابلاغه أنه خائن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مشكلة بيرتس
بقلم:آفي شيلون،عن هآرتس
السياسيون الفاسدون يحاكمون بشدة ليس فقط لأنهم اخطأوا بشكل شخصي، بل لكون اعمالهم تؤثر على البنية بكاملها، وبهذا يساهمون في كراهية الجمهور للبنية الديمقراطية. وشعور «اذا كانوا هناك في الاعلى يسرقون، فماذا تريدون مني؟»، ولكن احيانا عند وجود سياسيين يستطيعون قول الشيء الصحيح فانهم يساهمون في الحفاظ على هيبة البنية، وهذا ما حدث مع عمير بيرتس.
بيرتس صادق حول اسباب استقالته من الحكومة. اذا كان مؤيدا لحل سياسي وسط، فان اجراءات حكومة نتنياهو لا تتوافق مع مواقفه. وما يعيب استقالته هو السؤال لماذا انضم أصلا الى الحكومة. فقبل الانتخابات فسر خروجه من حزب العمل بأن شيلي يحيموفيتش تقدم خطا صقريا من شأنه الذهاب بها الى ائتلاف نتنياهو.
لا يجب تصنع السذاجة. فالبنية التي بطبيعتها تحتاج الى حلول وسط، فليس غريبا أن يقوم السياسيون باعطاء وعود فارغة. لكن أمر بيرتس خطير جدا لأن هذه ليست المرة الاولى التي يُعرض فيها مكانة السياسي في اسرائيل الى السخرية.
هذا مؤسف حقا، فالسيرة الذاتية لعمير بيرتس تعكس صفقات زعيم سياسي اسرائيلي، مهاجر من المغرب، وقد بنى قوته السياسية في المحيط، وعمل رئيسا لبلدية سدروت لتخفيف التوتر مع الكيبوتسات المحيطة، ونجح في تقديم قناعات حمائمية على شكل شعبي. ايضا خدمته العسكرية تعتبر أمرا أصيلا لدى الزعماء: مثل معظم الاسرائيليين فقد مر بخدمة رمادية في سلاح الذخيرة، وهناك أصيب ايضا كضابط في عام 2005، وفي الوقت الذي ركز فيه زعماء العمل والليكود على أمور الخارجية والأمن احتل بيرتس رئاسة الحزب بأجندة اجتماعية. ومع هذا حصل على نحو من 20 مقعدا. وظهر بأنه يشبه براك اوباما كرئيس – يعتبر رمزا لامكانيات غير محدودة – وكانت زعامته تكفي لتعزيز القناعة بالقدرة على التغيير، رغم أنه كان من الواضح أنه ستواجهه عقبات في الطريق الى تحقيق ذلك.
هذه الآمال تبخرت سريعا وبدلا من وزارة المالية قام بتفضيل وزارة الدفاع في حكومة اولمرت رغم أنه لم تكن له توجهات عسكرية.
كان انتخابه خطأ ليس فقط بسبب نتائج حرب لبنان الثانية (مع أنه يسود الهدوء منذ ذلك الحين في الشمال وهذا متعلق بامور اقليمية ومصالح حزب الله وليس بسلوك الجيش عندما كان بيرتس وزيرا للدفاع)، خطأه الاساسي هو انحرافه عن الوعود بالاهتمام بالامور الاجتماعية والذهاب الى منصب أرفع مكانة. وقد تم تبديل بيرتس في عام 2007، إلا أن حزب العمل لم يتعافى منذ ذلك الحين ولم يتجاوز الـ 15 مقعدا.
محللون يدعون بخصوص استقالة بيرتس بأنه يستطيع التنبؤ بالمستقبل. ومن الممكن أن بيرتس واعٍ وخبير بدرجة كافية كي يبدأ مرحلة أولى في طريق اقامة جسم وسط – يسار. ولكن لن يحدث أي تغيير حقيقي فقط بناءً على الحسابات الرياضية. ومن اجل ذلك هناك حاجة الى قادة قادرين على التأثير، والتنقل الذي قام به بيرتس أفرغه مما يمتلك من صفاته القيادية. بل على العكس فان استقالته تحول «الحقيقة» الى بضاعة سياسية. وبذلك فهو يلوث المحيط السياسي ويضعف ايمان الجمهور بالسياسيين الذين يعدون بعمل تغيير اجتماعي – سياسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مسألة مستوى
ايزنكوت رئيساً قادماً للاركان لكفاءته وانسانيته
بقلم:ابراهام تيروش،عن معاريف
يبدو أن الجنرال غادي آيزنكوت سيكون رئيس الاركان القادم. إلا اذا، كما يحصل عادة لدينا، نجح المطهرون على أنواعهم بافشال عملية التعيين بسبب خلل ما. صحيح أو يفترض بخصوص سلوكه في قضية هرباز أو أي حدث آخر خلال خدمته العسكرية الطويلة، أن هناك من يلوح بهذا الخلل، ولكنني لا استطيع القول لكم من هو بالضبط، لأنني فقدت يدي وقدمي منذ زمن، وبالذات في قضية هرباز، وكففت عن قراءة ما يكتب عنها.
أملك صلاحية اعطاء رأيي حول ملكات آيزنكوت العسكرية ومدى ملاءمته المهنية لوظيفة رئيس الاركان، ولكني مثلكم اقرأ التقديرات الايجابية. أريد قول شيء عن صفات وسلوك رئيس الاركان. لقد تم اقتراح رئاسة الاركان على آيزنكوت في الجولة السابقة بعد أن تم اسقاط ترشيح غالنت. آيزنكوت أجاب رئيس الحكومة ووزير الدفاع باراك بأن بني غانتس ملائم أكثر واقترح تعيينه.
إجابة كهذه لم تُسمع في السابق في عملية تعيين رئيس الاركان في اسرائيل. أنا على يقين من أن باراك ونتنياهو قد صدما لأن سلوكا كهذا يناقض سلوكهما. تذكروا فقط كيف حاول الجنرال باراك الشاب القفز من فوق مرشحين أرفع مستوى منه الى عرش رئيس الاركان، كما فعل نتنياهو في المجال السياسي.
هذا الامر أقنعني، فأنا أعتقد أن التواضع والتقدير الذاتي والاهتمام بالآخرين هي من صفات رئيس الاركان. في لغة الايديش يسمى صاحب هذه الصفات «معنطش» – انسان. رؤساء الاركان والجنرالات العاديين الذين يتغطرسون ويتعالون على الآخرين، ويوجد كهؤلاء، تكون أضرارهم كبيرة. وبني غانتس «معنطش»، ومن الجيد أن يكون خليفته كذلك. لم يسبق أن ذهبت الى الحرم ولا أنوي فعل ذلك في المستقبل، ولكني اؤيد أن يستطيع أي يهودي يريد الذهاب أن يذهب في اطار القيود الدينية والسياسية. أنا ضد من يذهب من اجل الاخلال بالوضع الراهن. فليحارب أولا من اجل التغيير.
أقوال كثيرة من التوراة تمنع الصعود الى الجبل، ولكن البعض من زعماء وحاخامات الصهيونية الدينية سمحوا بذلك في اطار قيود معينة، وعلى رأسهم كان الحاخام شلومو غورن، الذي كان الحاخام الرئيس لدولة اسرائيل. هو عبقري ورجل دين كبير. الانسان المتدين الذي يصعد الى جبل الهيكل لديه من يعتمد عليه، ولكن متدينين كثيرين لا يفعلون ذلك.
في نظر الحريديين هذا السماح لا يروق لهم، وهم لا يكتفون بالتعبير عن رأيهم بل يهزأون من الحاخامات الذين يسمحون بذلك، وعلى رأسهم الاخوة الحاخامان من بيت عوفاديا يوسف. الحاخام الرئيس اسحق يوسف وأخيه دافيد، وقد سمى الاول الحاخامات الذين يسمحون بذلك «حاخامات من الدرجة الرابعة».
يمكن قول الكثير عن الحاخام غورن، ولكن تسميته «حاخام من الدرجة الرابعة» هي كفر حتى وإن جاء من قبل حاخام رئيس. ونظرا لأنه «عند وجود كفر فلا يجب اعطاء الاحترام للحاخام» أقول: اذا كان الحاخام غورن من الدرجة الرابعة، فانني أشك في أنه توجد درجة يمكن وضع الحاخام يوسف فيها.
من المؤسف أن حاخامات الصهيونية الدينية مثل الحاخام حاييم دروكمان، يحافظون على احترام من يهاجمهم، ويردون عليهم بطرق ليّنة. لا أيها الحاخامات، هذا ليس مطرا، هذا بصاق. بصاق حقيقي، وقد آن الأوان للتمييز بين الأمرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعة 14/11/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
ملاحقة صبيانية للشهرة
بقلم:يوآف ليمور،عن اسرائيل اليوم
حرب غزة كشفت فشل جهاز المخابرات الاسرائيلية
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
ست خطوات اسرائيلية لمنع الانتفاضة الثالثة
بقلم:غيورا آيلند،عن يديعوت
ذات مرة كان هنا!
بقلم:ب. ميخائيل،عن هآرتس
مشكلة بيرتس
بقلم:آفي شيلون،عن هآرتس
مسألة مستوى
ايزنكوت رئيساً قادماً للاركان لكفاءته وانسانيته
بقلم:ابراهام تيروش،عن معاريف
</tbody>
ملاحقة صبيانية للشهرة
بقلم:يوآف ليمور،عن اسرائيل اليوم
عملية «الجرف الصامد» تجددت بالامس بكل قوتها، لكن هذه المرة اسرائيل لا تحارب حماس وانما تحارب نفسها. المسؤول عن التصعيد الحالي هو الشاباك، ب حول دوره في الحرب بغزة، وقد ارسل بعض عامليه (من ضمنهم من شغل منصب رئيس قطاع الجنوب) من اجل اجراء مقابلة في برنامج (عوفدا) وظهر الامر كمحاولة لاخذ الصيت على حساب جيش الدفاع.
ما ظهر في التقرير باختصار، كان ان الشاباك حذر من الحرب المتوقعة، اما الجيش فقد تغاضى عن الامر، أي انه اهمل ومنع اسرائيل من الاستعداد بشكل مناسب.
في الجيش شاهدوا التقرير، وانزعجوا وخرجوا عن طوعهم، بيني غانتس رأى نفسه بحذاء دافيد اليعيزر، وكمن سيتهم جماهيريا بالفشل. وفي رسالته الى رئيس الحكومة طلب توضيح الامر فورا. وفي الجيش هناك من طلب رأس رئيس الشاباك، يورام كوهين. والسبب: كذب، ليس أقل من ذلك الكذب النابع من ادعاءات الجهاز انه تم ايصال تحذير في كانون الثاني حول الحرب. أمور مشابهة قالها كوهين نفسه في جلسة المجلس الوزاري المصغر في نهاية الحرب على غزة. رئيس الاستخبارات العسكرية في حينه أفيف كوخافي، هاجمه بشدة، وقال الوزراء ايضا ان تحذيرا كهذا غير معروف لهم.
من ناحية الوقائع، تحذير عن الحرب بالمعنى الحقيقي لم يكن. لم يكن في كانون الثاني أو بعد ذلك. وما كان بالفعل هو تحذير من عملية، في نيسان حذر الشاباك من نوايا حماس لتنفيذ عملية استراتيجية (عن طريق نفق في كرم ابو سالم) حيث من شأن هذه العملية اصابة مواطنين وخطف جنود. يمكن الافتراض ان عملية كهذه لو نجحت لكانت ستقود الى تصعيد فوري، من وجهة نظر الشاباك كان هذا تحذير، من وجهة نظر الجيش، كان هذا هدفا ليتم احباط العملية.
الحقيقة هي ان الطرفين مخطئين – مهنيا وواقعيا – ومن اجل الشهرة يقوم الشاباك والجيش بهندسة الماضي والتاريخ: الشاباك يبالغ باهمية التحذير الذي تم ايصاله. وفي الاستخبارات العسكرية يقللون من اهميته، والنقد الذاتي ليس واردا لدى الاستخبارات، ويتضح: لا زالوا مقتنعين هناك أن العملية في غزة كانت نجاحا كبيرا. وان الاستخبارات هي المنتصر الاساسي. في العالم المتحضر كان سيجلس رؤساء هذه الاجهزة منذ وقت، ويقيمون الامر،
مسألة التحذير، ومسألة الاتفاق، والجدال حول هل حماس هي التي بادرت للحرب أم انها فرضت عليها، هذه الامور تنبع اهميتها ليس من أجل ما حصل وانما من أجل ما سيكون. في ظل الاحداث الحالية في القدس والضفة، وغياب الهدوء في غزة والشمال، كان من المفترض من الشاباك والجيش وضع الأنا جانبا والتركيز على العمل. للاسف الشديد هذا لم يحدث، ومن المستبعد ان يحدث الان: الخلاف اليوم اقوى من ان يسنح لهم بالجلوس والتصالح، آن الاوان لتدخل رب البيت وترتيب الامور بشكل واضح وقاطع. مع كل الاحترام لمكانة الاشخاص والاجهزة، فان أمننا مهم أكثر بقليل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حرب غزة كشفت فشل جهاز المخابرات الاسرائيلية
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت
في الوقت الذي امتلأت فيه الكنيست برجال المخابرات السابقين، منتفخي الصدور وهزيلي العقول، قال عنهم احمد الطيبي الجملة الحكيمة التالية: «رجال المخابرات الذين يخرجون يشكلون خطرا على أمن اسرائيل. ما أن يفهم العرب مع من يتعاملون، سيكفون عن الخوف».
والله، انه محق. كان هذا صحيحا في حينه، ولشدة الاسف صحيح اليوم ايضا. ففي اثناء حملة الجرف الصامد وبعدها رأوا في المخابرات بعيون تعبة كيف تسجد وسائل الاعلام للجيش الاسرائيلي. فقد امتلأت البلاد بقصص البطولة: بطولة القادة وبطولة المقاتلين. بطولة الشهداء وبطولة الجرحى، بطولة العائلات وبطولة الاستخبارات. اما جهاز الأمن العام «الشاباك» – المخابرات فقد بقيت في الظل، والظل اتعبهم. أما الانكشاف، كما اقنع كبار مسؤولي المخابرات أنفسهم، فسينفع في رفع المعنويات في الجهاز ويكثف مخزون المجندين. وأخيرا سيكون لنا أيضا تقرير صحافي عن صورتنا؛ اخيرا سيتحقق العدل التاريخي. وتاج المجد سيوضع على الرؤوس الصحيحة، رؤوسنا.
لقد عولوا على الافضل – برنامج «عوفدا» (دليل) الذي تقدمه ايلانا دايان. وقد بث التقرير مساء يوم الاثنين. وانتهى هذا أمس بلقاء مهين لدى رئيس الوزراء، وببيان مهين اضطر رئيس المخابرات يورام كوهين على اصداره. ذهب المجد، وبقيت الفضيحة.
السؤال هو ما الذي حصل بالضبط في عملية الاعداد للتقرير لن يبحث فيه هنا. يكفي ان أقول أن كبار مسؤولي المخابرات تصرفوا هنا كالهواة، باهمال وفي بعض النقاط الاساسية بانعدام المصداقية وانعدام العقل. هذه الجماعة ممن يتباهون بانهم يعرفون كيف يخدعون كل حماسي في غزة، سقطوا تباعا امام الكاميرا. وهم يحملون المسؤولية لجهاز التحرير التلفزيوني، للمذيعة، للدراما، ويروون عجائب وروائع عن المقاطع التي قيلت ولم تبث. فهم لم يعرفوا، اولئك المساكين، الى ماذا يدخلون. شفقتنا عليهم.
لقد تبنى جهاز المخابرات شعاره من فقرة في كتاب القضاة: «يحمي ولا يرى «. وهذه القضية المحرجة تتلخص بشعار معاكس: «يرى ولا يحمي». ولست أنا وحدي أقول هذا. يقول هذا ضباط كبار في الجيش الاسرائيلي؛ يقول هذا رجال مخابرات.
يدور الحديث عن مسألة ذات مغزى أكبر من تقرير صحافي. بين رئيس شعبة الاستخبارات «أمان» في فترة الحملة، أفيف كوخافي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» يورام كوهين ثار جدال عن اسباب المواجهة العسكرية في غزة. فقد ادعت «أمان» بان حماس لم ترغب في المناوشة: بل انها تدحرجت اليها. كما ان هذا كان هو تقدير «الشاباك» حتى نهاية 2013. وقد بدأ «الشاباك» بتغيير تقديره في كانون الثاني، بصوت خافت، وشدده بالتدريج في الاشهر التالية. في نيسان اتفق الجيش الاسرائيلي و»الشاباك» على وجود خطر بعملية «استراتيجية» في تموز، عبر الانفاق. واستعد الجيش، ولا سيما في جنوب غلاف غزة. الى هناك أدت الاخطارات.
عودة الى كانون الثاني. في ذات الشهر نشر «الشاباك» في اطار المعلومات الجارية لديه، اقتباسا جاء على لسان رجل من حماس في مستوى غير عالٍ، ادعى بانه يجب الاستعداد لهجوم تنفذه حماس في تموز. وضم «الشاباك» الى المعلومة تحفظات حول المصدر ومصداقيته. وقال لي مصدر في «الشاباك» هذا الاسبوع وكرر وقال، ان المؤشرات على التغيير في موقف حماس كانت «ضعيفة»، لم يعطوا لها في «الشاباك» وزنا كبيرا، وبالاساس لم يكن في كانون الثاني أي اخطار من جانب «الشاباك» بحرب، بمعركة، باشتعال كبير. فلماذا إذا كان كذلك زعم في البرنامج بانه كان هناك اخطار؟ سوء فهم. هذا هام، لان مفهوم «الاخطار» هو جزء من الـ»دي.ان.ايه» خاصتنا، جزء من صدماتنا الوطنية. عندما نسمع عن اخطار الحرب فاننا نفكر بقصور يوم الغفران. وعلى الفور يرتسم لنا رئيس «أمان» في صورة ايلي زعيرا الذي يمنع نبأ عن حرب مقتربة، وأنفاق في شكل اجتياز القناة، مع قرابة 3 الاف مقاتل سقطوا فيه.
غير أن ماذا؟ لم يكن اخطار، لم توقف معلومة، لم يكن اجتياز ولم تكن حرب، فقط حملة محدودة على طول خط الحدود. الانفاق كانت مشكلة مقلقة، لم تعالج على نحو سليم، وفي بعض الحالات تسببت بقتل جنود، ولكن من هنا وحتى يوم الغفران المسافة كبيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ست خطوات اسرائيلية لمنع الانتفاضة الثالثة
بقلم:غيورا آيلند،عن يديعوت
يطرح التصاعد في أعمال الارهاب الاسبوع الماضي بكل حدتها مسألة كيف يمكن منع الانتفاضة الثالثة. فالى جانب الشروحات المنمقة، والصحيحة في معظمها – والتي تقول «هم المذنبون»، أي داعش، أبو مازن، حماس، الحركة الاسلامية ومن لا، من الصحيح التركيز على مسألة ما يمكننا نحن أن نفعله. وهذا تحد غير بسيط، ولا سيما عندما يكون توتر واضح بين الضغط لاعادة الأمن بشكل فوري وبين الحاجة الى فحص الامور بشكل متوازن.
يجدر بالذكر أنه في زمن الانتفاضة الثانية، استغرق جهاز الأمن سنة ونصف الى أن وجدت الصيغة الصحيحة، مزيج من بناء الجدار وحملة «السور الواقي». إذن ما هو صحيح عمله اليوم؟ الامر الاول هو غمر الميدان بقوات الجيش والشرطة، ولكن في هذه المرحلة سيكون دور القوات حماية اليهود واعطاء احساس بالأمن.
ولن يكون صحيحا ارسالهم الى قلب منطقة معادية، سواء كان هذا في يهودا والسامرة، القدس الشرقية ام حتى في قلب القرى العربية. فمثل هذا التواجد يخلق احتكاكا وتعقيدات زائدة، ويحقق نتيجة معاكسة. وبالمقابل، فان نشاطا مبادرا أكثر وهجوميا أكثر يستدعي جمعا للمعلومات، تخطيطا وتركيزا للجهد، وهذا يحتاج الى أيام، وربما أسابيع، قبل أن يكون ممكنا تفعيل هذه المرحلة بنجاعة. وعليه، فرغم الضغط، ينبغي العمل بصبر.
ثانيا، يجب الوقف التام لدخول الفلسطينيين للعمل في اسرائيل واجراء فحص جذري لثلاثة أمور: لمن منح تصريح دخول، الثغرات في الجدار – والتي كثرت منذ 2004 – وكل الترتيبات مع ارباب العمل والمسفرين الاسرائيليين.
الخطوة الثالثة، هي منع وضع نعود فيه الى تبادل الضربات مع غزة. فقد خلقت الجرف الصامد ردعا، ولكنه وحده لا يكفي. فسكان غزة ينتظرون المرحلة الثانية – بداية اعمار القطاع. المحادثات في هذا الموضوع، والتي كان يفترض بها أن تبدأ قبل شهرين، لا تحصل. لدينا مصلحة في اقناع المصريين وجهات اخرى لتحريك هذه المحادثات في اقرب وقت ممكن والا فان انجازات الجرف الصامد هي الأخرى ستضيع هباء.
الامر الرابع الذي يجب عمله هو التأكد من أن الشرطة تنفذ تحقيقات سريعة، وبجذرية، وفي ظل الجاهزية لعرضها على الجمهور بشفافية. اذا ما ارتكبت اخطاء، فيجب الاعتراف بذلك. ولكن بالتوازي اعطاء اسناد كامل لمن يعرض حياته للخطر في عمل صعب. ولا يوجد تناقض بين الامرين، بل العكس.
الأمر الخامس، الى جانب ذلك، هو الحاجة للحديث بشكل مختلف. يحتمل أن يكون ممكنا وضع اكثر هدوءاً لو أن رئيس الوزراء كان يقول الامور الصحيحة في الزمن الصحيح وبالشكل الصحيح- مثلا بعد مقتل الفتى الفلسطيني من شعفاط كان ينبغي لنتنياهو أن يتنازل الموضوع علنا، مثلما فعل بعد مقتل الفتيان الثلاثة. كما ان الاضطرابات في الحرم وأعمال القتل جاءت في اعقاب شائعة تقول ان اسرائيل تعتزم تغيير الوضع الراهن في الحرم، بل وربما اقصاء المسلمين عنه، رغم أنه لا يوجد نية كهذه – فلماذا بالتالي لم يقل رئيس الوزراء ذلك الا قبل اسبوع فقط، بنصف فم، وفقط بعد ضغط من الاردن؟ واضح أنه لو كان صدر قبل شهر بيان رسمي وواضح يتعهد بعدم تغيير، لتبدد بعض من التوتر. في الواقع الذي دخلنا اليه، نجدنا ملزمين بان نطلق ايضا رسائل اخرى – وليس فقط أن نغضب ونهدد الجميع.
أمر سادس يجب عمله، بالتوازي مع الانشغال في الامور العاجلة، هو اعادة تقويم الموقف من القدس. هناك عشرات الاقوال القديمة التي لا تتناسب والواقع المتغير، مثل كون احياء كمخيم شعفاط للاجئين جزء من المدينة. وماذا بالنسبة للمسيرة السياسية؟ للأسف ليس لها اليوم منفعة حقيقية، ومن المجدي الا نبني عليها الحل للوضع الأمني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ذات مرة كان هنا!
بقلم:ب. ميخائيل،عن هآرتس
تفاجأت اسرائيل وغضبت من التصميم الفلسطيني على التمرد على الاحتلال. نحن نغلي من الغضب والاهانة عندما يرفض العربي شكر ربه على الحق الذي أعطي له بأن يُداس تحت نعالنا، بأنه يتجرأ على رفع صوته، رفع حجر، رفع سلاح، والتمرد. كما هو معروف فان حق عمل كل ذلك هو لنا فقط. فقط لمن ولد من الأم الصحيحة. لأن هذا فقط ما استطعنا تعلمه من التاريخ عن تمردنا على المحتلين غير الرحيمين.
وهكذا، كل فلسطيني – ايضا عندما يهاجم اذرع الاحتلال (وليس مواطنين) – سيعتبر مخربا. ارهابيا. قاتلا، ويريد القضاء على الشعب اليهودي. وايضا عندما لم يفعل ذلك بالقوة وبالسلاح بل بالكلمات ورفع مطالب بالحرية وتقرير المصير، عندها ايضا لن ينجو من المعسكر الارهابي. وسيقال عنه «محرض على العنف» أو يقوم بـ «ارهاب سياسي» (اسهام آخر من اسهامات اسرائيل الانسانية في قاموس العالم، الى جانب «يهودية ديمقراطية»، «احتلال متنور» و»الغائب الحاضر»).
ولكن، لم نكن دائما هكذا، عرفنا أياما أجمل، قيم عليا، وحتى قيادات متنورة أكثر. عشية قيام الدولة وبعد قيامها عمل الكثيرون على صياغة دستور لاسرائيل. عشرات الاقتراحات كتبت، دستور كوهين، فالك، عوزئيل، هرتسوغ، آكتسين، رايخمان، روبنشتاين، بن دور، معهد الديمقراطية، وغيرها. الحزبين الكبيرين ايضا، مباي وحيروت، اقترحا الاقتراحات. تسفي برنزون قام بصياغة اقتراح مباي، يوحنان بيدر، شخصية الايتسل ومن منشئي «حركة حيروت» صاغ اقتراح الدستور لحيروت. ولشدة الغرابة فان معظم الدساتير «القديمة أفضل من الجديدة» لأن الاولى كانت ثمرة جهد حقيقي لبناء دستور جدير. والمتأخرة أكثر هي ثمار فيها اشكالية لحلول الوسط والتلاعب، وتجاوز العقبات وارضاء الجميع.
الدساتير كلها حكم عليها بالموت بشكل غريب، لكن قيمتها كبيرة، قوالب تعكس شخصيات اصحابها، قيم وعوالم روحانية. ولكن واحدة منها تلك التي تهتم أكثر من الأخريات بحقوق الانسان والمواطن. تعالج نقطة لا يوجد أهم منها: حق التظاهر، حق المعارضة، واجب التمرد. فيما يلي البند 33 من الجزء «الدفاع عن الحرية»، في ذاك الدستور:
1- من حق الانسان أن يعارض فعليا القمع والاضطهاد، والدفاع عن نفسه حسب الحاجة، في وجه أي محاولة غير قانونية للتعرض لحياته، وسلامة جسمه، باحترام، أو ممتلكاته.
2- قامت السلطة بانتهاك حقوق الانسان والمواطن، والقانون لم يعد يشكل حماية له، يكون التمرد حق وواجب للشعب، وكل جزء من الشعب. هذه الكلمات القاطعة كتبها د. يوحنان بدر في دستوره. رجل اليمين، «الارهابي» (كما سماه المحتل البريطاني) هو الرجل الذي خرج من تحت الارض ولن ينسى أبدا من أين جاء. ويتذكر من اجل ماذا وكيف ومن يحارب.
ليقرأ زعران البيت ما بعد اليهودي وشباب التلال وعنصريون فقدوا صفاتهم الانسانية – وليتعلموا: ذات مرة كان هنا آدميين. ايضا في اليمين. مواصلو طريق الادمور مكارثي مدعوون للاعلان أن يوحنان بدر ايضا ما بعد صهيوني، وارساله الى غزة وابلاغه أنه خائن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مشكلة بيرتس
بقلم:آفي شيلون،عن هآرتس
السياسيون الفاسدون يحاكمون بشدة ليس فقط لأنهم اخطأوا بشكل شخصي، بل لكون اعمالهم تؤثر على البنية بكاملها، وبهذا يساهمون في كراهية الجمهور للبنية الديمقراطية. وشعور «اذا كانوا هناك في الاعلى يسرقون، فماذا تريدون مني؟»، ولكن احيانا عند وجود سياسيين يستطيعون قول الشيء الصحيح فانهم يساهمون في الحفاظ على هيبة البنية، وهذا ما حدث مع عمير بيرتس.
بيرتس صادق حول اسباب استقالته من الحكومة. اذا كان مؤيدا لحل سياسي وسط، فان اجراءات حكومة نتنياهو لا تتوافق مع مواقفه. وما يعيب استقالته هو السؤال لماذا انضم أصلا الى الحكومة. فقبل الانتخابات فسر خروجه من حزب العمل بأن شيلي يحيموفيتش تقدم خطا صقريا من شأنه الذهاب بها الى ائتلاف نتنياهو.
لا يجب تصنع السذاجة. فالبنية التي بطبيعتها تحتاج الى حلول وسط، فليس غريبا أن يقوم السياسيون باعطاء وعود فارغة. لكن أمر بيرتس خطير جدا لأن هذه ليست المرة الاولى التي يُعرض فيها مكانة السياسي في اسرائيل الى السخرية.
هذا مؤسف حقا، فالسيرة الذاتية لعمير بيرتس تعكس صفقات زعيم سياسي اسرائيلي، مهاجر من المغرب، وقد بنى قوته السياسية في المحيط، وعمل رئيسا لبلدية سدروت لتخفيف التوتر مع الكيبوتسات المحيطة، ونجح في تقديم قناعات حمائمية على شكل شعبي. ايضا خدمته العسكرية تعتبر أمرا أصيلا لدى الزعماء: مثل معظم الاسرائيليين فقد مر بخدمة رمادية في سلاح الذخيرة، وهناك أصيب ايضا كضابط في عام 2005، وفي الوقت الذي ركز فيه زعماء العمل والليكود على أمور الخارجية والأمن احتل بيرتس رئاسة الحزب بأجندة اجتماعية. ومع هذا حصل على نحو من 20 مقعدا. وظهر بأنه يشبه براك اوباما كرئيس – يعتبر رمزا لامكانيات غير محدودة – وكانت زعامته تكفي لتعزيز القناعة بالقدرة على التغيير، رغم أنه كان من الواضح أنه ستواجهه عقبات في الطريق الى تحقيق ذلك.
هذه الآمال تبخرت سريعا وبدلا من وزارة المالية قام بتفضيل وزارة الدفاع في حكومة اولمرت رغم أنه لم تكن له توجهات عسكرية.
كان انتخابه خطأ ليس فقط بسبب نتائج حرب لبنان الثانية (مع أنه يسود الهدوء منذ ذلك الحين في الشمال وهذا متعلق بامور اقليمية ومصالح حزب الله وليس بسلوك الجيش عندما كان بيرتس وزيرا للدفاع)، خطأه الاساسي هو انحرافه عن الوعود بالاهتمام بالامور الاجتماعية والذهاب الى منصب أرفع مكانة. وقد تم تبديل بيرتس في عام 2007، إلا أن حزب العمل لم يتعافى منذ ذلك الحين ولم يتجاوز الـ 15 مقعدا.
محللون يدعون بخصوص استقالة بيرتس بأنه يستطيع التنبؤ بالمستقبل. ومن الممكن أن بيرتس واعٍ وخبير بدرجة كافية كي يبدأ مرحلة أولى في طريق اقامة جسم وسط – يسار. ولكن لن يحدث أي تغيير حقيقي فقط بناءً على الحسابات الرياضية. ومن اجل ذلك هناك حاجة الى قادة قادرين على التأثير، والتنقل الذي قام به بيرتس أفرغه مما يمتلك من صفاته القيادية. بل على العكس فان استقالته تحول «الحقيقة» الى بضاعة سياسية. وبذلك فهو يلوث المحيط السياسي ويضعف ايمان الجمهور بالسياسيين الذين يعدون بعمل تغيير اجتماعي – سياسي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مسألة مستوى
ايزنكوت رئيساً قادماً للاركان لكفاءته وانسانيته
بقلم:ابراهام تيروش،عن معاريف
يبدو أن الجنرال غادي آيزنكوت سيكون رئيس الاركان القادم. إلا اذا، كما يحصل عادة لدينا، نجح المطهرون على أنواعهم بافشال عملية التعيين بسبب خلل ما. صحيح أو يفترض بخصوص سلوكه في قضية هرباز أو أي حدث آخر خلال خدمته العسكرية الطويلة، أن هناك من يلوح بهذا الخلل، ولكنني لا استطيع القول لكم من هو بالضبط، لأنني فقدت يدي وقدمي منذ زمن، وبالذات في قضية هرباز، وكففت عن قراءة ما يكتب عنها.
أملك صلاحية اعطاء رأيي حول ملكات آيزنكوت العسكرية ومدى ملاءمته المهنية لوظيفة رئيس الاركان، ولكني مثلكم اقرأ التقديرات الايجابية. أريد قول شيء عن صفات وسلوك رئيس الاركان. لقد تم اقتراح رئاسة الاركان على آيزنكوت في الجولة السابقة بعد أن تم اسقاط ترشيح غالنت. آيزنكوت أجاب رئيس الحكومة ووزير الدفاع باراك بأن بني غانتس ملائم أكثر واقترح تعيينه.
إجابة كهذه لم تُسمع في السابق في عملية تعيين رئيس الاركان في اسرائيل. أنا على يقين من أن باراك ونتنياهو قد صدما لأن سلوكا كهذا يناقض سلوكهما. تذكروا فقط كيف حاول الجنرال باراك الشاب القفز من فوق مرشحين أرفع مستوى منه الى عرش رئيس الاركان، كما فعل نتنياهو في المجال السياسي.
هذا الامر أقنعني، فأنا أعتقد أن التواضع والتقدير الذاتي والاهتمام بالآخرين هي من صفات رئيس الاركان. في لغة الايديش يسمى صاحب هذه الصفات «معنطش» – انسان. رؤساء الاركان والجنرالات العاديين الذين يتغطرسون ويتعالون على الآخرين، ويوجد كهؤلاء، تكون أضرارهم كبيرة. وبني غانتس «معنطش»، ومن الجيد أن يكون خليفته كذلك. لم يسبق أن ذهبت الى الحرم ولا أنوي فعل ذلك في المستقبل، ولكني اؤيد أن يستطيع أي يهودي يريد الذهاب أن يذهب في اطار القيود الدينية والسياسية. أنا ضد من يذهب من اجل الاخلال بالوضع الراهن. فليحارب أولا من اجل التغيير.
أقوال كثيرة من التوراة تمنع الصعود الى الجبل، ولكن البعض من زعماء وحاخامات الصهيونية الدينية سمحوا بذلك في اطار قيود معينة، وعلى رأسهم كان الحاخام شلومو غورن، الذي كان الحاخام الرئيس لدولة اسرائيل. هو عبقري ورجل دين كبير. الانسان المتدين الذي يصعد الى جبل الهيكل لديه من يعتمد عليه، ولكن متدينين كثيرين لا يفعلون ذلك.
في نظر الحريديين هذا السماح لا يروق لهم، وهم لا يكتفون بالتعبير عن رأيهم بل يهزأون من الحاخامات الذين يسمحون بذلك، وعلى رأسهم الاخوة الحاخامان من بيت عوفاديا يوسف. الحاخام الرئيس اسحق يوسف وأخيه دافيد، وقد سمى الاول الحاخامات الذين يسمحون بذلك «حاخامات من الدرجة الرابعة».
يمكن قول الكثير عن الحاخام غورن، ولكن تسميته «حاخام من الدرجة الرابعة» هي كفر حتى وإن جاء من قبل حاخام رئيس. ونظرا لأنه «عند وجود كفر فلا يجب اعطاء الاحترام للحاخام» أقول: اذا كان الحاخام غورن من الدرجة الرابعة، فانني أشك في أنه توجد درجة يمكن وضع الحاخام يوسف فيها.
من المؤسف أن حاخامات الصهيونية الدينية مثل الحاخام حاييم دروكمان، يحافظون على احترام من يهاجمهم، ويردون عليهم بطرق ليّنة. لا أيها الحاخامات، هذا ليس مطرا، هذا بصاق. بصاق حقيقي، وقد آن الأوان للتمييز بين الأمرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ