Haneen
2014-12-14, 11:36 AM
ملخص مركز الاعلام
ظمة اعترافها ؟!
يوسف رزقة/ الرأي
قانون( يهودية الدولة) قفز في هذه الأيام من حيز الفكرة، إلى حيز التشريع والتنفيذ. ثلثا أعضاء حكومة نيتنياهو أعطوا موافقتهم على مشروع القانون الذي تقدم به نيتنياهو نفسه. وفي الوقت نفسه أبدت أميركا موافقتها عليه، مع عدم الإضرار بالآخرين من السكان.
النظرة السياسية المتعجلة تقول إن نيتنياهو فعل ذلك في هذا التوقيت ليكسب ودّ المتدينين والمستوطنين ويؤمن ولاية جديدة له في رئاسة الوزراء، وهذا هدف فرعي أمام عقيدة نيتنياهو التي تؤمن بيهودية الدولة على قاعدة الاستعلاء اليهودي العنصري، وعلى قاعدة دولة يهودية خالية من العرب والمسلمين، ثم النصارى لاحقا. وقد جاء آو ان طرح المشروع في شكل فانون لتدشين بداية المرحلة الجديدة في ظرف دولي مشغول بتنظيم الدولة، وظرف عربي ينشد التحالف مع اسرائيل، وظرف أميركا يودّ أن يشترى موقف اسرائيل من إيران، بتأييد أميركا لقانون يهودية الدولة.
الأخطار التي تترتب على دخول القانون حيز التنفيذ عديدة، وهي أكبر من أن يحصيها مقال صغير، ولكني أحيل من يطلب إحصاء هذه الأخطار كلها أو بعضها على قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، الذي رفضت فيه القانون ، وذكرت فيه عددا من هذه الأخطار الحقيقية، هذا من ناحية، وأحيله على مقال عريب الرينتاوي في عدد أمس من جريدة فلسطين، من ناحية ثانية.
الفرق بين موقف اللجنة التنفيذية، ومقال الرينتاوي، أن موقف اللجنة نظري، يقف عند الوصف والشجب، دون أي إجراء عملي، وموقف الرينتاوي عملي لا نظري، لأنه يطلب من السلطة والمنظمة موقفا محددا، على قاعدة أن وثيقة الاعتراف المتبادل بين المنظمة، واسرائيل، لم يكن على قاعدة يهودية الدولة، التي تنزع حق المواطنة في فلسطين المحتلة من سكانها الفلسطينيين، ويجعلهم كالأجانب المقيمين، ولا يتمتعون حتى بالمواطنة من الدرجة الثانية؟! وهنا طلب الرينتاوي من السلطة والمنظمة سحب اعترافها باسرائيل، وألا تقف عند حدود شجب القرار.
ما طلبه الرينتاوي هو مطلب لكل فلسطيني حرّ ، وهو أقل ما يمكن أن يكون عاجلا لمنع القرار، ووقف أخطاره على أهلنا في فلسطين المحتلة، وهي أخطار ستصيب أهلنا في القدس أيضا.
أنا أتحدث هنا عن موقف، وأترك الآليات للمنظمة والسلطة، لأننا لا نختلف على ما يجب من موقف يتضمن حقوق المقدسيين ، ومن ثبتوا في أرض الآباء والأجداد.
ومن المفيد أن نقول لأميركا، و للقادة العرب، بلساننا، وبلسان السلطة أيضا، لقد وقفتم ضد قيام دولة إسلامية، وما زلتم تحاربون وتحاصرون الأحزاب والتيارات التي تدعو في برامجها لإقامة ( الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية) حاربتموها في مصر، وفي تونس، وفي افغانستان ، وفي فلسطين، وزعتم أنها ستكون خطر لا يحتمل على الأقليات غير الإسلامية ؟! وها أنتم أمام دولة يهودية، تعلن أن ( اليهودية ) قبل( الديمقراطية)، وقبل ( المواطنة)، وها أنتم تؤيدونها، دون النظر في حقوق الأقليات.؟!
نحن نؤمن أن الدولة الإسلامية قادمة رغم رفضكم لها. ونقول لكم إن ما قامت به دولة الاحتلال شرعنة بقانون ليهودية الدولة ، سيعجل بإذن الله قيام ما تخافون منه ، أعني الدولة الإسلامية أقرب لتتحقق مما تتصورون. فلا يعقل أن يكون لليهود دولة، وألاّ يكون للمسلمين دولة. هذا منطق الحياة والأشياء.
عن عكاشة المصري... وعكاشة "الفتحاوي"
فراس أبو هلال / المركز الفلسطيني للاعلام
ليست هي المرة الأولى التي تشهد فيها العلاقات بين حماس وفتح مثل الحرب الإعلامية القائمة الشرسة القائمة الآن بين الطرفين، وليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها الخطاب الإعلامي بين الفصيلين الفلسطينيين الأكبر الكثير من الخطوط التي كان يقال أنها "حمراء". ولكنها المرة الأولى عبر تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية التي يقوم فيها فصيل وطني رئيسي بالاستقواء بدول خارجية في حملته الإعلامية ضد فصيل وطني آخر.
نتحدث هنا وبكل وضوح عن الاستقواء الفتحاوي المشين بمصر السيسي ضد حركة حماس، حيث تستغل فتح الجو الموبوء الذي صنعه الانقلاب الفاشي بمصر ضد حركة حماس وأهل غزة للنيل من الحركة، والتحريض عليها، للاستفادة من الحرب المسعورة التي يقودها السيسي و"كفلاؤه" ضد تيار الإسلام السياسي، ومن ضمنه حركة حماس.
في هذه الحملة المسعورة، يتحول قياديو حركة فتح بمن فيهم رئيسها محمود عباس، الذي صدف أنه رئيس لكافة أبناء الشعب الفلسطيني!، يتحولون إلى "عكاشات" فلسطينية على الإعلام المصري، ويتبرعون باستخدام أقذع الألفاظ لوصف حركة فلسطينية أخرى دون وجود طرف يمثلها ويدافع عنها، ولا يتورعون عن إلقاء كل الاتهامات جزافا بحق الحركة فقط لإرضاء المضيف، الذي يريد أن يصفي حساباته مع محمد مرسي وخيرت الشاطر ومحمد بديع من خلال النيل من حركة حماس التي تعتبرها مصر، مثل إسرائيل تماما، حركة إرهابية.
لا يترك الناطقون باسم فتح، وخصوصا ذلك الناطق الذي يتكلم من شعره!، أي فرصة للخروج في الإعلام المصري للنيل من حركة حماس، ولدفع عربون محبة للإعلام المصري في حربه ضد الحركة، بينما لا يجرؤ هؤلاء الناطقون على انتقاد السياسة المصرية ضد قطاع غزة، ولا يجرؤ هؤلاء على الإشارة ولو بكلمة إلى المعبر المغلق منذ أسابيع، أو إلى المئات من العالقين على مذبح العبور بين مصر والقطاع، أو إلى سياسة الخنق المبرمجة ضد القطاع وأهله منذ أشهر طويلة.
يجند المتحدثون الفتحاويون خطاباتهم ومشاركاتهم الإعلامية في بيادق الإعلام المصري، الذي يسوق لتدخل حماس في مصر، ولمشاركتها في أعمال إرهابية هناك، ويبرر هؤلاء المتحدثون، دون خجل، الاستعداء المصري غير المسبوق لكل ما هو فلسطيني، وليس حمساوي، بأن حماس فعلا متورطة في أعمال عسكرية في مصر.
ولم يتوان أحد المتحدثين الفتحاويين من توجيه الاتهام المباشر لكتائب القسام في الإعلام المصري؛ بالمسؤولية عن عملية قتل الجنود المصريين في كرم القواديس، باعتبارها مسؤولة عن الأمن في غزة، وهو بذلك يستبق حتى تحقيقات الأمن المصري، ويؤكد رواية الإعلام الحربي الفاشي في مصر والتي تقول بأن منفذي العملية الإرهابية في كرم القواديس جاءوا من غزة. حدث ذلك رغم أن الجهة التي نفذت العملية "أنصار بيت المقدس أو ولاية سيناء حاليا) لم تتردد في إعلان مسوؤليتها ونشر فيديو بتفاصيل العملية!!
على أن هذه "العكاشيات" الفتحاوية على الإعلام المصري لا ترقى إلى الفضيحة التي ارتكبها تلفزيون فلسطين، الذي يفترض أنه يمول من أموال المساعدات القادمة للشعب الفلسطيني، والذي يفترض أيضا انه يمثل كافة أطياف الشعب الفلسطيني، حيث قام تلفزيون رام الله باستضافة صديق الرئيس محمود عباس العزيز توفيق عكاشة، ليقوم الأخير باستخدام تلفزيون فلسطين منبرا للإساءة والشتم لحركة حماس، ووصفها بأنها "إخوان الشياطين"، والاستهزاء من قياداتها وأسمائهم، ودعوة أهل القطاع للثورة عليها.
لم نكن نتوقع في أحلامنا الوردية أن تنتهي الحرب الإعلامية المستعرة من سنوات بين فتح وحماس، وصار لدينا الاستعداد النفسي والعقلي لتحمل استمرار هذه الحرب التي تضر بالشعب الفلسطيني ككل، لكننا لم نكن نر في أشد كوابيسنا سوءا أن تتحول حركة فتح، وهي التي تزعم أنها قائدة الشعب الفلسطيني وحركتها الوطنية، أن تتحول إلى ذراع ضاربة لدولة عربية بغض النظر عن اسمها ومن يحكمها، وأن توجه ضرباتها لحركة فلسطينية أخرى، سواء كانت حماس أم غيرها لحساب هذه الدولة.
إنه زمن العكاشات بامتياز، سواء من نطق منهم بالمصرية، أو بالفلسطينية التائهة الفصيحة!
سطوة وعربدة، جرأة وتمرد!
سيف طه / المركز الفلسطيني للاعلام
لعلها المرة العاشرة التي أمسك فيها قلمي ﻷكتب عن الاعتقال السياسي، لكنها بطبيعة الحال المرة اﻷولى التي أكتب فيها نصا مسترسلا عن هذه القضية، ولعل أيضا ما دفعني إلى نشر هذا المقال في هذا التوقيت بالذات هو رؤيتي للإيغال الكبير الذي لمسته مؤخرا من استباحة الحريات في الضفة الغربية، وانتهاك الحقوق، وليس آخرها العربدة اﻷمنية التي وصلت أعلى مستوياتها في الاعتقال والملاحقة في الفترات الأخيرة المنصرمة..
لن أتحدث هنا عن تعريف الاعتقال السياسي وماهيته، ولن استفيض بالبحث عن ظروفه وأشكاله، لكني خصصت هذا المقال للأشكال التي تمنع حدوثه وتحد من وتيرته، ﻷني أؤمن أن التصدي للاعتقال السياسي ووضع حد له مهم، وهذا الشيء لا يجب أن يكون محط اهتمام أولئك الذين يعانون منه فقط، بل وجب أن يكون من أولويات كل فلسطيني ما زال في روحه شيء من وطنية وفي نبضه قليل من كرامة وحرية، فلا يُفترض أن يبقى من يتصدى له من يعانون منه أو دائمي الاستهداف والملاحقة، فلا بيت يخلو من آثاره أو تتجلى في أحد أركانه تداعياته سواء بشكل مباشر أو غير مباشر!
الكثير منا يعتقد أن سبب الاعتقال السياسي في الضفة هو "الانقسام الفلسطيني" ونسوا أو تناسوا أن هذه الظاهرة ليست وليدة الانقسام، وليست أحد تبعاته، بل سبقته بأكثر من عقد من الزمن، فالاعتقال السياسي هو مجرد التزام وتعهد من السلطة للمحتل بإجهاض فتيل المقاومة، وملاحقة كل من يحمل اللواء، أو يحاول التمرد على المحتل أو القوانين الجديدة..
كنا قد لمسنا مؤخرا أن الجرأة في مواجهة أعداء المقاومة وملاحقة أنصارها، بدأت تنطلق نحو موقعها الصحيح، فما عادت السطوة والعربدة اﻷمنية تمثل شيئا أمام إرادة الشباب، وما عاد الاعتقال يؤثر فيمن تنهش لحومهم وتهدر سني حياتهم في سجون المحتل، وما عادت سياسة تكميم اﻷفواه قادرة على إلزام الشباب بسلوك وتصرفات تتوافق مع مقاس السلطة وتتناسب مع قوانينها الجديدة، ولعل ما صاغه كثير من الشباب أو العائلات من جرأة وتمرد أعطت حصانة ولو بسيطة لأولئك المستهدفين على طول المدى، وحدت من وتيرة الاستهداف والملاحقة، وسطرت نصرا يصفع جبين المفرطين..
وهنا اقتضى التنويه أنه كلما زادت فعاليات الرفض والتصدي والتمرد قلت وتيرة الاستهداف والملاحقة، وبالتالي الإسهام في تصحيح المسار وعودة مؤشر البوصلة لمكانه الصحيح، وتغيير شيء ولو قليل في واقع الضفة في اﻷيام القادمة -ربما-!
أما أولئك الذين ينتظرون من المصالحة الوطنية أن ترد لهم حقوقهم أو تعطيهم حصانة من الاستهداف أو الاعتقال، فهو كالذي ينتظر شيئا غير آت، وشيئا لا يتحقق؛ فالمبادرة لرفض الخنوع هي العنوان والشعار، ولا يجوز انتظار مبادرة الغير.. ونتائج الميدان أكبر دليل على ذلك، وليست الحملات الشبابية والتضامنية منكم ببعيد!
ولعلي أحاول استغلال المقال ﻷفهم سبب تقصير وتجاهل حماس لهذا الملف وطيه ووضعه جانبا عند كل جلسات حوار، بل عدم الاستعداد لإدانة هذا العمل غير الوطني واﻷخلاقي، على الرغم من أن أكثر من يتعرض للاعتقال والملاحقة ويدفع الضريبة هم محبو الحركة ونشطاؤها ومناصروها وابناؤها ومؤيدوها!
نهاية، لن ينهي هذه المعضلة ولا كل ملحقاتها أو على اﻷقل تقنينها إلا حين ما يتحول كل الذي رأيناه من مبادرات ذاتية في الرفض التام لإملاءات الأجهزة غير القانونية إلى أخرى جماعية، تنهض بواقع الفلسطيني القديم وتذكره بالمواجهة القادمة مع احتلاله اﻷصلي!
أو حين ما تعي السلطة جيدا أنها لا تكسب شيئا من استمرارها في هذا النهج والفعل، بل تخسر ود شعبها، وتحرم الكثيرين من إتمام مستقبلهم العلمي أو العملي، وتخدم بذلك المحتل ومشروعه الصهيوني!
غزة في عين العاصفة
محمد المدهون / فلسطين الان
قاصرة تلك القراءة التي تختصر المشهد في قطاع غزة بمشهد تهدئة أو صواريخ أو أنفاق تُدمر أو حصار إلى غير ما هنالك من تفسيرات ومطالعات، فما يجري ضد القطاع الجائع والمحاصر والملاحق بالعدوان المتكرر، ليس في واقع الحال، سوى حلقة في سلسلة متعددة الحلقات، تبدأ من غزة ولا تنتهي في واشنطن مرورا بتل أبيب والقاهرة وطهران وأنقرة وعواصم الثورة والإنقلاب والتبعية.
وضع غزة تحت الحصار يأتي في سياق رغبة أطراف العدوان والحصار في تحقيق هزيمة لمشروع العزة، و"تمديد مسار التسوية " في اتفاق إطار جديد عنوانه ضياع القضية وعمل أبناء فلسطين حراس حدود الدولة اليهودية وعقد اتفاق الإطار الذي يمثل نقطة بدء الفصل الأخير في سيناريو تصفية القضية وسدنتها. ولجعل غزة الصامدة في وجه العدوان والحصار عبرة لمن اعتبر ومن لم يعتبر من الإسلاميين العرب الذين تحدوا هيبة أنظمتهم وحكامهم. وتصفية الحساب مع مشروع المقاومة والثورة في ميادين التحرير والتغيير. ومن هنا تأتي محاولات سحب الغطاء السياسي العربي عن غزة، ومحاولة تصوير غزة كإقليم متمرد إلا من أصوات ضعيفة متناثرة.
إن الانكشاف الواضح لبعض الأنظمة العربية في علاقتها بفلسطين القضية والإنسان لم يعد بحاجة لإثبات، وما لاشك فيه أن بعض العرب يساهمون في الإعداد لسيناريو محاولة إسقاط غزة الملهمة والنابضة بالمقاومة. وما لا ليس خافياَ تواطؤ وتآمر ترتكبه حفنة عربية وفلسطينية للأسف في ذات السياق، وهناك من الدلائل والمعلومات وخائنات الأعين وسقطات الألسن ما يؤكد الشراكة المباشرة في محاولة إسقاط نموذج غزة المتبقي ليمنحوا الغطاء لتمرير مخططاتهم ومؤامراتهم.
وقد أبرزت مفترقات غزة القاسية ومحطاتها الفاصلة حالة الفرقان فكان دوراً متميزاً لتركيا وقطر وطنياً وعروبياً مشهوداً. لقد أبرزت الشعوب العربية بشكل متزايد وعيًا وثورة وتضحية فائقة، ورفعت المقاومة الفلسطينية منسوب الجرأة لدى الجميع. ولقد برزت المقاومة الفلسطينية الرائعة وعلى رأسها كتائب القسام بوجه مشرف و أثبتت أن سقف الأمة هو سقف المقاومة والثورة وليس سقف المساومة الخرق، وأن هناك مفاهيم جديدة للصراع مع الصهاينة ستثبت فيها المقاومةوالثورة أنها الأجدر لقيادة الأمة، وفي المقابل تعرت عروش، وانكشفت سوءات، لأن انتصار المقاومة والثورة يهدد هذه العروش ويكشف وظيفتها الحقيقية القمئة.
غزة في عين العاصفة وهي عمود خيمة الأمة الرئيس في مشروع الحرية للأمة والتحرير لفلسطين ومن أسس استمرار هذا المشروع القيَّمي الحضاري استقرار هذا النموذج واستمراره ومن اللازم لتحقيق ذلك مصالحة حقيقية تتقدم بشكل مضطرد على أساس من المصالح الفلسطينية البينة.
لا بد من الاستمرار في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة الذين يتحملون مسئولية الجرائم ضد الإنسانية. وعلى صعيد آخر لا بد من الاستمرار في مخاطبة الأحرار في العالم للاستمرار في حملاتهم وشرايين الحياة, وما يصاحب ذلك من إعلام منظم يوضح حجم المأساة التي يسببها الاحتلال والحصار، وكذلك المذابح التي يرتكبها قادته.
وفشل أهداف العدوان والحصار ضرورة لا تتحقق إلا بالصمود والصبر والثبات، والوفاء للشهداء والجرحى والثكلى والأرامل والأيتام وأصحاب البيوت المدمرة وبإظهار المظلومية التي يتعرض لها شعبنا الأبي. ولغزة الحق أن تجني ثمار صبرها وثباتها وصمودها بأن تكون رأس الحربة في مشروع التحرير، ولا بد من الحذر من المحاولات المستمرة للالتفاف على هذا الصمود والانتصار.
بالتأكيد معركة غزة العزة هي معركة الأمة وهي معركة مصيرية بالنسبة للقضية الفلسطينية وحاسمة للأمة، ويجب التصرف بمسؤولية عالية، وشجاعة فائقة فالقضية أمانة في عنق الأمناء الأوفياء بعد تخلي البعض عنها، بعدما أصابهم من تهتك وتفريط وخيانة والمؤامرة كبيرة بعدما أصاب البعض من حمى العداء وفكر الاستئصال
ظمة اعترافها ؟!
يوسف رزقة/ الرأي
قانون( يهودية الدولة) قفز في هذه الأيام من حيز الفكرة، إلى حيز التشريع والتنفيذ. ثلثا أعضاء حكومة نيتنياهو أعطوا موافقتهم على مشروع القانون الذي تقدم به نيتنياهو نفسه. وفي الوقت نفسه أبدت أميركا موافقتها عليه، مع عدم الإضرار بالآخرين من السكان.
النظرة السياسية المتعجلة تقول إن نيتنياهو فعل ذلك في هذا التوقيت ليكسب ودّ المتدينين والمستوطنين ويؤمن ولاية جديدة له في رئاسة الوزراء، وهذا هدف فرعي أمام عقيدة نيتنياهو التي تؤمن بيهودية الدولة على قاعدة الاستعلاء اليهودي العنصري، وعلى قاعدة دولة يهودية خالية من العرب والمسلمين، ثم النصارى لاحقا. وقد جاء آو ان طرح المشروع في شكل فانون لتدشين بداية المرحلة الجديدة في ظرف دولي مشغول بتنظيم الدولة، وظرف عربي ينشد التحالف مع اسرائيل، وظرف أميركا يودّ أن يشترى موقف اسرائيل من إيران، بتأييد أميركا لقانون يهودية الدولة.
الأخطار التي تترتب على دخول القانون حيز التنفيذ عديدة، وهي أكبر من أن يحصيها مقال صغير، ولكني أحيل من يطلب إحصاء هذه الأخطار كلها أو بعضها على قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ، الذي رفضت فيه القانون ، وذكرت فيه عددا من هذه الأخطار الحقيقية، هذا من ناحية، وأحيله على مقال عريب الرينتاوي في عدد أمس من جريدة فلسطين، من ناحية ثانية.
الفرق بين موقف اللجنة التنفيذية، ومقال الرينتاوي، أن موقف اللجنة نظري، يقف عند الوصف والشجب، دون أي إجراء عملي، وموقف الرينتاوي عملي لا نظري، لأنه يطلب من السلطة والمنظمة موقفا محددا، على قاعدة أن وثيقة الاعتراف المتبادل بين المنظمة، واسرائيل، لم يكن على قاعدة يهودية الدولة، التي تنزع حق المواطنة في فلسطين المحتلة من سكانها الفلسطينيين، ويجعلهم كالأجانب المقيمين، ولا يتمتعون حتى بالمواطنة من الدرجة الثانية؟! وهنا طلب الرينتاوي من السلطة والمنظمة سحب اعترافها باسرائيل، وألا تقف عند حدود شجب القرار.
ما طلبه الرينتاوي هو مطلب لكل فلسطيني حرّ ، وهو أقل ما يمكن أن يكون عاجلا لمنع القرار، ووقف أخطاره على أهلنا في فلسطين المحتلة، وهي أخطار ستصيب أهلنا في القدس أيضا.
أنا أتحدث هنا عن موقف، وأترك الآليات للمنظمة والسلطة، لأننا لا نختلف على ما يجب من موقف يتضمن حقوق المقدسيين ، ومن ثبتوا في أرض الآباء والأجداد.
ومن المفيد أن نقول لأميركا، و للقادة العرب، بلساننا، وبلسان السلطة أيضا، لقد وقفتم ضد قيام دولة إسلامية، وما زلتم تحاربون وتحاصرون الأحزاب والتيارات التي تدعو في برامجها لإقامة ( الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية) حاربتموها في مصر، وفي تونس، وفي افغانستان ، وفي فلسطين، وزعتم أنها ستكون خطر لا يحتمل على الأقليات غير الإسلامية ؟! وها أنتم أمام دولة يهودية، تعلن أن ( اليهودية ) قبل( الديمقراطية)، وقبل ( المواطنة)، وها أنتم تؤيدونها، دون النظر في حقوق الأقليات.؟!
نحن نؤمن أن الدولة الإسلامية قادمة رغم رفضكم لها. ونقول لكم إن ما قامت به دولة الاحتلال شرعنة بقانون ليهودية الدولة ، سيعجل بإذن الله قيام ما تخافون منه ، أعني الدولة الإسلامية أقرب لتتحقق مما تتصورون. فلا يعقل أن يكون لليهود دولة، وألاّ يكون للمسلمين دولة. هذا منطق الحياة والأشياء.
عن عكاشة المصري... وعكاشة "الفتحاوي"
فراس أبو هلال / المركز الفلسطيني للاعلام
ليست هي المرة الأولى التي تشهد فيها العلاقات بين حماس وفتح مثل الحرب الإعلامية القائمة الشرسة القائمة الآن بين الطرفين، وليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها الخطاب الإعلامي بين الفصيلين الفلسطينيين الأكبر الكثير من الخطوط التي كان يقال أنها "حمراء". ولكنها المرة الأولى عبر تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية التي يقوم فيها فصيل وطني رئيسي بالاستقواء بدول خارجية في حملته الإعلامية ضد فصيل وطني آخر.
نتحدث هنا وبكل وضوح عن الاستقواء الفتحاوي المشين بمصر السيسي ضد حركة حماس، حيث تستغل فتح الجو الموبوء الذي صنعه الانقلاب الفاشي بمصر ضد حركة حماس وأهل غزة للنيل من الحركة، والتحريض عليها، للاستفادة من الحرب المسعورة التي يقودها السيسي و"كفلاؤه" ضد تيار الإسلام السياسي، ومن ضمنه حركة حماس.
في هذه الحملة المسعورة، يتحول قياديو حركة فتح بمن فيهم رئيسها محمود عباس، الذي صدف أنه رئيس لكافة أبناء الشعب الفلسطيني!، يتحولون إلى "عكاشات" فلسطينية على الإعلام المصري، ويتبرعون باستخدام أقذع الألفاظ لوصف حركة فلسطينية أخرى دون وجود طرف يمثلها ويدافع عنها، ولا يتورعون عن إلقاء كل الاتهامات جزافا بحق الحركة فقط لإرضاء المضيف، الذي يريد أن يصفي حساباته مع محمد مرسي وخيرت الشاطر ومحمد بديع من خلال النيل من حركة حماس التي تعتبرها مصر، مثل إسرائيل تماما، حركة إرهابية.
لا يترك الناطقون باسم فتح، وخصوصا ذلك الناطق الذي يتكلم من شعره!، أي فرصة للخروج في الإعلام المصري للنيل من حركة حماس، ولدفع عربون محبة للإعلام المصري في حربه ضد الحركة، بينما لا يجرؤ هؤلاء الناطقون على انتقاد السياسة المصرية ضد قطاع غزة، ولا يجرؤ هؤلاء على الإشارة ولو بكلمة إلى المعبر المغلق منذ أسابيع، أو إلى المئات من العالقين على مذبح العبور بين مصر والقطاع، أو إلى سياسة الخنق المبرمجة ضد القطاع وأهله منذ أشهر طويلة.
يجند المتحدثون الفتحاويون خطاباتهم ومشاركاتهم الإعلامية في بيادق الإعلام المصري، الذي يسوق لتدخل حماس في مصر، ولمشاركتها في أعمال إرهابية هناك، ويبرر هؤلاء المتحدثون، دون خجل، الاستعداء المصري غير المسبوق لكل ما هو فلسطيني، وليس حمساوي، بأن حماس فعلا متورطة في أعمال عسكرية في مصر.
ولم يتوان أحد المتحدثين الفتحاويين من توجيه الاتهام المباشر لكتائب القسام في الإعلام المصري؛ بالمسؤولية عن عملية قتل الجنود المصريين في كرم القواديس، باعتبارها مسؤولة عن الأمن في غزة، وهو بذلك يستبق حتى تحقيقات الأمن المصري، ويؤكد رواية الإعلام الحربي الفاشي في مصر والتي تقول بأن منفذي العملية الإرهابية في كرم القواديس جاءوا من غزة. حدث ذلك رغم أن الجهة التي نفذت العملية "أنصار بيت المقدس أو ولاية سيناء حاليا) لم تتردد في إعلان مسوؤليتها ونشر فيديو بتفاصيل العملية!!
على أن هذه "العكاشيات" الفتحاوية على الإعلام المصري لا ترقى إلى الفضيحة التي ارتكبها تلفزيون فلسطين، الذي يفترض أنه يمول من أموال المساعدات القادمة للشعب الفلسطيني، والذي يفترض أيضا انه يمثل كافة أطياف الشعب الفلسطيني، حيث قام تلفزيون رام الله باستضافة صديق الرئيس محمود عباس العزيز توفيق عكاشة، ليقوم الأخير باستخدام تلفزيون فلسطين منبرا للإساءة والشتم لحركة حماس، ووصفها بأنها "إخوان الشياطين"، والاستهزاء من قياداتها وأسمائهم، ودعوة أهل القطاع للثورة عليها.
لم نكن نتوقع في أحلامنا الوردية أن تنتهي الحرب الإعلامية المستعرة من سنوات بين فتح وحماس، وصار لدينا الاستعداد النفسي والعقلي لتحمل استمرار هذه الحرب التي تضر بالشعب الفلسطيني ككل، لكننا لم نكن نر في أشد كوابيسنا سوءا أن تتحول حركة فتح، وهي التي تزعم أنها قائدة الشعب الفلسطيني وحركتها الوطنية، أن تتحول إلى ذراع ضاربة لدولة عربية بغض النظر عن اسمها ومن يحكمها، وأن توجه ضرباتها لحركة فلسطينية أخرى، سواء كانت حماس أم غيرها لحساب هذه الدولة.
إنه زمن العكاشات بامتياز، سواء من نطق منهم بالمصرية، أو بالفلسطينية التائهة الفصيحة!
سطوة وعربدة، جرأة وتمرد!
سيف طه / المركز الفلسطيني للاعلام
لعلها المرة العاشرة التي أمسك فيها قلمي ﻷكتب عن الاعتقال السياسي، لكنها بطبيعة الحال المرة اﻷولى التي أكتب فيها نصا مسترسلا عن هذه القضية، ولعل أيضا ما دفعني إلى نشر هذا المقال في هذا التوقيت بالذات هو رؤيتي للإيغال الكبير الذي لمسته مؤخرا من استباحة الحريات في الضفة الغربية، وانتهاك الحقوق، وليس آخرها العربدة اﻷمنية التي وصلت أعلى مستوياتها في الاعتقال والملاحقة في الفترات الأخيرة المنصرمة..
لن أتحدث هنا عن تعريف الاعتقال السياسي وماهيته، ولن استفيض بالبحث عن ظروفه وأشكاله، لكني خصصت هذا المقال للأشكال التي تمنع حدوثه وتحد من وتيرته، ﻷني أؤمن أن التصدي للاعتقال السياسي ووضع حد له مهم، وهذا الشيء لا يجب أن يكون محط اهتمام أولئك الذين يعانون منه فقط، بل وجب أن يكون من أولويات كل فلسطيني ما زال في روحه شيء من وطنية وفي نبضه قليل من كرامة وحرية، فلا يُفترض أن يبقى من يتصدى له من يعانون منه أو دائمي الاستهداف والملاحقة، فلا بيت يخلو من آثاره أو تتجلى في أحد أركانه تداعياته سواء بشكل مباشر أو غير مباشر!
الكثير منا يعتقد أن سبب الاعتقال السياسي في الضفة هو "الانقسام الفلسطيني" ونسوا أو تناسوا أن هذه الظاهرة ليست وليدة الانقسام، وليست أحد تبعاته، بل سبقته بأكثر من عقد من الزمن، فالاعتقال السياسي هو مجرد التزام وتعهد من السلطة للمحتل بإجهاض فتيل المقاومة، وملاحقة كل من يحمل اللواء، أو يحاول التمرد على المحتل أو القوانين الجديدة..
كنا قد لمسنا مؤخرا أن الجرأة في مواجهة أعداء المقاومة وملاحقة أنصارها، بدأت تنطلق نحو موقعها الصحيح، فما عادت السطوة والعربدة اﻷمنية تمثل شيئا أمام إرادة الشباب، وما عاد الاعتقال يؤثر فيمن تنهش لحومهم وتهدر سني حياتهم في سجون المحتل، وما عادت سياسة تكميم اﻷفواه قادرة على إلزام الشباب بسلوك وتصرفات تتوافق مع مقاس السلطة وتتناسب مع قوانينها الجديدة، ولعل ما صاغه كثير من الشباب أو العائلات من جرأة وتمرد أعطت حصانة ولو بسيطة لأولئك المستهدفين على طول المدى، وحدت من وتيرة الاستهداف والملاحقة، وسطرت نصرا يصفع جبين المفرطين..
وهنا اقتضى التنويه أنه كلما زادت فعاليات الرفض والتصدي والتمرد قلت وتيرة الاستهداف والملاحقة، وبالتالي الإسهام في تصحيح المسار وعودة مؤشر البوصلة لمكانه الصحيح، وتغيير شيء ولو قليل في واقع الضفة في اﻷيام القادمة -ربما-!
أما أولئك الذين ينتظرون من المصالحة الوطنية أن ترد لهم حقوقهم أو تعطيهم حصانة من الاستهداف أو الاعتقال، فهو كالذي ينتظر شيئا غير آت، وشيئا لا يتحقق؛ فالمبادرة لرفض الخنوع هي العنوان والشعار، ولا يجوز انتظار مبادرة الغير.. ونتائج الميدان أكبر دليل على ذلك، وليست الحملات الشبابية والتضامنية منكم ببعيد!
ولعلي أحاول استغلال المقال ﻷفهم سبب تقصير وتجاهل حماس لهذا الملف وطيه ووضعه جانبا عند كل جلسات حوار، بل عدم الاستعداد لإدانة هذا العمل غير الوطني واﻷخلاقي، على الرغم من أن أكثر من يتعرض للاعتقال والملاحقة ويدفع الضريبة هم محبو الحركة ونشطاؤها ومناصروها وابناؤها ومؤيدوها!
نهاية، لن ينهي هذه المعضلة ولا كل ملحقاتها أو على اﻷقل تقنينها إلا حين ما يتحول كل الذي رأيناه من مبادرات ذاتية في الرفض التام لإملاءات الأجهزة غير القانونية إلى أخرى جماعية، تنهض بواقع الفلسطيني القديم وتذكره بالمواجهة القادمة مع احتلاله اﻷصلي!
أو حين ما تعي السلطة جيدا أنها لا تكسب شيئا من استمرارها في هذا النهج والفعل، بل تخسر ود شعبها، وتحرم الكثيرين من إتمام مستقبلهم العلمي أو العملي، وتخدم بذلك المحتل ومشروعه الصهيوني!
غزة في عين العاصفة
محمد المدهون / فلسطين الان
قاصرة تلك القراءة التي تختصر المشهد في قطاع غزة بمشهد تهدئة أو صواريخ أو أنفاق تُدمر أو حصار إلى غير ما هنالك من تفسيرات ومطالعات، فما يجري ضد القطاع الجائع والمحاصر والملاحق بالعدوان المتكرر، ليس في واقع الحال، سوى حلقة في سلسلة متعددة الحلقات، تبدأ من غزة ولا تنتهي في واشنطن مرورا بتل أبيب والقاهرة وطهران وأنقرة وعواصم الثورة والإنقلاب والتبعية.
وضع غزة تحت الحصار يأتي في سياق رغبة أطراف العدوان والحصار في تحقيق هزيمة لمشروع العزة، و"تمديد مسار التسوية " في اتفاق إطار جديد عنوانه ضياع القضية وعمل أبناء فلسطين حراس حدود الدولة اليهودية وعقد اتفاق الإطار الذي يمثل نقطة بدء الفصل الأخير في سيناريو تصفية القضية وسدنتها. ولجعل غزة الصامدة في وجه العدوان والحصار عبرة لمن اعتبر ومن لم يعتبر من الإسلاميين العرب الذين تحدوا هيبة أنظمتهم وحكامهم. وتصفية الحساب مع مشروع المقاومة والثورة في ميادين التحرير والتغيير. ومن هنا تأتي محاولات سحب الغطاء السياسي العربي عن غزة، ومحاولة تصوير غزة كإقليم متمرد إلا من أصوات ضعيفة متناثرة.
إن الانكشاف الواضح لبعض الأنظمة العربية في علاقتها بفلسطين القضية والإنسان لم يعد بحاجة لإثبات، وما لاشك فيه أن بعض العرب يساهمون في الإعداد لسيناريو محاولة إسقاط غزة الملهمة والنابضة بالمقاومة. وما لا ليس خافياَ تواطؤ وتآمر ترتكبه حفنة عربية وفلسطينية للأسف في ذات السياق، وهناك من الدلائل والمعلومات وخائنات الأعين وسقطات الألسن ما يؤكد الشراكة المباشرة في محاولة إسقاط نموذج غزة المتبقي ليمنحوا الغطاء لتمرير مخططاتهم ومؤامراتهم.
وقد أبرزت مفترقات غزة القاسية ومحطاتها الفاصلة حالة الفرقان فكان دوراً متميزاً لتركيا وقطر وطنياً وعروبياً مشهوداً. لقد أبرزت الشعوب العربية بشكل متزايد وعيًا وثورة وتضحية فائقة، ورفعت المقاومة الفلسطينية منسوب الجرأة لدى الجميع. ولقد برزت المقاومة الفلسطينية الرائعة وعلى رأسها كتائب القسام بوجه مشرف و أثبتت أن سقف الأمة هو سقف المقاومة والثورة وليس سقف المساومة الخرق، وأن هناك مفاهيم جديدة للصراع مع الصهاينة ستثبت فيها المقاومةوالثورة أنها الأجدر لقيادة الأمة، وفي المقابل تعرت عروش، وانكشفت سوءات، لأن انتصار المقاومة والثورة يهدد هذه العروش ويكشف وظيفتها الحقيقية القمئة.
غزة في عين العاصفة وهي عمود خيمة الأمة الرئيس في مشروع الحرية للأمة والتحرير لفلسطين ومن أسس استمرار هذا المشروع القيَّمي الحضاري استقرار هذا النموذج واستمراره ومن اللازم لتحقيق ذلك مصالحة حقيقية تتقدم بشكل مضطرد على أساس من المصالح الفلسطينية البينة.
لا بد من الاستمرار في ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة الذين يتحملون مسئولية الجرائم ضد الإنسانية. وعلى صعيد آخر لا بد من الاستمرار في مخاطبة الأحرار في العالم للاستمرار في حملاتهم وشرايين الحياة, وما يصاحب ذلك من إعلام منظم يوضح حجم المأساة التي يسببها الاحتلال والحصار، وكذلك المذابح التي يرتكبها قادته.
وفشل أهداف العدوان والحصار ضرورة لا تتحقق إلا بالصمود والصبر والثبات، والوفاء للشهداء والجرحى والثكلى والأرامل والأيتام وأصحاب البيوت المدمرة وبإظهار المظلومية التي يتعرض لها شعبنا الأبي. ولغزة الحق أن تجني ثمار صبرها وثباتها وصمودها بأن تكون رأس الحربة في مشروع التحرير، ولا بد من الحذر من المحاولات المستمرة للالتفاف على هذا الصمود والانتصار.
بالتأكيد معركة غزة العزة هي معركة الأمة وهي معركة مصيرية بالنسبة للقضية الفلسطينية وحاسمة للأمة، ويجب التصرف بمسؤولية عالية، وشجاعة فائقة فالقضية أمانة في عنق الأمناء الأوفياء بعد تخلي البعض عنها، بعدما أصابهم من تهتك وتفريط وخيانة والمؤامرة كبيرة بعدما أصاب البعض من حمى العداء وفكر الاستئصال