تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المقالات في الصحف المحلية 04/06/2014



Haneen
2014-12-18, 12:32 PM
<tbody>
المقالات في الصحف المحلية






</tbody>

<tbody>
الاربعاء
4/6/2014





</tbody>
<img embosscolor="shadow add(51)">
<tbody>
المقالات في الصحف المحلية





</tbody>

<tbody>




</tbody>





لايوجد تحديث للمقالات

شكراً لك .. إسرائيل !
بقلم: حسن البطل – الايام
حقيقة الموقف الإسرائيلي من المصالحة الفلسطينية !!
بقلم: هاني حبيب – الايام
حكومة التوافق : صفعة نتنياهو ... تحديات كبيرة
بقلم: أشرف العجرمي – الايام
- القنبلة التاريخية - التي قد تُفَجِّرها الولايات المتحدة!
بقلم: جواد البشيتي – الايام
الرابع من حزيران
بقلم: توفيق وصفي – الايام

حياتنا - ذنب غير مغفور
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
مدارات - القتل الغليظ والشرف «الرفيع»
بقلم: عدلي صادق – الحياة
نبض الحياة - الثاني من حزيران.. يوما مختلفا
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
علامات على الطريق - لحظة مبهرة في مشوار صعب
بقلم: يحيى رباح – الحياة
حواديت - على عتبة المطبعة
بقلم: د. أسامة الفرا – الحياة
اطلالة عربية - أساطير المجرمين
بقلم: ابراهيم عبد المجيد – الحياة




شكراً لك .. إسرائيل !
بقلم: حسن البطل – الايام
د. نشأت الأقطش، مدير حملة "حماس" الانتخابية المنتصرة 2006، وضع دراسة عن إدارته للحملة، وأسباب الفوز الكاسح. قال: إن شعار الأيام العشرة الأخيرة في الحملة، جلب لصالحها أكثر من 10% من أصوات المترددين.
ماذا كان الشعار (وقد رأيته بعيني مرفوعاً في ميدان بيتونيا؟) كان: إسرائيل تقول "لا" لحماس. أميركا تقول "لا" لحماس.. فماذا تقول أنت؟
ماذا سيقول المواطن لحكومة "الصلحة" أو "الوحدة" أو بالأحرى "حكومة ظل" للحركتين؟ وماذا قد يقول إن جرت الانتخابات بعد ستة شهور؟
أتعشّم أن أكثر من 10% من آراء المواطنين غير المصدقين بجدية حكومة الصلحة سوف يميلون، الآن، لصالح تصديقها، لمجرد أن إسرائيل، وحدها، دون أميركا والاتحاد الأوروبي.. والدول العربية (والعالم)، ستقاطع ما تصفه إسرائيل "حكومة وحدة فتح ـ حماس" أو ما يصفه بعض وزراء حكومة نتنياهو "حكومة إرهاب"!
المفارقة أن غالبية حكومة إسرائيل مع المقاطعة السياسية، وفرض عقوبات على الحكومة الفلسطينية الجديدة، لكن دون مقاطعة أمنية؟ فكيف تستوي مقاطعة سياسية بغير مقاطعة أمنية؟ وكيف تستوي المقاطعة ـ اللامقاطعة هذه مع وسمها، مسبقاً، بحكومة "إرهاب"؟
يعرف العالم أن حكومة إسرائيل الحالية هي حكومة احتلال واستيطان؛ وتعرف حكومة إسرائيل أن نشاط حركة المقاطعة العالمية، للمستوطنات ولإسرائيل أيضاً، BDC يزداد اتساعاً وزخماً لهذا السبب.
النتيجة؟ إسرائيل المعزولة عالمياً في الاعتراف بحكومة، وصفها كيري في اتصاله مع نتنياهو: "يبدو أن أبو مازن أقام حكومة مؤقتة وفنية لا تضم وزراء حماس" ستكون منبوذة عالمياً إذا طبّقت أقسى عقوباتها بمنع انتخابات تشارك فيها "حماس"، لأنها تنقض زعم إسرائيل لنفسها دولة ديمقراطية وحيدة في المنطقة.
صحيح، أن غالبية وزراء حكومة إسرائيل ينطبق على موقفهم وصف "الهستيريا" كما عنونت "الأيام" ردود فعلها، لكن رئيس الحكومة الجبان ليس كبير الحمقى، فقد وافق على "عقوبات" دون تفصيل، ودون مواعيد، ولم يتقرر حظر لقاءات الوزراء برئيس السلطة، لكن لن يتم أي لقاء دون موافقته!
والأهم أن حكومة إسرائيل لم تقرر تقييد حركة رئيس السلطة!
لماذا؟ لأن فرض "عقوبات" قد يؤدي إلى "فرط" حكومة الائتلاف اليمينية في إسرائيل، طالما يعارضها يائير لبيد، رئيس حزب "يوجد مستقبل" وعمير بيرتس، وزير حزب "الحركة" بزعامة ليفني، إضافة إلى نواب "العمل" و"ميرتس".
هذا، أولاً، وثانياً لأن رئيس السلطة ردّ على التحدي بمثله، وقال: سيكون هناك رد فلسطيني على كل فعل إسرائيلي. إسرائيل لم تفصّل "العقوبات" ومواعيدها، والسلطة لم تحدّد ردود الفعل عليها. هذا تهديد مقابل التهديد.
"الهسترة" التي تقارب "سعاراً" في تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين يعود سببها، جزئياً، إلى الموقف الأميركي من الحكومة الفلسطينية الجديدة، أي إلى امتعاض واشنطن من تفشيل إسرائيل لمهمة كيري.
تخشى إسرائيل وحكومتها، وبالذات رئيسها، الذي يدّعي أنه "فاهم" بأميركا، أن ترفع واشنطن عنها مظلتها السياسية في تصويتات هيئات الأمم المتحدة على رفع الاعتراف بدولة فلسطين، فتلحق بها "دول الميكرو"، مثل ميكرونيزيا وبولونيزيا، علماً أن قبول عضوية إسرائيل دولة في الأمم المتحدة كان مشروطاً، وبغالبية صوت واحد.
سبب "الهسترة" الآخر هو أن إسرائيل فوجئت سياسياً بمغامرة رئيس السلطة على طلب عضوية فلسطين دولة ـ مراقبة "ومناطحة" أميركا، ثم فوجئت، أيضاً، بفشل توقعاتها أن تفشل، مرة أخرى، جهود المصالحة، وتشكيل حكومة فلسطينية "فنية".. كانت إسرائيل قد فوجئت باندلاع الانتفاضة الأولى فالثانية، وما يجري حالياً من "مقاومة سلمية" تتسع نطاقاً هو أقرب إلى "انتفاضة متدرّجة" أو بالتقسيط.
من زمان، ربح الفلسطينيون "حرب الصورة" والآن يربحون حرب الخيارات السياسية، حيث يبثّ رئيس السلطة خيارات حل تتوافق مع الخيارات الدولية، ويشن على إسرائيل "حرب مواقف" بلقاءاته مع إسرائيليين غير رسميين ورسميين.
من الذي قال: منعة إسرائيل هي في قوة جيشها وقوة علاقاتها السياسية بأميركا؟ إنه بن ـ غوريون.
شكراً لحماقات إسرائيل التي تكاد تسلب منها ميزة قوة علاقاتها السياسية الدولية بسبب استمرارها في كونها حكومة استيطان واحتلال.
من الذي ادعى أن الفلسطينيين هم "هدّارو فرص"؟ إنه وزير الخارجية اللامع أبا إيبان؟ من الذي يعطّل الآن كل فرصة للسلام؟ إنه حكومة نتنياهو!

حقيقة الموقف الإسرائيلي من المصالحة الفلسطينية !!
بقلم: هاني حبيب – الايام
يحلو للبعض أن يصف رد الفعل الإسرائيلي من تشكيل الحكومة الفلسطينية مؤخراً، بالهستيريا والهذيان، وان إسرائيل وجدت نفسها إلى الحائط لا تدري ماذا تفعل أو كيف ستتصرف إثر بدايات اتخاذ خطوات جدية نحو المصالحة الفلسطينية، وأعتقد أن في ذلك الكثير من تبسيط الامور، ذلك ان اسرائيل لم تصب بحالة مفاجئة جراء ذلك، وعلى العكس تفاجأت حكومة نتنياهو أكثر من موقف إدارة اوباما من المصالحة الفلسطينية اكثر مما هو الأمر عليه إزاء المصالحة ذاتها بين حركتي حماس وفتح، وما اتخذه الكابينت الإسرائيلي من إجراءات إزاء المصالحة، هي ذات الخطوات التي اتخذتها في السابق كلما ارادت الانتقام من أي موقف فلسطيني اعتبرته اسرائيل يشكل خطراً ولو محدوداً عليها، اوقفت اسرائيل اكثر من مرة تسديد المستحقات الجمركية كما سحبت اكثر من مرة بطاقات الشخصيات الهامة، كما منعت مراراً تصاريح الانتقال من الضفة الى غزة وبالعكس، وحتى مناقشة "الكابينت" إمكانية ضم كتل استيطانية في الضفة الغربية مؤخراً، لم يكن للمرة الأولى كما أوردت الصحافة العبرية، خاصة أن "الكابينت" فوض وزير الأمن الإسرائيلي موشيه يعالون، رئاسة الطاقم الخاص ببحث ضم أجزاء من الضفة، ذلك أن "يعالون" نفسه اعترض وما زال على مثل هذا الضم، خاصة في ظل "هذا التوقيت بالذات"!!
إسرائيل "مغتاظة" من سرعة تطبيق الخطوات الأولى نحو المصالحة الفلسطينية من خلال التغلب على الإشكاليات التي رافقت تشكيل الحكومة، لأن في ذلك إشارة إلى أن عملية المصالحة ستمضي قدماً، رغم كل المعيقات والإشكالات المرافقة لهذه العملية الصعبة والمعقدة والمتمثلة في ملفات الانقسام لسبع سنوات، ثم خلق أمر واقع جديد على كافة المستويات، فقد راهنت إدارة نتنياهو على أن الأمر لن يمر بهذه السرعة، ولا بهذا القدر من التوافق بين الجانبين، فتح وحماس، لتلافي المشكلات التي حدثت ويمكن أن تحدث ازاء هذه الملفات رغم حساسية وتعقيد معظم نقاط التصادم والخلاف، واسرائيل كانت تراهن على "الوقت" حتى تصل عملية المصالحة إلى نقطة افتراق جديدة، تعيد الانقسام الى ما كان عليه، وربما أكثر خدمة لها، بعد فقدان الأمل تماماً في أي عملية إصلاح قادمة لإنهاء الانقسام.
ومن الملاحظ أن "المصالحة" تسببت في مواجهة معلنة بين إسرائيل والولايات المتحدة، ذلك أن حكومة نتنياهو كانت تعتقد أن الموقف الأميركي سيتحدد بعد دراسة مستفيضة تعقب لقاء، ذكر ولم يؤكد انه سيعقد، بين جون كيري وأبو مازن اليوم الأربعاء في عمان، لكن الأمر كان على خلاف ذلك، إذ ان واشنطن سارعت من خلال الناطقة باسم الخارجية الأميركية "جنيفر سكاي" لإعلان موقف يشير إلى أن أميركا تعتزم "العمل مع حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة وستواصل تقديم المساعدة للسلطة الفلسطينية مع مراقبة سياستها" وهذه إشارة واضحة إلى أن واشنطن باتت مقتنعة بأن الحكومة الجديدة ستعتمد سياسة الرئيس ابو مازن ـ ككل الحكومات السابقة ـ وان لا جديد في سياق سياسة القيادة الفلسطينية، خاصة في مجال التسوية السياسية، لكن الموقف الأميركي هذا، لا بد من أنه، أخذ بالاعتبار أن إسرائيل هي التي فرضت فشل الجهود الأميركية حول العملية التفاوضية، وهو الأمر الذي سبق وأن ناقشت الإشارات المعلنة من قبل واشنطن حول تحميل إسرائيل مسؤولية الفشل الأميركي في إدارة العملية السياسية على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
إن قراءة الموقف الإسرائيلي من عملية المصالحة لا يجب أن يخضع فقط لالتقاط الإشارات من خلال التصريحات، رغم أهمية ذلك، إذ ان ما يعبر عن حقيقة هذا الموقف يرتبط بكيفية رؤية المصالح والمخاطر إزاء كل موقف، وعليه يمكن القول إن اسرائيل استفادت كثيراً من الانقسام الفلسطيني، سياسياً وأمنياً، سواء لجهة الادعاء عدم وجود شريك فلسطيني أو باستمرار التنسيق الأمني في الضفة الغربية، وهدنة واقعية في قطاع غزة، لكن إسرائيل باتت تدرك أن المصالحة قادمة مهما كانت الصعاب والعقبات وعليها أن تحول ودون أن يشكل ذلك خطراً عليها، لذلك، ومن خلال التصريحات والإجراءات، تضغط باتجاه تأكيد الجانب الفلسطيني، في ضوء المصالحة، وبحيث تؤخذ المصالح الإسرائيلية بالاعتبار.
إسرائيل تدرك أن المجتمع الدولي، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تحديداً، يقف إلى جانب المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإسرائيل بموقفها المعارض هذا، إنما تضع نفسها من جديد أمام حصار سياسي لا تستطيع معه الاستمرار من دون تحميلها مسؤولية استمرار الاحتلال وإفشال العملية السياسية التفاوضية. إسرائيل استثمرت الانقسام، وهي على وشك استثمار المصالحة، لكن ذلك يتطلب المزيد من الضغوط والإجراءات العقابية والانتقامية، بغرض استمرار ضمان مصالحها السياسية والأمنية في ظل المصالحة الفلسطينية، لذلك، لا نرى في الموقف الإسرائيلي على المستوى الاستراتيجي سوى السعي لتحسين الاستثمار الإسرائيلي من هذه المصالحة، تحت الضغوط المتوالية، وستجد إسرائيل في نهاية الأمر، تتعاطى مع متطلبات هذا الجديد، وهي تحسن دائماً، التعاطي مع مثل هذه المتغيرات!!

حكومة التوافق : صفعة نتنياهو ... تحديات كبيرة
بقلم: أشرف العجرمي – الايام
رغم كل الشكوك الريبة وعدم اليقين خرجت حكومة التوافق الوطني للعلن، وللمرة الأولى منذ بدء الحوار الوطني لتوحيد الصف الفلسطيني وطي صفحة الانقسام المعيب، الذي لطخ تاريخ الشعب الفلسطيني بوصمة عار تحتاج إلى وقت طويل حتى تختفي أو تتلاشى جل آثارها المأساوية، ينجح الفلسطينيون في التقدم خطوة مهمة إلى الأمام على طريق المصالحة الوطنية.
هذه الخطوة شكلت صدمة كبيرة لإسرائيل التي كانت حريصة على إدامة وتغذية الانقسام بكل السبل الممكنة لأنها رأت فيه مصلحة حيوية، وكانت معنية بوجود أكثر من عنوان تمثيلي للشعب الفلسطيني حتى لو كانت فعلياً تفاوض منظمة التحرير المعترف بها دولياً وإسرائيلياً كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.
ولكن الانقسام أتاح لإسرائيل أن تستخدمه كدليل للتشكيك بقدرة القيادة الفلسطينية على تطبيق اي اتفاق يعقد معها لعدم سيطرتها على غزة، وعندما كانت إسرائيل تتعرض لانتقادات كانت تحاول صرف الأنظار عنها بادعاء أن الطرف الفلسطيني غير ناضج للتسوية السياسية.
هذا الادعاء سقط الآن، ولهذا بدا على إسرائيل الرسمية ارتباك شديد ولم تعد تعرف ماذا تفعل، فمنذ الإعلان عن اتفاق غزة وحكومة نتنياهو تحاول تجنيد المجتمع الدولي ضد الرئيس أبو مازن باعتباره اختار التحالف مع "حماس" المنظمة "الإرهابية" وأدار الظهر للشريك الإسرائيلي الذي يمكن أن يحقق معه الحل السلمي، وكأن أبو مازن أوقف العملية السياسية والمفاوضات الناجحة التي على وشك التوصل إلى الحل المنشود حتى يتفرغ للمصالحة مع "حماس".
ولكن الحملة الإسرائيلية باءت بالفشل لأسباب عديدة منها أن إسرائيل أوقفت المفاوضات بقرار منها عندما امتنعت عن تنفيذ التزامها بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، ويعلم العالم كله هذه الحقيقة وتحمل كل الأطراف إسرائيل المسؤولية عن الفشل بما فيها الولايات المتحدة التي أعلنت موقفها أكثر من مرة ولو بصورة خجولة ومتلعثمة.
وقد صرح الرئيس أبو مازن مراراً بأن المصالحة ليست على حساب المفاوضات وأنه مستعد للعودة للتفاوض إذا توفرت بعض الشروط مثل الإفراج عن الأسرى وتجميد الاستيطان والبدء بالتفاوض على الحدود لمدة ثلاثة شهور وبعدها يمكن الانتقال لمسائل أخرى، وثانياً لأن الحكومة الفلسطينية الجديدة هي حكومة تكنوقراط مكونة من شخصيات مستقلة ولا تعتبر حكومة "حماس"، أي لا توجد حاجة لاعتراف "حماس" بشروط الرباعية الدولية كما تطرح إسرائيل، كما أنها حكومة الرئيس وتتبنى برنامجه السياسي، وثالثاً لأن الوحدة الفلسطينية كانت مطلباً دولياً كما هي حاجة فلسطينية لتهيئة المناخ للسلام عندما تكون الفرصة سانحة.
هناك قسم مهم في النخب الإسرائيلية يرى أن حكومة نتنياهو فشلت في معركتها ضد القيادة الفلسطينية، وكل محاولات نزع الشرعية عنها وخاصة عن الرئيس أبو مازن وصلت إلى طريق مسدود بسبب الموقف الدولي وبالذات موقف الولايات المتحدة الذي عبر عنه وزير الخارجية جون كيري في اتصاله بالرئيس أبو مازن، وأوضحته الناطقة باسم الخارجية جان ساكي التي قالت بجلاء أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الحكومة الفلسطينية وأنها لن توقف تحويل الأموال للفلسطينيين في هذه المرحلة، على اعتبار أن الحكومة التي شكلها أبو مازن هي حكومة فنية مؤقتة ولا يوجد بها وزراء من "حماس".
ويرى بعض المحللين أن نتنياهو بتهديداته للجانب الفلسطيني ظهر بصورة سلبية للغاية، حتى أن أفيغدور ليبرمان وزير خارجيته انتقده على تهديداته الجوفاء.
والارتباك الإسرائيلي ظهر في أبشع صورة عندما عقد المجلس الوزاري السياسي الأمني جلسة طارئة لم يستطع فيها الخروج بموقف ينسجم مع التهديدات ولو بصورة جزئية، والصيغة التي خرج بها والتي تنص على تخويل رئيس الحكومة نتنياهو باستخدام العقوبات ضد الفلسطينيين هي صيغة تدل على عدم قدرة على اتخاذ قرار.
ولم يستطع المجلس المصغر الموافقة على اقتراحات متطرفة مثل ضم مناطق فلسطينية أو الإعلان عن خطط للبناء المكثف في المناطق المحتلة، ولو أن هذا هو توجه الحكومة، والسبب هو الخوف من ردود الفعل الدولية، ويقال أن تحذيرات شديدة وصلت إسرائيل من الإدارة الأميركية ومن الاتحاد الأوروبي.
والخوف الإسرائيلي من حكومة الوحدة أو التوافق الفلسطينية يمتد إلى البعد الإستراتيجي المرتبط بنظرة إسرائيل للتسوية القادمة، فلو كانت حكومة نتنياهو تمنح فكرة السلام والحل الدائم أدنى اهتمام لما كانت تحتج على حكومة فلسطينية موحدة يمكن ان تخدم هذه الفكرة، ولكن لأنها تفكر فقط في المواجهة القائمة على فشل العملية التفاوضية المرتبط بالخطوات أحادية الجانب التي تقوم بها وخاصة استمرار البناء الاستيطاني، محاولات فرض حل من طرف واحد بالاستناد إلى الواقع القائم على الأرض، فهي ترى في مجرد توحد الفلسطينيين في مواجهة إجراءاتها خطراً عليها لأن هذا يعزز الموقف الفلسطيني دولياً بعد الاعتراف بالحكومة وفي لحظة أن يقرر الفلسطينيون الذهاب إلى الأمم المتحدة، في وقت تزداد فيه عزلة الحكومة الإسرائيلية ويظهر فيه رئيس حكومتها عاجزاً ليس أمام العالم بل أمام شعبه وبعض أركان حكومته.
الفشل الإسرائيلي هذا وإن كان يثلج قلوب الفلسطينيين الذين تمنوا الوحدة وسعدوا بأولى خطواتها يجب ألا يصرف الأنظار عن العقبات والمخاطر والتحديات الكبيرة التي تواجه عملية المصالحة والوحدة، فهناك عقبات وصعوبات داخلية تتمثل في عملية تغيير الوضع القائم بعد سبع سنوات من الانقسام، وربما أيضاً رغبة بعض الأطراف في الحفاظ على مكاسب اقتصادية وسياسية تحققت خلال السنوات الماضية وبالتالي منع توحيد السلطة الفعلي أو إعاقة إجراء الانتخابات في موعدها المقرر بعد ستة شهور كحد أقصى، وهناك مخاطر من جانب إسرائيل التي قد تستخدم الأمن ورقة لخلط الأوراق وإعادة العجلة إلى الوراء من خلال استهداف غزة ومحاولة جر الفصائل الفلسطينية إلى حرب معها، وهذا يتطلب درجة عالية من الوعي والتصميم على إنجاح المصالحة مهما كان الثمن إذا كنا فعلاً نفكر في المصلحة الوطنية.
- القنبلة التاريخية - التي قد تُفَجِّرها الولايات المتحدة!
بقلم: جواد البشيتي – الايام
إنَّها لبديهية أنْ تقول "الكلُّ أكبر من الجزء"؛ لكن، بمعنى ما، وبحسب مقاييس معيَّنة، يمكن أنْ يكون الجزء أكبر من الكل، أو أنْ يبدو هكذا؛ والولايات المتحدة (القوَّة العظمى في العالم) هي، أيضاً، هذا الجزء الذي يبدو أكبر من الكل، وهو العالَم.
"القوَّة العالمية النسبية" للولايات المتحدة هي اليوم دون ما كانت عليه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؛ فثمة قوى عالمية تُنافِس (وتُصارِع) الولايات المتحدة، في مقدَّمها "روسيا بوتين"، والصين، والاتحاد الأوروبي، واليابان؛ وفي عالَمٍ كهذا يَصْعُب على الولايات المتحدة أنْ تعيش كما تريد؛ وينبغي لها أنْ تعود، عودةً مؤقَّتةً، إلى "المَصْدَر التاريخي (والقديم)" لقوَّتها العالمية، ألا وهو "العزلة (عن العالَم، وإلى حين)"، تاركةً العالَم يَسْتَجْمِع بنفسه أسباب "انفجارٍ عالميٍّ جديدٍ"، يشبه "حرباً عالميةً ثالثةً"، لا تتورَّط الولايات المتحدة في خوضها إلاَّ في فَصْلِها الختامي، كما فَعَلَت، مِنْ قَبْل، وفي الحرب العالمية الثانية على وجه الخصوص؛ فالتجربة التاريخية علَّمتها أنَّ انعزالها (عن العالَم، وإلى حين) مع تحرير كل صراعٍ كبير فيه من القيود، ومن قيودها هي في المقام الأوَّل، وتَرْكِ دوله، وتكتُّلاته الدولية والإقليمية، وشعوبه، وأُممه، نَهْباً لحروب (قومية وعرقية ودينية وطائفية..) وحشية مدمِّرة، يَنْحَلُّ فيها، ويتفكَّك، كل "مُركَّب"، وتنشأ بعض المُركَّبات الجديدة، هو ما يكسبها مزيداً من الطاقة والحيوية والقوَّة، ويؤسِّس لها هيمنة عالمية جديدة، تستمر زمناً طويلاً؛ فالقرن الحادي والعشرون تريد له أنْ يكون قرنها وحدها، شاءت الصين أم أَبَت!
عزلتها الجديدة (والتي تشبه انسحاب جيشٍ انسحاباً تكتيكياً منظَّماً) لن تكون تامَّة؛ ولن تشبه عزلتها القديمة إلاَّ قليلاً؛ فهي ستُزاوِج بين العزلة وبين الاحتفاظ بما يشبه مواقع استراتيجية عالمية متقدِّمة؛ وبدلاً من سياسة "إدارة الأزمات (والنزاعات والصراعات) والتَّحكُّم فيها"، والتي انتهجتها زمناً طويلاً، ستَنْتَهِج سياسة مدارها "تحرير الأزمات" من كل قَيْد، وتَرْكها تنفجر، وتَرْك العالَم، من ثمَّ، نَهْباً لـ "الفوضى الخلاَّقة"، التي مِنْ رحمها سيُوْلَد عالَم جديد، بدولٍ جديدة، وخرائط جديدة.
الولايات المتحدة ستعود إلى الاحتماء (من الحرائق العالمية) بذاك الدِّرْع الطبيعي القوي، وهو المحيط الأطلسي؛ وستحتمي الآن بترسانتها النووية الهائلة، وبنُظمها الدفاعية الجديدة التي تبقي أراضيها بمنأى عن مخاطر الصواريخ العابرة للقارات؛ أمَّا اقتصادياً فهي تستطيع، وإنْ عاشت في عزلة عن العالَم، إنتاج كل ما يلبِّي احتياجاتها؛ وهي الآن لديها من مصادِر الطاقة (ومن النفط والغاز) ما يفيض عن حاجتها؛ ولديها القسم الأعظم من احتياط الذهب في العالَم؛ ولن تَخْسَر إلاَّ ديونها الهائلة إنْ هي انعزلت اقتصادياً عن العالَم، تاركةً له تلالاً من "الورقة الخضراء"، وأشباهها؛ وقد يَسْتَبْدِل المتحاربون أسلحة تصنعها الولايات المتحدة بتلك التلال من "الورقة الخضراء"؛ فالحرب هي أكبر مستهلِك للسلاح.
وبعد ذهاب الاتحاد السوفياتي ما عادت الولايات المتحدة تخشى إمبراطوريات في مقدورها تجميع قوميات وأعراق وطوائف دينية شتَّى في إقليم دولة واحدة، ولو بالإكراه؛ فَلِمَ لا تَشْرَع الولايات المتحدة تتصرَّف عالمياً بما يُسهِّل ويُسرِّع انحلال وتفكُّك "المُركَّبات" في أوروبا وروسيا الاتحادية والصين والعالَم الإسلامي (والعربي)؟!
ويبدو أنَّ ما يشبه "الانفجار (الكوني) الكبير" Big Bang قد وَقَع، متَّخِذاً من العالَم الإسلامي والعربي مركزاً له؛ وتراقبه الولايات المتحدة (وهي تنسحب انسحاباً تكتيكياً منظَّماً) قائلةً: دَعْهُم يتبادلون الهلاك والدمار والتَّفَتُّت..؛ ولسوف نعود لنَحْكُم العالَم (الجديد) بلا منازَع.
الرابع من حزيران
بقلم: توفيق وصفي – الايام
كان يوما غير مسبوق، لم ندرك ونحن نتلقى غارات إسرائيلية ساحقة أنه إشارة البدء لطردنا من قاعدتنا المركزية في لبنان، انشغلنا منذ ساعات ظهيرته بلملمة أشلائنا وتفقد أحبتنا المنتشرين في شوارع بيروت ومخيماتها، ودون أن تسعفنا المفاجأة في التفكير في اليوم التالي والذي يليه بوغتنا بأن شارون وجحافله صاروا على تخوم بيروت.. خضنا الحرب وذقنا واللبنانيين الويل، لم نحسب الأيام والأسابيع والأشهر، كنا نحسب أعداد الضحايا والأطراف المبتورة، ومدى اقتراب الرصاصة والقنبلة العنقودية والصاروخ والقذيفة من أكوام الأبرياء المتكدسين في أقبية الملاجئ وساحات الحدائق والأرصفة، فإذا بنا نتلقى الأوامر بالاستعداد للرحيل على متن سفن عارية إلى منافٍ أخرى، دون منح أي منا فسحة للتفكير أو الاعتراض، وكل ما لدينا ساعات قليلة لتدبير ملابس عسكرية نرتديها ونحن نغادر قلعتنا الأخيرة.
كان من المفترض أن يشهد المركز الثقافي السوفياتي عصر ذلك اليوم "بروفة جنرال" لمسرحية ترعاها دائرة الثقافة في منظمة التحرير، لولا أن الغارات الإسرائيلية سبقتها بقليل، تخيلت للحظة أن كل فرد من أفراد الفرقة قد أصيب في واحدة من هذه الغارات وهو في الطريق إلى البروفة التي تسبق العرض بيومين، فاندفعت بلا وعي إلى الشارع الرئيسي في حي صبرا، بعد أن كتبت رسالة سريعة لزميلي في السكن والفرقة أنبئه فيها أنني أشعر باقتراب الموت.. هرولت مع المهرولين في اتجاهات متعاكسة، والشظايا تتناثر فوق رؤوسنا وأسقف الزينكو، بحثت بعيني عن أحد أعرفه فرأيت الناس المذعورين متشابهين، اتحد صراخهم وعويلهم ولهاثهم، إلى أن ألفيت نفسي في شارع الحمرا الآمن.
لم ندرك أن مساء ذلك اليوم سيكون الحد الفاصل بين مساءات مضت ومساءات مختلفة ستأتي، وأن ثمة مصيرا آخر قد بدأ، سيفرق الحبيب عن الحبيب، والصديق عن الصديق، والرفيق عن الرفيق، بالموت أو الرحيل الذي لا عودة منه إلا للمحظوظين.. كان الرابع من حزيران 1982 يوما فاصلا بين زمن الفدائي الذي يشكل فرقا وزمن السياسي الذي لا يملك أن يشكل شيئا، بين متعة رفقة السلاح والكفاح وبؤس السياسة والمهادنة، بين عظمة التوحد على قلب رجل واحد وهدف واحد وذل التيه دون بوصلة ولا معرفة بقراءة النجوم.
كان يوما تعسا، ما زلنا نتقلب على جمره، في الواقع وفي الأحلام، ثمة من كان يشاركك الحصيرة قبل قليل قد اختفى ولم تره بعد ذلك اليوم، وأخرى أيقظتك في الصباح وفي يدها منقوشة زعتر تمزقت فوق لغم في الظهيرة، ووجوه كنت تتلذذ بمشاركتها الفراغ ما عدت تذكر ملامحها، ومودة كانت أكسجين غربتك وياسمين المغامرة، أين منها الآن سديم الأرواح الخماسيني على الدوام، لا الخندق المشترك يبدده ولا الاختناق.


حياتنا - ذنب غير مغفور
بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة
واشنطن تفاوض عدوها اللدود الذي ما زالت تخوض حرباً ضروساً ضده في افغانستان أي حركة طالبان، وتفرج عن وزير دفاع الحركة الذي كان معتقلا في غوانتانامو في تبادل مع جندي أميركي أسير واسرائيل فاوضت حركة حماس عن طريق هيلاري كلينتون ومحمد مرسي ووقعت اتفاق التهدئة معها وتنسق أمنياً في غزة.
والمفاوضون الاميركيون والاسرائيليون كانوا يقولون للمفاوض الفلسطيني كيف تريد دولة فلسطينية على أراضي عام 1967 وغزة خارج سيطرة السلطة؟
وفي الآونة الاخيرة مع انهيار المفاوضات صار بعض قادة اسرائيل اليمينيين يطالبون بضرورة التفاوض مع حركة حماس باعتبارها كيانا مستقلا في غزة أي تصفية القضية لتنفيذ مشروع دولة غزة فقط.
عندما وصلنا كفلسطينيين الى المصالحة بدأت حفلة اللطم الاسرائيلي باعتبار ان السلطة تجاوزت الخط الاحمر بالمصالحة مع حركة "ارهابية" تريد القضاء على اسرائيل بينما الواقع هو تصفية القضية الفلسطينية بواسطة الانقسام. فهؤلاء لا يريدون موقفا فلسطينيا موحدا حتى يواصلوا العزف على وتر الانقسام وعدم الوئام وإبعاد شبح التسوية والسلام، ومواصلة قتلنا مجاناً ونهب اموالنا وأرضنا، وللتذكر فإن غباء الانقسام أتلف فواتير المقاصة بدلا من تسليمها للسلطة وهذا بدد مئات الملايين سنويا من الضريبة المستردة. والاسوأ ان الضرائب غير المستردة في القانون الاسرائيلي تذهب مباشرة الى الجيش الاسرائيلي.. فهل بعد هذه الخطيئة من كبائر؟
عندما يفاوض الاميركيون حركة طالبان فهو عمل مبرر، وعندما تفاوض اسرائيل حركة حماس فهو ايضا جهد مشكور، وعندما نحاول انهاء الانقسام فهو ذنب غير مغفور.




مدارات - القتل الغليظ والشرف «الرفيع»
بقلم: عدلي صادق – الحياة
قُتلت أمس، ذبحاً بسكين، شابة من بيت ريما، متزوجة في دير غسانة المجاورة، بيد شقيقها، وهذه ظاهرة متفشية في بلادنا. لا نعلم حتى الآن، بماذا يُعلل القاتل جريمته. لكن الظاهرة بشكل عام، باتت مقلقة، ولعل أطرف ما استوقفني، اثناء عودتي الى بطون المراجع الإسلامية لمعرفة الموقف من جريمة القتل على أرضية الشرف؛ هو أن الغالبية العظمى من وقائع القتل في صدر الإسلام، كانت تطال رجالاً لا نساءً، دون إشارة لمصير المرأة في كل واقعة. في تلك الوقائع، جرى تعيين الفارق بين القتل عن عاطفة وعن ديانة، والقتل قضاءً وعدلاً، أي بمعنى البت في الأمر برويّة، والإتيان بالشهود العُدل. ولم أعثر على معالجة للظاهرة، من حيث ان أسبابها موصولة باعتبارات السمعة ودور النميمة والتهامس المجتمعي الشائن وتأويلاته القصوى، في دفع القاتل الى اقتراف الجريمة، مأخوذاً بمشاعر الحاجة الضرورية لغسل سمعة العائلة أمام النمامين. ففي ذلك الغسل الواقع في باب الأنانية، يتلطى القاتل بالدين، فيما هو، في سائر الحياة، ربما يكون ممن يفاخرون في أحاديثهم الحميمة والخاصة، بعلاقات نسائية، أي إنه بلا دين ولا شرف شخصي، ولا ما يحزنون.
إحدى الوقائع حدثت في الشام بعد فتحها، وكانت رموز الدولة الإسلامية ما تزال على وئام، وقد تولى معاوية بن أبي سفيان، في عهد الفاروق عُمر، الشام بعد الأردن وبعد موت أخيه يزيد بن أبي سفيان، في العام الهجري 22. فقد قامت الدينا ولم تقعد، لأن رجلاً قتل رجلاً آخر وقال في تعليل الجريمة، إنه أمسك به مع زوجته، فالتبست الأمور على معاوية، لأن أولياء دم القتيل ثارت ثائرتهم. ويبدو ان الود كان مفقوداً، من ذلك التاريخ المبكر، بين علي ومعاوية، وأن الثاني كان يعترف للأول بالرسوخ في الحجة والعلم، لذا أرسل معاوية لإبي موسى الأشعري في العراق، يطلب منه أخذ المشورة من علي، وهكذا كان!
أجاب علي رضي الله عنه: «لو كان هذا حدث عندي، أنا أبو حسن، إن لم يأت (القاتل) بأربعة شهود، فليُعطَ بِرُمّته». هنا، ليس أقسى من معنى أن يُعطى إنسان بِرُمّته. فهذه كلمة السر، لأخذ القاتل مشدوداً بحبل في عنقه، لينال القصاص بأيدي ــ أو بحضور ــ أولياء الدم.
في ظاهرة القتل الغليظ، على أرضية ما يُسمى «الشرف» الرفيع، يستلهم الفاعلون بيتاً من الشعر للمتنبي، قيل في سياق آخر: «لا يَسْلَم الشرف الرفيع من الأذى... حتى يُراق على جوانبه الدمُ». ومثلما نحن، هنا، نستفظع القتل، فإننا لا نقلل من شأن وضرورة حفاظ المرأة على كرامتها وحقوقها ومكانتها الأدبية، ما يعني ضرورة الحفاظ على شرفها. ولهذه الظاهرة معالجات متعددة المداخل والجوانب، ينبغي تناولها، بكُليتها. إن الشكل العام للظاهرة، هو أن المرأة هي المستضعفة التي تُذبح بالسكين، بينما الحزن غمر الرسول الكريم عليه السلام، عندما أقيم الحد ورُجمت المرأة الغامدية حتى الموت، بعد أن اعترفت وأصرت على الاعتراف أنها زنت. تنبه المصطفى عليه السلام لسخرية أحد الحاضرين وتشفيه، فصاح في وجهه مستنكراً:»لقد تابت توبة لو تابها صاحب مَكْس، لغفر الله له» وصاحب المكس هو معتصر الناس بضرائب مرهقة، وكان هذا أبغض وأقبح إثماً عند رسول الله، دون أن يطاله رجم أو تطاله سكين!

نبض الحياة - الثاني من حزيران.. يوما مختلفا
بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
شهر حزيران حامل ذكرى نكسة مريرة عام 1967، وذكرى اجتياح وحرب اسرائيلية دامت ثلاثة اشهر عام 1982، وحامل ذكريات اخرى حزينة في سفر الكفاح الوطني والقومي، غير ان يوم الاثنين الموافق الثاني من حزيران هذا العام، حمل يوما مهما في سجل الشعب العربي الفلسطيني، حيث رأت حكومة التوافق الوطني النور مع تقديم قسم اليمين امام الرئيس محمود عباس، لتطوي بذلك صفحة سوداء دامت سبع سنوات من الانقلاب والانقسام في صفوف الشعب.
قد يكون للجميع ملاحظات على شخوص ومكونات حكومة التوافق الوطني، ولكن مجرد الاعلان عنها، وإبصارها النور ظهيرة الثاني من حزيران كان بحد ذاته إنتصارا للوطنية الفلسطينية، ولعودة الروح للوحدة الوطنية رغما عن كل قوى الشر والاعداء والمتربصين بوحدة الارض والشعب والقضية والاهداف الوطنية، لانها قصمت ظهر الانقلاب الاسود، وردت على المشروع الاسرائيلي التفتيتي بقوة وعنفوان.
كما ان تشكيل حكومة التوافق الوطني، تعتبر بالمعنى الشخصي للرئيس ابو مازن انتصارا ذاتيا، لان الاعلان عنها أعاد اللحمة والوحدة للشعب تحت رايته وقيادته، ورد اعتبار لشخصه، كون الانقلاب حصل في ظل قيادته اواسط العام 2007، وتحديا له ولمكانته ودوره كقائد للشعب العربي الفلسطيني.
مع ذلك التحديات المنتصبة امام الحكومة والرئيس عباس كبيرة، وهي تحديات ذاتية وإسرائيلية وعلى المستويات كلها، وعلى القيادة تشكيل خلية ازمة لتتمكن حكومة التكنوقراط من القيام بالمهام الموكلة لها، إن كان مهمة إعادة اعمار ما دمره الاحتلال والعدوان الاسرائيلي نوفمبر 2012 او 2008 2009، ومهمة رفع الحصار عن محافظات الجنوب، ومهمة الاعداد للانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، ومهمة تجسير الهوة بين جناحي الوطن وخلق الميكانيزمات والآليات الادارية لعودة الروح لمؤسسات الدولة الحكومية، ومهمة المصالحة المجتمعية، فضلا عن مهمة إعادة تأهيل محافظات الجنوب وتطهيرها من البؤر والقوى التكفيرية، وغيرها من المهام الصعبة.
بالتأكيد الحكومة والرئيس ابو مازن بحاجة ماسة لدعم كل القوى والقطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية الاعلامية والاكاديمية والنقابية ومنظمات المجتمع المدني لتقلع في مهماتها. وما لم تقف القوى السياسية كلها ومن مختلف المشارب وخاصة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية خلف الرئيس وحكومته، فلن تكون قادرة على حمل راية المصالحة والنهوض بالوحدة الوطنية.
وليس صائباً الاعتقاد ان الاعتماد على حركة فتح وحدها الآن، ممكناً لان الحركة وحدها اولا غير قادرة، وثانيا الحاجة الوطنية تستدعي الاعتماد على الكل الوطني، لكي يشعر كل مواطن وكل مسؤول وكل قوة سياسية واجتماعية واقتصادية، انه او انها مسؤولة عن الوحدة الوطنية، وايضا لأن في حركة فتح ما يكفيها من الهموم الداخلية، وبالتالي لاستنهاضها (فتح) يصبح الاعتماد على فصائل العمل الوطني ضرورة بما في ذلك تلك الفصائل المنتقدة والمنسحبة والمترددة.
حكومة التوافق الوطني تحتاج الى جهود الجميع، ودعم غير عادي من ابناء الشعب الفلسطيني لتتمكن من تحمل مسؤولياتها. ونجاحها نجاح للوطنية الفلسطينية، وانتصار لخيار الشعب، وللرد على التحديات الاسرائيلية الخطيرة.

علامات على الطريق - لحظة مبهرة في مشوار صعب
بقلم: يحيى رباح – الحياة
وهكذا انتصرت الارادة الفلسطينية ونجح التوافق، وأدت حكومة التوافق الوطني، حكومة الوحدة الوطنية، اليمين الدستورية امام الرئيس، لتكون الحكومة السابعة عشر منذ تأسيس السلطة الوطنية قبل عشرين عاما، وها نحن الآن رسميا نصبح لاول مرة منذ سبع سنوات تحت عنوان الوحدة بدلا من عنوان الانقسام، وحكومة واحدة بدلا من حكومتين، وصورة طبيعية جميلة للشعب الفلسطيني بدلا من الصورة المشوهة الظالمة التي كان يرسلها عنا الانقسام الاسود.
انها لحظة مبهرة، وخطوة اولى خارقة في مشوار بالغ الصعوبة هو مشوار الاستقلال الفلسطيني، والدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
منذ الثالث والعشرين من نيسان الماضي وحتى يوم الاثنين الثاني من حزيران الحالي، كنت اتابع التفاصيل في الطريق التي تتقدم فيها المصالحة، وكنت الاحظ ان الضرورات الوطنية الملحة التي تفرض حتمية النجاح كثيرة وحاسمة، من بينها اننا بلغنا ذروة الاشتباك السياسي مع الاحتلال الاسرائيلي، وهو ابشع احتلال من نوعه، بل هو النموذج الوحيد الباقي من زمن الاستعمار، نموذج يناضل للبقاء في زمن ليس زمانه، فيخترع لذلك مقولات هي اقرب الى الجنون، ويستند الى نكران غبي بوجود شعب هو اذكى نماذج الحضور في القرن الحادي والعشرين وهو الشعب الفلسطيني، ولقد اصبح من الصعب الى حد المستحيل ان يظل احد متمسكا بلغة الانقسام الشاذة بينما اشتباكنا مع الاحتلال يصل الى الذروة.
ومن بين الضرورات الوطنية الملحة ان هناك حالة واسعة من الانتباه واعادة الحسابات تعم المنطقة كلها، بعد ان انكشفت الى حد السقوط الاوهام القديمة التي كانت تراهن على غموض الشعارات الدينية بديلا عن حقائق الوطن والدولة الوطنية، وفي حالة الانتباه هذه كان من المستحيل على الشعب الفلسطيني –وهو صاحب مشروع الاحياء الوطني – ان يبقى في التيه وهو الذي اعتاد منذ انطلاق ثورته المعاصرة ان تكون قضيته الفلسطينية هي بوصلة الطريق التي يهتدي بها الجميع.
ثم ان العدو الصهيوني الذي صنع نكبتنا ومأساتنا يسابق الزمن بنوع من الاحتشاد غير المسبوق للخرافة والعنصرية معا، ليفرض على الارض حقائقه المعادية للتاريخ والجغرافيا، وكان لا بد من لحظة شجاعة وطنية تصل الى مستوى "الصوفية الوطنية" للاعتراض الكبير على الجنون الصهيوني العنصري، ولم يكن هناك عنوان قادر على تجسيد هذا الاعتراض وهذه الصوفية الوطنية سوى اسقاط الانقسام وتصعيد المصالحة الوطنية.
ولكن الساحة لم تكن خالية من الصعوبات والمتربصين وتجار الانقسام من قوى محلية ليست سوى ابواق وادوات لمنظومات اقليمية ودولية، يساندها صوت التهديد الاسرائيلي فاصبحت تبحث في كل نص للمصالحة عن ثغرات ونواقص وعلامات استفزاز واشارات تحريض، لدرجة اننا سمعنا بكاء على وزارة الاسرى، لم نسمع واحد في المئة منه عن القدس ومسجدها الاقصى! واصبحنا نسمع عن وزارة في حكومة مؤقتة عمرها محدد بستة شهور ما لا نسمعه عن جنون الاستيطان! وظلت هذه الجوقات تلاحق فكرة المصالحة حتى اللحظات الاخيرة، حتى وهم يسمعون نغمة التهديد الاسرائيلي التي تتعالى، والاجراءات الاسرائيلية التي منعت عددا من الوزراء من الوصول الى الضفة لاداء اليمين الدستورية، وظل الرهان الخائب قائما حتى هذه اللحظات.
الحكومة الواحدة هي الخطوة الاولى، هي القاطرة التي تجعلنا مبدأيا نتحرك الى افق جديد، ونتعامل مع كل الملفات وكلها من الوزن الثقيل، ملفات صعبة ولكن الضرورات الوطنية تضغط باتجاه الانجاز والمضي قدما والطلاق النهائي مع الانقسام.
الانقسام سقط لانه ما كان يجب ان يكون اصلا، ومشوارنا طويل، ولكن الامل الوطني فوق كل الصعوبات.

حواديت - على عتبة المطبعة
بقلم: د. أسامة الفرا – الحياة
جلست بجوار الصديق اللواء عرابي كلوب في احياء الذكرى السنوية الأولى لرحيل القائدين أبو علي شاهين والفريق الركن عبد الرازق المجايدة في قاعة الهلال الأحمر بمدينة غزة، سألني إن كنت قد تسلمت الكتابين الذي تناول الأول منهما سيرة القائد اللواء سعد صايل فيما خص كتابه الثاني بسيرة الفريق الركن عبد الرازق المجايدة، أومأت بالايجاب للأول وبالنفي للثاني، بدأ صديقي معاتباً من قصور المؤسسة الرسمية والتنظيمية المتعلق بتسجيل سيرة حياة القادة الذين كانت لهم البصمات الواضحة في تاريخ الثورة الفلسطينية، أصدر الصديق عرابي كتابه عن حياة اللواء سعد صايل، حيث تكفل الأخ يحيى يخلف بمساعدته في طباعته من خلال مركز صخر حبش، فيما تكفل الكاتب طباعة كتابه عن حياة الفريق عبد الرازق المجايدة على نفقته الخاصة.
عتب صديقي له ما يبرره، حيث أنه يرصد في كتبه سيرة قادة نقشوا بعطائهم وتضحياتهم صفحات مشرقة في تاريخ الثورة الفلسطينية، وأقل ما يمكن فعله وفاءً لهم أن نخلد ذكراهم بكتب تحمل تفاصيل محطات حياتهم، والأهم أن السيرة الذاتية لهؤلاء القادة تشكل معيناً تنهل منه الأجيال الشابة، يقول صديقي والحسرة تتملكه أنه أتم كتابة خمسة كتب تناول فيها سيرة القادة، اللواء احمد مفرج «ابو حميد» واللواء عبد المعطي السبعاوي واللواء زياد الأطرش والعقيد عبد الله صيام والقائد منذر أبو غزالة، ولم تر هذه الكتب النور لغياب المؤسسة التي تتكفل بطباعتها، ومن غير المعقول أن يتحمل الكاتب تكلفة ذلك، خاصة وانه يؤرخ سيرة قادة أعطوا الوطن كثيراً، ولا يكتب رواية قد تسجل نجاحاً او اخفاقاً يتحمل دون سواه نتاج ما خطته يداه.
في سنوات الانتفاضة الأولى لم نجد بين أيدينا سوى كتاب يرصد حياة القائد خليل الوزير «ابو جهاد» كتبه الصديق محمد حمزة، جعلنا من الكتاب مادة تثقيفية نطوف بها على الجيل الشاب، أن تسمع عن قائد شيء وأن تعيش معه شيء آخر، لم يحالف الكثير شرف أن يعيشوا على مقربة من هؤلاء القادة، وبالتالي قد يمثل الكتاب فرصة لهم لأن يتعرفوا وهم يقلبون صفحاته تفاصيل حياة القائد، لذلك من الأفضل لنا أن ننفق القليل في الكتابة عنهم من الكثير الذي ننفقه على مهرجانات لا طائل منها.
تقرير مؤسسة الفكر العربي يشير إلى أن متوسط قراءة المواطن الأوروبي تصل إلى نحو 200 ساعة سنوياً فيما متوسط قراءة المواطن العربي لا تتجاوز 6 دقائق سنوياً، وإن كان التقرير يشير إلى تراجع القراءة في أمة اقرأ، فمن المؤكد أن الكتابة هي الأخرى تراجعت بشكل كبير، وحالتنا الفلسطينية لا تختلف كثيراً عن ذلك، مؤكد أن وزارة الثقافة تتحمل القسط الوافر من هذا القصور على المستوى الرسمي، ويشاركها في ذلك مفوضية التعبئة الفكرية والدراسات على المستوى التنظيمي.
لطالما تحدث الكثير حول ضرورة الاستفادة من خبرة المتقاعدين العسكريين، واعتقد أنه من المفيد للوطن عامة ولحركة فتح خاصة أن يتم استيعاب هذه الطاقات في مركز يعنى بالدراسات الأمنية والتوثيقية، وأن يرفد بالامكانات التي تمكنه من القيام بمهامه.

اطلالة عربية - أساطير المجرمين
بقلم: ابراهيم عبد المجيد – الحياة
سؤال قديم حقا لكنه يظل مثيرا للعقل. لا أظن أن أحدا وصل فيما قرأته من أبحاث عن التراث الشعبي الى تفسير نهائي لهذه المسألة. صحيح أن الشطار والعيارين تاريخ في العالم العربي استمر قرونا منذ العصر الجاهلي حتى العصر الحديث. لكن الشطار والعيارين كان الاعجاب بهم لخروجهم على الموضوعات الاجتماعية السائدة والعيش بطريقة غير مسؤولة فيها القدر الأكبر من التحايل على الحياة أو المعاش كما نقول في حوارنا العادي, لتستمر. كان من بينهم لصوص بلا شك لكن سرقاتهم كان لا يمكن كشفها. وكانوا أيضا أسخياء وأهل كرم لا يحتفظون بما سرقوا ليكونوا من علية القوم. اختاروا الهامش الذي وجدوا أنفسهم فيه واستمروا فيه ومن ثم لم يتحول الا القيل منهم الى أساطير شعبية. أشهرهم الشاطر حسن. في مصر في العصر الحديث بالذات رغم حكايات الشاطر حسن في كل بلد والتي لم تجد هذه الحكاية لها ترجمة أو تحققا. الذي دخل التراث الشعبي بقوة شخصية مثل ياسين وشخصية مثل أدهم الشرقاوي. وياسين كان قاطع طريق في أول القرن العشرين في أقصي الصعيد. وكان قاتلا أيضا. استطاع البوليس مطاردته وقتله. وهناك من يقول ان بهية التي قيل انها زوجته كان قد خطفها من قبل وتزوجها قسرا لكن الذي حدث أن ياسين صار شخصية شعبية وصار مقاوما للانجليز وبهية صارت مصر. انفجرت الأغاني الشعبية وفيما بعد الأفلام وضاعت الرواية الحقيقية وأصبح ياسين رمزا للحرية وبهية رمزا لمصر التي تقاوم ولا تستسلم. في المقاومة تجد أغنية مثل «مصر يا امه يا بهية يا ام طرحة وجلابية. الزمن شاب وانتي شابة هو رايح وانتي جاية». هذه أشهر القصائد عن بهية لأحمد فؤاد نجم طبعا ووجدت طريقها الى العقل الجمعي المصري والى فيلم مثل العصفور للمخرج يوسف شاهين والى ميدان التحرير ابان ثورة يناير2011 فقد كانت أكثر ما يتردد وأعظمه. وحين عرفت الحكاية طريقها للسينما تحول ياسين الى بطل شعبي أيضا يقف ضد الاقطاع. فيلم ياسين وبهية. بطولة رشدي أباظة ولبنى عبد العزيز. وطبعا عرفت القصة غير الحقيقية طريقها للاذاعة ولم يعد أحد يذكرالقصة الحقيقية. القصة التي صاغها الوجدان المصري هي التي عاشت. الأمر نفسه حدث مع أدهم الشرقاوي الذي كان أحد ابناء أسرة غنية لكنه أيضا ترك التعليم وتحول الى قاطع طريق. صيغت حوله القصص البطولية كنصير للفقراء معاد للانجليز والملك والاقطاع. وفي محافظة البحيرة موطنه الأصلي كان يعيش من عاصره ومن رأوه ومن عانوا من أعماله الاجرامية. لكن هكذا كان الحال. لم تصل ريا وسكينة الى هذه الدرجة وان كان ما كتب عنهم يتلمس لهما السبب في الحياة الفقيرة في الربع الأول من القرن العشرين في مصر. لم تصل ريا وسكينة الى حالة الاعجاب ربما لأنهما من جنس آخر هو المرأة التي لا يحق لها الا الصمت ويعد خروجها عليه قلة أدب ! الأمر نفسه حدث مع محمود امين سليمان الذي اعتبرته الصحف سفاحا وبالذات صحيفة الأخبار آخر الخمسينات وهو من الاسكندرية ولم يكن يريد أي شيء الا الانتقام من المحامي الذي قيل أنه خانه مع زوجته أثناء سجنه. من البداية وصفته الجريدة بالسفاح وسوء حظه أنه فعل ذلك تحت حكم عبد الناصر الذي كان مرضيا للأغلبية الفقيرة من الشعب لذلك لم يتعاطف معه الناس وان كان قد تسبب دون أن يدري فيما جري للأخوين مصطفى وعلي أمين بعد ذلك من تأميم لصحيفتهما واتهامهما بالتخابر لأميركا وكان السبب أنه يوم مصرعه صدرت الصحيفة بمانشيت كبير يقول «مصرع السفاح» وتحته مانشيت آخر يقول «عبد الناصر في باكستان» ورغم اختلاف اللونين قرأ المانشيتان كواحد كامل «مصرع السفاح عبد الناصرفي باكستان « اذن لم يصل السفاح كما أطلقوا عليه لدرجة الأسطورة الشعبية رغم أن نجيب محفوظ استوحاه في روايته اللص والكلاب. ظل ياسين وأدهم الشرقاوي هما البطلان الشعبيان رغم أنهما فعلا أكثر مما فعلت ريا وسكينة ومحمود أمين سليمان الملقب بالسفاح ولم يكن كذلك. مؤكد أن حالة العداء الشعبي للاستعمار الانجليزي كانت وراء تمجيد هذين المجرمين وتحويلهما الى بطلين شعبيين. أسال نفسي كثيرا هل لا يعرف المصريون الحقيقة وأقول لا بد يعرفون. هل لا بد أن يكون البطل الشعبي في مصر مجرم الأصل ؟ هل هذا ضروري. لا اجد اجابة رغم أني حاولت الاجابة هنا وأتذكر من بريطانيا روبن هود وأقول هي الشعوب جميعها لا تجد البطولة الشعبية الا في المجرمين والله أعلم.