Haneen
2014-12-14, 11:41 AM
في هذا الملـــــف:
v جريمة نكراء وأياد مشبوهة !!
بقلم: حديث القدس – القدس
v القدس... وأحكام "قراقوش" الإسرائيلية
بقلم: راسم عبيدات – القدس
v مدينة السلام تفتقد السلام
بقلم: راجح أبو عصب – القدس
v غليان في القدس
بقلم: محمد عبيد – القدس
ý عاصفة القدس... نتنياهو ينحني
بقلم: عبد الناصر النجار – الايام
ý عن التحولات الأربعة في علاقة "حماس" بالنظام السياسي الفلسطيني
بقلم: حسين حجازي – الايام
ý ومـــضــــات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
ý حكايتي مع المدرسة الحكومية
بقلم: صلاح هنية – الايام
ý القدس الوديعة
بقلم: تحسين يقين – الايام
§ كلمة الحياة الجديدة - اتقوا الله بشعب فلسطين
بقلم: الحياة – الحياة
§ مدارات - في مواجهة هذه العربدة
بقلم: عدلي صادق – الحياة
§ نبض الحياة - تقصير مجلس الامن
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
جريمة نكراء وأياد مشبوهة !!
بقلم: حديث القدس – القدس
التفجيرات الاجرامية التي استهدفت فجر امس منصة احياء ذكرى الشهيد الرمز الراحل ياسر عرفات ومنازل وسيارات قيادات وكوادر من حركة «فتح» في قطاع غزة تشكيل تطورا خطيرا جدا في مضمونة وتوقيته، خاصة وانها تستهدف احباط الاحتفال بالذكرى السنوي لرحيل القائر الرمز الشهيد ياسر عرفات في الوقت الذي يواجه فيه شعبنا اخطر التحديات التي تفرضها الحكومة الاسرائيلية المتشددة ومتطرفوها في القدس والمسجد الاقصى المبارك الذي بات مستهدفا يوميا من قبل متطرفي اسرائيل بحماية وتشجيع الحكومة الاسرائيلية واجهزتها الامنية، وفي الوقت الذي تواصل فيه اسرائيل ننفيذ مخطط تهويد القدس والبناء الاستيطاني في المدينة وباقي انحاء الضفة الغربية لوأد تطلع الشعب الفلسطيني الى الحرية والاستقلال واقامة الدولة المستقلة .
ومن الواضح ان اسرائيل شنت ولا تزال حربا شعواء ضد المصالحة الفلسطين وتضع الراقيل امام حكومة الوفاق الوطني لانها معنية بالتهرب من الجهود السياسية والاستحقاقات التي يفرضها منطق اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة الا ان هذه الحقيقة يجب الا تعفينا من رؤية من يتربص بوحدتنا الونطية في ساحتنا الداخلية او حتي من قبل الكثر من رف اقليمي. وان ما يجب ان يقال هنا ان الايادي المشبوهة التي خططت ونفذت هذه الجريمة النكراء انما تخدم بذلك الاحتلال الاسرائيلي بضعافها ساحتنا الداخلية ومحاولتها ضرب اتفاق المصالحة سواء اكانت تلك الايدي مرتبطة باسرائيل او بأي طرف اقليمي او انها عملت من منطلق ماتراءى لها كمصالح فئوية انانية.
وذاك كان من السابق لإدانة كشف مرتكبي هذه الجريمة وتحديد الطرف او الاطراف التي تقف وراءها فان من واجد حركة حماس التي تسيطر فعليا على الوضع في قطاع غزة ان تعمل كل ما بوسعها للكشف عن مرتكبي الجريمة بالتعاون مع حكومة الوفاق التي يجب ان تزال كل العراقيل امام بمهامها سواء في قطاع غزج او الضفة الغربية.
وحتى يتم تفويت الفرصة على تلك الايادي المشبوهة وحتى لا تتحقق اهدافها فان من المهم الان التقدم خطة اخرى نحو تطبيق اتفاق المصالحة وهي مسؤولية حركتي حماس وفتح بالدرجة الاولى ومسؤولية الكل الوطني عموما. كما يجب ان يكون الرد واضحا بالاصرار على الاحتفال بذكرى الشهيد الرمز ياسر عرفات بما يليق به كقائد للشعب الفلسطيني افنى عمره في انلضال من اجل حرية شعبنا واستقلاله وفجر ثورة شعبنا المعاصرة في وجه الاحتلال ورسخ اسم فلسطين في ضمير ووجدان العالم اجمع، وظل رمزا وقائدا لشعبنا باسره في الوطن والشتات متمسكا بالثوابت الوطنية مهما كان الثمن.
هذا هو الرد الطبيعي على هذه المحاولة الاثمة والجبانة للنيل من وحدتنا الفلسطينية والنيل من رمز كفاحنا الوطني والنيل من قيادات وكوادر حركة فتح التي قادها الرمز الشهيد ياسر عرفات منذ منتصف ستينيات القرن الماضي حتى استشهاده والتي قمدت تضيحات جسام في الطريق نحو الحرية والاستقلال لتصبح فلسطين رقما صعبا يصعب تجاوزه او القفز عنه.
وان ما يجب قوله هنا ايضا ان التحدي الاخطر الماثل امام شعبنا اليوم هو ما يمارسه الاحتلال بحق القدس واهلها وبحق الاقصى المبارك وما يعلنه من مواقف تتنكر لحقوق شعبنا المشروعة ولهذا فان تفويت الفرصة على كل الايادي الشبوهة يكمن في قيام حركتي فتح وحماس بالرد على هذه الجريمة عبر تمتين وحدتنا الوطنية والالتفات الى هذا لتحدي الرئيسي والمضي قدما في مسيرة شعبنا النضالية جنبا الى جنب مع جماهير شعبنا وكل فصائلة والوطنية نحو الحرية والاستقلال... فالايادي الشبوهة لم تستهدف فتح وحدها ولم تستهدف ذكرى الرئيس الراحل ابوعمار بل استهدفت فلسطين ارضا وشعبا وهوية.
القدس... وأحكام "قراقوش" الإسرائيلية
بقلم: راسم عبيدات – القدس
في الفهم لطبيعة الهجمة الشرسة والحرب الشاملة التي تشنها حكومة الإحتلال بكل مستوياتها السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية والتشريعية،واجهزتها من شرطة ومخابرات وجيش وبلدية وداخلية ومؤسسات التامين الوطني وسلطة الإذاعة والبث ومصلحة ودوائر الضريبة على سكان مدينة القدس العرب،وكذلك إستهداف المسجد الأقصى بشكل مكثف من خلال الإقتحامات بتنوع وتوزع الأدوار بين الجماعات والمؤسسات والقيادات السياسية والأمنية والدينية التي تقوم بعمليات الإقتحام للأقصى،لا بد من قراءة واقع المجتمع الاسرائيلي،حيث نشهد الان إزاحات كبيرة في المجتمع الصهيوني نحو اليمين الديني والقومي والتطرف والعنصرية،ويبلغ الصراع بين أصحاب النظريتين في المؤسسة الحاكمة والمجتمع الإسرائيلي ذروته،فهناك تيار في الحكومة والمجتمع الإسرائيلي،يرى بأن امن اسرائيل اولاً وأخيراً يجب ان يتقدم على أي هدف آخر،ولكن هناك تيار آخر يبدو أنه اخذ بحسم الأمور والصراع لصالحه،التيار الذي يرى بأن التوسع والإستيطان يجب أن يتقدم على أي هدف آخر.
فهو يرى بأن الفرصة والظروف مؤاتية،لكي تستطيع اسرائيل أن تحقق اهدافها في الإحتفاظ بالأمن والسلام والإستيطان،دون ان تكون مضطرة لتقديم أي تنازل للفلسطينيين،يتضمن انهاء الإحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/1967 وعاصمتها القدس،وهو يرى بان الأمن واحد وليس الوحيد في محركات صنع القرار والسياسة الإسرائيلية،ويستند في ذلك الى ان العرب منشغلين بامورهم الداخلية وحروبهم وصراعاتهم المذهبية والأثنية والطائفية والجهوية،ولم تعد القضية الفلسطينية أولية عندهم،وبالمقابل الحالة الفلسطينية منقسمة على ذاتها وتعاني من الوهن والضعف وغياب الموقف والقرار والرؤيا والإستراتيجية الموحدة،مع غياب العامل الدولي الضاغط على اسرائيل لكي توقف إجراءاتها وممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني،او تلتزم بقرارات وقوانين ومواثيق واتفاقيات القانون الدولي والشرعية الدولية.
اليمين الصهيوني صاحب هذه النظرية، وجد بأن فرصته هذه مؤاتية للإنقضاض على مدينة القدس والأقصى،أثناء شن حربه العدوانية الأخيرة في تموز الماضي على شعبنا ومقاومتنا في قطاع غزة،فهو وجد بان الحرب توفر له ضالته بتحقيق هذا الهدف،بسبب تسليط الضوء والإنشغال العالمي والدولي والعربي بالحرب العدوانية على غزة..وبدأ الإحتلال بشن حرب شاملة على القدس والأقصى،حيث وجدنا أن التحريض ضد العرب المقدسيين كان يجري بشكل منسق ومنظم،ويشارك به قمة الهرم السياسي والأمني والمؤسسات التشريعية والقضائية وغيرها،حيث جرت عمليات تعدي واسعة على خلفية عنصرية ضد المواطنين العرب المقدسيين،وجرت محاولات عدة لإختطاف عدد منهم،ولتبلغ الأمور ذروتها بإقدام شلة من زعران المستوطنين في 3/7/2014 بإختطاف الفتى الشهيد محمد أبو خضير،وليتعرض للتعذيب ومن ثم الحرق حياً،ولتكون عملية الإختطاف والقتل العنصرية والكراهية،والتي هي"هولوكست" القرن الواحد عشرين،نقطة تحول على الصعيد المقدسي،فالقدس التي كان يراهن الإحتلال على أنها نتيجة لكل الظروف والعوامل التي ذكرتها ستكون لقمة صائغة يسهل افتراسها،ولكن يبدو بأن اسرائيل لم تات حسابات الحقل على البيدر عندها،فقد ثبت بالملموس بأن الحالة المقدسية بكل مكوناتها ومركباتها جماهيرية وشعبية ووطنية ومجتمعية ودينية ومؤسساتية،عصية على الكسر،بل هي قادرة على الصمود والتحدي وتحقيق إنتصار،رغم كل أشكال القمع والإجراءات والقوانين والتشريعات القمعية والعنصرية التي مارسها واتخذها الإحتلال بحق المقدسيين،حيث كان تاريخ استشهاد الفتى ابا خضير،بداية مرحلة جديدة تؤسس لحالة جماهيرية مقدسية واثبة وصاعدة،ومرجل يغلي ليطلق شرارات هبات جماهيرية متلاحقة تراكم وتبني المداميك لمرحلة قد تتحول مفاعليها الى انتفاضة شعبية جماهيرية واسعة.
صحيح أن الإحتلال أغلق الأقصى أمام المسلمين في ليلة القدر،وفرض قيود مشددة على دخول المصلين للأقصى في رمضان،بحيث لم يسمح لمن هم دون الخمسين وأحيانا الستين بالصلاة في المسجد الأقصى أيام الجمع،وحوصر الأقصى وجرى إقتحامه بشكل شبه يومي،من قبل الجماعات الإستيطانية الصهيونية المتطرفة،بمشاركة شخصيات دينية وسياسية وحزبية واعضاء كنيست ووزراء،بغرض فرض التقسيم الزماني وإيجاد فضاء مكاني يهودي في الأقصى،وكذلك إزداد الإستيطان "توحشاً" و"تغولاً"،في كل احياء القدس وقراها ومخيماتها، بحيث أقرت مشاريع وطرحت مناقصات لإقامة ألآلاف الوحدات الإستيطانية في القدس،وشن الإحتلال اوسع عملية تحريض بحق المقدسيين،سواء عبر مقالات صحفية في الصحف الإسرائيلية،يتقدمهم الصحفي اليمني نداف شرغاي وكذلك "أرييه الداد" بالإضافة لكل جوقة اليمين المتطرف المشارك في الحكم ومن مختلف ألوان الطيف الحزبي"نتنياهو،ليبرمان، بيني بينت،أوري اريئيل،موشه فيجلن،ميري ريجف،والمتطرف غيلك،يسرائيل كاتس،يتسحاق اهرونوفيتش والقائمة تطول،ورغم كل ذلك كانت إرادة المقدسيين على الصمود والتحدي كبيرة، ولتتسع حالة الغليان الشعبي وتتصاعد،حيث كانت إستشهاد محمد الأعرج على حاجز قلنديا،ومن ثم قتل الشهيد محمد جعابيص سائق"الباجر" بدم بارد من قبل شرطة الإحتلال ومستوطنيه،وليلتحق به بعد ذلك الشهيد الفتى الشهيد محمد سنقرط،الذي أطلقت عليه رصاصة معدنية قاتلة .
ومع إزدياد وتصاعد حدة الهجمة الإحتلالية على القدس والأقصى،كانت القدس تنتفض في ثورة لا تهدأ، والإحتلال حاول بكل الطرق والوسائل والإجراءات والممارسات القمعية والعقابية ،ان يخمد هبات المقدسيين المتلاحقة،والتي كانت تاتي في سياق الرد الطبيعي على إجراءاته وممارساته بحقهم،والتي تطالهم في مجمل تفاصيل حياتهم اليومية الإقتصادية والإجتماعية،وكذلك مست بمعتقداتهم ومقدساتهم وشعائرهم الدينية،من خلال محاولة السيطرة على أقصاهم عبر الإقتحامات المتكررة له من قبل الجمعيات الإستيطانية وزعران المستوطنين،وتدنيسهم للأقصى واداء طقوس وشعائر تلمودية وتوراتية في ساحاته،والقيام باعمال فاضحة ومخلة بالأداب والحياء بداخله،ولكي يتصاعد مرجل الهبات الجماهيرية،مع قيام الجماعات الإستيطانية المتطرفة بالإستيلاء على عشرات المنازل المقدسية في وادي حلوة بسلوان،في محاولة جادة لتهويد سلوان،وزرعها بالبؤر الإستيطانية،لكي تكون جسرا يربط بين البؤر الإستيطانية في سلوان مع مثيلتها داخل البلدة القديمة،ولكي تصبح الطريق معبدة للسيطرة على الأقصى...
وهذا دفع لتصاعد حالة الغليان في الشارع المقدسي،فكانت عملية الشهيد عبد الرحمن الشلودي.....ولتتبعها عملية أخرى للشهيد معتز حجازي بإطلاق الرصاص على المتطرف الصهيوني عضو اللجنة المركزية لحزب الليكود "يهودا غليك" الذي كان يقود عمليات إقتحام المسجد الأقصى بشكل شبه يومي،وهو من صعد على قبة الصخرة ولوح بالعلم الصهيوني في تحد سافر لكل مشاعر المقدسيين والمصلين.
الإحتلال ادرك بانه بدأ في فقدان السيطرة على القدس،وبدأت الأصوات تعلو من قبل المجتمع الإسرائيلي ووزير شرطة الإحتلال ووزير الأمن الداخلي ومختلف وزراء وقادة الأحزاب الصهيونية المتطرفة،وكذلك المستوطنين والجمعيات الإستيطانية،من اجل تشديد العقوبات والإجراءات القمعية بحق المقدسيين،وليجري إستنفار شامل لكل أجهزة دولة الإحتلال من شرطة وجيش ووحدات خاصة ومستعربين ومخابرات وأجهزة بلدية الإحتلال ووزارة الداخلية،لكي تنسق عملها وتشارك في الحرب على المقدسيين،حيث قام وزير الأمن الداخلي الصهيوني بعد إطلاق النار مباشرة على المتطرف "غليك" بإغلاق المسجد الأقصى كلياً أمام المصلين المسلمين،وليعاد فتحه عبر قيود مشددة على دخوله واداء الشعائر الدينية فيه،مع إستمرار عمليات الإقتحام للمتطرفين الصهاينة والقادة الإسرائيليين،وكذلك لكي تتمكن من السيطرة على شبان الإنتفاضة واطفال الحجارة، تقدمت وزيرة "العدل" تسيبي ليفني الى اللجنة الوزارية الخاصة بالتشريعات بمشروع قرار يشدد العقوبات على راشقي الحجارة على المركبات الاسرائيلية وقواتها وشرطتها،لعقوبة تصل الى عشرين عاماً،وقد تمت المصادقة على مشروع القرار هذا،ليصار الى عرضه على الكنيست للمصادقة عليه،وليكشف هذا القرار العنصري "القراقوشي" مدى حالة الرعب والخوف والتخبط وفقدان السيطرة والإفلاس التي تعيشها حكومة الإحتلال من الشبان المقدسيين الذين لا يملكون سوى إرادتهم وقناعاتهم وإنتمائهم للقدس وحبهم للأقصى.
ودفع الإحتلال بأكثر من (3000) جندي وشرطي من أجل إعادة السيطرة على المدينة،والإحتلال منذ إنتفاضة الشهيد الفتى أبو خضير في 3/تموز وحتى اليوم إعتقل أكثر من (1000) مقدسي،صدرت بحق أكثر من (300) منهم أحكام،وكذلك صاعد وضاعف من "توحشه" و"تغوله " الإستيطاني بالإعلان عن مشاريع إستيطانية جديدة في القدس المحتلة،وطرح عطاءات ومناقصات لإقامة ألألآف من الوحدات الإستيطانية،وقامت أجهزة البلدية والداخلية المدعمة بالجنود والوحدات الخاصة بحملة هدم لعشرات البيوت المقدسية تحت يافطة وذريعة البناء غير المرخص،وليس هذا فحسب،بل توزعت قوات الإحتلال واجهزته بمختلف تسمياتها على مداخل ومفارق البلدات المقدسية،وشنت حرباً شعواء على المقدسيين،يرافقها في ذلك طائرات سمتية ومناطيد في أجواء أغلب القرى المقدسية مزودة بكاميرات مراقبة،وعمدت الى مخالفة مركبات وسيارات المواطنين المقدسيين القانونية وغير القانونية منها،ولم يسلم المارة والمشاة من تلك الإجراءات،وكذلك جرت محاصرة القرى المقدسية،وشنت عملية توزيع اوامر هدم لما يسمى بالبناء غير المرخص،وشنت عمليات بلطجة و«تقشيط»،لصالح ما يسمى ضريبة "الأرنونا" المسقفات والتأمين الوطني وضريبة الدخل وسلطة البث،وغيرها،وكذلك دوهمت المحلات التجارية،للتأكد من سجلاتها المحاسبية والضرائبية والتراخيص،ولم تسلم تلك المحلات من عمليات التقشيط وفرض الغرامات.
وفي إطار تلك الحرب،فرضت مخالفات على السيارات المتوقفة امام البيوت في أكثر من منطقة (500) شيكل لكل مركبة،وكذلك على سبيل المثال لا الحصر جرى دهم محلات الورود ومصادرة الورد والأزهار في اكثر من محل تحت ذريعة ان مصدرها فلسطيني وليس اسرائيليا،وفي محل تجاري آخر في رأس العامود،طلب من صاحب محل تجاري إزالة صورة شهيد معلقة في محله فرفض،وفرضت عليه غرامة قدرها (500) شيكل،وكان يرفع يافطة عالسكين يا بطيخ،وطلب منه إنزالها فرفض،وفرض عليه غرامة أخرى(500) شيكل،وصاحب بيت فرضت عليه مخالفة لأن الحمام الشمسي غير مركب «بطريقة لائقة»،وصودرت حاويات القمامة من اكثر من بلدة لأن الشبان يستخدمونها في إعاقة حركة الجيش،والمواطن هاني سرور في جبل المكبر،يملك بيت عظم بالقرب من مستوطنة "ارمون هنتسيف" استخدمه الجيش من أجل مراقبة شبان الحجارة،فقام بوضع حماية عليه لمنعهم من استخدامه،فحضرت البلدية والشرطة وقالت له بأن امام البيت أتربة واوساخ عليه ان يزيلها والإ سيدفع غرامة(4000) شيكل،ولترتفع مع كل تأخير الى عشرة ألآلاف شيكل،وغيرها عشرات الحوادث المشابهة.
ومع تصاعد عمليات الإقتحام من قبل القيادات الاسرائيلية والجمعيات الإستيطانية والمستوطنين،كانت عملية الشهيد ابراهيم العكاري،والتي استتبعها الإحتلال بحملة تصعيد ضد المقدسيين،حيث المكعبات الإسمنية وضعت على مداخل العيساوية والمكبر وغيرها من اجل إغلاقها ومحاصرتها.
الإحتلال فقد صوابه ووصل مرحلة الجنون والإفلاس،وهو لن يتورع عن إستخدام كل الوسائل وإجراءات القمع من اجل إستعادة السيطرة على الوضع وإخضاع المقدسيين،فهو يعتقد بأن الظرف مؤات لتنفيذ مخططاته،والقدس يجب ان تتهيأ للسيناريوهات الأسوأ.
مدينة السلام تفتقد السلام
بقلم: راجح أبو عصب – القدس
للقدس ميزة خاصة تتميز بها عن سائر مدن العالم , ذلك انها تجمع بين مهد الديانات السماوية الثلاث وتراث الحضارات المختلفة التي استوطنتها , وتركت فيها اثارها ومعالم حضارتها , ولذا تهفو اليها قلوب ملايين المؤمنين في انحاء العالم كافة , اذ انهم يعتبرون زيارتها والحج اليها والصلاة في اماكنها المقدسة , والتبرك بمعابدها والدعاء فيها امنية الاماني ورغبة الرغبات, كما ان عشاق التراث والحضارات القديمة والتاريخ الموغل في القدم يعشقون زيارتها ويرغبون في السير في ازقتها القديمة وحاراتها وشوارعها وتمتيع ابصارهم بمعالمها التاريخية المختلفة , التي هي نتاج الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها خلال قرون طويلة من الزمن .
وهي مدينة السلام , حيث منها انطلقت الديانات السماوية التي حمل رسلها دعوات السلام والمحبة والتعاون الى كافة ارجاء العالم , ولأن منبع الرسالات السماوية واحد ودعواتها واحدة , وهي عبادة الله – سبحانه وتعالى- الذي خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتراحموا ويتعاونوا , لا ليتقاتلوا ولا يسفكوا دماء بعضهم بعضا : " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " .
فالله – عز وجل- خلق البشر جميعا من اصل واحد , من اب واحد وام واحدة , فهم جميعا اخوة في الاصل والانتماء , والديانات واحدة , وان اختلفت الشرائع في تلك الديانات , تبعا لاختلاف الزمان والمكان والاقوام الذين ارسل اليهم اولئك الرسل – عليهم السلام - .
ومع ان مدينة القدس يجب ان تكون مدينة السلام وعاصمة التعايش بين الديانات السماوية الثلاث , الا انها ولشديد الاسف تفتقد السلام الذي تحمل اسمه , حيث حل العنف والعداوة والبغضاء محل السلام والمحبة والاخاء والتعاون , وذلك لأن طرفا يريد ان يستأثر بها لنفسه , ويفرض سيطرته عليها , ويغير معالمها التاريخية وطبيعتها الدينية , ويبدل تركيبتها السكانية , ويعبث بمقدساتها ويغير الانظمة المتبعة في تلك المقدسات , والمتعارف عليها منذ قديم الزمان والتي كانت مصونة ومحترمة عبر ذلك الزمان .
ومن تلك المقدسات عظيمة الحساسية والتي لا يجوز العبث بها , وعدم انتهاكها , ولا تغيير طابعها الاسلامي المسجد الاقصى المبارك , الذي هو ثالث اقدس مقدسات المسلمين , بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة , ذلك انه قبلة المسلمين الاولى التي استقبلوها ستة عشر شهرا في صلاتهم , قبل ان يؤمروا بتحويل القبلة شطر المسجد الحرام , وهو موطن الاسراء والمعراج , اليه اسرى رسولنا الاكرم محمد – صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام , ومنه عرج الى السموات العلى الى سدرة المنتهى , حيث رأى من آيات ربه الكبرى , وهو ارض المحشر والمنشر.
ولحساسية المسجد الاقصى المبارك , فان وزير الدفاع الاسرائيلي موشي ديان عندما دخل جنوده المسجد في الخامس من حزيران عام 1967 ورفعوا العلم الاسرائيلي فوق قبة مسجد الصخرة المشرفة , امرهم بالاسراع بانزال ذلك العلم , لعدم استفزاز ملايين المسلمين في بقاع الارض المختلفة , كما انه اوكل ادارة الحرم القدسي الشريف بما يضم من المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة المشرفة وساحات ومصاطب الى دائرة الاوقاف الاسلامية , ومنع اليهود من دخوله والصلاة فيه , كما ان كبار حاخامات اليهود في ذلك الوقت افتوا بعدم دخول اليهود الى الحرم وعدم الصلاة فيه , وكانت سياسة ديان ومن ورائه رئيس الحكومة انذاك ليفي اشكول وبقية وزراء الحكومة تتصف ببعد النظر في هذه القضية شديدة الحساسية , وكانوا يريدون تجنب اية حروب دينية تعرف بداياتها ولكن لا احد يعرف نهاياتها ومن شأنها, لو نشبت , ان تأكل الاخضر واليابس , وتحصد ارواحا كثيرة , وتسفك دماء غزيرة .
وعندما وقع العاهل الاردني الراحل الملك الحسين بن طلال ورئيس وزراء اسرائيل اسحاق رابين اتفاقية وادي عربة في عام 1994 , فان رابين وافق على ان تكون حكومة المملكة الاردنية الهاشمية هي المسؤولة عن رعاية الاماكن المقدسة , بما فيها الحرم القدسي , في مدينة القدس , وذلك لأن للقدس بصورة عامة والمسجد الاقصى بصورة خاصة منزلة اثيرة في نفوس الهاشميين , وهي توازي منزلة العاصمة الاردنية عمان .
ومن هنا كانت وصية جدهم الاكبر مفجر الثورة العربية الكبرى ان يدفن في رحاب المسجد الاقصى المبارك , وقد توارث ملوك الاسرة الهاشمية الكريمة هذه العناية الخاصة بالمسجد الاقصى والقدس , وكانوا حريصين وما زالوا على المحافظة على الحرم القدسي الشريف وما يضم من مساجد وساحات والحفاظ على بقاء الوضع القائم على ما هو عليه منذ مئات السنين .
وقد حافظ العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على العهدة الهاشمية للقدس ومسجدها الاقصى المبارك , وسار على سنة والده وجده المؤسس الملك عبد الله الاول في الرعاية الهاشمية للمسجد الاقصى , وفي هذا السياق وقع مع الرئيس محمود عباس في الحادي والثلاثين من اذار عام 2013 اتفاقية تاريخية اكدت ان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني هو صاحب الوصاية على الاماكن المقدسة في القدس الشريف , وان له الحق في بذل الجهود القانونية للمحافظة عليها خصوصا المسجد الاقصى الذي عرفته الاتفاقية على انه كامل الحرم القدسي الشريف .
وقد اضطلع العاهل الاردني بما جاء في هذه الوصاية خير اضطلاع وقد تجلى ذلك مؤخرا , حينما قامت الشرطة الاسرائيلية , باغلاق الحرم القدسي الشريف تماما امام جميع المصلين المسلمين , في اعقاب محاولة اغتيال الحاخام المتطرف يهودا غليك , وذلك في التاسع والعشرين من تشرين الاول الماضي , حيث اكد وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد الموفي " ان الملك عبدالله الثاني قام بخطوات عديدة لتوضيح الموقف الاردني الرافض لاغلاق الحرم القدسي الشريف , الامر الذي ادى الى تغيير القرار الاسرائيلي واعادة فتح الحرم القدسي مجددا عقب يوم من اغلاقه .
وقد اثارت الانتهاكات الخطيرة للمسجد الاقصى على يد متطرفين يهود قلقا فلسطينيا وعربيا ودوليا , حيث اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن قلقه من تصاعد التوترات في القدس , وحث اسرائيل على اعادة فتح الحرم القدسي امام المصلين المسلمين , وقال في بيان اصدره : انه من الحيوي للغاية ان تمارس جميع الاطراف ضبط النفس , وان تمتنع عن الاعمال والتفوهات الاستفزازية , وان تحافظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف بالاقوال والافعال. كما ان الاتحاد الاوروبي ومنظمة اليونسكو دعوا الى ابقاء الوضع في المسجد الاقصى على ما هو عليه منذ العام 1967 .
وقد احسن نتنياهو صنعا عندما حث يوم السبت الماضي , اعضاء الكنيست على التحلي بضبط النفس فيما يخص المسجد الاقصى والتحلي بالمسؤولية , واعلن ان اسرائيل لا تنوي تغيير الوضع القائم في المسجد , رغم ان نشطاء من اليمين الاسرائيلي المتطرف واعضاء كنيست يلحون بشدة من اجل السماح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى , ويرفضون دعوات نتنياهو للتهدئة , ولعل اشد التصريحات تطرفا ما صرح به وزير الاسكان في حكومة نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي وهو اوري ارئيل حيث دعا الى هدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل المزعوم مكانه .
ان من واجب نتنياهو وكل العقلاء في اسرائيل وقف كل محاولات نشطاء اليمين الاسرائيلي المتطرف عند حدهم , كما ان على نتنياهو ان يمنع اعضاء حكومته من الادلاء بتصريحات من شأنها صب الزيت على النار مثل تصريحات وزير الاسكان الاسرائيلي الداعية الى هدم المسجد الاقصى المبارك واقامة الهيكل المزعوم مكانه .
ان اخر ما يريده العقلاء في هذه المنطقة المضطربة والمشتعلة وفي العالم كله اشعال حرب دينية تأكل الاخضر واليابس , ولا يعرف احد نتائجها المدمرة , ولا يستطيع احد ايقافها . وقد ابدت القيادة الفلسطينية حرصها الشديد على عدم تصعيد الامور في القدس , واعتبرت دعوة نتنياهو اعضاء الكنيست الى التهدئة فيما يخص المسجد الاقصى خطوة في الاتجاه الصحيح , ودعت الى ضرورة استمرار العمل على ايجاد اجواء التهدئة , وحذرت من ان الانتهاكات والاستفزازات من المتطرفين ستؤدي الى نتائج خطيرة ستنعكس على المنطقة باسرها , وتؤجج حالة عدم الاستقرار في المنطقة وهذا ما لا نريده .
وفي ذات السياق فان الرئيس محمود عباس قال يوم الاحد الماضي , خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير : " انه فيما يخص القدس والمسجد الاقصى فاننا مع التهدئة ؟ حتى لا تصل الامور الى ما لا نستطيع تحمله , واضاف : هذا موقفنا بالاساس , ونحن ندعو الى التهدئة , ونرجو ان تتم التهدئة , وان نحافظ على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف كما هو عليه , واكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة ان الوفد الفلسطيني الذي التقى مؤخرا وزير الخارجية الاميركي جون كيري في واشنطن بحث امكانية ايجاد مناخ مناسب لتهدئة الامور .
وازاء هذا الموقف المتعقل من القيادة الفلسطينية فان من واجب القيادة الاسرائيلية والادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي السعي الجاد لوضع حد للتوتر في المدينة المقدسة , ووقف كل دعوات التطرف والاستماع الى صوت العقل , فان مدينة السلام التي تفتقد السلام اليوم هي بأمس الحاجة الى السلام , ذلك ان هذا السلام هو مصلحة اسرائيلية واميركية واوروبية وعالمية بذات القدر الذي هو مصلحة فلسطينية , والله الموفق .
غليان في القدس
بقلم: محمد عبيد - القدس
لم تتوانَ سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن رفع مستوى الغليان الشعبي الفلسطيني، من خلال التصعيد غير المسبوق الذي تنتهجه إلى جانب مستوطنيها الأشد تطرفاً تجاه مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، الذي لم تحفظ له حرمة ولم تتورع عن منح جنودها ، أمراً غير مقيد، باقتحامه لمواجهة القلة المرابطة فيه .
"بساطير" جنود الاحتلال دنست المسجد وأسلحتهم أطلقت العنان لذخيرتها داخل صحنه، لتواجه عدداً قليلاً من الفلسطينيين المرابطين داخله، الذين تحدوا هذه الهجمة المنفلتة من كل عقال، وألفوا أنفسهم وحيدين من غير أي دعم شعبي، في ظل تشديد سياسة خنق الحرم القدسي التي تتبعها سلطات الاحتلال منذ مدة، ومع تصاعد وتيرة المشروع التهويدي، ووصولها إلى نقطة خطيرة، ولحظة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية بشكل عام .
ما من منطقة في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة غير مهددة أو لم تطلها آلة الاحتلال سواء بالتدمير أو المداهمات أو القتل أو عمليات الاعتقال ، وغيرها من أساليب الجيش في مواجهة الحق الفلسطيني، والحقيقة التي يريد الصهاينة لها أن تغيّب أو تطمس، أو ينصرف العالم عنها في ظل انشغاله بالكثير من المآسي والتحديات، التي بات واقعاً أن إسرائيل متورطة بشكل أو آخر في خلقها وإشعالها، وجعلها أزمات كبرى .
وأمام واقع يريد الاحتلال أن يثبته على الأرض، ينطلق من قاعدة أن لا شيء يردعه عن جرائمه، ولا أحد يستطيع عرقلة مخططاته الهادفة إلى القضاء على الفلسطينيين وقضيتهم، يبدو العالم الغارق أكثر فأكثر في تفاصيل أزمات لا تكاد تحصى، محاولاً أن يلتقط أنفاسه في ظل تسارع الأحداث وعجزه عن مجاراتها، ما يعني أن قضايا كثيرة ستغيّب أو توضع "على الرف" حتى حين، وليس هناك في العالم من هو أبرع من اسرائيل في استغلال هذا الوضع، وتجييره لمصلحة تنفيذ مخططاتها، ورفع وتيرة الاستهداف .
كثير من المراقبين والمحللين أشاروا بلهجة تحذيرية إلى إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، يكون الأقصى عنوانها للمرة الثانية، بعد انتفاضة الأقصى الأولى التي اندلعت أواخر ايلول من عام ،2000 وهذا ليس مستبعداً، أو بالأحرى هذا ما بدأنا نشهده مع تصاعد حدة المواجهة بين الكثرة المدججة بأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً، والقلة المضطهدة التي لا تمتلك إلا إرادة وعزماً على الاستمرار في النضال المشروع ضد هذا الاحتلال .
ليست العبرة في المسميات، فسواء سميت انتفاضة ثالثة أو هبّة جماهيرية شعبية جديدة، وسواء أعطيت رقم ثلاثة أو أربعة أو خمسة، فهي لن تكون أمراً جديداً على الفلسطيني، الذي خاض على امتداد عقود مظلمة من الاحتلال والقهر، مئات المعارك وآلاف المواجهات، وصمد في وجه عدد لا متناهٍ من سياسات القهر والسلب والتدنيس والتهويد، ويعلم يقيناً أنه لا بد من الاستمرار في المواجهة حتى النهاية .
الحالة الفلسطينية هي حالة انتفاضة دائمة، لا تتوقف ولا تخدّرها الوعود الدولية بالتوصل إلى حلول، فالوجدان الشعبي الفلسطيني يدرك تماماً أن الاحتلال ليس معنياً بأي حل سلمي، ولا يرى ذلك إلا وسيلة أخرى للمضي في مخططاته ومشاريعه، للوصول في نهاية المطاف إلى تجريد الفلسطيني من حقوقه الثابتة، وهذا ما لن يكون.
عاصفة القدس... نتنياهو ينحني
بقلم: عبد الناصر النجار – الايام
ركزت الصحف الإسرائيلية في مقالاتها أمس على أحداث القدس، معتبرة أن ما يحدث فيها هو انتفاضة ثالثة لا يعلم أحد مدى اتساعها. كتاب مقالات اتهموا اليمين الإسرائيلي بإشعال نار القدس من خلال تصريحاتهم وأعمالهم الاستفزازية وخاصة الاقتحامات الاستعراضية للمسجد الأقصى.
الأخطر بالنسبة إلى الإسرائيليين هو اكتشافهم أن سياستهم تجاه المقدسيين قد فشلت من خلال محاولات فصلهم عن شعبهم الفلسطيني... ولعل محاولات الإغراء وتمييز المقدسيين من خلال منحهم بعض التسهيلات سواء في مجال الحركة أو العمل قد أثبتت اليوم فشلها، لأن الفلسطيني يظل جزءاً من شعبه والإغراءات الاقتصادية مجرد وهم سينتهي في لحظة ما.
اليوم تعترف قيادات إسرائيلية بأن تشديد العقوبات بحق الفلسطينيين في القدس سواء بالاعتقال أو الغرامة المالية أو محاولات الإبعاد عن المدينة لن يزيد الأوضاع إلا اشتعالاً، وأن هذا الحل هو وصفة جديدة لصب الوقود على نار الهبة الفلسطينية المشتعلة في أحياء القدس.
منذ بدأ الاستفزاز الاستيطاني في الحرم القدسي واستخدام كل الأساليب لإثارة الفلسطينيين في الأقصى، التزمت القيادة السياسية الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو الصمت، بل وشجعت ذلك في أحيان كثيرة بطريقة غير مباشرة من خلال تصريحات هي أقرب إلى الدعاية الانتخابية.. ولعلها كانت تراقب على قاعدة إذا نجح الأمر وشكل واقعاً جديداً في الحرم القدسي فهو أمر جيد وإذا حصل تطور ما فيمكن التراجع.
نتنياهو لم يتوقع تدحرج كرة الثلج المقدسية بهذا الشكل، وهو يعلم الثمن الذي دفعه في معركة النفق، ولهذا أدرك أنه لن يستطيع الوقوف أمام تسارع العاصفة التي هبت في القدس في ظل وضع خارجي متأزم سواء مع واشنطن أو الاتحاد الأوروبي، وتصاعد ردود الفعل العربية رغم الظروف التي تمر فيها المنطقة.. ولهذا كان لا بد له من الانحناء أمام العاصفة.. كي تمر بأقل خسائر ممكنة. ولكن انحناء نتنياهو أمام عاصفة المقدسيين لا يعني بالمطلق تغيير أفكاره.. ولعل تأكيده للعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين خلال اتصال هاتفي قبل يومين أن الأوضاع في الحرم القدسي ستبقى على حالها هو جزء من سياسة الانحناء في هذا الظرف.
لم يقتصر الانحناء على نتنياهو، فالرئيس الإسرائيلي أيضاً وبصفته أحد أعضاء الليكود.. بدأ منذ أيام حملة للاتصال مع المستوطنين الذين يواصلون عمليات الاقتحام الاستعراضية، طالباً منهم التوقف ولو جزئياً في الوقت الراهن.
إذن هي قوة الفعل الفلسطينية على المستويات كافة.. أولاً: قدرة المقدسيين على المواصلة، وعدم إبداء أي إشارات ضعف رغم قمع الاحتلال، وثانياً: موقف الجماهير الفلسطينية في كل أماكن وجودها في فلسطين التاريخية أو في الخارج، وثالثاً: موقف القيادة الفلسطينية الثابت والمؤيد بشكل مطلق للفلسطينيين في القدس وحقهم في الدفاع عن المقدسات والوجود الفلسطيني في العاصمة الأبدية.
بقوتنا الجماهيرية ومواجهتنا الشعبية أجبرنا نتنياهو على الانحناء.. وهذا درس يجب تعلمه.
عن التحولات الأربعة في علاقة "حماس" بالنظام السياسي الفلسطيني
بقلم: حسين حجازي – الايام
على مدى الأعوام العشرين الماضية منذ تأسيس السلطة الفلسطينية في مثل هذا الوقت من العام 1994، مرت العلاقة أو لنقل الأدوار السياسية لحركة حماس في علاقتها بالسلطة او النظام السياسي الفلسطيني الحديث، بأربعة تحولات او تقلبات، أرى اليوم انه يجب العودة اليها لاستخلاص معالم الخبرة التاريخية لهذه التجربة، في محاولتنا اليوم الإجابة على ذات السؤال الذي طرح صيف العام 1994، على أعتاب التحول الكبير في مسار القضية الفلسطينية بإنشاء اول سلطة وطنية على أجزاء من أرض فلسطين.
اي علاقة بين السلطة الجديدة و"حماس" بعد هذا التحول واي دور لهذه القوة الوازنة والصاعدة في ذلك الوقت ؟ وهي لم تتجاوز عامها السابع، طفولتها ان شئتم، ولكنها أيديولوجية حتى العظم، وتفتقر الى الحد الأدنى من الحس السياسي البراغماتي الذي كان يمكن بالاستناد الى خبرة ودهاء عرفات، ان يسهم بإنتاج نوع من الملاءمات المتبادلة، والتي تنحو بدورها للتوصل الى صيغة او تسوية ما للاتفاق على شراكة وطنية داخلية.
وهكذا لعلنا نشير هنا الى ان الخبرة الأولى لهذا الدور في غضون السنوات الست الأولى من عام 1994 حتى العام 2000. هي المعارضة للسلطة من موقع استمرار القيام بعمليات عسكرية مسلحة لإفشال المفاوضات بين عرفات ورابين، التي كانت تحقق تقدما في ذلك الوقت. إن التحول الثاني والذي سوف يستغرق نفس المدة تقريبا من العام 2000 اندلاع الانتفاضة الثانية حتى العام 2006، بإجراء الانتخابات التشريعية بمشاركة "حماس" لأول مرة. وكان يغلب على هذا التحول محاولة "حماس" الخروج من انغلاقها السابق ومعارضتها المجردة، مع بداية ظهور علامات وان لم تكن واضحة ومكتملة لنضوج سياسي في البحث عن ملاءمات سياسية مع عرفات، أولا عبر هذا التحالف غير المعلن من جانب الطرفين في استخدام عرفات قوة "حماس" من وراء الستارة، خلال سنوات الانتفاضة المسلحة حتى اغتيال عرفات، وبعد ذلك البحث عن موقع ودور في بنية السلطة بالشراكة مع ابو مازن و"فتح". والدور الثالث هو حسم السيطرة على السلطة في غزة والدخول فعليا في الانقسام الداخلي من العام 2007 حتى التوصل الى المصالحة في نيسان الماضي من هذا العام. وهذه المرحلة او التجربة الأخيرة الانفراد في حكم غزة هي التي تؤسس فيما بعد للدور المقبل لـ "حماس".
ولكن قبل محاولة استشراف ملامح هذا الدور او ما يمكن ان نسميه التحول الرابع، وخصوصا بعد الحرب الأخيرة التي كانت "حماس" بامتياز هي الطرف الرئيسي فيها، دعونا نتوقف عند بعض الملاحظات فيما يخص هذه الخبرة الماضية والمشار إليها، بالنظر الى ان هذه الملاحظات هي التي تكون ما نعتقده عناصر النظرية التي تحدد توجهات "حماس" او طريقة تفاعلها او استجابتها للتحديات او الأزمات الناشئة، وهذه الملاحظات يمكن تلخيصها على النحو التالي:
ان "حماس" تملك مرونة واضحة في استعمال أوراق القوة لديها، استعمال توازن القوة العسكري هنا تحديدا كاتجاه شامل في استراتيجيتها، لتكيف هذه الاستراتيجية مع الدور المحدد الذي تحدده لنفسها في كل مرة، وهكذا اذا كان البارز في الدور الأول هو المقاومة المسلحة المؤطرة في سياق استراتيجية معارضة من خارج السلطة، أي أن اللاعب الرئيسي ومن له الكلمة هنا هو كتائب القسام اي الجناح العسكري، فإنه منذ حسم السيطرة على السلطة بالقوة العسكرية، فإننا يمكن ان نلحظ وان تبين ذلك فيما بعد، على انه انطباع مضلل. تراجع هذا الدور العسكري لمصلحة دور سلطوي دولاني بما يشتمل عليه ذلك من ممارسة الحكم السلطوي الفعلي وعقد التحالفات الإقليمية.
ان "حماس" سوف تواجه الانسداد السلطوي بداية العام 2014، بالتخلي عن هذا الدور والمصالحة مع "فتح" والسلطة في رام الله، وهذا الخيار صمد في الحرب الأخيرة. لكن السؤال اليوم : ماذا بعد الحرب اذا كانت الحرب الأخيرة سوف يقدر لها ان تغير الواقع السياسي برمته ؟.
والراهن ان هناك سيناريو واحداً سوف يحدد او يشكل اطار الدور المقبل لـ "حماس" في التشكيل المجمل والعام للنظام السياسي الفلسطيني، وهذا السيناريو المرن قوامه مواصلة التعاون او الشراكة، ولكن في الوقت نفسه عدم التخلي عن الصراع والمنافسة لتمرير قطوع ما خلفته الحرب من دمار، وهو حمل لا تستطيع "حماس" التصدي له. وهنا قد نشهد مرة أُخرى انزياح وتراجع الدور العسكري لمصلحة السياسي، ولكن في إطار الحفاظ طوال الوقت على قدر من التأثير، بحيث إن خرجت "حماس" من الحكومة في الشكل او الديكور الخارجي لا تفقد القدرة على ان تكون طرفاً وازناً في الحكم.
والواقع اذا قدر للفلسطينيين إجراء الانتخابات مجددا وكما هو متفق عليه، فإن "حماس" قد تراهن على فوز جديد بعد ان كانت شعبيتها قبل الحرب متدنية، ولذا فإن نتائج الحرب سوف تكون حاسمة ومحددة هنا. ولكن من المتوقع ان أداء الرئيس ابو مازن ونجاحه في الظهور باعتباره العنصر الرئيسي، الذي يستطيع ان يشكل نقطة التقاء توازن المصالح بين جميع الأطراف، واستثمار نتائج الحرب لإعادة وضع المشروع الوطني الفلسطيني على سكة جديدة بدعم أميركي وأوروبي وإقليمي، انما هو الذي سيظهر الصورة على نحو أوضح بشأن وجهة السفر القادمة، وإعادة تركيب التوازنات الفلسطينية الداخلية من جديد.
لقد حاربوا بشجاعة ونظرية قتال مبتكرة أدهشت شعبهم والعالم، وكانوا في ذلك يصنعون بطولة لهم ولشعبهم، وهذا سوف ينعكس على شعبيتهم التي تبلغ اليوم مستوى غير مسبوق، ولكنني اظن ان "حماس" استطاعت أن تصنع البطولة الشعبوية، ولكن الرابح الأكبر في هذه الحرب هو الرئيس أبو مازن. وعليه اليوم فإن اختبار جماع قدرة الفلسطينيين على تسوية هذه المعادلة، هي في كيفية إيجاد صيغة من التوازن الرقيق او القلق ولكن المسيطر عليه والمنضبط، بين شقي هذه المعادلة : السياسية والشعبوية، وصهر هذا التعارض في اطار استراتيجية موحدة قادرة على الاستثمار، دون تعريض هذا التوافق الفلسطيني الذي ظهر في أبهى صوره في الحرب لأي اهتزاز، وهي لحظة حاسمة لإثبات جدارة القيادة كما قوة التحالفات كما القدرة على التفوق فوق كل التناقضات، وإدارة هذا التوازن الخلاق بين الفرص والمخاطر.
ومـــضــــات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
عبرة للمستقبل
لا أدري ان كان سيتمكن الجريح ايهاب سحويل من قراءة هذه الكلمات يوماً ما، ولا ادري ان كانت ستظهر هذا الصباح وهو على قيد الحياة. فقد تدهورت حالته الصحية مساء الأربعاء الماضي، اي بعد 24 ساعة من نقله الى احد مراكز التأهيل في بيت جالا، ما اضطرهم الى نقله ظهيرة الخميس الى احد المراكز في تل ابيب، ولكن حالته الصحية تدهورت وهو في الطريق، ما استدعى نقله الى مستشفى "هداسا عين كارم"، حيث ما زال يرقد هناك. عندما اثرنا وزميلي ايهاب الجريري قضية نقله الى بيت جالا، وقلنا ان هذا القرار كان خاطئاً، لم يكن هدفنا ان نقلل من شأن مركز التأهيل هناك، ولكننا وبعد التحدث الى عدد من الاطباء الذين اطلعوا على التقارير الطبية أكدوا ان جاهزية مركز التأهيل في بيت جالا لا تستطيع التعامل مع هذه الحالة بسبب تعقيداتها. وبعد إثارتنا هذه المسألة تدخل دولة رئيس الوزراء شخصياً وتم إصدار تحويلة الى مركز "يرعوت الطبي" مساء الثلاثاء. وعندما حاول عمه الذي يرافقه نقله الى هناك يوم الاربعاء، تذكر المسؤولون انهم بحاجة الى تنسيق من "ايريز"، وكأن هذه هي المرة الاولى التي يتعاملون مع مثل هذه الحالة. وبالتالي كان عليهم الانتظار يوماً إضافياً، وفي هذه الأثناء تدهورت حالة ايهاب سريعاً. الاعمار بيد الله، ونتمنى له الشفاء العاجل واجتياز مرحلة الخطر، لكن باعتقادي ان العامل البشري قد ادى الى ما وصلنا اليه. لقد كان بالإمكان إصدار تحويلة العلاج الى "يرعوت" والسفر مباشرة من مستشفى المقاصد دون الحاجة الى المرور ببيت جالا وبالتالي اصدار تصاريح خاصة وتنسيقات من "ايريز" وخاصة ان التوصيات الطبية كانت تقول ان المراكز الفلسطينية لا تستطيع التعامل مع حالته. قد لا ينجو ايهاب سحويل، وقد يقول قائل إنه أصلاً لم يكن هناك أمل بنجاته، وان مسألة بقائه على قيد الحياة هي مسألة وقت، ولكن ما يهمنا هو انه كان بالإمكان التعامل مع هذه الحالة بشكل افضل وبقرارات احكم، ربما كانت قد قللت من الأضرار، ما يهمنا ان لا تتكرر مثل هذه الأخطاء وان تكون قرارات التحويلات مناسبة ولمن يستحقها.
"مش على راسنا"
وصلت الى إحدى الوزارات، وبينما كنت ادخل الى المبنى، لاحظت مركبة تابعة للوزارة قد سدت الممر الخاص بالأشخاص ذوي الاعاقة. امتزجت مشاعري، فقد كنت سعيداً لوجود هذا الممر الخاص، لكن سرعان ما أبديت امتعاضي من إغلاقه بمركبة، وليست اية مركبة، بل مركبة الوزارة. ابديت هذه الملاحظة الى الموظفة التي كنت على موعد معها، وهي بدورها اتصلت، وعلى مسمعي، بأحد الموظفين ونقلت له الرسالة. فكان رد الموظف "إذا السيارة مسكرة الممر، وبيجي حد من ذوي الاعاقة بنحمله على روسنا".
مررت لي الموظفة الرسالة ونقلتها حرفياً، فما كان مني الا ان اجبت وبغضب "دشرك من الحكي الفاضي، لا على راسك ولا على راسي، حركوا السيارة، بدل ما تعترفوا بالخطأ وتوعوا الموظفين وتقولوا لهم مش لازم تسكروا الممر، بتبرروا اعمالهم وبتضحكوا علينا بكلمتين، قال على راسنا قال!"
سخافة
يتهمنا البعض بأن ما نقوم به هو "سخافة" وليس "صحافة" وذلك في تعقيبهم على ما نكتب والقضايا التي نطرحها، وخاصة تلك التي نحاول تسليط الضوء عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كأن نتحدث عن بعض الممارسات مثل إلقاء أكياس الزبالة في غير اماكنها، او الوقوف في الممنوع وغيرها من القضايا التي لا تعتبر "مصيرية". قد يكون ذلك أمراً سخيفاً بالنسبة للبعض، لكن برأيي المتواضع ان الوصول الى القضايا "المصيرية" يكون بداية من تلك "السخيفة" وخاصة اننا نستطيع التغيير في ما هو "سخيف" وقد لا نستطيع في ما هو "مصيري". فمثلاً عندما وضعنا صورة للقمامة المتكدسة في شارع القدس مقابل المبنى الرئيسي لجمعية الهلال الأحمر، سارع الشبان في مخيم الامعري للاتفاق مع وكالة الغوث على تنظيف المكان وطلاء الجدران. وبالتالي استطعنا صنع التغيير، ولو كان بسيطاً و"سخيفاً" للبعض. فإذا كانت "السخافة" طريقنا للتغيير فأنا "السخيف الأول"!
شيقل زيادة
في دوائر الترخيص التابعة لوزارة النقل والمواصلات يدفع المواطن شيقل واحد زيادة عن كل معاملة، دون ان يحصل على وصل يفيد بانه دفع هذا الشيقل. فعلى سبيل المثال رسوم تجديد الرخصة الشخصية هو 200 شيقل، ولكنك تدفع 201 شيقل، ويكتب في الرخصة انك دفعت 200 شيقل. السؤال اولاً لماذا الشيقل الزيادة؟ وكم شيقل زيادة يدخل الخزينة يومياً؟ واين تذهب؟ ولماذا لا يتم قطع وصل بالشيقل الزائد؟ من حق المواطن ان يحصل على وصل لكل شيكل يدفعه اينما كان.
لو كنت مسؤولاً
لما انشغلت بالزيارات الميدانية اليومية التي تكون بمعنى وبغير معنى، لمجرد ان اقول انني ازور هذا المكان او ذاك، وحتى يتم التقاط صوري ونشرها في الصحف. ولقمت بدلاً من ذلك بمتابعة الملفات الهامة التي تتكدس على مكتبي يوماً بعد يوم دون ان أجد الوقت الكافي لمعالجتها، لا انا ولا الموظفين الآخرين الذين يضطرون للركض ورائي خلال زياراتي الميدانية.
الشاطر أنا
بصراحة يا جماعة اني عن جد كنت شاطر في المدرسة، بس سنة عن سنة بلشت اتراجع، يعني بصير عند الواحد مشاغل، بس المهم في النهاية نجحنا وتعلمنا وهينا مثبتين حالنا. المهم لو سألتوني شو بتذكر من اللي تعلمته في المدرسة، راح اجاوبكم "يفتح الله". والمشكلة لما تيجي بنتي تسألني سؤال من المنهج اللي بتدرسة وحضرتي مش فاهم ومش عارف كيف اساعدها. بقول لها جربي انتي لحالك، بتظل تجرب وتحاول لحد ما تلاقي الجواب، وبتيجي بتقول لي انها حلت الموضوع. انا لاني سريع البديهة بسرعة بتذكر الحل وبقولها اذا كان صحيح او لا. معظم الوقت بيكون صحيح، فبتروح من شطارتها بتسألني كيف ما كنت عارف الجواب وهلا صرت عارفة. انا بجاوبها بكل بساطة "انا بس كنت بدي اختبرك". المشكلة يا جماعة في المواضيع اللي اصلا ما عمري درستها ولا مرة مرت عليّ. يعني يا حبيبي لما تيجي تسألني عن الموسيقى والسلم الموسيقي، اي انا يا دوب دو ري مي بعرف، طبعا هات حلها يا شاطر!
حكايتي مع المدرسة الحكومية
بقلم: صلاح هنية – الايام
من الواضح أن المجتمع لم يعد يقيم وزناً للتعليم العام "التعليم الحكومي" فالمدرسة بنظرنا مكان يجب أن يلتحق به الطالب/ة وينتقل من مرحلة إلى مرحلة حتى يتخرج، وقد يخفق البعض، وقد يخفق البعض ثم يعود إلى مساره ليواصل.
المدرسة الحكومية مكان كئيب ممل غير نشط مكرر منذ سنوات وسنوات، مديريات التربية والتعليم مكان لإنتاج العمل الورقي الروتيني والأختام والتواقيع والرقم للمراسلة والإرسال والأرشيف.
الاسبوع الماضي كان لي سلسلة تجارب مع المدرسة الحكومية، الأولى كنت في زيارة عمل إلى طولكرم وبعد انقضاء المهمة ذهبت للقاء المربية نداء حمدان مديرة مدرسة عمر بن عبد العزيز الثانوية، ووجدتها تمتلك رؤية تحولها إلى نشاطات وبرامج، تريد أن تشجع المنتجات الفلسطينية، تريد ان تنمي ميل الطالبات تجاه العمل المجتمعي ليكن فاعلات في مجتمعهن، تريد ان تعزز ثقة الطالبة والأم بالمنتجات الفلسطينية وتريد ان تصنع منهن سفيرات للمنتجات الفلسطينية ذات الجودة والسعر المنافس.
ذهبت صوب المدرسة وفي ذهني أن النشاط لن يوفق اولا لأن الأمور ستسير عكس ما تتمناه المديرة وسيكون الروتين سيد الموقف، ولكنني وجدت امامي انسانة مربية تدير مدرسة مهمة تصر وتتابع وتحث ولا تترك مجالاً إلا واستخدمته لطرح فكرتها ووضعها على أولويات الاهتمام، بدأنا التواصل مع المصانع والشركات وكان السؤال الرئيس "ما هي المساحة التي سنشغلها؟"، "هل يوجد مدخل مناسب لدخول الشاحنة؟"، "هل يوجد تيار كهربائي كاف لتحمل طاقة ثلاجاتنا؟"، "أين خارطة المعرض لنختار مواقعنا؟"، جوابنا كان واحداً "هذا ليس معرض دمشق الدولي هذا معرض لمدرسة تريد ان تنتصر للمنتجات الفلسطينية دبروا حالكم.
صباح الثلاثاء الماضي، رن هاتفي الجوال ليذكرني احدهم بأن المعرض اليوم وعلينا ان نتواجد تذكرت مسيرة الإعداد القصيرة واصرار المديرة على النجاح، ذهبت صوب طولكرم وانا متشكك من النجاح، ذهبت صوب الصليب الأحمر للوقفة التضامنية مع الأسرى فوجدت المؤسسة الرسمية هناك بكامل تشكيلاتها وظننت انهم بعد ذلك سيذهبون صوب المعرض تقديراً للمدرسة الحكومية ووزارة التربية والتعليم العالي كمؤسسة حكومية شريكة، لكنهم انفضوا من هناك ولم يذهبوا صوب المعرض، خفت على همة المدرسة الحكومية والإدارة المدرسية الفاعلة.
دخلت ساحة المدرسة وجدتها تعج بالمئات رغم هطول الأمطار ووجدت المصانع قد احتلت موقعها ووجدت الطالبات يشتعلن نشاطاً، وافتتح المعرض وبدأت المصانع بحملة تذوق، وكانت الضيافة مجدرة من العيار الثقيل، ونجحت التجربة واتضح ان المدرسة الحكومية حاضرة بقوة تفوق تصور البعض.
الخميس الماضي، كنت في مديرية التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة فوجدتهم سابقين في الملف الذي جئنا لنقاشه بكيلومترات، فهم يعتبرون أن المدرسة جزء من المجتمع ولها دور في تشجيع المنتجات الفلسطينية والوعي لحقوق المستهلك، نسقنا ورتبنا للتعاطي مع العناقيد التي رسمتها التربية، وكان هناك رؤى وتصورات وخطة عمل.
كنت أسعى أن أغير الصورة المجتمعية النمطية وهي أن المدرسة الحكومية مكان كئيب يمارس في طابور الصباح والنشيد الوطني ويتجهون للصفوف ويعودون للبيت، ونجحت التجربة في الميدان التربوي وكانوا أهلا لها ... المدرسة الحكومية غير ... الإدارة المدرسية اليوم غير ....
القدس الوديعة
بقلم: تحسين يقين – الايام
في ظل الانفعال بما يجري، سنظل بحاجة للعقل، فهو البوصلة، به سنقطع الطريق على كذب الاحتلال، الذي مهما طغى، فإنه يعرف حدوده، ويعرف الخطوط الحمراء، حتى لو بدا أنه يتجاوزها.
إنها القدس، التي لن تحسم أمرها قوة السلاح، بل قوة الروح، والحب والإيمان، وكل ما هو نبيل يرتقي لما هو مقدّس من مثل وقيم وإنسانية وأماكن رسل المحبة والخير.
في عام 1967، حاول متطرفون بعد سقوط القدس تحت الاحتلال تقسيم المسجد الأقصى من خلال بناء جدار من طوب، لكن هرع مسؤول سياسي إسرائيلي وأمر بوقف البناء، وإزالة الطوب، فلماذا فعل وإسرائيل في قمة الانتشاء بالنصر على الجيوش العربية؟
بل لماذا رفض موشي دايان الإصرار على منطقة البلدة القديمة في ظل إنجازات إسرائيل العسكرية؟
هل كان زاهداً بالمسجد الأقصى، "جبل الهيكل" في اعتقاد اليهود؟
أم تراه اكتفى بثلاثة أرباع القدس، فكانت الأرض الشاسعة لديه أهم مما هي أرض صغيرة حتى ولو كانت مقدسة؟
صحيح أن هناك غض بصر حكومياً إسرائيلياً، أو تشجيعاً غير مباشر من تحت الطاولة، لكن الظاهر والرسمي والمعلن أن دولة إسرائيل لا تفكّر بتغيير واقع الحال في المسجد الأقصى.
إذن ما المسألة؟
وما تفسير ما يجري؟
الآن سنعود إلى ما بدأنا به: سنظل بحاجة للعقل!
تحاول إسرائيل اليوم، بطرق غير مباشرة، الضغط على الفلسطينيين، بل والعرب، من خلال إثارة المشاعر حول القدس، لدفعنا جميعا نحو ردود فعل معينة، تقطف إسرائيل من خلالها ما تخطط له.
أعتقد أن إسرائيل الرسمية غير معنية لا في الماضي ولا في الحاضر بالمسجد الأقصى لأسباب كثيرة وموضوعية، حتى وإن بدا غير ذلك؛ فلا يقلق قادة إسرائيل المسألة الدينية، وهم ورثة قادة استخدموا الدين لأغراض غير دينية، وأصلاً ليست هناك في الواقع مشكلة دينية، بل يتم خلقها وتوظيفها لغايات سياسية.
جرّ الشعب الفلسطيني نحو تسوية يكون لإسرائيل فيها النصيب الأكبر، لشرعنة ما تم فعله على أرض الواقع هو الهدف، لذلك يتم بموازاة المشاكل اليومية في القدس الحديث عن استئناف المفاوضات، ذلك أن إسرائيل، تريد الاستفادة من الواقع العربي المهلهل، لإنجاز ما يشبه صفقة سياسية.
لماذا؟
لأن العالم، بما فيه الدول العربية والإسلامية، سيتحرك سياسياً، من أجل حراك سياسي نحو عدم العبث بواقع المسجد الأقصى، والذي يعني أنه سيكون من خلال سياق تفاوضي، حيث لا حديث هناك عن أمور غير سياسية.
وإسرائيل تدرك أكثر من غيرها أنها غير قادرة على تغيير واقع المسجد الأقصى كمسجد جامع عربي وإسلامي، لأنها أصلاً محكومة باتفاقية دولية مع المملكة الأردنية الهاشمية، فحين تم توقيع اتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية، كان من الطبيعي التأكيد على الدور التاريخي للأردن. لقد كان المغفور له جلالة الملك حسين رحمه الله يدرك أكثر من غيره تعقيدات قضية القدس، لذلك فإنه بعد فك الارتباط القانوني عام 1987 بين المملكة والضفة الغربية، أبقى على دور الأردن برعاية المقدسات، وقد تعمّق الدور العروبي والإسلامي للأردن حين تم توقيع اتفاقية أوسلو، التي أبقت القدس من ضمن قضايا الحل النهائي، وحين تم توقيع اتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية، كان من الطبيعي الاستمرار بالدور التاريخي للأردن، كدور عربي متقدم في فلسطين.
هناك اتفاقية ملزمة لإسرائيل، ولن تستطيع إسرائيل بسهولة معاداة الملك الذي يؤكد دوماً على القدس في فكر ووجدان الهاشميين. لذلك استطاعت الحكومة الأردنية في أكثر من مرة وقف إسرائيل عند حدودها، حيث تستند المملكة إلى واقع قانوني تدافع من خلاله عن المقدسات في المؤسسات الدولية ومنها اليونسكو.
وبالنسبة للقيادة الفلسطينية، فهي متفقة مع القيادة في الأردن على هذه التفاهمات، فقد فوّض الرئيس أبو مازن الأردن من خلال اتفاقية مكتوبة، لرعاية وحماية المقدسات الفلسطينية، وجاء في ديباجة الاتفاقية أنه سيستمر العمل بها لحين إعلان الدولة الفلسطينية، حيث إنها تؤكد السيادة الفلسطينية على كل أقاليمها بما فيها القدس والمسجد الأقصى. ومعنى ذلك أنه إذا كنا كفلسطينيين غير قادرين على الحركة والفعل في القدس بحكم قيود اتفاقية أوسلو، فإنه يمكن للأردن فعل ذلك، ونحن والأردن الشقيق واحد.
والأردن يؤكد دوماً على أن القدس هي وديعة وأمانة حتى قيام الدولة الفلسطينية، انطلاقاً من الالتزام التاريخي للهاشميين في رعاية الأماكن المقدسة. ونحن نراه دوراً عربياً وإسلامياً، نرجو تطويره لتحقيق حماية هذه الوديعة المقدسة.
لقد تم سلب ثلاثة أرباع القدس عام 1948، وتم سلب أكثر من ذلك من فلسطين، وتم سلب حواضر فلسطين العربية، فلن يكون بسهولة على الشعب الفلسطيني بقبول ما يستثني القدس، والإسرائيليون يعرفون ذلك جيدا، ويعرفون أن تحرير القدس هو تعويض نفسي وروحي للفلسطينيين عما خسروه.
العقل هو ما نحتاجه، في معركتا في القدس، والتي لن تربحها تل أبيب!
ونتنياهو يعرف ذلك تماماً!
والقدس الوديعة، الوادعة ستنتصر.
وديعة المحبة والإيمان.
هكذا هدلت يمامة على المقرنصة السلجوقية باب القطانين...
كلمة الحياة الجديدة - اتقوا الله بشعب فلسطين
بقلم: الحياة – الحياة
سبعة ايام واسرائيل تقصفنا بكل انواع القذائف والصواريخ المدمرة للحياة بكل شؤونها. سبعة ايام جديدة من محاولة اسرائيل المتواصلة لشطبنا من واقع الصراع ومعادلته، ونفينا الى مجاهل العدمية والانقراض، سبعة ايام اسرائيلية بطائرات الموت الحربية لتصفية كل احلامنا وتطلعاتنا، سبعة ايام ولها كل هذا التوحش في القوة الغاشمة تواصله ضدنا، ومع ذلك هي التي تشكونا في اعلامها الرسمي وفي خطابها السياسي وتقدم نفسها كضحية لا تفعل شيئا سوى انها تمارس حق الدفاع عن النفس في مواجهة " صواريخنا " التي تصيب سكانها بالهلع..!! فيصدق المجتمع الدولي في مجلس الامن ادعاءاتها وينحاز لفريتها، فلا يقف ذلك الموقف الجدي والمسؤول لوقف العدوان وحماية الشعب الاعزل .
المعضلة وكما قلنا يوم امس وسنظل نقول ان بعض فضائيات السلعة الاخبارية وبعضها فلسطيني، والتي ارادت يوم امس الأول من كاميرات التلفزة الفضائية ان تتوجه نحو تل ابيب بدلا من أن تطالبها بالتركيز على مشاهد القتل والدمار اليومية في غزة التي تواصل انتاجها طائرات اسرائيل الحربية، المعضلة ان هذه الفضائيات ما زالت توحي في خطابها الاعلامي ان هناك حربا بين طرفين تكاد تكون متوازنة بالرد الصاروخي، والضحايا فلسطينيون فقط فلم نسمع عن قتيل اسرائيلي واحد.
ثم ان هذه الفضائيات تتجاوز على نحو مقصود، سؤال الجدوى في العملية التي قادت الى مثل هذا العدوان الذي يتوغل بعيدا في التوحش، نعني عملية خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم دون ان يكون هناك بيان واحد لمخططيها ومنفذيها يتحدث عن هدفها او اسباب القيام بها في اطار محدد، ومن الواضح تماما اليوم انها لم تكن عملية عبثية ودون غاية سياسية لمن خطط لها ونفذها، وقد سقطت هذه العملية كمثل تفاحة ناضجة بين يدي نتنياهو ليقضمها كما يشتهي بتلذذ رغبته العارمة في ضرب المصالحة الوطنية الفلسطينية، واعادة الوضع في غزة الى ما كان عليه قبلها، وحتى لا تتواصل عزلته الدولية التي كادت تطبق عليه بعد نجاحات وانتصارات الفعل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في اكثر من ساحة وموقع ومحفل دولي. كان مأزق اسرائيل قبل هذه العملية خانقا، لكنها اليوم تخرج من مأزقها بما تعرف من فعل عدواني شرس وقبيح، لايجد اي ردع دولي حقيقي حتى الآن، والعملية تلك دونما اي خطاب سياسي ما يوحي بانها لم تكن اكثر من مؤامرة، والتاريخ سيكشف حتما من حاكها ودبرها.
لا نريد الان ان نبحث في ذلك ولانسعى اليه وانما نريد ونناضل من اجل وضوح الصورة، صورة الدم الفلسطيني الطاهر وهو يسفك دونما هوادة بقذائف طائرات اسراسيل الحربية تارة وتارة بخطابات فضائيات الاعلام السلعوية والشعبوية " الاخوانية " غالبا لعلها تعيد الروح لمشروع الجماعة الذي خر صريعا على ارض مصر الوطنية، ولطالما ان الثمن ليس من كيسها، بل من كيس شعبنا بدمه وبيوته وارضه ومشروعه الوطني ... اتقوا الله بهذا الشعب الذي ما زال ينزف منذ اكثر من خمسين عاما.
مدارات - في مواجهة هذه العربدة
بقلم: عدلي صادق – الحياة
بالحرب التي تشنها على غزة بالتكثيف الشديد للنيران، وعلى الضفة الفلسطينية بمتفرقات نارية وتعديات وتدابير خنق؛ أوصلت إسرائيل المواجهة بينها وبين شعبنا كله، الى نقطة يصعب العودة عنها. فالفلسطينيون - وليس "حماس" وحدها - لم يتبق لهم سوى حياتهم وكرامتهم، وهم مستعدون لأن يقاتلوا بما أتيح لهم من النيران، لكي لا ينجح نتنياهو ويخرج من هذه الحرب، وقد أخذ شيئين فادحين: كسر ضلوعنا، في المقاومة والسياسة، وإدخالنا الى حال الغيبوبة فلا نقوى على الحراك، عاجزين عن طرح متطلباتنا في السلم وهي التي يساندنا فيها عالم البشر ويعارضنا عالم الذئاب. الشيء الثاني هو أن يجعلنا عاجزين عن الدفاع عن النفس في الحرب. وباعتبار أن هذا مستحيل؛ يكون نتنياهو قد صعد الى الشجرة فلا يستطيع النزول عنها سريعاً، لذا سيلجأ الى المزيد من الجريمة والولوغ في دمنا، باستخدام آلة الحرب الفتاكة، التي أمده بها امبرياليون أوغاد، ما زالوا يرون اسرائيل مستضعفة ويتربص بها عالم عربي كبير من الماء الى الماء يريد الإجهاز عليها!
طالما أن ممر نتنياهو وحكومة الاستيطان والتطرف والحرب، هو الذهاب الى الحدود القصوى لجريمة الحرب؛ فإن الفلسطينيين والعرب والعالم، باتوا أمام اختبار صعب، لا تنفع فيه البيانات ولا الإدانات. لا بد من البدء بإجراءات متدحرجة مثلما تتدحرج القذائف، لإسقاط منطق هؤلاء العنصريين والبرهنة لشعبهم على أن حكومتهم ما زالت تُلحق بهم الخسارة تلو الأخرى. ولا خسارة يقتنع بها شعب المستوطنين، ما لم تكن ظاهرة وملموسة ومؤثرة. هناك الكثير من الخطوط التي فتحتها حكومة التطرف والحرب، في العالم العربي، وقد تأسست لهم هوامش ومصالح. هذه ينبغي أن تُقطع فوراً وأن تُستبدل بنقائضها، وليعلم القاصي والداني، أن استمرار الخذلان في العالم العربي، واستمرار أكثرية القوى العظمى في محاباة اسرائيل؛ هو الذي يؤسس للحرب، ويتهدد مصالح الأمم في هذه المنطقة، وليعلم الجميع أن الفلسطينيين لن يعودوا عن قرار الدفاع عن مصيرهم وعن حقهم في الاستقلال والحرية. وستظل المقاومة حاضرة ما لم ينكفئ هذا العدو الجامح، ويلتمس لنفسه طريقاً الى حومة البشر. إننا ندافع عن الآدميين كلهم، ونقف في خندق الدفاع الأول، في معركة البشر مع الكلاب. كان وما زال الأشرف والأوجب والأسلم، أن يقف العالم مع البشر ضد الكلاب المسعورة!
لا نرى منطقاً، فيما قيل حتى الآن عن تهدئة متبادلة. نعلم أن نتنياهو وحكومته، يرون حرجاً في وقف القصف، مع إعادة الأمور الى سيرتها الأولى بإطلاق سراح الذين أعيد اعتقالهم، أو اعتقلوا، وبوقف التعديات في الضفة، على أساس أن وقفها يؤجج المواجهة المرة تلو الأخرى. الضغط العربي والدولي، ربما يساعده، ويجعله يكتفي بالإفلات من عواقب الجرائم التي اقترفها طيرانهم وجيشهم، وإعادة الأمور الى مرحلة أسبق. معادلات السياسة اليوم، تجعله يفلت، لكن سنن التاريخ ليست كمعادلات السياسة. لكل شيء نهاية. وسيكون لعربدة القوة والنار الإغراقية نهايتها. إن ما يحدث اليوم، يتهدد كل العروش والكيانات التي بلا مآثر وبلا مواقف. ليستجمع العرب والفلسطينيون إراداتهم، لمواجهة هذا الوحش الظلامي المنتمي الى عصور ما قبل الكتابة!
نبض الحياة - تقصير مجلس الامن
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
مرة جديدة يسجل مجلس الامن تقصيرا فاضحا في تحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني من ارهاب الدولة الاسرائيلية المنظم، رغم وحشية الحرب المسعورة، التي يشنها على محافظات الوطن الشمالية والجنوبية باشكال واساليب القهر والبطش المختلفة، وذروتها ما يجري في محافظات الجنوب، حيث القصف البري والبحري والجوي للمواطنين العزل، التي ذهب ضحتيها حتى الآن (160) شهيدا و(1070) جريحا خلال خمسة ايام خلت.
المنبر الاممي الاهم يخضع لسطوة الفيتو الاميركي البشع، الذي يحمي دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، رغم جرائم الحرب، التي ترتكبها على مرأى ومسمع كل العالم غير عابئة بشيء، ودون ان يرف جفن لقادتها مجرمي الحرب. والدليل الجديد، استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو قبل عشرة ايام عندما طلبت القيادة الفلسطينية ادانة جريمة اسرائيل بحرق الفتى ابو خضير والتمثيل بجثته، ومارست الضغط على الدول الاعضاء الست لعدم اصدار بيان سياسي يطالب دولة اسرائيل المارقة والخارجة على القانون الدولي بوقف حربها المجنونة، الحرب المتواصلة منذ الثاني عشر من يونيو الماضي، وطالت كل محافظات الوطن مستخدمة ابشع اشكال ارهاب الدولة، وتتصاعد مع كل ساعة ويوم ومضاعفة أعداد الضحايا وعمليات التدمير الممنهج للبنى التحتية ومنازل المواطنين الابرياء.
جاء بيان مجلس الامن قاصرا وباهتا وضعيفا، فلم يطالب اسرائيل المحتلة للارض الفلسطينية، والمستبيحة للدم الفلسطيني، والمرتكبة لجرائم حرب يندى لها جبين البشرية، بوقف حربها المسعورة، بل طالب الجميع بوقف الحرب، مساويا بين الضحية والجلاد، وهاربا من تسمية الاشياء باسمائها؛ ولم يوافق على تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني؛ ولم يقبل تشكيل لجنة تحقيق دولية في قتل وحرق جثة الشهيد أبو خضير وجرائم الحرب في قطاع غزة، التي طالت الاطفال والنساء والشيوخ؛ ورفض تسجيل أي ادانة من اي مستوى لاسرائيل؛ وحتى لم يتطرق لالزام اسرائيل باستحقاقات عملية السلام.
ولا يضيف المرء جديدا حين يعود للتذكير، بان اميركا، هي الراعي الاساسي لعملية السلام، وهي المطالبة بخلق الاجواء المناسبة لاتمام وانجاز تسوية سياسية، تقوم على ركيزة خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967؛ وهي المعنية بحماية مصالحها الحيوية في المنطقة. وفي حال مواصلتها التغطية على جرائم دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، والصمت عن سياساتها الاجرامية وانتهاكاتها الخطيرة لمصالح الشعب الفلسطيني، من خلال استخدامها لحق النقض الفيتو ضد التوجهات الاممية، وممارسة ضغوطها على دول العالم، لمنعها من الانسجام مع روح القانون والشرائع الدولية، فان المنطقة وشعوبها لا محالة متجهة نحو دوامة الحروب والعنف، النتيجة، التي لا تخدم من قريب او بعيد مصالح الولايات المتحدة ولا مصالح شعوب المنطقة والعالم بما في ذلك ربيبتها اسرائيل.
مجلس الامن مرة أخرى يسجل تقصيرا فاضحا ومعيبا بحق دوره ومكانته كمنبر اممي اول، والسبب البلطجة الاميركية في اروقته، وسيفها المسلط على رقبته (المجلس) من خلال استخدامها لحق النقض الفيتو، وضغوطها وارهاب الدولة، الذي تستخدمه ضد الدول الاعضاء في المجلس.
آن الاوان ان تراجع اميركا سياساتها، وتعيد النظر في منطقها، حرصا على دورها ومكانتها الاممية وفي المنطقة خاصة دورها كراع اساسي لعملية السلام، وحتى تعطي بعض المصداقية للفلسطينيين والعرب، الذين لم يروا لليوم سوى الوجه الكريه والبشع للادارات الاميركية المتعاقبة منذ نشوء نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948.
v جريمة نكراء وأياد مشبوهة !!
بقلم: حديث القدس – القدس
v القدس... وأحكام "قراقوش" الإسرائيلية
بقلم: راسم عبيدات – القدس
v مدينة السلام تفتقد السلام
بقلم: راجح أبو عصب – القدس
v غليان في القدس
بقلم: محمد عبيد – القدس
ý عاصفة القدس... نتنياهو ينحني
بقلم: عبد الناصر النجار – الايام
ý عن التحولات الأربعة في علاقة "حماس" بالنظام السياسي الفلسطيني
بقلم: حسين حجازي – الايام
ý ومـــضــــات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
ý حكايتي مع المدرسة الحكومية
بقلم: صلاح هنية – الايام
ý القدس الوديعة
بقلم: تحسين يقين – الايام
§ كلمة الحياة الجديدة - اتقوا الله بشعب فلسطين
بقلم: الحياة – الحياة
§ مدارات - في مواجهة هذه العربدة
بقلم: عدلي صادق – الحياة
§ نبض الحياة - تقصير مجلس الامن
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
جريمة نكراء وأياد مشبوهة !!
بقلم: حديث القدس – القدس
التفجيرات الاجرامية التي استهدفت فجر امس منصة احياء ذكرى الشهيد الرمز الراحل ياسر عرفات ومنازل وسيارات قيادات وكوادر من حركة «فتح» في قطاع غزة تشكيل تطورا خطيرا جدا في مضمونة وتوقيته، خاصة وانها تستهدف احباط الاحتفال بالذكرى السنوي لرحيل القائر الرمز الشهيد ياسر عرفات في الوقت الذي يواجه فيه شعبنا اخطر التحديات التي تفرضها الحكومة الاسرائيلية المتشددة ومتطرفوها في القدس والمسجد الاقصى المبارك الذي بات مستهدفا يوميا من قبل متطرفي اسرائيل بحماية وتشجيع الحكومة الاسرائيلية واجهزتها الامنية، وفي الوقت الذي تواصل فيه اسرائيل ننفيذ مخطط تهويد القدس والبناء الاستيطاني في المدينة وباقي انحاء الضفة الغربية لوأد تطلع الشعب الفلسطيني الى الحرية والاستقلال واقامة الدولة المستقلة .
ومن الواضح ان اسرائيل شنت ولا تزال حربا شعواء ضد المصالحة الفلسطين وتضع الراقيل امام حكومة الوفاق الوطني لانها معنية بالتهرب من الجهود السياسية والاستحقاقات التي يفرضها منطق اقامة سلام عادل وشامل في المنطقة الا ان هذه الحقيقة يجب الا تعفينا من رؤية من يتربص بوحدتنا الونطية في ساحتنا الداخلية او حتي من قبل الكثر من رف اقليمي. وان ما يجب ان يقال هنا ان الايادي المشبوهة التي خططت ونفذت هذه الجريمة النكراء انما تخدم بذلك الاحتلال الاسرائيلي بضعافها ساحتنا الداخلية ومحاولتها ضرب اتفاق المصالحة سواء اكانت تلك الايدي مرتبطة باسرائيل او بأي طرف اقليمي او انها عملت من منطلق ماتراءى لها كمصالح فئوية انانية.
وذاك كان من السابق لإدانة كشف مرتكبي هذه الجريمة وتحديد الطرف او الاطراف التي تقف وراءها فان من واجد حركة حماس التي تسيطر فعليا على الوضع في قطاع غزة ان تعمل كل ما بوسعها للكشف عن مرتكبي الجريمة بالتعاون مع حكومة الوفاق التي يجب ان تزال كل العراقيل امام بمهامها سواء في قطاع غزج او الضفة الغربية.
وحتى يتم تفويت الفرصة على تلك الايادي المشبوهة وحتى لا تتحقق اهدافها فان من المهم الان التقدم خطة اخرى نحو تطبيق اتفاق المصالحة وهي مسؤولية حركتي حماس وفتح بالدرجة الاولى ومسؤولية الكل الوطني عموما. كما يجب ان يكون الرد واضحا بالاصرار على الاحتفال بذكرى الشهيد الرمز ياسر عرفات بما يليق به كقائد للشعب الفلسطيني افنى عمره في انلضال من اجل حرية شعبنا واستقلاله وفجر ثورة شعبنا المعاصرة في وجه الاحتلال ورسخ اسم فلسطين في ضمير ووجدان العالم اجمع، وظل رمزا وقائدا لشعبنا باسره في الوطن والشتات متمسكا بالثوابت الوطنية مهما كان الثمن.
هذا هو الرد الطبيعي على هذه المحاولة الاثمة والجبانة للنيل من وحدتنا الفلسطينية والنيل من رمز كفاحنا الوطني والنيل من قيادات وكوادر حركة فتح التي قادها الرمز الشهيد ياسر عرفات منذ منتصف ستينيات القرن الماضي حتى استشهاده والتي قمدت تضيحات جسام في الطريق نحو الحرية والاستقلال لتصبح فلسطين رقما صعبا يصعب تجاوزه او القفز عنه.
وان ما يجب قوله هنا ايضا ان التحدي الاخطر الماثل امام شعبنا اليوم هو ما يمارسه الاحتلال بحق القدس واهلها وبحق الاقصى المبارك وما يعلنه من مواقف تتنكر لحقوق شعبنا المشروعة ولهذا فان تفويت الفرصة على كل الايادي الشبوهة يكمن في قيام حركتي فتح وحماس بالرد على هذه الجريمة عبر تمتين وحدتنا الوطنية والالتفات الى هذا لتحدي الرئيسي والمضي قدما في مسيرة شعبنا النضالية جنبا الى جنب مع جماهير شعبنا وكل فصائلة والوطنية نحو الحرية والاستقلال... فالايادي الشبوهة لم تستهدف فتح وحدها ولم تستهدف ذكرى الرئيس الراحل ابوعمار بل استهدفت فلسطين ارضا وشعبا وهوية.
القدس... وأحكام "قراقوش" الإسرائيلية
بقلم: راسم عبيدات – القدس
في الفهم لطبيعة الهجمة الشرسة والحرب الشاملة التي تشنها حكومة الإحتلال بكل مستوياتها السياسية والعسكرية والأمنية والقضائية والتشريعية،واجهزتها من شرطة ومخابرات وجيش وبلدية وداخلية ومؤسسات التامين الوطني وسلطة الإذاعة والبث ومصلحة ودوائر الضريبة على سكان مدينة القدس العرب،وكذلك إستهداف المسجد الأقصى بشكل مكثف من خلال الإقتحامات بتنوع وتوزع الأدوار بين الجماعات والمؤسسات والقيادات السياسية والأمنية والدينية التي تقوم بعمليات الإقتحام للأقصى،لا بد من قراءة واقع المجتمع الاسرائيلي،حيث نشهد الان إزاحات كبيرة في المجتمع الصهيوني نحو اليمين الديني والقومي والتطرف والعنصرية،ويبلغ الصراع بين أصحاب النظريتين في المؤسسة الحاكمة والمجتمع الإسرائيلي ذروته،فهناك تيار في الحكومة والمجتمع الإسرائيلي،يرى بأن امن اسرائيل اولاً وأخيراً يجب ان يتقدم على أي هدف آخر،ولكن هناك تيار آخر يبدو أنه اخذ بحسم الأمور والصراع لصالحه،التيار الذي يرى بأن التوسع والإستيطان يجب أن يتقدم على أي هدف آخر.
فهو يرى بأن الفرصة والظروف مؤاتية،لكي تستطيع اسرائيل أن تحقق اهدافها في الإحتفاظ بالأمن والسلام والإستيطان،دون ان تكون مضطرة لتقديم أي تنازل للفلسطينيين،يتضمن انهاء الإحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/1967 وعاصمتها القدس،وهو يرى بان الأمن واحد وليس الوحيد في محركات صنع القرار والسياسة الإسرائيلية،ويستند في ذلك الى ان العرب منشغلين بامورهم الداخلية وحروبهم وصراعاتهم المذهبية والأثنية والطائفية والجهوية،ولم تعد القضية الفلسطينية أولية عندهم،وبالمقابل الحالة الفلسطينية منقسمة على ذاتها وتعاني من الوهن والضعف وغياب الموقف والقرار والرؤيا والإستراتيجية الموحدة،مع غياب العامل الدولي الضاغط على اسرائيل لكي توقف إجراءاتها وممارساتها القمعية بحق الشعب الفلسطيني،او تلتزم بقرارات وقوانين ومواثيق واتفاقيات القانون الدولي والشرعية الدولية.
اليمين الصهيوني صاحب هذه النظرية، وجد بأن فرصته هذه مؤاتية للإنقضاض على مدينة القدس والأقصى،أثناء شن حربه العدوانية الأخيرة في تموز الماضي على شعبنا ومقاومتنا في قطاع غزة،فهو وجد بان الحرب توفر له ضالته بتحقيق هذا الهدف،بسبب تسليط الضوء والإنشغال العالمي والدولي والعربي بالحرب العدوانية على غزة..وبدأ الإحتلال بشن حرب شاملة على القدس والأقصى،حيث وجدنا أن التحريض ضد العرب المقدسيين كان يجري بشكل منسق ومنظم،ويشارك به قمة الهرم السياسي والأمني والمؤسسات التشريعية والقضائية وغيرها،حيث جرت عمليات تعدي واسعة على خلفية عنصرية ضد المواطنين العرب المقدسيين،وجرت محاولات عدة لإختطاف عدد منهم،ولتبلغ الأمور ذروتها بإقدام شلة من زعران المستوطنين في 3/7/2014 بإختطاف الفتى الشهيد محمد أبو خضير،وليتعرض للتعذيب ومن ثم الحرق حياً،ولتكون عملية الإختطاف والقتل العنصرية والكراهية،والتي هي"هولوكست" القرن الواحد عشرين،نقطة تحول على الصعيد المقدسي،فالقدس التي كان يراهن الإحتلال على أنها نتيجة لكل الظروف والعوامل التي ذكرتها ستكون لقمة صائغة يسهل افتراسها،ولكن يبدو بأن اسرائيل لم تات حسابات الحقل على البيدر عندها،فقد ثبت بالملموس بأن الحالة المقدسية بكل مكوناتها ومركباتها جماهيرية وشعبية ووطنية ومجتمعية ودينية ومؤسساتية،عصية على الكسر،بل هي قادرة على الصمود والتحدي وتحقيق إنتصار،رغم كل أشكال القمع والإجراءات والقوانين والتشريعات القمعية والعنصرية التي مارسها واتخذها الإحتلال بحق المقدسيين،حيث كان تاريخ استشهاد الفتى ابا خضير،بداية مرحلة جديدة تؤسس لحالة جماهيرية مقدسية واثبة وصاعدة،ومرجل يغلي ليطلق شرارات هبات جماهيرية متلاحقة تراكم وتبني المداميك لمرحلة قد تتحول مفاعليها الى انتفاضة شعبية جماهيرية واسعة.
صحيح أن الإحتلال أغلق الأقصى أمام المسلمين في ليلة القدر،وفرض قيود مشددة على دخول المصلين للأقصى في رمضان،بحيث لم يسمح لمن هم دون الخمسين وأحيانا الستين بالصلاة في المسجد الأقصى أيام الجمع،وحوصر الأقصى وجرى إقتحامه بشكل شبه يومي،من قبل الجماعات الإستيطانية الصهيونية المتطرفة،بمشاركة شخصيات دينية وسياسية وحزبية واعضاء كنيست ووزراء،بغرض فرض التقسيم الزماني وإيجاد فضاء مكاني يهودي في الأقصى،وكذلك إزداد الإستيطان "توحشاً" و"تغولاً"،في كل احياء القدس وقراها ومخيماتها، بحيث أقرت مشاريع وطرحت مناقصات لإقامة ألآلاف الوحدات الإستيطانية في القدس،وشن الإحتلال اوسع عملية تحريض بحق المقدسيين،سواء عبر مقالات صحفية في الصحف الإسرائيلية،يتقدمهم الصحفي اليمني نداف شرغاي وكذلك "أرييه الداد" بالإضافة لكل جوقة اليمين المتطرف المشارك في الحكم ومن مختلف ألوان الطيف الحزبي"نتنياهو،ليبرمان، بيني بينت،أوري اريئيل،موشه فيجلن،ميري ريجف،والمتطرف غيلك،يسرائيل كاتس،يتسحاق اهرونوفيتش والقائمة تطول،ورغم كل ذلك كانت إرادة المقدسيين على الصمود والتحدي كبيرة، ولتتسع حالة الغليان الشعبي وتتصاعد،حيث كانت إستشهاد محمد الأعرج على حاجز قلنديا،ومن ثم قتل الشهيد محمد جعابيص سائق"الباجر" بدم بارد من قبل شرطة الإحتلال ومستوطنيه،وليلتحق به بعد ذلك الشهيد الفتى الشهيد محمد سنقرط،الذي أطلقت عليه رصاصة معدنية قاتلة .
ومع إزدياد وتصاعد حدة الهجمة الإحتلالية على القدس والأقصى،كانت القدس تنتفض في ثورة لا تهدأ، والإحتلال حاول بكل الطرق والوسائل والإجراءات والممارسات القمعية والعقابية ،ان يخمد هبات المقدسيين المتلاحقة،والتي كانت تاتي في سياق الرد الطبيعي على إجراءاته وممارساته بحقهم،والتي تطالهم في مجمل تفاصيل حياتهم اليومية الإقتصادية والإجتماعية،وكذلك مست بمعتقداتهم ومقدساتهم وشعائرهم الدينية،من خلال محاولة السيطرة على أقصاهم عبر الإقتحامات المتكررة له من قبل الجمعيات الإستيطانية وزعران المستوطنين،وتدنيسهم للأقصى واداء طقوس وشعائر تلمودية وتوراتية في ساحاته،والقيام باعمال فاضحة ومخلة بالأداب والحياء بداخله،ولكي يتصاعد مرجل الهبات الجماهيرية،مع قيام الجماعات الإستيطانية المتطرفة بالإستيلاء على عشرات المنازل المقدسية في وادي حلوة بسلوان،في محاولة جادة لتهويد سلوان،وزرعها بالبؤر الإستيطانية،لكي تكون جسرا يربط بين البؤر الإستيطانية في سلوان مع مثيلتها داخل البلدة القديمة،ولكي تصبح الطريق معبدة للسيطرة على الأقصى...
وهذا دفع لتصاعد حالة الغليان في الشارع المقدسي،فكانت عملية الشهيد عبد الرحمن الشلودي.....ولتتبعها عملية أخرى للشهيد معتز حجازي بإطلاق الرصاص على المتطرف الصهيوني عضو اللجنة المركزية لحزب الليكود "يهودا غليك" الذي كان يقود عمليات إقتحام المسجد الأقصى بشكل شبه يومي،وهو من صعد على قبة الصخرة ولوح بالعلم الصهيوني في تحد سافر لكل مشاعر المقدسيين والمصلين.
الإحتلال ادرك بانه بدأ في فقدان السيطرة على القدس،وبدأت الأصوات تعلو من قبل المجتمع الإسرائيلي ووزير شرطة الإحتلال ووزير الأمن الداخلي ومختلف وزراء وقادة الأحزاب الصهيونية المتطرفة،وكذلك المستوطنين والجمعيات الإستيطانية،من اجل تشديد العقوبات والإجراءات القمعية بحق المقدسيين،وليجري إستنفار شامل لكل أجهزة دولة الإحتلال من شرطة وجيش ووحدات خاصة ومستعربين ومخابرات وأجهزة بلدية الإحتلال ووزارة الداخلية،لكي تنسق عملها وتشارك في الحرب على المقدسيين،حيث قام وزير الأمن الداخلي الصهيوني بعد إطلاق النار مباشرة على المتطرف "غليك" بإغلاق المسجد الأقصى كلياً أمام المصلين المسلمين،وليعاد فتحه عبر قيود مشددة على دخوله واداء الشعائر الدينية فيه،مع إستمرار عمليات الإقتحام للمتطرفين الصهاينة والقادة الإسرائيليين،وكذلك لكي تتمكن من السيطرة على شبان الإنتفاضة واطفال الحجارة، تقدمت وزيرة "العدل" تسيبي ليفني الى اللجنة الوزارية الخاصة بالتشريعات بمشروع قرار يشدد العقوبات على راشقي الحجارة على المركبات الاسرائيلية وقواتها وشرطتها،لعقوبة تصل الى عشرين عاماً،وقد تمت المصادقة على مشروع القرار هذا،ليصار الى عرضه على الكنيست للمصادقة عليه،وليكشف هذا القرار العنصري "القراقوشي" مدى حالة الرعب والخوف والتخبط وفقدان السيطرة والإفلاس التي تعيشها حكومة الإحتلال من الشبان المقدسيين الذين لا يملكون سوى إرادتهم وقناعاتهم وإنتمائهم للقدس وحبهم للأقصى.
ودفع الإحتلال بأكثر من (3000) جندي وشرطي من أجل إعادة السيطرة على المدينة،والإحتلال منذ إنتفاضة الشهيد الفتى أبو خضير في 3/تموز وحتى اليوم إعتقل أكثر من (1000) مقدسي،صدرت بحق أكثر من (300) منهم أحكام،وكذلك صاعد وضاعف من "توحشه" و"تغوله " الإستيطاني بالإعلان عن مشاريع إستيطانية جديدة في القدس المحتلة،وطرح عطاءات ومناقصات لإقامة ألألآف من الوحدات الإستيطانية،وقامت أجهزة البلدية والداخلية المدعمة بالجنود والوحدات الخاصة بحملة هدم لعشرات البيوت المقدسية تحت يافطة وذريعة البناء غير المرخص،وليس هذا فحسب،بل توزعت قوات الإحتلال واجهزته بمختلف تسمياتها على مداخل ومفارق البلدات المقدسية،وشنت حرباً شعواء على المقدسيين،يرافقها في ذلك طائرات سمتية ومناطيد في أجواء أغلب القرى المقدسية مزودة بكاميرات مراقبة،وعمدت الى مخالفة مركبات وسيارات المواطنين المقدسيين القانونية وغير القانونية منها،ولم يسلم المارة والمشاة من تلك الإجراءات،وكذلك جرت محاصرة القرى المقدسية،وشنت عملية توزيع اوامر هدم لما يسمى بالبناء غير المرخص،وشنت عمليات بلطجة و«تقشيط»،لصالح ما يسمى ضريبة "الأرنونا" المسقفات والتأمين الوطني وضريبة الدخل وسلطة البث،وغيرها،وكذلك دوهمت المحلات التجارية،للتأكد من سجلاتها المحاسبية والضرائبية والتراخيص،ولم تسلم تلك المحلات من عمليات التقشيط وفرض الغرامات.
وفي إطار تلك الحرب،فرضت مخالفات على السيارات المتوقفة امام البيوت في أكثر من منطقة (500) شيكل لكل مركبة،وكذلك على سبيل المثال لا الحصر جرى دهم محلات الورود ومصادرة الورد والأزهار في اكثر من محل تحت ذريعة ان مصدرها فلسطيني وليس اسرائيليا،وفي محل تجاري آخر في رأس العامود،طلب من صاحب محل تجاري إزالة صورة شهيد معلقة في محله فرفض،وفرضت عليه غرامة قدرها (500) شيكل،وكان يرفع يافطة عالسكين يا بطيخ،وطلب منه إنزالها فرفض،وفرض عليه غرامة أخرى(500) شيكل،وصاحب بيت فرضت عليه مخالفة لأن الحمام الشمسي غير مركب «بطريقة لائقة»،وصودرت حاويات القمامة من اكثر من بلدة لأن الشبان يستخدمونها في إعاقة حركة الجيش،والمواطن هاني سرور في جبل المكبر،يملك بيت عظم بالقرب من مستوطنة "ارمون هنتسيف" استخدمه الجيش من أجل مراقبة شبان الحجارة،فقام بوضع حماية عليه لمنعهم من استخدامه،فحضرت البلدية والشرطة وقالت له بأن امام البيت أتربة واوساخ عليه ان يزيلها والإ سيدفع غرامة(4000) شيكل،ولترتفع مع كل تأخير الى عشرة ألآلاف شيكل،وغيرها عشرات الحوادث المشابهة.
ومع تصاعد عمليات الإقتحام من قبل القيادات الاسرائيلية والجمعيات الإستيطانية والمستوطنين،كانت عملية الشهيد ابراهيم العكاري،والتي استتبعها الإحتلال بحملة تصعيد ضد المقدسيين،حيث المكعبات الإسمنية وضعت على مداخل العيساوية والمكبر وغيرها من اجل إغلاقها ومحاصرتها.
الإحتلال فقد صوابه ووصل مرحلة الجنون والإفلاس،وهو لن يتورع عن إستخدام كل الوسائل وإجراءات القمع من اجل إستعادة السيطرة على الوضع وإخضاع المقدسيين،فهو يعتقد بأن الظرف مؤات لتنفيذ مخططاته،والقدس يجب ان تتهيأ للسيناريوهات الأسوأ.
مدينة السلام تفتقد السلام
بقلم: راجح أبو عصب – القدس
للقدس ميزة خاصة تتميز بها عن سائر مدن العالم , ذلك انها تجمع بين مهد الديانات السماوية الثلاث وتراث الحضارات المختلفة التي استوطنتها , وتركت فيها اثارها ومعالم حضارتها , ولذا تهفو اليها قلوب ملايين المؤمنين في انحاء العالم كافة , اذ انهم يعتبرون زيارتها والحج اليها والصلاة في اماكنها المقدسة , والتبرك بمعابدها والدعاء فيها امنية الاماني ورغبة الرغبات, كما ان عشاق التراث والحضارات القديمة والتاريخ الموغل في القدم يعشقون زيارتها ويرغبون في السير في ازقتها القديمة وحاراتها وشوارعها وتمتيع ابصارهم بمعالمها التاريخية المختلفة , التي هي نتاج الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها خلال قرون طويلة من الزمن .
وهي مدينة السلام , حيث منها انطلقت الديانات السماوية التي حمل رسلها دعوات السلام والمحبة والتعاون الى كافة ارجاء العالم , ولأن منبع الرسالات السماوية واحد ودعواتها واحدة , وهي عبادة الله – سبحانه وتعالى- الذي خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ويتراحموا ويتعاونوا , لا ليتقاتلوا ولا يسفكوا دماء بعضهم بعضا : " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " .
فالله – عز وجل- خلق البشر جميعا من اصل واحد , من اب واحد وام واحدة , فهم جميعا اخوة في الاصل والانتماء , والديانات واحدة , وان اختلفت الشرائع في تلك الديانات , تبعا لاختلاف الزمان والمكان والاقوام الذين ارسل اليهم اولئك الرسل – عليهم السلام - .
ومع ان مدينة القدس يجب ان تكون مدينة السلام وعاصمة التعايش بين الديانات السماوية الثلاث , الا انها ولشديد الاسف تفتقد السلام الذي تحمل اسمه , حيث حل العنف والعداوة والبغضاء محل السلام والمحبة والاخاء والتعاون , وذلك لأن طرفا يريد ان يستأثر بها لنفسه , ويفرض سيطرته عليها , ويغير معالمها التاريخية وطبيعتها الدينية , ويبدل تركيبتها السكانية , ويعبث بمقدساتها ويغير الانظمة المتبعة في تلك المقدسات , والمتعارف عليها منذ قديم الزمان والتي كانت مصونة ومحترمة عبر ذلك الزمان .
ومن تلك المقدسات عظيمة الحساسية والتي لا يجوز العبث بها , وعدم انتهاكها , ولا تغيير طابعها الاسلامي المسجد الاقصى المبارك , الذي هو ثالث اقدس مقدسات المسلمين , بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة , ذلك انه قبلة المسلمين الاولى التي استقبلوها ستة عشر شهرا في صلاتهم , قبل ان يؤمروا بتحويل القبلة شطر المسجد الحرام , وهو موطن الاسراء والمعراج , اليه اسرى رسولنا الاكرم محمد – صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام , ومنه عرج الى السموات العلى الى سدرة المنتهى , حيث رأى من آيات ربه الكبرى , وهو ارض المحشر والمنشر.
ولحساسية المسجد الاقصى المبارك , فان وزير الدفاع الاسرائيلي موشي ديان عندما دخل جنوده المسجد في الخامس من حزيران عام 1967 ورفعوا العلم الاسرائيلي فوق قبة مسجد الصخرة المشرفة , امرهم بالاسراع بانزال ذلك العلم , لعدم استفزاز ملايين المسلمين في بقاع الارض المختلفة , كما انه اوكل ادارة الحرم القدسي الشريف بما يضم من المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة المشرفة وساحات ومصاطب الى دائرة الاوقاف الاسلامية , ومنع اليهود من دخوله والصلاة فيه , كما ان كبار حاخامات اليهود في ذلك الوقت افتوا بعدم دخول اليهود الى الحرم وعدم الصلاة فيه , وكانت سياسة ديان ومن ورائه رئيس الحكومة انذاك ليفي اشكول وبقية وزراء الحكومة تتصف ببعد النظر في هذه القضية شديدة الحساسية , وكانوا يريدون تجنب اية حروب دينية تعرف بداياتها ولكن لا احد يعرف نهاياتها ومن شأنها, لو نشبت , ان تأكل الاخضر واليابس , وتحصد ارواحا كثيرة , وتسفك دماء غزيرة .
وعندما وقع العاهل الاردني الراحل الملك الحسين بن طلال ورئيس وزراء اسرائيل اسحاق رابين اتفاقية وادي عربة في عام 1994 , فان رابين وافق على ان تكون حكومة المملكة الاردنية الهاشمية هي المسؤولة عن رعاية الاماكن المقدسة , بما فيها الحرم القدسي , في مدينة القدس , وذلك لأن للقدس بصورة عامة والمسجد الاقصى بصورة خاصة منزلة اثيرة في نفوس الهاشميين , وهي توازي منزلة العاصمة الاردنية عمان .
ومن هنا كانت وصية جدهم الاكبر مفجر الثورة العربية الكبرى ان يدفن في رحاب المسجد الاقصى المبارك , وقد توارث ملوك الاسرة الهاشمية الكريمة هذه العناية الخاصة بالمسجد الاقصى والقدس , وكانوا حريصين وما زالوا على المحافظة على الحرم القدسي الشريف وما يضم من مساجد وساحات والحفاظ على بقاء الوضع القائم على ما هو عليه منذ مئات السنين .
وقد حافظ العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني على العهدة الهاشمية للقدس ومسجدها الاقصى المبارك , وسار على سنة والده وجده المؤسس الملك عبد الله الاول في الرعاية الهاشمية للمسجد الاقصى , وفي هذا السياق وقع مع الرئيس محمود عباس في الحادي والثلاثين من اذار عام 2013 اتفاقية تاريخية اكدت ان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني هو صاحب الوصاية على الاماكن المقدسة في القدس الشريف , وان له الحق في بذل الجهود القانونية للمحافظة عليها خصوصا المسجد الاقصى الذي عرفته الاتفاقية على انه كامل الحرم القدسي الشريف .
وقد اضطلع العاهل الاردني بما جاء في هذه الوصاية خير اضطلاع وقد تجلى ذلك مؤخرا , حينما قامت الشرطة الاسرائيلية , باغلاق الحرم القدسي الشريف تماما امام جميع المصلين المسلمين , في اعقاب محاولة اغتيال الحاخام المتطرف يهودا غليك , وذلك في التاسع والعشرين من تشرين الاول الماضي , حيث اكد وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد الموفي " ان الملك عبدالله الثاني قام بخطوات عديدة لتوضيح الموقف الاردني الرافض لاغلاق الحرم القدسي الشريف , الامر الذي ادى الى تغيير القرار الاسرائيلي واعادة فتح الحرم القدسي مجددا عقب يوم من اغلاقه .
وقد اثارت الانتهاكات الخطيرة للمسجد الاقصى على يد متطرفين يهود قلقا فلسطينيا وعربيا ودوليا , حيث اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري عن قلقه من تصاعد التوترات في القدس , وحث اسرائيل على اعادة فتح الحرم القدسي امام المصلين المسلمين , وقال في بيان اصدره : انه من الحيوي للغاية ان تمارس جميع الاطراف ضبط النفس , وان تمتنع عن الاعمال والتفوهات الاستفزازية , وان تحافظ على الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف بالاقوال والافعال. كما ان الاتحاد الاوروبي ومنظمة اليونسكو دعوا الى ابقاء الوضع في المسجد الاقصى على ما هو عليه منذ العام 1967 .
وقد احسن نتنياهو صنعا عندما حث يوم السبت الماضي , اعضاء الكنيست على التحلي بضبط النفس فيما يخص المسجد الاقصى والتحلي بالمسؤولية , واعلن ان اسرائيل لا تنوي تغيير الوضع القائم في المسجد , رغم ان نشطاء من اليمين الاسرائيلي المتطرف واعضاء كنيست يلحون بشدة من اجل السماح لليهود بالصلاة في المسجد الاقصى , ويرفضون دعوات نتنياهو للتهدئة , ولعل اشد التصريحات تطرفا ما صرح به وزير الاسكان في حكومة نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي وهو اوري ارئيل حيث دعا الى هدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل المزعوم مكانه .
ان من واجب نتنياهو وكل العقلاء في اسرائيل وقف كل محاولات نشطاء اليمين الاسرائيلي المتطرف عند حدهم , كما ان على نتنياهو ان يمنع اعضاء حكومته من الادلاء بتصريحات من شأنها صب الزيت على النار مثل تصريحات وزير الاسكان الاسرائيلي الداعية الى هدم المسجد الاقصى المبارك واقامة الهيكل المزعوم مكانه .
ان اخر ما يريده العقلاء في هذه المنطقة المضطربة والمشتعلة وفي العالم كله اشعال حرب دينية تأكل الاخضر واليابس , ولا يعرف احد نتائجها المدمرة , ولا يستطيع احد ايقافها . وقد ابدت القيادة الفلسطينية حرصها الشديد على عدم تصعيد الامور في القدس , واعتبرت دعوة نتنياهو اعضاء الكنيست الى التهدئة فيما يخص المسجد الاقصى خطوة في الاتجاه الصحيح , ودعت الى ضرورة استمرار العمل على ايجاد اجواء التهدئة , وحذرت من ان الانتهاكات والاستفزازات من المتطرفين ستؤدي الى نتائج خطيرة ستنعكس على المنطقة باسرها , وتؤجج حالة عدم الاستقرار في المنطقة وهذا ما لا نريده .
وفي ذات السياق فان الرئيس محمود عباس قال يوم الاحد الماضي , خلال ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير : " انه فيما يخص القدس والمسجد الاقصى فاننا مع التهدئة ؟ حتى لا تصل الامور الى ما لا نستطيع تحمله , واضاف : هذا موقفنا بالاساس , ونحن ندعو الى التهدئة , ونرجو ان تتم التهدئة , وان نحافظ على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف كما هو عليه , واكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة ان الوفد الفلسطيني الذي التقى مؤخرا وزير الخارجية الاميركي جون كيري في واشنطن بحث امكانية ايجاد مناخ مناسب لتهدئة الامور .
وازاء هذا الموقف المتعقل من القيادة الفلسطينية فان من واجب القيادة الاسرائيلية والادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي السعي الجاد لوضع حد للتوتر في المدينة المقدسة , ووقف كل دعوات التطرف والاستماع الى صوت العقل , فان مدينة السلام التي تفتقد السلام اليوم هي بأمس الحاجة الى السلام , ذلك ان هذا السلام هو مصلحة اسرائيلية واميركية واوروبية وعالمية بذات القدر الذي هو مصلحة فلسطينية , والله الموفق .
غليان في القدس
بقلم: محمد عبيد - القدس
لم تتوانَ سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن رفع مستوى الغليان الشعبي الفلسطيني، من خلال التصعيد غير المسبوق الذي تنتهجه إلى جانب مستوطنيها الأشد تطرفاً تجاه مدينة القدس المحتلة ومقدساتها، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، الذي لم تحفظ له حرمة ولم تتورع عن منح جنودها ، أمراً غير مقيد، باقتحامه لمواجهة القلة المرابطة فيه .
"بساطير" جنود الاحتلال دنست المسجد وأسلحتهم أطلقت العنان لذخيرتها داخل صحنه، لتواجه عدداً قليلاً من الفلسطينيين المرابطين داخله، الذين تحدوا هذه الهجمة المنفلتة من كل عقال، وألفوا أنفسهم وحيدين من غير أي دعم شعبي، في ظل تشديد سياسة خنق الحرم القدسي التي تتبعها سلطات الاحتلال منذ مدة، ومع تصاعد وتيرة المشروع التهويدي، ووصولها إلى نقطة خطيرة، ولحظة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية بشكل عام .
ما من منطقة في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة غير مهددة أو لم تطلها آلة الاحتلال سواء بالتدمير أو المداهمات أو القتل أو عمليات الاعتقال ، وغيرها من أساليب الجيش في مواجهة الحق الفلسطيني، والحقيقة التي يريد الصهاينة لها أن تغيّب أو تطمس، أو ينصرف العالم عنها في ظل انشغاله بالكثير من المآسي والتحديات، التي بات واقعاً أن إسرائيل متورطة بشكل أو آخر في خلقها وإشعالها، وجعلها أزمات كبرى .
وأمام واقع يريد الاحتلال أن يثبته على الأرض، ينطلق من قاعدة أن لا شيء يردعه عن جرائمه، ولا أحد يستطيع عرقلة مخططاته الهادفة إلى القضاء على الفلسطينيين وقضيتهم، يبدو العالم الغارق أكثر فأكثر في تفاصيل أزمات لا تكاد تحصى، محاولاً أن يلتقط أنفاسه في ظل تسارع الأحداث وعجزه عن مجاراتها، ما يعني أن قضايا كثيرة ستغيّب أو توضع "على الرف" حتى حين، وليس هناك في العالم من هو أبرع من اسرائيل في استغلال هذا الوضع، وتجييره لمصلحة تنفيذ مخططاتها، ورفع وتيرة الاستهداف .
كثير من المراقبين والمحللين أشاروا بلهجة تحذيرية إلى إمكانية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، يكون الأقصى عنوانها للمرة الثانية، بعد انتفاضة الأقصى الأولى التي اندلعت أواخر ايلول من عام ،2000 وهذا ليس مستبعداً، أو بالأحرى هذا ما بدأنا نشهده مع تصاعد حدة المواجهة بين الكثرة المدججة بأحدث الأسلحة وأشدها فتكاً، والقلة المضطهدة التي لا تمتلك إلا إرادة وعزماً على الاستمرار في النضال المشروع ضد هذا الاحتلال .
ليست العبرة في المسميات، فسواء سميت انتفاضة ثالثة أو هبّة جماهيرية شعبية جديدة، وسواء أعطيت رقم ثلاثة أو أربعة أو خمسة، فهي لن تكون أمراً جديداً على الفلسطيني، الذي خاض على امتداد عقود مظلمة من الاحتلال والقهر، مئات المعارك وآلاف المواجهات، وصمد في وجه عدد لا متناهٍ من سياسات القهر والسلب والتدنيس والتهويد، ويعلم يقيناً أنه لا بد من الاستمرار في المواجهة حتى النهاية .
الحالة الفلسطينية هي حالة انتفاضة دائمة، لا تتوقف ولا تخدّرها الوعود الدولية بالتوصل إلى حلول، فالوجدان الشعبي الفلسطيني يدرك تماماً أن الاحتلال ليس معنياً بأي حل سلمي، ولا يرى ذلك إلا وسيلة أخرى للمضي في مخططاته ومشاريعه، للوصول في نهاية المطاف إلى تجريد الفلسطيني من حقوقه الثابتة، وهذا ما لن يكون.
عاصفة القدس... نتنياهو ينحني
بقلم: عبد الناصر النجار – الايام
ركزت الصحف الإسرائيلية في مقالاتها أمس على أحداث القدس، معتبرة أن ما يحدث فيها هو انتفاضة ثالثة لا يعلم أحد مدى اتساعها. كتاب مقالات اتهموا اليمين الإسرائيلي بإشعال نار القدس من خلال تصريحاتهم وأعمالهم الاستفزازية وخاصة الاقتحامات الاستعراضية للمسجد الأقصى.
الأخطر بالنسبة إلى الإسرائيليين هو اكتشافهم أن سياستهم تجاه المقدسيين قد فشلت من خلال محاولات فصلهم عن شعبهم الفلسطيني... ولعل محاولات الإغراء وتمييز المقدسيين من خلال منحهم بعض التسهيلات سواء في مجال الحركة أو العمل قد أثبتت اليوم فشلها، لأن الفلسطيني يظل جزءاً من شعبه والإغراءات الاقتصادية مجرد وهم سينتهي في لحظة ما.
اليوم تعترف قيادات إسرائيلية بأن تشديد العقوبات بحق الفلسطينيين في القدس سواء بالاعتقال أو الغرامة المالية أو محاولات الإبعاد عن المدينة لن يزيد الأوضاع إلا اشتعالاً، وأن هذا الحل هو وصفة جديدة لصب الوقود على نار الهبة الفلسطينية المشتعلة في أحياء القدس.
منذ بدأ الاستفزاز الاستيطاني في الحرم القدسي واستخدام كل الأساليب لإثارة الفلسطينيين في الأقصى، التزمت القيادة السياسية الإسرائيلية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو الصمت، بل وشجعت ذلك في أحيان كثيرة بطريقة غير مباشرة من خلال تصريحات هي أقرب إلى الدعاية الانتخابية.. ولعلها كانت تراقب على قاعدة إذا نجح الأمر وشكل واقعاً جديداً في الحرم القدسي فهو أمر جيد وإذا حصل تطور ما فيمكن التراجع.
نتنياهو لم يتوقع تدحرج كرة الثلج المقدسية بهذا الشكل، وهو يعلم الثمن الذي دفعه في معركة النفق، ولهذا أدرك أنه لن يستطيع الوقوف أمام تسارع العاصفة التي هبت في القدس في ظل وضع خارجي متأزم سواء مع واشنطن أو الاتحاد الأوروبي، وتصاعد ردود الفعل العربية رغم الظروف التي تمر فيها المنطقة.. ولهذا كان لا بد له من الانحناء أمام العاصفة.. كي تمر بأقل خسائر ممكنة. ولكن انحناء نتنياهو أمام عاصفة المقدسيين لا يعني بالمطلق تغيير أفكاره.. ولعل تأكيده للعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين خلال اتصال هاتفي قبل يومين أن الأوضاع في الحرم القدسي ستبقى على حالها هو جزء من سياسة الانحناء في هذا الظرف.
لم يقتصر الانحناء على نتنياهو، فالرئيس الإسرائيلي أيضاً وبصفته أحد أعضاء الليكود.. بدأ منذ أيام حملة للاتصال مع المستوطنين الذين يواصلون عمليات الاقتحام الاستعراضية، طالباً منهم التوقف ولو جزئياً في الوقت الراهن.
إذن هي قوة الفعل الفلسطينية على المستويات كافة.. أولاً: قدرة المقدسيين على المواصلة، وعدم إبداء أي إشارات ضعف رغم قمع الاحتلال، وثانياً: موقف الجماهير الفلسطينية في كل أماكن وجودها في فلسطين التاريخية أو في الخارج، وثالثاً: موقف القيادة الفلسطينية الثابت والمؤيد بشكل مطلق للفلسطينيين في القدس وحقهم في الدفاع عن المقدسات والوجود الفلسطيني في العاصمة الأبدية.
بقوتنا الجماهيرية ومواجهتنا الشعبية أجبرنا نتنياهو على الانحناء.. وهذا درس يجب تعلمه.
عن التحولات الأربعة في علاقة "حماس" بالنظام السياسي الفلسطيني
بقلم: حسين حجازي – الايام
على مدى الأعوام العشرين الماضية منذ تأسيس السلطة الفلسطينية في مثل هذا الوقت من العام 1994، مرت العلاقة أو لنقل الأدوار السياسية لحركة حماس في علاقتها بالسلطة او النظام السياسي الفلسطيني الحديث، بأربعة تحولات او تقلبات، أرى اليوم انه يجب العودة اليها لاستخلاص معالم الخبرة التاريخية لهذه التجربة، في محاولتنا اليوم الإجابة على ذات السؤال الذي طرح صيف العام 1994، على أعتاب التحول الكبير في مسار القضية الفلسطينية بإنشاء اول سلطة وطنية على أجزاء من أرض فلسطين.
اي علاقة بين السلطة الجديدة و"حماس" بعد هذا التحول واي دور لهذه القوة الوازنة والصاعدة في ذلك الوقت ؟ وهي لم تتجاوز عامها السابع، طفولتها ان شئتم، ولكنها أيديولوجية حتى العظم، وتفتقر الى الحد الأدنى من الحس السياسي البراغماتي الذي كان يمكن بالاستناد الى خبرة ودهاء عرفات، ان يسهم بإنتاج نوع من الملاءمات المتبادلة، والتي تنحو بدورها للتوصل الى صيغة او تسوية ما للاتفاق على شراكة وطنية داخلية.
وهكذا لعلنا نشير هنا الى ان الخبرة الأولى لهذا الدور في غضون السنوات الست الأولى من عام 1994 حتى العام 2000. هي المعارضة للسلطة من موقع استمرار القيام بعمليات عسكرية مسلحة لإفشال المفاوضات بين عرفات ورابين، التي كانت تحقق تقدما في ذلك الوقت. إن التحول الثاني والذي سوف يستغرق نفس المدة تقريبا من العام 2000 اندلاع الانتفاضة الثانية حتى العام 2006، بإجراء الانتخابات التشريعية بمشاركة "حماس" لأول مرة. وكان يغلب على هذا التحول محاولة "حماس" الخروج من انغلاقها السابق ومعارضتها المجردة، مع بداية ظهور علامات وان لم تكن واضحة ومكتملة لنضوج سياسي في البحث عن ملاءمات سياسية مع عرفات، أولا عبر هذا التحالف غير المعلن من جانب الطرفين في استخدام عرفات قوة "حماس" من وراء الستارة، خلال سنوات الانتفاضة المسلحة حتى اغتيال عرفات، وبعد ذلك البحث عن موقع ودور في بنية السلطة بالشراكة مع ابو مازن و"فتح". والدور الثالث هو حسم السيطرة على السلطة في غزة والدخول فعليا في الانقسام الداخلي من العام 2007 حتى التوصل الى المصالحة في نيسان الماضي من هذا العام. وهذه المرحلة او التجربة الأخيرة الانفراد في حكم غزة هي التي تؤسس فيما بعد للدور المقبل لـ "حماس".
ولكن قبل محاولة استشراف ملامح هذا الدور او ما يمكن ان نسميه التحول الرابع، وخصوصا بعد الحرب الأخيرة التي كانت "حماس" بامتياز هي الطرف الرئيسي فيها، دعونا نتوقف عند بعض الملاحظات فيما يخص هذه الخبرة الماضية والمشار إليها، بالنظر الى ان هذه الملاحظات هي التي تكون ما نعتقده عناصر النظرية التي تحدد توجهات "حماس" او طريقة تفاعلها او استجابتها للتحديات او الأزمات الناشئة، وهذه الملاحظات يمكن تلخيصها على النحو التالي:
ان "حماس" تملك مرونة واضحة في استعمال أوراق القوة لديها، استعمال توازن القوة العسكري هنا تحديدا كاتجاه شامل في استراتيجيتها، لتكيف هذه الاستراتيجية مع الدور المحدد الذي تحدده لنفسها في كل مرة، وهكذا اذا كان البارز في الدور الأول هو المقاومة المسلحة المؤطرة في سياق استراتيجية معارضة من خارج السلطة، أي أن اللاعب الرئيسي ومن له الكلمة هنا هو كتائب القسام اي الجناح العسكري، فإنه منذ حسم السيطرة على السلطة بالقوة العسكرية، فإننا يمكن ان نلحظ وان تبين ذلك فيما بعد، على انه انطباع مضلل. تراجع هذا الدور العسكري لمصلحة دور سلطوي دولاني بما يشتمل عليه ذلك من ممارسة الحكم السلطوي الفعلي وعقد التحالفات الإقليمية.
ان "حماس" سوف تواجه الانسداد السلطوي بداية العام 2014، بالتخلي عن هذا الدور والمصالحة مع "فتح" والسلطة في رام الله، وهذا الخيار صمد في الحرب الأخيرة. لكن السؤال اليوم : ماذا بعد الحرب اذا كانت الحرب الأخيرة سوف يقدر لها ان تغير الواقع السياسي برمته ؟.
والراهن ان هناك سيناريو واحداً سوف يحدد او يشكل اطار الدور المقبل لـ "حماس" في التشكيل المجمل والعام للنظام السياسي الفلسطيني، وهذا السيناريو المرن قوامه مواصلة التعاون او الشراكة، ولكن في الوقت نفسه عدم التخلي عن الصراع والمنافسة لتمرير قطوع ما خلفته الحرب من دمار، وهو حمل لا تستطيع "حماس" التصدي له. وهنا قد نشهد مرة أُخرى انزياح وتراجع الدور العسكري لمصلحة السياسي، ولكن في إطار الحفاظ طوال الوقت على قدر من التأثير، بحيث إن خرجت "حماس" من الحكومة في الشكل او الديكور الخارجي لا تفقد القدرة على ان تكون طرفاً وازناً في الحكم.
والواقع اذا قدر للفلسطينيين إجراء الانتخابات مجددا وكما هو متفق عليه، فإن "حماس" قد تراهن على فوز جديد بعد ان كانت شعبيتها قبل الحرب متدنية، ولذا فإن نتائج الحرب سوف تكون حاسمة ومحددة هنا. ولكن من المتوقع ان أداء الرئيس ابو مازن ونجاحه في الظهور باعتباره العنصر الرئيسي، الذي يستطيع ان يشكل نقطة التقاء توازن المصالح بين جميع الأطراف، واستثمار نتائج الحرب لإعادة وضع المشروع الوطني الفلسطيني على سكة جديدة بدعم أميركي وأوروبي وإقليمي، انما هو الذي سيظهر الصورة على نحو أوضح بشأن وجهة السفر القادمة، وإعادة تركيب التوازنات الفلسطينية الداخلية من جديد.
لقد حاربوا بشجاعة ونظرية قتال مبتكرة أدهشت شعبهم والعالم، وكانوا في ذلك يصنعون بطولة لهم ولشعبهم، وهذا سوف ينعكس على شعبيتهم التي تبلغ اليوم مستوى غير مسبوق، ولكنني اظن ان "حماس" استطاعت أن تصنع البطولة الشعبوية، ولكن الرابح الأكبر في هذه الحرب هو الرئيس أبو مازن. وعليه اليوم فإن اختبار جماع قدرة الفلسطينيين على تسوية هذه المعادلة، هي في كيفية إيجاد صيغة من التوازن الرقيق او القلق ولكن المسيطر عليه والمنضبط، بين شقي هذه المعادلة : السياسية والشعبوية، وصهر هذا التعارض في اطار استراتيجية موحدة قادرة على الاستثمار، دون تعريض هذا التوافق الفلسطيني الذي ظهر في أبهى صوره في الحرب لأي اهتزاز، وهي لحظة حاسمة لإثبات جدارة القيادة كما قوة التحالفات كما القدرة على التفوق فوق كل التناقضات، وإدارة هذا التوازن الخلاق بين الفرص والمخاطر.
ومـــضــــات
بقلم: وليد بطراوي – الايام
عبرة للمستقبل
لا أدري ان كان سيتمكن الجريح ايهاب سحويل من قراءة هذه الكلمات يوماً ما، ولا ادري ان كانت ستظهر هذا الصباح وهو على قيد الحياة. فقد تدهورت حالته الصحية مساء الأربعاء الماضي، اي بعد 24 ساعة من نقله الى احد مراكز التأهيل في بيت جالا، ما اضطرهم الى نقله ظهيرة الخميس الى احد المراكز في تل ابيب، ولكن حالته الصحية تدهورت وهو في الطريق، ما استدعى نقله الى مستشفى "هداسا عين كارم"، حيث ما زال يرقد هناك. عندما اثرنا وزميلي ايهاب الجريري قضية نقله الى بيت جالا، وقلنا ان هذا القرار كان خاطئاً، لم يكن هدفنا ان نقلل من شأن مركز التأهيل هناك، ولكننا وبعد التحدث الى عدد من الاطباء الذين اطلعوا على التقارير الطبية أكدوا ان جاهزية مركز التأهيل في بيت جالا لا تستطيع التعامل مع هذه الحالة بسبب تعقيداتها. وبعد إثارتنا هذه المسألة تدخل دولة رئيس الوزراء شخصياً وتم إصدار تحويلة الى مركز "يرعوت الطبي" مساء الثلاثاء. وعندما حاول عمه الذي يرافقه نقله الى هناك يوم الاربعاء، تذكر المسؤولون انهم بحاجة الى تنسيق من "ايريز"، وكأن هذه هي المرة الاولى التي يتعاملون مع مثل هذه الحالة. وبالتالي كان عليهم الانتظار يوماً إضافياً، وفي هذه الأثناء تدهورت حالة ايهاب سريعاً. الاعمار بيد الله، ونتمنى له الشفاء العاجل واجتياز مرحلة الخطر، لكن باعتقادي ان العامل البشري قد ادى الى ما وصلنا اليه. لقد كان بالإمكان إصدار تحويلة العلاج الى "يرعوت" والسفر مباشرة من مستشفى المقاصد دون الحاجة الى المرور ببيت جالا وبالتالي اصدار تصاريح خاصة وتنسيقات من "ايريز" وخاصة ان التوصيات الطبية كانت تقول ان المراكز الفلسطينية لا تستطيع التعامل مع حالته. قد لا ينجو ايهاب سحويل، وقد يقول قائل إنه أصلاً لم يكن هناك أمل بنجاته، وان مسألة بقائه على قيد الحياة هي مسألة وقت، ولكن ما يهمنا هو انه كان بالإمكان التعامل مع هذه الحالة بشكل افضل وبقرارات احكم، ربما كانت قد قللت من الأضرار، ما يهمنا ان لا تتكرر مثل هذه الأخطاء وان تكون قرارات التحويلات مناسبة ولمن يستحقها.
"مش على راسنا"
وصلت الى إحدى الوزارات، وبينما كنت ادخل الى المبنى، لاحظت مركبة تابعة للوزارة قد سدت الممر الخاص بالأشخاص ذوي الاعاقة. امتزجت مشاعري، فقد كنت سعيداً لوجود هذا الممر الخاص، لكن سرعان ما أبديت امتعاضي من إغلاقه بمركبة، وليست اية مركبة، بل مركبة الوزارة. ابديت هذه الملاحظة الى الموظفة التي كنت على موعد معها، وهي بدورها اتصلت، وعلى مسمعي، بأحد الموظفين ونقلت له الرسالة. فكان رد الموظف "إذا السيارة مسكرة الممر، وبيجي حد من ذوي الاعاقة بنحمله على روسنا".
مررت لي الموظفة الرسالة ونقلتها حرفياً، فما كان مني الا ان اجبت وبغضب "دشرك من الحكي الفاضي، لا على راسك ولا على راسي، حركوا السيارة، بدل ما تعترفوا بالخطأ وتوعوا الموظفين وتقولوا لهم مش لازم تسكروا الممر، بتبرروا اعمالهم وبتضحكوا علينا بكلمتين، قال على راسنا قال!"
سخافة
يتهمنا البعض بأن ما نقوم به هو "سخافة" وليس "صحافة" وذلك في تعقيبهم على ما نكتب والقضايا التي نطرحها، وخاصة تلك التي نحاول تسليط الضوء عليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، كأن نتحدث عن بعض الممارسات مثل إلقاء أكياس الزبالة في غير اماكنها، او الوقوف في الممنوع وغيرها من القضايا التي لا تعتبر "مصيرية". قد يكون ذلك أمراً سخيفاً بالنسبة للبعض، لكن برأيي المتواضع ان الوصول الى القضايا "المصيرية" يكون بداية من تلك "السخيفة" وخاصة اننا نستطيع التغيير في ما هو "سخيف" وقد لا نستطيع في ما هو "مصيري". فمثلاً عندما وضعنا صورة للقمامة المتكدسة في شارع القدس مقابل المبنى الرئيسي لجمعية الهلال الأحمر، سارع الشبان في مخيم الامعري للاتفاق مع وكالة الغوث على تنظيف المكان وطلاء الجدران. وبالتالي استطعنا صنع التغيير، ولو كان بسيطاً و"سخيفاً" للبعض. فإذا كانت "السخافة" طريقنا للتغيير فأنا "السخيف الأول"!
شيقل زيادة
في دوائر الترخيص التابعة لوزارة النقل والمواصلات يدفع المواطن شيقل واحد زيادة عن كل معاملة، دون ان يحصل على وصل يفيد بانه دفع هذا الشيقل. فعلى سبيل المثال رسوم تجديد الرخصة الشخصية هو 200 شيقل، ولكنك تدفع 201 شيقل، ويكتب في الرخصة انك دفعت 200 شيقل. السؤال اولاً لماذا الشيقل الزيادة؟ وكم شيقل زيادة يدخل الخزينة يومياً؟ واين تذهب؟ ولماذا لا يتم قطع وصل بالشيقل الزائد؟ من حق المواطن ان يحصل على وصل لكل شيكل يدفعه اينما كان.
لو كنت مسؤولاً
لما انشغلت بالزيارات الميدانية اليومية التي تكون بمعنى وبغير معنى، لمجرد ان اقول انني ازور هذا المكان او ذاك، وحتى يتم التقاط صوري ونشرها في الصحف. ولقمت بدلاً من ذلك بمتابعة الملفات الهامة التي تتكدس على مكتبي يوماً بعد يوم دون ان أجد الوقت الكافي لمعالجتها، لا انا ولا الموظفين الآخرين الذين يضطرون للركض ورائي خلال زياراتي الميدانية.
الشاطر أنا
بصراحة يا جماعة اني عن جد كنت شاطر في المدرسة، بس سنة عن سنة بلشت اتراجع، يعني بصير عند الواحد مشاغل، بس المهم في النهاية نجحنا وتعلمنا وهينا مثبتين حالنا. المهم لو سألتوني شو بتذكر من اللي تعلمته في المدرسة، راح اجاوبكم "يفتح الله". والمشكلة لما تيجي بنتي تسألني سؤال من المنهج اللي بتدرسة وحضرتي مش فاهم ومش عارف كيف اساعدها. بقول لها جربي انتي لحالك، بتظل تجرب وتحاول لحد ما تلاقي الجواب، وبتيجي بتقول لي انها حلت الموضوع. انا لاني سريع البديهة بسرعة بتذكر الحل وبقولها اذا كان صحيح او لا. معظم الوقت بيكون صحيح، فبتروح من شطارتها بتسألني كيف ما كنت عارف الجواب وهلا صرت عارفة. انا بجاوبها بكل بساطة "انا بس كنت بدي اختبرك". المشكلة يا جماعة في المواضيع اللي اصلا ما عمري درستها ولا مرة مرت عليّ. يعني يا حبيبي لما تيجي تسألني عن الموسيقى والسلم الموسيقي، اي انا يا دوب دو ري مي بعرف، طبعا هات حلها يا شاطر!
حكايتي مع المدرسة الحكومية
بقلم: صلاح هنية – الايام
من الواضح أن المجتمع لم يعد يقيم وزناً للتعليم العام "التعليم الحكومي" فالمدرسة بنظرنا مكان يجب أن يلتحق به الطالب/ة وينتقل من مرحلة إلى مرحلة حتى يتخرج، وقد يخفق البعض، وقد يخفق البعض ثم يعود إلى مساره ليواصل.
المدرسة الحكومية مكان كئيب ممل غير نشط مكرر منذ سنوات وسنوات، مديريات التربية والتعليم مكان لإنتاج العمل الورقي الروتيني والأختام والتواقيع والرقم للمراسلة والإرسال والأرشيف.
الاسبوع الماضي كان لي سلسلة تجارب مع المدرسة الحكومية، الأولى كنت في زيارة عمل إلى طولكرم وبعد انقضاء المهمة ذهبت للقاء المربية نداء حمدان مديرة مدرسة عمر بن عبد العزيز الثانوية، ووجدتها تمتلك رؤية تحولها إلى نشاطات وبرامج، تريد أن تشجع المنتجات الفلسطينية، تريد ان تنمي ميل الطالبات تجاه العمل المجتمعي ليكن فاعلات في مجتمعهن، تريد ان تعزز ثقة الطالبة والأم بالمنتجات الفلسطينية وتريد ان تصنع منهن سفيرات للمنتجات الفلسطينية ذات الجودة والسعر المنافس.
ذهبت صوب المدرسة وفي ذهني أن النشاط لن يوفق اولا لأن الأمور ستسير عكس ما تتمناه المديرة وسيكون الروتين سيد الموقف، ولكنني وجدت امامي انسانة مربية تدير مدرسة مهمة تصر وتتابع وتحث ولا تترك مجالاً إلا واستخدمته لطرح فكرتها ووضعها على أولويات الاهتمام، بدأنا التواصل مع المصانع والشركات وكان السؤال الرئيس "ما هي المساحة التي سنشغلها؟"، "هل يوجد مدخل مناسب لدخول الشاحنة؟"، "هل يوجد تيار كهربائي كاف لتحمل طاقة ثلاجاتنا؟"، "أين خارطة المعرض لنختار مواقعنا؟"، جوابنا كان واحداً "هذا ليس معرض دمشق الدولي هذا معرض لمدرسة تريد ان تنتصر للمنتجات الفلسطينية دبروا حالكم.
صباح الثلاثاء الماضي، رن هاتفي الجوال ليذكرني احدهم بأن المعرض اليوم وعلينا ان نتواجد تذكرت مسيرة الإعداد القصيرة واصرار المديرة على النجاح، ذهبت صوب طولكرم وانا متشكك من النجاح، ذهبت صوب الصليب الأحمر للوقفة التضامنية مع الأسرى فوجدت المؤسسة الرسمية هناك بكامل تشكيلاتها وظننت انهم بعد ذلك سيذهبون صوب المعرض تقديراً للمدرسة الحكومية ووزارة التربية والتعليم العالي كمؤسسة حكومية شريكة، لكنهم انفضوا من هناك ولم يذهبوا صوب المعرض، خفت على همة المدرسة الحكومية والإدارة المدرسية الفاعلة.
دخلت ساحة المدرسة وجدتها تعج بالمئات رغم هطول الأمطار ووجدت المصانع قد احتلت موقعها ووجدت الطالبات يشتعلن نشاطاً، وافتتح المعرض وبدأت المصانع بحملة تذوق، وكانت الضيافة مجدرة من العيار الثقيل، ونجحت التجربة واتضح ان المدرسة الحكومية حاضرة بقوة تفوق تصور البعض.
الخميس الماضي، كنت في مديرية التربية والتعليم في محافظة رام الله والبيرة فوجدتهم سابقين في الملف الذي جئنا لنقاشه بكيلومترات، فهم يعتبرون أن المدرسة جزء من المجتمع ولها دور في تشجيع المنتجات الفلسطينية والوعي لحقوق المستهلك، نسقنا ورتبنا للتعاطي مع العناقيد التي رسمتها التربية، وكان هناك رؤى وتصورات وخطة عمل.
كنت أسعى أن أغير الصورة المجتمعية النمطية وهي أن المدرسة الحكومية مكان كئيب يمارس في طابور الصباح والنشيد الوطني ويتجهون للصفوف ويعودون للبيت، ونجحت التجربة في الميدان التربوي وكانوا أهلا لها ... المدرسة الحكومية غير ... الإدارة المدرسية اليوم غير ....
القدس الوديعة
بقلم: تحسين يقين – الايام
في ظل الانفعال بما يجري، سنظل بحاجة للعقل، فهو البوصلة، به سنقطع الطريق على كذب الاحتلال، الذي مهما طغى، فإنه يعرف حدوده، ويعرف الخطوط الحمراء، حتى لو بدا أنه يتجاوزها.
إنها القدس، التي لن تحسم أمرها قوة السلاح، بل قوة الروح، والحب والإيمان، وكل ما هو نبيل يرتقي لما هو مقدّس من مثل وقيم وإنسانية وأماكن رسل المحبة والخير.
في عام 1967، حاول متطرفون بعد سقوط القدس تحت الاحتلال تقسيم المسجد الأقصى من خلال بناء جدار من طوب، لكن هرع مسؤول سياسي إسرائيلي وأمر بوقف البناء، وإزالة الطوب، فلماذا فعل وإسرائيل في قمة الانتشاء بالنصر على الجيوش العربية؟
بل لماذا رفض موشي دايان الإصرار على منطقة البلدة القديمة في ظل إنجازات إسرائيل العسكرية؟
هل كان زاهداً بالمسجد الأقصى، "جبل الهيكل" في اعتقاد اليهود؟
أم تراه اكتفى بثلاثة أرباع القدس، فكانت الأرض الشاسعة لديه أهم مما هي أرض صغيرة حتى ولو كانت مقدسة؟
صحيح أن هناك غض بصر حكومياً إسرائيلياً، أو تشجيعاً غير مباشر من تحت الطاولة، لكن الظاهر والرسمي والمعلن أن دولة إسرائيل لا تفكّر بتغيير واقع الحال في المسجد الأقصى.
إذن ما المسألة؟
وما تفسير ما يجري؟
الآن سنعود إلى ما بدأنا به: سنظل بحاجة للعقل!
تحاول إسرائيل اليوم، بطرق غير مباشرة، الضغط على الفلسطينيين، بل والعرب، من خلال إثارة المشاعر حول القدس، لدفعنا جميعا نحو ردود فعل معينة، تقطف إسرائيل من خلالها ما تخطط له.
أعتقد أن إسرائيل الرسمية غير معنية لا في الماضي ولا في الحاضر بالمسجد الأقصى لأسباب كثيرة وموضوعية، حتى وإن بدا غير ذلك؛ فلا يقلق قادة إسرائيل المسألة الدينية، وهم ورثة قادة استخدموا الدين لأغراض غير دينية، وأصلاً ليست هناك في الواقع مشكلة دينية، بل يتم خلقها وتوظيفها لغايات سياسية.
جرّ الشعب الفلسطيني نحو تسوية يكون لإسرائيل فيها النصيب الأكبر، لشرعنة ما تم فعله على أرض الواقع هو الهدف، لذلك يتم بموازاة المشاكل اليومية في القدس الحديث عن استئناف المفاوضات، ذلك أن إسرائيل، تريد الاستفادة من الواقع العربي المهلهل، لإنجاز ما يشبه صفقة سياسية.
لماذا؟
لأن العالم، بما فيه الدول العربية والإسلامية، سيتحرك سياسياً، من أجل حراك سياسي نحو عدم العبث بواقع المسجد الأقصى، والذي يعني أنه سيكون من خلال سياق تفاوضي، حيث لا حديث هناك عن أمور غير سياسية.
وإسرائيل تدرك أكثر من غيرها أنها غير قادرة على تغيير واقع المسجد الأقصى كمسجد جامع عربي وإسلامي، لأنها أصلاً محكومة باتفاقية دولية مع المملكة الأردنية الهاشمية، فحين تم توقيع اتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية، كان من الطبيعي التأكيد على الدور التاريخي للأردن. لقد كان المغفور له جلالة الملك حسين رحمه الله يدرك أكثر من غيره تعقيدات قضية القدس، لذلك فإنه بعد فك الارتباط القانوني عام 1987 بين المملكة والضفة الغربية، أبقى على دور الأردن برعاية المقدسات، وقد تعمّق الدور العروبي والإسلامي للأردن حين تم توقيع اتفاقية أوسلو، التي أبقت القدس من ضمن قضايا الحل النهائي، وحين تم توقيع اتفاقية السلام الأردنية - الإسرائيلية، كان من الطبيعي الاستمرار بالدور التاريخي للأردن، كدور عربي متقدم في فلسطين.
هناك اتفاقية ملزمة لإسرائيل، ولن تستطيع إسرائيل بسهولة معاداة الملك الذي يؤكد دوماً على القدس في فكر ووجدان الهاشميين. لذلك استطاعت الحكومة الأردنية في أكثر من مرة وقف إسرائيل عند حدودها، حيث تستند المملكة إلى واقع قانوني تدافع من خلاله عن المقدسات في المؤسسات الدولية ومنها اليونسكو.
وبالنسبة للقيادة الفلسطينية، فهي متفقة مع القيادة في الأردن على هذه التفاهمات، فقد فوّض الرئيس أبو مازن الأردن من خلال اتفاقية مكتوبة، لرعاية وحماية المقدسات الفلسطينية، وجاء في ديباجة الاتفاقية أنه سيستمر العمل بها لحين إعلان الدولة الفلسطينية، حيث إنها تؤكد السيادة الفلسطينية على كل أقاليمها بما فيها القدس والمسجد الأقصى. ومعنى ذلك أنه إذا كنا كفلسطينيين غير قادرين على الحركة والفعل في القدس بحكم قيود اتفاقية أوسلو، فإنه يمكن للأردن فعل ذلك، ونحن والأردن الشقيق واحد.
والأردن يؤكد دوماً على أن القدس هي وديعة وأمانة حتى قيام الدولة الفلسطينية، انطلاقاً من الالتزام التاريخي للهاشميين في رعاية الأماكن المقدسة. ونحن نراه دوراً عربياً وإسلامياً، نرجو تطويره لتحقيق حماية هذه الوديعة المقدسة.
لقد تم سلب ثلاثة أرباع القدس عام 1948، وتم سلب أكثر من ذلك من فلسطين، وتم سلب حواضر فلسطين العربية، فلن يكون بسهولة على الشعب الفلسطيني بقبول ما يستثني القدس، والإسرائيليون يعرفون ذلك جيدا، ويعرفون أن تحرير القدس هو تعويض نفسي وروحي للفلسطينيين عما خسروه.
العقل هو ما نحتاجه، في معركتا في القدس، والتي لن تربحها تل أبيب!
ونتنياهو يعرف ذلك تماماً!
والقدس الوديعة، الوادعة ستنتصر.
وديعة المحبة والإيمان.
هكذا هدلت يمامة على المقرنصة السلجوقية باب القطانين...
كلمة الحياة الجديدة - اتقوا الله بشعب فلسطين
بقلم: الحياة – الحياة
سبعة ايام واسرائيل تقصفنا بكل انواع القذائف والصواريخ المدمرة للحياة بكل شؤونها. سبعة ايام جديدة من محاولة اسرائيل المتواصلة لشطبنا من واقع الصراع ومعادلته، ونفينا الى مجاهل العدمية والانقراض، سبعة ايام اسرائيلية بطائرات الموت الحربية لتصفية كل احلامنا وتطلعاتنا، سبعة ايام ولها كل هذا التوحش في القوة الغاشمة تواصله ضدنا، ومع ذلك هي التي تشكونا في اعلامها الرسمي وفي خطابها السياسي وتقدم نفسها كضحية لا تفعل شيئا سوى انها تمارس حق الدفاع عن النفس في مواجهة " صواريخنا " التي تصيب سكانها بالهلع..!! فيصدق المجتمع الدولي في مجلس الامن ادعاءاتها وينحاز لفريتها، فلا يقف ذلك الموقف الجدي والمسؤول لوقف العدوان وحماية الشعب الاعزل .
المعضلة وكما قلنا يوم امس وسنظل نقول ان بعض فضائيات السلعة الاخبارية وبعضها فلسطيني، والتي ارادت يوم امس الأول من كاميرات التلفزة الفضائية ان تتوجه نحو تل ابيب بدلا من أن تطالبها بالتركيز على مشاهد القتل والدمار اليومية في غزة التي تواصل انتاجها طائرات اسرائيل الحربية، المعضلة ان هذه الفضائيات ما زالت توحي في خطابها الاعلامي ان هناك حربا بين طرفين تكاد تكون متوازنة بالرد الصاروخي، والضحايا فلسطينيون فقط فلم نسمع عن قتيل اسرائيلي واحد.
ثم ان هذه الفضائيات تتجاوز على نحو مقصود، سؤال الجدوى في العملية التي قادت الى مثل هذا العدوان الذي يتوغل بعيدا في التوحش، نعني عملية خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم دون ان يكون هناك بيان واحد لمخططيها ومنفذيها يتحدث عن هدفها او اسباب القيام بها في اطار محدد، ومن الواضح تماما اليوم انها لم تكن عملية عبثية ودون غاية سياسية لمن خطط لها ونفذها، وقد سقطت هذه العملية كمثل تفاحة ناضجة بين يدي نتنياهو ليقضمها كما يشتهي بتلذذ رغبته العارمة في ضرب المصالحة الوطنية الفلسطينية، واعادة الوضع في غزة الى ما كان عليه قبلها، وحتى لا تتواصل عزلته الدولية التي كادت تطبق عليه بعد نجاحات وانتصارات الفعل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في اكثر من ساحة وموقع ومحفل دولي. كان مأزق اسرائيل قبل هذه العملية خانقا، لكنها اليوم تخرج من مأزقها بما تعرف من فعل عدواني شرس وقبيح، لايجد اي ردع دولي حقيقي حتى الآن، والعملية تلك دونما اي خطاب سياسي ما يوحي بانها لم تكن اكثر من مؤامرة، والتاريخ سيكشف حتما من حاكها ودبرها.
لا نريد الان ان نبحث في ذلك ولانسعى اليه وانما نريد ونناضل من اجل وضوح الصورة، صورة الدم الفلسطيني الطاهر وهو يسفك دونما هوادة بقذائف طائرات اسراسيل الحربية تارة وتارة بخطابات فضائيات الاعلام السلعوية والشعبوية " الاخوانية " غالبا لعلها تعيد الروح لمشروع الجماعة الذي خر صريعا على ارض مصر الوطنية، ولطالما ان الثمن ليس من كيسها، بل من كيس شعبنا بدمه وبيوته وارضه ومشروعه الوطني ... اتقوا الله بهذا الشعب الذي ما زال ينزف منذ اكثر من خمسين عاما.
مدارات - في مواجهة هذه العربدة
بقلم: عدلي صادق – الحياة
بالحرب التي تشنها على غزة بالتكثيف الشديد للنيران، وعلى الضفة الفلسطينية بمتفرقات نارية وتعديات وتدابير خنق؛ أوصلت إسرائيل المواجهة بينها وبين شعبنا كله، الى نقطة يصعب العودة عنها. فالفلسطينيون - وليس "حماس" وحدها - لم يتبق لهم سوى حياتهم وكرامتهم، وهم مستعدون لأن يقاتلوا بما أتيح لهم من النيران، لكي لا ينجح نتنياهو ويخرج من هذه الحرب، وقد أخذ شيئين فادحين: كسر ضلوعنا، في المقاومة والسياسة، وإدخالنا الى حال الغيبوبة فلا نقوى على الحراك، عاجزين عن طرح متطلباتنا في السلم وهي التي يساندنا فيها عالم البشر ويعارضنا عالم الذئاب. الشيء الثاني هو أن يجعلنا عاجزين عن الدفاع عن النفس في الحرب. وباعتبار أن هذا مستحيل؛ يكون نتنياهو قد صعد الى الشجرة فلا يستطيع النزول عنها سريعاً، لذا سيلجأ الى المزيد من الجريمة والولوغ في دمنا، باستخدام آلة الحرب الفتاكة، التي أمده بها امبرياليون أوغاد، ما زالوا يرون اسرائيل مستضعفة ويتربص بها عالم عربي كبير من الماء الى الماء يريد الإجهاز عليها!
طالما أن ممر نتنياهو وحكومة الاستيطان والتطرف والحرب، هو الذهاب الى الحدود القصوى لجريمة الحرب؛ فإن الفلسطينيين والعرب والعالم، باتوا أمام اختبار صعب، لا تنفع فيه البيانات ولا الإدانات. لا بد من البدء بإجراءات متدحرجة مثلما تتدحرج القذائف، لإسقاط منطق هؤلاء العنصريين والبرهنة لشعبهم على أن حكومتهم ما زالت تُلحق بهم الخسارة تلو الأخرى. ولا خسارة يقتنع بها شعب المستوطنين، ما لم تكن ظاهرة وملموسة ومؤثرة. هناك الكثير من الخطوط التي فتحتها حكومة التطرف والحرب، في العالم العربي، وقد تأسست لهم هوامش ومصالح. هذه ينبغي أن تُقطع فوراً وأن تُستبدل بنقائضها، وليعلم القاصي والداني، أن استمرار الخذلان في العالم العربي، واستمرار أكثرية القوى العظمى في محاباة اسرائيل؛ هو الذي يؤسس للحرب، ويتهدد مصالح الأمم في هذه المنطقة، وليعلم الجميع أن الفلسطينيين لن يعودوا عن قرار الدفاع عن مصيرهم وعن حقهم في الاستقلال والحرية. وستظل المقاومة حاضرة ما لم ينكفئ هذا العدو الجامح، ويلتمس لنفسه طريقاً الى حومة البشر. إننا ندافع عن الآدميين كلهم، ونقف في خندق الدفاع الأول، في معركة البشر مع الكلاب. كان وما زال الأشرف والأوجب والأسلم، أن يقف العالم مع البشر ضد الكلاب المسعورة!
لا نرى منطقاً، فيما قيل حتى الآن عن تهدئة متبادلة. نعلم أن نتنياهو وحكومته، يرون حرجاً في وقف القصف، مع إعادة الأمور الى سيرتها الأولى بإطلاق سراح الذين أعيد اعتقالهم، أو اعتقلوا، وبوقف التعديات في الضفة، على أساس أن وقفها يؤجج المواجهة المرة تلو الأخرى. الضغط العربي والدولي، ربما يساعده، ويجعله يكتفي بالإفلات من عواقب الجرائم التي اقترفها طيرانهم وجيشهم، وإعادة الأمور الى مرحلة أسبق. معادلات السياسة اليوم، تجعله يفلت، لكن سنن التاريخ ليست كمعادلات السياسة. لكل شيء نهاية. وسيكون لعربدة القوة والنار الإغراقية نهايتها. إن ما يحدث اليوم، يتهدد كل العروش والكيانات التي بلا مآثر وبلا مواقف. ليستجمع العرب والفلسطينيون إراداتهم، لمواجهة هذا الوحش الظلامي المنتمي الى عصور ما قبل الكتابة!
نبض الحياة - تقصير مجلس الامن
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
مرة جديدة يسجل مجلس الامن تقصيرا فاضحا في تحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني من ارهاب الدولة الاسرائيلية المنظم، رغم وحشية الحرب المسعورة، التي يشنها على محافظات الوطن الشمالية والجنوبية باشكال واساليب القهر والبطش المختلفة، وذروتها ما يجري في محافظات الجنوب، حيث القصف البري والبحري والجوي للمواطنين العزل، التي ذهب ضحتيها حتى الآن (160) شهيدا و(1070) جريحا خلال خمسة ايام خلت.
المنبر الاممي الاهم يخضع لسطوة الفيتو الاميركي البشع، الذي يحمي دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، رغم جرائم الحرب، التي ترتكبها على مرأى ومسمع كل العالم غير عابئة بشيء، ودون ان يرف جفن لقادتها مجرمي الحرب. والدليل الجديد، استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو قبل عشرة ايام عندما طلبت القيادة الفلسطينية ادانة جريمة اسرائيل بحرق الفتى ابو خضير والتمثيل بجثته، ومارست الضغط على الدول الاعضاء الست لعدم اصدار بيان سياسي يطالب دولة اسرائيل المارقة والخارجة على القانون الدولي بوقف حربها المجنونة، الحرب المتواصلة منذ الثاني عشر من يونيو الماضي، وطالت كل محافظات الوطن مستخدمة ابشع اشكال ارهاب الدولة، وتتصاعد مع كل ساعة ويوم ومضاعفة أعداد الضحايا وعمليات التدمير الممنهج للبنى التحتية ومنازل المواطنين الابرياء.
جاء بيان مجلس الامن قاصرا وباهتا وضعيفا، فلم يطالب اسرائيل المحتلة للارض الفلسطينية، والمستبيحة للدم الفلسطيني، والمرتكبة لجرائم حرب يندى لها جبين البشرية، بوقف حربها المسعورة، بل طالب الجميع بوقف الحرب، مساويا بين الضحية والجلاد، وهاربا من تسمية الاشياء باسمائها؛ ولم يوافق على تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني؛ ولم يقبل تشكيل لجنة تحقيق دولية في قتل وحرق جثة الشهيد أبو خضير وجرائم الحرب في قطاع غزة، التي طالت الاطفال والنساء والشيوخ؛ ورفض تسجيل أي ادانة من اي مستوى لاسرائيل؛ وحتى لم يتطرق لالزام اسرائيل باستحقاقات عملية السلام.
ولا يضيف المرء جديدا حين يعود للتذكير، بان اميركا، هي الراعي الاساسي لعملية السلام، وهي المطالبة بخلق الاجواء المناسبة لاتمام وانجاز تسوية سياسية، تقوم على ركيزة خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967؛ وهي المعنية بحماية مصالحها الحيوية في المنطقة. وفي حال مواصلتها التغطية على جرائم دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، والصمت عن سياساتها الاجرامية وانتهاكاتها الخطيرة لمصالح الشعب الفلسطيني، من خلال استخدامها لحق النقض الفيتو ضد التوجهات الاممية، وممارسة ضغوطها على دول العالم، لمنعها من الانسجام مع روح القانون والشرائع الدولية، فان المنطقة وشعوبها لا محالة متجهة نحو دوامة الحروب والعنف، النتيجة، التي لا تخدم من قريب او بعيد مصالح الولايات المتحدة ولا مصالح شعوب المنطقة والعالم بما في ذلك ربيبتها اسرائيل.
مجلس الامن مرة أخرى يسجل تقصيرا فاضحا ومعيبا بحق دوره ومكانته كمنبر اممي اول، والسبب البلطجة الاميركية في اروقته، وسيفها المسلط على رقبته (المجلس) من خلال استخدامها لحق النقض الفيتو، وضغوطها وارهاب الدولة، الذي تستخدمه ضد الدول الاعضاء في المجلس.
آن الاوان ان تراجع اميركا سياساتها، وتعيد النظر في منطقها، حرصا على دورها ومكانتها الاممية وفي المنطقة خاصة دورها كراع اساسي لعملية السلام، وحتى تعطي بعض المصداقية للفلسطينيين والعرب، الذين لم يروا لليوم سوى الوجه الكريه والبشع للادارات الاميركية المتعاقبة منذ نشوء نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948.