المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقالات في الصحف المحلية 235



Haneen
2014-12-18, 11:02 AM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif



file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif
احتجاز المستوطنين سابقة مميزة ونموذج للمقاومة الشعبية السلمية
حديث صحيفة القدس
أنصاف المواقف..
خيري منصور/صحيفة القدس
وجهة كيري الأردنية
عريب الرنتاوي/صحيفة القدس
العودة إلى ما قبل «أوسلو»..
عبد شعبان/صحيفة القدس
الحكيم الذي غادر مبكراً
راسم عبيدات/صحيفة القدس
اسرائيل غير معنية بالسلام.....!
فيصل أبوخضرا/صحيفة القدس
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.jpg
أطراف النهار.. و"حل المنظمة"! ما هكذا يكون الثغاء؟
حسن البطل/صحيفة الأيام
إما قدر من الإنصاف وإما خيار شمشون
طلال عوكل/صحيفة الأيام
الإفراج عن المعلومات أولاً
د. عبد المجيد سويلم/صحيفة الأيام
دوافع مبادرة كيري وتحركاته
بقلم: حمادة فراعنة/صحيفة الأيام
طرطشات
بقلم: د. فتحي أبو مغلي/صحيفة الأيام
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image009.jpg
تغريدة الصباح - هش ونش مع نار الكسا
بقلم: امتياز دياب/الحياة الجديدة
(صلاح الدين العربي)...ورمضان الفلسطيني
موفق مطر/الحياة الجديدة
مخيم اليرموك والحوافر!
بكر أبو بكر/الحياة الجديدة
الاجتماع العربي الاول في فلسطين
عادل عبد الرحمن/الحياة الجديدة






احتجاز المستوطنين سابقة مميزة ونموذج للمقاومة الشعبية السلمية
حديث صحيفة القدس
كان الاستيطان وسيظل دائما العقبة الرئيسية امام تحقيق السلام. وكان الاستيطان وسيظل دائما التعبير العملي لمخططات التوسع والغطرسة الاسرائيلية، كما كان وسيظل التجسيد لمقولات "ارض اسرائيل الكبرى" التي ينادي بها كثيرون من الاحزاب والقوى الاسرائيلية.
وقام الاستيطان على مصادرة الارض والحقوق الفلسطينية في كل المواقع تحت ذرائع ومسميات متعددة تصب كلها في واقع الاستيلاء على الارض وحرمان اصحابها - الحقيقيين منها. وفوق كل هذه المعاناة وهذا الظلم البشع المخالف لكل القوانين والمفاهيم الانسانية والدولية، فان سارقي الارض من المستوطنين لم يتوقفوا يوما عن الاعتداء على المواطنين واملاكهم وحرياتهم ومارسوا هذه الاعتداءات بشكل مستمر ويومي تقريبا: لقد قطعوا الاشجار او احرقوها او اقتلعوها، وسرقوا الثمار كثيرا واعتدوا على المواطنين او احرقوا دور العبادة او خطوا العبارات العنصرية على الجدران واحرقوا السيارات اوحطموها، وباختصار فانهم لم يكتفوا بسرقة الارض وانما واصلوا الاعتداء باشكاله المختلفة على اصحابها.
والاسوأ من كل هذا انهم يقومون بهذه الاعتداءات دون محاسبة او محاكمة، ولم نسمع يوما ان مستوطنا حوكم او سجن او عوقب او حتى اعتقل بسبب اعتداءاته المتكررة، مما شجع هؤلاء العنصريين على مواصلة هجماتهم ضد كل شيء.
قبل يومين حدث شيء غير اعتيادي، حين تصدى ابناء قصرة وقريوت جنوبي نابلس لمجموعة من المستوطنين واحتجزوا 15 منهم واوسعوهم ضربا دفاعا عن حقوقهم واملاكهم ... وكانت مشاهد هؤلاء المحتجزين وصورهم التي انتشرت في كل وسائل الاعلام، تعبر عن حقيقة مواجهة المعتدي بما يستحقه وبالطرق السلمية ودون استخدم الاسلحة .. حتى تدخل الجيش الاسرائيلي واعلن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة وتم تسليم هؤلاء المعتدين الى قوات الجيش هذه بالتنسيق مع السلطة الوطنية.
لاشك ان الرسالة القوية الواضحة من هذه الحادثة قد وصلت الى كل من له علاقته بالامر: ادرك المستوطنون ان اعتداءاتهم لن تمر بسهولة وانهم سيواجهون مقاومة شعبية صادقة وقوية من اصحاب الارض والممتلكات. كما ادركت كل القوى الفلسطينية التي تتعرض لمثل هذه الاعتداءات ان للدفاع عن الارض والشجر طرقا مختلفة كما اثبت المزارعون والمواطنون من ابناء قصرة وقريوت.
اخيرا لابد من توجيه كل التحية والاحترام الى ابناء هاتين القريتين وكل من ساهم بالتصدي للمستوطنين وقد قدموا جميعا سابقة مميزة ستشكل معلما على طريق الدفاع عن الارض وستدخل التاريخ كظاهرة للمقاومة الشعبية السلمية الحقيقية والميدانية ...!!




أنصاف المواقف..
خيري منصور/صحيفة القدس
توفرت خلال العقدين الأخيرين من حياتنا السياسية في الوطن العربي أسباب كافية لأن يرتد بعض الناشطين والمثقفين العرب عن مواقفهم، خصوصاً من وقفوا في منتصف المسافة بين الهوية ومضاداتها المصاحبة للعولمة . لكن ما كان سبباً للارتداد أو الاستقالة المبكرة من الدور التاريخي وما يمليه من واجبات قومية كان في الوقت ذاته سبباً وجيهاً لتشبث آخرين بمواقفهم . لأنهم حولوا العقبة إلى رافعة أو مرتكز . ولم يرسبوا في أعسر اختبار مرت به الأمة منذ الاستقلال .
ومن حيث لا يدري هؤلاء المستقيلون خلطوا بين ساسة وقادة رفعوا الشعار القومي وبين العروبة، كأنهم التجسيد الحي لها . وهذا ليس دقيقاً بكل المقاييس، لأن التاريخ عرف نماذج أساءت إلى الفكرة التي تُبشر بها أكثر من خصومهم . فباسمها اقترفت جرائم، وارتكبت خطايا .
ولو قبلنا بهذا المنطق المعكوس لأصبح بإمكان أي طرف أن يقيّم الإسلام كله من خلال مُسلم متطرف، وبالتالي بحكم على بلد أو شعب برمته من خلال شخص غير سوي . لقد أتاح هذا المنطق للنوايا أن تتدخل في كل الأحكام، فمن كتبوا المراثي في وداع العروبة كانت ذريعتهم تحول ساسة من دعاة العروبة إلى طغاة .
والخطأ المنهجي، بل الجذري الذي ارتكبه من اختزلوا الأديان والقوميات والثقافات في أفراد هو كونهم امتدحوا هؤلاء رغم أن الهدف هو إدانتهم، فمن كان بمقدوره أن يجسد ديناً أو ثقافة في شخصه هو ظاهرة تستوقف المؤرخ طويلاً، لكن من زعموا هذا التجسيد كانوا من العابرين وانتهت حياتهم وبالتالي نفوذهم لمجرد أنهم رحلوا .
إن المواقف التي تتخذ من الأنصاف مرجعية لها لا تتسم بالهشاشة فقط، بل بضعف الاعتقاد والبناء النفسي، فهي سهلة الانقياد، وعرضة لكل أشكال الغواية، والعودة من منتصف الطريقة أسهل عليها بكثير من إكمال الشوط حتى النهاية .
ورغم أن هذه الآونة من حياتنا هي الأجدر باستقراء التاريخ عمقياً وليس أفقيا، فإن العزوف عن مثل هذه المهمة حوّل الإنسان إلى مُنبت، فلا أمس قطع ولا غداً أبقى .
وما يقوله حتى المستشرقون الأكثر تحرراً من الارتهان لاستراتيجيات بلدانهم هو باختصار أن الثقافة التي أفرزت أسطورة العنقاء كانت تدرك منذ بواكيرها أنها لا تموت . حتى لو اضطرت إلى التماوت الدفاعي كما يفعل البعير .
وعلى سبيل المثال، فإن قراءة ما كتبه ابن الأثير والجبرتي وابن إياس، وحتى توينبي البريطاني وشبنغلر الألماني وغارودي الفرنسي وغيرهم، عن جدلية الموت والانبعاث لدى العرب كأمة، يدحض بقوة كل رهانات الوداع الشامت للعرب، فقد مروا بأسوأ مما يحدث الآن . وما من تماوت مؤقت إلا وكان على موعد مع قيامة، وهذا ليس تفاؤلاً شعارياً أو حقنة تخدير .
ولا نظن أن هناك إنساناً يزهو بأمه وأبيه وهما في ذروة العافية ثم ينكرهما إذا شاخا أو غدر بهما الزمان . ومن يفعل ذلك ليس عاقاً فقط، بل هو ابن مشكوك في نسبه .

وجهة كيري الأردنية
عريب الرنتاوي/صحيفة القدس
تتحدث مصادر عن اتجاهات جديدة لمهمة الوزير الأمريكي جون كيري، تلحظ دوراً رئيساً للأردن في حل "استعصاء" قضية "الغور"، إلى جانب وجود رمزي للولايات المتحدة، وآخر مثله لإسرائيل ... لا أدري إن كانت هذه الصيغة قد طرحت رسمياً من الجانب الأمريكي على الفرقاء المعنيين، أم أنها ما زالت في طور "بالون الاختبار"، ولا أدري أيضاً ما إذا كانت هذه الصيغة ستكون مقبولة من الأطراف ذاتها أم لا؟
لكن الموضوع يستثير التفكير، أولاً في مواقف الأطراف من فكرة كهذه، وثناياً من انعكاساتها المحتملة على الأردن وفلسطين تحديداً، وأبدأ بمواقف الأطراف من إسرائيل، التي إن هي قررت التخلي عن سيطرتها على "غور الأردن"، وهذا أمر مشكوك فيه، فالأرجح أنها لن تمانع في انتشار قوات أردنية غرب النهر، طالما أن هذه القوات منتشرة شرق النهر، وتقوم بحماية التزامات الأردن الأمنية التي تمليها مندرجات السيادة الوطنية ومقتضيات المعاهدة مع إسرائيل.
أما الجانب الفلسطيني، فسيَظهر خلاف بين مكوناته حول المسألة، وستصدر تصريحات متفاوتة في درجة حدتها و"اتهاميتها" تجاه السلطة، وربما تجاه الأردن، بيد أن "التيار المركزي" في السلطة، قد يتساوق مع هذه الخطوة، محاولاً تقليص حجم الحضور الإسرائيلي إلى أدنى مستوى، طالما أن إنفاذ شعار "صفر إسرائيليين" في الغور لن يكون ممكناً ... وبخصوص حماس، التي تواجه مأزقاً صعباً في مناطق نفوذها في غزة مع الجانبين الإسرائيلي والمصري، ففي ظني أنها لن تفتعل أزمة مع الأردن، وإن كانت ستحاول توظيف اتفاق "ناقص" مع إسرائيل، في صراعها مع فتح والسلطة والمنظمة، والأرجح أن أصواتاً من داخلها ستصدر مثمنة الموقف الأردني، ومشددة على روابط الأخوة التي تجمع الشعبين والبلدين.
على الضفة الأردنية، ستُحيي خطوة من هذا النوع الجدل الوطني حول عدة عناوين ساخنة، منها على سبيل المثال لا الحصر: الحدود التي يُسمح بها للأردن أن يتدخل في "الشأن الفلسطيني الداخلي"، مستقبل العلاقات الأردنية – الفلسطينية في بعدها الخارجي (فيدرالية، كونفدرالية، خيار أردني وإلى غير ما هنالك)، مستقبل العلاقات الأردنية – الفلسطينية في بعدها الداخلي (الهوية، المواطنة، الاندماج، التوطين، الوطن البديل) إلى غير ما هنالك من عناوين شغلت النخب السياسية الأردنية.
على المستوى الرسمي ربما تبرز هنا أو هناك أصوات ومواقف لا تحبذ خياراً كهذا، لكن التيار المركزي للدولة الأردنية سيسير في هذا السياق، خصوصاً إن توفرت "شروط جيدة" للصفقة الكبرى ... أما على المستوى المجتمعي، فسيدور الجدل في أوساط النخب السياسية والاجتماعية، وستكون هناك أصوات عالية في رفض "التورط" الأردني، ولأسباب مختلفة، منها ما يتصل برفض عملية التسوية جملة وتفصيلاً، ومنها من سيرى في هذا الحل، مخرجاً لإسرائيل وانتقاصاً من حقوق الأردن وفلسطين على حد سواء، ومنها من سيغلب اعتبارات الهوية والكيانية على أي اعتبار آخر، ليصل إلى نفس النتيجة.
لكن في مطلق الأحوال، فإن درجة قبول أو رفض هذه الوجهة الجديدة في تفكير جون كيري، إنما يتقرر في ضوء طبيعة الصفقة الشاملة التي سيعرضها الرجل على مختلف الأطراف، وبالذات على الفلسطينيين والأردنيين، وهنا يمكن التفكير بسيناريوهين أقصويين، الأول، أن يذهب كيري إلى حد تبني مطلب الفلسطينيين بدولة عاصمتها القدس، مع كل الشروط والمحددات والتنازلات المعروفة، وهذا ما يمكن وصفه بأحسن السيناريوهات السيئة، والثاني، أن يصل في تبنيه للمطالب الأمنية الإسرائيلية حد اقتراح أن تلعب السلطة وبتدخل مباشر من الأردن هذه المرة، دور الشرطي الحارس لأمن إسرائيل ومصالحها.
دخول الأردن على خط الترتيبات المقترحة للحل النهائي، قد يحسن شروط الفلسطينيين في انتزاع بعض حقوقهم، لكنه في المقابل، سيوزع "وزر" التنازل عن حقوق أخرى على كل الأطراف المنخرطة في هذا الحل، وهذا يشمل الأردن، وقد يتسبب له بكثير من المتاعب على المدى الطويل، والتي قد تفوق بعض "المكاسب" التي قد يمكن تحقيقها على المدى القصير.
أما عن المتاعب، فيمكن افتراض اتساع جبهة المعارضة لسياسات ومواقف الحكم والحكومة، بحيث تشمل أطراف ما كان لها أن تجتمع من قبل تحت سقف واحد من قبل ... أما من حيث المكاسب، فلا شك أن اتفاقاً كهذا سيوفر مظلة سياسية وملاءة مالية للأردن، قد تساعده على تفادي استحقاقات الفوضى في إقليم مضطرب، وربما لسنوات عديدة قادمة، فضلاً عن معالجة بعض استعصاءات أزمته المالية والاقتصادية.
ما نحن مقبلون عليه، أو ما ينتظرنا على المفترق القريب القادم، أمر في غاية الأهمية والخطورة، يستوجب التفكير العميق في كل السيناريوهات والاحتمالات، وإشراك أوسع دائرة ممكنة من الأردنيين في عملية اتخاذ القرار، فهل نفعل؟


العودة إلى ما قبل «أوسلو»..
عبد شعبان/صحيفة القدس
هل ستفضي المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الجديدة إلى إعمال مبدأ تقرير حق تقرير المصير، باعتباره ركناً أساسياً من أركان القانون الدولي المعاصر، وحقاً مركزياً من حقوق الشعوب، في منظومة حقوق الإنسان، لا سيّما الحقوق الجماعية الثابتة وغير القابلة للتصرف؟
السؤال ظلّ مطروحاً منذ اتفاقيات أوسلو العام 93 لا سيّما بوصول ما سمّي مرحلة الحل النهائي إلى طريق مسدود، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية (العام 2000)، وقد دفع الشهيد ياسر عرفات حياته ثمناً لعدم التنازل عن القدس وعن حق العودة وقيام الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة، بعد حصار استمر قرابة ثلاثة أعوام..
ولعلّ تقرير المصير المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، باعتباره أحد المبادئ الآمرة في القانون الدولي والمعروفة باللاتينية ب Jus Cogens أي الملزمة، كان قد أصبح رديفاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 والمعروف بقرار تصفية الاستعمار الكولونيالي، الصادر في 14 كانون الأول العام 1960 .
وكان قد انعقد في الجزائر (العاصمة) مؤتمر بمناسبة الذكرى ال 50 للإعلان العالمي لتصفية الاستعمار (الكولونيالية)، وحضره نخبة متميّزة من زعماء وقادة حركات التحرر، إضافة إلى أكاديميين وباحثين ومفكرين كان لي شرف حضوره والمساهمة في تقديم بحث عن ديناميكية حق تقرير المصير.
ومثلما كان صدور القرار العام 1960 حدثاً بارزاً، فإن انعقاد المؤتمر بعد 50 عاماً كان حدثاً مهماً أيضاً، للمراجعة والنقد واستشراف آفاق المستقبل .
قاعة قصر الأمم التي انعقد فيها المؤتمر، لها تاريخ عريق أيضاً، فهي التي شهدت تسليم الرئيس كنيث كواندا رئاسة القمة الإفريقية للرئيس الجزائري هواري بومدين في شهر أيلول 1973 وهي القاعة ذاتها التي جمعت شاه إيران محمد رضا بهلوي ونائب الرئيس العراقي حينها صدام حسين خلال القمة الأولى للبلدان المصدّرة للنفط، حيث توّجت الوساطة الجزائرية، ولا سيّما جهود الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة (وزير الخارجية حينها) بالنجاح .
وصوّرت الكاميرات آنذاك عناق "الإخوة الأعداء" مع الاعتذار لكارامازوف، حيث تم التوصّل إلى توقيع اتفاقية 6 آذار العام 1975 بين العراق وإيران، والتي أدت إلى إنهاء الحركة المسلّحة الكردية حينها مقابل تنازلات قدّمها العراق إلى إيران، في شط العرب بقبول خط الثالويك، لكن تلك الاتفاقية بذاتها أصبحت نقطة توتر جديدة تُضاف إلى العُقد التاريخية بين البلدين، وهي لا تزال محطّ أخذ ورد، ونقاش وجدال ونزاعات وحروب قاربت أربعة عقود من الزمان، ولعلّ فصلها الأكثر مأساوية كان الحرب العراقية- الإيرانية 1980-1988 التي تعد من تداعياتها عملية احتلال الكويت العام 1990 وانفلات أمن الخليج والحرب على العراق واحتلاله العام 2003 .
ومن الجدير بالذكر أن صدور الإعلان العالمي كان مناسبة تم استلهامها لاحقاً بصدور قرارات من الأمم المتحدة حول السيادة الدائمة للدول على مواردها الطبيعية، لا سيّما القرار الصادر في 14 كانون الأول 1962 برقم 1803 (الدورة السابعة عشرة) والقرار رقم 3281 في 12كانون الأول 1974 (الدورة التاسعة والعشرون) بخصوص حقوق وواجبات الدول الاقتصادية وغيرها .
لقد طرأت على الساحة الدولية خلال السنوات الخمسين ونيّف سلسلة من التطوّرات السلبية والإيجابية، وأهمها لموضوعنا مشاركة الأقاليم المحتلة سابقاً، والتي أصبحت دولاً مستقلة وأعضاءً في الأمم المتحدة، في تحقيق أهدافها، تلك التي لا يمكن إقامة سلام عالمي من دون مشاركتها الفعّالة، طبقاً لقرار الأمم المتحدة 566 في العام ،2010 وهو الأمر الذي يواجه المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الأخيرة، على الرغم من الرحلات المكوكية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري التي زادت على العشرة إلى الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل استمرار التعنّت الإسرائيلي وعدم الإقرار بحق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني ووضع العراقيل والعقبات أمام قيام الدولة الوطنية باستمرار بناء المستوطنات وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية بجدار عنصري، وضم القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية إلى إسرائيل باعتبارها عاصمة أبدية لها، لا سيّما بإعلانها عن الدولة اليهودية النقية، ناهيكم عن التنكّر لحق العودة والتحكّم بالمياه وعدم تحديد الحدود وغير ذلك .
إن استذكار صدور قرار الأمم المتحدة 1514 مناسبة لاستعادة دور الأمم المتحدة في الستينات وما بعدها، وخصوصاً في ظل توازن القوى الدولي وصعود نجم حركات ودول التحرر الوطني، التي كان من أبرز قادتها جمال عبد الناصر (مصر) وجواهر لال نهرو وأنديرا غاندي لاحقاً (الهند) وجوزيف بروز تيتو (يوغسلافيا)، وبانضمام ماوتسي تونغ وهوشي منه وكاسترو، صعد دور حركة عدم الانحياز في العام ،1961 لاسيّما بعد مؤتمر باندونغ التاريخي الذي انعقد في العام 1955 .
وإذا كانت الأمم المتحدة قد أنشأت تيمور الشرقية بقرار من مجلس الأمن، وأفتت محكمة العدل الدولية في لاهاي بأن انفصال كوسوفو لا ينتهك قواعد القانون الدولي، وتأسست دولة جنوب السودان بعد استفتاء شعبي، وحظيت بعضوية الأمم المتحدة، فإن تأكيد مبدأ حق تقرير المصير للشعب العربي الفلسطيني ينبغي أن يقترن بإجراءات عملية ترغم إسرائيل على الإقرار به والعمل بموجب القرارات الدولية، التي تمثل الحد الأدنى من حقوقه، لا سيّما القرار 242 والقرار 338 وقبل ذلك القرار رقم 181 لعام 1947 الذي أنشئت بموجبه إسرائيل، وهو ما ينبغي التمسك به فلسطينياً، مثلما ينبغي على الأمم المتحدة أخذه بنظر الاعتبار، كجزء من وظيفتها ومعطى أصيلاً من ميثاقها وأهدافها، وكي لا تذهب الجهود سدىً، بالعودة إلى المربع "صفر"، أي إلى ما قبل أوسلو .


الحكيم الذي غادر مبكراً
راسم عبيدات/صحيفة القدس
في ذكرى رحيلك السادسة أيها الرفيق الأجل، يختلط الحبال بالنابل،ويتولد لدي شعور بأن رحيلك المبكر أغناك عن رؤية ما وصلنا إليه، مرحلة ما بعد الزمن الرديء، وما بعد مرحلة الإستنقاع-أي الإنهيار الشامل-،حركة وطنية بكل الوان طيفها السياسي تنهار،وسلطتان لا تمتلكان السلطة تتنازعان وتتصارعان على الإمتيازات والمصالح والمراكز باسم الوطن،وحقوق شعبنا وثوابته الوطنية تذبح على مذبح الفئوية والأجندات الخاصة، حيث تجري عملية تصفية للحقوق والثوابت وهناك مخاطر جدية وحقيقية قد تدفع بقضيتنا للتصفية وثوابتنا للتبديد والضياع، إنها مرحلة يصعب علي توصيفها لك بمفردات السياسة أو المنطق الجدلي الماركسي او حتى الهيجلي، فالحالة خارج التوصيف العادي أو ما قرأناه وتعلمناه في الكتب والأدبيات والكراريس، السلطة والمعارضة متماهيتان،تضيع الفواصل والتخوم بينهما، فلا فرق سوى في اللغة والشعار، لا تعرف هذا القائد أهو يمين أم يسار، وفي أحسن الأحوال المعارضة الرافضة نصف ملوطة، ومن تحمل راية المقاومة منها تحملها كشعار بفعل مؤجل، او تمارسه بخفوت وخجل وعلى إستحياء.
ان أشد ما يؤلمني وأكثر ما يحزنني ولا اعرف أحياناً تختلط لدي المشاعر، وأقول لربما مغادرتك المبكرة، كانت فيها راحة لك من كل ما آلت إليه المرحلة من قرف وإسفاف وإبتذال،أنك لا تستطيع ان تكون شاهدا على العصر،وحتى لو كنت حياً في هذا الزمان فشهادة الثوريين مشكوك ومطعون فيها، ويا رفيق القيد والدرب حتى لو أن الشهداء سيعودون، وعلى رأي الراحل الروائي الكبير الطاهر وطار، فهناك من سيمنعون عودتهم بالقوة، فالثورة لم تعد هي الثورة ولا هي كذلك الأحزاب والفصائل، الان المتسلقون ومدعي البطولات كثر، ولكن لا بأس فأنت غادرت في عنفوان مجدك وقمة عطاءك.
أعرف أنك رحلت بلا عودة، فالموت لا نستطيع التمرد عليه،كما هو القيد او السجن والسجان،فكم مرة تمردنا على ذلك، وكم مرة قهرنا السجن وقتلنا الوقت بالضحك، وكم مرة إستفزينا رفيقنا ناصر القابع الان في سجن النقب الصحراوي، والذي هو رجل في زمن تعز فيه الرجال، وكم مرة جلسنا نسمع منه عن ما تعرض له من مواقف وطرائف ومغامرات اثناء رحلته للعلاج في الخارج؟؟، وعندما كان يحين دورنا، كنا نقول له الوقت تأخر، ونحن ليس لدينا مغامرات مثلك....وهكذا دواليك، ومن ثم أقف انا في وسط الغرفة وبصوت جهوري أقول لكما نكون او لا نكون ولأنهي الجملة بالقول "نا كون ....نا كون..نا كون "،حيث أن ما يسمى بمحكمة العدل العليا (45) يوماً بالتمام والكمال،لم ترد على إستئنافنا بالإفراج عنا، وليأتي القرار في اكثر من(20) صفحة بأن هؤلاء من يستغلون العمل الإغاثي والإجتماعي لزرع "الإرهاب" في عقول الأطفال وصغار السن، ويريدون زعزعة أركان الدولة، ولم يكتفوا بذلك، بل إنتدبت "الشاباك، باحثا سمته مختص ب"الإرهاب" ليقدم شهادة ضدنا، في إطار الحرب علينا ومحاولة تهويل وتضخيم القضية، ومنع إطلاق سراحنا، وكنت تقول لن ينالوا من عزائمنا، ولن يستطيعوا مهما لفقوا من حجج وذرائع وتهم، أن ينالوا منا.
أثناء اعتقالنا الأخير في عام 2005، كنت تحرص على ان نحضر معنا الكتب والأقلام للرفاق في السجون الأخرى، وان نحضر الشكولاتة والبسكويت للأشبال والرفاق الصغار الذاهبين معنا للمحاكم، جزء كبير منهم يخوض منهم تجربته الإعتقالية الأولى، حيث كنا نشد من عضدهم وازرهم.
طالت "حبستنا" في المسكوبية، ووضعونا كنوع من الإنتقام في غرف المدنيين، وفي تلك الغرف لا توجد حياة منظمة، ويعيشون كما هو السمك الكبير يأكل الصغير، وكانت تبدو على تعابير وجهك علامات الإستغراب، عندما كنت احدثك بقضاياهم، فمنهم سارق السيارات ومنهم تاجر المخدرات ومنهم من رفعت عليه زوجته قضية لضربها، ومنهم من هو لوطي او مزور، او معتقل على ما يسمى بالدخول غير الشرعي للقدس وفلسطين الداخل، كنت تقول لي، هل هؤلاء من القدس، وكنت أقول لك نعم، وأبعد من ذلك، حيث تمارس الرذيلة والفاحشة وتعاطي المخدرات في المقابر، وهناك من يسرقون القبور ويبيعونها، فيزداد إستغرابك وإستهجانك.
كنا نكون عشرة بالغرفة وفي الصباح عشرين،لا نجد مكاناً للنوم،كنا نعتقد بأن الأمور ستصبح منظمة، حيث كنا نضع ما نجلبه من"كنتينا" من الخارج تحت تصرف الغرفة، ولكن سرعان ما إكتشفنا أننا نجدف عكس التيار، وبان الوقت ليس وقت مكارنكو، فالوضع متغير بإستمرار ولا ثبات فيه، ولا إمكانية للتنظيم والضبط، فالمسكوبية هي محطة توزيع للسجون.
اليوم يا رفيقي أنت ذهبت برحلتك السرمدية الأبدية، وتفرق شملنا،لم يعد يجمعنا لا قيد ولا رحلة مشتركة في"البوسطة" أو المحاكم الطويلة والمتقاربة، والتي هي نوع من العقاب،فأنا طحنتني الحياة والهموم، وتشغلني كثيراً هموم القدس والوطن، فالقدس التي خرجت لوداعك عن بكرة أبيها وبكتك يوم رحيلك، تتعرض الان للذبح من الوريد الى الوريد، ولا احد يلتفت إليها لا سلطة ولا احزاب ولا فصائل ولا عرب ولا مسلمين،حيث تستباح شوارعها وحواريها وأزقتها وأقصاها يومياً من قبل زعران المستوطنين،يعربدون ويمارسون شذوذهم وطقوسهم التلمودية وأساطيرهم،وكذلك "غول" الإستيطان"المتوحش" لم يترك لنا أي أرض للبناء عليها،وكذلك التعليم يؤسرل والشوارع تعبرن والتراث يسرق والتاريخ يزور والإنتماء يشوه.....اما المشروع الوطني فقد أضحى مزرعة للبعض ومشروعاً إستثمارياً....واما من إنتميت إليه ونضالت عبره وخلاله من أجل الوطن والحرية والعدل والمساواة..الخ، فأنا لست بمطلع وبعارف ولكن الحال، ليس بأحسن من حال بقية مكونات ومركبات العمل الوطني والإسلامي،حيث شمولية ازمة المشروع الوطني.
أبا وسام الرفيق المعطاء والمميز،أنا احسدك صدقاً الان، ليس فقط لأنك رحلت جسداً وذكراك وتعاليمك وأفكارك وقيمك ومبادئك خالدة وحية بين رفاقك وأبناء شعبك ومحبيك، بل لأنك الان ترقد في سلام، وأظنك لو أمد الله في عمرك، لربما لم يحتمل صدرك ولا قلبك،ما وصل إليه الحال لا على المستوى الفصائلي والحزبي، ولا على المستوى الشعبي، ولا ممارسات وأفعال السلطة القائمة، فلربما مت غيظاً أو قلت هذه مرحلة وسخة، وأنا سأحافظ على طُهري ونقاوتي بعيداً عن كل ما هو قائم.
أبا وسام الكثيرون في هذه المرحلة فقدوا البوصلة والإتجاه، والكثيرون يعتقدون بان هذا زمن المغانم لا المغارم، والمؤامرة كبيرة على كل شيء وتطال الجميع، فالمشروع الوطني والثوابت، كيري يريد ان يجهز عليها، في أسوء لحظات الضعف الفلسطيني والعربي.
وفي ذكراك السادسة لا يسعني إلا القول،بأنه مهما كانت المرحلة سوداوية والطريق صعب وشاق، ولكن انا على ثقة، بأن فلسطين لن تكون عاقراً، فهذا الشعب ومعطاء، ولكن تعوزه قيادة بحجم تضحياته .

اسرائيل غير معنية بالسلام.....!
فيصل أبوخضرا/صحيفة القدس
عام 1993م وبعد ان اقتنعت اسرائيل بان هنالك شعب فلسطيني جاد بانتزاع حقوقه في ارضه وارض اجداده، اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية وهو ما أدى للاعتراف المتبادل بين رئيس وزراءها آنذاك اسحق رابين والرئيس الراحل ياسر عرفات . ونحمد الله ان اختيار هذا الاسم يبرهن ان الفلسطينيين هدفهم التحرير وإسرائيل قبلت بالمنظمة التي يتضمن اسمها التحرير، وبالتالي فإن الارض التي استولت عليها اسرائيل فلسطينية والفلسطينيون يريدون تحريرها من المحتل ، وهو طبعاً اسرائيل وليست بلد من المريخ.
وبدأت منظمة التحرير بقيادة الرئيس عرفات بمفاوضات جادة لإحلال السلام المنشود حسب القرارات الدولية التي تطالب اسرائيل بتسليم الارض المحتلة منذ سنة1967م الى الشعب الفلسطيني الذي يطالب بتحرير هذه الارض ، وبعد مقتل رابين وحتى يومنا هذا ونحن نعاني من المفاوضات لاجل المفاوضات حسب نهج رئيس وزراء اسرائيل السابق شامير الذي أوصى في مؤتمر مدريد سنة 1991م بأن اسرائيل تريد السلام بشرط ان تكون بالمفاوضات وليس بقرار إلزامي بانسحابها من الاراضي المحتلة، وهذا الطرح أدى بنا الى مفاوضات لاجل المفاوضات التي لم تنته الى يومنا هذا.
منذ مقتل رابين مررنا في مراحل مفاوضات مع سبع وزارات اسرائيلية بما فيها الوزارة الحالية بقيادة زعيم الليكود. هذه الوزارة برهنت بكل وضوح ان اسرائيل ليست معنية بأي سلام قائم على الشرعية الدولية، بل تريد سلاماً على مقاسها، اي انها تريد سلاماً تكرس فيه اسرائيل احتلالها لارض ليست لها.
لقد قبلت منظمة التحرير الفلسطينية بالتنازل عن 78 بالمائة مقابل السلام مما اغضب كثير من الفصائل الفلسطينية واكثرية الشعب الفلسطيني من هذا العرض السخي و من ثم تريد لنا الدول الراعية لهذه المفاوضات ان تكون تنازلاتنا مؤلمة، وهل التنازل عن 78 بالمائة غير مؤلم؟ ولكن عقلية المحتل الاسرائيلي وهي عقلية احتلالية بقيت تراوغ بمفاوضات غير جادة مستعملة كل الأساليب الملتوية التي تزيد من عدم جديتها في إحلال السلام الذي قبلت به منظمة التحرير على مضض.
يقول نتنياهو انه جاد بالسلام بالرغم من معارضة وزرائه ولكنه يخشى من انهيار حكومته وكأننا المسؤولون عن بقاء هذه الحكومة (شيء غريب عجيب)!
اي ان علينا نحن الفلسطينيين ان نكون حاضنين لهذه الوزارة التي تريد استعمار الشعب الفلسطيني للابد..!
لذلك اخترع لنا نتنياهو ان شرط السلام هو قبولنا بيهودية اسرائيل وكأن هذه الدولة لا تمارس العنصرية بكل مرافق الحياة من شمال اسرائيل الى جنوبها وشرقها وغربها.
وتارة يقول انه يريد البقاء في الاغوار حفاظا على أمن اسرائيل ولا يبالي بأمن الفلسطينيين، اي انه ينسى اننا نريد الامن من المحتل وقطعان المستوطنين الذين يعتدون علينا ليلا نهارا بحماية جيش المحتل.
وتارة يقول انه علينا ان ننسى موضوع العودة لمن يريد ان يعود الى بيته وارضه. اي انه يريدنا ان ننسى بان لنا بيتا وأرضا ورثناها عن آبائنا وأجدادنا. فأي انسان على وجه الارض يقبل بهذا المنطق...!
وتارة يقول ان وزارة التعليم تمتنع عن تعليم طلابها بان اسرائيل هي صاحبة الارض ونحن مغتصبو هذه الارض.اي اننا كنا نحلم باننا نعيش على هذه الارض منذ آلاف السنين...!
والان نتنياهو غاضب كل الغضب على الرئيس محمود عباس لاستقباله أبطالنا الشرفاء الذي تحرروا من معتقلات المحتل. ويقول عنهم بانهم قتلة مجرمين فكيف لنا ان نحتفل بالإفراج عنهم؟ وينسى هذا المحتل ما ارتكبته اسرائيل من جرائم يندى لها جبين الانسانية. وان هؤلاء الأبطال كانو يدافعون عن ارضهم وارض آبائهم وليسوا لصوصا او قتلة.
الشعب الفلسطيني يريد سلام الشجعان وليس السلام القائم على ما تريد اسرائيل او امريكا، وهو السلام الذي وقعت عليه الدول الكبرى بما فيها امريكا و جميع دول العالم وليس السلام القائم على دولة احتلت ارض وطردت شعبها من بيوته وأراضيه، و اليوم يأتينا كيري بمفهوم جديد وهو وضع اطار للمشاكل التي لم نتوافق عليها مع المحتل، وهي القدس واللاجئين والحدود، اي نعود بالمفاوضات بأسماء اخرى، وهذه مهزلة جديدة من مهازل الوسيط الذي يخضع دائماً لشروط المحتل . ولكن للصبر حدود كما ان الرئيس محمود عباس الذي وعد بأنه لن يتنازل قيد أنملة عن الثوابت التي رسمتها القيادة الفلسطينية منذ الرئيس الرمز ياسر عرفات طيب الله ثراه، واكمل مسيرته الرئيس محمود عباس، الذي وقع على اتفاقية السلام في البيت الابيض مع شمعون بيرس رئيس اسرائيل بحضور الرئيس كلينتون والرئيس عرفات ورابين، ونحن الشعب الفلسطيني نعي تماماً ما يعانيه رئيسنا من ضغوط امريكية لا يمكن لاحد ان يتحملها.

أطراف النهار.. و"حل المنظمة"! ما هكذا يكون الثغاء؟
حسن البطل/صحيفة الأيام
نعم، هذه الواقعة صحيحة: رفعت نساء اللاجئين في دمشق "الصرامي" في وجه أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية، المرحوم أحمد الشقيري، الذي جاء إلى مكتب المنظمة في آخر شارع الإنشاءات الموازي لشارع بغداد بدمشق، لدعوة اللاجئين للالتفاف حول قرار القمة العربية 1964 بتشكيل منظمة التحرير.
بعض النساء شدّوا ياقة سترته، وصرخوا في وجهه: كيف تخون عبد الناصر الذي سيحرر لنا فلسطين.
للتنويه، فقط، فإن مكتب المنظمة الجديدة لا يبعد سوى عشرات الأمتار عن مكتب "الهيئة العربية العليا لفلسطين".. رحمها الله!
إذن، قوبل تشكيل المنظمة بالتشكيك "القومي" العروبي في "قطريتها الفلسطينية" كما قوبل تشكيل "فتح" بذلك، إلى أن غدت الحركة الفدائية موضع شبه إجماع فلسطيني وعربي بعد معركة الكرامة ـ آذار 1968، فاستقال الشقيري، وكان يحيى حمودة رئيساً مرحليا للمنظمة، قبل أن يغدو عرفات رئيسها، وتنافس ـ تنابز الفصائل صار ائتلافاً في إطار (م.ت.ف).. الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
لا أدري لماذا لم تصدّق نساء المخيمات في سورية، خطاب عبد الناصر في شخصيات فلسطينية غزية في ذلك العام فحواها: اعتمدوا على أنفسكم.. وسندعمكم. لا تصدقوا من يقول لكم إن لدى عبد الناصر خطّة لتحرير فلسطين. هو نفسه الذي قال بعد معركة الكرامة عن "منظمة الفدائيين" بعدما كانت "منظمة الأنظمة" أنها "أنبل ظاهرة أنجبتها الأمة العربية بعد حرب حزيران 1967".
الآن، التفتوا إلى الاسم الكامل لحركة "فتح"، وهو "حركة التحرير الوطني الفلسطيني" وبهذه الصفة اعترفت بها قمة عربية، وبها ألقى عرفات خطابه الشهير في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
نعم، قال الفلسطينيون بلسان كمال ناصر "يا وحدنا" وقال الفدائيون في خروج بيروت 1982، وسط صليات الرصاص: لم نعد عرباً.. نحن فلسطينيون فقط!
نعم، يقولون في مخيم اليرموك الآن: "طاق.. طاق.. طاقية تفوه على الأمة العربية". نعم، قال الأميركيون إن منظمة التحرير وكوبا أعدى أعدائهم، وإنها "مظلة جميع الحركات الإرهابية في العالم"!
.. ونعم، كان برنامج النقاط العشر. برنامج السلطة الوطنية نتيجة شعار عربي جديد: "إزالة آثار العدوان" 1967 بدلاً من شعار "تحرير فلسطين" ونتيجة قصور حرب 1973 عن "إزالة آثار العدوان".
برنامج السلطة الوطنية لعام 1974 تحقّق عام 1993، لكنه لم يحقق بعد برنامج "إعلان استقلال فلسطين" 1988، وقصوره عن ذلك كان مبعث مطالبات لاحقة بـ "حلّ السلطة" وبشكل ما: "تفعيل منظمة التحرير".
الغريب أن أستاذاً في العلوم السياسية كان كبير المنظّرين والدعاة لـ "حلّ السلطة"، لكنه قبل وزارة في حكومة برنامجها بناء دولة فلسطين "من تحت إلى فوق"!
بعد مشروع "الحل بدولتين" وعقباته، كان هناك من دعا للتخلي عن دولة فلسطينية لصالح دولة ثنائية القومية (أي العودة، بشكل ما، إلى برنامج "فتح" 1968 بدولة ديمقراطية علمانية على سائر فلسطين التاريخية.
إسرائيل اعترفت بالمنظمة لا بالدولة، والسلطة الوطنية هي ذراع (م.ت.ف)، علماً أن "فتح" و"فدا" وجزءا من "حزب الشعب" قبلوا تبعات اتفاق أوسلو بتشكيل السلطة الوطنية، التي ناضلت لعودة كوادر الفصائل الأخرى واستوعبتهم في جهازها.
بعد الخلاف على إنشاء المنظمة، ثم الخلاف على برنامج السلطة الوطنية (فتح + الجبهة الديمقراطية) والخلاف اللاحق على إعلان استقلال دولة فلسطين 1988، ودعوات "حل السلطة" و"الدولة المشتركة".. بعد كل هذا، هناك من يطالب فصائل المنظمة بحلّها، والانسحاب من "حكومتها المتمثلة باللجنة التنفيذية، و"رفع الغطاء عن المفاوضين وعن سلطة الحكم الذاتي".. واستبدال هذا بـ "العصيان المدني الشامل". لماذا؟
في كفاحها من المنفى، اشتكت المنظمة من "وضع عربي رديء" وفي نضالها من أجل الكيانية الوطنية، من الذي لا يشتكي من وضع عربي أكثر رداءة.. ومن مشروع كيري لمفاوضات تؤدي إلى "إفراغ الفلسطيني من وطنيته" والقبول بيهودية إسرائيل.
من غرابة أفكار "حلّ السلطة" إلى غرابة أطوار "حلّ المنظمة".. وهذه المرّة يقود دعوة "حل المنظمة" دكتور في العلوم الاقتصادية، يؤيد النظام السوري، وجمع لذلك 17 متظاهراً في ساحة المنارة ـ رام الله.
ما الذي تريده إسرائيل غير "حل السلطة" و"حل المنظمة" والعودة بالقضية الفلسطينية إلى سياسة وواقع الإلحاق العربية، في وضع عربي أردأ من الرداءة.
ماذا نقول لدعاة الأفكار والأطوار الغريبة؟ "يا سارية الجبل" كما في معركة نهاوند الفاصلة في الفتح الإسلامي. السارية هي السلطة الوطنية والجبل هو منظمة التحرير الفلسطينية.. والمعركة معركة الكيانية الوطنية.
.. وأما الزبد فيذهب جفاءً، وبعض الأفكار الغريبة مثل الثغاء.

إما قدر من الإنصاف وإما خيار شمشون
طلال عوكل/صحيفة الأيام
على نار شديدة التوهج، يتابع وزير الخارجية الأميركية جون كيري جهوده من أجل التوصل إلى ما سماه "المستوى المنشود"، والذي يعني بلغته التوصل إلى اتفاق إطاري يضع الخطوط الإرشادية لمحادثات الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حول اتفاق سلام رسمي.
كيري لا يتوقف عن التأكيد، على أنه حقق تقدماً كبيراً، ولكن ما زالت هناك خطوات ينبغي اتخاذها من قبل الجانبين، ولذلك فإنه أخذ يوسع دائرة المتعاملين الإقليميين والدوليين، لدعم جهوده وأفكاره، وإقناع أو الضغط على الطرفين من أجل تحقيق الاختراق المنشود.
وفد من أعضاء الحزب الجمهوري بقيادة ماكين يزور رام الله وتل أبيب للغرض ذاته، ولكن من موقع الانحياز الكامل لإسرائيل، في موازاة، الضغط على الفلسطينيين، الذين لم يعد لديهم ما يقدمونه لإرضاء شهوة التطرف الإسرائيلي، ومن ورائه الدعم الأميركي.
رئيس الحكومة البريطانية، هو الآخر، يحزم حقائبه متوجهاً إلى المنطقة لدعم المساعي والمواقف الأميركية، وستتبعه المستشارة الألمانية، ميركل، وهما يحملان بالتأكيد كومة من الجزر لإسرائيل، وجزرة واحدة للفلسطينيين، مع عصا، مليئة بالمسامير على حد تعبير أحد الصحافيين، على الأرجح، إنها للتلويح فقط على رأس إسرائيل، ولكنها لإدماء رأس الفلسطينيين.
ربما تتواتر أخبار زيارات لمزيد من المسؤولين الدوليين إلى المنطقة في السياق ذاته، الذي يجيء من أجله المسؤولان الأوروبيان البريطاني والألماني. وفي الإطار العربي، قام كيري بزيارات للسعودية، والأردن، بحثاً عن المساعدة، في الضغط على الفلسطينيين، مستفيداً من ضعف وانشغال العرب، الذين عليهم أن يتوجهوا إلى باريس مطلع الأسبوع القادم للقاء كيري.
كيري يبحث مع الأردن، قضايا الأمن المتعلقة بالحدود، والأغوار والمعابر والقدس، باعتباره شريكاً بهذا القدر أو ذاك، وبهدف إقناع الفلسطينيين بالقبول بمتطلبات الأمن الإسرائيلي، وبالاقتراح الذي تقدم به كيري بشأن القدس الكبرى، هذا الاقتراح الذي يشكل بما هو عليه ترجمة بالأميركية، للموقف الإسرائيلي الذي يصر على القدس موحدة، عاصمة حقيقية لإسرائيل.
أما في السعودية فإنه يبحث عن التزام سعودي، بعدم توفير الحماية المالية للسلطة الفلسطينية، حالما يتخذ الاتحاد الأوروبي والإدارة الأميركية قرارات بتجفيف الموارد المالية للسلطة، في إطار محاولات أميركا للضغط بشدة على الفلسطينيين. ليس هذا فقط، وإنما يبحث كيري مع السعودية، إمكانية رفع الغطاء السياسي عن مواقف السلطة، ولتجنيدها من أجل إقناع زميلاتها العربيات بتوفير غطاء عربي هو ضروري للسلطة في حال اضطرت للموافقة على الأفكار الأميركية الإسرائيلية، ورفع هذا الغطاء عنها في حال امتنعت عن ذلك.
وفي حين يواصل وزراء إسرائيليون التشكيك بوجود شريك فلسطيني والتحريض على السلطة والرئيس محمود عباس، يتحدث كيري عن "أن الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتخذا قرارات صعبة من أجل التوصل إلى اتفاق إطار بين الجانبين.
حين تسمع ما يقوله تباعاً، يتولد لديك انطباع بأن إمكانية التوصل قبل نهاية آذار، إلى اتفاق إطار، قد اصبح قريباً إلى متناول اليد، ولكنك حين تتابع التصريحات والممارسات الإسرائيلية والتصريحات الفلسطينية المجردة عن أية ممارسة، تصل إلى استنتاج باستحالة التوصل إلى اتفاق إطار أو غيره.
بنيامين نتنياهو يتحدث عن أن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بأية إملاءات، بشأن متطلباتها الأمنية، مما يوحي كذباً، بأن كيري قد يضطر لأن يفرض على إسرائيل، ترتيبات أمنية وضمانات، لا توافق عليها، رغم أن كيري يقول بعظمة لسانه: "إن أمن إسرائيل أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، وانه طوال فترة وجوده في الكونغرس، آمن بالحفاظ على أمن إسرائيل، لكنه الآن، يهتم، أيضاً، بمستقبل الفلسطينيين وأوضاعهم.
افيغدور ليبرمان وزير خارجية نتنياهو، لا يرى إمكانية لتحقيق سلام يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو يصر على أن مثل هذا السلام ينبغي أن يقوم على معادلة الأمن لإسرائيل، وتحسين الحياة الاقتصادية للفلسطينيين. أما بالنسبة لحق عودة اللاجئين، فإن ليبرمان، تجاوز ممارسة هذا الحق استناداً إلى ما ينص عليه قرار الأمم المتحدة، رقم 194، فهذه بالنسبة له، مسألة منتهية، من حيث إن إسرائيل والولايات المتحدة ترفضانها رفضاً قاطعاً، ولذلك فإنه دخل على قضية جديدة بالنسبة لهذا الملف. ليبرمان يحذر بشدة من المخاطر الناجمة عن عودة ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني، سترغب الدول العربية المضيفة في دفعهم، للعودة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
في محاولة لجمع شتات المعلومات التي تصدر عن الطرفين بشأن قضايا ملف الحل الدائم، والمواقف التي تتخذها الولايات المتحدة حيالها فإننا نستنتج التالي:
أولاً: تصر إسرائيل وتتبنى الولايات المتحدة، على ضرورة أن يعترف الفلسطينيون بالشرط الإسرائيلي الذي يتصل بيهودية الدولة، وهو بالإضافة إلى أنه مرفوض فلسطينياً، فإنه ينطوي على فخ، يحمل كل النوايا السيئة والخطيرة بشأن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948.
ثانياً: الأمن أولاً وأولوية لإسرائيل، وشروطه لا تتوقف على الترتيبات المقترحة سواء كانت مرفوضة أو مقبولة على منطقة الغور والحدود مع الأردن والمعابر، وإنما يندرج ذلك في إطار إعادة صياغة أشكال ممارسة الاحتلال.
ثالثاً: القدس بالنسبة لإسرائيل، ووفق اقتراحات كيري، تظل فعلياً عاصمة لإسرائيل، وشكلياً، بعضها للفلسطينيين.
رابعاً: قضية اللاجئين، لا تجد لها حلاً، انطلاقاً من تعريف الفلسطينيين لحقوقهم، لا من قبل إسرائيل ولا من قبل الولايات المتحدة.
خامساً: قضية الحدود، من الواضح أن إسرائيل لا تسلم بحدود الرابع من حزيران ولا تبدي استعدادا للتخلي عن الأراضي التي تقوم عليها المستوطنات، والتي يصادرها الجدار، هنا علينا أن نتخيل، ما الذي يسعى وراءه كيري وإدارته، بعد أن تصادر إسرائيل كل هذه الكومة من الحقوق، وأية حقوق تبقى للفلسطينيين عند ذاك؟
ربما من غير المناسب وفق كل المعطيات المحيطة بأمر المفاوضات، أن نطالب القيادة الفلسطينية بالانسحاب منها، خصوصاً وأنها مفاوضات مع الجانب الأميركي وليس الإسرائيلي، وفي ضوء ما تبقى من وقت، ولكن على هذه القيادة أن تتحفز لخيار شمشون، بما يعني العودة إلى الصراع المفتوح، إلى أن تتغير موازين القوى، أو أن تشعر القوى الدولية الداعمة بقوة لإسرائيل من أن مصالحها تتعرض لخطر حقيقي في ظل حالة الصراع.

الإفراج عن المعلومات أولاً
د. عبد المجيد سويلم/صحيفة الأيام
قبل الإفراج عن المعلومات التي تتعلّق بخفايا ما دار بين السيد كيري، والجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي كلّ على حده، يتعذّر على أي تحليل سياسي الإحاطة بالاتجاه الفعلي لمسار المفاوضات، وتحديد مستويات التقدم، وموضوعات الخلاف والاختلاف، وبالتالي المعالم الرئيسية للواقع الذي ستكون عليه الحال في بلادنا من جهة وفي منطقة الإقليم على أغلب الظن من جهةٍ أخرى.
وما أفهمه حتى الآن، هو أن هذه الخفايا تكاد تكون محصورة بالكامل لدى كل من الرئيس أبو مازن والسيد كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو.
وأغلب الظن أيضاً أن أقرب المقربين من الرجال الثلاثة، وأكثر مستشاريهم مواكبةً للمفاوضات بأدق تفاصيلها، لا يعرفون كل شيء، أو ربما لا يعرفون أكثر من تقديرات مرجحة ناجمة عن حدود القضايا التي تتطلب منهم تقديم الآراء حولها.
مفهوم إلى حدٍ ما أن يتم هذا التكتّم في مرحلة التفاوض الأولية ذات الطابع الاستكشافي أو الاختباري، وربما يمكن أن يكون مفهوماً إلى حدٍ أقل أن يتم هذا التكتّم في مرحلة الاقتراحات "الأساسية" أو الخطوط العريضة للحلول المنشودة، لكن ليس مفهوماً ولا ضرورياً ـ كما أرى ـ عندما يتعلق الأمر بقضايا محورية وتفصيلية تتصل بجوهر الحقوق والأهداف، وكذلك بالأثمان والأثمان المقابلة، وبوجود مرجعيات من عدمها أو ضمانات أكيدة من ضمانات رخوة ومطّاطة وقابلة للنقض والتجاوز والاهمال.
أما وان المعلومات الضرورية للتحليل الرصين هي قيد الأسر حتى الآن، يصبح لزاماً اتخاذ جانب الحذر من جهة والتركيز على الافتراضات المنطقية من جهةٍ أخرى. فهل يمكن الحديث عن حصيلة أولية يمكن التأسيس عليها في رسم معالم الحل أو سيناريوهات الحل الأكثر احتمالاً على التحقق؟
وهل يمكن اعتبار الانتقال من مستوى يمكن الاتفاق عليه في قضيتي الأمن والحدود إلى موضوع الإطار بمثابة تقدم جوهري وقاعدة صلبة للدخول في مناقشات ملموسة لكافة قضايا الحل النهائي؟
وهل عودة كيري إلى الحديث عن يهودية الدولة جاء للتعبير عن حالة مأزق أم محاولة مقايضة الجانب الفلسطيني بالقدر الذي تم إحرازه في قضيتي الأمن والحدود؟
وهل يعتقد السيد كيري أن هذه المقايضة قابلة للتسويق أصلاً، أم ان الاستقواء بالعرب وبعض دول الإقليم يمكن أن تخرج هكذا مقايضة إلى النور وإلى الحيّز الواقعي؟
للإجابة الإجمالية على هذه الأسئلة علينا أولاً أن نتعرف على المشهد الإسرائيلي في تعاطيه مع توجهات كيري، وفي قدرته أيضاً على "محاصرة" كل ما من شأنه "تهديد" أولوياتها أو الحد من طموحاتها وأهدافها التوسعية، إضافة إلى مطالبها الأمنية على المستوى الاستراتيجي العام وعلى الصعيد الجاري المباشر.
الإدارة الأميركية تعتبر كما تعلن ليل نهار أنها ملتزمة التزاماً "مطلقاً" بأمن إسرائيل، والفارق بين الموقف الإسرائيلي والموقف الأميركي على هذا الصعيد هو أن الإدارة الأميركية وهي تسعى لتحقيق هذا الهدف، ومن أجل الوصول إليه فإن المطلوب هو إدماج الضمانات الأمنية لإسرائيل في منظومة سياسية جيواستراتيجية كاملة، يكون للشعب الفلسطيني فيها دولة فلسطينية "منقوصة" السيادة، ولكن ليس إلى درجة افتقادها، في حين ترى إسرائيل أن الوصول إلى هذا الهدف يشترط منع قيام دولة فلسطينية (حتى ولو كانت منقوصة السيادة)، وإنما حكم ذاتي بلديّ الطابع على التجمعات السكانية التي لا تكون قابلة للتواصل إلاّ في إطار منظومة إسرائيلية للتحكم والسيطرة عليها.
وفي هذا الاطار من الخلاف والاختلاف تندرج المواقف الأميركية والإسرائيلية حول كافة قضايا الحل النهائي من المياه والحدود مروراً بالترتيبات الأمنية ووصولاً إلى قضيتيّ العودة والقدس.
أما المشهد الفلسطيني على ضعفه وهشاشته السياسية (في ظل الانقسام) والاقتصادية (في ظل الانكشاف والاعتماد على مساعدات الغرب)، فإنه يطمح بالمقابل أن يكون التوجه الأميركي جاداً إلى درجة اعتبار منقوصية السيادة الفلسطينية مسألة تتعلق بإجراءات وترتيبات مؤقتة (بضع سنوات)، وأن يكون الدعم الدولي جدياً فيما يتعلق بالحدود السيادية للدولة والقدس، وان يتم فعلاً البحث الجاد عن حل متفق عليه لقضية اللاجئين، لأنه في نهاية المطاف لا يمكن تصور وجود حل لهذه القضية العادلة والشائكة دون اتفاق ودون التزام دولي وإسرائيلي لهذا الحل.
الصراع إذن هو بين إسرائيل وبيننا حول حلّين مختلفين تماماً في الشكل والمضمون والأبعاد والمستويات والنتائج.
صحيح أن الانحياز الأميركي لإسرائيل يرجح كفّة فرض الحل الإسرائيلي، وصحيح، أيضاً، أن ميزان القوى وقنوات التحكم الإسرائيلي تزكّي فرض الحل الإسرائيلي، وصحيح كذلك أن موقف ما يُسمى بالمجتمع الدولي ما زال دون التعبير المستقل عن المواقف الأميركية، إلاّ أن الموقف الفلسطيني بحد ذاته وعلى الرغم من ضعفه وهشاشته يشكل نقطة قوة هائلة. لقد ولّى الزمن الذي يمكن فيه تجاوز قيادة الشعب الفلسطيني، وانتهاء عصر القيادة الأميركية المطلقة، ولست مع الرأي الذي يقول إن محصلة الموقف العربي هي ذخيرة احتياطية لأميركا.
إن اتفاقية الإطار هي في الجوهر محاولة أميركية لتغيير مرجعية الحل وتحويل قدرة الشعب الفلسطيني الاستناد إلى الشرعية الدولية أمر خارج إطار الإمكانية الواقعية، وبالتالي فإن هذا سيؤدي ـ كما ترى أميركا ـ إلى الدخول في مساومات لتقليص طموحات الشعب الفلسطيني وحصرها في دولة منقوصة وبحكم بلدي متواضع في بعض أحياء القدس من القرى والمخيمات المحيطة، وبقيود لا حصر لها لعودة الفلسطينيين إلى أراضي الدولة الفلسطينية، وتحويل حق العودة الأصلي أو موضوع جمع شمل بعض "الحالات"، ثم تحويل التعويض إلى موضوع دولي وعربي في إطار مقايضة شيلوكية مع أملاك اليهود في العالم العربي.
لهذا فإن الصمود السياسي يتطلب إضافة إلى موضوع استعادة الوحدة وتجديد شرعية كامل النظام السياسي رفضاً مطلقاً ونهائياً لما يسمى بيهودية الدولة أولاً، ورفض اتفاق الإطار، إلاّ إذا نصّ بشكل واضح وصريح وملموس على الأهداف الوطنية والحقوق الوطنية بكل ما يتطلب ذلك من آليات ملموسة للتنفيذ، وليس للتفاوض، وحسب مرجعيات القانون الدولي والأهم بضمانات دولية موثّقة في الأمم المتحدة.
إذا ما تمسّك الجانب الفلسطيني بكل هذا ـ وهذا ممكن وضروري ـ فإن المعركة ستنتقل ما بين الرؤية الأميركية والواقع السياسي والحزبي اليميني في إسرائيل.
حينها فقط يمكننا أن نتحدث عن حل، وعن حلٍ متوازن ومنصف وهو الحل الوحيد الذي نستطيع أن ندافع عنه ونطرحه على الشعب لإقراره.
وحينها فقط ستكون إسرائيل في مواجهة عالم كامل، وهي التي ستتحمل عبء الوقوف في وجه هذا العالم. وفي كلتا الحالتين تكون إسرائيل العدوانية والتوسعية اما قد هزمت أو انها على طريق الهزيمة وبأثمان مضاعفة.

دوافع مبادرة كيري وتحركاته
بقلم: حمادة فراعنة/صحيفة الأيام
حققت إدارة الرئيس باراك أوباما نجاحين في منطقتنا العربية والإسلامية، هما أولاً: وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني، وثانياً: تسليم الأسلحة الكيماوية السورية وتدميرها. وقد وصف أوباما ذلك، على أنه إنجاز للولايات المتحدة وخدمة لمصالحها القومية، مثلما اعتبره حماية لإسرائيل وأمنها.
إنجازات واشنطن مع طهران ودمشق لم تتحقق على خلفية هزيمة النظامين، الإيراني والسوري، بل تم ذلك على أرضية التوافق والتسوية والتفاهم الأميركي الروسي، والتوصل إلى حلول وسط، فالولايات المتحدة لا ترغب بالتورط بأي عمل عسكري مع إيران وسورية حتى لا يتكرر لها ما حصل في أفغانستان والعراق، حيث سمحت لها قدراتها العسكرية وتفوقها بإسقاط نظامي البلدين، ولكنها فشلت في إيجاد البديل، وهرولت بالانسحاب أمام شدة الضربات التي تلقتها، وعدد الجنود الذين تساقطوا تباعاً، في كلا البلدين.
وإيران رضخت للتسوية بسبب ضيق ذات اليد والأزمة المالية والحصار الاقتصادي الخانق الذي فاقم مشاكلها، بينما سورية رضخت للتسوية بعد الدمار الذي أصابها، وجيشها الذي صمد في وجه المعارضة المسلحة، ولكنه فشل في إنهائها والانتصار عليها، وبات في وضع صعب، أنقذته المبادرة السياسية، ورفعت من معنوياته، واتسع حجم إنجازه ميدانياً أمام تراجع المعارضة وتفسخها.
في ظل هذا الوضع، حقق الأميركيون إنجازات سياسية ودبلوماسية على الجبهتين الإيرانية والسورية، دون أن يدفعوا ثمناً سخياً مقابل ما حققوه.
الإنجاز الأميركي على الجبهتين الإيرانية والسورية، حفز الأميركيين للعمل على محاولة اختراق الجبهة الفلسطينية الإسرائيلية، مستثمرين حالة الفلتان والفوضى السياسية في العالم العربي، على إثر ثورة الربيع العربي، ومحاولين توظيف حالة الضعف العربي بسبب انشغال القاهرة ودمشق وبغداد بظروفهم الداخلية المدمرة، وضعف الحالة الفلسطينية وانقسامها، للتوصل إلى تسوية غير عادلة وغير واقعية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، آخذة بعين الاعتبار المصالح التفصيلية الإسرائيلية التي تخدم توجههم التوسعي الاستعماري، غير مكترثين بحقوق الفلسطينيين التاريخية وتنازلاتهم وتضحياتهم في سبيل الوصول إلى أعلى ما يستطيعون الوصول إليه، فقد تنازلوا كما يقول علي الجرباوي، في مقالته التي نشرتها الـ "نيويورك تايمز"، عن 78 بالمائة من مساحة وطنهم ليقبلوا فقط بـ 22 بالمائة، ليجدوا أن الإسرائيليين يعملون على تقاسمهم ما قبلوا به، وبأدنى من السيادة التي يستحقونها.
مشروع كيري بمجمله يقوم على توسيع ولاية السلطة الوطنية لتشمل 42% من مساحة الضفة الفلسطينية، بعد اقتطاع 1- القدس و2- الأراضي الواقعة غرب الجدار و3- الغور الفلسطيني منها، وتأجيل البت بها خلال المرحلة الانتقالية المؤقتة، ليتحول ما هو انتقالي إلى دائم، مع عدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطق 48، التي طردوا منها وممتلكاتهم على أرضها.
جون كيري بعد إنجازيه في إيران وسورية يتطلع إلى المنافسة في الوصول إلى البيت الأبيض كرئيس للولايات المتحدة، وهذا سبب نشاطه الدؤوب، وإخلاصه في العمل، وتنقلاته المتتالية غير المترددة وتفانيه للوصول إلى حل، فهو يرى أن إنجازه في فلسطين سيمكنه من التنافس على منصب الرئاسة الأميركية، ولو تم ذلك على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه.
اليمين الإسرائيلي، لديه القابلية، لإعطاء الفلسطينيين دولة عظمى على ما تبقى لهم من الضفة الفلسطينية الواقعة بين الجدارين موصولة مع قطاع غزة المفتوح على البحر وعلى العالم، وهذا ما يفعله كيري وما يسعى إلى تسويقه، على شكل حل انتقالي وحدود مؤقتة، والباقي تفاصيل تجميلية لا تأثير لها على الحل النهائي:
دولة فلسطين العظمى بين الجدارين مع قطاع غزة.
طرطشات
بقلم: د. فتحي أبو مغلي/صحيفة الأيام
عندما يشير كُتّاب المقالات والأعمدة في الصحف أو الإعلاميين بشكل عام في مختلف وسائل الإعلام المتاحة إلى وجود خطأ هنا أو هناك، فغالبيتهم يسعون إلى التصحيح لا التجريح، ولا يوجد سبب يبرر ردات الفعل السلبية من بعض المسؤولين إلا الموروث الثقافي الذي يفتقر إلى التجربة والممارسة الديمقراطية.
صدق شاعرنا محمود درويش عندما قال: "كم كذبنا حين قلنا نحن استثناء"، ففي ليلة رأس السنة، استقبل البعض رأس (سنتهم) بجريمة قتل وعدد من السرقات في تلك الليلة في أكثر من مدينة واحدة!
انفجار حارة حريك في بيروت، محاولة جديدة لتحريك الفتنة في لبنان بعد تفجيرات طرابلس واغتيال محمد شطح، والفتنة أشد من القتل، فكيف إذا كان محرك الفتنة عمليات قتل جماعي.
يحدث في مدينة رام الله ولا أدري إذا كان يحدث في مدن أخرى من مدن وطننا السعيد. شارع سكني، مليء بحركة الناس والمحلات التجارية، يقع في الطيرة، وبسبب كونه واسعاً ومستقيماً نسبياً، حوّله شبيحة قيادة السيارات بسرعة إلى ميدان لسباق السيارات والتشحيط والتفحيط. ورغم احتجاجات السكان إلا أن الظاهرة مستمرة، فهل من المعقول أن الشرطة لم تر ولم تسمع، وإذا كانت قد رأت وسمعت فلماذا لا تتصرف.
يقال إن الشائعات تنتشر حيث ينتشر الجهل والأمية وقلة الوعي، فما بال مجتمعنا وهو يتمتع بأعلى نسبة من المتعلمين في الإقليم تنخره الإشاعات نخراً، حتى بتنا بحاجة لهيئة لمكافحة الإشاعات على غرار هيئة مكافحة الفساد، فكلاهما الإشاعة والفساد دمار للمجتمع وأعداء للتطور. برأيي إن انتشار الإشاعات في مجتمعنا مرده إلى نقص المعلومات والافتقار للشفافية حول العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا علاج للمشكلة إلا بالصراحة والشفافية وإتاحة المعلومات واختفاء ظاهرة صرّح مصدر مسؤول رفض الإفصاح عن اسمه.
كان العام 2013 عام جمود في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية، حتى الطقس ودع العام بحالة من الانجماد، أما بالنسبة للمعطيات الموجودة فان العام الجديد 2014 لا يبشر بالكثير، على الأقل بالنسبة للوضع الفلسطيني، ونأمل أن تنتصر مصر وسورية على نفسيهما ويستقر الوضع فيهما لمصلحة الديمقراطية، لأن في ذلك دعماً لقضية الشعب الفلسطيني، هذه القضية التي تقزمت عندما سلخت نفسها عن كونها قضية العرب الأولى، وأصبحت قضية الشعب الفلسطيني فقط.
إذا اردنا من العام 2014 أن يكون مختلفاً، فعلى القوى الوطنية الفاعلة وعلى رأسها فتح وحماس أن تبادرا إلى حسم خلافاتهما على قاعدة الحد الأدنى من برنامج وطني مشترك.
ورغم أن العام 2013 كان عام جمود وانجماد فلسطينياً، فإنه كان عام نشاط مذهل علمياً، ففي العام 2013 تمت اكتشافات مذهلة ستترك آثاراً إيجابية على البشرية جمعاء، من أهمها: إيجاد علاج مرض عمى الألوان باستعمال عدسات من نوع معين عندما يلبسها المريض تجعله قادراً على تمييز الألوان، البدء باستخدام التصوير ثلاثي الأبعاد لاكتشاف أورام الثدي مبكراً، ونجاح التجارب الأولية لإنتاج أول لقاح واقٍ من مرض الإيدز، كما تم التوصل إلى علاج دوائي يؤخذ عن طريق الفم لمرض التهاب الكبد من نوع C، هذا إضافة إلى اكتشاف طريقة لزراعة الجلد من الخلايا الجذعية من الحبل السري، مع إمكانية تخزينها لحين الحاجة، مما يتيح الزراعة الفورية للمرضى الذين يعانون من فقدان مساحة كبيرة من الجلد، مثل مرضى الحروق الشديدة، وأخيراً إيجاد طريقة لعلاج نوبات الصرع من خلال زرع شريحة إلكترونية تحت فروة الرأس تراقب التغيرات العصبية في المخ التي تؤدي إلى حصول نوبة الصرع وتمنعها قبل حدوثها.

تغريدة الصباح - هش ونش مع نار الكسا
بقلم: امتياز دياب/الحياة الجديدة
انتشرت موضة تركيب مواقد الحطب في البلد, حتى في الشقق بعد أن اقتصرت على البيوت الخاصة، وذلك لمواجهة البرد القارس الذي فاجأ الشرق بعدوانيته مع عاصفة (ألكسا) وأخواتها، ومن فاته تركيب موقد لأسباب تقنية أو مالية، اكتفى بتركيب (شواية) أو (باربكيو).
أما أنا شخصيا تحايلت على الموضوع وقررت تركيب (شواية) على شكل موقد مع مدخنته لأسباب استراتيجية، لأن الرجال يحبون أن تناط بهم مسؤولية الهَشْ والنَّشْ، وأنصح النساء باستغلال رغبات الرجال العجيبة هذه، بديلا لـ (أم عذاب) الطباخة الشهيرة التي باتت بمكالمة هاتفية واحدة تغذي سكان المدينة وضيوفها. حتى إنني صرت أرفض اي دعوة للعشاء، بسبب تذوقي لذات الطعام في كل عشاء، واقترحت على الجميع أن تتم الدعوة مباشرة إلى بيت أم عذاب، ومن ثم نذهب الى بيت صاحب الدعوة للشكليات فقط.
مؤخرا، سمعت أن (أم عذاب) استقالت من العمل، لأسباب حتما زادت من حمل اسمها، وقيل بأنها غادرت المدينة وعادت الى لبنان بلدها الأصلي. غريب لماذا تأتي أم عذاب الى فلسطين هذه؟، ما علينا!.
المهم، عودة لموضوعنا، بحثت عمن يُركِب لي اختراع "الموقد- شواية" الذي سيعتقل لاحقا رجال البيت في عواصف من الدخان، وجهت دعوة الى درزينتين من المدعوين لافتتاحه، من الذين دعوني على مدار عام بأكمله على (العشوات)، حتى بت أستثقل هذا الدين الذي لا أستطيع مجاراتهم به. تم الاتفاق مع السيد المهندس على السعر وعلى أن يكون جاهزا في يوم ميلاد المسيح، وهكذا بامكاني دعوة الأصدقاء من المسيحيين ومن المسلمين وغيرهم من الملحدين الذين يكفرون بكل شيء ما عدا وجبات الطعام، ولو كانت في أيام الأعياد الدينية.
وجاء اليوم الموعود! تدفق المدعوون, وأشعلنا النار ووضعنا قطع اللحم الذي أوصيت عليه قبل أسبوعين، لكي لا يغشني الجزار حسب عادته ويبيعني قطعا من المطاط بدل اللحم، وبسبب الغش المتواصل أقلعت عن تناول اللحم، وبت أظن أنني (فجيتارية) المذاق.
وما ان بدأت الرائحة تحلب الريق المشتهي للمذاق القادم، حتى امتلأ جو البلكونة بلفائف من الدخان وكأنها عاصفة ألكسا ليست ثلجية بل نارية هذه المرة، وأدخلنا الأطفال الى مكان آمن، واخترنا عددا من الانتحاريين لإنهاء الشواء.
في اليوم التالي، تم الاتصال بأبي عمر الذي أتاني بالمهندس العظيم لإصلاح (الباربكيو)، وسألني أبو عمر عن المشكلة. فقلت له ان بعض الخبراء الذين شهدوا المصيبة وعاشوها قالوا بأنه لم يضع قطعة صفيح على شكل حرف (H) في رأس المدخنة، كما لم يضع قطعة صفيح متحركة في أسفلها.
وعدني المهندس بأنه سيقوم بإصلاحها قبل ليلة رأس السنة. طبعا، كالعادة، لم يأت المحترم، فتجهزنا نحن المضيفون نفسيا لاستقبال عاصفة دخانية جديدة وتمنينا أن يأتي فوج جديد من هؤلاء الانتحاريين لإتمام عملية الشواء، بعد أن قام مدعوو وانتحاريو ليلة ميلاد المسيح بوضع X على اسمي في قائمة دعواتهم طوال العام القادم.
لحسن حظنا، تمت عملية الشواء وأكلنا وشربنا وفرحنا بليلة رأس السنة، لنكتشف في صباح اليوم التالي شقوقا في رخام الموقد شبيهة بالشق السوري الافريقي.
سأبقى مع (ساندويشاتي) المحشوة بالبيض والجبن، وسأستمر بالذهاب من حين إلى آخر الى بيوت أصدقائي النظيفة لتناول وجبة عشاء من صنع إحدى وريثات (أم عذاب)، فقد قرر مهندسنا أن عمله لا يشمل منع العواصف الدخانية وبالتالي لم يعد يرد على اتصالاتي الهاتفية.
لن أشتمه علنا طبعا، كما لن أشهر باسمه، إذ ما زال يراودني الأمل بأن يأتي لإصلاح ما أفسد أو يعيد لي أموالي.

(صلاح الدين العربي)...ورمضان الفلسطيني
موفق مطر/الحياة الجديدة
حرر صلاح الدين الايوبي فلسطين من المحتلين الفرنجة، ويحاول اتحاد صلاح الدين معاوي تحرير أثير فلسطين وصورة شعبها المكافح من اجل الحرية في فضاء الناطقين بلغة الضاد والانسانية... فصلاح الدين الجديد مدير عام اتحاد الاذاعات العربية، هو في الحقيقة قائد جيش لا يستخدم بارودا ولا نارا ولا نصلا من فولاذ ابدا، وانما يتسلح بالكلمة الحق المسموعة والمبثوثة في فضاء العروبة والانسانية، للانتصار للقضية الحق.. جيش متفائلون بسماع صوته قويا منظما مبرمجا نابضا بالتعبير عن امال الامة العربية في التحرر والوحدة والحرية لفلسطين.
صلاح الدين المقبل الينا من المغرب العربي - من تونس الخضراء على صهوة المسموع والمرئي بشرنا بأن القدس ستكون المقر الرئيس والدائم للاتحاد، ما يعني ان رسل الكلمة والصورة العرب ينتصرون فعلا لمبدأ مركزية قضية فلسطين.. فمؤتمرهم التاريخي يعقد في رام الله على بعد خطوات من عاصمتها الأبدية القدس.
يقولون في المثل الشعبي: "تلتين الولد لخاله" لكن رمضان رواشدة رئيس اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية قد كسر هذه القاعدة لتصل الى نسبة 99,99% خاصة اذا كان الخال فلسطينيا، فمدير عام تلفزيون المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة، توأم دولة، زوَّج الرومانسية لروح السياسة، فكانت فلسطين كوردة حب فاح اريجها صباح افتتاح اعمال مؤتمر اتحاد الاذاعات العربية، فهذا (الاردني الفلسطيني) او (الفلسطيني الاردني) -لا فرق - غمرنا بحب حتى تخيلنا ان نهر الاردن الجامع الموحد كما وصفه قد فاض علينا بأنبل العواطف والمواقف. فأثبت صاحب رواية (النهر لم يفصلني عنك ) ان القلم يخط ما في العقل والقلب.
نادى رئيس الشعب الفلسطيني ابو مازن: "يا اخوتنا العرب تعالوا الينا " فاستجاب اتحاد (صلاح الدين العربي ) المرئي والمسموع ملبيا نداء القضية، لم يحسبوا لحواجز الاحتلال او الفتاوى الظالمة، والمفاهيم المتخلفة حسابا، طالما انهم سيصلون الى فلسطين..ووصلوا، ليس الى ارضها ومدنها وحسب بل الى قلوب شعبها الصامد الصابر..فانعقاد هذا المؤتمر العربي على ارض دولة فلسطين المحتلة انعكاس طبيعي للمنهج السياسي لرئيس وقائد حركة تحرر الشعب الفلسطيني، وما التحية المميزة من (صلاح الدين ) للرئيس ابو مازن الا تعبير عن فهم وتقدير واحترام حكماء لغة الاثير والفضاء لحكماء لغة السياسة ومنهج القيادة، فهنا رسالة إنسانية أبجديتها الحق والحقيقة، تنتصر لرسالة المتمسك بحقوق شعبه، القوي الامين.
ننتظر خطة استراتيجية وقرارات من اتحاد الاذاعات العربية تليق بانجاز انعقاد المؤتمر على مشارف القدس المحتلة، فقضية الحرية والاستقلال لفلسطين ليست محور القضايا العربية وحسب، بل محور المناضلين من اجل السلام في العالم..فنحن لا نرى أشقاءنا العرب بيننا ومعنا على ارض فلسطين الا كمحررين ومتحررين...فنحن سعداء برؤية اشقاء عرب بهيئاتهم ولهجاتهم الخليجية والمغربية والمصرية.. ففلسطين كانت وستبقى ملتقى المناضلين والمثقفين العرب من المشرق والمغرب.

مخيم اليرموك والحوافر!
بكر أبو بكر/الحياة الجديدة
المأساة في سوريا لا تتوقف، اذ أن العنف المتبادل قد أودى بحياة آلاف الضحايا الأبرياء من أهلنا السوريين والفلسطينيين المتداخلين معا في سوريا، وفي مخيمات اللجوء. واذ تشرع الأسلحة ضمن المواجهة الشرسة بين أجهزة النظام الاستخبارية القمعية الفاشية في ارهاب لا مثيل له، وبين تيارات تكفيرية اقصائية ارهابية فان الثمن هو حصد أرواح الناس.
لن نفهم أن يقوم نظام وتيارات ارهابية بقتل شعبهم فداء لمُلك تهاوى، أو فداء لأفكار منحرفة، ولن نفهم أن لا يتسامى أي من هذين الطرفين عن ارتكاب الجرائم المبرّرة من قبل كل طرف ضد من هم شعبهم أو أبنائهم.
في ذات المقام ومع الجهود المضنية التي قامت بها قيادة حركة فتح وباقي الفصائل و(م.ت.ف) للوقوف على الحياد واخراج المخيمات من دائرة الصراع فان فصيلا بعينه آثر بيع نفسه للحرب والفتنة ولأجهزة قمع النظام بلا خجل فجرد السلاح ضد شعبه في المخيم، وآخرين ممن كان ارتباطهم – على قلّتهم – مع بعض جماعات الظلام التكفيرية فعلوا ذات الأمر، فأصبح المسلحون يعبثون بالمخيمات وخاصة اليرموك القريب من دمشق وينقضون كل اتفاقيات التهدئة وابعاد المسلحين لانقاذ المخيم.
ان تخلي المنظمات الدولية عن دورها في مأساة مخيم اليرموك لا يبرر أبدا الوقوف متفرجين سواء عند الطرف الفلسطيني أو العربي أو الاسلامي، وان كانت المأساة تطال كل السوريين والفلسطينيين هناك فان في ذلك مدعاة لتحرك عربي – اسلامي بل وعالمي، طال انتظاره، وما تم سابقا لم يجدي أبدا، والقتلى لسبب الحرب والبرد والجوع يملأون الشوارع والأمة تحتفل برأس السنة الميلادية وكأن شيئا لم يكن.
ولم تنفك جماعة أحمد جبريل في دمشق أن تظل خنجرا في الخاصرة الفلسطينية فهي وكما تورد التقارير ما زالت تسبب الألم والمعاناة في مخيم اليرموك ضد أنباء شعبها ما فعلته لعشرات السنين، وهي مع كل هذا الخراب والدمار ما تزال فصيلا معترفا به في (م.ت.ف) لتحل الغرابة والعجب والاشمئزاز الجماهيري مقابل دعاوى الوحدة الوطنية على أمثال المصرين على قتل شعبهم.
ان مأساة سوريا خرجت من نطاقها المحلي منذ زمن طويل ودخلت فيها قرون وحوافز لانهاء دور الجيش السوري والدولة السورية، مقدمة لضرب آخر جيوش العرب في مواجهة الاسرائيليين وهو الجيش المصري.
اننا نحترم الثورة السورية ضد الاستبداد والظلم والارهاب والقتل الذي مارسه ويمارسه النظام ونحترم ابتعادها عن تلك الجماعات الاجرامية التكفيرية، لكن واقع الحال اليوم يستدعي فكر جديدا ونظرة شمولية ووعيا بالمخاطر التي دمرت البلاد والعباد، وعليهم وحدهم مهمة ذلك كما على منظمة التحرير والجامعة العربية انقاذ مخيم اليرموك من الجوع والحصار والبرد والقتل.

الاجتماع العربي الاول في فلسطين
عادل عبد الرحمن/الحياة الجديدة
التأم اجتماع اتحاد الاذاعات العربية / اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية في دورته ال 17 بالامس في مدينة رام الله بحضور أمين عام الاتحاد صلاح الدين معاوي، ورئيس اللجنة العليا للتنسيق رمضان الرواشدة ونخبة من ممثلي المؤسسات والقنوات العربية (المصرية والسعودية والاردنية والتونسية والكويتية... الخ) وصل عددهم ل25 من أصل 72 مدعوا، لان الجزء الآخر منعتهم سلطات الاحتلال الاسرائيلية من الدخول، لانها لم تمنحهم فرصة الدخول الى الوطن الفلسطيني، رغم تدخل الرئيس محمود عباس شخصيا ومتابعة رئيس هيئة الشؤون المدنية، حسين الشيخ جهات الاختصاص الاسرائيلية. الامر الذي يدلل على ان دولة التطهير العرقي الاسرائيلية ليست معنية بخيار السلام، وترفض ممارسة دولة فلسطين دورها في اطارها العربي والاقليمي والدولي، وتريد ان تؤكد للقاصي والداني، أنها صاحبة اليد الطولى في قهر ارادة الشعب الفلسطيني.
وللأسف الشديد ان الولايات المتحدة، الراعي الاساسي لعملية السلام الفلسطينية / الاسرائيلية، والراغبة باحداث نقلة في جدار الاستعصاء القائم ولو كان عبر صيغة اطار مطاطية، لم تفعل شيئا تجاه الاجراءات العدوانية الاسرائيلية. ولم تطلب من حكومة نتنياهو تسهيل مهمة عمل مؤسسات الدولة الفلسطينية، ومنحها شخصيتها الاعتبارية كمقدمة لتحقيق خطوة نوعية في عملية التسوية السياسية. والشيء بالشيء يذكر أيضا باقي اقطاب الرباعية الدولية (رغم التباين النسبي بينهم في العلاقة مع قطبي العملية السياسية الجلاد الاسرائيلي والضحية الفلسطيني) لم يطالبوا القيادة الاسرائيلية بالكف عن السياسات القهرية الاحتلالية، التي تنتهجها ضد القيادة والشعب العربي الفلسطيني وضيوف دولة فلسطين. وهكذا مسائل اجرائية تفصيلية ليس مطلوبا من قيادة المنظمة او الدولة او الحكومة الفلسطينية طرحها صباح مساء على اللجنة الرباعية الدولية ولا على الولايات المتحدة، لان الضرورة تملي على الاقطاب مجتمعين ومنفردين الزام دولة الابرتهايد الاسرائيلية بتقديم التسهيلات الضرورية لحركة المواطنين والسلع داخل المدن الفلسطينية واجنحة الوطن الشمالية والجنوبية بما فيها القدس الشرقية، والسماح لحركة التصدير والاستيراد دون قيود، واصدار كافة التسهيلات المطلوبة لضيوف دولة فلسطين اي كانت جنسياتهم واسماؤهم ومواقعهم والمؤسسات، التي يتبعون لها، لتمهيد السبل امام تمكن مؤسسات الدولة المرتقبة والمنظورة في الافق غير البعيد من أخذ دورها ومكانتها في اوساط الشعب والمؤسسات المناظرة لها على الصعد العربية والاقليمية والدولية.
الاجتماع العربي الاول الذي يعقد في فلسطين، رغم كل المعيقات الاسرائيلية يعتبر خطوة هامة ورائدة في التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وشد أزره في الدفاع عن هويته وشخصيته الوطنية والقومية، والتعرف عن قرب على معاناته اليومية مع دولة الاحتلال الاسرائيلية، والاسهام كل من موقعه وعبر مؤسسته الاعلامية مرئية ام مسموعة في فضح تلك الاجراءات العدوانية، اضف الى تمتين اواصر العلاقات الاخوية المشتركة بشكل مشترك وثنائي، وفتح الافق امام المؤسسات والاتحادات والمنابر العربية الاخرى الرسمية والاهلية لعقد دوراتها في فلسطين وفق تقديرات الهيئات القيادية الفلسطينية والعربية. كما ان عقد الدورة في رام الله يشكل ردا قويا على ادعياء التطبيع، والمروجين للبضائع الفاسدة والشعارات الخاوية من المضامين الوطنية والقومية، ويفتح الافق امام العرب لشد الرحال الى المدينة المقدسة لمؤازرة اهلها ومؤسساتها لحماية طابعها العربي الاسلامي / المسيحي.
خطوة اتحاد الاذاعات العربية واللجنة العليا للتنسيق بين القنوات الفضائية العربية تعتبر سابقة مهمة في عقد دورتها السابعة عشرة في دولة فلسطين العربية، واسهام يعتز به من قبل مكونات اركان القيادة الفلسطينية. كما ان الكلمات، التي القاها الاشقاء العرب في افتتاح الدورة المذكورة بحضور رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، التي خرجت عن المألوف، كانت كلمات من القلب الى القلب، مشحونة بعواطف الاخوة العربية، جميعها المباشرة او التي عبر الفيديوكونفرنس عكست عمق التضامن العربي لاشقائهم في فلسطين.
اهلا وسهلا بالاشقاء العرب الذين تمكنوا من دخول الاراضي الفلسطينية، والذين لم يتمكنوا من الدخول وواصلوا متابعة اعمال الدورة من العاصمة الاردنية عمان عبر الفيديو كونفرنس. وستبقى فلسطين وشعبها مفتوحة لهم في كل زمان رغم قهر وانتهاكات دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية.