Haneen
2014-12-02, 02:08 PM
مميزات الحرب الدينية
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
المخربان اللذان نفذا عملية أمس لم يكونا معروفين كأعضاء في منظمة ارهابية فلسطينية، وأخذ المسؤولية من قبل الجبهة الشعبية لم يكن صحيحا (رغم أن الاثنين من عائلة أحد قياديي الجبهة)، واذا كانت هناك منظمة يمكن أن ننسب لها العملية بطريقة غير مباشرة فهي تنظيم داعش. المخربان لم يكونا اعضاءً في داعش، الذي ينشط في سوريا والعراق، لكن يبدو أن العملية تمت بايحاء من التنظيم، كنوع من التقليد.
هذه العملية كانت على خلفية ايديولوجية دينية، نابعة من كراهية كبيرة لليهود. الهجوم كان على هدف ديني واضح، وتم اختيارها بعناية من أجل إحداث هزة قصوى.
حتى لو لم يعمل المخربان باسم منظمة، مثل من سبقوهم في موجة الإرهاب التي قتلت عشرة اسرائيليين في أقل من شهر، فان المجزرة في الكنيس تم اختيارها بعناية ويمكن أنه تم جمع معلومات مسبقة. هذا ليس عملا جاء بدون تخطيط، وتعبيرا عن الانفعال مثلما حدث في عمليات الدهس والطعن الاخيرة. يوجد هنا شيء مشترك بين المخربين وبين الفلسطيني الذي أطلق النار على يهودا غليك في القدس. فهناك ايضا كانت العملية مخططة نسبيا.
هنا يدخل موضوع تأثير داعش، كنمط عمل فعال ويثير الخوف – مثل قتل الجندي البريطاني الذي قُطع رأسه في الشارع في لندن في أيار العام الماضي، أو العملية التي حدثت في المتحف اليهودي في بروكسل في أيار هذا العام، التي نفذها مسلم فرنسي عاد من سوريا بعد أن قاتل في صفوف التنظيم الجهادي.
حكومة اسرائيل من ناحيتها ساهمت في العنصر الديني في الصراع بقلة الحيلة التي أظهرتها في وجه محاولات اليمين هذا العام لتغيير الوضع الراهن فيما يتعلق بصلاة اليهود في الحرم. الصراع حول الاقصى يقدم مبررا مناسبا لمنفذي العمليات الاخيرة. والخوف يزداد الآن من أن تلبس موجة الإرهاب الجديدة ملابس الحرب الدينية.
ليس هناك داعٍ لقول ما يعنيه الامر من خطورة. فعندما يحرق اصوليين المساجد في الضفة الغربية فان الساحة السياسية في اسرائيل وكذلك الحاخامات ورجال الدين يستنكرون ذلك. جباية الثمن من قبل الفلسطينيين أصعب بكثير. موجة العمليات الاخيرة لم تتحول إلى ظاهرة تشمل المظاهرات الكبيرة في جميع أنحاء الضفة، ولكن منسوب الاحداث، عملية أو اثنتان في الاسبوع، يبقي الصراع في الوعي، وقد نجح في زعزعة الاحساس بالأمن الشخصي في القدس.
ليس من الغريب اذا تبين أن أحد المخربين أو من ساعدهما يعرف الحي الحريدي في غرب المدينة. والنتيجة التي لا يمكن تجاهلها هي التشكك من قبل الاحياء اليهودية تجاه العمال الفلسطينيين وزيادة رقابة الشرطة. القدس بعد العمليات تعود إلى الشعور بالايام الصعبة والدامية من الانتفاضة الثانية.
إن صعوبة مواجهة اسرائيل للوضع الأمني مسألة واضحة وبارزة، ليس فقط لأن الفلسطينيين في القدس يتحركون بحرية بل ايضا لأنه لا توجد للشرطة سيطرة على الأحياء خارج جدار الفصل، والمعلومات الاستخبارية قليلة فيما يتعلق بالمخربين الافراد الذين لا ينتمون لمنظمات في القدس. هذه ليست ظاهرة جديدة، فقد برزت في سلسلة عمليات الجرافة ومذبحة مدرسة مركز الحاخام في القدس في عام 2008.
عملية أمس ارتبطت بالاشاعة حول قتل سائق «ايغد» في القدس في يوم الاحد ليلا، رغم أن الشرطة ونتائج التشريح أكدت على أن هذا انتحار، الفلسطينيون مقتنعون منذ اللحظة الاولى أن هذا قتل على خلفية قومية من قبل اليهود. الاعلام في الضفة يؤدي دوره، وقد أعلن في أكثر من مرة بأن السائق قُتل، وهذا ما أجج الوضع في الضفة والقدس.
وكما هو متوقع فان القيادة الاسرائيلية ردت على عملية أمس بخطوتين روتينيتين: اجتماع أمني للتشاور وتصريحات تتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمسؤولية المباشرة عن القتل. وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتس قال إن «يد المخربين تُمسك بالبلطات إلا أن الصوت هو صوت أبو مازن».
مخزون الردود الأمنية لاسرائيل استُنفد. اضافة إلى تسريع اجراءات هدم منازل المخربين في القدس الشرقية فان تواجد الشرطة مكثف في المدينة. وعلى ضوء استمرار العمليات سيكون من الصعب على رئيس الحكومة نتنياهو تنفيذ وعوده للملك عبد الله خلال القمة الثلاثية في الاسبوع الماضي بأن يُسهل على الفلسطينيين في القدس الشرقية. لا يوجد ثمن للكلام حيث أنه على أبواب الانتخابات يستطيع الوزراء التسابق فيما بينهم بالقاء اللوم والاتهامات ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
الرئيس الفلسطيني اخطأ عندما بعث برسالة تعزية لعائلة مطلق النار على غليك، الذي قُتل في اليوم التالي على يد الوحدات الخاصة. السلطة الفلسطينية لعبت بالنار في تصريحاتها حول الحرم، لكن الاجهزة الأمنية في اسرائيل تُجمع على أن القيادة الفلسطينية لا تشجع الإرهاب حاليا، لا سيما في الضفة الغربية. رئيس «الشباك» يورام كوهين وضع الامور في نصابها أمس في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست بعد العملية: «عباس لا يشجع الإرهاب حتى من تحت الطاولة»، قال لاعضاء الكنيست.
التصريحات الحادة من الوزراء لا تخدم تحسين الوضع. وعلى الرغم من أن الاجهزة الأمنية الاسرائيلية تحاول التصرف بحذر، إلا أن العمليات مضافا اليها التصعيد السياسي (ما زالت السلطة تستعد للتوجه إلى مجلس الأمن في الشهر القادم) من شأنهما زيادة التدهور في المناطق إلى انتفاضة وتكون أكبر من موجة الإرهاب الخطيرة والقاتلة التي ضربت القدس وتل ابيب وغوش عصيون في هذا الشهر. وقد تنضم إلى عمليات الذئاب الفردية شبكات ارهاب منظمة أكثر. وفي العمليات الاخيرة قُتل الكثير من المواطنين الاسرائيليين – ثمانية ومعهم ضابط حرس حدود وجندي – وهذا العدد أكبر من المواطنين الذين قتلوا في الحرب على غزة.
الامر المشترك بين كوهين وقيادة جيش الدفاع، رغم الصراع بينهم في الاسبوع الماضي، هو الخشية من أننا نسير في اتجاه التصعيد الشامل. رجال الأمن متشائمين أكثر من السياسيين. نتنياهو وقادة اليمين يسوقون منذ فترة طويلة فكرة أن اسرائيل يجب أن تركز على ادارة الصراع مع الفلسطينيين، بسبب غياب أفق الحل السياسي في السنوات القادمة. حتى وإن كانوا صادقين في تشخصيهم بأن القيادة الحالية للسلطة لا تستطيع التوصل إلى اتفاق نهائي، فان موجة العمليات تثبت أن هناك ثمنا لابقاء الوضع الحالي. في رأي الفلسطينيين لا يوجد هنا وضع قائم – ليس باستمرار الاحتلال، ولا بالبناء في المستوطنات وبالتأكيد ليس بالنشاط المتواصل لحركات اليمين حول الحرم. في هذه الظروف فان العمليات ستستمر وفقط من شأنها أن تتصاعد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
جريمة كراهية كلاسيكية
بقلم: ليمور سامميان درش،عن اسرائيل اليوم
«هذه تراجيديا وطنية. قتل بدم بارد. قاتل دخل وقتل بدم بارد. التراجيديا تهز الجمهور بأكمله. وغدا ستكون دقيقة صمت لذكرى المقتولين»، هذا ما قاله الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي بعد العملية التذ نفذت في المدرسة اليهودية في طولوز. الجالية اليهودية صُدمت قبل سنتين، وفرنسا كذلك. جريمة كراهية لاسامية. قُتلوا فقط لكونهم يهودا.
للأسف الشديد يمكن سرد اقتباسات اخرى من الماضي غير البعيد، قيلت بعد عمليات استهدفت اليهود والمؤسسات اليهودية خارج اسرائيل. عليها جميعا يوجد اجماع واتفاق: السامية لم تمت. عناصرها تتغير والعاملين باسمها يحملون أسماء منظمات ارهابية مختلفة، لكن الفعل هو نفس الفعل والكراهية نفس الكراهية.
يجب علينا أن نقول للعالم إن العملية أمس حدثت تماما لنفس الاسباب. وهل يغير من حقيقة الامر اذا كانت حماس أو حزب الله أو منظمة اخرى تأخذ على عاتقها المسؤولية. هل يغير أي شيء من حقيقة الامر اذا حدث القتل في أوروبا أو في آسيا. عندما يدخل مخرب إلى كنيس ويقتل يهودا فقط لكونهم يهود، فان هذه لاسامية. في القدس مثلما في طولوز، في اسطنبول مثل بروكسيل، وأي قول عن «وجود طرفين للصراع» ليس ذا صلة بهذا الامر. يجب على العالم أن يشجب هذا القتل بشدة، وعلى السلطة الفلسطينية ايضا أن تشجبه بشدة.
لا يجب اعتبار العنف أمرا روتينيا أو جزءً من «الصراع» بين الاطراف. بعد العملية فورا قيل إن حماس أعلنت مسؤوليتها عن هذه العملية. وبعد ذلك جاءت الجبهة الشعبية لتتغنى بالكراهية. وفي النهاية قال ممثل فتح إن هذا استمرار طبيعي لسياسة حكومة اسرائيل. وبسرعة تحولت جريمة الكراهية إلى حدث اضافي في تاريخ «الصراع».
لقد صدق بينيت عندما صرخ لرؤية «الدم اليهودي مع ملابس الصلاة». وباستثناء الذاكرة الجماعية التي يوقظها هذا القتل فانه لا يختلف عن القتل في محطة القطار أو ما يسمى «عمليات الطعن»، فجميعها مصنوعة من نفس الطينة. تحريض وكراهية في غزة. وقد أظهرت القنوات الفلسطينية كيف بدأوا بسرعة في توزيع الحلوى.
ايضا الرد الضعيف لأبو مازن الذي صرح به بسبب الضغط الامريكي، هذا الرد الذي لا يقول كل شيء: «نشجب الهجوم على يهود في مكان صلاتهم»، وقد أدان ايضا قتل المدنيين من أي طرف. إن اصابة اشخاص اثناء الصلاة أمر خطير، ولا سيما من قبل اولئك الذين يتهمون اسرائيل بتغيير الوضع الراهن في الحرم. أليس من الجدير بأبو مازن إدانة القتل بحد ذاته؟ في مكان الصلاة أو مكان العمل؟ في القدس أو في تل ابيب؟ في اسرائيل أو في اوروبا؟.
ونظرا لأن العملية تمت في اسرائيل وتقف من ورائها احدى المنظمات الإرهابية، فان هذا يقلل من خطورتها، حيث يوجد تصور مشوه يعتبر أن العمليات داخل اسرائيل أقل خطورة من تلك التي تنفذ ضد اليهود خارج اسرائيل. ولا سيما في اوروبا، حيث يعتبر الحادث هناك لاسامية بدون شك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
لا مناص من دخول الجيش إلى القدس
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
لا يستطيع أي يهودي القفز من الصدمة النفسية التي أصابته عند رؤية الصور الدموية أمس في شارع أجاصي في منطقة هار نوف في القدس. الذكرى والتداعيات قوية جدا. العالم ايضا فهم أنه يجب الاستنكار، وبالطبع الغرب إستنكر، بل وحتى أبو مازن واعضاء الكنيست العرب ووزير خارجية البحرين.
من وصل إلى المكان شعر أن الامر ليس مجرد سقوط ضحايا كما في حروب اسرائيل. فهم ليسوا جنودا في الحرب، ليسوا متدينين وطنيين مثل آباء وأمهات الشباب الثلاثة الذين تم خطفهم وقتلهم في حلحول وليست الفتاة التي تم قتلها هدسا في ألون شفوت.
جنازة ثلاثة من اربعة حاخامات كانت مؤلمة، ولكنها مختلفة. جمهور آخر، طلاب المدارس الدينية يعرفون بعضهم البعض، وبدون الزي العسكري، باستثناء مراسل اذاعة الجيش، وغضب كبير.
الطواقم الاجنبية شعرت بذلك ايضا، حتى التلفاز البرازيلي جاء إلى الكنيس. البنات الحريديات خرجن إلى الشارع ولم يستمعن للقائمين على النظام. مجزرة في المساء ومجزرة في الصباح. هذا ما كتبوه عن القاتل الفلسطيني في لافتة رفعت في زاوية الشارع.
المراسل الاجنبي قال لي: «هذا شيء مختلف»، «الإرهاب تغير وارتفع درجة» أو «وصل إلى مفترق»، و»هذه عمليا انتفاضة»، وقد ينتهي الكابوس لكن ليس قريبا.
بعد القتل أمس لم يحدث أي تغيير على موقف الاجهزة الأمنية تجاه الاحداث. موشيه يعلون قال إن الحديث ليس عن تنظيمات بل عن اعمال فردية، وهذا أمر يصعب التعامل معه وسيستمر لفترة طويلة. أبو مازن لا يريد استئناف الإرهاب في يهودا والسامرة، أن هذا سيؤثر عليه بشكل سلبي. ولكن في القدس؟ لا يهمه الامر كثيرا.
زيادة الاعمال الإرهابية نابعة من التحريض. كذب – قال نتنياهو أمس – يكذب من يقول إن اسرائيل تحاول تغيير الوضع الراهن في الحرم (الذي وضعه موشيه ديان في عام 1967)، ويكذب من يقول إن السائق الفلسطيني قُتل في الوقت الذي فقد فيه عقله. لكن التحريض يفعل فعله. وماذا لو قال طبيب فلسطيني مثل طبيبين يهوديين إن السائق إنتحر ولم يُقتل؟ ومنذ اللحظة التي خرج فيها الطبيب من معهد الطب الشرعي فُقدت آثاره. فهو لا يتواصل مع أحد وقد فهم كما يبدو أن هذا سيكلفه كثيرا.
على هذه الخلفية جاء المؤتمر الصحافي لبنيامين نتنياهو أمس، وهو عبارة عن تلخيص مرحلي للاعمال الإرهابية الاخيرة. وأنا أفهمه على النحو التالي:
٭ من يقوم بالاعمال الإرهابية أفراد، لكنهم محرضون تحريضا منظما، وليس بعيدا اليوم الذي ستتبنى فيه المنظمات المتطرفة العمليات، إلا اذا تم كبح ذلك وهذا سيستغرق الكثير من الوقت.
٭ مطلوب تصميم اسرائيلي واستعدادا للعمل ضد الإرهاب الفلسطيني «بيد قوية وذراع طويلة، ولكن في اطار القانون. لذلك فان نتنياهو طلب عدم أخذ الاسرائيليين القانون على عاتقهم، الامر الذي سيشوش على هذه المواجهة. وقد وعد نتنياهو بأن يزيد من شدة العقوبة. ولكن من الواضح له ايضا أن النجاح في هذه المواجهة مشروط بصمود الجمهور.
٭ حسب تقديري لا مناص من وضع قوات عسكرية تحت إمرة الشرطة من اجل السيطرة على المراكز الحساسة في القرى والأحياء العربية في القدس. لكن نتنياهو ويعلون ويوحنان دنينو بعتقدون أن تعزيز الشرطة وحرس الحدود كافيا مع تجنيد زائد للحرس المدني.
٭ الاستنكار العالمي وصل أمس إلى حد معين، ولكن اذا لم يزداد هذا الاستنكار فانه سيقل اذا ما استمر الإرهاب، وقطع الرؤوس من قبل داعش دليل على ذلك، حيث أن رد الفعل الانساني لا يتكرر بالشكل المطلوب.
٭ الإرهاب الفلسطيني موجه لزعزعة الاستقرار ليس فقط في البلدة القديمة والحرم بل ايضا في غرب مدينة القدس، التي هي تحت السيادة الاسرائيلية منذ عام 1948. هذا تصعيد فلسطيني عنيف ضد اسرائيل.
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قام بتغيير شكله، ولكنه يعود على نفسه بحركة دائرية. مرة كل عدة سنوات ينفجر بشكل عنيف ثم يهدأ بالتدريج. لا توجد لدى اسرائيل بوصلة في كل جولة واخرى، ولكنها موجودة في الاقتباس الذي كان موشيه ديان يُكثر من استخدامه اثناء حرب الاستنزاف، «لا تخف يا عبدي يعقوب».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الحواجز ستقسم القدس
بقلم: الون بن دافيد،عن معاريف الاسبوع
معنى قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نصب حواجز عند مخارج الاحياء العربية للقدس هي اعادة ترسيم لخط التماس في القدس – إن لم نقل اعادة تقسيم المدينة. والمفارقة هي انه بعد 18 سنة من اتهامه شمعون بيرس بنية تقسيم القدس، يوجه نتنياهو تعليماته لنصب حواجز في قلب المدينة التي ربطت اجزاؤها معا.
ولكن هذه الخطوة حيوية وضرورية. فشيء لا يقف اليوم في طريق المخرب من جبل المكبر نحو غربي المدينة. اما الحواجز فستضع المصاعب في وجه المخربين، كما أنها ستضع المصاعب في وجه باقي السكان، عربا ويهودا.
هدم المنازل هو موضوع موضع خلاف – دراسة اجريت في الجيش الاسرائيلي قضت بان اعمال الهدم غير ناجعة. ولكن كل مسؤول في المخابرات خدم في الانتفاضة الثانية يعرف كيف يروي عن عشرات الاباء الذي سلموا ابناءهم المخربين حفاظا على سلامة البيت. وأيدت المخابرات تماما هذه الخطوة وتؤمن بانها ستردع المخربين المحتملين. ليس واضحا ما الذي سيكون ممكنا تحقيقه بقرار تخفيض المستوى لمنح رخص السلاح لليهود في المدينة. فانتشار واسع للاسلحة في اياد غير خبيرة ليس هو ما يوقف موجة الإرهاب. معقول اكثر ان تكون النتيجة مصابين اكثر في كل حدث عندما يكون من يمتشق السلاح مع خبرة ساعة توجيه واحدة اجتازها في ميدان التدريب على اطلاق النار.
كما أن القرار بالمبادرة إلى الاقتحامات في الاحياء العربية يبدو كقرار يحرص على احساس الأمن وليس على الأمن. ويذكر هذا قليلا بالدوريات الاستعراضية للجيش الاسرائيلي في المدن الفلسطينية في ايام الانتفاضة الاولى. فمثل هذه الاقتحامات ستزيد الاحتكاك وترفع الاحتمالات بوقوع اصابات بين الفلسطينيين الامر الذي سيسخن الاجواء أكثر فأكثر.
موضوع هام آخر هو زيادة جمع المعلومات عن الاسلحة الموجودة في وسط المدينة. يبدو أن السلاح الذي استخدم في العملية أمس كان لزمن ما في ايدي المخربين ومثل هذه الاسلحة يوجد الكثير. فكل بندقية أو مسدس تجمع من شرقي القدس يمكنها أن توفر في حياة اليهود.
تنطلق اسرائيل بسلسلة من الخطوات التي تعتبر دفاعية بطبيعتها، ببساطة لان ليس لديها من تشن عليه الهجوم. كل من دعا إلى «حملة عسكرية» لاعادة الأمن مدعوون لان يقترحوا اهدافا لمثل هذه الحملة. فاسرائيل لا تقف اليوم امام بنية تحتية للارهاب وليس لدى اسرائيل قائمة مطلوبين اذا ما اعتقلتهم سيعود الهدوء إلى شوارع العاصمة.
ان وهم القدس الموحدة آخذ في التفجر أمام ناظرينا، حين يرفض 300 الف فلسطيني يعيشون في الجانب الغربي من جدار الفصل تبني الصهيونية. ليس مؤكدا أن تكفي هذه الخطوات لاعادة الهدوء والأمن.
اذا ما استمرت موجة الإرهاب، ستكون اسرائيل مطالبة أخيرا في أن تحسب من جديد ما هي الحدود الحقيقية للقدس اليهودية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
النظرة «المحدودة» من قمة عمان!
بقلم: عوديد عيران،عن نظرة عليا
لقد تم ترتيب لقاء القمة في عمان على عجل في تاريخ 13/11/2014 وقد منح المشاركين رضا لحظي معين، ولكن على المدى البعيد فهو يُضم إلى قائمة طويلة من اللقاءات المشابهة التي تمت في اماكن مثل العقبة في الاردن وشرم الشيخ في مصر وواشنطن العاصمة وغيرها، وجميعها انتهت بدون تأثير حقيقي.
المستضيف، عبد الله الثاني ملك الاردن، كان بحاجة إلى هذا اللقاء للاستمرار بالضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من اجل اتخاذ اجراءات تقلل من التوتر في القدس ولا سيما في منطقة الحرم والمسجد الاقصى. وقد أعاد الاردن سفيره من اسرائيل، وصرح الملك بنفسه تصريحات حادة فيما يتعلق بهذا الموضوع. حقق لقاء القمة المطلوب ولكن على المدى القريب، فقد ظهر الملك بمظهر المسؤولية والاعتدال في داخل منطقة متوترة ومعادية ومتحولة. وأظهر دوره كمرجعية للاماكن الإسلامية المقدسة في القدس وأنه شريك للولايات المتحدة وحليفها في الحرب ضد داعش.
ضيف الشرف، وزير الخارجية الامريكي جون كيري، استغل هذا الحدث من اجل تحسين مكانة الولايات المتحدة كدولة فاعلة في القضايا المركزية الثلاث في الشرق الاوسط في الوقت الحالي: الحرب ضد داعش، المفاوضات مع ايران حول مستقبل برنامجها النووي والصراع الاسرائيلي الفلسطيني. المشاركون الذين لم يتواجدوا – الرئيس الفلسطيني أبو مازن (التقى كيري في عمان قبل اللقاء) والرئيس المصري السيسي (الذي تم الحديث معه هاتفيا خلال اللقاء)، سجلوا لانفسهم انجازات أقل وهامشية في جهودهم لمواجهة المشكلات والأعداء السياسيين في الداخل. وقد وافق أبو مازن على التقليل من حدة الكلمات (كما صاغ ذلك كيري في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد اللقاء)، والسيسي أعلن أنه مستعد لفعل كل شيء من اجل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ولم يقدم أي طرف تنازلات أو التزامات حقيقية وكبيرة.
الضيف الثالث في القمة هو رئيس الحكومة نتنياهو. «بقي من اجل دفع الحساب». في المؤتمر الصحافي المشترك الذي أجراه وزير الخارجية كيري ونظيره الاردني ناصر جودة بعد انتهاء القمة، عادا وتطرقا إلى التزام الاطراف بفعل خطوات عملية ومحددة. ومع ذلك فان العبء كان وبقي على اسرائيل. كيري وجودة رفضا تحديد الخطوات المحددة، ولكن يمكن الافتراض أنهما يقصدان السماح لجميع العرب بالصلاة في المسجد الاقصى (بدون قيود على الاعمار)، ومنع الاعمال ذات الطابع السياسي من قبل الاسرائيليين مثل الزيارات الاعلامية. وبالنسبة لنتنياهو فان العودة على تصريحه في عمان بأن اسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم، من شأنها أن تفسر كالتزام بالتخفيف أكثر. اعطاء الشرطة الاسرائيلية الأوامر لمنع سياسيين اسرائيليين، وبعضهم من حزبه، للذهاب إلى الحرم، الامر الذي هو مهمة صعبة وباهظة سياسيا لا
الهدف المعلن للقاء كان تهدئة التصعيد في الحرم، ولكن هل أعلن نتنياهو حول التزام معين ببناء وحدات سكنية في أحياء في القدس وراء الخط الاخضر؟ اذا كان الجواب نعم فانه من الواضح أن مشكلاته السياسية الداخلية ستزيد. واذا كان الجواب لا فان أي خطوة اسرائيلية جديدة في هذا السياق ستغضب الاطراف الاخرى وتتسبب بالاتهامات بأن اسرائيل تضر بجهود التهدئة في الحرم.
تفاهمات القمة في عمان تحمل اشكالية بالنسبة لاسرائيل. مثلا، ليس من الواضح اذا كانت الجهود الفلسطينية في مجلس الأمن ستستمر، واذا كان الجواب نعم فهل ستشمل المسودة وفيما بعد الصيغة النهائية، التطرق إلى أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ليس واضحا في هذا السياق الدور الذي سيلعبه الاردن كدولة عضو في مجلس الأمن. وليس واضحا كيف سترد الولايات المتحدة على الصياغات المختلفة لمسودة القرار التي سيتم تقديمها لمجلس الأمن. لذلك قد يبقى نتنياهو الطرف الوحيد المطلوب منه اتخاذ خطوات محددة في حين أن باقي المشاركين في اللقاء، سواء تواجدوا فعليا أو لا، سيخرجون مع تعهدات ضبابية وغير قابلة للقياس. حقيقة أن نتنياهو ذهب إلى عمان وتحدث مع ملك الاردن والرئيس المصري ووزير الخارجية الامريكي حول مشكلات مشتعلة في المنطقة، ستعطيه نقاط قليلة في الحرب السياسية المتوقعة داخليا.
على ضوء كل ذلك يمكن اعتبار نتائج اللقاء في عمان أنها مؤقتة. كل مجموعة من الاسرائيليين أو الفلسطينيين تستطيع أن تشعل الوضع، الامر الذي سيؤدي إلى تلاشي هذه النتائج. الجهود في عمان من اجل تجديد عملية السلام لم تكن أكثر من ضريبة كلامية. وفي ظل غياب اطار أوسع فان كل محاولة لمواجهة موضوع منفصل مثل الحرم، ستكون غير كافية. يمكن تقدير الجهود التي قامت بها الاطراف في هذا اللقاء من اجل تهدئة الوضع في نقطة معينة، ويمكن أن رئيس الحكومة لم يكن لديه أي خيار فيما يتعلق بالمشاركة في هذا اللقاء، لكن يجب النظر للغيوم المتلبدة فوق الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
المخربان اللذان نفذا عملية أمس لم يكونا معروفين كأعضاء في منظمة ارهابية فلسطينية، وأخذ المسؤولية من قبل الجبهة الشعبية لم يكن صحيحا (رغم أن الاثنين من عائلة أحد قياديي الجبهة)، واذا كانت هناك منظمة يمكن أن ننسب لها العملية بطريقة غير مباشرة فهي تنظيم داعش. المخربان لم يكونا اعضاءً في داعش، الذي ينشط في سوريا والعراق، لكن يبدو أن العملية تمت بايحاء من التنظيم، كنوع من التقليد.
هذه العملية كانت على خلفية ايديولوجية دينية، نابعة من كراهية كبيرة لليهود. الهجوم كان على هدف ديني واضح، وتم اختيارها بعناية من أجل إحداث هزة قصوى.
حتى لو لم يعمل المخربان باسم منظمة، مثل من سبقوهم في موجة الإرهاب التي قتلت عشرة اسرائيليين في أقل من شهر، فان المجزرة في الكنيس تم اختيارها بعناية ويمكن أنه تم جمع معلومات مسبقة. هذا ليس عملا جاء بدون تخطيط، وتعبيرا عن الانفعال مثلما حدث في عمليات الدهس والطعن الاخيرة. يوجد هنا شيء مشترك بين المخربين وبين الفلسطيني الذي أطلق النار على يهودا غليك في القدس. فهناك ايضا كانت العملية مخططة نسبيا.
هنا يدخل موضوع تأثير داعش، كنمط عمل فعال ويثير الخوف – مثل قتل الجندي البريطاني الذي قُطع رأسه في الشارع في لندن في أيار العام الماضي، أو العملية التي حدثت في المتحف اليهودي في بروكسل في أيار هذا العام، التي نفذها مسلم فرنسي عاد من سوريا بعد أن قاتل في صفوف التنظيم الجهادي.
حكومة اسرائيل من ناحيتها ساهمت في العنصر الديني في الصراع بقلة الحيلة التي أظهرتها في وجه محاولات اليمين هذا العام لتغيير الوضع الراهن فيما يتعلق بصلاة اليهود في الحرم. الصراع حول الاقصى يقدم مبررا مناسبا لمنفذي العمليات الاخيرة. والخوف يزداد الآن من أن تلبس موجة الإرهاب الجديدة ملابس الحرب الدينية.
ليس هناك داعٍ لقول ما يعنيه الامر من خطورة. فعندما يحرق اصوليين المساجد في الضفة الغربية فان الساحة السياسية في اسرائيل وكذلك الحاخامات ورجال الدين يستنكرون ذلك. جباية الثمن من قبل الفلسطينيين أصعب بكثير. موجة العمليات الاخيرة لم تتحول إلى ظاهرة تشمل المظاهرات الكبيرة في جميع أنحاء الضفة، ولكن منسوب الاحداث، عملية أو اثنتان في الاسبوع، يبقي الصراع في الوعي، وقد نجح في زعزعة الاحساس بالأمن الشخصي في القدس.
ليس من الغريب اذا تبين أن أحد المخربين أو من ساعدهما يعرف الحي الحريدي في غرب المدينة. والنتيجة التي لا يمكن تجاهلها هي التشكك من قبل الاحياء اليهودية تجاه العمال الفلسطينيين وزيادة رقابة الشرطة. القدس بعد العمليات تعود إلى الشعور بالايام الصعبة والدامية من الانتفاضة الثانية.
إن صعوبة مواجهة اسرائيل للوضع الأمني مسألة واضحة وبارزة، ليس فقط لأن الفلسطينيين في القدس يتحركون بحرية بل ايضا لأنه لا توجد للشرطة سيطرة على الأحياء خارج جدار الفصل، والمعلومات الاستخبارية قليلة فيما يتعلق بالمخربين الافراد الذين لا ينتمون لمنظمات في القدس. هذه ليست ظاهرة جديدة، فقد برزت في سلسلة عمليات الجرافة ومذبحة مدرسة مركز الحاخام في القدس في عام 2008.
عملية أمس ارتبطت بالاشاعة حول قتل سائق «ايغد» في القدس في يوم الاحد ليلا، رغم أن الشرطة ونتائج التشريح أكدت على أن هذا انتحار، الفلسطينيون مقتنعون منذ اللحظة الاولى أن هذا قتل على خلفية قومية من قبل اليهود. الاعلام في الضفة يؤدي دوره، وقد أعلن في أكثر من مرة بأن السائق قُتل، وهذا ما أجج الوضع في الضفة والقدس.
وكما هو متوقع فان القيادة الاسرائيلية ردت على عملية أمس بخطوتين روتينيتين: اجتماع أمني للتشاور وتصريحات تتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالمسؤولية المباشرة عن القتل. وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتس قال إن «يد المخربين تُمسك بالبلطات إلا أن الصوت هو صوت أبو مازن».
مخزون الردود الأمنية لاسرائيل استُنفد. اضافة إلى تسريع اجراءات هدم منازل المخربين في القدس الشرقية فان تواجد الشرطة مكثف في المدينة. وعلى ضوء استمرار العمليات سيكون من الصعب على رئيس الحكومة نتنياهو تنفيذ وعوده للملك عبد الله خلال القمة الثلاثية في الاسبوع الماضي بأن يُسهل على الفلسطينيين في القدس الشرقية. لا يوجد ثمن للكلام حيث أنه على أبواب الانتخابات يستطيع الوزراء التسابق فيما بينهم بالقاء اللوم والاتهامات ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).
الرئيس الفلسطيني اخطأ عندما بعث برسالة تعزية لعائلة مطلق النار على غليك، الذي قُتل في اليوم التالي على يد الوحدات الخاصة. السلطة الفلسطينية لعبت بالنار في تصريحاتها حول الحرم، لكن الاجهزة الأمنية في اسرائيل تُجمع على أن القيادة الفلسطينية لا تشجع الإرهاب حاليا، لا سيما في الضفة الغربية. رئيس «الشباك» يورام كوهين وضع الامور في نصابها أمس في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست بعد العملية: «عباس لا يشجع الإرهاب حتى من تحت الطاولة»، قال لاعضاء الكنيست.
التصريحات الحادة من الوزراء لا تخدم تحسين الوضع. وعلى الرغم من أن الاجهزة الأمنية الاسرائيلية تحاول التصرف بحذر، إلا أن العمليات مضافا اليها التصعيد السياسي (ما زالت السلطة تستعد للتوجه إلى مجلس الأمن في الشهر القادم) من شأنهما زيادة التدهور في المناطق إلى انتفاضة وتكون أكبر من موجة الإرهاب الخطيرة والقاتلة التي ضربت القدس وتل ابيب وغوش عصيون في هذا الشهر. وقد تنضم إلى عمليات الذئاب الفردية شبكات ارهاب منظمة أكثر. وفي العمليات الاخيرة قُتل الكثير من المواطنين الاسرائيليين – ثمانية ومعهم ضابط حرس حدود وجندي – وهذا العدد أكبر من المواطنين الذين قتلوا في الحرب على غزة.
الامر المشترك بين كوهين وقيادة جيش الدفاع، رغم الصراع بينهم في الاسبوع الماضي، هو الخشية من أننا نسير في اتجاه التصعيد الشامل. رجال الأمن متشائمين أكثر من السياسيين. نتنياهو وقادة اليمين يسوقون منذ فترة طويلة فكرة أن اسرائيل يجب أن تركز على ادارة الصراع مع الفلسطينيين، بسبب غياب أفق الحل السياسي في السنوات القادمة. حتى وإن كانوا صادقين في تشخصيهم بأن القيادة الحالية للسلطة لا تستطيع التوصل إلى اتفاق نهائي، فان موجة العمليات تثبت أن هناك ثمنا لابقاء الوضع الحالي. في رأي الفلسطينيين لا يوجد هنا وضع قائم – ليس باستمرار الاحتلال، ولا بالبناء في المستوطنات وبالتأكيد ليس بالنشاط المتواصل لحركات اليمين حول الحرم. في هذه الظروف فان العمليات ستستمر وفقط من شأنها أن تتصاعد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
جريمة كراهية كلاسيكية
بقلم: ليمور سامميان درش،عن اسرائيل اليوم
«هذه تراجيديا وطنية. قتل بدم بارد. قاتل دخل وقتل بدم بارد. التراجيديا تهز الجمهور بأكمله. وغدا ستكون دقيقة صمت لذكرى المقتولين»، هذا ما قاله الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي بعد العملية التذ نفذت في المدرسة اليهودية في طولوز. الجالية اليهودية صُدمت قبل سنتين، وفرنسا كذلك. جريمة كراهية لاسامية. قُتلوا فقط لكونهم يهودا.
للأسف الشديد يمكن سرد اقتباسات اخرى من الماضي غير البعيد، قيلت بعد عمليات استهدفت اليهود والمؤسسات اليهودية خارج اسرائيل. عليها جميعا يوجد اجماع واتفاق: السامية لم تمت. عناصرها تتغير والعاملين باسمها يحملون أسماء منظمات ارهابية مختلفة، لكن الفعل هو نفس الفعل والكراهية نفس الكراهية.
يجب علينا أن نقول للعالم إن العملية أمس حدثت تماما لنفس الاسباب. وهل يغير من حقيقة الامر اذا كانت حماس أو حزب الله أو منظمة اخرى تأخذ على عاتقها المسؤولية. هل يغير أي شيء من حقيقة الامر اذا حدث القتل في أوروبا أو في آسيا. عندما يدخل مخرب إلى كنيس ويقتل يهودا فقط لكونهم يهود، فان هذه لاسامية. في القدس مثلما في طولوز، في اسطنبول مثل بروكسيل، وأي قول عن «وجود طرفين للصراع» ليس ذا صلة بهذا الامر. يجب على العالم أن يشجب هذا القتل بشدة، وعلى السلطة الفلسطينية ايضا أن تشجبه بشدة.
لا يجب اعتبار العنف أمرا روتينيا أو جزءً من «الصراع» بين الاطراف. بعد العملية فورا قيل إن حماس أعلنت مسؤوليتها عن هذه العملية. وبعد ذلك جاءت الجبهة الشعبية لتتغنى بالكراهية. وفي النهاية قال ممثل فتح إن هذا استمرار طبيعي لسياسة حكومة اسرائيل. وبسرعة تحولت جريمة الكراهية إلى حدث اضافي في تاريخ «الصراع».
لقد صدق بينيت عندما صرخ لرؤية «الدم اليهودي مع ملابس الصلاة». وباستثناء الذاكرة الجماعية التي يوقظها هذا القتل فانه لا يختلف عن القتل في محطة القطار أو ما يسمى «عمليات الطعن»، فجميعها مصنوعة من نفس الطينة. تحريض وكراهية في غزة. وقد أظهرت القنوات الفلسطينية كيف بدأوا بسرعة في توزيع الحلوى.
ايضا الرد الضعيف لأبو مازن الذي صرح به بسبب الضغط الامريكي، هذا الرد الذي لا يقول كل شيء: «نشجب الهجوم على يهود في مكان صلاتهم»، وقد أدان ايضا قتل المدنيين من أي طرف. إن اصابة اشخاص اثناء الصلاة أمر خطير، ولا سيما من قبل اولئك الذين يتهمون اسرائيل بتغيير الوضع الراهن في الحرم. أليس من الجدير بأبو مازن إدانة القتل بحد ذاته؟ في مكان الصلاة أو مكان العمل؟ في القدس أو في تل ابيب؟ في اسرائيل أو في اوروبا؟.
ونظرا لأن العملية تمت في اسرائيل وتقف من ورائها احدى المنظمات الإرهابية، فان هذا يقلل من خطورتها، حيث يوجد تصور مشوه يعتبر أن العمليات داخل اسرائيل أقل خطورة من تلك التي تنفذ ضد اليهود خارج اسرائيل. ولا سيما في اوروبا، حيث يعتبر الحادث هناك لاسامية بدون شك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
لا مناص من دخول الجيش إلى القدس
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
لا يستطيع أي يهودي القفز من الصدمة النفسية التي أصابته عند رؤية الصور الدموية أمس في شارع أجاصي في منطقة هار نوف في القدس. الذكرى والتداعيات قوية جدا. العالم ايضا فهم أنه يجب الاستنكار، وبالطبع الغرب إستنكر، بل وحتى أبو مازن واعضاء الكنيست العرب ووزير خارجية البحرين.
من وصل إلى المكان شعر أن الامر ليس مجرد سقوط ضحايا كما في حروب اسرائيل. فهم ليسوا جنودا في الحرب، ليسوا متدينين وطنيين مثل آباء وأمهات الشباب الثلاثة الذين تم خطفهم وقتلهم في حلحول وليست الفتاة التي تم قتلها هدسا في ألون شفوت.
جنازة ثلاثة من اربعة حاخامات كانت مؤلمة، ولكنها مختلفة. جمهور آخر، طلاب المدارس الدينية يعرفون بعضهم البعض، وبدون الزي العسكري، باستثناء مراسل اذاعة الجيش، وغضب كبير.
الطواقم الاجنبية شعرت بذلك ايضا، حتى التلفاز البرازيلي جاء إلى الكنيس. البنات الحريديات خرجن إلى الشارع ولم يستمعن للقائمين على النظام. مجزرة في المساء ومجزرة في الصباح. هذا ما كتبوه عن القاتل الفلسطيني في لافتة رفعت في زاوية الشارع.
المراسل الاجنبي قال لي: «هذا شيء مختلف»، «الإرهاب تغير وارتفع درجة» أو «وصل إلى مفترق»، و»هذه عمليا انتفاضة»، وقد ينتهي الكابوس لكن ليس قريبا.
بعد القتل أمس لم يحدث أي تغيير على موقف الاجهزة الأمنية تجاه الاحداث. موشيه يعلون قال إن الحديث ليس عن تنظيمات بل عن اعمال فردية، وهذا أمر يصعب التعامل معه وسيستمر لفترة طويلة. أبو مازن لا يريد استئناف الإرهاب في يهودا والسامرة، أن هذا سيؤثر عليه بشكل سلبي. ولكن في القدس؟ لا يهمه الامر كثيرا.
زيادة الاعمال الإرهابية نابعة من التحريض. كذب – قال نتنياهو أمس – يكذب من يقول إن اسرائيل تحاول تغيير الوضع الراهن في الحرم (الذي وضعه موشيه ديان في عام 1967)، ويكذب من يقول إن السائق الفلسطيني قُتل في الوقت الذي فقد فيه عقله. لكن التحريض يفعل فعله. وماذا لو قال طبيب فلسطيني مثل طبيبين يهوديين إن السائق إنتحر ولم يُقتل؟ ومنذ اللحظة التي خرج فيها الطبيب من معهد الطب الشرعي فُقدت آثاره. فهو لا يتواصل مع أحد وقد فهم كما يبدو أن هذا سيكلفه كثيرا.
على هذه الخلفية جاء المؤتمر الصحافي لبنيامين نتنياهو أمس، وهو عبارة عن تلخيص مرحلي للاعمال الإرهابية الاخيرة. وأنا أفهمه على النحو التالي:
٭ من يقوم بالاعمال الإرهابية أفراد، لكنهم محرضون تحريضا منظما، وليس بعيدا اليوم الذي ستتبنى فيه المنظمات المتطرفة العمليات، إلا اذا تم كبح ذلك وهذا سيستغرق الكثير من الوقت.
٭ مطلوب تصميم اسرائيلي واستعدادا للعمل ضد الإرهاب الفلسطيني «بيد قوية وذراع طويلة، ولكن في اطار القانون. لذلك فان نتنياهو طلب عدم أخذ الاسرائيليين القانون على عاتقهم، الامر الذي سيشوش على هذه المواجهة. وقد وعد نتنياهو بأن يزيد من شدة العقوبة. ولكن من الواضح له ايضا أن النجاح في هذه المواجهة مشروط بصمود الجمهور.
٭ حسب تقديري لا مناص من وضع قوات عسكرية تحت إمرة الشرطة من اجل السيطرة على المراكز الحساسة في القرى والأحياء العربية في القدس. لكن نتنياهو ويعلون ويوحنان دنينو بعتقدون أن تعزيز الشرطة وحرس الحدود كافيا مع تجنيد زائد للحرس المدني.
٭ الاستنكار العالمي وصل أمس إلى حد معين، ولكن اذا لم يزداد هذا الاستنكار فانه سيقل اذا ما استمر الإرهاب، وقطع الرؤوس من قبل داعش دليل على ذلك، حيث أن رد الفعل الانساني لا يتكرر بالشكل المطلوب.
٭ الإرهاب الفلسطيني موجه لزعزعة الاستقرار ليس فقط في البلدة القديمة والحرم بل ايضا في غرب مدينة القدس، التي هي تحت السيادة الاسرائيلية منذ عام 1948. هذا تصعيد فلسطيني عنيف ضد اسرائيل.
الصراع الفلسطيني الاسرائيلي قام بتغيير شكله، ولكنه يعود على نفسه بحركة دائرية. مرة كل عدة سنوات ينفجر بشكل عنيف ثم يهدأ بالتدريج. لا توجد لدى اسرائيل بوصلة في كل جولة واخرى، ولكنها موجودة في الاقتباس الذي كان موشيه ديان يُكثر من استخدامه اثناء حرب الاستنزاف، «لا تخف يا عبدي يعقوب».
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
الحواجز ستقسم القدس
بقلم: الون بن دافيد،عن معاريف الاسبوع
معنى قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نصب حواجز عند مخارج الاحياء العربية للقدس هي اعادة ترسيم لخط التماس في القدس – إن لم نقل اعادة تقسيم المدينة. والمفارقة هي انه بعد 18 سنة من اتهامه شمعون بيرس بنية تقسيم القدس، يوجه نتنياهو تعليماته لنصب حواجز في قلب المدينة التي ربطت اجزاؤها معا.
ولكن هذه الخطوة حيوية وضرورية. فشيء لا يقف اليوم في طريق المخرب من جبل المكبر نحو غربي المدينة. اما الحواجز فستضع المصاعب في وجه المخربين، كما أنها ستضع المصاعب في وجه باقي السكان، عربا ويهودا.
هدم المنازل هو موضوع موضع خلاف – دراسة اجريت في الجيش الاسرائيلي قضت بان اعمال الهدم غير ناجعة. ولكن كل مسؤول في المخابرات خدم في الانتفاضة الثانية يعرف كيف يروي عن عشرات الاباء الذي سلموا ابناءهم المخربين حفاظا على سلامة البيت. وأيدت المخابرات تماما هذه الخطوة وتؤمن بانها ستردع المخربين المحتملين. ليس واضحا ما الذي سيكون ممكنا تحقيقه بقرار تخفيض المستوى لمنح رخص السلاح لليهود في المدينة. فانتشار واسع للاسلحة في اياد غير خبيرة ليس هو ما يوقف موجة الإرهاب. معقول اكثر ان تكون النتيجة مصابين اكثر في كل حدث عندما يكون من يمتشق السلاح مع خبرة ساعة توجيه واحدة اجتازها في ميدان التدريب على اطلاق النار.
كما أن القرار بالمبادرة إلى الاقتحامات في الاحياء العربية يبدو كقرار يحرص على احساس الأمن وليس على الأمن. ويذكر هذا قليلا بالدوريات الاستعراضية للجيش الاسرائيلي في المدن الفلسطينية في ايام الانتفاضة الاولى. فمثل هذه الاقتحامات ستزيد الاحتكاك وترفع الاحتمالات بوقوع اصابات بين الفلسطينيين الامر الذي سيسخن الاجواء أكثر فأكثر.
موضوع هام آخر هو زيادة جمع المعلومات عن الاسلحة الموجودة في وسط المدينة. يبدو أن السلاح الذي استخدم في العملية أمس كان لزمن ما في ايدي المخربين ومثل هذه الاسلحة يوجد الكثير. فكل بندقية أو مسدس تجمع من شرقي القدس يمكنها أن توفر في حياة اليهود.
تنطلق اسرائيل بسلسلة من الخطوات التي تعتبر دفاعية بطبيعتها، ببساطة لان ليس لديها من تشن عليه الهجوم. كل من دعا إلى «حملة عسكرية» لاعادة الأمن مدعوون لان يقترحوا اهدافا لمثل هذه الحملة. فاسرائيل لا تقف اليوم امام بنية تحتية للارهاب وليس لدى اسرائيل قائمة مطلوبين اذا ما اعتقلتهم سيعود الهدوء إلى شوارع العاصمة.
ان وهم القدس الموحدة آخذ في التفجر أمام ناظرينا، حين يرفض 300 الف فلسطيني يعيشون في الجانب الغربي من جدار الفصل تبني الصهيونية. ليس مؤكدا أن تكفي هذه الخطوات لاعادة الهدوء والأمن.
اذا ما استمرت موجة الإرهاب، ستكون اسرائيل مطالبة أخيرا في أن تحسب من جديد ما هي الحدود الحقيقية للقدس اليهودية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
النظرة «المحدودة» من قمة عمان!
بقلم: عوديد عيران،عن نظرة عليا
لقد تم ترتيب لقاء القمة في عمان على عجل في تاريخ 13/11/2014 وقد منح المشاركين رضا لحظي معين، ولكن على المدى البعيد فهو يُضم إلى قائمة طويلة من اللقاءات المشابهة التي تمت في اماكن مثل العقبة في الاردن وشرم الشيخ في مصر وواشنطن العاصمة وغيرها، وجميعها انتهت بدون تأثير حقيقي.
المستضيف، عبد الله الثاني ملك الاردن، كان بحاجة إلى هذا اللقاء للاستمرار بالضغط على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من اجل اتخاذ اجراءات تقلل من التوتر في القدس ولا سيما في منطقة الحرم والمسجد الاقصى. وقد أعاد الاردن سفيره من اسرائيل، وصرح الملك بنفسه تصريحات حادة فيما يتعلق بهذا الموضوع. حقق لقاء القمة المطلوب ولكن على المدى القريب، فقد ظهر الملك بمظهر المسؤولية والاعتدال في داخل منطقة متوترة ومعادية ومتحولة. وأظهر دوره كمرجعية للاماكن الإسلامية المقدسة في القدس وأنه شريك للولايات المتحدة وحليفها في الحرب ضد داعش.
ضيف الشرف، وزير الخارجية الامريكي جون كيري، استغل هذا الحدث من اجل تحسين مكانة الولايات المتحدة كدولة فاعلة في القضايا المركزية الثلاث في الشرق الاوسط في الوقت الحالي: الحرب ضد داعش، المفاوضات مع ايران حول مستقبل برنامجها النووي والصراع الاسرائيلي الفلسطيني. المشاركون الذين لم يتواجدوا – الرئيس الفلسطيني أبو مازن (التقى كيري في عمان قبل اللقاء) والرئيس المصري السيسي (الذي تم الحديث معه هاتفيا خلال اللقاء)، سجلوا لانفسهم انجازات أقل وهامشية في جهودهم لمواجهة المشكلات والأعداء السياسيين في الداخل. وقد وافق أبو مازن على التقليل من حدة الكلمات (كما صاغ ذلك كيري في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد اللقاء)، والسيسي أعلن أنه مستعد لفعل كل شيء من اجل السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ولم يقدم أي طرف تنازلات أو التزامات حقيقية وكبيرة.
الضيف الثالث في القمة هو رئيس الحكومة نتنياهو. «بقي من اجل دفع الحساب». في المؤتمر الصحافي المشترك الذي أجراه وزير الخارجية كيري ونظيره الاردني ناصر جودة بعد انتهاء القمة، عادا وتطرقا إلى التزام الاطراف بفعل خطوات عملية ومحددة. ومع ذلك فان العبء كان وبقي على اسرائيل. كيري وجودة رفضا تحديد الخطوات المحددة، ولكن يمكن الافتراض أنهما يقصدان السماح لجميع العرب بالصلاة في المسجد الاقصى (بدون قيود على الاعمار)، ومنع الاعمال ذات الطابع السياسي من قبل الاسرائيليين مثل الزيارات الاعلامية. وبالنسبة لنتنياهو فان العودة على تصريحه في عمان بأن اسرائيل ملتزمة بالحفاظ على الوضع الراهن في الحرم، من شأنها أن تفسر كالتزام بالتخفيف أكثر. اعطاء الشرطة الاسرائيلية الأوامر لمنع سياسيين اسرائيليين، وبعضهم من حزبه، للذهاب إلى الحرم، الامر الذي هو مهمة صعبة وباهظة سياسيا لا
الهدف المعلن للقاء كان تهدئة التصعيد في الحرم، ولكن هل أعلن نتنياهو حول التزام معين ببناء وحدات سكنية في أحياء في القدس وراء الخط الاخضر؟ اذا كان الجواب نعم فانه من الواضح أن مشكلاته السياسية الداخلية ستزيد. واذا كان الجواب لا فان أي خطوة اسرائيلية جديدة في هذا السياق ستغضب الاطراف الاخرى وتتسبب بالاتهامات بأن اسرائيل تضر بجهود التهدئة في الحرم.
تفاهمات القمة في عمان تحمل اشكالية بالنسبة لاسرائيل. مثلا، ليس من الواضح اذا كانت الجهود الفلسطينية في مجلس الأمن ستستمر، واذا كان الجواب نعم فهل ستشمل المسودة وفيما بعد الصيغة النهائية، التطرق إلى أن القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ليس واضحا في هذا السياق الدور الذي سيلعبه الاردن كدولة عضو في مجلس الأمن. وليس واضحا كيف سترد الولايات المتحدة على الصياغات المختلفة لمسودة القرار التي سيتم تقديمها لمجلس الأمن. لذلك قد يبقى نتنياهو الطرف الوحيد المطلوب منه اتخاذ خطوات محددة في حين أن باقي المشاركين في اللقاء، سواء تواجدوا فعليا أو لا، سيخرجون مع تعهدات ضبابية وغير قابلة للقياس. حقيقة أن نتنياهو ذهب إلى عمان وتحدث مع ملك الاردن والرئيس المصري ووزير الخارجية الامريكي حول مشكلات مشتعلة في المنطقة، ستعطيه نقاط قليلة في الحرب السياسية المتوقعة داخليا.
على ضوء كل ذلك يمكن اعتبار نتائج اللقاء في عمان أنها مؤقتة. كل مجموعة من الاسرائيليين أو الفلسطينيين تستطيع أن تشعل الوضع، الامر الذي سيؤدي إلى تلاشي هذه النتائج. الجهود في عمان من اجل تجديد عملية السلام لم تكن أكثر من ضريبة كلامية. وفي ظل غياب اطار أوسع فان كل محاولة لمواجهة موضوع منفصل مثل الحرم، ستكون غير كافية. يمكن تقدير الجهود التي قامت بها الاطراف في هذا اللقاء من اجل تهدئة الوضع في نقطة معينة، ويمكن أن رئيس الحكومة لم يكن لديه أي خيار فيما يتعلق بالمشاركة في هذا اللقاء، لكن يجب النظر للغيوم المتلبدة فوق الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.