المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 17/11/2014



Haneen
2014-12-02, 02:06 PM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الاثنيــن 17/11/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>

<tbody>
في هــــــذا الملف

على اسوارك يا مدينة داوود
«جمعية إلعاد» اليمينية تدير الحفريات الاثرية في اسرائيل دون اهتمام لقبور المسلمين
بقلم:نير حسون،عن ملحق هآرتس

يحدثونك عن الاستقامة؟!
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

هذه ليست ديمقراطية
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

ثمن الثرثرة
بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

أوباما وسورية: التذبذب مستمر
الادارة الامريكية اقرب إلى الفشل منه إلى النجاح
بقلم:بروفيسور ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم






</tbody>



على اسوارك يا مدينة داوود
«جمعية إلعاد» اليمينية تدير الحفريات الاثرية في اسرائيل دون اهتمام لقبور المسلمين

بقلم:نير حسون،عن ملحق هآرتس

من يغادر ساحة حائط المبكى عن طريق باب المغاربة ويتوجه شمالا بإتجاه الحديقة القومية مدينة داوود سيشاهد جداراً من القصدير مزين برسومات لشخصيات كاريكاتيرية. ومن خلفه حفرة ضخمة. هذه الحفرة موجودة في المنطقة التي كانت تسمى ذات يوم موقف جفعاتي والتي تم حفرها تدريجيا خلال السنوات السبع الاخيرة. وتعد هذه الحفرية الاثرية الاكبر في مدينة القدس في السنوات العشر الاخيرة والاكبر على الاطلاق في اسرائيل. هدف الحفرية كان إقامة مركز تاريخي، مبنى مكون من جزئين سيستخدم كمركز للزوار، ومتحف ومدخل إلى الحديقة القومية مدينة داوود.
المبادر إلى المشروع هي جمعية إلعاد (إلى مدينة داوود)، جمعية يمينية تدير الحديقة القومية مدينة داوود وتسعى إلى تهويد سلوان. قصة خلق وتعميق هذه الحفرية أكثر وأكثر إلى داخل ارض القدس هي قصة العلاقة الوثيقة بين جمعية المستوطنين إلعاد وبين سلطات الدولة وفي مقدمتها سلطة الآثار. لقد اثمرت حفريات موقف جفعاتي عن معطيات كثيرة ومثيرة، ومن بينها بيت سكني من طابق واحد من ايام الحشمونائيم، وقصر من فترة المعبد الثاني، وفيلا كبيرة من الفترة الرومانية ومطمورة من الذهب منذ عهد البيزنطيين. ولكن مجموعة من مئات الوثائق الداخلية لسلطة الآثار، التي وصلت إلى ملحق «هارتس»، اظهرت ان الحفريات كشفت عن شبكة من الروابط المعقدة بين جمعية إلعاد وبين سلطة الآثار. شبكة علاقات لا يمكن التأكيد من خلالها من يقود من.
الوثائق كشفت، فيما كشفته، التوجه الحاد في سياسة سلطة الاآثار – من المعارضة الشديدة لاقامة مبنى في المكان، إلى داعم متحمس إلى مخطط البناء؛ حقيقة ان الحفريات تمت بدون خطة واضحة للحماية؛ ومن خلال إحتجاج لكبار علماء الآثار داخل سلطة الطوارئ ومن دون الادلاء بكل الحقيقة امام المحكمة العليا حول الاهداف من وراء الحفريات؛ الوثائق تظهر ايضا موضوع تفكيك المقبرة الإسلامية ووجود قبور يهودية في المكان; وكذلك حقيقة ان دافع الضرائب هو الممول الرئيسي لهذه الحفريات وليس جمعية إلعاد.
جمعية «عيمق شافيه» – مجموعة من علماء الآثار الذين ينتقدون الاستخدام السياسي الذي تقوم به جمعيات المستوطنين والدولة في ابحاث الآثار – تلقت الوثائق في اعقاب التوجه وفقا لقانون حرية الحصول على المعلومات. يجب الاشارة إلى نقطة في صالح سلطة الآثار بالحقيقة على عكس باقي السلطات الاخرى، وهي عدم وضعها صعوبات بخصوص تسليم الوثائق، والتي قد تتسبب في إحراجها. «هذا يثبت ان ليس لدينا ما نخفيه» حسبما يدعي مصدر في السلطة، «ولكي يحكم الجمهور».
منذ بداية الصيف كانت هناك ايام معدودة غاب فيها اسم سلوان عن العناوين الرئيسية في الاخبار. الحي هو احد الاماكن الوطنية الصعبة في القدس. حيث لم يمر يوم تقريبا خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة دون رشق بالحجارة، وإلقاء الزجاجات الحارقة او المواجهة مع قوات الشرطة والاعتقالات الليلية. قبل شهر ونصف فاجأ العشرات من الشبان اليهود سكان سلوان، عندما قاموا عند منتصف الليل بالدخول إلى 25 شقة جديدة تم شراؤها من قبل الجمعية بواسطة شركة مسجلة خارج البلاد. وفي اليوم التالي وصل إلى المكان وزير الاقتصاد نفتالي بينت، الذي اعلن بشكل احتفالي ان «في مدينة داوود – التي كانت تسمى سابقا سلوان – يوجد اليوم اغلبية يهودية. وهو ما يعني بقاء مدينة داوود إلى الابد في ايدي دولة اسرائيل انه حدث تاريخي».




كم من العظام او القبور؟

وفقا للحسابات التي اجراها غرينبيرغ، فإن حفريات موقف جفعاتي هي الحفريات الاكبر التي تمت في اسرائيل على الاطلاق. فقد تم لغاية اليوم القيام بـ 2000 يوما من الحفريات، وفقا لحساباته. ولغرض المقارنة، الحفريات الاثرية الاسطورية في متسادا بإدارة يغئال يادين استمرت 350 يوما فقط. المعدل الوسطي لفصل الحفريات العلمية ( الذي تم اعداده من قبل مراكز الابحاث الجامعية) تستمر ليس أكثر من 30 يوم حفر في السنة. اي ان الحفريات في جفعاتي تعادل 65 فصل حفر اكاديمي. وحسب إدعاء غرينبيرغ، الحفريات تتم في معدل سريع ومن يدفع الثمن هم علماء الآثار، بشكل خاص اولئك الذين لا تهتم بهم جمعية إلعاد. على سبيل المثال، في الطريق إلى اسفل، إلى الطبقات اليهودية والتوراتية، فكك الذين يقومون بالحفر الطبقات الاثرية من العهد الإسلامي في البلاد. بالإضافة إلى إزالة المقبرة الإسلامية من القرن الحادي عشر.
اظهرت الوثائق انه في شباط 2008 كشف مدير الحفريات الدكتور دورون بن عامي، إلى مدير منطقة القدس باروخ، عن وجود عظام في المنطقة. في حين ورد ذكر القبور في الوثائق بعد ذلك بثلاثة شهور. وكتب باروخ بمذكرة داخلية: «طلبت منه وقف الحفر في المناطق التي تم العثور على العظام فيها، وطلبت منه الحفاظ على الهدوء إلى ان يتم جمعها» وتبين من المذكرة ان باروخ تأثر بوجود عظام متفرقة ومتناثرة في المكان، حيث تبين ان الحديث يدور عن ما لا يقل عن مئة صندوق من العظام. واشار باروخ «فوجئت من الارقام». ووفقا لتقديرات بن عامي، التي ظهرت لاحقا في المذكرات، انها بقايا لعشرات من البشر. ومع ذلك اكد بن عامي ان ليس لدية معلومات انثروبولوجية لتقدير ذلك. واشار ايضا انه فيما عدا احداث متفرقة، لم يتم إيجاد هياكل عظمية كاملة بما يبدو انه قبر، بل عظام متناثرة، كما لم يتم إكتشاف معطيات اثرية تشهد على وجود قبور منظمة. على اية حال لقد تم إخلاء صناديق العظام وبعد حفظها لمدة طويلة داخل اوعية في منطقة الحفريات تم اعادة دفنها.
إخلاء العظام البشرية من مواقع الحفريات الاثرية ليس امراً استثنائيا. طالما لايتم الحديث عن عظام يهودية – او ما تعتقد اوساط متدينة انها يهودية. مثل هذه المواقع تتحول بأغلبها إلى مناطق مواجهة عنيفة بين المتدينين المتطرفين وبين علماء الآثار. وتبين من الوثائق التي وصلت إلى «عيمق شافيه» تبين انه في موقف جفعاتي تم الكشف عن قبور يهودية، الا ان الامر لم يصل إلى علم الجمهور. وفي نهاية نقاش تم في العام 2006 قال بن عامي: «اطلب الافادة عن العثور على قبور يهودية في المنطقة وحسب علمي تم العثور على قبور في الجزء الذي بدأنا الحفر فيه الآن». فيما عدا موضوع انه بإمكان نشطاء عترات قديشا العثور على هذه القبور، فإن لها اهمية علمية. يقول غرينبيرغ «احد الاسئلة الهامة هي فيما اذا كان في القدس في القرن التاسع احياء مشتركة يهودية- توراتية- إسلامية، وهل تم الكشف في المكان مقبرة يهودية إسلامية؟».

دوائر الفلوس

الادعاء الذي تم تداوله عبر البريد الالكتروني، والذي بموجبه قيل ان إلعاد هي الكل بالكل، وكذلك صاحبة الرأي، يعود كخط ثاني في جميع الوثائق. الجمعية تملك كروتا قوية في قضية موقف جفعاتي: هي صاحبة الارض وهي ممولة الحفريات. الارض كانت في الاصل بملكية فلسطينية وتم بيعها للجمعية في العام 2002. بخصوص التمويل، فإن الصورة معقدة. صحيح الوثائق تصادق ان إلعاد تمول الحفريات وبمبالغ كبيرة. ولكن تبين ايضا منها انه يبدو ان إلعاد تستخدم ذلك عمليا كقناة لنقل الموازنات الحكومية لصالح الحفريات وتقريبا هي لا تدفع شيئا من جيبتها الخاصة لهذا الغرض.
حفريات بنسق كبير كهذا على مدار سنوات طويلة هو عمل باهظ جدا. غرينبيرغ وأنه ويدار، العاملة في «عيمق شافيه» ومديرة الحسابات اداروا حسابات مختلفة وتوصلوا إلى كلفة تقديرية بحوالي ثلاث ملايين شيكل في السنة. إلعاد تمول الحفريات منذ العام 2007 (قبل ذلك كانت تمول من قبل شركة حكومية تدعى شركة تطوير شرقي القدس). ووفقا لتقديرات غرينبيرغ فإن مجموع حفريات إلعاد في مدينة داوود تصل إلى نحو 10٪ من ميزانية مشاريع سلطة الآثار. ولكن الوثائق تظهر ان الاموال التي تقوم إلعاد بنقلها إلى السلطة من اجل تمويل اعمال الحفر هي بمعظمها اصلها اموال حكومية. وفي معظم الاحيان لا تدخل في حسابات الجمعية بل يتم تحويلها مباشرة إلى سلطة الآثار. التي تسجل لصالح ديون إلعاد لدى السلطة. في السجلات المحاسبية يظهر ان»نقل قنوات إلعاد». على سبيل المثال في السنوات 2011 إلى 2013 حولت الوزارات الحكومية المختلفة 26.3 مليون شيكل لسلطة الآثار كتمويل غير مباشر مقابل الحفريات ومخططات التطوير لشركة إلعاد. كما لا يرى مدراء الحسابات في سلطة الآثار ايضا الاموال التي تصل من إلعاد كأموال خاصة للجمعية. وتظهر في وثائق حسابات الجمعية الجمعية كمن يمول الحفريات، ولكنها تعتبر كجهة حكومية».
من الصعب الفهم من هذه الوثائق، من هي تلك الوزارات التي يصل منها التمويل. الفحص اظهر ان وزارة الثقافة والرياضة (التي هي وزارة هيئة سلطة الآثار) قامت بتحويل المبلغ الاعلى – 11.5 مليون شيكل، وصلت على ما يبدو من وزارة السياحة، عن طريق الشركة الحكومية للسياحية وكذلك مبلغ 7.3 مليون شيكل من مصادر حكومية إضافية لم يتم الكشف عنها.
يجمل غرينبيرغ «مخزون الآثار في القدس محدود جدا». ما بقي يشكل جزءاً صغيرا مما كان ويجب المحافظة على ذلك بأي ثمن». يجب الحفر ببطء قدر الامكان وليس تحت الضغط. يجب عدم التصرف وكأننا ما زلنا في العام 1967 نحضر مع الجرافات ونزيل حطام حي المغاربة (الحي حيث يوجد اليوم حائط المبكى) وكأنه لا يوجد اهتمام لاي شخص في هذا المكان الا من قبل إلعاد وسلطة الآثار».
رد سلطة الآثار: «السلطة هي الجسم المهني والقانوني الدائم بكل ما يتعلق بإدارة الحفريات الاثرية في دولة اسرائيل. الحفريات في موقف جغعاتي، التي تدار من قبل طاقم كبير من علماء الآثار المهنيين، مستمرة منذ حوالي 11 سنة. الحديث يدور عن الحفريات الاثرية التي تمت في البلاد واستمرت لأطول وقت في الجيل الاخير. اكتشف في المكان بقايا مثيرة، والتي تلقي الضوء على فترات طويلة من تاريخ القدس بدءا من ايام المعبد الاول ولغاية العصور الوسطى. موجودات الحفريات في جفعاتي معروضة امام كل من له اهتمام بمعرفتها: ولغاية الآن تم نشر معلومات كثيرة عن تفصيلات الحفر، وفي هيئات علمية وشعبية على حد سواء. كما اي حفريات اخرى، كذلك ان موقع حفريات جفعاتي مفتوح للزيارات الاكاديمية. ويخصص المبادرين للمشروع (إلعاد) لصالح عملية الحفر في موقف جفعاتي موارد كثيرة. التي تمكن من تنفيذ اعمال الحفر، بالاضافة لتقديرات باقي الباحثين المرافقين، الذين يضعون حفريات موقف جفعاتي في الصف الاول للابحاث الاثرية في العالم .
تحويل موازنات الحفر للباحثين هي تحت المسؤولية الوحيدة والمطلقة لسلطة الآثار، وهي تم فقط بناء على تقديرات دقيقة ومهنية، وللمبادر لا رأي له في هذا الموضوع، ولا لمعدل الحفريات او عمل الباحثين. فسلطة الآثار تدير الحفريات في جميع اسرائيل، وفي جميع فصول السنة، بما في ذلك ايام الشتاء الماطرة . والحديث يدور عن مشاريع تحظى بالقبول سواء في اسرائيل او في العالم .
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
يحدثونك عن الاستقامة؟!

بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

انظروا من يتحدثون وانظروا على ماذا يتحدثون: رئيس الاركان ورئيس الشاباك يتحدثون عن «الأخلاق». مثل مدير مطابخ يتحدث عن حقوق الحيوانات، أو مدير سجن يتحدث عن الحرية، أو مدير عام شركة سجائر يتحدث عن الصحة، هكذا هي احاديث الاثنين. تخيلنا للحظة أن اسرائيل تريد أخيراً اجراء حوار حقيقي حول الحرب في غزة. بيني غانتس كتب في رسالته ان الحديث عن «شرخ اخلاقي وان الشاباك تجاوز الحدود» لكن ذلك تركز فقط على صراع الدجاج بين الرجلين هؤلاء الرجال الذين يتصارعون فيما بينهم حول من كان أكبر في الحرب الأخيرة. حرب جنرالات كهذه تندلع دائماً عندما يكون الانتصار ليس انتصار والانجازات ليست انجازات. من هذه الناحية يوجد قيمة لتبادل الاتهامات.
لكن المهم بهذه الزوبعة أنها تتناول القضايا الغير مهمة والهامشية. يعمل هؤلاء الأشخاص على تشويش الواقع والهروب من الاسئلة المؤرقة الحقيقية. هل حذر الشاباك في كانون الثاني؟. لسنا بحاجة إلى الشاباك لنعرف أن غزة لم تكن ستبقى صامتة إلى الأبد في ظل الحصار المفروض عليها، ولا نحتاج إلى الاستخبارات العسكرية كي نفهم أنه لم يقم أي شخص بتخطيط موعد هذه الحرب. ولكن عندما يتهم قائد الجيش رئيس الشاباك بغياب الأخلاقية فمن الجدير أن نستمع للمضمون البنيوي الذي تعنيه هذه الكلمات.
بيني غانتس ويورام كوهين غير موجودان في مكان يخولهم للحديث عن الأخلاق أو الاستقامة، حتى وان كانوا كأشخاص مستقيمين ولا يوجد مثلهم. فانهم يقفون على رأس جهازين يتقنان فن الكذب والسيء هو ما يميز ضميره. بغض النظر عن مدى نجاجهم وقدراتهم، فلا يوجد لهذين الجهازين أية علاقة بالقيم والمثل. ولا يمكن قول غير ذلك بالواقع الحالي. الاثنين مسؤولان، عن جرائم غزة مثلا، هذه الجرائم التي لا تترك مجالاً للحديث عن الاخلاق. لا يوجد انسان عاقل ولا يتزعزع بعد أن يعود من غزة بعد عملية الجرف الصامد – التقيت بعشرات الاجانب الذين عادوا من هناك – الذين تأثروا حتى أعماق روحهم مما شاهدوه. لا يوجد من لا يفكر ان الحديث هنا عن نسخة أكثر بشاعة من «الرصاص المصبوب». ليوزعوا هذا الصيت بينهم وكما يريدون – غانتس وكوهين العسكريين. مئات القتلى بدون داعي، الخراب، الرعب والكراهية التي زرعت مسجلة على اسمائهم. حقيقة انه في اسرائيل لا احد منزعج من ذلك لا تقلل من عمق البشاعة. حقيقة ان اسرائيل منشغلة الآن بتحذير كانون الثاني لا تغير من مسؤوليتها على ما حصل في غزة.
يجب على الاثنين ان لا يتحدثا عن الاستقامة. جزء كبير من عمل الشاباك مبني على الاكاذيب وبالذات مع العرب. ولكن من يعد ومن يعرف التفريق. الجهاز الذي يستند عمله على بناء واستقطاب المتعاونين ويستند على وعودات كاذبة لن يستطيع الحديث عن الحقيقة، من المشكوك فيه ان باص 300 توقف بأي وقت من الاوقات عن السفر. أيضاً جيش الدفاع يعرف الكذب ويعرفه جيداً. في أيار هذا العام قال المتحدث باسم الجيش أنه لم يستخدم السلاح الحي في احداث النكبة في بيتونيا. وبعد نصف عام تبين الكذب، حيث قال وزير الدفاع أيضاً أن شرائط الفيديو كانت مفبركة. انكشف الكذب فقط لان الموضوع تم توثيقه، وعلى العكس من اكاذيب كثيرة اخرى. هذه الحادثة ليست امرا استثنائيا في المناطق حتى وان قال المراسل العسكري في التلفاز «ان التحقيق الذي يجريه جيش الدفاع هو قيمة مقدسة».
غانتس وكوهين غير مهتمان بكل ذلك. وكذلك ايضا الحكومة والاعلام. لا تزعجوهم: هم منشغلون الآن بشهادة دَ حول افعال يَ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

هذه ليست ديمقراطية

بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

القانون الاساس: اسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي، في صيغته الاصلية، يرفع اليوم إلى طاولة اللجنة الوزارية لشؤون التشريع.
في صيغته الحالية، التي تختلف عن الصيغة «المغسولة» للنائبين يريف لفين وآييلت شكيد، والتي بحثت في اللجنة ونقلت لمعالجة لجنة خاصة برئاسة تسيبي لفني، تزيل اللثام عن مشروع القانون وتعرض الامور كما هي: الطابع اليهودي لاسرائيل يفوق الطابع الديمقراطي، يهودية الدولة تعبر عن نفسها بالتمييز ضد العرب، والديمقراطية ليست الا نظاما يسمح للاغلبية بان تفعل كل ما يروق لها عمله وظلم الاقلية.
في الصيغة الحالية لمشروع القانون قيل صراحة أنه يرمي إلى التغلب على كل تشريع وتشريع أساس سبقه، وان كل أمر التشريع سيفسر في ضوئه. وهكذا يقوض الاقتراح القانون الاساس: كرامة الانسان وحريته، الذي يضمن الحق في الكرامة الانسانية، بما في ذلك الحق بعدم التعرض للتمييز سلبا على اساس الانتماء لجماعة ما. كما أن المشروع يلغي مكانة اللغة العربية الرسمية، ويسمح بل ويشجع تفضيل الاستيطان اليهودي على الاستيطان غير اليهودي، فيما أنه اضافة إلى ذلك يعلن عن الامكانية المحفوظة للدولة باقامة البلدات على اساس قومي أو ديني.
وحسب المشروع، بينما يكون لليهود حق جماعي في التراث والثقافة، تقف الدولة خلفه، فان المواطن العربي يستحق تطوير تراثه لوحده. كما أن المشروع يعزز مكانة الدين في الدولة من خلال تصعيد تأثير القضاء العبري وجعله «الهاما للمشرع».
ان غاية القانون ومعناه – اعادة بناء البنية التحتية الدستورية لدولة اسرائيل، بشكل يرفع طابعها اليهودي ويمس بطابعها الديمقراطية – تهدد بتصفية الحكم الديمقراطي في اسرائيل وتقرير الادعاءات الموجهة للحكومة في أن اسرائيل هي «ديمقراطة لليهود فقط». هذه خطوة تقوض على نحو واضح الفكرة الصهيونية لاقامة مجتمع قدوة، متساو وديمقراطي.
كما ان طرح المشروع هذه الايام، حين يكون التوتر بين اليهود والعرب في ذروته، هو خطوة سياسية عديمة الحكمة والحساسية، مما يثير الاشتباه بان المقترحين يسعون إلى ان يفاقموا أكثر فأكثر هذا التوتر في صالح جني ارباح سياسية. اما الحكومة، المزمة باعلان الاستقلال والحفاظ على الذخر الديمقراطي في اسرائيل، فملزمة بان ترد ردا قاطعا مشروع القانون المعيب هذا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
ثمن الثرثرة

بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

بقدر ما يُقرأ هذا ويُسمع كأمر غريب، فان الجيش والشاباك سقطا ضحية ثقافة جديدة نسبيا هما من كبار زبائنها وأكثرهم احتراما. بيني غانتس ويورام كوهين، رئيس الاركان ورئيس الشاباك، لم يخترعا ثقافة الثرثرة ولكنهما لم يصمدا امام الاغراء ومؤسستاهما، الجيش والشاباك، طوراها حتى السقوط الكبير الاسبوع الماضي. والان، فان ألف رجل اطفاء وصحافي لن ينقذوا الجيش والشاباك من الحفرة العميقة. فتحت الجلد السميك لضباط الجيش ومسؤولي الشاباك سيتدفق دم فاسد لزمن طويل آخر.
وهاكم تفسير: الجيش وجهاز الأمن في كل دولة، وبالتأكيد في اسرائيل، هما بحكم طبيعتهما سريان. يمكن حتى القول ان نجاحاتهما متعلقة بسريتهما. وهناك عدد لا يحصى من الامثلة في هذا الشأن. احدها، وربما افظعها، هو السرية التي أحاطت باستعدادات الجيشين المصري والسورية عشية حرب يوم الغفران. وحسب أحد بحوث شعبة الاستخبارات «أمان» فان أربعة اشخاص فقط من أصل عشرات ملايين المصريين عرفوا بالموعد الدقيق لبدء الحرب. ومهما نفينا، فقد كانت هذه مفاجأة كبرى. مئات من جنود الجيش قتلوا في اليوم الاول من تلك الحرب، وهم حتى لم يعرفوا بانه نشبت حرب.
لا يمكن للجيش والشاباك ان يعيشا، ان يوجدا وان يعملا الا تحت ساتر السرية. وهذه هي ذات السرية التي توفر الدم، وحياة اعزائنا. ولكن، سيقال لي على الفور، ان الازمنة قد تغيرت. نحن في عصر الفيسبوك، التويتر والانستغرام، وكل آهة تصل من الهند إلى السند. ولا يمكن وقف دواليب الزمن، وينبغي الانخراط، والفهم بان المنظومة العسكرية تغير وجهها (سبق ان كتبنا ان «صورة واحدة تساوي ألف كلمة»؟). والسؤال الختامي هو الأكثر إثارة: أين أنت تعيش؟
وجوابي هو: في دولة اسرائيل، التي لا تزال تقاتل في سبيل حياتها. قسم هام من اسرة الاستخبارات في العالم تستمع الينا، تتنصت علينا، تتعرض على كل تفاصيلنا، اما نحن فنبذل كل جهود مستطاع لحماية أنفسنا من عاقدي المؤامرات. محظور علينا أن نخطيء حتى ولا مرة واحدة. فهذه ستكون مرة واحدة أكثر مما ينبغي.
ولكن ليس الجيش، وعلى ما يبدو أيضا ليس الشاباك، يمكنهما أن يصمدا امام الاغراء: في الاجواء العالمية للانفتاح وطوفان المعلومات يقول الجميع، يكتبون ويصورون كل شيء – ولكن في اسرائيل رفعوا الانفتاح الاعلامي إلى مستوى الفن. من رئيس الوزراء فأسفل، كلهم تلتقط صورهم وكلهم يتحدثون، حتى عندما لا يكون هناك ما يقال.
في مثل هذا الوضع لا يمكن عدم الانخراط. وبالتالي فانهم يقيمون وحوشا اعلامية داخل الاجهزة، والوحوش تريد أن تأكل وتطعم. كل واحدة من الهيئات الاعلامية التي في الجيش وفي الشاباك تتلقى الراتب وملزمة بان تبرره. وبالتالي يعملون ويلحقون الاضرار بالجيش وبالشاباك، بمحافل الأمن الاخرى، بدولة اسرائيل.
ومع ذلك، يوجد في اسرائيل جيد أمني هام غير مستعد لان «يتدفق» مع الاحداث، ومثل الطفل الهولندي اياه الذي يسد باصبعه بوادر التنقيط. وهذا هو «الموساد» – الهيئة التي يمكنها «ان تبيع» القصص الأكثر تشويقا على وجه البسيطة، ورجالها يحظون في احيان بعيدة بالمجد، ولا سيما بعد موتهم.
إذن صحيح انه لا يمكن بل ولا حاجة لمحاولة الرجوع إلى الوراء، ولكن عندما لا يخترع العقل اليهودي الابتكارات، فان ما حصل في الماضي هو ايضا ابتكار. فمثلا، لم يجدوا بعد ردا سليما على الهواتف النقالة، التي تشكل خطرا من الدرجة الاولى على حياة المقاتلين. فماذا فعلوا؟ عشية حملة «الجرف الصامد» سلموا للمقاتلين سلاحا حديثا ومتطورا من الدرجة الاولى: مغلفات. المقاتلون أدخلوا الاجهزة النقالة إلى المغلفات التي سجلت اسماؤهم عليها، وهكذا علوا، جزئيا، الخطر على حياة الكثير من المقاتلين. لن نعرف ابدا كم جنديا شابا يسيرون بيننا يعيشون ومعافون بفضل تلك الفكرة لجمع الاجهزة النقالة وتلك الاداة القتالية الرائعة: المغلفات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أوباما وسورية: التذبذب مستمر
الادارة الامريكية اقرب إلى الفشل منه إلى النجاح

بقلم:بروفيسور ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم

بعد أن تقلصت هوامش المناورة لدى باراك اوباما على الصعيد الداخلي بعد التحول الذي حصل في مجلس الشيوخ، فان الساحة الدولية تعتبر شباك الفرص الوحيد الذي تبقى أمامه ليترك بصمته، لذلك فان الادارة الامريكية تفكر الان بمجموعة من القضايا الاستراتيجية والدُبلوماسية، والتي تشكل حبل النجاة والنجاح. ليس فقط في الموضوع الايراني الذي هو الان في مرحلة حساسة وحرجة وانما ايضا بالموضوع السوري حيث تشهد الادارة الامريكية نشاط وعمل مواظب على هذا الصعيد، الامر يشير أن البيت الابيض موجود امام تحول استراتيجي؟
ولكن التقديرات الاولية تشير إلى ان النمط الذي يميز باراك اوباما والذي هو مليء بالتقلبات والمتناقضات، لا زال مستمراً ويؤثر على تفكير اوباما سواء اتجاه الحرب الاهلية في سورية او اتجاه الشرق الاوسط. وبعد ان تعهد في استخدام القوة ضد الاسد اذا تجاوزت سورية الخطوط الحمر أي اذا استخدمت السلاح الكيميائي، فانه انكر ذلك، وبذلك يكون اعطى نظام الاسد شرعية. وهناك تحول آخر بنظرة اوباما وطريقته، وقبل أن يتبين اذا ما نضجت الظروف المحلية والاقليمية لضمان نجاح الاستراتيجية الجديدة.
بشكل محدد، وعلى ضوء المؤشرات بان الهجوم الجوي على داعش في العراق لم يضعف هذه المنظمة، فقد تبلورت لدى القيادة الامريكية فكرة الابتعاد عن «العراق اولاً» وبدلاً من ذلك اعتماد استراتيجية جديدة تعتمد على جهود دبلوماسية وعسكرية من أجل انهاء حكم الاسد.
تنوي الولايات المتحدة عمل ذلك من خلال زيادة الدعم «للجيش السوري الحر» ومن خلال خطة شاملة لارشاد وتسليح للنواة المعتدلة لدى معسكر المتمردين. اسقاط الاسد كما تتمنى الولايات المتحدة يحرر هذا المعسكر من انياب قوات الاسد من جهة من أنياب قوات داعش من جهة أخرى، ويمكنه من استثمار امكانياته في الصراع ضد المنظمة القاتلة واذرعها المتزمتة.
ورغم المنطق في هذا التوجه والذي يعبر عن الاشكالية والصعوبة في استمرار الحرب على جبهتين، فان الاستعجال والفوضى يؤشران على ضعف وفشل يميزان مسيرة اوباما على جبهة الشرق الأوسط. مثلاً ليس واضحاً كيف ومتى سينجح شركاؤه السوريين في هذه المهمة. وهل يعتبر الفشل المتواصل على الصعيد العراقي مؤشراً على محدودية القدرة على تدريب وتهيئة وتسليح قوة مدربة، تحسم وترجح الكفة في المعركة السورية؟ وهل سيرافق هذه الخطة خطوات اضافية مثل منع الطيران لسلاح الجو السوري، الأمر الذي يستوجب من الولايات المتحدة وشركاؤها تصعيد تدخلها في المواجهة؟ وماذا سيكون دور تركيا وهل ستوافق على النزول عن الجدار وتتحول لشريك فاعل في الصراع من اجل اسقاط الاسد؟
في هذه المرحلة بقيت هذه الاسئلة يشوبها الضباب الكثيف. ليس واضحاً بعد ان كانت هذه الاستراتيجية الجديدة سيرافقها نشاط دبلوماسي على شكل مبادرة دولية، تحاول بلورة موافقة واسعة حول النظام الجديد في دمشق. الامر الواضح هو انه وعلى العكس من الادارات الامريكية السابقة التي كانت تعمل بشكل ممنهج واساسي فإننا اليوم أمام ادارة متذبذبة ومتقلبة وتعتمد على التجربة والخطأ وليس على التحليل الواعي للساحة السورية والعراقية، وما يعنيه ذلك من وجود لاعبين وقوى يؤثرون على هذه القضايا.
واذا كانت بالفعل هدف الادارة هو تسجيل النجاح بعد سنوات من الفشل وغياب الانجازات في الساحة الدولية، فان من المتوقع أن يجد باراك اوباما نفسه محبط من جديد، لأنه ليس بهذه الطريقة تتشكل الرؤية والنظرية الجديدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ