تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المقالات في الصحف المحلية 237



Haneen
2014-12-18, 11:03 AM
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.giffile:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif



file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif
وماذا بعد المواقف الفلسطينية الاسرائيلية الواضحة ؟
بقلم: حديث القدس – القدس
المفاوضات والرعاية الأمريكية...
بقلم: الأسير مهدي سنيف – القدس
الأحد... وكل يوم أحد ...شراء الغاز من إسرائيل... وحقوقنا الوطنية!
بقلم: المحامي زياد أبو زياد – القدس
الحيزوم والمتن
بقلم: محمد الخطيب – القدس
المقترحات الأمريكية والخيارات الفلسطينية
بقلم: ناصيف معلم – القدس
أقصر الطرق للرد على ارهاب الاخوان في مصر
بقلم: الدكتور ناجي صادق شراب – القدس

file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.jpg
المتوقّع والواقع، فلسطين "فاجأت" زوّارها العرب؟!
بقلم: حسن البطل – الايام
نتنياهو في مواجهة العملية السياسية!!
بقلم: هاني حبيب – الايام
اليرموك نكبتنا الأخيرة...!
بقلم: أكرم عطا الله – الايام
دفـــع الـثـمـن
بقلم: حمادة فراعنة – الايام
حنان غوشة: حارسة أمينة للذاكرة الجماعية
بقلم: د. فيحاء قاسم عبد الهادي – الايام
file:///C:/Users/ADMINI~1/AppData/Local/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image009.jpg
تغريدة الصباح - رعونة الشباب
بقلم: حنان باكير – الحياة
لا رضـوخ للـضـغـوط
بقلم: عدلي صادق - الحياة
المصالحة وكلام العجز والملل!!!
بقلم: يحيى رباح – الحياة
لا علاقة بين العودة و«يهودية» إسرائيل
بقلم: عادل عبد الرحمن – الحياة
من الحنين لإرث شارون الى فرار كرمي غيلون..!
بقلم: خلدون البرغوثي – الحياة
الثورة العربية على « أزلام الجماعة «!
بقلم: موفق مطر – الحياة









وماذا بعد المواقف الفلسطينية الاسرائيلية الواضحة ؟
بقلم: حديث القدس – القدس
كان الرئيس ابو مازن في منتهى الوضوح امس، وهو يتحدث امام وفد مقدسي شعبي، حين اكد المواقف الرسمية من القضايا الجوهرية وقال لن نعترف باسرائيل دولة يهودية ولا احد يملك حق التنازل عن حق العودة وان القدس يجب ان تكون عاصمة للدولة الفلسطينية والقدس لا تعني الضواحي خارج الجدار، كما يرددون، وانما هي القدس كلها التي احتلت عام 1967.
في المقابل فان مواقف نتانياهو هي الاخرى في منتهى الوضوح فهو يرفض اي ذكر للقدس في اتفاق الاطار الذي يقترحه وزير الخارجية الاميركية جون كيري، كما يعارض اقامة العاصمة الفلسطينية في اي جزء من المدينة حتى لو ادى ذلك الى تفجير المفاوضات، كما يصر على مواصلة الاستيطان والاعتراف بيهودية اسرائيل.
نحن اذن امام موقفين في غاية الوضوح واعمق التعارض ولا يبدو ان هناك احتمالا لاية حلول وسط، وفي هذه الحالة فما هي الغاية من استمرار المفاوضات وما هي الاهداف التي يحاول كيري تحقيقها ..الخ
زياراته المكوكية الى المنطقة واتصالاته المتكررة مع الدول العربية والاحاديث الكثيرة عن مقترحات يقدمها وهو يدرك كما ندرك نحن جميعا، انه لن يتمكن من إحداث اي اختراق حقيقي.
لا بد ان تدرك واشنطن ان العالم كله بما ي ذلك الولايات المتحدة نفسها، يعترف بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية منطقة محتلة، وان اي اتفاق لا يشمل القدس لن يكون ابدا، كما اكد الرئيس ابو مازن امس، وكما هو موقف شعبنا على اختلاف احزابه وقواه السياسية، ومتى ادركت واشنطن ذلك، فان عليها ان تمارس الضغوط الحقيقية على نتانياهو لكي لا يدمر عملية السلام نهائيا، لان السلام الذي يبحث عنه بوساطة كيري وغيره يتطلب موقفا كهذا حتى يتم الخروج من الدائرة المفرغة التي تسير فيها المفاوضات، كما ان على كل المعنيين بالاستقرار ونبذ العنف والتطرف في المنطقة ان يؤيدوا الموقف الفلسطيني ويقفوا ضد موقف الغطرسة الاسرائيلي.
ونحن الفلسطينيين ومن معنا من العرب، يجب كذلك ان ندرك ان مجرد الموقف الواضح والثابت وعدم التنازل عن الحقوق هو امر في منتهى الاهمية والمسؤولية لكن الموقف الثابت هذا بحاجة الى افعال لتحقيقه، اذ لا يكفي ان نرفض الاستيطان بينما الاستيطان يتزايد، ولا يكفي القول اننا لن نتنازل عن القدس الشرقية كاملة عاصمة لدولتنا الفلسطينية بينما هم يعملون على تهويد المدينة وتغيير جغرافيتها وتهجير اهلها وتزوير تاريخها ليل نهار. كما اننا نتساءل اذا كانت المواقف بهذا الوضوح فما هي دوافع استمرار التفاوض التي تشكل غطاء رسميا غير مباشر لكل الممارسات الاسرائيلية المرفوضة ؟ مواقفنا الثابتة هذه تحتاج اعادة تقييم لمجمل الاوضاع واتخاذ ما هو ضروري من قرارات تدعم ما نتمسك به ميدانيا وتوقف كل مساعيهم التوسعية.

المفاوضات والرعاية الأمريكية...
بقلم: الأسير مهدي سنيف – القدس
مما لا شك فيه ان محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية تمر بظروف صعبة ومخاض عسير ،ولم تتخذ الولايات المتحدة الاجراءات والآليات السياسية الجادة والفعالة للضغط على اسرائيل وكبح جماح سياساتها التي اتت على كل شيء.
حتى التعنت لم تمارسه على الفلسطينيين وحدهم وإنما شمل الجانب الامريكي وكان آخره رفض ما قدمه الاخير من مقترحات وأفكار حول قضيتي الحدود والأمن مع ان هذه الافكار لم تلب مطالب الفلسطينيين وهي اقرب لوجهة النظر الاسرائيلية منها الى الفلسطينية..
وبذلك يمكننا القول أن السياسة الأمريكية حتى الآن لم ترتق لمستوى وحجم الطموح الفلسطيني المعقود لدور امريكا في عملية السلام وكل ما انطوى عليه الحراك السياسي الأمريكي والجولات المكوكية التي يقوم بها الوزير كيري لإحداث اختراق سواء بصيغة اتفاق اطار أو تمديد للمفاوضات خلافا للمدة الزمنية المتفق عليها (تسعة اشهر) لا يعدو سوى ترحيل وتأجيل للفشل الذي سيعيد للأذهان فشل عملية السلام في كامب ديفيد 2000 .
وبهذا يستقر الانطباع أن ما تقدمه امريكا من مقترحات يخدم سياسة المماطلة والمناورة الاسرائيلية بحيث يوفر لها تفسير الاساس المصاغ امريكيا بأكثر من تفسير والمتحدث امريكيا على مدار رعايتها لعملية السلام تقدم صيغ ومقترحات حمالة أوجه وهذا ينطبق والسياسة الاسرائيلية التي تتخذ من المفاوضات جسرا لشرعنة احتلالها على طريق تذويب القضية الفلسطينية في اطار تبنيها لفكرة واستراتيجية ادارة الصراع بدلا من حله .
فالادارة الأمريكية متجاوبة مع الموقف الاسرائيلي بحيث تريد توظيف المفاوضات وجولات الحوار لانتزاع تنازلات من الطرف الفلسطيني وآخرها مطالبة الجانب الفلسطيني بالاعتراف بيهودية اسرائيل ما ينطوي على اسقاطات سياسية تمس جوهر القضية وقضية اللاجئين ويمكن تفسير هذا الموقف الامريكي لطبيعة العلاقة الامريكية الاسرائيلية والمصالح المشتركة وصفة التحالف الاستراتيجي بينهما ودور اسرائيل الوظيفي خدمة لهذه المصالح.
واذا ما اغفلنا هذا الجانب وأمعنا النظر بقراءة معمقة لسياسة الادارة الامريكية نجد انها ضعيفة ولا يمكن لها أن تفرض حلا عادلا نظرا لعوامل خارجة عن ارادة الرئيس اوباما.. وهذا ما يفسر عجز الادارة وعدم تمكنها من ممارسة اي ضغط على اسرائيل يمكنها للوصول لحل سياسي عادل أو بالحد الادنى احداث اختراق في المدى القريب والمنظور ..
وبناء على كل ما ذكر لا يوجد بالافق ما يشير إلى بوادر حل سياسي وإنما التفاف على الحقوق الفلسطينية ومحاولات اسرائيلية قديمة جديدة لفرض شروط تعجيزية لضرب عملية السلام ودفع الطرف الفلسطيني للرفض ومن ثم تحميله المسؤولية الكاملة .
هنا يأتي دور الجانب الفلسطيني في مواجهة هذه الحملة الاسرائيلية وبإصرار بالإنفتاح على العالم وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني والاتفاق على برنامج وطني سياسي يتفق والشرعية الدولية ويكون قادرا على الاقلاع في الفضاء الاقليمي والدولي ومخاطبته بلغة واحدة وهذا من شأنه ان يعزز الموقف الفلسطيني بالاضافة إلى تدويل القضية لإخراجها من الرعاية الأمريكية وإعادتها إلى حضن الشرعية من خلال ما قام به الرئيس محمود عباس والاعتراف الأممي بدولة فلسطين والانضمام إلى المعاهدات والاتفاقيات والمنظمات الدولية وتفعيل العامل العربي الرسمي والشعبي لاستغلال ثقله السياسي ليشكل سندا حقيقيا وتفعيل المقاومة الشعبية بحيث تشمل جغرافيا الوطن بأكمله.
واذا ما توفرت هذه الاستراتيجية بعناصرها مجتمعة ستحدث تداعيات وأبعاد مهمة حينها يمكن الحديث عن توفر ارادة دولية قادرة على فرض حل لهذا الصراع على اساس القرارات الدولية واعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة.

الأحد... وكل يوم أحد ...شراء الغاز من إسرائيل... وحقوقنا الوطنية!
بقلم: المحامي زياد أبو زياد – القدس
وقعت قبل اسبوع اتفاقية بين شركة فلسطين لتوريد الكهرباء في شمال الضفة الغربية ومجموعة من الشركات الاسرائيلية المستخرجة للنفط والمصدرة له تمثلها شركة نوبل انيرجي لتزويد الشركة الفلسطينية بالغاز الطبيعي لمدة عشرين عاما بعقد تبلغ قيمته أكثر من مليار ومئتي مليون دولار. وقد تم تخصيص قطعة أرض في شمال الضفة لإقامة المحطة عليها، حيث يستغرق بناء المحطة بضع سنوات وتبلغ تكاليف بنائها حوالي ثلاثمائة مليون دولار.
وقبل الدخول في مناقشة هذا الاتفاق لا بد من التنويه بأن شركة فلسطين لتوليد الكهرباء والتي وقعت هذا العقد مملوكة لعدد من كبار المستثمرين الفلسطينيين من بينهم شركة كهرباء غزة وبنك فلسطين ومجموعة باديكو وشركة المقاولون المتحدون التي يمثلها وليد سعد صايل ومن أكبر مساهميها السيد سعيد خوري.
وفي الحقيقة فإن فكرة المحطة ليست وليدة اليوم بل بدأ الحديث عنها منذ أكثر من ثلاث سنوات وبدأ المستثمرون يشعرون بالضجر لأن الأموال التي رصدوها للمشروع باتت شبه مجمدة وألحوا بضرورة البدء بإنشاء المحطة وتأمين الوقود اللازم لتشغيلها. ولقد درست عدة احتمالات من بينها استقدام الغاز من حقل غزة ولكن بعض القائمين على المشروع يقولون بأن ذلك سيكون مكلفا وأن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تستورد الغاز من غزة هي اسرائيل .
ومهما يكن من شيء فإنني أقرر هنا بأنني لست بصدد مناقشة هذا الموضوع من ناحية اقتصادية لأنني لا أملك في هذه اللحظة كل المعطيات اللازمة لمناقشته اقتصاديا ، ناهيك عن حقيقة أن هذا الموضوع هو موضوع سياسي بامتياز وأن شركة فلسطين لتوليد الكهرباء لم تكن لتقدم على توقيع هذا الاتفاق بدون قرار سياسي وعلى أعلى مستوى ، ولعل هذا هو الذي يفسر أن الذي وقع على الاتفاق بحكم منصبه هو الأخ عمر كتانه بصفته وزيرا للطاقة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو التوقيت الذي تم فيه توقيع هذا الاتفاق حيث تمر المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية في أدق مراحلها ، وحيث يمكن أن تؤدي هذه المفاوضات الى اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمجمل القضية والحقوق الفلسطينية. هذا من جهة ، ومن جهة أخرى مدى صلة الاسراع في اتخاذ القرار بتوقيع هذا الاتفاق بما يدور من حديث عن السلام الاقتصادي والتقدم في تطبيع وتطوير العلاقات الاقتصادية الفلسطينية- الاسرائيلية بمعزل عن الشأن السياسي وما يمكن أن يتمخض أو لا يتمخض عنه.
ومع كل ما يكتنف هذا الموضوع من أمور شائكة إلا أنه لا بد من الاشارة الى أمرين رئيسيين الأول هو بالمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية ونقطة الانطلاق في هذه المفاوضات وخاصة من الجانب الفلسطيني ، والثاني هو ما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني وشرعية من يلتزمون نيابة عن الشعب الفلسطيني باتفاقيات تترتب عليها تبعات سياسية واقتصادية بعيدة المدى.
أما بالنسبة للمفاوضات فلا بد من القول وبصراحة مؤلمة أننا انطلقنا من النقطة الخطأ في التعامل مع الشأن التفاوضي ليس من اليوم فقط وإنما منذ بداية العملية التفاوضية.
فقد اعترفت منظمة التحرير الفلسطينية في الرسائل المتبادلة بين الرئيس أبو عمار ورابين بدولة إسرائيل لقاء اعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير وليس بالدولة الفلسطينية. وها نحن اليوم نخوض مفاوضات مضنية مع إسرائيل دون أن تكون لنا أية مرجعية لهذه المفاوضات ، وأن المرجعية التي يحاول وزير الخارجية الأمريكي بلورتها مبنية على نفس الموقف الخاطيء الذي فاوضنا على أساسه منذ البداية وهو الاعتراف باسرائيل ، واستثناء ما أخذته عام 1948 بما في ذلك القدس الغربية من المفاوضات والتفاوض معها على تقاسم الضفة الغربية والقدس الشرقية تحت غطاء ما يسمى بتبادل الأراضي وهو الشيفرة التي تعني التخلي عن المطالبة بانسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلت عام 1967 بما في ذلك القدس العربية وقبول التنازل عن أجزاء من تلك الأراضي.
لقد انطلقنا من نقطة الاعتراف باسرائيل والتنازل عن القدس الغربية لقاء الافتراض بأن اسرائيل ستتنازل عن احتلالها للضفة وغزة والقدس العربية وهذا افتراض خاطيء لأن من بديهيات التفاوض هو الأخذ والعطاء وأن أحدا لا يدخل المفاوضات ليأخذ كل ما يطالب به ، وأنه كان الأجدر بنا أن نطالب بكل فلسطين لنحصل على جزء منها ، أو أن نطالب بقرار التقسيم 181 لعام 1947 لنحصل على حدود 1967.
وقد يقول قائل... فات الميعاد.. على طريقة أم كلثوم ولكنني أقول ما قاله عمر بن الخطاب .." إن الحق قديم والرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل".
وطالما أن إسرائيل لم تعترف بنا ، وطالما أن كل فلسفة المفاوضات الحالية يجب أن تقوم على أساس الافتراض بأن فلسطين كل فلسطين هي أرض متنازع عليها بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ، فإن فرض الأمر الواقع بإقامة دولة إسرائيل على الجزء الأكبر من فلسطين لا يجب أن ينفي حق الشعب الفلسطيني في كل شبر من أرض فلسطين إلى أن تتم تسوية النزاع بشكل متفق عليه بين الطرفين.
ووضع فلسطين في هذا الحال هو وضع الملكية المشاع التي يتعلق حق كل طرف فيها بكل ذرة من ترابها إلى أن تتم قسمتها بالتراضي بينهما.
وتأسيسا على هذا المبدأ فإن حق الشعب الفلسطيني في كل ذرة تراب لا يقتصر على الأرض وإنما على مصادرها ومواردها الطبيعية ولذلك فإنني أعتقد جازما بأن من حقنا حتى لو أبدينا استعدادا للاعتراف بإسرائيل بحدود عام 1967 أن نطالب بحقنا في الثروات والموارد الطبيعية كالغاز أو البترول في أية بقعة من فلسطين كما أن من حقنا أن نطالب بحقنا في حقول الغاز على شواطئها وأن نطالب بميناء على شمال البحر الأبيض المتوسط لخدمة الضفة الغربية.
وانطلاقا من هذا المبدأ فإن علينا أن نفكر جيدا وأن نضمن بأن أية اتفاقية كالتي وقعتها شركة فلسطين لتوليد الكهرباء لا تجحف بحقوقنا الأساسية آنفة الذكر.
هذا فيما يتعلق بالشأن التفاوضي ، أما ما يتعلق بشرعية من يلتزمون نيابة عن الشعب الفلسطيني ، فإن من البديهي أن تعرض مثل هذه الاتفاقية على البرلمان لأخذ المصادقة عليها حسبما نص عليه القانون الأساسي ، وطالما أن المجلس التشريعي معطل ولا وجود له فإن قانونية وشرعية مثل هذه الاتفاقية تبقى موضع شك كبير.
ولا شك بأن إعادة بناء موقفنا التفاوضي وبما يضمن التمسك بحقوقنا الأساسية وتصحيح الخطأ التفاوضي الذي وقعنا فيه يتطلب إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة الوطنية ، كما أن المصادقة أو عدم المصادقة على مثل هذه الاتفاقية تتطلب أن يكون هناك برلمان شرعي منتخب وهذا يؤكد أيضا أهمية إنهاء الانقسام وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ومجالس الحكم المحلي في أسرع وقت ممكن حتى يتسنى لنا الحفاظ على حقوقنا الوطنية ومنع التفريط بها تحت أية مسميات أيا كانت.

الحيزوم والمتن
بقلم: محمد الخطيب – القدس
الحيزوم " بفتح الحاء وتسكين ما بعدها " يعني حسبما جاء في معاجم لغة الضاد ، مقدمة السفينة التي تشق بها مياه البحر وهي اشبه ما تكون بالسكين التي تشق المياه بقوة وحزم ناعمتين اما المتن : فهو ظهر السفينة.
وقد عكف بناءوا السفن على ان يجعلوا مقدمتها بالشكل الذي ذكرته بغية شق الماء شقا وقهر المياه والامواج والرياح العاتية كي تبحر بمن على متنها وتوصلهم الى بر الامان.
فالبحار الماهر هو الذي يستطيع قيادة السفينة من مرسى الاقلاع ليصل بها الى مرفأ الامان دون ان يلحق الاذى بالسفينة او براكبيها.
والان سأبدأ ....
وانه لمن دواعي الاسى ان نلمس انه كلما تم الاقتراب من طي صفحة الانقسام الفلسطيني القاتمة، انبرى طرف من الأطراف لينكأ جراح الأيام الماضية وما حملته في طياتها من آلام جسام نهشت قلب ووجدان كل من جعل من الوطن الواحد منهل انتمائه وقارورة عطره ، مضاف الى ذلك ما آل اليه الوطن الواحد من حالة من التمزق الجغرافي والديموغرافي و ألحقه من أذى في النسيج الاجتماعي وأبرز نزعة الفئوية والجهوية.
هذه المأساة التي المت بنا ، فتحت الابواب امام كل المناوئين سواء اكان الاحتلال ام المناوئين المتوارين بين ظهرانينا والذين يرون من استمرار الحال على ما هو عليه متنفسا رحبا لأحقادهم وممارسة غواياتهم التي لا يمكن لها ان تصل الى حد الانكفاء والعودة الى حظير الوطن الواحد، وان استمرارها يعني بقاءهم في الاماكن التي استطاعوا التسلل اليها ليجدوا من هذه الحالة السقيمة منبرا للتعبير عن حقد اناني يصهرون به الحس الوطني ويطفون على السطح زبد الانفرادية التي بها نسجوا في مخيلتهم احلاما لا تمت للواقع بصلة.
تلك الاحلام التي جعلت من ساحات الوطن ميادين رماية حرة لجند الاحتلال ومسرحا لممارسة كافة الألاعيب السياسية للذين اغتنموا هذه المساحة من الغفلة الوطنية ليجددوا البيعة لإسرائيل ان تبقى هي القوة الاقليمية الوحيدة القادرة على ضبط الايقاع ، وفي الوقت ذاته الاستمرار في الغاء المشروع الوطني الفلسطيني الذي من المفروض دينيا ووطنيا و سياسيا و أخلاقيا ان يكون قبلة لكل القوى مهما اختلفت ألوانها السياسية.
ان انفراط العقد الوطني إبان مرحلة التحرر الوطني يسرّع في عملية اذابة القضية ويزهق روح الانتماء ويحيل الواحة المأمولة الى بيداء قاحلة ويعمق الهوة بين الاطراف ويخلق ألوانا انعكاسية تزيد الوضع بؤسا وتقدم سما زعافا يزيد من تفتيت ما تبقى من جسد.
لذا فمن الحري بكل المدعين من كلا الجانبين ان يدفنوا الماضي بلوعاته كونه لم يحمل ذات لحظة، أي فرح، ويهرولوا مسرعين نحو انقاذ وطن يئن تحت لسع سياط الاحتلال ليكونوا بجمعهم " معتصم القرن الحادي والعشرين ". فإن كان هناك من تضارب في البرنامجين السياسيين فلماذا تسقط هذه التضاربات على جسد الوطن لتكون صاهرة له ؟؟؟
أليس من الاجدى ان تكون تلكم الاسقاطات حبات طل تتهادى بروية على جسد غض لترويه وتعمل على ايناعه وإزهاره؟
أليس من الاجدى ان تكون ضربتنا واحدة بالرغم من تعدد الاذرع ؟
أليس من الأجدى ان ينصبّ كل جهدنا المسفوح في المناكفة الى حيث ينبغي أن يكون ؟
أليس من الأجدى أن يعود المتخاصمون الى قراءة التاريخ ليعلموا " أننا اقوياء جميعا ... واننا نسقط" فرادى»؟
أليس من الأجدى ان ننأى عن لملمة القشور وأن ننفذ الى اللباب لنعانق الحقيقة ونخرجها من حيز القول الى حيز العمل دون تحميل مسؤولية ما حدث لطرف من قبل طرف ؟
أليس من الأجدى ان نعيد اللحمة وفي روحنا وجسدنا ما زال رمق حياة قبل ان نشيخ ونهرم ؟
أسئلة كثيره يمكنني ان اوجهها اليكم ولكني اكتفي بهذا القدر منها ادراكا مني انكم جميعا تدركون أن الامعان في العناد اللا مبرر يعني وبدون مواربة أنكم تدفعون بذاتكم إلى حيث أصفاد السجون العبثية والتي حتما تجعل من الوجدان جالدا للفكرة البائدة والتي بدورها قد رسمت معالم مفاهيم اختلاقية سوغّت السير في رهط الفارين من الواقع ورست على موانئ الإنعزالية لتصنع " وادي عبقر " جديدا تنسج فيه خرافات الهاربين بتفاصيلها العبثية.
وعليه يا سادة فإنني أهيب بالمتخاصمين أن يبادروا ليفرز أحدهما من لدنه قبطانا بارعا يقود سفينتنا بحيزومها إلى شاطىء الأمان وينتشلنا من أهوال الغرق المميت.
المقترحات الأمريكية والخيارات الفلسطينية
بقلم: ناصيف معلم – القدس
أنهى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زياراته المكوكية العشر في الشرق الأوسط بهدف تحقيق تقدم في المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية من خلال السعي لتوقيع "اتفاق إطار" بين الجانبين، هذا وحظيت جولات كيري بتغطية إعلامية عربية وعالمية هائلة جداً، بالرغم من سرية النقاشات، حيث لم يحظ سابقوه بهذه التغطية لأنهم كانوا عبارة عن مبعوثين من وزارة الخارجية مثل جورج ميتشل، الذي عرف بتسيير المفاوضات غير المباشرة التي باءت بالفشل، وكذلك تلك الجهود التي قامت بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون والتي كانت كما سماها البعض بالسياحية لأنها لم تكن جدية.
السؤال المطروح الآن: ما هو الجديد لدى الإدارة الأمريكية، وهل هذا الجديد يؤسس لسلام عادل، وإذا لم يمكن كذلك فما هو المطلوب فلسطينياً، و هل لدى الفلسطينيين من قدرة وأوراق تؤهلهم للبدائل؟
قبل الحديث عن الجديد الذي طرحه كيري في الغرف المغلقة على الرئيس عباس وعلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو علينا النظر بشمولية للسياسة الأمريكية الشرق أوسطية والدولية، ومقارنتها بنفس الإدارة الأمريكية السابقة، بصراحة هناك تغيير كبير في السياسات الخارجية الأمريكية بغض النظر عن مواقفنا نحن من هذه القضايا، ومثال ذلك التغيير في المواقف الأمريكية مما يحصل في مصر، فقد كانت الادارة الأمريكية داعمة للإخوان المسلمين، أما الآن فلم يبق داعم للإخوان ومرسي..
وهناك الجديد في السياسة الأمريكية أيضاً في سوريا، حيث كان الموقف الأمريكي في النصف الأول من العام الماضي متشددا جداً تجاه الرئيس السوري بشار الأسد، وكان هناك إجماع لإسقاطه قبل مؤتمر جنيف1، إلا أن الموقف الأمريكي الحالي ليس بتلك الحدة من الأسد، فها هم يدعون لمؤتمر جنيف 2 مع إسقاط شروطهم السابقة. و هناك أيضا تغيير حيال السياسية الأمريكية مع إيران-روحاني، حيث حقق وزير الخارجية الأمريكي انجازاً كبيراً يشهد له العالم أجمع والمتمثل بالاتفاق المرحلي بين الدول الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، يضاف إلى ما سبق أن هناك تغيير أيضاً في السياسة الأمريكية على المستوى الدولي، أي على مستوى التوازنات الدولية مع روسيا، ومع الصين، ومع القوى العظمى داخل الاتحاد الأوروبي.
إن هذا التغيير في السياسة الأمريكية على المستويين الإقليمي الشرق أوسطي، وعلى المستوى الدولي يدلل على اعتراف الولايات المتحدة بأنها لم تعد هي القوة الدولية العظمى الوحيدة، أي أن أمريكا تعلن عن اعترافها بأن النظام الدولي الحالي لم يعد أحادي القطبية بقيادتها كما كان خلال العقدين السابقين، بل هو نظام دولي متعدد الأقطاب بعضويه كل من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى الاعتراف الأمريكي بحجم و قوة النمور السود في جنوب شرق آسيا، وفي أمريكا اللاتينية، وغيرها من أقاليم العالم.
باعتقادي أن المواقف الأمريكية الحالية بالضرورة أن تختلف عن مواقفها خلال العقدين السابقين، أي أننا ضمن رزمة المواقف الجديدة للإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، كما هي في سوريا، وإيران، ومصر وغيرها، وذلك لأن أمريكا تتبنى سياساتها استنادا لمصالحها، ومصالح حلفائها، لكنها كغيرها، في نهاية النهايات تنحاز فقط لمصالحها بغض النظر عن مصالح حلفائها.
إن التوقعات لما يجري في الغرف المغلقة من جدية المفاوضات يبنى على قراءة الحروف والكلمات في تصريحات القادة، ويبنى أيضاً على مجموعة المؤشرات، وردود أفعال المفاوضين بما فيهم كيري.
بالتأكيد وبالرغم من جدية المقترحات الأمريكية، وبالرغم من الجديد بها، إلا أنها لا تلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية.
ان أكثر ما تحدث عنه كيري خلال جولاته العشر هو "التنازلات المؤلمة" من أطراف النزاع، ولم يتحدث عن الصراع"، وهذا في لغة السياسة يعني أن الأراضي المحتلة عام 1967 "دولة فلسطين المحتلة" هي أرض متنازع عليها بين الفلسطينيين والإسرائيليين. لذلك جاء موقف كيري والإدارة الأمريكية بارداً من قضية ضم اسرائيل للغور الفلسطيني، ومن قضايا الاستيطان عامة وفي القدس بشكل خاص، و هذا يؤكد ما قيل عن المقترحات الأمريكية التي تتضمن مثلا عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، أي إعطاء فلسطين جزءا صغيرا من القدس الشرقية ليكون عاصمة، إضافة إلى احتفاظ إسرائيل بجيشها على الحدود مع الأردن، و طبعا إبقاء الكتل الاستيطانية حول القدس، و اريئيل و كريات أربع، كل هذا مقابل تنازل إسرائيل عن بعض المستوطنات في محافظة نابلس و طولكرم و رام الله و الخليل، و إرجاع الوجود الرمزي الفلسطيني على جسر الكرامة كما كان قبل الانتفاضة الثانية، و السماح بإدخال عشرات اللاجئين إلى ديارهم أمام وسائل الإعلام.
علينا أن نعي وندرك بأننا نحن الفلسطينيين الذين نعاني من غياب السلام وليس اسرائيل لذلك أي مقترحات للسلام أو حتى لتهدئة الأوضاع ستكون مرفوضة بالنسبة للاسرائيليين، فإسرائيل تريد الأرض الفلسطينية، وليس لديها أي استعداد للانسحاب من شبر واحد من هذه الأرض .
أما لماذا يضغط الأمريكيون على إسرائيل هذه المرة، فهذه قضية تتعلق بالمصالح الأمريكية، حيث لا تسمح أمريكا لاسرائيل أن تساهم في تهديد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط بعد الكم الهائل من التغيرات الإقليمية خاصة في مصر و إيران و سوريا و غيرها، فأمريكا أصبحت تقترب لقراءة الواقع الجديد في العالم العربي، إلا أن دولة الاحتلال ما زالت تستند في سياساتها للدراسات السابقة.
السؤال الواجب طرحه فلسطينياً: ما دام هناك الجديد في الموقف الأمريكي و في المقترحات الأمريكية التي حتى الآن لم تلب الحد الأدنى من المطالب والثوابت الفلسطينية، وما دامت إسرائيل ترفض هذه المقترحات، وبما أننا نحن الذين نعاني من استمرار الصراع، و بما اننا لن نتخلى عن الثوابت الوطنية، فهل أمامنا حلول أو خيارات؟
اعتقد أن هذا هو بيت القصيد. نعم لدينا خيارات عديدة.
ان خروجنا الآن من المفاوضات قبل انتهاء موعدها يخرج اسرائيل من عزلتها، و يرفع عنها الضغوطات الأمريكية و العالمية، و يضعنا نحن الفلسطينيين في خانة المساءلة. نعم، قد تكون المفاوضات عبثية، و لن يخرج منها شيء، لكن الاستمرار بها مهم جدا على المستوى الدبلوماسي الفلسطيني المستقبلي.
لقد ثبت لنا قبل غيرنا بأن 92% من شعوب الكرة الأرضية تؤيد أو لا تمانع إقامة دولة فلسطينية مستقلة، هذا ما تبين يوم 29/11/2012 في قاعة الأمم المتحدة، حيث التصويت لصالح فلسطين. علينا الاستثمار برأس مالنا الأممي، فنحن لسنا وحيدين في هذا العالم.
لذلك و لاختصار الطريق، ولتوفير الجهود على القيادة السياسية الفلسطينية إعلان يوم الثلاثاء 1/4/2014 موعدا للانطلاق لاستكمال المشروع الأممي من خلال:
1- استكمال إعداد العدة للارتقاء من وضع دولة مراقب غير عضو إلى دولة كاملة العضوية، وهذا بحاجة إلى الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة، ومحاربة الفساد، واستكمال العملية الديمقراطية، وتشكيل لجنة أو مجلس قانوني من الفلسطينيين والعرب من الملتزمين و المؤيدين لهذا التوجه، والرجوع ثانية لطرق أبواب المؤسسة الدولية بناءً على قراري 181 من العام 1947 و قرار 1397 من العام 2002 اللذان يتحدثان عن دولة فلسطينية
2- وضع الإستراتيجية الفلسطينية الشاملة بحيث تشمل تطوير وتحديث، بل وعمل ثورات في قطاعات التعليم والصحة والزراعة والسياسة والصناعة والشباب وغيرها.
3- تفعيل دور لجنة المتابعة العربية لتفعيل دور الرباعية ، فأغلبية أطراف الرباعية تؤيد الحقوق الفلسطينية، و تؤيد قرارات الشرعية الدولية، و لم تعد هذه الرباعية في عام 2014 كما كانت في عام 2011.
4- نقل قرار لاهاي إلى الجمعية العمومية على سكة القرار الأممي 377 "الاتحاد من اجل السلام". يمتلك الشعب الفلسطيني ثروة كبيرة جداً لا تقدر بأي ثمن، إنها رأي لاهاي الاستشاري، حيث لم تتحدث لاهاي فقط عن هدم الجدار، بل تحدثت أيضاً عن القرار 181 وعن الهدنة، وتحدثت عن القدس وما حولها، وعن صلاحية اتفاقيات جنيف....الخ. المطلوب فلسطينياً تحويل لاهاي من رأي استشاري إلى قرار، أو إلى قرارات، ويتم ذلك من خلال التقدم بها إلى مجلس الأمن.
5- إصدار مرسوم رئاسي من أجل تقديم أوراق العضوية في كافة مؤسسات الأمم المتحدة وعلى رأسها عضويتنا في اتفاقية روما من العام 2002 المعروفة باسم محكمة الجنايات الدولية.
6- المباشرة بمفاوضات ثنائية مع كل من الأردن ومصر وذلك من اجل تحديد و ترسيم حدودنا الدولية معهما.
ان المصالحة بالضرورة أن تكون أحد عناصر أو مسارات الإستراتيجية الشاملة، لكن من الخطأ القول بتأجيل تنفيذ خياراتنا إلى ما بعد توحدنا، فالسير في هذا الخيار يجعل كل الوطنيين الأحرار يسيرون وراء منفذي الخيارات و ليس وراء تجار الانقسام.
القطاع الأهلي تقع على عاتقه مهمة وطنية تاريخية في عملية استكمال التوجه الاممي، فالقطاع الأهلي يمتلك من الطاقات المادية و البشرية التي يمكن أن تلعب ادوارا مركزية في المعارك الدبلوماسية القادمة.
و هناك دور مركزي للقطاع الخاص الوطني أيضا، فحركة القطاع الخاص و التوجه باتجاه المشاريع الاقتصادية المشتركة مع القطاع العام يعمل على تفعيل الاقتصاد الوطني، ويمنع ارتفاع الأسعار، و يوفر فرص عمل للشباب.
علينا التعامل مع المقاومة الشعبية كنهج وكجزء من حياتنا اليومية، بحيث تكون منتظمة ومنظمة يشارك بها الجميع خاصة المرأة والشباب.
أقصر الطرق للرد على ارهاب الاخوان في مصر
بقلم: الدكتور ناجي صادق شراب – القدس
مسلسل العنف وقتل المدنيين، وإستهداف مؤسسات الدولة الأمنية والمدنية هدفه السريع ضرب وإجهاض محاولات البناء الديموقراطي الذي يبدأ بالإستفتاء على الدستور، والذي يعتبر نجاحه الخطوة الأولى في بناء النظام الديموقراطي الذي من أجله قامت الثورة في مصر.
والنجاح الديموقراطي هو الرد الطبيعي على كل محاولات العنف والقتل والإرهاب ايا كان مصدرها، فالهدف هنا مزدوج من ناحية خلق حالة من عدم الإستقرار والفوضى الأمنية التي قد تدفع الدولة إلى مزيد من الإجراءات المقيدة او حتى الدفع بالعودة لحالة الطوارئ، وإستصدار قوانين تقيد الحريات، وهذا هو الهدف الأول. والهدف الثاني خلق حالة من التخويف والترويع لدى المواطن المصري، ودفعه لعدم المشاركة في اي إستفتاء قادم ، بهدف إفشال الإستفتاء، او على أقل تقدير الحيلولة دون المشاركة الجماهيرية الواسعة وهي الرد الطبيعي على موقف الأخوان من التمسك بالشرعية، وانهم يمثلون الشرعية وماحدث ضد الشرعية ، والشرعية لا تغلبها إلا شرعية أخرى أقوى منها. ومن هنا الخوف من الإجراءات الديموقراطية وإستكمال كتابة الدستور وعرضه على الإستفتاء الجماهيري، ونجاح الإستفتاء بتصويت جماهيري كبير يعني سحب أول اوراق الشرعية السابقة ، ومن ثم إضعاف معارضتهم.
من هنا جاء هذا العمل الأخير المدان الذي إستهدف مبنى مديرية أمن الدقهلية والذي راح ضحيته عدد كبير من الضباط والمجندين والمدنيين والذين ذنبهم أنهم يعملون في هذا الجهاز، والهدف الدفع بالقوات الأمنية إلى مزيد من ردود الفعل الغاضبة ، ومزيد من السياسات الأمنية المتشددة، وهو ما يعني تقييد للحريات والإعتقال وهذا ما تسعى إليه هذه الجماعات ومن يساندها خارجيا، فالهدف النيل من مصر كدولة ونظام حكم ، وعليه الرد الوحيد لهذا العنف والإرهاب هو في المضي قدما في عملية البناء والتحول الديموقراطي، والإصرار على الإستمرار في إستكمال الإستفتاء على الدستور. فنجاحه يعني إلغاء لما سبقه من دساتير، وإعتبار ما سبقه كأن لم يكن ، لأن الدولة لا يكون لها إلا دستور شرعي واحد، وهذه الخطوة ضرورية لضرب العنف والرد عليه بمزيد من الخطوات الديموقراطية والدستورية وبناء الشرعية السياسية الجديدة ، والإبتعاد عن اي قوانين مناهضة لحقوق الإنسان، والمضي قدما في الخطوة الثانية وهي الإنتخابات الرئاسية والتي تعتبر من أهم خطوات البناء الديموقراطي.
مصر الأن بحاجة إلى رئيس منتخب مدنيا وبقبول جماهيري كبير، وهذه هي الورقة الثانية التي ستسقط أي رهان على عودة الرئيس السابق، وهنا اهمية أن تتم الإنتخابات الرئاسية وفي موعدها وبمشاركة جماهيرية كبيرة ، فالمقارنة هنا مهمة وضرورية بين الإنتخابات الرئاسية السابقة والإنتخابات الرئاسية الحالية ، والإقبال له معنى ومدلول سياسي كبير وهو إن مزيد من المشاركة يعني مزيد من الشرعية السياسية لإلغاء الشرعية السابقة، وأما الخطوة الثالثة وهي إستكمال البناء التشريعي الجديد، من خلال إعادة انتخابات مجلس الشعب، وهذه الإنتخابات لا تقل اهمية عن الإنتخابات الرئاسية، بل أقول قد تفوقها من حيث المبدأ الديموقراطي النائب يمثل الشعب ويريد ما يريده الناس ، وتكوينه يمثل الإرادة الشعبية الشرعية ، ومع الحرص على نزاهة وشفافية الإنتخابات ، وستكون إنتخابات هذا المجلس هي الرد على من له حق تمثيل الشعب المصري في أعلى سلطة برلمانية .
إستكمال هذه الأوراق والثلاث من الأهمية بمكان في عملية إستمكال البناء الديموقراطي، ونجاحها يعني سقوط كل الأوراق من يد حركة الأخوان ، ومن ثم تجريدهم من أي مقومات الشرعية التي يتمسكون بها ، وسيخرجوا الخاسرين من هذه العملية ، وكان الأجدر بهم إن يعلنوا موقفا واضحا من العنف والتبرؤ منه ومن الحركات الداعمة لها ، والقبول بالمشاركة في عملية إعادة بناء الشرعية السياسية الجديدة في مصر، حسنا فعل حزب النور الإسلامي عندما شارك في لجنة الخمسين، وقبوله بالمشاركة في أي إنتخابات قادمة ستضفى عليه مزيدا من الشرعية، عكس حركة الأخوان التي لم تخسر الحكم فقط ، بل ستخسر نفسها بتحولها إلى حركة يرفضها الشعب المصري.
في هذا السياق يمكن أن نفهم الأهداف التي تقف وراء التفجيرات والسيارات المفخخة والتي تستهدف الديموقراطية في مصر، وفي النهاية لا بد ان تنتصر إرادة الشعب بإنتصاره في التأسيس لمصر الجديدة التي تقوم على الديموقراطية، هذه هي الرسالة القوية القادرة على إجهاض كل إرهاب وعنف، والمضي قدما في عملية البناء السياسي والإقتصادي وبالإجراءات السياسية الداعمة لحقوق الإنسان.
هذه هي اقصر الطرق للرد على الإرهاب ، وقد يكون الثمن كبيرا ، لكن في النهاية سينتصر الشعب المصري ومعه كل الشعوب والدول التي ترى في دور مصر وأهمية أمنها وإستقرارها لجميع الدول العربية ، فدعم مصر والوقوف بجانبها أولوية عليا لكل دول المنطقة ، ونجاح مصر نجاح لكل الدول للتغلب على هذا الإرهاب الذي لا يستهدف مصر بل يستهدف الجميع.
المتوقّع والواقع، فلسطين "فاجأت" زوّارها العرب؟!
بقلم: حسن البطل – الايام
لنبتعد قليلاً عن التطبيع (والتتبيع والتضبيع، حسب تعبير رشاد ابو شاور)، ولنلامس التوقّع والواقع على ألسنة الزوّار العرب لفلسطين ـ السلطوية.
• الفنّان ورسّام الكاريكاتير المصري الشهير: جورج بهجوري، حضر عام 1998 (السنوية الخمسين للنكبة) محاولة بدء مشروع فلسطيني لإنشاء "متحف الذاكرة والبطولة" في عين سينيا، قرب جفنا، القريبة من بيرزيت، وكان مقراً لعبد القادر الحسيني.
• قال لي متعجّباً: فلسطين عمار من حجار. لم أكن أتوقعها جميلة هكذا.
• الناقد والشاعر التونسي محمد لطفي اليوسفي (ابن عمّ صديقنا الشاعر محمد علي اليوسفي) زار الضفة مع مثقفين عرب، في بداية الانتفاضة الثانية. قال: "فهمت لماذا يُقاتل الفلسطينيون بالحجارة.. فلسطين كلها حجارة" (كتب الزائرون نصوصاً جميلة عن مفاجآتهم بجمال فلسطين ونضال شعبها).
• النجمة الشابة المصرية كارمن سليمان، الفائزة بجائزة "محبوب العرب" في موسمها الأول، أحيت مع زميلتها المغربية سلمى رشيد احتفالاً في رام الله بالعام الجديد. قالت: "رام الله مدينة طبيعية.. تعيش بشكل أفضل من كثير من المدن العربية، رغم مضايقات الاحتلال".
• الشاعر العراقي ـ السويدي عدنان الصايغ، أحيا أمسية شعرية في متحف محمود درويش. قال: "فلسطين عن قرب أفضل مما توقعت. على العرب القيام بسياحة إلى فلسطين، وحجّ ديني، أيضاً. مقاطعة العرب لزيارة فلسطين غباء عربي".
هذا ما التقطته من "شهادات" زوار عرب فوجئوا بالفجوة بين "التوقّع" و"الواقع"، وجميعهم أو معظمهم، زارونا بجوازات سفر أجنبية، بما في ذلك مطربة لبنانية، فوجئت هي الأخرى بالفارق بين التوقّع والواقع. الصورة المسبقة المتخيّلة والصورة الواقعية المعاشة.
ربما توقعها جورج بهجوري مخيّماً كبيراً وتعيساً، وليس عمارات حجرية بيضاء. ربما استغرب محمد لطفي اليوسفي انتفاضة أولى سلاحها الحجر. ربما فوجئت كارمن سليمان بأن مدينة رام الله تعيش حياة أفضل ترتيباً من مدن عربية كثيرة. ربما اكتشف عدنان الصايغ أن الجهل العربي بفلسطين ـ السلطوية، ومقاطعة زيارتها، باسم مجافاة التطبيع، ليس أكثر من "غباء".
قال لي صديق ـ مواطن زار لبنان (بيروت وصيدا) أن الاتصالات والمواصلات والكهرباء والمياه والنظافة في فلسطين في حال أفضل مما في بيروت ولبنان، وأن شاطئ صيدا أسوأ حالاً من شاطئ غزة، وأن الطرق بين مدن الضفة أحسن من الطرق بين مدن لبنان. (لا يزال طريق بيروت ـ دمشق الدولي على حاله كما كان قبل ثلاثين سنة).
قالت لي ابنة أخي الفلسطينية ـ السورية اللاجئة إلى القاهرة، إنها فوجئت بتخلف البيروقراطية المصرية، واعتمادها على التدوين الكتابي بخط اليد، في حين أن سورية خلاف ذلك، وهي لا تدري أن استخدام الحواسيب في فلسطين يشمل المعاملات الإدارية كلها.
فلسطين ـ السلطوية ليست مدينة رام الله، وباقي مدنها مثل الخليل ونابلس وسواهما لا تقلّ عنها عمراناً وجمالاً، بل إن الوحدة السكنية في أي قرية، تقريباً، تضارع الوحدة السكنية في رام الله وباقي مدن الضفة، ربما باستثناء البنية التحتية بسبب استمرار الاحتلال. لا توجد "أحزمة فقر" تحيط بالمدينة الفلسطينية.
مع ذلك، فإن فلسطينياً مقيماً في فلسطين ـ السلطوية، نشر على صفحته في "الفيسبوك" صورة تقاطع شوارع معلّقة في مدينة غربية، وزعم أن مثل هذه الصورة سنراها في فلسطين "بعد مليون عام". هذا خطل كبير. لماذا؟ لأن مجموع عدد سكان الضفة وغزة (فلسطين السلطوية) يقلّون عن عدد سكان مدن كبرى عالمية، مضطرة إلى بناء جسور معلّقة على الطرق لتسهيل حركة المواصلات.
مثلاً: نظام المواصلات العامة في لندن، مثال عالمي في العواصم يحتذى في النجاعة والدقة، لكن ليس في لندن جسور معلّقة أو مستديرات، بل شارات ضوئية في شوارع متعامدة التقاطع.
إذا كان زوار عرب يتفاجؤون من صورة فلسطين التوقّع والواقع، فهذا ليس حال الزوار الأجانب لأسباب عديدة، ليس من بينها الفجوة بين الواقع والتوقّع، أو ربما سهولة في زيارة البلاد، ولا تشغل بالهم مسألة "التطبيع" مع إسرائيل في زياراتهم.
بعض الفلسطينيين، في المقابل، لا يميزون الفوارق بين علاقة عربية بإسرائيل، رسمية أو شعبية، اقتصادية وسياسية، وبين علاقة الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية بدولة إسرائيل مثلاً، يمكن الاعتراض على تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الإسرائيلي، أو "المفاوضات مع العدو" لكن ليس على الحوارات الفكرية والسياسية، أو الزيارات بين الجانبين. تبادل الأفكار أمر طبيعي لا تطبيعي!
سقطت سهواً ؟
تعقيباً على عمود، أمس، السبت: "نقاش مع السيدة رنا بشارة :
** رنا بشارة : ربما عن قصد، أو غير قصد، أنت حذفت السطر الأخير من تعليقي: "لا يمكن لمن يطرح شعار مقارعة الامبريالية وأنظمة الاستبداد الرجعية العربية، ويقف اليوم إلى جانب ديكتاتوريات عربية، أن يؤسّس لبديل جذّاب للأجيال القادمة".
** حاتم طحان: هناك سيدتان تحملان اسم رنا بشارة، أولاهما: زوجة السياسي والمفكّر عزمي بشارة، وثانيهما الفنانة التشكيلية رنا بشارة.
** من المحرر: هي زوجة المفكر عزمي بشارة.
** من المحرّر: نشرت رسالة رنا كما وردت، وإن سقطت عبارة أخيرة فهي مسؤولية إدارة "الفيسبوك".
... ولماذا لا تميّز رنا عن رنا بوضع الاسم الأوسط الثلاثي؟ مثل حسن يوسف الممثل المصري وحسن. م. يوسف الصحافي السوري؟ أو محمد علي اليوسفي ومحمد لطفي اليوسفي؟
نتنياهو في مواجهة العملية السياسية!!
بقلم: هاني حبيب – الايام
أشار أحد آخر استطلاعات الرأي في إسرائيل، إلى أن الإسرائيليين في غالبتيهم لا يعتقدون أن العملية التفاوضية مع الجانب الفلسطيني ستتكلل بالنجاح، ثمانون بالمئة من المستطلعين شككوا في التوصل إلى حل سياسي على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، في ذات الاستطلاع، تبين أن الرأي العام الإسرائيلي لا يمنح ثقته برئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لكنهم أشاروا إلى أنه الأفضل رغم ذلك، رغم فشله في إقناع واشنطن بالرؤية الإسرائيلية على الملفين الفلسطيني والإيراني، شخصية نتنياهو لن تؤثر جوهرياً في تاريخ الدولة العبرية كما حدث مع بن غوريون الذي أسس الدولة، وبيغن الذي وقع اتفاقية السلام مع مصر التي غيرت الخارطة السياسية للمنطقة برمتها، ورابين الذي وقع اتفاقية أوسلو مع الجانب الفلسطيني والتي لا تزال حاضرة في المفاوضات الراهنة، أما نتنياهو، فهو اسم سيمر سريعاً عند منعطفات التاريخ العبري، رغم قيادته لأهم عملية استيطانية في تاريخ الدولة العبرية، ومن أسرار تاريخ رؤساء حكومات إسرائيل، أن التاريخيين منهم، كان دورهم مرتبطاً بالمسألة الفلسطينية والتوقيع على معاهدات سلام، بخلاف نتنياهو، الذي يفعل كل ما في وسعه لإفشال العملية التفاوضية.
الإعلام الإسرائيلي يرسم صورة غامضة عن نتنياهو، لكنه لا يتوقع أن يأتي يوم ويوقع فيه نتنياهو اتفاق سلام مع الجانب الفلسطيني، لأن ذلك يتطلب، حسب الإعلام الإسرائيلي التخلي عن اراض ومستوطنات، قد تؤثر على المسألة الأمنية في إسرائيل، ذلك أن الجوار الإسرائيلي، المنطقة العربية تحديداً، تعيش أوضاعاً انتقالية غير مستقرة، تلعب فيه الجماعات التكفيرية دوراً أساسياً، الأمر الذي يجعل نتنياهو أكثر تحفظاً من الإقدام على خطوات جدية في ظل حالة عدم الاستقرار في المنطقة والأهم هو الحفاظ على حالة الاستقرار النسبية التي تعيش بها إسرائيل وعدم الرهان على اتفاقيات قد تعرض إسرائيل إلى مخاطر لم يحسب حسابها.
لكن نتنياهو يواجه تحدياً كبيراً، ذلك أن الولايات المتحدة عبر وزير خارجيتها جون كيري، تلح في إحراز تقدم ما على الملف التفاوضي مع الفلسطينيين، نجح نتنياهو حتى الآن في هذه المواجهة ولكن إلى متى؟ واشنطن التي تراجعت في سياق ملفات عديدة في سياستها الخارجية، خاصة على الملفين المصري والسوري، إضافة إلى حالة التوتر مع السعودية، فإنها ـ واشنطن ـ ترى في إحراز تقدم ملموس نتيجة لرعايتها للعملية التفاوضية على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، تعويضاً عن اخفاقاتها مع باقي الملفات، وعندما نجحت واشنطن في مؤتمر جنيف على الملف الإيراني، تصدت لها إدارة نتنياهو، ما خفف من التأثيرات الناجحة للسياسة الأميركية، خاصة وأن إسرائيل اقتربت أكثر من فرنسا على خلفية نتائج مؤتمر جنيف حول الملف الإيراني.
وإذا كان نتنياهو، ليس بإمكانه التوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين، نظراً لحالة عدم الاستقرار في المنطقة ـ كما تشير بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلاّ أن الأمر يتجاوز هذا العامل، ذلك أن ما يحول دون مثل هذا التوقيع يعود لأسباب عقائدية يمينية بالدرجة الأولى رغم أن رئيس الوزراء الأسبق شارون قام بالانسحاب من قطاع غزة، رغم انتمائه إلى المدرسة اليمينية في السياسة الإسرائيلية، إلاّ أن شخصية شارون العسكرية والأمنية كان لها الأثر الأكبر في قرارة ذاك، نتنياهو لا يمتلك مثل هذه القدرات والكاريزما التي تمنحه القوة لاتخاذ القرارات الصعبة حتى لو أراد.
نتنياهو مضطر إلى أن يكون أكثر يمينية من كل اليمين في حكومته، وأكثر يمينية من الأعضاء الكبار في حزب الليكود، فهو يخشى من أن قرارات مصيرية تهدد حكومته، والأخطر ان مثل هذه القرارات قد تشجع بعض الأطراف في الليكود والمتعطّشين لخلافة نتنياهو، على الانشقاق، خاصة وأن بعض المؤشرات الداخلية تشير إلى أن موشيه كحلون وزير الاتصالات السابق، يقوم باتصالات داخلية من أجل تشكيل حزب جديد، تشير استطلاعات الرأي أن حزباً بقيادة كحلون، سيفوز بعشرة مقاعد في انتخابات الكنيست القادمة، الأمر الذي يهدد الليكود ويهدد موقع نتنياهو، فالأمر يتعلق بالوضع الداخلي لحزب الليكود، وعندما نقرأ الطريقة التي ينجح فيها نتنياهو في مواجهة الضغوط الأميركية على خلفية العملية التفاوضية، ذلك أن مصير نتنياهو ودوره التاريخي الذي يسعى إليه يحول دون المراهنة على اتفاق سلام مع الفلسطينيين رغم الضغوط الأميركية.
مصلحة نتنياهو الشخصية، هي جوهر الموقف الإسرائيلي من عملية السلام، وهي التي ترجح المواجهة الدائمة في كواليس العلاقة مع واشنطن، وهي أيضاً، التي يجب أن تقنع الجانب الفلسطيني على عدم الرهان على وصول قطار العملية السياسية إلى خط النهاية!!

اليرموك نكبتنا الأخيرة...!
بقلم: أكرم عطا الله – الايام
قفوا على أبواب المخيم واقرؤوا ما تيسر من آيات الموت الذي يصر على أن يرافق تاريخنا في كل العواصم... اقرؤوا ما تيسر من مجازر ومذابح ومآتم بلا معزين.. واقرؤوا ما تعسر من حليب أطفال
ولدوا حاملين لوائح اتهامهم.. فأن تولد فلسطينيا يعني أن تبدأ رحلة الدفاع الطويلة عن النفس ضد عقوبة الموت التي تلاحقك من الأخوة الألداء ومن الأعداء.
"اليرموك" نكبتنا الجديدة على امتداد مساحة الألم الذي يرافقنا منذ اقتلاعنا ولا زلنا معلقين على صليب الموت المصاحب لتاريخنا المثقل بالفجيعة ونحن نتنقل ببوصلة من القهر تدلنا على تجمعات شعبنا المتناثر والمفعم بالحزن دون زمن مستقطع بين فجيعتين لا تعطياننا وقتا لتجفيف الدموع، ماذا فعلنا كي يصب التاريخ جام غضبه علينا بلا توقف وبلا رحمة؟ كأن قدر الفلسطيني أن يبقى أسيرا أو شهيدا أو طريدا.
في اليرموك روايات بلا أبطال وشهداء دون معارك وحروب بلا شرف يخوضها من انتزعت إنسانيتهم بحصار الأبرياء باحثين عن انتصاراتهم على جثثنا والموت بالجوع أحدث وسائل القتل لديهم، وسكان المخيم يصرخون معتقدين أن هناك بقايا ضمير يمكن أن ينقذهم من آلة الدمار المجنونة التي تتفنن في وسائل القتل بالقنص أو بالذبح أو بالجوع وليس أمامهم سوى الموت أو الموت، ولا انتظار سوى حصار وأعشاب أصبحت تخجل من وجوه آكليها حين اعتادت على كائنات أُخرى.
في المخيم نفدت الحمير والقطط والكلاب، وفي كل يوم جديد تضاف إلى قائمة الموت أسماء جديدة وهو النداء الذي كان ذات مرة حين أطلق محاصرو مخيمات لبنان قبل سبعةٍ وعشرين عاماً نداء استغاثتهم المحفور في ذاكرتنا "أنقذونا فقد نفدت القطط" وكأن الحصارات لم تشبع من حصارنا بعد "تل الزعتر" حتى حصار بيروت وحصار المخيمات وحصار جنين وغزة وصولا إلى ما يدمي القلب لاجئي اليرموك وهم يطرقون بقسوة على أبواب ضمائرنا نحن البؤساء والفقراء وليس لدينا سوى أن نبكيهم عندما تلسعنا صورهم ورواياتهم حين يصرعهم الجوع.
كأن موتَهم يربط تاريخنا بتاريخنا الذي يأبى إلا أن يكتب بالدم وبالدموع وبأمعاء أطفال تكفر بحروب القرون الوسطى التي يخوضها العرب في الألفية الثالثة، ودموع جحظت وهي على مشارف الموت من شدة الجوع، فسحقاً لإنسانية تصبح فيها كسرة الخبر حلماً للإنسان، وأي عالم عربي هذا يستحق الحياة وهو يسير نحو السلطة على جماجم البشر، ويصبغ بساطه الأحمر بالدم الفلسطيني، وحين يصعدون للسلطة ندفع الثمن وعندما يهبطون ندفع فاتورة عجزهم، فحين سقطت بغداد كان الفلسطيني ضحيتَها وطريدها نحو مخيم كجزء من إرث التشرد الدائم "الوليد" وفي الحرب على دمشق يقام مخيم جديد، وكأن كل تلك العواصم تأبى إلا أن يكون تاريخها مكتوبا باللجوء الفلسطيني المتواصل، فلسنا شعبا لقيطا في هذه المساحة من الكون ليبقى التشرد قدرَنا، ولم نأت للتاريخ بجناية اغتصاب لأرض أحد، فنحن من ارتكبت الجريمة بحقه، ولسنا شعبا زائدا حتى تنفتح كل فوهات مدافع الكون ضدنا ليبقى اللجوء قدرَنا الدائم ونكتب حضورنا بالموت، فقد انغلقت في وجه مخيم اليرموك كل بوابات الوطن وانفتحت فقط بوابة الألم، فهل قدر الفلسطيني أن يحمل كل آثام التاريخ ونزوات سادة القتل ويسقط صريعا في صراعات العرب الطويلة؟
أتعبنا الرحيل الدائم واللجوء الدائم والنزيف الدائم والجوع الدائم والحصار الداهم، وأصبحت الفواتير أكثر ثقلا على القلب ونحن نعد طوابيرنا من القتلى وترمقنا عيون أطفال ماتوا جوعاً، ويصفعنا أنين من تبقوا إلى الدرجة التي من حقنا أن نتساءل عن جدوى الحياد الإيجابي الذي يطرح حين نحصي خسائرنا التي تفوق الاحتمال، وما معنى الحياد حين ندفع كل هذا الثمن، فعندما تصل خسارتنا إلى ألفي قتيل في اليرموك لم يعد لما يطرح من شعارات أي قيمة وسط نهر الدم، وإذا كان حزب الله استطاع نقل قواته للدفاع عن القرى الشيعية في سورية ألم يكن بالإمكان نقل جزء من الكفاح المسلح في لبنان للدفاع عن المخيم أو للحفاظ على حياده الإيجابي؟ أما أن نعيش الكارثة ونتلقى الضربات بهذا المستوى من عزلة السلاح وندعي الحياد فهذا يعني أن نظل متفرجين على لعبة الموت الطويلة بحقنا ونصبح كالكرة التي يركلها لاعبو الموت بأقدامهم وبفوهات بنادقهم.
خسارتنا أكبر من الاحتمال، وحين نعجز ليس عن الدفاع عن المخيم بل يتضح عجزنا عن إدخال الطعام لشعبنا، حينها لا تعود تجدي كل مبررات الوقوف جانبا، المهمة الآن كيف يمكن إنقاذ ما تبقى من الفلسطينيين هناك وسط الحديث عن أيام أمام المجاعة، وليس لدينا ما يكفي من القدرة على تحمل أن نصحوَ على مئات بل آلاف موتى المجاعة من شعبنا الذي لن يسامح أحداً.
مخيم اليرموك ومرةً أُخرى يكشف عجزنا في إدارة معاركنا، فكل هذا الموت الذي لم نتوقعه باغتنا كما كل الأحداث التي لم نعد لها سوى الصراخ والعويل، وهذا كان غائباً هذه المرة حتى عن وسائل إعلامنا، فاليرموك ليس خبرها الأول ولا العاجل ولا نداء استغاثة ولا تقارير بحجم الحدث ولا حقيقة تكشف من المسؤول عما حدث لنعرف من سيحاسب شعبُنا حين تأتي لحظة الحساب، والغريب أن هناك فصائل تجمع تبرعات لليرموك وكأن بواباته مفتوحة لقاطرات المساعدات، وكان أكثر جدوى لو استنفرت ما تملكه من وسائل إعلام لصالح المخيم هناك.
في اليرموك تتنوع أدوات الموت بين أدوات عصور التخلف بالموت جوعا أو بالقنص وما تفتق عنه العقل البشري من وسائل القتل الحديثة، بين الجوع وبين النار، وكأن عليه أن يجرب كل وسائل القتل والتعذيب التي اخترعت في ظل صمت العالم الذي بقى متفرجاً على نكباتنا المتوالية لعقود.
قبل كتابة هذا المقال أرسلت رسالة للصديق أحمد عمرو من مخيم اليرموك ليصف لي الوضع الذي سأكتب عنه، لم يرد أحمد علي، يبدو أن يديه المرتعشتين لم تعودا تقويان على كتابة رسالة أو أنه يقول غيباً "حين يكون الموت حاضراً لا قيمة للكتابة".. وفي رسالتي الثانية التي لن أنتظر ردها أيضا كانت من سطر واحد "يا صديقي أرجوك لا تمُت"..!
دفـــع الـثـمـن
بقلم: حمادة فراعنة – الايام
يساوي المستعمرون، عبر أحزابهم وقياداتهم المتطرفة بين فلسطينيي مناطق 1948؛ أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وبين فلسطينيي مناطق 1967؛ أبناء الضفة والقدس، وما يفعلونه في النقب، وعكا وكفر قاسم وحيفا والعديد من المواقع بالأفعال والأقوال، وعلى جدران المساجد والكنائس، هو شبيه بما يفعلونه في القدس ومدن الضفة الفلسطينية وقراها وبياراتها وزيتونها وإنسانها، كما يفعلونه في الغور الفلسطيني، إنه البرنامج الصهيوني الإسرائيلي اليهودي التوسعي الاستعماري الرافض للآخر والمعادي له، على كامل أرض فلسطين.
لم يعد القرار الإسرائيلي، ولم تعد التوجهات المتطرفة، المعادية للوجود العربي الفلسطيني الإسلامي المسيحي، على أرض فلسطين تعبيرا عن مجموعات متطرفة هامشية صغيرة، ليس لها علاقة بمصدر صنع القرار الحكومي، بل إن التطرف والعداء للآخر الفلسطيني أو العربي أو الإسلامي أو المسيحي يقع في مركز صنع القرار الرسمي الحكومي الإسرائيلي، سواء من داخل حزب الليكود أو الائتلاف الحكومي ومبادراتهم التشريعية لسن القوانين العنصرية نحو فلسطينيي مناطق 48، أو التوسع الاستعماري نحو فلسطينيي مناطق 67، وتحديداً أبناء القدس والغور، في الضم والتوسع، وثمة قوانين يتم تشريعها لأنها تملك الأغلبية، رغم تطرفها وعنصريتها، وثمة قوانين يتم تأجيلها لأن الوضع السياسي لا يسمح بها، ولكن في كلا الحالتين، يتم ذلك بشكل تدريجي منهجي، في ابتلاع فلسطين وجعل أرضها طاردة لأصحابها وشعبها.
لقد قدم الفلسطينيون تضحيات كبيرة وقبلوا بأقل من حقوقهم، على أمل أن تتحول فلسطين إلى وطن مشترك هادئ ومستقر يعيش فيه وعلى أرضه طرفا الصراع، عبر إنهاء الصراع والبحث عن سبل الحياة والكرامة والمساواة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولكن الرد الإسرائيلي عبر تدمير الممتلكات، وحرق المزروعات، وإبادة شجر الزيتون المعمر، وبث روح الكراهية في نفوس الشبيبة الإسرائيلية، وتمزيق الأرض وتطويقها بالمستعمرات، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم المائية، وإجراء التجارب المخبرية السرية على أجسام المعتقلين الفلسطينيين، والتعامل مع الشعب العربي الفلسطيني بأدوات وقيم وإجراءات أمنية عسكرية، كطابور خامس، وكأعداء، وإغلاق كل منافذ التعايش والمساواة والكرامة مع طرفي الشعب العربي الفلسطيني في مناطق 48 و 67، ورفض عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بيوتهم التي طردوا منها عام 1948، من اللد والرملة ويافا وحيفا وبئر السبع وصفد وطبريا، والسماح لهم بالعودة وفق القرار الأممي 194، واستعادة ممتلكاتهم فيها وعلى أرضها، ورفض عودة النازحين عام 1967 إلى القدس والضفة والقطاع، جميعها مظاهر العداء للفلسطينيين، وجميعها مظاهر رفض التسوية، ورفض التعايش للشعبين بكرامة ومساواة على الأرض الواحدة التي لم تعد وطناً لطرف دون الآخر، وكلاهما فشل في إنهاء الآخر وتصفيته أو إنهاء ارتباطه بهذه الأرض : فلسطين التي كانت ولا تزال، ولن تكون إلا كذلك مهما كانت القوة والغطرسة والتشويه وامتلاك مقومات النفوذ والهيمنة، لأن شعب فلسطين المسلم والمسيحي ومعه بعض اليهود، ما زال يؤمن أن العدالة والمنطق هما المنتصران في نهاية المطاف.
على أرض فلسطين، مازال نصف شعبها يعيش، لم تستطع كل عوامل القوة والطرد والتصفية والتجويع والاجتياحات أن تنهيه، لا في مناطق 48 ولا في مناطق 67، وإذا كان ثمة لاجئون سبق وتعرضوا للقسوة والموت في صبرا وشاتيلا، وها هم يتعرضون للموت في اليرموك، كما سبق وعانوا في ليبيا والعراق، فقد ثبت لهم أن لا أمن ولا استقرار ولا حياة إلا في فلسطين سواء فوق الأرض أو تحتها، فهل يفهم ذلك من رفعوا شعار "دفع الثمن" على جدران بيوت أهلنا وشعبنا في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، مثلما رفعوه في القدس ومدن وقرى الضفة الفلسطينية المحتلة.
حنان غوشة: حارسة أمينة للذاكرة الجماعية
بقلم: د. فيحاء قاسم عبد الهادي – الايام
قابلتني، والصديقة الباحثة، بنصف ابتسامة، ودمعة متحجرة في العينين.
كانت المرة الأولى التي التقيها، بعد رحيل صديقتها الأثيرة، ورفيقة الدرب الكفاحي الطويل/ الرائدة "عصام عبد الهادي"، ولم أكن أعرف أنه سوف يكون اللقاء الأخير.
صداقة نادرة جمعتهما، ومسيرة كفاح طويل، جعلتهما على اتصال يومي، بعد إبعاد الوالدة إلى الأردن عام 1969، وانتقال الرائدة "حنان غوشة" من القدس إلى عمان.
اعتذرتُ لأني لم أستطع أن أزورها قبل هذا التاريخ لنتبادل العزاء؛ كي أرفع عنها ثقل الإحساس بأن مرضها منعها من وداع الحبيبة الأثيرة. من يودِّع من أيتها الغالية؟!
*****
حين تذكر أدوار النساء في العمل السياسي؛ ممن حرسن الذاكرة الفلسطينية؛ تذكر أسماء نساء فاعلات، كشف التاريخ الشفوي عن عمق مساهمتهن. من بين هذه الأسماء، يأتي اسم "حنان سعد الدين غوشة"، التي وافتها المنية في عمان، في 14/11/2013م، بعد حياة حافلة بالعطاء السياسي والاجتماعي.
تعطينا شهادتها، ضمن مشروع التأريخ الشفوي للمساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية، (الذي بادر إلى تنفيذه مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق)؛ دليلاً على مشاركتها بالعمل السياسي، منذ الأربعينيات حتى لحظات حياتها الأخيرة.
*****
انطلقت من بيت مقدسي يعشق الوطن، ويصنع الوطن، على حد تعبيرها، عرفت والدتها "رويدة" السياسة والحياة، قبل أن تعرف القراءة والكتابة. علمت نفسها بنفسها، حتى يتسنى لها قراءة الصحيفة كل صباح، ومتابعة الأخبار. "كانت مناضلة أنجبت المناضلين"، وفي إضراب عام 1936؛ قامت الوالدة بتهريب السلاح، من خلال وضعه بين صدرها وكوفلية وليدها "صبحي"؛ لتمر به من أمام الجيش البريطاني. علمت صغارها أغنيات البطولة والصمود، وحرضتهم على المشاركة السياسية، في توافق بينها وبين زوجها "سعد الدين"، الذي ربى أبناءه وبناته على المواجهة والتصدي.
تحدثت باعتزاز عن أول معركة سجل فيها الفلسطينيون انتصاراً على العصابات الصهيونية، وهي معركة الشيخ جراح، التي شهدتها المناضلة، كما تحدثت بحزن شديد عن استشهاد القائد "عبد القادر الحسيني"، في معركة القسطل في الثامن من نيسان عام 1948.
*****
تخرجت من مدرسة المأمونية بالقدس عام 1952، وعينت في مدرسة اللاجئين في سلوان. وشاركت في نشاطات حركة القوميين العرب؛ وإن لم تلتزم تنظيمياً بالحركة.
شاركت في حلقات نقاش الكتب، التي تتحدث عن القومية العربية، مثل كتب ساطع الحصري، وفي فرق الإسعاف، حيث كانت تزور القرى، لتنظيم دورات الإسعاف، والمحاضرات، والمظاهرات السياسية.
*****
التحقت المناضلة شابة، بالاتحاد العام للمرأة الفلسطينية بعد تأسيسه عام 1965. وعملت مع مجموعة من الفتيات والسيدات، تحت مظلة الاتحاد، حيث قمن بتنظيم الندوات والمحاضرات، والتدريب على السلاح، والإسعافات الأولية. وكان العمل سرياً. تقسَّمن إلى مجموعات، وتقسَّم العمل إلى مناطق، واستلمت الرائدة منطقة الطور والعيسوية/ القدس، وجرى الاتصال ببعض السيدات الوطنيات، وطلب منهم إيجاد مقر لنشاطاتهن. بدأن أولاً بالإسعافات الأولية، واتصلن مع ممرضات وطنيات، وطلبن منهن التدريب على الإسعافات الأولية.
*****
لعبت المناضلة دوراً نقابياً متميزاً في الأردن، بعد هزيمة 1967، وبعد انتقال زوجها إلى عمان؛ من خلال المشاركة في تأسيس فرع الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، بفاعلية، وبحرص على أن يمثل الاتحاد المرأة الفلسطينية عموماً، وليس المرأة المنظمة فقط. التحقت بلجنة العضوية، وانتخبت أمينة سرها، حيث نشطت في فتح مقار للاتحاد في جبل الحسين، وفي الوحدات، وفي جبل النصر. ولكن المراكز جميعها صودرت وأقفلت في أيلول؛ وانتقل مقر الاتحاد إلى بيروت، مما جعل الفقيدة تشارك في اجتماعات الاتحاد، ممثلة لفرع الأردن.
ولاستئناف النشاط في الأردن، بشكل مختلف؛ أسست المناضلة الجمعية الخيرية لرعاية الأسرة، مؤمنة أن العمل الاجتماعي لا يختلف من حيث الأهداف عن العمل السياسي.
قامت الجمعية بدور تربوي، من خلال تأسيس روضة للأطفال، وبدور اقتصادي اجتماعي، يمكن النساء من إيجاد فرص عمل، من خلال تعليم الخياطة، وقامت بدور سياسي غير مباشر، من خلال التدريب على الإسعاف، وتنظيم محاضرات وندوات للتوعية الحياتية والسياسية.
والأهم من ذلك كله، وإيماناً من الجمعية بأهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني، وتطويره؛ قامت الجمعية بتنظيم دورات لتعليم أصول التطريز؛ حيث تقوم النساء، من خلال التطريز (يعمل في مجال التطريز من البيوت حوالي مائة سيدة)، بالحفاظ على التراث، في الوقت نفسه الذي تشارك فيه في تحمل المسؤولية الاقتصادية لبيتها، من خلال إيجاد فرصة عمل مناسبة تعزز دورها التنموي.
"السيدات الفلسطينيات كتبن تاريخ وتراث وثقافة فلسطين والأردن بإبرهن.
تهدف الجمعية للمحافظة على التراث وتطويره، من خلال نقشات الزي الشعبي الفلكلوري، بما يتناسب ومتطلبات العصر، وتطوير وتنمية القدرات الفنية للمرأة، والحفاظ على التراث الوطني وحمايته من الاندثار والسرقة والتشويه، ونشره؛ كي يبقى ساطعا أبد الدهر".
*****
حين سئلت الرائدة عن أسماء نساء لعبن دوراً سياسياً متميزاً؛ تحدثت بإعجاب وحب وثقة عن دور المناضلة "عصام عبد الهادي":
"هي إللي جمعتنا، وهي اللي خلتنا نحب التضحية من أجل الوطن. انتخبوها رئيسة في أول مؤتمر تأسس فيه الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، في القدس. هاي السيدة قلب كبير، لا تخاف من أي إشي، المهم تعمل، يعني بتذكَّر وقت أيلول، أجتني في يوم، الناس كلهم، الرجال، متخبيين تحت الطاولات. إجت قالت لي: الدنيا الطريق ما فيها حدا، الناس كلها بدورها مِتخَبية، طلعت بكل جرأة، وأجتني على بيتي، ببعد عن بيتها مسافة مشي، قالت لي: شو رأيك نطلع على الوحدات، نشوف إيش بدهم؟ قلت لها: وين بدنا نروح؟! يلا نروح على بقية الأخوات إللي كانوا يشتغلوا نشوفهم؛ ولا وحدة قِبلِت".
*****
حنان سعد الدين غوشة،
عملتِ بلا كلل ولا ملل لمصلحة الأسرة الفلسطينية، ولمصلحة الشعب الفلسطيني بأسره، من خلال مساهمتك السياسية، وعملتِ على حراسة الذاكرة الفلسطينية من الضياع، والسرقة والتشويه؛ عبر الحفاظ على التراث الفلسطيني، وتطويره في آن، وتركت خلفك مئات الفتيات، اللواتي يواصلن طريقك، ويعملن على حراسة الذاكرة والوطن؛ مما يرسخ مكانتك في قلب الذاكرة الجماعية لشعبك الذي أحببتِه وأخلصتِ له طيلة حياتك.
تغريدة الصباح - رعونة الشباب
بقلم: حنان باكير – الحياة
كنت في الرابعة عشرة من عمري، حين علّمني والدي قيادة السيارة. ووضع في خدمتي سيارة «أوستن كامبريدج» الكبيرة.
أتقنت القيادة بامتياز. وبقي عليّ الخروج والقيادة بين السيارات. كنت أستيقظ باكرا قبل زحمة السير للتمرين. صداقة أبي مع رئيس بلدية برج البراجنة، دفعت الأخير لإصدار أوامره الى الشرطة بعدم التعرض لي!!
كانت صديقتي اللبنانية والتي تسكن منطقة عين السكّة، تنتظرني كل صباح، ونتجول بسيارتي، سيّما في منطقة سكنها، وكانت تقول» خلّي الناس تشوفنا كيف منسوق سيارة»... بصيغة الجمع!
ذات يوم.. أخذتني نشوة القيادة، ونسيت نفسي، حتى ساعات الذروة، وبدأت زحمة السيارات. أردت الإسراع للخروج من المنطقة ، ف « نكزت» بسيارتي عربة موز، صعدت الى الرصيف والقت الى الارض رجلا مسنّا كان يجلس على كرسيّ ! حالة الإرباك والخوف دفعتني الى الهرب.. قالت لي صديقتي: بتعرفي ان ذلك الرجل المسنّ هو جدّي؟ : لا تخافي هيدا مثل القطط بسبع أرواح!
في اليوم التالي، زارتني لأني لم أجرؤ على الخروج كعادتي. قالت لي: جميع أخوالي زعلانين منك كثيرا! سأذهب اليهم بباقة ورد وأعتذر لهم، وسأخبر والدي بالحادثة! أجبتها. ضحكت وقالت: لا.. عتبهم عليك، لماذا لم تكن الحادثة أشدّ، فهم يستعجلون الإرث.. ولو أعدت الكرة.. فستحصلين على مكافأة !
لاحقا عندما استذكرت وصديقتي تلك الحادثة، قلت لها: لو كنت مشيت في مخطط أخوالك، لكنت تحوّلت الى « مافياوية» خطيرة.
مرت ثلاث سنوات على تلك الحادثة، وأصبحت سائقة ماهرة، تحسن التشفيط بثقة عالية. في رحلة مدرسية الى جبل الباروك ونبع الصفا، جلست أرقب سائق باص المدرسة الكبير بنوع من الحسد!
عند النبع سألت السائق: انا ماهرة بقيادة السيارات، وأرغب بقيادة الباص.. سخر مني ونهرني. فسكت. حان وقت الغداء.. إنفرد السائق خلف شجرة يأكل زوّادته ويشرب كأس عرق! أعدت الطلب منه بإلحاح.. فرمى لي بمفتاح الباص، بعد أن دار مفعول الكأس برأسه. قبضت على المفتاح وكأنه كنز.. كانت مجموعة من الزملاء والزميلات يسترخون في الباص.. بعضهم استسلم لقيلولة قصيرة. وآخرون جلسوا يتسامرون.
جلست خلف المقود.. وأدرت المحرك وأقلعت.. انزوى الجميع في المقاعد الخلفية.. وبدأوا بالصراخ الذي تحوّل الى لعنات.. أما أنا فقد ملكت العالم.. أقود الباص في الطرقات الجبلية، غير آبهة بصراخهم وعويلهم.. فهم لا يجرؤون على الاقتراب مني، حتى لا يربكوني، ويروا أنفسهم يتدحرجون في واد سحيق! لم أر ولم اسمع صراخ المعلمين والناس على الطريق، الى أن وصلت الى دوّارالبلدة وعدت أدراجي سالمة وغانمة بالطلاب الذين فقدوا نصف أعمارهم!
حال نزولي من الباص انهال عليّ الزملاء رجما بقمصانهم وأحذيتهم وبالحصى الصغيرة وبكل ما ملكت اياديهم.. ورجمني المعلمون بنظرات الغضب والوعيد! ولأول مرة في حياتي تذوقت طعم الضرب! هدأ الجميع على إرهاق كبير..
وأخيرا جاء دور السائق الذي توجه نحوي بغضب، يكزّ على أسنانه رافعا يده في الهواء، كمن يريد أن يهوي بقبضته على رأسي.. وقال:» الله يخرب بيتك، طيّرتي كاس العرق من نافوخي»!
لا رضـوخ للـضـغـوط
بقلم: عدلي صادق - الحياة
بات الموقف الفلسطيني حيال القدس، عنوان الموقف الوطني قاطبة، بحيث يصبح أي تراخٍ أو قول عائم، مؤشراً على انحناء شائن في وجه الضغوط التي تُمارس على القيادة الفلسطينية. كذلك بات من الأهمية بمكان، أن يعلم الأميركيون، أن صيغ التسوية التي يطرحونها، لن تلقى استجابة، إن لم تكن ملتزمة بمبدأ جلاء قوات الاحتلال عن كل شبر من الأراضي المحتلة في العام 1967 بما فيها القدس الشرقية. وفي إصرار الجانب الفلسطيني على أن يأخذ الأميركيون علماً بأن هذا هو موقفنا النهائي؛ ستكون هناك فرصة لأن تُعاد صياغة الطروحات والمقاربات، بالمنطق الرصين، وبما يتلاءم مع القرارات الدولية ومع إرادة الأمم. وتخطئ إدارة أوباما، حين تعتقد أن بإمكان القيادة الفلسطينية التماشي مع مناقصة للتسوية ومع المنحنى النازل، لتعيين الحقوق الفلسطينية. فبعد أن أصبحت التسوية خياراً استراتيجياً واقعياً لهذه القيادة، وبعد أن أصبح إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأراضي الفلسطينية وإحراز التحقق الوطني السيّد على 22% من أرض الآباء والأجداد؛ يكون منحنى الهبوط بمستوى الحق الفلسطيني قد وصل الى الحد الأدنى. أما حين يأتي متطرفون عنصريون، ومعهم جمهرة من المهووسين المتطرفين المندفعين للاستيطان؛ فإن المسؤولية تقع على عاتق الأميركيين الذين يوفرون لهذه الحالة الكولونيالية الشاذة، المنتمية لعصور استعمارية، التغطية والمساندة. ولا يُلام أي قائد فلسطيني على تمسكه بمحددات عملية التسوية، لأن أي مساس بمبدأ الاستقلال الوطني الحقيقي على الأراضي المحتلة، سيجعل العودة الى نقطة الصفر هي المآل. والأفضل للشعب الفلسطيني، في حال استمر الحصار والاستيطان وانسداد الأفق، أن يصبح في مواجهة احتلال سافر لا تقف بينه وبين قوة الاحتلال، أية كيانية. فلم تكن السلطة الفلسطينية، منذ إنشائها، إلا إطاراً إدارياً مؤقتاً، قد تحدد سقفه الزمني بحيث ينتهي قبل دخول الألفية الجديدة. وليس ثمة جدوى في إبقاء هذا الإطار الى ما لا نهاية، لا سيما وأن الأميركيين يريدونه ـ مع بعض الإضافات ـ غطاءً للاحتلال الحقيقي. وعندما نعود الى نقطة الصفر، ونصبح في مواجهة احتلال سافر؛ تتغير قواعد التعاطي مع هذا الاحتلال، وسيكون متاحاً للفلسطيني الاستفادة من تجربة الخديعة، لكي لا يعطي لإسرائيل ما لا تستحق، مثلما حدث في "أوسلو" وما ساد التصريح به في مرحلة تطبيقاتها الأولى. وهنا، وقبل أن يحدث الانهيار التام، ينبغي على الأميركيين إعادة صياغة مقارباتهم، بمنطق أقرب الى العدالة، يلتزم بجوهر قرارات الأمم المتحدة!
كذلك على الأميركيين أن يعلموا منذ الآن، أن الشعب الفلسطيني لن يوافق ألبتة، على تلبية قيادته للمطلب الظلامي السخيف، وهو أن نعترف بـ "يهودية الدولة". فلا يحق لحكومة المتطرفين، التي تزاود على اسحق رابين وشمعون بيريس ومن كانوا معهما؛ أن تطالب باعتراف فلسطيني من هذا النوع. تماماً مثلما لا يحق لكيري أن يطالبنا باستجابة بهذا المعنى، وهو الذي سيستهجن إن طالبته المرجعيات الدينية المتطرفة في بلاده، بالإعلان عن الولايات المتحدة كدولة بروتستانتية!
الأميركيون هم المطالبون بالإجابة عن الأسئلة الأهم، أو عن الأسئلة الجوهرية: هل انتم معنيون بتسوية يُكتب لها النجاح؟ وإن كان ردهم إيجابياً، يكون السؤال: هل أنتم مقتنعون بالقرارات الأممية وبالحد الأدنى من العدالة؟ وإن كان الرد بالإيجاب، يتداعى الاستفهام: هل تظنون أنكم عندما تستفردون بالقيادة الفلسطينية وتحاولون إملاء صيغ مجحفة، سوف تنجحون في تكريس ما تسمونه "السلام" وإن لم تنجحوا سوف تتكفل ضعوط الاحتلال وضغوطكم بضمان الرضوخ؟! إن كان الرد إيجابياً عن هذا السؤال الأخير، فإن تعقيبنا ببساطة هو انكم واهمون!
المصالحة وكلام العجز والملل!!!
بقلم: يحيى رباح – الحياة
اعتقد ان الرأي العام الفلسطينيي ليس بحاجة على الاطلاق لشهادة من مائير دغان رئيس الموساد السابق، لكي نعرف ان اسرائيل من مصلحتها الانقسام الفلسطيني، ولن تفرط به، وان بقاء حماس على رأس الانقسام في غزة هو مصلحة اسرائيلية.
أقسم ان جميع الاطراف الفلسطينية الكبيرة والصغيرة الجادة والتافهة على حد سواء تعرف هذه الحقيقة، ولديها الشواهد المؤكدة عليها، وان الانقسام بدأه الجنرال شارون بالانسحاب الاحادي ثم واصلت الحكومات الاسرائيلية استثماره الى الحد الاقصى، واخرها حكومة نتنياهو الحالية، وان القيادة الفلسطينية لن تدخر جهدا لانهاء هذا الانقسام بدءا من اتفاق مكة في مطلع عام 2007 وانتهاء بحوارات المصالحة للتوقيع على الورقة المصرية وصولا الى اعلان الدوحة، ولكن كل تلك الجهود باءت بالفشل وظل الانقسام واقعا معاشا، واكثر من ذلك، ظل هذا الانقسام يدور في افلاك متعددة آخرها مؤامرة الاخوان المسلمين المصريين واتفاقهم مع حماس واسرائيل واطراف دولية واقليمية بأن تكون سيناء مقبرة للقضية الفلسطينية ومقبرة للمشروع الوطني، مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
والشكر كل الشكر للجيش المصري والشعب المصري الذي اسقط ذلك الاتفاق الاسود، ومن يومها وحتى هذه اللحظة والحقائق تتكشف تباعا مثل اوراق الخريف المتساقطة.
جانب من مأساة بقاء الانقسام يكمن في الخلل السياسي والاخلاقي في الساحة الفلسطينية حيث بعض الفصائل وجدت لنفسها مخرجا تحت عنوان الحياد، فكلما جاء عليها الدور لتتحمل المسؤولية هربت الى جحر الحياد، محملة المسؤولية للطرفين، مبرئة نفسها من أي التزام، ومع مرور الوقت تحولت بعض هذه الفصائل الى مصدر للشهادات المزيفة من خلال اطلاق المديح هنا أو هناك، واصبحت برامجها السياسية تدور حول نقطة واحدة وهي البقاء على قيد الحياة.
يغيب الحديث عن المصالحة شهورا، ثم ينطلق فجأة بدون أي عنصر جديد، مجرد تصريح سطحي من أحدهم فيبدأ الطبل والمزمار، ويرتدي مخاتير المصالحة عباءاتهم ووفياتهم ويتلمظون بشفاههم، مستبشرين ان الموسم يوشك ان يبدأ وينطوي الموسم على دعوات للغداء والعشاء، واحاديث للاعلام، وربما سفر الى القاهرة وغيرها، ويتم تكرار احاديث مملة قيلت قبل ذلك مئات المرات.
قبل اسبوع ثارت شهية الاعلام حول ما اطلق عليه اسم مبادرة من اجل المصالحة، ما هي المبادرة؟؟ انها اطلاق سبعة من المعتقلين من ابناء فتح لدى حماس، كان قد القي القبض عليهم بتهمة لا اصل لها في القانون وهي تهمة التخابر مع رام الله، وحكم عليهم بالسجن لمدة عامين قضوا منها اكثر من ستة عشر شهرا وافرج عنهم، وهنا قامت الضجة حول المبادرة، أية مبادرة؟ وبدأ المداحون بالقاء قصائدهم بالاسواق وكيف ان هذه خطوة عظيمة ومبادرة هامة وقفزة الى الامام، وربما جهز البعض جوازات سفرهم انتظارا للسفر.
بل ان السخف العقلي والاخلاقي عند بعض المحترفين وصل الى الهاوية، حيث لا يتوقفون امام الحقائق الكبرى ومن بينها ان اسرائيل مأزومة، ويلزمها هذا الانقسام الذي اخترعته لكي تهرب من أية التزامات يمكن ان تفرض عليها في اجواء المفاوضات، ومخاتير المصالحة يساعدونها دون وعي بالقول الغبي ان التسوية لا يمكن ان تتم بدون المصالحة، فتتشبث اسرائيل اكثر بالورقة، وتتشبث حماس أكثر بالرهينة.
بل ان هؤلاء لا يراعون ان حماس اصبحت جزءا عضويا من المواجهة الداخلية الكبرى لدى الشقيقة مصر، وان مصيرها مطروح ليس فقط على السياسة بل مطروح على القضاء ايضا، والقضاء المصري سيقول كلمته، فلماذا مخاتير المصالحة تعمى ابصارهم عن رؤية الحقائق الكبرى ولا يرون سوى رغباتهم الصغيرة ومصالحهم التافهة؟



لا علاقة بين العودة و«يهودية» إسرائيل
بقلم: عادل عبد الرحمن – الحياة
فلسطين التاريخية، هي ارض الشعب العربي الفلسطيني، وحاملة روايته وثقافته وهويته. ولا يمكن لكائن من كان مهما كان جبروته، ان يقطع صلة الوصل والرحم والتاريخ بين الفلسطيني وأرض الاباء والاجداد. والرواية الوحيدة المنسجمة مع فلسطين التاريخية، هي الرواية الفلسطينية، وأية رواية أخرى، ليست أكثر من فبركات مزورة لتبرير احتلال استعماري إجلائي إحلالي. وبالتالي كل ما يدعيه قادة الحركة الصهيونية من هرتزل حتى نتنياهو وما بينهما، ليس سوى ادعاء كاذب، لا يمت للحقيقة بصلة.
الصراع السياسي الدائر منذ ما يزيد على القرن بين الشعب العربي الفلسطيني وقياداته المتعاقبة والعرب عموما من جهة، والحركة الصهيونية المدعومة من الغرب الاستعماري بحقبه وقياداته القديمة والجديدة، من جهة أخرى، ومع تمكن الغرب عموما والصهيونية من تضليل قطاعات واسعة من اتباع الديانة اليهودية للهجرة لفلسطين تحت شعار « أرض بلا شعب لشعب بلا أرض!» و«أرض الميعاد!» وتعميم فكرة لا تمت للحقيقة وتطور حركة التاريخ بصلة، وهو ما يشير إليه بوضوح البرفيسور اليهودي شلومو ساند، الذي أنكر وجود ما يسمى بـ«الشعب اليهودي»، هي أن اتباع الديانة اليهودية حافظوا على روابط مختلفة عن اتباع الديانات الاخرى، وواصلوا «الالتصاق» ببعضهم كشعب»!؟ تلك الخرافة غير المستندة للعلم والتاريخ وسياقات التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي مازالت اشياع الحركة الصهيونية من خلال آلة إعلامهم المتنفذة عالميا وبدعم غير مسبوق من الغرب الامبريالي تضخ تلك الاكذوبة لتعميمها وغسل أدمغة اليهود المضللين لتحقيق الاهداف الاستعمارية في المنطقة، لان دولة إسرائيل شكلت الخندق الامامي، وقاعدة الارتكاز للقوى الرأسمالية جميعها وبتفاوت إرتباطا بمن يقود ذلك المعسكر، ولتعميق تقسيم المنطقة العربية ونهب ثرواتها، والحؤول دون نهوض الامة العربية،وللخروج من مأزق المسألة اليهودية بالقدر الزماني، الذي تستطيع. هذا الصراع لم يكن يوما صراعا دينيا، ولن يكون يوما صراعا دينيا. لان إسرائيل تستغل اليهود لإشعال محرقة جديدة ضدهم، وليس لحمايتهم او الدفاع عن مصالحهم. ولزحهم في حرب مع الشعب العربي الفلسطيني وشعوب الامة العربية، مع ان جزءا اساسيا من اليهود حاملي الجنسية الاسرائيلية، هم عرب من سكان الدول العربية المختلفة بما في ذلك فلسطين نفسها
مع ذلك ونتيجة تعقيدات الصراع الدائر قبلت القيادة والاغلبية العظمى من الشعب الفلسطيني والقيادات العربية الرسمية بالحل السياسي المستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية على اساس حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إلى جوار دولة إسرائيل، التي اقيمت على انقاض نكبة الشعب العربي الفلسطيني في مايو / أيار 1948. رغم الغبن الماثل في التسوية المطروحة والمقبولة فلسطينيا وعربيا، والتي لا تتجاوز نصف ما طرحه قرار التقسيم الدولي 181، الذي تبنته الامم المتحدة في 29 نوفمبر 1947، إلا ان الحرص الفلسطيني والعربي لوقف نزيف الدم، ووضع حد لدوامة الحروب، ولحماية اليهود المضللين مما تبيته لهم قيادة الحركة الصهيونية والغرب الاستعماري، إرتضت القيادة الفلسطينية خيار السلام، ولكن دون الانتقاص من حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194. لان هذا الحق كفله القانون الدولي، ولا يمكن لاي قوة ان تلغيه او تشطبه تحت أي ذرائع واكاذيب. يتبع غدا

من الحنين لإرث شارون الى فرار كرمي غيلون..!
بقلم: خلدون البرغوثي – الحياة
شهدت الأيام الأخيرة عدة تطورات ومواقف تحمل مؤشرات مهمة في موقف إسرائيل ورؤيتها لعملية السلام، بالطبع يعرف الجميع أنها لا تسعى إليه.
عندما انتكست حالة ارئيل شارون قبل نحو أسبوع، وطرأ تحسن طفيف عليها بعد يوم أو يومين من الانتكاسة، عنونت الصحافة الإسرائيلية أو بعضها الخبر بـ"شارون يقاتل كالأسد". يبدو أن هذه العناوين عبرت عن حالة حنين الإسرائيليين تجاه إرث شارون الدامي، لا تجاه مستقبل يعم فيه السلام. الآن انطوت صفحة شارون، لكن إرثه الدامي سيبقى.
التطور الثاني، استطلاع صحيفة معاريف الذي نشرته الجمعة، وبينت نتائجه أن غالبية مطلقة من الإسرائيليين (73%) ترفض التخلي عن وجود عسكري إسرائيلي في غور الأردن ضمن أي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين.
عنوان الخبر في معاريف كان "الشعب ضد الاتفاق".
الموقف الثالث مرتبط بثلاثة وزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، الأول هو المستوطن نفتالي بينيت، رئيس حزب "البيت اليهود". بينيت هدد مؤخرا بسحب حزبه من الائتلاف الحكومي بسبب ما قد تؤدي إليه جهود وزير الخارجية الأميركي جون كيري الاخيرة، وقال: "لن نقبل بدولة فلسطينية واتفاق يرتكز على حدود 1967، ولن نبقى في حكومة تخاطر بمستقبل أولادنا وتقسم عاصمتنا أيضًا بناء على ضغط دولي ".
الوزير الثاني، المتطرف افيغدور ليبرمان، الذي قال أيضا إنه سيرفض أي اتفاق سلام لا يتضمن تبادلا للأراضي يشمل نقل مناطق في المثلث ووادي عارة التي يقطنها 300 ألف فلسطيني يحملون الجنسية الإسرائيلية، لتكون في حدود الدولة الفلسطينية.
صحيفة معاريف كشفت مؤخرا: نتنياهو نفسه تبنى فكرة تبادل الأراضي التي تحدث عنها وزير خارجيته ليبرمان. معاريف نقلت عن مسؤول أردني قوله إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أبلغ العاهل الأردني انه (أي كيري) تلقى من نتنياهو عرضا بهذا الشأن.
الوزير الإسرائيلي الثالث هو يائير لبيد الذي حذر حكومة نتنياهو من أن حملة مقاطعة منتجات المستوطنات في أوروبا أصبحت واقعا اقتصاديا مثيرا للقلق خاصة لمزارعي غور الأردن، وأن دخل المزارعين (المستوطنين) الذي يعتمد على التصدير في 21 مستوطنة في المنطقة انخفض في السنة الماضي أكثر من 14%، أو ما يعادل 29 مليون دولار، وأن تصدير بعض المنتجات الزراعية إلى غرب أوروبا كالفلفل والعنب تراجع بـ50%، والوضع قد يزداد سوءا.
الإسرائيليون مشتاقون لزعيم مقاتل، الإسرائيليون لا يريدون اتفاق سلام، نتنياهو وشركاؤه يتفاوضون أولا فيما بينهم عما يريدون عرضه على جون كيري ومن ثم القيادة الفلسطينية. المؤكد الوحيد في مفاوضاتهم أنهم متفقون علينا.
جبهتان بحاجة إلى انتباه شديد على المستوى الفلسطيني، حملة المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية التي بدأت بعض آثارها تقض مضاجع إسرائيل. واللجوء للمؤسسات الدولية لمقاضاة إسرائيل بسبب احتلالها.
إسرائيل تعاني اليوم مما تصفه حملة نزع الشرعية التي تتعرض لها عالميا، ويحاول المدافعون عنها استخدام شتى السبل بما فيها القضاء، خاصة في أوروبا، لقمع منتقدي الاحتلال، لكن في معظم القضايا التي رفعت، كانت الخسارة حليفة حلفاء إسرائيل، وهذا الوضع يجب استغلاله إلى أقصى درجة، خاصة أن الرأي العام الأوروبي، وحتى الموقف الرسمي الأوروبي باتا أقرب إلى عزل إسرائيل بسبب ممارساتها في الضفة، وتصريحات لبيد حول المقاطعة مؤشر جيد لمستوى القلق الإسرائيلي.
الجبهة الثانية، هي المؤسسات الدولية. المراقبون لاحظوا أن احد أبرز شروط إسرائيل في موضوع المفاوضات كان تعهد الطرف الفلسطيني بعد طلب العضوية في المؤسسات الدولية خلال فترة الشهور التسعة، العمر المفترض للمفاوضات.
خشية إسرائيل من مقاضاتها دوليا بسبب جرائمها كقوة احتلال، ستقلق قادتها بشكل كبير، ومن المؤكد أنها ستحاصرهم وتضيق الخناق عليهم. ومن يشك بذلك فليسأل كرمي غيلون الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي "الشاباك" الذي فر صباح السبت من الاعتقال والخضوع للتحقيق في الدنمارك بعد أن قدمت منظمة مؤيدة للفلسطينيين طلبا لاعتقاله بسبب ممارسة جهاز مخابراته التعذيب بحق الأسرى الفلسطينيين.

الثورة العربية على « أزلام الجماعة «!
بقلم: موفق مطر – الحياة
يمكننا القول أن ألأشقاء العرب دخلوا المرحلة الأصعب من الثورة, هذا ان لم نسمها بالثورة الثانية, فقد بعثت ثورة الشعب المصري في الثلاثين من تموز / يوليو العام الماضي الأمل والثقة بقدرة الجيل العربي الجديد على التحرر من أشكال الاستبداد والإرهاب الفكري والمادي الذي اتخذته الجماعات الاسلاموية اسلوبا بغرض الاستيلاء على السلطة, وإنشاء انظمة افظع من سابقاتها, واليوم تبعث ثورة الشعب السوري على ما يسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش ) التفاؤل والاطمئنان على ادراك الشعوب العربية لأهدافها, ويقظتها امام حملة لصوص الثورات العربية.
كنا نتوقع انهيار وانهزام اسطورة ارهاب ووحشية (داعش ) بهذه السرعة, لأن هذه التنظيمات ـ لا تملك افكارا او رؤى ثورية ( بمعنى التغيير الجذري نحو الأفضل ) تمكنها من تأمين حاضنة شعبية, مقتنعة, ومؤمنة الى حد الالتزام والتضحية, فهؤلاء لا قدرة لهم على تثبيت اقدامهم في أي مكان إلا بإرهاب جموع الناس بأشكال القتل الوحشي الهمجي, كالإعدامات في الساحات العامة وأساليب التعذيب غير المسبوقة التي لا تخطر على بال المجرمين ضد الانسانية, كتفجير العبوات والسيارات المفخخة في جموع المواطنين ومصالحهم وأرزاقهم، فهؤلاء اما غرباء غزاة مدفوعون بغريزة وشهوة سفك الدماء،يجدون في مناطق النزاعات والصراعات سبيلا لإطلاق العنان لغرائزهم, أو عملاء لأنظمة وأجهزة استخبارات.. لكن بأزياء ورايات ولحى ومظاهر لا يكتشف الناس حقيقتها إلا بعد دفعهم أثمانا باهظة نتيجة أخذهم الأمور بلا أدنى محاكاة عقلانية, أو استخلاص العبر من تجارب الأمم.
وتوقعنا سقوط حكم (الاخوان المسلمين ) في مصر, لأنهم سرقوا حراك الجماهير المصرية وأغفلوا حقيقة أن الشعب المصري وريث دولة عمرها سبعة آلاف عام.. فالشعوب المدنية تمتلك مفاتيح فحص لتمييز رجال الدولة عن ( أزلام الجماعة ), أما ألأرضية الثقافية فهي كفيلة بزلزلة الأرض تحت اقدام كل من يفكر بمصادرة وسلب افكار وعقول وحرية وإنسانية المصريين او ارهابهم, فالمصريون لا يستطيعون العيش إلا بنظام دولة, لذا ثاروا على الاخوان الذين سارعوا لهدم اركان الدولة ليقيموا على انقاضها اركانا لجماعتهم وللجماعات الارهابية, وما اتصالات محمد مرسي مع الرجل الأول في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري التي كشفتها صحيفة الوطن المصرية إلا دليل على نوايا الخراب الذي بيتوا مخططاته لمصر الشعب والأرض والدولة !.
انتابنا بعض خوف من تمكن المجرمين ضد الانسانية المستبدين الظلاميين وتمدد سيطرتهم في سوريا، لكن انجازات الشعب السوري وقواه المناضلة من أجل التحرر والحرية, سوريا الدولة المدنية الديمقراطية, وانتصارات القوى الثورية الحقيقة على هؤلاء وإجبارهم على التقهقهر، يثبت للقاصي والداني ان هذا الجزء من الوطن العربي, في هذه المنطقة الحضارية من العالم, لا تستكين لمجرم ظالم حتى لو طال وجن ليله, ولنا في فلسطين عبرة, حيث ينهزم المشروع الصهيوني ببطء.. فهذا المشروع كان حاضنة كل هذه المشاريع التي سعت لتدمير الوطنية باستخدام معول الدين.