تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 02/11/2014



Haneen
2014-12-14, 11:38 AM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gifفي هذا الملـــــف:



v مبادرة ام مناورة اميركية ؟!
بقلم: حديث القدس – القدس
v الأحد وكل يوم أحد .. المبادرة الأمريكية... مقايضة الشرعي باللاشرعي!
بقلم: زياد ابو زياد – القدس
v مقالات في كلمات
بقلم: ابراهيم دعيبس – القدس
v القدس في ميزان العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية!!
بقلم: هاني حبيب – الايام
v "الإخوان المسلمين" بين تجربة "النهضة" وتجربتي القاهرة و"حماس" !
بقلم: أكرم عطا الله – الايام
v كلمة الحياة الجديدة - السويد .. شكرا جزيلا
بقلم: رئيس التحرير – الحياة
v مدارات - أسئلة صعبة .. مسكوت عنها
بقلم: عدلي صادق – الحياة
v انتباهة - تصل حرب الاستقلال الى القدس
بقلم: حسن الكاشف – الحياة
v حواديت - بطاقة سيئة السمعة والصيت
بقلم: د. أسامه الفرا – الحياة




























مبادرة ام مناورة اميركية ؟!
بقلم: حديث القدس – القدس
يبدو واضحا ان العلاقات الاميركية - الاسرائيلية تواجه ازمة لا سابق لها او من نوعها، كما يقول احد الدبلوماسيين الاسرائيليين، وقد بلغت ذروتها في امرين هامين، الاول هو مقاطعة رسمية كبيرة لوزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون اثناء زيارته الاخيرة الى واشنطن مما آثار موجة انتقادات حادة. والامر الثاني هو وصف دبلوماسي اميركي مجهول الهوية لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بكلمات جارحة وخارجة عن اللياقة الدبلوماسية حين قال انه جبان ولا يعمل لتحقيق السلام اضافة الى القول انه نوع من القمامة، وقد اضطر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى الاعراب عن اسفه الشديد وادانته الحادة لهذه الاقوال.
هذه الازمة لا تهدد العلاقات الاستراتيجية بين اميركا واسرائيل بالطبع، ولكنها تعبر عن ضيق اميركي شديد من الممارسات الاسرائيلية تجاه عملية السلام وحل الدولتين، ويشارك الاتحاد الاوربي بكل دوله، واشنطن استياءها من هذه الممارسات. وبالامس تحدثت الانباء عن اتصال هاتفي اعرب فيه كيري لنتانياهو عن ضرورة الحفاظ على الوضع القائم في المسجد الاقصى على حاله دون تغيير في اشارة الى معارضة واشنطن لكل المخططات الاسرائيلية لتقسيم الزمان والمكان فيه او تغيير طبيعة العبادة عليه.
وفي هذا السياق تحدثت المصادر الاميركية عن بالغ القلق لتدهور الاوضاع في الضفة بصورة عامة والقدس بصورة خاصة، وقيل انها تبلور خطة من ثلاث نقاط هي: وقف النشاط الاستيطاني خارج الخط الاخضر بما في ذلك التراجع العلني والصريح عن المشاريع الاستيطانية الواسعة التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية خلال الاسابيع القليلة الماضية، والامر الثاني تجميد المساعي الفلسطينية الانفرادية في المحافل الدولية، وثالثا العودة الى المفاوضات على هذه الاسس.
ومن المقرر ان يتوجه كبير المفاوضين د. صائب عريقات الى واشنطن غدا لبحث الاوضاع مع كيري وغيره من المسؤولين واستطلاع مدى جدية والتزام واشنطن تجاه كل ذلك.
لقد اعلنت القيادة الفلسطينية مرارا وتكرارا انها ستعود الى المفاوضات في حال توقف الاستيطان كليا، لكن الاستيطان لا يتوقف بل يتزايد ويتسع ويتخذ طابع التحدي للمجتمع الدولي باسره الذي يعارض وينتقد ويحذر من تداعيات استمراره.
وقد توقفت المفاوضات بسبب ذلك.
لقد سبق واعطينا الادارة الاميركية فرصة مدتها تسعة اشهر واستؤنفت المفاوضات والوساطات والزيارات الرسمية الاميركية وانتهت المدة بدون التوصل الى اية نتائج سوى استمرار الاستيطان وسياسة التهويد والتهجير الاسرائيلية، واي قبول بالخطة او المبادرة الاميركية الجديدة المقترحة يجب ان يرافقه اولا وقبل كل شيء وقف للاستيطان وتراجع عن المشاريع التي تم اقرارها مؤخرا، وبدون ذلك تصبح المبادرة الاميركية الجديدة مجرد مناورة لوقف التوجه الفلسطيني الى المؤسسات الدولية لمحاسبة ومعاقبة اسرائيل وعدد من قادتها بسبب ما ارتكبوه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني وارضه وحقوقه، وتكون بالتأكيد مناورة مرفوضة.

الأحد وكل يوم أحد .. المبادرة الأمريكية... مقايضة الشرعي باللاشرعي!
بقلم: زياد ابو زياد – القدس
من المتوقع أن يتم غدا في واشنطن لقاء بين وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووفد فلسطيني برئاسة الدكتور صائب عريقات وسط أنباء عن مبادرة يتم إعدادها في واشنطن هذه الأيام تمهيدا لإطلاقها في أواخر الشهر الحالي بعد انتهاء انتخابات النصف التي ستجري للكونغرس ومجلس النواب الأمريكي. وتقوم " المبادرة " التي يجري الترويج لها على ثلاثة أسس : تجميد الأنشطة الاستيطانية ، ووقف التوجه الفلسطيني لطلب عضوية الأمم المتحدة في سياق ما يسمى بالإمتناع عن الخطوات أحادية الجانب ، والعودة من جديد إلى مائدة المفاوضات بدءا بموضوعي الحدود واللاجئين.
أي أن جوهر هذه المبادرة هو مقايضة وقف الاستيطان بوقف التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة. علما بأن الاستيطان هو عمل غير شرعي لأنه يشكل خرقا للشرعية الدولية التي عبرت عنها معاهدة جنيف الرابعة والعديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية ، واللجوء للأمم المتحدة هو احترام للشرعية الدولية ومحاولة لتكريسها، فهل يُعقل أن نُطالب بمقايضة ما هو شرعي بما هو غير شرعي؟!
وتأتي هذه المبادرة الأمريكية في أجواء تململ واستنكار دولي لاستمرار الأنشطة الاستيطانية الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وبدء عدد من برلمانات العالم بمناقشة والتصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، حيث تم ذلك وأقر في البرلمان البريطاني بأغلبية ساحقة ، وسيتم قريبا في عدد من البرلمانات الأوروبية وفي مقدمتها اسبانيا ، وكذلك اعتراف حكومة السويد بالدولة الفلسطينية والذي يتوقع أن يتوالى بعده اعتراف حكومات أوروبية أخرى بدولة فلسطين .
هذه المبادرة الأمريكية هي استمرار للنهج الأمريكي الذي كان يقفز دائما لإنقاذ حكومة إسرائيل كلما وجدت نفسها في مأزق عسكري كان كما حصل في حرب 1973 أو سياسي كما هو الحال دائما. فالمبادرة الأمريكية الجديدة لا تستهدف إيجاد حل عادل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني وتنفيذ إرادة الشرعية الدولية التي تطالب بإنهاء الاحتلال والاستيطان وإنما إنقاذ إسرائيل من عزلتها الدولية المتزايدة وإجهاض التحرك الدولي المؤيد لحقوق الشعب الفلسطيني والذي يريد أن يعبر عن تأييده هذا بالاعتراف بدولة فلسطين.
لقد أصبح أبسط مواطن فلسطيني خبيرا بالسياسة الأمريكية وغير مقتنع بأن هذه السياسة ستتعامل بنزاهة وجدية مع القضية الفلسطينية وأنها ستعمل حقا على حل هذه القضية ، وذلك نتيجة للادراك بوقوع الادارة الأمريكية تحت تأثير اللوبي اليهودي في أمريكا وعجزها عن اتباع سياسة مستقلة إزاء هذا الصراع ، حتى لو أراد القادة الأمريكيون ذلك. وهذا ما يفسر ظاهرة أن أغلبية المسؤولين الأمريكيين وعلى أعلى مستوى ، يبدأون حالما يغادرون مناصبهم الرسمية بالإدلاء بالتصريحات والمواقف المتفهمة أو المؤيدة للشعب الفلسطيني خلافا لما كان يصدر عنهم أثناء أدائهم لوظائفهم الرسمية .
يقول المثل العامي .." اللي بجرب المجرّب عقله مخرّب "...ونحن جربنا الأمريكيين وجهودهم ووساطتهم وثبت لنا أن أمريكا وبرفضها وعلى مدى عشرات السنين إتاحة المجال أمام أوروبا وروسيا ومجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة اتخاذ القرارات اللازمة للجم الهجمة الاسرائيلية الشرسة ضد شعبنا وأرضنا ، قد ساعدت على تكريس الاحتلال والاستيطان وإفشال التوصل إلى حل سياسي للصراع ، فهل يعقل أن نعود مرة أخرى إلى هذه اللعبة التي سئمناها منذ سنين؟
الشعب الفلسطيني وقيادته يريدون أن يروا نهاية للاحتلال ويتمنون أن يتم ذلك دون سفك نقطة دم واحدة ، وليسو هم الذين يعرقلون التوصل إلى تسوية سياسية للصراع ، ولكن الذي يعرقل ذلك هو إسرائيل التي تستقوي علينا ، وتتلذذ في قمعنا وكسر إرادتنا وتسلب أرضنا وخيراتنا ، وحين يضيق العالم بالسياسة الاسرائيلية المتطرفة والاستيطانية تنبري أمريكا للتصدي للعالم وحماية إسرائيل .
التحرك الدبلوماسي الفلسطيني وسعي القيادة الفلسطينية لنيل اعتراف الأمم المتحدة ودول العالم بالشعب الفلسطيني هو البديل لتبني هذه القيادة لخيار العنف والمقاومة المسلحة ، أو حتى تبني خيار المقاومة الشعبية التي تقف على خط التماس بين المقاومة السلبية والعنف. فهل يعقل أن يكون جزاء هذه القيادة تجريدها حتى من خيار اللجوء للشرعية الدولية لتثبت لشعبها أن من الممكن تحقيق أهدافه وتطلعاته الوطنية بالطرق الأكثر سلمية ؟!
لقد خاضت أمريكا مفاوضات مع «الفيتكونغ» في فيتنام وسط استمرار المقاومة المسلحة من قبل الثوار الفيتناميين الذين مرغوا أنف أمريكا بوحل الأدغال الفيتنامية ، والقيادة الفلسطينية لا تُطالب بأن تتفاوض مع إسرائيل وسط استمرار المقاومة المسلحة ، ولا في ظل اندلاع مقاومة شعبية عارمة وبكل الوسائل المتاحة لها ، وإنما تطالب بتجميد الاستيطان لأنه ينسف أية فرصة للتسوية السياسية ويجهض المفاوضات قبل أن تبدأ ، وهي في نفس الوقت لا ترفض استئناف المفاوضات وسط استمرار الحملة الدبلوماسية الفلسطينية المعززة بتأييد الشعوب والحكومات الحرة ليكون ذلك وسيلة ضغط على إسرائيل للحد من غطرستها واستبدادها علينا.
ويقينا أن كل فلسطيني حر ، يرفض بالمطلق أن يسفر اللقاء الفلسطيني الأمريكي الذي سيتم غدا الاثنين عن قبول فلسطيني بالتوقف عن التوجه للأمم المتحدة وقبول العودة إلى طاولة المفاوضات العبثية التي ستثبت عبثيتها سريعا وحالما ندخل من جديد عام الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وعلى القيادة الفلسطينية أن توعز للوفد المفاوض بواشنطن أن يرفض أية ضغوط أو وعود تمارس عليه والإصرار على حقنا في المضي قدما نحو الاحتماء بالشرعية الدولية لا أن نخذلها كما فعلنا عند صدور تقرير غولدستون.
مقالات في كلمات
بقلم: ابراهيم دعيبس – القدس
احتمالات الانتفاضة
الممارسات الاسرائيلية لا تتوقف بالقدس وكان اخرها وليس اخيرها، اغلاق المسجد الاقصى كليا والتضييق على المسموح لهم بدخوله بعد اعادة فتحه، والاقتحامات المتكررة له ومن ابرزها اقتحام رئيس البلدية نير باركات الذي اراد، كما يبدو، ان يرد على زيارة رئيس الوزراء رامي الحمد الله للحرم القدسي والصلاة فيه، هذا بالاضافة لما هو معروف من تهويد واستيطان وحفريات وتهجير للمواطنين وخلق الصعوبات امام حياة المقدسيين.
هذا كله ادى الى تصاعد الغضب والتوتر والمواجهات بالقدس وكانت محاولة اغتيال المغرق بالتطرف يهودا غليك، قمة في التعبير عن هذا الغضب الفلسطيني، وصار الشاب الشهيد معتز حجازي رمزا من رموز الدفاع عن الاقصى والقدس والوطن، واخذت تتزايد الاحاديث عن احتمال اشتعال انتفاضة ثالثة تبدأ من القدس العاصمة الموعودة والمصلوبة. وصار معلقون كثيرون اسرائيليون وفلسطينيون وغيرهم، يقولون ان الانفجار قادم اذا ما استمرت اسرائيل في هذه الممارسات.
ان اية انتفاضة بحاجة الى قرار من القوى المتنفذة. في الانتفاضة الاولى كانت كل القوى الفلسطينية متفقة على القيام بها وتجري الاتصالات في ما بينها وتنسق من اجل البدء بها بعد ان توفرت الظروف. وفي الانتفاضة الثانية كان قرار الراحل ابو عمار الذي احس بخيبة الامل من التفاوض والوسطاء واستغل زيارة شارون للاقصى فاعطى اشارة البدء.
لا اعتقد اليوم ان القوى المتنفذة بالضفة معنية بانتفاضة جديدة، ومن يتحدث عنها ويدعو اليها بوضوح وباستمرار هم القوى غير صاحبة السلطة اي القوى الاسلامية كحماس والجهاد الاسلامي. كما اني لا اعتقد ان الناس عموما مهيأون لانتفاضة جديدة، رغم توفر الدوافع.
لقد كانت الانتفاضة الثانية تجربة مرة في كثير من جوانبها، حيث سادت الفوضى والاتاوات والزعرنات وغاب الامن الاجتماعي كليا، والناس حين يفكرون بذلك يتملكهم القلق من احتمالات كهذه. وقد كان ملاحظا ان التظاهرات المؤيدة للقدس والمدافعة عن الاقصى كانت محدودة بالضفة وباشتراك اعداد قليلة جدا من الناس، كما اشارت تقارير مباشرة للتلفزيون الفلسطيني كما ان رام الله شهدت مساء الخميس الماضي وعشية يوم الغضب المقترح، اكثر من عشرين حفلة شبابية بين ديسكو وغناء وطرب وسهر ومنوعات بحضور مئات الشباب في كل حفلة.
والأسوأ ان الفلسطينيين يشعرون ان العرب والمسلمين غير معنيين بما يجري ولا تحركهم المخاطر ضد الاقصى والقدس، حتى اننا لم نسمع صوتا واحدا في هذه الايام من كل هؤلاء، يتحرك بجد وفعالية ضد الممارسات الاسرائيلية، بل اننا نسمع من بعض الجهات من يحرض ضدنا وعلينا.
تطمينات غير مطمئنة
في لقاء بالقدس ضم مجموعة من الاشخاص والرسميين الفلسطينيين لبحث ما يتم تسريبه عن بيع للعقارات المقدسية، حاول المسؤول الفلسطيني الكبير، تقديم تطمينات بان الامر ليس بهذه الخطورة وان تضخيم الامور لا يخدم المصلحة العامة.
وتبين من خلال النقاش ان الذين سربوا عقارات في السابق معروفون لكن احدا لم يتخذ اية اجراءات حقيقية ضدهم مما يشجع اخرين على العمل نفسه.
انتهى الاجتماع بانها تطمينات غير مطمئنة وان تسريب العقارات قضية خطيرة بحاجة الى معالجة جادة حقيقية.
نحن .. ومصر
سمعنا أحاديث كثيرة عن اتفاق فلسطيي-فلسطيني لتسليم المعابر كلها في غزة الى القوات الرسمية الوطنية وتحت سلطة حكومة التوافق. وكان هذا مقرراً تنفيذه قبل اسابيع ولكنه لم يحدث ، ويبدو انه لن يحدث لاننا نتحدث كثيراً ونفعل قليلاً.
في هذه الاثناء وقعت مجزرة العريش المصرية والتي راح ضحيتها اكثر من 30 عسكرياً، واهتزت مصر البلد والقيادة نتيجة ذلك واتخذوا قراراً حاداً بهدم مئات المنازل وتشريد آلاف العائلات على الحدود بين مصر وغزة وتقديم التعويضات لهم لمنع تسلل الارهابيين وتهريب السلاح.
الاسوأ ان حملة واسعة بدأت داخل مصر وبعض الاعلام المصري ضد غزة والفلسطينيين وتحميلهم ما يحدث في مصر من ارهاب ومشاكل امنية. وهذه قضية خطيرة وتشوه صورة الفلسطيني عربياً فوق ما هي مشوهة بسبب الانقسام المتواصل والخلافات الفئوية.
لو تم تنفيذ الاتفاق وسيطرة القوات الرسمية الفلسطينية على الحدود والمعابر وربما تشكيل قوات مشتركة فلسطينية-مصرية لمراقبة الوضع، لما حدث كل هذا ومن يؤخر التنفيذ، وهو معروف، يتحمل المسؤولية كاملة!!
لماذا كان وعد بلفور
مشكلتنا الكبرى اننا نبسط الامور ولا نحاول فهمها او الاستفادة من تجاربها. منذ اكثر من 90 سنة ونحن نتحدث عن وعد بلفور المشؤوم، ولكننا لم نتعلم لماذا كان هذا الوعد وما هي دوافعه ومبرراته وكيف تم تنفيذه. لم يكن لان بريطانيا كانت مغرمة بسواد عيون روتشيلد ولا هي كارهة لنا..القضية كلها مصالح وعلاقات. هم استغلوا ما يملكون من نفوذ وقوى ضغط اقتصادية وعلمية. ونحن واصلنا شتم بلفور وبريطانيا والحديث عن المؤامرة ولم يتغير الكثير منذ ذلك الوعد. نحن نملك النفط والمال والمصالح والقواعد ولكننا لا نملك الارادة ولا القرار ولا القدرة على الاستفادة مما نملك، وتظل بلادنا ساحة للمحتل والمستفيد وصاحب المصالح.
هل يتعلم «الاسلاميون»
الدرس التونسي؟
في تونس قدمت جبهة النهضة الاسلامية درساً وعبرة لمن يريد ان يتعلم. لقد ادركت ان الانفراد بالسلطة غير ممكن ولها في مصر نموذج قريب وواضح. وقررت اختيار الديمقراطية الانتخابية وسيلة...ونفذت الامر قولاً وفعلاً، وبعد خسارتها مركزها الاول في الانتخابات، هنأت حزب نداء تونس العلماني الفائز الاول والتزمت بالنتائج وقبلت بها، وتعرضت من بعض «شيوخ الجاهلية» الى هجمات عنيفة.
لا يملك اي انسان عاقل الا ان يحترم النهضة على قرارها وموقفها هذا، ونأمل ان يستمر الاحترام الديمقراطي للعملية السياسية في تونس، وان يكون عبرة لمن يريد ان يتعلم ويتطور في القرن الواحد والعشرين لا ان يظل في غياهب القرون الماضية والعقلية التافهة.
ان اية انتفاضة بحاجة الى قرار من القوى المتنفذة. في الانتفاضة الاولى كانت كل القوى الفلسطينية متفقة على القيام بها وتجري الاتصالات في ما بينها وتنسق من اجل البدء بها بعد ان توفرت الظروف. وفي الانتفاضة الثانية كان قرار الراحل ابو عمار الذي احس بخيبة الامل من التفاوض والوسطاء واستغل زيارة شارون للاقصى فاعطى اشارة البدء.


القدس في ميزان العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية!!
بقلم: هاني حبيب – الايام
لأول مرة منذ التوقيع على معاهدة السلام الأردنية ـ الإسرائيلية "اتفاق وادي عربة" تلوح الأردن باحتمال إعادة النظر بالمعاهدة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 1974، جاء ذلك على لسان الناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني والسفير الأردني لدى إسرائيل وليد عبيدات، في وقت يشير فيه صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى أن سلوك حكومة نتنياهو ما هو إلاّ تعبير عن تدمير منهجي لحل الدولتين وفرض نظام الأبارتهايد، بينما يعقد مجلس جامعة الدول العربية، اجتماعاً في العاصمة المصرية لبحث تطورات الوضع في العاصمة الفلسطينية، إلى جانب قضايا عربية أخرى، بناء على دعوة من رئيس القمة العربية دولة الكويت.
تصريحات واجتماعات تأتي في غالبيتها على ضوء تدهور الوضع الأمني المتفجر في العاصمة الفلسطينية، إثر الخطوات الاعتدائية التي اتخذتها حكومة نتنياهو في اطار سياسة التهويد الشامل للعاصمة، من مواجهات للمظاهرات الاحتجاجية، إلى إغلاق المسجد الأقصى، إلى النوايا المبيتة باتخاذ قرار من الكنيست لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً.
استخدمت إسرائيل، خاصة حكومة نتنياهو اليمينية، خطط الاستيطان وتصاعدها، بالإضافة إلى ذلك جوهر السياسة الإسرائيلية، لجس نبض ردود الفعل الفلسطينية والعربية والدولية، خاصة الأميركية والأوروبية، ظلت هذه الردود في اطار التنديد، والوعيد باتخاذ خطوات عقابية، أحياناً، مع ترجمات محدودة كما فعلت بعض دول الاتحاد الأوروبي، مع حصار سياسي للدولة العبرية تنجح حكومة نتنياهو في احتوائه والتحايل عليه، على الرغم من توسيع دائرة الاعتراف بدولة فلسطين أو "إعلانات النوايا" لمثل هذا الاعتراف، كل ذلك ظل في اطار يمكن لحكومة نتنياهو التعامل معه مع استمرار العملية الاستيطانية.
وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية توترات شديدة وصلت إلى حد اتهامات بالجبن والخسة والبحث عن مصالح شخصية تم توجيهها من قبل مسؤولين أميركيين لنتنياهو، وتصاعدت حدة الخلافات التي تذكرنا بسابقاتها مع إدارة بوش الأب، حين وصلت العلاقات بين الجانبين إلى الحضيض على خلفية برنامج "ضمانات القروض".
الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة وبلا توقف، والتي اتخذت طابعاً رسمياً في معظم الأحيان، انفجرت مؤخراً بشكل صارخ على خلفية تعتبرها واشنطن جوهرية، وهو أن السلوك الاستيطاني بشكل عام، والخطط المعلنة للاستيطان في العاصمة الفلسطينية، لن يؤدي إلاّ إلى تدمير جوهر الحراك الأميركي نحو إيجاد تسوية على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، أي تدمير "حل الدولتين"، عندما وصل الأمر الى ما جرى ويجري في القدس المحتلة، باتت واشنطن تخشى من تدمير رؤيتها ووسيلتها في إيجاد المناخ الملائم لاستمرار الحديث عن عملية تفاوضية تؤدي إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية كنتيجة نهائية لهذا الحل.
المسألة هنا لا تتعلق بأراض يتم الاستيلاء عليها لبناء مستوطنات يهودية، بل ان الأمر يتعلق بالجغرافيا السياسية لهذه الأراضي التي تناولتها الخطط الإسرائيلية الأخيرة، ولمزيد من الاستفزاز الإسرائيلي لإدارة أوباما، فإن القرارات الإسرائيلية الأخيرة حول هذه المسألة، جاءت بعد القمة الأميركية الإسرائيلية في الأول من تشرين الأول في البيت الأبيض، وبعد عودة رئيس الحكومة الإسرائيلية مباشرة من واشنطن، ثم الإعلان عن هذه الخطط، وكأنه بذلك أراد أن يقول إن هذه الخطط والقرارات جاءت بمباركة أو على الأقل باعتبارها لن تشكل عقبة أمام العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية المتوترة أصلاً!
فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية التي انطوت عليها الخطط الإسرائيلية، فإن المنطقة التي سيتم الاستيلاء عليها لبناء المزيد من المراكز الاستيطانية، هي منطقة "جفعات هماتوس" أي تلة الطائرة، وسميت كذلك بعد أن تحطمت طائرة إسرائيلية عسكرية جراء إطلاق النار عليها من الجانب الأردني عام 1967، هذه المنطقة عبارة عن أراض صخرية مرتفعة وقاحلة، لكنها تشكل أكبر رقعة مساحية من الأراضي المفتوحة والمتاخمة "للخط الأخضر"، ذلك يشير إلى أن الهدف الإسرائيلي لا يتعلق ببناء وحدات استيطانية على هذه الأراضي غير الصالحة للسكن، مع ذلك فإن إسرائيل ستعمل على استيطانها وتأهيلها، لكي تصبح هذه المنطقة أول استيطان إسرائيلي على "الخط الأخضر" منذ 15 عاماً.
الاستيطان في هذه المنطقة، خاصة في جنوبها، سيمنع بالضرورة المواطنين المقدسيين من المرور بين بيت صفافا وبيت لحم، يضاف إلى ذلك، وتحت المبرر الإسرائيلي الدائم "لتوسيع" مستوطنات قائمة، فإن ذلك من المفترض أن يشمل اقتطاع المزيد من الأراضي تحت هذه الحجة.
هذا الوضع، يشكل خطراً مباشراً على الجهود الأميركية الرامية إلى إقناع الجانب الفلسطيني بضرورة التوجه نحو إحياء العملية التفاوضية كبديل عن التوجه إلى مجلس الأمن لنيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين والتقدم بمشروع قرار يرمي إلى إنهاء الاحتلال وفقاً لبرنامج زمني محدد، هذا الوضع، يخلق توتراً أيضاً بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، خاصة وأن حراكاً برلمانياً وشعبياً بدأ يتبلور لدعم الاعتراف بدولة فلسطين. حكومة نتنياهو تربك السياسة الأميركية على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، أكثر من ذلك على الملف الإيراني، مع ذلك فإذا لم تتحرك واشنطن للجم السعار الإسرائيلي فإن نتنياهو لن يتوقف!!


"الإخوان المسلمين" بين تجربة "النهضة" وتجربتي القاهرة و"حماس" !
بقلم: أكرم عطا الله – الايام
أعطت نتائج الانتخابات التونسية درساً مهماً لحركة الأخوان المسلمين في المنطقة تمثل بأن الفرع الوحيد للحركة في الوطن العربي الذي ضمن له مكاناً رضياً بلا عثرات في النظام السياسي هو حركة النهضة، بل ورسخت نفسها طرفاً أصلاً في هذا النظام وللأبد بفعل قيادتها التي كانت تتابع وتقرأ حركة التاريخ والسياسة بهدوء شديد وتنتقل برشاقة وفقا لمتطلبات اللحظة وتتراجع بلا عناد حين تطلب الأمر الانحناء أمام الريح الذي كان يمكن أن يضعها محل خلاف في ذلك البلد الذي أشعل بعود ثقابه المنطقة.
فحين كان الشعب التونسي يتأهب للخروج إلى الشارع مستلهماً من التجربة المصرية في العام الماضي، درسه الأبرز في الإطاحة بالإخوان المسلمين كان لدى النهضة من المرونة والذكاء ما يكفي للتنازل عن رئاسة الحكومة بعد أن كانت قد تنازلت أصلاً عن الرئاسة عندما فازت بالانتخابات، وليس من المبالغة بالقول، إن الموقف الأقوى الآن في تونس هو موقف النهضة إذ إن النتائج تضع خصومها أمام خيارين كلاهما في صالحها، إما أن استدعاء النهضة للمشاركة في الحكومة وهكذا تسجل حضورها السياسي الذي لا يمكن إقصاؤه وإما أن تتشكل الحكومة بدون النهضة حينها ستقول: "انظروا واحكموا من أكثر ديمقراطية ووطنية، الإسلاميون الذين شاركوا غيرهم وتنازلوا من أجل تونس أم الوطنيون الذين أقصوا النهضة" وفي كلا الخيارين هي الرابح الرئيسي.
لا شك أن هناك في فروع الإخوان من هو غاضب على نتائج الانتخابات ويعيب على تجربتهم في تونس، ولا شك أن هناك من يقول انه كان على النهضة أن تستغل الوضع أثناء وجودها في الحكم وعندما كانت "المؤامرة" تحاك ضدها وأن تشكل قوة تنفيذية موازية للدولة وتبدأ بـ "نهضنة" تونس أي جعلها على شاكلة حزب النهضة تحميها قوة مسلحة وخلايا نائمة تبطش يمن يقف في سبيلها وإذا تزايدت المعارضة عليها أن تستولي على الدولة بالقوة المسلحة هكذا قيل عندما سقطت أو سقطت التجربة المصرية.
كان البعض في غزة يريد من إخوان مصر أن يتصرفوا هكذا، أن ينسخوا تجربة حماس بتفاصيلها باعتبار أنها هي الصراط المستقيم الذي كان يجب أن يهتدي به كل فروع الإخوان المسلمين ولا يحسب هنا كم من الدم سيسال وكم سيهدم من الوطن، فقط حسابات الحكم أو الموت دونه، هذه هي وصفة الفشل بامتياز لأنه هكذا تسقط الأوطان وتقسم وتدخل في أتون معارك لا نهاية لها وصراعات الحصص وحسابات النفوذ والمصالح التي تداس الأوطان تحتها.
في غزة والقاهرة لم يقرؤوا سياقات التوازنات، ووقفاً للتاريخ عند الصندوق كأنه أهم من الوطن بعكس النهضة التي فازت في الصندوق وتنازلت، فالإخوان في مصر حتى حين كانت سيول البشر تملأ شوارع المدن وتنادي بإسقاطهم بدا الرئيس آنذاك منفصلاً عن الواقع بخطاب الشرعية، وفي غزة حين بدأت التجربة تتعثر كانت أيضا حركة حماس تقول: "نحن فزنا وانتهى" ولم يفكر أي منهم بمخرج لحالة الاختناق حين بدت حركتا الإخوان في القاهرة و"حماس" في غزة في عين العاصفة كان العناد هو الحل الوحيد بنظرهما والذي انتهى بما لم ترغب به قيادة الإخوان ولا حركة حماس التي تقف تجربتها الآن عند الرواتب وبانتظار عودة الإسرائيلي للقاهرة للتفاوض على قضايا إنسانية سبق وأن كانت متحققة في أيدي الفلسطينيين قبل دخول حركة حماس في الانتخابات.
في الأسبوع الثاني من حزيران الماضي تلقيت مع زميل صحافي وثلاثة من قادة العمل الأهلي دعوة من السيد عماد العلمي عضو المكتب السياسي لحركة حماس وهو رجل مهذب يستمع أكثر مما يتحدث، أراد الرجل وضعنا في صورة تعثر المصالحة وحكومة الوفاق الوليدة التي لم تتقدم، حينها كان موقف حركة حماس صعبا بدرجة كبيرة حيث لا رواتب منذ أشهر عناصرها يغلقون البنوك ويطلقون النار على الصرافات الآلية، حالة من النقمة تسود بين الموظفين ومستفيدي الشؤون الاجتماعية والتجار الذين تعطلت مصالحهم على الحركة التي كانت شعبيتها تتراجع قبل أن تستعيدها الحرب كان الرجل يسأل: ما العمل ؟.
كان رأيي الذي قلته للرجل أن السياسة ليست حسن نوايا بل ممكنات قوة مستعيداً التجربة الفرنسية بين حربين عالميتين، ففي الحرب العالمية الأولى كسبت فرنسا الحرب ضد ألمانيا وفي الثانية خسرت فرنسا الحرب، وللمفارقة كان الرجل نفسه الجنران "بيتان" هو الذي يقود الجيوش الفرنسية، في الأولى وقع اتفاقية انتصار فرنسا وفي الثانية هو من وقع هزيمة فرنسا عندما انهارت الجيوش الفرنسية. قلت له ما حدث مع حركة حماس أنها وقعت اتفاق المصالحة في الحرب العالمية الأولى حين كان الرئيس مبارك قد تنحى والوضع في الإقليم كان صاعداً باتجاه حركة الإخوان وعندما تأخرت في تطبيقه كانت نتائج الحرب العالمية الثانية قد بدأت، فالحركة عاجزة عن إدارة غزة ودفع رواتب موظفيها، والإقليم يتحرك كله باتجاه إقصاء الإخوان وقدمت نصيحتين، الأولى: مراجعة وإبعاد الذين عارضوا ووقفوا ضد تطبيق المصالحة من الحركة عام 2011 حين كانت "حماس" أقوى فهم ساهموا بإيصالها إلى هذا الوضع.
الثانية: أن الوضع في الإقليم يسير باتجاه معاكس للحركة وما حدث في القاهرة مدعاة للتأمل وإعادة الحسابات، ما يقتضي من الحركة التراجع للوراء لأن القاهرة ستضغط "حماس" أكثر وخصوصاً بعد موقف الأخيرة المندفع من الأحداث في مصر، وعلى الحركة الإسراع في تسليم غزة لأن أي تأخير سيجعل التسليم في ظرف أصعب لحماس والشروط أعلى فالزمن لا يعمل لصالحها، قلت له استدعوا على عجل إخوانكم في حركة فتح وبالتحديد السيد عزام الأحمد مسؤول الملف وأنجزوا تفاهمات تنفيذ الشراكة بسرعة بما يضمن عدم إقصاء أحد.
كنت أرى أن هذه فرصة لتقوم حركة حماس بعملية إعادة انتشار على النمط التونسي، أن تقود بمرونة غابت عنها لسنوات ما يؤمن خطوة للخلف لضمان حضورها في النظام السياسي الفلسطيني لأن مقولة: "تركنا الحكومة ولم نترك الحكم" أي لا زلنا نحن من يحكم لا تقنع أحد بالشراكة وهذه بينها وبين ما قاله زعيم حركة النهضة مسافة حددت موقع كل من الحركتين فقد قال الغنوشي حين تنازلت حركته عن الحكومة: إن "النهضة غادرت الحكم ولكنها في المقابل احتلت مكاناً أفضل في قلب الشعب".
العقول والثقافة التي كانت ولا زالت تقود حركة النهضة هي ثقافة مختلفة تماماً وهي التي حجزت لتلك الحركة مكاناً متيناً في النظام السياسي التونسي فقد قال الرجل سابقاً: "عندما أتيح لنا الاختيار بين تونس والنهضة اخترنا تونس، وعندما كان الاختيار بين النهضة والديمقراطية اخترنا الديمقراطية".
هل يمكن أن تقرأ حركة الإخوان المسلمين في المنطقة تجربة النهضة بهدوء، وهل يمكن أن تحدث هذه التجربة ما يلزم من المراجعات لتدرك أن الصدام الذي حدث بينها وبين القوى والدولة هي لحظة خطأ وتبدأ بالبحث عن ممكنات شراكة حقيقية .. ربما ذلك. حين تبدأ المراجعات وان التجربة التي تعثرت تستدعي البدء بهذه المراجعات حالاً، هكذا قالت تجربة تونس.

كلمة الحياة الجديدة - السويد .. شكرا جزيلا
بقلم: رئيس التحرير – الحياة
كان من المفترض ان نكتب هذه الكلمة الخميس الماضي، لتكون في صبيحة الجمعة، غير ان صبيحة الجمعة ليست للقراءة، بل لكسل العطلة التي يطول فيها نوم الضحى، ولأن قرار مملكة السويد الاعتراف بدولة فلسطين، قرار تاريخي بكل ما في الكلمة من معنى، فانه يستحق منا اشادة استثنائية، نراها ممكنة ومرضية حين نسجلها مع انتباهة العمل ونشاطه في مطلعه الاسبوعي.
السويد ثالث أكبر دولة في الاتحاد الاوروبي، كما انها تحتل المرتبة الاولى في العالم في مؤشر "الايكونوميست" للديمقراطية، والسابعة في مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية، وهي عضو في الاتحاد الاوروبي منذ عام 1995 مثلما هي عضو في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.
وللسويد إرث من الملاحم البطولية في النضال ضد الظلم، وفي نصرة الشعوب المظلومة، وارث مفعم بالتطلع الحضاري، دون بعضه على حجارة يونانية، نعني، السويد بلد ضارب الجذور في التاريخ والحضارة، ويذكر التاريخ انها سعت مبكرا للتقدم الثقافي، وكانت السويد من اولى الدول الاوروبية التي وقفت ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، ونتذكر هنا في هذا السياق، رئيس الوزراء السويدي "اولف بالمة" الذي كان من أشد المناهضين لهذا النظام، والذي قيل بأنه اغتيل بسبب موقفه هذا عام 1986، ونتذكر "بالمة" وفي قلوبنا ما زالت غصة الألم على رحيله الفجائعي، وذلك لأنه كان ذلك الصديق الصدوق لفلسطين ولياسر عرفات والذي بلور واتخذ مبكرا أكثر المواقف الاوروبية تأييدا لفلسطين وقضيتها، وهذا يعني ان العلاقات الفلسطينية السويدية علاقات وطيدة وتاريخية وحميمة.
والسويد مملكة المواقف السيادية المستقلة، وقبل ان تتخذ قرارها التاريخي الاعتراف بدولة فلسطين، تعرضت لضغوط عدة، لكي لا تقدم على مثل هذا الاعتراف، غير ان وزيرة الخارجية، السيدة "مارغوت فالستروم" قالت وبموقف واضح: ان واشنطن لا تقرر سياستنا الخارجية، وحين سئلت بعد صدور قرار الاعتراف، إن كانت السويد تعجلت بمثل هذا القرار اجابت على العكس قد تأخرنا كثيرا، والأهم وبقول فصل اوضحت "السيدة" (ان قرار الحكومة السويدية الاعتراف بدولة فلسطين، خطوة مهمة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير المصير، وان الحكومة تعتبر ان معايير القانون الدولي للاعتراف بدولة فلسطين قد استوفيت، وآمل ان يدل ذلك الآخرين على الطريق).
ومع السيدة "فالستروم" نقول ونتطلع، ان يمضي الآخرون من اصدقائنا في العالم أجمع، على هذه الطريق التي سلكتها السويد، بمثل هذا الموقف الذي لا يعد موقفا سياسيا فاعلا وتاريخيا فحسب، وانما هو موقف اخلاقي وحضاري بامتياز، وهو يدل على طريق الحق الذي هو طريق فلسطين لطالما ظلت تعاني من باطل الاحتلال وعسفه العنصري البغيض.
شكرا للسويد مملكة وحكومة وأحزابا وشعبا، شكرا بعرفان ينبض بالمحبة والتقدير الذي سنرفعه الى أعلى مقامات الذاكرة الفلسطينية، ونسجله في ابهى صفحات تاريخنا النضالي، كموقف مقاوم للظلم والتمييز العنصري، وقد جاء في لحظته المطلوبة، خاصة والقدس المحتلة تواجه وتقاوم خطط الاحتلال الاسرائيلي الاستيطانية وسياساته التعسفية العنيفة.
شكراً وألف شكر
مدارات - أسئلة صعبة .. مسكوت عنها
بقلم: عدلي صادق – الحياة
في تعاطي العرب مع الأميركيين، ثمة سكوت يلامس الأذى عن أهم أسئلة اللحظة: إن كنتم تريدوننا المضي معكم في تحالف ضد الإرهاب، فماذا انتم فاعلون مع الاحتلال الصهيوني الذي يشع إرهابا في كل اتجاه، ويستبيح مقدساتنا، ويسمم مناخات المنطقة، ويعذب شعبا عربيا، ويستحث غضبا يناسب المتطرفين ويوفر لهم مناخات الاغتراف من الشباب المضلل؟
وفي تعاطي الأميركيين مع إسرائيل، ثمة سلوك، يلامس الفضيحة، عن السؤال: ما زلنا حتى الآن قادرين على الحفاظ على نفوذنا في العالم العربي، لكن استمراركم في العربدة وسد أفق التسوية وفي إطلاق مستوطنيكم لانتهاب أراض محتلة واستباحة القدس؛ يجعلنا مكروهين بامتياز، فماذا انتم فاعلون لضمان استمرار دورنا، وهو دور لا مستقبل له، ومن شأنه أن ينتج التطرف ويهدد استقرار المنطقة ويعصف بأنظمتها؟
وفي التعاطي الفلسطيني مع العرب، ثمة سكوت يلامس التجلط، عن السؤال: وماذا بعد؟ هل ستمضون في السياسات الجوفاء، بينما القدس تُهوّد، والاستيطان يكاد لا يُبقى أرضا للدولة الفلسطينية، دون وقفة موضوعية مع الأميركي تقولون له فيها: لم نعد قادرين على احتمال سياستكم المحابية لإسرائيل؟
وفي تعاطي العرب مع القضية الفلسطينية، ثمة سكوت عن السؤال يضاهي التشفي ونشدان الذريعة: متى ستبدأون في خطوات بناء النظام السياسي الجدير بحمل قضيتكم الثقيلة وباستجماع إرادة شعبكم وبتسجيل الحضور الوازن لكتلتكم البشرية في الداخل وفي الخارج؟
لم يعد مقبولا السكوت عن السياسة الأميركية، والاكتفاء بالهمس الذي لا يرقى حتى الى سوية التحفظ النظري. لا بد من مواقف مُضرية، تليق بأمة كبيرة وعريقة. لا بد من استدراك، ولا بد من شيء لمواجهة هذا الهوان والامتهان. فأي مجد سيُسجل في التاريخ، لأي من حلقات النظام العربي، وهو يعيش ويمشي بالمقلوب في اتجاه الذلة؟
أما الأميركيون، فماذا يريدون منا، وهم يفعلون كل ما يشجع الأوغاد المحتلين الظلاميين، على تسميم المنطقة، وإطاحة القانون الدولي، وعلى الاستمرار في سياسات شريرة تستحث قيام قوى أصولية متطرفة تعصف بالأوطان؟ فالسياسة الأميركية الذرائعية، لن تفقد رشدها لو إنها وجدت ما يقنعها ويقنع ناخبي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، أن سياسات الإدارة أضرت بمصالحهم، وأن أموال العرب، لم تعد في أوعيتهم النقدية، وبترول العرب، لا يُضخ لهم، والشراكة التجارية ليست معهم، والتعاون الأمني مشطوب والقواعد العسكرية في الأرض العربية مغلقة، وعليهم أن يواجهوا بأنفسهم تبعات استثارة الشعوب وامتهان كرامتها.
القدس تهوّد. لكن غلبة الصهيونية لن تدوم، والساكتون على أميركا، لن يسلموا من حكم التاريخ ومن أقدار الراضخين. لم يعد هناك متسع لمضغ الكلام. ففلسطين تستباح، وسيعرف المعتدون والمتواطئون والعاجزون أي منقلب ينقلبون. نذكرهم ونحذرهم، لو لم تكن "داعش" المعتوهة بهذا الجنون، وبهذا السلوك المشبوه لمتزعميها الذين يدفعون الشباب الى الجريمة والى الضغينة المذهبية والدينية؛ لأقبل عليها العرب مسلمين ومسيحيين، من كل حدب وصوب. فماذا لو نشأت "داعش" أخرى غير معتوهة؟ هل سيصدها الأميركيون و"أصدقاؤهم" وهم حتى الآن عاجزين عن صد المعتوهة؟ إن هذه هي بعض الأسئلة الصعبة .. المسكوت عنها!

انتباهة - تصل حرب الاستقلال الى القدس
بقلم: حسن الكاشف – الحياة
تصل حرب الاستقلال الفلسطيني الى القدس.. الى عاصمة فلسطين، هذا ما يحدث الآن ومنذ أيام في القدس العربية من بوابات وباحات الأقصى الى كل الأحياء العربية، هي معركة القدس.. معركة بين محتل عسكري يشترك مع محتل استيطاني في كل جرائم القتل والاعتقال وتدنيس الأقصى وسرقة الارض والبيوت، وبين الشعب الفلسطيني بكامله وطليعته الآن أهل القدس.
كل ما احتلت اسرائيل من فلسطين تم في غياب فلسطين، ولم تتمكن اسرائيل من انتزاع "نصر" واحد على فلسطين منذ اول الحضور الفلسطيني، الذي كان في ذروة الوهم الاسرائيلي بالنصر عند احتلال كامل الأرض الفلسطينية في حزيران 1967.
حاول المحتل الاسرائيلي اغتيال شروق شمس الحضور الفلسطيني في الكرامة، فلم تستطع دبابات المحتل ان تطفئ عين الشمس الفلسطينية، وصلت شمسنا.. حضورنا سطوعه، فلم يكن الحضور الفلسطيني موقعا في الأغوار اسمه الكرامة، ولم يكن جيش حضورنا عشرات الفدائيين الأبطال الذين صمدوا في وجه الغزوة الاسرائيلية ولم ينسحبوا بل قاتلوا واوقعوا الخسائر في دبابات الغزاة وأفراده.. كان جيش حضورنا هو كل الشعب الفلسطيني الذي واصل مسيرة الحضور حول فلسطين وداخلها دون توقف، وها هو يتوج حضوره ويخوض معركة القدس.
طوال قرابة نصف قرن ظل حكام اسرائيل أسرى وهم القدرة على اطفاء شمس الحضور الفلسطيني باغتيال قادة، أو اجتياح موقع في جنوب لبنان أو بيروت، او بارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين في مخيم صبرا وشاتيلا مثال أول، ومجزرة غزة التي لم يجف دم شهدائها بعد، آخر القائمة في سجل القتل الاسرائيلي المتعمد الذي يدمغ الجيش الاسرائيلي بالعار والعجز.
سألوا قائدنا التاريخي ياسر عرفات وهو يغادر بيروت عام 1982، بعد صمود اسطوري اوقف جيش الغزاة على ابواب بيروت الغربية اكثر من ثمانين يوما، سألوه الى أين؟ قال بثقة وعنفوان: الى فلسطين، وهذا ما كان.. ها هو ياسر عرفات يطل على القدس من مثواه الارضي بعد ان التحق شهيدا برفاقه القادة الذين اغتالهم الاحتلال داخل فلسطين وحولها وفي البلاد العربية البعيدة.
لم يتوقف العقل الاسرائيلي الحاكم عن الايغال في تفكيره اليميني العنصري هروبا الى امام من الاعتراف بالحقيقة الفلسطينية، مع ان غلاة اليمين أمثال شامير عاش مرغما حضور فلسطين مؤتمر مدريد.. عاش اعتراف العالم بفلسطين ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، وظن انه قادر على الالتفاف واجهاض الحضور الفلسطيني الذي كان في كل مدينة وقرية ومخيم بل في كل شارع وزقاق في الانتفاضة الاولى.
لم يتحرر ورثة شامير ومناحيم بيغين من اقطاب اليمين، ونتنياهو وليبرمان من ذلك الظن الشاميري، وكل هذا الظن اثام، ها هم الورثة يواصلون هروبهم الى امام.. يواصلون حروبهم واستخدام جيشهم ومستوطنيهم في قتل وقمع ومصادرة الارض وسرقة وهدم البيوت.. يواصلون رفض الاعتراف بفلسطين الدولة المستقلة مع انهم يعيشون في زمن سطوع شمس الحضور الفلسطيني، يعيشون زمن اعتراف العالم بفلسطين.
ليس صدقة ان يأتي اعتراف مملكة السويد بدولة فلسطين بعد جرائم الحرب الكثيرة في حرب الخمسين يوماً على غزة، ليس صدفة ان يأتي هذا الاعتراف التاريخي الشجاع مع بداية معركة القدس، بعد اعتراف 138 دولة بفلسطين دولة غير عضو عام 2012.
كل ما اغتصبته اسرائيل من فلسطين حدث في غياب فلسطين، هذا ما حدث اعوام 1948 و1967، ومنذ اول شروق لشمس فلسطين في الكرامة 1968، بدأت مسيرة الحضور الفلسطيني نحو الحرية والسيادة وطرد الاحتلال، منذ ذلك الوقت وانتصارات حكومات اسرائيل محض مجازر واغتيالات لقادتنا الذين ينيرون الذاكرة والعزم في كل فلسطيني يقاوم الاحتلال ويرجمه الآن بحجر في ضواحي القدس وكفرقدوم وعند كل الحواجز وفي كل الطرقات التي يعبرها جيش الاحتلال بسياراته المصفحة ضد الحجارة.
نصل الآن الى القدس.. نصل عشية وصولنا الى مجلس الأمن.. عشية وصولنا الى محكمة الجنايات الدولية.. نصل عشية اعتراف اغلبية العالم بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967.. نصل وسنواصل، لن تغلق ابواب الأقصى في وجوه المصلين من ابناء شعبنا، ولن يغادر الفلسطينيون قدسهم، وان قتلهم الاحتلال اغتيالا فإنهم لن يموتوا، لم يمت الشلودي، ولا مات حجازي.. هم يسكنون قلب تراب القدس.. يسكنونه شهداء احياء عند ربهم وشعبهم.
وصلت حرب استقلال دولة فلسطين الى القدس.




حواديت - بطاقة سيئة السمعة والصيت
بقلم: د. أسامه الفرا – الحياة
داخل مطارات العالم توجد قاعة للشخصيات المهمة «VIP»، وتعريف الشخصيات المهمة التي بإمكانها الولوج إليها والتنعم بالراحة فيها يختلف عن التعريف السياسي لها، حيث تكفل تذكرة الطائرة على الدرجة الأولى لصاحبها أن يستفيد من خدمات الصالة، وخطوط الطيران تمنح بطاقة شخصية مهمة تعطي صاحبها الحق في استخدام القاعة في المطارات المختلفة بعد أن يحصل على مجموع نقاط من سفرياته المتكررة على متن الخطوط الجوية، لكن على أي حال لا تستفز تلك القاعات الممنوعين من دخولها، كون المرء باستطاعته الحصول على خدمة تضاهيها في ردهات المطار المختلفة.
خدمة الشخصية المهمة تجدها أيضاً على معبر الكرامة، وهي ليست حكراً على فئة دون الأخرى، حيث بإمكان اي مواطن الاستفادة منها كونها خدمة مدفوعة الأجر بتكلفة في حدود الخمسين دولاراً، المهم أن هذه الخدمة أيضاً لا تثير حنق وغضب غير القادرين على استخدامها، فما تقدمه لا يتجاوز توفير القليل من الراحة والقليل من الوقت.
الأمر يختلف كثيراً فيما يتعلق ببطاقة «VIP» التي تمنحها حكومة الاحتلال لبعض القيادات الفلسطينية وما توفرها لهم من تسهيلات، فمن حيث المبدأ حكومة الاحتلال هي من تقرر الشخصية المهمة وتضع معاييرها لذلك، وهي صاحبة الحق في منح وسحب البطاقة وقتما شاءت.
قبل سنوات وأثناء عودتي إلى القطاع عبر معبر رفح بعد مشاركتي في مؤتمر دولي يتعلق بالبلديات في اسبانيا، كانت ازمة المعبر على أشدها، الصالة المصرية تعج بالعائدين إلى الوطن، ساعات طويلة أمضيناها حتى وصلنا إلى الحافلة التي ستقلنا من الجانب المصري إلى الجانب الفلسطيني، الحافلة شبة ممتلئة بحقائب السفر فيما المساحة الصغيرة فيها التي خصصت للمسافرين لا تتسع لقدم، كان يومها وفد من أعضاء المجلس التشريعي يهم بالعودة إلى الوطن بعد أن أنهى مشاركته في مؤتمر خاص بالتشريعات المتعلقة بالسلطة القضائية في مصر، ما إن اقتربت من الحافلة حتى حاول أحد أعضاء المجلس التشريعي أن يفسح لي موضع قدم على الدرجة الأولى من سلم الحافلة.
بالكاد وضعت قدمي على حافة الدرجة الأولى للحافلة وأمسكت بيد صديقي النائب، فيما القدم الأخرى ومعها باقي الجسم معلق في الهواء، ما ان بدأت الحافلة في التحرك حتى استجمعت كل قواي لأتشبث بالنائب، بينما كنت على هذه الحالة اختلست نظرة إلى داخل الحافلة المليئة عن بكرة ابيها بالمسافرين وحقائب سفرهم، كانت حقائب السفر تقترب من سقف الحافلة، المسافة بينهما بالكاد اتسعت لأن يمدد النائب سليمان الرومي جسده عليها بعمته وقفطانه.
دوماً ما استرجع هذا المشهد من ذاكرتي عند الحديث عن بطاقة «VIP»، مؤكد أن احترام المواطنين للنواب يومها لأنهم شاركوهم معاناتهم يكفيهم، فليس هناك ثمة عمل لمسؤول يضاهي مشاركة المواطن معاناته.