المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء محلي 10/11/2014



Haneen
2014-12-14, 11:42 AM
​في هذا الملـــــف:



تصعيد اسرائيلي خطير آخر!!
بقلم: حديث القدس – القدس
القدس تقرع جرس انتفاضة مفروضة
بقلم: علي جرادات – القدس
ياسر عرفات بوصلة لا تخطىء الاتجاه
بقلم: حسام زهدي شاهين – القدس
تفجيرات غزة .. الفاعل المجهول المعلوم ..!
بقلم: أكرم عطا الله – الايام
عبور القدس إلى عتبات الحرية
بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
كلمة الحياة الجديدة - اتقوا الله بشعب فلسطين
بقلم: الحياة – الحياة
مدارات - في مواجهة هذه العربدة
بقلم: عدلي صادق – الايام
نبض الحياة - تقصير مجلس الامن
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة















تصعيد اسرائيلي خطير آخر!!
بقلم: حديث القدس – القدس
القرار الذي اتخذته لجنة وزارية اسرائيلية امس تمهيدا لسن قانون جديد لتطبيق القوانين الاسرائيلية التي يسنها الكنيست في الأراضي المحتلة يشكل تطورا خطيرا آخر ويؤكد نوايا الحكومة الاسرائيلية المتطرفة بمواصلة التصعيد ودفع الوضع نحو الانفجار خاصة وان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعز للوزراء المشاركين في هذه اللجنة بالتصويت لصالح مشروع القانون المذكور الذي سيعرض على الكنيست لسنّه نهائيا.
وهذا التطور الخطير يأتي غداة اعلان السلطات الاسرائيلية مصادرة مساحات شاسعة من اراضي بيت اكسا ووسط تواصل الاستيطان والممارسات الاسرائيلية التصعيدية في القدس والمسجد الاقصى المبارك.
خطورة القرار المذكور تكمن في انه ينتهك القانون الدولي اولا خاصة وان الحديث يدور عن الاراضي المحتلة بل عن اراضٍ هي جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين التي اعترف بها المجتمع الدولي مؤخرا. كما ان هذا القرار يعني التمهيد لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة التي تتعامل معها اسرائيل على انها ستكون في اطار سيادتها حتى في أي تسوية مستقبلية متجاهلة رفض الجانب الفلسطيني لذلك ومتجاهلة انتهاكها الفظ للقانون الدولي.
إن ما يجب ان يقال هنا ان الحكومة الاسرائيلية لم تعد تفوّت أي فرصة لاثبات اصرارها على تكريس الاحتلال والاستيطان ومناهضتها لأي حل سلمي للصراع وهو ما يستدعي ان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته وان تتحمل الأمتان العربية والاسلامية مسؤولياتهما ايضا ، ولكن وبالاساس يستوجب ذلك تحركا جديا فاعلا من الجانب الفلسطيني في الساحة الدولية دون تأخير لمواجهة هذه الغطرسة الاسرائيلية ولمحاسبة الاحتلال على كل ما يرتكبه وللعمل على انهاء هذا الاحتلال.
في دوامة الانقسام مجددا!
مرة أخرى نجد أنفسنا، بعد الخطوات المتسارعة التي أدت الى الغاء مهرجان الاحتفال بالذكرى السنوية لرحيل الزعيم الرمز الشهيد ياسر عرفات في غزة وتداعيات التفجيرات الآثمة التي استهدفت منازل قيادات وكوادر فتح في قطاع غزة، والاجراءات التي اتخدتها «حماس» والتي تحول دون إقامة هذا المهرجان، مرة أخرى نجد أنفسنا نهوي مجددا في دوامة الانقسام المقيت والمناكفات والاتهامات المتبادلة بين حركتي «فتح» و «حماس» ، والأخطر ان كل ذلك يوجه ضربات أخرى لشعبنا وقضيته ويسيء لنضاله في الوقت الذي يواجه فيه شعبنا التحديات الجسام التي يفرضها الاحتلال الاسرائيلي في القدس والأقصى وفيما يخص الاستيطان وتنكره الواضح لحقوق شعبنا. إن ما يجب أن يقال هنا وبشكل واضح لكل من حركتي «حماس» و «فتح» ان شعبنا الفلسطيني العظيم الصامد المرابط الذي قدم التضحيات الجسام من أجل حريته واستقلاله لا يمكن ان يقبل باستمرار هذه المهاترات وهذا التضليل ولا أن يظل رهينة لهذا الانقسام ولا ان تتواصل مصادرة حقه في قوله كلمته في صناديق الاقتراع لانتخاب من يرى أنهم أهل لقيادة نضاله الوطني والتحدث باسمه ولا يعقل ان تبقى الامور على ما هي عليه من تجاهل لإرادة هذا الشعب وإساءة متواصلة لقضيته وتشويه لنضاله من قبل كل من يصر على استمرار هذا الانقسام المخزي.
لقد حان الوقت كي يقول شعبنا بصوت عال لكل الانقساميين: لقد سئمناكم .. لقد أمعنتم في التنكر لشهدائنا وأسرانا وجرحانا ومعاناتنا ... لقد حرفتم البوصلة، ومن حقنا اليوم المطالبة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة ولن نقبل بعد اليوم وصاية من يصر على تكريس الانقسام والاساءة لفلسطين لمجرد رغبته في خدمة مصالح فئوية او شخصية ، فالشعب هو صاحب الحق وصاحب السيادة وصاحب الارادة ولا شرعية دون إرادة هذا الشعب.

القدس تقرع جرس انتفاضة مفروضة
بقلم: علي جرادات – القدس
في إطار التحولات النوعية للاشتباك السياسي والميداني المفتوح والشامل بين الوطنية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني الإحلالي الذي يرفض قادته إنهاءه، ويصعب تصور رحيله من دون تحويله إلى مشروع خاسر بالمعنى الشامل للكلمة، اندلعت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الكبرى في 9 كانون الأول 1987 .
هنا تعهد اسحق رابين، وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك، ب"إنهاء أعمال الشغب خلال ثلاثة أيام" . لكن الجيش الاسرائيلي وأجهزته الأمنية عجزاً عن إخماد تلك الانتفاضة كمبادرة شعبية هجومية شاملة وممتدة لإنهاء الاحتلال بمظاهره السياسية والعسكرية والأمنية والاستيطانية وانتزاع "الحرية والاستقلال" .
في حينه واجه القادة الاسرائيليون سؤالاً سياسياً استراتيجياً، جوهره: كيف السبيل لإجهاض تلك الانتفاضة كحدث قائم وكاستراتيجية مقاومة قابلة للتكرار، واستطاعت بطابعها الشعبي الواسع تحييد الكثير من عوامل قوة الجيش بترسانته العسكرية الهائلة والتكنولوجية المتطورة، وتكبيده خسائر مادية باهظه، والتفوق عليه وإحراجه سياسياً ومعنوياً وأخلاقياً؟
في العام 1988 وفي ذروة الانتفاضة، طرح حزب العمل الاسرائيلي بقيادة رابين فكرة إخراج جيش الاحتلال من وسط التجمعات السكانية الفلسطينية الكبيرة باستثناء القدس، بغرض تخفيف الأعباء الأمنية للاحتلال . وبعد فوز الحزب في انتخابات 1992 فتح قناة تفاوض سرية مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، لتمرير فكرته، بل خطته، نجح في جرها إلى توقيع "اتفاق أوسلو"، وإدارة "سلطة فلسطينية انتقالية" تحت الاحتلال الذي تخلص بذلك لا من أعبائه الأمنية، فحسب، بل من أعبائه السياسية والإدارية والمالية والأخلاقية، أيضاً .
هنا ظن القادة الاسرائيليون أنهم بإنهاء الانتفاضة "الأولى" كحدث، وبتموضع جيشهم عند بوابات مدن الضفة ومستوطنات قطاع غزة، قد نجحوا في السيطرة على التجمعات السكانية الفلسطينية الكبيرة، وفي إجهاض وتصعيب ممكنات تكرر الانتفاضة كاستراتيجية مقاومة شعبية، لكن النتيجة كانت معاكسة لما خططوا وظنوا، عندما تطورت الهبة الجماهيرية التي أعقبت زيارة شارون الاستفزازية للمسجد الأقصى في أيلول 2000 إلى انتفاضة شعبية حولها إدماء موجتها الأولى على يد جيش الاحتلال المتمركز عند بوابات المدن إلى انتفاضة مسلحة أجبرت شارون في العام 2005 على فك الارتباط العسكري والاستيطاني من طرف واحد مع قطاع غزة، ظناً منه أيضاً أنه بهذه الخطوة التي كان يفترض استكمالها ب"خطة الانطواء" من طرف واحد في الضفة بعد اجتياحها وبناء جدار التوسع والضم فيها، يزيد منسوب سيطرة الاحتلال على الفلسطينيين، ويقلص خسائره وأعباءه إلى درجة أكبر وبالمعنى الشامل للكلمة، لكن الحصاد هنا جاء أشد مرارة، حيث اضطرت فصائل المقاومة في القطاع إلى تهريب وتطوير وابتكار وسائل قتالية نوعية، صاروخية خصوصاً، مكنتها من إسقاط نظرية الاحتلال "عن بعد"، وإفشال حروبه وتحقيق إنجازات ميدانية، بلغت ذروتها في حرب التدمير الجماعية المبيتة الأخيرة .
والآن، بعد 21 عاماً على توقيع "اتفاق أوسلو" ونشوء فكرة إمكان استمرار الاحتلال "عن بعد"، ينتهج أركان الحكومة الاسرائيلية الاكثر تطرفاً سياسة هجومية بلغت أوجهها في المجاهرة بأطماعهم وشروطهم لفرض "حل إقليمي" يستثني جوهر الصراع، قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية والتاريخية، ويلبي ناظم الشروط الاسرائيلية كافة المتمثل في شرط أن لا إنهاء للصراع من دون إسقاط حق عودة اللاجئين و"الاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي" .
أما عن التصعيد الميداني النابع - بالضرورة - من التصعيد السياسي فحدث ولا حرج . فمن مصادرة الأرض واستيطانها وتهويدها، إلى فلتان جماعات المستوطنين وتصعيد اعتداءاتهم على حياة فلسطينيي الضفة ومزروعاتهم وبيوتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، إلى الهجمة غير المسبوقة على القدس لحسم معركتها، أرضاً وسكاناً وبناء عمرانياً ومصادر رزق ومناهج تعليم ومقدسات، في مقدمتها المسجد الأقصى المراد تقسيمه مكانيا وزمانياً وإنهاء الولاية الأردنية عليه، تمهيداً لهدمه كما يدعو غلاة الجناح الاسرائيلي الديني، إلى تغيير قواعد الاشتباك وتكثيف حملات الاعتقال، والإداري منه بالذات، وزيادة العقوبات الجماعية بأشكالها، ورفع منسوب التنكيل بالأسرى، بما يذكر بإجراءات الاحتلال الأمنية التي أدت إلى انفجار الانتفاضة "الأولى" في 9 كانون الأول 1987 .
وعليه، لم يعد السؤال لماذا تتلاحق الهبات الجماهيرية الفلسطينية على مدار السنوات الماضية، إنما لماذا لم يتحول أي منها إلى انتفاضة شعبية شاملة وممتدة، بما فيها هبة القدس المتواصلة منذ حزيران الماضي، والمتسمة، شكلاً ومضموناً، بملامح الغليان الشعبي الذي سبق انفجار انتفاضة (1987-1994)؟
هنا سؤال منطقي ومشروع يجد إجابته أولاً وأساساً في عدم توافر الشرط القيادي الوطني الموحد المستعد والجاهز، ارتباطاً باستمرار الانقسام الداخلي المدمر الذي لم ينته بتشكيل "حكومة التوافق" الشكلية، وباستمرار الرهان على خيار المفاوضات المثقل بالتزامات سياسية وأمنية واقتصادية، بضمنها التزامات "التهدئة" التي تحبط الهبات الجماهيرية، بوصفها التزامات من طرف واحد، وبلا مقابل سياسي، ولو في حدود تجميد عمليات مصادرة الأرض والاستيطان والتهويد، أو تخفيف حدة انتهاكات الاحتلال الماثلة في العقوبات الجماعية والجرح والاغتيال والاعتقال وتقطيع الأوصال واستئصال مقومات الهوية الوطنية وهدم المنازل والممتلكات وانتهاك المقدسات...
لذلك لا عجب في القول: فقط بالمعنى الزمني يمكن تأخير انفجار انتفاضة فلسطينية "ثالثة" صارت استحقاقاً سياسياً مفروضاً بمعزل عن الأشكال التي ستتخذها.
ياسر عرفات بوصلة لا تخطىء الاتجاه
بقلم: حسام زهدي شاهين – القدس
عقد من الزمان انقضى على رحيل القائد ونحن لازلنا نعيش في مرحلة التيه السياسي والتوهان التنظيمي، حيث بات هذان المساران متداخلين لدرجة أن قوة وضعف كل منهما تؤثر على الآخر بشكل مباشر، ومن المؤسف أن نقول: بأن التغول الإسرائيلي على شعبنا وحقوقنا، وحالة تراجع المد الثوري والكفاحي في أوساط الجماهير ناجمة عن أسباب ذاتيه أكثر من تلك الموضوعية، فياسر عرفات كان يمثل بوصلة لا تخطئ الاتجاه في أحلك الظروف وأصعبها، ويدرك جيداً أن لغة الصراع مع اسرائيل تتطلب رد الصفعة بالصفعة، بغض النظر عن الاعتلال القائم في موازين القوى، مع الأخذ بالحسبان تقليل حجم الخسائر في صفوفنا.
إن حصاد الإنجاز السياسي الذي حققناه دولياً على مدار السنوات الماضية، وعلى أهميته لن يحرر إنشاً واحداً من فلسطين، ولم يزحزح حاجزاً عسكرياً من مكانه، فالكفاح ضد الاحتلال ومقاومته بما يلحق به أفدح الخسائر، ويرفع من تكلفة بقائه جاثماً فوق صدورنا يبقى الطريق الانجح والاوحد لإنهائه، وهذا ما تؤكده كافة التجارب التاريخية بما فيها مقاومة غاندي السلمية ضد الاستعمار الانكليزي، وياسر عرفات عرف جيداً كيف يدمج بين اسلوبي المقاومة والمفاوضات بتقديم وتأخير أحد طرفي المعادلة على الآخر حسبما تقتضيه الحاجة من غير أن يلغي أحدهما الآخر، وبغيابه اختلت البوصلة وفقد الربان الاتجاه!!
وحتى لايفهم كلامي في هذه المقالة خارج سياقاته فأنا شخصياً لا أؤمن بتقديس الأشخاص أو بالغاء المؤسسة لحساب الفرد، وانما اعتقد بوجوب الاقرار بأهمية دور القائد الكرزماتي وحجم تأثيره في إدارة دفة الصراع خلال مرحلة التحرر الوطني، حيث أن متطلباتها تختلف كلياً عن متطلبات إدارة شؤون الدولة في حالة الاستقلال، وتعطيل أدوات الكفاح والمقاومة لصالح اسلوب الحوار والتفاوض في واقع تستبيح فيه اسرائيل كل المحرمات، هو أشبه بدفع العربة أمام الحصان وتعذيبه حتى يجرها، وهذه المفارقة بين اليوم والأمس تصب في رصيد الختيار دونما منازع.
ومن بين التعبيرات الجميلة ذات المغزى العميق التي سمعتها على لسان "أبي عمار" في لقاء تنظيمي جمعنا به في مدينة بيت لحم، وفي لحظة انفعال عرفاتية قريبة من القلب أذكر أنه قال: "دي الثورة الفلسطينية عربة وجارها حمار، اللي عاوز يركب أهلاً وسهلاً، واللي تعب وعاوز ينزل الله معاه، بس عاوزكم تعرفوا حاجة وحدة، أنا الحمار بتاعها"، ومن يعرف ياسر عرفات يعي جيداً بأنه ينتقي تعبيراته ويقصد ثوريتها بالمعنى البعيد للكلمة لا ما يتبادر للذهن بمجرد النطق بها. واستخدام كلمة "حمار" ليست سوى كناية عن أن تحقيق النصر على اسرائيل بسرعة الضربة القاضية إمكانية غير واردة، وإنما التراكم البطيء للضربات المتتالية في مسيرة شاقة وقاسية تحتاج إلى كل مقومات الجلد والصبر حتى نتمكن من هزيمته، فالحمار بطيء والعربة ثقيلة، وبالتالي مسيرة الثورة طويلة وتحتاج إلى إمكانيات وطاقات كبيرة ومتعددة، حتى نستطيع تحطيم كافة القيود المحلية والاقليمية والدولية التي تكبل عربة القضية الفلسطينية لكي نتمكن من جرها نحو بر الآمان، وهذا يتطلب بحده الأدنى، وبالمعنى الضمني للمقاربة أن يعيش في داخل كل واحد منا "حمار ثوري" قادر على الصبر والمثابرة –ان لم يكن أكثر من ذلك- حتى نحافظ على شعلة المقاومة، ونحصن قضيتنا من مخاطر الهيمنة والاحتواء لعلنا بذلك نقربها خطوة واحدة من النصر على طريق الحرية والاستقلال، وبالتالي نوفر للأجيال القادمة فرصة أفضل من التي اتيحت لنا.
إذاً "الحمار الثوري" في قصة ياسر عرفات يتمثل بقدرة المناضل الفلسطيني على الصمود، واستعداده للتضحية، ومدى تحمله لكل وسائل التعذيب، وعوامل الاحباط والضغط التي تسعى إلى كسر إرادته وثنيه عن مواصلة مشواره الكفاحي بحجج وذرائع واهية وان كان جزء منها يحاكي الحقيقة، فالقضية الوطنية أهم وأقدس من فساد بعض الأفراد، وأوسع وأشمل من أي اخفاق سياسي، والشعب الفلسطيني برمته سجل صموداً تاريخياً واسطورياً، غير أن طليعته الثورية هي التي تنوب عنه في خوض معركة التحرير، وتدافع عن حقوقه وتحميها، وكلما كانت هذه الطليعة صادقة وأمينة في آداء مهمتها كلما أمدتها الجماهير بالموارد البشرية والمادية حتى تحقيق الهدف وانجاز المشروع الوطني، وأخطر ما يواجهه المناضل الفلسطيني في هذه المرحلة يكمن في انجذابه لمغريات ركود المرحلة الراهنة وبريقها، الأمر الذي يستوجب نزوله من العربة بجني بعض الغنايم الوهمية كحال الرماة في معركة أحد، وهذا هو قصر النفس والتعب الذي تحدث عنه ياسر عرفات وحذرنا منه، والا كيف نفسر تمسكه بارتداء بزته العسكرية لآخر لحظات حياته بالرغم من كل النفوذ وبريق السلطة الذي كان يحيط به؟! وكيف نفهم إشارته بعد عودته من كامب ديفد عام (2000) ولسان حاله يقول: "انتفضتوا سبع سنين في الانتفاضة الأولى" وقلب بيده اليمنى ورقة على طاولته، وأردف: "إإلبوا الصفحة حنبلش من جديد" وبهذا المفهوم الثوري "للحمرنة"، وبمنطق الأخ خالد الحسن رحمه الله فإنني أترحم على القائد والمعلم في ذكرى رحيله، وأحمد الله ألف مرة بأنني لازلت حّمار وطنيّ!!!

تفجيرات غزة .. الفاعل المجهول المعلوم ..!
بقلم: أكرم عطا الله – الايام
في أحيان كثيرة يبدو فيها الرأي العام أكثر وضوحا من كل المحللين وأكثر صدقا من كل الفصائل التي تختفي خلف الكلمات المصاغة بدقة ضبابية، ففي اللحظة التي اجتاحت غزة موجة الانفلات المنظم الجديدة دفعة واحدة وهذه لم تكن بحاجة إلى كثير من التفكير حتى يشير المواطن بإصبع الاتهام إلى المجهول المعلوم في كل جريمة تشابهت فيها بصمات مرتكبيها.
هل علينا أن نتهم "داعش" وفقا للبيان الصادر والذي يريد أن يمنع المهرجان لما فيه من "سفور واختلاط"؟ فهل ستمنع "داعش" احتفال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الشهر القادم لما فيه من "سفور واختلاط" أيضا أم أن الأمر غير ذلك؟ وهل "داعش" على هذه الدرجة من الإتقان والانتشار حتى تنفذ هذه التفجيرات في وقت واحد غير آبهة بكل أجهزة الأمن الموجودة في القطاع؟ فالأجهزة هنا في غزة تفاخرت لسنوات طويلة بقدرتها على كشف كل الجرائم في القطاع وبعضها خلال ساعات قليلة، هل نفهم أن هذه الجريمة المنظمة سيتم كشف مرتكبيها خلال أيام حتى نعطي متسعا لأجهزة الأمن.
فمن هو الفاعل إذن؟ إنه نفسه المجهول المعلوم في كل مرة، هو الذي أطلق النار في ذكرى احتفال ياسر عرفات ولم تخرج نتائج التحقيق حتى اللحظة، وهو نفسه المجهول المعلوم الذي أحرق مخيمات الوكالة الصيفية علنا قال شهود العيان، "إن الفاعلين بالعشرات ولم يتم كشف أي منهم حتى الآن"، وهو المجهول المعلوم الذي اقتحم المؤسسات غير الحكومية ليلا ولا زال التحقيق مستمرا وهو نفسه المجهول المعلوم الذي أحرق المركز الثقافي الفرنسي وقيدت أيضا ضد مجهول أراهن أنه لن يتم اكتشافه.
إنه الفلتان المنظم يضرب من جديد وإن لم يختف خلال السنوات الماضية بالرغم من تفاخر أجهزة الأمن القائمة بقطاع غزة بأن إنجازها الأبرز هو القضاء على ظاهرة الفلتان، وهي نفس الأجهزة التي تقف متفرجة على ما حدث ليل الجمعة الماضي ضد كوادر حركة فتح ومنصة حفل ذكرى وفاة ياسر عرفات في الكتيبة والتي لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن أهم مركز أو المربع الأمني بقطاع غزة وهو مركز أنصار.
أصابع الاتهام توجهت فور الحادث لتحميل حركة حماس المسؤولية لأن هناك جوا من التحريض مارسه بعض أعضاء وإعلاميي الحركة ضد الاحتفال وأطلقوا حملة "امنعوهم من الاحتفال" أي أنهم مهدوا للجريمة وخلقوا جوا مسموما وسط أجواء مصالحة كسيحة أصلا وكان لهذا المهرجان أن يساعد في إذابة الجليد بين الجانبين حين تحضره قيادات من حركة حماس.
ولأن الحركة موضع اتهام خاصة أن أجهزة الأمن المنتشرة في قطاع غزة تقودها كوادر حماس، ولأن الحكم بقطاع غزة هو لحركة حماس التي تركت الحكومة ولم تترك الحكم، فقد كان من السخرية تحميل حكومة الحمد الله والرئيس أبو مازن مسؤولية التفجيرات كما قال احد كوادر "حماس" وكان من الممكن أن تذهب أبعد لتطلب من الرئيس عباس ورئيس وزرائه الاستقالة لأنهما عجزا عن توفير الأمن بقطاع غزة، ولأن حركة حماس هي المسؤولة والحاكمة فهي لا زالت مسؤولة عن أرواح المواطنين وممتلكاتهم فهي المسؤولة عن اكتشاف مرتكبي الجريمة لما تملكه من إمكانيات فلا زالت تحتكر الأمن في القطاع هذا أولاً، ولأنها متهمة فإن اكتشاف هذه الجريمة هو أداة تبرئتها الوحيدة.
ليس هناك شك في نوايا حركة حماس في المصالحة وخصوصا القيادة السياسية، وليس هناك شك بنوايا الدكتور موسى أبو مرزوق الذي رفض هذه التفجيرات مطالبا الحكومة بعدم إلغاء زيارتها وتوحيد الموقف، مطالبا بالتضامن مع حركة فتح ولكنه يعرف أن الناس ينتظرون منه أن يطالب بالكشف عن الجناة، ومن يطالب أن يعد الناس وحركة فتح بتقديم الفاعلين للعدالة بسرعة فهو يمتلك ما هو أبعد من التضامن حين يتعلق الأمر بمن وصفهم الدكتور غازي حمد وهو أحد قيادات الحركة في القطاع "بالنفوس المريضة والعقول المختلة التي تبغي الفتنة" يجب البحث عنهم وعدم تركهم يوجهون هذه الضربة في مرحلة حساسة من مراحل المصالحة التي انتظرها الناس لسنوات وهي تسير بصعوبة شديدة ومهددة بالانهيار فقط تحتاج إلى قشة فما رأينا حين تكون الضربة بهذا المستوى.
إن الهدف الأبرز لهذه الجريمة هو ضرب المصالحة فهناك أعداء لها، وكانت حركة الجهاد الإسلامي تخلص إلى الاستنتاج الصحيح في تشخيصها حين قالت، إن "من قاموا بالتفجيرات الآثمة بغزة يخدمون العدو الصهيوني" وهذا دقيق حين نعرف أن إسرائيل هي الطرف الذي يقف ضد المصالحة وهذا ليس خافيا على أحد ولا شك أن هذه التفجيرات أحدثت خلخلة كبيرة وأعادت أجواء عدم الثقة بين حركتي فتح وحماس.
لقد سارعت حركة فتح بالحديث بلهجة شديدة، فقد تراجعت لغة المصالحة وحلت محلها لغة الاتهامات وهذا انتصار كبير لإسرائيل، على الجميع استدراك الموقف قبل أن ينهار كل شيء وأولهم حركة حماس التي وحدها تستطيع التحقيق هنا في غزة وتقديم الجناة كدليل على براءتها وحسن نواياها، ولا يستبعد هنا أن تكون أياد إسرائيلية دخلت على الخط سواء باسم الدين أو غيره فإن في معرفة خيوط الجريمة ما يعزز الجبهة الداخلية.
وعلى حركة فتح أن تهدأ قليلا لا أن تسارع بالانفعال، لأن الخوف على المصالحة أكبر كثيرا من الجريمة نفسها بالرغم من بشاعتها، من حقها معرفة المعتدي عليها وليس الاتهام قبل التحقيق بالرغم من الإشارات التي تدل على الجاني، وإذا كان مرتكب الجريمة يستهدف المصالحة هل علينا أن نستجيب ونحقق رغباته، بل يجب أن تدق هذه الجريمة ناقوس الخطر وتدفع الأطراف للإسراع بتطبيق المصالحة حتى لا تتكرر الجرائم، فوسيلة القضاء الوحيدة عليها هو بنظام حكم مشترك وأجهزة أمن مشتركة وأجواء غير مسممة، الجريمة كبيرة ولكن إن تعطلت المصالحة ستكون جريمة أكبر.
لا شك أن الخاسر الأكبر في هذه التفجيرات هو حركة حماس التي حاول نتنياهو الربط بينها وبين "داعش" وفي الوقت الذي يتم إنكار وجود "داعش" بغزة تأتي هذه التفجيرات الغبية لتؤكد ما يقوله نتنياهو ضد "حماس" والتي يزداد اتهامها كلما مر الوقت دون اكتشاف الفاعلين، فقد اعتاد الناس على سرعة اكتشاف من يحاول إلقاء صاروخ دون رغبتها أو من يحاول المساس بعناصرها، أما أن تدعي عجزها عن اكتشاف خمس عشرة جريمة ارتكبت في آن واحد وهذه على الأقل بحاجة إلى ثلاثين شخصا بالحد الأدنى فهل نصدق أن أمنها الداخلي الذي يعرف دبيب النمل في بيوت عناصر "فتح" لا يعرف شيئا عن أي من هؤلاء؟.

عبور القدس إلى عتبات الحرية
بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
ما لا يتحقق بالقوة يمكن تحقيقه بقوة أكبر، وما لا يمكن انجازه من على سطح الأرض، يمكن إنجازه من تحتها، وما لا يتحقق بالقمع يمكن تحقيقه بجعل الموت بديلا مقبولا للحياة. هذه هي الخطوط العام للسياسة الاسرائيلية المتبعة في التعامل مع المقدسيين، لأن الفلسطيني الميت أفضل من الفلسطيني الحيّ في ثقافتهم العنصرية، انها سياسة القوة المفرطة المطعَّمة بسياسة "كيّ الوعي" لتفريغ القدس من أهلها ولفرض الاستسلام الكامل والشامل على ساحاتها.
الهجمة الاسرائيلية على القدس العاصمة بما فيها على بلداتها؛ وبشكل خاص على المسجد الاقصى هجمة مخطط لها منذ زمن، لكن الحكومة الاسرائيلية حالياً تبدو على استعجال حاليا في تأدية مهامها الاستيطانية المؤجلة، وعليه تقوم بممارسات غير مسبوقة متجاوزة جميع الخطوط الحمراء بدخول الجيش والعصابات الصهيونية محراب المسجد الاقصى كرابطة منظمات الهيكل للانتهاء من المهام المؤجلة...
العمل جار على استكمال فصول الرواية الاسرائيلية، وذلك من أجل تحويلها من رواية خرافية تعتمد على الاساطير وقصص الكهنة إلى رواية يهودية تاريخية، تأسست على سرقة وتزييف هوية ومعالم وميزات القدس العاصمة، وطمس تراثها الحضاري والانساني، بما يعطي مؤشرات واضحة على البدء في ترسيم خطة تقسيم الاقصى زمانيا ومكانيا. وفي سبيل تسريع انطباق الخطة، تتسارع الهجمة وتتوسع متخذة اشكالا مختلفة، الأمر الذي يدل على استعجال المؤسسة السياسية والامنية في رسم ما تبقى لديها من وقائع استيطانية، فتأتينا حزمة كبيرة من وجبات هدم البيوت والمصادرات وبناء الوحدات الاستيطانية وسحب تراخيص المقدسيين التجارية وفرض الضرائب الباهظة.. إضافة الى ديمومة ممارسة القتل والاعتقال وتصاعد حمى ترسيم وتطبيع تقاسم المسجد الأقصى.
على ضوء التصعيد الاسرائيلي على القدس يقفز التساؤل الأهم: "ماذا فعلنا للقدس وماذا نحن فاعلون من أجلها" . لينبري الجواب والحقيقة السافرة التي تصرخ بأن الفجوة تبدو هائلة بين الأقوال والأفعال، بين الخطط النظرية وبين تطبيقها، بين الاجتماعات الكثيرة وبين المظاهرات والمواجهات. فهناك فرق كبير بين كتابة البيان وبين كتابة التاريخ على الأرض، واختلاف بين إطلاق المواعظ وبين النزول لممارستها، بين بثّ الاذاعات للخطابات وبين حمل السمّاعات للهتاف في الجموع. لأن هناك فرقا بين شتم الظلام وبين ايقاد المشاعل.. بين التهديد بالفعل وبين تطبيق التهديد، بين التنظير وبين ممارسة النظرية.
لنراقب أنفسنا، نحن نحب المواسم والفصول. لنراقب خطابنا وهتافنا، سنجد الكلمات الجميلة التي تبعث على الطمأنينة ولها وقع مؤثر ولكنها بعد انتهائها تضمحل وتذوب عن الشفاه كما لا تثبت في العقل. ماذا تعني الكلمات المنمقة عن أن القدس لنا والاحتلال إلى زوال.. وماذا تعني كلمات اجمل عن أن السلام لا يدخل الا من بوابة القدس.. وان لا سلام ولا أمان دون القدس..
لنتساءل: ماذا فعلنا بتوصيات المؤتمرات والمهرجانات..ماذا فعلنا بالقرارات التي قمنا بأخذها، وكم كررنا أنفسنا واجتررنا ذات التقييمات وصولا إلى تحديد كيف ترجمنا مقولة أن القدس هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بشكل عملي وواقعي..
ولنسأل عربنا ثانيا، حيث يخيَّل لي أن سياسة "كيّ الوعي" معتمدة من اكثر من جهة وطرف، وأولهم الدول التي تسمي نفسها بالعربية والاسلامية.. فلنسألهم: ماذا فعل ثلاثمائة مليون عربي ومليار مسلم من أجل القدس سوى الشجب والاستنكار وماذا قالوا أكثر من التأكيد على عروبة القدس واسلاميتها الذين لا يحتاجان إلى جهد لاثباتهما، لأن الأقواس والساحات والأسوار والمصاطب والأزقة وحتى حائط البراق يشهدون جميعا بأن القدس لنا..ومن ثم وفي إطار مساءلة العرب، نطالب بتقديم كشوف الحساب حول ماذا فعل الكلّ العربي والاسلامي من اجلها سوى تسمية الشوارع والبنايات والمقاهي باسمها.. أو ربما تنظيم ندوة ثقافية أو مهرجانا حاشدا ومعرضا تراثيا من أجلها..
حراكات القدس تقول، بأن عزيمة أهل القدس لم تخب، وتذكر بأن انتهاك حرماتها مكلف، وتبعث في الذاكرة بأنها كانت خلف هبة النفق وبأن تدنيس مقدساتها لا يمر بسهولة، فقد أوقد الشرارة التي أطلقت الانتفاضة الثانية.
إن حراك القدس سواء أطلقنا عليه اسم انتفاضة أو هبّة، فالمسألة ليست بالتسميات بقدر اهمية الدلالة على إبقاء حالة الاشتباك مع الاحتلال واجراءاته قائمة وقوية، فعليها يتوقف ديمومة الاشتباك الذي سيجتذب إلى عناوينه الاشتباكية المختلفة قطاعات المقدسيين، لتعبُر بهم القدس إلى عتبات الحرية.
كلمة الحياة الجديدة - اتقوا الله بشعب فلسطين
بقلم: الحياة – الحياة
سبعة ايام واسرائيل تقصفنا بكل انواع القذائف والصواريخ المدمرة للحياة بكل شؤونها. سبعة ايام جديدة من محاولة اسرائيل المتواصلة لشطبنا من واقع الصراع ومعادلته، ونفينا الى مجاهل العدمية والانقراض، سبعة ايام اسرائيلية بطائرات الموت الحربية لتصفية كل احلامنا وتطلعاتنا، سبعة ايام ولها كل هذا التوحش في القوة الغاشمة تواصله ضدنا، ومع ذلك هي التي تشكونا في اعلامها الرسمي وفي خطابها السياسي وتقدم نفسها كضحية لا تفعل شيئا سوى انها تمارس حق الدفاع عن النفس في مواجهة " صواريخنا " التي تصيب سكانها بالهلع..!! فيصدق المجتمع الدولي في مجلس الامن ادعاءاتها وينحاز لفريتها، فلا يقف ذلك الموقف الجدي والمسؤول لوقف العدوان وحماية الشعب الاعزل .
المعضلة وكما قلنا يوم امس وسنظل نقول ان بعض فضائيات السلعة الاخبارية وبعضها فلسطيني، والتي ارادت يوم امس الأول من كاميرات التلفزة الفضائية ان تتوجه نحو تل ابيب بدلا من أن تطالبها بالتركيز على مشاهد القتل والدمار اليومية في غزة التي تواصل انتاجها طائرات اسرائيل الحربية، المعضلة ان هذه الفضائيات ما زالت توحي في خطابها الاعلامي ان هناك حربا بين طرفين تكاد تكون متوازنة بالرد الصاروخي، والضحايا فلسطينيون فقط فلم نسمع عن قتيل اسرائيلي واحد.
ثم ان هذه الفضائيات تتجاوز على نحو مقصود، سؤال الجدوى في العملية التي قادت الى مثل هذا العدوان الذي يتوغل بعيدا في التوحش، نعني عملية خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم دون ان يكون هناك بيان واحد لمخططيها ومنفذيها يتحدث عن هدفها او اسباب القيام بها في اطار محدد، ومن الواضح تماما اليوم انها لم تكن عملية عبثية ودون غاية سياسية لمن خطط لها ونفذها، وقد سقطت هذه العملية كمثل تفاحة ناضجة بين يدي نتنياهو ليقضمها كما يشتهي بتلذذ رغبته العارمة في ضرب المصالحة الوطنية الفلسطينية، واعادة الوضع في غزة الى ما كان عليه قبلها، وحتى لا تتواصل عزلته الدولية التي كادت تطبق عليه بعد نجاحات وانتصارات الفعل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في اكثر من ساحة وموقع ومحفل دولي. كان مأزق اسرائيل قبل هذه العملية خانقا، لكنها اليوم تخرج من مأزقها بما تعرف من فعل عدواني شرس وقبيح، لايجد اي ردع دولي حقيقي حتى الآن، والعملية تلك دونما اي خطاب سياسي ما يوحي بانها لم تكن اكثر من مؤامرة، والتاريخ سيكشف حتما من حاكها ودبرها.
لا نريد الان ان نبحث في ذلك ولانسعى اليه وانما نريد ونناضل من اجل وضوح الصورة، صورة الدم الفلسطيني الطاهر وهو يسفك دونما هوادة بقذائف طائرات اسراسيل الحربية تارة وتارة بخطابات فضائيات الاعلام السلعوية والشعبوية " الاخوانية " غالبا لعلها تعيد الروح لمشروع الجماعة الذي خر صريعا على ارض مصر الوطنية، ولطالما ان الثمن ليس من كيسها، بل من كيس شعبنا بدمه وبيوته وارضه ومشروعه الوطني ... اتقوا الله بهذا الشعب الذي ما زال ينزف منذ اكثر من خمسين عاما.

مدارات - في مواجهة هذه العربدة
بقلم: عدلي صادق – الايام
بالحرب التي تشنها على غزة بالتكثيف الشديد للنيران، وعلى الضفة الفلسطينية بمتفرقات نارية وتعديات وتدابير خنق؛ أوصلت إسرائيل المواجهة بينها وبين شعبنا كله، الى نقطة يصعب العودة عنها. فالفلسطينيون - وليس "حماس" وحدها - لم يتبق لهم سوى حياتهم وكرامتهم، وهم مستعدون لأن يقاتلوا بما أتيح لهم من النيران، لكي لا ينجح نتنياهو ويخرج من هذه الحرب، وقد أخذ شيئين فادحين: كسر ضلوعنا، في المقاومة والسياسة، وإدخالنا الى حال الغيبوبة فلا نقوى على الحراك، عاجزين عن طرح متطلباتنا في السلم وهي التي يساندنا فيها عالم البشر ويعارضنا عالم الذئاب. الشيء الثاني هو أن يجعلنا عاجزين عن الدفاع عن النفس في الحرب. وباعتبار أن هذا مستحيل؛ يكون نتنياهو قد صعد الى الشجرة فلا يستطيع النزول عنها سريعاً، لذا سيلجأ الى المزيد من الجريمة والولوغ في دمنا، باستخدام آلة الحرب الفتاكة، التي أمده بها امبرياليون أوغاد، ما زالوا يرون اسرائيل مستضعفة ويتربص بها عالم عربي كبير من الماء الى الماء يريد الإجهاز عليها!
طالما أن ممر نتنياهو وحكومة الاستيطان والتطرف والحرب، هو الذهاب الى الحدود القصوى لجريمة الحرب؛ فإن الفلسطينيين والعرب والعالم، باتوا أمام اختبار صعب، لا تنفع فيه البيانات ولا الإدانات. لا بد من البدء بإجراءات متدحرجة مثلما تتدحرج القذائف، لإسقاط منطق هؤلاء العنصريين والبرهنة لشعبهم على أن حكومتهم ما زالت تُلحق بهم الخسارة تلو الأخرى. ولا خسارة يقتنع بها شعب المستوطنين، ما لم تكن ظاهرة وملموسة ومؤثرة. هناك الكثير من الخطوط التي فتحتها حكومة التطرف والحرب، في العالم العربي، وقد تأسست لهم هوامش ومصالح. هذه ينبغي أن تُقطع فوراً وأن تُستبدل بنقائضها، وليعلم القاصي والداني، أن استمرار الخذلان في العالم العربي، واستمرار أكثرية القوى العظمى في محاباة اسرائيل؛ هو الذي يؤسس للحرب، ويتهدد مصالح الأمم في هذه المنطقة، وليعلم الجميع أن الفلسطينيين لن يعودوا عن قرار الدفاع عن مصيرهم وعن حقهم في الاستقلال والحرية. وستظل المقاومة حاضرة ما لم ينكفئ هذا العدو الجامح، ويلتمس لنفسه طريقاً الى حومة البشر. إننا ندافع عن الآدميين كلهم، ونقف في خندق الدفاع الأول، في معركة البشر مع الكلاب. كان وما زال الأشرف والأوجب والأسلم، أن يقف العالم مع البشر ضد الكلاب المسعورة!
لا نرى منطقاً، فيما قيل حتى الآن عن تهدئة متبادلة. نعلم أن نتنياهو وحكومته، يرون حرجاً في وقف القصف، مع إعادة الأمور الى سيرتها الأولى بإطلاق سراح الذين أعيد اعتقالهم، أو اعتقلوا، وبوقف التعديات في الضفة، على أساس أن وقفها يؤجج المواجهة المرة تلو الأخرى. الضغط العربي والدولي، ربما يساعده، ويجعله يكتفي بالإفلات من عواقب الجرائم التي اقترفها طيرانهم وجيشهم، وإعادة الأمور الى مرحلة أسبق. معادلات السياسة اليوم، تجعله يفلت، لكن سنن التاريخ ليست كمعادلات السياسة. لكل شيء نهاية. وسيكون لعربدة القوة والنار الإغراقية نهايتها. إن ما يحدث اليوم، يتهدد كل العروش والكيانات التي بلا مآثر وبلا مواقف. ليستجمع العرب والفلسطينيون إراداتهم، لمواجهة هذا الوحش الظلامي المنتمي الى عصور ما قبل الكتابة!

نبض الحياة - تقصير مجلس الامن
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
مرة جديدة يسجل مجلس الامن تقصيرا فاضحا في تحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني من ارهاب الدولة الاسرائيلية المنظم، رغم وحشية الحرب المسعورة، التي يشنها على محافظات الوطن الشمالية والجنوبية باشكال واساليب القهر والبطش المختلفة، وذروتها ما يجري في محافظات الجنوب، حيث القصف البري والبحري والجوي للمواطنين العزل، التي ذهب ضحتيها حتى الآن (160) شهيدا و(1070) جريحا خلال خمسة ايام خلت.
المنبر الاممي الاهم يخضع لسطوة الفيتو الاميركي البشع، الذي يحمي دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، رغم جرائم الحرب، التي ترتكبها على مرأى ومسمع كل العالم غير عابئة بشيء، ودون ان يرف جفن لقادتها مجرمي الحرب. والدليل الجديد، استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو قبل عشرة ايام عندما طلبت القيادة الفلسطينية ادانة جريمة اسرائيل بحرق الفتى ابو خضير والتمثيل بجثته، ومارست الضغط على الدول الاعضاء الست لعدم اصدار بيان سياسي يطالب دولة اسرائيل المارقة والخارجة على القانون الدولي بوقف حربها المجنونة، الحرب المتواصلة منذ الثاني عشر من يونيو الماضي، وطالت كل محافظات الوطن مستخدمة ابشع اشكال ارهاب الدولة، وتتصاعد مع كل ساعة ويوم ومضاعفة أعداد الضحايا وعمليات التدمير الممنهج للبنى التحتية ومنازل المواطنين الابرياء.
جاء بيان مجلس الامن قاصرا وباهتا وضعيفا، فلم يطالب اسرائيل المحتلة للارض الفلسطينية، والمستبيحة للدم الفلسطيني، والمرتكبة لجرائم حرب يندى لها جبين البشرية، بوقف حربها المسعورة، بل طالب الجميع بوقف الحرب، مساويا بين الضحية والجلاد، وهاربا من تسمية الاشياء باسمائها؛ ولم يوافق على تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني؛ ولم يقبل تشكيل لجنة تحقيق دولية في قتل وحرق جثة الشهيد أبو خضير وجرائم الحرب في قطاع غزة، التي طالت الاطفال والنساء والشيوخ؛ ورفض تسجيل أي ادانة من اي مستوى لاسرائيل؛ وحتى لم يتطرق لالزام اسرائيل باستحقاقات عملية السلام.
ولا يضيف المرء جديدا حين يعود للتذكير، بان اميركا، هي الراعي الاساسي لعملية السلام، وهي المطالبة بخلق الاجواء المناسبة لاتمام وانجاز تسوية سياسية، تقوم على ركيزة خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967؛ وهي المعنية بحماية مصالحها الحيوية في المنطقة. وفي حال مواصلتها التغطية على جرائم دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية، والصمت عن سياساتها الاجرامية وانتهاكاتها الخطيرة لمصالح الشعب الفلسطيني، من خلال استخدامها لحق النقض الفيتو ضد التوجهات الاممية، وممارسة ضغوطها على دول العالم، لمنعها من الانسجام مع روح القانون والشرائع الدولية، فان المنطقة وشعوبها لا محالة متجهة نحو دوامة الحروب والعنف، النتيجة، التي لا تخدم من قريب او بعيد مصالح الولايات المتحدة ولا مصالح شعوب المنطقة والعالم بما في ذلك ربيبتها اسرائيل.
مجلس الامن مرة أخرى يسجل تقصيرا فاضحا ومعيبا بحق دوره ومكانته كمنبر اممي اول، والسبب البلطجة الاميركية في اروقته، وسيفها المسلط على رقبته (المجلس) من خلال استخدامها لحق النقض الفيتو، وضغوطها وارهاب الدولة، الذي تستخدمه ضد الدول الاعضاء في المجلس.
آن الاوان ان تراجع اميركا سياساتها، وتعيد النظر في منطقها، حرصا على دورها ومكانتها الاممية وفي المنطقة خاصة دورها كراع اساسي لعملية السلام، وحتى تعطي بعض المصداقية للفلسطينيين والعرب، الذين لم يروا لليوم سوى الوجه الكريه والبشع للادارات الاميركية المتعاقبة منذ نشوء نكبة الشعب الفلسطيني في العام 1948.